مجلة زيزفون الإلكترونية - العدد الأول
مجلة إلكترونية منوعة تصدر كل شهرين العدد الأول/أبريل 2015 PDF: http://www.4shared.com/file/S018fQ6oce/_-_.html
مجلة إلكترونية منوعة تصدر كل شهرين
العدد الأول/أبريل 2015
PDF:
http://www.4shared.com/file/S018fQ6oce/_-_.html
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
فاذكروين أذكركم<br />
اختيار: إسراء كيالي<br />
الطريق إىل السعادة<br />
اختيار: أماني الجمال<br />
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العاملني، والصالة والسالم عىل سيدنا محمد<br />
الصادق الوعد األمني.<br />
* أي نشاط يقرب اإلنسان من الله عز وجل فهو ذكر له :<br />
يقول رسول الله صىل الله عليه وسلم:)أال أنبئكم بخري أعاملكم -خري اسم تفضيل- وأزكاها<br />
عند مليككم، وأرفعها يف درجاتكم، وخري لكم من إعطاء الذهب والورق، وأن تلقوا عدوكم<br />
فترضبوا أعناقهم، ويرضبوا أعناقكم، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل(<br />
-أخرجه الحاكم يف مستدركه عن أيب الدرداء- .<br />
أيها األخوة، ذكر الله كلمة شاملة واسعة؛ إن قرأت القرآن فأنت ذاكر لله، وإن<br />
استغفرت الله فأنت ذاكر لله، وإن سبحته فأنت ذاكر له، وإن حمدته فأنت ذاكر له، وإن<br />
كربته فأنت ذاكر له، وإن وحدته فأنت ذاكر له، وإن دعوته فأنت ذاكر له، وإن قرأت سنة<br />
نبيه فأنت ذاكر له، وإن تلوت عىل الناس سري الصحابة الكرام فأنت ذاكر له، فأي نشاط<br />
يقربك من الله عز وجل فهو ذكر له.<br />
بعض العلامء قال: ذكر الله لك أيها املؤمن أكرب من ذكرك له؛ مبعنى أنك إذا ذكرته استعنت<br />
به، أما إذا ذكرك فأعطاك كل يشء. ورد يف األثر:) أنا جليس من ذكرين، وحيث ما التمسني<br />
عبدي وجدين (.<br />
* ذكر الله عز وجل من عالمات اإلميان :<br />
عود نفسك أينام جلست أن تذكر الله، تجد أن املجلس قد ارتقى، عمت الفرحة، تألقت<br />
الوجوه، وعود نفسك كلام سمعت شيئاً مهامً، حاول أن تحفظه؛ ألن اإلنسان يف النهاية<br />
ذاكرة.<br />
الذي يريد أن يتكلم؛ سمع تفسري آية، تفسري حديث، قصة أعجبته حفظها، أو كتبها، أو<br />
كتب ملخصها، أينام جلس، لو ذكر تفسري آية ارتقى املجلس.<br />
اآلن هناك آالف اللقاءات، ماليني اللقاءات، كلها عن الدنيا، كالم فارغ؛ وغيبة، ومنيمة،<br />
وتباه، وتفاخر، تجد الجلسة فيها مقت، ليس فيها رسور، يخرجون محطمني؛ هذا افتخر<br />
عىل هذا، وهذا استعىل عىل هذا، وهذا أظهر ما عنده من متاع الدنيا، فكرس قلوب<br />
اآلخرين، يخرجون محطمني، أما إذا ذكروا الله فيخرجون جميعاً مجبورين.) مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ<br />
يفِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُ ونَهُ بَيْنَهُمْ إِالَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّ كِينَةُ،<br />
وَغَشِ يَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَالَ ئِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ و مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ<br />
مَجْلِسٍ الَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِالَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِ امَ رٍ وَكَانَ لَهُمْ حَرسْ َةً( - أبو داود عن أيب<br />
هريرة- .<br />
* ذكر الله أكرب عبادة وأوسع عبادة :<br />
عىل كلٍّ ؛ ذكر الله أكرب ما يف الصالة، وذكر الله أكرب عبادة، وأوسع عبادة، وأشمل عبادة،<br />
ألنه يدور معك حيثام درت، أينام تحركت؛ إذا أويت إل فراشك هناك دعاء خاص قبل أن<br />
تنام، إذا استيقظت من فراشك هناك دعاء خاص، إن خرجت من البيت هناك دعاء خاص،<br />
إن دخلت هناك دعاء خاص، إن ارتديت ثياباً جديدة هناك دعاء خاص، إن جلست إل<br />
الطعام هناك دعاء خاص، إن قمت عن الطعام هناك دعاء خاص، إن دخلت إل بيت الخالء<br />
هناك دعاء خاص، إن خرجت منه هناك دعاء خاص، الدعاء اتصال مستمر، هذا هو ذكر<br />
الله.<br />
إنسان أقدم عىل يشء، عىل عمل يقول: يا رب أعني. يا رب إين تربأت من حويل وقويت،<br />
والتجأت إل حولك وقوتك، يا ذا القوة املتني.<br />
أيها األخوة، عليكم بذكر الله فإنه شفاء..والحمد لله رب العاملني<br />
سيكون حديثنا اليوم عن معنى يبحث كل الناس عنه يف الدنيا واآلخرة.. هذا املعنى<br />
اسمه السعادة. وهذه السعادة هي مراد كل واحدمنا.. ولكن الناس يف بحثهم عنها فريقان،<br />
فريق يريد الوصول إليها ولو كان طريق الوصول ال يريض الله ورسوله، وفريق يبحث عنها<br />
وعينه عىل الله ورسوله.<br />
فأين مستقر هذه السعادة؟ إنها ليست يف اليدين وال يف الدم وال يف امللبس، وال يف<br />
الجدران، إن السعادة شعور ال يلمس وأي شعور ال يلمس مكانه يف القلب.<br />
فمن أين تأتينا السعادة إذن؟ قد يظن البعض أنها تأيت من كرثة املقتنيات، من السيارة<br />
الفارهة والزوجة الجميلة والشقة الفاخرة واملال الوفري، أن تستطيع أن تشرتي أي يشء<br />
تريده، ومتتلك أي يشء ترغبه، ولو كانت السعادة كذلك لشقي أهل األرض جميعًا إال القليل<br />
منهم!! وملا وجدنا غنيًّا يشقى وال فقريًا يسعد وهذا ليس من حقيقة الحياة يف يشء.<br />
إن العلامء والصالحني حددوا لنا باب الوصول إل السعادة بيشء اسمه )الرضا( وعرّفوه<br />
بأنه )سكون القلب بالقضاء وبالقدر(، أي أن يكون القلب ساكنًا خاشعًا مطمئنًا بالله مهام<br />
كان ما يجري عليه من قضاء أو قدر.. أي أن يكون يف قلب اإلنسان املؤمن رسورًا من أفعال<br />
الله يف املنع والعطاء، ألن االبتالء كام يكون باملنع يكون بالعطاء وكم من إنسان شغله عطاء<br />
الله عن الله، وكم من إنسان قرّبه املنع من الله. فهناك من يكون العطاء سببًا يف صالح<br />
حاله وهناك من يكون املنع سببًا يف صالح حاله، وعلينا لنحصل عىل الرضا أن نعلم أن ما<br />
نحن فيه هو الخري ألن الله ال يختار لنا إال الخري..<br />
إن نعمة السعادة يتذوقها اإلنسان عندما يشعر أنه يف أفضل حال، وأن ال أحدَ مانع<br />
قدره حتى وإن تأخرت األشياء التي يتمناها أو تأخرت األشياء التي يتوق لحصولها، سواء<br />
زواج أو عمل أو كشف كُربة معينة أو نجاح.. أو غري ذلك من أمور الدنيا.<br />
ولنعلم أن الطريق للسعادة ليس مفروشً ا بالورود وإعطاء النفس كل ما تتمنى. بل هو<br />
طريق مجاهدة وصرب وذكر و وفكر. طريق مشقة من أجل إرضاء الله فريىض عنَّا فريضينا<br />
برضاه. فمن وجد الرضا يف قلبه من الله فقد وجد السعادة كل السعادة، ومن مل يجده فام<br />
كُتِبت له وما أخذ منها ولو ملك الدنيا وما فيها.<br />
وأنت أيها اإلنسان املسلم الذي مل ينل حظًّا من الدنيا أال يكفيك أنه حني حرمك من<br />
بعض األشياء قَسَ م لك أن تطلب منه وتسأله من فضله! يجب أن نرىض مبا قسمه الله لنا<br />
ونعلم أنه رمبا نرزق بيشء ويكون سببًا يف تعاستنا. ورمبا مينع الله عنا شيئًا ليكون املنع سببًا<br />
يف سعادتنا وقربنا منه سبحانه.. »والله يعلم وأنتم ال تعلمون«.<br />
إن نعم الله علينا كثرية ال تحىص، وعطاءه لنا ال ميكن حرصه ولكن جُبِلت النفس عىل<br />
أن تنظر للمفقود فتشقى وال تنظر للموجود فتسعد.. فإذا فاتك يشء ووجدت أنه ال سبيل<br />
لحصولك عليه فتذكر ما معك وما أعطاه الله لك ومن هنا تصل لباب الرضا ومن وجد باب<br />
الرضا فقد وجد السعادة.<br />
فلرنىض حتى تطيب حياتنا وتطيب قلوبنا فالجنة ال يدخلها إال الطيبون كام قال تعال:<br />
»وَسِ يقَ الَّذِ ينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَ الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا<br />
سَ الَ مٌ عَلَيْكُمْ طِ بْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِ ينَ «..<br />
ولنتذكر دامئا أن الكارهني ال يسعدون والذين يحسدون الناس ال يسعدون والذين ال<br />
يجاهدون أنفسهم ال يسعدون. فال سعادة بغري إميان وال إميان بغري حب، وال حب يف وجود<br />
الكراهية والحسد. وكام قال النبي عن حال اإلنسان يف استقبال قضاء الله وقدره: »مَن ريضِ<br />
فله الرضا ومن سخط فله السخط«..<br />
فلرنىض، ولنحمد، لنسعد يف الدنيا واآلخرة.<br />
مصطفى حسني-بترصف<br />
* موسوعة النابليس - بترصف .<br />
4