You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
1<br />
الوسطية
الوسطية 2<br />
دراسات الوسطية
3<br />
الوسطية
الوسطية 4<br />
دراسات الوسطية<br />
يف تارخييّة اخلطاب اإلسالمي<br />
ال بُدّ ابتداءً من حترير<br />
مفهوم « التارخيية«<br />
الذي حيمله عنوان هذه<br />
احملاولة، ومن توسّ ه<br />
يف دائرة دالليّة حتقق<br />
التوظيف األمثل له.<br />
ونحن نلك يف ضوء اإلجابة عى عدد محدود من<br />
األسئلة، أن نتبنّ مقصدنا يف هذه املسألة، وأن<br />
نكون ظاهرين عى مجمل جوانبها.<br />
فمن املخاطِ ب ؟ ومن املخاطب؟ وما الرشوط<br />
املوضوعية التي تكتنف كاّ منها لحظة الخطاب؟<br />
وما درجة تواؤم اسلوب الخطاب مع منطلقاته<br />
ومع مقاصده؟ وما الجوهري الباقي من ذلك<br />
كلّه إىل يومنا هذا؟ وكيف ميكن لنا اإلفادة منه<br />
يف واقعنا؟.. كُلَّ أولئك مداخل لإلحاطة بتاريخية<br />
الخطاب اإلسامي، وهي كفيلة، فيا نزعم، بإضاءة<br />
معامله وبيان اسرتاتيجياته وتوكيد صابته أومبدئيته<br />
وتجلية« رفقه ومرونته يف آن...<br />
إنّ يف مباحث التفسر وما أنجز فيه من مئات<br />
األسفار، وال سيا املتعلق بأسباب النزول، ويف<br />
مباحث فقه السُّ نة وما اشتملت عليه من رضوب<br />
استخاص األحكام، ويف أخبار الدول وتراجم الخلفاء<br />
والعلاء وأصحاب املقاالت، وما احتمله ذلك كله<br />
من ألوان الخطاب ألدلّة متظاهرة عى اشتباك<br />
الخطاب بالواقع، وعى تشكّله مبقتضاه، وإنّ لنا<br />
أن ننظر إىل الخطاب اإلسامي، منذ أوائل البعثة<br />
الرشيفة إىل لحظتنا هذه يف إطار مزدوج من<br />
حديث املصطفى عليه صلوات الله وسامه: «<br />
أمِرتُ أن أخاطب الناس عى قدر عقولهم« ومن<br />
القاعدة الباغية التي تؤكد أهمية مطابقة الكام<br />
ملقتى الحال«، إذ بها معاً ترتجّح كفاية الخطاب،<br />
وإمكان أن يحقق غاياته.<br />
إن ما ال ريب فيه أن مخاطبة الناس عى قدر<br />
عقولهم إنّ ا تكون عى وجهها الصحيح حن يطّلع<br />
املخاطب عى موارد ومصادر هذه العقول، وعى<br />
منابتها وما أخرج شطأها وآزره من ذلك، وإن بنا<br />
أن نتأمل رسائل رسولنا الكريم إىل ملوك األرض،<br />
وما توافر فيها من دراية بأقدار العقول. وأن نرى<br />
إىل ما كان من أوّل وزير اعام اسامي – وهوجعفر<br />
بن أيب طالب ريض الله عنه)*(. حن بسط يف موجز<br />
بليغ من الخطاب حقائق الدين الجديد للنجايش<br />
ملك الحبشة، وبأي رفقٍ وأناةٍ كان ذلك، ثمّ إىل<br />
ما كان من ربعي بن عامر يف فسطاط الفرس<br />
حن جهر باملهمّة املقدسة والخطاب األعى: جئنا<br />
لنخرجكم من عبودية العباد إىل عبودية رب العباد،<br />
ومن جور األديان إىل عدل اإلسام..<br />
وإن ما تفرّد به رسول الله صى الله عليه<br />
وسلم، ورمبا كان ذلك واحدة من معجزاته أنه كان<br />
يخاطب القبائل بلغاتهم عى ما بينها من اختاف،<br />
وأنه كان يبسط حقائق اإلسام لألعرايب مبا يرسله يف<br />
األرض مؤمناً، يف الوقت الذي يتنزل فيه عى لسانه<br />
من الحكمة ما يحارُ له كبار الفاسفة واملفكرين.<br />
ولعلّ ما عرفه العرب املسلمون، لدى انسياحهم<br />
يف األمصار من ألوان املخاطبات لشعوب مختلفة<br />
األلسنة والعقائد واآلداب ثمّ ما كان من اختاف<br />
املسلمن أنفسهم وانشعاب مذاهبهم، أن يكون قد<br />
أمدّ هم بعد كتابهم وسنة نبيهم مبناهج يف النظر<br />
وطرائق يف املناظرة جعلتهم سادة األرض يف قوّة<br />
الحجاج ومتانة الخطاب، وأن يكون فيهم أمثال<br />
الجويني صاحب « الكافية يف الجدل« والغزايل<br />
صاحب »املنتخل يف الجدل« واآلمدي صاحب<br />
»أبكار اإلفطار« وغرهم كثر، وأن من آثار ذلك<br />
يف األندلس أن يحظر آباء الكنيسة، أيام محاكم<br />
التفنيش البغيضة عى أحد من رجاالتها أن يحاور<br />
موريسكيّا حتى ولوكان حاّ راً ينقل املاء، ذلك أنّ<br />
سويّة الخطاب عنده ما تنوء به عقول أولئك<br />
اآلباء، وان ما تحدر إليه من حضارة »إقرأ« و«<br />
انظروا« أطول باعاً من أن تحيط به جهالة تلك<br />
العقول املظلمة، األمر الذي جعل »جوستاف<br />
لوبون« يتمنى لوان راية محمد صى الله عليه<br />
وسلم رفرفت عى أوروبا كلها وان لوغمرها نور<br />
اإلسام.<br />
وملا كان الخطابُ ، أي خطاب، موجهاً إىل بنية<br />
نفسية وعقلية صاغها التاريخ والبيئة يف آن، فإن<br />
أول واجبات املشتغلن بالخطاب أن يقرأوا هذه<br />
البيئة قراءة مستوفية مستوثِقةً ، وان يصوغوا يف<br />
ضوء ذلك خطابهم.<br />
وإنّ يف كل بيئة عقائد وأعرافاً ومقوالتٍ وأدبيات<br />
وواقعاً إنسانياً مختلِف األنصبة من السعادة<br />
أوالشقاء. فمن أراد أن يكون مسموع الخطاب،<br />
فإن عليه أن يراعي ذلك كله. وأن يفيد من تجارب<br />
األُمّة يف ذلك. ولقد يكون من تحصيل الحاصل هنا<br />
أن نقول إننا اليوم يف أمسّ الحاجة إىل تجديد علم<br />
الكام، ومباحث مقارنة األديان والثقافات، وإن ما<br />
نُاحظه آسفن أننا قلّا نعر يف أوساطنا الثقافية<br />
عى قامات ماثلة للجويني والغزايل والبروين<br />
وابن خلدون، وأن مناهجنا التعليميّة قارصة عن<br />
ان تخرّج مثل هؤالء األفذاذ، ولوال رجال يف حجم<br />
ابن عاشور ومالك بن نبي وطه عبدالرحمن، وعدد<br />
قليل آخر يف املرشق العريب لقلنا عى األمّة العَفَاءُ،<br />
ولطوّحنا أيدينا استيئاساً من انعدام صناع الخطاب<br />
الجديرين بتاريخ هذه األمّة الحضاري..<br />
وإذا كان واضحاً لقارئ هذه الورقة أننا نجمل<br />
وال نفصّ ل، ونومئ وال نتقرّى، ونشر وال نتحرّى،<br />
فإن بنا اآلن ان ننعطف إىل أُنوذج من الخطاب<br />
اإلسامي كتب يف مرحلة مظلمة من تاريخنا<br />
واشتمل عى التعليم النبوي الرشيف مبخاطبة<br />
الناس عى قدر عقولهم، وعى مقتى القاعدة
5<br />
الوسطية<br />
الباغية مبطابقة الكام ملقتى الحال، وتلك هي<br />
»الرسالة القربصية« لشيخ اإلسام ابن تيمية الذي<br />
كان أرسلها إىل « رساجواس« ملك قربص، بادئاً إياها<br />
بقوله: »بسم الله الرحمن الرحيم، من أحمد بن<br />
تيميةَ إىل رسجواس عظيم أهل مِلته ومن تحوط<br />
به عنايته من رؤساءِ الدين وعُظاء القسّ يسن<br />
والرهبان واألُمراء والكتّاب واتباعهم.<br />
كانت قربص – يف اللحظة التاريخية للرسالة القربصّ ية<br />
– قلعةً من قاع الصليبين، مُفتّحةَ األبواب<br />
ملغامري الفرنجة وشذّاذ آفاقهم، وكانت تُشَ نُّ منها<br />
الغارات عى شواطئ الشام طوال القرن الرابع<br />
عرش والخامس عرش للمياد )1(، وكان من نتائج<br />
إحداها أن أُرسِ عدد من املسلمن بأيدي القبارصة،<br />
وأن تعرضوا أللوان من التعذيب، األمر الذي دفع<br />
شيخ اإلسام إىل توجيه خطاب إىل ملك قربص نراه<br />
مثاالً لتاريخية الخطاب اإلسامي من جهة، وصورة<br />
من عبقرية ابن تيمية وقدرته عى صياغة رسالة<br />
متعددة الدالالت من جهة أخرى.<br />
يقول شيخ اإلسام يف مستهل رسالته: « أما بعد،<br />
فإنّا نحمد اليكم الله الذي ال إله إالّ هوإلهُ<br />
إبراهيم وآل عمران، ونسأله أن يصي عى عباده<br />
املصطفن وأنبيائه املرسلن، ويخصُّ بصاته وسامه<br />
أويل العزم الذين هم سادة الخلق وقادة األُمم،<br />
الذين خُصّ وا بأخذ امليثاق، وهم نوح وابراهيم<br />
وموىس وعيى ومحمد«.<br />
كا يقول يف هذا اإلستهال الذي نرى فيه ظاالً<br />
من معنى اآلية الكرمية من سورة األنبياء)2( : «<br />
وإن هذه أمتكم أمّةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون« :<br />
»كا نسأله أن يخصّ برشائف صاته وسامه خاتم<br />
املرسلن وخطيبهم إذا وفدوا عى ربّهم، وإمامهم إذا<br />
اجتمعوا، شفيع الخائق يوم القيامة، نبيّ الرحمة<br />
وبني امللحمة، الجامع محاسن األنبياء، الذي<br />
برشّ به عبدُ الله وروحه وكلمته التي ألقاها إىل<br />
الصّ دّ يقة الطاهرة البتول التي مل ميسّ ها بَرشَ ٌ قط.<br />
مريم ابنة عمران.ذلك مسيح الهدى عيى بن<br />
مريم، الوجيهُ يف الدنيا واآلخرة، املقرّبُ عند الله،<br />
املنعوت بنعت الجال والرحمة«.<br />
ونحن نرى شيخ اإلسام، بعد أن تفيأ معنى »األمّة<br />
الواحدة«، مبا هي إطارٌ جامع ألتباع رسل الله<br />
الكرام، يؤكد القيمة العليا واملكانة املثى اللتن<br />
يتبوأها سيدنا املسيح عليه السام وأمّه املصطفاة<br />
يف اإلسام.<br />
وعى أن ابن تيمية مبا هوعامل وداعية ميي بعد<br />
ذلك يف ألوان من املقارنة بن العقائد والرشائع<br />
يف اليهودية والنرصانية واإلسام، تستغرق قريباً<br />
من نصف حجم الرسالة، إالّ أنّه يعود إىل منطق<br />
اإلستهال السابق فيقول: « ونحن قوم نحب الخر<br />
لكل أحد، ونحب أن يجمع الله لكم خر الدنيا<br />
واآلخرة، فإن أعظم ما عُبدَ الله به نصيحة خلقه،<br />
وبذلك بعث الله األنبياء واملرسلن، وال نصيحة<br />
أعظم من النصيحة فيا بن العبد وبن ربّه، فإنّه<br />
ال بُد للعبد من لقاء الله، وال بُدّ أن الله يحاسبُ<br />
عبده، كا قال الله تعاىل: « فلنسألنّ الذين أّرسل<br />
إليهم ولنسألنّ املرسلن«)3(.<br />
وبعد أن يذكّر ابن تيمية رسجواس ملك قربص<br />
بوصايا املسيح، ومن قَبْلَه ومن بَعْدَ هُ من املرسلن،<br />
ومبا تأمر به من عبادة الله والتجرّد للدار األخرة،<br />
يُعلمهُ أنّه قد كان خطر له أن يجيء إىل قربص «<br />
ملصالح يف الدين والدنيا«.<br />
ثمّ نراه يشر إىل موقفه من األرسى النصارى الذين<br />
أخذهم التتار من القدس، إذ أراد قازان ملك<br />
التتار اطاق أرسى املسلمن واستبقاءهم فقال له<br />
شيخ اإلسام : « بل جميع من معك من اليهود<br />
والنصارى الذين هم أهلُ ذمّتنا، فإنّا نفكّهم، وال<br />
نَدَع أسراً، ال من أهل امللّة وال من أهل الذمة«.<br />
ثمّ ، وبعد أن يذكر وقائع بعينها تتعلق بالنصارى<br />
من سرة النبي عليه الصاة والسام، كاملباهلة مع<br />
وفد نجران وكرسالته عليه صلوات الله وسامه<br />
إىل قيرص ملك الروم، وكهجرة املسلمن األوائل إىل<br />
الحبشة بعد اشتداد وطأة الكفّار عليهم، ينتهي<br />
إىل القول بأن سرة النبي صى الله عليه وسلم «<br />
كانت: أنّ من آمن بالله وكتبه ورسله من النصارى<br />
صار من أُمته، له ما لهم، وعليه ما عليهم، وكان<br />
له أجران : أجرٌ عى إميانه باملسيح، وأجرّ عى<br />
إميانه مبحمد«)4(.<br />
ومع ما يف هذه الرسالة من إلتاس أسباب<br />
التفاهم مع ملك قربص، قصْ داً إىل أن يرفق مبن<br />
عنده من أهل القرآن، وإىل أن ميتنع من تغير<br />
دين واحد منهم، فهويؤكد يف تضاعيفها أن « هذا<br />
الدين )اإلسام( يف إقبال وتجديد« وأنه « ناصحٌ<br />
للملك وأصحابه« وأنّ »كُلّ من أسلف إىل املسلمن<br />
خراً ومال إليهم، كانت عاقبته معهم حسنة<br />
بحسب ما فعله من الخر«.<br />
كان صاحب هذا الخطاب / الرسالة مزيجاً من<br />
الفقيه والكاّمي والفيلسوف ورجل اإلصاح<br />
والسيايس وهوإىل ذلك أحد مجددي اإلسام الذي<br />
يأتون عى مفارق القرون وكان املخاطب ملكاً<br />
نرصانياً مملّكاً يف قلعة للفرنجة تناجز املسلمن<br />
وتقتل منهم وتأرس.. وكان مقصد الخطاب فكّ<br />
أرسى املسلمن أوتخفيف عذاباتهم.<br />
وتاريخية هذا الخطاب بادية للمتوسم، عى الرغم<br />
من توفّره عى قواعد اإلسام وحقائقه ومن<br />
اشتاله ضمنياً عى يقن مكن بإقبال هذا الدين<br />
وتجدّ ده وخلود رسالته..<br />
ولقد ذهب ابن تيمية رحمه الله بعيداً يف عبارته<br />
التي يصف بها املسيح عليه السام بأنه عبدالله<br />
وروحه وكلمته ألقاها إىل مريم، إذ الفرق بن<br />
»روحه« كا جاء يف الرسالة وبن « وروح منه« كا<br />
جاء يف كتاب الله كبر، وميكن قراءة »وروح منه« يف<br />
سياق واحد مع قوله تعاىل يف سيدنا آدم: »ونفخنا<br />
فيه من روحنا« وذلك ما يستحيل يف عبارة ابن<br />
تيمية غفر الله له، وهي مسألة تحتاج بحثاً قامئاً<br />
بذاته.<br />
ومها يكن األمر فقد كانت الرسالة القربصية<br />
خطاباً سياسياً »دبلوماسياً« مشتبكاً برشطي الزمان<br />
واملكان، ولكنها كانت يف الوقت نفسه خطاباً<br />
اسامياً واضح املامح نضرها كأنا انبعث لتوّه من<br />
زمن الوحي، ولعلّ ذلك أن يوجهنا إىل رؤية للزمان<br />
تتداخل فيها آناؤه وال تتواىل، ويستدير كاستدارته<br />
يوم تنزّل الذكر الحكيم عى نبيّ الرحمة. ولعلّه<br />
أن يوجهنا كذلك إىل أن نجهر بهذه الرؤية، غر<br />
هيّابن وال وجلن، كا يجهر الغربيون – ميشيل<br />
فوكويف نظام الخطاب مثاً – بأن خطابهم ممتد<br />
منذ ما قبل طاليس إىل ما بعد سوسر.<br />
كام نرشّ حه لتوسّ م املتوسمن.<br />
)وبالله وحده التوفيق(.<br />
املراجع:<br />
1. قربص والحروب الصليبية، سعيد عاشور، مكتبة<br />
النهضة املرصية 1957 م<br />
2. األنبياء، آية )92(<br />
3. سورة األعراف، اآلية رقم )6(.<br />
4. الرسالة القربصية، دار ابن حزم، بريوت،1987،<br />
ص)47(، عناية عبدالله دمج<br />
)*( لصاحب هذه الكلمة بحث مقدم إىل مؤمتر أدباء<br />
العرب املنعقد يف الجزائر عام 1984 بعنوان ثقافتنا<br />
القومية واألمنوذج األمريييك فيه تفصيل لسفارة جعفر<br />
الطيار يف الحبشة.
الوسطية 6<br />
دراسات الوسطية<br />
ثقافة االستبداد<br />
فينظر كيف تعملون<br />
االستبداد واالستعباد من كربى املشاكل االنسانية<br />
عرب جميع مراحل تاريخها، إن مل نقل إنها<br />
معضلتهم األوىل يف حياتهم. وهي ال ترتبط بجيل<br />
أوزمن أومكان. بل تنموعند الغفلة وترتعرع يف كل<br />
حضارة، وزمان.<br />
ومن مقاصد رسالة األنبياء األوىل التي اشرتكت فيها<br />
جميع امللل، محاربة االستبداد، والوقوف يف مرض<br />
االستعباد. فكلهم عليهم الصاة من ريب والسام،<br />
كان شعارهم الخالد: ال إله إال الله.<br />
أي ال استبداد ألحد عى أحد.<br />
وال استعباد ملخلوق كيفا كان مقامه ورتبته، ومها<br />
علت جالته أونزلت يف الناس مكانته.<br />
وباالستقراء التام لآليات القرآنية، أن هذه غاية<br />
ومقصد كل نبي، ومطلوب كل رسول.<br />
فهل متت رسول أونبي مل يكن مطلوبه فيمن بعثه<br />
الله تعاىل إليهم: اعبدوا الله ما لكم من إله غره.<br />
ويف بواكر االسام وعهد البرشية بهذا الدين<br />
الخالد، لخص ربعي بن عامر املقصد األعظم<br />
للرسالة املحمدية. فقال فيا صح القول عنه:«<br />
نحن قوم ابتعثنا الله تعاىل لنخرج من شاء<br />
من عبادة العباد إىل عبادة رب العباد، ومن<br />
ضيق الدنيا إىل سعة الدنيا واآلخرة، ومن جور<br />
األديان إىل عدل اإلسام«.<br />
معاناة املصلحن مع االستبداد:<br />
وإذا أجلت النظر يف الحركات االصاحية عند<br />
املسلمن أوعند غرهم، فإنك واجد من<br />
العقبات التي قرروا أن ينهضوا بأعبائها،<br />
مقاومتهم لاستبداد، وبحثهم عن حرية الناس<br />
وإنسانيتهم. ومن املؤلفات العظيمة يف بابنا:<br />
* طبائع االستبداد ومصارع االستعباد: عبد<br />
الرحان الكواكبي.<br />
* أقوم املسالك يف معرفة أحوال املالك: خر<br />
الدين التوني.<br />
* جذور االستبداد قراءة يف أدب قديم: د. عبد<br />
الغفار مكاوي.<br />
* الطاغية: د. إمام عبد الفتاح إمام.<br />
* الدكتاتورية: موريس ديفرجيه.<br />
* املحنة العربية: الدولة ضد األمة: د. برهان<br />
غليون.<br />
وميكننا أن نضيف إىل هذه املؤلفات ما كتبه<br />
أمئة االسام عن الحرية، ومنهم مقاصدي<br />
الزيتونة الطاهر بن عاشور؛ ومقاصدي القروين<br />
العامة عال الفايس رحمها الله تعاىل.<br />
االستبداد ثقافة سامة:<br />
االستبداد ثقافة لها صور وتجليات، واملرض<br />
واحد، والداء العضال القاتل مشرتكة سمومه.<br />
تكون هذه الثقافة يف األرسة، حيث استبداد<br />
األب بزوجه، أوبأبنائه. وتكون يف العمل حيث<br />
استعباد رب العمل العال عنده. وتكون يف<br />
العاقات االجتاعية بن الناس بعضهم مع بعض.<br />
وتكون يف الحكم حيث استبداد الراعي برعيته.<br />
وهذا األخر هوالذي تركز عليه األضواء، ويلتفت<br />
إليه، ويظاهر الناس ويتوحدون ضده.<br />
النفس االنسانية وجذور االستبداد:<br />
وتحمل النفس االنسانية استعداد قويا وجامحا لي<br />
تتسلط عى اآلخرين وتستعبدهم وتستبد بهم.<br />
وانظر عندما اكتوى قوم بنار استبداد الفرعون،<br />
وبدأوا يجأرون إىل الله تعاىل أن يرفع عنهم ما<br />
أصابهم وما ابتلوا به، كيف أن الله عز وجل نبههم<br />
إىل نفوسهم وما تحمله من جينات االستبداد.<br />
وكيف ميكن أن يهلك الله تعاىل الفرعون، ثم بعد<br />
ذلك تأخذون أنتم مكانه يف الفرعنة واالستبداد. إذ<br />
شهوة االستعاء والسيطرة والعلوكامنة يف النفس<br />
االنسانية، تنتظر فرصتها للظهور.<br />
قال تعاىل وهوأصدق القائلن:« قَالُوا أُوذِينَا مِنْ<br />
قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِ ئْتَنَا قَالَ عَىَ رَبُّكُمْ<br />
أَنْ يُهْلِكَ عَدُ وَّكُمْ وَيَسْ تَخْلِفَكُمْ يفِ األْ َرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ<br />
تَعْمَلُونَ «)األعراف:129(.<br />
فأكدت اآلية عى الحقائق اآلتية:<br />
* إن االستبداد إذاية للكرامة اإلنسانية:« قَالُوا<br />
أُوذِينَا«.<br />
* إن املستبد عدوللبرش:« أَنْ يُهْلِكَ عَدُ وَّكُمْ «.<br />
* وأن املستبد واالستبداد حياته قصرة، ومهلكه<br />
وشيك:« أَنْ يُهْلِكَ عَدُ وَّكُمْ «.<br />
* وأكدت اآلية ما هوأعظم من ذلك، وهوأن<br />
ما طلبوا رفعه من األذى، قد أخذ بأبصارهم<br />
وبصائرهم عز وجل إىل النظر يف أنفسهم« فَيَنْظُرَ<br />
كَيْفَ تَعْمَلُونَ «.
7<br />
الوسطية<br />
إنها حكاية إعادة إنتاج اإلذاية واالستبداد. وهي<br />
التي يجب أن تعملوا من أجلها، وأن تحصنوا<br />
جيلكم واألجيال القادمة بحصانات منيعة من أن<br />
تعود حياته من جديد إليه، فيتغول فيكم وبينكم.<br />
»فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُون«: هل ستعملون بعد هاك<br />
االستبداد عى وفق الرشد والسداد، أم تأخذون<br />
مكانه، وتسلكون الطريق التي سلكها قبلكم،<br />
وتترصفون كا ترصف سلفكم اليء؟؟<br />
وكذلك كان، فقد مات فرعون مرص، ومع ذلك مل<br />
ينقطع نسله منذ األزمنة الغابرة، ألن األمم التي<br />
استضعفت وكانت تنوح وتبي، مل تنظر لنفسها<br />
كيف ستعمل إذا هلك عدوها. وكأنها كان ترتبص<br />
بأخذ مكانه، ال برسالة القضاء عليه ديانة وحسبة.<br />
ثقافة االستبداد والتسعات األربع:<br />
إذا حلقت بعيدا تجد أن هذه الثقافة التي أشاعها<br />
حكام مستبدون يف العامل االسامي قد أُرشبنا<br />
إياها، ورضعنا من ثديها، ومل نفكر يف التخلص منها<br />
واالنفطام عنها.<br />
صفاقة بلقاء:<br />
يف كل االستحقاقات االنتخابية السابقة يف العامل<br />
العريب واإلسامي كانت التسعات األربع محط تنذر<br />
وسخرية وتنكيت عاملي. يف كل تلكم االستشارات<br />
كانت وزارات الداخلية العربية تخرج عى شعوبها<br />
لتؤكد لهم من غر حياء أن القائلن نعم تجاوزت<br />
نسبتهم:٪99.99.<br />
نسبة مل يحصل عليها رب العزة يف عاه من خلقه.<br />
حتى قال أصدق القائلن:<br />
* »وَلَكِنَّ أَكْثَ َ النَّاسِ الَ يَشْ كُرُونَ «)البقرة:243(.<br />
* »وَ إِنْ تُطِ عْ أَكْرَ َ مَنْ يفِ األْ َرْضِ يُضِ لُّوكَ عَنْ سَ بِيلِ<br />
اللَّهِ«)األنعام:116(.<br />
* »وَلَكِنَّ أَكْثَ َ النَّاسِ الَ يُؤْمِنُونَ «)هود:17(.<br />
* »وَمَا أَكْثَ ُ النَّاسِ وَلَوحَرَصْ تَ مبِ ُؤْمِنِنَ«)يوسف:103(.<br />
يف آيات عديدة تتضمن عدم حيازة الذات اإللهية<br />
اإلجاع عليها، بل وال النصف من رضا البرشية،<br />
بل أقل من ذلك كله، اختاروا بنسبة عالية عدم<br />
اإلميان بخالقهم.<br />
ثم إن بعض البرش امتطى صهوة الكذب، زاعا<br />
حصوله عى نسبة مل يحصل عليها رب العزة يف<br />
عاه مع خلقه.<br />
وإنه لعجب ممن يرفون عى أنفسهم، يريدون<br />
امتطاء من سبقهم من الخراصن.<br />
التغير ال يحتاج إىل التسعات األربع:<br />
ال يحتاج إنجاح املطالب إىل إظهار اإلجاع الكاذب،<br />
والذي هوأضحوكة يف العامل كله. فإنهم يعرفون من<br />
خال مؤسسات الرصد وعلاء االجتاع والنفس<br />
واملخابرات.. وغرها من املؤسسات العلمية أن<br />
التغير واملطالب ال تنهض بها إال فئة صغرة يف كل<br />
األمم.<br />
ولهذا السبب قال اإلمام أحمد:« من ادعى<br />
اإلجاع فقد كذب«. وقال صى الله عليه<br />
وسلم:« إِنَّ َا النَّاسُ كَاإلْ ِبِلِ الْمِ ئَةِ، ال تَكَادُ تَجِ دُ فِيهَا<br />
رَاحِلَةً«)مُتَّفَقٌ عَلَيْه(.<br />
فالرواحل إنا هم بنسبة٪1 أوأقل كا ذكر<br />
املصطفى صى الله عليه وسلم. والتغير وتحقيق<br />
املطالب واملشاريع ال يحصل ب٪99.99 أوب٪100<br />
أبدا، أبدا.<br />
وحتى تعرف هذا جيدا، متعن يف الحقائق التالية<br />
من خال :<br />
نسبة املشاركن يف الثورات التي عرفها العامل:<br />
الدولة<br />
الثورة الفرنسية<br />
الثورة البلشفية<br />
الثورة اإليرانية<br />
الثورة املرصية<br />
الثورة السورية<br />
نسبة املشاركة<br />
٪1 من الشعب<br />
٪7 من الشعب<br />
٪10 من الشعب<br />
٪18 من الشعب<br />
٪20 من الشعب<br />
فالحاجة إىل األعداد وتضخيمها ضد الطبيعة<br />
البرشية والتاريخية، وإن األقلية هي التي تصنع<br />
األحداث وتغر املجرى. فا تجعلوا العامل يضحك<br />
عى من أخذ مشعل الداء من الحكام، وريض<br />
بتسلمه، وهواليوم يصيح مدعيا محاربته.<br />
كيف نعرف املستبد واالستبداد؟<br />
لذلك إذا رأيت مُنْكِرا لاستبداد، فانظر إىل أعاله<br />
وترصفاته، هل هومن طينة من يؤمنون بالعدل<br />
لهم ولآلخرين، وممن يقولون به ويعملون له<br />
ويقفون عنده. أم هومن طينة من يتكلم بالكام<br />
وال يعمل مبعتقده أومبنطوق لسانه إال إذا تعلق به.<br />
إذا أردت أن متيز بن املستبد وغره، وتتبن من<br />
ينكر االستبداد قناعة وإميانا. وبن من ينكره<br />
تذمرا لحظيا لخويصة نفسه فقط.<br />
فتبن الفرق ساعتئذ.<br />
وإذا أردت أن تعرفه جيدا، فانظر إىل ترصفه مع<br />
زوجته، ومع أبنائه، وأصدقائه، ومحيط عمله. أنظر<br />
ترصفاته يف الراء والراء، ثم قارن واكتشف، هل<br />
كان يتذمر من االستبداد ألنه اكتوى به، ومل يبال إذا<br />
اكتوى اآلخرون. فاعلم ساعتها أنه مرشوع استبداد<br />
كامن، وإن تذمر اليوم، فهوخلية استبدادية نامئة.<br />
وإين من جهتي وتجاريب قد رأيت أقواما يتحدثون<br />
عن املعاين والقيم والحق والعدل إذا كانوا يف صف<br />
الطالبن لها. فإن تحول املكان، وكانوا مؤمتنن عى<br />
أداء هذه املعاين ألقوا بها يف مهب كل ريح.<br />
النصارى وحسم داء االستبداد:<br />
أما النصارى فقد حسموا مشكلتهم مع االستبداد،<br />
وأوجدوا ألنفسهم دواء قضوا به عليه، وحصنوا<br />
جاعتهم من رشه، ووفروا ألنفسهم مناخا راشدا،<br />
ومتنعوا بالحسنة الجميلة.<br />
وقد أشاد بهم الحديث الرشيف الصحيح الثابت<br />
إشادة بالغة يف هذا املقام. وال زلنا نحن نتعر<br />
يف خيبات أذيال مصارع االستعباد. ففي صحيح<br />
مسلم:« قَالَ الْمُسْ تَوْرِدُ الْقُرَيشِ ُّ ، عِنْدَ عَمْرِوبْنِ<br />
الْعَاصِ : سَ مِعْتُ رَسُ ولَ اللهِ صَ ىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ ،<br />
يَقُولُ : »تَقُومُ السَّ اعَةُ وَالرُّومُ أَكْرَ ُ النَّاسِ » فَقَالَ<br />
لَهُ عَمْرٌو: أَبْرصِ ْ مَا تَقُولُ ، قَالَ : أَقُولُ مَا سَ مِعْتُ<br />
مِنْ رَسُ ولِ اللهِ صَ ىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ ، قَالَ : لَنِ ْ<br />
قُلْتَ ذَلِكَ ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَ االً أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ ألَ َحْلَمُ<br />
النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَرسْ َعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِ يبَةٍ،<br />
وَأَوْشَ كُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْ ُهُمْ لِمِسْ كِنٍ وَيَتِيمٍ<br />
وَضَ عِيفٍ ، وَخَامِسَ ةٌ حَسَ نَةٌ جَمِيلَةٌ : وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ<br />
ظُلْمِ الْمُلُوكِ «)مسلم: بَابُ تَقُومُ السَّ اعَةُ وَالرُّومُ<br />
أَكْرَ ُ النَّاسِ ، حديث رقم 2898(.<br />
إنكار االستبداد رشيعة:<br />
هذه الثقافة االستبدادية يف الحرص عى اإلجاع<br />
أوادعائه أوالعمل وإن بالقهر من أجله فسادٌ يجب<br />
أن نرفضه يف كل وقت وزمان.<br />
ألن فكر االستبداد ال يريد من الناس إال يكونوا<br />
نسخا مكرورة للرأي الذي قرره املستبد، بل يريد<br />
من الناس أن ال يقولوا وال يفكروا إال يف قول ورأي<br />
واحد، فا يخالفوا أويبدوا رأيا معاكسا.<br />
فكرُ الفرعون رمز االستبداد، هو:« مَا أُرِيكُمْ إِالَّ مَا<br />
أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِالَّ سَ بِيلَ الرَّشَ ادِ«)غافر:29(.<br />
الفرعون يقول: ليس لكم رأي إال رأيي،<br />
رأيي هوالرشد:«وَمَا أَهْدِيكُمْ إِال سَ بِيلَ الرَّشَ ادِ«،<br />
ورأيكم هوالغي، فتجنبوه.<br />
ومخالفة رأيي تستوجب العقوبة.<br />
وإذا امتلكنا الشجاعة إلنكار استبداد الكبار، وهذا<br />
عمل مربور. فإنه يجب أن ال نجن عن إنكار<br />
استبداد الصغار. ألن االنحراف ملة واحدة يجب<br />
إنكاره من أي معن صدر.<br />
فإذا تعاركنا مع أسد مستبد، فا نغفل عن شبل<br />
مثله يف االستبداد، فقد يأخذ غدا مكانه.<br />
وإذا رأيت مستبدا صغرا، فاحذر أن يصر يوما<br />
كبرا.
الوسطية 8<br />
دراسات الوسطية<br />
جون لوك ورسالة التسامح.. فحص وتحليل<br />
من الواضح والثابت أن رسالة لوك تنتمي إىل جمال<br />
التسامح الديني، وتتصل من ناحية املوضوع بنطاق<br />
الدين املسيحي، وتتحدد أطروحتها بصورة رئيسة<br />
يف ضرورة الفصل التام بني مؤسسة السلطة الدنيوية<br />
ومؤسسة الكنيسة الدينية، والكشف عن حدود سلطة<br />
احلاكم املدني من جهة، وحدود سلطان الكنيسة من<br />
جهة أخرى.<br />
يف سنة 1689م نرش الفيلسوف اإلنجليزي جون<br />
لوك )1704-1632م( باللغة الاتينية كتابه<br />
الوجيز )رسالة يف التسامح(، صدر يف مدينة<br />
خودا الهولندية مبتابعة وإرشاف من صديقه<br />
فيليب فان ملربوش )1712-1633م(، وكان يف<br />
األصل عبارة عن إجابة موسعة لسؤال منه<br />
وجهه إىل صديقه لوك، يطلب فيه رأيه حول<br />
التسامح املتبادل بن املسيحين.<br />
سلم لوك الرسالة إىل صديقه ملربوش وعاد إىل<br />
موطنه، وبطلب منه صدرت الرسالة يف كتاب<br />
من دون أن تحمل اسمه، وعرفت الرسالة ومل<br />
يعرف صاحبها، وظلت عى هذا الحال إىل ما<br />
قبل وفاة لوك بشهر واحد، حن رصح بهذا<br />
األمر يف حاشية وصيته حسب رواية الدكتور<br />
عبدالرحمن بدوي.<br />
بعد عودته إىل إنجلرتا، علم لوك أن نسخة من<br />
الرسالة وصلت إىل التاجر اإلنجليزي وليم بوبل<br />
وأنه بصدد ترجمتها إىل اإلنجليزية ونرشها،<br />
مع ذلك اتخذ لوك موقف الصمت، وفضل<br />
عدم التدخل حتى ال ينكشف أمره.<br />
وترجمت الرسالة وصدرت يف كتاب باإلنجليزية<br />
سنة 1689م، ومل يدون عليه اسم املرتجم،<br />
وبعد أن لقيت الرسالة رواجا، وقيل أنها<br />
نفدت خال شهور قليلة، وصدرت يف طبعة<br />
ثانية سنة 1690م.<br />
وما إن عرفت الرسالة يف املجال األورويب حتى<br />
تتابعت ترجاتها، فقد ترجمت إىل الفرنسية<br />
واألملانية واإليطالية والهولندية، وتأخرت<br />
ترجمتها إىل العربية لسنة 1987م، أنجزها<br />
الدكتور عبدالرحمن بدوي، وقام برتجمتها<br />
عن األصل الاتيني وراجعها عى الرتجمتن<br />
اإلنجليزية والفرنسية، وضمنها مقدمة موسعة
9<br />
الوسطية<br />
وصفها باملستفيضة، وهي تعادل حجم الرسالة،<br />
إىل جانب تعليقات عى املن يف الهامش.<br />
وبهذا الجهد يكون الدكتور بدوي قد قدم<br />
إسهاما مها يف التعريف بهذه الرسالة<br />
هواألبرز يف املجال العريب، ويف دعم وتدعيم<br />
موقف التسامح عند لوك، وبات اسمه حارضا<br />
يف كل حديث يتعلق بهذه الرسالة يف املجال<br />
العريب املعارص.<br />
ويف سنة 1997م صدرت ترجمة ثانية للرسالة،<br />
أنجزتها الباحثة املرصية الدكتورة منى أبوسنة،<br />
راجعها وقدم لها الدكتور مراد وهبة، صدرت<br />
ضمن املرشوع القومي للرتجمة يف مرص.<br />
من الواضح والثابت أن رسالة لوك تنتمي<br />
إىل مجال التسامح الديني، وتتصل من ناحية<br />
املوضوع بنطاق الدين املسيحي، وتتحدد<br />
أطروحتها بصورة رئيسة يف رضورة الفصل<br />
التام بن مؤسسة السلطة الدنيوية ومؤسسة<br />
الكنيسة الدينية، والكشف عن حدود سلطة<br />
الحاكم املدين من جهة، وحدود سلطان<br />
الكنيسة من جهة أخرى.<br />
وعن هذه األطروحة يرى لوك أن الدولة<br />
هي جاعة من الناس، تكونت لغرض وحيد<br />
هواملحافظة عى خراتهم املدنية وتنميتها،<br />
وأنها مقصورة عى رعاية شؤون هذه الدنيا،<br />
وال ينبغي بأي حال من األحوال أن متتد إىل<br />
نجاة النفوس، ومتس أي يشء يتعلق بالحياة<br />
اآلخرة.<br />
أما الكنيسة فهي يف نظر لوك، جاعة حرة<br />
مؤلفة من أناس اجتمعوا بإرادتهم لعباده<br />
الله علنا، عى النحوالذي يرونه مقبوال عنده،<br />
ويكون كفيا بتحصيلهم للنجاة، ويجب أن<br />
تنحرص كل قوانن الكنيسة داخل هذه الحدود،<br />
ويف هذه الجاعة ال ميكن فعل يشء يتعلق<br />
بامتاك خرات مدنية، وال يجوز استخدام<br />
القوة هنا ألي سبب كان، لكون أن القوة هي<br />
كلها من اختصاص الحاكم املدين.<br />
وعن الحدود الفاصلة بن هاتن الجاعتن<br />
أواملؤسستن، يرى لوك وبنوع من القطع<br />
والجزم والتشدد أن هذه الحدود عى كا<br />
الجانبن ثابتة وال ميكن تغيرها، ومن يخلط<br />
بن هاتن الجاعتن املختلفتن كل االختاف يف<br />
األصل والغاية والجوهر، إنا يخلط بن الساء<br />
واألرض، بن أمرين ها يف غاية البعد والتضاد.<br />
وعند النظر يف هذه الرسالة فحصا وتبرصا،<br />
ميكن اإلشارة إىل املامح والعنارص واملاحظات<br />
اآلتية:<br />
أوال: إن من عنارص أهمية هذه الرسالة أنها<br />
حملت يف عنوانها تسمية التسامح، وتفردت<br />
بهذه التسمية، وجاءت ولفتت االنتباه إىل هذا<br />
املفهوم، وجعلته يف دائرة الضوء، وصنعت له<br />
ذاكرة، وحفرت له تاريخا، وكونت له إرثا،<br />
وشكلت له وجودا، وسجلت له أثرا ظل باقيا<br />
وممتدا وعابرا بن األمكنة واألزمنة.<br />
كا أن هذه الرسالة مثلت نصا مها يف<br />
موضوعه، وسدت فراغا حيويا، وبات من<br />
املمكن القول إن الفكر األورويب الحديث أنتج<br />
نصا يف التسامح، ميكن الرجوع له، واالستناد<br />
إليه، واالنطاق منه، والبناء والرتاكم عليه،<br />
نصا أصبح يؤرخ له يف تاريخ تطور الفكر<br />
األورويب الحديث.<br />
وتأكدت هذه املاحظة وتجلت يف االهتام<br />
املبكر بهذه الرسالة، التي تتابعت ترجاتها<br />
باللغات األوروبية املختلفة، وأول ما استوقف<br />
االنتباه فيها هوعنوانها، الذي جاء ومثل يف<br />
وقته مطلبا ملحا، وعرب عن حاجة رضورية،<br />
شعر بها وتلمسها الواعون واملتنورون<br />
األوربيون يف ذلك العرص، سواء املنتمن إىل<br />
العلم الديني أواملنتمن إىل العلم املدين.<br />
وأظن أن هذه الرسالة لوحملت عنوانا آخر<br />
غر عنوان التسامح، لكان حظها من االهتام<br />
أقل، وملا لفتت االنتباه يف وقتها وما بعد<br />
وقتها، ألن األعال تعرف بأسائها، وأول ما<br />
يستوقف االنتباه فيها هوأساؤها، والتسامح<br />
كان اسا يستوقف االنتباه كثرا يف عرصه، وما<br />
زال يستوقف االنتباه حتى يف عرصنا الراهن،<br />
فهوالذي قادنا لهذه الرسالة، وجعلنا نجدد<br />
االهتام بها بعد ما يزيد عى ثاثة قرون.<br />
ثانيا: يف هذه الرسالة قدم لوك رؤية معتدلة<br />
ومتوازنة وبعيدة عن التحيز الديني والسيايس،<br />
فلم يظهر أنه كان متحيزا ملؤسسة السلطة<br />
عى حساب مؤسسة الكنيسة، أوأنه كان<br />
متحيزا ملؤسسة الكنسية عى حساب مؤسسة<br />
السلطة، وإنا كان متحيزا ملؤسسة السلطة<br />
ومدافعا عنها يف مجالها الدنيوي، وضمن نطاق<br />
صاحياتها وحدودها يف تنمية الخرات املدنية،<br />
وحسب القوانن املرشعة لها، ومتحيزا كذلك<br />
ملؤسسة الكنيسة ومدافعا عنها يف مجالها<br />
الروحي، وضمن نطاق صاحياتها وحدودها يف<br />
تحصيل النجاة، وحسب القوانن املرشعة لها.<br />
وال شك أن الخلفية الفلسفية واملجال الفلسفي<br />
الذي ينتمي له لوك ويعرف به، قد أسهم<br />
يف اعتدال هذه الرؤية ويف توازنها، وحتى يف<br />
بلورتها وتنضيجها، وتجليتها باملستوى الذي<br />
ظهرت عليه.<br />
فقد حاول لوك يف هذه الرسالة أن يقدم رؤية<br />
حول قضية معقدة وحساسة وخطرة تتصل<br />
باملجالن الديني والسيايس، رؤية جاءت بعيدا<br />
عن فكرة املصلحة ال من جهة مؤسسة السلطة<br />
وال من جهة مؤسسة الكنيسة، ويتأكد هذا<br />
املوقف من عدم كتابة اسمه عى الرسالة<br />
حتى ال يعرف بها، وال تعرف به، وتكتم عى<br />
هذا األمر ما يقارب عقدا ونصف العقد، ومل<br />
يفصح عنه إال مع اقرتاب أجله.<br />
وأظن أن هذا االعتدال والتوازن يف الرؤية، من<br />
العوامل التي أسهمت يف رواج هذه الرسالة<br />
ومتابعتها يف عرصها وما بعده، والعناية بنرشها<br />
وترجمتها، واإلحتفاء بها باللغات األوروبية<br />
املختلفة.
الوسطية 10<br />
دراسات الوسطية<br />
وهذا ما يحدث عادة مع الرؤى واألفكار الحجة يف نظر بدوي ال دليل عليها، فليس<br />
التي تتسم باالعتدال والتوازن، فهي أقدر من الروري أن يكون من ينكر وجود إله<br />
من غرها عى البقاء يف التاريخ كا يربهن ينكر كذلك الوعود والعقود والقسم وحسن<br />
النية)2(.<br />
التاريخ نفسه.<br />
ثالثا: ظهر لوك يف هذه الرسالة ملتزما وما لفت االنتباه إىل هذا التعلق بالجانب<br />
باإلميان الديني، ومدافعا عن التجربة الدينية، الديني يف رسالة لوك، كون أن لوك فيلسوف<br />
ومتمسكا بالتعاليم األخاقية، كا لوأنه مفكر ويف عداد الفاسفة الكبار يف تاريخ الفلسفة<br />
ديني وينتمي إىل الفكر الديني، أما الرسالة األوروبية الحديثة، وحن تحدث الباحث<br />
فهي أقرب إىل مجال الفكر الديني، أوأنها األمريي وليم كي رايت )1956-1877م( يف<br />
تقف عى تخومه، وال تتفارق معه أوتعانده كتابه )تاريخ الفلسفة الحديثة( الصادر سنة<br />
1941م، عن موجز سرته متهيدا للحديث عن<br />
وتخاصمه.<br />
ومن أوضح تجليات هذه الحالة، موقف أفكاره، ختم كامه بالقول: وعرف لوك بوجه<br />
لوك من عدم التسامح مع امللحدين ومنكري عام بأنه فيلسوف العرص العظيم)3(.<br />
وجود الله، املوقف الذي رشحه بقوله: )ال رابعا: إن األطروحة التي دعا إليها لوك يف<br />
يجوز أبدا التسامح مع من ينكرون وجود الفصل التام بن املؤسسة املدنية املتمثلة<br />
الله، ذلك أن الوعود واملواثيق واألقسام التي يف السلطة ومجالها الدنيوي، وبن املؤسسة<br />
هي روابط املجتمع اإلنساين، ال حرمة لها وال الدينية املتمثلة يف الكنيسة ومجالها الروحي،<br />
اعتبار عند امللحد، ألن استبعاد الله حتى هذه األطروحة هي التي حصلت وتحققت<br />
لوكان بالفكر فإنه يحل كل يشء، وفضا عن يف العامل األورويب، وأسهمت يف إنقاذ الدولة<br />
ذلك فإن من باإلحاده يقوض ويحطم كل األوروبية الحديثة، وأخرجتها من محنة الفن<br />
دين، ال ميكنه باسم الدين أن يطالب بحق والحروب الدينية، كا أسهمت كذلك يف إنقاذ<br />
مؤسسة الكنيسة، وأعادت التوازن الديني<br />
التسامح معه()1(.<br />
هذا املوقف توقف عنده وناقشه معظم والسيايس يف العاقة بن السلطة والكنيسة.<br />
الذين نظروا ودرسوا آراء لوك تجاه الدين هذه األطروحة اتخذت من التسامح حكمة<br />
واإلميان الديني، وتجاه التسامح والتسامح وفضيلة، مبدأ وأساسا، وجهة ومسارا، بقصد<br />
تعطيل ومنع استعال القوة واإلكراه يف فرض<br />
الديني.<br />
وحن تتبع الدكتور عبدالرحمن بدوي اآلراء عى الناس، ويف العاقات بن الجاعات<br />
املاحظات املسجلة عى رسالة لوك، أشار يف الدينية املتعددة، وهكذا يف العاقات بن<br />
خامتة تقدميه إىل ماحظتن ال غر، املاحظة الجاعات الدينية والجاعات املدنية، ودعت<br />
األوىل تعلقت بهذا املوقف من لوك تجاه يف مقابل ذلك إلضافة قاعدة العدالة يف<br />
عدم التسامح مع امللحدين، وترتب عليه التعامل مع اآلخرين املختلفن إىل جانب<br />
اعتبار البعض أن التسامح الذي يدعوإليه لوك العمل باإلحسان واملحبة.<br />
ومن هذه الجهة، تكون هذه األطروحة<br />
هوتسامح قارص ومحدود.<br />
ومن جهته رأى الدكتور بدوي أن تربير لوك قد حققت نجاحا يذكر لها ويسجل يف هذا<br />
يف عدم التسامح مع امللحدين، لكون أن من الشأن، وباتت تعرف به ومتتاز، ما جعل هذه<br />
ال يؤمن بالله ال عهد له، وال يوثق به، هذه األطروحة تصبح يف دائرة التذكر، النجاح الذي<br />
دعم مفهوم التسامح، ودفع به إىل الواجهة.<br />
خامسا: حرص لوك خطاب التسامح يف املجال<br />
الديني، وتحدد يف نطاق التسامح الديني<br />
املسيحي، وعرفت رسالته بهذه الصفة،<br />
وانحرصت بهذا املوضوع وتحددت به، وأفصح<br />
لوك عن هذا األمر يف مفتتح رسالته، ومنذ<br />
السطر األول بقوله: )سألتني أيها الرجل النبيل<br />
-يقصد صديقه فليب فان ملربوش- عن رأيي<br />
يف التسامح املتبادل بن املسيحين، وإين أجيب<br />
بإيجاز أن هذا فيا يبدويل هواملعيار األعى<br />
للكنيسة الحقة()4(.<br />
هذا الحرص والتحديد تكشف بسهولة عند<br />
كل من نظر يف هذه الرسالة ودرسها وبحث<br />
فيها، وأصبح أمرا موضع اتفاق بن الكتاب<br />
والباحثن، أوروبين وغر أوروبين، ال يجادلون<br />
عليه وال يختلفون.<br />
ومن هذه الجهة، انتقص الدكتور كال<br />
عبداللطيف من هذه الرسالة يف كتابه الوجيز<br />
)العرب والحداثة السياسية( الصادر سنة<br />
1997م، إذ رأى أن هذه الرسالة بهذا اللحاظ<br />
قد اتصفت باملحدودية، معتربا أنها تصلح أن<br />
تشكل مقدمة أولية يف سياق بلورة مفهوم<br />
التسامح، ويرى أن هذه املحدودية قد تجوزت<br />
الحقا بتوسيع داللة املفهوم يف أدبيات فلسفة<br />
األنوار، وتقلصت معها الشحنة الداللية الدينية<br />
للمفهوم كا تجلت يف رسالة لوك، لحساب<br />
داللة أخاقية ميتافيزيقية أوسع)5(.<br />
وكان واضحا ومفهوما ملاذا اعتنى لوك وركز<br />
عى قضية التسامح الديني، باعتبارها القضية<br />
التي مثلت يف عرصه أخطر معضلة واجهت<br />
املجتمعات األوروبية، إذ شهدت حروبا دامية<br />
وعنيفة وصفت بالحروب الدينية، كحرب<br />
الثاثن عاما التي عارصها لوك وحصلت بن<br />
الكاثوليك والبورتستانت يف أملانيا خال الفرتة<br />
املمتدة ما بن )1648-1618(.<br />
لهذا فإن لوك كان محقا حن اعتنى وركز
11<br />
الوسطية<br />
عى قضية التسامح الديني، لكن الذي مل<br />
يكن مفهوما هوأن لوك مل يوضح ملاذا هذا<br />
الحرص والرتكيز عى التسامح الديني؟ وملاذا<br />
مل يتطرق أويقرتب ال من قريب وال من بعيد<br />
من األقسام األخرى للتسامح؟<br />
فهل يف نظر لوك أن التسامح ينحرص ويتحدد<br />
يف املجال الديني فحسب! أم أن التسامح يف<br />
نظره ليس إال نوعا واحدا يتحدد يف التسامح<br />
الديني، وليس هناك أنواع أخرى وال أقسام<br />
متعددة!<br />
يف حن أن الدكتور عبدالرحمن بدوي أول ما<br />
لفت االنتباه إليه يف مقدمته لرسالة لوك، ومنذ<br />
السطر األول هواإلشارة إىل أنواع التسامح، فقد<br />
افتتح مقدمته بالقول: التسامح أنواع، فمنه<br />
ديني، ومنه سيايس، ومنه اجتاعي، ومنه<br />
أخاقي وغر ذلك، لكن الذي يعنيه هوالكام<br />
عن التسامح الديني ألنه موضوع رسالة لوك.<br />
بدوي الذي تنبه لهذا األمر، مع ذلك مل<br />
يساءل لوك أويسجل عليه ملاذا أغفل وأهمل<br />
وبصورة مطلقة الحديث عن األقسام األخرى<br />
للتسامح، وال حتى مجرد اإلشارة إليها، وكان<br />
من األوىل لبدوي أن يثر النقاش حول هذه<br />
املاحظة، ويقدم تفسرا ممكنا لها، أويطرح<br />
نقدا عليها.<br />
ولوكان لوك من طبقة رجال الدين وينتمي<br />
إىل مؤسسة الكنيسة، وكتب ما كتب يف رسالته،<br />
ألصبح مفهوما ملاذا حصل الحرص والرتكيز عى<br />
التسامح الديني من دون االلتفات إىل األقسام<br />
األخرى! لكن لوك يعد من طبقة رجال<br />
الفاسفة ومن كبار هذه الطبقة يف عرصه،<br />
وهذا ما أثار االنتباه إىل هذه املاحظة،<br />
وضاعف من التأكيد عليها.<br />
سادسا: عرفنا أن موضوع الرسالة يتصل<br />
باملجال الديني املسيحي، ويتعلق مبفهوم<br />
التسامح الديني، والسؤال ماذا عن اإلسام<br />
واملوقف منه بوصفه دينا عامليا وقد عرف<br />
عنه احتكاكه املتواصل ولقرون عدة مع<br />
املسيحية يف مجتمعاته ويف مجتمعاتها؟<br />
هذا سؤال جاد ويف غاية األهمية، وينبغي<br />
طرحه وإثارة النقاش حوله، وأظنه مل يطرح<br />
من قبل، فهل حر اإلسام يف رسالة لوك<br />
أم كان غائبا، وإذا كان حارضا فا هي صورته<br />
ومتثاته؟<br />
هذه املاحظة كنت قد تنبهت لها حن<br />
طالعت الرسالة، وبقيت متتبعا لها، قاصدا<br />
تكوين املعرفة بها، ووضعها يف دائرة الفحص<br />
والتحليل.<br />
وبعد الفحص والتدقيق وجدت بعض<br />
اإلشارات،<br />
أوال: وردت كلمة »مسلم« وتكررت أربعة<br />
مرات، ثاث مرات من دون ال التعريف،<br />
ومرة واحدة مع ال التعريف، ووردت كلمة<br />
»اإلسام« مرة واحدة فقط، ووردت كلمة<br />
»القرآن« مرة واحدة كذلك يف نهاية الرسالة.<br />
ثانيا: وردت كلمتان لها عاقة بعامل االجتاع<br />
اإلسامي، ها: كلمة »السلطان العثاين«،<br />
وكلمة »الرتيك« بصيغة املفرد، وكلمة »األتراك«<br />
بصيغة الجمع. يف إشارة إىل أن صورة املسلم<br />
كا وردت يف الرسالة قد تحددت من ناحيتي<br />
املثال واالجتاع يف املسلم الرتيك عى عهد<br />
الدولة العثانية.<br />
ثالثا: يف حالتن وردت كلمة »مسلم« وجاءت<br />
عطفا ومتصلة بكلمتي »وثني ويهودي«،<br />
وها: يف الحالة األوىل وردت عى هذا النحو:<br />
)وماذا إن بدا ألمر وثني أومسلم أن الدين<br />
املسيحي باطل وإهانة لله؟ أفا يحق له إذن<br />
مبقتى هذه الحجة أن يستأصل املسيحين<br />
بنفس الطريقة؟()6(.<br />
ويف الحالة الثانية وردت بهذا النحو: )ال يجوز<br />
استبعاد وثني أومسلم أويهودي من الدولة<br />
بسبب دينه، إن اإلنجيل ال يأمر بيء كهذا(<br />
.)7(<br />
وميكن تحديد مامحها وصفا<br />
وتوصيفا، حسب الرتجمة<br />
العربية التي أنجزها الدكتور<br />
بدوي عى النحو اآليت:<br />
رابعا: إن الخطاب يف جميع هذه الحاالت التي<br />
وردت فيها كلات »مسلم، املسلم، اإلسام،<br />
الرتيك، األتراك« كان موجها حرصا وتحديدا إىل<br />
الجاعة املسيحية، فالخطاب عنها ولها، ومل<br />
يكن موجها أبدا إىل اإلنسان املسلم أوالجاعة<br />
املسلمة، أوإىل الطرف اآلخر املختلف.<br />
وحاصل الكام يف هذه املاحظة، أن يف خطاب<br />
الرسالة وردت إشارات لها عاقة بعامل اإلسام،<br />
لكنها إشارات جاءت عابرة ومحدودة، وخلت<br />
من الكام والبيان، وال تقدم صورة عن عامل<br />
اإلسام، وال تكشف عن رؤية لوك تجاه عامل<br />
اإلسام.<br />
الهوامش<br />
1 جون لوك، رسالة يف التسامح، ترجمة:<br />
عبدالرحمن بدوي، بغداد: مركز دراسات<br />
فلسفة الدين، 2006م، ص114<br />
2 جون لوك، املصدر نفسه، ص60<br />
3 وليم كيل رايت، تاريخ الفلسفة<br />
الحديثة، ترجمة: محمود سيد أحمد،<br />
القاهرة: املجلس األعىل للثقافة، 2005م،<br />
ص157<br />
4 جون لوك، رسالة يف التسامح، ص65<br />
5 كامل عبداللطيف، العرب والحداثة<br />
السياسية، بريوت: دار الطليعة، ص37<br />
6 جون لوك، رسالة يف التسامح، ص 102<br />
7 جون لوك، رسالة يف التسامح، ص120
الوسطية 12<br />
دراسات الوسطية
13<br />
الوسطية
الوسطية 14<br />
دراسات الوسطية
15<br />
الوسطية
الوسطية<br />
16<br />
لقاء العدد<br />
اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ هي مشروع إسالمي وطين<br />
حاوره: قسم الحوارات يف مجلة الوسطية<br />
أكد االستاذ مدين مرزاق زعيم جيش اإلنقاذ اإلسامي السابق يف الجزائر أن الجبهة اإلسامية<br />
لإلنقاذ هي مرشوع إسامي وطني، يحمله يف العقول والقلوب، كلّ أبناء الجبهة الصّ ادقن، وهي<br />
قضيّة سياسيّة عادلة، يُناضل من أجلها ودفاعا عنها، رجال الجبهة الثّابتن، وهي تجربة إساميّة<br />
فريدة.. جاءت يف ظرف استثنايئ.<br />
وأضاف مرزاق يف حديث خاص ملجلة ( الوسطية( أن التهم املوجهة للحركة هي نفس التّهم<br />
التّي وجّهتها فرنسا االستعاريّة، آلبآئنا املجاهدين عندما رفضوا الذّل والهوان، وانتفضوا ضدّ<br />
الظّلم والطّغيان، وحَملوا السّ اح دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم، وسعيا لتحرير وطنهم واسرتجاع<br />
سيادتهم.. فكانوا بالنّسبة إليها خارجن عن القانون مارقن، وقطّاع طرق مجرمن، وفاّقة<br />
إرهابيّن، وعى هذا األساس وبهذه الذّريعة الكاذبة، أباحت لوحوشها وزبانيّتها، قتل مليون<br />
ونصف املليون من الشّ عب الجزائري املسلم، أما التّخريب والحرق والتّعذيب، فحدِّ ث وال حَرج..<br />
والحديث بالحديث يذكر، والقرارات واألحداث بأمثالها تُعرف وتُقاس.
17<br />
الوسطية<br />
وفيا يي نص الحوار:<br />
الوسطية// جبهة االنقاذ أين هي اليوم وما<br />
هي أهم أهدافها وما هودورها اليوم يف<br />
املشهد الجزائري؟<br />
مرزاق: بسم الله الرّحمن الرّحيم.. الجبهة<br />
اإلسامية لإلنقاذ، هي مرشوع وقضيّة.. هي<br />
تجربة وذكرى.. هي أمل وأمل. هي مرشوع<br />
إسامي وطني، يحمله يف العقول والقلوب، كلّ<br />
أبناء الجبهة الصّ ادقن.<br />
وهي قضيّة سياسيّة عادلة، يُناضل من أجلها<br />
ودفاعا عنها، رجال الجبهة الثّابتن.<br />
وهي تجربة إساميّة فريدة.. جاءت يف ظرف<br />
استثنايئ، كانت األنظمة األحاديّة الشّ مولية،<br />
تسيطر فيه سيطرة كاملة، عى البلدان<br />
العربية اإلساميّة، وكانت التّيارات املعارضة<br />
بكل أطيافها، قد يئِست من إمكانيّة حدوث<br />
تغير، عى املدين القريب واملتوسط.. غرأنّ<br />
الجبهة فاجأت الجميع، ونزلت باملرشوع<br />
اإلسامي الوطني إىل السّ احة السياسيّة، ويف<br />
وقت قيايس، استطاعت أن تُقنع عموم الشّ عب<br />
الجزائري بطرحها الرصّ يح الصّ ادق.. وألنها منه<br />
وتعرفه، راهنت عى إميانه ونخوته، وقرّرت<br />
الذّهاب إىل االنتخابات ألوّل مرة، رغم املخاطر<br />
واملؤامرات وقلّة التّجربة.. وبينا كان اإلخوة<br />
يف التّنظيات اإلساميّة األخرى يرون يف القرار،<br />
انتحارا سياسيّا ومُغامرة غر محسُ وبة العواقب<br />
والتّداعِيات، كان التّيار العلاين يرى يف ذلك<br />
فرصة سانحة للنّظام الحاكم لتقزيم التّيار<br />
اإلسامي، وإظهاره كأقليّة قليلة يف املجتمع<br />
الجزائري.. إال أنّ الشّ عب املسلم، كان قد اتّخذ<br />
قراره وحسم أمره، فقلب الطاولة عى الجميع،<br />
وصوّت باألغلبيّة الغالبة، عى رجال الجبهة<br />
اإلساميّة لإلنقاذ ومرشوعها اإلسامي.. فكان<br />
بعد ذلك الذّي كان، وأصبحت قضيّة الجبهة<br />
وتجربتها الفتيّة، قضيّة عربيّة وإساميّة، داع<br />
صِ يتها يف جهات العامل األربع.<br />
والجبهة ذكرى مؤثّرة، التزال عالقة يف ذاكرة<br />
ووجدان، كل من عرفها وعاش أيّامها وأحداثها.<br />
وهي أمل قوي، يحدُ وأصحاب النيّات الحسنة<br />
واإلرادات الصّ ادقة واملساعي الحميدة،<br />
للمساهمة يف إصاح شؤون الدّ ولة، وإنقاذ<br />
الجزائر من األزمة نهائيّا، بالعمل السيّايس<br />
السّ لمي الهادف، والتّعاون مع كلّ الغيورين يف<br />
شتّى مواقِعهم، لحاية الباد والعباد من كل<br />
األخطار التي تتهدّ دها.<br />
وهي أمل شديد يكاد يكون قاتا، تُغذِّيه<br />
ذكريات حزينة، ومآيس كبرة، وجراح عميقة،<br />
تسبّب فيها مرىض بجنون السّ لطة، ملا انقلبوا<br />
عى اختيّار الشّ عب وأوقفوا املسار االنتخايب،<br />
ودفعوا بالباد والعباد إىل مستنقع الدّ ماء<br />
والدّ موع والخراب والدّ مار، فتحَارَب أبناء<br />
الوطن الواحد، وقتل بعضهم بعضا...<br />
والجبهة اليوم شتات بن الداخل والخارج،<br />
متثلها أربعة هيئات، أفرزتها املحنة القاسية<br />
التي مرت بها، وهي : القيادة التاريخية..<br />
القيادة التي أفرزها مؤمتر باتنة.. القيادة<br />
التي أفرزها الصدام املسلح.. وقادة الجبهة<br />
يف الخارج، وقد سبق وأكدنا هذه الحقيقة،<br />
يف لقاء عقدناه سنة 2001م، حره ممثلون<br />
رسميون، عن الهيئات القيادية املذكورة أعاه،<br />
خرجنا منه مبوقف إعرتايض، عى تنظيم مؤمتر<br />
للجبهة يف الخارج، يف غياب الهيئات القيادية<br />
الحقيقية، وكتبنا تبعا لذلك رسالة، حاولنا<br />
إيصالها إىل الشيخن يف السجن، هذا بعض ما<br />
جاء فيها : « ال شك أنّكم تدركون قبل غركم،<br />
أنّ وضع الباد الحسّ اس وخطورة املرحلة، ال<br />
يسمحان بالعفوية واالرتجال، يف اتّخاذ مواقف<br />
من أيّ مبادرة سلبا أوإيجابا، قبل الدّ رس<br />
الدّ قيق، واالستشارة الواسعة، مع االستخارة<br />
الصّ ادقة.. وإنّ مؤمتر الجبهة املحتمل، الذي<br />
نسمع عنه، ومل يؤخذ رأينا فيه، فضا عى<br />
أنّ القامئن عى تنظيمه، ال ميثلون يف قيادة<br />
الجبهة شيئا، فهم من تخىّ عنها وشوّه<br />
سمعتها، وتنكّر لها عن قصد تعمّده، أوخطأ<br />
جُرّ إليه.. لكن الذي ال شكّ فيه، أنّهم فعلوا<br />
ذلك والجبهة أحوج ما تكون لوفائهم.<br />
وعليه فإنّ مسؤوليتنا التّاريخية، أمام<br />
التّضحيات الجسام التي دفعها الصّ ادقون،<br />
تفرض علينا أن نحدّ د موقفنا، من هذا العمل<br />
الذي يفرّق الجبهة وال يجمعها، ويضعفها<br />
وال يقوّيها، ويزيد يف آالم أبنائها وال يضمّد<br />
جراحهم.<br />
وحتّى ال نسمح بالتّاعب مرّة أخرى مبصر<br />
األمّة وتطلّعاتها، فإنّنا نطلب من السّ اعن<br />
لتحقيق هذه الفكرة أن يتّقوا الله وال يعاندوا،<br />
ويرتكوا األمر ألهله، ويجمعوا أمرهم عى حقّ<br />
ويأتونه صفّا.. وإال فإنّنا من مثل هذا العمل<br />
براء وله باملرصاد.<br />
وألنّ أبناء الجبهة اليوم شتات يف الدّ اخل<br />
والخارج، فإنّ الهروب إىل األمام والقفز عى<br />
الحقائق، والبرص أعمى، يوشك أن يُردي<br />
بصاحبه يف هاوية ال قرار لها.<br />
فحريّ ملن يرنوإىل الحقّ ، ويريد البناء ال الهدم،<br />
أن يعمل عى تقوية الرّوابط بن الهيئات<br />
الرسمية، التي انتهى إليها األمر يف عزّ املحنة،<br />
وحلكة الفتنة، واملتمثّلة يف الشيوخ السّ جناء،<br />
وقيادة الجيش اإلسامي لإلنقاذ، والشّ يوخ<br />
املفرج عنهم، والهيئة التنفيذية بالخارج،<br />
يضاف إىل ذلك إطارات الجبهة الذين ثبتوا<br />
عى الحقّ ، ومل يولّوا عى أعقابهم ينكصون.<br />
إنّ تقوية هذه الرّوابط وتحصينها وترصيصها،<br />
لهواألساس األمثل يف الوقت الرّاهن، والقاعدة<br />
األصلب، أليّ عمل قويم، ينشده ذولبّ سديد<br />
ورأي حصيف ».
الوسطية 18<br />
دراسات الوسطية<br />
الوسطية// هنالك من يقول أنّ جبهة االنقاذ<br />
صارت جزءاً من املايض ما هوتعليقكم؟<br />
مرزاق: نعم.. الجبهة جزء من املايض، ألنّها<br />
صنعت أحداثا كبرة ال تُنى، وإن شئت<br />
فقل : بل صنعت التّاريخ وتركت بصات ال<br />
متُ حى.. الجبهة أيّها الناس حيّة يف قلوب الذّين<br />
يؤمنون بها وهم كُرُ ، وحيّة يف ذاكرة الذّين<br />
تأثّروا مبرشوعها وتجربتها وهم أكر، وهي<br />
حارضة يف حياة كل الجزائريّن، الذّين عاشوا<br />
أحداث الخامس من أكتوبر سنة 1988م، إىل<br />
يوم النّاس هذا.. وبعيدا عن الغرور والتّضليل<br />
أقول، وأنا يف كامل قواي العقليّة : لوكان<br />
حزب فرنسا، الذّي يختبئ مُتحصّ نا، داخل<br />
دواليب الدّ ولة الجزائريّة، ميلك أدىن شك بأنّ<br />
الجبهة قد انتهت، وأصبحت من املايض كا<br />
يقولون، ما تردّدت السّ لطة لحظة واحدة،<br />
يف فتح املجال السيّايس، أمام كل الجزائريّن<br />
ومعهم رجال الجبهة.. لكنّهم يعلمون يقينا،<br />
أن عودة الجبهة يعني نهاية الكذب والتّزوير،<br />
ونهاية سيطرة األقليّة التّغريبيّة، التّي متثّل «<br />
حزب فرنسا »، عى األغلبيّة الوطنيّة اإلساميّة،<br />
التّي ترفع شعار العلاء والشّ هداء « اإلسام<br />
ديننا، والعربيّة لغتنا، والجزائر وطننا ».<br />
الوسطية: ما هي التّهم املوجّهة إليكم من<br />
الحكومة الجزائريّة؟<br />
مرزاق: هي نفس التّهم التّي وجّهتها فرنسا<br />
االستعاريّة، آلبآئنا املجاهدين عندما رفضوا<br />
الذّل والهوان، وانتفضوا ضدّ الظّلم والطّغيان،<br />
وحَملوا السّ اح دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم،<br />
وسعيا لتحرير وطنهم واسرتجاع سيادتهم..<br />
فكانوا بالنّسبة إليها خارجن عن القانون<br />
مارقن، وقطّاع طرق مجرمن، وفاّقة إرهابيّن،<br />
وعى هذا األساس وبهذه الذّريعة الكاذبة،<br />
أباحت لوحوشها وزبانيّتها، قتل مليون<br />
ونصف املليون من الشّ عب الجزائري املسلم،<br />
أما التّخريب والحرق والتّعذيب، فحدِّ ث وال<br />
حَرج.. والحديث بالحديث يذكر، والقرارات<br />
واألحداث بأمثالها تُعرف وتُقاس.<br />
الوسطية: كيف هي عاقتكم مع حكومة<br />
الجزائر اليوم؟<br />
مرزاق : عاقتنا مع الحكومة، هي عاقة<br />
الشّ عب املظلوم املقهور، الذّي يتُوق إىل الحريّة<br />
واألمن والسّ ام، ويسعى للتّعلّم والتّقدّ م<br />
واالزدهار، مع نظام مُنغلِق مُستبد، كغره من<br />
األنظمة العربيّة وبلدان العامل الثالث، مازال<br />
يرى هذا الشّ عب قارصا صغرا، اليحقّ له أن<br />
يقرّر مصره كا يشاء، ويختار لقيّادته من<br />
يريد.. وهذه النظرة للشعوب، ليست غريبة،<br />
فالحقيقة يجب أن تقال، إن الحكام من طينة<br />
شعوبهم، وكا نكون يوىل علينا، ومتى نغر<br />
مابأنفسنا، تتغر مجتمعاتنا، فيتغر والة أمورنا،<br />
وعندها يغر الله حال أمتنا، وهوعى ذلك<br />
قدير وعى غره أقدر.. نسأل الله الصاح<br />
والفاح.. أمّا عاقتُنا ببعض مؤسّ سات الدّ ولة<br />
يف الجزائر، فهي مقبولة عى العموم، خاصّ ة<br />
قيّادة األجهزة األمنيّة، التّي اعتربها عاقة<br />
جيّدة إىل حدّ الساعة.. ولعِلمِكم فقد بادر<br />
رئيس الجمهوريّة يف خطوة جريئة، هدم بها<br />
جدار املنع واإلقصاء، ودعانا رسميّا إىل رئاسة<br />
الجمهوريّة، للمُشاركة يف الحوار حول تعديل<br />
الدّ ستور، وتقديم املُقرتحات املطلوبة، وقد تمّ<br />
ذلك بعون الله وتوفيقه، مبعيّة مئة وخمسن<br />
شخصيّة وُجِّهت لها الدّ عوة.. ونسأل الله عز<br />
وجل نحن أبناء الجبهة، أن يرحم ضعفنا<br />
ويجمع شَ ملنا، ويسهل علينا تنظيم مؤمتر<br />
جامع، تفتح فيه األبواب لكلّ الذّين حرموا<br />
ومنعوا من العمل السيّايس، بسبب وقف<br />
املسار االنتخايب يف الجزائر سنة 1991 م، وما<br />
وقع بعد ذلك من أحداث أليمة.. ألنّنا نعتقد<br />
جازمن، أنّ الجرح لن يندمل، وأنّ باب األزمة<br />
لن يغلق، وخطرها يبقى قامئا يرتصّ د، مامل<br />
نكمِل خطوات املصالحة الحقيقيّة، بتصفيّة<br />
تركة سنوات املحنة، وفتح املجال السيّايس<br />
أمام كل الجزائريّن، يف إطار الدّ ستور واحرتام<br />
القوانن، وعندها فقط، نكون قد أغلقنا ملف<br />
املأساة الوطنيّة نهائيّا... اللّهم يرّ وأعن.<br />
الوسطية: ما هي أسباب حملِكم للسّ اح يف<br />
عاقتكم مع الحكومة؟ ما هي الدّ وافع التّي<br />
دفعتكم لحمل السّ اح يف الجزائر؟<br />
مرزاق: لقد سبق يل وتكلّمت عن الدّ وافع<br />
واألسباب واملُابسات، التّي دفعتنا إىل الفرار من<br />
جحيم النّظام الحاكم وظلمه، ثمّ حمل السّ اح<br />
دفاعا عن أنفسنا وأعراضنا، وكتبت مُوضّ حا<br />
ومُبيّنا : « أيّها النّاس.. لقد عِشنا مع شعبنا،<br />
أعوام الدّ عوة إىل الله صابرين محتسبن، مل<br />
يكن لنا فيها من غاية إال طاعة الله ورضاه،<br />
ووعظ النّاس وإرشادهم، وهدايتهم إىل رصاط<br />
الله املستقيم.. فاتُّهِمنا بالبطان، وجُررنا املرّة<br />
بعد املرّة، إىل مخافر الرشّ طة والدّ رك ومكاتب<br />
التّحقيق، ليُلقى بنا يف غياهب السّ جون، ظُلا<br />
وعُدوانا، بغر ذنب اقرتفناه، أوجُرم أتيناه، إال<br />
أن جَهَرنا بالحقّ وقلنا ربّنا الله.. ورغم الزّور<br />
والبُهتان والطُّغيان.. مل نَرُ ، ومل نرفع السّ اح يف<br />
وجه أحد، رغم أنّ القهر قد أفتى، والجور<br />
وقَّع لردع الغاصبن املعتدين.<br />
وبالصّ رب تجمّلنا.. فصربنا، وصربّ نا، واصطربنا<br />
.. إىل أن أذِن الله وجاء عهد االنفتاح<br />
والتعدّ دية، فاستبرشنا خرا، وصدّ قنا كِذبة<br />
اللّعبة الدّ ميقراطية، وانخرطنا يف العمل<br />
السيّايس، واحتكمنا إىل صناديق االقرتاع،<br />
مُنتهجن األساليب السّ لميّة، طمعا يف تحقيق<br />
الحلم املفقود، وإقامة الدّ ولة اإلساميّة..<br />
الدّ ولة اإلساميّة التّي مل تكن تعني ألغلبنا،<br />
غر تجسيد املرشوع املجتمعي، الذّي ضحّى<br />
من أجله اآلباء واألجداد، ولخّصه شعار ابن<br />
باديس الخالد.. اإلسام ديننا.. والعربيّة لغتنا..
19<br />
الوسطية<br />
والجزائر وطننا.. وأكدّ ه وفصّ ل فيه شهداء<br />
ثورة نوفمرب املجيدة، بحرصهم وإرصارهم عى<br />
إقامة دولة جزائريّة مستقلة وذات سيّادة،<br />
دميقراطيّة واجتاعيّة، ضمن إطار املبادئ<br />
اإلساميّة.<br />
ولقد شهدتم وشهِد العامل.. كيف صفع<br />
الشّ عب الجزائري املسلم السيّد، دُعاة املسخ<br />
والتّغريب والتّبعيّة لفرنسا االستعاريّة، وأشهر<br />
البطاقة الحمراء يف وجوههم.. وكيف وقف<br />
إىل جانبنا عن طواعيّة ورىض، ونارصنا وقَبِل<br />
املرشوع الذّي عرضناه عليه، يف ثاث محطّات<br />
فاصلة.. البلديّات.. الواليات.. الربملان..<br />
وبينا كنّا ننتظر مع شعبنا استام السّ لطة،<br />
كا نصّ عى ذلك الدّ ستور وفصّ لته قوانن<br />
الجمهوريّة، وجدنا أنفسنا بن عشيّة وضحَاها،<br />
وبقوّة الحديد والنّار، خارج اللّعبة السياسيّة..<br />
فا برملان.. وال حكومة.. وال حزب.. وال دار..<br />
وال دوار..<br />
وبقوّة الحديد والنّار، وتواطؤ الدّ ول العُظمى،<br />
وتحت شعار حاية الدّ ميقراطيّة والنّظام<br />
الجمهوري، تربّعت عى سدة الحكم، األقليّة<br />
القليلة املنهزمة يف االنتخابات، لتتحكّم يف رقاب<br />
شعب ال يريدها، وترهن مصر وطن مبساحة<br />
شبه قارّة، كان مرشّ حا ليتبوّأ مكانة رائدة عى<br />
املستوى القارّي والعاملي...<br />
وباالنقاب عى إرادة الشّ عب، والتّنكر لنتائج<br />
الصّ ناديق الشّ فافة، واالنتخابات التيّ شهدوا<br />
بعظمة لسانهم أنّها حرّة ونزيهة.. انهارت<br />
دولة القانون.. وانقطع حبل الثّقة بن الحاكم<br />
واملحكوم، وعمّت الفوىض، واختلط الحابل<br />
بالنّابل، واصطدم الحقّ بالباطل، ومُلِئت<br />
املخافر والسّ جون واملحارش.. وكان طبيعيّا<br />
أن تطغَى بعدها لغة الرّصاص والقنابل..<br />
فكان النّهب والحرق والتّنكيل.. وكان املفقود<br />
واملقتول والقاتل..<br />
وكغرنا من أبناء الشّ عب املقهور املحقور،<br />
التحقنا بالجبال مُكرَهن، مُرغَمن غر مُخيَّ ين،<br />
دفاعا عن أنفسنا وأعراضنا، وعى ضوء ما جاء<br />
يف كتاب ربّنا وسنّة نبيّنا :<br />
﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ<br />
عَىَ نَرصْ ِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ<br />
دِيَارِهِمْ بِغَرْ ِ حَقٍّ إِالَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ<br />
وَلَوْالَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَ هُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّ مَتْ<br />
صَ وَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَ لَوَاتٌ وَمَسَ اجِ دُ يُذْكَرُ فِيهَا<br />
اسْ مُ اللَّهِ كَثِرًا وَلَيَنْرصُ َنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْرصُ ُهُ إِنَّ<br />
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.<br />
وانتصارا لشعبنا : ﴿ وَمَا لَكُمْ الَ تُقَاتِلُونَ يفِ<br />
سَ بِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْ تَضْ عَفِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَ اءِ<br />
وَالْوِلْدَ انِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ<br />
الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُ نْكَ وَلِيًّا<br />
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُ نْكَ نَصِ رًا ﴾..<br />
وطاعة لربّنا : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ<br />
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا يفِ سَ بِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِىلَ<br />
األْ َرْضِ أَرَضِ يتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّ نْيَا مِنَ اآلْ َخِرَةِ فَاَ<br />
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّ نْيَا يفِ اآلْ َخِرَةِ إِالَّ قَلِيلٌ ﴾..<br />
الوسطية: ما هي املعطيات التّي جعلتكم<br />
تُحجِ مون عن الخيّار العسكري والذّهاب<br />
للخيّار السّ لمي؟<br />
مرزاق// إنّ الحرب التّي أرضموها، ودفعونا<br />
عى إثرها قرا إىل حمل السّ اح، مل تكن<br />
مجرّد نزهة يف الجبال، أوتصوير فلم سنايئ<br />
هوليودي، كا يُروّج بعض القاعدين املخلفن..<br />
فقد واجهنا خالها مصاعب وعقبات اعرتضت<br />
سبيلنا، وركبنا مخاطر وأهواال هدّ دت حياتنا،<br />
وتحمّلنا فتنا هجمت علينا كقطع اللّيل املظلم،<br />
ورغم ذلك كلّه، حاولنا جهدنا، وحرصنا ما<br />
استطعنا عى الوقوف عند حدود الله، والعمل<br />
بهدي رسول الله « انطلقوا باسم الله، وبالله،<br />
وعى ملّة رسول الله، وال تقتلوا شيخا فانيّا،<br />
وال طفا صغرا، وال امرأة، وأصلحوا وأحسنوا،<br />
إنّ الله يحبّ املحسنن ».<br />
... وواصلنا السّ ر عى نهج الحقّ املبن، شهرا<br />
بعد شهر، وعاما بعد عام، كان زادنا خالها<br />
تقوى الله، وعبادتنا القيّام والصّ يام، والذّكر<br />
عى كلّ األحوال، وكان جهادنا أمرا مبعروف<br />
ونهيا عن منكر، وردع ظامل ونُرصة مظلوم...<br />
ثمّ فُوجِ ئنا بجاعة من املغالن املنبثّن، خرجوا<br />
عى األمّة بفتاوى ضالّة مُضلِّلة، وسلوكات<br />
مُنحرِفة، ومواقف ال متتّ إىل اإلسام بصلة،<br />
تنكّروا للمشايخ والعلاء، وفهموا خطأً مقاصد<br />
الفقهاء، فاستباحوا حرُمات املسلمن، وأباحوها<br />
بذلك لكلّ عدومرتبّص اليؤمن بيوم الحساب،<br />
وعاثوا يف األرض فسادًا، وتحالفوا مع أعداء<br />
األمّة من حيث يعلمون أواليعلمون، ومالوا<br />
عليها ميلة واحدة، يقتلون النّاس ذبحا وتفجرا،<br />
ويأخذون أموالهم سلبا ونهبا، ويعتدون عليهم<br />
تعذيبا وتنكيا وترشيدا.. وكان علينا لزاما، أن<br />
نواجه الكلّ مبفردنا، فتوكلنا عى الله النبايل<br />
مبا يصيبنا، حاية للشعب ودفاعا عن أنفسنا<br />
وأعراضنا.. حتى إذا رأينا شحّا مُطاعا، وهوى<br />
مُتّبعا، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، وتحوّل<br />
النّهي عن املنكر إىل منكر أعظم، والجهاد إىل<br />
اعتداء وانتهاك للحرمات، وأصبح الخطر يتهدّ د<br />
الدّ ين يف قداسته وحقيقته، والشّ عب يف وجوده<br />
وعرضه وكرامته، والوطن يف استقاله ووحدته<br />
وسيّادته.. حصلت لدينا قناعة، تؤكّد بأنّ<br />
االستمرار يف هذه الطّريق، مع هذه املعطيات<br />
الجديدة وتداعيّاتها، سيقرب الجهاد بأيدي أبنائه،<br />
ويقصم ظهر الحركة اإلساميّة، ويشوّه صورة<br />
اإلسام ملدّ ة طويلة.. فكان ال بّد لنا من تفكر<br />
عميق، واستخارة صادقة، واستشارة جادّة،<br />
بُغية إيجاد حلّ ينقذ األمّة، ويفرّق النّاس<br />
بعده بن الحقّ والباطل، ومييّزون الخبيث من<br />
الطّيب، ويضع حدا لألهوال والكوارث، التّي<br />
كادت أن تأيت عى األخر واليابس... عنذئذ<br />
لجأنا إىل الله نستخره ونستهديه ونستعن<br />
به، فأمدنا كرما منه وتفضّ ا، بالشّ جاعة<br />
الاّزمة، والغرة الكاملة، فأعلنا املوقف الحازم
الوسطية 20<br />
دراسات الوسطية<br />
الحاسم، وصدعنا بكلمة الحقّ ومل نخف يف<br />
الله لومة الئم، ووقفنا يف وجه القريب قبل<br />
البعيد، والصّ ديق قبل العدّ و، وتصدّ ينا لكلّ<br />
خائن ومُنحرف وظامل، وفتحنا بابا للفرج كان<br />
مُقفا، ورسِ نا عى طريق السّ لم واملصالحة<br />
والوئام، متوكّلن عى الله ربّ األنام، الذي<br />
قال يف مُحكَم التّنزيل وسورة األنفال ﴿ وَ إِنْ<br />
جَنَحُوا لِلسَّ لْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَىَ اللَّهِ إِنَّهُ<br />
هُوالسَّ مِيعُ الْعَلِيمُ * وَ إِنْ يُرِيدُ وا أَنْ يَخْدَ عُوكَ<br />
فَإِنَّ حَسْ بَكَ اللَّهُ هُوالَّذِي أَيَّدَكَ بِنَرصْ ِهِ<br />
وَبِالْمُؤْمِنِنَ * وَأَلَّفَ بَنْ َ قُلُوبِهِمْ لَوأَنْفَقْتَ مَا<br />
يفِ األْ َرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَنْ َ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ<br />
اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.. وبفضل<br />
الله وتوفيقه، ثمّ صِ دق الرّجال والرّجال، وصرب<br />
الشّ عب املكلوم، الذّي تحمّل فاتورة الحرب<br />
والنّزال.. كان التّفاوض.. وكانت الهُدنة.. وكان<br />
الوئام.. فكان السّ ام.<br />
الوسطية: شاركتم يف مؤمتر منتدى الوسطيّة<br />
األخر يف العاصمة األردنيّة عاّ ن، ما<br />
هوتعليقكم عن املؤمتر وكيف ترون إسهاماته<br />
يف خدمة قضايا األمّة؟<br />
مرزاق: بعد عوديت من املؤمتر، سألني<br />
بعض اإلخوة، عن املنتدى ومن يرشف عى<br />
إدارة شؤونه، فكتبت هذه السطور : « مل<br />
أكن أعرف عن املنتدى العاملي للوسطيّة،<br />
إالّ القليل الذّي قرأته يف املوقع اإللكرتوين<br />
املتواضع.. وألنّ العرب قالت قدميا « ليس<br />
الخرب كاملُعاينة »، فقد كان عيّ لزاما، أن<br />
انتظر اليوم املوعود، واملؤمتر املشهود، والفرصة<br />
الثّمينة، التّي أتاحها لنا، األخ الكريم والسيّد<br />
الفاضل، األستاذ مروان الفاعوري، أحسن الله<br />
إليه وإىل جميع املُرشفن عى املنتدى، تأطرا<br />
وتنظيا ورعاية ومتوينا.. ألعرف الحقيقة من<br />
الخيال، وأخبار اليقظة من أضغاث األحام.<br />
ومل يطل بنا اإلنتظار، حتى حلّ موعد انعقاد<br />
املؤمتر، وانتقلت إىل اململكة األردنيّة الشقيقة،<br />
التّي فتحت لنا ذراعيها ترحيبا واستقباال،<br />
وليس هذا بجديد عليهم، فقد علم الناس، أنّ<br />
الضيّافة عربيّة وأنّ الكرم عريب..<br />
ويف صبيحة اليوم األوّل من أشغال املؤمتر، تبنّ<br />
يل الخيط األبيض من الخيط األسود، وقامت<br />
الحجّة دامغة، بالربهان السّ اطع، والدّليل<br />
القاطع، قوال وعما.. فقد اجتمعت كوكبة<br />
من رجال الدّ عوة والفكر واإلصاح، جاءوا من<br />
مختلف البلدان اإلساميّة، ليتدارسوا قضايا<br />
األمّة وهمومها، يف جوأخوي مَهيب، وبأسلوب<br />
حواري حضاري، وطرح علمي مُمنهج، ونربة<br />
رصيحة صادقة.. عندها قطعت الشّ ك باليقن،<br />
وأدركت أنّ املنتدى العاملي للوسطيّة، هوفضاء<br />
واسع رحب، للحوار البناء، والفكر الهادف،<br />
والدّ عوة الصادقة.. وأكر من هذا، فهويفتح<br />
الباب واسعا، أمام كل الخيّ ين الغيورين من<br />
أبناء األمّة، مها كانت مدارسهم وانتاءاتهم،<br />
برشط واحد ووحيد، هواعتاد املنهج<br />
الوسطي، الذّي وصف به الله يف كتابه، خر<br />
أمّة أُخرجت للنّاس..<br />
﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَ طًا لِّتَكُونُوا شُ هَدَ اءَ<br />
عَىَ النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُ ولُ عَلَيْكُمْ شَ هِيدً ا ﴾..<br />
الوسطية: شاركتم يف مؤمتر عن ( املرجعيّة<br />
الدينيّة بن التّقديس والتّهميش، املراجعات<br />
املطلوبة( برأيكم، ما هي املرجعيّة الحقيقية<br />
ألبناء األمّة؟ وما هي ساتها؟<br />
مرزاق: ال يخفى عى املهتمّن بقضايا األمّة<br />
اإلساميّة، أنّ املرجعيّة الدينيّة، قد تعدّ دت<br />
وتنوّعت، بتعدّ د وتنّوع املذاهب والفرق<br />
اإلساميّة، األمر الذي أغرق األمّة يف رصاعات<br />
داخليّة مُدمّرة، رصاعات ذهبت بوقار العلاء،<br />
ونالت من هيبة الدّ عاة والعقاء، وشكّكت<br />
يف أغلب املصادروالنّصوص، وسفّهت كثرا<br />
من الفتاوى واألحكام، وجعلت فئة كبرة<br />
من األجيال املتأخّرة، التهتم كثرا مبا وصل<br />
إليها من الرتّ اث اإلسامي الكبر، بل تنظر<br />
إليه بشئ من الرّيبة والاّمباة.. وأمّا الفئات<br />
األخرى، فإمّا تقدّ سه وراثة بسبب تنشئتها<br />
األرسيّة، أومتجّده متسّ كا بهويتها واحرتاما<br />
لتاريخها.. وقلّة قليلة، أكرمها الله باإلميان<br />
القوي والفهم الصحيح والوعي الكبر، تحاول<br />
جاهدة، أن تنهض باألمّة من جديد، وتعمل<br />
عى ترجمة حقيقة اإلسام، كا جاء به محمّد<br />
صىّ الله عليه وسلم، أخاقا وأقواال وأفعاال،<br />
يف حياة الفرد واألرسة، واملجتمع والدّ ولة.. لكن<br />
الجدل العقيم، والخافات املُفتعلة، والرصّ اعات<br />
الخاطئة، تقف حاجزا منيعا وعقبة كؤودا،<br />
أمام الجهود املبذولة، والتّضحيات املقدّ مة...<br />
إنّ التّجارب املرتاكمة، التّي عاشتها ومرّت بها<br />
األمّة اإلساميّة، بأفراحها وأتراحها، بحُلوها<br />
ومُرّها، بانتصاراتها وهزامئها، تخاطبنا باللّسان<br />
الفصيح الرصّ يح قائلة : أيّها املسلمون..<br />
يامن تؤمنون بإله واحد التُرشكون به شيئا،<br />
وتقرؤون قرآنا واحدا اليأتيه الباطل من بن<br />
يديه وال من خلفه، وتتّبعون رسوال واحدا<br />
أجمع األوّلون واآلخرون عى أمانته وصدقه،<br />
وتصلون إىل قِبلة واحدة، التختلفون عليها،<br />
وتحجّون إىل بيت واحد، تجتمعون فيه بلباس<br />
واحد، وتلهج ألسنتكم بتلبيّة واحدة، الفرق<br />
بينكم والفضل إالّ بالتّقوى، الرّجل واملرأة،<br />
األبيض واألسود، األورويب واإلفريقي، األمريي<br />
واآلسيوي، « فكلّكم آلدم وآدم من تراب »، ﴿<br />
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَ ٰى<br />
وَجَعَلْنَاكُمْ شُ عُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ<br />
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِرٌ﴾..<br />
أيّها املسلمون.. لن تنجحوا ولن تقوم لكم<br />
قامئة، إال مبا نجح به محمّد صى الله عليه<br />
وسلم وصحبه، يف تبليغ رسالة القرآن، وإقامة<br />
دولة اإلسام.. وحدّ وا مصادركم ولويف حدّ ها<br />
األدىن، واجتمِعوا عى القواسم املشرتكة بينكم<br />
ولويف عددها القليل، وحدّ دوا األهداف التّي<br />
تلّم شملَكم، وتوحّد جهودكم، ولوكانت هدفا<br />
واحدا وحيدا.. أيّها املسلمون.. لن تنجحوا<br />
ولن تقوم لكم قامئة، إال مبا نجح به محمّد
21<br />
الوسطية<br />
صى الله عليه وسلم وصحبه، يف تبليغ رسالة<br />
القرآن، وإقامة دولة اإلسام.. وحدّ وا مصادركم<br />
ولويف حدّ ها األدىن، واجتمِعوا عى القواسم<br />
املشرتكة بينكم ولويف عددها القليل، وحدّ دوا<br />
األهداف التّي تلّم شملَكم، وتوحّد جهودكم،<br />
ولوكانت هدفا واحدا وحيدا.. أيّها املسلمون..<br />
لن تنجحوا ولن تقوم لكم قامئة، إال مبا نجح<br />
به محمّد صى الله عليه وسلم وصحبه، يف<br />
تبليغ رسالة القرآن، وإقامة دولة اإلسام..<br />
وحدّ وا مصادركم ولويف حدّ ها األدىن، واجتمِعوا<br />
عى القواسم املشرتكة بينكم ولويف عددها<br />
القليل، وحدّ دوا األهداف التّي تلّم شملَكم،<br />
وتوحّد جهودكم، ولوكانت هدفا واحدا وحيدا..<br />
ولقد سبق يل أنا العبد الضعيف، وطرحت<br />
أسئلة ملحة، يف هذا الشّ أن وقلت : عجبا ألمرنا<br />
نحن املسلمن، كيف نقبل مبغالطات كبرة يف<br />
ديننا وال نفعل شيئا لتصحيحها ؟ ملاذا يسكت<br />
كبار العلاء، والتتحرّك الجامعات واملجمّعات<br />
العلميّة منها والفقهيّة ؟ أين الكتاب، أين<br />
الباحثون، أين املحقّقون ؟َّ... هل يستقيم يف<br />
رؤوس العقاء من علائنا، عند أهل السّ نة<br />
والجاعة مثا، بأن صحيح اإلمام البخاري<br />
رحمه الله، هوأصحّ كتاب بعد كتاب الله<br />
؟ وهم يعلمون جميعا، أنّ كتاب زاد املسلم<br />
فيا اتفق عليه البخاري ومسلم، أصح منه،<br />
واملتفق عليه من الكتب الستة، أصح منها..<br />
وهل يعقل أن يقول الشّ يعة أنّ كتاب الكايف<br />
هواألصحّ بعد كتاب الله ؟ وهل يقبل أن<br />
يقول اإلباضيّة أنّ مسند ابن الربيع هوالكتاب<br />
الثّاين بعد القرآن ؟ وقِس عى هذا، وستجد<br />
لكلّ فرقة كتابها الصّ حيح بعد الذّكر الحكيم...<br />
إنّ عمليّة توحيد املصادر وتحديدها، تسهلّ<br />
عمليّة الفرز وانتخاب كبار العلاء ومعرفتهم،<br />
واالثنان معا، ونعني مصادر التّلقي وهيئة<br />
كبار العلاء، سيمثّلون املرجعيّة العليا لكلّ<br />
املسلمن، أينا كانوأ وحيثا وُجدوا...<br />
واآلن تصوّروا معي، مانستطيع فعله، بوجود<br />
هذه الوسائل التّقنية الرّقميّة، إذا وظفناها<br />
توظيفا مثاليا، يف جمع كلّ الكتب الصّ حيحة،<br />
بعد كتاب الله الذّي حفظه جلّ وعا من أيّ<br />
تحريف... بالتّأكيد سنتحصّ ل عى ما يى :<br />
أ – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺعند كلّ<br />
املذاهب والفرق اإلساميّة.<br />
ب – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ عند<br />
أغلب املذاهب والفرق اإلساميّة.<br />
ج – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ عند<br />
أكرب املذاهب والفرق اإلساميّة، السنّة<br />
والشّ يعة.<br />
د – ثمّ يأيت املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ<br />
عند أهل السّ نة والجاعة، وكذلك بالنّسبة<br />
لغرهم.<br />
وهكذا إىل أن نصل إىل كتاب اإلمام البخاري<br />
رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.<br />
كا نستطيع أن نفعل باملِثل لكتب تفسر<br />
القرآن، وأيضا أمّهات كتب الفقه اإلسامي، إىل<br />
أن نتحصّ ل عى مختلف املصادر التّي تجتمع<br />
عليها األمّة حسب الرتّ تيب.. وال أشك أبدا أنّ<br />
مَجمَعا علميّا فقهيّا رشعيّا، عى هذا املستوى،<br />
يضم يف هيئته كلّ الطّوائف من كبار العلاء،<br />
ويعتمد عى املصادر املتّفق عليها، يعجز<br />
أن يكون املوجه العام، لكل املسلمن عى<br />
اختاف مذاهبهم وفرقهم، أويعجزأن يقوم<br />
بدور الحكم بينهم عندما يختلفون.. هذا<br />
وللموضوع بقيّة، نرشح فيها ونفصل، وندلل<br />
فيها وناصل.. ستأيت إن شاء الله يف أوانها.<br />
الوسطية: هل القوّة أوالسّ اح هوالسبيل<br />
األمثل ملعالجة قضايا األمّة؟<br />
مرزاق: لوأن الله العيّ القدير، أراد لهذا<br />
الدّ ين أن ينترص بقوّة السّ اح، لكان قد اختار<br />
لتبليغ رسالته، مقاتا متمرسا رشسا، وكلّفه<br />
بتكوين خايا من املقاتلن الشّ جعان، ثم بناء<br />
جيش جرار عرمرم، يفعل به ما فعل « جنكيز<br />
خان »، يأخذ األرايض ويحتلّ األوطان، ويَسبي<br />
الجواري ويسلب األموال، وميلك العامل بإبادة<br />
اإلنسان.. لكن الرّحمن الرّحيم، كان يريد<br />
هداية النّاس وصاحهم، حتّى يعيشوا يف أمن<br />
وأمان ومحبّة وسام.. فتوجه بنوره إىل عقول<br />
النّاس يضيئها، وبالذكر إىل قلوبهم يطمئنها،<br />
وبالتنزيل إىل أرواحهم يقويها، واختار لهم<br />
الصّ ادق األمن، وزينه بخلُق عظيم، وأرسل إليه<br />
الرّوح األمن، بكتاب عريب مُبن، قال له يف<br />
أوّل سورة نزلت ﴿ اقْرَأْ بِاسْ مِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ<br />
* خَلَقَ اإلْ ِنْسَ انَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ األْ َكْرَمُ *<br />
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ اإلْ ِنْسَ انَ مَا لَمْ يَعْلَمْ<br />
﴾.. فكان اإلسام رسالة الكلمة والقلم، ودين<br />
العلم واألخاق، ودعوة الحقّ والهداية.. ثم<br />
أيّده الله بصحب يعرفهم ويعرفونه، أمرهم<br />
بالسّ مع والطّاعة لله ورسوله، يف املنشط<br />
واملكره ويف العر والير، وبالصّ رب عى<br />
الباء وتحمّل األذى، فكانوا كالجبال الرّوايس<br />
يف صربهم وإميانهم، وخال ثاثة عرش سنة<br />
كاملة، مل يرفعوا فيها ساحا عى أحد، رغم<br />
الطغيان ومن طغى، والظّلم ومن ظلم.. ومع<br />
ذلك، أنزل الله قرآنا يُتى إىل يوم القيّامة،<br />
يف حقّ بعض املشتكن واملحتجن منهم ﴿ أَمْ<br />
حَسِ بْتُمْ أَنْ تَدْ خُلُوا الْجَنَّةَ وَلَاَّ يَأْتِكُمْ مَثَلُ<br />
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّ تْهُمُ الْبَأْسَ اءُ وَالرَّ َّاءُ<br />
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُ ولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ<br />
مَتَى نَرصْ ُ اللَّهِ أَالَ إِنَّ نَرصْ َ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾.. فمن<br />
قال إذا، أنّ السّ اح هوأحسن وسيلة، ملعالجة<br />
قضايا األمّة ؟ بل الحق كل الحق يف اإلسام،<br />
أن الساح، هوآخر وسيلة يلجأ إليها، كالطّاق<br />
الذي هوأبغض الحال إىل الله، واليّ الذي<br />
هوآخر الدواء للعاج... هذا والله أعى وأعلم..<br />
بقي سؤاالن مهاّ ن، سأكتب ردا عليها، مبقال<br />
خاص، يف القادم من األيّام إن شاء الله.. أمّا<br />
الحوار، ففي اإلجابات التّي كتبناها بركة...<br />
تقبلّوا منّي أحى تحية وأطيب سام، مع<br />
فائق التّقدير واالحرتام.. أخوكم ومُحبّكم،<br />
مدين مزراق
الوسطية<br />
22<br />
مقاالت<br />
املواطن...وعمليات التغريب<br />
يشَ هدُ هذَا العرصُ تحَوالت إجتاعَية وثقافَية<br />
وسياسَ ية وتربَوية نتيجة لثورة تكنولوجيا<br />
املعلومات وأنفتاح العامل عى بعضة البعض<br />
نظرًا لتقدم وسائل النقل واألتصاالت<br />
السلكية والاسلكية واألقار الصناعية<br />
واملحطات الفضائية والشبكات العنكبوتية<br />
»اإلنرتنت«،والتي أصبحت يف متناول اليد<br />
للصغر والكبر، وهي توفر الوقت والجهد<br />
عى املستفيد من خدماتها بكل ير وسهولة<br />
يف ظل هذا التطور املشهود والكم الهائل من<br />
املعلومات املتدفقة بدأنا نشاهد تنكرا صبيانيا<br />
وهجمةً عدائية من قبل البعض تجاه تراثنا<br />
القومي والحضاري واإلنساين وتجاه منظومة<br />
القيم واألخاق التي ترشبناها جيا بعد جيل<br />
ويؤمن بها السواد األعظم من أبناء األمة<br />
العربية تهدف هذه الهجمة الرشسة يف أبعادها<br />
املتشعبة إىل تغريب املواطن العريب داخل<br />
وطنه عن مقوماتِ مصدر إعتزازه ومبعث<br />
قوتهوعنوان أستقاله وكربيائه وذلك عن<br />
طريق دس السم يف الدسم تارة ويف التشكيك<br />
مبا يؤمن به تارة أخرى وبإيقاع الفتنة بن<br />
أبناء األمة العربية الواحدة حاملة الرسالة<br />
وأصحاب أول مرشوع تنويري قُدم للبرشية<br />
يف العصور املظلمة من تاريخها, وذلك من<br />
خال متزيق منظومة القيم وزحزحة مفاهيم<br />
األمة الواحدة ليسهل بعد ذلك اقتاعها من<br />
جذورها واإلنقضاض عليها ورشذمتها إىل أشاء<br />
وأشباه دول متاحكة متفرقة.<br />
أمام هذا الواقع األليم املعاش, البد من<br />
صحوة جديدة يقودها حملة الفكر العريب<br />
والعلاء األجاء املتنورون وأصحاب الضائر<br />
الحية للتصدي لهذه الهجمة وذلك عن طريق<br />
توعية األمة بهذه املخاطر وبث روح الوحدة<br />
والعزة والكربياء واألنفة مباضيها, امليء<br />
وحارضها املرشق, ومستقبلها الزاهر, وهذا<br />
يتطلب أيضاً مأسسة لعملية الرتبية الوطنية,<br />
تبدأ من البيت, وتنتقل إىل املدرسة ثم إىل<br />
الجامعة بعدها إىل مواقع العمل, فالشعوب<br />
بحاجة بعد لقمة العيش إىل الرتبية وهذا ما<br />
يجمع عليه أهل الصن يف أمثالهم القائلة (<br />
بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي<br />
الرتبية(. قد تكون جذور الرتبية مرة املذاق,<br />
وشاقة, ولكنني أجزم بأن مثارها ستكون حلوة<br />
يف املستقبل املأمول, إن بعض حاوتها الثبات<br />
عى املبادئ والحياة الفضى واإلعتزاز باإلنجاز<br />
العريب وتحمل املسؤولية بكل ثقة وإقتدار,<br />
ألن رشف الدفاع عن هذه املبادئ والوطن ال<br />
ميكن أن تحمله إال النفوس الكبرة, املؤمنة,<br />
الواثقة واملطمئنة إىل تاريخها املجيد وحضارتها<br />
العريقة. أننا ورثة رسالة خالدة, وأبناء صحابة<br />
أجاء, فاضت أرواحهم الزكية وهي تبرش<br />
اإلنسانية بالفجر الجديد, وتعمل عى مسافة<br />
الزمن عى نرش مبادئ العدل والخر والسام<br />
واملساواة واألخاق الفاضلة.<br />
إن الوهن الذي أصابنا يف هذا العرص هونتاج<br />
قلة يف جرعات الرتبية الوطنية الجادة لذلك<br />
البد من نفض الغبار عن كواهلنا مرة ثانية<br />
لنعود كا كنا خر أمة أخرجت للناس تأمر<br />
باملعروف وتنهى عن املنكر، وكم هوجميل أن<br />
يحيى اإلنسان وميوت دفاعا عن وطنه وقيمه<br />
ورسالته فليس مثة مكان أغى وأسمى من<br />
هذا الوطن.
قال عليه الصالة والسالم :<br />
»ثالثة ال ترد دعوتهم, الصائم حتى يفطر واإلمام<br />
العادل ودعوة املظلوم« رواه أمحد.<br />
23<br />
الوسطية<br />
أطل علينا مرةً أخرى شهرُ رمضان املبارك,<br />
وهوشهرٌ يزهوبفضائله عى سائر الشهور,<br />
شهرُ الصرب واملصابرة, شهرٌ ترمضُ فيه الذنوب<br />
وتُحرَقُ وال يبقى لها أثر, شهر العبادة والعمل<br />
الديني والدنيوي, شهرٌ ميتاز عى غره من<br />
الشهور مبزايا عظيمة وفضائل عدة, جعلت<br />
منه أفضل شهورِ السنة. ولحكمةٍ معينة ميّز<br />
اللهُ تعاىل بن خلقه زماناً ومكاناً ففضَّ ل بعض<br />
األمكنة عى بعض فكانت مكة درّة األماكن,<br />
وفضَّ ل شهر رمضان عى غره فكان كالشمس<br />
بن الكواكب.<br />
قال تعاىل: « شَ هْرُ رَمَضَ انَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ<br />
الْقُرْآنُ هُدً ى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَ ى<br />
وَالْفُرْقَانِ ..... »البقرة/185, فهوموسم الخر<br />
والطاعات والعبادات واألجر الوفر, شهر العتق<br />
من النار والتوبة واملغفرة وتكفر الذنوب<br />
والسيئات, قال عليه الصاة والسام: »الصلوات<br />
الخمس والجمعة إىل الجمعة ورمضان إىل<br />
رمضان مكفرات ملا بينهن إذا اجتنبت الكبائر«<br />
رواه مسلم. شهر األجر والثواب والجود والكرم<br />
واإلحسان, ففي الحديث القديس: « كل عمل<br />
ابن آدم له إال الصوم فإنه يل وأنا أجزي به «<br />
رواه البخاري.<br />
وهوشهر الصيام والصرب والقيام وتاوة القرآن,<br />
شهر تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف<br />
فيه الحسنات وتجاب فيه الدعوات<br />
وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه<br />
السيئات, قال عليه الصاة<br />
والسام: »ثاثة ال ترد<br />
دعوتهم, الصائم<br />
حتى يفطر<br />
واإلمام العادل ودعوة<br />
املظلوم« رواه أحمد.<br />
شهر فيه ليلة خر من ألف شهر,<br />
قال تعاىل: »لية القدر خر من ألف شهر«<br />
القدر/3, وقال عليه الصاة والسام: »إن هذا<br />
الشهر قد حركم, وفيه ليلة خر من ألف<br />
شهر من حُرمَها فقد حَرِم الخر كله, وال يُحرَم<br />
خره إال محروم« ابن ماجة. شهر املبادرة<br />
إىل التوبة والعمل الصالح والتعاون عى الرب<br />
والتقوى, فينبغي لكل مسلم املسارعة فيه إىل<br />
الطاعات وترك السيئات كباراً وصغاراً, رجاالً<br />
ونساءاً, إال أن للمرأة فيه خصوصية, فاملرأة<br />
املؤمنة الواعية الذكية هي التي تستثمر أجواء<br />
رمضان يف تغير وتعديل مسار حياتها وحياة<br />
أرستها واستغال جميع أوقاته يف مرضاة الله<br />
تعاىل, ومن رحمة الله تعاىل بالنساء أنهن<br />
مأجورات يف كل أعالهن من رعاية وتربية<br />
وغرها إذا أطعن الله واحتسن األجر عنده.<br />
يذكر ابن رجب رحمه الله تعاىل أنه كان يف<br />
مكة امرأة متعبدة إذا أمست قالت: يانفي<br />
الليلة ليلتك ال ليلة لك غرها فاجتهدت, فإذا<br />
أصبحت قالت: يا نفس اليوم يومك ال يوم<br />
لك غره فاجتهدت.<br />
وما يثر األىس يف النفس أن من النساء من<br />
تهدر الكثر من أوقات رمضان يف أمور ال<br />
تٌؤجَر عليها وال تعود عليها بالثواب أوالفائدة,<br />
كالزيارات الصباحية لتضييع جزء من النهار<br />
أوإدمان الهواتف ومواقع التواصل االجتاعي<br />
أومشاهدة التلفاز أوالنوم وغرها.<br />
وبعض النساء يضيعن معظم أوقاتهن يف<br />
إعداد الطعام للصامئن معتقداتٍ أن يف ذلك<br />
ثوابا عظيا – ومع اإلقرار بحصول الثواب
الوسطية 24<br />
دراسات الوسطية<br />
– إال أنهن يفوتن عى أنفسهن بركة ساعات<br />
رمضان خاصة ساعة الغروب والسحر وأوقات<br />
االستجابة, وحتى ال تضيع هذه األوقات الثمينة<br />
فإن هناك عدة أفكار مقرتحة ممكن للمرأة<br />
املسلمة االستفادة منها لتضاعف حسناتها<br />
ويُحسب رمضان لها ال عليها ومنها:<br />
استثار ساعات املكث يف إعداد الطعام<br />
)اإلفطار والسحور( باستحضار نية إفطار<br />
وخدمة الصامئن استناداً ملا روي عن أنس<br />
ريض الله عنه قال: »كنا مع النبي صى الله<br />
عليه وسلم يف السفرمنا الصائم ومنا املفطر<br />
فنزلنا يوماً منزالً حاراً, فسقط الصُ وَّم, فقام<br />
املفطرون فربوا األبنية وسقوا الركاب, فقال<br />
النبي صى الله عليه وسلم: ذهب املفطرون<br />
اليوم باألجر« رواه مسلم, ما يدل عى أن<br />
للقائم عى الصائم أجر عظيم, فا بالك إذا<br />
كان هذه القائم صامئاً أيضاً, كاملرأة الصامئة<br />
التي تقوم عى زوجها وأوالدها وبيتها دون<br />
إرسافٍ أوترف اجتاعي, وعليها استحضار نية<br />
الخدمة طاعة لله تعاىل لتكون عبادة تضاف<br />
إىل الصيام فيضاعف أجرها.<br />
أن تجتهد باستغال ساعات رمضان بالغنيمة<br />
الباردة وهي كرة الذكر والتسبيح والدعاء<br />
وهي تعمل سواء داخل البيت أوخارجه<br />
فتجمع بن الحُسنَين استحضار النية وكرة<br />
الدعاء والذكر, والبعد عن فضول الكام.<br />
رضورة عدم اإلرساف يف إعداد الطعام والرشاب<br />
والحلوى واالكتفاء بصنف واحد يومياً حفاظاً<br />
عى الصحة وحرمة رمضان والفوز بحسنة<br />
االقتصاد. وميكن للمرأة مساعدة نفسها بإعداد<br />
جدول غذايئ يومي تراعي فيه الرتشيد وعدم<br />
التبذير, وإلبعاد امللل والروتن عن األرسة<br />
ميكن تجديد أصناف املأكوالت بإضافة نكهات<br />
جديدة للطعام الزائد وبذلك تحفظ الوقت<br />
واملال, فاملرأة هي املسؤولة األوىل عن املنزل,<br />
يقول عليه الصاة والسام: »كلكم راعٍ وكلكم<br />
مسؤولٌ عن رعيته ..... واملرأة راعية يف بيت<br />
زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها« متفق عليه.<br />
يف حالة وجود فائض طعام يستحسن<br />
التصدق به وعدم مأل الحاويات بأصناف<br />
الطعام الصالح, فكم من أرسة فقرة ال تجد<br />
قوت يومها, وحبذا لوكان التصدق يومياً<br />
لنوال أجر إفطار الصائم.<br />
ميكن للمرأة أثناء العمل املنزيل االستاع<br />
لتاوة القرآن الكريم والحرص عى متابعة<br />
الربامج الدينية الرمضانية فيا يهم املرأة يف<br />
رمضان.<br />
املواظبة عى أداء الصلوات يف أوقاتها وعدم<br />
االنشغال باألعال املنزلية عى حساب الصاة,<br />
وكذلك املواظبة قدر اإلمكان عى صاة<br />
الرتاويح )قيام ليل رمضان( سواء يف البيت<br />
أواملسجد علاً أن صاة املرأة يف املسجد<br />
للرتاويح لها منافع ال ميكن تحصيلها يف املنزل<br />
إذا التزمت أوامر الرشع وإال فالبيت خرٌ لها<br />
لقول الرسول صى الله عليىه وسلم: »صاة<br />
املرأة يف بيتها أفضل من صاتها يف حجرتها ،<br />
وصاتها يف مخدعها أفضل من صاتها يف بيتها«<br />
رواه أبوداود, فالرتاويح من السنن التي تعطي<br />
شهر رمضان روحانية خاصة, مع التذكر بحث<br />
جميع أفراد أرستها عى أداء الصلوات فهي<br />
الركن األول قبل الصيام.<br />
الحرص عى اإلكثار من الصدقات املفروضة<br />
والتطوعية قدر املستطاع علاً أن الصدقة ال<br />
تقترص عى املال وزكاته, فهي جائزة بكل<br />
ما ينتفع به اإلنسان, فلها التصدق مبا لديها<br />
من مابس ال تستخدمها أوأحذية أوأواين<br />
بعد تنظيفها وإخراجها للفقراء أوالجمعيات<br />
الخرية, ذلك أن للصدقة يف رمضان أجرين,<br />
أجر الصدقة وأجر فضل الزمان الذي أُخرجت<br />
فيه )فضل شهر رمضان(.<br />
املحافظة عى صاة النوافل كالضحى وغرها<br />
واملواظبة عى تاوة القرآن الكريم وتدبره,<br />
ويف حالة العذر الرشعي القيام بالعبادات التي<br />
ال يشرتط لها الطهارة مثل الدعاء والتسبيح<br />
واالستغفار وخدمة الصامئن والقيام بأعال<br />
الرب وصلة الرحم التي تتأكد يف رمضان, يقول<br />
عليه الصاة والسام: »إذا مرض العبد أوسافر<br />
كتب الله تعاىل له من األجر مثل ما كان<br />
يعمل صحيحاً مقياً« رواه البخاري.<br />
عدم تأخر رشاء مستلزمات العيد إىل آخر<br />
شهر رمضان حتى ال تضيع بركة استغال<br />
العرش األواخر منه بالتسوق ومكابدة زحام<br />
هذه األيام, والحرص عى عدم اإلرساف يف<br />
املشرتيات وعدم املبالغة يف حلوى العيد وما<br />
تعارف عليه الناس من الزينة سواء يف الشهر<br />
املبارك أويف العيد, مع التأكيد أن ال يشء مينع<br />
من إظهار الفرح واالبتهاج باملواسم الدينية<br />
الخرّ ة رشيطة عدم املبالغة والوقوع بالحرام,<br />
فإظهار الفرح جائز أما املبالغة فيه فمنهيٌّ<br />
عنها.<br />
عى املرأة أن تكون حكيمة ملتزمة بتعاليم<br />
دينها يف كل األوقات واألزمان, فقوة األرسة<br />
من قوة املرأة امللتزمة مبسؤولية أمانة الرتبية<br />
والحفاظ عى األرسة دون إفراط أوتفريط,<br />
وأن تكون مصدرراحة لزوجها لتأدية فروضه<br />
بطأمنينة وعوناً له عى أداء رسالته وتحمل<br />
مسؤوليته وحثه عى صلة الرحم يف هذا<br />
الشهر املبارك, فتذكره ما ني وتعينه عى ما<br />
وعى وأن تكون مصدر سعادة لجميع أفراد<br />
أرستها, فإن يف ذلك سعادتها يف الدنيا واآلخرة.<br />
أن تتجنب إضاعة فضيلة رمضان مبتابعة<br />
امللهيات من الربامج واملسلسات التلفزيونية,<br />
وهذا ال مينع التسلية الهادفة مبتابعة الربامج<br />
الثقافية والدينية وانتقاء الهادف من<br />
املسلسات االجتاعية وعليها مراقبة أفراد<br />
األرسة عن كثب خاصة املراهقن يف مشاهداتهم<br />
التلفزيونية ومواقع االنرتنت وتطبيقات<br />
األلعاب الهاتفية.<br />
ونصيحتي للمرأة أن تبادر باألعال الصالحة<br />
وتسعى الستغال أوقات وساعات رمضان<br />
كلها, فمن مل تستغل وقتها يف رمضان لن<br />
تستغله أبداً.
الوسطية 25<br />
ركن األسرة المسلمة<br />
) المرأة في اإلسالم (<br />
غالباً ما نجد يف ظل التشابكات الفكرية<br />
أن لكل طرف يف خصومة ما له نصيبه من<br />
التهم املشارة إليه ولعل أبرز املواضيع التي<br />
تطرح عى الطاوالت املستديرة موضوع املرأة<br />
وحرياتها وحقوقها يف اإلسام وقد أثرت<br />
كثر من الشبهات حول تلك املسألة، وألجل<br />
الوقوف عى حقيقة املدعي والخروج بكلمة<br />
فصل وسط فإننا نحتاج أن نعمل مقارنة بن<br />
موقف اإلسام من املرأة وموقف غره منها<br />
فإن األلوان يظهر متايزها عندما نضع أحدها<br />
بجانب اآلخر.<br />
فلوأخذنا نظره عابرة عن موقف األفكار غر<br />
املسلمة عن املرأة لوجدنا العجب العجاب<br />
ومن غر أن نسمي املذاهب واألديان فلسنا<br />
يف صدد املسميات، أذكر جملة من املواقف<br />
الفكرية وما قيل عن املرأة... فبعضهم<br />
يرى أن أصل املرأة متاع من أمتعة الحياة<br />
املختلفة، وبعضهم يراها األصل يف كل رش.<br />
ومثلها بعضهم املرض واملوت وذهبت القبائل<br />
العربية يف الجزيرة العربية إىل أنها تدور بن<br />
العار وبن كونها وعاء تستفرغ به الشهوات<br />
فهي سلعة تباع وتشرتى كأي سلعة أخرى<br />
واستمرت هذه النظرة املادية حتى يف عرص<br />
اإلنفتاح املعارص فأصبحت املرأة ليست سوى<br />
جسد متجرد عن أي أمور حسية أومعنوية ما<br />
ترك آثاراً سلبية يف تلك املجتمعات لعل الكثر<br />
منها مل يدرك بعد...<br />
وسيأيت الكام عنها تبعاً.<br />
أما موقف اإلسام للمرأة فهويف حقيقته<br />
عكس ما قال وعكس ما روج له فمن وقت<br />
طويل ونحن نسمع الخطب الرنانة واملقاالت<br />
الطويلة أن اإلسام قد اضطهد املرأة وسلبها<br />
حريتها وجعلها كأداة أوتوماتيكية تؤدي<br />
واجبات وإلتزامات تجاه الرجل يف بيته وأوالده<br />
ليس إال.<br />
وعى غرار ما ذكر آنفاً فسأذكر جملة من<br />
الحقائق حول موقف اإلسام تجاه املرأة:<br />
1- إن من أوائل السور القرآنية سورة إسمها<br />
سورة النساء.<br />
2- والثانية سورة مريم وهي أم عيى )عليه<br />
السام(.<br />
3- اهتم القرآن بتفصيل أحكام املرأة وحقوقها<br />
تفصياً دقيقاً، ففصل أحكام مراثها ومقدار<br />
حقها وجعل لها موردين من الرزق ثابتن<br />
وها حقها يف الرتكة ووجوب اإلنفاق عليها<br />
من قبل وليها زوجاً كان أوأباً أوإبناً أوسلطاناً.<br />
4- فصل أحكام طهارتها من حيض ونفاس<br />
اهتاماً منه بجانبها الصحي والوقايئ وفصل<br />
أحكام زواجها ومهرها وأوجب رضاها يف<br />
الزواج وعالج مشاكلها الزوجية ووجهها<br />
نحوحياة أرسية مثى.<br />
5- أتاح لها حق العمل باملهنة التي<br />
تحسن صنعتها برشط أن ال يؤدي<br />
ذلك إىل التجاوز عى شخصها<br />
ورشفها واستغال<br />
أنوثتها فرفيدة<br />
األسلمية أول ممرضة يف اإلسام.<br />
وجعل عمر بن الخطاب إمرأة تسمى املالية<br />
مسؤولة عن السوق وشاركت النساء املسلات<br />
يف الدفاع عن املدينة املنورة يف غزوة أحد<br />
وهناك عدد من النساء العاملات ال يحى<br />
من اللوايت اشتهرن بالعلم ورواية الحديث<br />
والتفسر والفقه واملناظرات وسائر العلوم<br />
األخرى، فاإلسام عندما أعطى للمرأة حريتها<br />
يف كل هذا فإنه وضع أمام ذلك كله رشط أن<br />
ال يتعدى عى حريتها وشخصيتها وكرامتها ألن<br />
الحفاظ عى شخص ميثل نصف املجتمع ويلد<br />
لنا النصف اآلخر جدير بكل هذا اإلهتام.
الوسطية 26<br />
ركن األسرة المسلمة<br />
للوصول اىل املراتب العليا وتطهر النفس،<br />
فهوال يتكرر إال كل عام.. ومن يدري هل<br />
سندركه مرة أخرى؟ أم يكون هذا هواللقاء<br />
األخر الذي ننعم به؟ إنه الشهر الذي قال<br />
ربنا عز وجل عنه: }شَ هْرُ رَمَضَ انَ الَّذِي أُنْزِلَ<br />
الضمر.. تلك الشفافية التي يستشعرها الصائم،<br />
فهي الزاد الذي يتزود به املسلم عى الصيام<br />
والقيام وتزيد من قدرته عى التعبد يف الشهر<br />
الفضيل، وتبعده عن الوهن والضعف الذي<br />
يصيبه من ضغوطات الحياة الذي أصبحت<br />
االسرة املسلمة واغتنام الشهر الفضيل<br />
يفرح املسلمون بقدوم الشهر الكريم،<br />
ألنه من أعظم نعم الله تعاىل عى عباده<br />
املؤمنن، فهوشهر تتنزل فيه الرحات، وتغفر<br />
فيه الذنوب والسيئات، وتضاعف فيه األجور<br />
والدرجات، ويعتق الله فيه عباده من النران،<br />
قال النبيّ صى الله عليه وسلّم: »إذا دَخَلَ<br />
رَمَضَ انُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنَّة، وَغُلِّقَتْ أبوابُ<br />
جَهَنَّم، وَسُ لْسِ لَت«)متفق عليه(.<br />
وللمرأة املسلمة دور كبر يف إعطاء األيام<br />
الرمضانية رونقاً خاصاً مل لها من مزايا عى<br />
صنع التغير يف ارستها من خال اإلرشاف<br />
والتنظيم عى اغتنام فرصة الشهر الفضيل<br />
فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَ ى<br />
وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَ هِدَ مِنْكُمُ الشَّ هْرَ فَلْيَصُ مْهُ<br />
وَمَنْ كَانَ مَرِيضً ا أَوعَىَ سَ فَرٍ فَعِدَّ ةٌ مِنْ أَيَّامٍ<br />
أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُرْ َ وَال يُرِيدُ بِكُمُ الْعُرْ َ<br />
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّ ةَ وَلِتُكَربِّ ُوا اللَّهَ عَىَ مَا هَدَ اكُمْ<br />
وَلَعَلَّكُمْ تَشْ كُرُونَ } ]البقرة: 185[.<br />
فلقد كان الصحابة يتطلعون إليه، قبل أن يحل<br />
بستة أشهر كاملة، يدعون الله عز وجل أن<br />
يبلغهم رمضان وليلة القدر التي هي خر من<br />
ألف شهر والعبادة فيها تتجاوز الثانن عامًا،<br />
غر أن اإلستعداد لهذا الشهر الفضيل يختلف<br />
من شخص آلخر، فالبعض يبتهجون ألنه<br />
اتيحت لهم فرصة إدراك هذا الشهر الكريم<br />
الذي هوشهر التوبة واملغفرة والعتق من النار<br />
فيجهزون أنفسهم ويعدونها للعبادة والطاعة<br />
والتزود من الهدى والتقوى، فيا آخرون ال<br />
يرون يف رمضان إال شهر تسلية وتكاسل عن<br />
العمل وأكل ورشب، ويضيعوا فرصة رمبا ال<br />
تأتيهم مرة أخرى.<br />
ولألرسة املسلمة الحريصة عى إغتنام بركة<br />
الشهر الفضيل بعض النصائح العملية التي<br />
تساعد األرسة عى حسن استقبال شهر الصيام:<br />
- استحضار النية لكل فرد من أفراد األرسة<br />
للخروج بأقى زاد ممكن من الشهر الفضيل،<br />
والتوبة قبل أن يحل شهر رمضان، من كل<br />
الذنوب، صغرها وكبرها، ما كان منها يف حق<br />
الله، وما كان منها يف حق العباد،<br />
- تهيئة النفس عى التقوى -كا يقول األستاذ<br />
سيد قطب - رحمه الله- هي شفافية يف<br />
جزء ال يتجزء من حياتنا اليومية.<br />
- التسامح والتجاوز عن هفوات اآلخرين<br />
يعيد للقلوب مشاعر املودة الصافية، ومشاعر<br />
الرحمة، والتجاوز عن الزلل، والتاس العذر<br />
بعد العذر ملن يشاركنا الحياة.<br />
- اإلستعداد البناء بن أفراد العائلة إلدارة<br />
الوقت واغتنامه يف التعبد وتاوة القرآن، وذلك
27<br />
الوسطية<br />
بوضع برنامج تعبدي واقعي لكل عرشة أيام<br />
حتى نصل ألقى درجة يف العرش األواخر<br />
من رمضان.. تلك الليايل املباركة التي نرتقب<br />
فيها ليلة القدر.ليتحول الشهر الفضيل إىل خر<br />
وبركة لألرسة.<br />
- مراعاة امليزانية املالية يف اإلستعداد للشهر<br />
الفضيل، وعدم تحميل العائلة فوق طاقتها<br />
من األعباء املالية يف تقديم الوجبات الباهظة<br />
التكاليف للدعوات الرمضانية عى موائد<br />
اإلفطار، وللزوجة الدور الكبر يف تنظيم<br />
ميزانية الشهر الفضيل، وخاصة أن بعض<br />
التجار يستغلون الشهر الفضيل برفع أسعار<br />
السلع الرورية التي البد منها هداهم الله<br />
ولوأنهم استغلوا هذا الشهر بالتسهيل عى<br />
املسلمن لرزقهم الله أضعاف ما يجنونه من<br />
اإلستغال البشع إلخوانهم املسلمن.<br />
- الشعور مبعاناة الفقراء واملحتاجن، وأال تجعل<br />
األرسة من شهر رمضان مأكلة ومرشبة، إذ أن<br />
كرة الطعام والرشاب تقي القلب وتضعف<br />
الجسم عن القيام بعبادة الشهر الفضيل،<br />
وخاصة واألمة اإلسامية تعيش يف ضنك الترشد<br />
من بادها هربا من ظلم اإلنسان لإلنسان،<br />
فاملسلمن جسد واحد وعى كل مسلم الشعور<br />
مع أخيه املسلم يف كافة أرجاء العامل، وال<br />
ننى شكر الله عى نعمة األمن واألمان يف<br />
بلدنا الغايل العزيز عى قلوبنا أدام الله قيادته<br />
الهاشمية الرشيدة الحريصة عى توفر الحياة<br />
السعيدة لشعبها بقدر استطاعتها.<br />
- عى اصحاب رؤوس األموال من<br />
أرباب األرس التي أكرمها الله بالرزق الوافر<br />
بإخراج زكاة أموالهم يف هذا الشهر الفضيل<br />
ألن األجر مضاعف لهم، والشعور بغرهم من<br />
أخوانهم املسلمن وإدخال الرور عى قلوبهم،<br />
واإلهتام بأعال الخر الواسعة واملتنوعة من<br />
مسابقات قرآنية ونشاطات علمية هادفة،<br />
فاملنتدى العاملي للوسطية جزى الله القامئن<br />
علية بإدارة املهندس مروان الفاعوري،<br />
ورئيسة القسم النسايئ يف املنتدى السيدة<br />
سوسن املومني عى إقامة املسابقة القرآنية<br />
الخامسة وتكريم الفائزين من الحفظة لكتاب<br />
الله العزيز يف الشهر الفضيل، أعز اإلسام<br />
واملسلمن بكل من له باع خر بالنهوض<br />
باإلسام، باإلضافة إىل ما يقوم به املنتدى<br />
من مؤمترات علمية هادفة واستضافة العلاء<br />
األفاضل بهدف مناقشة هموم املسلمن<br />
ودحض الشبهات عن دين اإلسام العظيم<br />
وتوضيحه بالصورة الواضحة املرشقة بأنه دين<br />
أىت إلسعاد البرشية وليس كا يصوره البعض<br />
بأنه اإلرهاب بعينه متناسن بأن بعض األفراد<br />
ممن يحملون مسمى اإلسام يشوهون اإلسام<br />
بأفكارهم املتطرفة البعيدة كل البعد عن<br />
اإلسام وساحته وهؤالء الميثلون اإلسام فهم<br />
ميثلون أنفسهم فقط.<br />
- عى األرسة املسلمة بذل الجهد لرتبية<br />
أبناءها عى اسس اميانية يف الشهر الفضيل،<br />
فا يبقى الوالدان مشغولن يف العبادة وترك<br />
ابنائهم يجلسون أمام التلفاز والسهر عليه<br />
حتى ساعات الفجر،فعليهم إرشاك ابناءهم يف<br />
العبادات الرمضانية، واصطحابهم إىل املسجد،<br />
وتخصيص وقتًا ملدارسة آية أوحديث،<br />
وإرشاكهم يف املسابقات الرمضانية.<br />
-التعاون بن أعضاء األرسة يف الخدمة<br />
واملساهمة يف أعباء ومسئوليات موائد الشهر<br />
الفضيل، حتى تستطيع النساء يف األرسة من<br />
مارسة العبادات الرمضانية بنشاط.<br />
»اللهم بلغنا رمضان، وأعنا عى الصيام<br />
والقيام، وفرج هموم املسلمن يف كل مكان<br />
بربكة الشهر الفضيل«
الوسطية 28<br />
دراسات الوسطية
"أعالم الوسطية الدكتور طه جابر العلواني " رحمه الله<br />
29<br />
الوسطية<br />
ولد الشيخ طه جابر العلواين يف العام<br />
1935, يف مدينة الفلوجة, مبحافظة األنبار يف<br />
العراق, وتلقَّى فيها تعليمه االبتدايئ, والتحق<br />
باملدرسة الدينية اآلصفية, التي أنشأها الشيخ<br />
الهام عبد العزيز سامل السامرّايئ, وتخرَّج<br />
منها مع كوكبة من العلاء: ياسن الخطيب,<br />
وخليل الفياض, وعبد امللك السعديّ , وانتقل<br />
لبغداد ليكمل تعليمه عى نخبة من املشايخ<br />
األعام: أمجد الزهاوي, ومحمد القزلجي,<br />
وقاسم القيي, ومفتي العراق فؤاد اآللويس,<br />
وأجيز بالعلوم الرشعية عام 1953, وانتقل<br />
إىل السليانية فرتةً لانتفاع من مشايخها<br />
وعلومهم, وعمل إماماً وخطيباً ببغداد, مبسجد<br />
حسيبة الباججي.<br />
وانتقل إىل مرص ليكمل يف األزهر الرشيف<br />
دراسته: فحصل ثانيةً عى الشهادة الثانوية,<br />
فالليسانس واملاجستر ثمَّ الدكتوراه.<br />
وماَّ وسَّ ع مداركه الفكريَّة, األحداث<br />
الجسام, وتعدُّ د التيارات السياسية, يف العراق<br />
ومرص, وما اكتسبه من خربات العمل أستاذاً<br />
للفقه يف الكليَّة العسكرية, وكلية الدراسات<br />
اإلسامية ببغداد, ونشاطات دعوية, وسَّ عت<br />
آفاق ثقافته.<br />
عمل بعد الدكتوراه بجامعة محمد<br />
بن سعود بالرياض لعرشة أعوام استاذاً,<br />
ومستشاراً ملؤسسات أخرى, وانتقل بعدها<br />
للواليات املتحدة األمريكية, ليشارك يف تأسيس<br />
املعهد العاملي للفكر اإلساميّ , مع كوكبةٍ<br />
من األساتذة األكادمييّن, كالشهيد إساعيل<br />
الفاروقي, وجال الربزنجي, وعبد الحميد<br />
أبوسليان؛ بهدف تجديد الخطاب الدينيّ ,<br />
والرشوع مبرشوع »إسامية املعرفة«, فكان<br />
عضوا مؤسسً ا ملجلس أمناء املعهد، وترأس<br />
املعهد لألعوام 1988- 1996.<br />
أزمةَ األمّ ة<br />
أزمةٌ فكريَّةٌ محضةٌ<br />
وللشيخ العلواين نشاطات علمية وفكرية<br />
كثرة، وهوعضويف كثر من املجامع العلمية<br />
الدولية، فكان عضوًا مؤسسً ا لرابطة العامل<br />
اإلسامي، واملجمع امللي لبحوث الحضارة<br />
اإلسامية باألردن، ومجمع الفقه اإلسامي<br />
الدويل بجدة.<br />
وكان رئيساً مؤسساً ملجلس الفقه اإلسامي يف<br />
أمركا الشالية، ورئيس التحرير املؤسس ملجلة<br />
»إسامية املعرفة«، والرئيس املؤسس لجامعة<br />
العلوم اإلسامية واالجتاعية بفرجينيا، لتكون<br />
مجاالً تطبيقيَّاً ملرشوعه, والرشوع يف عمليَّة<br />
تجديد الفكر عملياً؛ وشغل منصب أول أستاذ<br />
كريس للربنامج املشرتك يف الدراسات اإلسامية,<br />
الذي تقدمه عرش جامعات أمركية يف واشنطن<br />
العاصمة، وغر ذلك كثر.<br />
تتأسس كتابات الشيخ العلواين عى منهجيَّةٍ<br />
ناقدةٍ, بلغت عمقَ الرتاث اإلسامي, بل وبعض<br />
آثار الرتاث اإلنساينِّ كالغريبّ اليوناينّ والروماين<br />
والحديث, والدينيّ كاليهودي, ومل تغادر جهودُه<br />
النقديَّةُ الواقعَ , الذي تعيشه األمَّةُ, باحثاً عن<br />
أسباب أزماتها؛ فبلغ نتيجةً تؤكِّدُ أنَّ »أزمةَ<br />
األمّة أزمةٌ فكريَّةٌ محضةٌ«, وهي محاوالت<br />
فكريَّة, ميكن وصفها »بالتفكيكيِّة«؛ لكنَّه مل<br />
يلبث أن وصف لها العاج الازمَ, ملا يخرجها<br />
من أزمتها, يف إطار جهوده, التي ميكن وصفها<br />
»بالرتكيبيَّة«.<br />
تلك الجهود التفكيكية والرتكيبية, أصَّ ل لها<br />
العلواين-ومعه زماؤه وتامذته- يف مشوع
الوسطية 30<br />
دراسات الوسطية<br />
»إساميَّة املعرفة«, التي يراد منها تحديد<br />
القواعد األساسية, التي تنبني عليها مبادئ<br />
الدين الحنيف, لتكون:<br />
أوالً: ضابطاً منهجيَّاً للمجال املعريفّ اإلساميّ ,<br />
يحفظ اإلسام وجوهره, يف إطار الدراسات<br />
الفكرية, التي تعتمد التفكَّر الجدير بالوصف<br />
باإلساميِّ .<br />
ثانياً: دلياً ومرشداً, للتنشئة اإلساميَّة, وبناء<br />
الشخصيَّة املسلمة, نفسيَّاً وعلميَّاً.<br />
وبناءً عى نتائج البحث الفكريّ يف مرشوع<br />
إساميّة املعرفة, أكَّد رضورة إعادة تشكيل<br />
العلوم الحديثة, وفقاً لشبكة املبادئ األساسية<br />
اإلسامية, وتأسيساً عى منظومة اإلسام<br />
القيميَّة, مبختلف مستوياتها: الكليَّة, والحاكمة,<br />
واملولِّدة؛ وبذلك ميكن اعادة االعتبار للرؤية<br />
اإلسامية, وجعلها منطلقاً معرفيَّاً, يرسم<br />
للعلوم والدراسات مداخلها املنهاجية, وليحدِّ د<br />
لها مجاالتها املعرفية, ويصف أدواتها, فتسهم<br />
يف تصويب واقع األمَّة املأزوم, وبناء مستقبلها<br />
من الشهود الحضاريّ .<br />
وتتلخص أبرز املحدِّ دات الفكريَّة, للشيخ<br />
طه العلواينّ, يف:<br />
1. الجمع بن القراءتن, قراءة الوحي وقراءة<br />
الكون, تأسيساً عى أمرٍ الله تعاىل اإلنسانَ<br />
بالقراءتن, واكتشاف ناظم منهجيٍّ بن: الوحي,<br />
والكون, فكاها يوصل إىل اآلخر, يف إطارٍ<br />
تكاميٍّ توافقيٍّ سننيّ , يحقِّق الهدى اإلنساينّ.<br />
2. االنضباط باملرجعيَّة القرآنية, فا جدوى<br />
من املحاوالت الفكرية لتفكيك أزمة األمة<br />
فضاً عن تركيبها, ما مل تُنَ عى هديَ القرآن<br />
املجيد؛ فهوالخطاب العامليّ الوحيد, املعادل يف<br />
منهجيته لحركة الكون وسننه.<br />
3. تحديد معامل فقه املراجعات, وربط آثار<br />
الرتاث الفقهي بأصوله وببيئته: الزمانية,<br />
واملكانية, ليكون ارتباط املايض بالحارض<br />
وباملستقبل موافقاً للمنهج العامليّ , وما يحقِّق<br />
عامليَّتَه؛ فالفقه املوروث ال يُسَ لَّم بصحَّة<br />
أحكامه يف واقعنا, دونا نقد وتحليل, يؤسس<br />
لها العقل املنضبط باملرجع, ومبقاصده.<br />
4. العامليَّة: وتنطلق من إقرار التعدُّ د سنَّةً ,<br />
واستيعابه, يف دعوةٍ تعود بالنفع لكافَّةِ أطرافها<br />
من الناس, فالعاملية عامل دافع إلخراج الناس<br />
من العبودية إىل الحرية, بعبادة ربِّ العباد.<br />
ترك الشيخ طه العلواين آثاراً كثرةً, لعلَّ<br />
أبرزها:<br />
1.املحصول يف علم أصول الفقه: وهودراسة<br />
وتحقيق لكتاب اإلمام األصويل الناظر املفرِّ<br />
فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن<br />
الرازي, الذي قدَّ م فيه, دراسات عديدة, المس<br />
منهجية اإلمام, فكان مبثابة فهم لشخصية<br />
اإلمام, ومنهجيته, التي تامس آثاره املتعدِّ دة<br />
تخصصاتها.<br />
2.نحوالتجديد واالجتهاد »مراجعة يف املنظومة<br />
املعرفية اإلسامية: الفقه وأصوله«: ويدعوفيه<br />
لتأسيس علم املراجعات, بجعل الرتاث مادَّةً,<br />
الكتشاف منهجيّة, تامس صاحيَّته املستمرَّة,<br />
يف إطار مراجعات الفقه وأصوله, وعلم<br />
املقاصد, وعلوم السنّة, وسواها؛ باالنضباط<br />
بهدي القرآن, ليكون حاكاً عليها.<br />
3.معامل يف املنهج القرآين: وميثل محاولةً<br />
للتأسيس العلمي املنهجي, باعتاد القرآن<br />
مرجعاً, وبجعل خطاب القرآن مؤسساً لبناء<br />
الثقافة, بكلِّ معاملها ومكوِّناتها ومستوياتها,<br />
وباالنضباط مبقتضيات العاقة بن: الوحي,<br />
والنبوّة, والعقل؛ وضبط املسافات, التي رسمها<br />
منهج التوحيد بينها؛ مبا يؤسِّ س معامل الرؤية<br />
الكونية اإلسامية املعرفية, املؤسسة لكلِّ ما<br />
يرسم معامل الحضارة.<br />
4.نحومنهجية معرفية قرآنية: ميثِّل جهداً<br />
معرفيَّاً, ملامسة القواعد األساس التي يرسمها<br />
منهج التوحيد, بوضع رشوط القراءة التدبرية,<br />
لاستهداء مبوجهات القرآن املعرفية بعد<br />
معرفتها, ومامسة معامل املنهجية التوحيدية,<br />
وتحديد دور العقل املسلم يف نسجها, باستلهام<br />
قواعد العاقة بن: الغيب, واإلنسان, والكون؛<br />
وبيان األبعاد املفاهيمية »للعلم«, »والقراءة«,<br />
وما يتّصل بصفات الخطاب العامليِّ .<br />
5.مقدمة يف إسامية املعرفة: محض محاولةٍ,<br />
يتجاوز فيها العقل املسلم, تجاوز أزمة األمة,<br />
ليحقِّق الجمع بن القراءتن, وما يؤسس<br />
للمعرفة املنهجية, يف إطار اإلقرار بوجود وحدةٍ<br />
بنائية للقرآن املجيد, تؤسس ملعرفة إنسانية,<br />
وطبيعية, الرتباطيها بغايات ومقاصد ترتبط<br />
بالبعد الغيبي.<br />
6.الخصوصية والعاملية يف الفكر اإلسامي<br />
املعارص: يعالج مواضيع مهمة, بكشف<br />
املسافات القيمية, بعد بيان حقيقة: التعدديَّة,<br />
والتنوع, والخصوصية, والعاملية, وثنائية األنا<br />
واآلخرين, بتفعيل الرؤية الكلية املعرفية<br />
اإلساميّة.<br />
7.مقاصد الرشيعة: يكشف عا ميكِّن من بناء<br />
فقه, ينبني عى مراعاة األولويات, وتأصيل<br />
أسس من مقاصد العقيدة, ملقاصد الرشيعة,<br />
تستلهم من الخطاب القرآين والنبوي, وما<br />
تؤسسان له من معامل الرؤية الكلية املعرفية<br />
اإلسامية, ومراعاة ما أسَّ س له املعنيون<br />
بالدراسات املقاصدية.<br />
8.إصاح الفكر اإلسامي: وشكَّل قراءةً:<br />
لخصائص الخطاب اإلسامي, وأسباب األزمة<br />
الفكرية, والعقل املأزوم, ومعوقات اإلصاح,<br />
لتحديد معامل املرشوع اإلصاحي, الذي<br />
يراعي: املرجع القرآين املنشئ, القادر عى<br />
تجديد الفكر, بتمكينه من تبوُّء مكانته, يف<br />
حلِّ أزمات اإلنسانية, وتلبية حاجاتها, ومتكن<br />
الفكر من الحضور« بالفاعليَّة, وليس بالقولبة<br />
فيا كان من نتاجات العقل املسلم, وسدِّ<br />
أبواب الفقه, وسلب العقل مكانته, وال يف<br />
االستاب من العقل الغريب, بالتسليم لنتاجاته,<br />
وعدِّ ها نهائيات, ال ميكن تجاوزها.<br />
9.الجمع بن القراءتن: ويكون الجمع بن:<br />
قراءة القرآن, وقراءة الكون؛ فثمة أمران
31<br />
الوسطية<br />
بالقراءة: األوىل القراءة للكتاب باسم الله<br />
تعاىل, والقراءة الثانية قراءة الخلق, وقصَّ ة<br />
اإلبداع الرباين وغاياته ومقاصده منها:<br />
استهداءً للمرشد, وفاعليةً يف املجال.<br />
10.ابن تيمية وإسامية املعرفة: ويعدُّ قراءة<br />
مبسَّ طةً لقراءة آثار ابن تيمية, ومراعاة عوامل<br />
تكوينه النفي, واإلعداد العلمي له, مبراعاة<br />
الظروف املحيطة به, والقضايا التي استدعت<br />
منه قراءةً وحكاً, يوافق املرجعيَّة اإلسامية,<br />
وإن خالف مَنْ انحرت به أدواته, عن<br />
إحداث قراءةٍ معرفية ميكن وصفها باإلسامية.<br />
11.نحوإعادة بناء علوم األمة االجتاعية<br />
والرشعية: هومحاولة لبناء منهجية, تصوِّب<br />
مسارات العلوم, التي تعنى بها األمة, نقليةً<br />
كانت أوعقلية, بتأسيسها عى: الرؤية الكلية<br />
املعرفية, التي يؤسس القرآن املجيد معاملَها,<br />
ويحدِّ دُ ابعادَها, مبا يراعي: ثاثية املقاصد<br />
العليا: التوحيد, التزكية, والعمران, فيكون<br />
القرآن حاكاً ملسارات العلم, ومرشداً للعقل<br />
يف رسمها, مبراعاة جدلية: الوحي والعقل.<br />
12.التوحيد والتزكية والعمران: ويرسم مجاالت<br />
الفاعليَّة التعبُّديَّة لإلنسان, فكلُّ ما يقوم به<br />
اإلنسان خليفةُ األرض هو: عبادة, أوتزكية,<br />
أوعمرانٌ , كلُّها متثِّلُ فاعليَّةً عباديةً, مبراعاة<br />
التوحيد بوصفه: حقيقةً, ومنهجاً, وحركةً ,<br />
تنظمها النيَّةُ, يف إطار االبتاء واملسؤولية,<br />
مبا يؤسِّ س للفاعليَّة الحضاريَّة, التي: من<br />
أوّل ساتها: خلوص اإلميان, ومتابعةِ املنهج,<br />
وفاعلية الحركة, ومن ثمَّ تكون أماراتها:<br />
سكينة النفس, وأمنُ املجتمع اإلنساينّ, وصاحُ<br />
البيئة بَّراً وبحراً.<br />
13.أدب االختاف يف اإلسام: االختاف يف أصله<br />
داءٌ أصاب األمةَ ويصيبها, يف أمور الدين, ويف<br />
قضايا الدنيا, والضابط لاختاف, والقادر عى<br />
إذابته: القرآن, مبا فيه من عوامل الهدى إىل<br />
الحقِّ , وإىل الحال التي هي أقوم؛ ومل يحرص<br />
اإلسام عى أمر بعد توحيد الله تعاىل, بقدر<br />
ما عني بوحدة األمة, وحفظ بيضتها. أمَّا<br />
آداب االختاف فهي تقوم عى إحسان الظنِّ<br />
باآلخر, وبإمكانية مدِّ الجسور بالحوار إليه,<br />
وبأنَّ حساب املخطئ ومصره إىل الله تعاىل,<br />
وهووحده املعني بنصب املوازين والحساب,<br />
يوم القيامة.<br />
14.أبعاد غائبة عن فكر ومارسات الحركات<br />
اإلسامية املعارصة: ويعنى برورة بناء<br />
الحركات اإلسامية نفسها, عى أبعاد يحدّ دها<br />
القرآن املجيد والسنة املطهرة, تخصُّ تقديم<br />
اإلسام, وتبنِّ صبغته, فا بدَّ أن تراعيها<br />
الحركات اإلسامية يف: صبغتها, ويف حركتها,<br />
ويف تقديم اإلسام والدعوة إليه, ويف عاقاتها<br />
مع الحركات, التي تصطبغ بصبغات أخرى<br />
مخالفة؛ ما يعن بالتايل يف إحداث فاعليةٍ,<br />
تخدم اإلسام وال تشوّهه.<br />
15.ال إكراه يف الدين »إشكالية الردة واملرتدين<br />
من صدر اإلسام إىل اليوم: عالج الكتاب أمراً<br />
يأيت يف إطار املراجعات العملية, التي يطبق<br />
فيها الشيخ طه العلواين, ما سطَّره يف إطار<br />
رسم منهجية اإلصاح الفكري؛ فالكتاب يجيب<br />
عى تساؤالتٍ هامَّة, منها: هل رشع الله تعاىل<br />
عقوبةً دنيوية حدَّ اً عى مَنْ يغرِّ اعتقاده من<br />
البرش؟ وهل قتل النبيُّ عليه الصاة والسام<br />
بالردَّةِ مجردةً عن وجود اساب أخرى للقتل؟<br />
وهل قتل املرتدِّ حكم أجمع عليه العلاء؟<br />
أم القتل منرصف لغر ذلك؟ وقد أثار الكتاب<br />
يف حينه ضجَّةً بن العلاء, لكنَّه ما لبث أن<br />
تحوَّل إىل تجربةٍ جريئة يف املراجعات, أنصفها<br />
العلاء, وعدُّ وها اقتحاماً جريئاً, وسبقاً<br />
محموداً.<br />
16.الوحدة البنائية للقرآن املجيد: ويأيت يف<br />
إطار سلسة من )الدراسات القرآنية( تستهدف<br />
إعادة تقديم القرآن إىل األمة املسلمة,<br />
والبرشية كافة؛ كتاباً هادياً ومبرشاً ونذيراً<br />
ومخرجا من الفن ومنقذاً من الضالة, يف<br />
وقت تكاثر الخطوب, وتداعت فيه األمم عى<br />
اإلسام واملسلمن، وبحثاً عن طريق خاص،<br />
وال طريق لخاص اإلنسانية إال هذا القرآن؛<br />
الذي ميثل وحدةً بنائية, تؤكِّد أنَّه ال يأتيه<br />
الباطل من بن يديه وال من خلفه, وأنَّه ال<br />
يقبل االختاف فيه, لوحدة مصدره, ووحدة<br />
مقاصده.<br />
17.نحوموقف قرآين من النسخ: معالجة<br />
جادة وجريئة، اشتملت عى منهجية يحتاجها<br />
املبتدئ يف الدراسات القرآنية والنقلية، وال<br />
يستغني عنها املنتهي )وإن نفع العلم بدرايته<br />
ال بروايته، وأصل الفساد الذي دخل عى<br />
بعض العلاء نجم عن تقليد سابقيهم من<br />
املتقدمن من غر بحث عا صنفوه، وال طلب<br />
للدليل عا ألفوه، ومن ذلك الكام يف )الناسخ<br />
واملنسوخ( فإن كثرين منهم قد أقدموا عى<br />
القول يف )الناسخ واملنسوخ( وأوردوا كثرا<br />
من التخليط والعجائب والعظائم, التي ينزه<br />
القرآن عنها كا ذكر ابن الجوزي وغره.<br />
وهذه الدراسة قد عملت عى حاية القرآن<br />
الكريم, من ذلك التخليط وتنزيهه عن كثر<br />
ما قيل يف هذا الشأن, بتحقيق علمي دقيق<br />
قائم عى القرآن الكريم، وما دار حوله من<br />
ثوابت السنة املطهرة، فلعله ينهي الجدال يف<br />
هذه القضية الخطرة, ويرشد إىل سبيل الهدى<br />
فيها.<br />
18.لسان القرآن ومستقبل األمة القطب: ويأيت<br />
يف إطار سلسلة دراسات قرآنية, تهدف لألخذ<br />
بأيدي القارئن إىل فهم معانيه وإدراك مقاصده؛<br />
للوصول إىل منهج قويم لحسن التعامل معه<br />
والكشف عن كنوزه، سائلن الله العي القدير<br />
أن ينفع بها، ويجعل منها إحدى وسائل تهيئة<br />
سبل الرشد لهذه األمة.<br />
19.ابن رشد الحفيد: حمل ابن رشد مثل همِّ<br />
الشيخ العلواين, الذي أمثر كتاب أدب االختاف<br />
يف اإلسام, ولكن من زاوية أخرى, الحظ
الوسطية 32<br />
دراسات الوسطية<br />
خالها انشغال الفقهاء يف عرصه بالجزئيات,<br />
دون التفات يذكر إىل تقرير األدلة وبيان<br />
املدارك الفقهية، وأن تقرير جمهرتهم ملسائل<br />
الفقه شابه الكثر من التداخل والخلط، فرأى<br />
بثاقب نظره أن تناول الفقه بتلك الطريقة<br />
عزل الفقه عن أصوله ومصادره، وأن العناية<br />
بتناول الفقه عطَّلَ ملكة االجتهاد، فقرر أن<br />
يكتب بداية املجتهد ونهاية املقتصد مبنهج<br />
مغاير هومنهج الفيلسوف الفقيه, للفت أنظار<br />
الفقهاء إىل فلسفة الفقه, ليؤثر يف أساليب<br />
تعاملهم مع الفقه وأدلته, فركَّز عى أسباب<br />
االختاف, منبهًا إىل زوايا النظر يف األدلة.<br />
20.أزمة اإلنسانية ودور القرآن يف الخاص منها:<br />
فثمَّةَ أزمةٍ إنسانية, ويقدِّ م لها الحلَّ األمثل<br />
القرآن املجيد, ما يؤكِّد عامليَّته, بناءً عى<br />
أقوميَّته, وأنَّه كتاب هادٍ لإلنسانيَّة, معنيُّ بها<br />
بقيمه, وليس هوحكر عى األمة, وال ينحرص<br />
بحاكميته وأحكامه.<br />
21.العراق الحديث بن الثوابت واملتغرات,<br />
ج1: فهناك ثوابت ومتغرات يف الواقع العراقي<br />
الراهن، أوأن زلزال االحتال مل يبق شيئا<br />
ثابتا ميكن للعراقين كافة أن يلتفوا حوله؟<br />
هل ميكن تحديد هذه الثوابت ورصدها<br />
يف خضم هذه الفوىض الفكرية أوالسياسية<br />
والعسكرية واالجتاعية؟ خاصة بعد تلك<br />
املحاوالت السابقة والراهنة, لتزوير تاريخ<br />
العراق والتاعب به، واملحاوالت املستمرة<br />
لتخريب ذاكرته أم أن ذلك أصبح بعيد املنال؟<br />
كيف أعاد القرآن املجيد إنتاج تاريخ البرشية<br />
والنبوات والرساالت التي جاءتها؟ وتطهره من<br />
وضعه يف حالة الصدق، وتطهره من سائر<br />
عمليات التزوير كلية كانت أوجزئية؟ وهل<br />
متكن االستفادة بهذا املنهج القرآين يف إعادة<br />
كتابة تاريخ العراق وتنقية هذا التاريخ من<br />
سائر ما أضيف إليه أوحذف منه، أوحُرِّفَ<br />
فيه؟<br />
22.العراق الحديث بن الثوابت واملتغرات<br />
الجزء الثاين:تناول أهم لثوابت واملتغرات يف<br />
لوقع لعراقي وكيفية تحديدها واالستفادة منها:<br />
فا املراد مبصطلح »أهل السنة والجاعة«<br />
وهل يعد نقيضا مصطلح »الشيعة«؟ وهل<br />
هناك أدلة رشعية من لكتاب والسنة,<br />
تحث عى استعال مصطلحي: »أهل السنة<br />
والجاعة« و»الشيعة«؟ حديث افرتاق األمة<br />
املسلمة, وهاكها جميعا إال الفرقة الناجية,<br />
وأثره يف فرقة املسلمن؟ وكيف نشأ حزب<br />
البعث؟ وما أفكاره ومذهبيته وفلسفته؟ وما<br />
العاقة بن فلسفة »حزب البعث« يف العراق<br />
وفلسفته يف سوريا؟ من املستفيد من عزل<br />
العراق عن محيطه العريب واإلقليمي؟ كيفية<br />
سعي العامل لتجاوز النزاعات املفرقة، وكيف<br />
نستفيد من هذه الدروس، ونوذج لهذه<br />
املساعي »االتحاد األورويب« املتعدِّ د اللغات<br />
واملصالح واألديان وبالرغم من ذلك متت<br />
الوحدة األوروبية؟ فهل نأمل يف وجود وحدة<br />
عربية؟!<br />
23.يف فقه األقليات: وهي دراسة تعنى<br />
باألحكام التي تخصُّ األقليات املسلمة, يف<br />
البلدان غر املسلمة, ليحمي وجودها, ويحفظ<br />
كرامتها, ويصون حقوقها, ويلبي حاجاتها,<br />
وفقاً ملقاصد القرآن املجيد, ومبا يفعِّل دورهم<br />
يف التوحيد والتزكية والعمران.<br />
24.حاكمية القرآن: يضع مفهوم »الحاكمية<br />
اإللهية« يف سياق فهم يشر إىل رضورة االهتام<br />
بتأصيل مفهوم »حاكمية القرآن«. ذلك أن<br />
مفهوم »الحاكمية اإللهية« خال العقود القليلة<br />
املاضية جرى تداوله بأشكال مختلفة من<br />
مدارس فكرية متنوعة، وبعضهم تناوله باعتباره<br />
واحدا من أهم مقاصد الرشيعة، وميكن أن<br />
يعترب أصا يفرع عليه أحكاما وفروعا إىل غر<br />
أنواع التناول, التي مل تزد املفهوم إال غموضا.<br />
ومن املتعذر أن يُلّم مبفهوم الحاكمية اإللهية<br />
دون التعرض إىل شبكة املصطلحات أواملفاهيم<br />
الفرعية التي يستدعيها هذا املفهوم عند<br />
النظر فيه ومحاولة تحليله، والتي يعتمد عليه<br />
يف تركيبه، وال بد من توضيح نفسه ضمنها،<br />
ومن هذه املفاهيم مفهوم الدين، ومفهوم<br />
العبادة، ومفهوم الحكم مبعانيه املختلفة<br />
سواء أكان رشعيا أوترشيعيا أوعرفيا، ومفهوم<br />
األلوهية والخلق، والعبودية، والدنيا واآلخرة،<br />
والحال والحرام، واملطلق والنسبي، والعام<br />
والخاص.. وغر ذلك من أمور تتعذر اإلحاطة<br />
بجوانب املفاهيم املختلفة بدون اإلملام بها<br />
وتصنيفها.<br />
25.التعددية أصول ومراجعات بن االستتباع<br />
واإلبداع: يأيت يف إطار اهتام املعهد العاملي<br />
للفكر اإلسامي لبحث إشكالية التعددية:<br />
الحزبية, والطائفية, والعرقية يف العامل العريب،<br />
والتي عقدت حولها ندوة يف واشنطن يف نوفمرب<br />
1993. والكتاب هوالبحث الذي افتتح به د.<br />
طه جابر العلواين أعال هذه الندوة, كورقة<br />
عمل تفتح الطريق أمام الباحثن واملفكرين،<br />
وتضع أمامهم القضايا املحورية ونقاط االرتكاز<br />
واالنطاق نحومزيد من الفهم والتأصيل<br />
لقضايا التعددية يف العامل العريب. ويتناول<br />
الكتاب تفنيد املقوالت التي شاعت يف البيئات<br />
الغربية العلمية والسياسية, التي تنفي الصلة<br />
بن اإلسام وبن الحرية والتعددية، وعاقة<br />
هذه املقوالت بالرتاجع الحضاري العريب.<br />
ويوضح أصول التعددية يف القرآن الكريم،<br />
مؤكدا أن التعددية كمفهوم غريب ميثل جزءاُ<br />
من منظومة مفاهيمية متكاملة نشأت ونت<br />
داخل النسق الفكري الغريب الليربايل، ويف إطار<br />
املرجعية املركزية الغربية املهيمنة، ويطرح<br />
الكتاب مفهوم التنوعية اإلسامية القامئة عى<br />
أن الله تعاىل قد خلق الكون متنوعا. ويوضح<br />
الكتاب من املنظور املعريف واملنهجي, كيف<br />
يتم ذلك التعامل مع هذا التنوع الطبيعي<br />
واإلنساين يف إطار رؤية موحدة ومتجانسة.<br />
26.أصول الفقه منهج بحث ومعرفة: محاولة<br />
ميرة مبسطة لتعريف املتخصصن بالعلوم
33<br />
الوسطية<br />
االجتاعية واإلنسانية من أولئك الذين مل<br />
تتح لهم فرصة دراسات أصولية متعمقة بهذا<br />
العلم, كأهم منهج بحث أبرزه العقل املسلم<br />
يف عصور إبداعه وازدهاره. وقد رأى املعهد أن<br />
يقدم هذا البحث يف مستهل سلسلته الجديدة<br />
أبحاث علمية ليكون مبتناول هؤالء املثقفن<br />
وطاب املعرفة اإلسامية.<br />
27.خواطر يف األزمة الفكرية واملأزق الحضاري<br />
لألمة اإلسامية: تجتاز األمة, مرحلة من<br />
العجز وفقدان التوازن إزاء تراكات تكاثفت<br />
عرب األجيال. ويف محاولة لفهم مظاهر هذه<br />
األزمة يقدم الدكتور طه جابر العلواين<br />
خواطره حولها، متتبعا محاوالت اإلصاح, يف<br />
املرحلة التاريخية السابقة وأسباب فشلها،<br />
وراصدا لواقع املسلمن اليوم، ومظاهر ازمتهم<br />
وكيفية الخروج منها وحلها، ومؤكدا عى<br />
رضورة املراجعة الفكرية وإصاح مناهج الفكر<br />
وبلورة منهاجية جديدة، ومحددا ما يجب ان<br />
تقوم به قوى التغير اإلسامي للخروج من<br />
هذه األزمة والخطوات العملية لذلك.<br />
28.حوار مع القرآن تجربة ذاتية ودعوة<br />
للتدبر: ينطلق الكتاب من اعتقاد الشيخ<br />
العلواين, بأنَّ الحوار سمة العرص, وحريٌّ<br />
بالقرآن االنطاق إليه يف حوار, يتلمَّس فيه<br />
حاً ملشكات األمة, فالقرآن ليس كتاباً كباقي<br />
الكتب, فهويتحدَّ ث إىل املسلم ويامس قلبه<br />
وعقله, ويحايك فطرته؛ فهي دعوةٌ مبنيَّة عى<br />
تجربة عاشها الشيخ العلواين مستأنساً بحوار<br />
القرآن املجيد.<br />
29.نحوموقف قرآين من إشكالية املحكم<br />
واملتشابه: يطرح الكتاب مفهوماً جديداً<br />
للمحكم واملتشابه, يتأسس عى نفي ثنائية<br />
»الوضوح والغموض« يف القرآن املجيد, فالقرآن<br />
بنِّ ٌ يف ذاته, مبنِّ ٌ لسواه, مصداقاً لقوله تعاىل:<br />
»تبياناً لكلِّ يشء«.<br />
30.إشكالية السنة: يف إطار محاولة اكتشاف<br />
موقع السنة املطهرة الصحيحة من القرآن,<br />
ومدى صاحيتها لاستقال بالترشيع أوالبيان<br />
والتفصيل.<br />
وللشيخ العلواين كتب أخرى, منها: تحقيق<br />
كتاب »النهي عن االستعانة واالستنصار يف<br />
أمور املسلمن بأهل الذمة والكفار« للعامة<br />
مصطفى الوارداين, »مشكلتان وقراءة فيها«<br />
مع املستشار طارق البرشي, »إصاح الفكر<br />
اإلسامي: مدخل إىل نظام الخطاب يف الفكر<br />
اإلسامي املعارص«, »خواطر يف األزمة الفكرية<br />
واملأزق الحضاري لألمة اإلسامية«, »األزمة<br />
الفكرية ومناهج التغير: اآلفاق واملنطلقات«,<br />
»مدخل إىل فقه األقليات«, »نحومنهجية<br />
معرفية قرآنية: محاوالت بيان قواعد املنهج<br />
التوحيدي للمعرفة, »أزمة اإلنسانية ودور<br />
القرآن الكريم يف الخاص منها«، »التعليم<br />
الديني بن التجديد والتجميد«, »نحوإعادة<br />
بناء علوم األمة االجتاعية والرشعية«,<br />
»مفاهيم محورية يف املنهج واملنهجية«, »معامل<br />
يف املنهج القرآين«, »اإلمام فخر الدين الرازي<br />
ومصنفاته«, »تفسر سورة األنعام«, »االجتهاد<br />
والتقليد يف اإلسام«, وأخرى قيد الطبع,<br />
أبرزها: ما جاء يف إطار املنهج التحليي لتفسر<br />
سور القرآنية, واكتشافها موضوعيَّاً.<br />
وافاه األجل يف 4 مارس 2016, خال رحلةٍ<br />
عاجيَّة, إىل الواليات املتحدة األمريكية, ليدفن<br />
فيها مبقربةٍ اشرتاها, ليدفن فيها ذووالصلة به؛<br />
سائلن الله أن يتقبَّله يف الصالحن, وأن يجعل<br />
ما قدَّ مه من خدمةٍ للدين دامت ما يقارب<br />
سبعن عاماً.<br />
كتب رحمه الله تعاىل مقاالً مميزاً عى موقعه<br />
الشخيص يصف فيه نفسه، وكان بعنوان « أنا<br />
مسلم«، وما جاء فيه:<br />
أ،ا مسلم، أُقدِّ س العدلَ ، وأمجِّدُ الحريَّة، وأكرِّمُ<br />
اإلنسانَ … وأرفق بالضعيف، وأُذَكِّرُ القويَّ<br />
بالذي هوأقوى منه.<br />
أنصح األغنياء بأنّ يؤدوا حقوق الفقراء يف<br />
األموال، وأدعوالفقراء أن يعرفوا أن أغنياءَهم<br />
مستخلَفون مبال الله فيهم<br />
أحب الخر، وأدعوإىل الربّ، وأرفض الرشَّ،<br />
وأرفض العنف، وأحب الرفق، واتشبثُ<br />
بالهدى، وأصون الحق.<br />
أحارب الباطل، وأنهي عن الفساد، وأريد<br />
اإلصاح ما استطعت، أبغض الحروب، وأعشق<br />
السام، أحب الحياء، وأسعى لجعلها حياة<br />
طيبة.<br />
أهاب املوت، لكنني أؤمن بأنَّه جر البد أن<br />
أمشيه؛ ألصلَ إىل دار البقاء من دار الفناء،<br />
وأرجوحسن الخامتة، واستعيذ بالله من سوئها.<br />
أحب الجنة، وأبغض النار، أحب األمن،<br />
وأبغض القلق، وأكره الكراهية، ولست<br />
بفاحش، وال بسبَّاب، وال مبهلك.<br />
ميتد نسبي إىل آدم وحواء؛ فآدم أيب، وحواء<br />
أمي، وكل البرش أخواين وأخوايت.<br />
ال أحقر أحدً ا منه، ال أسلمه، وال أخذله، بل<br />
أعمل عى هدايته، وإنارة الطريق بن يديه،<br />
واألخذ بيديه إىل الجنَّة، والحيلولة بينه وبن<br />
السقوط يف النار.<br />
أحب الكون وأنتمي إليه، وأحب كل جراين<br />
فيه: من شجر، أوحجر، أونبات، أوحيوان،<br />
أوجبال، أوبحار.<br />
والله )جلَّ شأنّه( منها خلقني وفيها يعيدوين<br />
ومنها يخرجني تارة أخرى، فإليها أنتمي،<br />
وبعمرانها أنادي، وإعاء الحق فيها مطلبي،<br />
وشمولها بالسام واألمان غايتي، ومجاهدة<br />
نفي وغري-ليعم السام ويسود األمان-<br />
وسيلتي وغايتي، فإليه أدعووإليه مآب.<br />
السام غايتي، واألمان مطلبي، واإلرهاب<br />
عدوي، والرصاع خصمي، واألمن والطأمنينة<br />
مطلبي.<br />
فهل عرفتني؟<br />
وهل تعرف يل عى هذه األرض نظرًا أوشبيهًا؟
الوسطية 34<br />
بيانات المنتدى
بيان حول القمة اإلسالمية يف اسطنبول<br />
الحمد لله رب العاملن والصاة والسام عى أرشف املرسلن وآله وصحبه أجمعن وبعد.<br />
فقد انتهت قبل أيام يف مدينة اسطنبول الرتكية أعال منظمة التعاون اإلسامي، وأصدرت<br />
املنظمة بيانها الختامي ملؤمترها يف الدورة الثالثة عرشة تحت عنوان »الوحدة والتضامن<br />
من أجل العدالة والسام«.<br />
وبهذه املناسبة الكرمية نعلن مباركتنا وتأييدنا ووقوفنا وتضامننا مع مقررات املنظمة<br />
ومتمنن ملعايل األمن العام الحضور املميز والدور الكبر الذي أعطى املنظمة مكانتها<br />
يف جمع كلمة املسلمن ومواجهة ما يتعرض له العامل اإلسامي من أذى وكيد، سائلن<br />
املوىل عز وجل أن يوفق القامئن عى املنظمة ملا فيه خدمة ديننا وامتنا اإلسامية<br />
والعربية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العاملن.<br />
35<br />
الوسطية
الوسطية 36<br />
بيانات المنتدى
37<br />
الوسطية
الوسطية 38<br />
نشاطات<br />
االئمة موريتانيا<br />
وفق توجيهات االمن العام للمنتدى املهندس<br />
مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى العاملي<br />
للوسطية ويف نطاق اسرتاتيجية املنتدى الرامية<br />
إىل صناعة الوسطية من خال توظيف الخطبة<br />
يف تحريك الخطاب الوسطي وتوجيه املفاهيم<br />
وترتيب األولويات، وحيث أن اإلمام هو املسؤول<br />
عن توصيل رسالة اإلسام صافية نقية، تطلب<br />
األمر تكوين األمئة عى فنيات الخطبة، وتقنيات<br />
التواصل نظم املنتدى يف موريتانيا دورة تكوينية<br />
»دور الخطبة يف نرش الفكر الوسطي ومناهضة<br />
التطرف«.<br />
حفل افتتاح الدورة شارك به األستاذ سيد محمد<br />
الصواف مستشار وزير الشؤون اإلسامية والشيخ<br />
محمد األمن امحود رئيس اإلتحاد الوطني لألمئة<br />
واألستاذ بن عمر يل ممثل املنتدى والشيخ هداية<br />
الله مصدوم البخاري<br />
• تم تنظيم الدورة بالتعاون مع االتحاد الوطني<br />
لألمئة يف موريتانيا يوم السبت2016/03/26 يف<br />
فندق شنقيط باس – انواكشوط- موريتانيا.<br />
• املستفيدون: شارك يف الدورة 40 إماما خطيبا<br />
للجمعة<br />
نشاطات الفروع<br />
دورة تكوينية »دور الخطبة يف نرش الفكر الوسطي ومناهضة التطرف«<br />
• وكانت وقائع الدورة كام ييل:<br />
• الجلسة اإلفتتاحة:<br />
• تاوة آيات من الذكر الحكيم من طرف الطيب<br />
ابراهيم أحد كبار القراء يف موريتانيا<br />
• كلمة املنتدى قدمها األستاذ بن عمر يل ممثل<br />
املنتدى، عرف فيها باملنتدى إنشاء وأهدافا<br />
واسرتاتجيات، و وضع الدورة يف إطارها املوضوعي،<br />
مبينا أهميتها والنتائج املتوخاة منها، تلتها كلمة<br />
رئيس اآلتحاد الوطني لألمئة قي موريتانيا، مثّن<br />
فيها التعاون مع املنتدى يف تنفيذ األنشطة املتعلقة<br />
باألمئة وأعطى نصائح قيمة لألمئة وحملّهم مسؤوية<br />
نرش الوسطية ومحاربة األفكار املتطرفة الهدامة.<br />
• هذا وقد حر الجلسة السيد الشيخ سيبد<br />
محمد ولد الشواف مستشار وزير الشؤون<br />
اإلسامية والتعليم األصى باإلضافة إىل ضيف كريم<br />
من املدينة املنورة وهو الشيخ هداية الله مخدوم<br />
البخاري كان يف زيارة ملوريتانيا إلجراء مسح<br />
لحاجيات املساجد واملحارض يف الباد .<br />
• قدم السيد سيد محمد ولد الشواف مستشار<br />
الوزير محارضة بعنوان دور اإلمام الخطيب يف<br />
املحاافظة عى سكينة املجتمع، استطرد فيها<br />
مهام االمام ودوره يف اإلصاح وتوجيه املجتمع<br />
نحو اإلعتدال والوسطية وبعد مناقشتها مناقشة<br />
مستفيضة توقفت الجلسة السرتاحة املشاركن.<br />
• بعد جلسة االسراحة قدم األستاذ بن عمريل<br />
مدير الدورة مجاالت فنية يف ثاث ورقات هي:<br />
• فنيات صناعة الخطبة : تناولت: مراحل اإلعداد،<br />
وبناء الخطبة، وطريقة األلقاء، وضانات الفاعلية<br />
والتأثر.<br />
• منوذج خطبة رسول الله صى الله عليه وسلم<br />
األوىل يف اإلسام، والدروس الفنية والرتبوية<br />
املستفادة منها.<br />
• تقنيات الخطبة يف مجال التواصل لنر الفكر<br />
الوسطي: من خال عنارصه األربعة:<br />
• املرسل وهو املخطيب<br />
• املستقبل وهو الجمهور املستمع<br />
• الرسالة وهي املحتوى الوسطي الذي تحمله<br />
• القناة: وهي الوسيلة التي تنفذ عربها الرسالة<br />
• ونوقشت رشوط وضوابط كل عنر واملعوقات<br />
املرتبطة به بشكل يجعل الخطبة تصل إىل القلوب<br />
بطؤيقة تؤدي إىل تعديل املسلكيات نحو االعتداء<br />
والوسطية.<br />
• إلقاء خطب تطبيقية من قبل بعض املشاركني<br />
أمام زمائهم للنقاش عى ضوء الفنيات والتقنيات<br />
املقدمة يف الدورة<br />
ويف نهاية الدورة عبأ املشاركون اسبيانات التقويم،<br />
واقرتح بعضهم طبع أعال الدورة يف شكل دليل<br />
تكوين الخطباء.
الجزائر<br />
عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع الجزائر<br />
ندوة باملدينة السياحية بني عباس بوالية<br />
بشار تحت عنوان املجتمع املدين و دوره يف<br />
التنمية االجتاعية حيث عرف ا. إبراهيم<br />
بدر باملنتدى العاملي للوسطية و نشاطاته<br />
عرب مختلف الدول عرب عاملنا االسامي<br />
. كا تناول يف مداخلته دور الجمعيات يف<br />
العمل املشرتك يف الفضاءات املتاحة لاسهام<br />
يف التنمية املحلية و االجتاعية للمجتمع<br />
العبايس<br />
املجتمع املدين و دوره يف التنمية االجتاعية<br />
تونس<br />
كيف نفكك<br />
اإلرهاب<br />
39<br />
الوسطية<br />
فرع تونس يقيم ندوة بعنوان « كيف<br />
نفكك اإلرهاب – املدخل الرتبوي «<br />
عقد املنتدى العاملي للوسطية / فرع تونس<br />
بالتعاون مع الرابطة التونسية لألدباء<br />
واملفكرين ندوة بعنوان « كيف نفكك<br />
اإلرهاب – املدخل الرتبوي « يف العاصمة<br />
تونس يوم السبت 2016/4/2.<br />
الندوة اشتملت عى جلستن، الجلسة األوىل<br />
تحدث فيها عدد من املشاركن املفكرين<br />
منهم االستاذ محمد ابو هال رئيس الرابطة<br />
التونسية لادباء واألستاذ هشام قريسة<br />
رئيس جامعة الزيتونة واالستاذ سامي<br />
ابراهيم عضو فريق كيف نفكك اإلرهاب<br />
مبركز البحوث والدراسات اإلقتصادية<br />
واإلجتاعية واألستاذ حافظ سايس من كلية<br />
اآلداب والعلوم اإلنسانية بالقروان.<br />
الجلسة الثانية شارك فيها الشاعر<br />
عبداللطيف علوي واألستاذ الطاهر العارم<br />
مندوب حاية الطفولة بسوسة وتم نقاش<br />
عام.<br />
وخال الجلستن تناول املشاركون اإلرهاب<br />
ومفهومه وتأثره عى املؤسسة الرتبوية<br />
واألطفال واملدارس والجامعات وأساليب<br />
نقبه ومكافحته بأسلوب فكري وعلمي.<br />
وتوصل املشاركون اىل عدة توصيات<br />
وخاصات قُدمت كخاصة ملنظمي الندوة<br />
لتساهم كمؤرش يف عقد ندوات توضح<br />
مخاطر الفكر املتطرف يف فرع املنتدى –<br />
تونس والعامل اإلسامي.<br />
شارك بالندوة من الحضور أكر من 120<br />
شخص من الجنسن وأقيمت بعد الندوة<br />
وليمة غداء عى رشفهم.<br />
وكان رئيس فرع تونس القى كلمةترحيبية<br />
باملشاركن يف بداية اللقاء قدم فيه رشحاً<br />
عن املنتدى واهدافه ونشاطاته.
الوسطية<br />
40<br />
نشاطات<br />
كردستان<br />
عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع كوردستان ندوة<br />
فكرية يوم االثنن ٩-٥-٢٠١٦ حره جمع كبر<br />
يف محافظة حلبجة تضمنت فقرتن الفقرة االوىل<br />
تقديم و تعريف قصر من طرف شروان الشمراين<br />
مدير املنتدى و الثانية محارضة لاستاذ الدكتور<br />
محسن عبدالحميد بعنوان )العلاء والبحث عن<br />
الوسطية واالعتدال (أعقبتها أسئلة و نقاشات من<br />
الحارضين ..<br />
العلماء والبحث عن الوسطية واالعتدال<br />
كردستان<br />
عقد املنتدى العاملي للوسطية - فرع كوردستان<br />
كونفرانسا علميا للخطباء والدعاة واهل العلم<br />
الرشعي، يوم االحد املوافق 2016-4-3 ، يتضمن<br />
اربع كلات :-<br />
1- رضورة الوسطية ...<br />
2- خطورة التطرف عى املجتمع ..د.محسن<br />
عبد ا لحميد<br />
3- دور العلاء يف االعتدال واالنفتاح بن االمس<br />
واليوم،د.عثان محمد غريب ..<br />
4- الدعوة اىل الله يف ضؤ املنهج الوسطي،أ.سامل<br />
الحاج..<br />
يستغرق املؤمتر ثاث الساعات، ويأيت يف اطار<br />
نشاطات املنتدى إلستصال التطرف الفكري الديني<br />
يف املجتمع و جعل الرؤى واضحة أمام اهل<br />
االختصاص للتصدى للجاعات و االطراف التي<br />
تيء اىل االسام وتشوه صورته..<br />
مؤتمراً علميا للخطباء والدعاة واهل العلم الشرعي
باكستان<br />
تقرير عن دورة دور الخطبة<br />
يف نرش الفكر الوسطي<br />
ومناهضة التطرف والغلو<br />
41<br />
الوسطية<br />
عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع باكستان صباح<br />
اليوم األحد /2016/4 3 مبقره بالعاصمة الباكستانية<br />
إسام آباد دورة بعنوان »دور الخطبة يف نرش الفكر<br />
الوسطي ومناهضة التطرف والغلو« وقد أتت<br />
هذه الدورة استكاال لسلسة دورات وندوات دأب<br />
املنتدى العاملي للوسطية عى عقدها من أجل<br />
محارصة الفكر املتطرف الذي يجايف حقيقة اإلسام<br />
ويحجب عن أعن الناس تلك الساحة التي ترك<br />
النبي صى الله عليه وسلم الناس عليها ويقدمه<br />
لآلخرين مسخًا مشوّها، وقد استهدفت هذه<br />
الدورة خطباء املساجد؛ إحدى الفئات املجتمعية<br />
التي تلعب دورا محوريا يف التوعية عرب اإلرشاد<br />
من خال املنرب الذي كان يف عهد النبي صى الله<br />
عليه وسلم منرب للعلم واملعرفة والثقافة والوعظ<br />
واإلرشاد.<br />
هذا وقد افتتح الدورة رئيس فرع املنتدى<br />
األستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري مرحبا<br />
باملشاركن الذين بلغ عددهم 20 خطيبًا ، تم<br />
اختيارهم بعناية فائقة؛ لتمثيلهم ألهم التجمعات<br />
السكانية يف باكستان ، كا كان املحارضون من قادة<br />
الفكر والعلم واملعرفة يف املجتمع الباكستاين ، حيث<br />
جاء يف طليعتهم األستاذ الدكتور محمد عُبيد الله<br />
خان األستاذ بكلية الرشيعة بالجامعة اإلسامية و<br />
خطيب مسجد النور بوزارة الخارجية الباكستانية،<br />
واألستاذ الدكتور حبيب الرحمن - خطيب مسجد<br />
فصيل ورئيس قسم التدريب بأكادميية الرشيعة<br />
بالجامعة اإلسامية ، واألستاذ الدكتورمحمد طاهر<br />
منصوري – رئيس فرع املنتدى العاملي للوسطية<br />
بباكستان.<br />
وقد حاور املشاركن يف الجلسة األوىل الدكتور عُبيد<br />
الله خان مستفيدا من خرباته املرتاكمة يف مجال<br />
الدعوة للساحة واالعتدال مبيّنا للمشاركن ما<br />
يجب الرتكيز عليه عند توجيه الخطاب يف منابرنا<br />
لتغدوا منارات تحصّ ن املجتمعات اإلسامية من<br />
موجات الغلو والتطرف التي اجتاحت عامل اليوم<br />
من باب قوله تعاىل « وَاتَّقُواْ فِتْنَةً الَّ تُصِ ينَ َّ<br />
الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّ ةً « األنفال22، كا ركّز<br />
يف محاوراته عى حثّ املشاركن لتخرّ أفضل<br />
أساليب الخطاب متكأً عى قوله تعاىل « ادْعُ إِىلَ<br />
سَ بِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَ نَةِ وَجَادِلْهُمْ<br />
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَ نُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مبِ َنْ ضَ لَّ عَنْ<br />
سَ بِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ «النحل125 كا حثّهم<br />
عى االستعانة بوسائل اإلقناع الحديثة التي تعتمد<br />
عى حسن املنطق ومراعاة واقع حياة اليوم حتى<br />
يستبن سبيل الرشاد .<br />
ويف ختام محاوراته أمّل يف املشاركن اتباع النهج<br />
النبوي الرشيف يف التلطّف باملخاطبن استجابة<br />
لوحي الله « فَقُوال لَهُ قَوْال لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ<br />
يَخْىَ « فاملخاطبون مها تجاوزوا يف املعايص<br />
واآلثام فهم ليسوا أسوء من فرعون، والخطيب لن<br />
يبلغ درجة نبي الله موىس عليه السام، فالرفق<br />
الرفق .<br />
ويف الجلسة الثانية ركز الدكتور حبيب الرحمن عى<br />
أولويات الخطيب التي تتمثل يف كونه بلسا ملا<br />
يُستجد من أدواء مجتمعية عاجلة متطرقا للتطرف<br />
الذي يُعدُّ األشد قتامة وظلمة يف املجتمعات<br />
املعارصة داعيا لاستعانة بقاعدة األمر باملعروف<br />
والنهي عن املنكر بضوابطها الرشعية ، متطلعا<br />
لوسطية تتمركز يف كل حركة وسكنة للمسلم ،<br />
بحيث تتجسّ د يف فكره وعباداته ومعاماته وأخاقه<br />
متخذا من القرآن الكريم والسنة النبوية نرباسا<br />
ومحرتما ألقوال املجتهدين رغم تباينها .<br />
وقد تابع األستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري<br />
أعال هذه الدورة راجيا أن تسهم يف نرش الفكر<br />
الوسطي الذي يُعدُّ ركنا ال استغناء عنه يف مجال<br />
الدعوة من أجل إصاح مجتمعاتنا ليعم فيها<br />
األمن والسام كل ربوعها ، كا ختم بكلمته الدورة<br />
ليؤكد للمشاركن أهمية محاربة التطرف والغلو<br />
الذي يتخذ من الدين سُ لّا لتسميم الفكر وإبعاد<br />
املجتمعات عن هدي الله ورسوله.<br />
كا أرشف عى اختتام الدورة بإهداء دروع املنتدى<br />
للمشاركن تقديرا لدورهم وتشجيعا لهم لتبني<br />
هذا املنهج الذي امتدحه الله تعاىل يف كتابه<br />
العزيز بقوله: « وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَ طًا لِّتَكُونُواْ<br />
شُ هَدَ اء عَىَ النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُ ولُ عَلَيْكُمْ شَ هِيدً ا «<br />
البقرة ، 143 كا تم إهداء املشاركن أهم الكتب<br />
التي تعزز دور املنهج الوسطي .
الوسطية<br />
42<br />
نشاطات<br />
نواكشوط -موريتانيا<br />
عقد يوم السبت 2016/5/14 يف العاصمة املوريتانية نواكشوط اعال الندوة الدولية بعنوان « اثر العنف<br />
والرصاعات املسلحة عى املجتمعات« والتي نظمها املنتدى العاملي للوسطية بالتعاون مع املركز املوريتاين<br />
للبحوث والدراسات االنسانية حيث ناقش املشاركون فيها عدداً من أوراق العمل .<br />
وقد ألقى يف ممثل املنتدى العاملي للوسطية يف عان الدكتور مازن هاشم بالنيابة عن األمن العام<br />
للمنتدى املهندس مروان الفاعوري افتتاح الندوة فعاليات الندوة كلمة حيث قال فيها »أن للحرب تأثر<br />
غر مبارش عى النساء واألطفال ألنها تقلل إىل حد كبر من النمو الطبيعي لألطفال نتيجة إلغاق املدارس<br />
واملستشفيات وتدمر البني التحتية والقدرات االقتصادية لألطراف املتحاربة إضافة إىل فقدان الثقة<br />
واألمان واالطمئنان والثقة بالنفس نتيجة للرعب والخوف الذي يتعرضون له يف زمن الحرب«.<br />
وأضاف »أن ما يثر القلق يف الوقت الراهن هو انتشار ظاهرة مشاركة األطفال يف النزاعات املسلحة<br />
حول العامل و ذلك يف مخالفة واضحة و رصيحة لقواعد و مبادئ القانون الدويل اإلنساين« مشرا يف هذا<br />
الصدد إىل بروز حالة أخرى يحتاج فيها الطفل للحاية بشكل خاص و »هي االحتال الحريب كاالحتال<br />
االرسائيي لفلسطن وما يحدث من اعتداءات من جانب قوات االحتال عى املدنين ما جعل وضع<br />
األطفال يف األرايض املحتلة بالغ الخطورة ليس عى حياتهم فقط بل عى حقوقهم كاملة«.<br />
كا طالب برورة »تحسن البنية القانونية والترشيعية املحلية للدول ووضعها موضع التنفيذ إليقاف<br />
املارسات الاأخاقية والانسانية تجاه املرأة والطفل« مشددا عى أهمية »وجود منظات مجتمع مدين<br />
فاعلة تعمل عى إيجاد ثقافة مجتمعية جديدة تعمل عى تغير الصورة النمطية السلبية تجاه املرأة«.<br />
أفتتحت الجلسة االوىل والتي ترأسها الدكتور محمد سيد أحمد فال )بويايت( رئيس مركز مبدأ و الذي أكد<br />
»أن املنخرطن يف العنف ينطلقون من تعارض يف الرؤى واالديولوجيات واختاف املصالح ويشكلون عائقا<br />
أمام التنمية وهو ما يحتم البحث باستمرار عن حل جذري لهذه الحروب والرصاعات املسلحة«.وتضمنت<br />
الجلسة ثاثة أوراق عمل قدمها كل من الدكتور عبدالجليل سامل من تونس بعنوان«النزاعات املسلحة:م<br />
فهومها،دوافعها،مظاهرها،خطورتها« ،والدكتور أحمد كايف من املغرب وكانت ورقته حول«العنف واإلرهاب<br />
وأثرها عى األرسة« واختتمت الجلسة األوىل بكلمة الدكتور البكاي عبداملالك من موريتانيا حول »الفرقة<br />
والتجزئة وأثرها يف نشوء النزاعات املسلحة«<br />
والجلسة الثانية ترأسها الشيخ الطالب أخيار ولد<br />
مامن وتضمنت عدداً من أوراق العمل وبدأت<br />
بورقة الدكتور الحسن ولد مدو »دور وسائل<br />
اإلعام يف النزاعات« والذي بن أهمية وسائل<br />
اإلعام يف ظل الظروف الراهنية التي تتعرض لها<br />
أمتنا العربية واإلسامية مؤكداً عى أهمية توعية<br />
ابناءنا حول خطورة االرهاب وكيفية تجنبه.<br />
»دور املؤسسات الرتبوية والدينية يف النزاعات<br />
»هي عنوان الورقة التي قدمها الدكتور أبو بكر<br />
أحمد من موريتانيا مبيناً من خالها ان املؤسسات<br />
الرتبوية<br />
–املدارس والجامعات- ومنابر املساجد لها الدور<br />
االسايس يف الحد من النزاعات وذلك ألنها تخاطب<br />
عقول ابنائنا بشكل مبارش.<br />
واختتمت الجلسة بكلمة الدكتور بن عمريل والتي<br />
كانت بعنوان«دور الوسطية االعتدال يف الحد ن<br />
النزاعات«.<br />
وتحدث يف الجلسة األخرة كل من الدكتورة أمل<br />
الرفوع من االردن والدكتور محمد املهدي والدكتور<br />
املختار داهي من موريتانيا.<br />
ويف الجلسة النقاشية للندوة والتي حرها عدد<br />
غفر يتجاوز ال 120 شخص من االعامين<br />
والشخصيات االجتاعية املختلفة أجاب املحارضون<br />
عى االسئلة املطروحة من قبل الحضور.
السلط<br />
ويف بداية اللقاء عزف السام امللي وأي من الذكر<br />
الحكيم و ألقى عميد شؤون الطلبه الدكتور نضال<br />
العسيي كلمة ترحيبية .<br />
وقال وزير االعام االسبق الدكتور نبيل الرشيف،<br />
الذي قال ان تطورا جذريا طرأ عى املفاهيم<br />
االساسية لاعام يف السنوات القليلة املاضية.«بعد ان<br />
كان يعرف بانه رسالة ومرسل ومستقبل، مشرا إىل<br />
ان هذا التعريف مل يعد صالحا اليوم الن الذي كان<br />
يستقبل اصبح مرسا وغادر موقع انتظار املعلومة.<br />
وبن ان التقنيات الحديثة بوجود الشبكة<br />
العنكبوتية )االنرتنت( احدثت نقلة هائلة يف<br />
املفاهيم االعامية، وان ما مييز االعام الحديث<br />
هي التفاعلية واالنية والاجاهرية، إذ يعرف<br />
الفرد ما يحصل يف العامل مبارشة، ومل يعد هناك<br />
وسيلة واحدة تخاطب جاهر اليصال معلومة<br />
لهم، ويجب علينا ان نتعامل مع الواقع االعامي<br />
الجديد، وان تدخل املؤسسات االعامية ضمن<br />
وسائل التواصل، ليكون اتصالها مع عدد كبر من<br />
املتابعن، وتكون تشاركية ليكون لها دور مؤثر يف<br />
متتن الجبهة الداخلية.<br />
وقال وزير الرتبية والتعليم السابق الدكتور محمد<br />
الوحش، »ال شك ان الخطر الخارجي عى اي امة<br />
يكون اضعف من الخطر الداخي املتمثل باالنقسام<br />
والتفرقة وحتى االرسة يف البيت الواحد يخى عليها<br />
من الخاف الداخي«.<br />
واشار إىل ان االشاعات واالخبار الكاذبة غر<br />
املسؤولة، هي ما تثر البلبلة بن صفوف املواطنن<br />
لذلك علينا ان نستقي املعلومة من مصادرنا<br />
دور املؤسسات االعامية والرتبوية يف متتن الجبهة الداخلية من التطرف<br />
الرسمية الصحيحة التي ال تظلل املواطن.<br />
وأكد ان محافظتنا عى جبهتنا الداخلية متاسكة، ونرش الوعي واالفكار الوسطية يف مناهجنا الدراسية<br />
سواء يف املدارس او الجامعات، من خال الندوات التثقيفية والرتكيز فيها عى العنرص االهم وهم الشباب،<br />
اضافة اىل وسائلنا االعامية املعتمدة واملساجد التي هي رديف قوي لاعام.<br />
وبن رئيس جامعة عان االهلية الدكتور صادق حامد، ان الجامعات اخذت عى عاتقها الكثر من القضايا<br />
املهمة التي تهم الشباب بشكل خاص، اليصال الوطن اىل القمة، خاليا من االفكار املتطرفة التي تدعو اىل<br />
العنف والقتل، مبينا ان االردن هو قلب االمة العربية وما فيها من واحة امن وطأمنينة الخواننا العرب،<br />
وهذا مل يكن لوال االلتفاف حول القيادة والقيادة حول الشعب. وقال االمن العام للمنتدى العاملي<br />
للوسطيه املهندس مروان الفاعوري، ان ما مييز هذا البلد هو القيادة الحكيمة يف تعاطيها مع لغة الحوار<br />
يف حل الكثر من املشكات، مطالبا بتعميم ونرش ثقافة الحوار عى صعيد الفرد واالرسة، الننا اذا رسخنا<br />
هذا املبدأ يف الفرد نكون كسبنا بعد فرتة مجتمعا حواريا ممتدا، وهذه االلية ال ميكن ان تكون من غر<br />
بذل جهد كبر داخل املؤسسات التعليمية.<br />
وأدار اللقاء د. هاين العابد مفتي البلقاء<br />
وكان احيا عربيات رئيس املنتدى يف بداية اللقاء طلب من الحضور وقفه وقراءة سورة الفاتحه عى ارواح<br />
شهداء الوطن وقد شكر جامعة عان االهليه عى مد جسور التعاون مع مؤسسات املجتمع املدين يف<br />
السلط ورحب باملحارضين والضيوف وأكد عى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات ملا لها من أثر كبر يف<br />
توعية ابناء املجتمع من االخطار املحدقه به<br />
43<br />
اسم الدولة<br />
الخطاب الديني<br />
يف ظل التحديات<br />
املعارصة<br />
متر كل أمة من األمم بحاالت<br />
من القوة والضعف، وتتواىل<br />
عليها هجومات األعداء<br />
هجمة تلوى األخرى، سواء<br />
كانت مادية أو معنوية، و<br />
تتفاوت آثارها حسب نوع<br />
الساح املستخدم وحسب حال األمة من قوة أو<br />
ضعف وحسب هدف العدو.<br />
وبعد كل هجمة يحاول املسلمون أن يستعيدوا<br />
قوتهم . إما برد العدوان أو مل الشمل من جديد ،<br />
حتى أيقن العدو الكافر بأن قوة املسلمني تكمن<br />
يف عقيدتهم، وما يحملوه من أفكار ومفاهيم . لذلك<br />
أخذ الغرب يغزو العامل اإلسامي غزواً علميا وثقافياَ<br />
وهو ما اصطلح عليه بالعوملة الفكرية والثقافية .<br />
وأتخذ لذلك الجمعيات التبشريية والثقافية باسم<br />
العلم واإلنسانية ، وأعدت لذلك برامج ومخططات<br />
عميقة ومتواصلة عىل املدى البعيد لغرس أفكار<br />
وقيم جديدة يف املسلمني .<br />
فكان لزاما علينا إعادة النظر يف بيان حقيقة<br />
الخطاب الديني الدعوي لتطويره وتجديده ، وذلك<br />
ببيان حقيقة الخطاب الديني اإلسامي وخصائصه<br />
، ومحاولة تحديد املنطلقات والخلفيات الفكرية<br />
والسياسية لهذا الخطاب ، واألدوات املستخدمة<br />
لتنفيذه يف الباد العربية واإلسامية ، ومحاولة إلقاء<br />
الضوء عى الجهود الغربية لتطوير وتغير الخطاب<br />
الديني اإلسامي وإخراجه عن مضمونه الحقيقي .<br />
وسأحاول أن أركز عى مرحلة التسعينيات يف<br />
الجزائر وبداية مل الشمل والنهضة باملرجعية الدينية<br />
ثم مرورا مبا يسمى الربيع العريب ومحاولة غرس<br />
معتقدات وأفكار جديدة وبلورتها ( إساميا ) حتى<br />
تظهر يف ثوبها اإلسامي ، فينخدع بها دعاة النهضة<br />
والعودة إىل عرص السلف وتبين الزائف منها<br />
والصحيح .<br />
وكمدخل للكلمة نعرف معنى الخطاب فأقول :<br />
الخطاب لغةً : جاء يف لسان العرب أن )الخطاب<br />
هو مراجعة الكام ، وقد خاطبه بالكام مخاطبة<br />
وخطابا... واملخاطبة مفاعلة من الخطاب .<br />
ووردت مادة )خطب( يف عدة مواضع من القرآن<br />
الكريم، قال تعاىل: ﴿وَشَ دَ دْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ<br />
وَفَصْ لَ الْخِطَابِ ﴾ )ص:20(، وقال جل شأنه: ﴿<br />
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ ميَ ْشُ ونَ عَىَ األْ َرْضِ هَوْناً وَ إِذَا<br />
خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَ اَ ماً﴾ )الفرقان:63(، وقال<br />
سبحانه وتعاىل: ﴿وَاصْ نَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَالَ<br />
تُخَاطِ بْنِي يفِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴾ هود:37<br />
تعريف الخطاب اصطاحاً: وعرف بأنه )كل نطق<br />
أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من املتكلم أو<br />
الكاتب، وتفرتض فيه التأثر عى السامع أو القارئ،<br />
مع األخذ بعن االعتبار مجمل الظروف واملارسات<br />
التي تم فيها( من كتاب »تأويل الخطاب الديني<br />
يف الفكر الحدايث الجديد« ألحمد عبد الله الطيار<br />
ومفهوم الخطاب لدى األصولين هو معنى الحكم<br />
الرشعي )خطاب الشارع املتعلق بأفعال العباد<br />
باالقتضاء أو بالوضع أو التخير(<br />
فنفهم منها أن الخطاب عموما هو محاولة تبليغ<br />
مفهوم ما ، بلغة يفهمها املتلقي مع مراعاة<br />
املستوى العلمي والجغرايف والتديني<br />
فأصل الخطاب الديني أن مصدره الوحي الذي<br />
أنزل عى الرسل وبعث به األنبياء عليهم الصاة<br />
الوسطية
الوسطية<br />
والسام ، إال أن هذا املصطلح ( الخطاب الديني )<br />
خاصة بعدما قرن بكلمة ( التجديد ) وما صاحبها<br />
من خاف األثرين والتجديدين ، بن من يرون<br />
التمسك بنفس الخطاب وبن من يرون رضورة<br />
التجديد ، خاصة بعد ما تحدثت الواليات املتحدة<br />
األمريكية عن رضورة تجديد الخطاب الديني مبا<br />
يناسب املنهج الغريب بعد أحداث الحادي عرش<br />
من سبتمرب ، فعلت كلمة الطرفن حتى ظن<br />
املستمع واملتابع أن األمر عى قسمن فقط ال<br />
ثالث لها وظن الفريق األول أنه انتصار لألصول<br />
وظن الفريق الثاين أنه انتصار للمقاصد ، وغفل<br />
الطرفان عن وسطية األمر وهي األصل يف اإلبقاء<br />
عى األصول ومحاولة تجديد مناهج التبليغ .<br />
و إذا أطلق هذا اللفظ يف وقتنا فإنا يعنى به<br />
الخطاب اإلسامي النرصافه له يف اآلونة األخرة مع<br />
أنه يشمل كل األديان الساوية<br />
44<br />
نشاطات<br />
يحمله الخلف العدول الذين ينفون عنه تأويات<br />
الجاهلن وتحريفات الغالية وانتحاالت املبطلن. إه<br />
مصادر الخطاب الديني<br />
للخطاب الديني مصدران مصدر تلقي ومصدر<br />
فهم واستيعاب فاألول الوحي والثاين هو اللسان<br />
العربية<br />
فالوحي مبصادره هي :<br />
1- القرءان الكريم : وهو كتاب الله عي سيدنا<br />
محمد صى الله عليه وآله وسلم ، ونقل إلينا بن<br />
دفتي املصحف باألحرف السبعة نقا متواترا ، وهو<br />
كام الله عز وجل األصل املقطوع به عند جميع<br />
املسلمن، وهو املصدر األول للترشيع ، قال تعاىل:<br />
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَرشِّ ُ<br />
الْمُؤْمِنِنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّ الِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً<br />
كَبِراً﴾ )اإلرساء:9(.<br />
2- السنة النبوية : وهي كل ما جاءنا عن النبي<br />
حمل معلوم عى معلوم الشرتاكها يف العلة )<br />
فهذه هي املصادر املتفق عليها عند جمهور<br />
العلاء، وهي مبجموعها تشكل األساس األول الذي<br />
يقوم عليه الخطاب اإلسامي، وهناك مصادر أخرى<br />
مختلف عليها بن العلاء، مثل املصالح املرسلة،<br />
واالستحسان، وسد الذرائع، ومذهب الصحايب،<br />
والعرف وهذه تبقى جزء من املصادر ويختلف يف<br />
حجيتها العلاء .<br />
5- اللسان العريب : ومل أخصص اللغة العربية<br />
ألن القرءان نزل بلسان عريب ولو أن أكره بلغة<br />
قريش ، لذلك تركت اللسان يتحدث بدال من<br />
اللغة ، فالعربية هي لغة اإلسام واملرتجم ألفكاره<br />
و املبسط ألحكامه ، وهي أساس إعجاز القران،<br />
ونحن متعبدون بلفظه، قال الله تعاىل:﴿ إِنَّا<br />
جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ )الزخرف:3(،<br />
وهي رشط أسايس من رشوط النظر واالجتهاد، ألن<br />
والتجديد سنة كونية وفريضة دينية ورضورة من<br />
رضورات العرص التي ال غنى عنها، مصداقا لقول<br />
الرسول صى الله عليه وسلم: »إن الله يبعث لهذه<br />
األمة عى رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها«<br />
رواه أبوداود ، فالكل معني باإلبداع والتجديد يف<br />
تخصصه ، والخطاب الديني له أهله وهم السادة<br />
العلاء والفقهاء<br />
يقول الدكتور بدران بلحسن : التجديد قانون من<br />
قوانن االجتاع االنساين، وسنة ماضية يف األمة،<br />
يتجدد خطابها الديني ومارساتها الدينية، وتتجدد<br />
كل احوالها. ألن الثابت هو الدين أم التدين<br />
والخطاب الديني واملارسات الدينية فيطرا عليها<br />
املرض والتخلف واالنحراف، وتحتاج إىل التجديد<br />
لرتجع غى اصولها الرشعية. وما حديث )يبع الله<br />
عى رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه األمة دينا(<br />
ما هو ببعيد عن صناع وتسكيل الوعي بالتجديد.<br />
والتجديد يكون وفق اصول الرشع والرؤية<br />
التوحيدية االسامية الحضارية وليس وفق ما متليه<br />
امريكا او غرها، وليس وفق من يرى الجمود عى<br />
املارسات الرتاثية التي انتهت. ألن هذا الدين<br />
صى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير<br />
وهي املصدر الثاين للترشيع واالستدالل بها<br />
كاالستدالل بالقران ، قال الله تعاىل: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ<br />
يفِ يشَ ْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِىلَ اللّهِ وَالرَّسُ ولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ<br />
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ اآلخِرِ ذَلِكَ خَرْ ٌ وَأَحْسَ نُ تَأْوِياً﴾<br />
)النساء:59(، ويكون الرد بعد وفاة الرسول بإتباع<br />
سنته من بعده، قال تعاىل: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُ ولُ<br />
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ<br />
اللَّهَ شَ دِيدُ الْعِقَابِ ﴾ )الحرش:7(، وعن املقداد بن<br />
معد يكرب عن الرسول قال: )إين أوتيت الكتاب<br />
وما يعدله، يوشك شبعان عى أريكته أن يقول:<br />
بيني وبينكم هذا الكتاب فا كان فيه من حال<br />
أحللناه، وما كان فيه من حرام حرمناه، إال وانه<br />
ليس كذلك( رواه ابن حبان .<br />
3- اإلجاع: أما إجاع الصحابة ريض الله عنهم<br />
حجة باتفاق ألنه قامت األدلة القطعية عى<br />
حجيته ، وكذا إجاع علاء كل عرص من بعدهم .<br />
4- القياس: )وهو إثبات مثل حكم معلوم يف معلوم<br />
آخر الشرتاكها يف علة الحكم عند املثبت(أو هو (<br />
النصوص الرشعية جاءت من عند الله بلفظها،<br />
ولهذا كان من الواجب أن تكون اللغة العربية هي<br />
التي يقوم عليها الخطاب الديني، ويجب مزجه<br />
باللغة العربية ، فالله سبحانه وتعاىل اختار اللسان<br />
العريب وعاء للدين ملا فيه من مزايا وخصائص<br />
متتاز بها عن األلسنة األخرى ، والقرآن هو معجزة<br />
لرسولنا و دليل عى صدق نبوته، وبالتايل هو<br />
دليل عى صدق اإلسام، وإعجازه ليس مقصورا<br />
عى العرب دون غرهم، بل جاء التحدي للعاملن<br />
جميعا، قال الله تعاىل:﴿ قُل لَّنِ ِ اجْتَمَعَتِ اإلِنسُ<br />
وَالْجِ نُّ عَىَ أَن يَأْتُواْ مبِ ِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ الَ يَأْتُونَ مبِ ِثْلِهِ<br />
وَلَوْ كَانَ بَعْضُ هُمْ لِبَعْضٍ ظَهِرًا﴾ )اإلرساء:88(، ونحن<br />
نعلم يقينا أن اإلعجاز يف القرآن يف كيفية صياغة<br />
هذا الفكر الراقي بهذه اللغة التي ال يرقى إىل<br />
صياغتها برش مها بلغ من الفصاحة .<br />
خصائص الخطاب الديني<br />
للخطاب الديني خصائص ومميزات متيزه عن غره<br />
كالخطاب السيايس مثا ومنها :<br />
1- أنه خطاب ضمن رسالة عاملية بعث بها النبي
45<br />
الوسطية<br />
صلة الله عليه وسلم جاءت تخاطب البرشية بغض<br />
النظر عن أعراقهم وأجناسهم وألوانهم واختاف<br />
ألسنتهم، لذا تجد الخطاب القرءاين يكرر )يابني<br />
آدم( يف عدة مواضع و)يا أيها الناس( مع تخصيص<br />
آيات للمؤمنن واملسلمن ، ويف مواضع للناس كافة،<br />
قال تعاىل: ﴿وَمَا أَرْسَ لْنَاكَ إِالَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِ راً<br />
وَنَذِيراً﴾ )سبأ: من اآلية28( وقال تعاىل: ﴿وَمَا<br />
أَرْسَ لْنَاكَ إِالَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِنَ﴾ )األنبياء:107(. وأحيانا<br />
يوجه للكفار خاصة يف قوله تعاىل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ<br />
اعْبُدُ واْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ<br />
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ )البقرة:21(.<br />
2- أنه خطاب شامل لكل مناحي الحياة العقدية<br />
والتعبدية واملعاماتية ، خطاب عقائدي مثل قوله<br />
تعال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُ واْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ<br />
وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ )البقرة:21(، و<br />
السيايس، قال الله تعاىل:﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم مبِ َآ<br />
أَنزَلَ اللّهُ وَالَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ<br />
عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ﴾ )املائدة:49(، و<br />
االقتصادي، قال الله تعاىل: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ<br />
وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ )البقرة:275(، واجتاعي الذي يعالج<br />
مشاكل األرسة واملجتمع، قال تعاىل: ﴿وَلْيَسْ تَعْفِفِ<br />
الَّذِينَ الَ يَجِ دُ ونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن<br />
فَضْ لِهِ﴾ )النور:33(، وقال الله تعاىل: ﴿وَالَ تَقْرَبُواْ<br />
الزِّىنَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَ ةً وَسَ اء سَ بِياً﴾ )اإلرساء:32(.<br />
3- يحقق السعادة الدنيوية واألخروية : 3- قال<br />
تعاىل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدً ى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَ ايَ<br />
فَاَ يَضِ لُّ وَالَ يَشْ قَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ<br />
لَهُ مَعِيشَ ةً ضَ نكًا وَنَحْرشُ ُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾<br />
)طه:123،124(، وقال عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ<br />
آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّ الِحَاتِ لَيَسْ تَخْلِفَنَّهُم يفِ<br />
األْ َرْضِ كَاَ اسْ تَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ<br />
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَىَ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ<br />
خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُ ونَنِي الَ يُرشْ ِكُونَ يبِ شَ يْئًا وَمَن كَفَرَ<br />
بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِ قُونَ ﴾ )النور:55 .<br />
4- خطاب نهضوي تأثري موحد : أنه خطاب<br />
وحدوي تأثري ، يقوم عى جمع الناس عى كلمة<br />
واحدة باختاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم ،<br />
ليكونوا أمة واحدة تربطهم عقيدة اإلسام، واعترب<br />
الروابط األخرى من أمر الجاهلية ، قال الله تعاىل:<br />
﴿إِنَّ َا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْ لِحُوا بَنْ َ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا<br />
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ )الحجرات:10(، وقال الله<br />
تعاىل: ﴿وَ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَ ةً وَأَنَا رَبُّكُمْ<br />
فَاتَّقُونِ ﴾ )املؤمنون:52(، فرابطة العقيدة ال تتقطع<br />
باختاف النسب، ورابطة النسب تتقطع باختاف<br />
العقيدة.<br />
مرتكزات الخطاب الديني<br />
يرتكز الخطاب الديني عى أساسيات ال ميكن إلغاء<br />
أي جزء منها ألن التكامل ال يصلح إال بوجودها<br />
جميعا وهي :<br />
1- املُخاطِ ب : وهو من يبلغ الرسالة.<br />
2- املخاطب :وهو املتلقي الذي توجّه له الرسالة<br />
ويستقبلها ويستوعبها.<br />
3- محتوى الرسالة : ومضمونها ما يريد املُرسل أن<br />
يوصله إىل اآلخرين ، وهو اساس الخطاب الديني<br />
4- وسيلة االتصال : فالخطاب يكون شفويا أو مكتوبا<br />
، وقد تستغل وسائل اإلعام املرئية أواملسوعة ، أو<br />
حتى الوسائل التكنولوجية الحديثة كشبكة اإلنرتنت<br />
اإللكرتونية، أو املساجد واملدارس القرءانية والزوايا<br />
وغرها من الوسائل .<br />
فإذا تكاملت هاته الوسائل الشك أنه سيكون<br />
للخطاب تأثر وفاعليه يف املتلقي إذا تم النظر يف<br />
فحوى الخطاب الديني ورضورة تجديده ليتاىش<br />
مع متطلّبات العرص ويناهض الفكر التعصّ بي<br />
والتطرّيف السائد يف وقتنا ، وبدوره ميكنه بعد<br />
االستيعاب أن يبلغه لغره ملا وقر يف قلبه .<br />
تحديات الخطاب الديني ومعوقاته<br />
1- اإللحاد: أو الادين وهو من أكرب التحديات<br />
التي تُواجَّه الخطاب الديني خاصة وأنها موجهة<br />
للشباب والنشأ .<br />
2- : وصم الدين بالتطرف : وزرع الخاف العرقي<br />
واملذهبي والعقدي بن املخاطبن بتهييج مواطن<br />
النزاع وتضخيم مواطن الخاف بغرض نرش الفُرقة<br />
والتشتت والتمزق.<br />
3- غرس فكرة التخلف والرجعية لدى الشباب وكأن<br />
من مل يصنع صاروخا نوويا ال يعد متقدما ، حتى<br />
ارتبط الحديث عن التقدم مرهونا بامتاك القنبلة<br />
النووية وكأن الطاقة النووية هي مدار العامل مع<br />
الطاقة الشمسية أقل منها تأثرا وأكر منها فائدة .<br />
4- أزمة التشدّ د والتعصّ ب بن املسلمن : ال ميكن<br />
للخطاب الديني أن يرقى يف منطقتنا العربية إىل<br />
مستوى تحصن الشعوب من أمراض التطرّف<br />
والتعصّ ب الديني واملذهبي املتعصب ، والتشدّ د<br />
الفكري، ورفض اآلخر، والشحن الطائفي، وتغذية<br />
الرصاعات الداخلية بل هي يف ازدياد مستمر<br />
بسبب التيارات السياسية التي تستغل الدين<br />
للخاف وبهذا يستمر وجودها ونفوذها .<br />
آليات تطوير الخطاب الديني<br />
قد تكون مشكلة الخطاب الديني اليوم يف الخلل<br />
يف معادلة الدعوة والعمل اإلسامي ، والظن أن<br />
اإلبقاء عى الوسائل القدمية يف الدعوة وإيصال<br />
املفاهيم هو املنهج األمثل ، والتوهم بأن الوسائل<br />
من الثوابت واملقدسات التي ال يجوز تطويرها<br />
أو حتى مراجعتها ودراسة جدواها ، يف حن لو<br />
نظرنا يف أساليب الدعوة يف زمن النبي صى الله<br />
عليه وسلم والقرون املاضية نجدها قد تجددت<br />
بتجدد األحداث والثقافات واألفكار بسبب اإلطاع<br />
يف ثقافات اآلخرين . فجمع املصحف وتدوين السنة<br />
واليف الكتب يف الحديث واملخترصات يف الفقه<br />
واألصول واملنظومات املتعددة التخصصات كله من<br />
أساليب تجديد الخطاب مبا يناسب العرص دون<br />
الخروج عن األصول ودون تغير للثوابت الحقيقية<br />
التي ذكرناها يف بداية املحارضة .<br />
ونأيت باختصار شديد عى أهم الوسائل التي<br />
تساعد عى إنجاح الخطاب الديني<br />
1- اختيار الزمان واملكان املناسبن : ملا لها من<br />
تأثر واضح يف توجيه الخطاب ، وإن غفل املخاطب<br />
عن هذين الجانبن الهامن سوف يفشل فشاً<br />
ذريعاً يف الوصول إىل عقول وقلوب املخاطبن ،<br />
وسوف يكون خاطبه سقياً عقياً ، ولنا يف رسول<br />
الله صى الله عليه وسلم القدوة الحسنة يف تغير<br />
خطابه بن مكة واملدينة .<br />
2- مراعاة مقتى حال املدعو :<br />
لقد كان الرسول صي الله عليه وسلم يتخول<br />
الناس باملوعظة مخافة السامة فعَنْ أَيبِ وَائِلٍ قَالَ<br />
)) كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ يفِ كُلِّ خَمِيسٍ ، فَقَالَ<br />
لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا<br />
كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ ميَ ْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَينِّ أَكْرَهُ<br />
أَنْ أُمِلَّكُمْ ، وَ إِينِّ أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَاَ كَانَ النَّبِيُّ<br />
صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّ آمَةِ<br />
عَلَيْنَا ((<br />
وكان يحذر أصحابه الذين يطيلون يف العبادة<br />
حتى تشق عى الناس ، من فتنتهم عن دينهم<br />
)) فعَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ مُعَاذٌ يُصَ يِّ مَعَ النَّبِيِّ<br />
صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ ثُمَّ يَأْيتِ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَ ىَّ<br />
لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ الْعِشَ اءَ ، ثُمَّ<br />
أَىتَ قَوْمَهُ فَأَمَّهُمْ فَافْتَتَحَ بِسُ ورَةِ الْبَقَرَةِ فَانْحَرَفَ<br />
رَجُلٌ فَسَ لَّمَ ، ثُمَّ صَ ىَّ وَحْدَ هُ وَانْرصَ َفَ . فَقَالُوا لَهُ<br />
: أَنَافَقْتَ يَا فُاَ نُ ؟!. قَالَ : الَ وَاللَّهِ ، وَآلَ تِنَ َّ رَسُ ولَ<br />
اللَّهِ صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ فَألَ ُخْربِ َنَّهُ ، فَأَىتَ رَسُ ولَ<br />
اللَّهِ صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُ ولَ اللَّهِ<br />
إِنَّا أَصْ حَابُ نَوَاضِ حَ نَعْمَلُ بِالنَّهَارِ ، وَ إِنَّ مُعَاذًا صَ ىَّ<br />
مَعَكَ الْعِشَ اءَ ، ثُمَّ أَىتَ فَافْتَتَحَ بِسُ ورَةِ الْبَقَرَةِ . فَأَقْبَلَ<br />
رَسُ ولُ اللَّهِ صَ ىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَ لَّمَ عَىَ مُعَاذٍ فَقَالَ<br />
يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ اقْرَأْ بِكَذَا وَاقْرَأْ بِكَذَا قَالَ :<br />
سُ فْيَانُ فَقُلْتُ لِعَمْرٍو : إِنَّ أَبَا الزُّبَرْ ِ حَدَّ ثَنَا عَنْ جَابِرٍ<br />
أَنَّهُ قَالَ اقْرَأْ وَالشَّ مْسِ وَضُ حَاهَا ، وَالضُّ حَى وَاللَّيْلِ<br />
إِذَا يَغْىَ ، وَسَ بِّحْ اسْ مَ رَبِّكَ األْ َعْىَ . فَقَالَ عَمْرٌو:<br />
نَحْوَ هَذَا ((.<br />
وكان سيدنا عي ريض الله عنه يويص )) مبخاطبة<br />
الناس عى قدر عقولهم ((<br />
3- لغة الخطاب : للغة :<br />
عاملية الرسالة املحمدية تقتي عاملية الخطاب<br />
الديني وبذلك يجب عى الداعية أن يعرف العامل<br />
بعقائده ، وثقافاته ، وتاريخه ، وحارضه ، ومشكاته<br />
، وتطلعاته ، وفهم الكيفيات واآلليات التي يتم<br />
من خالها تشكيل الرأي العام ، ورشوط تغره ،<br />
والتأثر عليه ، كأمور ال بد منها لتحديد املداخل<br />
الحقيقية للخطاب ، قال تعاىل )) وما أرسلنا من<br />
رسول إال بلسان قومه ليبن لهم (( فاللغة هي<br />
املفتاح األول والوسيلة البليغة يف إيصال املعاين<br />
السامية للدين اإلسامي
الوسطية<br />
46<br />
نشاطات<br />
نشاطات المنتدى العالمي للوسطية<br />
اجتماع دوري لمسؤولي الفروع<br />
عقد يف مقر املنتدى العاملي للوسطية اجتاع ملناقشة نشاطات فروع<br />
املنتدى يف عموم البلدان اإلسامية والعربية.<br />
ويف بداية اللقاء رحّب األمن العام للمنتدى املهندس مروان الفاعوري<br />
بالضيوف متمنياً لهم النجاح واملوفقية يف خدمة دينهم ووطنهم.<br />
وأكد الفاعوري عى قضية تفعيل نشاطات فروع املنتدى واإلهتام<br />
بالجانب اإلعامي بكافة أشكاله وبالذات مواقع التواصل اإلجتاعي.<br />
وبنّ الفاعوري أن نشاطات املنتدى ينبغي أن تامس الواقع املجتمعي يف<br />
البلدان اإلسامية والعربية من أجل إظهار اهتام املنتدى بقضايا األمة<br />
املختلفة.<br />
من جانبهم عرض ممثلوا الفروع بعض نشاطاتهم خال الفرتة املاضية.<br />
وأكدوا عى قضية التفاعل بن املنتدى وعموم الفعاليات السياسية<br />
والثقافية يف بلدانهم.<br />
ويف ختام اإلجتاع متنى املهندس مروان الفاعوري عى الحضور رضورة<br />
تفعيل نشاطات املنتدى مبا يعود بالخر عى البلدان اإلسامية و<br />
العربية، ومبا يعكس تفاعل املنتدى مع قضايا األمة املتنوعة خدمة<br />
لديننا وبلداننا اإلسامية و العربية<br />
زار وفد من/ مركز الزهاوي للدرسات الفكريه من السليانية- العراق<br />
الشقيق املنتدى العاملي للوسطية يوم الخميس املوافق . 2016/5/12<br />
واطلع الوفد عى النشاطات الفكرية والثقافية التي يقوم املنتدى بها.<br />
ووأبدى الوفد الزائر غعجابه باالفكار واالعال التي يقوم بها املنتدى<br />
من خال نرش ثقافة اإلعتدال وتصويب املفاهيم الخاطئة حول اإلسام<br />
الحنيف وكذلك من خال برامج مكافحة التطرف والغلو واإلرهاب التي<br />
يقوم بها املنتدى لتحصن الشباب من آفات العرص، وكان يف استقبال<br />
الوفد كل من الدكتور زيد احمد املحيسن املنسق العام للعاقات<br />
الخارجية والتعاون الدويل والسيد عمر الخرابشة وحمد الله النسور من<br />
دائرة العاقات العامة ودائرة املشاريع.
47<br />
الوسطية<br />
األمين العام المهندس مروان الفاعوري<br />
يقدم التهاني لرئيس الجامعة األردنية<br />
زار املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى العاملي<br />
للوسطية ومعايل الشيخ عبدالرحيم العكور والدكتور<br />
عبدالرحيم معايعة والدكتور زيد املحيسن صباح اليوم<br />
الثاثاء 2016/4/26 رئيس الجامعة األردنية األستاذ الدكتور<br />
عزمي املحافظة وقدموا له التهاين مبناسبة تعيينه رئيساً<br />
للجامعة.<br />
وتم خال اللقاء بحث سبل تعزيز العاقات الثنائية بن<br />
الجامعة واملنتدى يف املجاالت الفكرية والثقافية والتوعوية.<br />
األمين العام للمنتدى يلتقي عميد كلية<br />
الشريعه بجامعه قطر الدكتور يوسف<br />
صديقي<br />
إلتقى املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى<br />
العاملي للوسطية يوم األربعاء 2016/5/11 باألستاذ الدكتور<br />
يوسف محمود الصديق عميد كلية الرشيعة والدراسات<br />
اإلسامية يف جامعة قطر، وجرى خال اللقاء بحث سبل<br />
التعاون ما بن الجامعة واملنتدى يف املجاالت الفكرية<br />
والثقافية، وحر اللقاء الدكتور زيد أحمد املحيسن<br />
املنسق العام للعاقات الخارجية والتعاون الدويل<br />
األمين العام المهندس مروان الفاعوري<br />
يقدم التهاني لرئيس الجامعة األردنية<br />
التقى املهندس مروان الفاعوري أمن عام املنتدى العاملي<br />
للوسطية صباح اليوم مبقر املنتدى يف العاصمة عان<br />
بسعادة األستاذ ياسن أقطاي نائب أمن عام حزب<br />
العدالة الرتيك.<br />
ويف بداية اللقاء رحّب املهندس الفاعوري بضيفه الكريم<br />
متمنياً له ولرتكيا استمرار التطوير والنجاح.<br />
وجرى خال اللقاء مناقشة مجمل القضايا الفاعلة عى<br />
الساحتن اإلسامية والعربية.<br />
ومتت مناقشة السبل العملية لتطوير التعاون املشرتك بن<br />
املنتدى وحزب العدالة.<br />
مذكرة تفاهم بين المنتدى ومركز<br />
العدالة الفلسطيني<br />
جرى يف مقر املنتدى العاملي للوسطية حفل توقيع<br />
مذكرة تفاهم مشرتك بن املنتدى واملركز العاملي للعدالة<br />
واإلنسانية الفلسطيني.<br />
ووقع املذكرة عن املنتدى األمن العام املهندس مروان<br />
الفاعوري، فيا وقعها عن مركز العدالة الفلسطيني معايل<br />
الدكتور عي خشّ ان رئيس املركز.<br />
وتم اإلتفاق عى تحقيق األهداف املشرتكة ونرش ثقافة<br />
الوسطية واإلعتدال والتسامح ونبذ التطرف واإلرهاب<br />
وترسيخ قيم الحوار وقبول اآلخر وتعزيز ثقافة حقوق<br />
اإلنسان والرتكيز عى الدور الهام للمرأة والشباب يف بناء<br />
املجتمع وتعزيزها.
الوسطية<br />
48<br />
نشاطات<br />
زار املنتدى العاملي للوسطية يوم الخميس 2016/5/19 كل من الدكتور الخر محمد عبد الباقي مدير عام املركز النيجري<br />
للدراسات العربية رئيس فرع املنتدى يف نيجريا والدكتور عبدالحي إيرو الباحث يف الجامعة العاملية االسامية يف إسام أباد.<br />
وجرى خال اللقاء بحث سبل تعزيز العاقات الثقافية والفكرية بن الجانبن واستمع الضيفن اىل ايجاز عن أعال املنتدى<br />
والربامج التي يقوم بها يف محاربة التطرف واإلرهاب وتحصن الشباب من ثقافة التكفر واالرهاب، وقد أعجب الضيوف<br />
باملستوى الرفيع الذي وصل اليه املنتدى.<br />
شارك املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى<br />
العاملي للوسطية يف أعال مؤمتر القمة اإلسامي<br />
الذي تعقده منظمة التعاون اإلسامي يف اسطنبول<br />
ممثاً عن املنتدى العاملي للوسطية، وسيحر املؤمتر<br />
ملوك ورؤساء الدول اإلسامية والعربية وممثلن عن<br />
املنظات اإلسامية واإلقليمية والدولية.<br />
عبد الفتاح مورو يف عمان<br />
زار الشيخ عبد الفتّاح مورو املفكر اإلسامي الكبر وعضو املجلس التنفيذي للمنتدى العاملي للوسطية<br />
عان خال الفرتة من 12-11 2016 5/ / والتقى بعدد من أعضاء املنتدى وخال الزيارة قام بتسجيل<br />
مجموعة من الحلقات الفكرية والثقافية والرمضانية لعدد من املحطات الفضائية واإلذاعية املحلية<br />
من أجل بثها خال شهر رمضان الفضيل وما يجدر ذكره بأن املفكر اإلسامي مورو هو محامي و<br />
قايض وأحد القادة التاريخين لحركة<br />
النهضة التونسية ويشغل حالياً نائباً<br />
لرئيس مجلس النواب التوني وله<br />
رؤية حديثة وخطاب عرصي معتدل<br />
وله حضور ويلقى فكرة القبول من<br />
قبل الشباب ورجال الفكر واملثقفن<br />
ويشارك يف كافة املؤمترات التي يعقدها<br />
املنتدى العاملي للوسطية يف عان.
عقد يف مقر منتدى الوسطية للفكر والثقافة اجتاع<br />
ملناقشة التحضرات الازمة ملسابقة القرآن الكريم<br />
التي سيعقدها املنتدى يوم األحد القادم املوافق<br />
.2016/4/24<br />
ويف بداية اإلجتاع أكدت السيدة سوسن املومني –<br />
رئيسة قطاع املرأة يف املنتدى – عى رضورة تحشيد<br />
الجهود الازمة إلنجاح املسابقة وخدمة القرآن الكريم.<br />
يذكر أن هذا اإلجتاع هو اللقاء الثاين ألعضاء لجنة<br />
التحكيم للمسابقة القرآنية السنوية الخامسة التي<br />
تدخل ضمن فعاليات منتدى الوسطية للفكر والثقافة<br />
نشاطات قطاع المرأة<br />
بدء المسابقة القرآنية الخامسة للقرآن<br />
الكريم في منتدى الوسطية<br />
بدأت صباح اليوم األحد املوافق 2016/4/24 اختبارات املسابقة القرآنية السنوية الخامسة يف مقر املنتدى العاملي للوسطية.<br />
وحول املسابقة أكد املهندس مروان الفاعوري أمن عام املنتدى أن املسابقة تقع ضمن حرص املنتدى عى رعاية الشباب<br />
وتقرير هويتهم الحضارية.<br />
وبن الفاعوري ان الغاية الرئيسية هي اكساب الشباب قيم الحق والعدل وتوجيههم اىل منهج الوسطية فكراً واعتقاداً<br />
وسلوكاً واملستمد من ديننا اإلسامي الحنيف.<br />
يُذكر أن االختبارات لهذا اليوم ستكون للمستوى االول واملقرر فيه حفظ عرشة أجزاء من القرآن الكريم ولجميع الفئات<br />
العمرية ولكا الجنسن )ذكور واناث(.<br />
الجدير بالذكر انه تم تشكيل لجان تحكيم مؤهلة وعى درجة عالية من الكفاءة تعمل ضمن أسس واضحة ودقيقة<br />
لتحقيق العدل بن جميع املتسابقن.<br />
علاً بأن هذه املسابقة هي املسابقة السنوية الخامسة ويقدم فيها املنتدى جوائز مالية متنوعة حسب مستوى<br />
املشاركن يف املسابقة.<br />
49<br />
الوسطية
الوسطية<br />
50<br />
نشاطات<br />
نتائج املسابقة القرآنية<br />
السنوية الخامسة للعام<br />
1437ه -2016م
أطلق املركز القرآين يف منتدى الوسطية للفكر<br />
والثقافة مسابقته القرآنية الرمضانية للعام<br />
الخامس عى التوايل وبالتعاون مع وزارة الرتبية<br />
والتعليم وقد تقدم للمنافسة )545( متسابقاً<br />
من الجنسن ولكافة األعار ومن مختلف<br />
محافظات اململكة، وقد كانت لهذا العام عى<br />
أربعة مستويات؛ وتم تشكيل لجان تحكيم من<br />
شخصيات مؤهلة وعى مستوى عالٍ من الكفاءة<br />
والخربة يف هذا املجال إلختيار الفائزين برئاسة<br />
الفاضلة إميان الصفدي بتاريخ ، 2016/4/18 وبعد<br />
فحص جميع املتسابقن وفق ضوابط ومعاير<br />
محددة ودقيقة؛ تم عمل تصفية نهائية للمؤهلن<br />
منهم.<br />
عقدت اللجنة إجتاعاً بتاريخ 2016/4/30 بحضور<br />
رئيستها ورئيسة لجان املرأة يف املنتدى السيدة<br />
سوسن املومني وذلك من أجل إقرار النتائج<br />
وكانت عى النحو التايل:<br />
فاز عن املستوى األول )عرشة أجزاء(:<br />
1. شذى صالح أحمد الربابعة _ محافظة عجلون.<br />
2. عامر حسن أحمد بواعنة _ محافظة إربد.<br />
3. عائشة »محمد خر« أحمد الرشبجي _ عان.<br />
فاز عن املستوى الثاين )خمسة أجزاء(:<br />
1-تسنيم حسن أحمد املناصر البيادر _مدرسة أم<br />
حبيبة الثانوية_عان.<br />
2-أساء محمد سامي الهنداوي _ السلط.<br />
3-بكر صديق حامد قرقش – مدرسة أكادميية<br />
الحفاظ_عان.<br />
فاز عن املستوى الثالث )ثاثة أجزاء(:<br />
1-هديل فريد طالب أبو نبوت_مدرسة سعيد<br />
عاء الدين _عان.<br />
2-ليث سعد الدين محمود ذيب_مدرسة اإلتحاد<br />
الثانوية للبنن_عان.<br />
3-دميا عبدالرؤوف شحادة شاهن_مدارس امللك<br />
عبدالله الثاين للتميز_الزرقاء.<br />
فاز عن املستوى الرابع )جزء عم(:<br />
1-هيا هاشم رفيق الوزير_ مدرسة نور الشياء<br />
األساسية_عان.<br />
2-سارة محمد »محمد رشاد« خاطر_ مدرسة<br />
الصفوة_ عان.<br />
3-لينا حمزة محمد ياسن_ مدرسة خديجة أم<br />
املؤمنن _الزرقاء.<br />
وسيتم تكريم الفائزين يف حفل خاص يقام من<br />
أجل ذلك يوم 15 رمضان املوافق 2016/6/20.<br />
باإلضافة إىل توزيع جوائز ترضية للمتميزين الذين<br />
مل يحالفهم الحظ يف الفوز يف املراتب املقررة.<br />
*هذا وقد تم توزيع هدايا رمزية لجميع<br />
املشاركن الصغار يف املسابقة لتشجيعهم وتحفيزهم<br />
ملزيد من اإلهتام بالقرآن العظيم.<br />
51<br />
الوسطية
الوسطية 52<br />
الركن الطبي<br />
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن, ذلك<br />
الشهر الفضيل الذي أوجب الله تعاىل فيه<br />
عى املسلمن الصيام .<br />
قال الله تعاىل:) يا أيها الذين امنوا كتب<br />
عليكم الصيام كا كتب عى الذين من<br />
قبلكم لعلكم تتقون(<br />
ميثل هذا الشهر بعض الخصوصية لدى مرىض<br />
داء السكر, حيث انه من األحداث الهامة التي<br />
تصيب مرىض داء السكري بالقلق والخوف<br />
ويلح عليهم ذلك السؤال الهام, هل ميكنني<br />
الصيام دون مشاكل صحية؟<br />
كم هي عديدة نعم الله علينا, ومن هذه<br />
النعم مقدرة الجسم عى املحافظة قدر<br />
االمكان عى ثبات مستوى سكر الدم بالرغم<br />
من تفاوت حاالت الجسم وذلك عن طريق<br />
تكامل العديد من الوظائف الفسيولوجية<br />
والتي يعترب الكبد املنسق األسايس لها. ولكن<br />
قد يضطرب مستوى السكر بالدم يف أثناء<br />
شهر رمضان وذلك لألسباب التالية:<br />
1( تغر نظام وطبيعة األكل<br />
2( تهاون بعض املرىض يف تناول أدويتهم<br />
حسب املواعيد التي حددها الطبيب املعالج<br />
3( عدم االلتزام بالجرعات املوصوفة للمريض<br />
4( التوقف أوتغير العاج املوصوف وذلك<br />
بحجة تأثر الصيام عى املريض أواملريضة<br />
ومقدرته عى تحمل العاج.<br />
5( عدم مراعاة الحرص يف طبيعة الطعام الذي<br />
يتم تناوله يف أثناء اإلفطار.<br />
ولكن من هم املرىض الذين يباح لهم اإلفطار<br />
يف أثناء الصيام:<br />
تنقسم األسباب التي تبيح االفطار ملرىض داء<br />
السكري إىل أسباب رشعية غر طبية مثل<br />
نزول دم الحيض يف النساء وأسباب طبية ميكن<br />
اجالها يف االيت:<br />
1( مرىض داء السكر املصابون بالحاض<br />
الكيتوين للدم Keto-acidosis( )Diabetic<br />
2( مرىض داء السكر املصابون بالسكر املتذبذب<br />
)Brittle DM(<br />
3( داء السكر املصاحب للحمل والذي ال<br />
تستطيع معه الحامل الصيام<br />
4( مرىض داء السكر الذين يعانون من أمراض<br />
أخرى تستلزم املتابعة الدقيقة والعاج يف<br />
أوقات محددة.<br />
5( مرىض داء السكر املتقدمون يف العمر<br />
والذين يعانون من تدهور الحالة الصحية<br />
وغر القادرين عى الصيام.<br />
النظام الغذايئ يف رمضان<br />
يخطئ الكثر من مرىض السكر يف احتسابهم<br />
شهر رمضان عذرا يبيح تناول كل األطعمة<br />
باختاف أنواعها , فقد ناحظ بعض املرىض<br />
يكر من تناول الحلويات والعصائر املركزة<br />
وغرها من األطعمة ذات السعرات الحرارية<br />
املرتفعة.<br />
ينصح مرىض داء السكر خال شهر رمضان<br />
باتباع اآليت:<br />
1( االلتزام بالنظام الغذايئ وعدم التعديل فيه<br />
إال بعد استشارة الطبيب املعالج.<br />
2( مراعاة التنسيق بن الجرعات الدوائية<br />
وموعد تناولها وطبيعة الطعام الذي يتناوله<br />
املريض.<br />
3( مراعاة التناسق بن الجرعات الدوائية<br />
والنشاط الحريك للمريض.<br />
النظام العاجي للمريض<br />
1( مرىض السكر املعتمدون عى الحمية<br />
الغذائية:<br />
أ( يتابع املريض أواملريضة الحمية الغذائية<br />
املتبعة بالتنسيق مع الطبيب املعالج<br />
ب( الحرص عى عدم اإلكثار من تناول<br />
املواد السكرية البسيطة رسيعة االمتصاص
من الجهاز الهضمي والتي تتوفر بكرة يف<br />
الحلويات التي تقدم يف رمضان<br />
ت( تنسيق مواعد تناول الوجبات والبعد عن<br />
تناول الطعام بصورة مفتوحة بعد اإلفطار.<br />
ث( ينبغي الرتكيز عى أن رضر الطعام قد ال<br />
يرتبط بكمية الطعام بل يف اغلب األحيان<br />
بنوعية الطعام . فاألطعمة السكرية والتي<br />
تحتوي أيضا عى الكثر من الدهنيات<br />
املشبعة وعى قلة مقدارها فهي ضارة جدا<br />
مثل الهريسة والبقاوة والفطائر واملكرات.<br />
ج( ينبغي أن يحرص مرىض داء السكر من<br />
النوع األول املعتمد عى األنسولن عى تناول<br />
وجبة خفيفة بن الفطور والسحور. ميكن<br />
لهوالء املرىض تناول تلك الوجبة قبل الذهاب<br />
لصاة الرتاويح.<br />
ح( ينبغي عى مرىض داء السكر الذين يعانون<br />
من زيادة الوزن, االلتزام بنظامهم الغذايئ<br />
وذلك إلنقاص وزنهم.<br />
2( مرىض السكر املعتمدون عى األدوية<br />
الخافضة للسكر:<br />
القاعدة العامة التي ينبغي اتباعها خال<br />
شهر رمضان بالنسبة ملرىض السكري الذين<br />
يتناولون االدوية الخافضة للسكري هي البعد<br />
عن تناول االدوية طويلة املفعول واستخدام<br />
االدوية متوسطة اوقصرة املفعول وذلك<br />
لتجنب حدوث نوبات انخفاض السكري.<br />
أ( يسمح ملرىض السكري الذين يتناولون<br />
االدوية الخافضة للسكر بالصيام ما مل يكن<br />
هناك مانع طبي أورشعي.<br />
ب( ينصح بتغر األدوية طويلة املفعول مثل<br />
مجموعة الجليبنكاميد ( )Glibenclamide<br />
ومن أمثلتها عقار الداونيل )Daonil( باألدوية<br />
األخرى متوسطة املفعول مثل مجموعة<br />
الجيلكازايد )Gliclazide( ومن أمثلتها عقار<br />
الداميكرون )Dimicron( أواألدوية قصرة<br />
املدى مثل مجموعة الجليبيذايد )Glipizide(<br />
ومن أمثلتها عقار املينيدياب .)Minidiab(<br />
ت( ميكن تناول مجموعة املتفورمن<br />
)Metformin( ومن أمثلتها عقار الجلوكوفاج<br />
,)Glucophage( حيث ميكن تناول تلك<br />
املجموعة بعد اإلفطار والسحور وذلك وفق<br />
إرشادات الطبيب اواالدوية االخرى مثل<br />
مجموعة الجليتازون )Glitazone( ومن امثلتها<br />
عقار االفنديا )Avandia( .<br />
ث( ميكن ملرىض السكر استخدام األدوية<br />
الحديثة ذات التأثر قصر املدى ورسيعة<br />
املفعول مثل مجموعة امليتاقلينايد<br />
اوالريباقلينايد Repaglinide( )Metaglinide or<br />
ومن امثلتها عقار نوفونورم)Norm )Novo<br />
وعقار ستارلكس )Starlix( حيث تعمل هذه<br />
املجموعة يف خال 10-5 دقائق من تناولها<br />
وتستهدف ضبط مستوى السكر بعد تناول<br />
الطعام<br />
ج( ميكن ملرىض السكر أيضا تناول األدوية<br />
التي متنع امتصاص الجلوكوز من األمعاء مثل<br />
مجموعة االكروبوز)Acrobose( ومن امثلتها<br />
عقار جلوكوباى )Glucobay( وإن كان لهذه<br />
املجموعة بعض اآلثار الجانبية التي قد تحد<br />
من استخدامها مثل اضطراب الجهاز الهضمي.<br />
ح( ميكن للمريض مناقشة تفاصيل برنامجه<br />
الدوايئ مع الطبيب املعالج وذلك وفق حالة<br />
املريض أواملريضة.<br />
3( مرىض داء السكر املعتمدون عى األنسولن:<br />
متثل هذه الرشيحة - مرىض داء السكري-<br />
الذين يحتاجون نظرة خاصة عند مناقشة<br />
نظامهم الدوايئ.<br />
أ( ينصح باستعال نظام الجرعتن يف رمضان,<br />
تأخذ الجرعة األوىل عند اإلفطار والجرعة<br />
الثانية عند السحور. يف حالة صعوبة هذا<br />
53<br />
الوسطية
الوسطية 54<br />
الركن الطبي<br />
النظام ميكن للمريض تناول حقنة االنسولن<br />
عند االفطار وتناول االدوية الفموية عند<br />
السحور ولكن ينبغي تقييم هذا النظام من<br />
حيث موافقته للمريض وفعالية ضبط مستوى<br />
السكري.<br />
ب( يستخدم األنسولن قصر املدى Regular(<br />
)insulin ( األنسولن الصايف- العبوة ذات<br />
الخط األصفر( إضافة لألنسولن متوسط املدى<br />
NPH( )Insulin ( األنسولن املعكر- العبوة<br />
ذات الخط األخر( عند اإلفطار.<br />
ت( يستخدم األنسولن قصر املدى Regular(<br />
)insulin يف الجرعة الثانية, عند السحور<br />
ث( ال يستخدم األنسولن متوسط أوطويل<br />
املدى يف الجرعة الثانية خوفا من انخفاض<br />
السكر يف نهار رمضان.<br />
ج( ميكن استخدام االنسولن ممتد املدى مثل<br />
االغرالقن )Glaragine( اوالديتمر)Detemir(<br />
حيث متتاز هذه النوعية بثبات مستوى<br />
االمتصاص اضافة اىل قلة معدل نوبات انخفاض<br />
السكر بسبب هذ النوعية من االنسولن<br />
ح( يجب مراعاة الجرعات وتنسيق الجرعة مع<br />
النشاط الحريك.<br />
خ( رضورة املتابعة الدورية<br />
د( عند الشعور بأي من أعراض انخفاض<br />
السكر ( الدوخة, ارتعاش األيدي, تسارع<br />
رضبات القلب, التعرق, تشويش الرؤية,....(<br />
ينبغي مراجعة اقرب مركز رعاية أولية أوأي<br />
من أقسام الطوارئ أوالطبيب املعالج. يف حالة<br />
زيادة شدة تلك األعراض اوتهيج املريض<br />
واضطراب قدراته الذهنية ينبغي الحرص<br />
عى تناول أوإعطاء املريض سكريات سهلة<br />
االمتصاص مثل السكر الطبيعي أوالعسل (<br />
8-6 ماعق من السكر مذابة يف نصف كوب<br />
ماء أوالحليب ترشب بكميات قليلة وياحظ<br />
تحسن األعراض( أوالفاكهة السكرية مثل<br />
التمور ونقل املريض ألقرب مركز رعاية أولية<br />
أواقرب مستشفى.<br />
ذ( توقيت حقن األنسولن: تأخذ الجرعة األوىل<br />
من األنسولن للمرىض الصامئن بعد أذان<br />
املغرب وبعد تحليل الصيام ( ميكن تناول<br />
كوب من املاء و3-2 مترة أونصف كوب من<br />
الشوربة ) حيث يفضل أداء صاة املغرب ومن<br />
ثم البدء بتناول طعام اإلفطار.<br />
تعطى الحقنة الثانية من األنسولن بن الساعة<br />
2-1 صباحا, حيث ميكن للمريض تناول أي من<br />
السكريات يف حالة إحساسه بأعراض انخفاض<br />
ا لسكر<br />
وقبل دخول وقت الصيام.<br />
عند تناول االنسولن ينبغي ان يحسب توقيت<br />
الحقنة بحيث يدخل وقت اقى فعالية<br />
لانسولن قصر املدى املتناول ضمن وقت<br />
االفطار.<br />
مع متنيايت للجميع بالصحة والعافية<br />
وتقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الفضيل<br />
جدول يوضح توقيت وتسلسل االحداث منذ رفع اذان المغرب وتعاطي حقنة األنسولين<br />
وحتى وقت السحور واالمساك
مصطفى السباعي يرثي نفسه<br />
مرثية رائعة للشاعر األديب مصطفى السباعي يرثي نفسه وهوعلى<br />
فراش الموت قالها ثم مات بعدها رحمه اهلل<br />
55<br />
الوسطية<br />
أهاجك الوجد أم شاقتك آثار<br />
وما لعينك تبيك حرقة وأىس<br />
عىل األحبة تبيك أم عىل طلل<br />
وهل من الدهر تبيك سوء عرشته<br />
هيهات يا صاحبي آىس عىل زمن<br />
أوأذرف الدمع يف حِ بِّ يفارقني<br />
فام سبتني قبل اليوم غانية<br />
أَمَت يف الله نفساً ال تطاوعني<br />
وبعت لله دنيا ال يسود بها حق<br />
وإمنا جزعي يف صبية درجو<br />
قد كنت أرجوزمانا أن أقودهم<br />
واليوم سارعت يف خطوي إىل كفن<br />
بالله يا صبيبتي ال تهلكوا جزعاً<br />
تركتكم يف حمى الرحمن يكلؤكم<br />
وأنتم يا أهيل الحي صبيتكم<br />
أفدي بنفيس أُماً ال يفارقها هم<br />
فكيف تسكن بعد اليوم من شجن<br />
وزوجة منحتني كل ما ملكت<br />
عشنا زماناً هنيئاً من تواصلنا<br />
وإخوة جعلوين بعد فقد أيب<br />
أستودع الله صحباً كنت أذخرهم<br />
امللتقى يف جنان الخلد إن قبلت<br />
كانت مغاين نعم األهل والدار؟!<br />
وما لقلبك قد ضجت به النار<br />
مل يبق فيه أحباء وسامر<br />
مل يوف حقاً ومل يهدأ له ثار<br />
ساد العبيد به واقتيد أحرار<br />
أويف اللذائد واآلمال تنهار<br />
وال دعاين إىل الفحشاء فجار<br />
يف املكرمات لها يف الرش إرصار<br />
وال قادها يف الحكم أبرار<br />
غُفْلٍ عن الرش مل توقد لهم نار<br />
للمكرمات فا ظلم وال عار<br />
يوماً سيلبسه بر وفجار<br />
عىل أبيكم طريق املوت أقدار<br />
من يحمه الله ال توبقه أوزار<br />
أمانة عندكم هل يهمل الجار<br />
وتنهار حزناً حني أنهار<br />
يا لوعة الثكل ما يف الدار ديار<br />
من صادق الود تحنان وإيثار<br />
فكم يؤرق بعد العز إدبار<br />
أباً آلمالهم روض وأزهار<br />
للنائبات لنا أنس وأسامر<br />
منا صاة وطاعات وأذكار
56<br />
الوسطية العدد<br />
مسابقة إجابة<br />
رمز ) الخامس) السؤال إجابة رمز • )<br />
( العارش السؤال أسفل<br />
يف املخصص املكان يف تعبئتها بعد اإلجابات وترسل املشاركة، أراد ملن كاملة عنها اإلجابة األمر يتطلب أسئلة، عرشة املسابقة تتضمن 2016/2/1.<br />
تاريخ قبل وذلك عان-األردن( 11941 الربيدي الرمز )ص.ب:1241 املجلة عنوان إىل وإرسالها الصفحة، والفائز<br />
دوالراً، 150 األول الفائز نح ميُ حيث مستويات، بثاثة الفائزة اإلجابات عى السحب يتم دوالراً.<br />
50 الثالث والفائز دوالراً، 100 الثاين السنة:<br />
يف رمضان شهر صيام فرض لقد األول: السؤال الهجرة<br />
من الخامسة د- الهجرة من الرابعة ج- الهجرة من الثالثة ب- الهجرة من الثانية أ- :<br />
هوسيدنا ولد الله لرزقه أيام ثاثة الطعام عن صام الذي النبي إن الثاين: السؤال السام<br />
عليه زكريا د- السام عليه موىس - ج السام عليه محمد ب- السام عليه عيى أ- م<br />
هويوم:<br />
املسلمون صامه رمضان من يوم أول إن الثالث: السؤال م 624 شباط 27 املوافق ه 2 رمضان )1( اإلثنن ب- م 624 شباط 26 املوافق ه 2 رمضان )1( األحد أ- م 624 آذار 1 املوافق ه 2 رمضان )1( األربعاء ث- م 624 شباط 28 املوافق ه 2 رمضان )1( الثاثاء ت- :<br />
هي األنبياء من اثنن باسم ختمت التي السورة الرابع: السؤال البينة<br />
د- الحجرات ج- األعى ب- العلق أ- الكريم:<br />
القرآن يف )الله( الجالة لفظ ذكر لقد الخامس: السؤال مرة<br />
2800 د- مرة 2699 - ج مرة 2750 ب- مرة 2700 أ- هو:<br />
اليوم نقرأه الذي املصحف يف هي كا الكريم القرآن سور رتب الذي السادس: السؤال عليه<br />
الله الله)صى رسول محمد د- عنه الله ريض عفان بن عثان - ج عنه الله ريض الخطاب بن عمر ب- عنه الله ريض أبوبكر أ- وسلم(<br />
هو:<br />
الرحمن عرش له اهتزّ صحايب السابع: السؤال العوام<br />
بن الزبر د- الحارث بن الحارث - ج معاذ بن سعد ب- عبادة بن سعد أ- هي:<br />
زفافها ليلة يف الكافرين من سبعةً قتلت صحابية الثامن: السؤال عوف<br />
بن الحارث بنت أمامة د- الحارث بنت حكيم أم ج- األسلمية كعب بنت رفيدة ب- الحارث بنت ميمونة أ- هو:<br />
أحبك أن أمرين الله إن وسلم- عليه الله صى – الرسول عنه قال صحايب التاسع: السؤال عنه<br />
الله ريض أبوبكر د- عنه الله ريض الصامت بن عبادة - ج عنه الله عمروريض بن املقداد ب- عنه الله ريض األسود بن املقداد أ- الكريم:<br />
رمضان شهر خصائص من العارش: السؤال صحيح<br />
ذكر ما كل د- الشياطن مردة فيه تُصفد - ج الحسنات فيه تضاعف ب- الكريم القرآن أ-نزول
سابقة رمضانية<br />
إجابات مسابقة العدد<br />
رمز إجابة السؤال السادس ( )<br />
( ) رمز إجابة السؤال األول رمز إجابة السؤال السابع ( )<br />
( ) رمز إجابة السؤال الثاين رمز إجابة السؤال الثامن ( )<br />
رمز إجابة السؤال الثالث ( ) رمز إجابة السؤال التاسع ( )<br />
( ) رمز إجابة السؤال الرابع رمز إجابة السؤال العارش ( )<br />
رمز إجابة السؤال الخامس) ) معلومات املتسابق<br />
57<br />
الوسطية<br />
اسم املتسابق من أربعة مقاطع .........................................<br />
رقم الهاتف مع رمز الدولة والبلد ......................................<br />
العنوان الربيدي ................................................................