11.06.2016 Views

test 0 wsatea

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

1<br />

الوسطية


الوسطية 2<br />

دراسات الوسطية


3<br />

الوسطية


الوسطية 4<br />

دراسات الوسطية<br />

يف تارخييّة اخلطاب اإلسالمي<br />

ال بُدّ‏ ابتداءً‏ من حترير<br />

مفهوم « التارخيية«‏<br />

الذي حيمله عنوان هذه<br />

احملاولة،‏ ومن توسّ‏ ه<br />

يف دائرة دالليّة حتقق<br />

التوظيف األمثل له.‏<br />

ونحن نلك يف ضوء اإلجابة عى عدد محدود من<br />

األسئلة،‏ أن نتبنّ‏ مقصدنا يف هذه املسألة،‏ وأن<br />

نكون ظاهرين عى مجمل جوانبها.‏<br />

فمن املخاطِ‏ ب ؟ ومن املخاطب؟ وما الرشوط<br />

املوضوعية التي تكتنف كاّ‏ منها لحظة الخطاب؟<br />

وما درجة تواؤم اسلوب الخطاب مع منطلقاته<br />

ومع مقاصده؟ وما الجوهري الباقي من ذلك<br />

كلّه إىل يومنا هذا؟ وكيف ميكن لنا اإلفادة منه<br />

يف واقعنا؟..‏ كُلَّ‏ أولئك مداخل لإلحاطة بتاريخية<br />

الخطاب اإلسامي،‏ وهي كفيلة،‏ فيا نزعم،‏ بإضاءة<br />

معامله وبيان اسرتاتيجياته وتوكيد صابته أومبدئيته<br />

وتجلية«‏ رفقه ومرونته يف آن...‏<br />

إنّ‏ يف مباحث التفسر وما أنجز فيه من مئات<br />

األسفار،‏ وال سيا املتعلق بأسباب النزول،‏ ويف<br />

مباحث فقه السُّ‏ نة وما اشتملت عليه من رضوب<br />

استخاص األحكام،‏ ويف أخبار الدول وتراجم الخلفاء<br />

والعلاء وأصحاب املقاالت،‏ وما احتمله ذلك كله<br />

من ألوان الخطاب ألدلّة متظاهرة عى اشتباك<br />

الخطاب بالواقع،‏ وعى تشكّله مبقتضاه،‏ وإنّ‏ لنا<br />

أن ننظر إىل الخطاب اإلسامي،‏ منذ أوائل البعثة<br />

الرشيفة إىل لحظتنا هذه يف إطار مزدوج من<br />

حديث املصطفى عليه صلوات الله وسامه:‏ «<br />

أمِرتُ‏ أن أخاطب الناس عى قدر عقولهم«‏ ومن<br />

القاعدة الباغية التي تؤكد أهمية مطابقة الكام<br />

ملقتى الحال«،‏ إذ بها معاً‏ ترتجّح كفاية الخطاب،‏<br />

وإمكان أن يحقق غاياته.‏<br />

إن ما ال ريب فيه أن مخاطبة الناس عى قدر<br />

عقولهم إنّ‏ ا تكون عى وجهها الصحيح حن يطّلع<br />

املخاطب عى موارد ومصادر هذه العقول،‏ وعى<br />

منابتها وما أخرج شطأها وآزره من ذلك،‏ وإن بنا<br />

أن نتأمل رسائل رسولنا الكريم إىل ملوك األرض،‏<br />

وما توافر فيها من دراية بأقدار العقول.‏ وأن نرى<br />

إىل ما كان من أوّل وزير اعام اسامي – وهوجعفر<br />

بن أيب طالب ريض الله عنه)*(.‏ حن بسط يف موجز<br />

بليغ من الخطاب حقائق الدين الجديد للنجايش<br />

ملك الحبشة،‏ وبأي رفقٍ‏ وأناةٍ‏ كان ذلك،‏ ثمّ‏ إىل<br />

ما كان من ربعي بن عامر يف فسطاط الفرس<br />

حن جهر باملهمّة املقدسة والخطاب األعى:‏ جئنا<br />

لنخرجكم من عبودية العباد إىل عبودية رب العباد،‏<br />

ومن جور األديان إىل عدل اإلسام..‏<br />

وإن ما تفرّد به رسول الله صى الله عليه<br />

وسلم،‏ ورمبا كان ذلك واحدة من معجزاته أنه كان<br />

يخاطب القبائل بلغاتهم عى ما بينها من اختاف،‏<br />

وأنه كان يبسط حقائق اإلسام لألعرايب مبا يرسله يف<br />

األرض مؤمناً،‏ يف الوقت الذي يتنزل فيه عى لسانه<br />

من الحكمة ما يحارُ‏ له كبار الفاسفة واملفكرين.‏<br />

ولعلّ‏ ما عرفه العرب املسلمون،‏ لدى انسياحهم<br />

يف األمصار من ألوان املخاطبات لشعوب مختلفة<br />

األلسنة والعقائد واآلداب ثمّ‏ ما كان من اختاف<br />

املسلمن أنفسهم وانشعاب مذاهبهم،‏ أن يكون قد<br />

أمدّ‏ هم بعد كتابهم وسنة نبيهم مبناهج يف النظر<br />

وطرائق يف املناظرة جعلتهم سادة األرض يف قوّة<br />

الحجاج ومتانة الخطاب،‏ وأن يكون فيهم أمثال<br />

الجويني صاحب « الكافية يف الجدل«‏ والغزايل<br />

صاحب ‏»املنتخل يف الجدل«‏ واآلمدي صاحب<br />

‏»أبكار اإلفطار«‏ وغرهم كثر،‏ وأن من آثار ذلك<br />

يف األندلس أن يحظر آباء الكنيسة،‏ أيام محاكم<br />

التفنيش البغيضة عى أحد من رجاالتها أن يحاور<br />

موريسكيّا حتى ولوكان حاّ‏ راً‏ ينقل املاء،‏ ذلك أنّ‏<br />

سويّة الخطاب عنده ما تنوء به عقول أولئك<br />

اآلباء،‏ وان ما تحدر إليه من حضارة ‏»إقرأ«‏ و«‏<br />

انظروا«‏ أطول باعاً‏ من أن تحيط به جهالة تلك<br />

العقول املظلمة،‏ األمر الذي جعل ‏»جوستاف<br />

لوبون«‏ يتمنى لوان راية محمد صى الله عليه<br />

وسلم رفرفت عى أوروبا كلها وان لوغمرها نور<br />

اإلسام.‏<br />

وملا كان الخطابُ‏ ، أي خطاب،‏ موجهاً‏ إىل بنية<br />

نفسية وعقلية صاغها التاريخ والبيئة يف آن،‏ فإن<br />

أول واجبات املشتغلن بالخطاب أن يقرأوا هذه<br />

البيئة قراءة مستوفية مستوثِقةً‏ ، وان يصوغوا يف<br />

ضوء ذلك خطابهم.‏<br />

وإنّ‏ يف كل بيئة عقائد وأعرافاً‏ ومقوالتٍ‏ وأدبيات<br />

وواقعاً‏ إنسانياً‏ مختلِف األنصبة من السعادة<br />

أوالشقاء.‏ فمن أراد أن يكون مسموع الخطاب،‏<br />

فإن عليه أن يراعي ذلك كله.‏ وأن يفيد من تجارب<br />

األُمّة يف ذلك.‏ ولقد يكون من تحصيل الحاصل هنا<br />

أن نقول إننا اليوم يف أمسّ‏ الحاجة إىل تجديد علم<br />

الكام،‏ ومباحث مقارنة األديان والثقافات،‏ وإن ما<br />

نُاحظه آسفن أننا قلّا نعر يف أوساطنا الثقافية<br />

عى قامات ماثلة للجويني والغزايل والبروين<br />

وابن خلدون،‏ وأن مناهجنا التعليميّة قارصة عن<br />

ان تخرّج مثل هؤالء األفذاذ،‏ ولوال رجال يف حجم<br />

ابن عاشور ومالك بن نبي وطه عبدالرحمن،‏ وعدد<br />

قليل آخر يف املرشق العريب لقلنا عى األمّة العَفَاءُ،‏<br />

ولطوّحنا أيدينا استيئاساً‏ من انعدام صناع الخطاب<br />

الجديرين بتاريخ هذه األمّة الحضاري..‏<br />

وإذا كان واضحاً‏ لقارئ هذه الورقة أننا نجمل<br />

وال نفصّ‏ ل،‏ ونومئ وال نتقرّى،‏ ونشر وال نتحرّى،‏<br />

فإن بنا اآلن ان ننعطف إىل أُنوذج من الخطاب<br />

اإلسامي كتب يف مرحلة مظلمة من تاريخنا<br />

واشتمل عى التعليم النبوي الرشيف مبخاطبة<br />

الناس عى قدر عقولهم،‏ وعى مقتى القاعدة


5<br />

الوسطية<br />

الباغية مبطابقة الكام ملقتى الحال،‏ وتلك هي<br />

‏»الرسالة القربصية«‏ لشيخ اإلسام ابن تيمية الذي<br />

كان أرسلها إىل « رساجواس«‏ ملك قربص،‏ بادئاً‏ إياها<br />

بقوله:‏ ‏»بسم الله الرحمن الرحيم،‏ من أحمد بن<br />

تيميةَ‏ إىل رسجواس عظيم أهل مِلته ومن تحوط<br />

به عنايته من رؤساءِ‏ الدين وعُظاء القسّ‏ يسن<br />

والرهبان واألُمراء والكتّاب واتباعهم.‏<br />

كانت قربص – يف اللحظة التاريخية للرسالة القربصّ‏ ية<br />

– قلعةً‏ من قاع الصليبين،‏ مُفتّحةَ‏ األبواب<br />

ملغامري الفرنجة وشذّاذ آفاقهم،‏ وكانت تُشَ‏ نُّ‏ منها<br />

الغارات عى شواطئ الشام طوال القرن الرابع<br />

عرش والخامس عرش للمياد )1(، وكان من نتائج<br />

إحداها أن أُرسِ‏ عدد من املسلمن بأيدي القبارصة،‏<br />

وأن تعرضوا أللوان من التعذيب،‏ األمر الذي دفع<br />

شيخ اإلسام إىل توجيه خطاب إىل ملك قربص نراه<br />

مثاالً‏ لتاريخية الخطاب اإلسامي من جهة،‏ وصورة<br />

من عبقرية ابن تيمية وقدرته عى صياغة رسالة<br />

متعددة الدالالت من جهة أخرى.‏<br />

يقول شيخ اإلسام يف مستهل رسالته:‏ « أما بعد،‏<br />

فإنّا نحمد اليكم الله الذي ال إله إالّ‏ هوإلهُ‏<br />

إبراهيم وآل عمران،‏ ونسأله أن يصي عى عباده<br />

املصطفن وأنبيائه املرسلن،‏ ويخصُّ‏ بصاته وسامه<br />

أويل العزم الذين هم سادة الخلق وقادة األُمم،‏<br />

الذين خُصّ‏ وا بأخذ امليثاق،‏ وهم نوح وابراهيم<br />

وموىس وعيى ومحمد«.‏<br />

كا يقول يف هذا اإلستهال الذي نرى فيه ظاالً‏<br />

من معنى اآلية الكرمية من سورة األنبياء)‏‎2‎‏(‏ : «<br />

وإن هذه أمتكم أمّةً‏ واحدة وأنا ربكم فاعبدون«‏ :<br />

‏»كا نسأله أن يخصّ‏ برشائف صاته وسامه خاتم<br />

املرسلن وخطيبهم إذا وفدوا عى ربّهم،‏ وإمامهم إذا<br />

اجتمعوا،‏ شفيع الخائق يوم القيامة،‏ نبيّ‏ الرحمة<br />

وبني امللحمة،‏ الجامع محاسن األنبياء،‏ الذي<br />

برشّ‏ به عبدُ‏ الله وروحه وكلمته التي ألقاها إىل<br />

الصّ‏ دّ‏ يقة الطاهرة البتول التي مل ميسّ‏ ها بَرشَ‏ ٌ قط.‏<br />

مريم ابنة عمران.ذلك مسيح الهدى عيى بن<br />

مريم،‏ الوجيهُ‏ يف الدنيا واآلخرة،‏ املقرّبُ‏ عند الله،‏<br />

املنعوت بنعت الجال والرحمة«.‏<br />

ونحن نرى شيخ اإلسام،‏ بعد أن تفيأ معنى ‏»األمّة<br />

الواحدة«،‏ مبا هي إطارٌ‏ جامع ألتباع رسل الله<br />

الكرام،‏ يؤكد القيمة العليا واملكانة املثى اللتن<br />

يتبوأها سيدنا املسيح عليه السام وأمّه املصطفاة<br />

يف اإلسام.‏<br />

وعى أن ابن تيمية مبا هوعامل وداعية ميي بعد<br />

ذلك يف ألوان من املقارنة بن العقائد والرشائع<br />

يف اليهودية والنرصانية واإلسام،‏ تستغرق قريباً‏<br />

من نصف حجم الرسالة،‏ إالّ‏ أنّه يعود إىل منطق<br />

اإلستهال السابق فيقول:‏ « ونحن قوم نحب الخر<br />

لكل أحد،‏ ونحب أن يجمع الله لكم خر الدنيا<br />

واآلخرة،‏ فإن أعظم ما عُبدَ‏ الله به نصيحة خلقه،‏<br />

وبذلك بعث الله األنبياء واملرسلن،‏ وال نصيحة<br />

أعظم من النصيحة فيا بن العبد وبن ربّه،‏ فإنّه<br />

ال بُد للعبد من لقاء الله،‏ وال بُدّ‏ أن الله يحاسبُ‏<br />

عبده،‏ كا قال الله تعاىل:‏ « فلنسألنّ‏ الذين أّرسل<br />

إليهم ولنسألنّ‏ املرسلن«)‏‎3‎‏(.‏<br />

وبعد أن يذكّر ابن تيمية رسجواس ملك قربص<br />

بوصايا املسيح،‏ ومن قَبْلَه ومن بَعْدَ‏ هُ‏ من املرسلن،‏<br />

ومبا تأمر به من عبادة الله والتجرّد للدار األخرة،‏<br />

يُعلمهُ‏ أنّه قد كان خطر له أن يجيء إىل قربص «<br />

ملصالح يف الدين والدنيا«.‏<br />

ثمّ‏ نراه يشر إىل موقفه من األرسى النصارى الذين<br />

أخذهم التتار من القدس،‏ إذ أراد قازان ملك<br />

التتار اطاق أرسى املسلمن واستبقاءهم فقال له<br />

شيخ اإلسام : « بل جميع من معك من اليهود<br />

والنصارى الذين هم أهلُ‏ ذمّتنا،‏ فإنّا نفكّهم،‏ وال<br />

نَدَع أسراً،‏ ال من أهل امللّة وال من أهل الذمة«.‏<br />

ثمّ‏ ، وبعد أن يذكر وقائع بعينها تتعلق بالنصارى<br />

من سرة النبي عليه الصاة والسام،‏ كاملباهلة مع<br />

وفد نجران وكرسالته عليه صلوات الله وسامه<br />

إىل قيرص ملك الروم،‏ وكهجرة املسلمن األوائل إىل<br />

الحبشة بعد اشتداد وطأة الكفّار عليهم،‏ ينتهي<br />

إىل القول بأن سرة النبي صى الله عليه وسلم «<br />

كانت:‏ أنّ‏ من آمن بالله وكتبه ورسله من النصارى<br />

صار من أُمته،‏ له ما لهم،‏ وعليه ما عليهم،‏ وكان<br />

له أجران : أجرٌ‏ عى إميانه باملسيح،‏ وأجرّ‏ عى<br />

إميانه مبحمد«)‏‎4‎‏(.‏<br />

ومع ما يف هذه الرسالة من إلتاس أسباب<br />

التفاهم مع ملك قربص،‏ قصْ‏ داً‏ إىل أن يرفق مبن<br />

عنده من أهل القرآن،‏ وإىل أن ميتنع من تغير<br />

دين واحد منهم،‏ فهويؤكد يف تضاعيفها أن « هذا<br />

الدين ‏)اإلسام(‏ يف إقبال وتجديد«‏ وأنه « ناصحٌ‏<br />

للملك وأصحابه«‏ وأنّ‏ ‏»كُلّ‏ من أسلف إىل املسلمن<br />

خراً‏ ومال إليهم،‏ كانت عاقبته معهم حسنة<br />

بحسب ما فعله من الخر«.‏<br />

كان صاحب هذا الخطاب / الرسالة مزيجاً‏ من<br />

الفقيه والكاّمي والفيلسوف ورجل اإلصاح<br />

والسيايس وهوإىل ذلك أحد مجددي اإلسام الذي<br />

يأتون عى مفارق القرون وكان املخاطب ملكاً‏<br />

نرصانياً‏ مملّكاً‏ يف قلعة للفرنجة تناجز املسلمن<br />

وتقتل منهم وتأرس..‏ وكان مقصد الخطاب فكّ‏<br />

أرسى املسلمن أوتخفيف عذاباتهم.‏<br />

وتاريخية هذا الخطاب بادية للمتوسم،‏ عى الرغم<br />

من توفّره عى قواعد اإلسام وحقائقه ومن<br />

اشتاله ضمنياً‏ عى يقن مكن بإقبال هذا الدين<br />

وتجدّ‏ ده وخلود رسالته..‏<br />

ولقد ذهب ابن تيمية رحمه الله بعيداً‏ يف عبارته<br />

التي يصف بها املسيح عليه السام بأنه عبدالله<br />

وروحه وكلمته ألقاها إىل مريم،‏ إذ الفرق بن<br />

‏»روحه«‏ كا جاء يف الرسالة وبن « وروح منه«‏ كا<br />

جاء يف كتاب الله كبر،‏ وميكن قراءة ‏»وروح منه«‏ يف<br />

سياق واحد مع قوله تعاىل يف سيدنا آدم:‏ ‏»ونفخنا<br />

فيه من روحنا«‏ وذلك ما يستحيل يف عبارة ابن<br />

تيمية غفر الله له،‏ وهي مسألة تحتاج بحثاً‏ قامئاً‏<br />

بذاته.‏<br />

ومها يكن األمر فقد كانت الرسالة القربصية<br />

خطاباً‏ سياسياً‏ ‏»دبلوماسياً«‏ مشتبكاً‏ برشطي الزمان<br />

واملكان،‏ ولكنها كانت يف الوقت نفسه خطاباً‏<br />

اسامياً‏ واضح املامح نضرها كأنا انبعث لتوّه من<br />

زمن الوحي،‏ ولعلّ‏ ذلك أن يوجهنا إىل رؤية للزمان<br />

تتداخل فيها آناؤه وال تتواىل،‏ ويستدير كاستدارته<br />

يوم تنزّل الذكر الحكيم عى نبيّ‏ الرحمة.‏ ولعلّه<br />

أن يوجهنا كذلك إىل أن نجهر بهذه الرؤية،‏ غر<br />

هيّابن وال وجلن،‏ كا يجهر الغربيون – ميشيل<br />

فوكويف نظام الخطاب مثاً‏ – بأن خطابهم ممتد<br />

منذ ما قبل طاليس إىل ما بعد سوسر.‏<br />

كام نرشّ‏ حه لتوسّ‏ م املتوسمن.‏<br />

‏)وبالله وحده التوفيق(.‏<br />

املراجع:‏<br />

1. قربص والحروب الصليبية،‏ سعيد عاشور،‏ مكتبة<br />

النهضة املرصية 1957 م<br />

2. األنبياء،‏ آية )92(<br />

3. سورة األعراف،‏ اآلية رقم )6(.<br />

4. الرسالة القربصية،‏ دار ابن حزم،‏ بريوت،‏‎1987‎‏،‏<br />

ص)‏‎47‎‏(،‏ عناية عبدالله دمج<br />

)*( لصاحب هذه الكلمة بحث مقدم إىل مؤمتر أدباء<br />

العرب املنعقد يف الجزائر عام 1984 بعنوان ثقافتنا<br />

القومية واألمنوذج األمريييك فيه تفصيل لسفارة جعفر<br />

الطيار يف الحبشة.‏


الوسطية 6<br />

دراسات الوسطية<br />

ثقافة االستبداد<br />

فينظر كيف تعملون<br />

االستبداد واالستعباد من كربى املشاكل االنسانية<br />

عرب جميع مراحل تاريخها،‏ إن مل نقل إنها<br />

معضلتهم األوىل يف حياتهم.‏ وهي ال ترتبط بجيل<br />

أوزمن أومكان.‏ بل تنموعند الغفلة وترتعرع يف كل<br />

حضارة،‏ وزمان.‏<br />

ومن مقاصد رسالة األنبياء األوىل التي اشرتكت فيها<br />

جميع امللل،‏ محاربة االستبداد،‏ والوقوف يف مرض<br />

االستعباد.‏ فكلهم عليهم الصاة من ريب والسام،‏<br />

كان شعارهم الخالد:‏ ال إله إال الله.‏<br />

أي ال استبداد ألحد عى أحد.‏<br />

وال استعباد ملخلوق كيفا كان مقامه ورتبته،‏ ومها<br />

علت جالته أونزلت يف الناس مكانته.‏<br />

وباالستقراء التام لآليات القرآنية،‏ أن هذه غاية<br />

ومقصد كل نبي،‏ ومطلوب كل رسول.‏<br />

فهل متت رسول أونبي مل يكن مطلوبه فيمن بعثه<br />

الله تعاىل إليهم:‏ اعبدوا الله ما لكم من إله غره.‏<br />

ويف بواكر االسام وعهد البرشية بهذا الدين<br />

الخالد،‏ لخص ربعي بن عامر املقصد األعظم<br />

للرسالة املحمدية.‏ فقال فيا صح القول عنه:«‏<br />

نحن قوم ابتعثنا الله تعاىل لنخرج من شاء<br />

من عبادة العباد إىل عبادة رب العباد،‏ ومن<br />

ضيق الدنيا إىل سعة الدنيا واآلخرة،‏ ومن جور<br />

األديان إىل عدل اإلسام«.‏<br />

معاناة املصلحن مع االستبداد:‏<br />

وإذا أجلت النظر يف الحركات االصاحية عند<br />

املسلمن أوعند غرهم،‏ فإنك واجد من<br />

العقبات التي قرروا أن ينهضوا بأعبائها،‏<br />

مقاومتهم لاستبداد،‏ وبحثهم عن حرية الناس<br />

وإنسانيتهم.‏ ومن املؤلفات العظيمة يف بابنا:‏<br />

* طبائع االستبداد ومصارع االستعباد:‏ عبد<br />

الرحان الكواكبي.‏<br />

* أقوم املسالك يف معرفة أحوال املالك:‏ خر<br />

الدين التوني.‏<br />

* جذور االستبداد قراءة يف أدب قديم:‏ د.‏ عبد<br />

الغفار مكاوي.‏<br />

* الطاغية:‏ د.‏ إمام عبد الفتاح إمام.‏<br />

* الدكتاتورية:‏ موريس ديفرجيه.‏<br />

* املحنة العربية:‏ الدولة ضد األمة:‏ د.‏ برهان<br />

غليون.‏<br />

وميكننا أن نضيف إىل هذه املؤلفات ما كتبه<br />

أمئة االسام عن الحرية،‏ ومنهم مقاصدي<br />

الزيتونة الطاهر بن عاشور؛ ومقاصدي القروين<br />

العامة عال الفايس رحمها الله تعاىل.‏<br />

االستبداد ثقافة سامة:‏<br />

االستبداد ثقافة لها صور وتجليات،‏ واملرض<br />

واحد،‏ والداء العضال القاتل مشرتكة سمومه.‏<br />

تكون هذه الثقافة يف األرسة،‏ حيث استبداد<br />

األب بزوجه،‏ أوبأبنائه.‏ وتكون يف العمل حيث<br />

استعباد رب العمل العال عنده.‏ وتكون يف<br />

العاقات االجتاعية بن الناس بعضهم مع بعض.‏<br />

وتكون يف الحكم حيث استبداد الراعي برعيته.‏<br />

وهذا األخر هوالذي تركز عليه األضواء،‏ ويلتفت<br />

إليه،‏ ويظاهر الناس ويتوحدون ضده.‏<br />

النفس االنسانية وجذور االستبداد:‏<br />

وتحمل النفس االنسانية استعداد قويا وجامحا لي<br />

تتسلط عى اآلخرين وتستعبدهم وتستبد بهم.‏<br />

وانظر عندما اكتوى قوم بنار استبداد الفرعون،‏<br />

وبدأوا يجأرون إىل الله تعاىل أن يرفع عنهم ما<br />

أصابهم وما ابتلوا به،‏ كيف أن الله عز وجل نبههم<br />

إىل نفوسهم وما تحمله من جينات االستبداد.‏<br />

وكيف ميكن أن يهلك الله تعاىل الفرعون،‏ ثم بعد<br />

ذلك تأخذون أنتم مكانه يف الفرعنة واالستبداد.‏ إذ<br />

شهوة االستعاء والسيطرة والعلوكامنة يف النفس<br />

االنسانية،‏ تنتظر فرصتها للظهور.‏<br />

قال تعاىل وهوأصدق القائلن:«‏ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ‏<br />

قَبْلِ‏ أَنْ‏ تَأْتِيَنَا وَمِنْ‏ بَعْدِ‏ مَا جِ‏ ئْتَنَا قَالَ‏ عَىَ‏ رَبُّكُمْ‏<br />

أَنْ‏ يُهْلِكَ‏ عَدُ‏ وَّكُمْ‏ وَيَسْ‏ تَخْلِفَكُمْ‏ يفِ‏ األْ‏ ‏َرْضِ‏ فَيَنْظُرَ‏ كَيْفَ‏<br />

تَعْمَلُونَ‏ ‏«)األعراف:‏‎129‎‏(.‏<br />

فأكدت اآلية عى الحقائق اآلتية:‏<br />

* إن االستبداد إذاية للكرامة اإلنسانية:«‏ قَالُوا<br />

أُوذِينَا«.‏<br />

* إن املستبد عدوللبرش:«‏ أَنْ‏ يُهْلِكَ‏ عَدُ‏ وَّكُمْ‏ «.<br />

* وأن املستبد واالستبداد حياته قصرة،‏ ومهلكه<br />

وشيك:«‏ أَنْ‏ يُهْلِكَ‏ عَدُ‏ وَّكُمْ‏ «.<br />

* وأكدت اآلية ما هوأعظم من ذلك،‏ وهوأن<br />

ما طلبوا رفعه من األذى،‏ قد أخذ بأبصارهم<br />

وبصائرهم عز وجل إىل النظر يف أنفسهم«‏ فَيَنْظُرَ‏<br />

كَيْفَ‏ تَعْمَلُونَ‏ «.


7<br />

الوسطية<br />

إنها حكاية إعادة إنتاج اإلذاية واالستبداد.‏ وهي<br />

التي يجب أن تعملوا من أجلها،‏ وأن تحصنوا<br />

جيلكم واألجيال القادمة بحصانات منيعة من أن<br />

تعود حياته من جديد إليه،‏ فيتغول فيكم وبينكم.‏<br />

‏»فَيَنْظُرَ‏ كَيْفَ‏ تَعْمَلُون«:‏ هل ستعملون بعد هاك<br />

االستبداد عى وفق الرشد والسداد،‏ أم تأخذون<br />

مكانه،‏ وتسلكون الطريق التي سلكها قبلكم،‏<br />

وتترصفون كا ترصف سلفكم اليء؟؟<br />

وكذلك كان،‏ فقد مات فرعون مرص،‏ ومع ذلك مل<br />

ينقطع نسله منذ األزمنة الغابرة،‏ ألن األمم التي<br />

استضعفت وكانت تنوح وتبي،‏ مل تنظر لنفسها<br />

كيف ستعمل إذا هلك عدوها.‏ وكأنها كان ترتبص<br />

بأخذ مكانه،‏ ال برسالة القضاء عليه ديانة وحسبة.‏<br />

ثقافة االستبداد والتسعات األربع:‏<br />

إذا حلقت بعيدا تجد أن هذه الثقافة التي أشاعها<br />

حكام مستبدون يف العامل االسامي قد أُرشبنا<br />

إياها،‏ ورضعنا من ثديها،‏ ومل نفكر يف التخلص منها<br />

واالنفطام عنها.‏<br />

صفاقة بلقاء:‏<br />

يف كل االستحقاقات االنتخابية السابقة يف العامل<br />

العريب واإلسامي كانت التسعات األربع محط تنذر<br />

وسخرية وتنكيت عاملي.‏ يف كل تلكم االستشارات<br />

كانت وزارات الداخلية العربية تخرج عى شعوبها<br />

لتؤكد لهم من غر حياء أن القائلن نعم تجاوزت<br />

نسبتهم:‏‎٪99.99‎‏.‏<br />

نسبة مل يحصل عليها رب العزة يف عاه من خلقه.‏<br />

حتى قال أصدق القائلن:‏<br />

* ‏»وَلَكِنَّ‏ أَكْثَ‏ َ النَّاسِ‏ الَ‏ يَشْ‏ كُرُونَ‏ ‏«)البقرة:‏‎243‎‏(.‏<br />

* ‏»وَ‏ إِنْ‏ تُطِ‏ عْ‏ أَكْرَ‏ َ مَنْ‏ يفِ‏ األْ‏ ‏َرْضِ‏ يُضِ‏ لُّوكَ‏ عَنْ‏ سَ‏ بِيلِ‏<br />

اللَّهِ«)األنعام:‏‎116‎‏(.‏<br />

* ‏»وَلَكِنَّ‏ أَكْثَ‏ َ النَّاسِ‏ الَ‏ يُؤْمِنُونَ‏ ‏«)هود:‏‎17‎‏(.‏<br />

* ‏»وَمَا أَكْثَ‏ ُ النَّاسِ‏ وَلَوحَرَصْ‏ تَ‏ مبِ‏ ‏ُؤْمِنِنَ«)يوسف:‏‎103‎‏(.‏<br />

يف آيات عديدة تتضمن عدم حيازة الذات اإللهية<br />

اإلجاع عليها،‏ بل وال النصف من رضا البرشية،‏<br />

بل أقل من ذلك كله،‏ اختاروا بنسبة عالية عدم<br />

اإلميان بخالقهم.‏<br />

ثم إن بعض البرش امتطى صهوة الكذب،‏ زاعا<br />

حصوله عى نسبة مل يحصل عليها رب العزة يف<br />

عاه مع خلقه.‏<br />

وإنه لعجب ممن يرفون عى أنفسهم،‏ يريدون<br />

امتطاء من سبقهم من الخراصن.‏<br />

التغير ال يحتاج إىل التسعات األربع:‏<br />

ال يحتاج إنجاح املطالب إىل إظهار اإلجاع الكاذب،‏<br />

والذي هوأضحوكة يف العامل كله.‏ فإنهم يعرفون من<br />

خال مؤسسات الرصد وعلاء االجتاع والنفس<br />

واملخابرات..‏ وغرها من املؤسسات العلمية أن<br />

التغير واملطالب ال تنهض بها إال فئة صغرة يف كل<br />

األمم.‏<br />

ولهذا السبب قال اإلمام أحمد:«‏ من ادعى<br />

اإلجاع فقد كذب«.‏ وقال صى الله عليه<br />

وسلم:«‏ إِنَّ‏ ‏َا النَّاسُ‏ كَاإلْ‏ ‏ِبِلِ‏ الْمِ‏ ئَةِ،‏ ال تَكَادُ‏ تَجِ‏ دُ‏ فِيهَا<br />

رَاحِلَةً«)مُتَّفَقٌ‏ عَلَيْه(.‏<br />

فالرواحل إنا هم بنسبة‎٪1‎ أوأقل كا ذكر<br />

املصطفى صى الله عليه وسلم.‏ والتغير وتحقيق<br />

املطالب واملشاريع ال يحصل ب‎٪99.99‎ أوب‎٪100‎<br />

أبدا،‏ أبدا.‏<br />

وحتى تعرف هذا جيدا،‏ متعن يف الحقائق التالية<br />

من خال :<br />

نسبة املشاركن يف الثورات التي عرفها العامل:‏<br />

الدولة<br />

الثورة الفرنسية<br />

الثورة البلشفية<br />

الثورة اإليرانية<br />

الثورة املرصية<br />

الثورة السورية<br />

نسبة املشاركة<br />

٪1 من الشعب<br />

٪7 من الشعب<br />

٪10 من الشعب<br />

٪18 من الشعب<br />

٪20 من الشعب<br />

فالحاجة إىل األعداد وتضخيمها ضد الطبيعة<br />

البرشية والتاريخية،‏ وإن األقلية هي التي تصنع<br />

األحداث وتغر املجرى.‏ فا تجعلوا العامل يضحك<br />

عى من أخذ مشعل الداء من الحكام،‏ وريض<br />

بتسلمه،‏ وهواليوم يصيح مدعيا محاربته.‏<br />

كيف نعرف املستبد واالستبداد؟<br />

لذلك إذا رأيت مُنْكِرا لاستبداد،‏ فانظر إىل أعاله<br />

وترصفاته،‏ هل هومن طينة من يؤمنون بالعدل<br />

لهم ولآلخرين،‏ وممن يقولون به ويعملون له<br />

ويقفون عنده.‏ أم هومن طينة من يتكلم بالكام<br />

وال يعمل مبعتقده أومبنطوق لسانه إال إذا تعلق به.‏<br />

إذا أردت أن متيز بن املستبد وغره،‏ وتتبن من<br />

ينكر االستبداد قناعة وإميانا.‏ وبن من ينكره<br />

تذمرا لحظيا لخويصة نفسه فقط.‏<br />

فتبن الفرق ساعتئذ.‏<br />

وإذا أردت أن تعرفه جيدا،‏ فانظر إىل ترصفه مع<br />

زوجته،‏ ومع أبنائه،‏ وأصدقائه،‏ ومحيط عمله.‏ أنظر<br />

ترصفاته يف الراء والراء،‏ ثم قارن واكتشف،‏ هل<br />

كان يتذمر من االستبداد ألنه اكتوى به،‏ ومل يبال إذا<br />

اكتوى اآلخرون.‏ فاعلم ساعتها أنه مرشوع استبداد<br />

كامن،‏ وإن تذمر اليوم،‏ فهوخلية استبدادية نامئة.‏<br />

وإين من جهتي وتجاريب قد رأيت أقواما يتحدثون<br />

عن املعاين والقيم والحق والعدل إذا كانوا يف صف<br />

الطالبن لها.‏ فإن تحول املكان،‏ وكانوا مؤمتنن عى<br />

أداء هذه املعاين ألقوا بها يف مهب كل ريح.‏<br />

النصارى وحسم داء االستبداد:‏<br />

أما النصارى فقد حسموا مشكلتهم مع االستبداد،‏<br />

وأوجدوا ألنفسهم دواء قضوا به عليه،‏ وحصنوا<br />

جاعتهم من رشه،‏ ووفروا ألنفسهم مناخا راشدا،‏<br />

ومتنعوا بالحسنة الجميلة.‏<br />

وقد أشاد بهم الحديث الرشيف الصحيح الثابت<br />

إشادة بالغة يف هذا املقام.‏ وال زلنا نحن نتعر<br />

يف خيبات أذيال مصارع االستعباد.‏ ففي صحيح<br />

مسلم:«‏ قَالَ‏ الْمُسْ‏ تَوْرِدُ‏ الْقُرَيشِ‏ ُّ ، عِنْدَ‏ عَمْرِوبْنِ‏<br />

الْعَاصِ‏ : سَ‏ مِعْتُ‏ رَسُ‏ ولَ‏ اللهِ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ ،<br />

يَقُولُ‏ : ‏»تَقُومُ‏ السَّ‏ اعَةُ‏ وَالرُّومُ‏ أَكْرَ‏ ُ النَّاسِ‏ » فَقَالَ‏<br />

لَهُ‏ عَمْرٌو:‏ أَبْرصِ‏ ْ مَا تَقُولُ‏ ، قَالَ‏ : أَقُولُ‏ مَا سَ‏ مِعْتُ‏<br />

مِنْ‏ رَسُ‏ ولِ‏ اللهِ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ ، قَالَ‏ : لَنِ‏ ْ<br />

قُلْتَ‏ ذَلِكَ‏ ، إِنَّ‏ فِيهِمْ‏ لَخِصَ‏ االً‏ أَرْبَعًا:‏ إِنَّهُمْ‏ ألَ‏ ‏َحْلَمُ‏<br />

النَّاسِ‏ عِنْدَ‏ فِتْنَةٍ،‏ وَأَرسْ‏ ‏َعُهُمْ‏ إِفَاقَةً‏ بَعْدَ‏ مُصِ‏ يبَةٍ،‏<br />

وَأَوْشَ‏ كُهُمْ‏ كَرَّةً‏ بَعْدَ‏ فَرَّةٍ‏ وَخَيْ‏ ‏ُهُمْ‏ لِمِسْ‏ كِنٍ‏ وَيَتِيمٍ‏<br />

وَضَ‏ عِيفٍ‏ ، وَخَامِسَ‏ ةٌ‏ حَسَ‏ نَةٌ‏ جَمِيلَةٌ‏ : وَأَمْنَعُهُمْ‏ مِنْ‏<br />

ظُلْمِ‏ الْمُلُوكِ‏ ‏«)مسلم:‏ بَابُ‏ تَقُومُ‏ السَّ‏ اعَةُ‏ وَالرُّومُ‏<br />

أَكْرَ‏ ُ النَّاسِ‏ ، حديث رقم 2898(.<br />

إنكار االستبداد رشيعة:‏<br />

هذه الثقافة االستبدادية يف الحرص عى اإلجاع<br />

أوادعائه أوالعمل وإن بالقهر من أجله فسادٌ‏ يجب<br />

أن نرفضه يف كل وقت وزمان.‏<br />

ألن فكر االستبداد ال يريد من الناس إال يكونوا<br />

نسخا مكرورة للرأي الذي قرره املستبد،‏ بل يريد<br />

من الناس أن ال يقولوا وال يفكروا إال يف قول ورأي<br />

واحد،‏ فا يخالفوا أويبدوا رأيا معاكسا.‏<br />

فكرُ‏ الفرعون رمز االستبداد،‏ هو:«‏ مَا أُرِيكُمْ‏ إِالَّ‏ مَا<br />

أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ‏ إِالَّ‏ سَ‏ بِيلَ‏ الرَّشَ‏ ادِ«)غافر:‏‎29‎‏(.‏<br />

الفرعون يقول:‏ ليس لكم رأي إال رأيي،‏<br />

رأيي هوالرشد:«وَمَا أَهْدِيكُمْ‏ إِال سَ‏ بِيلَ‏ الرَّشَ‏ ادِ«،‏<br />

ورأيكم هوالغي،‏ فتجنبوه.‏<br />

ومخالفة رأيي تستوجب العقوبة.‏<br />

وإذا امتلكنا الشجاعة إلنكار استبداد الكبار،‏ وهذا<br />

عمل مربور.‏ فإنه يجب أن ال نجن عن إنكار<br />

استبداد الصغار.‏ ألن االنحراف ملة واحدة يجب<br />

إنكاره من أي معن صدر.‏<br />

فإذا تعاركنا مع أسد مستبد،‏ فا نغفل عن شبل<br />

مثله يف االستبداد،‏ فقد يأخذ غدا مكانه.‏<br />

وإذا رأيت مستبدا صغرا،‏ فاحذر أن يصر يوما<br />

كبرا.‏


الوسطية 8<br />

دراسات الوسطية<br />

جون لوك ورسالة التسامح..‏ فحص وتحليل<br />

من الواضح والثابت أن رسالة لوك تنتمي إىل جمال<br />

التسامح الديني،‏ وتتصل من ناحية املوضوع بنطاق<br />

الدين املسيحي،‏ وتتحدد أطروحتها بصورة رئيسة<br />

يف ضرورة الفصل التام بني مؤسسة السلطة الدنيوية<br />

ومؤسسة الكنيسة الدينية،‏ والكشف عن حدود سلطة<br />

احلاكم املدني من جهة،‏ وحدود سلطان الكنيسة من<br />

جهة أخرى.‏<br />

يف سنة ‎1689‎م نرش الفيلسوف اإلنجليزي جون<br />

لوك ‏)‏‎1704-1632‎م(‏ باللغة الاتينية كتابه<br />

الوجيز ‏)رسالة يف التسامح(،‏ صدر يف مدينة<br />

خودا الهولندية مبتابعة وإرشاف من صديقه<br />

فيليب فان ملربوش ‏)‏‎1712-1633‎م(،‏ وكان يف<br />

األصل عبارة عن إجابة موسعة لسؤال منه<br />

وجهه إىل صديقه لوك،‏ يطلب فيه رأيه حول<br />

التسامح املتبادل بن املسيحين.‏<br />

سلم لوك الرسالة إىل صديقه ملربوش وعاد إىل<br />

موطنه،‏ وبطلب منه صدرت الرسالة يف كتاب<br />

من دون أن تحمل اسمه،‏ وعرفت الرسالة ومل<br />

يعرف صاحبها،‏ وظلت عى هذا الحال إىل ما<br />

قبل وفاة لوك بشهر واحد،‏ حن رصح بهذا<br />

األمر يف حاشية وصيته حسب رواية الدكتور<br />

عبدالرحمن بدوي.‏<br />

بعد عودته إىل إنجلرتا،‏ علم لوك أن نسخة من<br />

الرسالة وصلت إىل التاجر اإلنجليزي وليم بوبل<br />

وأنه بصدد ترجمتها إىل اإلنجليزية ونرشها،‏<br />

مع ذلك اتخذ لوك موقف الصمت،‏ وفضل<br />

عدم التدخل حتى ال ينكشف أمره.‏<br />

وترجمت الرسالة وصدرت يف كتاب باإلنجليزية<br />

سنة ‎1689‎م،‏ ومل يدون عليه اسم املرتجم،‏<br />

وبعد أن لقيت الرسالة رواجا،‏ وقيل أنها<br />

نفدت خال شهور قليلة،‏ وصدرت يف طبعة<br />

ثانية سنة ‎1690‎م.‏<br />

وما إن عرفت الرسالة يف املجال األورويب حتى<br />

تتابعت ترجاتها،‏ فقد ترجمت إىل الفرنسية<br />

واألملانية واإليطالية والهولندية،‏ وتأخرت<br />

ترجمتها إىل العربية لسنة ‎1987‎م،‏ أنجزها<br />

الدكتور عبدالرحمن بدوي،‏ وقام برتجمتها<br />

عن األصل الاتيني وراجعها عى الرتجمتن<br />

اإلنجليزية والفرنسية،‏ وضمنها مقدمة موسعة


9<br />

الوسطية<br />

وصفها باملستفيضة،‏ وهي تعادل حجم الرسالة،‏<br />

إىل جانب تعليقات عى املن يف الهامش.‏<br />

وبهذا الجهد يكون الدكتور بدوي قد قدم<br />

إسهاما مها يف التعريف بهذه الرسالة<br />

هواألبرز يف املجال العريب،‏ ويف دعم وتدعيم<br />

موقف التسامح عند لوك،‏ وبات اسمه حارضا<br />

يف كل حديث يتعلق بهذه الرسالة يف املجال<br />

العريب املعارص.‏<br />

ويف سنة ‎1997‎م صدرت ترجمة ثانية للرسالة،‏<br />

أنجزتها الباحثة املرصية الدكتورة منى أبوسنة،‏<br />

راجعها وقدم لها الدكتور مراد وهبة،‏ صدرت<br />

ضمن املرشوع القومي للرتجمة يف مرص.‏<br />

من الواضح والثابت أن رسالة لوك تنتمي<br />

إىل مجال التسامح الديني،‏ وتتصل من ناحية<br />

املوضوع بنطاق الدين املسيحي،‏ وتتحدد<br />

أطروحتها بصورة رئيسة يف رضورة الفصل<br />

التام بن مؤسسة السلطة الدنيوية ومؤسسة<br />

الكنيسة الدينية،‏ والكشف عن حدود سلطة<br />

الحاكم املدين من جهة،‏ وحدود سلطان<br />

الكنيسة من جهة أخرى.‏<br />

وعن هذه األطروحة يرى لوك أن الدولة<br />

هي جاعة من الناس،‏ تكونت لغرض وحيد<br />

هواملحافظة عى خراتهم املدنية وتنميتها،‏<br />

وأنها مقصورة عى رعاية شؤون هذه الدنيا،‏<br />

وال ينبغي بأي حال من األحوال أن متتد إىل<br />

نجاة النفوس،‏ ومتس أي يشء يتعلق بالحياة<br />

اآلخرة.‏<br />

أما الكنيسة فهي يف نظر لوك،‏ جاعة حرة<br />

مؤلفة من أناس اجتمعوا بإرادتهم لعباده<br />

الله علنا،‏ عى النحوالذي يرونه مقبوال عنده،‏<br />

ويكون كفيا بتحصيلهم للنجاة،‏ ويجب أن<br />

تنحرص كل قوانن الكنيسة داخل هذه الحدود،‏<br />

ويف هذه الجاعة ال ميكن فعل يشء يتعلق<br />

بامتاك خرات مدنية،‏ وال يجوز استخدام<br />

القوة هنا ألي سبب كان،‏ لكون أن القوة هي<br />

كلها من اختصاص الحاكم املدين.‏<br />

وعن الحدود الفاصلة بن هاتن الجاعتن<br />

أواملؤسستن،‏ يرى لوك وبنوع من القطع<br />

والجزم والتشدد أن هذه الحدود عى كا<br />

الجانبن ثابتة وال ميكن تغيرها،‏ ومن يخلط<br />

بن هاتن الجاعتن املختلفتن كل االختاف يف<br />

األصل والغاية والجوهر،‏ إنا يخلط بن الساء<br />

واألرض،‏ بن أمرين ها يف غاية البعد والتضاد.‏<br />

وعند النظر يف هذه الرسالة فحصا وتبرصا،‏<br />

ميكن اإلشارة إىل املامح والعنارص واملاحظات<br />

اآلتية:‏<br />

أوال:‏ إن من عنارص أهمية هذه الرسالة أنها<br />

حملت يف عنوانها تسمية التسامح،‏ وتفردت<br />

بهذه التسمية،‏ وجاءت ولفتت االنتباه إىل هذا<br />

املفهوم،‏ وجعلته يف دائرة الضوء،‏ وصنعت له<br />

ذاكرة،‏ وحفرت له تاريخا،‏ وكونت له إرثا،‏<br />

وشكلت له وجودا،‏ وسجلت له أثرا ظل باقيا<br />

وممتدا وعابرا بن األمكنة واألزمنة.‏<br />

كا أن هذه الرسالة مثلت نصا مها يف<br />

موضوعه،‏ وسدت فراغا حيويا،‏ وبات من<br />

املمكن القول إن الفكر األورويب الحديث أنتج<br />

نصا يف التسامح،‏ ميكن الرجوع له،‏ واالستناد<br />

إليه،‏ واالنطاق منه،‏ والبناء والرتاكم عليه،‏<br />

نصا أصبح يؤرخ له يف تاريخ تطور الفكر<br />

األورويب الحديث.‏<br />

وتأكدت هذه املاحظة وتجلت يف االهتام<br />

املبكر بهذه الرسالة،‏ التي تتابعت ترجاتها<br />

باللغات األوروبية املختلفة،‏ وأول ما استوقف<br />

االنتباه فيها هوعنوانها،‏ الذي جاء ومثل يف<br />

وقته مطلبا ملحا،‏ وعرب عن حاجة رضورية،‏<br />

شعر بها وتلمسها الواعون واملتنورون<br />

األوربيون يف ذلك العرص،‏ سواء املنتمن إىل<br />

العلم الديني أواملنتمن إىل العلم املدين.‏<br />

وأظن أن هذه الرسالة لوحملت عنوانا آخر<br />

غر عنوان التسامح،‏ لكان حظها من االهتام<br />

أقل،‏ وملا لفتت االنتباه يف وقتها وما بعد<br />

وقتها،‏ ألن األعال تعرف بأسائها،‏ وأول ما<br />

يستوقف االنتباه فيها هوأساؤها،‏ والتسامح<br />

كان اسا يستوقف االنتباه كثرا يف عرصه،‏ وما<br />

زال يستوقف االنتباه حتى يف عرصنا الراهن،‏<br />

فهوالذي قادنا لهذه الرسالة،‏ وجعلنا نجدد<br />

االهتام بها بعد ما يزيد عى ثاثة قرون.‏<br />

ثانيا:‏ يف هذه الرسالة قدم لوك رؤية معتدلة<br />

ومتوازنة وبعيدة عن التحيز الديني والسيايس،‏<br />

فلم يظهر أنه كان متحيزا ملؤسسة السلطة<br />

عى حساب مؤسسة الكنيسة،‏ أوأنه كان<br />

متحيزا ملؤسسة الكنسية عى حساب مؤسسة<br />

السلطة،‏ وإنا كان متحيزا ملؤسسة السلطة<br />

ومدافعا عنها يف مجالها الدنيوي،‏ وضمن نطاق<br />

صاحياتها وحدودها يف تنمية الخرات املدنية،‏<br />

وحسب القوانن املرشعة لها،‏ ومتحيزا كذلك<br />

ملؤسسة الكنيسة ومدافعا عنها يف مجالها<br />

الروحي،‏ وضمن نطاق صاحياتها وحدودها يف<br />

تحصيل النجاة،‏ وحسب القوانن املرشعة لها.‏<br />

وال شك أن الخلفية الفلسفية واملجال الفلسفي<br />

الذي ينتمي له لوك ويعرف به،‏ قد أسهم<br />

يف اعتدال هذه الرؤية ويف توازنها،‏ وحتى يف<br />

بلورتها وتنضيجها،‏ وتجليتها باملستوى الذي<br />

ظهرت عليه.‏<br />

فقد حاول لوك يف هذه الرسالة أن يقدم رؤية<br />

حول قضية معقدة وحساسة وخطرة تتصل<br />

باملجالن الديني والسيايس،‏ رؤية جاءت بعيدا<br />

عن فكرة املصلحة ال من جهة مؤسسة السلطة<br />

وال من جهة مؤسسة الكنيسة،‏ ويتأكد هذا<br />

املوقف من عدم كتابة اسمه عى الرسالة<br />

حتى ال يعرف بها،‏ وال تعرف به،‏ وتكتم عى<br />

هذا األمر ما يقارب عقدا ونصف العقد،‏ ومل<br />

يفصح عنه إال مع اقرتاب أجله.‏<br />

وأظن أن هذا االعتدال والتوازن يف الرؤية،‏ من<br />

العوامل التي أسهمت يف رواج هذه الرسالة<br />

ومتابعتها يف عرصها وما بعده،‏ والعناية بنرشها<br />

وترجمتها،‏ واإلحتفاء بها باللغات األوروبية<br />

املختلفة.‏


الوسطية 10<br />

دراسات الوسطية<br />

وهذا ما يحدث عادة مع الرؤى واألفكار الحجة يف نظر بدوي ال دليل عليها،‏ فليس<br />

التي تتسم باالعتدال والتوازن،‏ فهي أقدر من الروري أن يكون من ينكر وجود إله<br />

من غرها عى البقاء يف التاريخ كا يربهن ينكر كذلك الوعود والعقود والقسم وحسن<br />

النية)‏‎2‎‏(.‏<br />

التاريخ نفسه.‏<br />

ثالثا:‏ ظهر لوك يف هذه الرسالة ملتزما وما لفت االنتباه إىل هذا التعلق بالجانب<br />

باإلميان الديني،‏ ومدافعا عن التجربة الدينية،‏ الديني يف رسالة لوك،‏ كون أن لوك فيلسوف<br />

ومتمسكا بالتعاليم األخاقية،‏ كا لوأنه مفكر ويف عداد الفاسفة الكبار يف تاريخ الفلسفة<br />

ديني وينتمي إىل الفكر الديني،‏ أما الرسالة األوروبية الحديثة،‏ وحن تحدث الباحث<br />

فهي أقرب إىل مجال الفكر الديني،‏ أوأنها األمريي وليم كي رايت ‏)‏‎1956-1877‎م(‏ يف<br />

تقف عى تخومه،‏ وال تتفارق معه أوتعانده كتابه ‏)تاريخ الفلسفة الحديثة(‏ الصادر سنة<br />

‎1941‎م،‏ عن موجز سرته متهيدا للحديث عن<br />

وتخاصمه.‏<br />

ومن أوضح تجليات هذه الحالة،‏ موقف أفكاره،‏ ختم كامه بالقول:‏ وعرف لوك بوجه<br />

لوك من عدم التسامح مع امللحدين ومنكري عام بأنه فيلسوف العرص العظيم)‏‎3‎‏(.‏<br />

وجود الله،‏ املوقف الذي رشحه بقوله:‏ ‏)ال رابعا:‏ إن األطروحة التي دعا إليها لوك يف<br />

يجوز أبدا التسامح مع من ينكرون وجود الفصل التام بن املؤسسة املدنية املتمثلة<br />

الله،‏ ذلك أن الوعود واملواثيق واألقسام التي يف السلطة ومجالها الدنيوي،‏ وبن املؤسسة<br />

هي روابط املجتمع اإلنساين،‏ ال حرمة لها وال الدينية املتمثلة يف الكنيسة ومجالها الروحي،‏<br />

اعتبار عند امللحد،‏ ألن استبعاد الله حتى هذه األطروحة هي التي حصلت وتحققت<br />

لوكان بالفكر فإنه يحل كل يشء،‏ وفضا عن يف العامل األورويب،‏ وأسهمت يف إنقاذ الدولة<br />

ذلك فإن من باإلحاده يقوض ويحطم كل األوروبية الحديثة،‏ وأخرجتها من محنة الفن<br />

دين،‏ ال ميكنه باسم الدين أن يطالب بحق والحروب الدينية،‏ كا أسهمت كذلك يف إنقاذ<br />

مؤسسة الكنيسة،‏ وأعادت التوازن الديني<br />

التسامح معه()‏‎1‎‏(.‏<br />

هذا املوقف توقف عنده وناقشه معظم والسيايس يف العاقة بن السلطة والكنيسة.‏<br />

الذين نظروا ودرسوا آراء لوك تجاه الدين هذه األطروحة اتخذت من التسامح حكمة<br />

واإلميان الديني،‏ وتجاه التسامح والتسامح وفضيلة،‏ مبدأ وأساسا،‏ وجهة ومسارا،‏ بقصد<br />

تعطيل ومنع استعال القوة واإلكراه يف فرض<br />

الديني.‏<br />

وحن تتبع الدكتور عبدالرحمن بدوي اآلراء عى الناس،‏ ويف العاقات بن الجاعات<br />

املاحظات املسجلة عى رسالة لوك،‏ أشار يف الدينية املتعددة،‏ وهكذا يف العاقات بن<br />

خامتة تقدميه إىل ماحظتن ال غر،‏ املاحظة الجاعات الدينية والجاعات املدنية،‏ ودعت<br />

األوىل تعلقت بهذا املوقف من لوك تجاه يف مقابل ذلك إلضافة قاعدة العدالة يف<br />

عدم التسامح مع امللحدين،‏ وترتب عليه التعامل مع اآلخرين املختلفن إىل جانب<br />

اعتبار البعض أن التسامح الذي يدعوإليه لوك العمل باإلحسان واملحبة.‏<br />

ومن هذه الجهة،‏ تكون هذه األطروحة<br />

هوتسامح قارص ومحدود.‏<br />

ومن جهته رأى الدكتور بدوي أن تربير لوك قد حققت نجاحا يذكر لها ويسجل يف هذا<br />

يف عدم التسامح مع امللحدين،‏ لكون أن من الشأن،‏ وباتت تعرف به ومتتاز،‏ ما جعل هذه<br />

ال يؤمن بالله ال عهد له،‏ وال يوثق به،‏ هذه األطروحة تصبح يف دائرة التذكر،‏ النجاح الذي<br />

دعم مفهوم التسامح،‏ ودفع به إىل الواجهة.‏<br />

خامسا:‏ حرص لوك خطاب التسامح يف املجال<br />

الديني،‏ وتحدد يف نطاق التسامح الديني<br />

املسيحي،‏ وعرفت رسالته بهذه الصفة،‏<br />

وانحرصت بهذا املوضوع وتحددت به،‏ وأفصح<br />

لوك عن هذا األمر يف مفتتح رسالته،‏ ومنذ<br />

السطر األول بقوله:‏ ‏)سألتني أيها الرجل النبيل<br />

‏-يقصد صديقه فليب فان ملربوش-‏ عن رأيي<br />

يف التسامح املتبادل بن املسيحين،‏ وإين أجيب<br />

بإيجاز أن هذا فيا يبدويل هواملعيار األعى<br />

للكنيسة الحقة()‏‎4‎‏(.‏<br />

هذا الحرص والتحديد تكشف بسهولة عند<br />

كل من نظر يف هذه الرسالة ودرسها وبحث<br />

فيها،‏ وأصبح أمرا موضع اتفاق بن الكتاب<br />

والباحثن،‏ أوروبين وغر أوروبين،‏ ال يجادلون<br />

عليه وال يختلفون.‏<br />

ومن هذه الجهة،‏ انتقص الدكتور كال<br />

عبداللطيف من هذه الرسالة يف كتابه الوجيز<br />

‏)العرب والحداثة السياسية(‏ الصادر سنة<br />

‎1997‎م،‏ إذ رأى أن هذه الرسالة بهذا اللحاظ<br />

قد اتصفت باملحدودية،‏ معتربا أنها تصلح أن<br />

تشكل مقدمة أولية يف سياق بلورة مفهوم<br />

التسامح،‏ ويرى أن هذه املحدودية قد تجوزت<br />

الحقا بتوسيع داللة املفهوم يف أدبيات فلسفة<br />

األنوار،‏ وتقلصت معها الشحنة الداللية الدينية<br />

للمفهوم كا تجلت يف رسالة لوك،‏ لحساب<br />

داللة أخاقية ميتافيزيقية أوسع)‏‎5‎‏(.‏<br />

وكان واضحا ومفهوما ملاذا اعتنى لوك وركز<br />

عى قضية التسامح الديني،‏ باعتبارها القضية<br />

التي مثلت يف عرصه أخطر معضلة واجهت<br />

املجتمعات األوروبية،‏ إذ شهدت حروبا دامية<br />

وعنيفة وصفت بالحروب الدينية،‏ كحرب<br />

الثاثن عاما التي عارصها لوك وحصلت بن<br />

الكاثوليك والبورتستانت يف أملانيا خال الفرتة<br />

املمتدة ما بن )1648-1618(.<br />

لهذا فإن لوك كان محقا حن اعتنى وركز


11<br />

الوسطية<br />

عى قضية التسامح الديني،‏ لكن الذي مل<br />

يكن مفهوما هوأن لوك مل يوضح ملاذا هذا<br />

الحرص والرتكيز عى التسامح الديني؟ وملاذا<br />

مل يتطرق أويقرتب ال من قريب وال من بعيد<br />

من األقسام األخرى للتسامح؟<br />

فهل يف نظر لوك أن التسامح ينحرص ويتحدد<br />

يف املجال الديني فحسب!‏ أم أن التسامح يف<br />

نظره ليس إال نوعا واحدا يتحدد يف التسامح<br />

الديني،‏ وليس هناك أنواع أخرى وال أقسام<br />

متعددة!‏<br />

يف حن أن الدكتور عبدالرحمن بدوي أول ما<br />

لفت االنتباه إليه يف مقدمته لرسالة لوك،‏ ومنذ<br />

السطر األول هواإلشارة إىل أنواع التسامح،‏ فقد<br />

افتتح مقدمته بالقول:‏ التسامح أنواع،‏ فمنه<br />

ديني،‏ ومنه سيايس،‏ ومنه اجتاعي،‏ ومنه<br />

أخاقي وغر ذلك،‏ لكن الذي يعنيه هوالكام<br />

عن التسامح الديني ألنه موضوع رسالة لوك.‏<br />

بدوي الذي تنبه لهذا األمر،‏ مع ذلك مل<br />

يساءل لوك أويسجل عليه ملاذا أغفل وأهمل<br />

وبصورة مطلقة الحديث عن األقسام األخرى<br />

للتسامح،‏ وال حتى مجرد اإلشارة إليها،‏ وكان<br />

من األوىل لبدوي أن يثر النقاش حول هذه<br />

املاحظة،‏ ويقدم تفسرا ممكنا لها،‏ أويطرح<br />

نقدا عليها.‏<br />

ولوكان لوك من طبقة رجال الدين وينتمي<br />

إىل مؤسسة الكنيسة،‏ وكتب ما كتب يف رسالته،‏<br />

ألصبح مفهوما ملاذا حصل الحرص والرتكيز عى<br />

التسامح الديني من دون االلتفات إىل األقسام<br />

األخرى!‏ لكن لوك يعد من طبقة رجال<br />

الفاسفة ومن كبار هذه الطبقة يف عرصه،‏<br />

وهذا ما أثار االنتباه إىل هذه املاحظة،‏<br />

وضاعف من التأكيد عليها.‏<br />

سادسا:‏ عرفنا أن موضوع الرسالة يتصل<br />

باملجال الديني املسيحي،‏ ويتعلق مبفهوم<br />

التسامح الديني،‏ والسؤال ماذا عن اإلسام<br />

واملوقف منه بوصفه دينا عامليا وقد عرف<br />

عنه احتكاكه املتواصل ولقرون عدة مع<br />

املسيحية يف مجتمعاته ويف مجتمعاتها؟<br />

هذا سؤال جاد ويف غاية األهمية،‏ وينبغي<br />

طرحه وإثارة النقاش حوله،‏ وأظنه مل يطرح<br />

من قبل،‏ فهل حر اإلسام يف رسالة لوك<br />

أم كان غائبا،‏ وإذا كان حارضا فا هي صورته<br />

ومتثاته؟<br />

هذه املاحظة كنت قد تنبهت لها حن<br />

طالعت الرسالة،‏ وبقيت متتبعا لها،‏ قاصدا<br />

تكوين املعرفة بها،‏ ووضعها يف دائرة الفحص<br />

والتحليل.‏<br />

وبعد الفحص والتدقيق وجدت بعض<br />

اإلشارات،‏<br />

أوال:‏ وردت كلمة ‏»مسلم«‏ وتكررت أربعة<br />

مرات،‏ ثاث مرات من دون ال التعريف،‏<br />

ومرة واحدة مع ال التعريف،‏ ووردت كلمة<br />

‏»اإلسام«‏ مرة واحدة فقط،‏ ووردت كلمة<br />

‏»القرآن«‏ مرة واحدة كذلك يف نهاية الرسالة.‏<br />

ثانيا:‏ وردت كلمتان لها عاقة بعامل االجتاع<br />

اإلسامي،‏ ها:‏ كلمة ‏»السلطان العثاين«،‏<br />

وكلمة ‏»الرتيك«‏ بصيغة املفرد،‏ وكلمة ‏»األتراك«‏<br />

بصيغة الجمع.‏ يف إشارة إىل أن صورة املسلم<br />

كا وردت يف الرسالة قد تحددت من ناحيتي<br />

املثال واالجتاع يف املسلم الرتيك عى عهد<br />

الدولة العثانية.‏<br />

ثالثا:‏ يف حالتن وردت كلمة ‏»مسلم«‏ وجاءت<br />

عطفا ومتصلة بكلمتي ‏»وثني ويهودي«،‏<br />

وها:‏ يف الحالة األوىل وردت عى هذا النحو:‏<br />

‏)وماذا إن بدا ألمر وثني أومسلم أن الدين<br />

املسيحي باطل وإهانة لله؟ أفا يحق له إذن<br />

مبقتى هذه الحجة أن يستأصل املسيحين<br />

بنفس الطريقة؟()‏‎6‎‏(.‏<br />

ويف الحالة الثانية وردت بهذا النحو:‏ ‏)ال يجوز<br />

استبعاد وثني أومسلم أويهودي من الدولة<br />

بسبب دينه،‏ إن اإلنجيل ال يأمر بيء كهذا(‏<br />

.)7(<br />

وميكن تحديد مامحها وصفا<br />

وتوصيفا،‏ حسب الرتجمة<br />

العربية التي أنجزها الدكتور<br />

بدوي عى النحو اآليت:‏<br />

رابعا:‏ إن الخطاب يف جميع هذه الحاالت التي<br />

وردت فيها كلات ‏»مسلم،‏ املسلم،‏ اإلسام،‏<br />

الرتيك،‏ األتراك«‏ كان موجها حرصا وتحديدا إىل<br />

الجاعة املسيحية،‏ فالخطاب عنها ولها،‏ ومل<br />

يكن موجها أبدا إىل اإلنسان املسلم أوالجاعة<br />

املسلمة،‏ أوإىل الطرف اآلخر املختلف.‏<br />

وحاصل الكام يف هذه املاحظة،‏ أن يف خطاب<br />

الرسالة وردت إشارات لها عاقة بعامل اإلسام،‏<br />

لكنها إشارات جاءت عابرة ومحدودة،‏ وخلت<br />

من الكام والبيان،‏ وال تقدم صورة عن عامل<br />

اإلسام،‏ وال تكشف عن رؤية لوك تجاه عامل<br />

اإلسام.‏<br />

الهوامش<br />

‎1‎ جون لوك،‏ رسالة يف التسامح،‏ ترجمة:‏<br />

عبدالرحمن بدوي،‏ بغداد:‏ مركز دراسات<br />

فلسفة الدين،‏ ‎2006‎م،‏ ص‎114‎<br />

‎2‎ جون لوك،‏ املصدر نفسه،‏ ص‎60‎<br />

‎3‎ وليم كيل رايت،‏ تاريخ الفلسفة<br />

الحديثة،‏ ترجمة:‏ محمود سيد أحمد،‏<br />

القاهرة:‏ املجلس األعىل للثقافة،‏ ‎2005‎م،‏<br />

ص‎157‎<br />

‎4‎ جون لوك،‏ رسالة يف التسامح،‏ ص‎65‎<br />

‎5‎ كامل عبداللطيف،‏ العرب والحداثة<br />

السياسية،‏ بريوت:‏ دار الطليعة،‏ ص‎37‎<br />

‎6‎ جون لوك،‏ رسالة يف التسامح،‏ ص 102<br />

‎7‎ جون لوك،‏ رسالة يف التسامح،‏ ص‎120‎


الوسطية 12<br />

دراسات الوسطية


13<br />

الوسطية


الوسطية 14<br />

دراسات الوسطية


15<br />

الوسطية


الوسطية<br />

16<br />

لقاء العدد<br />

اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ هي مشروع إسالمي وطين<br />

حاوره:‏ قسم الحوارات يف مجلة الوسطية<br />

أكد االستاذ مدين مرزاق زعيم جيش اإلنقاذ اإلسامي السابق يف الجزائر أن الجبهة اإلسامية<br />

لإلنقاذ هي مرشوع إسامي وطني،‏ يحمله يف العقول والقلوب،‏ كلّ‏ أبناء الجبهة الصّ‏ ادقن،‏ وهي<br />

قضيّة سياسيّة عادلة،‏ يُناضل من أجلها ودفاعا عنها،‏ رجال الجبهة الثّابتن،‏ وهي تجربة إساميّة<br />

فريدة..‏ جاءت يف ظرف استثنايئ.‏<br />

وأضاف مرزاق يف حديث خاص ملجلة ( الوسطية(‏ أن التهم املوجهة للحركة هي نفس التّهم<br />

التّي وجّهتها فرنسا االستعاريّة،‏ آلبآئنا املجاهدين عندما رفضوا الذّل والهوان،‏ وانتفضوا ضدّ‏<br />

الظّلم والطّغيان،‏ وحَملوا السّ‏ اح دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم،‏ وسعيا لتحرير وطنهم واسرتجاع<br />

سيادتهم..‏ فكانوا بالنّسبة إليها خارجن عن القانون مارقن،‏ وقطّاع طرق مجرمن،‏ وفاّقة<br />

إرهابيّن،‏ وعى هذا األساس وبهذه الذّريعة الكاذبة،‏ أباحت لوحوشها وزبانيّتها،‏ قتل مليون<br />

ونصف املليون من الشّ‏ عب الجزائري املسلم،‏ أما التّخريب والحرق والتّعذيب،‏ فحدِّ‏ ث وال حَرج..‏<br />

والحديث بالحديث يذكر،‏ والقرارات واألحداث بأمثالها تُعرف وتُقاس.‏


17<br />

الوسطية<br />

وفيا يي نص الحوار:‏<br />

الوسطية//‏ جبهة االنقاذ أين هي اليوم وما<br />

هي أهم أهدافها وما هودورها اليوم يف<br />

املشهد الجزائري؟<br />

مرزاق:‏ بسم الله الرّحمن الرّحيم..‏ الجبهة<br />

اإلسامية لإلنقاذ،‏ هي مرشوع وقضيّة..‏ هي<br />

تجربة وذكرى..‏ هي أمل وأمل.‏ هي مرشوع<br />

إسامي وطني،‏ يحمله يف العقول والقلوب،‏ كلّ‏<br />

أبناء الجبهة الصّ‏ ادقن.‏<br />

وهي قضيّة سياسيّة عادلة،‏ يُناضل من أجلها<br />

ودفاعا عنها،‏ رجال الجبهة الثّابتن.‏<br />

وهي تجربة إساميّة فريدة..‏ جاءت يف ظرف<br />

استثنايئ،‏ كانت األنظمة األحاديّة الشّ‏ مولية،‏<br />

تسيطر فيه سيطرة كاملة،‏ عى البلدان<br />

العربية اإلساميّة،‏ وكانت التّيارات املعارضة<br />

بكل أطيافها،‏ قد يئِست من إمكانيّة حدوث<br />

تغير،‏ عى املدين القريب واملتوسط..‏ غرأنّ‏<br />

الجبهة فاجأت الجميع،‏ ونزلت باملرشوع<br />

اإلسامي الوطني إىل السّ‏ احة السياسيّة،‏ ويف<br />

وقت قيايس،‏ استطاعت أن تُقنع عموم الشّ‏ عب<br />

الجزائري بطرحها الرصّ‏ يح الصّ‏ ادق..‏ وألنها منه<br />

وتعرفه،‏ راهنت عى إميانه ونخوته،‏ وقرّرت<br />

الذّهاب إىل االنتخابات ألوّل مرة،‏ رغم املخاطر<br />

واملؤامرات وقلّة التّجربة..‏ وبينا كان اإلخوة<br />

يف التّنظيات اإلساميّة األخرى يرون يف القرار،‏<br />

انتحارا سياسيّا ومُغامرة غر محسُ‏ وبة العواقب<br />

والتّداعِيات،‏ كان التّيار العلاين يرى يف ذلك<br />

فرصة سانحة للنّظام الحاكم لتقزيم التّيار<br />

اإلسامي،‏ وإظهاره كأقليّة قليلة يف املجتمع<br />

الجزائري..‏ إال أنّ‏ الشّ‏ عب املسلم،‏ كان قد اتّخذ<br />

قراره وحسم أمره،‏ فقلب الطاولة عى الجميع،‏<br />

وصوّت باألغلبيّة الغالبة،‏ عى رجال الجبهة<br />

اإلساميّة لإلنقاذ ومرشوعها اإلسامي..‏ فكان<br />

بعد ذلك الذّي كان،‏ وأصبحت قضيّة الجبهة<br />

وتجربتها الفتيّة،‏ قضيّة عربيّة وإساميّة،‏ داع<br />

صِ‏ يتها يف جهات العامل األربع.‏<br />

والجبهة ذكرى مؤثّرة،‏ التزال عالقة يف ذاكرة<br />

ووجدان،‏ كل من عرفها وعاش أيّامها وأحداثها.‏<br />

وهي أمل قوي،‏ يحدُ‏ وأصحاب النيّات الحسنة<br />

واإلرادات الصّ‏ ادقة واملساعي الحميدة،‏<br />

للمساهمة يف إصاح شؤون الدّ‏ ولة،‏ وإنقاذ<br />

الجزائر من األزمة نهائيّا،‏ بالعمل السيّايس<br />

السّ‏ لمي الهادف،‏ والتّعاون مع كلّ‏ الغيورين يف<br />

شتّى مواقِعهم،‏ لحاية الباد والعباد من كل<br />

األخطار التي تتهدّ‏ دها.‏<br />

وهي أمل شديد يكاد يكون قاتا،‏ تُغذِّيه<br />

ذكريات حزينة،‏ ومآيس كبرة،‏ وجراح عميقة،‏<br />

تسبّب فيها مرىض بجنون السّ‏ لطة،‏ ملا انقلبوا<br />

عى اختيّار الشّ‏ عب وأوقفوا املسار االنتخايب،‏<br />

ودفعوا بالباد والعباد إىل مستنقع الدّ‏ ماء<br />

والدّ‏ موع والخراب والدّ‏ مار،‏ فتحَارَب أبناء<br />

الوطن الواحد،‏ وقتل بعضهم بعضا...‏<br />

والجبهة اليوم شتات بن الداخل والخارج،‏<br />

متثلها أربعة هيئات،‏ أفرزتها املحنة القاسية<br />

التي مرت بها،‏ وهي : القيادة التاريخية..‏<br />

القيادة التي أفرزها مؤمتر باتنة..‏ القيادة<br />

التي أفرزها الصدام املسلح..‏ وقادة الجبهة<br />

يف الخارج،‏ وقد سبق وأكدنا هذه الحقيقة،‏<br />

يف لقاء عقدناه سنة ‎2001‎م،‏ حره ممثلون<br />

رسميون،‏ عن الهيئات القيادية املذكورة أعاه،‏<br />

خرجنا منه مبوقف إعرتايض،‏ عى تنظيم مؤمتر<br />

للجبهة يف الخارج،‏ يف غياب الهيئات القيادية<br />

الحقيقية،‏ وكتبنا تبعا لذلك رسالة،‏ حاولنا<br />

إيصالها إىل الشيخن يف السجن،‏ هذا بعض ما<br />

جاء فيها : « ال شك أنّكم تدركون قبل غركم،‏<br />

أنّ‏ وضع الباد الحسّ‏ اس وخطورة املرحلة،‏ ال<br />

يسمحان بالعفوية واالرتجال،‏ يف اتّخاذ مواقف<br />

من أيّ‏ مبادرة سلبا أوإيجابا،‏ قبل الدّ‏ رس<br />

الدّ‏ قيق،‏ واالستشارة الواسعة،‏ مع االستخارة<br />

الصّ‏ ادقة..‏ وإنّ‏ مؤمتر الجبهة املحتمل،‏ الذي<br />

نسمع عنه،‏ ومل يؤخذ رأينا فيه،‏ فضا عى<br />

أنّ‏ القامئن عى تنظيمه،‏ ال ميثلون يف قيادة<br />

الجبهة شيئا،‏ فهم من تخىّ‏ عنها وشوّه<br />

سمعتها،‏ وتنكّر لها عن قصد تعمّده،‏ أوخطأ<br />

جُرّ‏ إليه..‏ لكن الذي ال شكّ‏ فيه،‏ أنّهم فعلوا<br />

ذلك والجبهة أحوج ما تكون لوفائهم.‏<br />

وعليه فإنّ‏ مسؤوليتنا التّاريخية،‏ أمام<br />

التّضحيات الجسام التي دفعها الصّ‏ ادقون،‏<br />

تفرض علينا أن نحدّ‏ د موقفنا،‏ من هذا العمل<br />

الذي يفرّق الجبهة وال يجمعها،‏ ويضعفها<br />

وال يقوّيها،‏ ويزيد يف آالم أبنائها وال يضمّد<br />

جراحهم.‏<br />

وحتّى ال نسمح بالتّاعب مرّة أخرى مبصر<br />

األمّة وتطلّعاتها،‏ فإنّنا نطلب من السّ‏ اعن<br />

لتحقيق هذه الفكرة أن يتّقوا الله وال يعاندوا،‏<br />

ويرتكوا األمر ألهله،‏ ويجمعوا أمرهم عى حقّ‏<br />

ويأتونه صفّا..‏ وإال فإنّنا من مثل هذا العمل<br />

براء وله باملرصاد.‏<br />

وألنّ‏ أبناء الجبهة اليوم شتات يف الدّ‏ اخل<br />

والخارج،‏ فإنّ‏ الهروب إىل األمام والقفز عى<br />

الحقائق،‏ والبرص أعمى،‏ يوشك أن يُردي<br />

بصاحبه يف هاوية ال قرار لها.‏<br />

فحريّ‏ ملن يرنوإىل الحقّ‏ ، ويريد البناء ال الهدم،‏<br />

أن يعمل عى تقوية الرّوابط بن الهيئات<br />

الرسمية،‏ التي انتهى إليها األمر يف عزّ‏ املحنة،‏<br />

وحلكة الفتنة،‏ واملتمثّلة يف الشيوخ السّ‏ جناء،‏<br />

وقيادة الجيش اإلسامي لإلنقاذ،‏ والشّ‏ يوخ<br />

املفرج عنهم،‏ والهيئة التنفيذية بالخارج،‏<br />

يضاف إىل ذلك إطارات الجبهة الذين ثبتوا<br />

عى الحقّ‏ ، ومل يولّوا عى أعقابهم ينكصون.‏<br />

إنّ‏ تقوية هذه الرّوابط وتحصينها وترصيصها،‏<br />

لهواألساس األمثل يف الوقت الرّاهن،‏ والقاعدة<br />

األصلب،‏ أليّ‏ عمل قويم،‏ ينشده ذولبّ‏ سديد<br />

ورأي حصيف ».


الوسطية 18<br />

دراسات الوسطية<br />

الوسطية//‏ هنالك من يقول أنّ‏ جبهة االنقاذ<br />

صارت جزءاً‏ من املايض ما هوتعليقكم؟<br />

مرزاق:‏ نعم..‏ الجبهة جزء من املايض،‏ ألنّها<br />

صنعت أحداثا كبرة ال تُنى،‏ وإن شئت<br />

فقل : بل صنعت التّاريخ وتركت بصات ال<br />

متُ‏ حى..‏ الجبهة أيّها الناس حيّة يف قلوب الذّين<br />

يؤمنون بها وهم كُرُ‏ ، وحيّة يف ذاكرة الذّين<br />

تأثّروا مبرشوعها وتجربتها وهم أكر،‏ وهي<br />

حارضة يف حياة كل الجزائريّن،‏ الذّين عاشوا<br />

أحداث الخامس من أكتوبر سنة ‎1988‎م،‏ إىل<br />

يوم النّاس هذا..‏ وبعيدا عن الغرور والتّضليل<br />

أقول،‏ وأنا يف كامل قواي العقليّة : لوكان<br />

حزب فرنسا،‏ الذّي يختبئ مُتحصّ‏ نا،‏ داخل<br />

دواليب الدّ‏ ولة الجزائريّة،‏ ميلك أدىن شك بأنّ‏<br />

الجبهة قد انتهت،‏ وأصبحت من املايض كا<br />

يقولون،‏ ما تردّدت السّ‏ لطة لحظة واحدة،‏<br />

يف فتح املجال السيّايس،‏ أمام كل الجزائريّن<br />

ومعهم رجال الجبهة..‏ لكنّهم يعلمون يقينا،‏<br />

أن عودة الجبهة يعني نهاية الكذب والتّزوير،‏<br />

ونهاية سيطرة األقليّة التّغريبيّة،‏ التّي متثّل «<br />

حزب فرنسا »، عى األغلبيّة الوطنيّة اإلساميّة،‏<br />

التّي ترفع شعار العلاء والشّ‏ هداء « اإلسام<br />

ديننا،‏ والعربيّة لغتنا،‏ والجزائر وطننا ».<br />

الوسطية:‏ ما هي التّهم املوجّهة إليكم من<br />

الحكومة الجزائريّة؟<br />

مرزاق:‏ هي نفس التّهم التّي وجّهتها فرنسا<br />

االستعاريّة،‏ آلبآئنا املجاهدين عندما رفضوا<br />

الذّل والهوان،‏ وانتفضوا ضدّ‏ الظّلم والطّغيان،‏<br />

وحَملوا السّ‏ اح دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم،‏<br />

وسعيا لتحرير وطنهم واسرتجاع سيادتهم..‏<br />

فكانوا بالنّسبة إليها خارجن عن القانون<br />

مارقن،‏ وقطّاع طرق مجرمن،‏ وفاّقة إرهابيّن،‏<br />

وعى هذا األساس وبهذه الذّريعة الكاذبة،‏<br />

أباحت لوحوشها وزبانيّتها،‏ قتل مليون<br />

ونصف املليون من الشّ‏ عب الجزائري املسلم،‏<br />

أما التّخريب والحرق والتّعذيب،‏ فحدِّ‏ ث وال<br />

حَرج..‏ والحديث بالحديث يذكر،‏ والقرارات<br />

واألحداث بأمثالها تُعرف وتُقاس.‏<br />

الوسطية:‏ كيف هي عاقتكم مع حكومة<br />

الجزائر اليوم؟<br />

مرزاق : عاقتنا مع الحكومة،‏ هي عاقة<br />

الشّ‏ عب املظلوم املقهور،‏ الذّي يتُوق إىل الحريّة<br />

واألمن والسّ‏ ام،‏ ويسعى للتّعلّم والتّقدّ‏ م<br />

واالزدهار،‏ مع نظام مُنغلِق مُستبد،‏ كغره من<br />

األنظمة العربيّة وبلدان العامل الثالث،‏ مازال<br />

يرى هذا الشّ‏ عب قارصا صغرا،‏ اليحقّ‏ له أن<br />

يقرّر مصره كا يشاء،‏ ويختار لقيّادته من<br />

يريد..‏ وهذه النظرة للشعوب،‏ ليست غريبة،‏<br />

فالحقيقة يجب أن تقال،‏ إن الحكام من طينة<br />

شعوبهم،‏ وكا نكون يوىل علينا،‏ ومتى نغر<br />

مابأنفسنا،‏ تتغر مجتمعاتنا،‏ فيتغر والة أمورنا،‏<br />

وعندها يغر الله حال أمتنا،‏ وهوعى ذلك<br />

قدير وعى غره أقدر..‏ نسأل الله الصاح<br />

والفاح..‏ أمّا عاقتُنا ببعض مؤسّ‏ سات الدّ‏ ولة<br />

يف الجزائر،‏ فهي مقبولة عى العموم،‏ خاصّ‏ ة<br />

قيّادة األجهزة األمنيّة،‏ التّي اعتربها عاقة<br />

جيّدة إىل حدّ‏ الساعة..‏ ولعِلمِكم فقد بادر<br />

رئيس الجمهوريّة يف خطوة جريئة،‏ هدم بها<br />

جدار املنع واإلقصاء،‏ ودعانا رسميّا إىل رئاسة<br />

الجمهوريّة،‏ للمُشاركة يف الحوار حول تعديل<br />

الدّ‏ ستور،‏ وتقديم املُقرتحات املطلوبة،‏ وقد تمّ‏<br />

ذلك بعون الله وتوفيقه،‏ مبعيّة مئة وخمسن<br />

شخصيّة وُجِّهت لها الدّ‏ عوة..‏ ونسأل الله عز<br />

وجل نحن أبناء الجبهة،‏ أن يرحم ضعفنا<br />

ويجمع شَ‏ ملنا،‏ ويسهل علينا تنظيم مؤمتر<br />

جامع،‏ تفتح فيه األبواب لكلّ‏ الذّين حرموا<br />

ومنعوا من العمل السيّايس،‏ بسبب وقف<br />

املسار االنتخايب يف الجزائر سنة 1991 م،‏ وما<br />

وقع بعد ذلك من أحداث أليمة..‏ ألنّنا نعتقد<br />

جازمن،‏ أنّ‏ الجرح لن يندمل،‏ وأنّ‏ باب األزمة<br />

لن يغلق،‏ وخطرها يبقى قامئا يرتصّ‏ د،‏ مامل<br />

نكمِل خطوات املصالحة الحقيقيّة،‏ بتصفيّة<br />

تركة سنوات املحنة،‏ وفتح املجال السيّايس<br />

أمام كل الجزائريّن،‏ يف إطار الدّ‏ ستور واحرتام<br />

القوانن،‏ وعندها فقط،‏ نكون قد أغلقنا ملف<br />

املأساة الوطنيّة نهائيّا...‏ اللّهم يرّ‏ وأعن.‏<br />

الوسطية:‏ ما هي أسباب حملِكم للسّ‏ اح يف<br />

عاقتكم مع الحكومة؟ ما هي الدّ‏ وافع التّي<br />

دفعتكم لحمل السّ‏ اح يف الجزائر؟<br />

مرزاق:‏ لقد سبق يل وتكلّمت عن الدّ‏ وافع<br />

واألسباب واملُابسات،‏ التّي دفعتنا إىل الفرار من<br />

جحيم النّظام الحاكم وظلمه،‏ ثمّ‏ حمل السّ‏ اح<br />

دفاعا عن أنفسنا وأعراضنا،‏ وكتبت مُوضّ‏ حا<br />

ومُبيّنا : « أيّها النّاس..‏ لقد عِشنا مع شعبنا،‏<br />

أعوام الدّ‏ عوة إىل الله صابرين محتسبن،‏ مل<br />

يكن لنا فيها من غاية إال طاعة الله ورضاه،‏<br />

ووعظ النّاس وإرشادهم،‏ وهدايتهم إىل رصاط<br />

الله املستقيم..‏ فاتُّهِمنا بالبطان،‏ وجُررنا املرّة<br />

بعد املرّة،‏ إىل مخافر الرشّ‏ طة والدّ‏ رك ومكاتب<br />

التّحقيق،‏ ليُلقى بنا يف غياهب السّ‏ جون،‏ ظُلا<br />

وعُدوانا،‏ بغر ذنب اقرتفناه،‏ أوجُرم أتيناه،‏ إال<br />

أن جَهَرنا بالحقّ‏ وقلنا ربّنا الله..‏ ورغم الزّور<br />

والبُهتان والطُّغيان..‏ مل نَرُ‏ ، ومل نرفع السّ‏ اح يف<br />

وجه أحد،‏ رغم أنّ‏ القهر قد أفتى،‏ والجور<br />

وقَّع لردع الغاصبن املعتدين.‏<br />

وبالصّ‏ رب تجمّلنا..‏ فصربنا،‏ وصربّ‏ نا،‏ واصطربنا<br />

.. إىل أن أذِن الله وجاء عهد االنفتاح<br />

والتعدّ‏ دية،‏ فاستبرشنا خرا،‏ وصدّ‏ قنا كِذبة<br />

اللّعبة الدّ‏ ميقراطية،‏ وانخرطنا يف العمل<br />

السيّايس،‏ واحتكمنا إىل صناديق االقرتاع،‏<br />

مُنتهجن األساليب السّ‏ لميّة،‏ طمعا يف تحقيق<br />

الحلم املفقود،‏ وإقامة الدّ‏ ولة اإلساميّة..‏<br />

الدّ‏ ولة اإلساميّة التّي مل تكن تعني ألغلبنا،‏<br />

غر تجسيد املرشوع املجتمعي،‏ الذّي ضحّى<br />

من أجله اآلباء واألجداد،‏ ولخّصه شعار ابن<br />

باديس الخالد..‏ اإلسام ديننا..‏ والعربيّة لغتنا..‏


19<br />

الوسطية<br />

والجزائر وطننا..‏ وأكدّ‏ ه وفصّ‏ ل فيه شهداء<br />

ثورة نوفمرب املجيدة،‏ بحرصهم وإرصارهم عى<br />

إقامة دولة جزائريّة مستقلة وذات سيّادة،‏<br />

دميقراطيّة واجتاعيّة،‏ ضمن إطار املبادئ<br />

اإلساميّة.‏<br />

ولقد شهدتم وشهِد العامل..‏ كيف صفع<br />

الشّ‏ عب الجزائري املسلم السيّد،‏ دُعاة املسخ<br />

والتّغريب والتّبعيّة لفرنسا االستعاريّة،‏ وأشهر<br />

البطاقة الحمراء يف وجوههم..‏ وكيف وقف<br />

إىل جانبنا عن طواعيّة ورىض،‏ ونارصنا وقَبِل<br />

املرشوع الذّي عرضناه عليه،‏ يف ثاث محطّات<br />

فاصلة..‏ البلديّات..‏ الواليات..‏ الربملان..‏<br />

وبينا كنّا ننتظر مع شعبنا استام السّ‏ لطة،‏<br />

كا نصّ‏ عى ذلك الدّ‏ ستور وفصّ‏ لته قوانن<br />

الجمهوريّة،‏ وجدنا أنفسنا بن عشيّة وضحَاها،‏<br />

وبقوّة الحديد والنّار،‏ خارج اللّعبة السياسيّة..‏<br />

فا برملان..‏ وال حكومة..‏ وال حزب..‏ وال دار..‏<br />

وال دوار..‏<br />

وبقوّة الحديد والنّار،‏ وتواطؤ الدّ‏ ول العُظمى،‏<br />

وتحت شعار حاية الدّ‏ ميقراطيّة والنّظام<br />

الجمهوري،‏ تربّعت عى سدة الحكم،‏ األقليّة<br />

القليلة املنهزمة يف االنتخابات،‏ لتتحكّم يف رقاب<br />

شعب ال يريدها،‏ وترهن مصر وطن مبساحة<br />

شبه قارّة،‏ كان مرشّ‏ حا ليتبوّأ مكانة رائدة عى<br />

املستوى القارّي والعاملي...‏<br />

وباالنقاب عى إرادة الشّ‏ عب،‏ والتّنكر لنتائج<br />

الصّ‏ ناديق الشّ‏ فافة،‏ واالنتخابات التيّ‏ شهدوا<br />

بعظمة لسانهم أنّها حرّة ونزيهة..‏ انهارت<br />

دولة القانون..‏ وانقطع حبل الثّقة بن الحاكم<br />

واملحكوم،‏ وعمّت الفوىض،‏ واختلط الحابل<br />

بالنّابل،‏ واصطدم الحقّ‏ بالباطل،‏ ومُلِئت<br />

املخافر والسّ‏ جون واملحارش..‏ وكان طبيعيّا<br />

أن تطغَى بعدها لغة الرّصاص والقنابل..‏<br />

فكان النّهب والحرق والتّنكيل..‏ وكان املفقود<br />

واملقتول والقاتل..‏<br />

وكغرنا من أبناء الشّ‏ عب املقهور املحقور،‏<br />

التحقنا بالجبال مُكرَهن،‏ مُرغَمن غر مُخيَّ‏ ين،‏<br />

دفاعا عن أنفسنا وأعراضنا،‏ وعى ضوء ما جاء<br />

يف كتاب ربّنا وسنّة نبيّنا :<br />

﴿ أُذِنَ‏ لِلَّذِينَ‏ يُقَاتَلُونَ‏ بِأَنَّهُمْ‏ ظُلِمُوا وَ‏ إِنَّ‏ اللَّهَ‏<br />

عَىَ‏ نَرصْ‏ ‏ِهِمْ‏ لَقَدِيرٌ‏ * الَّذِينَ‏ أُخْرِجُوا مِنْ‏<br />

دِيَارِهِمْ‏ بِغَرْ‏ ِ حَقٍّ‏ إِالَّ‏ أَنْ‏ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ‏<br />

وَلَوْالَ‏ دَفْعُ‏ اللَّهِ‏ النَّاسَ‏ بَعْضَ‏ هُمْ‏ بِبَعْضٍ‏ لَهُدِّ‏ مَتْ‏<br />

صَ‏ وَامِعُ‏ وَبِيَعٌ‏ وَصَ‏ لَوَاتٌ‏ وَمَسَ‏ اجِ‏ دُ‏ يُذْكَرُ‏ فِيهَا<br />

اسْ‏ مُ‏ اللَّهِ‏ كَثِرًا وَلَيَنْرصُ‏ ‏َنَّ‏ اللَّهُ‏ مَنْ‏ يَنْرصُ‏ ‏ُهُ‏ إِنَّ‏<br />

اللَّهَ‏ لَقَوِيٌّ‏ عَزِيزٌ‏ ﴾.<br />

وانتصارا لشعبنا : ﴿ وَمَا لَكُمْ‏ الَ‏ تُقَاتِلُونَ‏ يفِ‏<br />

سَ‏ بِيلِ‏ اللَّهِ‏ وَالْمُسْ‏ تَضْ‏ عَفِنَ‏ مِنَ‏ الرِّجَالِ‏ وَالنِّسَ‏ اءِ‏<br />

وَالْوِلْدَ‏ انِ‏ الَّذِينَ‏ يَقُولُونَ‏ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ‏ هَذِهِ‏<br />

الْقَرْيَةِ‏ الظَّالِمِ‏ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ‏ لَنَا مِنْ‏ لَدُ‏ نْكَ‏ وَلِيًّا<br />

وَاجْعَلْ‏ لَنَا مِنْ‏ لَدُ‏ نْكَ‏ نَصِ‏ رًا ﴾..<br />

وطاعة لربّنا : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ‏ آَمَنُوا مَا لَكُمْ‏<br />

إِذَا قِيلَ‏ لَكُمُ‏ انْفِرُوا يفِ‏ سَ‏ بِيلِ‏ اللَّهِ‏ اثَّاقَلْتُمْ‏ إِىلَ‏<br />

األْ‏ ‏َرْضِ‏ أَرَضِ‏ يتُمْ‏ بِالْحَيَاةِ‏ الدُّ‏ نْيَا مِنَ‏ اآلْ‏ ‏َخِرَةِ‏ فَاَ‏<br />

مَتَاعُ‏ الْحَيَاةِ‏ الدُّ‏ نْيَا يفِ‏ اآلْ‏ ‏َخِرَةِ‏ إِالَّ‏ قَلِيلٌ‏ ﴾..<br />

الوسطية:‏ ما هي املعطيات التّي جعلتكم<br />

تُحجِ‏ مون عن الخيّار العسكري والذّهاب<br />

للخيّار السّ‏ لمي؟<br />

مرزاق//‏ إنّ‏ الحرب التّي أرضموها،‏ ودفعونا<br />

عى إثرها قرا إىل حمل السّ‏ اح،‏ مل تكن<br />

مجرّد نزهة يف الجبال،‏ أوتصوير فلم سنايئ<br />

هوليودي،‏ كا يُروّج بعض القاعدين املخلفن..‏<br />

فقد واجهنا خالها مصاعب وعقبات اعرتضت<br />

سبيلنا،‏ وركبنا مخاطر وأهواال هدّ‏ دت حياتنا،‏<br />

وتحمّلنا فتنا هجمت علينا كقطع اللّيل املظلم،‏<br />

ورغم ذلك كلّه،‏ حاولنا جهدنا،‏ وحرصنا ما<br />

استطعنا عى الوقوف عند حدود الله،‏ والعمل<br />

بهدي رسول الله « انطلقوا باسم الله،‏ وبالله،‏<br />

وعى ملّة رسول الله،‏ وال تقتلوا شيخا فانيّا،‏<br />

وال طفا صغرا،‏ وال امرأة،‏ وأصلحوا وأحسنوا،‏<br />

إنّ‏ الله يحبّ‏ املحسنن ».<br />

... وواصلنا السّ‏ ر عى نهج الحقّ‏ املبن،‏ شهرا<br />

بعد شهر،‏ وعاما بعد عام،‏ كان زادنا خالها<br />

تقوى الله،‏ وعبادتنا القيّام والصّ‏ يام،‏ والذّكر<br />

عى كلّ‏ األحوال،‏ وكان جهادنا أمرا مبعروف<br />

ونهيا عن منكر،‏ وردع ظامل ونُرصة مظلوم...‏<br />

ثمّ‏ فُوجِ‏ ئنا بجاعة من املغالن املنبثّن،‏ خرجوا<br />

عى األمّة بفتاوى ضالّة مُضلِّلة،‏ وسلوكات<br />

مُنحرِفة،‏ ومواقف ال متتّ‏ إىل اإلسام بصلة،‏<br />

تنكّروا للمشايخ والعلاء،‏ وفهموا خطأً‏ مقاصد<br />

الفقهاء،‏ فاستباحوا حرُمات املسلمن،‏ وأباحوها<br />

بذلك لكلّ‏ عدومرتبّص اليؤمن بيوم الحساب،‏<br />

وعاثوا يف األرض فسادًا،‏ وتحالفوا مع أعداء<br />

األمّة من حيث يعلمون أواليعلمون،‏ ومالوا<br />

عليها ميلة واحدة،‏ يقتلون النّاس ذبحا وتفجرا،‏<br />

ويأخذون أموالهم سلبا ونهبا،‏ ويعتدون عليهم<br />

تعذيبا وتنكيا وترشيدا..‏ وكان علينا لزاما،‏ أن<br />

نواجه الكلّ‏ مبفردنا،‏ فتوكلنا عى الله النبايل<br />

مبا يصيبنا،‏ حاية للشعب ودفاعا عن أنفسنا<br />

وأعراضنا..‏ حتى إذا رأينا شحّا مُطاعا،‏ وهوى<br />

مُتّبعا،‏ وإعجاب كلّ‏ ذي رأي برأيه،‏ وتحوّل<br />

النّهي عن املنكر إىل منكر أعظم،‏ والجهاد إىل<br />

اعتداء وانتهاك للحرمات،‏ وأصبح الخطر يتهدّ‏ د<br />

الدّ‏ ين يف قداسته وحقيقته،‏ والشّ‏ عب يف وجوده<br />

وعرضه وكرامته،‏ والوطن يف استقاله ووحدته<br />

وسيّادته..‏ حصلت لدينا قناعة،‏ تؤكّد بأنّ‏<br />

االستمرار يف هذه الطّريق،‏ مع هذه املعطيات<br />

الجديدة وتداعيّاتها،‏ سيقرب الجهاد بأيدي أبنائه،‏<br />

ويقصم ظهر الحركة اإلساميّة،‏ ويشوّه صورة<br />

اإلسام ملدّ‏ ة طويلة..‏ فكان ال بّد لنا من تفكر<br />

عميق،‏ واستخارة صادقة،‏ واستشارة جادّة،‏<br />

بُغية إيجاد حلّ‏ ينقذ األمّة،‏ ويفرّق النّاس<br />

بعده بن الحقّ‏ والباطل،‏ ومييّزون الخبيث من<br />

الطّيب،‏ ويضع حدا لألهوال والكوارث،‏ التّي<br />

كادت أن تأيت عى األخر واليابس...‏ عنذئذ<br />

لجأنا إىل الله نستخره ونستهديه ونستعن<br />

به،‏ فأمدنا كرما منه وتفضّ‏ ا،‏ بالشّ‏ جاعة<br />

الاّزمة،‏ والغرة الكاملة،‏ فأعلنا املوقف الحازم


الوسطية 20<br />

دراسات الوسطية<br />

الحاسم،‏ وصدعنا بكلمة الحقّ‏ ومل نخف يف<br />

الله لومة الئم،‏ ووقفنا يف وجه القريب قبل<br />

البعيد،‏ والصّ‏ ديق قبل العدّ‏ و،‏ وتصدّ‏ ينا لكلّ‏<br />

خائن ومُنحرف وظامل،‏ وفتحنا بابا للفرج كان<br />

مُقفا،‏ ورسِ‏ نا عى طريق السّ‏ لم واملصالحة<br />

والوئام،‏ متوكّلن عى الله ربّ‏ األنام،‏ الذي<br />

قال يف مُحكَم التّنزيل وسورة األنفال ﴿ وَ‏ إِنْ‏<br />

جَنَحُوا لِلسَّ‏ لْمِ‏ فَاجْنَحْ‏ لَهَا وَتَوَكَّلْ‏ عَىَ‏ اللَّهِ‏ إِنَّهُ‏<br />

هُوالسَّ‏ مِيعُ‏ الْعَلِيمُ‏ * وَ‏ إِنْ‏ يُرِيدُ‏ وا أَنْ‏ يَخْدَ‏ عُوكَ‏<br />

فَإِنَّ‏ حَسْ‏ بَكَ‏ اللَّهُ‏ هُوالَّذِي أَيَّدَكَ‏ بِنَرصْ‏ ‏ِهِ‏<br />

وَبِالْمُؤْمِنِنَ‏ * وَأَلَّفَ‏ بَنْ‏ َ قُلُوبِهِمْ‏ لَوأَنْفَقْتَ‏ مَا<br />

يفِ‏ األْ‏ ‏َرْضِ‏ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ‏ بَنْ‏ َ قُلُوبِهِمْ‏ وَلَكِنَّ‏<br />

اللَّهَ‏ أَلَّفَ‏ بَيْنَهُمْ‏ إِنَّهُ‏ عَزِيزٌ‏ حَكِيمٌ‏ ﴾.. وبفضل<br />

الله وتوفيقه،‏ ثمّ‏ صِ‏ دق الرّجال والرّجال،‏ وصرب<br />

الشّ‏ عب املكلوم،‏ الذّي تحمّل فاتورة الحرب<br />

والنّزال..‏ كان التّفاوض..‏ وكانت الهُدنة..‏ وكان<br />

الوئام..‏ فكان السّ‏ ام.‏<br />

الوسطية:‏ شاركتم يف مؤمتر منتدى الوسطيّة<br />

األخر يف العاصمة األردنيّة عاّ‏ ن،‏ ما<br />

هوتعليقكم عن املؤمتر وكيف ترون إسهاماته<br />

يف خدمة قضايا األمّة؟<br />

مرزاق:‏ بعد عوديت من املؤمتر،‏ سألني<br />

بعض اإلخوة،‏ عن املنتدى ومن يرشف عى<br />

إدارة شؤونه،‏ فكتبت هذه السطور : « مل<br />

أكن أعرف عن املنتدى العاملي للوسطيّة،‏<br />

إالّ‏ القليل الذّي قرأته يف املوقع اإللكرتوين<br />

املتواضع..‏ وألنّ‏ العرب قالت قدميا « ليس<br />

الخرب كاملُعاينة »، فقد كان عيّ‏ لزاما،‏ أن<br />

انتظر اليوم املوعود،‏ واملؤمتر املشهود،‏ والفرصة<br />

الثّمينة،‏ التّي أتاحها لنا،‏ األخ الكريم والسيّد<br />

الفاضل،‏ األستاذ مروان الفاعوري،‏ أحسن الله<br />

إليه وإىل جميع املُرشفن عى املنتدى،‏ تأطرا<br />

وتنظيا ورعاية ومتوينا..‏ ألعرف الحقيقة من<br />

الخيال،‏ وأخبار اليقظة من أضغاث األحام.‏<br />

ومل يطل بنا اإلنتظار،‏ حتى حلّ‏ موعد انعقاد<br />

املؤمتر،‏ وانتقلت إىل اململكة األردنيّة الشقيقة،‏<br />

التّي فتحت لنا ذراعيها ترحيبا واستقباال،‏<br />

وليس هذا بجديد عليهم،‏ فقد علم الناس،‏ أنّ‏<br />

الضيّافة عربيّة وأنّ‏ الكرم عريب..‏<br />

ويف صبيحة اليوم األوّل من أشغال املؤمتر،‏ تبنّ‏<br />

يل الخيط األبيض من الخيط األسود،‏ وقامت<br />

الحجّة دامغة،‏ بالربهان السّ‏ اطع،‏ والدّليل<br />

القاطع،‏ قوال وعما..‏ فقد اجتمعت كوكبة<br />

من رجال الدّ‏ عوة والفكر واإلصاح،‏ جاءوا من<br />

مختلف البلدان اإلساميّة،‏ ليتدارسوا قضايا<br />

األمّة وهمومها،‏ يف جوأخوي مَهيب،‏ وبأسلوب<br />

حواري حضاري،‏ وطرح علمي مُمنهج،‏ ونربة<br />

رصيحة صادقة..‏ عندها قطعت الشّ‏ ك باليقن،‏<br />

وأدركت أنّ‏ املنتدى العاملي للوسطيّة،‏ هوفضاء<br />

واسع رحب،‏ للحوار البناء،‏ والفكر الهادف،‏<br />

والدّ‏ عوة الصادقة..‏ وأكر من هذا،‏ فهويفتح<br />

الباب واسعا،‏ أمام كل الخيّ‏ ين الغيورين من<br />

أبناء األمّة،‏ مها كانت مدارسهم وانتاءاتهم،‏<br />

برشط واحد ووحيد،‏ هواعتاد املنهج<br />

الوسطي،‏ الذّي وصف به الله يف كتابه،‏ خر<br />

أمّة أُخرجت للنّاس..‏<br />

﴿ وَكَذَٰلِكَ‏ جَعَلْنَاكُمْ‏ أُمَّةً‏ وَسَ‏ طًا لِّتَكُونُوا شُ‏ هَدَ‏ اءَ‏<br />

عَىَ‏ النَّاسِ‏ وَيَكُونَ‏ الرَّسُ‏ ولُ‏ عَلَيْكُمْ‏ شَ‏ هِيدً‏ ا ﴾..<br />

الوسطية:‏ شاركتم يف مؤمتر عن ( املرجعيّة<br />

الدينيّة بن التّقديس والتّهميش،‏ املراجعات<br />

املطلوبة(‏ برأيكم،‏ ما هي املرجعيّة الحقيقية<br />

ألبناء األمّة؟ وما هي ساتها؟<br />

مرزاق:‏ ال يخفى عى املهتمّن بقضايا األمّة<br />

اإلساميّة،‏ أنّ‏ املرجعيّة الدينيّة،‏ قد تعدّ‏ دت<br />

وتنوّعت،‏ بتعدّ‏ د وتنّوع املذاهب والفرق<br />

اإلساميّة،‏ األمر الذي أغرق األمّة يف رصاعات<br />

داخليّة مُدمّرة،‏ رصاعات ذهبت بوقار العلاء،‏<br />

ونالت من هيبة الدّ‏ عاة والعقاء،‏ وشكّكت<br />

يف أغلب املصادروالنّصوص،‏ وسفّهت كثرا<br />

من الفتاوى واألحكام،‏ وجعلت فئة كبرة<br />

من األجيال املتأخّرة،‏ التهتم كثرا مبا وصل<br />

إليها من الرتّ‏ اث اإلسامي الكبر،‏ بل تنظر<br />

إليه بشئ من الرّيبة والاّمباة..‏ وأمّا الفئات<br />

األخرى،‏ فإمّا تقدّ‏ سه وراثة بسبب تنشئتها<br />

األرسيّة،‏ أومتجّده متسّ‏ كا بهويتها واحرتاما<br />

لتاريخها..‏ وقلّة قليلة،‏ أكرمها الله باإلميان<br />

القوي والفهم الصحيح والوعي الكبر،‏ تحاول<br />

جاهدة،‏ أن تنهض باألمّة من جديد،‏ وتعمل<br />

عى ترجمة حقيقة اإلسام،‏ كا جاء به محمّد<br />

صىّ‏ الله عليه وسلم،‏ أخاقا وأقواال وأفعاال،‏<br />

يف حياة الفرد واألرسة،‏ واملجتمع والدّ‏ ولة..‏ لكن<br />

الجدل العقيم،‏ والخافات املُفتعلة،‏ والرصّ‏ اعات<br />

الخاطئة،‏ تقف حاجزا منيعا وعقبة كؤودا،‏<br />

أمام الجهود املبذولة،‏ والتّضحيات املقدّ‏ مة...‏<br />

إنّ‏ التّجارب املرتاكمة،‏ التّي عاشتها ومرّت بها<br />

األمّة اإلساميّة،‏ بأفراحها وأتراحها،‏ بحُلوها<br />

ومُرّها،‏ بانتصاراتها وهزامئها،‏ تخاطبنا باللّسان<br />

الفصيح الرصّ‏ يح قائلة : أيّها املسلمون..‏<br />

يامن تؤمنون بإله واحد التُرشكون به شيئا،‏<br />

وتقرؤون قرآنا واحدا اليأتيه الباطل من بن<br />

يديه وال من خلفه،‏ وتتّبعون رسوال واحدا<br />

أجمع األوّلون واآلخرون عى أمانته وصدقه،‏<br />

وتصلون إىل قِبلة واحدة،‏ التختلفون عليها،‏<br />

وتحجّون إىل بيت واحد،‏ تجتمعون فيه بلباس<br />

واحد،‏ وتلهج ألسنتكم بتلبيّة واحدة،‏ الفرق<br />

بينكم والفضل إالّ‏ بالتّقوى،‏ الرّجل واملرأة،‏<br />

األبيض واألسود،‏ األورويب واإلفريقي،‏ األمريي<br />

واآلسيوي،‏ « فكلّكم آلدم وآدم من تراب »، ﴿<br />

يَا أَيُّهَا النَّاسُ‏ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ‏ مِنْ‏ ذَكَرٍ‏ وَأُنْثَ ‏ٰى<br />

وَجَعَلْنَاكُمْ‏ شُ‏ عُوبًا وَقَبَائِلَ‏ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ‏ أَكْرَمَكُمْ‏<br />

عِنْدَ‏ اللَّهِ‏ أَتْقَاكُمْ‏ ۚ إِنَّ‏ اللَّهَ‏ عَلِيمٌ‏ خَبِرٌ﴾..‏<br />

أيّها املسلمون..‏ لن تنجحوا ولن تقوم لكم<br />

قامئة،‏ إال مبا نجح به محمّد صى الله عليه<br />

وسلم وصحبه،‏ يف تبليغ رسالة القرآن،‏ وإقامة<br />

دولة اإلسام..‏ وحدّ‏ وا مصادركم ولويف حدّ‏ ها<br />

األدىن،‏ واجتمِعوا عى القواسم املشرتكة بينكم<br />

ولويف عددها القليل،‏ وحدّ‏ دوا األهداف التّي<br />

تلّم شملَكم،‏ وتوحّد جهودكم،‏ ولوكانت هدفا<br />

واحدا وحيدا..‏ أيّها املسلمون..‏ لن تنجحوا<br />

ولن تقوم لكم قامئة،‏ إال مبا نجح به محمّد


21<br />

الوسطية<br />

صى الله عليه وسلم وصحبه،‏ يف تبليغ رسالة<br />

القرآن،‏ وإقامة دولة اإلسام..‏ وحدّ‏ وا مصادركم<br />

ولويف حدّ‏ ها األدىن،‏ واجتمِعوا عى القواسم<br />

املشرتكة بينكم ولويف عددها القليل،‏ وحدّ‏ دوا<br />

األهداف التّي تلّم شملَكم،‏ وتوحّد جهودكم،‏<br />

ولوكانت هدفا واحدا وحيدا..‏ أيّها املسلمون..‏<br />

لن تنجحوا ولن تقوم لكم قامئة،‏ إال مبا نجح<br />

به محمّد صى الله عليه وسلم وصحبه،‏ يف<br />

تبليغ رسالة القرآن،‏ وإقامة دولة اإلسام..‏<br />

وحدّ‏ وا مصادركم ولويف حدّ‏ ها األدىن،‏ واجتمِعوا<br />

عى القواسم املشرتكة بينكم ولويف عددها<br />

القليل،‏ وحدّ‏ دوا األهداف التّي تلّم شملَكم،‏<br />

وتوحّد جهودكم،‏ ولوكانت هدفا واحدا وحيدا..‏<br />

ولقد سبق يل أنا العبد الضعيف،‏ وطرحت<br />

أسئلة ملحة،‏ يف هذا الشّ‏ أن وقلت : عجبا ألمرنا<br />

نحن املسلمن،‏ كيف نقبل مبغالطات كبرة يف<br />

ديننا وال نفعل شيئا لتصحيحها ؟ ملاذا يسكت<br />

كبار العلاء،‏ والتتحرّك الجامعات واملجمّعات<br />

العلميّة منها والفقهيّة ؟ أين الكتاب،‏ أين<br />

الباحثون،‏ أين املحقّقون ؟َّ...‏ هل يستقيم يف<br />

رؤوس العقاء من علائنا،‏ عند أهل السّ‏ نة<br />

والجاعة مثا،‏ بأن صحيح اإلمام البخاري<br />

رحمه الله،‏ هوأصحّ‏ كتاب بعد كتاب الله<br />

؟ وهم يعلمون جميعا،‏ أنّ‏ كتاب زاد املسلم<br />

فيا اتفق عليه البخاري ومسلم،‏ أصح منه،‏<br />

واملتفق عليه من الكتب الستة،‏ أصح منها..‏<br />

وهل يعقل أن يقول الشّ‏ يعة أنّ‏ كتاب الكايف<br />

هواألصحّ‏ بعد كتاب الله ؟ وهل يقبل أن<br />

يقول اإلباضيّة أنّ‏ مسند ابن الربيع هوالكتاب<br />

الثّاين بعد القرآن ؟ وقِس عى هذا،‏ وستجد<br />

لكلّ‏ فرقة كتابها الصّ‏ حيح بعد الذّكر الحكيم...‏<br />

إنّ‏ عمليّة توحيد املصادر وتحديدها،‏ تسهلّ‏<br />

عمليّة الفرز وانتخاب كبار العلاء ومعرفتهم،‏<br />

واالثنان معا،‏ ونعني مصادر التّلقي وهيئة<br />

كبار العلاء،‏ سيمثّلون املرجعيّة العليا لكلّ‏<br />

املسلمن،‏ أينا كانوأ وحيثا وُجدوا...‏<br />

واآلن تصوّروا معي،‏ مانستطيع فعله،‏ بوجود<br />

هذه الوسائل التّقنية الرّقميّة،‏ إذا وظفناها<br />

توظيفا مثاليا،‏ يف جمع كلّ‏ الكتب الصّ‏ حيحة،‏<br />

بعد كتاب الله الذّي حفظه جلّ‏ وعا من أيّ‏<br />

تحريف...‏ بالتّأكيد سنتحصّ‏ ل عى ما يى :<br />

أ – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺعند كلّ‏<br />

املذاهب والفرق اإلساميّة.‏<br />

ب – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ عند<br />

أغلب املذاهب والفرق اإلساميّة.‏<br />

ج – املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ عند<br />

أكرب املذاهب والفرق اإلساميّة،‏ السنّة<br />

والشّ‏ يعة.‏<br />

د – ثمّ‏ يأيت املتّفق عليه من سنّة الرسولﷺ<br />

عند أهل السّ‏ نة والجاعة،‏ وكذلك بالنّسبة<br />

لغرهم.‏<br />

وهكذا إىل أن نصل إىل كتاب اإلمام البخاري<br />

رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.‏<br />

كا نستطيع أن نفعل باملِثل لكتب تفسر<br />

القرآن،‏ وأيضا أمّهات كتب الفقه اإلسامي،‏ إىل<br />

أن نتحصّ‏ ل عى مختلف املصادر التّي تجتمع<br />

عليها األمّة حسب الرتّ‏ تيب..‏ وال أشك أبدا أنّ‏<br />

مَجمَعا علميّا فقهيّا رشعيّا،‏ عى هذا املستوى،‏<br />

يضم يف هيئته كلّ‏ الطّوائف من كبار العلاء،‏<br />

ويعتمد عى املصادر املتّفق عليها،‏ يعجز<br />

أن يكون املوجه العام،‏ لكل املسلمن عى<br />

اختاف مذاهبهم وفرقهم،‏ أويعجزأن يقوم<br />

بدور الحكم بينهم عندما يختلفون..‏ هذا<br />

وللموضوع بقيّة،‏ نرشح فيها ونفصل،‏ وندلل<br />

فيها وناصل..‏ ستأيت إن شاء الله يف أوانها.‏<br />

الوسطية:‏ هل القوّة أوالسّ‏ اح هوالسبيل<br />

األمثل ملعالجة قضايا األمّة؟<br />

مرزاق:‏ لوأن الله العيّ‏ القدير،‏ أراد لهذا<br />

الدّ‏ ين أن ينترص بقوّة السّ‏ اح،‏ لكان قد اختار<br />

لتبليغ رسالته،‏ مقاتا متمرسا رشسا،‏ وكلّفه<br />

بتكوين خايا من املقاتلن الشّ‏ جعان،‏ ثم بناء<br />

جيش جرار عرمرم،‏ يفعل به ما فعل « جنكيز<br />

خان »، يأخذ األرايض ويحتلّ‏ األوطان،‏ ويَسبي<br />

الجواري ويسلب األموال،‏ وميلك العامل بإبادة<br />

اإلنسان..‏ لكن الرّحمن الرّحيم،‏ كان يريد<br />

هداية النّاس وصاحهم،‏ حتّى يعيشوا يف أمن<br />

وأمان ومحبّة وسام..‏ فتوجه بنوره إىل عقول<br />

النّاس يضيئها،‏ وبالذكر إىل قلوبهم يطمئنها،‏<br />

وبالتنزيل إىل أرواحهم يقويها،‏ واختار لهم<br />

الصّ‏ ادق األمن،‏ وزينه بخلُق عظيم،‏ وأرسل إليه<br />

الرّوح األمن،‏ بكتاب عريب مُبن،‏ قال له يف<br />

أوّل سورة نزلت ﴿ اقْرَأْ‏ بِاسْ‏ مِ‏ رَبِّكَ‏ الَّذِي خَلَقَ‏<br />

* خَلَقَ‏ اإلْ‏ ‏ِنْسَ‏ انَ‏ مِنْ‏ عَلَقٍ‏ * اقْرَأْ‏ وَرَبُّكَ‏ األْ‏ ‏َكْرَمُ‏ *<br />

الَّذِي عَلَّمَ‏ بِالْقَلَمِ‏ * عَلَّمَ‏ اإلْ‏ ‏ِنْسَ‏ انَ‏ مَا لَمْ‏ يَعْلَمْ‏<br />

﴾.. فكان اإلسام رسالة الكلمة والقلم،‏ ودين<br />

العلم واألخاق،‏ ودعوة الحقّ‏ والهداية..‏ ثم<br />

أيّده الله بصحب يعرفهم ويعرفونه،‏ أمرهم<br />

بالسّ‏ مع والطّاعة لله ورسوله،‏ يف املنشط<br />

واملكره ويف العر والير،‏ وبالصّ‏ رب عى<br />

الباء وتحمّل األذى،‏ فكانوا كالجبال الرّوايس<br />

يف صربهم وإميانهم،‏ وخال ثاثة عرش سنة<br />

كاملة،‏ مل يرفعوا فيها ساحا عى أحد،‏ رغم<br />

الطغيان ومن طغى،‏ والظّلم ومن ظلم..‏ ومع<br />

ذلك،‏ أنزل الله قرآنا يُتى إىل يوم القيّامة،‏<br />

يف حقّ‏ بعض املشتكن واملحتجن منهم ﴿ أَمْ‏<br />

حَسِ‏ بْتُمْ‏ أَنْ‏ تَدْ‏ خُلُوا الْجَنَّةَ‏ وَلَاَّ‏ يَأْتِكُمْ‏ مَثَلُ‏<br />

الَّذِينَ‏ خَلَوْا مِنْ‏ قَبْلِكُمْ‏ مَسَّ‏ تْهُمُ‏ الْبَأْسَ‏ اءُ‏ وَالرَّ‏ ‏َّاءُ‏<br />

وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ‏ الرَّسُ‏ ولُ‏ وَالَّذِينَ‏ آمَنُوا مَعَهُ‏<br />

مَتَى نَرصْ‏ ُ اللَّهِ‏ أَالَ‏ إِنَّ‏ نَرصْ‏ َ اللَّهِ‏ قَرِيبٌ‏ ﴾.. فمن<br />

قال إذا،‏ أنّ‏ السّ‏ اح هوأحسن وسيلة،‏ ملعالجة<br />

قضايا األمّة ؟ بل الحق كل الحق يف اإلسام،‏<br />

أن الساح،‏ هوآخر وسيلة يلجأ إليها،‏ كالطّاق<br />

الذي هوأبغض الحال إىل الله،‏ واليّ‏ الذي<br />

هوآخر الدواء للعاج...‏ هذا والله أعى وأعلم..‏<br />

بقي سؤاالن مهاّ‏ ن،‏ سأكتب ردا عليها،‏ مبقال<br />

خاص،‏ يف القادم من األيّام إن شاء الله..‏ أمّا<br />

الحوار،‏ ففي اإلجابات التّي كتبناها بركة...‏<br />

تقبلّوا منّي أحى تحية وأطيب سام،‏ مع<br />

فائق التّقدير واالحرتام..‏ أخوكم ومُحبّكم،‏<br />

مدين مزراق


الوسطية<br />

22<br />

مقاالت<br />

املواطن...وعمليات التغريب<br />

يشَ‏ هدُ‏ هذَا العرصُ‏ تحَوالت إجتاعَية وثقافَية<br />

وسياسَ‏ ية وتربَوية نتيجة لثورة تكنولوجيا<br />

املعلومات وأنفتاح العامل عى بعضة البعض<br />

نظرًا لتقدم وسائل النقل واألتصاالت<br />

السلكية والاسلكية واألقار الصناعية<br />

واملحطات الفضائية والشبكات العنكبوتية<br />

‏»اإلنرتنت«،والتي أصبحت يف متناول اليد<br />

للصغر والكبر،‏ وهي توفر الوقت والجهد<br />

عى املستفيد من خدماتها بكل ير وسهولة<br />

يف ظل هذا التطور املشهود والكم الهائل من<br />

املعلومات املتدفقة بدأنا نشاهد تنكرا صبيانيا<br />

وهجمةً‏ عدائية من قبل البعض تجاه تراثنا<br />

القومي والحضاري واإلنساين وتجاه منظومة<br />

القيم واألخاق التي ترشبناها جيا بعد جيل<br />

ويؤمن بها السواد األعظم من أبناء األمة<br />

العربية تهدف هذه الهجمة الرشسة يف أبعادها<br />

املتشعبة إىل تغريب املواطن العريب داخل<br />

وطنه عن مقوماتِ‏ مصدر إعتزازه ومبعث<br />

قوتهوعنوان أستقاله وكربيائه وذلك عن<br />

طريق دس السم يف الدسم تارة ويف التشكيك<br />

مبا يؤمن به تارة أخرى وبإيقاع الفتنة بن<br />

أبناء األمة العربية الواحدة حاملة الرسالة<br />

وأصحاب أول مرشوع تنويري قُدم للبرشية<br />

يف العصور املظلمة من تاريخها,‏ وذلك من<br />

خال متزيق منظومة القيم وزحزحة مفاهيم<br />

األمة الواحدة ليسهل بعد ذلك اقتاعها من<br />

جذورها واإلنقضاض عليها ورشذمتها إىل أشاء<br />

وأشباه دول متاحكة متفرقة.‏<br />

أمام هذا الواقع األليم املعاش,‏ البد من<br />

صحوة جديدة يقودها حملة الفكر العريب<br />

والعلاء األجاء املتنورون وأصحاب الضائر<br />

الحية للتصدي لهذه الهجمة وذلك عن طريق<br />

توعية األمة بهذه املخاطر وبث روح الوحدة<br />

والعزة والكربياء واألنفة مباضيها,‏ امليء<br />

وحارضها املرشق,‏ ومستقبلها الزاهر,‏ وهذا<br />

يتطلب أيضاً‏ مأسسة لعملية الرتبية الوطنية,‏<br />

تبدأ من البيت,‏ وتنتقل إىل املدرسة ثم إىل<br />

الجامعة بعدها إىل مواقع العمل,‏ فالشعوب<br />

بحاجة بعد لقمة العيش إىل الرتبية وهذا ما<br />

يجمع عليه أهل الصن يف أمثالهم القائلة (<br />

بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي<br />

الرتبية(.‏ قد تكون جذور الرتبية مرة املذاق,‏<br />

وشاقة,‏ ولكنني أجزم بأن مثارها ستكون حلوة<br />

يف املستقبل املأمول,‏ إن بعض حاوتها الثبات<br />

عى املبادئ والحياة الفضى واإلعتزاز باإلنجاز<br />

العريب وتحمل املسؤولية بكل ثقة وإقتدار,‏<br />

ألن رشف الدفاع عن هذه املبادئ والوطن ال<br />

ميكن أن تحمله إال النفوس الكبرة,‏ املؤمنة,‏<br />

الواثقة واملطمئنة إىل تاريخها املجيد وحضارتها<br />

العريقة.‏ أننا ورثة رسالة خالدة,‏ وأبناء صحابة<br />

أجاء,‏ فاضت أرواحهم الزكية وهي تبرش<br />

اإلنسانية بالفجر الجديد,‏ وتعمل عى مسافة<br />

الزمن عى نرش مبادئ العدل والخر والسام<br />

واملساواة واألخاق الفاضلة.‏<br />

إن الوهن الذي أصابنا يف هذا العرص هونتاج<br />

قلة يف جرعات الرتبية الوطنية الجادة لذلك<br />

البد من نفض الغبار عن كواهلنا مرة ثانية<br />

لنعود كا كنا خر أمة أخرجت للناس تأمر<br />

باملعروف وتنهى عن املنكر،‏ وكم هوجميل أن<br />

يحيى اإلنسان وميوت دفاعا عن وطنه وقيمه<br />

ورسالته فليس مثة مكان أغى وأسمى من<br />

هذا الوطن.‏


قال عليه الصالة والسالم :<br />

‏»ثالثة ال ترد دعوتهم,‏ الصائم حتى يفطر واإلمام<br />

العادل ودعوة املظلوم«‏ رواه أمحد.‏<br />

23<br />

الوسطية<br />

أطل علينا مرةً‏ أخرى شهرُ‏ رمضان املبارك,‏<br />

وهوشهرٌ‏ يزهوبفضائله عى سائر الشهور,‏<br />

شهرُ‏ الصرب واملصابرة,‏ شهرٌ‏ ترمضُ‏ فيه الذنوب<br />

وتُحرَقُ‏ وال يبقى لها أثر,‏ شهر العبادة والعمل<br />

الديني والدنيوي,‏ شهرٌ‏ ميتاز عى غره من<br />

الشهور مبزايا عظيمة وفضائل عدة,‏ جعلت<br />

منه أفضل شهورِ‏ السنة.‏ ولحكمةٍ‏ معينة ميّز<br />

اللهُ‏ تعاىل بن خلقه زماناً‏ ومكاناً‏ ففضَّ‏ ل بعض<br />

األمكنة عى بعض فكانت مكة درّة األماكن,‏<br />

وفضَّ‏ ل شهر رمضان عى غره فكان كالشمس<br />

بن الكواكب.‏<br />

قال تعاىل:‏ « شَ‏ هْرُ‏ رَمَضَ‏ انَ‏ الَّذِيَ‏ أُنزِلَ‏ فِيهِ‏<br />

الْقُرْآنُ‏ هُدً‏ ى لِّلنَّاسِ‏ وَبَيِّنَاتٍ‏ مِّنَ‏ الْهُدَ‏ ى<br />

وَالْفُرْقَانِ‏ ..... ‏»البقرة/‏‎185‎‏,‏ فهوموسم الخر<br />

والطاعات والعبادات واألجر الوفر,‏ شهر العتق<br />

من النار والتوبة واملغفرة وتكفر الذنوب<br />

والسيئات,‏ قال عليه الصاة والسام:‏ ‏»الصلوات<br />

الخمس والجمعة إىل الجمعة ورمضان إىل<br />

رمضان مكفرات ملا بينهن إذا اجتنبت الكبائر«‏<br />

رواه مسلم.‏ شهر األجر والثواب والجود والكرم<br />

واإلحسان,‏ ففي الحديث القديس:‏ « كل عمل<br />

ابن آدم له إال الصوم فإنه يل وأنا أجزي به «<br />

رواه البخاري.‏<br />

وهوشهر الصيام والصرب والقيام وتاوة القرآن,‏<br />

شهر تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف<br />

فيه الحسنات وتجاب فيه الدعوات<br />

وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه<br />

السيئات,‏ قال عليه الصاة<br />

والسام:‏ ‏»ثاثة ال ترد<br />

دعوتهم,‏ الصائم<br />

حتى يفطر<br />

واإلمام العادل ودعوة<br />

املظلوم«‏ رواه أحمد.‏<br />

شهر فيه ليلة خر من ألف شهر,‏<br />

قال تعاىل:‏ ‏»لية القدر خر من ألف شهر«‏<br />

القدر/‏‎3‎‏,‏ وقال عليه الصاة والسام:‏ ‏»إن هذا<br />

الشهر قد حركم,‏ وفيه ليلة خر من ألف<br />

شهر من حُرمَها فقد حَرِم الخر كله,‏ وال يُحرَم<br />

خره إال محروم«‏ ابن ماجة.‏ شهر املبادرة<br />

إىل التوبة والعمل الصالح والتعاون عى الرب<br />

والتقوى,‏ فينبغي لكل مسلم املسارعة فيه إىل<br />

الطاعات وترك السيئات كباراً‏ وصغاراً,‏ رجاالً‏<br />

ونساءاً,‏ إال أن للمرأة فيه خصوصية,‏ فاملرأة<br />

املؤمنة الواعية الذكية هي التي تستثمر أجواء<br />

رمضان يف تغير وتعديل مسار حياتها وحياة<br />

أرستها واستغال جميع أوقاته يف مرضاة الله<br />

تعاىل,‏ ومن رحمة الله تعاىل بالنساء أنهن<br />

مأجورات يف كل أعالهن من رعاية وتربية<br />

وغرها إذا أطعن الله واحتسن األجر عنده.‏<br />

يذكر ابن رجب رحمه الله تعاىل أنه كان يف<br />

مكة امرأة متعبدة إذا أمست قالت:‏ يانفي<br />

الليلة ليلتك ال ليلة لك غرها فاجتهدت,‏ فإذا<br />

أصبحت قالت:‏ يا نفس اليوم يومك ال يوم<br />

لك غره فاجتهدت.‏<br />

وما يثر األىس يف النفس أن من النساء من<br />

تهدر الكثر من أوقات رمضان يف أمور ال<br />

تٌؤجَر عليها وال تعود عليها بالثواب أوالفائدة,‏<br />

كالزيارات الصباحية لتضييع جزء من النهار<br />

أوإدمان الهواتف ومواقع التواصل االجتاعي<br />

أومشاهدة التلفاز أوالنوم وغرها.‏<br />

وبعض النساء يضيعن معظم أوقاتهن يف<br />

إعداد الطعام للصامئن معتقداتٍ‏ أن يف ذلك<br />

ثوابا عظيا – ومع اإلقرار بحصول الثواب


الوسطية 24<br />

دراسات الوسطية<br />

– إال أنهن يفوتن عى أنفسهن بركة ساعات<br />

رمضان خاصة ساعة الغروب والسحر وأوقات<br />

االستجابة,‏ وحتى ال تضيع هذه األوقات الثمينة<br />

فإن هناك عدة أفكار مقرتحة ممكن للمرأة<br />

املسلمة االستفادة منها لتضاعف حسناتها<br />

ويُحسب رمضان لها ال عليها ومنها:‏<br />

استثار ساعات املكث يف إعداد الطعام<br />

‏)اإلفطار والسحور(‏ باستحضار نية إفطار<br />

وخدمة الصامئن استناداً‏ ملا روي عن أنس<br />

ريض الله عنه قال:‏ ‏»كنا مع النبي صى الله<br />

عليه وسلم يف السفرمنا الصائم ومنا املفطر<br />

فنزلنا يوماً‏ منزالً‏ حاراً,‏ فسقط الصُ‏ وَّم,‏ فقام<br />

املفطرون فربوا األبنية وسقوا الركاب,‏ فقال<br />

النبي صى الله عليه وسلم:‏ ذهب املفطرون<br />

اليوم باألجر«‏ رواه مسلم,‏ ما يدل عى أن<br />

للقائم عى الصائم أجر عظيم,‏ فا بالك إذا<br />

كان هذه القائم صامئاً‏ أيضاً,‏ كاملرأة الصامئة<br />

التي تقوم عى زوجها وأوالدها وبيتها دون<br />

إرسافٍ‏ أوترف اجتاعي,‏ وعليها استحضار نية<br />

الخدمة طاعة لله تعاىل لتكون عبادة تضاف<br />

إىل الصيام فيضاعف أجرها.‏<br />

أن تجتهد باستغال ساعات رمضان بالغنيمة<br />

الباردة وهي كرة الذكر والتسبيح والدعاء<br />

وهي تعمل سواء داخل البيت أوخارجه<br />

فتجمع بن الحُسنَين استحضار النية وكرة<br />

الدعاء والذكر,‏ والبعد عن فضول الكام.‏<br />

رضورة عدم اإلرساف يف إعداد الطعام والرشاب<br />

والحلوى واالكتفاء بصنف واحد يومياً‏ حفاظاً‏<br />

عى الصحة وحرمة رمضان والفوز بحسنة<br />

االقتصاد.‏ وميكن للمرأة مساعدة نفسها بإعداد<br />

جدول غذايئ يومي تراعي فيه الرتشيد وعدم<br />

التبذير,‏ وإلبعاد امللل والروتن عن األرسة<br />

ميكن تجديد أصناف املأكوالت بإضافة نكهات<br />

جديدة للطعام الزائد وبذلك تحفظ الوقت<br />

واملال,‏ فاملرأة هي املسؤولة األوىل عن املنزل,‏<br />

يقول عليه الصاة والسام:‏ ‏»كلكم راعٍ‏ وكلكم<br />

مسؤولٌ‏ عن رعيته ..... واملرأة راعية يف بيت<br />

زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها«‏ متفق عليه.‏<br />

يف حالة وجود فائض طعام يستحسن<br />

التصدق به وعدم مأل الحاويات بأصناف<br />

الطعام الصالح,‏ فكم من أرسة فقرة ال تجد<br />

قوت يومها,‏ وحبذا لوكان التصدق يومياً‏<br />

لنوال أجر إفطار الصائم.‏<br />

ميكن للمرأة أثناء العمل املنزيل االستاع<br />

لتاوة القرآن الكريم والحرص عى متابعة<br />

الربامج الدينية الرمضانية فيا يهم املرأة يف<br />

رمضان.‏<br />

املواظبة عى أداء الصلوات يف أوقاتها وعدم<br />

االنشغال باألعال املنزلية عى حساب الصاة,‏<br />

وكذلك املواظبة قدر اإلمكان عى صاة<br />

الرتاويح ‏)قيام ليل رمضان(‏ سواء يف البيت<br />

أواملسجد علاً‏ أن صاة املرأة يف املسجد<br />

للرتاويح لها منافع ال ميكن تحصيلها يف املنزل<br />

إذا التزمت أوامر الرشع وإال فالبيت خرٌ‏ لها<br />

لقول الرسول صى الله عليىه وسلم:‏ ‏»صاة<br />

املرأة يف بيتها أفضل من صاتها يف حجرتها ،<br />

وصاتها يف مخدعها أفضل من صاتها يف بيتها«‏<br />

رواه أبوداود,‏ فالرتاويح من السنن التي تعطي<br />

شهر رمضان روحانية خاصة,‏ مع التذكر بحث<br />

جميع أفراد أرستها عى أداء الصلوات فهي<br />

الركن األول قبل الصيام.‏<br />

الحرص عى اإلكثار من الصدقات املفروضة<br />

والتطوعية قدر املستطاع علاً‏ أن الصدقة ال<br />

تقترص عى املال وزكاته,‏ فهي جائزة بكل<br />

ما ينتفع به اإلنسان,‏ فلها التصدق مبا لديها<br />

من مابس ال تستخدمها أوأحذية أوأواين<br />

بعد تنظيفها وإخراجها للفقراء أوالجمعيات<br />

الخرية,‏ ذلك أن للصدقة يف رمضان أجرين,‏<br />

أجر الصدقة وأجر فضل الزمان الذي أُخرجت<br />

فيه ‏)فضل شهر رمضان(.‏<br />

املحافظة عى صاة النوافل كالضحى وغرها<br />

واملواظبة عى تاوة القرآن الكريم وتدبره,‏<br />

ويف حالة العذر الرشعي القيام بالعبادات التي<br />

ال يشرتط لها الطهارة مثل الدعاء والتسبيح<br />

واالستغفار وخدمة الصامئن والقيام بأعال<br />

الرب وصلة الرحم التي تتأكد يف رمضان,‏ يقول<br />

عليه الصاة والسام:‏ ‏»إذا مرض العبد أوسافر<br />

كتب الله تعاىل له من األجر مثل ما كان<br />

يعمل صحيحاً‏ مقياً«‏ رواه البخاري.‏<br />

عدم تأخر رشاء مستلزمات العيد إىل آخر<br />

شهر رمضان حتى ال تضيع بركة استغال<br />

العرش األواخر منه بالتسوق ومكابدة زحام<br />

هذه األيام,‏ والحرص عى عدم اإلرساف يف<br />

املشرتيات وعدم املبالغة يف حلوى العيد وما<br />

تعارف عليه الناس من الزينة سواء يف الشهر<br />

املبارك أويف العيد,‏ مع التأكيد أن ال يشء مينع<br />

من إظهار الفرح واالبتهاج باملواسم الدينية<br />

الخرّ‏ ة رشيطة عدم املبالغة والوقوع بالحرام,‏<br />

فإظهار الفرح جائز أما املبالغة فيه فمنهيٌّ‏<br />

عنها.‏<br />

عى املرأة أن تكون حكيمة ملتزمة بتعاليم<br />

دينها يف كل األوقات واألزمان,‏ فقوة األرسة<br />

من قوة املرأة امللتزمة مبسؤولية أمانة الرتبية<br />

والحفاظ عى األرسة دون إفراط أوتفريط,‏<br />

وأن تكون مصدرراحة لزوجها لتأدية فروضه<br />

بطأمنينة وعوناً‏ له عى أداء رسالته وتحمل<br />

مسؤوليته وحثه عى صلة الرحم يف هذا<br />

الشهر املبارك,‏ فتذكره ما ني وتعينه عى ما<br />

وعى وأن تكون مصدر سعادة لجميع أفراد<br />

أرستها,‏ فإن يف ذلك سعادتها يف الدنيا واآلخرة.‏<br />

أن تتجنب إضاعة فضيلة رمضان مبتابعة<br />

امللهيات من الربامج واملسلسات التلفزيونية,‏<br />

وهذا ال مينع التسلية الهادفة مبتابعة الربامج<br />

الثقافية والدينية وانتقاء الهادف من<br />

املسلسات االجتاعية وعليها مراقبة أفراد<br />

األرسة عن كثب خاصة املراهقن يف مشاهداتهم<br />

التلفزيونية ومواقع االنرتنت وتطبيقات<br />

األلعاب الهاتفية.‏<br />

ونصيحتي للمرأة أن تبادر باألعال الصالحة<br />

وتسعى الستغال أوقات وساعات رمضان<br />

كلها,‏ فمن مل تستغل وقتها يف رمضان لن<br />

تستغله أبداً.‏


الوسطية 25<br />

ركن األسرة المسلمة<br />

) المرأة في اإلسالم (<br />

غالباً‏ ما نجد يف ظل التشابكات الفكرية<br />

أن لكل طرف يف خصومة ما له نصيبه من<br />

التهم املشارة إليه ولعل أبرز املواضيع التي<br />

تطرح عى الطاوالت املستديرة موضوع املرأة<br />

وحرياتها وحقوقها يف اإلسام وقد أثرت<br />

كثر من الشبهات حول تلك املسألة،‏ وألجل<br />

الوقوف عى حقيقة املدعي والخروج بكلمة<br />

فصل وسط فإننا نحتاج أن نعمل مقارنة بن<br />

موقف اإلسام من املرأة وموقف غره منها<br />

فإن األلوان يظهر متايزها عندما نضع أحدها<br />

بجانب اآلخر.‏<br />

فلوأخذنا نظره عابرة عن موقف األفكار غر<br />

املسلمة عن املرأة لوجدنا العجب العجاب<br />

ومن غر أن نسمي املذاهب واألديان فلسنا<br />

يف صدد املسميات،‏ أذكر جملة من املواقف<br />

الفكرية وما قيل عن املرأة...‏ فبعضهم<br />

يرى أن أصل املرأة متاع من أمتعة الحياة<br />

املختلفة،‏ وبعضهم يراها األصل يف كل رش.‏<br />

ومثلها بعضهم املرض واملوت وذهبت القبائل<br />

العربية يف الجزيرة العربية إىل أنها تدور بن<br />

العار وبن كونها وعاء تستفرغ به الشهوات<br />

فهي سلعة تباع وتشرتى كأي سلعة أخرى<br />

واستمرت هذه النظرة املادية حتى يف عرص<br />

اإلنفتاح املعارص فأصبحت املرأة ليست سوى<br />

جسد متجرد عن أي أمور حسية أومعنوية ما<br />

ترك آثاراً‏ سلبية يف تلك املجتمعات لعل الكثر<br />

منها مل يدرك بعد...‏<br />

وسيأيت الكام عنها تبعاً.‏<br />

أما موقف اإلسام للمرأة فهويف حقيقته<br />

عكس ما قال وعكس ما روج له فمن وقت<br />

طويل ونحن نسمع الخطب الرنانة واملقاالت<br />

الطويلة أن اإلسام قد اضطهد املرأة وسلبها<br />

حريتها وجعلها كأداة أوتوماتيكية تؤدي<br />

واجبات وإلتزامات تجاه الرجل يف بيته وأوالده<br />

ليس إال.‏<br />

وعى غرار ما ذكر آنفاً‏ فسأذكر جملة من<br />

الحقائق حول موقف اإلسام تجاه املرأة:‏<br />

1- إن من أوائل السور القرآنية سورة إسمها<br />

سورة النساء.‏<br />

2- والثانية سورة مريم وهي أم عيى ‏)عليه<br />

السام(.‏<br />

3- اهتم القرآن بتفصيل أحكام املرأة وحقوقها<br />

تفصياً‏ دقيقاً،‏ ففصل أحكام مراثها ومقدار<br />

حقها وجعل لها موردين من الرزق ثابتن<br />

وها حقها يف الرتكة ووجوب اإلنفاق عليها<br />

من قبل وليها زوجاً‏ كان أوأباً‏ أوإبناً‏ أوسلطاناً.‏<br />

4- فصل أحكام طهارتها من حيض ونفاس<br />

اهتاماً‏ منه بجانبها الصحي والوقايئ وفصل<br />

أحكام زواجها ومهرها وأوجب رضاها يف<br />

الزواج وعالج مشاكلها الزوجية ووجهها<br />

نحوحياة أرسية مثى.‏<br />

5- أتاح لها حق العمل باملهنة التي<br />

تحسن صنعتها برشط أن ال يؤدي<br />

ذلك إىل التجاوز عى شخصها<br />

ورشفها واستغال<br />

أنوثتها فرفيدة<br />

األسلمية أول ممرضة يف اإلسام.‏<br />

وجعل عمر بن الخطاب إمرأة تسمى املالية<br />

مسؤولة عن السوق وشاركت النساء املسلات<br />

يف الدفاع عن املدينة املنورة يف غزوة أحد<br />

وهناك عدد من النساء العاملات ال يحى<br />

من اللوايت اشتهرن بالعلم ورواية الحديث<br />

والتفسر والفقه واملناظرات وسائر العلوم<br />

األخرى،‏ فاإلسام عندما أعطى للمرأة حريتها<br />

يف كل هذا فإنه وضع أمام ذلك كله رشط أن<br />

ال يتعدى عى حريتها وشخصيتها وكرامتها ألن<br />

الحفاظ عى شخص ميثل نصف املجتمع ويلد<br />

لنا النصف اآلخر جدير بكل هذا اإلهتام.‏


الوسطية 26<br />

ركن األسرة المسلمة<br />

للوصول اىل املراتب العليا وتطهر النفس،‏<br />

فهوال يتكرر إال كل عام..‏ ومن يدري هل<br />

سندركه مرة أخرى؟ أم يكون هذا هواللقاء<br />

األخر الذي ننعم به؟ إنه الشهر الذي قال<br />

ربنا عز وجل عنه:‏ ‏}شَ‏ هْرُ‏ رَمَضَ‏ انَ‏ الَّذِي أُنْزِلَ‏<br />

الضمر..‏ تلك الشفافية التي يستشعرها الصائم،‏<br />

فهي الزاد الذي يتزود به املسلم عى الصيام<br />

والقيام وتزيد من قدرته عى التعبد يف الشهر<br />

الفضيل،‏ وتبعده عن الوهن والضعف الذي<br />

يصيبه من ضغوطات الحياة الذي أصبحت<br />

االسرة املسلمة واغتنام الشهر الفضيل<br />

يفرح املسلمون بقدوم الشهر الكريم،‏<br />

ألنه من أعظم نعم الله تعاىل عى عباده<br />

املؤمنن،‏ فهوشهر تتنزل فيه الرحات،‏ وتغفر<br />

فيه الذنوب والسيئات،‏ وتضاعف فيه األجور<br />

والدرجات،‏ ويعتق الله فيه عباده من النران،‏<br />

قال النبيّ‏ صى الله عليه وسلّم:‏ ‏»إذا دَخَلَ‏<br />

رَمَضَ‏ انُ‏ فُتِّحَتْ‏ أبوابُ‏ الجنَّة،‏ وَغُلِّقَتْ‏ أبوابُ‏<br />

جَهَنَّم،‏ وَسُ‏ لْسِ‏ لَت«)متفق عليه(.‏<br />

وللمرأة املسلمة دور كبر يف إعطاء األيام<br />

الرمضانية رونقاً‏ خاصاً‏ مل لها من مزايا عى<br />

صنع التغير يف ارستها من خال اإلرشاف<br />

والتنظيم عى اغتنام فرصة الشهر الفضيل<br />

فِيهِ‏ الْقُرْآنُ‏ هُدىً‏ لِلنَّاسِ‏ وَبَيِّنَاتٍ‏ مِنَ‏ الْهُدَ‏ ى<br />

وَالْفُرْقَانِ‏ فَمَنْ‏ شَ‏ هِدَ‏ مِنْكُمُ‏ الشَّ‏ هْرَ‏ فَلْيَصُ‏ مْهُ‏<br />

وَمَنْ‏ كَانَ‏ مَرِيضً‏ ا أَوعَىَ‏ سَ‏ فَرٍ‏ فَعِدَّ‏ ةٌ‏ مِنْ‏ أَيَّامٍ‏<br />

أُخَرَ‏ يُرِيدُ‏ اللَّهُ‏ بِكُمُ‏ الْيُرْ‏ َ وَال يُرِيدُ‏ بِكُمُ‏ الْعُرْ‏ َ<br />

وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّ‏ ةَ‏ وَلِتُكَربِّ‏ ‏ُوا اللَّهَ‏ عَىَ‏ مَا هَدَ‏ اكُمْ‏<br />

وَلَعَلَّكُمْ‏ تَشْ‏ كُرُونَ‏ } ‏]البقرة:‏ 185[.<br />

فلقد كان الصحابة يتطلعون إليه،‏ قبل أن يحل<br />

بستة أشهر كاملة،‏ يدعون الله عز وجل أن<br />

يبلغهم رمضان وليلة القدر التي هي خر من<br />

ألف شهر والعبادة فيها تتجاوز الثانن عامًا،‏<br />

غر أن اإلستعداد لهذا الشهر الفضيل يختلف<br />

من شخص آلخر،‏ فالبعض يبتهجون ألنه<br />

اتيحت لهم فرصة إدراك هذا الشهر الكريم<br />

الذي هوشهر التوبة واملغفرة والعتق من النار<br />

فيجهزون أنفسهم ويعدونها للعبادة والطاعة<br />

والتزود من الهدى والتقوى،‏ فيا آخرون ال<br />

يرون يف رمضان إال شهر تسلية وتكاسل عن<br />

العمل وأكل ورشب،‏ ويضيعوا فرصة رمبا ال<br />

تأتيهم مرة أخرى.‏<br />

ولألرسة املسلمة الحريصة عى إغتنام بركة<br />

الشهر الفضيل بعض النصائح العملية التي<br />

تساعد األرسة عى حسن استقبال شهر الصيام:‏<br />

- استحضار النية لكل فرد من أفراد األرسة<br />

للخروج بأقى زاد ممكن من الشهر الفضيل،‏<br />

والتوبة قبل أن يحل شهر رمضان،‏ من كل<br />

الذنوب،‏ صغرها وكبرها،‏ ما كان منها يف حق<br />

الله،‏ وما كان منها يف حق العباد،‏<br />

- تهيئة النفس عى التقوى ‏-كا يقول األستاذ<br />

سيد قطب - رحمه الله-‏ هي شفافية يف<br />

جزء ال يتجزء من حياتنا اليومية.‏<br />

- التسامح والتجاوز عن هفوات اآلخرين<br />

يعيد للقلوب مشاعر املودة الصافية،‏ ومشاعر<br />

الرحمة،‏ والتجاوز عن الزلل،‏ والتاس العذر<br />

بعد العذر ملن يشاركنا الحياة.‏<br />

- اإلستعداد البناء بن أفراد العائلة إلدارة<br />

الوقت واغتنامه يف التعبد وتاوة القرآن،‏ وذلك


27<br />

الوسطية<br />

بوضع برنامج تعبدي واقعي لكل عرشة أيام<br />

حتى نصل ألقى درجة يف العرش األواخر<br />

من رمضان..‏ تلك الليايل املباركة التي نرتقب<br />

فيها ليلة القدر.ليتحول الشهر الفضيل إىل خر<br />

وبركة لألرسة.‏<br />

- مراعاة امليزانية املالية يف اإلستعداد للشهر<br />

الفضيل،‏ وعدم تحميل العائلة فوق طاقتها<br />

من األعباء املالية يف تقديم الوجبات الباهظة<br />

التكاليف للدعوات الرمضانية عى موائد<br />

اإلفطار،‏ وللزوجة الدور الكبر يف تنظيم<br />

ميزانية الشهر الفضيل،‏ وخاصة أن بعض<br />

التجار يستغلون الشهر الفضيل برفع أسعار<br />

السلع الرورية التي البد منها هداهم الله<br />

ولوأنهم استغلوا هذا الشهر بالتسهيل عى<br />

املسلمن لرزقهم الله أضعاف ما يجنونه من<br />

اإلستغال البشع إلخوانهم املسلمن.‏<br />

- الشعور مبعاناة الفقراء واملحتاجن،‏ وأال تجعل<br />

األرسة من شهر رمضان مأكلة ومرشبة،‏ إذ أن<br />

كرة الطعام والرشاب تقي القلب وتضعف<br />

الجسم عن القيام بعبادة الشهر الفضيل،‏<br />

وخاصة واألمة اإلسامية تعيش يف ضنك الترشد<br />

من بادها هربا من ظلم اإلنسان لإلنسان،‏<br />

فاملسلمن جسد واحد وعى كل مسلم الشعور<br />

مع أخيه املسلم يف كافة أرجاء العامل،‏ وال<br />

ننى شكر الله عى نعمة األمن واألمان يف<br />

بلدنا الغايل العزيز عى قلوبنا أدام الله قيادته<br />

الهاشمية الرشيدة الحريصة عى توفر الحياة<br />

السعيدة لشعبها بقدر استطاعتها.‏<br />

- عى اصحاب رؤوس األموال من<br />

أرباب األرس التي أكرمها الله بالرزق الوافر<br />

بإخراج زكاة أموالهم يف هذا الشهر الفضيل<br />

ألن األجر مضاعف لهم،‏ والشعور بغرهم من<br />

أخوانهم املسلمن وإدخال الرور عى قلوبهم،‏<br />

واإلهتام بأعال الخر الواسعة واملتنوعة من<br />

مسابقات قرآنية ونشاطات علمية هادفة،‏<br />

فاملنتدى العاملي للوسطية جزى الله القامئن<br />

علية بإدارة املهندس مروان الفاعوري،‏<br />

ورئيسة القسم النسايئ يف املنتدى السيدة<br />

سوسن املومني عى إقامة املسابقة القرآنية<br />

الخامسة وتكريم الفائزين من الحفظة لكتاب<br />

الله العزيز يف الشهر الفضيل،‏ أعز اإلسام<br />

واملسلمن بكل من له باع خر بالنهوض<br />

باإلسام،‏ باإلضافة إىل ما يقوم به املنتدى<br />

من مؤمترات علمية هادفة واستضافة العلاء<br />

األفاضل بهدف مناقشة هموم املسلمن<br />

ودحض الشبهات عن دين اإلسام العظيم<br />

وتوضيحه بالصورة الواضحة املرشقة بأنه دين<br />

أىت إلسعاد البرشية وليس كا يصوره البعض<br />

بأنه اإلرهاب بعينه متناسن بأن بعض األفراد<br />

ممن يحملون مسمى اإلسام يشوهون اإلسام<br />

بأفكارهم املتطرفة البعيدة كل البعد عن<br />

اإلسام وساحته وهؤالء الميثلون اإلسام فهم<br />

ميثلون أنفسهم فقط.‏<br />

- عى األرسة املسلمة بذل الجهد لرتبية<br />

أبناءها عى اسس اميانية يف الشهر الفضيل،‏<br />

فا يبقى الوالدان مشغولن يف العبادة وترك<br />

ابنائهم يجلسون أمام التلفاز والسهر عليه<br />

حتى ساعات الفجر،فعليهم إرشاك ابناءهم يف<br />

العبادات الرمضانية،‏ واصطحابهم إىل املسجد،‏<br />

وتخصيص وقتًا ملدارسة آية أوحديث،‏<br />

وإرشاكهم يف املسابقات الرمضانية.‏<br />

‏-التعاون بن أعضاء األرسة يف الخدمة<br />

واملساهمة يف أعباء ومسئوليات موائد الشهر<br />

الفضيل،‏ حتى تستطيع النساء يف األرسة من<br />

مارسة العبادات الرمضانية بنشاط.‏<br />

‏»اللهم بلغنا رمضان،‏ وأعنا عى الصيام<br />

والقيام،‏ وفرج هموم املسلمن يف كل مكان<br />

بربكة الشهر الفضيل«‏


الوسطية 28<br />

دراسات الوسطية


‏"أعالم الوسطية الدكتور طه جابر العلواني " رحمه الله<br />

29<br />

الوسطية<br />

ولد الشيخ طه جابر العلواين يف العام<br />

1935, يف مدينة الفلوجة,‏ مبحافظة األنبار يف<br />

العراق,‏ وتلقَّى فيها تعليمه االبتدايئ,‏ والتحق<br />

باملدرسة الدينية اآلصفية,‏ التي أنشأها الشيخ<br />

الهام عبد العزيز سامل السامرّايئ,‏ وتخرَّج<br />

منها مع كوكبة من العلاء:‏ ياسن الخطيب,‏<br />

وخليل الفياض,‏ وعبد امللك السعديّ‏ , وانتقل<br />

لبغداد ليكمل تعليمه عى نخبة من املشايخ<br />

األعام:‏ أمجد الزهاوي,‏ ومحمد القزلجي,‏<br />

وقاسم القيي,‏ ومفتي العراق فؤاد اآللويس,‏<br />

وأجيز بالعلوم الرشعية عام 1953, وانتقل<br />

إىل السليانية فرتةً‏ لانتفاع من مشايخها<br />

وعلومهم,‏ وعمل إماماً‏ وخطيباً‏ ببغداد,‏ مبسجد<br />

حسيبة الباججي.‏<br />

وانتقل إىل مرص ليكمل يف األزهر الرشيف<br />

دراسته:‏ فحصل ثانيةً‏ عى الشهادة الثانوية,‏<br />

فالليسانس واملاجستر ثمَّ‏ الدكتوراه.‏<br />

وماَّ‏ وسَّ‏ ع مداركه الفكريَّة,‏ األحداث<br />

الجسام,‏ وتعدُّ‏ د التيارات السياسية,‏ يف العراق<br />

ومرص,‏ وما اكتسبه من خربات العمل أستاذاً‏<br />

للفقه يف الكليَّة العسكرية,‏ وكلية الدراسات<br />

اإلسامية ببغداد,‏ ونشاطات دعوية,‏ وسَّ‏ عت<br />

آفاق ثقافته.‏<br />

عمل بعد الدكتوراه بجامعة محمد<br />

بن سعود بالرياض لعرشة أعوام استاذاً,‏<br />

ومستشاراً‏ ملؤسسات أخرى,‏ وانتقل بعدها<br />

للواليات املتحدة األمريكية,‏ ليشارك يف تأسيس<br />

املعهد العاملي للفكر اإلساميّ‏ , مع كوكبةٍ‏<br />

من األساتذة األكادمييّن,‏ كالشهيد إساعيل<br />

الفاروقي,‏ وجال الربزنجي,‏ وعبد الحميد<br />

أبوسليان؛ بهدف تجديد الخطاب الدينيّ‏ ,<br />

والرشوع مبرشوع ‏»إسامية املعرفة«,‏ فكان<br />

عضوا مؤسسً‏ ا ملجلس أمناء املعهد،‏ وترأس<br />

املعهد لألعوام 1988- 1996.<br />

أزمةَ‏ األمّ‏ ة<br />

أزمةٌ‏ فكريَّةٌ‏ محضةٌ‏<br />

وللشيخ العلواين نشاطات علمية وفكرية<br />

كثرة،‏ وهوعضويف كثر من املجامع العلمية<br />

الدولية،‏ فكان عضوًا مؤسسً‏ ا لرابطة العامل<br />

اإلسامي،‏ واملجمع امللي لبحوث الحضارة<br />

اإلسامية باألردن،‏ ومجمع الفقه اإلسامي<br />

الدويل بجدة.‏<br />

وكان رئيساً‏ مؤسساً‏ ملجلس الفقه اإلسامي يف<br />

أمركا الشالية،‏ ورئيس التحرير املؤسس ملجلة<br />

‏»إسامية املعرفة«،‏ والرئيس املؤسس لجامعة<br />

العلوم اإلسامية واالجتاعية بفرجينيا،‏ لتكون<br />

مجاالً‏ تطبيقيَّاً‏ ملرشوعه,‏ والرشوع يف عمليَّة<br />

تجديد الفكر عملياً؛ وشغل منصب أول أستاذ<br />

كريس للربنامج املشرتك يف الدراسات اإلسامية,‏<br />

الذي تقدمه عرش جامعات أمركية يف واشنطن<br />

العاصمة،‏ وغر ذلك كثر.‏<br />

تتأسس كتابات الشيخ العلواين عى منهجيَّةٍ‏<br />

ناقدةٍ,‏ بلغت عمقَ‏ الرتاث اإلسامي,‏ بل وبعض<br />

آثار الرتاث اإلنساينِّ‏ كالغريبّ‏ اليوناينّ‏ والروماين<br />

والحديث,‏ والدينيّ‏ كاليهودي,‏ ومل تغادر جهودُه<br />

النقديَّةُ‏ الواقعَ‏ , الذي تعيشه األمَّةُ,‏ باحثاً‏ عن<br />

أسباب أزماتها؛ فبلغ نتيجةً‏ تؤكِّدُ‏ أنَّ‏ ‏»أزمةَ‏<br />

األمّة أزمةٌ‏ فكريَّةٌ‏ محضةٌ«,‏ وهي محاوالت<br />

فكريَّة,‏ ميكن وصفها ‏»بالتفكيكيِّة«؛ لكنَّه مل<br />

يلبث أن وصف لها العاج الازمَ,‏ ملا يخرجها<br />

من أزمتها,‏ يف إطار جهوده,‏ التي ميكن وصفها<br />

‏»بالرتكيبيَّة«.‏<br />

تلك الجهود التفكيكية والرتكيبية,‏ أصَّ‏ ل لها<br />

العلواين-ومعه زماؤه وتامذته-‏ يف مشوع


الوسطية 30<br />

دراسات الوسطية<br />

‏»إساميَّة املعرفة«,‏ التي يراد منها تحديد<br />

القواعد األساسية,‏ التي تنبني عليها مبادئ<br />

الدين الحنيف,‏ لتكون:‏<br />

أوالً:‏ ضابطاً‏ منهجيَّاً‏ للمجال املعريفّ‏ اإلساميّ‏ ,<br />

يحفظ اإلسام وجوهره,‏ يف إطار الدراسات<br />

الفكرية,‏ التي تعتمد التفكَّر الجدير بالوصف<br />

باإلساميِّ‏ .<br />

ثانياً:‏ دلياً‏ ومرشداً,‏ للتنشئة اإلساميَّة,‏ وبناء<br />

الشخصيَّة املسلمة,‏ نفسيَّاً‏ وعلميَّاً.‏<br />

وبناءً‏ عى نتائج البحث الفكريّ‏ يف مرشوع<br />

إساميّة املعرفة,‏ أكَّد رضورة إعادة تشكيل<br />

العلوم الحديثة,‏ وفقاً‏ لشبكة املبادئ األساسية<br />

اإلسامية,‏ وتأسيساً‏ عى منظومة اإلسام<br />

القيميَّة,‏ مبختلف مستوياتها:‏ الكليَّة,‏ والحاكمة,‏<br />

واملولِّدة؛ وبذلك ميكن اعادة االعتبار للرؤية<br />

اإلسامية,‏ وجعلها منطلقاً‏ معرفيَّاً,‏ يرسم<br />

للعلوم والدراسات مداخلها املنهاجية,‏ وليحدِّ‏ د<br />

لها مجاالتها املعرفية,‏ ويصف أدواتها,‏ فتسهم<br />

يف تصويب واقع األمَّة املأزوم,‏ وبناء مستقبلها<br />

من الشهود الحضاريّ‏ .<br />

وتتلخص أبرز املحدِّ‏ دات الفكريَّة,‏ للشيخ<br />

طه العلواينّ,‏ يف:‏<br />

1. الجمع بن القراءتن,‏ قراءة الوحي وقراءة<br />

الكون,‏ تأسيساً‏ عى أمرٍ‏ الله تعاىل اإلنسانَ‏<br />

بالقراءتن,‏ واكتشاف ناظم منهجيٍّ‏ بن:‏ الوحي,‏<br />

والكون,‏ فكاها يوصل إىل اآلخر,‏ يف إطارٍ‏<br />

تكاميٍّ‏ توافقيٍّ‏ سننيّ‏ , يحقِّق الهدى اإلنساينّ.‏<br />

2. االنضباط باملرجعيَّة القرآنية,‏ فا جدوى<br />

من املحاوالت الفكرية لتفكيك أزمة األمة<br />

فضاً‏ عن تركيبها,‏ ما مل تُنَ‏ عى هديَ‏ القرآن<br />

املجيد؛ فهوالخطاب العامليّ‏ الوحيد,‏ املعادل يف<br />

منهجيته لحركة الكون وسننه.‏<br />

3. تحديد معامل فقه املراجعات,‏ وربط آثار<br />

الرتاث الفقهي بأصوله وببيئته:‏ الزمانية,‏<br />

واملكانية,‏ ليكون ارتباط املايض بالحارض<br />

وباملستقبل موافقاً‏ للمنهج العامليّ‏ , وما يحقِّق<br />

عامليَّتَه؛ فالفقه املوروث ال يُسَ‏ لَّم بصحَّة<br />

أحكامه يف واقعنا,‏ دونا نقد وتحليل,‏ يؤسس<br />

لها العقل املنضبط باملرجع,‏ ومبقاصده.‏<br />

4. العامليَّة:‏ وتنطلق من إقرار التعدُّ‏ د سنَّةً‏ ,<br />

واستيعابه,‏ يف دعوةٍ‏ تعود بالنفع لكافَّةِ‏ أطرافها<br />

من الناس,‏ فالعاملية عامل دافع إلخراج الناس<br />

من العبودية إىل الحرية,‏ بعبادة ربِّ‏ العباد.‏<br />

ترك الشيخ طه العلواين آثاراً‏ كثرةً,‏ لعلَّ‏<br />

أبرزها:‏<br />

‎1‎‏.املحصول يف علم أصول الفقه:‏ وهودراسة<br />

وتحقيق لكتاب اإلمام األصويل الناظر املفرِّ‏<br />

فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن<br />

الرازي,‏ الذي قدَّ‏ م فيه,‏ دراسات عديدة,‏ المس<br />

منهجية اإلمام,‏ فكان مبثابة فهم لشخصية<br />

اإلمام,‏ ومنهجيته,‏ التي تامس آثاره املتعدِّ‏ دة<br />

تخصصاتها.‏<br />

‎2‎‏.نحوالتجديد واالجتهاد ‏»مراجعة يف املنظومة<br />

املعرفية اإلسامية:‏ الفقه وأصوله«:‏ ويدعوفيه<br />

لتأسيس علم املراجعات,‏ بجعل الرتاث مادَّةً,‏<br />

الكتشاف منهجيّة,‏ تامس صاحيَّته املستمرَّة,‏<br />

يف إطار مراجعات الفقه وأصوله,‏ وعلم<br />

املقاصد,‏ وعلوم السنّة,‏ وسواها؛ باالنضباط<br />

بهدي القرآن,‏ ليكون حاكاً‏ عليها.‏<br />

‎3‎‏.معامل يف املنهج القرآين:‏ وميثل محاولةً‏<br />

للتأسيس العلمي املنهجي,‏ باعتاد القرآن<br />

مرجعاً,‏ وبجعل خطاب القرآن مؤسساً‏ لبناء<br />

الثقافة,‏ بكلِّ‏ معاملها ومكوِّناتها ومستوياتها,‏<br />

وباالنضباط مبقتضيات العاقة بن:‏ الوحي,‏<br />

والنبوّة,‏ والعقل؛ وضبط املسافات,‏ التي رسمها<br />

منهج التوحيد بينها؛ مبا يؤسِّ‏ س معامل الرؤية<br />

الكونية اإلسامية املعرفية,‏ املؤسسة لكلِّ‏ ما<br />

يرسم معامل الحضارة.‏<br />

‎4‎‏.نحومنهجية معرفية قرآنية:‏ ميثِّل جهداً‏<br />

معرفيَّاً,‏ ملامسة القواعد األساس التي يرسمها<br />

منهج التوحيد,‏ بوضع رشوط القراءة التدبرية,‏<br />

لاستهداء مبوجهات القرآن املعرفية بعد<br />

معرفتها,‏ ومامسة معامل املنهجية التوحيدية,‏<br />

وتحديد دور العقل املسلم يف نسجها,‏ باستلهام<br />

قواعد العاقة بن:‏ الغيب,‏ واإلنسان,‏ والكون؛<br />

وبيان األبعاد املفاهيمية ‏»للعلم«,‏ ‏»والقراءة«,‏<br />

وما يتّصل بصفات الخطاب العامليِّ‏ .<br />

‎5‎‏.مقدمة يف إسامية املعرفة:‏ محض محاولةٍ,‏<br />

يتجاوز فيها العقل املسلم,‏ تجاوز أزمة األمة,‏<br />

ليحقِّق الجمع بن القراءتن,‏ وما يؤسس<br />

للمعرفة املنهجية,‏ يف إطار اإلقرار بوجود وحدةٍ‏<br />

بنائية للقرآن املجيد,‏ تؤسس ملعرفة إنسانية,‏<br />

وطبيعية,‏ الرتباطيها بغايات ومقاصد ترتبط<br />

بالبعد الغيبي.‏<br />

‎6‎‏.الخصوصية والعاملية يف الفكر اإلسامي<br />

املعارص:‏ يعالج مواضيع مهمة,‏ بكشف<br />

املسافات القيمية,‏ بعد بيان حقيقة:‏ التعدديَّة,‏<br />

والتنوع,‏ والخصوصية,‏ والعاملية,‏ وثنائية األنا<br />

واآلخرين,‏ بتفعيل الرؤية الكلية املعرفية<br />

اإلساميّة.‏<br />

‎7‎‏.مقاصد الرشيعة:‏ يكشف عا ميكِّن من بناء<br />

فقه,‏ ينبني عى مراعاة األولويات,‏ وتأصيل<br />

أسس من مقاصد العقيدة,‏ ملقاصد الرشيعة,‏<br />

تستلهم من الخطاب القرآين والنبوي,‏ وما<br />

تؤسسان له من معامل الرؤية الكلية املعرفية<br />

اإلسامية,‏ ومراعاة ما أسَّ‏ س له املعنيون<br />

بالدراسات املقاصدية.‏<br />

‎8‎‏.إصاح الفكر اإلسامي:‏ وشكَّل قراءةً:‏<br />

لخصائص الخطاب اإلسامي,‏ وأسباب األزمة<br />

الفكرية,‏ والعقل املأزوم,‏ ومعوقات اإلصاح,‏<br />

لتحديد معامل املرشوع اإلصاحي,‏ الذي<br />

يراعي:‏ املرجع القرآين املنشئ,‏ القادر عى<br />

تجديد الفكر,‏ بتمكينه من تبوُّء مكانته,‏ يف<br />

حلِّ‏ أزمات اإلنسانية,‏ وتلبية حاجاتها,‏ ومتكن<br />

الفكر من الحضور«‏ بالفاعليَّة,‏ وليس بالقولبة<br />

فيا كان من نتاجات العقل املسلم,‏ وسدِّ‏<br />

أبواب الفقه,‏ وسلب العقل مكانته,‏ وال يف<br />

االستاب من العقل الغريب,‏ بالتسليم لنتاجاته,‏<br />

وعدِّ‏ ها نهائيات,‏ ال ميكن تجاوزها.‏<br />

‎9‎‏.الجمع بن القراءتن:‏ ويكون الجمع بن:‏<br />

قراءة القرآن,‏ وقراءة الكون؛ فثمة أمران


31<br />

الوسطية<br />

بالقراءة:‏ األوىل القراءة للكتاب باسم الله<br />

تعاىل,‏ والقراءة الثانية قراءة الخلق,‏ وقصَّ‏ ة<br />

اإلبداع الرباين وغاياته ومقاصده منها:‏<br />

استهداءً‏ للمرشد,‏ وفاعليةً‏ يف املجال.‏<br />

‎10‎‏.ابن تيمية وإسامية املعرفة:‏ ويعدُّ‏ قراءة<br />

مبسَّ‏ طةً‏ لقراءة آثار ابن تيمية,‏ ومراعاة عوامل<br />

تكوينه النفي,‏ واإلعداد العلمي له,‏ مبراعاة<br />

الظروف املحيطة به,‏ والقضايا التي استدعت<br />

منه قراءةً‏ وحكاً,‏ يوافق املرجعيَّة اإلسامية,‏<br />

وإن خالف مَنْ‏ انحرت به أدواته,‏ عن<br />

إحداث قراءةٍ‏ معرفية ميكن وصفها باإلسامية.‏<br />

‎11‎‏.نحوإعادة بناء علوم األمة االجتاعية<br />

والرشعية:‏ هومحاولة لبناء منهجية,‏ تصوِّب<br />

مسارات العلوم,‏ التي تعنى بها األمة,‏ نقليةً‏<br />

كانت أوعقلية,‏ بتأسيسها عى:‏ الرؤية الكلية<br />

املعرفية,‏ التي يؤسس القرآن املجيد معاملَها,‏<br />

ويحدِّ‏ دُ‏ ابعادَها,‏ مبا يراعي:‏ ثاثية املقاصد<br />

العليا:‏ التوحيد,‏ التزكية,‏ والعمران,‏ فيكون<br />

القرآن حاكاً‏ ملسارات العلم,‏ ومرشداً‏ للعقل<br />

يف رسمها,‏ مبراعاة جدلية:‏ الوحي والعقل.‏<br />

‎12‎‏.التوحيد والتزكية والعمران:‏ ويرسم مجاالت<br />

الفاعليَّة التعبُّديَّة لإلنسان,‏ فكلُّ‏ ما يقوم به<br />

اإلنسان خليفةُ‏ األرض هو:‏ عبادة,‏ أوتزكية,‏<br />

أوعمرانٌ‏ , كلُّها متثِّلُ‏ فاعليَّةً‏ عباديةً,‏ مبراعاة<br />

التوحيد بوصفه:‏ حقيقةً,‏ ومنهجاً,‏ وحركةً‏ ,<br />

تنظمها النيَّةُ,‏ يف إطار االبتاء واملسؤولية,‏<br />

مبا يؤسِّ‏ س للفاعليَّة الحضاريَّة,‏ التي:‏ من<br />

أوّل ساتها:‏ خلوص اإلميان,‏ ومتابعةِ‏ املنهج,‏<br />

وفاعلية الحركة,‏ ومن ثمَّ‏ تكون أماراتها:‏<br />

سكينة النفس,‏ وأمنُ‏ املجتمع اإلنساينّ,‏ وصاحُ‏<br />

البيئة بَّراً‏ وبحراً.‏<br />

‎13‎‏.أدب االختاف يف اإلسام:‏ االختاف يف أصله<br />

داءٌ‏ أصاب األمةَ‏ ويصيبها,‏ يف أمور الدين,‏ ويف<br />

قضايا الدنيا,‏ والضابط لاختاف,‏ والقادر عى<br />

إذابته:‏ القرآن,‏ مبا فيه من عوامل الهدى إىل<br />

الحقِّ‏ , وإىل الحال التي هي أقوم؛ ومل يحرص<br />

اإلسام عى أمر بعد توحيد الله تعاىل,‏ بقدر<br />

ما عني بوحدة األمة,‏ وحفظ بيضتها.‏ أمَّا<br />

آداب االختاف فهي تقوم عى إحسان الظنِّ‏<br />

باآلخر,‏ وبإمكانية مدِّ‏ الجسور بالحوار إليه,‏<br />

وبأنَّ‏ حساب املخطئ ومصره إىل الله تعاىل,‏<br />

وهووحده املعني بنصب املوازين والحساب,‏<br />

يوم القيامة.‏<br />

‎14‎‏.أبعاد غائبة عن فكر ومارسات الحركات<br />

اإلسامية املعارصة:‏ ويعنى برورة بناء<br />

الحركات اإلسامية نفسها,‏ عى أبعاد يحدّ‏ دها<br />

القرآن املجيد والسنة املطهرة,‏ تخصُّ‏ تقديم<br />

اإلسام,‏ وتبنِّ‏ صبغته,‏ فا بدَّ‏ أن تراعيها<br />

الحركات اإلسامية يف:‏ صبغتها,‏ ويف حركتها,‏<br />

ويف تقديم اإلسام والدعوة إليه,‏ ويف عاقاتها<br />

مع الحركات,‏ التي تصطبغ بصبغات أخرى<br />

مخالفة؛ ما يعن بالتايل يف إحداث فاعليةٍ,‏<br />

تخدم اإلسام وال تشوّهه.‏<br />

‎15‎‏.ال إكراه يف الدين ‏»إشكالية الردة واملرتدين<br />

من صدر اإلسام إىل اليوم:‏ عالج الكتاب أمراً‏<br />

يأيت يف إطار املراجعات العملية,‏ التي يطبق<br />

فيها الشيخ طه العلواين,‏ ما سطَّره يف إطار<br />

رسم منهجية اإلصاح الفكري؛ فالكتاب يجيب<br />

عى تساؤالتٍ‏ هامَّة,‏ منها:‏ هل رشع الله تعاىل<br />

عقوبةً‏ دنيوية حدَّ‏ اً‏ عى مَنْ‏ يغرِّ‏ اعتقاده من<br />

البرش؟ وهل قتل النبيُّ‏ عليه الصاة والسام<br />

بالردَّةِ‏ مجردةً‏ عن وجود اساب أخرى للقتل؟<br />

وهل قتل املرتدِّ‏ حكم أجمع عليه العلاء؟<br />

أم القتل منرصف لغر ذلك؟ وقد أثار الكتاب<br />

يف حينه ضجَّةً‏ بن العلاء,‏ لكنَّه ما لبث أن<br />

تحوَّل إىل تجربةٍ‏ جريئة يف املراجعات,‏ أنصفها<br />

العلاء,‏ وعدُّ‏ وها اقتحاماً‏ جريئاً,‏ وسبقاً‏<br />

محموداً.‏<br />

‎16‎‏.الوحدة البنائية للقرآن املجيد:‏ ويأيت يف<br />

إطار سلسة من ‏)الدراسات القرآنية(‏ تستهدف<br />

إعادة تقديم القرآن إىل األمة املسلمة,‏<br />

والبرشية كافة؛ كتاباً‏ هادياً‏ ومبرشاً‏ ونذيراً‏<br />

ومخرجا من الفن ومنقذاً‏ من الضالة,‏ يف<br />

وقت تكاثر الخطوب,‏ وتداعت فيه األمم عى<br />

اإلسام واملسلمن،‏ وبحثاً‏ عن طريق خاص،‏<br />

وال طريق لخاص اإلنسانية إال هذا القرآن؛<br />

الذي ميثل وحدةً‏ بنائية,‏ تؤكِّد أنَّه ال يأتيه<br />

الباطل من بن يديه وال من خلفه,‏ وأنَّه ال<br />

يقبل االختاف فيه,‏ لوحدة مصدره,‏ ووحدة<br />

مقاصده.‏<br />

‎17‎‏.نحوموقف قرآين من النسخ:‏ معالجة<br />

جادة وجريئة،‏ اشتملت عى منهجية يحتاجها<br />

املبتدئ يف الدراسات القرآنية والنقلية،‏ وال<br />

يستغني عنها املنتهي ‏)وإن نفع العلم بدرايته<br />

ال بروايته،‏ وأصل الفساد الذي دخل عى<br />

بعض العلاء نجم عن تقليد سابقيهم من<br />

املتقدمن من غر بحث عا صنفوه،‏ وال طلب<br />

للدليل عا ألفوه،‏ ومن ذلك الكام يف ‏)الناسخ<br />

واملنسوخ(‏ فإن كثرين منهم قد أقدموا عى<br />

القول يف ‏)الناسخ واملنسوخ(‏ وأوردوا كثرا<br />

من التخليط والعجائب والعظائم,‏ التي ينزه<br />

القرآن عنها كا ذكر ابن الجوزي وغره.‏<br />

وهذه الدراسة قد عملت عى حاية القرآن<br />

الكريم,‏ من ذلك التخليط وتنزيهه عن كثر<br />

ما قيل يف هذا الشأن,‏ بتحقيق علمي دقيق<br />

قائم عى القرآن الكريم،‏ وما دار حوله من<br />

ثوابت السنة املطهرة،‏ فلعله ينهي الجدال يف<br />

هذه القضية الخطرة,‏ ويرشد إىل سبيل الهدى<br />

فيها.‏<br />

‎18‎‏.لسان القرآن ومستقبل األمة القطب:‏ ويأيت<br />

يف إطار سلسلة دراسات قرآنية,‏ تهدف لألخذ<br />

بأيدي القارئن إىل فهم معانيه وإدراك مقاصده؛<br />

للوصول إىل منهج قويم لحسن التعامل معه<br />

والكشف عن كنوزه،‏ سائلن الله العي القدير<br />

أن ينفع بها،‏ ويجعل منها إحدى وسائل تهيئة<br />

سبل الرشد لهذه األمة.‏<br />

‎19‎‏.ابن رشد الحفيد:‏ حمل ابن رشد مثل همِّ‏<br />

الشيخ العلواين,‏ الذي أمثر كتاب أدب االختاف<br />

يف اإلسام,‏ ولكن من زاوية أخرى,‏ الحظ


الوسطية 32<br />

دراسات الوسطية<br />

خالها انشغال الفقهاء يف عرصه بالجزئيات,‏<br />

دون التفات يذكر إىل تقرير األدلة وبيان<br />

املدارك الفقهية،‏ وأن تقرير جمهرتهم ملسائل<br />

الفقه شابه الكثر من التداخل والخلط،‏ فرأى<br />

بثاقب نظره أن تناول الفقه بتلك الطريقة<br />

عزل الفقه عن أصوله ومصادره،‏ وأن العناية<br />

بتناول الفقه عطَّلَ‏ ملكة االجتهاد،‏ فقرر أن<br />

يكتب بداية املجتهد ونهاية املقتصد مبنهج<br />

مغاير هومنهج الفيلسوف الفقيه,‏ للفت أنظار<br />

الفقهاء إىل فلسفة الفقه,‏ ليؤثر يف أساليب<br />

تعاملهم مع الفقه وأدلته,‏ فركَّز عى أسباب<br />

االختاف,‏ منبهًا إىل زوايا النظر يف األدلة.‏<br />

‎20‎‏.أزمة اإلنسانية ودور القرآن يف الخاص منها:‏<br />

فثمَّةَ‏ أزمةٍ‏ إنسانية,‏ ويقدِّ‏ م لها الحلَّ‏ األمثل<br />

القرآن املجيد,‏ ما يؤكِّد عامليَّته,‏ بناءً‏ عى<br />

أقوميَّته,‏ وأنَّه كتاب هادٍ‏ لإلنسانيَّة,‏ معنيُّ‏ بها<br />

بقيمه,‏ وليس هوحكر عى األمة,‏ وال ينحرص<br />

بحاكميته وأحكامه.‏<br />

‎21‎‏.العراق الحديث بن الثوابت واملتغرات,‏<br />

ج‎1‎‏:‏ فهناك ثوابت ومتغرات يف الواقع العراقي<br />

الراهن،‏ أوأن زلزال االحتال مل يبق شيئا<br />

ثابتا ميكن للعراقين كافة أن يلتفوا حوله؟<br />

هل ميكن تحديد هذه الثوابت ورصدها<br />

يف خضم هذه الفوىض الفكرية أوالسياسية<br />

والعسكرية واالجتاعية؟ خاصة بعد تلك<br />

املحاوالت السابقة والراهنة,‏ لتزوير تاريخ<br />

العراق والتاعب به،‏ واملحاوالت املستمرة<br />

لتخريب ذاكرته أم أن ذلك أصبح بعيد املنال؟<br />

كيف أعاد القرآن املجيد إنتاج تاريخ البرشية<br />

والنبوات والرساالت التي جاءتها؟ وتطهره من<br />

وضعه يف حالة الصدق،‏ وتطهره من سائر<br />

عمليات التزوير كلية كانت أوجزئية؟ وهل<br />

متكن االستفادة بهذا املنهج القرآين يف إعادة<br />

كتابة تاريخ العراق وتنقية هذا التاريخ من<br />

سائر ما أضيف إليه أوحذف منه،‏ أوحُرِّفَ‏<br />

فيه؟<br />

‎22‎‏.العراق الحديث بن الثوابت واملتغرات<br />

الجزء الثاين:تناول أهم لثوابت واملتغرات يف<br />

لوقع لعراقي وكيفية تحديدها واالستفادة منها:‏<br />

فا املراد مبصطلح ‏»أهل السنة والجاعة«‏<br />

وهل يعد نقيضا مصطلح ‏»الشيعة«؟ وهل<br />

هناك أدلة رشعية من لكتاب والسنة,‏<br />

تحث عى استعال مصطلحي:‏ ‏»أهل السنة<br />

والجاعة«‏ و»الشيعة«؟ حديث افرتاق األمة<br />

املسلمة,‏ وهاكها جميعا إال الفرقة الناجية,‏<br />

وأثره يف فرقة املسلمن؟ وكيف نشأ حزب<br />

البعث؟ وما أفكاره ومذهبيته وفلسفته؟ وما<br />

العاقة بن فلسفة ‏»حزب البعث«‏ يف العراق<br />

وفلسفته يف سوريا؟ من املستفيد من عزل<br />

العراق عن محيطه العريب واإلقليمي؟ كيفية<br />

سعي العامل لتجاوز النزاعات املفرقة،‏ وكيف<br />

نستفيد من هذه الدروس،‏ ونوذج لهذه<br />

املساعي ‏»االتحاد األورويب«‏ املتعدِّ‏ د اللغات<br />

واملصالح واألديان وبالرغم من ذلك متت<br />

الوحدة األوروبية؟ فهل نأمل يف وجود وحدة<br />

عربية؟!‏<br />

‎23‎‏.يف فقه األقليات:‏ وهي دراسة تعنى<br />

باألحكام التي تخصُّ‏ األقليات املسلمة,‏ يف<br />

البلدان غر املسلمة,‏ ليحمي وجودها,‏ ويحفظ<br />

كرامتها,‏ ويصون حقوقها,‏ ويلبي حاجاتها,‏<br />

وفقاً‏ ملقاصد القرآن املجيد,‏ ومبا يفعِّل دورهم<br />

يف التوحيد والتزكية والعمران.‏<br />

‎24‎‏.حاكمية القرآن:‏ يضع مفهوم ‏»الحاكمية<br />

اإللهية«‏ يف سياق فهم يشر إىل رضورة االهتام<br />

بتأصيل مفهوم ‏»حاكمية القرآن«.‏ ذلك أن<br />

مفهوم ‏»الحاكمية اإللهية«‏ خال العقود القليلة<br />

املاضية جرى تداوله بأشكال مختلفة من<br />

مدارس فكرية متنوعة،‏ وبعضهم تناوله باعتباره<br />

واحدا من أهم مقاصد الرشيعة،‏ وميكن أن<br />

يعترب أصا يفرع عليه أحكاما وفروعا إىل غر<br />

أنواع التناول,‏ التي مل تزد املفهوم إال غموضا.‏<br />

ومن املتعذر أن يُلّم مبفهوم الحاكمية اإللهية<br />

دون التعرض إىل شبكة املصطلحات أواملفاهيم<br />

الفرعية التي يستدعيها هذا املفهوم عند<br />

النظر فيه ومحاولة تحليله،‏ والتي يعتمد عليه<br />

يف تركيبه،‏ وال بد من توضيح نفسه ضمنها،‏<br />

ومن هذه املفاهيم مفهوم الدين،‏ ومفهوم<br />

العبادة،‏ ومفهوم الحكم مبعانيه املختلفة<br />

سواء أكان رشعيا أوترشيعيا أوعرفيا،‏ ومفهوم<br />

األلوهية والخلق،‏ والعبودية،‏ والدنيا واآلخرة،‏<br />

والحال والحرام،‏ واملطلق والنسبي،‏ والعام<br />

والخاص..‏ وغر ذلك من أمور تتعذر اإلحاطة<br />

بجوانب املفاهيم املختلفة بدون اإلملام بها<br />

وتصنيفها.‏<br />

‎25‎‏.التعددية أصول ومراجعات بن االستتباع<br />

واإلبداع:‏ يأيت يف إطار اهتام املعهد العاملي<br />

للفكر اإلسامي لبحث إشكالية التعددية:‏<br />

الحزبية,‏ والطائفية,‏ والعرقية يف العامل العريب،‏<br />

والتي عقدت حولها ندوة يف واشنطن يف نوفمرب<br />

1993. والكتاب هوالبحث الذي افتتح به د.‏<br />

طه جابر العلواين أعال هذه الندوة,‏ كورقة<br />

عمل تفتح الطريق أمام الباحثن واملفكرين،‏<br />

وتضع أمامهم القضايا املحورية ونقاط االرتكاز<br />

واالنطاق نحومزيد من الفهم والتأصيل<br />

لقضايا التعددية يف العامل العريب.‏ ويتناول<br />

الكتاب تفنيد املقوالت التي شاعت يف البيئات<br />

الغربية العلمية والسياسية,‏ التي تنفي الصلة<br />

بن اإلسام وبن الحرية والتعددية،‏ وعاقة<br />

هذه املقوالت بالرتاجع الحضاري العريب.‏<br />

ويوضح أصول التعددية يف القرآن الكريم،‏<br />

مؤكدا أن التعددية كمفهوم غريب ميثل جزءاُ‏<br />

من منظومة مفاهيمية متكاملة نشأت ونت<br />

داخل النسق الفكري الغريب الليربايل،‏ ويف إطار<br />

املرجعية املركزية الغربية املهيمنة،‏ ويطرح<br />

الكتاب مفهوم التنوعية اإلسامية القامئة عى<br />

أن الله تعاىل قد خلق الكون متنوعا.‏ ويوضح<br />

الكتاب من املنظور املعريف واملنهجي,‏ كيف<br />

يتم ذلك التعامل مع هذا التنوع الطبيعي<br />

واإلنساين يف إطار رؤية موحدة ومتجانسة.‏<br />

‎26‎‏.أصول الفقه منهج بحث ومعرفة:‏ محاولة<br />

ميرة مبسطة لتعريف املتخصصن بالعلوم


33<br />

الوسطية<br />

االجتاعية واإلنسانية من أولئك الذين مل<br />

تتح لهم فرصة دراسات أصولية متعمقة بهذا<br />

العلم,‏ كأهم منهج بحث أبرزه العقل املسلم<br />

يف عصور إبداعه وازدهاره.‏ وقد رأى املعهد أن<br />

يقدم هذا البحث يف مستهل سلسلته الجديدة<br />

أبحاث علمية ليكون مبتناول هؤالء املثقفن<br />

وطاب املعرفة اإلسامية.‏<br />

‎27‎‏.خواطر يف األزمة الفكرية واملأزق الحضاري<br />

لألمة اإلسامية:‏ تجتاز األمة,‏ مرحلة من<br />

العجز وفقدان التوازن إزاء تراكات تكاثفت<br />

عرب األجيال.‏ ويف محاولة لفهم مظاهر هذه<br />

األزمة يقدم الدكتور طه جابر العلواين<br />

خواطره حولها،‏ متتبعا محاوالت اإلصاح,‏ يف<br />

املرحلة التاريخية السابقة وأسباب فشلها،‏<br />

وراصدا لواقع املسلمن اليوم،‏ ومظاهر ازمتهم<br />

وكيفية الخروج منها وحلها،‏ ومؤكدا عى<br />

رضورة املراجعة الفكرية وإصاح مناهج الفكر<br />

وبلورة منهاجية جديدة،‏ ومحددا ما يجب ان<br />

تقوم به قوى التغير اإلسامي للخروج من<br />

هذه األزمة والخطوات العملية لذلك.‏<br />

‎28‎‏.حوار مع القرآن تجربة ذاتية ودعوة<br />

للتدبر:‏ ينطلق الكتاب من اعتقاد الشيخ<br />

العلواين,‏ بأنَّ‏ الحوار سمة العرص,‏ وحريٌّ‏<br />

بالقرآن االنطاق إليه يف حوار,‏ يتلمَّس فيه<br />

حاً‏ ملشكات األمة,‏ فالقرآن ليس كتاباً‏ كباقي<br />

الكتب,‏ فهويتحدَّ‏ ث إىل املسلم ويامس قلبه<br />

وعقله,‏ ويحايك فطرته؛ فهي دعوةٌ‏ مبنيَّة عى<br />

تجربة عاشها الشيخ العلواين مستأنساً‏ بحوار<br />

القرآن املجيد.‏<br />

‎29‎‏.نحوموقف قرآين من إشكالية املحكم<br />

واملتشابه:‏ يطرح الكتاب مفهوماً‏ جديداً‏<br />

للمحكم واملتشابه,‏ يتأسس عى نفي ثنائية<br />

‏»الوضوح والغموض«‏ يف القرآن املجيد,‏ فالقرآن<br />

بنِّ‏ ٌ يف ذاته,‏ مبنِّ‏ ٌ لسواه,‏ مصداقاً‏ لقوله تعاىل:‏<br />

‏»تبياناً‏ لكلِّ‏ يشء«.‏<br />

‎30‎‏.إشكالية السنة:‏ يف إطار محاولة اكتشاف<br />

موقع السنة املطهرة الصحيحة من القرآن,‏<br />

ومدى صاحيتها لاستقال بالترشيع أوالبيان<br />

والتفصيل.‏<br />

وللشيخ العلواين كتب أخرى,‏ منها:‏ تحقيق<br />

كتاب ‏»النهي عن االستعانة واالستنصار يف<br />

أمور املسلمن بأهل الذمة والكفار«‏ للعامة<br />

مصطفى الوارداين,‏ ‏»مشكلتان وقراءة فيها«‏<br />

مع املستشار طارق البرشي,‏ ‏»إصاح الفكر<br />

اإلسامي:‏ مدخل إىل نظام الخطاب يف الفكر<br />

اإلسامي املعارص«,‏ ‏»خواطر يف األزمة الفكرية<br />

واملأزق الحضاري لألمة اإلسامية«,‏ ‏»األزمة<br />

الفكرية ومناهج التغير:‏ اآلفاق واملنطلقات«,‏<br />

‏»مدخل إىل فقه األقليات«,‏ ‏»نحومنهجية<br />

معرفية قرآنية:‏ محاوالت بيان قواعد املنهج<br />

التوحيدي للمعرفة,‏ ‏»أزمة اإلنسانية ودور<br />

القرآن الكريم يف الخاص منها«،‏ ‏»التعليم<br />

الديني بن التجديد والتجميد«,‏ ‏»نحوإعادة<br />

بناء علوم األمة االجتاعية والرشعية«,‏<br />

‏»مفاهيم محورية يف املنهج واملنهجية«,‏ ‏»معامل<br />

يف املنهج القرآين«,‏ ‏»اإلمام فخر الدين الرازي<br />

ومصنفاته«,‏ ‏»تفسر سورة األنعام«,‏ ‏»االجتهاد<br />

والتقليد يف اإلسام«,‏ وأخرى قيد الطبع,‏<br />

أبرزها:‏ ما جاء يف إطار املنهج التحليي لتفسر<br />

سور القرآنية,‏ واكتشافها موضوعيَّاً.‏<br />

وافاه األجل يف 4 مارس 2016, خال رحلةٍ‏<br />

عاجيَّة,‏ إىل الواليات املتحدة األمريكية,‏ ليدفن<br />

فيها مبقربةٍ‏ اشرتاها,‏ ليدفن فيها ذووالصلة به؛<br />

سائلن الله أن يتقبَّله يف الصالحن,‏ وأن يجعل<br />

ما قدَّ‏ مه من خدمةٍ‏ للدين دامت ما يقارب<br />

سبعن عاماً.‏<br />

كتب رحمه الله تعاىل مقاالً‏ مميزاً‏ عى موقعه<br />

الشخيص يصف فيه نفسه،‏ وكان بعنوان « أنا<br />

مسلم«،‏ وما جاء فيه:‏<br />

أ،ا مسلم،‏ أُقدِّ‏ س العدلَ‏ ، وأمجِّدُ‏ الحريَّة،‏ وأكرِّمُ‏<br />

اإلنسانَ‏ … وأرفق بالضعيف،‏ وأُذَكِّرُ‏ القويَّ‏<br />

بالذي هوأقوى منه.‏<br />

أنصح األغنياء بأنّ‏ يؤدوا حقوق الفقراء يف<br />

األموال،‏ وأدعوالفقراء أن يعرفوا أن أغنياءَهم<br />

مستخلَفون مبال الله فيهم<br />

أحب الخر،‏ وأدعوإىل الربّ،‏ وأرفض الرشَّ،‏<br />

وأرفض العنف،‏ وأحب الرفق،‏ واتشبثُ‏<br />

بالهدى،‏ وأصون الحق.‏<br />

أحارب الباطل،‏ وأنهي عن الفساد،‏ وأريد<br />

اإلصاح ما استطعت،‏ أبغض الحروب،‏ وأعشق<br />

السام،‏ أحب الحياء،‏ وأسعى لجعلها حياة<br />

طيبة.‏<br />

أهاب املوت،‏ لكنني أؤمن بأنَّه جر البد أن<br />

أمشيه؛ ألصلَ‏ إىل دار البقاء من دار الفناء،‏<br />

وأرجوحسن الخامتة،‏ واستعيذ بالله من سوئها.‏<br />

أحب الجنة،‏ وأبغض النار،‏ أحب األمن،‏<br />

وأبغض القلق،‏ وأكره الكراهية،‏ ولست<br />

بفاحش،‏ وال بسبَّاب،‏ وال مبهلك.‏<br />

ميتد نسبي إىل آدم وحواء؛ فآدم أيب،‏ وحواء<br />

أمي،‏ وكل البرش أخواين وأخوايت.‏<br />

ال أحقر أحدً‏ ا منه،‏ ال أسلمه،‏ وال أخذله،‏ بل<br />

أعمل عى هدايته،‏ وإنارة الطريق بن يديه،‏<br />

واألخذ بيديه إىل الجنَّة،‏ والحيلولة بينه وبن<br />

السقوط يف النار.‏<br />

أحب الكون وأنتمي إليه،‏ وأحب كل جراين<br />

فيه:‏ من شجر،‏ أوحجر،‏ أونبات،‏ أوحيوان،‏<br />

أوجبال،‏ أوبحار.‏<br />

والله ‏)جلَّ‏ شأنّه(‏ منها خلقني وفيها يعيدوين<br />

ومنها يخرجني تارة أخرى،‏ فإليها أنتمي،‏<br />

وبعمرانها أنادي،‏ وإعاء الحق فيها مطلبي،‏<br />

وشمولها بالسام واألمان غايتي،‏ ومجاهدة<br />

نفي وغري-ليعم السام ويسود األمان-‏<br />

وسيلتي وغايتي،‏ فإليه أدعووإليه مآب.‏<br />

السام غايتي،‏ واألمان مطلبي،‏ واإلرهاب<br />

عدوي،‏ والرصاع خصمي،‏ واألمن والطأمنينة<br />

مطلبي.‏<br />

فهل عرفتني؟<br />

وهل تعرف يل عى هذه األرض نظرًا أوشبيهًا؟


الوسطية 34<br />

بيانات المنتدى


بيان حول القمة اإلسالمية يف اسطنبول<br />

الحمد لله رب العاملن والصاة والسام عى أرشف املرسلن وآله وصحبه أجمعن وبعد.‏<br />

فقد انتهت قبل أيام يف مدينة اسطنبول الرتكية أعال منظمة التعاون اإلسامي،‏ وأصدرت<br />

املنظمة بيانها الختامي ملؤمترها يف الدورة الثالثة عرشة تحت عنوان ‏»الوحدة والتضامن<br />

من أجل العدالة والسام«.‏<br />

وبهذه املناسبة الكرمية نعلن مباركتنا وتأييدنا ووقوفنا وتضامننا مع مقررات املنظمة<br />

ومتمنن ملعايل األمن العام الحضور املميز والدور الكبر الذي أعطى املنظمة مكانتها<br />

يف جمع كلمة املسلمن ومواجهة ما يتعرض له العامل اإلسامي من أذى وكيد،‏ سائلن<br />

املوىل عز وجل أن يوفق القامئن عى املنظمة ملا فيه خدمة ديننا وامتنا اإلسامية<br />

والعربية،‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العاملن.‏<br />

35<br />

الوسطية


الوسطية 36<br />

بيانات المنتدى


37<br />

الوسطية


الوسطية 38<br />

نشاطات<br />

االئمة موريتانيا<br />

وفق توجيهات االمن العام للمنتدى املهندس<br />

مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى العاملي<br />

للوسطية ويف نطاق اسرتاتيجية املنتدى الرامية<br />

إىل صناعة الوسطية من خال توظيف الخطبة<br />

يف تحريك الخطاب الوسطي وتوجيه املفاهيم<br />

وترتيب األولويات،‏ وحيث أن اإلمام هو املسؤول<br />

عن توصيل رسالة اإلسام صافية نقية،‏ تطلب<br />

األمر تكوين األمئة عى فنيات الخطبة،‏ وتقنيات<br />

التواصل نظم املنتدى يف موريتانيا دورة تكوينية<br />

‏»دور الخطبة يف نرش الفكر الوسطي ومناهضة<br />

التطرف«.‏<br />

حفل افتتاح الدورة شارك به األستاذ سيد محمد<br />

الصواف مستشار وزير الشؤون اإلسامية والشيخ<br />

محمد األمن امحود رئيس اإلتحاد الوطني لألمئة<br />

واألستاذ بن عمر يل ممثل املنتدى والشيخ هداية<br />

الله مصدوم البخاري<br />

• تم تنظيم الدورة بالتعاون مع االتحاد الوطني<br />

لألمئة يف موريتانيا يوم السبت‎2016/03/26‎ يف<br />

فندق شنقيط باس – انواكشوط-‏ موريتانيا.‏<br />

• املستفيدون:‏ شارك يف الدورة 40 إماما خطيبا<br />

للجمعة<br />

نشاطات الفروع<br />

دورة تكوينية ‏»دور الخطبة يف نرش الفكر الوسطي ومناهضة التطرف«‏<br />

• وكانت وقائع الدورة كام ييل:‏<br />

• الجلسة اإلفتتاحة:‏<br />

• تاوة آيات من الذكر الحكيم من طرف الطيب<br />

ابراهيم أحد كبار القراء يف موريتانيا<br />

• كلمة املنتدى قدمها األستاذ بن عمر يل ممثل<br />

املنتدى،‏ عرف فيها باملنتدى إنشاء وأهدافا<br />

واسرتاتجيات،‏ و وضع الدورة يف إطارها املوضوعي،‏<br />

مبينا أهميتها والنتائج املتوخاة منها،‏ تلتها كلمة<br />

رئيس اآلتحاد الوطني لألمئة قي موريتانيا،‏ مثّن<br />

فيها التعاون مع املنتدى يف تنفيذ األنشطة املتعلقة<br />

باألمئة وأعطى نصائح قيمة لألمئة وحملّهم مسؤوية<br />

نرش الوسطية ومحاربة األفكار املتطرفة الهدامة.‏<br />

• هذا وقد حر الجلسة السيد الشيخ سيبد<br />

محمد ولد الشواف مستشار وزير الشؤون<br />

اإلسامية والتعليم األصى باإلضافة إىل ضيف كريم<br />

من املدينة املنورة وهو الشيخ هداية الله مخدوم<br />

البخاري كان يف زيارة ملوريتانيا إلجراء مسح<br />

لحاجيات املساجد واملحارض يف الباد .<br />

• قدم السيد سيد محمد ولد الشواف مستشار<br />

الوزير محارضة بعنوان دور اإلمام الخطيب يف<br />

املحاافظة عى سكينة املجتمع،‏ استطرد فيها<br />

مهام االمام ودوره يف اإلصاح وتوجيه املجتمع<br />

نحو اإلعتدال والوسطية وبعد مناقشتها مناقشة<br />

مستفيضة توقفت الجلسة السرتاحة املشاركن.‏<br />

• بعد جلسة االسراحة قدم األستاذ بن عمريل<br />

مدير الدورة مجاالت فنية يف ثاث ورقات هي:‏<br />

• فنيات صناعة الخطبة : تناولت:‏ مراحل اإلعداد،‏<br />

وبناء الخطبة،‏ وطريقة األلقاء،‏ وضانات الفاعلية<br />

والتأثر.‏<br />

• منوذج خطبة رسول الله صى الله عليه وسلم<br />

األوىل يف اإلسام،‏ والدروس الفنية والرتبوية<br />

املستفادة منها.‏<br />

• تقنيات الخطبة يف مجال التواصل لنر الفكر<br />

الوسطي:‏ من خال عنارصه األربعة:‏<br />

• املرسل وهو املخطيب<br />

• املستقبل وهو الجمهور املستمع<br />

• الرسالة وهي املحتوى الوسطي الذي تحمله<br />

• القناة:‏ وهي الوسيلة التي تنفذ عربها الرسالة<br />

• ونوقشت رشوط وضوابط كل عنر واملعوقات<br />

املرتبطة به بشكل يجعل الخطبة تصل إىل القلوب<br />

بطؤيقة تؤدي إىل تعديل املسلكيات نحو االعتداء<br />

والوسطية.‏<br />

• إلقاء خطب تطبيقية من قبل بعض املشاركني<br />

أمام زمائهم للنقاش عى ضوء الفنيات والتقنيات<br />

املقدمة يف الدورة<br />

ويف نهاية الدورة عبأ املشاركون اسبيانات التقويم،‏<br />

واقرتح بعضهم طبع أعال الدورة يف شكل دليل<br />

تكوين الخطباء.‏


الجزائر<br />

عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع الجزائر<br />

ندوة باملدينة السياحية بني عباس بوالية<br />

بشار تحت عنوان املجتمع املدين و دوره يف<br />

التنمية االجتاعية حيث عرف ا.‏ إبراهيم<br />

بدر باملنتدى العاملي للوسطية و نشاطاته<br />

عرب مختلف الدول عرب عاملنا االسامي<br />

. كا تناول يف مداخلته دور الجمعيات يف<br />

العمل املشرتك يف الفضاءات املتاحة لاسهام<br />

يف التنمية املحلية و االجتاعية للمجتمع<br />

العبايس<br />

املجتمع املدين و دوره يف التنمية االجتاعية<br />

تونس<br />

كيف نفكك<br />

اإلرهاب<br />

39<br />

الوسطية<br />

فرع تونس يقيم ندوة بعنوان « كيف<br />

نفكك اإلرهاب – املدخل الرتبوي «<br />

عقد املنتدى العاملي للوسطية / فرع تونس<br />

بالتعاون مع الرابطة التونسية لألدباء<br />

واملفكرين ندوة بعنوان « كيف نفكك<br />

اإلرهاب – املدخل الرتبوي « يف العاصمة<br />

تونس يوم السبت 2016/4/2.<br />

الندوة اشتملت عى جلستن،‏ الجلسة األوىل<br />

تحدث فيها عدد من املشاركن املفكرين<br />

منهم االستاذ محمد ابو هال رئيس الرابطة<br />

التونسية لادباء واألستاذ هشام قريسة<br />

رئيس جامعة الزيتونة واالستاذ سامي<br />

ابراهيم عضو فريق كيف نفكك اإلرهاب<br />

مبركز البحوث والدراسات اإلقتصادية<br />

واإلجتاعية واألستاذ حافظ سايس من كلية<br />

اآلداب والعلوم اإلنسانية بالقروان.‏<br />

الجلسة الثانية شارك فيها الشاعر<br />

عبداللطيف علوي واألستاذ الطاهر العارم<br />

مندوب حاية الطفولة بسوسة وتم نقاش<br />

عام.‏<br />

وخال الجلستن تناول املشاركون اإلرهاب<br />

ومفهومه وتأثره عى املؤسسة الرتبوية<br />

واألطفال واملدارس والجامعات وأساليب<br />

نقبه ومكافحته بأسلوب فكري وعلمي.‏<br />

وتوصل املشاركون اىل عدة توصيات<br />

وخاصات قُدمت كخاصة ملنظمي الندوة<br />

لتساهم كمؤرش يف عقد ندوات توضح<br />

مخاطر الفكر املتطرف يف فرع املنتدى –<br />

تونس والعامل اإلسامي.‏<br />

شارك بالندوة من الحضور أكر من 120<br />

شخص من الجنسن وأقيمت بعد الندوة<br />

وليمة غداء عى رشفهم.‏<br />

وكان رئيس فرع تونس القى كلمةترحيبية<br />

باملشاركن يف بداية اللقاء قدم فيه رشحاً‏<br />

عن املنتدى واهدافه ونشاطاته.‏


الوسطية<br />

40<br />

نشاطات<br />

كردستان<br />

عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع كوردستان ندوة<br />

فكرية يوم االثنن ٩-٥-٢٠١٦ حره جمع كبر<br />

يف محافظة حلبجة تضمنت فقرتن الفقرة االوىل<br />

تقديم و تعريف قصر من طرف شروان الشمراين<br />

مدير املنتدى و الثانية محارضة لاستاذ الدكتور<br />

محسن عبدالحميد بعنوان ‏)العلاء والبحث عن<br />

الوسطية واالعتدال ‏(أعقبتها أسئلة و نقاشات من<br />

الحارضين ..<br />

العلماء والبحث عن الوسطية واالعتدال<br />

كردستان<br />

عقد املنتدى العاملي للوسطية - فرع كوردستان<br />

كونفرانسا علميا للخطباء والدعاة واهل العلم<br />

الرشعي،‏ يوم االحد املوافق 2016-4-3 ، يتضمن<br />

اربع كلات :-<br />

1- رضورة الوسطية ...<br />

2- خطورة التطرف عى املجتمع ‏..د.محسن<br />

عبد ا لحميد<br />

3- دور العلاء يف االعتدال واالنفتاح بن االمس<br />

واليوم،د.عثان محمد غريب ..<br />

4- الدعوة اىل الله يف ضؤ املنهج الوسطي،أ.سامل<br />

الحاج..‏<br />

يستغرق املؤمتر ثاث الساعات،‏ ويأيت يف اطار<br />

نشاطات املنتدى إلستصال التطرف الفكري الديني<br />

يف املجتمع و جعل الرؤى واضحة أمام اهل<br />

االختصاص للتصدى للجاعات و االطراف التي<br />

تيء اىل االسام وتشوه صورته..‏<br />

مؤتمراً‏ علميا للخطباء والدعاة واهل العلم الشرعي


باكستان<br />

تقرير عن دورة دور الخطبة<br />

يف نرش الفكر الوسطي<br />

ومناهضة التطرف والغلو<br />

41<br />

الوسطية<br />

عقد املنتدى العاملي للوسطية فرع باكستان صباح<br />

اليوم األحد /2016/4 3 مبقره بالعاصمة الباكستانية<br />

إسام آباد دورة بعنوان ‏»دور الخطبة يف نرش الفكر<br />

الوسطي ومناهضة التطرف والغلو«‏ وقد أتت<br />

هذه الدورة استكاال لسلسة دورات وندوات دأب<br />

املنتدى العاملي للوسطية عى عقدها من أجل<br />

محارصة الفكر املتطرف الذي يجايف حقيقة اإلسام<br />

ويحجب عن أعن الناس تلك الساحة التي ترك<br />

النبي صى الله عليه وسلم الناس عليها ويقدمه<br />

لآلخرين مسخًا مشوّها،‏ وقد استهدفت هذه<br />

الدورة خطباء املساجد؛ إحدى الفئات املجتمعية<br />

التي تلعب دورا محوريا يف التوعية عرب اإلرشاد<br />

من خال املنرب الذي كان يف عهد النبي صى الله<br />

عليه وسلم منرب للعلم واملعرفة والثقافة والوعظ<br />

واإلرشاد.‏<br />

هذا وقد افتتح الدورة رئيس فرع املنتدى<br />

األستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري مرحبا<br />

باملشاركن الذين بلغ عددهم 20 خطيبًا ، تم<br />

اختيارهم بعناية فائقة؛ لتمثيلهم ألهم التجمعات<br />

السكانية يف باكستان ، كا كان املحارضون من قادة<br />

الفكر والعلم واملعرفة يف املجتمع الباكستاين ، حيث<br />

جاء يف طليعتهم األستاذ الدكتور محمد عُبيد الله<br />

خان األستاذ بكلية الرشيعة بالجامعة اإلسامية و<br />

خطيب مسجد النور بوزارة الخارجية الباكستانية،‏<br />

واألستاذ الدكتور حبيب الرحمن - خطيب مسجد<br />

فصيل ورئيس قسم التدريب بأكادميية الرشيعة<br />

بالجامعة اإلسامية ، واألستاذ الدكتورمحمد طاهر<br />

منصوري – رئيس فرع املنتدى العاملي للوسطية<br />

بباكستان.‏<br />

وقد حاور املشاركن يف الجلسة األوىل الدكتور عُبيد<br />

الله خان مستفيدا من خرباته املرتاكمة يف مجال<br />

الدعوة للساحة واالعتدال مبيّنا للمشاركن ما<br />

يجب الرتكيز عليه عند توجيه الخطاب يف منابرنا<br />

لتغدوا منارات تحصّ‏ ن املجتمعات اإلسامية من<br />

موجات الغلو والتطرف التي اجتاحت عامل اليوم<br />

من باب قوله تعاىل « وَاتَّقُواْ‏ فِتْنَةً‏ الَّ‏ تُصِ‏ ينَ‏ َّ<br />

الَّذِينَ‏ ظَلَمُواْ‏ مِنكُمْ‏ خَاصَّ‏ ةً‏ « األنفال‎22‎‏،‏ كا ركّز<br />

يف محاوراته عى حثّ‏ املشاركن لتخرّ‏ أفضل<br />

أساليب الخطاب متكأً‏ عى قوله تعاىل « ادْعُ‏ إِىلَ‏<br />

سَ‏ بِيلِ‏ رَبِّكَ‏ بِالْحِكْمَةِ‏ وَالْمَوْعِظَةِ‏ الْحَسَ‏ نَةِ‏ وَجَادِلْهُمْ‏<br />

بِالَّتِي هِيَ‏ أَحْسَ‏ نُ‏ إِنَّ‏ رَبَّكَ‏ هُوَ‏ أَعْلَمُ‏ مبِ‏ ‏َنْ‏ ضَ‏ لَّ‏ عَنْ‏<br />

سَ‏ بِيلِهِ‏ وَهُوَ‏ أَعْلَمُ‏ بِالْمُهْتَدِينَ‏ ‏«النحل‎125‎ كا حثّهم<br />

عى االستعانة بوسائل اإلقناع الحديثة التي تعتمد<br />

عى حسن املنطق ومراعاة واقع حياة اليوم حتى<br />

يستبن سبيل الرشاد .<br />

ويف ختام محاوراته أمّل يف املشاركن اتباع النهج<br />

النبوي الرشيف يف التلطّف باملخاطبن استجابة<br />

لوحي الله « فَقُوال لَهُ‏ قَوْال لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ‏ يَتَذَكَّرُ‏ أَوْ‏<br />

يَخْىَ‏ « فاملخاطبون مها تجاوزوا يف املعايص<br />

واآلثام فهم ليسوا أسوء من فرعون،‏ والخطيب لن<br />

يبلغ درجة نبي الله موىس عليه السام،‏ فالرفق<br />

الرفق .<br />

ويف الجلسة الثانية ركز الدكتور حبيب الرحمن عى<br />

أولويات الخطيب التي تتمثل يف كونه بلسا ملا<br />

يُستجد من أدواء مجتمعية عاجلة متطرقا للتطرف<br />

الذي يُعدُّ‏ األشد قتامة وظلمة يف املجتمعات<br />

املعارصة داعيا لاستعانة بقاعدة األمر باملعروف<br />

والنهي عن املنكر بضوابطها الرشعية ، متطلعا<br />

لوسطية تتمركز يف كل حركة وسكنة للمسلم ،<br />

بحيث تتجسّ‏ د يف فكره وعباداته ومعاماته وأخاقه<br />

متخذا من القرآن الكريم والسنة النبوية نرباسا<br />

ومحرتما ألقوال املجتهدين رغم تباينها .<br />

وقد تابع األستاذ الدكتور محمد طاهر منصوري<br />

أعال هذه الدورة راجيا أن تسهم يف نرش الفكر<br />

الوسطي الذي يُعدُّ‏ ركنا ال استغناء عنه يف مجال<br />

الدعوة من أجل إصاح مجتمعاتنا ليعم فيها<br />

األمن والسام كل ربوعها ، كا ختم بكلمته الدورة<br />

ليؤكد للمشاركن أهمية محاربة التطرف والغلو<br />

الذي يتخذ من الدين سُ‏ لّا لتسميم الفكر وإبعاد<br />

املجتمعات عن هدي الله ورسوله.‏<br />

كا أرشف عى اختتام الدورة بإهداء دروع املنتدى<br />

للمشاركن تقديرا لدورهم وتشجيعا لهم لتبني<br />

هذا املنهج الذي امتدحه الله تعاىل يف كتابه<br />

العزيز بقوله:‏ « وَكَذَلِكَ‏ جَعَلْنَاكُمْ‏ أُمَّةً‏ وَسَ‏ طًا لِّتَكُونُواْ‏<br />

شُ‏ هَدَ‏ اء عَىَ‏ النَّاسِ‏ وَيَكُونَ‏ الرَّسُ‏ ولُ‏ عَلَيْكُمْ‏ شَ‏ هِيدً‏ ا «<br />

البقرة ، 143 كا تم إهداء املشاركن أهم الكتب<br />

التي تعزز دور املنهج الوسطي .


الوسطية<br />

42<br />

نشاطات<br />

نواكشوط ‏-موريتانيا<br />

عقد يوم السبت 2016/5/14 يف العاصمة املوريتانية نواكشوط اعال الندوة الدولية بعنوان « اثر العنف<br />

والرصاعات املسلحة عى املجتمعات«‏ والتي نظمها املنتدى العاملي للوسطية بالتعاون مع املركز املوريتاين<br />

للبحوث والدراسات االنسانية حيث ناقش املشاركون فيها عدداً‏ من أوراق العمل .<br />

وقد ألقى يف ممثل املنتدى العاملي للوسطية يف عان الدكتور مازن هاشم بالنيابة عن األمن العام<br />

للمنتدى املهندس مروان الفاعوري افتتاح الندوة فعاليات الندوة كلمة حيث قال فيها ‏»أن للحرب تأثر<br />

غر مبارش عى النساء واألطفال ألنها تقلل إىل حد كبر من النمو الطبيعي لألطفال نتيجة إلغاق املدارس<br />

واملستشفيات وتدمر البني التحتية والقدرات االقتصادية لألطراف املتحاربة إضافة إىل فقدان الثقة<br />

واألمان واالطمئنان والثقة بالنفس نتيجة للرعب والخوف الذي يتعرضون له يف زمن الحرب«.‏<br />

وأضاف ‏»أن ما يثر القلق يف الوقت الراهن هو انتشار ظاهرة مشاركة األطفال يف النزاعات املسلحة<br />

حول العامل و ذلك يف مخالفة واضحة و رصيحة لقواعد و مبادئ القانون الدويل اإلنساين«‏ مشرا يف هذا<br />

الصدد إىل بروز حالة أخرى يحتاج فيها الطفل للحاية بشكل خاص و ‏»هي االحتال الحريب كاالحتال<br />

االرسائيي لفلسطن وما يحدث من اعتداءات من جانب قوات االحتال عى املدنين ما جعل وضع<br />

األطفال يف األرايض املحتلة بالغ الخطورة ليس عى حياتهم فقط بل عى حقوقهم كاملة«.‏<br />

كا طالب برورة ‏»تحسن البنية القانونية والترشيعية املحلية للدول ووضعها موضع التنفيذ إليقاف<br />

املارسات الاأخاقية والانسانية تجاه املرأة والطفل«‏ مشددا عى أهمية ‏»وجود منظات مجتمع مدين<br />

فاعلة تعمل عى إيجاد ثقافة مجتمعية جديدة تعمل عى تغير الصورة النمطية السلبية تجاه املرأة«.‏<br />

أفتتحت الجلسة االوىل والتي ترأسها الدكتور محمد سيد أحمد فال ‏)بويايت(‏ رئيس مركز مبدأ و الذي أكد<br />

‏»أن املنخرطن يف العنف ينطلقون من تعارض يف الرؤى واالديولوجيات واختاف املصالح ويشكلون عائقا<br />

أمام التنمية وهو ما يحتم البحث باستمرار عن حل جذري لهذه الحروب والرصاعات املسلحة«.وتضمنت<br />

الجلسة ثاثة أوراق عمل قدمها كل من الدكتور عبدالجليل سامل من تونس بعنوان«النزاعات املسلحة:م<br />

فهومها،دوافعها،مظاهرها،خطورتها«‏ ‏،والدكتور أحمد كايف من املغرب وكانت ورقته حول«العنف واإلرهاب<br />

وأثرها عى األرسة«‏ واختتمت الجلسة األوىل بكلمة الدكتور البكاي عبداملالك من موريتانيا حول ‏»الفرقة<br />

والتجزئة وأثرها يف نشوء النزاعات املسلحة«‏<br />

والجلسة الثانية ترأسها الشيخ الطالب أخيار ولد<br />

مامن وتضمنت عدداً‏ من أوراق العمل وبدأت<br />

بورقة الدكتور الحسن ولد مدو ‏»دور وسائل<br />

اإلعام يف النزاعات«‏ والذي بن أهمية وسائل<br />

اإلعام يف ظل الظروف الراهنية التي تتعرض لها<br />

أمتنا العربية واإلسامية مؤكداً‏ عى أهمية توعية<br />

ابناءنا حول خطورة االرهاب وكيفية تجنبه.‏<br />

‏»دور املؤسسات الرتبوية والدينية يف النزاعات<br />

‏»هي عنوان الورقة التي قدمها الدكتور أبو بكر<br />

أحمد من موريتانيا مبيناً‏ من خالها ان املؤسسات<br />

الرتبوية<br />

‏–املدارس والجامعات-‏ ومنابر املساجد لها الدور<br />

االسايس يف الحد من النزاعات وذلك ألنها تخاطب<br />

عقول ابنائنا بشكل مبارش.‏<br />

واختتمت الجلسة بكلمة الدكتور بن عمريل والتي<br />

كانت بعنوان«دور الوسطية االعتدال يف الحد ن<br />

النزاعات«.‏<br />

وتحدث يف الجلسة األخرة كل من الدكتورة أمل<br />

الرفوع من االردن والدكتور محمد املهدي والدكتور<br />

املختار داهي من موريتانيا.‏<br />

ويف الجلسة النقاشية للندوة والتي حرها عدد<br />

غفر يتجاوز ال 120 شخص من االعامين<br />

والشخصيات االجتاعية املختلفة أجاب املحارضون<br />

عى االسئلة املطروحة من قبل الحضور.‏


السلط<br />

ويف بداية اللقاء عزف السام امللي وأي من الذكر<br />

الحكيم و ألقى عميد شؤون الطلبه الدكتور نضال<br />

العسيي كلمة ترحيبية .<br />

وقال وزير االعام االسبق الدكتور نبيل الرشيف،‏<br />

الذي قال ان تطورا جذريا طرأ عى املفاهيم<br />

االساسية لاعام يف السنوات القليلة املاضية.«بعد ان<br />

كان يعرف بانه رسالة ومرسل ومستقبل،‏ مشرا إىل<br />

ان هذا التعريف مل يعد صالحا اليوم الن الذي كان<br />

يستقبل اصبح مرسا وغادر موقع انتظار املعلومة.‏<br />

وبن ان التقنيات الحديثة بوجود الشبكة<br />

العنكبوتية ‏)االنرتنت(‏ احدثت نقلة هائلة يف<br />

املفاهيم االعامية،‏ وان ما مييز االعام الحديث<br />

هي التفاعلية واالنية والاجاهرية،‏ إذ يعرف<br />

الفرد ما يحصل يف العامل مبارشة،‏ ومل يعد هناك<br />

وسيلة واحدة تخاطب جاهر اليصال معلومة<br />

لهم،‏ ويجب علينا ان نتعامل مع الواقع االعامي<br />

الجديد،‏ وان تدخل املؤسسات االعامية ضمن<br />

وسائل التواصل،‏ ليكون اتصالها مع عدد كبر من<br />

املتابعن،‏ وتكون تشاركية ليكون لها دور مؤثر يف<br />

متتن الجبهة الداخلية.‏<br />

وقال وزير الرتبية والتعليم السابق الدكتور محمد<br />

الوحش،‏ ‏»ال شك ان الخطر الخارجي عى اي امة<br />

يكون اضعف من الخطر الداخي املتمثل باالنقسام<br />

والتفرقة وحتى االرسة يف البيت الواحد يخى عليها<br />

من الخاف الداخي«.‏<br />

واشار إىل ان االشاعات واالخبار الكاذبة غر<br />

املسؤولة،‏ هي ما تثر البلبلة بن صفوف املواطنن<br />

لذلك علينا ان نستقي املعلومة من مصادرنا<br />

دور املؤسسات االعامية والرتبوية يف متتن الجبهة الداخلية من التطرف<br />

الرسمية الصحيحة التي ال تظلل املواطن.‏<br />

وأكد ان محافظتنا عى جبهتنا الداخلية متاسكة،‏ ونرش الوعي واالفكار الوسطية يف مناهجنا الدراسية<br />

سواء يف املدارس او الجامعات،‏ من خال الندوات التثقيفية والرتكيز فيها عى العنرص االهم وهم الشباب،‏<br />

اضافة اىل وسائلنا االعامية املعتمدة واملساجد التي هي رديف قوي لاعام.‏<br />

وبن رئيس جامعة عان االهلية الدكتور صادق حامد،‏ ان الجامعات اخذت عى عاتقها الكثر من القضايا<br />

املهمة التي تهم الشباب بشكل خاص،‏ اليصال الوطن اىل القمة،‏ خاليا من االفكار املتطرفة التي تدعو اىل<br />

العنف والقتل،‏ مبينا ان االردن هو قلب االمة العربية وما فيها من واحة امن وطأمنينة الخواننا العرب،‏<br />

وهذا مل يكن لوال االلتفاف حول القيادة والقيادة حول الشعب.‏ وقال االمن العام للمنتدى العاملي<br />

للوسطيه املهندس مروان الفاعوري،‏ ان ما مييز هذا البلد هو القيادة الحكيمة يف تعاطيها مع لغة الحوار<br />

يف حل الكثر من املشكات،‏ مطالبا بتعميم ونرش ثقافة الحوار عى صعيد الفرد واالرسة،‏ الننا اذا رسخنا<br />

هذا املبدأ يف الفرد نكون كسبنا بعد فرتة مجتمعا حواريا ممتدا،‏ وهذه االلية ال ميكن ان تكون من غر<br />

بذل جهد كبر داخل املؤسسات التعليمية.‏<br />

وأدار اللقاء د.‏ هاين العابد مفتي البلقاء<br />

وكان احيا عربيات رئيس املنتدى يف بداية اللقاء طلب من الحضور وقفه وقراءة سورة الفاتحه عى ارواح<br />

شهداء الوطن وقد شكر جامعة عان االهليه عى مد جسور التعاون مع مؤسسات املجتمع املدين يف<br />

السلط ورحب باملحارضين والضيوف وأكد عى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات ملا لها من أثر كبر يف<br />

توعية ابناء املجتمع من االخطار املحدقه به<br />

43<br />

اسم الدولة<br />

الخطاب الديني<br />

يف ظل التحديات<br />

املعارصة<br />

متر كل أمة من األمم بحاالت<br />

من القوة والضعف،‏ وتتواىل<br />

عليها هجومات األعداء<br />

هجمة تلوى األخرى،‏ سواء<br />

كانت مادية أو معنوية،‏ و<br />

تتفاوت آثارها حسب نوع<br />

الساح املستخدم وحسب حال األمة من قوة أو<br />

ضعف وحسب هدف العدو.‏<br />

وبعد كل هجمة يحاول املسلمون أن يستعيدوا<br />

قوتهم . إما برد العدوان أو مل الشمل من جديد ،<br />

حتى أيقن العدو الكافر بأن قوة املسلمني تكمن<br />

يف عقيدتهم،‏ وما يحملوه من أفكار ومفاهيم . لذلك<br />

أخذ الغرب يغزو العامل اإلسامي غزواً‏ علميا وثقافياَ‏<br />

وهو ما اصطلح عليه بالعوملة الفكرية والثقافية .<br />

وأتخذ لذلك الجمعيات التبشريية والثقافية باسم<br />

العلم واإلنسانية ، وأعدت لذلك برامج ومخططات<br />

عميقة ومتواصلة عىل املدى البعيد لغرس أفكار<br />

وقيم جديدة يف املسلمني .<br />

فكان لزاما علينا إعادة النظر يف بيان حقيقة<br />

الخطاب الديني الدعوي لتطويره وتجديده ، وذلك<br />

ببيان حقيقة الخطاب الديني اإلسامي وخصائصه<br />

، ومحاولة تحديد املنطلقات والخلفيات الفكرية<br />

والسياسية لهذا الخطاب ، واألدوات املستخدمة<br />

لتنفيذه يف الباد العربية واإلسامية ، ومحاولة إلقاء<br />

الضوء عى الجهود الغربية لتطوير وتغير الخطاب<br />

الديني اإلسامي وإخراجه عن مضمونه الحقيقي .<br />

وسأحاول أن أركز عى مرحلة التسعينيات يف<br />

الجزائر وبداية مل الشمل والنهضة باملرجعية الدينية<br />

ثم مرورا مبا يسمى الربيع العريب ومحاولة غرس<br />

معتقدات وأفكار جديدة وبلورتها ( إساميا ) حتى<br />

تظهر يف ثوبها اإلسامي ، فينخدع بها دعاة النهضة<br />

والعودة إىل عرص السلف وتبين الزائف منها<br />

والصحيح .<br />

وكمدخل للكلمة نعرف معنى الخطاب فأقول :<br />

الخطاب لغةً‏ : جاء يف لسان العرب أن ‏)الخطاب<br />

هو مراجعة الكام ، وقد خاطبه بالكام مخاطبة<br />

وخطابا...‏ واملخاطبة مفاعلة من الخطاب .<br />

ووردت مادة ‏)خطب(‏ يف عدة مواضع من القرآن<br />

الكريم،‏ قال تعاىل:‏ ‏﴿وَشَ‏ دَ‏ دْنَا مُلْكَهُ‏ وَآتَيْنَاهُ‏ الْحِكْمَةَ‏<br />

وَفَصْ‏ لَ‏ الْخِطَابِ‏ ﴾ ‏)ص:‏‎20‎‏(،‏ وقال جل شأنه:‏ ﴿<br />

وَعِبَادُ‏ الرَّحْمَنِ‏ الَّذِينَ‏ ميَ‏ ‏ْشُ‏ ونَ‏ عَىَ‏ األْ‏ ‏َرْضِ‏ هَوْناً‏ وَ‏ إِذَا<br />

خَاطَبَهُمُ‏ الْجَاهِلُونَ‏ قَالُوا سَ‏ اَ‏ ماً﴾‏ ‏)الفرقان:‏‎63‎‏(،‏ وقال<br />

سبحانه وتعاىل:‏ ‏﴿وَاصْ‏ نَعِ‏ الْفُلْكَ‏ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَالَ‏<br />

تُخَاطِ‏ بْنِي يفِ‏ الَّذِينَ‏ ظَلَمُواْ‏ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ‏ ﴾ هود:‏‎37‎<br />

تعريف الخطاب اصطاحاً:‏ وعرف بأنه ‏)كل نطق<br />

أو كتابة تحمل وجهة نظر محددة من املتكلم أو<br />

الكاتب،‏ وتفرتض فيه التأثر عى السامع أو القارئ،‏<br />

مع األخذ بعن االعتبار مجمل الظروف واملارسات<br />

التي تم فيها(‏ من كتاب ‏»تأويل الخطاب الديني<br />

يف الفكر الحدايث الجديد«‏ ألحمد عبد الله الطيار<br />

ومفهوم الخطاب لدى األصولين هو معنى الحكم<br />

الرشعي ‏)خطاب الشارع املتعلق بأفعال العباد<br />

باالقتضاء أو بالوضع أو التخير(‏<br />

فنفهم منها أن الخطاب عموما هو محاولة تبليغ<br />

مفهوم ما ، بلغة يفهمها املتلقي مع مراعاة<br />

املستوى العلمي والجغرايف والتديني<br />

فأصل الخطاب الديني أن مصدره الوحي الذي<br />

أنزل عى الرسل وبعث به األنبياء عليهم الصاة<br />

الوسطية


الوسطية<br />

والسام ، إال أن هذا املصطلح ( الخطاب الديني )<br />

خاصة بعدما قرن بكلمة ( التجديد ) وما صاحبها<br />

من خاف األثرين والتجديدين ، بن من يرون<br />

التمسك بنفس الخطاب وبن من يرون رضورة<br />

التجديد ، خاصة بعد ما تحدثت الواليات املتحدة<br />

األمريكية عن رضورة تجديد الخطاب الديني مبا<br />

يناسب املنهج الغريب بعد أحداث الحادي عرش<br />

من سبتمرب ، فعلت كلمة الطرفن حتى ظن<br />

املستمع واملتابع أن األمر عى قسمن فقط ال<br />

ثالث لها وظن الفريق األول أنه انتصار لألصول<br />

وظن الفريق الثاين أنه انتصار للمقاصد ، وغفل<br />

الطرفان عن وسطية األمر وهي األصل يف اإلبقاء<br />

عى األصول ومحاولة تجديد مناهج التبليغ .<br />

و إذا أطلق هذا اللفظ يف وقتنا فإنا يعنى به<br />

الخطاب اإلسامي النرصافه له يف اآلونة األخرة مع<br />

أنه يشمل كل األديان الساوية<br />

44<br />

نشاطات<br />

يحمله الخلف العدول الذين ينفون عنه تأويات<br />

الجاهلن وتحريفات الغالية وانتحاالت املبطلن.‏ إه<br />

مصادر الخطاب الديني<br />

للخطاب الديني مصدران مصدر تلقي ومصدر<br />

فهم واستيعاب فاألول الوحي والثاين هو اللسان<br />

العربية<br />

فالوحي مبصادره هي :<br />

1- القرءان الكريم : وهو كتاب الله عي سيدنا<br />

محمد صى الله عليه وآله وسلم ، ونقل إلينا بن<br />

دفتي املصحف باألحرف السبعة نقا متواترا ، وهو<br />

كام الله عز وجل األصل املقطوع به عند جميع<br />

املسلمن،‏ وهو املصدر األول للترشيع ، قال تعاىل:‏<br />

‏﴿إِنَّ‏ هَذَا الْقُرْآنَ‏ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ‏ أَقْوَمُ‏ وَيُبَرشِّ‏ ُ<br />

الْمُؤْمِنِنَ‏ الَّذِينَ‏ يَعْمَلُونَ‏ الصَّ‏ الِحَاتِ‏ أَنَّ‏ لَهُمْ‏ أَجْراً‏<br />

كَبِراً﴾‏ ‏)اإلرساء:‏‎9‎‏(.‏<br />

2- السنة النبوية : وهي كل ما جاءنا عن النبي<br />

حمل معلوم عى معلوم الشرتاكها يف العلة )<br />

فهذه هي املصادر املتفق عليها عند جمهور<br />

العلاء،‏ وهي مبجموعها تشكل األساس األول الذي<br />

يقوم عليه الخطاب اإلسامي،‏ وهناك مصادر أخرى<br />

مختلف عليها بن العلاء،‏ مثل املصالح املرسلة،‏<br />

واالستحسان،‏ وسد الذرائع،‏ ومذهب الصحايب،‏<br />

والعرف وهذه تبقى جزء من املصادر ويختلف يف<br />

حجيتها العلاء .<br />

5- اللسان العريب : ومل أخصص اللغة العربية<br />

ألن القرءان نزل بلسان عريب ولو أن أكره بلغة<br />

قريش ، لذلك تركت اللسان يتحدث بدال من<br />

اللغة ، فالعربية هي لغة اإلسام واملرتجم ألفكاره<br />

و املبسط ألحكامه ، وهي أساس إعجاز القران،‏<br />

ونحن متعبدون بلفظه،‏ قال الله تعاىل:﴿‏ إِنَّا<br />

جَعَلْنَاهُ‏ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ‏ تَعْقِلُونَ‏ ﴾ ‏)الزخرف:‏‎3‎‏(،‏<br />

وهي رشط أسايس من رشوط النظر واالجتهاد،‏ ألن<br />

والتجديد سنة كونية وفريضة دينية ورضورة من<br />

رضورات العرص التي ال غنى عنها،‏ مصداقا لقول<br />

الرسول صى الله عليه وسلم:‏ ‏»إن الله يبعث لهذه<br />

األمة عى رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها«‏<br />

رواه أبوداود ، فالكل معني باإلبداع والتجديد يف<br />

تخصصه ، والخطاب الديني له أهله وهم السادة<br />

العلاء والفقهاء<br />

يقول الدكتور بدران بلحسن : التجديد قانون من<br />

قوانن االجتاع االنساين،‏ وسنة ماضية يف األمة،‏<br />

يتجدد خطابها الديني ومارساتها الدينية،‏ وتتجدد<br />

كل احوالها.‏ ألن الثابت هو الدين أم التدين<br />

والخطاب الديني واملارسات الدينية فيطرا عليها<br />

املرض والتخلف واالنحراف،‏ وتحتاج إىل التجديد<br />

لرتجع غى اصولها الرشعية.‏ وما حديث ‏)يبع الله<br />

عى رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه األمة دينا(‏<br />

ما هو ببعيد عن صناع وتسكيل الوعي بالتجديد.‏<br />

والتجديد يكون وفق اصول الرشع والرؤية<br />

التوحيدية االسامية الحضارية وليس وفق ما متليه<br />

امريكا او غرها،‏ وليس وفق من يرى الجمود عى<br />

املارسات الرتاثية التي انتهت.‏ ألن هذا الدين<br />

صى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير<br />

وهي املصدر الثاين للترشيع واالستدالل بها<br />

كاالستدالل بالقران ، قال الله تعاىل:‏ ‏﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ‏<br />

يفِ‏ يشَ‏ ْ ءٍ‏ فَرُدُّوهُ‏ إِىلَ‏ اللّهِ‏ وَالرَّسُ‏ ولِ‏ إِن كُنتُمْ‏ تُؤْمِنُونَ‏<br />

بِاللّهِ‏ وَالْيَوْمِ‏ اآلخِرِ‏ ذَلِكَ‏ خَرْ‏ ٌ وَأَحْسَ‏ نُ‏ تَأْوِياً﴾‏<br />

‏)النساء:‏‎59‎‏(،‏ ويكون الرد بعد وفاة الرسول بإتباع<br />

سنته من بعده،‏ قال تعاىل:‏ ﴿ وَمَا آتَاكُمُ‏ الرَّسُ‏ ولُ‏<br />

فَخُذُوهُ‏ وَمَا نَهَاكُمْ‏ عَنْهُ‏ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ‏ إِنَّ‏<br />

اللَّهَ‏ شَ‏ دِيدُ‏ الْعِقَابِ‏ ﴾ ‏)الحرش:‏‎7‎‏(،‏ وعن املقداد بن<br />

معد يكرب عن الرسول قال:‏ ‏)إين أوتيت الكتاب<br />

وما يعدله،‏ يوشك شبعان عى أريكته أن يقول:‏<br />

بيني وبينكم هذا الكتاب فا كان فيه من حال<br />

أحللناه،‏ وما كان فيه من حرام حرمناه،‏ إال وانه<br />

ليس كذلك(‏ رواه ابن حبان .<br />

3- اإلجاع:‏ أما إجاع الصحابة ريض الله عنهم<br />

حجة باتفاق ألنه قامت األدلة القطعية عى<br />

حجيته ، وكذا إجاع علاء كل عرص من بعدهم .<br />

4- القياس:‏ ‏)وهو إثبات مثل حكم معلوم يف معلوم<br />

آخر الشرتاكها يف علة الحكم عند املثبت(أو هو (<br />

النصوص الرشعية جاءت من عند الله بلفظها،‏<br />

ولهذا كان من الواجب أن تكون اللغة العربية هي<br />

التي يقوم عليها الخطاب الديني،‏ ويجب مزجه<br />

باللغة العربية ، فالله سبحانه وتعاىل اختار اللسان<br />

العريب وعاء للدين ملا فيه من مزايا وخصائص<br />

متتاز بها عن األلسنة األخرى ، والقرآن هو معجزة<br />

لرسولنا و دليل عى صدق نبوته،‏ وبالتايل هو<br />

دليل عى صدق اإلسام،‏ وإعجازه ليس مقصورا<br />

عى العرب دون غرهم،‏ بل جاء التحدي للعاملن<br />

جميعا،‏ قال الله تعاىل:﴿‏ قُل لَّنِ‏ ِ اجْتَمَعَتِ‏ اإلِنسُ‏<br />

وَالْجِ‏ نُّ‏ عَىَ‏ أَن يَأْتُواْ‏ مبِ‏ ‏ِثْلِ‏ هَذَا الْقُرْآنِ‏ الَ‏ يَأْتُونَ‏ مبِ‏ ‏ِثْلِهِ‏<br />

وَلَوْ‏ كَانَ‏ بَعْضُ‏ هُمْ‏ لِبَعْضٍ‏ ظَهِرًا﴾‏ ‏)اإلرساء:‏‎88‎‏(،‏ ونحن<br />

نعلم يقينا أن اإلعجاز يف القرآن يف كيفية صياغة<br />

هذا الفكر الراقي بهذه اللغة التي ال يرقى إىل<br />

صياغتها برش مها بلغ من الفصاحة .<br />

خصائص الخطاب الديني<br />

للخطاب الديني خصائص ومميزات متيزه عن غره<br />

كالخطاب السيايس مثا ومنها :<br />

1- أنه خطاب ضمن رسالة عاملية بعث بها النبي


45<br />

الوسطية<br />

صلة الله عليه وسلم جاءت تخاطب البرشية بغض<br />

النظر عن أعراقهم وأجناسهم وألوانهم واختاف<br />

ألسنتهم،‏ لذا تجد الخطاب القرءاين يكرر ‏)يابني<br />

آدم(‏ يف عدة مواضع و)يا أيها الناس(‏ مع تخصيص<br />

آيات للمؤمنن واملسلمن ، ويف مواضع للناس كافة،‏<br />

قال تعاىل:‏ ‏﴿وَمَا أَرْسَ‏ لْنَاكَ‏ إِالَّ‏ كَافَّةً‏ لِلنَّاسِ‏ بَشِ‏ راً‏<br />

وَنَذِيراً﴾‏ ‏)سبأ:‏ من اآلية‎28‎‏(‏ وقال تعاىل:‏ ‏﴿وَمَا<br />

أَرْسَ‏ لْنَاكَ‏ إِالَّ‏ رَحْمَةً‏ لِلْعَالَمِنَ﴾‏ ‏)األنبياء:‏‎107‎‏(.‏ وأحيانا<br />

يوجه للكفار خاصة يف قوله تعاىل:‏ ‏﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ‏<br />

اعْبُدُ‏ واْ‏ رَبَّكُمُ‏ الَّذِي خَلَقَكُمْ‏ وَالَّذِينَ‏ مِن قَبْلِكُمْ‏<br />

لَعَلَّكُمْ‏ تَتَّقُونَ‏ ﴾ ‏)البقرة:‏‎21‎‏(.‏<br />

2- أنه خطاب شامل لكل مناحي الحياة العقدية<br />

والتعبدية واملعاماتية ، خطاب عقائدي مثل قوله<br />

تعال:‏ ‏﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ‏ اعْبُدُ‏ واْ‏ رَبَّكُمُ‏ الَّذِي خَلَقَكُمْ‏<br />

وَالَّذِينَ‏ مِن قَبْلِكُمْ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تَتَّقُونَ‏ ﴾ ‏)البقرة:‏‎21‎‏(،‏ و<br />

السيايس،‏ قال الله تعاىل:﴿‏ وَأَنِ‏ احْكُم بَيْنَهُم مبِ‏ ‏َآ<br />

أَنزَلَ‏ اللّهُ‏ وَالَ‏ تَتَّبِعْ‏ أَهْوَاءهُمْ‏ وَاحْذَرْهُمْ‏ أَن يَفْتِنُوكَ‏<br />

عَن بَعْضِ‏ مَا أَنزَلَ‏ اللّهُ‏ إِلَيْكَ‏ ﴾ ‏)املائدة:‏‎49‎‏(،‏ و<br />

االقتصادي،‏ قال الله تعاىل:‏ ‏﴿وَأَحَلَّ‏ اللّهُ‏ الْبَيْعَ‏<br />

وَحَرَّمَ‏ الرِّبَا﴾‏ ‏)البقرة:‏‎275‎‏(،‏ واجتاعي الذي يعالج<br />

مشاكل األرسة واملجتمع،‏ قال تعاىل:‏ ‏﴿وَلْيَسْ‏ تَعْفِفِ‏<br />

الَّذِينَ‏ الَ‏ يَجِ‏ دُ‏ ونَ‏ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ‏ اللَّهُ‏ مِن<br />

فَضْ‏ لِهِ﴾‏ ‏)النور:‏‎33‎‏(،‏ وقال الله تعاىل:‏ ‏﴿وَالَ‏ تَقْرَبُواْ‏<br />

الزِّىنَ‏ إِنَّهُ‏ كَانَ‏ فَاحِشَ‏ ةً‏ وَسَ‏ اء سَ‏ بِياً﴾‏ ‏)اإلرساء:‏‎32‎‏(.‏<br />

3- يحقق السعادة الدنيوية واألخروية : 3- قال<br />

تعاىل:‏ ‏﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدً‏ ى فَمَنِ‏ اتَّبَعَ‏ هُدَ‏ ايَ‏<br />

فَاَ‏ يَضِ‏ لُّ‏ وَالَ‏ يَشْ‏ قَى وَمَنْ‏ أَعْرَضَ‏ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ‏<br />

لَهُ‏ مَعِيشَ‏ ةً‏ ضَ‏ نكًا وَنَحْرشُ‏ ‏ُهُ‏ يَوْمَ‏ الْقِيَامَةِ‏ أَعْمَى﴾‏<br />

‏)طه:‏‎123،124‎‏(،‏ وقال عز وجل:‏ ‏﴿وَعَدَ‏ اللَّهُ‏ الَّذِينَ‏<br />

آمَنُوا مِنكُمْ‏ وَعَمِلُوا الصَّ‏ الِحَاتِ‏ لَيَسْ‏ تَخْلِفَنَّهُم يفِ‏<br />

األْ‏ ‏َرْضِ‏ كَاَ‏ اسْ‏ تَخْلَفَ‏ الَّذِينَ‏ مِن قَبْلِهِمْ‏ وَلَيُمَكِّنَنَّ‏<br />

لَهُمْ‏ دِينَهُمُ‏ الَّذِي ارْتَىَ‏ لَهُمْ‏ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ‏<br />

خَوْفِهِمْ‏ أَمْنًا يَعْبُدُ‏ ونَنِي الَ‏ يُرشْ‏ ‏ِكُونَ‏ يبِ‏ شَ‏ يْئًا وَمَن كَفَرَ‏<br />

بَعْدَ‏ ذَلِكَ‏ فَأُوْلَئِكَ‏ هُمُ‏ الْفَاسِ‏ قُونَ‏ ﴾ ‏)النور:‏‎55‎ .<br />

4- خطاب نهضوي تأثري موحد : أنه خطاب<br />

وحدوي تأثري ، يقوم عى جمع الناس عى كلمة<br />

واحدة باختاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم ،<br />

ليكونوا أمة واحدة تربطهم عقيدة اإلسام،‏ واعترب<br />

الروابط األخرى من أمر الجاهلية ، قال الله تعاىل:‏<br />

‏﴿إِنَّ‏ ‏َا الْمُؤْمِنُونَ‏ إِخْوَةٌ‏ فَأَصْ‏ لِحُوا بَنْ‏ َ أَخَوَيْكُمْ‏ وَاتَّقُوا<br />

اللَّهَ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تُرْحَمُونَ‏ ﴾ ‏)الحجرات:‏‎10‎‏(،‏ وقال الله<br />

تعاىل:‏ ‏﴿وَ‏ إِنَّ‏ هَذِهِ‏ أُمَّتُكُمْ‏ أُمَّةً‏ وَاحِدَ‏ ةً‏ وَأَنَا رَبُّكُمْ‏<br />

فَاتَّقُونِ‏ ﴾ ‏)املؤمنون:‏‎52‎‏(،‏ فرابطة العقيدة ال تتقطع<br />

باختاف النسب،‏ ورابطة النسب تتقطع باختاف<br />

العقيدة.‏<br />

مرتكزات الخطاب الديني<br />

يرتكز الخطاب الديني عى أساسيات ال ميكن إلغاء<br />

أي جزء منها ألن التكامل ال يصلح إال بوجودها<br />

جميعا وهي :<br />

1- املُخاطِ‏ ب : وهو من يبلغ الرسالة.‏<br />

2- املخاطب ‏:وهو املتلقي الذي توجّه له الرسالة<br />

ويستقبلها ويستوعبها.‏<br />

3- محتوى الرسالة : ومضمونها ما يريد املُرسل أن<br />

يوصله إىل اآلخرين ، وهو اساس الخطاب الديني<br />

4- وسيلة االتصال : فالخطاب يكون شفويا أو مكتوبا<br />

، وقد تستغل وسائل اإلعام املرئية أواملسوعة ، أو<br />

حتى الوسائل التكنولوجية الحديثة كشبكة اإلنرتنت<br />

اإللكرتونية،‏ أو املساجد واملدارس القرءانية والزوايا<br />

وغرها من الوسائل .<br />

فإذا تكاملت هاته الوسائل الشك أنه سيكون<br />

للخطاب تأثر وفاعليه يف املتلقي إذا تم النظر يف<br />

فحوى الخطاب الديني ورضورة تجديده ليتاىش<br />

مع متطلّبات العرص ويناهض الفكر التعصّ‏ بي<br />

والتطرّيف السائد يف وقتنا ، وبدوره ميكنه بعد<br />

االستيعاب أن يبلغه لغره ملا وقر يف قلبه .<br />

تحديات الخطاب الديني ومعوقاته<br />

1- اإللحاد:‏ أو الادين وهو من أكرب التحديات<br />

التي تُواجَّه الخطاب الديني خاصة وأنها موجهة<br />

للشباب والنشأ .<br />

2- : وصم الدين بالتطرف : وزرع الخاف العرقي<br />

واملذهبي والعقدي بن املخاطبن بتهييج مواطن<br />

النزاع وتضخيم مواطن الخاف بغرض نرش الفُرقة<br />

والتشتت والتمزق.‏<br />

3- غرس فكرة التخلف والرجعية لدى الشباب وكأن<br />

من مل يصنع صاروخا نوويا ال يعد متقدما ، حتى<br />

ارتبط الحديث عن التقدم مرهونا بامتاك القنبلة<br />

النووية وكأن الطاقة النووية هي مدار العامل مع<br />

الطاقة الشمسية أقل منها تأثرا وأكر منها فائدة .<br />

4- أزمة التشدّ‏ د والتعصّ‏ ب بن املسلمن : ال ميكن<br />

للخطاب الديني أن يرقى يف منطقتنا العربية إىل<br />

مستوى تحصن الشعوب من أمراض التطرّف<br />

والتعصّ‏ ب الديني واملذهبي املتعصب ، والتشدّ‏ د<br />

الفكري،‏ ورفض اآلخر،‏ والشحن الطائفي،‏ وتغذية<br />

الرصاعات الداخلية بل هي يف ازدياد مستمر<br />

بسبب التيارات السياسية التي تستغل الدين<br />

للخاف وبهذا يستمر وجودها ونفوذها .<br />

آليات تطوير الخطاب الديني<br />

قد تكون مشكلة الخطاب الديني اليوم يف الخلل<br />

يف معادلة الدعوة والعمل اإلسامي ، والظن أن<br />

اإلبقاء عى الوسائل القدمية يف الدعوة وإيصال<br />

املفاهيم هو املنهج األمثل ، والتوهم بأن الوسائل<br />

من الثوابت واملقدسات التي ال يجوز تطويرها<br />

أو حتى مراجعتها ودراسة جدواها ، يف حن لو<br />

نظرنا يف أساليب الدعوة يف زمن النبي صى الله<br />

عليه وسلم والقرون املاضية نجدها قد تجددت<br />

بتجدد األحداث والثقافات واألفكار بسبب اإلطاع<br />

يف ثقافات اآلخرين . فجمع املصحف وتدوين السنة<br />

واليف الكتب يف الحديث واملخترصات يف الفقه<br />

واألصول واملنظومات املتعددة التخصصات كله من<br />

أساليب تجديد الخطاب مبا يناسب العرص دون<br />

الخروج عن األصول ودون تغير للثوابت الحقيقية<br />

التي ذكرناها يف بداية املحارضة .<br />

ونأيت باختصار شديد عى أهم الوسائل التي<br />

تساعد عى إنجاح الخطاب الديني<br />

1- اختيار الزمان واملكان املناسبن : ملا لها من<br />

تأثر واضح يف توجيه الخطاب ، وإن غفل املخاطب<br />

عن هذين الجانبن الهامن سوف يفشل فشاً‏<br />

ذريعاً‏ يف الوصول إىل عقول وقلوب املخاطبن ،<br />

وسوف يكون خاطبه سقياً‏ عقياً‏ ، ولنا يف رسول<br />

الله صى الله عليه وسلم القدوة الحسنة يف تغير<br />

خطابه بن مكة واملدينة .<br />

2- مراعاة مقتى حال املدعو :<br />

لقد كان الرسول صي الله عليه وسلم يتخول<br />

الناس باملوعظة مخافة السامة فعَنْ‏ أَيبِ‏ وَائِلٍ‏ قَالَ‏<br />

)) كَانَ‏ عَبْدُ‏ اللَّهِ‏ يُذَكِّرُ‏ النَّاسَ‏ يفِ‏ كُلِّ‏ خَمِيسٍ‏ ، فَقَالَ‏<br />

لَهُ‏ رَجُلٌ‏ : يَا أَبَا عَبْدِ‏ الرَّحْمَنِ‏ لَوَدِدْتُ‏ أَنَّكَ‏ ذَكَّرْتَنَا<br />

كُلَّ‏ يَوْمٍ‏ ، قَالَ‏ : أَمَا إِنَّهُ‏ ميَ‏ ‏ْنَعُنِي مِنْ‏ ذَلِكَ‏ أَينِّ‏ أَكْرَهُ‏<br />

أَنْ‏ أُمِلَّكُمْ‏ ، وَ‏ إِينِّ‏ أَتَخَوَّلُكُمْ‏ بِالْمَوْعِظَةِ‏ كَاَ‏ كَانَ‏ النَّبِيُّ‏<br />

صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ‏ السَّ‏ آمَةِ‏<br />

عَلَيْنَا ((<br />

وكان يحذر أصحابه الذين يطيلون يف العبادة<br />

حتى تشق عى الناس ، من فتنتهم عن دينهم<br />

)) فعَنْ‏ جَابِرٍ‏ قَالَ‏ كَانَ‏ مُعَاذٌ‏ يُصَ‏ يِّ‏ مَعَ‏ النَّبِيِّ‏<br />

صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ ثُمَّ‏ يَأْيتِ‏ فَيَؤُمُّ‏ قَوْمَهُ‏ فَصَ‏ ىَّ‏<br />

لَيْلَةً‏ مَعَ‏ النَّبِيِّ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ الْعِشَ‏ اءَ‏ ، ثُمَّ‏<br />

أَىتَ‏ قَوْمَهُ‏ فَأَمَّهُمْ‏ فَافْتَتَحَ‏ بِسُ‏ ورَةِ‏ الْبَقَرَةِ‏ فَانْحَرَفَ‏<br />

رَجُلٌ‏ فَسَ‏ لَّمَ‏ ، ثُمَّ‏ صَ‏ ىَّ‏ وَحْدَ‏ هُ‏ وَانْرصَ‏ ‏َفَ‏ . فَقَالُوا لَهُ‏<br />

: أَنَافَقْتَ‏ يَا فُاَ‏ نُ‏ ؟!.‏ قَالَ‏ : الَ‏ وَاللَّهِ‏ ، وَآلَ‏ تِنَ‏ َّ رَسُ‏ ولَ‏<br />

اللَّهِ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ فَألَ‏ ‏ُخْربِ‏ ‏َنَّهُ‏ ، فَأَىتَ‏ رَسُ‏ ولَ‏<br />

اللَّهِ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ فَقَالَ‏ : يَا رَسُ‏ ولَ‏ اللَّهِ‏<br />

إِنَّا أَصْ‏ حَابُ‏ نَوَاضِ‏ حَ‏ نَعْمَلُ‏ بِالنَّهَارِ‏ ، وَ‏ إِنَّ‏ مُعَاذًا صَ‏ ىَّ‏<br />

مَعَكَ‏ الْعِشَ‏ اءَ‏ ، ثُمَّ‏ أَىتَ‏ فَافْتَتَحَ‏ بِسُ‏ ورَةِ‏ الْبَقَرَةِ‏ . فَأَقْبَلَ‏<br />

رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ صَ‏ ىَّ‏ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ‏ عَىَ‏ مُعَاذٍ‏ فَقَالَ‏<br />

يَا مُعَاذُ‏ أَفَتَّانٌ‏ أَنْتَ‏ اقْرَأْ‏ بِكَذَا وَاقْرَأْ‏ بِكَذَا قَالَ‏ :<br />

سُ‏ فْيَانُ‏ فَقُلْتُ‏ لِعَمْرٍو : إِنَّ‏ أَبَا الزُّبَرْ‏ ِ حَدَّ‏ ثَنَا عَنْ‏ جَابِرٍ‏<br />

أَنَّهُ‏ قَالَ‏ اقْرَأْ‏ وَالشَّ‏ مْسِ‏ وَضُ‏ حَاهَا ، وَالضُّ‏ حَى وَاللَّيْلِ‏<br />

إِذَا يَغْىَ‏ ، وَسَ‏ بِّحْ‏ اسْ‏ مَ‏ رَبِّكَ‏ األْ‏ ‏َعْىَ‏ . فَقَالَ‏ عَمْرٌو:‏<br />

نَحْوَ‏ هَذَا ((.<br />

وكان سيدنا عي ريض الله عنه يويص )) مبخاطبة‏<br />

الناس عى قدر عقولهم ((<br />

3- لغة الخطاب : للغة :<br />

عاملية الرسالة املحمدية تقتي عاملية الخطاب<br />

الديني وبذلك يجب عى الداعية أن يعرف العامل<br />

بعقائده ، وثقافاته ، وتاريخه ، وحارضه ، ومشكاته<br />

، وتطلعاته ، وفهم الكيفيات واآلليات التي يتم<br />

من خالها تشكيل الرأي العام ، ورشوط تغره ،<br />

والتأثر عليه ، كأمور ال بد منها لتحديد املداخل<br />

الحقيقية للخطاب ، قال تعاىل )) وما أرسلنا من<br />

رسول إال بلسان قومه ليبن لهم (( فاللغة هي<br />

املفتاح األول والوسيلة البليغة يف إيصال املعاين<br />

السامية للدين اإلسامي


الوسطية<br />

46<br />

نشاطات<br />

نشاطات المنتدى العالمي للوسطية<br />

اجتماع دوري لمسؤولي الفروع<br />

عقد يف مقر املنتدى العاملي للوسطية اجتاع ملناقشة نشاطات فروع<br />

املنتدى يف عموم البلدان اإلسامية والعربية.‏<br />

ويف بداية اللقاء رحّب األمن العام للمنتدى املهندس مروان الفاعوري<br />

بالضيوف متمنياً‏ لهم النجاح واملوفقية يف خدمة دينهم ووطنهم.‏<br />

وأكد الفاعوري عى قضية تفعيل نشاطات فروع املنتدى واإلهتام<br />

بالجانب اإلعامي بكافة أشكاله وبالذات مواقع التواصل اإلجتاعي.‏<br />

وبنّ‏ الفاعوري أن نشاطات املنتدى ينبغي أن تامس الواقع املجتمعي يف<br />

البلدان اإلسامية والعربية من أجل إظهار اهتام املنتدى بقضايا األمة<br />

املختلفة.‏<br />

من جانبهم عرض ممثلوا الفروع بعض نشاطاتهم خال الفرتة املاضية.‏<br />

وأكدوا عى قضية التفاعل بن املنتدى وعموم الفعاليات السياسية<br />

والثقافية يف بلدانهم.‏<br />

ويف ختام اإلجتاع متنى املهندس مروان الفاعوري عى الحضور رضورة<br />

تفعيل نشاطات املنتدى مبا يعود بالخر عى البلدان اإلسامية و<br />

العربية،‏ ومبا يعكس تفاعل املنتدى مع قضايا األمة املتنوعة خدمة<br />

لديننا وبلداننا اإلسامية و العربية<br />

زار وفد من/‏ مركز الزهاوي للدرسات الفكريه من السليانية-‏ العراق<br />

الشقيق املنتدى العاملي للوسطية يوم الخميس املوافق . 2016/5/12<br />

واطلع الوفد عى النشاطات الفكرية والثقافية التي يقوم املنتدى بها.‏<br />

ووأبدى الوفد الزائر غعجابه باالفكار واالعال التي يقوم بها املنتدى<br />

من خال نرش ثقافة اإلعتدال وتصويب املفاهيم الخاطئة حول اإلسام<br />

الحنيف وكذلك من خال برامج مكافحة التطرف والغلو واإلرهاب التي<br />

يقوم بها املنتدى لتحصن الشباب من آفات العرص،‏ وكان يف استقبال<br />

الوفد كل من الدكتور زيد احمد املحيسن املنسق العام للعاقات<br />

الخارجية والتعاون الدويل والسيد عمر الخرابشة وحمد الله النسور من<br />

دائرة العاقات العامة ودائرة املشاريع.‏


47<br />

الوسطية<br />

األمين العام المهندس مروان الفاعوري<br />

يقدم التهاني لرئيس الجامعة األردنية<br />

زار املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى العاملي<br />

للوسطية ومعايل الشيخ عبدالرحيم العكور والدكتور<br />

عبدالرحيم معايعة والدكتور زيد املحيسن صباح اليوم<br />

الثاثاء 2016/4/26 رئيس الجامعة األردنية األستاذ الدكتور<br />

عزمي املحافظة وقدموا له التهاين مبناسبة تعيينه رئيساً‏<br />

للجامعة.‏<br />

وتم خال اللقاء بحث سبل تعزيز العاقات الثنائية بن<br />

الجامعة واملنتدى يف املجاالت الفكرية والثقافية والتوعوية.‏<br />

األمين العام للمنتدى يلتقي عميد كلية<br />

الشريعه بجامعه قطر الدكتور يوسف<br />

صديقي<br />

إلتقى املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى<br />

العاملي للوسطية يوم األربعاء 2016/5/11 باألستاذ الدكتور<br />

يوسف محمود الصديق عميد كلية الرشيعة والدراسات<br />

اإلسامية يف جامعة قطر،‏ وجرى خال اللقاء بحث سبل<br />

التعاون ما بن الجامعة واملنتدى يف املجاالت الفكرية<br />

والثقافية،‏ وحر اللقاء الدكتور زيد أحمد املحيسن<br />

املنسق العام للعاقات الخارجية والتعاون الدويل<br />

األمين العام المهندس مروان الفاعوري<br />

يقدم التهاني لرئيس الجامعة األردنية<br />

التقى املهندس مروان الفاعوري أمن عام املنتدى العاملي<br />

للوسطية صباح اليوم مبقر املنتدى يف العاصمة عان<br />

بسعادة األستاذ ياسن أقطاي نائب أمن عام حزب<br />

العدالة الرتيك.‏<br />

ويف بداية اللقاء رحّب املهندس الفاعوري بضيفه الكريم<br />

متمنياً‏ له ولرتكيا استمرار التطوير والنجاح.‏<br />

وجرى خال اللقاء مناقشة مجمل القضايا الفاعلة عى<br />

الساحتن اإلسامية والعربية.‏<br />

ومتت مناقشة السبل العملية لتطوير التعاون املشرتك بن<br />

املنتدى وحزب العدالة.‏<br />

مذكرة تفاهم بين المنتدى ومركز<br />

العدالة الفلسطيني<br />

جرى يف مقر املنتدى العاملي للوسطية حفل توقيع<br />

مذكرة تفاهم مشرتك بن املنتدى واملركز العاملي للعدالة<br />

واإلنسانية الفلسطيني.‏<br />

ووقع املذكرة عن املنتدى األمن العام املهندس مروان<br />

الفاعوري،‏ فيا وقعها عن مركز العدالة الفلسطيني معايل<br />

الدكتور عي خشّ‏ ان رئيس املركز.‏<br />

وتم اإلتفاق عى تحقيق األهداف املشرتكة ونرش ثقافة<br />

الوسطية واإلعتدال والتسامح ونبذ التطرف واإلرهاب<br />

وترسيخ قيم الحوار وقبول اآلخر وتعزيز ثقافة حقوق<br />

اإلنسان والرتكيز عى الدور الهام للمرأة والشباب يف بناء<br />

املجتمع وتعزيزها.‏


الوسطية<br />

48<br />

نشاطات<br />

زار املنتدى العاملي للوسطية يوم الخميس 2016/5/19 كل من الدكتور الخر محمد عبد الباقي مدير عام املركز النيجري<br />

للدراسات العربية رئيس فرع املنتدى يف نيجريا والدكتور عبدالحي إيرو الباحث يف الجامعة العاملية االسامية يف إسام أباد.‏<br />

وجرى خال اللقاء بحث سبل تعزيز العاقات الثقافية والفكرية بن الجانبن واستمع الضيفن اىل ايجاز عن أعال املنتدى<br />

والربامج التي يقوم بها يف محاربة التطرف واإلرهاب وتحصن الشباب من ثقافة التكفر واالرهاب،‏ وقد أعجب الضيوف<br />

باملستوى الرفيع الذي وصل اليه املنتدى.‏<br />

شارك املهندس مروان الفاعوري األمن العام للمنتدى<br />

العاملي للوسطية يف أعال مؤمتر القمة اإلسامي<br />

الذي تعقده منظمة التعاون اإلسامي يف اسطنبول<br />

ممثاً‏ عن املنتدى العاملي للوسطية،‏ وسيحر املؤمتر<br />

ملوك ورؤساء الدول اإلسامية والعربية وممثلن عن<br />

املنظات اإلسامية واإلقليمية والدولية.‏<br />

عبد الفتاح مورو يف عمان<br />

زار الشيخ عبد الفتّاح مورو املفكر اإلسامي الكبر وعضو املجلس التنفيذي للمنتدى العاملي للوسطية<br />

عان خال الفرتة من 12-11 2016 5/ / والتقى بعدد من أعضاء املنتدى وخال الزيارة قام بتسجيل<br />

مجموعة من الحلقات الفكرية والثقافية والرمضانية لعدد من املحطات الفضائية واإلذاعية املحلية<br />

من أجل بثها خال شهر رمضان الفضيل وما يجدر ذكره بأن املفكر اإلسامي مورو هو محامي و<br />

قايض وأحد القادة التاريخين لحركة<br />

النهضة التونسية ويشغل حالياً‏ نائباً‏<br />

لرئيس مجلس النواب التوني وله<br />

رؤية حديثة وخطاب عرصي معتدل<br />

وله حضور ويلقى فكرة القبول من<br />

قبل الشباب ورجال الفكر واملثقفن<br />

ويشارك يف كافة املؤمترات التي يعقدها<br />

املنتدى العاملي للوسطية يف عان.‏


عقد يف مقر منتدى الوسطية للفكر والثقافة اجتاع<br />

ملناقشة التحضرات الازمة ملسابقة القرآن الكريم<br />

التي سيعقدها املنتدى يوم األحد القادم املوافق<br />

.2016/4/24<br />

ويف بداية اإلجتاع أكدت السيدة سوسن املومني –<br />

رئيسة قطاع املرأة يف املنتدى – عى رضورة تحشيد<br />

الجهود الازمة إلنجاح املسابقة وخدمة القرآن الكريم.‏<br />

يذكر أن هذا اإلجتاع هو اللقاء الثاين ألعضاء لجنة<br />

التحكيم للمسابقة القرآنية السنوية الخامسة التي<br />

تدخل ضمن فعاليات منتدى الوسطية للفكر والثقافة<br />

نشاطات قطاع المرأة<br />

بدء المسابقة القرآنية الخامسة للقرآن<br />

الكريم في منتدى الوسطية<br />

بدأت صباح اليوم األحد املوافق 2016/4/24 اختبارات املسابقة القرآنية السنوية الخامسة يف مقر املنتدى العاملي للوسطية.‏<br />

وحول املسابقة أكد املهندس مروان الفاعوري أمن عام املنتدى أن املسابقة تقع ضمن حرص املنتدى عى رعاية الشباب<br />

وتقرير هويتهم الحضارية.‏<br />

وبن الفاعوري ان الغاية الرئيسية هي اكساب الشباب قيم الحق والعدل وتوجيههم اىل منهج الوسطية فكراً‏ واعتقاداً‏<br />

وسلوكاً‏ واملستمد من ديننا اإلسامي الحنيف.‏<br />

يُذكر أن االختبارات لهذا اليوم ستكون للمستوى االول واملقرر فيه حفظ عرشة أجزاء من القرآن الكريم ولجميع الفئات<br />

العمرية ولكا الجنسن ‏)ذكور واناث(.‏<br />

الجدير بالذكر انه تم تشكيل لجان تحكيم مؤهلة وعى درجة عالية من الكفاءة تعمل ضمن أسس واضحة ودقيقة<br />

لتحقيق العدل بن جميع املتسابقن.‏<br />

علاً‏ بأن هذه املسابقة هي املسابقة السنوية الخامسة ويقدم فيها املنتدى جوائز مالية متنوعة حسب مستوى<br />

املشاركن يف املسابقة.‏<br />

49<br />

الوسطية


الوسطية<br />

50<br />

نشاطات<br />

نتائج املسابقة القرآنية<br />

السنوية الخامسة للعام<br />

‎1437‎ه ‏-‏‎2016‎م


أطلق املركز القرآين يف منتدى الوسطية للفكر<br />

والثقافة مسابقته القرآنية الرمضانية للعام<br />

الخامس عى التوايل وبالتعاون مع وزارة الرتبية<br />

والتعليم وقد تقدم للمنافسة )545( متسابقاً‏<br />

من الجنسن ولكافة األعار ومن مختلف<br />

محافظات اململكة،‏ وقد كانت لهذا العام عى<br />

أربعة مستويات؛ وتم تشكيل لجان تحكيم من<br />

شخصيات مؤهلة وعى مستوى عالٍ‏ من الكفاءة<br />

والخربة يف هذا املجال إلختيار الفائزين برئاسة<br />

الفاضلة إميان الصفدي بتاريخ ، 2016/4/18 وبعد<br />

فحص جميع املتسابقن وفق ضوابط ومعاير<br />

محددة ودقيقة؛ تم عمل تصفية نهائية للمؤهلن<br />

منهم.‏<br />

عقدت اللجنة إجتاعاً‏ بتاريخ 2016/4/30 بحضور<br />

رئيستها ورئيسة لجان املرأة يف املنتدى السيدة<br />

سوسن املومني وذلك من أجل إقرار النتائج<br />

وكانت عى النحو التايل:‏<br />

فاز عن املستوى األول ‏)عرشة أجزاء(:‏<br />

1. شذى صالح أحمد الربابعة _ محافظة عجلون.‏<br />

2. عامر حسن أحمد بواعنة _ محافظة إربد.‏<br />

3. عائشة ‏»محمد خر«‏ أحمد الرشبجي _ عان.‏<br />

فاز عن املستوى الثاين ‏)خمسة أجزاء(:‏<br />

‎1‎‏-تسنيم حسن أحمد املناصر البيادر ‏_مدرسة أم<br />

حبيبة الثانوية_عان.‏<br />

‎2‎‏-أساء محمد سامي الهنداوي _ السلط.‏<br />

‎3‎‏-بكر صديق حامد قرقش – مدرسة أكادميية<br />

الحفاظ_عان.‏<br />

فاز عن املستوى الثالث ‏)ثاثة أجزاء(:‏<br />

‎1‎‏-هديل فريد طالب أبو نبوت_مدرسة سعيد<br />

عاء الدين ‏_عان.‏<br />

‎2‎‏-ليث سعد الدين محمود ذيب_مدرسة اإلتحاد<br />

الثانوية للبنن_عان.‏<br />

‎3‎‏-دميا عبدالرؤوف شحادة شاهن_مدارس امللك<br />

عبدالله الثاين للتميز_الزرقاء.‏<br />

فاز عن املستوى الرابع ‏)جزء عم(:‏<br />

‎1‎‏-هيا هاشم رفيق الوزير_‏ مدرسة نور الشياء<br />

األساسية_عان.‏<br />

‎2‎‏-سارة محمد ‏»محمد رشاد«‏ خاطر_‏ مدرسة<br />

الصفوة_‏ عان.‏<br />

‎3‎‏-لينا حمزة محمد ياسن_‏ مدرسة خديجة أم<br />

املؤمنن ‏_الزرقاء.‏<br />

وسيتم تكريم الفائزين يف حفل خاص يقام من<br />

أجل ذلك يوم 15 رمضان املوافق 2016/6/20.<br />

باإلضافة إىل توزيع جوائز ترضية للمتميزين الذين<br />

مل يحالفهم الحظ يف الفوز يف املراتب املقررة.‏<br />

‏*هذا وقد تم توزيع هدايا رمزية لجميع<br />

املشاركن الصغار يف املسابقة لتشجيعهم وتحفيزهم<br />

ملزيد من اإلهتام بالقرآن العظيم.‏<br />

51<br />

الوسطية


الوسطية 52<br />

الركن الطبي<br />

شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن,‏ ذلك<br />

الشهر الفضيل الذي أوجب الله تعاىل فيه<br />

عى املسلمن الصيام .<br />

قال الله تعاىل:)‏ يا أيها الذين امنوا كتب<br />

عليكم الصيام كا كتب عى الذين من<br />

قبلكم لعلكم تتقون(‏<br />

ميثل هذا الشهر بعض الخصوصية لدى مرىض<br />

داء السكر,‏ حيث انه من األحداث الهامة التي<br />

تصيب مرىض داء السكري بالقلق والخوف<br />

ويلح عليهم ذلك السؤال الهام,‏ هل ميكنني<br />

الصيام دون مشاكل صحية؟<br />

كم هي عديدة نعم الله علينا,‏ ومن هذه<br />

النعم مقدرة الجسم عى املحافظة قدر<br />

االمكان عى ثبات مستوى سكر الدم بالرغم<br />

من تفاوت حاالت الجسم وذلك عن طريق<br />

تكامل العديد من الوظائف الفسيولوجية<br />

والتي يعترب الكبد املنسق األسايس لها.‏ ولكن<br />

قد يضطرب مستوى السكر بالدم يف أثناء<br />

شهر رمضان وذلك لألسباب التالية:‏<br />

1( تغر نظام وطبيعة األكل<br />

2( تهاون بعض املرىض يف تناول أدويتهم<br />

حسب املواعيد التي حددها الطبيب املعالج<br />

3( عدم االلتزام بالجرعات املوصوفة للمريض<br />

4( التوقف أوتغير العاج املوصوف وذلك<br />

بحجة تأثر الصيام عى املريض أواملريضة<br />

ومقدرته عى تحمل العاج.‏<br />

5( عدم مراعاة الحرص يف طبيعة الطعام الذي<br />

يتم تناوله يف أثناء اإلفطار.‏<br />

ولكن من هم املرىض الذين يباح لهم اإلفطار<br />

يف أثناء الصيام:‏<br />

تنقسم األسباب التي تبيح االفطار ملرىض داء<br />

السكري إىل أسباب رشعية غر طبية مثل<br />

نزول دم الحيض يف النساء وأسباب طبية ميكن<br />

اجالها يف االيت:‏<br />

1( مرىض داء السكر املصابون بالحاض<br />

الكيتوين للدم Keto-acidosis( )Diabetic<br />

2( مرىض داء السكر املصابون بالسكر املتذبذب<br />

)Brittle DM(<br />

3( داء السكر املصاحب للحمل والذي ال<br />

تستطيع معه الحامل الصيام<br />

4( مرىض داء السكر الذين يعانون من أمراض<br />

أخرى تستلزم املتابعة الدقيقة والعاج يف<br />

أوقات محددة.‏<br />

5( مرىض داء السكر املتقدمون يف العمر<br />

والذين يعانون من تدهور الحالة الصحية<br />

وغر القادرين عى الصيام.‏<br />

النظام الغذايئ يف رمضان<br />

يخطئ الكثر من مرىض السكر يف احتسابهم<br />

شهر رمضان عذرا يبيح تناول كل األطعمة<br />

باختاف أنواعها , فقد ناحظ بعض املرىض<br />

يكر من تناول الحلويات والعصائر املركزة<br />

وغرها من األطعمة ذات السعرات الحرارية<br />

املرتفعة.‏<br />

ينصح مرىض داء السكر خال شهر رمضان<br />

باتباع اآليت:‏<br />

1( االلتزام بالنظام الغذايئ وعدم التعديل فيه<br />

إال بعد استشارة الطبيب املعالج.‏<br />

2( مراعاة التنسيق بن الجرعات الدوائية<br />

وموعد تناولها وطبيعة الطعام الذي يتناوله<br />

املريض.‏<br />

3( مراعاة التناسق بن الجرعات الدوائية<br />

والنشاط الحريك للمريض.‏<br />

النظام العاجي للمريض<br />

1( مرىض السكر املعتمدون عى الحمية<br />

الغذائية:‏<br />

أ(‏ يتابع املريض أواملريضة الحمية الغذائية<br />

املتبعة بالتنسيق مع الطبيب املعالج<br />

ب(‏ الحرص عى عدم اإلكثار من تناول<br />

املواد السكرية البسيطة رسيعة االمتصاص


من الجهاز الهضمي والتي تتوفر بكرة يف<br />

الحلويات التي تقدم يف رمضان<br />

ت(‏ تنسيق مواعد تناول الوجبات والبعد عن<br />

تناول الطعام بصورة مفتوحة بعد اإلفطار.‏<br />

ث(‏ ينبغي الرتكيز عى أن رضر الطعام قد ال<br />

يرتبط بكمية الطعام بل يف اغلب األحيان<br />

بنوعية الطعام . فاألطعمة السكرية والتي<br />

تحتوي أيضا عى الكثر من الدهنيات<br />

املشبعة وعى قلة مقدارها فهي ضارة جدا<br />

مثل الهريسة والبقاوة والفطائر واملكرات.‏<br />

ج(‏ ينبغي أن يحرص مرىض داء السكر من<br />

النوع األول املعتمد عى األنسولن عى تناول<br />

وجبة خفيفة بن الفطور والسحور.‏ ميكن<br />

لهوالء املرىض تناول تلك الوجبة قبل الذهاب<br />

لصاة الرتاويح.‏<br />

ح(‏ ينبغي عى مرىض داء السكر الذين يعانون<br />

من زيادة الوزن,‏ االلتزام بنظامهم الغذايئ<br />

وذلك إلنقاص وزنهم.‏<br />

2( مرىض السكر املعتمدون عى األدوية<br />

الخافضة للسكر:‏<br />

القاعدة العامة التي ينبغي اتباعها خال<br />

شهر رمضان بالنسبة ملرىض السكري الذين<br />

يتناولون االدوية الخافضة للسكري هي البعد<br />

عن تناول االدوية طويلة املفعول واستخدام<br />

االدوية متوسطة اوقصرة املفعول وذلك<br />

لتجنب حدوث نوبات انخفاض السكري.‏<br />

أ(‏ يسمح ملرىض السكري الذين يتناولون<br />

االدوية الخافضة للسكر بالصيام ما مل يكن<br />

هناك مانع طبي أورشعي.‏<br />

ب(‏ ينصح بتغر األدوية طويلة املفعول مثل<br />

مجموعة الجليبنكاميد ( )Glibenclamide<br />

ومن أمثلتها عقار الداونيل )Daonil( باألدوية<br />

األخرى متوسطة املفعول مثل مجموعة<br />

الجيلكازايد )Gliclazide( ومن أمثلتها عقار<br />

الداميكرون )Dimicron( أواألدوية قصرة<br />

املدى مثل مجموعة الجليبيذايد )Glipizide(<br />

ومن أمثلتها عقار املينيدياب .)Minidiab(<br />

ت(‏ ميكن تناول مجموعة املتفورمن<br />

)Metformin( ومن أمثلتها عقار الجلوكوفاج<br />

,)Glucophage( حيث ميكن تناول تلك<br />

املجموعة بعد اإلفطار والسحور وذلك وفق<br />

إرشادات الطبيب اواالدوية االخرى مثل<br />

مجموعة الجليتازون )Glitazone( ومن امثلتها<br />

عقار االفنديا )Avandia( .<br />

ث(‏ ميكن ملرىض السكر استخدام األدوية<br />

الحديثة ذات التأثر قصر املدى ورسيعة<br />

املفعول مثل مجموعة امليتاقلينايد<br />

اوالريباقلينايد Repaglinide( )Metaglinide or<br />

ومن امثلتها عقار نوفونورم)‏Norm )Novo<br />

وعقار ستارلكس )Starlix( حيث تعمل هذه<br />

املجموعة يف خال 10-5 دقائق من تناولها<br />

وتستهدف ضبط مستوى السكر بعد تناول<br />

الطعام<br />

ج(‏ ميكن ملرىض السكر أيضا تناول األدوية<br />

التي متنع امتصاص الجلوكوز من األمعاء مثل<br />

مجموعة االكروبوز)‏Acrobose‏(‏ ومن امثلتها<br />

عقار جلوكوباى )Glucobay( وإن كان لهذه<br />

املجموعة بعض اآلثار الجانبية التي قد تحد<br />

من استخدامها مثل اضطراب الجهاز الهضمي.‏<br />

ح(‏ ميكن للمريض مناقشة تفاصيل برنامجه<br />

الدوايئ مع الطبيب املعالج وذلك وفق حالة<br />

املريض أواملريضة.‏<br />

3( مرىض داء السكر املعتمدون عى األنسولن:‏<br />

متثل هذه الرشيحة - مرىض داء السكري-‏<br />

الذين يحتاجون نظرة خاصة عند مناقشة<br />

نظامهم الدوايئ.‏<br />

أ(‏ ينصح باستعال نظام الجرعتن يف رمضان,‏<br />

تأخذ الجرعة األوىل عند اإلفطار والجرعة<br />

الثانية عند السحور.‏ يف حالة صعوبة هذا<br />

53<br />

الوسطية


الوسطية 54<br />

الركن الطبي<br />

النظام ميكن للمريض تناول حقنة االنسولن<br />

عند االفطار وتناول االدوية الفموية عند<br />

السحور ولكن ينبغي تقييم هذا النظام من<br />

حيث موافقته للمريض وفعالية ضبط مستوى<br />

السكري.‏<br />

ب(‏ يستخدم األنسولن قصر املدى Regular(<br />

)insulin ( األنسولن الصايف-‏ العبوة ذات<br />

الخط األصفر(‏ إضافة لألنسولن متوسط املدى<br />

NPH( )Insulin ( األنسولن املعكر-‏ العبوة<br />

ذات الخط األخر(‏ عند اإلفطار.‏<br />

ت(‏ يستخدم األنسولن قصر املدى Regular(<br />

)insulin يف الجرعة الثانية,‏ عند السحور<br />

ث(‏ ال يستخدم األنسولن متوسط أوطويل<br />

املدى يف الجرعة الثانية خوفا من انخفاض<br />

السكر يف نهار رمضان.‏<br />

ج(‏ ميكن استخدام االنسولن ممتد املدى مثل<br />

االغرالقن )Glaragine( اوالديتمر)‏Detemir‏(‏<br />

حيث متتاز هذه النوعية بثبات مستوى<br />

االمتصاص اضافة اىل قلة معدل نوبات انخفاض<br />

السكر بسبب هذ النوعية من االنسولن<br />

ح(‏ يجب مراعاة الجرعات وتنسيق الجرعة مع<br />

النشاط الحريك.‏<br />

خ(‏ رضورة املتابعة الدورية<br />

د(‏ عند الشعور بأي من أعراض انخفاض<br />

السكر ( الدوخة,‏ ارتعاش األيدي,‏ تسارع<br />

رضبات القلب,‏ التعرق,‏ تشويش الرؤية,....(‏<br />

ينبغي مراجعة اقرب مركز رعاية أولية أوأي<br />

من أقسام الطوارئ أوالطبيب املعالج.‏ يف حالة<br />

زيادة شدة تلك األعراض اوتهيج املريض<br />

واضطراب قدراته الذهنية ينبغي الحرص<br />

عى تناول أوإعطاء املريض سكريات سهلة<br />

االمتصاص مثل السكر الطبيعي أوالعسل (<br />

8-6 ماعق من السكر مذابة يف نصف كوب<br />

ماء أوالحليب ترشب بكميات قليلة وياحظ<br />

تحسن األعراض(‏ أوالفاكهة السكرية مثل<br />

التمور ونقل املريض ألقرب مركز رعاية أولية<br />

أواقرب مستشفى.‏<br />

ذ(‏ توقيت حقن األنسولن:‏ تأخذ الجرعة األوىل<br />

من األنسولن للمرىض الصامئن بعد أذان<br />

املغرب وبعد تحليل الصيام ( ميكن تناول<br />

كوب من املاء و‎3-2‎ مترة أونصف كوب من<br />

الشوربة ) حيث يفضل أداء صاة املغرب ومن<br />

ثم البدء بتناول طعام اإلفطار.‏<br />

تعطى الحقنة الثانية من األنسولن بن الساعة<br />

2-1 صباحا,‏ حيث ميكن للمريض تناول أي من<br />

السكريات يف حالة إحساسه بأعراض انخفاض<br />

ا لسكر<br />

وقبل دخول وقت الصيام.‏<br />

عند تناول االنسولن ينبغي ان يحسب توقيت<br />

الحقنة بحيث يدخل وقت اقى فعالية<br />

لانسولن قصر املدى املتناول ضمن وقت<br />

االفطار.‏<br />

مع متنيايت للجميع بالصحة والعافية<br />

وتقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الفضيل<br />

جدول يوضح توقيت وتسلسل االحداث منذ رفع اذان المغرب وتعاطي حقنة األنسولين<br />

وحتى وقت السحور واالمساك


مصطفى السباعي يرثي نفسه<br />

مرثية رائعة للشاعر األديب مصطفى السباعي يرثي نفسه وهوعلى<br />

فراش الموت قالها ثم مات بعدها رحمه اهلل<br />

55<br />

الوسطية<br />

أهاجك الوجد أم شاقتك آثار<br />

وما لعينك تبيك حرقة وأىس<br />

عىل األحبة تبيك أم عىل طلل<br />

وهل من الدهر تبيك سوء عرشته<br />

هيهات يا صاحبي آىس عىل زمن<br />

أوأذرف الدمع يف حِ‏ بِّ‏ يفارقني<br />

فام سبتني قبل اليوم غانية<br />

أَمَت يف الله نفساً‏ ال تطاوعني<br />

وبعت لله دنيا ال يسود بها حق<br />

وإمنا جزعي يف صبية درجو<br />

قد كنت أرجوزمانا أن أقودهم<br />

واليوم سارعت يف خطوي إىل كفن<br />

بالله يا صبيبتي ال تهلكوا جزعاً‏<br />

تركتكم يف حمى الرحمن يكلؤكم<br />

وأنتم يا أهيل الحي صبيتكم<br />

أفدي بنفيس أُماً‏ ال يفارقها هم<br />

فكيف تسكن بعد اليوم من شجن<br />

وزوجة منحتني كل ما ملكت<br />

عشنا زماناً‏ هنيئاً‏ من تواصلنا<br />

وإخوة جعلوين بعد فقد أيب<br />

أستودع الله صحباً‏ كنت أذخرهم<br />

امللتقى يف جنان الخلد إن قبلت<br />

كانت مغاين نعم األهل والدار؟!‏<br />

وما لقلبك قد ضجت به النار<br />

مل يبق فيه أحباء وسامر<br />

مل يوف حقاً‏ ومل يهدأ له ثار<br />

ساد العبيد به واقتيد أحرار<br />

أويف اللذائد واآلمال تنهار<br />

وال دعاين إىل الفحشاء فجار<br />

يف املكرمات لها يف الرش إرصار<br />

وال قادها يف الحكم أبرار<br />

غُفْلٍ‏ عن الرش مل توقد لهم نار<br />

للمكرمات فا ظلم وال عار<br />

يوماً‏ سيلبسه بر وفجار<br />

عىل أبيكم طريق املوت أقدار<br />

من يحمه الله ال توبقه أوزار<br />

أمانة عندكم هل يهمل الجار<br />

وتنهار حزناً‏ حني أنهار<br />

يا لوعة الثكل ما يف الدار ديار<br />

من صادق الود تحنان وإيثار<br />

فكم يؤرق بعد العز إدبار<br />

أباً‏ آلمالهم روض وأزهار<br />

للنائبات لنا أنس وأسامر<br />

منا صاة وطاعات وأذكار


56<br />

الوسطية العدد<br />

مسابقة إجابة<br />

رمز ) الخامس)‏ السؤال إجابة رمز • )<br />

( العارش السؤال أسفل<br />

يف املخصص املكان يف تعبئتها بعد اإلجابات وترسل املشاركة،‏ أراد ملن كاملة عنها اإلجابة األمر يتطلب أسئلة،‏ عرشة املسابقة تتضمن 2016/2/1.<br />

تاريخ قبل وذلك عان-األردن(‏ 11941 الربيدي الرمز ‏)ص.ب:‏‎1241‎ املجلة عنوان إىل وإرسالها الصفحة،‏ والفائز<br />

دوالراً،‏ 150 األول الفائز نح ميُ‏ حيث مستويات،‏ بثاثة الفائزة اإلجابات عى السحب يتم دوالراً.‏<br />

50 الثالث والفائز دوالراً،‏ 100 الثاين السنة:‏<br />

يف رمضان شهر صيام فرض لقد األول:‏ السؤال الهجرة<br />

من الخامسة د-‏ الهجرة من الرابعة ج-‏ الهجرة من الثالثة ب-‏ الهجرة من الثانية أ-‏ :<br />

هوسيدنا ولد الله لرزقه أيام ثاثة الطعام عن صام الذي النبي إن الثاين:‏ السؤال السام<br />

عليه زكريا د-‏ السام عليه موىس - ج السام عليه محمد ب-‏ السام عليه عيى أ-‏ م<br />

هويوم:‏<br />

املسلمون صامه رمضان من يوم أول إن الثالث:‏ السؤال م 624 شباط 27 املوافق ه 2 رمضان )1( اإلثنن ب-‏ م 624 شباط 26 املوافق ه 2 رمضان )1( األحد أ-‏ م 624 آذار 1 املوافق ه 2 رمضان )1( األربعاء ث-‏ م 624 شباط 28 املوافق ه 2 رمضان )1( الثاثاء ت-‏ :<br />

هي األنبياء من اثنن باسم ختمت التي السورة الرابع:‏ السؤال البينة<br />

د-‏ الحجرات ج-‏ األعى ب-‏ العلق أ-‏ الكريم:‏<br />

القرآن يف ‏)الله(‏ الجالة لفظ ذكر لقد الخامس:‏ السؤال مرة<br />

2800 د-‏ مرة 2699 - ج مرة 2750 ب-‏ مرة 2700 أ-‏ هو:‏<br />

اليوم نقرأه الذي املصحف يف هي كا الكريم القرآن سور رتب الذي السادس:‏ السؤال عليه<br />

الله الله)صى رسول محمد د-‏ عنه الله ريض عفان بن عثان - ج عنه الله ريض الخطاب بن عمر ب-‏ عنه الله ريض أبوبكر أ-‏ وسلم(‏<br />

هو:‏<br />

الرحمن عرش له اهتزّ‏ صحايب السابع:‏ السؤال العوام<br />

بن الزبر د-‏ الحارث بن الحارث - ج معاذ بن سعد ب-‏ عبادة بن سعد أ-‏ هي:‏<br />

زفافها ليلة يف الكافرين من سبعةً‏ قتلت صحابية الثامن:‏ السؤال عوف<br />

بن الحارث بنت أمامة د-‏ الحارث بنت حكيم أم ج-‏ األسلمية كعب بنت رفيدة ب-‏ الحارث بنت ميمونة أ-‏ هو:‏<br />

أحبك أن أمرين الله إن وسلم-‏ عليه الله صى – الرسول عنه قال صحايب التاسع:‏ السؤال عنه<br />

الله ريض أبوبكر د-‏ عنه الله ريض الصامت بن عبادة - ج عنه الله عمروريض بن املقداد ب-‏ عنه الله ريض األسود بن املقداد أ-‏ الكريم:‏<br />

رمضان شهر خصائص من العارش:‏ السؤال صحيح<br />

ذكر ما كل د-‏ الشياطن مردة فيه تُصفد - ج الحسنات فيه تضاعف ب-‏ الكريم القرآن أ-نزول


سابقة رمضانية<br />

إجابات مسابقة العدد<br />

رمز إجابة السؤال السادس ( )<br />

( ) رمز إجابة السؤال األول رمز إجابة السؤال السابع ( )<br />

( ) رمز إجابة السؤال الثاين رمز إجابة السؤال الثامن ( )<br />

رمز إجابة السؤال الثالث ( ) رمز إجابة السؤال التاسع ( )<br />

( ) رمز إجابة السؤال الرابع رمز إجابة السؤال العارش ( )<br />

رمز إجابة السؤال الخامس)‏ ) معلومات املتسابق<br />

57<br />

الوسطية<br />

اسم املتسابق من أربعة مقاطع .........................................<br />

رقم الهاتف مع رمز الدولة والبلد ......................................<br />

العنوان الربيدي ................................................................

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!