23.08.2017 Views

ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />

لیأمره بما شاء في قومھ،‏ حین ردوا دعوتھ،‏ فقال صلى الله علیھ وسلم:‏ ‏(بل<br />

أرجو أن یخرج الله من أصلابھم من یعبد الله وحده لا یشرك بھ شیئاً)،‏<br />

والحدیث رواه الشیخان.‏<br />

أولیس الأدب مع الأنبیاء وحسن الظن بھم یقتضي ھذا الفھم،‏<br />

ویقتضي تنزیھھم عن تلك الأفھام السقیمة،‏ التي تضرب آیات الكتاب<br />

بعضھا ببعض،‏ وتشوّ‏ ه دعوة الأنبیاء وتزري بھم؛ إذ تجعلھم من المرقّعین<br />

للباطل،‏ المجادلین عن الذین یختانون أنفسھم؟؟<br />

وھم الذین ما بعثوا أصلاً‏ إلاّ‏ للبراءة من الشرك وأھلھ..‏<br />

لكن ھؤلاء لما لم یجدوا في الأدلة الصریحة ما یرقّع باطلھم صاروا<br />

إلى ما تھواه أنفسھم من النصوص المحت<strong>ملة</strong> ‏(ظنیة الدلالة)،‏ وأوّ‏ لوھا<br />

بأفھامھم السقیمة،‏ لیطعنوا بھا في نحر النصوص المحكمة البینة القطعیة،‏<br />

كقولھ تعالى في سورة الممتحنة بكل وضوح:‏ ‏{قد كانت لكم أسوة حسنة<br />

في إبراھیم والذین معھ إذ قالوا لقومھم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من<br />

دون الله}‏ ‏[الممتحنة:‏ الآیة وتأمل كیف صدّرھا الله تعالى بأنھا الأسوة<br />

الحسنة لنا..‏ ثم أتبعھا بالتأكید على ذلك،‏ فقال:‏ ‏{لقد كان لكم فیھم أسوة<br />

حسنة،‏ لمن كان یرجوا الله...}‏ ‏[الممتحنة:‏ 6] فانظر كیف أعرضوا عن<br />

ھذا النص المحكم الواضح الصریح،‏ وحاصوا إلى آیة سورة ھود المتقدمة،‏<br />

والتي یقول الله في آخرھا:‏ ‏{یا إبراھیم أعرض عن ھذا}‏ فتدبر حال القوم<br />

كیف تلاعبت بھم الشیاطین،‏ واحمد إلھك أن ھداك إلى الحق المبین.‏<br />

...[4<br />

* ثانیاً:‏<br />

واجعل لقلبك مقلتین كلاھما<br />

لو شاء ربك كنت أیضاً‏ مثلھم<br />

من خشیة الرحمن باكیتان<br />

فالقلب بین أصابع الرحمن<br />

أما قولھم،‏ إن <strong>ملة</strong> إبراھیم من شرع من قبلنا،‏ وشرع من قبلنا<br />

لیس بشرع لنا،‏ فھو من العجب العجاب،‏ إذ أین یذھب ھؤلاء بقولھ تعالى<br />

الواضح الصریح:‏ ‏{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراھیم والذین معھ إذ<br />

قالوا لقومھم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا<br />

بیننا وبینكم العداوة والبغضاء أبداً‏ حتى تؤمنوا با‏ وحده...}‏ ‏[الممتحنة:‏<br />

4]، إلى قولھ تعالى:‏ ‏{لقد كان لكم فیھم أسوة حسنة لمن كان یرجو الله<br />

والیوم الآخر ومن یتولّ‏ فإن الله ھو الغني الحمید}‏ ‏[الممتحنة:‏<br />

.[6<br />

وأین یذھبون بقولھ تعالى:‏ ‏{ومن یرغب عن <strong>ملة</strong> إبراھیم إلا من سفھ<br />

نفسھ}‏ ‏[البقرة:‏<br />

.[130<br />

وبقولھ عز وجل:‏ ‏{ثم أوحینا إلیك أن اتبع <strong>ملة</strong> إبراھیم حنیفاً‏ وما كان<br />

من المشركین}‏ ‏[النحل:‏ 123]، وكم من حدیث صحیح في السنة،‏ یوصي<br />

بھ النبي صلى الله علیھ وسلم باتباع الحنیفیة السمحة <strong>ملة</strong> أبینا إبراھیم،‏<br />

فالنصوص كثیرة وصریحة بأن طریقة النبي صلى الله علیھ وسلم وأصل<br />

(5)<br />

منبر التوحید والجھاد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!