20.02.2018 Views

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قصة <strong>التاريخ</strong> الإسلامي<br />

على أيدي العثمانيني في معركة جالديران التي ترتب عليها ثلاث نتائج مهمة.‏ أولاً‏ ، رُسمت<br />

الحدود الإيرانية التركية املعاصرة.‏ ثانيًا،‏ ملا خسر شاهات الصفويني املعركة ‏(وادعاءهم<br />

الألوهية)‏ أمام استخدام العثمانيني البارود،‏ فإنهم استجلبوا البارود هم أيضً‏ ا.‏ ثالثًا،‏ نقل<br />

الشاهات اللاحقون عاصمتهم شرقًا بسبب تعد ِّي القوات العثمانية على أقاليمهم الغربية؛<br />

ليستقر الصفويون في النهاية في أصفهان تحت حكم الشاه عباس الأول ‏(الذي امتدت<br />

فترة حكمه من عام ١٥٨٧ حتى عام ١٦٢٩).<br />

بالانتقال شرقًا،‏ كان الصفويون يبعدون أنفسهم عن مركز قوتهم التركماني الأصلي،‏<br />

ويثبتون أقدامهم في قلب الأراضي الإيرانية.‏ تخلصت الشخصية الدينية للدولة من أفكارها<br />

الراديكالية التي حلت محلها الشيعية الاثنا عشرية ‏(بينما حلت النخبة الفارسية محل<br />

النخبة التركية).‏ فُرض هذا الشكل من أشكال املذهب الشيعي قسرًا على قطاع كبري من<br />

أهل السن َّة،‏ واستُقدم العلماء الشيعة من البحرين والشام والعراق إلى أصفهان حيث<br />

ازدهرت الثقافة الدينية والدنيوية.‏ نقل عباس أيضً‏ ا إلى عاصمته أصفهان سكانًا من املدن<br />

الإقليمية لينشئ مركزًا ثقافيٍّا واقتصاديٍّا.‏ وهكذا،‏ فإنه في ظل حكم الصفويني سُ‏ ل ِّطت<br />

الأضواء على الحدود الحديثة لإيران وعلى هويتها الثقافية والدينية؛ وذلك في تناقض<br />

واضح مع التنوع املتسم بقبول الآخر الذي كان يميز الإمبراطورية العثمانية.‏ وصل الأدب<br />

الفارسي ذرًى جديدة؛ وعلى قدر استخدام العثمانيني واملغول اللغة الفارسية لغة للثقافة<br />

الرفيعة ‏(في الأناضول قبل الحكم العثماني والهند قبل الحكم املغولي)،‏ كان الصفويون في<br />

قلب الحضارة الإسلامية.‏ مع ذلك بدأ أفول نجمهم بعد وفاة عباس الثاني ‏(الذي امتدت<br />

فترة حكمه من عام ١٦٤٢ حتى عام ‎١٦٦٦‎‏)؛ إذ اجتمعت الكوارث الطبيعية ‏(املجاعات<br />

والزلازل وانتشار الأمراض)‏ مع وجود حكام ضِ‏ عاف،‏ مما خل َّف فراغًا سياسيٍّا ملأه العلماء<br />

الشيعة أو امللالي الذين أحكموا قبضة الشيعة على املجتمع.‏ وفرضُ‏ الدين بالقوة ليس بأي<br />

حال سبيلاً‏ لكسب الأصدقاء والتأثري في الناس،‏ وهكذا أطاح رجال القبائل السن َّة الحانقون<br />

من أفغانستان بالصفويني عام ١٧٢٢، ووضعوا نهاية لحكمهم.‏ وعادت الوحدة السياسية<br />

— واملذهب الشيعي — إلى إيران على أيدي القاجاريني (١٧٩٤–١٩٢٥) الذين قادوا إيران<br />

إلى الحداثة.‏<br />

من مكان آخر في أفغانستان وفي أوائل القرن السادس عشر،‏ شن أحد الأمراء ويُعرف<br />

باسم بابُر غارة ناجحة على الهند.‏ ومع ادعاء بابر أنه ينتسب لكل من جنكيز خان<br />

وتيمور،‏ كان مؤكدًا أنه سيحاول غزو بلد ما.‏ وهذا ما فعله عام ١٥٢٦ حينما هزمت<br />

45

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!