01.08.2019 Views

جريدة لوموند ديبلوماتيك جويلية/أوت 2019

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

17 <strong>جويلية</strong>/<strong>أوت</strong> - تموز/آب <strong>2019</strong><br />

في المياه العكرة<br />

النازية الجديدة<br />

نسخ بيده كتاب ‏»قصة كفاحي«‏<br />

الذي ألفه هتلر،‏ عندما كان<br />

مراهقا()‏‎8‎‏(‏ هو المشرف على<br />

مصلحة االستعالمات الداخلية<br />

‏)فارفاسونغسشوتز،‏ ديوان<br />

حماية الدستور(‏ في مقاطعة<br />

‏»هاس«،‏ حيث يتولى التعامل<br />

مع المخبرين الذين يفترض أنهم<br />

مكلفون بمراقبة النازيين الجدد.‏<br />

خالل فترة التحقيق في أفريل/‏<br />

نيسان 2006، لم يستجب ‏»تام«‏<br />

للدعوة التي وجهتها له الشرطة<br />

لتقديم شهادته،‏ مثلما سعى على<br />

عملية االستنطاق األولى إلى<br />

إنكار وجوده في المكان عند<br />

ارتكاب الجريمة.‏ رغم أن مقارنة<br />

معطيات الربط باالنترنيت<br />

والشهادة المرئية لحريف آخر<br />

حضر الحادثة تؤكد العكس.‏<br />

رغم أنه يتقن،‏ وفق اعترافاته،‏<br />

استخدام األسلحة،‏ أكد الحقا أنه<br />

لم يسمع طلقتي المسدس الذي<br />

كان مجهزا بكاتم صوت،‏ ولم<br />

يشتم رائحة البارود،‏ ولم يالحظ<br />

عند مغادرته المكان الجثة التي<br />

كانت تسبح في بركة من الدماء<br />

وراء مكتب االستقبال وباب<br />

الخروج)‏‎9‎‏(.‏ إذا كان القضاة قد<br />

وصفوا هذه التصريحات والشاهد<br />

نفسه بأنه ذو مصداقية،‏ فإن معهد<br />

‏»فورانسيك للهندسة المعمارية«‏<br />

اللندني المرموق،‏ الذي كلفته<br />

عائلة يوزغات وداعموها بإجراء<br />

اختبار مضاد،‏ قد برهن على أن<br />

‏»تام«‏ يجب أن يكون قد أدرك<br />

عملية القتل على مستويات السمع<br />

والشم والبصر.‏<br />

تؤشر هذه الحالة على<br />

مناطق الظل التي أحاطت بعمل<br />

الدواوين اإلقليمية والفيدرالية<br />

لحماية الدستور وأعوانها<br />

ومخبريها الثالثين المكلفين<br />

بمراقبة ثالثي المنظمة السرية<br />

للقومية االشتراكية)‏‎10‎‏(.‏ لقد<br />

اشتكى عدد من رجال الشرطة<br />

يقظي الضمير وبصورة مبكرة<br />

من هذه الوضعية:‏ طيلة عام<br />

2001، سجل المحافظ زفان<br />

ووندرليش وانتقد مرات عدة،‏<br />

شفويا وكتابيا،‏ العراقيل التي<br />

وضعها ديوان حماية الدستور<br />

بمقطاعة توزينغ،‏ ما حال دون<br />

القبض على الهاربين الثالثة)‏‎11‎‏(.‏<br />

رغما عن ذلك وخالل محاكمة<br />

ميونيخ،‏ رفض القضاة النظر<br />

في أي من القرائن أو البراهين<br />

التي تتصل بتورط مختلف<br />

معاوني ديوان حماية الدستور<br />

في جرائم المنظمة السرية<br />

القومية االشتراكية .)NSU( بعد<br />

اعترافات زشاب في نوفمبر/‏<br />

تشرين الثاني 2011، تعرضت<br />

غالبية تقارير الديوان المتعلقة<br />

بالمنظمة إما إلى اإلتالف أو إلى<br />

تصنيفها سرية لفترة 120 عاما.‏<br />

هكذا،‏ تم استبعاد الملف الخاص<br />

بتام من الخضوع للتحقيقات<br />

البرلمانية أو التحقيق الجنائي<br />

إلى حدود عام 2137 إضافة إلى<br />

ذلك حضر عدد كبير من معاوني<br />

مصالح االستخبارات إلى جلسات<br />

االستماع تحت أسماء مستعارة<br />

ومارسوا الكذب بصورة قصدية.‏<br />

‏»ال يجب أن نكشف أسرار دولة<br />

يمكن أن تلحق الضرر بالعمل<br />

الحكومي«،‏ ذلك هو التبرير<br />

المسبق الذي قدمه المسؤول<br />

الفيدرالي عن مجمل مصالح<br />

االستخبارات واألمن الداخلي<br />

كاتب الدولة كالوس دييتر فريتشا<br />

يوم 19 أكتوبر/تشرين األول<br />

2012، أمام اللجنة البرلمانية<br />

الفيدرالية األولى)‏‎12‎‏(.‏<br />

تم االستماع إلى هانس<br />

جواكيم فونكي،‏ االستاذ الفخري<br />

للعلوم السياسية بجامعة برلين<br />

الحرة والمختص في المنظمة<br />

السرية القومية االشتراكية من<br />

قبل عديد اللجان البرلمانية.‏<br />

تبرهن أبحاث فونكي على أنه<br />

في أعقاب زوال جمهورية ألمانيا<br />

الديمقراطية،‏ أسهم ‏»ديوان حماية<br />

الدستور«‏ ‏)فارفاسوغسشوتز<br />

)Verfassungsschutz بشكل<br />

كبير في بعث شبكات من النازيين<br />

الجدد في المقاطعات الجديدة:‏<br />

العديد من مسؤولي وأعضاء هذه<br />

الحركة تم تمكينهم من مكافآت<br />

مالية للعمل كمخبرين لدى<br />

الوكاالت االستخباراتية وإعفاؤهم<br />

من التحقيقات الجنائية)‏‎13‎‏(.‏ ما تم<br />

الكشف عنه مؤخرا من وجود<br />

شبكة من الضباط ورجال الشرطة<br />

وأعوان المخابرات والقضاة<br />

وغيرهم من الموظفين تجمع<br />

بينهم تخيالت وأوهام متصلة<br />

بتنفيذ انقالب وإعدام معارضين<br />

من اليسار،‏ يقيم الدليل على أن<br />

الداء ينخر الجسد بعمق)‏‎14‎‏(.‏<br />

في مواجهة االتهامات<br />

الكاذبة للشرطة ووسائل اإلعالم<br />

وإزاء عمليات اإلنكار المتعددة<br />

واإلخالالت المتراكمة للتحقيقات<br />

الرسمية،‏ عملت عائالت الضحايا<br />

ومساندوها على التنظم.‏ بعد<br />

مقتل كل من محمد كوبازيك في<br />

دورتموند وهاليت يوزغات في<br />

كاسل في أفريل/نيسان 2006،<br />

قام أفراد عائلتيهما ومساندوهم<br />

بمسيرتين في المدينيتن جمعتا<br />

آالف األشخاص.‏ إرساء شبكة<br />

مهمة للمالحظة والتحليل النقدي،‏<br />

وإنجاز أعمال ثقافية وفنية،‏<br />

وتأمين تعبئة سياسية وقانونية،‏<br />

السيما بعد انطالق المحاكمة<br />

الجنائية للمنظمة السرية القومية<br />

االشتراكية )NSU( سنة 2013.<br />

قامت مجموعة ‏»آن آس أو<br />

واتش«‏ )NSU-Watch(<br />

بفروعها السبعة الجهوية<br />

والمحورية،‏ بجهود في تدقيق<br />

وتمحيص األعمال التحقيقية<br />

للجان البرلمانية الثالثة عشر<br />

ولحصيلة األيام ال 438 التي<br />

استغرقتها محاكمة ميونيخ)‏‎15‎‏(.‏<br />

ووصلت هذه التعبئة أوجها<br />

في ماي/أيار 2017 مع تنظيم<br />

تجمع ضم 3 آالف شخص في<br />

كولونيا.‏ تولت هيئة المحاكمة<br />

الشعبية التي أطلقت شعار ‏»حل<br />

شبكات المنظمة السرية القومية<br />

االشتراكية:‏ نحن نتهم«)‏‎16‎‏(‏<br />

تجميع الشخصيات وأعضاء<br />

االئتالفات النقدية لسير التحقيق<br />

على مدى خمسة أيام بحضور عدد<br />

كبير من المحامين عن القائمين<br />

بالحق المدني.‏ من منطلق كونهم<br />

يعتبرون أنه ال قضاة ميونيخ،‏ وال<br />

اللجان البرلمانية ستقوم بكشف<br />

الحقيقة وال في إعمال العدالة،‏<br />

تولى المشاركون تحرير لوائح<br />

اتهام ضد زهاء مائة شخص:‏ ال<br />

فقط النازيين الجدد وعدد آخر<br />

من األشخاص المورطين في<br />

التخطيط للجرائم وتنفيذها،‏ وإنما<br />

أيضا عدد من رجال الشرطة<br />

ومن وكالء النيابة والصحفيين<br />

والسياسيين،‏ الذين عملوا خالل<br />

الفترة بين 1999 و‎2011‎‏،‏ على<br />

خداع عائالت الضحايا وأسهموا<br />

في تبرئة أوساط اليمين المتطرف.‏<br />

يوم إعالن الحكم،‏ تجمع<br />

5 آالف شخص بميونيخ وأكثر<br />

من 7 آالف شخص في 12 مدينة<br />

ألمانية أخرى للمطالبة بتحقيق<br />

رسمي حول أوجه التواطؤ داخل<br />

المؤسسات في عالقة بالجريمة<br />

العنصرية.‏ كما اطلعوا على<br />

تصريح إسماعيل يوزغات:‏<br />

‏»نحن ال نعترف بهذا الحكم«.‏<br />

على أية حال،‏ القضية لم تدرك<br />

بعد نهايتها.‏ من ناحية،‏ قررت<br />

كل من زشاب وشركاؤها ووكيل<br />

الجمهورية الفيدرالي،‏ وألسباب<br />

مختلفة،‏ تعقيب الحكم أمام المحكمة<br />

الفيدرالية بكارلسروه.‏ قطعا،‏ لن<br />

تصدر هذه المحكمة قرارها قبل<br />

عدة سنوات...‏ تولت من ناحية<br />

أخرى،‏ ثالث من عائالت الضحايا<br />

رفع قضية بعنوان مسؤولية<br />

الدولة من أجل االتهامات الكاذبة<br />

وإخالالت التحقيق على مستوى<br />

المحكمة اإلبتدائية بنورمبارغ،‏<br />

مطالبة بتعويضات.‏<br />

رغم كونها قد حظيت بتغطية<br />

إعالمية واسعة،‏ ليس في محاكمة<br />

ميونيخ أصال أي شيء استثنائي.‏<br />

ذلك أنها اضطلعت فحسب بالدور<br />

الموكول لهيئات التتبع الحنائي:‏<br />

اإلفراد ونزع الطابع السياسي<br />

عن المشاكل االجتماعية وذلك<br />

من خالل التركيز على ظواهر<br />

االنحراف واإلجرام والمسؤولية<br />

الجزائية الفردية.‏<br />

8( ‏»دي والت«،‏ برلين،‏ 6 جوان/حزيران<br />

www.welt.de ،2016<br />

9( لوتز بوكليتش،‏ ‏»كاسل:‏ اغتيال هاليت<br />

يوزغات.‏ العالم األسطوري أندياس تيمي«،‏ 22<br />

جوان/حزيران 2014،<br />

،https://hajofunke.wordpress.com وكذلك<br />

‏»دي والت«،‏ 1 مارس/آذار 2015،<br />

www.welt.de<br />

جميع الحقوق محفوظة<br />

10( هانس يواكيم فونكي،‏ أمن حماية الدستور.‏<br />

عالقة الدولة:‏ الرجل الخامس وما يحتاج أن نتعلم<br />

منه،‏ ‏»في آس أ«‏ ،VSA هامبورغ،‏ 2017.<br />

11( ‏»إرهاب اليميني وأنشطة اإلدارات<br />

العمومية«،‏ مصدر سبق ذكره.‏<br />

12( هانس جواكيم فونكي،‏<br />

https://hajofunke.wordpress.com<br />

13( ‏»إرهاب اليميني وأنشطة اإلدارات<br />

العمومية«،‏ مصدر تم ذكره سابقا،‏ وكذلك هانس<br />

يواكيم فونكي،‏ مجازفة أمنية،‏ مصدر تم ذكره<br />

سابقا.‏<br />

14( ‏»دي تاغسزايتونغ«،‏ برلين،‏ 16 نوفمبر/‏<br />

تشرين الثاني 2018.<br />

15( www.nsu-watch.info ‏)باللغات االلمانية<br />

واإلنقليزية والتركية(‏<br />

16( محكمة ‏»حل مجمع :NSU نحن نشكو«‏<br />

.www.nsu-tribunal.de، وقد تم متابعة تمشي<br />

االتهام هذا من 22 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني<br />

2018 ب ‏»مانهايم«.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!