18.01.2020 Views

قلبي يتحدث الفرنسية

شعر

شعر

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قلبي يتحدَّ‏ ثُ‏ الفرنسيَّة

فيّ‏ السيَّاب


قلبي يتحدَّ‏ ثُ‏ الفرنسيَّة

الكاتب:‏ فيّ‏ السيَّاب

تصميم الغالف:‏ وائل حسن

الطبعة األولى،‏ 2017

جميع حقوق النشر محفوظة،‏ وال يحق ألي شخص أو مؤسسة أو جهة،‏ إعادة

إصدار هذا الكتاب،‏ أو جزء منه،‏ أونقله،‏ بأي شكل أو واسطة من وسائط

نقل المعلومات،‏ سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكية،‏ بما في ذلك النسخ أو

التسجيل أو التخزين واالسترجاع،‏ دون إذن خطي من أصحاب الحقوق

All rights reserved، is not entitled to any person or institution or entity

reissue of this book، or part thereof، or transmitted in any form or mode of

modes of transmission of information، whether electronic or mechanical،

including photocopying، recording، or storage and retrieval، without

written permission from the rights holders

المعقدين للنشر والتوزيع

Almuakadeen for Publishing & Distribution

العراق البصرة شارع الفراهيدي

الهاتف:‏ 0096597779850

Dar.Almuakadeen@gmail.com

Facebook: MUAKADEEN

Instagram: @muakadeenbooks

______________

جميع اآلراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رأي كاتبها،‏ وال تعبر بالضرورة عن رأي الناشر.‏

ISBN: 978 - 1 - 77322 - 431 - 2


قلبي يتحدَّ‏ ثُ‏ الفرنسيَّة

فيّ‏ السيَّاب



اإلهداء

إلى نوبةِ‏ فرحٍ‏ عابرٍ‏ ليتهُ‏ لمْ‏ يعبرْ‏ ،

إليك أنت؛

نعم...‏

أنتَ‏ !

فيّ‏ السيَّاب

5



شكر وأمتنان

الى رفيق دربي ومصمم الغالف

المهندس وائل حسن.‏

الى االخ أكرم الكرخي لجهده الرائع في االخراج والمونتاج الصوتي

في القرص المدمج المرفق مع المجموعة.‏

الصديق واالخ االستاذ أيسر أبراهيم صالح لدعمه وتشجيعه الطاقات

الشابة وما بذله من وقت ومساندة للخروج بالقرص على اتم وجه.‏

مع مودتي

فيّ‏

7



نصوص وشعر

مقدمة

أكتبُ‏ عني أو أكتبُ‏ عن آخرَ‏ ،

األمر سيان،‏

ال داعي للتفتيشِ‏ عن سرِّ‏ النص،‏

النص ثوب حُ‏ ر القياس،‏

جميعُ‏ من مرَّ‏ وا على جنازتي ووالدتي،‏

قد يليق بهم...‏ ويليقون به!‏

لم أكتب ألبهر قاصاً؛

أو أديباً‏ أو شاعراً،‏

لم أكتب ألكون نسخة من اآلخرين،‏

مع أني أحببتُ‏ أن أقرأ لهم،‏

وغالباً‏ ما لم أفهمهم أو لم أفهم نصوصهم!‏

9


كتاباتي لي،‏ ولمن هم مثلي،‏

مَ‏ ن سيصغي إلى صوتي المرافق للكتاب؛

سيشعر بشيء واحد:‏ الصدق!‏

أنا كاتبة صادقة،‏ أكتب للصادقيين الراسخين في الصدق،‏

أكتبُ‏ الشعور في هيئة شِ‏ عر حي.‏

هذه الصفحات تتحدث بروح،‏ حبٍّ‏ ، خذالن وحرب...‏ كثيرٌ‏ من خيال،‏

اإلحساس الذي يصل إلى الناس باللغة الفصحى هو أدب حقيقي،‏

هذا رأيي،‏ بالطبع،‏ وال أجبرُ‏ أحداً‏ على التزامه.‏

في ‏)قلبي يتحدث الفرنسية(‏ مجموعة من القصائد والنصوص

والقصص الشعرية التي أتبنى فيها نمطي،‏ الخاص جداً،‏ في الكتابة...‏ وقد

عززته بتسجيل صوتي ألهبه الروح؛ إيماناً‏ مني بأنَّ‏ الشعر جماد ناقص

حتى يلقيه الشاعر على أسماع المتلقين،‏ فيهبه الروح باحساسه.‏ النصوصُ‏

التي احتواها الكتاب،‏ هي امتداد لتجربتي السابقة ‏)الموتى ال يجيدون

الحب(،‏ فالشعر والكتابة ال يقفانِ‏ عند حدٍّ‏ ؛ كلما قررت أن أكتفي شِ‏ عراً‏

أجوع أكثر،‏ فال أُصابُ‏ بالتخمة وال اإلعياء،‏ بل أزداد شراهةً‏ !

أنا ال أهتم للنقد،‏ وأحترم الناقد؛

كما ال أهتم للموضة،‏ وأقدر الخيَّاط!‏

10


لذا،‏ سأترك قارئ نصوصي يحاول أن يجد التشابه بيننا،‏ وأترك للنقاد

حريةَ‏ إخراجي من القولبة العامة الحالية،‏ ومحاولةَ‏ تكتيف نصوصي

لتصبحَ‏ أكثر عاطفية...‏ تلك هي نصوصي،‏ وهذي أنا!‏

مع ودِّ‏ ي

فيُّ‏ السيَّاب 2017

11



جبل وغيمة

كجبلٍ‏ عشقَ‏ غيمةً‏ ؛

عشقتُكَ‏ !

ال أراك ال ألمسُ‏ ك

تحيطُ‏ بي وتعبرني،‏

تمطر حباً‏ حيثما تحل

وأظل جبالً‏ ينتظر غيمته التي لن تعود،‏

أبقى حيث يرحلُ‏ الجميع...‏

عطشى لغيمةٍ‏ قد تفكر يوماً‏ أالَّ‏ تمطرَ‏ إالَّ‏ على سفوحي.‏

ما أقصر لياليك العاطفية؛

وما أطول نهاراتي المشتاقة،‏

حاولتُ‏ طرد الغيمات الطامعات بسفحي

حاولتُ‏ تفسير مُ‏ ناخك الالَّمتوقع

ال كلمات اخترعنَ‏ ، بعدُ‏ ، لذلك...‏

13


ما أقسى الحب!‏

نبتسم ونحن نبكي

بكاءً‏ حبيسَ‏ الضلوع،‏

كائنٌ‏ لم تفهمه الطبيعةُ‏ : الحبُّ‏ !

يحلق فيها بجناحين من ضباب

يلتفُّ‏ حول الشرائع والقوانين

ويغرد حزيناً‏

كأنه السعادة التي البد أن تُحزننا،‏

الحب الذي وحَّ‏ دَ‏ المخلوقات

شتتني!‏

الحب قبة سماوية ونحن بصماتٍ‏ شوَّ‏ هتْها.‏

أحببتكَ‏ بضمير ماضٍ‏ نحو نسيانَ‏

وأعاهدُ‏ األرض التي تحملني أن أعودَ‏

إليها

طاهرةً‏ من وضوئك...‏

راضيةً‏ برجس عشقك

كافرةً‏ بك.‏

أنا أحيد عن مسارك؛

14


مسارك الذي لم يعتدني،‏

مسارك الذي لم يجتذب أنثىً‏ مثلي

يتوق أن يغتسل من آثار ظلي

إن كان لي ظل قد المسَ‏ حرمَ‏ ك...‏

ال أنتمي إالَّ‏ إلى عالمي

ال وطنَ‏ لي

ال حبيبَ‏

وال سماءَ‏

أنا الجبلُ‏ عاشق غيمةً‏ ال تذكره،‏

أنا الحلم الذي لم يجتز حدود ظالمك،‏

انا األنثى التي ماتتْ‏ ، ولم تنجبك!‏

15



ثوبٌ‏ أبيضُ‏

حيثُ‏ أنك افتراضٌ‏ مَ‏ شوبٌ‏ بالقلق؛

أتيتُك واقعاً‏ عاشقاً‏ بثوب أبيضَ‏ نقيٍّ‏ ،

أتيتُك رافعةً‏ رايات استسالمي،‏

جئتك خالعةً‏ كل بؤسي وخوفي؛

وانحنيتُ‏ ، أنا التي ال تنحني،‏

علِّي أقبلُ‏ سنابل راحتيكَ‏ .

رميتُ‏ ، خلفي،‏ تلك الشديدةَ‏ البائسةَ‏ ،

وانسكبتُ‏ على صدرك أنثىً‏ تنهلُ‏ من عينيكَ‏ ،

كنتُ‏ وقتها عاطفةً‏ عاصفة،‏

وأنت أرضُ‏ إسمنتية بال تضاريس،‏

ساحةٌ‏ جرداءُ‏ من كل شيء؛

كيف لعواصفي أن تهبَّ‏ مرةً‏ واحدة!‏

كيف لي أن أعطي كل شيءٍ‏ غالٍ‏ برخصٍ‏ أمام جبروتك؟

17


وعدتك أالَّ‏ أندمَ‏ على هياج مشاعري،‏

ووحشيتها،‏

بيد أني سيدةٌ‏ من نار؛

تطفئني ببرود مائك!‏

نعم أطفأت فيَّ‏ مصابيحَ‏ سبيلي

واحداً‏ تلوَ‏ آخرَ‏ !

وآخرها كان الليلةَ‏ ،

كان شهيداً،‏

حملتُ‏ جُ‏ ثمانهُ‏ على كتف القلب،‏

وتوَّ‏ جتهُ‏ سيدَ‏ الجثامين!‏

كلُّ‏ ما فيكَ‏ كان حيا،‏ نابضاً،‏ دافئاً‏ وبارداً!‏

بينما كنت ميتةً‏ ،

ألمسُ‏ كَ‏ فال تشعر بي!‏

أقتربُ‏ من شفتيكَ‏ ، فال أصل،‏

بقيتا بعيدتين كبُعد أورانوسَ‏ ، بل أبعد!‏

في هذه الليلة تعرفتُ‏ إلى إحساس الجثث!‏

كيف تشعرُ‏ الجثَّةُ‏ باألحياء من حولها؟

كيف لها أن تتوسلهم عناقاً‏ فال يستجيبون!‏

18


كيف لها أن تحاول الصراخ فال تستطيع!‏

مؤلمٌ‏ أن تذوي النجمة من السماء

لتتناثرَ‏ غباراً‏ على قميصكَ‏ األسود،‏ فتنفضه!‏

ما أنا إالَّ‏ غبارُ‏ نهار،‏

ومُ‏ تحفٌ‏ قديمٌ‏ آيلٌ‏ لالنهيار،‏

أنا عادةٌ‏ عاشقةٌ‏ بال اختيار!‏

صغيري،‏

كلُّ‏ الخياراتِ‏ مفتوحةٌ‏ ؛

قد أحببتك بكل الحبِّ‏ الذي في الدنيا:‏

أحببتكَ‏ حبَّ‏ أُمٍّ‏ ،

وحبَّ‏ أخت،‏

وحبَّ‏ صديقة،‏

وحبَّ‏ عاشقة؛

هائمةٍ‏ أنيقة!‏

وآخرها أحببتك حبَّ‏ جثَّةٍ؛

في بحر هواك غريقة،‏

سالمٌ‏ عليَّ‏ يومَ‏ دُ‏ فنتُ‏ فيكَ‏ ؛

ويوم أُبعثُ‏ إلى جهنمَ‏ حريقة!‏

19



احلملة العاطفية األخرية

يَجيءُ‏ ذاك الطيفُ‏ المنفيُّ‏ من الزمنِ‏ الجميل؛

ليَحملَ‏ كُ‏ لَّ‏ عوالمِ‏ الخَ‏ يَال إليْها

في حَ‏ قيبةٍ‏ مُ‏ حاكةٍ‏ من خُ‏ يوطِ‏ الحُ‏ لُمْ‏ ،

إنَّهُ‏ أنْتَ‏ !

أنتَ‏ الذي جِ‏ ئتَ‏ مُ‏ تأخراً‏ ألفَ‏ سنةٍ‏ ضَ‏ وئيةٍ،‏

جِ‏ ئتَ‏ أمْ‏ الً‏ نَقْ‏ ياً،‏

جئتني رَ‏ اكِبَاً‏ البَحْ‏ رَ‏ ،

مِنْ‏ آخرِ‏ البِالدْ‏ ، شَ‏ اطِ‏ راً‏ المَ‏ وْ‏ جَ‏ نِصْ‏ فَ‏ يْنِ‏ ؛

وَ‏ مِنْ‏ تَحْ‏ تِكَ‏ البَحرُ‏ يَبْتَعدُ‏ هَ‏ يْبَةً‏ ،

فَتَصِ‏ لُ‏ سَ‏ واحِ‏ لَ‏ الحُ‏ زْ‏ نِ‏ المَ‏ هجورةَ‏ منذُ‏ زَ‏ مَ‏ نْ‏ !

حيثُ‏ أنا أُشَ‏ اطِ‏ رُ‏ الصُ‏ خُ‏ ورَ‏ السَّ‏ احليةَ‏ سِ‏ ياطَ‏ الخِ‏ ذْ‏ الن،‏

كَ‏ حُ‏ وريةٍ‏ مَ‏ نْفيةٍ‏ من رَ‏ حْ‏ مةِ‏ البَحرِ،‏

تَنْسجُ‏ من لُؤلؤ دموعها مَ‏ شانِقَ‏ لِسعادتِها!‏

21


حُ‏ دوثُك،‏ في حياتي،‏ كانَ‏ غَ‏ يْرَ‏ متوقعٍ‏ ،

كتقلُّ‏ بِ‏ مُ‏ ناخٍ‏ خَ‏ ريفي،‏

وأجملُ‏ المُ‏ ناخاتِ‏ مُ‏ تقلِّبُها!‏

جئتني قطعاً‏ متفرقةً‏ ،

فَرَ‏ كَّ‏ بْتُكَ‏ وشَ‏ كَّ‏ لتُكَ‏ في مُ‏ خليِّتي رَ‏ اهباً،‏

هَ‏ كذا جِ‏ ئتَ‏ ؛

كخبرٍ‏ عاجلٍ‏ في آخر النشرة،‏

حيثُ‏ كُ‏ نْتُ‏ أهمُّ‏ بالخروجِ‏ من كُ‏ لِّ‏ شَ‏ يء،‏

لِتمُ‏ دَّ‏ كفَّ‏ كَ‏ من شاشةِ‏ الخيال وَ‏ االفْتِرَ‏ اضِ‏ يَّة،‏

وتَسْ‏ حَ‏ بَني إلى واقْعِيَتِك.‏

ال أعْ‏ لَمُ‏ إنْ‏ جَ‏ اءَ‏ تْني األقدارُ‏ الجَ‏ ميلةُ‏ بكَ‏ ؛

أمْ‏ أنك مَ‏ نْ‏ جِ‏ ئتني بجميلِ‏ القَ‏ دَ‏ رْ‏ !

كَ‏ يْفَ‏ انتهى بي عندك؟

كيف انتهى بي البكاءُ‏ ضَ‏ حِ‏ كَ‏ اً‏ بَيْنَ‏ شَ‏ فَ‏ تَيْك!‏

وكيفَ‏ ابتدأ الطوافُ‏ المُ‏ قَّ‏ دَ‏ سُ‏ حول كَ‏ عبةِ‏ قَلْبكْ‏ !

ما بين تلكما النهايتين وبدايةِ‏ الطوافِ‏ ،

اخترعْ‏ تُ‏ لك مشاعرَ‏ ومناصبَ‏ جديدة.‏

خائفةٌ‏ أنا،‏

22


شاهقةٌ‏ بك،‏

غاصةٌ‏ بحنجرتي قيدَ‏ صَ‏ وْ‏ تِكْ‏ ،

يُرْ‏ بِكُ‏ ني كُ‏ لُّ‏ نَقَ‏ ائكْ‏ ؛

وَ‏ يُشلُّ‏ مَ‏ فَ‏ اصِ‏ لَ‏ وَ‏ جداني.‏

ما سَ‏ تفعلُ‏ أيها البحَّ‏ ارُ‏ بسواحلَ‏ مدنٍ‏ منقرضةْ‏

اجتاحتها غزواتُ‏ اليأسِ‏ من المراتِ‏ ألفاً؟

أال لَيتَ‏ ذاكرةِ‏ السواحلِ‏ تمحوني بمدِّ‏ ها وجزْ‏ رها؛

حتى ال تُبقي مني أثراً‏ يلوثُ‏ انتصاراتِ‏ فَرحك!‏

اِرمِ‏ بي،‏ وبأحزاني،‏ إلى جوفِ‏ بحرٍ‏ من خليقتي،‏

سكبتُه دمعةً‏ ، دمعةْ‏ ،

وأضرمتُ‏ به نارَ‏ حقدي

حتى ثارت عواصفُ‏ ه وغابت رحمتُه،‏

وأغْ‏ رقَ‏ أيَّ‏ سعادةٍ‏ تُسَ‏ وِّ‏ لُ‏ لها نفسُ‏ ها طَ‏ مْ‏ أَنتي!‏

جئتَ‏ فاتحاً‏ لِمُ‏ دني،‏

فوجَ‏ دْ‏ تُني انتظركَ‏ ؛

ألُ‏ هديكَ‏ مفاتيحها كاملةْ‏ ،

واستعدُّ‏ للقتلِ‏ الرَّ‏ حيمِ‏ على يَدَ‏ يْكَ‏

أو األسْ‏ رِالكريم الذي يليقُ‏ بك!‏

23


أنتَ‏ اختصارُ‏ أبجدية الفرح،‏

وأنا كلُّ‏ قاموس الحزن الكبير!‏

كيفَ‏ لوجه نهارك أن يغتصبَ‏ ليلَ‏ حُ‏ زْ‏ ني؟!‏

تعالَ‏ أيها الفاتح الغازي!‏

تعال آخذك بجولةٍ‏ في خرائب مدني،‏

وأُسمعك صدى ضحكاتٍ‏ آفِالتْ‏ ،

وأهديك هياكلَ‏ البكاءِ‏ الثمينة،‏

أتسمعُ‏ أنينَ‏ الذاكرة؟

هدهدةَ‏ أُمهاتِ‏ الحنين!‏

ضع كفك القاسية على عاصمةِ‏ الحزن،‏

وجُ‏ سَّ‏ شرخَ‏ الزمن،‏

وآثارِ‏ الخذالن!‏

لم تبقَ‏ في قلبي مدينةٌ‏ إال وغزاها شيطان األلم وخفافيش الظالم!‏

جفَّ‏ تْ‏ جداولُ‏ شرايني،‏

ولم تعد فيها كريات دم!‏

وهَ‏ رِمْ‏ تُ‏ جداً،‏

لم أعد قادرةً‏ على حُ‏ كمِ‏ هذا الحزنْ‏ !

فَخذْ‏ ما شئتَ‏ من هشيمِ‏ الذاكرةِ،‏

24


وعُ‏ د بمراكبك الفخمةِ‏ حيثُ‏ كنتَ‏ ،

ابنِ‏ أسواركَ‏ ،

وحصِّ‏ نْ‏ قالعك من هجماتِ‏ بحري الهائج المجنون،‏

فقد يصيبُ‏ سواحلكَ‏ بضربة حزن قاضية!‏

تذرك أنت وبالدك في قعرهِ،‏

ال بَحَّ‏ ارة يستطيعون إليك سبيالً!‏

سأقبلُ‏ كلَّ‏ ما تجودُ‏ به حملتُك العاطفية النقية،‏

بكل شفافية،‏

سأتقبل هزيمةَ‏ األجنحة المهترئة،‏

وانقباضَ‏ قلب الليل الضعيف،‏

تشبثاً‏ بأمل الفجر القادم،‏

بكل ذاكرة الحب الغضة،‏

وسأبتهجُ‏ النتصارك الكبير،‏

لكن؛

اتركني على صخرتي،‏

أرشف البحرَ‏ شوقاً‏ إليك!‏

سأتركُ‏ بقايا القبالتِ‏ على جبهتك،‏

سأترُ‏ ك عطري على قميص ذاكرتك،‏

25


سأعشق الغزوة األخيرةَ،‏

غزوةٌ‏ من أقسى الغروات؛

بال غنائمَ‏ ،

بال سبايا،‏

كمطرِ‏ تَشرين على أرصفةٍ‏ بال طرقات!‏

26


ديسمربُ‏ يكرهين

يغادرني تشرينُ‏ الثاني،‏

حامالً‏ أحالمي الحلوةَ‏ معه في ذات الحقيبةِ‏ المسائية؛

التي سافرتْ‏ عبر محيط خيالي،‏

وتعلَّقت بكتف بحارٍ‏ من بالدِ‏ سَ‏ وْ‏ مر،‏

يغادرُ‏ ني حامالً‏ الكتابةَ‏ والموسيقى،‏

وكؤوس نبيذ مُ‏ رة،‏

وآفاق سطور مغربية الوقع،‏

وزجاجة من ماء الفرات؛

الذي وهبتُه سري ذات أيلول!‏

يحمل تابوت طفلة قلبي،‏

وتاريخ قبلةٍ‏ لم تُسرق من سطح شفتيه؛

وظلت مطبوعةً‏ على وسادتي ذات غفوة...‏

إنه يهوى الرحيل عني،‏

27


فكآبتي أمست كتاباً‏ ممالً‏ لجموح فكره وبرد ساعته!‏

كان يتوق إلى احتضان حروفي؛

أو يكاد يتخيلها نفحات رحمةٍ‏ إلهيةٍ‏

مشككاً‏ فيها بينه وبين شياطين نفسه،‏

ذاك التشرين الثاني كان يقرعُ‏ بابي بطرقاتٍ‏ عشقتها،‏

كما عشقني،‏ يوماً،‏ موجٌ‏ أزرقُ‏ خلف عَ‏ تمة ليلْ‏ تائه،‏

كان قرعه الباب حلمي األجمل،‏

وأنْ‏ أفتح بوابات مدينتي لغزواته

أكبرُ‏ من مجرد حلم؛

فلم أحظَ‏ بمحاولة هجوم واحدةٍ‏ في وَ‏ ضَ‏ حِ‏ النهار!‏

كنتُ‏ غيمةً‏ عابرةً‏ على سطح كرته االرضية الخيالية،‏

وكنتُ‏ دبيبَ‏ مشاعرَ‏ من ندىً‏ ؛

أمرُّ‏ على وجنتيهِ‏ كما يمرُّ‏ األمسُ‏ على جبينِ‏ الغدِ‏ ،

أتريدُ‏ مني أنْ‏ أشرحَ‏ كيف هي مشاعري في حضرة التشرين؟

كنتُ‏ حفيدة الوحدة،‏

وجليسةِ‏ اللَّحد الحيِّ‏ ،

كيف سمحتُ‏ لقدمي الهشَّ‏ ةِ‏ أن تخطو خارج التابوت!‏

فكل حياتي دوائر...‏

28


تستدير وتستدير لتعودَ‏ إلى نفس النقطة،‏

حيثُ‏ أبتدئُ‏ بحبٍّ‏ ...

وأنتهي بغُ‏ صَّ‏ ة!‏

ما كانت سعادتي التشرينية بأكبر،‏ حجماً،‏ من دماغ نملة،‏

ولم يكن حُ‏ لمي إال سوريالياً‏ أحمقَ‏ !

كيف وضعتُ‏ كلَّ‏ رهاناتي على حصانك المبتدئ؟!‏

البحرُ‏ يضحك شامتاً‏ بي:‏

‏»ألم أخبركِ‏ سيدتي!‏

إنَّ‏ الشياطين تحيطُ‏ بكِ‏ ،

ألم أنْفِكِ‏ إلى صخوري؛

حامياً‏ إياك من خذالن آخر وأحزانٍ‏ ال نهاية لها!؟«‏

نعم!‏ وهبتُ‏ السَّ‏ ماءَ‏ صوتي،‏

ومنحتُ‏ الوردَ‏ سبباً‏ ليتفتح مَ‏ رة أخرى على صدري!‏

كنتُ‏ سعيدةً‏ يا بحرُ‏ ،

كدتُ‏ أصلُ‏ أعماقك بثقة النور!‏

عادَ‏ اللَّيلُ‏ كئيباً‏ كما كان،‏

وعادت األيام رتيبةً‏ كما كانت،‏

وعدتُ‏ أنبش األوراق عن اسم حبيب غائب!‏

29


لم أكن إالَّ‏ فراغاً‏ امتأل بي وفرغَ‏ مني حينَ‏ اكتفاء!‏

وأنتَ‏ ، ال ذنبَ‏ لك إال أني صنعتك،‏

ثم رسمتُك،‏

فأحرقتُكَ‏ بغَ‏ يْرتي وتملُّ‏ كي!‏

حبيبي االفتراضي الخياليُّ‏ ؛

غبتَ‏ في خبايا الذهن المثقل بالمثالية،‏

كم أتوقُ‏ إلى لعبِ‏ غميضة في ذاكرتي،‏

فأنسى ليلة حِ‏ كْ‏ تُ‏ بلوزةَ‏ الحب على صدري؛

ولبستُ‏ هواك فرحاً...‏ دافئاً،‏

لتنامَ‏ أُم أفكاري،‏

وتلهو األفكارُ‏ بعبثيةٍ‏ وعشوائية أطفال؛

فال أتوتَّرُ‏ بكَ‏ !

30


ذات قيامة

سِ‏ رتُ‏ ذات مساءٍ‏ مُ‏ خملي مثقوبٍ‏ بجمرةِ‏ شوقْ‏ ؛

أجرُّ‏ ظلِّي العاقَّ‏ خلفي،‏

تلفُّ‏ ني النخالتُ‏ العِطاش بسعفاتٍ‏ مغبرَّ‏ اتٍ‏ ،

وترجو قلبي المثقل برائحة الخوف:‏

أالَّ‏ يرحل!‏

أخذتُ‏ أمسحُ‏ عني بخار األمس،‏

وألمِّ‏ عَ‏ زجاج عينيَّ‏ كي أراكَ‏ حبيباً‏ مرةً‏ أُخرى،‏

كيف لي أن أُحبَّكَ‏ بكل هذا الضيق!‏

كيف لي أن أبعد عنك بكل هذا القرب!‏

ها أنا أموتُ‏ حياةً‏ على صدرك الواسع!‏

ها هو تذكارُ‏ اسمك يحيط بي من كل جانب!‏

ذكرى التماساتِ‏ قبالتك تلسعُ‏ شفتيَّ‏ ؛

وارتجافاتُ‏ يدكَ‏ ذات لقاءٍ‏ لم يُرَ‏ !

31


وما بالُ‏ قلبي ال ينبضُ‏ إال حين أغمضُ‏ عينيَّ‏ !

ألرفع عني حجاب المسافاتِ‏ علَّي أحظى باحتضانِ‏ روحكَ‏ ،

أتراهُ‏ سِ‏ رُّ‏ هواكَ‏ الذابحُ‏ ؟!‏

أم أنني سِ‏ رُّ‏ عشقك المباحُ‏ !

ما بال كلِّ‏ جسدي يرتجفُ‏ لذكرى أنفاسك؟

ما بال شواطئ نشوتي تتوسلُ‏ حنينَ‏ امواجكَ‏ ؟ هل تعلم أنَّ‏ صدري

يضيقُ‏ بقلب يخلو من نبض هواك!‏

فارحمْ‏ حشا فؤادي؛ وعُ‏ دْ‏ صغيره!‏

إن أُمَّ‏ ك بغرامكَ‏ تغرقُ‏ طائعة؛

فارمِ‏ حبل الوصل راضياً‏ علَّها تتمسك به رغبةً‏ فيك!‏

مصلوبةٌ‏ أنا على سفوح الحبِّ‏

ألغسل عن البشرية ذنبها العشقوي،‏

حبيبي!‏

أنا شتائيةٌ‏ ، وأنتَ‏ شمسي،‏

أنا دنيا من حُ‏ لُمْ‏ ، وأنتَ‏ قلب ذاك الحلم،‏

فالتقطني من بين ‏)كراكيب(‏ غرفتك،‏

وارمِ‏ بي في بحرك الهائج:‏ مركبَ‏ ورقٍ‏ !

تالشيتُ‏ ، فيك،‏ لم أعدْ‏ أرغبُ‏ ترميم ثقوب قلبي!‏

32


أتعلمُ‏ لمَ‏ ؟

كي ال يعلق فيه أحدٌ‏ بعدَ‏ ك!‏

صوتُكَ‏ هو كل ما أملكه منك،‏

متكسراً‏ على أنفاسي العاشقةِ‏ لك،‏

ألعنُ‏ تلك الشهواتِ‏ الدفينة...‏ وأُحييها؛

علَّ‏ ضجيجَ‏ الغرام يذبحُ‏ صمتاً‏ أبعدني عنك،‏

رجوتك أال تسمح للسكونْ‏ بأن يكون قبَّان عالقتك بي!‏

واسمح لي أن أمسح رأسكَ‏ المشوش بمشاعري المضطربة،‏

بأناملي،‏

صدقني!‏ أنا أتنسمُ‏ رائحتك،‏

رائحةَ‏ النهر والورد،‏

هل ستأتي؟

تعال إليَّ‏ كجنيِّ‏ مصباح!‏

فقد اقتنيتُ‏ كلَّ‏ مصابيح عالء الدين،‏

عساني أفركُ‏ أحدها فتأتي؛

أتراني أغرقُ‏ في نحيبِ‏ القلم!‏

أُثكلُ‏ كلما أحببتكَ‏ أكثر!‏

أنت يا ابن أيادٍ‏ من سكينة،‏

33


طوبى لصبري عليك،‏

أنا الموسومةُ‏ بفراقك!‏

ال تظننَّ‏ بأنني أنأى عن واقعي الهثةً‏ خلفَ‏ حُ‏ بٍّ‏ ؛

إنني أنقبُ‏ عن حريةِ‏ فرحي بك!‏

ال تته عني يا صغيري؛

فأنا قدرُ‏ كَ‏ ... قدرُ‏ كَ‏ السماويُّ‏ ،

ولن أبحثَ‏ عن مخرجٍ‏ من متاهاتك،‏

فاحتضني مرةً‏ كطفلة،‏

وقَبِّلني،‏

ساهياً‏ عن كلِّ‏ حواجزِ‏ الزمنِ‏ كحبيبةٍ،‏

أحبَّني!‏ حُ‏ باً‏ عابراً‏ بين زخاتِ‏ مطر،‏

ال أُريدُ‏ سوى أن أقبض على راحتكَ‏ ؛

وأغرقِها قُبُالتٍ‏ من حروف...‏

مَ‏ هووسةٌ‏ بك!‏

أراكَ‏ في كأس ماء،‏

وأتناولك قطعة شوكوال،‏

وأغتسلُ‏ بك،‏

وأتطهر بذنبك من كلِّ‏ حسناتي!‏

34


فكيف خُ‏ يِّلَ‏ لكَ‏ أني راحلةٌ‏ عن كل هذا الجنون!‏

جَ‏ رِّ‏ ب أن تلمسَ‏ أطراف بناني،‏

ثقْ‏ أنها ستزهرُ‏ عنباً!‏

وحاول أن تضمني إلى حدود صدرك؛

ستراني أستحيل نهراً‏ من شدة الوجد!‏

أنت اصطفائي يا هواي،‏

أنت لي كليلةِ‏ قَدرٍ‏ لباقي السنة!‏

أهيمُ‏ بذكرك كدعاء آخر ليالِ‏ رمضان،‏

أكادُ‏ فيكَ‏ أصومُ‏ وأفطرُ‏ عن سائرِ‏ نزواتي!‏

أستميحُ‏ ك في الرحيل،‏ إن شئتَ‏ ، عذرا؛

ولكنَّ‏ ساعةً‏ ، في بُعدكَ‏ ، تقاس في عمريَ‏ شهرا!‏

و دعني أغفو عشرَ‏ ليالٍ‏ على وتر حنجرتك،‏

قل لي:‏ حبيبتي،‏

نادِني:‏ ليلى،‏

سأجيبكَ‏ : قيس!‏

ال تقصني عن حدود قلبك؛

فإلى هناك،‏ يا حبيبي،‏ أنتمي،‏

وأحيا،‏

35


وأموتُ‏ ،

ولربما يوماً‏ ما سأُبعثُ‏ حيةً‏ بغرامك منشيةً‏ !

حبيبي،‏

عينايَ‏ مشدوهتانِ‏ بذلك اللقاء،‏

كأني أغارُ‏ من عينيك اللتين تبتعدانِ‏ عن مرمى نيراني خجالً!‏

أنا أستشعرُ‏ خوفك من حبي،‏

لم تعد النجمات رفيقاتي،‏

مذُ‏ التقيتُ‏ نجمتيك...‏

هل صادفتَ‏ امرأةً‏ تهدي نفسها حبك؟

وتهدي جسدها قبالتك؟

وتعده انك ستلمسه كُ‏ لَّ‏ ليلة!‏

وتتخيلُ‏ طفالً‏ صغيراً‏ يلعب حولها،‏

يشبهك،‏ كثيراً،‏ وتناديه يا تميمَ‏ أبيك!‏

وأتخيلني عجوزاً‏ على ناصيةِ‏ طريق؛

أرشفك ذاكرةً!‏

أتحسرُ‏ ألني أنجبتُ‏ منك طفالً‏ خيالياً؛

ثكلتهُ‏ ذات واقعية!‏

هل صادفتني؟

36


هل أضعتني بين سعفات نخيل دفاترك!‏

لن تلتقي سيدةً‏ تحبك،‏

كما أمك،‏

تخيل فقط،‏

أني أكتبُ‏ لك،‏

بينما تحتضن أنت امرأةً‏ من خاليا ودم،‏

و تتمنى امرأةً‏ من حروف،‏

تعشق حتى ما تتركه أنت منك عالقاً‏ في ذاكرة لقاء،‏

أحبك،‏ يا أحلى صُ‏ دْ‏ ف هذه الحياة الفانية،‏

سألتقيك،‏ ذات قيامة،‏

هناك سأُكمل حباً‏ ما ابتدأ؛

وأنجبُ‏ طفالً‏ من تراب الجنة!‏

أحبك بأبدية الدهر والزمان،‏

أحبك،‏

كأرضٍ‏ بعد طوفان،‏

بعد سيلٍ‏ من عاطفة وذوبان...‏

أحبك،‏

وسأنتظر؛

فالبدَّ‏ لحبي من أوان!‏

37



قوية

قويةٌ‏ هي!‏

كنيزك مسافر،‏

كبقايا سفوحٍ‏ بعد بُرْ‏ كان،‏

شامخةٌ‏ كنخلةْ‏ ؛

ومتوازنةٌ‏ كساحلٍ‏ بعدَ‏ طوفانْ‏ ،

صُ‏ لبةٌ‏ كفوالذ،‏

وناعمة...‏

ناعمةٌ‏ كقطنة،‏

ومتجددةٌ‏ كنيرانْ‏ .

هي تلك االختالجات المخفية؛

وأسرارُ‏ رُ‏ هبانْ‏ ،

إنها الشهادةُ‏ في الصَّ‏ الة،‏

ونافلةٌ‏ لوجه العصر،‏

39


وبداية أكوانْ‏ .

هي الكلُّ‏ إن شاءت،‏

هي البعضُ‏ إن غرَّ‏ ها نُكرانْ‏ !

هي المرايا،‏

تراكَ‏ فيها،‏ ولستَ‏ فيها؛

هي أنا،‏ وأنت...‏

وأنتَ‏ هي في أول زمان،‏

هي عينٌ‏ بكت دهراً؛

حتَّى أشرقتَ‏ مستجمعاً‏ قاموسَ‏ ألوانْ‏ ،

روح الفؤاد الخافق؛

معجزةٌ‏ من ربي المنَّان،‏

يا ربُّ‏ !

إن كان عذابها منكَ‏ فاعطِ‏ ها بعضَ‏ سلوانْ‏ ،

ما أضيق القلبَ‏ على أهلي؛

وأوسعه،‏ لها،‏ إن وهبته ثغرها الفتانْ‏ ،

وأني عاشقٌ‏ ، مؤمنٌ‏ ،

زاهدٌ‏ بالنَّاس باأليامِ؛

إالَّ‏ من شذاها استجدي جرعةَ‏ إدمانْ‏ ،

40


كم ادَّ‏ عيتُ‏ أني عن هواها راحلٌ‏ ،

فتجذبني،‏ ضحكاتها،‏ من ثانْ‏ !

نعتوكِ‏ بنقصِ‏ العقول،‏

وما بي عقل،‏ أبداً،‏ حتى يلوذَ‏ بنقصان!‏

علقتْ‏ الروحُ‏ في شِ‏ باكك،‏

وبكى الغبارُ‏ في عينيك،‏

آهٍ؛ كم ذاك الفتاتُ‏ ، أذانْ‏ !

هلمي بي حباً!‏

فأنني،‏

األول في الهوى،‏ واألخير...‏

ال تطمعي!‏

إنَّ‏ في الغدِ‏ فرجٌ‏ ، قد يكونُ‏ ، أو نسيانْ‏ ،

أقربُ‏ منكِ‏ إليكِ‏ : أنا،‏

ومنزلتي فيك كمنزلة الرب من شيطانْ‏ !

41



حروفُ‏ الورد

أخْ‏ تَارُ‏ أنْ‏ أَكْ‏ تُبَ‏ فِيْكَ‏

حُ‏ رُ‏ وفَاً‏ مِنْ‏ وَ‏ رْ‏ دٍ،‏

أخْ‏ تَارُ‏ أنْ‏ أُقَبِّلكَ‏

في السُّ‏ طُ‏ ورِ‏ عَ‏ المَ‏ ةَ‏ تَنْقيطْ‏ !

وأنْ‏ أسْ‏ تَعيرَ‏ مِنْ‏ البُلبُلِ‏ الحُّ‏ رِ‏ رِيْشَ‏ ةً‏ ،

فأرْ‏ سُ‏ مُ‏ كَ‏

طَ‏ يْرَ‏ شَ‏ وْ‏ قٍ‏

من لَوْ‏ نٍ‏ مُ‏ تَدَ‏ رّ‏ جٍ‏ بَيْن الْزُ‏ رقةِ‏ وحُ‏ مْ‏ رَ‏ ةِ‏ الغُ‏ رُ‏ وبِ‏ ،

وأْرُ‏ شُّ‏ كَ‏ رَ‏ ذَ‏ اذَ‏ عِ‏ طْ‏ رٍ‏ من جَ‏ يْبِ‏ الْياسَ‏ ميْن،‏

فأنْتَ‏

كُ‏ لُّ‏ تَضَ‏ اعيْفِ‏ الْشُّ‏ عُ‏ ورِ،‏

وتَصَ‏ اغيرِ‏ الحُ‏ زْ‏ ن،‏

أنْتَ‏ سَ‏ رْ‏ دُ‏ العِشْ‏ قِ‏ لِذاتِهِ‏ أمَ‏ امَ‏ أخْ‏ طرِ‏ العُ‏ شَّ‏ اقْ‏ ،

43


واقتسامُ‏ الزَ‏ مَ‏ ن لتْكتكاته

مع نَبْضٍ‏ تَنَاغَ‏ مَ‏ باسْ‏ مِ‏ كْ‏

فاسْ‏ تَنارَ‏ تْ‏ العَ‏ يْنُ‏ بِشَ‏ مْ‏ سِ‏ ك،‏

هلْ‏ هُ‏ ناكَ‏ اخْ‏ تيَارٌ‏ أجْ‏ ملُّ‏

مِنْ‏ أنْ‏ أَهَ‏ بَكَ‏ حُ‏ بِّي بال غايةٍ‏ تُبْغى؛

إال أنْ‏ ألْمَ‏ حُ‏ ني في عَ‏ يْنَيْكَ‏ برْ‏ يقَ‏ شَ‏ وْ‏ قٍ‏ ورَ‏ جفةَ‏ ارْ‏ تِباكْ‏ ،

دَ‏ عْ‏ نا مِنْ‏ تِلْكَ‏ الرَّ‏ غَ‏ باتِ‏ التي تَتَخَ‏ فى

خَ‏ لْفَ‏ مَ‏ شاعِ‏ رَ‏ العُ‏ شاقِ‏ االفْتراضْ‏ يينَ‏ ،

أنْتَ‏ مَ‏ جْ‏ موع كُ‏ لِّ‏ دَ‏ وَ‏ الِّ‏ الحُ‏ بِّ‏ االنتقائيةِ،‏

أنْتَ‏ اشتياقي المُ‏ فَ‏ رَّ‏ غُ‏ من االشْ‏ تِهاء،‏

ولَهْ‏ يبُ‏ نَجْ‏ مٍ‏ غَ‏ ضٍ‏ يُسَ‏ افِرُ‏ عَ‏ بْرَ‏ الفَ‏ ضاءاتِ‏ الالمحدودةِ‏ مسابقاً‏ الهُ‏ دُ‏ وءَ‏ ،

أنْتَ‏ نَعْ‏ يمٌ‏ سَ‏ ماويٌّ‏ ،

ضَ‏ رَ‏ بَ‏ أرْ‏ ضَ‏ عَ‏ ذاباتي؛

فأزْ‏ هَ‏ رتْ‏ يَاسَ‏ ميناً‏ مَ‏ الئكياً‏

انْتَشرَ‏ في تُربَتي كقَ‏ صِ‏ يدةٍ‏ عَ‏ اطْ‏ فيَّةٍ‏

معلَّقَ‏ ةٍ‏ على شِ‏ غَ‏ افِ‏ وَ‏ تْيني،‏

أتَعْ‏ لَمْ‏ ؟

إنَّ‏ قَلبي لم يَعُ‏ دْ‏ قَابِالً‏ أن يحتوي فيضَ‏ حُ‏ بِّك،‏

44


وأنْ‏ مَ‏ خَ‏ ارِجَ‏ الحُ‏ روف إخْ‏ تَّلَتِ‏

حين تَعَ‏ لَّمْ‏ تُ‏ ألفَ‏ بائيةِ‏ اسْ‏ مِ‏ كَ‏ رُ‏ باعيَّ‏ الفَ‏ رَ‏ ح،‏

جَ‏ سَ‏ دُ‏ رُ‏ وحي ظَ‏ لَّ‏ ظالًّ‏ لِخيوطِ‏ العَ‏ نْكبوتِ‏ ؛

التي،‏ قَبْل اندفاعاتِ‏ حُ‏ بِّك،‏ كانت تَبْدو لي

كأسْ‏ الكِ‏ شائكةٍ...‏

أخافُ‏ أنْ‏ أمدَّ‏ أصَ‏ ابِعَ‏ الوجدانْ‏ فيُخْ‏ دَ‏ ش،‏

كُ‏ نْتُ‏ مَ‏ ضْ‏ مُ‏ ومةً‏ تحتَ‏ غطاء الرَّ‏ يْبَة،‏

مدْ‏ فُونةً‏ تحت غُ‏ بَارِ‏ التَرْ‏ ك والنسيانْ‏ ،

حتى وَ‏ صَ‏ لتَ‏ عالمي بشيءٍ‏ من الترف

الذي لم أعتده ويعتدني!‏

أنا أعلمُ‏ أنني في الحبِّ‏ مُ‏ تَطَ‏ رِفة،‏

وقَدْ‏ أكونُ‏ مُ‏ تَعَ‏ جْ‏ رِفَة،‏

ومُ‏ سْ‏ رِفَة،‏

لكنني فيك،‏ أنت،‏ نابتةٌ‏ كوردةٍ‏ بريةٍ‏

في صخرةٍ‏ مُ‏ عَ‏ مِّ‏ رةٍ‏ منذُ‏ ألفِ‏ سَ‏ نَة،‏

أشْ‏ عُ‏ رُ‏ أنْي طافيةٌ‏ على بَحرٍ‏ من وَ‏ جَ‏ ع،‏

ورَ‏ بيبةُ‏ الفَ‏ قْ‏ دِ‏ المُ‏ حَ‏ قَّ‏ ق،‏

لكني أعرفُ‏ كيف أتوَّ‏ سدُ‏ كاهلك

45


سريراً‏ من أحالم وأمان،‏

أتُراني أذوبُ‏ وَ‏ جْ‏ داً؛

وأتنفسُ‏ هوىً‏ من أصلِ‏ القلوب؟

وأمألُ‏ كاساتِ‏ عمري نبيذاً‏ من كروم النبض،‏

وأسقيها عطاشى الغرام،‏

واخضبُ‏ راحتيَّ‏ بجود دمي!‏

فَعُ‏ ذراً!‏

إن لَمْ‏ أجدْ‏ نبضاً‏ ال يَجْ‏ رُ‏ حُ‏ ك!‏

عذراً‏ يا حبيبُ‏ ؛

إنْ‏ لَمْ‏ استطعْ‏ تقبيلَ‏ الحروفِ‏ لِتَحْ‏ مِ‏ لَ‏ لكَ‏ كلَّ‏ قلبي،‏

وعذراً،‏

إن جاءَ‏ الصَّ‏ يفُ‏ غالباً‏ إياي نحوك بعقودٍ‏ من الزَ‏ مَ‏ نْ‏ ...

فارداً‏ ذراعيه لكلِّ‏ مَ‏ وجَ‏ اتِك العَ‏ الياتِ‏ الصَّ‏ ارماتِ‏ ،

فإنَّ‏ السَّ‏ دَ‏ مَ‏ كان أخاً‏ لقلبي،‏

وإني امرأةٌ‏ سَ‏ غْ‏ بَى لليل؛

ال تسهدُ‏ فيه وال تتهجدُ‏ الوَ‏ يْل،‏

ويكادُ‏ الهَ‏ جْ‏ وُ‏ يكون وليدها...‏

في نهاية ‏ِهذه الغُ‏ تمة،‏

46


سَ‏ نُشرِق كشمسٍ‏ واحدة ذات نهار!‏

وسأقْطُ‏ فكَ‏ جوريةً‏ من بينِ‏ عينيَّ‏ ؛

وأهديكَ‏ بساتينَ‏ عمري لتمرحَ‏ فيها كما تشاءُ‏ ،

وكيفما أرغبُ‏ !

أحبُ‏ عُ‏ نُقَ‏ كَ‏ السومريَّ‏ ،

وأذوبُ‏ في قطراتِ‏ العرق التي تنسالُ‏ عليه حين تغضبُ‏ ،

أعشق صوتك الثملَ‏ بي،‏

وأكْ‏ تُبُك وأكتبُ‏ فيك،‏

وأتمنى لو أكتبُ‏ لك كل ارتجافاتِ‏ عصبي،‏

حينَ‏ تمرُ‏ بي!‏

أحبك...‏

يا نسري اليافعْ‏ ،

حباً‏ ال يستريحُ‏ ؛

إال عند ضلعي األيسر التائه،‏

فال تطل التحليق،‏

ال عنق لي أمدُّ‏ هُ‏ لك!‏

47



مقربة اخلريف

كنتُ‏ أُراقبهن،‏

كن يَضْ‏ عُ‏ فنَ‏ مع كل يوم وتنحني هاماتهن،‏

كن يشحبن مع األيام وأكاد أسمع طقطقة هياكلهن،‏

باألمس كن جميالت زاهيات مفعمات بالغرور،‏

وها هن،‏ اليومَ‏ ، يَسْ‏ عُ‏ لْنَّ‏ ذاكرةً‏ وكلماتٍ‏ ،

وال تستطيعُ‏ إحداهنَّ‏ أن تقبض على الغصن أكثر،‏

يدفعها البرعمُ‏ الجديد إلى أن تهوي على األرض،‏

الخريف محزنٌ‏ ؛

والربيع غادرٌ‏ ،

والصيف على الشاطئ،‏

والشتاء قاتلٌ‏ !

أين أخبئ حديثنا؟

الورقات تساقطت يا حبيبي؛

49


أين أبحث عنا!‏

أين تكون أنت يا نبضتي؟

تعال!‏

لنركض بين سطر وآخرَ‏

ككلمتين ال نُفَ‏ همُ‏ إال معاً!‏

تعال نزرع بستاناً‏ من ريحان وياسمين؛

لطالما كانت الياسمين زهرتي المفضلة،‏

وكان الريحان عشبتك الحبيبة،‏

تعال نختبئ في بعضنا،‏ عن كلينا،‏

تعال نتقاسم كسرة خبز وشربة ماء،‏

تعال نقيم مراسم عزاء لذاكرتينا المرهقتين،‏

تعال،‏

لعلنا نضيف لألبجدية حرفاً‏ جديداً؛

أبعاده نحن ورسمه من حرفينا.‏

تشاركنا أشياء كثيرة،‏

وافتقدنا فينا كثيراً‏ من األحاسيس،‏

ورممت فيك خرائب المارات سابقاً‏ على جثتك،‏

وأصلحتَ‏ فيَّ‏ خدوش األمس؛

50


حتى استكملنا هياكلنا الجبسية،‏

وطليناها بماء الذهب...‏

لقد نسيتُ‏ أن أخبرك،‏

أني استنفدتُ‏ كُ‏ لَّ‏ طاقتي في احتواء لحظاتنا معاً؛

حتى استهلكت آخر خليةٍ‏ عصبيةٍ‏ فيها،‏

لتنسى كلَّ‏ ما مرَّ‏ قبلك...‏

وتحتفظ بك إلى األبد،‏

ذاكرتي الخريفية اكتملت فصولها األربعة بحضورك اآلسر،‏

وعطرِ‏ وجودك،‏

ومسامات جلدك،‏

وزهرات لحظك،‏

وما بقي لديَّ‏ إال ركن أعتبره مقبرة الخريف القادم،‏

وكل مغامراته المغرية،‏

فهنا سأرفع راياتي البيض،‏

فأنا مكتفية بوجودك معي...‏

خريف كئيب آخرُ‏ ،

لكنه يحتضننا معاً؛

إنَّه ألجمل عندي من ألف ربيع

يخلو من قسوتك!‏

51



مَنْ‏ أنتَ‏ ؟

من أنت؟

لتقتلني بالحب ألف مرة...‏

وتمزقني بالعشقِ‏ واألرقْ‏ .

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

أكرهني جسداً‏ عاجزاً؛

وأعشقُ‏ ك كُ‏ فراً‏ بالحب.‏

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

مطارٌ‏ بال مسافرين،‏

أمطارٌ‏ بال تشرينْ‏ .

منْ‏ انتَ‏ ؟

لتغتالني برغبتي وبأسلحتي!‏

منْ‏ أنتَ‏ ؟

وكيف للغة التي أحببتها أن تعجز أمامك!‏

53


كيف لي أن أصبحَ‏ باليةً‏ جداً‏ أمام خبراتِك؟

كيف لي أن أُهزمَ‏ وأنا أقاوم؟

من أنت لتحطمَ‏ كلَّ‏ أصنامي؛

ألصير تمثاالً‏ من بقايا حبيباتك،‏

بل ألصير ثوباً‏ صنعته أنت من نزقِ‏ خيباتك!‏

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

لتأمرني بأن أُحبك؟

كيف لضعفك أن يكون قنبلةً‏ نووية تحولني ل هيروشيما!‏

كيف أصبحتُ‏ أعرجُ‏ عمياءَ‏ على وتر كذبك؟

كيف لي أن أحب هذا الكذب؟

كيفَ‏ لي أن أُدمنه حتى شَ‏ رِقتُ‏ ؟

مَ‏ نْ‏ أنتْ‏ ؟

ألصبحَ‏ أمامك،‏ بجبروتي هذا،‏ امرأةً‏ من ورق؟!‏

كيفَ‏ لي أن أتالشى

وأضمحل،‏

وأختفي بال أثرٍ‏ أو عبقْ‏ !

أفكرُ‏ بحياتي بعدك؛

وقبلك،‏

54


هل كانت حياة؟

أنفاس تصعد وأنفاسٌ‏ تنزل...‏

منْ‏ أنتْ‏ ؟

لتشنقَ‏ كبريائي،‏

وتستبيح عنفواني بجيشِ‏ أكاذيبك!‏

منْ‏ أنتَ‏ ؟

كي أنفصم بهدوء إلى شخصيات:‏

نافرة،‏

راغبة،‏

عاشقة،‏

حالمة،‏

مندفعة،‏

هذَّ‏ اءة!‏

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

وكل ما فيك دون االعتيادي!‏

لتستطيع منحي شعور اللذة بمنتهى االحترافية!‏

كيف تستطيع تشكيلي كما تشاء؟

لمَ‏ أخشى فقدك وأنا ال أملكك؟

55


لمَ‏ أغارُ‏ عليك ممَّ‏ ن توسدن ذراعك ذات لقاء،‏

وممَّ‏ ن سيهبطن على صدرك ذات مطر،‏

بينما أصطفُ‏ ضمن طوابيرهن،‏ الطويلة،‏ أمام نافذتك!‏

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

مَ‏ نْ‏ أنتَ‏ ؟

ألكتبك آخر السطور في كتابي المقدس!‏

56


قليب يتحدَّ‏ ثُ‏ الفرنسية

يومٌ‏ حملَ‏ كل تقلبات المناخ الصيفي،‏

ونشاز التعب،‏

وغيبوبة؛

كنت رغبتي!‏

تلك التي تدعوني للتشبث بالحياةِ،‏

راقصتني على لحن غجري،‏

كنتُ‏ أتعثر بخطواتِي،‏

وأغرقُ‏ في وحلِ‏ الماضي،‏

ترفعنا التوقعات،‏ معاً،‏

إلى حيثُ‏ سُ‏ موي وعظمتك،‏

وعطفك وشجني المالئكي،‏

تعالَ‏ لنستحيل مطراً‏ وتراباً...‏

تعالَ‏ لنقترب،‏ أكثر،‏ بلحن وتري الوحيد القديم!‏

57


أتسمع؟

قلبي يتحدث إليك برغبةِ‏ عشقٍ‏ عربيةٍ،‏

وبخطٍّ‏ فارسيِّ‏ الهُ‏ وية؛

كنتُ‏ أنا القاتلة العاشقة،‏

والضحية.‏

رقصةُ‏ الذئاب ما أتقنتُها؛

وما عرفتك؟

كان الحب جنسيتي،‏

جواز سفري،‏

وعالمتي الفارقة.‏

شرقيٌّ‏ أنت إلى أبعد نقطة في الشرقية؛

أحببتك بإيمان يا أسطورتي!‏

فكلُّ‏ ما جاء في القصص محض هراء وتخلفات،‏

لن تقع السمكة في حب عصفور؛

هذه خرافات ال منطقية،‏

سهلٌ‏ أن أحبك،‏

وصعبةٌ‏ محبتي،‏

ضربٌ‏ من الشك والضباب،‏

58


حول هُ‏ ويتي العربية،‏

يجلدني المعتم المبهم في زحام حقيبتي اليدوية؛

أبحث عنك،‏

وأنفضها فتبوح بعلبة دموعي االصطناعية،‏

وآخر حبة ليبريوم*،‏ من حبوب نسيانك الخضراء...‏

ال أجدُ‏ شهادة ميالد لحبك،‏

وال أوراقاً‏ ثبوتية،‏

أقتفي أثر الحب...‏

وقصاصة صغيرة:‏ **Mon bien aimé

أقتفي أثري؛

أبتكر هوساً‏ جديداً‏ في المدن البعيدة عني،‏

أبحث عنك اآلخر؛

ذلك العاشق بال حدود،‏ بال مالمح،‏

ألجُ‏ فيك كما ليل في نهار،‏

أشياء من عواصم بال أوطان،‏

مع التاركين أسيرُ‏ بال دليل؛

أحمل تابوت الغياب الذي حصل غداً...‏

في الغياب طعم التين القديم،‏

59


حضورك طعم التفاح والعنب القديمين أيضاً!‏

رائحتك في حقائبي،‏ على صدري،‏ وأمومتي،‏

أمكنتي اسمكَ‏ ...

ثمانون عاماً‏ وأنا أحبكَ‏ في خالياي وأنسجتي،‏

متعجرفٌ‏ كملِك؛

وفي صدوع عمري ثالثة أشياء:‏

أنت،‏ أنا وأنت اآلخر،‏

يدك السمراء الطفولية،‏

وقهوتي التي على شفتيك الجافتين،‏

أراكما تبتسمان أنت وأنت اآلخر،‏

في باريسَ‏ ؛

أشعل أنوار أروقة ذاكرتي بالحديث الغريب،‏

باللهجة القديمة،‏

والمرآة في ظهرك،‏

ال أظهر فيها،‏

ولسان المرايا طويل،‏

يشغلُ‏ بال الضوء عنك لتزورني في العَ‏ تمة؛

تلك العتمة فيها عالمي وبعض عالمكَ‏ ،

60


تلعق ما تبقى من نكهتك على جسدي...‏

ما كان بحوزتي وصار تحت قدميك،‏

تفاصيلي المهملة غفت وأنت صاح جداً،‏

معك أنت اآلخر...‏

سأرحلُ‏ !

لن تشعر بي،‏

كنجمة في زمن النور؛

ال رائحة لحضوري الصاخب.‏

!Mon bien aimé

أناديك من بعيد،‏

أنت صاحٍ‏ جداً...‏ قاسٍ‏ مع امرأة مثلي،‏

أنا مع اآلخرين في ذاكرتك،‏

وأنت لست اآلخرين:‏ أنت جميعهم!‏

يدي التي قبلتها قبل سنوات،‏

ما زالت تحتفظ بالقبلة...‏

حضوري صاخب جداً؛ وغيابك أصم،‏

Mon bien aimé

صوتي يصهل بالخوف؛

61


ال تفهمُ‏ قلباً‏ كان يتحدث في الحب لغةً‏ عصرية،‏

وأنت،‏ حبيبي في جميع اللغات،‏

حبيبي رغم أنف األشياء،‏

وأنف األشياء التي ال أنف لها،‏

حبيب لم يعرف الفرنسية!‏

* الليبريوم:‏ أقراص ‏)عقار طبي(‏ مهدئة.‏

** aimé( :)Mon bien حبيب قلبي باللغة الفرنسية.‏

62


حبٌّ‏ مضادٌ‏ للرصاص

أحتاجُ‏ بضعة أنفاسٍ‏ مستعارة من طفلٍ‏ ،

أو من شاعر نفط،‏

وحقيقة خيالية،‏

ووطناً‏ على الخريطة أعبرهُ‏ بال تأشيرة،‏

وقصيدة،‏

وذاكرةً‏ من زجاج،‏

وحبًّا مضاداً‏ للرصاص،‏

وجريدة!‏

وخبرين من أكاذيب نيسان،‏

ورسالة مشفرةٍ‏ بأرقام فرديةٍ،‏

وتنهيدة،‏

وفنجان قهوة أحمقَ‏ ؛

يشربني،‏ كآنسةٍ،‏ لئيمةٍ‏ وحيدة!‏

63


فأكيد له السكر بملحٍ‏ ...

فربما أعتنقُ‏ العقيدة!‏

كم سعر العقيدة؟

ال تباع وال تسترجع،‏

نبيعكِ‏ إن شئتِ‏ ... عصيدة!‏

ال وطن،‏ ال وطنيين،‏ ال شيءَ‏ في اللوحة يشير إلينا...‏

تباً‏ لنا،‏ قد خنا حتى المكيدة!‏

64


حرَّةٌ‏ يف زمنِ‏ العبودية

أنهكتْها الحياةُ‏ موتاً؛

فتقبَّلت نهايتها بشامخ جبينها،‏

وقبَّلتْ‏ قدميها مودعةً‏ ،

فالليلةُ‏ األخيرةُ،‏

ها هي تنظمُ‏ المقالَ‏ األخير الذي لن يُقالْ‏ !

وتشربُ‏ الكأس المملؤة فخراً‏ من ألف عام،‏

فالخوفُ‏ ال يمر؛

والله وصلَ‏ االرضَ‏ على هيئة هياكلَ‏ ضخمةٍ،‏

تقمصوا دوره ليحيوها أو ليميتوها!‏

أيتها البريئةُ‏ التي تنفست ذنباً‏ وخطيئةً‏ ،

أيتها األنثى السبية،‏

تحرري أيتها الروح،‏

وامتطي السماء فرساً،‏

65


وابتسمي مقهقهةً‏ فهذي النهاية تليق بالثوار!‏

كلُّ‏ أساطير اآللهة تعود لثوار لم يموتوا!‏

ال حدود للروح العظيمة؛

اشربي كأسك األخيرةَ،‏

صباحك األخير القادم يتمزق عن دورة افالك جديدة...‏

اشربي،‏ وتشرَّ‏ بي!‏

فإنك ستتعرفين على المجهول؛

سيكون رجالً‏ حقيقاً،‏

وسيأخذك بلطف،‏

فالموت رجلٌ‏ كثير الرجولة؛

ومن سَ‏ بوكِ‏ أشباه حياة وظالل موت،‏

تحرري أيتها السبية،‏

فزمن العبودية ما انتهى...‏

وإن تالشت في الظالم كلُّ‏ البشرية!‏

66


شعوذة

أتابع المسير في ازدحام السرير،‏

وأقلِّب األحالم على جمر المنام،‏

وأكتب الذاكرة الهجينة على صفائح الرخام،‏

أتوه في كوابيسي؛

كامرأة بالستيكية بال تقاسيم!‏

كأنه شاركني حلماً؛

وخانه االستيقاظ المُ‏ دام،‏

غفوتُ‏ سائر األيام،‏

أسير في الحلم أسيرة...‏

ال باب يُفتح،‏

وال نوافذ تُقام!‏

آهِ‏ من حلمنا،‏

آهِ‏ من ذاكرتنا،‏

67


ووحدتي...‏ وعذاب السالم،‏

آهِ‏ من وَ‏ جْ‏ هَ‏ يْكَ‏ !

كم عشقتهما،‏

كم سقمني هذا الغرام!‏

تالبيسُ‏ دمىً‏ ،

ودبابيسُ‏ شعوذة،‏

وكأسُ‏ نبيذٍ‏ معطَّ‏ لةٌ‏ ،

ودخانٌ‏ من أسرارك؛

تعطَّ‏ رَ‏ بها جسدُ‏ حياتي المؤجلُ‏ ،

ونجمةٌ‏ في ظالم الوهم،‏

وأخطُّ‏ اسمَ‏ كَ‏ ،

وألقي اللعناتِ‏ على وجهي،‏

وأطالب األرواح بانتقام!‏

وأشتهيكَ‏ فنجانَ‏ قهوةٍ،‏

وأريكةً‏ عتيقةً‏ من زمن العثمانين،‏

وحمامَ‏ منائر الجوامع،‏

وأزقةً‏ رطبةً‏ من زكام،‏

تالفيفَ‏ أكفانٍ‏ ،

68


وجثثَ‏ الفرحِ‏ تمألُ‏ الفراغَ‏ ...

الوقتَ‏ والمكانَ‏ ؛

وتجرني خطاي في آخر الحلم إلى أحضان ذاك الشيطان،‏

وأغفو ويسرح شعري...‏

ما ألطفَ‏ الشيطانَ‏ ،

ما أحنَّ‏ الشيطانَ‏ ،

وما أخبثَ‏ اإلنسانَ‏ ،

ما أضعف اإلنسان!‏

69



آثرتُ‏ هجرَكَ‏

آثرتُ‏ هجركَ‏ من دمي،‏

وظننتُ‏ أني أفلحُ‏ !

باعدتُ‏ قلبي عن هواكَ‏ تمنُّعاً‏

وحسبتُ‏ قلبي في امتحانِكَ‏ ينجحُ‏ !

ذكراكَ‏ ألثمُ‏ ها بروحيَ‏ لهفةً‏

متشبِّثاً‏ طيفَ‏ الهوى...‏

علِّي عيونك ألمحُ‏ .

شوقي يصارعُ‏ ني إليكَ‏

وأنتهي خنقاً‏ وأطرافُ‏ الحديثِ‏

تجرِّ‏ حُ‏ !

71


مثَّلتُ‏ أنِّي عن هواكَ‏ بعيدةٌ‏

وأنا التي في ذُ‏ لِّ‏ عشقكَ‏

أُذبحُ‏ !

كلِّي ينادي:‏ يا حبيبيَ‏ !

فاقتربْ‏ ؛

عيناي,‏ قلبي,‏ أضلعي تترنحُ‏ !

72


أذان البدر

اُتركْ‏ نُجوماً‏ قد أفلنَ‏ لِمَ‏ طلعي

كُ‏ نْ‏ كوكباً،أفالكُ‏ هُ‏ في مَ‏ رْ‏ تَعي

ألحسن يُعبَدُ‏ والجمالُ‏ فريضةٌ‏

فَلِمنْ‏ أذانُ‏ البدرِ‏ إن لم يُرفعِ‏ ؟

و كأنَّ‏ قلبك عابثٌ‏ متنقِلٌ‏

يهوى فروع الغصن بعد تَقَ‏ طّ‏ عِ‏

ومضيتُ‏ أسألُ‏ من معي)أسليتهُ‏ ؟(‏

أم اننا نلهو بصبِّ‏ االدمعِ‏ ؟

حاشى لمثلي أن تُذَ‏ لَّ‏ مَ‏ حبَّةً‏

كالقبرِ‏ واالمواتِ‏ لمَّ‏ ت أضلعي

يا من تُغازِلُ‏ كلَّ‏ ليلٍ‏ نجمةً‏

أنّى سكنت مجرَّ‏ ةً‏ في أذْ‏ رعي

رامَ‏ تْ‏ بقاءك في مدار حياتها

73


جُ‏ رما وحيداً‏ رغم أنف المَ‏ طمَ‏ عِ‏

فضللتَ‏ تحسبُ‏ ان جرمك خالدٌ‏

والخلدُ‏ للمتبوعِ‏ ال للتُبّعَ‏

74


الفراتُ‏

ورميتُ‏ حبي للفراتِ‏ وفاتني

أنِّي عذوبةَ‏ مَ‏ كرهِ‏ أتَشَ‏ رَّ‏ بُ‏

عن ذنبِ‏ غافلةِ‏ الغرامِ‏ سألتُهم

أهلَ‏ الهوى:‏ أألي ذنبٍ‏ أنْحَ‏ بُ‏ ؟

عقدوا العزائمَ‏ أنْ‏ يُصَ‏ لَّبَ‏ قلبُها

فلعلَّهُ‏ عن حبِّهِ‏ يتَقَ‏ لَّبُ‏

أو يستقيمُ‏ كنصبِ‏ ذلٍّ‏ شاهدٍ‏

أنَّ‏ المحبَّةَ‏ أحرفٌ‏ ال تُكتَبُ‏

75


فتصارعَ‏ الخالَّنُ‏ حولَ‏ دموعِ‏ ها

كلٌّ‏ يدانيها ومَ‏ ن هو أقربُ‏ ؟

وتنهَّ‏ د النَّهدُ‏ الفتيُّ‏ وقد عال

فتهيَّبَ‏ المُ‏ غْ‏ تَرُّ‏ إذْ‏ هو أهيَبُ‏

يا قلبُ‏ رفقاً‏ لو نزلتَ‏ فإنَّني

آتٍ‏ إليك وأينَ‏ منكَ‏ المهربُ‏ ؟

بَلِّغْ‏ دموعي للفراتِ‏ فإنَّه

خانتْهُ‏ دجلةُ‏ والخيانةُ‏ تُتعِبُ‏

مِن أحرفي دمعي،‏ ومنكَ‏ مواجعي

وتصبُّري أنِّي بقربك أرغبُ‏

مَ‏ نْ‏ مبلغٌ‏ عنِّي الفراتَ‏ بأنَّني

أتجرَّ‏ عُ‏ البلوى وشوقِي يَغلِبُ‏

76


وبأنَّه حبي الذي أودعتُه

بعروقِ‏ روحي ال يروحُ‏ ويذهبُ‏

وصداهُ‏ في قلبي نحيبٌ‏ مؤلمٌ‏ ،

أنا أمُّ‏ هُ‏ ، وهو الوليدُ‏ ، وال أبُ‏ !

مَ‏ نْ‏ لي بقطْ‏ عِ‏ وصالِه عن خاطري

دائي وأدوائي التي أتطبَّبُ‏

لتجفَّ‏ كي تبرى،‏ الجراحُ‏ ، وال تَعُ‏ دْ‏

حتَّى تقولَ‏ الشَّ‏ مسُ‏ : أينَ‏ سأغربُ‏ ؟!‏

77



األنثى مريم

المستُ‏ قلبه ذات رضا؛

حملتُ‏ جنيناً‏ من هوىً‏ ،

وقادني المخاضُ‏ العسيرُ‏ نحو جذع نخلةٍ،‏

سَ‏ كرى هَ‏ ززتُها،‏

أكتمُ‏ ‏)يا ليتني أُنسى(‏

ناداني صوته المبحوحُ‏ :

‏)أنجبيني مرَّ‏ ةً‏ أخرى!(‏

طَ‏ لِقتُ‏ به على ضفاف الشتا،‏

وارتعشتُ‏ في اللَّذة نَشوى...‏

أكان حُ‏ باً؟

ال بل أنه عاطفةٌ‏ كبرى؛

إنِّي عشقتُ‏ مواليَ‏ ،

وأنجبته...‏

هكذا تعشق أنا األنثى!‏

79



العنكبوت

كأنها شباك عنكبوت؛

زارتك في عقر زوايا الذاكرة،‏

كأنها تلك الغريبةُ‏ العميقةُ‏ ،

الحانيةُ‏ المسافرةْ،‏

وكأنك يا صديقي في عينيها؛

عمداً‏ أغرقت تلك الباخرةْ!‏

81



شهيدُ‏ األسوار

تلك األسوار؛

يا شهيديَ‏ ، الوحيد،‏ انهارتْ‏ بعدك،‏

هاهي باحات القصورِ‏ يدنسها الغرباءُ‏ ،

فأينك يا شهيدي؟

طبولُ‏ الحرب ما هدأت،‏

قلبي يقرع بشدة،‏

الحرب ما انتهت،‏

وقبرك ملفوف بثوب عرسي!‏

83



املقربة

فتحت عينيَّ‏ ؛

كان السقفُ‏ قريباً‏ جداً،‏

طرقتُه بيدي...‏

فتفتَّت!‏

الجدرانُ‏ تكتِّفني؛

ناداني من يميني:‏

يا بختك؛ جدرانك مرمر!‏

أجبته:‏ أين نحن؟

قال:‏ المقبرة!‏

قلتُ‏ : وما سقفك؟

قال:‏ تراب!‏

قلتُ‏ : قيامتك أسهل؛

كلُّ‏ ها قيامة!‏

أذكر أني تركتُ‏ يدي

85


في إيرانَ‏ !

قال:‏

وأنا تركت كرشي في لبنان!‏

ال أذكر أين أضعت قلبي؛

المكانُ‏ يعجُّ‏ بالجثث،‏

خذ هذه الكف وسرْ‏ معي!‏

احذر رفاتنا؛

هذه الحرب أُمُّ‏ نا!‏

رقعة الحب سوداء بيضاء،‏

بياضُ‏ ها شابهُ‏ الدمُ‏ ...

وسوادها التفَّ‏ بأكفان!‏

أين ساقي المبتورة؟

‏)صاح ذاك الشهيد من البالد األخرى(‏

نادى الشهيد من بالدي:‏

تعال هنا!‏

تعانقَ‏ الشهيدانِ‏ ،

بصقا في وجه الحربِ‏ ،

الجنةُ‏ تحت أقدامِ‏ الحروب...‏

دخال الجنة!‏

86


احلَ‏ ريةُ‏ الرَّاشدة

افترشني سريري؛

كعادته كلَّ‏ ليلة،‏

أحملقُ‏ في السقف،‏

تتجمعُ‏ أفكاري حولي محتفلةً‏ ،

ببلوغ حيرتي رشدها،‏

وعلى نقر النبض؛

أجرُّ‏ قافلتي بصحراء التيهِ،‏

أتبعُ‏ ناي راعٍ‏ بعيد،‏

أرى قلبي يتلوى أمام جمرات الذاكرة،‏

وآهاتِ‏ عجوزٍ...‏

ينادي الليلُ‏ : يا ليلُ‏ !

والناي يناديني؛

أرفع طرفَ‏ ثوبي ألعبرَ‏ إليكِ‏ ،

87


فيتمزق السقفُ‏ الورقيُّ‏ ،

تنهار الحروفُ‏ كلُّ‏ ها على جسدي،‏

أتكون من جديدٍ‏ ؛

أبجديةً‏ منسيةً‏ على انغام الحَ‏ يرة،‏

الوترُ‏ األوحد يعزف نفسه،‏

ويعودُ‏ الناي الحزينُ‏ ليصبَّ‏ الحزنَ‏ على وجعي...‏

يصرخُ‏ األلمُ‏

أال رحماك ربي!‏

مَ‏ ن يرحم العاشق المنفي

مِن وجع الذاكرة.‏

88


بائعة الثقاب

أضاعني،‏ أم أضعتُه؟

كُ‏ لِّي في الضياع ضائعة!‏

تلك حكايةُ‏ عود الثقاب والبائعة،‏

تدفأتُ‏ به حتى انتهى،‏

ولفَّ‏ ني البردُ‏ ، ثانيةً‏ ،

راضيةً‏ بالصقيع قانعة!‏

حيثُ‏ رمادُ‏ الثقاب ظلت روحي تحوم؛

كنجمةٍ‏ في ظالمك،‏ المعة!‏

تجمَّ‏ عَ‏ الحشدُ‏ حولي يبكون عاشقةً‏ ؛

حلمتْ‏ بالهزيمة عشقاً،‏

راضية دامعة،‏

بائعة الثقاب...‏ طيف الشتاء الباكي،‏

ورغبة األنثى الالهبة الالسعة،‏

89


نامي على رصيف العشق،‏

قد يغطيني حبيبي ذات ربيعٍ‏ ؛

ويذكر زهراتِ‏ حبي اليانعة!‏

90


إغفاءةٌ‏

كُ‏ تبتْ‏ في حُ‏ لم

أحتاجُ‏ إلى تلك اإلغفاءة

حيثُ‏ ال شيء يُسيءُ‏ إلى نومي،‏

ال ذاكرة،‏

وال رائحةُ‏ الصباح،‏

حيثُ‏ تحتضن جنوني خاصرة السماء،‏

وتتطاولُ‏ عيناك القرمزيتان على خلوتي؛

فاستيقظ الهثةً‏ خلف طيفك المارق،‏

مرةً‏ كل سبعين ثانيةً‏ !

91



أرنبةٌ‏ حتت خطِّ‏ اهلامشيةِ‏

يجبرني كالمك أن أتظاهر بأني قوية،‏

يجبرني الضباب،‏ الذي بيننا،‏

أن أنظفَ‏ نظارتي عدة مراتٍ‏ عاطفية،‏

أتثاءبُ‏ مرة،‏

وأغفو؛

على كتف عباراتك السرية،‏

مليء بالحروب والرصاص،‏ حديثك،‏

وأنا أمرأةٌ‏ أعيشُ‏ تحت خط الهامشية!‏

تحدثني عن عشيقة مضت،‏

وعن أخرى أجنبية،‏

أتقلَّب في سريرك؛

أُجعِّ‏ دُ‏ بعمدٍ‏ شراشفك المُ‏ خملية،‏

مليء بالقصص والحكايا الخرافية،‏

93


وأنا حين تصحو أنت؛

أكون أرضك المحتلة،‏

حقيقة حربك الواقعية،‏

ال معنى أن تجمع أشالء النساء؛

وتعيد عامدا حشو البندقية،‏

أنت تجيدُ‏ اللعبَ‏ على أوتاري؛

وأنا عازمة على حل الخوارزمية!‏

كلُّ‏ حياتي أفنيتُها رقصاً‏ على جراحي االفتراضية،‏

أنتَ‏ الحقيقة؛

وأنا عاشقة خيالية،‏

ال تغلقِ‏ البابَ‏ !

اتركْ‏ لي فرصةً‏ في النجاةِ‏ منك...‏

إنَّ‏ التورطَ‏ فيك حربٌ‏ ماكرةٌ‏ ؛

خبيثةٌ‏ انتقائية،‏

رجلٌ‏ كالنسر وأنا أرنبةٌ‏ ساذجةٌ‏ ؛

تنجبُ‏ لألرض آآلفَ‏ النصوص الشاعرية،‏

قد ال أعرف الحربَ‏ مثلك؛

لكني أجيد القتال في حبِّ‏ المسرحية،‏

94


قتلى الفراشات

وقفت في محرابك؛

منسيةً‏ كالصالة،‏

كآخر النساء الفاتناتِ‏ ،

توضأتُ‏ بالدَّ‏ مع،‏

واغتسلتُ‏ بالندم،‏

واآلهات،‏

أين تركت مالمحي؟

أين تلك الخطوات؟

أين البقايا!‏

أين انعكاسي في المرايا؟

اين هوسي،‏ جنوني،‏ الصرخاتُ‏ ؟

أحبُّكَ‏ !

ألني أمرأةٌ‏ ال أتقن إال الوقوع في الحبِّ‏ ،

95


أحبُّكَ‏ !

ألني مخلوقة من حبٍّ‏ ،

مخلوطة ببن العشق،‏

ألني امرأة ال تتشوه بالعاطفة،‏

وأنثىً‏ غافيةٌ‏ على حافة الكارثة،‏

وخرافةٌ‏ خفيفة الوقع،‏

وهمساتٌ‏ من نبض خاطفة...‏

أنا أحبُّكَ‏ !

وفي حبك همتُ‏ كالفراشات؛

واختفيتُ‏ خوفاً‏ من نيران حرب الطرقات،‏

قد تسجل السجالت أسماء الشهداء؛

لكنها لن تذكر،‏ بالطبع،‏

قتلى الفراشات!‏

96


الشهداء

ألنَّ‏ السماء ال تنزلْ‏ ؛

نتصاعد إليها شهداءْ‏ ،

وألنَّ‏ بالدي تجوعُ‏ صيفاً،‏

وتغرقُ‏ عطشاً‏ في الشتاء،‏

وألننا ندَّ‏ خرُ‏ أوالدنا للموت؛

بدونا،‏ رغم الفقر،‏ رغم القهرِ‏ أثرياء!‏

على الرصيف،‏ الذي يحاذيني،‏ آثارُ‏ أوالد األمس،‏

رقصاتُ‏ بناتٍ‏ اشتهينَ‏ المطر؛

ضحكةُ‏ عاشقةٍ‏ خجلى،‏

ومن بعيد...‏

الفتةٌ‏ عتيقة تهذي للشمس؛

بعضَ‏ حديث األنبياء،‏

في الليل الذي غطى المدينةَ‏ ؛

97


بوحُ‏ ذئاب للفرائس المحبوسةِ،‏

وهمساتُ‏ ورق وضجيج قلم،‏

نخالتٌ‏ انحنينَ‏ ، نُبالً،‏ فوق الفقراء،‏

في بالدي،‏ يكذبُ‏ النهرُ‏ كي نرتوي،‏

في بالدي،‏ صار الدمعُ‏ طقساً‏ للبشر؛

هناك حيثُ‏ الثاكالتِ‏ يغسلنَ‏ أطراف النهار،‏

ويلبسنَ‏ الليلَ‏ ،

يسددنَ‏ دينَ‏ الحياة من أرحامهنَ‏ وِلْداً،‏

حيثُ‏ العراق يكتم الغيظ؛

أقاموا علينا في الدين حداً،‏

حين تغفو البالبِل،‏

وتنحني كل المناجل،‏

تحصدُ‏ الرؤوس سنابِلَ‏ ،

نُطحنُ‏ تحت بؤس الخيانة؛

لكنَّا،‏ كنخيلنا،‏

نحيا شموخاً‏ ونموت كبرياءَ‏ ،

في بالدي؛

خلف كل عرس نبوءاتُ‏ الجنائز،‏

وأيتامُ‏ اليوم مشاريعُ‏ فِداء!‏

98


املقاتِلُ‏ املهاجر

يا أيها المقاتل المهاجر؛

إليك يا بعض وطنٍ‏ ،

وبعض منفىً‏ ،

أتذكر قُبلتنا ولعبنا المجنون؟!‏

أتذكرني؟

أنا الكنيسة الوحيدة؛

واألهل مسلمون!‏

شوقي إليك فاقَ‏ السطور،‏

فاق ما يشعرون!‏

أيها المقاتل؛

غابَ‏ الذي أني هنا أنتظرُ‏ ...

فبعض الموتى قد يرجعون!‏

99



ليليث *

رأيتكما؛

وأحببتُكما معاً،‏

كطيرٍ‏ في القفص؛ أحببتكَ‏ ،

كعِقد في رقبةٍ‏ ملساء؛ اشتهيتك،‏

صعوبةُ‏ النضال...‏ سِ‏ ريةُ‏ الكفاح،‏

فأنا امرأةٌ‏ تهوى سرقة األشياء؛

حرِّ‏ يتك أسقطت عنك حالوة الحصول،‏

وانهت عاطفتي وحصدت أصفر الحقول،‏

عطفي لكسير الجناح،‏

مات،‏

ال تسَ‏ لْ‏ قلبي:‏ أين حبي،‏ أين راح؟

أنا امرأةٌ‏ ال يغريها السهل المستباح،‏

أنا ليليث!‏

101


أغويتك يا آدم فاشتهيتَ‏ اإلثم

وبالغتَ‏ في التفاح!‏

حيث أنا،‏ أُباغتُها،‏ أُالمسُ‏ خريطتك،‏

واثقةً‏ أني أملك في قلبك الباب والمفتاح،‏

كانت تعرف؛

منذ القبلة األُ‏ ولى أني هزمتها،‏

هذا ما أثارني،‏

نشِ‏ يتُ‏ بهذا االجتياح!‏

أن تكون لها،‏ يستفزني،‏

أن أحبك،‏ يشعلني فيها النواحْ‏ ،

ما لي بك؟

ال أريدك اآلن،‏

كل هذه المغامرة أينَ‏ جحيمها؟

أهوى العشق خفيةً‏ ؛

أطفأتني العلنية،‏

أشواقي تغازل سرية الصباحْ‏ ،

أكاد أحبك معها،‏

خياالً؛

102


أني فيها عشقك الال مباحْ‏ ،

لو أنك في حِ‏ ضنِها؛

اآلن،‏

لعشقتك باروداً‏

عشقَ‏ الرصاص في السالح!‏

* ليليث:‏ الزوجة التي رفضها آدم بحسب الروايات اليهودية،واختار

حواء مما ولَّد حقداً‏ عند ليليث على ساللة البشر.‏ رمز للمرأة األفعى.‏

103



سأنتظرُ‏ ك

سأنتظرك؛

كرصيفِ‏ ميناء قديم،‏

كدرج مقهى هجره روَّ‏ اده،‏

كسيدةٍ‏ أربعينيةٍ‏ اشتاقت غرور نهديها!‏

سأنتظرُ‏ ك على مشارفِ‏ حُ‏ لمي،‏

أعددتُ‏ لنا طبقاً‏ مشتركاً؛

من العشق الذي دسستُ‏ فيه السمَّ‏ ،

أنتظرُ‏ ك،‏ وكأسي باردةٌ‏ ،

ساخنةَ‏ األعصاب أعدتُ‏ كتابة كل شتائمي،‏

التي سأرشقكَ‏ بها حين تأتي،‏

أعدتُ‏ ترتيب أحمر الشفاه،‏

فربما أغيرُ‏ رأيي،‏

وأنسى كلَّ‏ حقدي،‏

وأغرقُ‏ بقُ‏ بلة!‏

105



أشتاق إليك

نعم،‏ أشتاقُ‏ إليك،‏

أشتاقُ‏ صوتك،‏

أتعرف ماهو االشتياق؟

أن تصمتَ‏ خجالً‏ أمام وعودك لكرامتك بأالَّ‏ تطرق باب الحنين!‏

أن تنحني بذلٍّ‏ تحت رغبة نبضك بأن تدنو من صدر الحبيب،‏

أن يتحول الكون إلى شيء صغير ممكن أن تمسكه بين اإلبهام والسبابة،‏

وأن تسرقك نظرة عابرة من كل كرامتك،‏

أن تقول بئساً‏ لكل المحرمات أمام عاطفتك!‏

أن تسقط تحت أقدام الحب؛

ناكراً‏ عقيدةَ‏ النسيان التي سهرت لياليَ‏ محاوالً‏ االنتماء لها وترديد

شعاراتها،‏

أن تصرخ في الظالم أنك تشعر بالبرد وترفض الدثار الدافئ عشقاً‏ بألم

حبيبك!‏

أن يكون رفضك لي أقصى جودك!‏

107


أن يكون االبتعاد عنك أمالً‏ أن تعود هو الفرح الذي أعيشُ‏ ألجله...‏

أتعلم ما هو الشوق إليك؟

أن أغلِّق األبواب،‏

أن أرقص كمحترفة أمام خيالك،‏

وأن أصنعك دخانياً‏ ورمادياً‏ وأضيف إليك تموجات شعرك،‏

وصوتك المتعثر بين المراهقة والطفولة،‏

على عتبة رجولةٍ‏ متجمدة!‏

ألسترَ‏ األنوثةَ‏ المنهارةَ‏ أمام جبروت الحبِّ‏ ذات غفوة،‏

أتعلم ماهيةَ‏ أن تعشق امرأةٌ‏ مثلي رجالً‏ مثلك؟

هي تلك الخطيئةُ‏ البشريةُ‏ الثالثة بعد قتل هابيل لقابيل!‏

أن أحارب كل كياني في سبيل أن أنقذ بقايا حبك من أن تغادرني،‏

أن أقفل كل فرص قلبي في التنفس بعيداً‏ عن عذاباتك!‏

أن أحبك،‏ يا هذا،‏ يعني أن اثور على نفسي؛

وأغتالَ‏ كلَّ‏ مبادئي،‏

وأدفنَ‏ عورات افكاري،‏

وأضحكَ‏ ثملةً‏ على وهمي بك!‏

عاقلةً‏ أني بمنتهى الغباء؛

حين أفتعل كل هذه التراجيديا في سبيل األلم المغلف بحالوة...‏

أن تكون أنت محورُ‏ كلِّ‏ هذا الشجن!‏

108


تأخرتَ‏

‏)عيدُ‏ الحب(‏

تأخرتَ‏ ،

الطاولةُ‏ مزينة،‏

كأسا نبيذٍ‏ تنتظران بخوف،‏

كأسي تبكي،‏

الندى على زجاجها يتعرق،‏

تأخرت،‏ يا حبيبي،‏ والخيبةُ‏ تمضغني،‏

وحبات التفاح على وجهي تساقطتْ‏ ،

ونجمتاي تصعدان حتى السماء...‏

وتهبطان بتنهيدة!‏

لم أعد مزدحمةً‏ بك؛

ها أنا فراغٌ‏ وحيد،‏

109


أنيسي شمعةٌ‏ حمراء،‏

وذاكرةُ‏ صوت،‏

وخوفٌ‏ من الغد.‏

تأخرتَ‏ ، وأنا أتماسك تصبراً‏ بالنبض؛

وأتعرف عليك مرةً‏ أُخرى...‏

أرسل رسالةً‏ نصية:‏

‏)أينَ‏ أنت؟(‏

تعود لي اإلجابة:‏

‏)ال يمكن إجراء المكالمة!(‏

حتى شركات االتصال مزدحمة باألحبة؛

غير أنها تخابثت معي وأبعدتني عنك،‏

ارتديتُ‏ معطفي...‏ خرجتُ‏ للشرفة،‏

ناديت اسمك؛

فعاد الصدى خائباً...‏

ال من مجيب.‏

تأخرتَ‏ !

سينتهي الحلم قريباً؛

أستيقظُ‏ كوردةٍ‏ في كأس ماء منذ ليلتين،‏

110


كأسا النبيذ افتعال حفالً؛

وانسكبا على الطاولةِ،‏ يعبثان،‏

ريثما أرشفُ‏ الحلم بطرف عين!‏

111



فرط فرح

كأن صوتك جاء بما أكمل هالل السعادة بدراً،‏

جاء محمالً‏ بالحرص،‏

كنتُ‏ أرغب أن يتسرب صوتُك مع ذبذبات الهاتف،‏ فألمسهُ‏ ،

وأشعر أن أحالمي حقيقية،‏

أن جماالً‏ من الجنة قد وهبته السماء؛

في ساعة رضا لتلك المشنوقة حزناً‏ على غصن األلم،‏

وأني،‏ ربما،‏ في آخر الدنيا قد وجدت باباً‏ إلى سعادتي التائهةِ‏ بك في

صحاري الفقد!‏

كأنَّ‏ كلَّ‏ جسد الفرح تعلق بذراعي؛

كطفلٍ‏ يبحث عن أمه...‏

تلك التي أوهموه بأنها ماتت قبل سنوات!‏

أصوتك كافٍ‏ ألن يمدني بكل هذا الشغف؟

بكل هذا الصفاء والحب واألمان؟

113


هل جرعة واحدة،‏ منك،‏ تكفي لمداواتي؟

هل تقاسمك مع اآلخرين مقبول في شريعتي؟

كال!‏

أنت غيرُ‏ قابل للقسمة،‏

وال تكفني إال جرعةٌ‏ زائدةٌ‏ منك

حقناً‏ في وريدي

علِّي أموت

بفرط فرح!‏

114


وطنٌ‏ ممزق

الليلُ‏ جاءني ماكراً‏ جداً؛

جاءني بهمسٍ‏ منك،‏

ينتابني كنوبة أرقٍ‏ ،

كنتُ‏ أتسلل كظلٍ‏ على جدران غرفتك المضيئة بنصف نار،‏

كنتُ‏ أمدُّ‏ يدي على سقفك،‏

الليلُ‏ عاد بك مرعباً،‏

الليل عاد متعصباً‏ للحبِّ‏ ، والشبق،‏

أنت وصوتك،‏

ووعودك،‏

ونومك اآلني،‏

وأحزاني الكثيرةُ‏ لِحُ‏ زنِك،‏

كانت تتحولُ‏ إلى لحظة ماضية،‏

بسرعةٍ‏ كبيرة الى المستقبل،‏

115


ذاك المستقبل الذي ال يحتوينا،‏

ذاك المستقبل الذي فيه أنت سعيدٌ‏ جداً؛

ألنَّ‏ امرأة مثلي كانت تحت سطوةِ‏ مزاجك،‏

ذاك المستقبل الذي ال يحتوي سوى قلم ودفتر،‏

وتسجيل بسيط لضحكةٍ‏ سرقتُها منك؛

تحت ظل الشِّ‏ عرِ...‏

طفلٌ‏ عقني،‏ وسامحته،‏

طفلي غرز سكينه في بطني؛

غيرةً‏ من طفلٍ‏ آخر في الطريق،‏

كنتُ‏ أظنُ‏

أنَّ‏ بطون األمهات قبورنا األولى،‏

وكنتَ‏ تؤمن أني وطن...‏

أنا وطنٌ‏ ممزقٌ‏ ؛

وأنت طائفتي الوحيدة،‏

مزقتَني شوقاً‏ وهجراً،‏

جميعُ‏ اللوحات التي رسمتها على وجهي نزفت ألواناً...‏

تضحك أنت،‏

وتبكي مثل غمامةٍ‏ غدرت الصيف برشة ماء؛

116


لم تكن تقصد أن تخفف الحرَّ‏ ، كانت تذلُّه،‏

هذا الليلُ‏ صار مجموعة ليالٍ‏ واحدة،‏

ومسرحية...‏

تقفون أمامي،‏

تصلون وترجمونني،‏

تتهجدون وتتوسلون أن أعلن توبتي؛

أتوبَ‏ تحت سلطة الخالص...‏

وأنا في الطريقِ‏ أعلنتُ‏ خبثي،‏

وأنكم ما كنتم أوالدي،‏

كنتم رسوماتٍ‏ ألوالدٍ‏ سأنجبهم؛

ذات نهار!‏

117



الفهرس

اإلهداء‏‎5‎

شكر وأمتنان‏‎7‎

نصوص وشعر‏‎9‎

مقدمة‏‎9‎

جبل وغيمة‏‎13‎

ثوبٌ‏ أبيضُ‏

17

الحملة العاطفية األخيرة‏‎21‎

ديسمبرُ‏ يكرهني‏‎27‎

ذات قيامة‏‎31‎

قوية‏‎39‎

حروفُ‏ الورد 43

مقبرة الخريف‏‎49‎

مَنْ‏ أنتَ‏ ؟‏‎53‎

قلبي يتحدَّ‏ ثُ‏ الفرنسية‏‎57‎

حبٌّ‏ مضادٌ‏ للرصاص‏‎63‎

حرَّةٌ‏ في زمنِ‏ العبودية 65

شعوذة‏‎67‎

119


آثرتُ‏ هجرَكَ‏ 71

أذان البدر‏‎73‎

الفراتُ‏ 75

األنثى مريم‏‎79‎

العنكبوت‏‎81‎

شهيدُ‏ األسوار‏‎83‎

المقبرة‏‎85‎

الحَ‏ يرةُ‏ الرَّاشدة‏‎87‎

بائعة الثقاب‏‎89‎

إغفاءةٌ:‏ كُ‏ تبتْ‏ في حُ‏ لم‏‎91‎

أرنبةٌ‏ تحت خطِّ‏ الهامشيةِ‏‎93‎

قتلى الفراشات 95

الشهداء‏‎97‎

المقاتِلُ‏ المهاجر 99

ليليث‏‎101‎

سأنتظرُ‏ ك‏‎105‎

أشتاق إليك‏‎107‎

تأخرتَ‏ ‏)عيدُ‏ الحب(‏ 109

فرط فرح‏‎113‎

وطنٌ‏ ممزق‏‎115‎

120

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!