19.02.2020 Views

مجلة حق الحياة - العدد الأول (يناير - فبراير - مارس) 2020

مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية

مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مجلة حق الحياة

العدد األول

فبراير/‏ مارس 0202

عالقة الرقي الحضاري بحقوق الحيوان

بقلم المستشار/‏ صالح رشف الدني

اإلنسان الضال

بقلم الخبري الرتبوي/‏ خالد جعفر

التقدم الحضاري ليس كلاما يقال؛ ل كنه سلوك

نلمسه على أرض الواقع ‏،هذا السلوك الحضاري

المتقدم ‏،يبدو واضحا في كل حركة من حركات

الإنسان وكل سكنة من سكناته،‏ يتجلى في علاقاته مع

من حوله من البشر والحيوان والشجر والحجر . إن

وعي الشعوب في مجموعها بحقوقها وواجباتها وتطبيق

ذلك بصورة جماعية على الأرض دليل على تحضرها ورقيها،‏ وقد حرصت الأديان

والقوانين والعادات والتقاليد على أن تستقر القيم الثقافية الراقية التي تسمو بسلوك الإنسان

مع كل الموجودات حوله تجعله يستمتع بأقصى درجات الحرية،‏ ويحصل على كل

حقوقه،‏ وفي الوقت نفسه يحافظ على حقوق الآخرين،‏ ولا تضر حريته المسؤولة أحدا.‏

وتقوم منظومات التعليم والإعلام بتوعية الناس بحقوقهم وواجباتهم،‏ وتراقب التزامهم بما

تم تعليمهم إياه،‏ وتحرص القوانين على أن ترسخ ما يجعل المجتمعات تتماسك وتتقدم ‏،وتمنع

الخروج على النظام والفوضي وأي ضرر يلحق بالإنسان والحيوان والنبات والجماد،‏ فلهذه

الموجودات حقوق،‏ يجب أن يعاقب من يعتدي عليها ليسود الأمن والأمان،‏ ويخلص

الإنسان في العمل،‏ فيزيد الإنتاج،‏ وتتقدم البلاد.‏ إن الرقي الحضاري يظهر في أبهى

صورة في علاقة الإنسان السوية بكل الموجودات حوله،‏ وحفاظه على حقوق الآخر

سواء كان الآخر إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو جمادا،‏ وإذا ظهرت أية مشكلة في علاقة

الإنسان بالإنسان أو بالحيوان أو بالنبات أو بالجماد فذلك دليل على تأخر حضاري،‏ وسوء

فهم،‏ وسوء سلوك يحتاج علاجا وتوجيها ل كي لا يتحول المجتمع إلى غابة يفترس فيها

القوي الضعيف.‏ إن قضية الاعتداء على الكلاب البلدي قضية تحتاج توعية،‏ ومحو الجهل

بها فهذه الكلاب كما قالت الكاتبة ثروة إذا أحسن إستغلالها في الحراسة،‏ وفي التصدي

للذئاب والثعابين والزواحف الضارة في المناطق القريبة من الصحراء والمزارع،‏ وهي لا

تمانع في قتل الكلاب التي تصاب بالسعار،‏ ول كن بطريقة رحيمة وفورية دون تعذيب أو

إيذاء،‏ وهناك توجيهات في الأديان لحسن معاملة الحيوان يجب أن تكون وسيلة من

وسائل التوعية،‏ فحتى عندما تذبح الذبائح تقربا إلى الل ه في عيد الأضحى،‏ فالأمر واضح

بوجوب أن تعرض عليها المياه حتى لا تموت عطشى،‏ وأن يحسن ذبحها بآلة حادة لا

تجعلها تشعر بالألم كثيرا،‏ ويجب ألا ترى الحيوانات الأخرى عملية الذبح حتى لا تتألم

قبل أن تذبح.‏ عندما يكون ديننا دين المحبة والرحمة،‏ ولا نحرص على تطبيقها فنحن

مقصرون في حق ديننا وفي حق خلق الل ه،‏ وفي حق مخلوقات لها روح مثلنا،‏ ومشاعر،‏

ولها حقوق وسيحاسبنا عليها من خلقها،‏ وعندما نحسن لهذه المخلوقات ففي حسن

معاملتنا لها طاعة لمن خلقها وخلقنا.‏ الفرق كبير بين سلوك الإنسان السوي الذي كرمه

الل ه،‏ والاستقواء على الضعيف الذي يدل على التخلف والوحشية والهمجية،‏ فالنبلاء لا

يستقون على ضعيف،‏ والفرسان لا يبارزون إلا أندادا مثلهم.‏ ورغم كون إشكالية القتل

الجماعي غير المبرر للكلاب البلدي إشكالية حقيقية وواقعية،‏ وتتناولها الصحف،‏ والجرائد

ومواقع التواصل الاجتماعي ‏،فإن قضية ‏)الكلاب البلدي(‏ فيها إشارات كثيرة،‏ وفيها

رمز يستأهل قراءات تحليلية في الأنساق المضمرة في هذه القضية التي تتعلق بالحاضر

والمستقبل وبالدنيا والآخرة،‏ إن النجاح في ترسيخ الرفق بالحيوان،‏ سيجعل الرفق

بالإنسان أكثر رسوخا،‏ ويكسر حدة أي عنف يسري في المجتمع،‏ وهو أمر يحتاج لتضافر

جهود كثيرة،‏ مع هذا الجهد المثمن في هذا الكتاب القيم فنيا وإنسانيا.‏

الرحمة والرفق من رسائل السماء إلى

الأرض . لم يقصرها الل ه على

البشر فقط ، ول كنه أوصى أن

تشمل الرحمة كل روح خلقها

الل ه . إن خلق الل ه ليس عبثا ً

ول كنه قدر أوجده الل ه لحكمة ،

فالإنسان وباقي الأرواح تسبح بحمده وتعبده كما يعبده البشر قال

تعالى : تسبح له السموات والأرض ومن فيهن وإن من شيء

إلا يسبح بحمده ول كن لاتفقهون تسبيحهم .. لقد ظهرت قسوة

بني الإنسان في الآونة الأخيرة وبلغت أقسى وأقصى درجات

التجبر والتكبر في قتل كلاب الشوارع بكل الوسائل الممكنة

بوحشية وقسوة وغباء تتنافى مع هذا المخلوق الوفي الذى أعطاه

الل ه شرفا بذكره في كتابه ال كريم بقوله : وكلبهم باسط ذراعيه

بالوصيد .. فأنت تتعبد بذكر هذا الاسم وأنت تقرأ القرآن في

صلاتك .. لم يصف الل ه سبحانه وتعالى الكلب بالكائن الضال

كما وصفه الإنسان ول كن كلمة الضال لم تذكر في القرآن ال كريم

إلا وصفا للإنسان . ارحموا هذا الكائن الوفي الجميل ، فلا ضال

إلا الإنسان.‏

قالوا عن الحيوانات

الذي يتسم بالقسوة على الحيوانات يصبح صعبا أيضا في تعامله

مع البشر،‏ نستطيع أن نحكم على قلب الإنسان من معاملته

للحيوان.‏ ‏)إيمانو يل كانت(‏

إن في الحيوانات أحيانا من الإنسانية أكثر من الإنسان نفسه،‏

إن فكرة الشر غير موجودة عند الحيوان.‏ إن أغلب الحيوانات

محبة للسلام والإخاء والصفاء.‏ والقليل الذي نطلق عليه اسم

الضواري،‏ لم يعرف قط العدوان،‏ لمجرد الزهو بالعدوان.‏ الإنسان

وحده من بين مخلوقات الأرض هو الذي يرى في الإعتداء على

أخيه الإنسان ما يسميه المجد والفخار.‏ ‏)توفيق الحكيم(‏

4

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!