22.07.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 01

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ

ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

جدي يف غابة،‏ املقبرة

‏.امللكية.‏ اور

٢٤٠٠-٢٦٠٠ ق.م

املتحف الربيطاين.‏ لندن

فن ‏)األوبجكت(‏ : حملة تأريخية

ومنتخبات من الفن العراقي

تغريد هاشم

‏)األوبجكت(‏ هو مجسم ثالثي األبعاد،‏ يتم

تلقيه باالعتماد على الزمن،‏ أي مبعنى احلركة

التي يقوم بها املتلقي حوله إلدراكه.‏ لكنه ليس

نحتاً‏ باملعنى التقليدي،‏ وهو األمر الذي خلق

مجموعة التباسات يف فهمه.‏ فقد مت من خالله

إعادة صياغة وعرض األشياء املهملة ‏)اخلردة(‏

واملنتهية الصالحية يف املنازل أو املعروضة يف

املتاجر بأسعار بخسة الثمن،‏ مما أثار حفيظة

اجلمهور وردود أفعاله التي اختلفت وتباينت

ما بني مشكك وغاضب،‏ بل وحتى الشعور

باخلديعة واإلحباط لدى البعض.‏ كل هذا

يستدعي منا أن نتناوله بنبذة تاريخية مقتضبة

وتعريفية.‏

إن فن النحت التقليدي - الذي يشترك مع

‏)األوبجكت(‏ بكونه مجسماً‏ أيضاً‏ - إلتزم بعملية

تشكيل املواد الصلبة مثل املعادن واحلجر

والنسيج والزجاج والشمع والطني واجلص

واملطاط…‏ إلخ عن طريق نحتها لتجسيد أجسام

نحتية سواء بالصب أو التشكيل املباشر،‏ وهو

احلال املعتاد للمنحوتات.‏ لكن هناك حلوالً‏

تقنية قامت باخلروج عن أطر هذا املسار

التقليدي.‏ وتعد منحوتة ‏)اجلدي السومري(‏

من ضمن األعمال األولى التي تبنت تقنية

النحت املطعم مبواد مختلفة.‏ ورمبا كانت هذه

التحفة النحتية النادرة،‏ التي يعود تاريخها إلى

- ٢٤٠٠ ٢٦٠٠ قبل امليالد،‏ والتي صنعت من

مواد مختلفة:‏ أوراق الذهب والنحاس والصدف

والالزورد،‏ والفسيفساء من الصدف واحلجر

اجليري األحمر والالزورد،‏ أقول:‏ رمبا كانت

من الشواهد األولى يف تاريخ البشرية التي

اعتمد فيها النحات على استخدام مواد مختلفة

لتشكيل منحوتاته.‏

ومن الواضح أن الفنان منذ العصور التاريخية

األولى لم يكن مقيداً‏ بنمطية التقنيات التقليدية

السائدة،‏ وإمنا ظل تواقاً‏ إلى بث الروح يف

أعماله اجلامدة واستفزاز العقل املفكر.‏ ويف

أملانيا خالل القرن السادس عشر،‏ مت عرض

مجموعة من األشياء تنتمي إلى التاريخ

الطبيعي،‏ كمثل بقايا األعراق البشرية،‏ وآثار

دينية وتاريخية،‏ وأعمال فنية من احلجر،‏

أطلق عليها اسم ‏"خزائن العجائب"‏ أو ‏"غرف

العجائب".‏ وانتقلت تلك املعروضات من أملانيا

إلى اململكة املتحدة ثم إلى أميركا،‏ إذ استمرت

تعرض حتى مطلع القرن العشرين.‏ وكما يبدو

فإن هذه العروض ومثيالتها ألهمت فنان بداية

القرن املاضي إلى فكرة إعادة صياغة األشياء

التي يتم جمعها من داخل املنزل،‏ أو من محالت

بيع األشياء املستعملة،‏ ووضعها يف سياقات

جديدة ثم عرضها كعمل فني.‏

لقد استخدمت عبارة ‏"اللُقًى املكتشفة"‏ آنذاك،‏

وألول مرّة،‏ تعبيراً‏ عن األشياء التي متت إعادة

استخدامها،‏ لكن بعد حذف وظائفها النفعية

وعرضها يف سياق آخر ينتمي إلى عالم الفن.‏

ثمة عمل نحتي للفنان الفرنسي إدغار ديغا

صنعه بتجميع مواد مختلفة،‏ ميثل راقصة باليه

صغيرة أطلق عليه تسمية:‏ ‏)ذات األربعة عشر

ربيعاً(،‏ حيث استخدم يف إجنازه شمع العسل

امللون لبناء اجلسم والرأس،‏ ثم أضاف الطني

وحديد التسليح املعدني واحلبال والطالء،‏

وكذلك خصالت من الشعر البشري الفاحت

اللون على الضفائر الشمعية الداكنة اللون.‏

ثم استخدم احلرير،‏ وشريط الكتان،‏ والقطن

لتكملة باقي التفاصيل،‏ وألبسها ثوب احلرير

اخلاص براقصات الباليه واحلذاء املصنوع من

الكتان،‏ ليثبتها يف النهاية على قاعدة خشبية.‏

وبتجميع هذه املواد املختلفة،‏ بدا العمل ممتلكاً‏

خلصائص قريبة يف إيحاءاتها من التحنيط.‏

ورغم احلساسية العالية والواقعية اللتني متتعت

بهما أجزاء النحت هذا،‏ إال أن بعض اخلبراء

يف الفن صنّف هذا العمل ك ‏)ماكيت(‏ أو دراسة

لعمل مستقبلي لم يكتمل.‏

ومن ديغا إلى التكعيبيني،‏ وهم رواد فن

‏)األوبجكت(‏ بال منازع،‏ حيث أضافت أعمالهم

إلى حركة الفن العاملية شيئاً‏ جديداً.‏ إذ عمدوا

إلى حتليل مفرداتهم هندسياً‏ وتفكيكها،‏ ثم

إنتاجها بواسطة مواد مختلفة،‏ ناهيك عن

متثيلهم للموضوعات من عدة زوايا نظر

يف آن.‏ وهكذا كان احلال مع أعمال جورج

براك املعتمدة على تقنية اإللصاق ‏)الكوالج(،‏

والتي سعى نظيره بيكاسو من خاللها إلى

خلق توليفات جديدة ما بني اللوحة املرسومة

86

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!