You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
والاجتماعيّة والعلميّة، سواء أكان ذلك في مصر أو في خارجها. فكان فينا المديرة
والطبيبة، وفينا الأستاذة الجامعيّة وفينا المدرسة والطالبة الجامعيّة والمهندسة.
لذا كان السؤال
الذي ظل يؤ ّرقنا جميعا
أ ّي تحت هو:
مصنف من الجرائم
سيضعوننا وفي
أ ّي
منقلب سيكون مصيرنا؟
لقد وصلنا إلى سجن النساء في القناطر مع الفجر بعد استكمال التحقيق مع ك ّل واحد
منّا على مدار ثما ٍن
12
وأربعين ساعة من لحظة القبض علينا، لذا عند وصولنا إلى تلك
الزنزانة، وهنا لا أخفي عليكم س ّراً وهو أنّي شعرت بسعادة كبيرة، وبدأت الطمأنينة
تغمرني عندما لمحت اللافتة
دخولنا
السجن، وقد ُكتب عليها
الموضوعة على باب الزنزانة ّ المخصصة لنا لحظة
بالخط العريض (جرائم
الرأي)، ورأينا
أنّنا وحدنا
ولا يوجد أحدٌ يشاركنا في الغرفة، لقد شعرت في تلك اللحظة بأ ّن الله قد استجاب
لدعائنا.
وبعد دخولنا الغرفة تساقطنا الواحدة تلو الأخرى على البلاط البارد من شدّة الإعياء
وتكوّ منا في وسط الغرفة
يلتحف
القارس في نهاية شهر فبراير عام
بعضنا ببعض طلبا للدفء في
.1985
الزمهرير ذلك
نمنا بعد ساعات مضنية قضيناها في استجواب قاس ومرهق طال وكأنّه الدهر، ولم
نستيقظ إلا عند مداهمة
أيّ
الغرفة في الصباح الباكر، عندما
نمنا سوى سويعات قليلة إلا أننّا كنّا نشعر براحة شديدة.
فُتحت الغرفة بعنف
دخلت الغرفة سجّانتان سمينتان عابستان تفرستا في وجوهنا وكأننا
لم نكن
مخلوقات
غريبة جاءت من كوكب آخر أو إحدى عجائب الدنيا السبع، ثم غادرتا الغرفة دون
حديث أو كلام.