Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
قاده رئيس البلد حول مقوّ مات الحكم، وجهود<br />
منهجية بُذلت على مستوى المجتمع المحلي<br />
لتحسين العالقات بين الفئات اإلثنية، وحملة<br />
عامة هدفت إلى ترسيخ السلم وخلق شعور<br />
باالنتماء إلى الهوية الوطنية. وفي عام 2011،<br />
جرت االنتخابات أيضًا في أجواء سلمية.<br />
•وسطاء من ذوي المصداقية. يمكن أن تساهم<br />
هيئات حيادية ومستقلة في بناء الثقة والوئام بين<br />
الجماعات والفئات المتصارعة والمنقسمة، وبناء<br />
توافق اآلراء حول القضايا التي تهم البلد. وقد<br />
أجريت االنتخابات الوطنية في غانا في عامي<br />
2008 و2012 بدعم فاعل من المجلس الوطني<br />
للسالم. وكان هذا المجلس قد أنشئ في عام 2006،<br />
ليكون هيئةً مستقلة، تتولى تيسير الحوار، وتأمين<br />
الوساطة في النزاعات حول السياسة والهوية،<br />
ودعم االنتخابات السلمية. وقد نوّ هت القيادات<br />
الوطنية علنًا بهذا الدور على الصعيد المحلي، كما<br />
اعترفت بأهميته شبكة غرب أفريقيا لبناء السالم.<br />
واستطاعت تونس مؤخرًا أن تعبر مرحلة<br />
التحوّ ل ما بعد الربيع العربي. فلم تؤد بعض أحداث<br />
العنف السياسي إلى إشعال التوتر؛ واستطاعت<br />
األحزاب المدنية واإلسالمية إيجاد سبل للعمل معًا<br />
في إطار سياسي تعددي. وكان لالتحاد التونسي<br />
العام للشغل دور فاعل في هذا التحوّ ل، إذ اضطلع<br />
بدور الوساطة. وقد تأسس االتحاد في عام 1948، وله<br />
تأثير واسع النطاق على شرائح كبيرة من المجتمع<br />
التونسي. واستفاد االتحاد من موقعه في توجيه<br />
الخطاب السياسي بعيدًا عن النزاعات نحو التحديات<br />
االقتصادية واالجتماعية.<br />
•اللجان المحلية ومجموعات المواطنين. تستطيع<br />
مجموعات المواطنين أن تبني الثقة على المستوى<br />
المحلي بالمساعدة على منع نشوب النزاعات.<br />
وقد أمنت مجموعات المواطنين في غيانا وتونس<br />
مراقبين ووسطاء ساعدوا على بناء الثقة ونزع<br />
فتيل التوتر قبل أن تطرأ قضايا كبيرة تطيح<br />
بالعملية السياسية. وفي غانا، ارتبط المجلس<br />
الوطني للسالم، بموجب قوانين وتشريعات، مع<br />
هيئات أخرى على مستوى المناطق والمقاطعات.<br />
وفي اليمن، جمعت منظمات الشبيبة بين الشباب<br />
وقدمت لهم الدعم االجتماعي في البحث عن<br />
فرص العمل، وفي معالجة المشاكل المالية،<br />
وتنظيم األنشطة المجتمعية. وساعدت المشاركة<br />
في هذه األنشطة في بناء التماسك االجتماعي من<br />
خالل غرس قيم التعاون والتضامن، وترسيخ<br />
الروح الجماعية . 115<br />
•استعادة سبل العيش. أظهرت التجربة أن دعم<br />
سبل العيش والتعافي االقتصادي يسهم في بناء<br />
التماسك االجتماعي. ودعم سبل العيش يمكّن<br />
المجتمعات واألفراد المتضررين من التعافي في<br />
األجل القصير وبناء المنعة لمواجهة التحديات<br />
واألزمات في المستقبل. وتخلق فرص العمل<br />
شعورًا بالثقة، هو ضرورة في مناطق النزاعات.<br />
وتظهر تحليالت مقارنة بين بلدان من أوروبا<br />
وأمريكا الالتينية أن التشغيل يغذي ثقة الفرد في<br />
اآلخرين وفي المؤسسات. وتواجه المجتمعات<br />
التي تعاني من األزمات أو الخارجة منها تحديات<br />
اقتصادية واجتماعية، وال سيما عند العمل على<br />
استيعاب المتحاربين السابقين ما بعد النزاع،<br />
وإعادة الالجئين والنازحين داخليًا. ويساعد خلق<br />
فرص العمل واستعادة سبل العيش في إعادة<br />
االستقرار إلى المجتمعات، وتجنب االنزالق<br />
مجددًا إلى العنف.<br />
وال تدرج جهود تعزيز التماسك االجتماعي<br />
على نحو فاعل في أي من خطط بناء السالم<br />
ما بعد النزاعات، إذ يصب الجزء األكبر من<br />
االستثمارات في االنتخابات والمتطلبات المادية<br />
للتعافي االقتصادي. وال تقل هذه االستثمارات أهمية<br />
عن حل النزاعات. لكن حل النزاعات واألزمات<br />
بالطرق السلمية يتطلب ثقافة سياسية جديدة، أي نهجًا<br />
موضوعيًا للتعاون والتفاوض بين جماعات اعتادت<br />
على النزاعات والخالفات طريقًا لحماية مصالحها.<br />
والتركيز على الحوار الوطني هو التغيير المنشود في<br />
هذا االتجاه. غير أن ضرورة حماية المكاسب األولية<br />
تستلزم استثمارات ضخمة في التماسك االجتماعي،<br />
واعتماد طرق منهجية لرصد أثرها وتقييمه.<br />
يساعد خلق فرص العمل<br />
واستعادة سبل العيش في إعادة<br />
االستقرار إلى المجتمعات،<br />
وتجنب االنزالق مجددًا<br />
إلى العنف<br />
* * *<br />
التوصيات الواردة في هذا الفصل هي، على<br />
أهميتها، توصيات برسم الحكومات الوطنية، كما<br />
معظم التحليالت والبيانات. لكن الكثير من التحديات<br />
والمخاطر هي بطبيعتها عابرة للحدود الوطنية. وقد<br />
آن األوان لتضافر الجهود الوطنية والدولية، فتلتقي<br />
الحكومات الوطنية والهيئات الدولية معًا، في التزام<br />
وطيد بدرء المخاطر.<br />
الفصل 4 بناء املنعة: رحابة احلريات وصون اخليارات | 107