29.01.2015 Views

HDR2014-Arabic

HDR2014-Arabic

HDR2014-Arabic

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مصدر للحرمان المستمر،‏ ويجب معالجتها<br />

لحماية مسيرة التنمية البشرية والمضي فيها.‏<br />

يمكن أن تتداخل مخاطر مختلفة وتسهم<br />

في استمرار الحرمان.‏ فالمخاطر التي تتخلل<br />

دورة الحياة،‏ من الطفولة،‏ إلى الشباب،‏ إلى<br />

سن البلوغ،‏ إلى السن المتقدّمة،‏ يمكن أن تؤثر<br />

على تكوين القدرات.‏ وعدم كفاية االستثمار<br />

في مراحل مصيرية من الحياة يمكن أن يكون<br />

مصدر مخاطر في مراحل الحقة.‏ وكذلك تؤدي<br />

المخاطر المتجذرة في الظروف االجتماعية إلى<br />

سلوكيات تنطوي على التمييز وتنشئ عوائق<br />

هيكلية تمنع األفراد والمجموعات من التمتع<br />

بحقوقهم وممارسة خياراتهم،‏ فيستمر الحرمان.‏<br />

وللخوف على األمن الجسدي في الحياة اليومية<br />

تداعيات كبيرة على حماية التقدّم والمضي فيه.‏<br />

وتسهم المخاطر المتداخلة والمتشابكة الناجمة<br />

عن عناصر عدم األمان التي تمس االقتصاد<br />

والبيئة والصحة،‏ في تفاقم اآلثار التي تخلّ‏<br />

بالحريات والوظائف.‏ وهذا يزيد من الصعوبات<br />

التي يواجهها األفراد والمجتمعات في التعافي<br />

من الصدمات.‏ ويجب أن تشمل مسارات التعافي<br />

والسياسات العامة تدابير لبناء المنعة وتثبيت<br />

االستقرار بهدف التمكن من التصدّي للتحديات<br />

المستقبلية والصمود حيالها.‏<br />

• إجراءات التصدّي على صعيد السياسة العامة<br />

يجب أن تركز على درء المخاطر،‏ وتعزيز<br />

القدرات،‏ وحماية األفراد وال سيما الضعفاء.‏<br />

معظم المخاطر تستمر بفعل التهميش<br />

االجتماعي،‏ وعدم كفاية الخدمات العامة،‏ ووجود<br />

نواقص في السياسة العامة.‏ ودوام المخاطر هو<br />

نتيجة لقصور في السياسات والمؤسسات العامة،‏<br />

وفي األعراف االجتماعية،‏ وفي الخدمات العامة،‏<br />

بما في ذلك التمييز في الماضي والحاضر ضد<br />

فئات معيّنة على أساس االنتماء اإلثني،‏ أو<br />

المعتقد الديني،‏ أو الجنس،‏ أو أي هوية أخرى.‏<br />

كما تكشف هذه المخاطر عدم قدرة أو عدم<br />

إرادة لدى الدولة والمجتمع،‏ الستباقها وحماية<br />

الفئات الضعيفة من الصدمات الخارجية الشديدة،‏<br />

ومعظمها يمكن توقع طبيعته إن لم يكن باإلمكان<br />

توقع توقيته وأثره بدقة.‏<br />

ولذلك يتطلب بناء المنعة بناء قدرة األفراد<br />

والمجتمعات والبلدان على التصدي لالنتكاسات.‏<br />

واألشخاص الذين ال يملكون ما يكفي من القدرات<br />

األساسية،‏ من التعليم والرعاية الصحية،‏ هم<br />

•<br />

تسهم المخاطر المتداخلة<br />

والمتشابكة الناجمة عن عناصر<br />

عدم األمان التي تمس االقتصاد<br />

والبيئة والصحة،‏ في تفاقم اآلثار<br />

التي تخلّ‏ بالحريات والوظائف<br />

األقل قدرة على ممارسة حقهم في عيش الحياة<br />

التي ينشدونها.‏ كما يمكن أن تصطدم خياراتهم<br />

بقيود اجتماعية وممارسات إقصائية،‏ ترسّخ<br />

التمييز االجتماعي في المؤسسات والسياسات<br />

العامة.‏ وبوجود المؤسسات المسؤولة والتدخالت<br />

الفاعلة على مستوى السياسة العامة،‏ يمكن<br />

إيجاد محرك مستدام لتعزيز القدرات الفردية<br />

والظروف االجتماعية،‏ التي تعزز قدرة اإلنسان<br />

على التغيير،‏ وتبني منعة األفراد والمجتمعات.‏<br />

• لكل فرد الحق في التعليم والرعاية الصحية<br />

والخدمات األساسية.‏ ويتطلب العمل بمبدأ<br />

االلتزام بالجميع توجيه االهتمام الالزم والموارد<br />

الكافية للفقراء والفئات الضعيفة.‏<br />

مبدأ االلتزام بالجميع هو المبدأ الذي تعمل<br />

بموجبه جميع السياسات الوطنية،‏ لضمان حق<br />

جميع الفئات والشرائح في المجتمع في تكافؤ<br />

الفرص.‏ وهذا يتطلب توجيه معاملة تفضيلية<br />

للفئات التي عانت من عدم المساواة والحرمان<br />

في الماضي،‏ وذلك بتقديم قدر أكبر من الخدمات<br />

والموارد للفقراء وضحايا اإلقصاء والتهميش<br />

لبناء قدرات كل فرد وتعزيز خياراته في الحياة.‏<br />

فااللتزام بالجميع هو طريقة فاعلة لمعالجة<br />

الطبيعة المفاجئة للمخاطر.‏ وإذا كانت السياسات<br />

االجتماعية تُعنى بالجميع،‏ فهذا ال يعني أنها<br />

تُعنى فقط بحماية الذين يعانون من الفقر،‏ ومن<br />

المشاكل الصحية،‏ ومن البطالة،‏ بل تُعنى أيضًا<br />

بحماية األفراد واألسر المعيشية الذين يعيشون<br />

في ظروف جيدة حاليًا،‏ ويحتمل أن يواجهوا<br />

شدائد في حال ساءت األوضاع.‏ كما تُعنى بتأمين<br />

حد أدنى من القدرات لألجيال المقبلة.‏<br />

الحماية االجتماعية للجميع ال تبني منعة األفراد<br />

فحسب،‏ بل تسهم في تعزيز منعة االقتصاد ككل.‏<br />

تستطيع جميع البلدان تقريبًا،‏ أيًا كان مستواها<br />

اإلنمائي،‏ تأمين حد أدنى من الحماية االجتماعية<br />

للجميع.‏ ويمكن تطوير مستوى هذه الحماية<br />

قدر ما يسمح به الحيّز المالي.‏ فباستطاعة أي<br />

بلد من فئة الدخل المنخفض أن يبدأ بحد أدنى<br />

من التعليم والرعاية الصحية،‏ ثم يوسّع نطاق<br />

الخدمات لتشمل التحويالت النقدية والحد األدنى<br />

من الحماية للعمال.‏ وباستطاعة أي بلد من فئة<br />

الدخل المرتفع،‏ حيث يتوفر الحد األدنى من<br />

التعليم والرعاية الصحية والتحويالت النقدية<br />

المشروطة،‏ التوسّع في برامج التأمين ضد<br />

| 10 تقرير التنمية البشرية 2014

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!