22.07.2015 Views

اﻟﻜﺘﺎب

اﻟﻜﺘﺎب

اﻟﻜﺘﺎب

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

aABCDEFG 175سيكولوجية السعادةتأليف:‏ مايكل أرجايلترجمة:‏ د.فيصل عبدالقادر يوسفمراجعة:‏ شوقي جلالX¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ


acbX¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝصدرت السلسلة في يناير ١٩٧٨ بإشراف أحمد مشاري العدواني ١٩٢٣ ١٩٩٠175سيكولوجية السعادةتأليف:‏ مايكل أرجايلترجمة:‏ د.فيصل عبدالقادر يوسفمراجعة:‏ شوقي جلالABCDEFGuOu¹1993


اواد انشورة في هذه السلسلة تعبر عن رأي كاتبهاولا تعبر بالضرورة عن رأي اجمللس


٧٩٢٥٤٧٨٥١١٩١٤٥١٦١١٨١١٩٧٢١٩اقدمةالفصل الأول:‏إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏الفصل الثاني:‏العلاقات الاجتماعيةالفصل الثالث:‏العمل والبطالةالفصل الرابع:‏وقت الفغارالفصل الخامس:‏اال والطبقة والثقافةالفصل السادس:‏الشخصيةالفصل السابع:‏السرورالفصل الثامن:‏الشعور بالرضا عن الحياةالفصل التاسع:‏العمر والجنسالفصل العاشر:‏الصحةMMMM


٢٤٧الفصل الحادي عشر:‏M زيادة الشعور بالسعادةMMM


بدأ اهتمامي بهذا اوضوع أثناء انشغالي بالعملفي مجال العلاقات الاجتماعية وأثناء إعداد كتاب‏«تشريح العلاقات الاجتماعية»‏Relationships مع مونيكا هندرسونHenderson فالعلاقات الاجتماعية هنا مصدرواضح وأساسي من مصادر السعادة الإنسانية.‏وقد أوحت قراءة التراث ‏(اتعلق باوضوع)‏صدرين آخرين مهم‏:‏ العمل ونشاط وقتالفراغ وعليه فقد أعطيت لهذه الثلاثة مصادرقدراً‏ من الأولوية في هذا الكتاب.‏ ورا كان أهممايتلوها هو الشخصية:‏ فهناك أشخاص سعداءبطبيعتهم ثل ماهنالك مكتئبون وإن كانت البحوثالتي تتناولهم مازالت في مرحلة مبكرة.‏ كذلك تبأن بعض اصادر المحتملة الأخرى - كالثروة والطبقة- قليلة الأهمية نسبياً‎ وهو أمر مثير للاهتمام منالناحية النظرية.‏والواقع أن اجملال كله جد مثير للاهتمام وقدحاولت تجميع جوانبه كلها معا ً وقد استمتعت بذلكحقاً.‏ فهناك القليل جداً‏ من الكتب في هذا اجملالبينما يوجد الكثير من البحوث انشورة في كثيرمن مجالات التخصص.‏The anatomy ofMonikaمقدمةمايكل أرجايلقسم علم النفس التجريبيإكسفورد7


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏إلى أي مدى يشعر الناسبالسعادة؟1ما هو أرقى خير كن أنيبلغه ارء بجهده?‏ يتفقعامة الناس وصفوتهم علىأنه السعادة.‏ ولكنهميختلفون في تحديد كنهها.‏‏(أرسطو الأخلاقالنيقوماخية الكتاب الأولالفصل الرابع)‏ ‏«نحن نؤمنبأن هذه الحقائق بينةبذاتها:‏ لم ن كل بني البشرقد خلقوا سواسية وأنخالقهم قد حباهم بحقوقلا يجوز انتزاعها منهم منهاالحق في الحياة والحريةوالجد في طلب السعادة».‏‏(إعلان الاستقلال الأمريكي)‏ما هي السعادة؟وجهت معظم الدراسات السيكولوجية في ميدانالانفعالات اهتمامها إلى البحث في حالات القلقوالاكتئاب وغيرهما من الانفعالات السلبية.‏ ونحننعلم الآن أن جعل الناس سعداء يتضمن عملياتمختلفة عن تلك التي تجعلهم لا يشعرون بالتعاسة.‏ويهتم هذا الكتاب أساسا بأسباب السعادة الإيجابيةوتفسيراتها وكيف كن استخدام هذا الفهم لجعلالناس ونحن معهم-سعداء كذلك.‏ فمن امكن أنتكون بعض الأساليب ولا أقول كلها التي ثبتنجاحها في تخفيف الاكتئاب مفيدة أيضا في زيادةالشعور بالسعادة لدى غير اكتئب‏.‏وتشير نتائج البحوث التجريبية التي تجمعتحتى الآن إلى وجود بعد واحد قابل للقياسللسعادة.‏ وبينما تركز بعض اقاييس على الجانبالانفعالي للسعادة أي الشعور باعتدال ازاج-توجهمقاييس أخرى عنايتها إلى الجانب اعرفي التأمليأو التعبير عن الرضا عن الحياة.‏ فالناس قد يصفونالسعادة إما على أنها شعور بالرضا والإشباع9


سيكولوجية السعادةوطمأنينة النفس وتحقيق الذات.‏ أو أنها شعور بالبهجة والاستمتاع واللذة.‏وهكذا فإن البحث في مكونات الشعور بالاستمتاع والسعادة يؤدي اشدالقول بوجود بعدين مستقل جزئيا يتسق كل منها مع واحد من هذينالجانب‏.‏وقد توصل عدد من الدراسات الأوسع نطاقا إلى وجود عامل عامواضح هو عامل ‏«الرضا الشامل».‏ وكن تقسيم هذا العامل إلى الشعوربالرضا عن جوانب محددة مثل العمل أو الزواج أو الصحة أو القدراتالذاتية أو تحقيق الذات.‏ كذلك قيست معايير السعادة التي يغلب عليهاالطابع الانفعالي:‏ مثل الشعور بالبهجة امزوجة بالتفاؤل وغيرها من اشاعرالإيجابية.‏ ويتم ذلك عادة بسؤال الأفراد أن يصفوا حالتهم ازاجية خلالالأسابيع الأخيرة أو أن يحددوا طول الفترة الزمنية التي لازمتهم خلالهامشاعر السعادة.‏ أما البعد الثالث والهام الذي تناولته الدراسات بالقياسفهو ‏«العناء النفسي»‏ في علاقته العكسية بالشعور بالرضا.‏ وترتكز اقاييسهنا على الأحكام التي يصدرها الأفراد بأنهم غير سعداء أو مكتئبون أوقلقون.‏ واكون الأخير الذي سنتناوله هو الصحة وهو يرتبط ارتباطاوثيقا بالأبعاد الثلاثة الأخرى وكن اعتباره سببا ونتيجة إلا في آن واحد.‏وستزيد نتائج الدراسات التي سنعرضها في هذا الكتاب من ثقتنا فيصدق اقاييس الذاتية للسعادة أو الرضا.‏ وسنجد أن التعبير عن الشعوربالسعادة مقترناً‏ بالحاجة النفسية والجسدية يزداد بوجود علاقاتاجتماعية معينة ويقل بفقدان هذه العلاقات وبزيادة وطأة أحداث الحياةوتتسم هذه النتائج بالاتساق فيما بينها إلى حد ملحوظ كما أنها معقولةإلى حد بعيد.‏ وهكذا سوف نعتمد إلى حد كبير على التقديرات الذاتيةدى السعادة التي يشعر بها الأفراد فماذا قالوا عن أنفسهم إنهم سعداءفهم بالفعل سعداء وإذا قالوا إنهم مكتئبون فهم كذلك حقا.‏ورغم هذا فان التقديرات الذاتية لا تتسق دائما مع اقاييس اوضوعيةأو مع تقديرات الآخرين.‏ وسننظر إلى مثل هذه النتائج على أنها مشاكلتتطلب التفسير وسنظل نعتمد أوصاف الناس لحالتهم سواء وافقنا أم لمنوافق على أن هذه الأوصاف هي ما ينبغي عليهم أن يشعروا به.‏وهناك مشكلة أخرى تتعلق بإمكانية اختلاف الناس في فهمهم ا يتضمنه10


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏الشعور ‏«بالرضا التام»‏ مثلاً.‏ ومن امكن أن نطرح أسئلة مباشرة عنمستويات للمقارنة.‏ يكن أن نتنبأ بالشعور الذاتي بالرضا من خلال علمنادى قصور الظروف الراهنة عن بلوغ طموحات الفرد أو عما يشعر أنهأهل له ويستحقه أو عما يعتقد أن الآخرين قد حققوه.‏وتعد طريقة السلّم Method) (The Ladder التي يوضحها شكللجعل الناس يقدرون درجة رضاهم في ضوء نقاط متدرجة ومحددة.‏ ومنالطريف أنه لم تظهر فروق واسعة على هذه اقاييس ب بلاد تتفاوتكثيراً‏ في درجات الرضا اادي وظروف الإسكان والصحة.‏ ولكن ما يعنيناهنا هو أنه إذا قال بعض الناس إنهم راضون جدا عن عيشهم في كوخ منالط فلابد أن نفترض أنهم راضون بالفعل.‏والواقع أن هناك على ما يبدو ميلاً‏ عاماً‏ إلى ابالغة في التعبير عندرجة السعادة.‏ وسنلاحظ أنه بينما يدّعى معظم الناس أنهم راضون جداً‏أو راضون فان قليلا منهم يعزف بأنه مكتئب أو يشعر بالقلق أو بسوءالصحة.‏ كذلك نجد أن معظم اتزوج يدعون أنهم سعداء ً جدا في زواجهمرغم أن حوالي نصفهم سينفصل بالطلاق فيما بعد.‏ ورا أمكن إرجاعهذا التوجه إلى ابالغة في التعبير عن الشعور بالسعادة إلى ايل العاملإعطاء إجابات مرغوب فيها اجتماعياً‏ للباحث الذين يوجهون الأسئلةورغم هذا;‏ فإن الارتباط منخفض ً جدا ب مقاييس العادة الذاتية ومقاييسالكذب أو بينها وب ما هو مستصوب اجتماعيا.‏ ورا كانت هذه مشكلةتؤثر بالخصوص على مقاييس الرضا العام ذات البند الواحد.‏وأخيرا يبدو أن بعض هذه الأحكام يتأثر بالحالات ازاجية العابرة إلىحد يدعو إلى الدهشة.‏ والسير الأرجح لذلك هو أن الانفعالات تيسراستدعاء الذكريات التي تتسق مع تلك الانفعالات (٤١) وأن هذه الذكرياتتستخدم بعد ذلك كأساس معلوماتي في تقدير مدى الشعور بالرضا.‏ ويقلهذا التأثير عندما يتعلق الأمر بالرضا عن مسائل محددة كما يحدث إذاما وجه الانتباه نحو حالة الطقس وما يشبهه من مصادر التأثير ويزداد فيحالة التأثيرات السالبة مثل الأيام امطرة مقارنة بالأيام اشمسة.‏ ومعذلك فمن الواضح أن هذا يعد مصدراً‏ محتملاً‏ للخطأ في قياس أحكامالرضا عن الحياة بوجه عام.‏ ورغم تغير التعبيرات عن درجة الشعور بحسن١- محاولة11


سيكولوجية السعادة : 1 - 1 %9876543215.510.5262620.55.5321(8 : )12


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏الحال بتغير الحالة ازاجية إلى حد ما إلا أنها في واقع الأمر جوانب ثابتةنسبيا لدى الأفراد وتبلغ درجة ثباتها في ادى الطويل ‏(معامل الاستقرار)‏ما بهناك إذن مشكلات تتعلق بقياس السعادة ولكن كن تجنبها إلى حدما بالتصميم ااهر لوسائل القياس أي بأن تطرح مثلاً‏ أسئلة محددةويزة وسنأخذ ذلك في الاعتبار عند تفسيرنا للنتائج التجريبية.‏.(١١٠) ٠٫٧٠ ٠٫٥٥السعادة والتعاسة:‏أعلن برادبيرن (Bradburn) عام ١٩٦٩ م عن كشف هام مؤداه أن السعادةليست نقيض التعاسة ولقد اكتشف هذا عندما أجرى دراسة سأل الناسفيها-هل شعرت خلال الأسابيع القليلة ااضية?‏نسبة من أجابوا باوافقة- بالسعادة لأنك حققت إنجازاً‏- بأن الأمور تجري ا تشتهي- بالقلق الشديد حتى لا تكاد تستطيع الجلوس هنيهة- بالضجر الشديد.(٤٤)والحقيقة الأساسية هنا هي أن هذين البعدين مستقلان إلى حد كبيرعن بعضهما البعض.‏ وقد تأكد هذا فيما بعد في دراسات تالية استخدمتنفس الطريقة.‏والحق أن ارء لا كن أن يشعر بالسعادة والتعاسة في آن واحد وقدقام كامان وفليت (٢٤١) Flett Kamman & في نيوزيلاندا بوضع مقاييسمتدرجة للمشاعر الإيجابية والسلبية تسأل افحوص الإفادة عن مدىتكرار حدوث هذه اشاعر وتشير نتائجهم إلى وجود ارتباط عكسي‏(ر=‏‎٠٫٥٨‎‏)‏ ب التقديرات السلبية والإيجابية.‏ وقد تأيد ذلك أيضامقاييس مشابهة (١١٠ و ٤٦٩). ورغم أن هناك علاقة عكسية ب تكرارظهور اشاعر السلبية والإيجابية فإن شدة اشاعر أي قوة الإحساسبالانفعالات ترتبط معا ارتباطا إيجابيا أي أن الأفراد الذين يشعرون بشدةالسعادة هم الذين يخبرون التعاسة بشدة أيضا (١١٥).%٨ ٠%٦ ٨%٤ ٣٫٧%٣ ٥ً باستخدام13


سيكولوجية السعادةوهناك دليل إضافي على الاستقلال النسبي شاعر الحزن عن مشاعرالسعادة يأتي من كون العوامل التي تتنبأ بكل منهما تختلف عن الأخرى إلىحد كبير.‏ ونجد بعضا من هذه العوامل في الجدولكذلك نجد هذا الاستقلال الجزئي للمشاعر الإيجابية عن السلبية فيمجال الرضا عن الزواج فالأزواج كن أن يخبروا مشاعر إيجابية قوية‏(ترتبط ً مثلا عدلات تكرار اعاشرة الجنسية)‏ ومشاعر سلبية قوية ‏(ترتبطعدلات تكرار اشاحنات الزوجية مثلا)‏ في آن واحد (١٩). ومن امكن أننجمع اشاعر الإيجابية والسلبية في مقياس واحد.‏ وقد حدث هذا فيمعظم البحوث التي سنعرض لها.‏.١-١بعد الشعور بالرضا:‏ميزت بعض الدراسات الحديثة بعدا عاما يتضمن حالة عامة من الشعوربحسن الحال.‏ وهذا يختلف إلى حد ما عن السعادة كحالة انفعالية إيجابيةوالعناء كحالة سلبية.‏ وكن تعريفه على أنه تقدير عقلي لنوعية الحياةالتي يعيشها الفرد ككل أو حكم بالرضا عن الحياة.‏ وثل هذا البعد خلفية : 1 - 1 * * * * * *.(44 469 198) : 14


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏عامة للعديد من اقاييس النوعية للرضا كالرضا عن العمل أو الزواج أوالصحة ومقاييس التقدير اخملتلفة مثل تلك التي تد من امتع-العكس.‏كذلك فهو ثل الأساس اشترك لكثير من الطرف استخدمة لتوجيهالأسئلة للمفحوص سواء كنا بصدد مقياس لفظي أو بياني (٨).ومن اشاكل التي تعترضنا في هذا السياق ميل هذه الأحكام بالرضاإلى أن تكون نسبية.‏ فالناس تقارن حالتها الراهنة راحل أخرى مختلفةمن حياتها ااضية أو ا يعرفونه أو يتخيلونه عن حياة الآخرين.‏ وهناكبعض اقاييس التي تطلب من الأفراد أن يثبت كل أمرىء سلم تقديراتهبحيث تكون قمته على سبيل اثال أحسن حياة كن أن أتوقعها وقاعة‏«أسوأ حياة كن أن أتوقعها»‏ (٦٤). ونجد في شكل ١-١ متوسط نتائجدراست أمريكيت على استوى القومي أجريتا سنة ١٩٧٣ باستخدام سلممن ٩ نقاط.‏ومن الطرق الأخرى لوضع السؤال ما يلي ‏(مع النسب ائوية للمجيبعند كل نقطة):‏ إلى أي حد تشعر بالرضا عن حياتك في الآونة الأخيرة?‏غير راضٍ‏ امامحايدراضٍ‏ اما٧٢١٫٧٦٣٩٫٦٥٢٠٫٧٤١١٫٣٣٣٫٧٢٢٫١١٠٫٩%ويلاحظ أن معظم الأفراد يتجمعون حول النقطة رقم ٦ على هذا اقياساتدرج.‏ وكن أن نستنتج من هذه الدراسات أن التقدير الذاتي للرضايتصف بنزوع إلى الانحراف نحو النهايات العليا ‏(‏عنى أن معظم الناسيقدرون أنفسهم على أنهم أكثر رضا)‏ وأن الدرجة الأكثر شيوعا هيمقياس من ٧ درجات وإن قليلا من الناس هم الذين يعترفون بأنهم أقلسعادة من اتوسط.‏يبدو أن مناقشتنا للرضا بوجه عام لا نعنا من مناقشة وتقييم الرضافي إطار مجالات أو ميادين مختلفة من الحياة.‏ ومن الوسائل التي كن أننحصل بها على تقدير الرضا العام أن نجمع درجة الرضا عن عدد مناجملالات المحددة.‏ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:‏ ما هي اجملالات٦ على15


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏وليس واضحا ما إذا كان هذا اقياس هو مقياس للحالة ازاجية أوللرضا أم هو مزيج من الاثن‏.‏ وقد كشف مقياس براد بيرن للحالة ازاجيةالإيجابية الذي تعرضنا له من قبل-أيضا عن مستويات مرتفعة للخبراتالإيجابية عبر ‏«الأسابيع القليلة ااضية».‏شكا ١-٢ الوجوه واشاعرهذا بعدالوجوه التي تعبر عن مشاعر انفعالية متبانية.‏ أي الوجوه أقرب إلى التعبير عما تشعر بهنحو الحياة بوجه عام?‏ز و ه د ج ب أ%٦٠اصدر (٨)%٤٦%٢٧%٤%١%٢%٠وأخيرا كن أن نسأل الأفراد أن يقدروا معدلات شعورهم نحو الحياة.‏ويستخدم اقياس اب في الشكل ١-٢ تعبيرات الوجه.‏ وهي تستخدم هناكمقياس غير لفظي للانفعال بدلا من استخدام التعبيرات اللفظية.‏ ويطلبمن الأفراد هنا أن يختاروا الوجه الأكثر تعبيرا عن مشاعرهم.‏والحق أن هناك أكثر من نوع واحد من الشعور الإيجابي وأكثر من نوعمن الأحداث التي كن اعتبارها أحداثا سارة.‏ فبالإضافة إلى بعد المحزن-‏السار هناك بعد اليقظ-النائم.‏ وبالإضافة إليهما هناك أدلة حديثة علىوجود بعد ثالث عن عمق مشاعر السعادة ويتبدى في الخبرات اترتبةعلى اوسيقى أو التدين أو الكشف العلمي أو مشاهدة اناظر الطبيعية.‏المشاعر السلبية والعناء:‏وإذا نظرنا إلى التعاسة والاكتئاب وغيرها من الحالات الانفعالية السلبيةوجدنا أنفسنا إزاء أكثر من نوع منها.‏ فبينما يكون الاكتئاب والوجوم عكسالسعادة ثل الإحساس بالتعب والضجر مزيجا من الانفعال السالب والنوم.‏هذا بينما يكون الشعور بالخوف والتوتر والغضب خليطا من الانفعال السالب19


سيكولوجية السعادة-٧والاستشارة ارتفعة.‏ ‏(انظر شكل ١). وتكشف لنا دراسة الانفعالي منخلال تعبيرات الوجه عن أاط اثلة للانفعال السالب كالحزن والخوفوالغضب والاشمئزاز والاحتقار (٢٣٠).وسنركز الحديث هنا على الاكتئاب بوصفه الحالة السلبية الرئيسيةوإن كنا سنولي بعض العناية لانفعالات القلق والخوف والتوتر.‏ حيث تناولتبعض الدراسات الاستقصائية عددا من هذه الحالات السلبية معا.‏ وقدسئل الأفراد في دراسة بريطانية عما إذا كانوا قد خبروا بالأمس ‏«توتراانفعاليا غير محبب».‏ وقد جاءت إجاباتهم كما يلي:-‏%٤٥٤٧١٣٦٥كل الوقتمعظم الوقتحوالي نصف الوقتبعض الوقتقليلا من الوقتلم يحدث(٤٧٣)وقد عرضنا من قبل لنتائج دراسة برادبيرن التي ذكر افحوصون فيهاأنهم مروا عبر الأسابيع ااضية بفترات من الشعور بالضجر والاكتئاب.‏ويجمع العناء النفسي ما ب اشاعر السلبية والحالات ارتبطة بهاكالاكتئاب والقلق والهم وب بعض الأعراض الجسمية الخفيفة مثل الصداعوالأرق والشعور بالإعياء وفقدان التوافق والشعور بقرب حدوث انهيارعصبي.‏ والحق أن هناك أدلة قوية وعديدة على تصاحب هذه اشاعر لدىنفس الأشخاص ا يشير إلى انتظامها في عامل عام من عوامل الشخصية.‏إذ تشير دراسات إيزنك (Eysenck) الشهيرة عن العصابية (١٣١).(Neuroticism) ودراسات جولدبرج (Goldberg) التي استخدم فيها استخبارالصحة العامة (١٧٠) The General Health Questionnaire إلى ارتباط هذهالسمات معا إلى حد كبير.‏ ورغم وجود أنواع مختلفة من ارضى بعضهممكتئب أساسا والبعض الآخر يتسم بالقلق إلا أنه ا يثير الدهشة أننجد أن هذه الأعراض تتصاحب معا لدى الجمهور العام.‏ ويزداد هذا أيضا20


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏لدى الأفراد ارتفع في درجة الاعتماد على اجملال (×) dependence) .(Fieldأي الذين يتأثرون أكثر ببيئتهم اباشرة وهؤلاء تزيد فيهم نسبة النساءوأبناء الطبقة العاملة ومعظم ارضى العقلي‏.‏ ومن جهة أخرى نجدايزا ب هذه الأعراض لدى أبناء الطبقة الوسطى والذكور (٣٤٦).ورا كان أكثر اقاييس ً صدقا لتحديد مقدار العناء النفسي هو الفحصالطبي النفسي.‏ وهناك صورة مقننة مطولة للفحص الطبي النفسي يجرىاستخدامها في بريطانيا-وتعرف بفحص الحالة الراهنة State) Present.(Examination وهناك صورة مختصرة تستخدم لإجراء البحوث اسحيةعلى الجماعات (٤٩٥)وهناك عدد من الاستخبارات اتاحة-تتفق نتائجها مع ‏«فحص الحالةالراهنة»‏ مع سهولة أكثر في التطبيق ومن أهمها استخبار الصحة العامة.‏ويتميز هذا اقياس الأخير بدرجة مرتفعة من الصدق والاتساق مع اقاييسالأخرى ‏(التي تقيس نفس الجوانب)‏ كما يز ب ارضى وغير ارضى.‏وقد استخدم هذا اقياس على نطاق واسع في البحوث البريطانية ولهعدد من الصور التي تضم ما ب ١٢ بندا.‏ وهناك صورة مصغرةمنه تجدها في الجدول ١-٣. فإذا أردت معرفة درجتك فاعط لنفسكالدرجة ‏«صفرا ً» إذا اخترت الفئة الأولى من الاستجابات في الاتجاه ارضي٦٠ أو ٣٠ أو٬١ أو ٬٢ أوو ٣ على التوالي للفئات الأخرى ثم اجمع درجاتك على كلالبنود معاً.‏ وسوف أتعرض لبعض الدراسات اسحية التي استخدمتاقياس وتوضح هذه الدراسات أثر الطبقة الاجتماعية والبطالة وعددمن اتغيرات الأخرى على الصحة العقلية.‏ والسؤال هنا:‏ هل يقول الناسالحقيقة عندما توجه إليهم هذه الأسئلة?‏ الإجابة على ذلك هي:‏ إنهميقولونها-في الغالب-إذا كانوا مرضى وفي العيادة لأنه ليس من مصلحتهمإخفاؤها.‏ أما إذا كانوا يجيبون عليه في سياق التقدم لوظيفة فرا يحاولونإخفاء الأعراض ارضية النفسية التي يعانونها.‏ وكذلك إذا ما كنا بصدد(×) الاعتماد على اجملال والاستقلال عن اجملال ثلان طريق متصل كمي يتوزع عليه الأفراد.‏وثل مدى اعتماد الأحكام الإدراكية للفرد على ‏(أو استقلالها عن)‏ اؤشرات الخارجية فيالبيئة.‏ وينسحب ذلك أيضاً‏ - في الوقت الراهن - على الكثير من جوانب السلوك وخاصة فيمجال الأحكام الاجتماعية والقيم والاتجاهات النفسية بحيث أصبح افهوم يشير إلى سمةعريضة من السمات الأسلوبية للشخصية.‏ ‏(اترجم).‏21


سيكولوجية السعادةإجراء دراسة مسحية اجتماعية خصوصا فيما يتعلق بالحديث عن أعراضنفسية.‏ كالاكتئاب والقلق-مقارنة بالأعراض الجسمية.‏ ويستبعد اقياسالبنود التي يجيب عليها أكثر من ١٠% من الأسوياء بالإيجاب كنوع منالحيطة ضد التضحية ومن ثم تركز على الطرف الذي يعكس أكبر قدرمن اعاناة ومن أمثلة هذه البنود:‏ تقلقني اسائل اادية كثيراً‏ (١٩%)وتغضبني أشياء كثيرة بسهولة (١٥%).وبالإضافة إلى هذا نجد أن الدراسات الاستقصائية الأمريكية كثيراً‏ما تلجأ إلى استخدام مقياس آخر يشمل عددا من الأعراض الفسيولوجيةمثل ضربات القلب ووجع الرأس (٢٦٩). ويبلغ متوسط الدرجة على مثلهذه الأعراض ٢٫٤ لدى الذكور بينما تصل إلى ٤٫٠ لدى الإناث.‏ ولعل أكبرصعوبة نواجهها في تحليل نتائج مثل هذا اقياس الأخطاء التي تنجم عنايل إلى الإجابة بالإيجاب أي ارتفاع درجات الأفراد الذين يتسمون بايلإلى اوافقة على ما يقدم لهم من إيحاءات.‏ ويتكشف هذا ايل بصورةواضحة لدى منخفضي التعليم ولدى من ينتمون إلى جماعات الأقليةالعرقية.‏ ولعل في هذا تفسيرا جزئيا-لحصولهم على درجات مرتفعة علىهذا اقياس.‏ويأتي بعد هذا من هم في رعاية الأطباء النفسي حيث نجد أنخمسة باائة فقط ن يشكون للممارس العام من اضطرابات نفسيةيحولون إلى رعاية طبية مخصصة والباقي يتعامل معهم امارس العام إمابإعطائهم دواء أو بعدم إعطائهم.‏ ومن ب من يقرون بوجود أعراض نفسيةيتناول ١١% منهم دواء يصفه لهم الطبيب بينما يتناول ١٩% منهم دواء بدونوصفة طبية (١١٩).وهناك دراسة مسحية حديثة تشير إلى أن ٥٠% من الأفراد الراشدينيعانون من عرض أو عرض نفسي لكل.‏ ومعظم هذه الأعراض تتعلقبالقلق والاكتئاب.‏ومن جهة أخرى تشير الدراسات اسحية العامة للأسر General)(Household Surveys إلى أنه من ب كل ثلاثة أفراد هناك فرد يقر بوجودأعراض نفسية.‏ ولم يلجأ معظم هؤلاء الأفراد إلى طلب الخدمة الطبيةحيث إن ٧١% منهم لم يفعلوا شيئا على الإطلاق وتحدث ١٢% منهم مع22


إلى أي مدى يشعر الناس بالسعادة?‏( 12 ) 3 - 1 333333112211221112(17) : 221122112221أقارب أو أصدقاء بينما لم يذهب إلى الطبيب منهم سوى ١٧%. ويبدو أنهذا يعود جزئيا إلى ظنهم بأن الأعراض طفيفة لا تستدعي القلق ويرجعذلك جزئيا إلى جهلهم ا يستطيع الطب النفسي أن يقدمه لهم (١٩١ و١٦٤). ومن ب من يترددون على امارس العام هناكيشخص على أنه يعاني من مشكلة نفسية.‏ والخلاصة أن حوالي نصفالجمهور العام يعاني من الصداع الحاد أو الأرق أو الإعياء أو القلق أوالاكتئاب أو أعراض أخرى من أعراض سوء الحالة النفسية بينما يشخصسدس هؤلاء على أنهم يعانون من درجة من درجات الاضطراب العقلي.‏ومعظم الأفراد لا يفعلون شيئا حيال ذلك فإذا ذهبوا إلى الطبيب فيما أنهلا يعطيهم علاجا أو يصف لهم بعض اهدئات.‏وغالباً‏ ما تقترن سوء الصحة العقلية وسؤ الصحة الجسمية.‏ وقد رأينامن قبل كيف يعبر الاضطراب العقلي عن نفسه عادة في صورة حالات١٤ إلى ١٧% منهم333333 - 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 -10 -11 -1223


سيكولوجية السعادةجسمية وتؤدي هذه الحالات الجسمية بدورها إلى صور عديدة من الأمراضاعروفة والتي ترد عادة إلى اشقة (Stress) (×) والسؤال الذي يطرح نفسههنا هو:‏ هل هناك علاقة ب اوت ابكر وب الاضطراب العقلي?‏ هذهقضية مركبة وهناك من الأدلة ما يثبتها وما ينفيها.‏ ورغم هذا يبدو أنتأثير الصحة العقلية محدود على معدل الوفيات هذا إذا ما ثبّتنا تأثيراتالعمر والطبقة الاجتماعية والحالة الزواجية.‏ ومن جهة أخرى نجد أنأسباب الوفيات لدى ارضى العقلي مختلفة عن الأسوياء.‏ فهم أقل احتمالالأن وتوا نتيجة للسرطان وأكثر احتمالا لأن وتوا نتيجة للأزمات القلبيةأو الجلطة أو تليف الكبد أو الانتحار أو ‏(وهذا نجده في الولايات اتحدة)‏نتيجة للقتل (٤٠٩).خلاصة:‏كن فهم السعادة بوصفها ً انعكاسا لدرجة الرضا عن الحياة أو بوصفهاانعكاسا عدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة وشدة هذه الانفعالات.‏وليست السعادة عكس التعاسة اما.‏وينبغي أن نأخذ ثلاثة عناصر للسعادة في الاعتبار:‏(١) الرضا عن الحياة ومجالاته اخملتلفة.‏(٢) الاستمتاع والشعور بالبهجة.‏(٣) العناء ا يتضمنه من قلق واكتئاب.‏ أما الصحة فسنتناولها كعاملرابع في الفصل العاشر إذ إنها ترتبط بكل من العوامل الثلاثة السابقة.‏ورغم وجود عدد من مشكلات القياس في هذا ايدان إلا أنه كنالتغلب على معظمها باستخدام أساليب البحث اناسبة.‏(×) تعرف اشقة على أنها:‏١- استجابة:‏ ط الاستجابات السيكولوجية والفزيولوجية التي تحدث في اواقف الصعبة.‏٢- منبه:‏ حدّي مجموعة من الظروف التي تتطلب استجابة غير معتادة.‏٣- تفاعل:‏ علاقة ب الفرد والبيئة يدركها الفرد على أنها منهكة لإمكانيات أو مهددة لسلامته.‏‏(اترجم).‏24


العلاقات الاجتماعية2 العلاقات الاجتماعيةتأثير العلاقات الاجتماعية على الشعوربالسعادة والرضا:‏تكشف الكثير من الدراسات عن أثر التفاعلالاجتماعي وشبكة العلاقات الاجتماعية التي نعيشفي ظلها على السعادة.‏ وسنتناول هنا الدراساتالتي تب تأثير هذه العلاقات الاجتماعية كل علىحدة.‏ وثمة طرق عديدة للمقارنة ب تأثير العلاقاتالاجتماعية اخملتلفة وبعضها البعض.‏وتوضح معاملات الانحدار التالية واأخوذةمن دراسة ‏«نوعية الحياة الأمريكية»‏ قدرة كل مجالمن مجالات العلاقات مستقلا على التنبؤ ستوىالرضا العام عن الحياة.‏الحياة الأسريةالزواجالصداقةالجماعة المحليةالانتماء إلى التنظيمات الاجتماعية٠٫٤١٠٫٣٦٠٫٢٦٠٫٢٥٠٫١٢‏(اصدر:‏ ٦٣)بالإضافة إلى هذا فقد حصلنا-على عينةبريطانية أصغر حجما-على النتائج ابينة في الشكل٢-١. وثل الدرجات تقديرات على مقاييس مختلفة25


سيكولوجية السعادة- ٢ شكل: ١ مصادر الشعور بالرضا في علاقات اجتماعية مختلفة3.5زوج أو زوجة3.02.5صديق من نفس الجنسصديق من الجنس الآخرأحد الوالدينأخ وأخت2.0 2.5 3.0 3.5 4.0الدعم الانفعاليمراهقرئيس في العملزميل عملجاراساعدة العملية3.5زوج أو زوجة‏(اصدر : (١٦3.02.5أحد الوالدينصديق من نفس الجنسأخ وأختصديق من الجنس الآخرمراهقرئيس في العملزميل عملجار3.0 3.5 4.0الاهتمامات اشتركةاساعدة العملية26


.(٥٣العلاقات الاجتماعيةللرضا عن كل علاقة من العلاقات وتد هذه التقديرات من واحد إلىخمسة.‏ ثم يحسب متوسطا للمقاييس التي ترتبط معاً‏ أعلى ارتباط لتكونبعدا واحدا.‏ هذا وقد وجدنا ثلاثة أبعاد للرضا هذه الأبعاد هي:‏ العوناادي الموس والدعم الانفعالي واشاركة في الاهتمامات.‏ وكما يشيرالشكل ثل الزوج ‏(أو الزوجة)‏ أهم مصادر الرضا يليه الأقارب اقربونثم الأصدقاء وفي النهاية نجد زملاء العمل والجيران.‏ ويتضمن بعد الدعمالانفعالي درجة الثقة تجاه الآخرين والقدرة على البوح إليهم كنون النفسواستخدامهم كموضع للثقة.‏ وهناك جانب آخر يكشف أهمية هذه العلاقاتألا وهو الاهتمام بالآخرين (٩٦ وولننتقل الآن إلى تقد عرض دقيق للكيفية التي تسهم بها كل علاقةمن هذه العلاقات في درجة شعور الفرد بالسعادة والتحرر من العناءوبالصحة ‏(انظر أيضا:‏ ١٩).الحب والزواج:‏من اؤكد أن الوقوع في الحب هو أوضح الأمثلة على علاقة مسعدة إذهو أشد العلاقات وأكثرها عمقا وهو الذي يستثير أشد اشاعر إيجابية‏(هذا بالإضافة إلى بعض اشاعر السلبية).‏ فالوقوع في الحب هو واحدمن أهم أحداث الحياة التي تقدر إيجابيا.‏ والحق أننا هنا بصدد ظاهرةمألوفة وإن لم تكن مفهومة فهما كاملا ومن أهم سماتها الاقتراب الجسديوالاستثارة الجنسية سواء كانت هناك ارسات جنسية أم لا.‏ ويضافإلى الاقتراب الجسدي البوح كنون الصدور والاهتمام واللهفة اتبادلة.‏ويقضي الأحبة الساعات الطويلة مستمتع بصحبة بعضهم البعض.‏ ويخيلإلينا أن للمسألة أصلا بيولوجيا يتمثل في الحاجة إلى ربط الأزواج بعضهمببعض لفترات طويلة تيسر الإنجاب ورعاية الأطفال.‏ وهناك اختلافاتكثيرة ب الثقافات في هذا الصدد ومن أمثلته أن الزواج ارتب من قبلالأهل يشيع وينجح في بلدان كثيرة.‏ وبعد الزواج يستبدل بالحب استعارمع الوقت حب للرفقة أهدأ بكثير.‏ومن اعروف أن طريق الحب ليس هدا دائما ً إذ تكشف نتائج البحوثأن هناك عادة الكثير من الصراع ب الأحبة فكلما ازدادت معرفة فردين27


سيكولوجية السعادة٬١٩٥٧-٢أحدهما بالآخر وكلما تشاركا في ازيد من جوانب الحياة ازداد ما يختلفانعليه فإذا ما أرادا توثيق عرى العلاقة بينهما فعليهما أن يواجها مصادرعدم الاتفاق ويبذلا جهدا في التعايش معها (٤٥). وهاهنا نجد وذجالاستقلال اشاعر السلبية والإيجابية بعضها عن البعض.‏إن اتزوج أكثر سعادة-بوجه عام-من العزاب أو الأرامل أو اطلق‏.‏ويشير الجدول ١ إلى النسب ائوية ن عبروا عن سعادتهم الشديدة فيالحياة من ب اتزوج والعزاب واطلق‏.‏ في دراست أجريتا في الولاياتاتحدة في الأعوام ١٩٧٦ م.‏ ويشير تحليل كمي للدراسات انشورةإلى وجود ارتباط يبلغ مقداره ٠٫١٤ ب الشعور بالهناء وب حالة الزواجفي مقابل عدم الزواج وهذا التأثير أعلى لدى الذكور منه لدى الإناثولدى الأكثر شبابا وكان أقوى في الدراسات الأقدم زمنيا (١٩٤). وقدتأيدت هذه النتائج في بحوث أخرى استبعدت أثر متغيرات أخرى علىالسعادة مثل التعليم والدخل واهنة والعمر (١٦٩). 1-2 41.5 35.025.5 18.515.5 18.5(458) : كذلك تشير بعض الأدلة إلى أن الرجال غير اتزوج أقل سعادة منالنساء غير اتزوجات ا يوحي بأن فائدة الزواج للرجال أكثر من فائدتهللنساء.‏ ويعود جانب من هذا إلى أن النساء عموما يعبرن عن درجة منالشعور بالرضا أكثر من الرجال.‏ أضف إلى ذلك أن الرجال يحصلون علىإشباع أكثر من الزواج إذا قورنوا بالنساء.‏ فالزوجات يوفرن للأزواج دعمااجتماعيا أكثر ا يوفره لهن الأزواج.‏ وهن يقمن بدور أكبر كمحل للثقةوحفظ الأسرار (٤٥٠). كذلك فإن النساء اتزوجات أكثر استعانة بصديقاتهن28


ًالعلاقات الاجتماعيةأو قريباتهن للحصول على الدعم إذا ما قورن بالرجال اتزوج‏.‏كذلك تتوقف فوائد الزواج على نوعيته وهناك العديد من الوسائللقياس نوعية الزواج لعل أبسطها سؤال الفرد:‏ ‏«إلى أي مدى ترى زواجكسعيدا?»‏ وكما أسلفنا فإن الرضا عن الزواج يرتبط ارتباطا قويا بالشعورالعام بالرضا أو بالسعادة.‏والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:‏ اذا يوفر لنا الزواج كل هذا الشعوربالرضا?‏ وللإجابة على هذا السؤال قارنت بعض الدراسات سلوك السعداءفي الزواج بسلوك التعساء فيه.‏ وتشير النتائج إلى كثرة ظهور الاستجاباتاللفظية الأكثر استثارة للسرور وقلة الاستجابات اللفظية السلبية وخصوصاالنفد في الزيجات السعيدة.‏ بينما يزيد صدور سلوك سلبي من أحدالأزواج من احتمالات صدور فعل اثل من الزوج الآخر في الزيجاتاضطربة.‏ ونجد أن الأزواج يكرهون ذلك أكثر من الزوجات اللواتي قديطال باستجابة ما شاعرهن السلبية (٢٨١). ويلاحظ أيضا غلبة للسلوكالأكثر استثارة للسعادة في الزيجات السعيدة كتبادل القبل والهداياوالاستعداد للمساعدة العملية.‏ هذا بالإضافة إلى قلة السلوك السلبي.‏واستمتاع أكثر بالحياة الجنسية وكثرة الوقت الذي يقضيه الزوجان معاوالاتفاق على اسائل اادية وتبني اتجاه إيجابي يقوم على التركيز علىالبحث عن حلول للمشكلات التي تعرض.‏ ومن الجلي أن التدعيم اتبادلله أهمية فائقة فكل شريك يوفر بعض الدعم للآخر وبعض هذا الدعمكالجنس والصحبة يرضي الاثن معا.‏ ويعني الاشتراك في الأنشطةاخملتلفة إن كلا من الطرف له دور إيجابي في تحقيق الشعور بالرضاللآخر.‏ وتخلق كثرة تبادل الزوج للحديث عااً‏ معرفياً‏ مشتركاً‏ بينهمايدعم في كل منهما نظرة الآخر إلى العالم.‏ وتشير دراسة أجريت علىزوجا من الطلاب إلى أن من هم أكثر ميلا إلى الاستبطان أو تأملا لذواتهملديهم ميل أكثر إلى البوح للآخر وهذا يؤدي إلى مزيد من الشعور بالرضاوالإشباع لأنه يساعدهم على ازيد من الفهم لذواتهم.‏ كذلك فقد كشفالأفراد القادرون على تفهم وجهة نظر الآخرين عن شعور بالرضا والإشباعلأنهم كانوا أقدر على حل الصراعات (١٤٦).ورغم أن الزواج يشكل مصدراً‏ للكثير من الصراع فإن الفرد كنه أن١٣١29


سيكولوجية السعادةيشعر بإشباع جسم في نفس الوقت.‏ وهذا مثال آخر على استقلالية اشاعرالسلبية عن اشاعر الإيجابية إذ كن للزوج أن يستمتعا بوقت سعيدومشبع جدا في نفس الوقت الذي ران فيه بالكثير من النزاعات (١٦).ويتوقف الشعور العام بالسعادة الزوجية على الأمرين معا.‏ وقد أمكن التنبؤبقدر لا بأس به من الدقة دى السعادة الزوجية في إحدى الدراسات منخلال حساب عدد مرات اعاشرة الجنسية مطروحا منه عدد اشاجرات.‏ويعتمد الشعور بالإشباع عامة على التوازن ب الإثن (٢١٧).الأصدقاء:‏تشير نتائج كثير من البحوث إلى أن من لهم عدد أكبر من الأصدقاء أومن يقضون وقتا أطول مع أصدقائهم يلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة.‏ورغم كون الارتباط ب السعادة وكثرة الأصدقاء منخفضاً‎ فإنه متسق(٢٧٣). ورغم انخفاض أهمية الصداقة كمصدر مستقل للسعادة بالقياسإلى الزواج أو الحياة الأسرية فإنها أهم في اتوسط من العمل والاستمتاعبوقت الفراغ.‏ وإن كان هذا لا يصدق بالنسبة للبعض كالرجال في منتصفالعمر مثلا.‏ فالصداقة تصل إلى أقصى درجات أهميتها عند الشباب-بدءامن اراهقة وحتى الزواج-ح تكون هي العلاقة الأساسية.‏ وتزداد أهميةالصداقة مرة أخرى مع التقدم في العمر حيث يؤدي التقاعد عن العملوفقدان الأعزاء إلى زوال العلاقات الاجتماعية الأخرى وب هات ارحلتالعمليت تستحوذ الأسرة والعمل على قسط أكبر بكثير من الاهتمام والوقت.‏بيد أن هناك فروقا هامة ب الجنس في هذا الصدد.‏ فالنساء يكوّنعلاقات صداقة أوثق مع الرجال وتستغرقهن أحاديث أكثر خصوصيةويكشفن عن درجات أعمق من البوح كنون النفس.‏ هذا بينما يل الرجالإلى الانغماس في أنشطة مشتركة مع الأصدقاء كممارسة الرياضة وتدورمعظم أحاديثهم حول الرياضة والعمل واوضوعات الأقل خصوصية.‏وتكشف لنا ملاحظة ما يفعله الأصدقاء معا عن الكثير من سماتالصداقة.‏ ففي دراسة حديثة أجريناها في أكسفورد.‏ وجدنا أن تناولالطعام والشراب والحديث والاستمتاع بالوقت في الرقص والذهاب إلىانتديات والتريض هي من أكثر الأنشطة التي يقوم بها الأصدقاء معا30


العلاقات الاجتماعيةشيوعا.‏ كذلك يكثر تبادل أطراف الحديث مع تناول الطعام والشراب فيلقاءات الأصدقاء (١٥) (×)ولعل أول ما يوفره الأصدقاء لبعضهم البعض هو التحس الفوريللحالة اعنوية.‏ ويكون ذلك إما بتوفير جو من ارح في حالة الأطفالوالشبان أو نوع من الإشباع الهاد بالنسبة للكبار.‏ وتكشف لنا البحوثالتي تدور حول حصر ‏«الأحداث الاجتماعية الإيجابية»‏ ومصادر البهجةعن أن عقد الصداقات الجديدة ورؤية الأصدقاء القدامى يتصدران قوائمهذه الأحداث وتلك اصادر.‏ وسنناقش في الفصل الثامن كيف يسببالآخرون مشاعر إيجابية.‏ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:‏ اذا يحتاج الناس إلى أصدقاء?‏هناك ثلاثة أسباب لذلك يوضحها الشكل(١) اساعدة العملية واعلومات التي يوفرها الأصدقاء رغم أنها أقلا توفره الأسرة وزملاء العمل.‏(٢) ما يوفرونه من دعم اجتماعي في صورة نصائح أو تعاطف أو كونهممحلا للثقة أو جملرد اشتراكهم في نفس النظرة إلى العالم وفي كل هذايكون الأصدقاء أهم لبعض النساء اتزوجات من أزواجهن.‏(٣) اثل الاهتمامات واشاركة في الأنشطة وارسة الألعاب معا‏(وهو غالبا ما ييسر التعارف الأولي ب الأصدقاء ويوفر ظروف اللقاء بعدذلك).‏وتشتمل اهارات الاجتماعية اللازمة لاكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهمعلى القدرة على التدعيم وأداء الالتزامات واجملاملة والتعبير عن المحبة.‏هذا وقد قادتنا بحوثنا في قواعد الصداقة إلى الاهتمام جال آخريتعلق بكيفية التعامل مع العلاقات التي يوجد فيها طرف ثالث.‏ فالأصدقاء-‏في العادة-لا يكتسبون فرادى وإا يكتسبون في سياق شبكات من العلاقاتومن الضروري أن تتوفر للفرد القدرة على التعامل ااهر مع هذه الشبكاتمن العلاقات (١٨).وقد تنتهي بعض الصداقات عندما يبدي الأشخاص غيرة من علاقات:١-٢(×) يلاحظ أن عدداً‏ من هذه اظاهر تنتمي إلى الثقافة الغربية وكن تصور أنشطة شبيهة فيثقافتنا مثل الجلوس على اقاهي والتزاور العائل...إلخ ‏»اترجم«.‏31


سيكولوجية السعادة-٢أخرى أو إذا فشلوا في الاحتفاظ بالأسرار أو لم يحفظوا غيبة بعضهمالبعض.‏الأبناء:‏يختلف تأثير وجود الأطفال على الشعور بالسعادة عما نتوقعه إلى حدما حيث تكشف بحوث-أجريت في جامعة ميتشجان-عن أن الأزواج الذينلديهم أبناء أكثر قلقا ويعانون من مشاكل زوجية أكثر ويشعرون بعدمالتناسب مع الأزواج أكثر هذا إذا ما قورنوا ن ليس لديهم أبناء.‏ ويبالشكل ٢ نتائج عدد من الدراسات الأمريكية والبريطانية التي تناولتدرجة التوافق الزواجي الأفقي إلى درجة الإشباع الزواجي.‏ ويتب منالشكل أن درجة السعادة الزوجية تقل في وجود الأطفال بانزل وخاصةإذا كانوا مراهق‏.‏ ويقلل وجود الأطفال الصغار من السعادة ولاسيما إذاكانوا في سن ما قبل ادرسة وكذلك عندما يكونون ذكوراً‎ أو أطفالاً‏رضعا (١).شكل5655545352515049484746- ٢دراسة لوكووالاس: ٢ الشعور بالرضا عن الزواج في علاقته بدورة الحياة الزواجيةدراسة رولينز - فلدماندراسة بلودر وولفدراسة بريطانيةانزل خالمن الأولادوحتى وفاةأحدالزوجانزل خالمن الأولادوحتىالتقاعدبدايةاستقلالالأبناء حتىنهايتهمراهق: ١٢ ‏(من١٦ سنة)‏أطفال فيسن ادرسة‏(منسنة)‏١٢ : ٥أطفال فيسن ما قبلادرسة‏(حتى خمسسنوات)‏فترةالحملزواج بلاأطفالالشعور بالرضا‏(اصدر : (٤٦٢32


العلاقات الاجتماعيةوبالرغم من ذلك فإن هناك جانبا إيجابيا لوجود الأطفال إذ تشيردراسة لهوفمان ومانيسفي قيمة وجود الأطفال إلى أن أهم ازايا التي يجلبها وجود الأطفال علىالأهل هي ما نجده في القائمة التالية:‏(٢١٠) Hoffman & Manis أبدى الأفراد فيها آراءهم %58383310.5 %63583421.5 - - - -ورغم أن هناك من الأدلة ما يشير إلى العكس إلا أن معظم الناس يرىأن وجود الأطفال يقرب ب الوالدين (٤٥٨). بيد أن الفروق في مدى الشعوربالسعادة تختفي ب من لديهم أبناء ومن ليس لديهم بعد أن يبلغ الآباء سنالخمس هذا إذا لم يكن هناك أبناء تبلغ أعمارهم أقل منوثل الأبناء من وجهة نظرنا مشكلة بحثية شيقة مشكلة توضحاستقلالية الانفعالات الإيجابية عن السلبية.‏ فهم بالتأكيد يوفرون قدراكبيرا من الإشباع ومن نوع متميز مثل تحقيق الذات والشعور بالنضج.‏بيد أن هناك ثمنا غاليا لوجودهم:‏ إنهم ينهكوننا وهم صغار ويسببون لناعنتا انفعاليا عندما يبلغون سن اراهقة.‏١٨ عاما .(١٦٨)الأقارب:‏لعل علاقات القرابة هي أهم العلاقات وأقواها خارج انزل وخصوصاالعلاقات بالأخوة والآباء والأبناء الراشدين.‏ ويعيش الكثيرون من أبناء الطبقةالعاملة على مقربة من أقاربهم.‏ بحيث يرونهم يوميا أو أسبوعيا بانتظام.‏وقد تبينا هذه الحقيقة لأول مرة في دراسة أجريت في منطقة بيثنالجرين Bethnal Green في لندن (٥٠٠) وقد اكتشفنا نحن طا شبيها بهذافيما بعد (١٩).كذلك يعيش كثير من الأقارب في نفس انطقة من البلاد ويظلون على33


سيكولوجية السعادةاتصال تليفوني ببعضهم ويتبادلون الزيارات بانتظام وتجمعهم اناسباتكأعياد ايلاد مثلا.‏ وفيما عدا تناول الطعام معا ومتابعة أخبار الأسرة لايدور كثير من النشاط عند اجتماع الأقارب فهم فقط يستمتعون بصحبةبعضهم البعض.‏ومن أكثر الأمور فائدة في علاقة ‏«القرابة»‏ أنهم مستعدون لتقد أكبرالعون عند الحاجة.‏ ويتمثل هذا في رعاية الأطفال وإعطاء الأموال وإقراضهاواساعدة في العمل وتقد العون عند وقوع مشكلات مع السلطات.‏وعادة ما تكون هذه العلاقات القرابة دائمة:‏ فمعدلات الاتصال ومستوىاساعدة اتوقع لا يتغيران رور الوقت.‏ بيد أن النشاط الترويحي اشتركأقل منه في حالة الأصدقاء.‏ ويلاحظ عادة وجود اختلافات في الاتجاهاتوقيم وطرق الحياة ب الأقارب.‏ ورا يكمن تفسير هذه العلاقات القويةفي ذلك النوع من التشرط ابكر أو الطبع (×) (Imprinting) الذي يتولد فيفترات الاقتراب الوثيق خلال اراحل ابكرة للحياة الأسرية.‏ وا يدعمهذا التفسير أن أبناء العمومة افضل في فترة الرشد هم رفقاء اللعبفي الطفولة (٤). وتحافظ ذكريات الطفولة اشتركة على وثوق العلاقة معالأقارب في السن اتأخرة.‏ وهناك احتمال آخر لتفسير هذه الاستمراريةSelfish Gene أي أن اهتمام الأفراديتمثل في فرض ‏«الجينة الأنانية»‏ (××)برفاهية ومصلحة جيناتهم تد إلى الاهتمام ن يشاركونهم فيها:‏ أيالأقارب.‏ورغم توفير الأخوة للمصدر الأعظم للشعور بالرضا في هذا الصددإلا أن العلاقة مع الأخوة أكثر تركيبا.‏ إذ رغم وجود مشاعر قوية بالقربوالاشتراك في الهوية إلا أن هناك أيضا الكثير من مشاعر التنافس وتبدأ(×) نوع من التعلم لسلوك محدد يحدث بسرعة وفي خلال فترة وجيزة وشديد اقاومةللانطفاء وله أثر عميق على السلوك الاجتماعي اللاحق.‏ واثال الكلاسيكي هنا هو استجابةاتابعة لدى صغار البط فالبطة الصغيرة ستتطبع وتتبع شيئاً‏ يتحرك أمامها في الفترة الحرجةالأولى من حياتها ‏(من ١٢ ساعة بعد ايلاد).‏ اترجم.‏(××) الجينة الأنانية:‏ فرض يفسر السلوك الغيري الذي تقوم به الأنواع الحيوانيةاخملتلفة في ضوء مقولة الصراع من أجل البقاء في نظرية دارون والتصور هنا أن الصراع فيهذه الحالة لا يكون فقط للبقاء الفردي ولكنه لبقاء الخصائص الجينية للفرد وما دام الفرديشترك في خصائصه الجينية مع آخرين فإنه يعمل على رفاهيتهم بقدر ما يقتربون منه في هذهالخصائص ا يؤدي إلى بقائها وانتقالها غبر الأجيال اخملتلفة . ‏(اترجم).‏Altruistic٨ إلى34


العلاقات الاجتماعيةهذه اشاعر في الطفولة وتتمثل على وجه الخصوص في مجالات الإنجازوالنجاح (٣٨٣) ويقاوم الأخوة الشعور بالتوحد مع بعضهم البعض أحياناً‏من خلال اقتداء بالوالد من الجنس الآخر (٣٩٤). والحقيقة أن النساء أكثرارتباطا بأقاربهن إذا ما قورن بالرجال وخاصة عندما تكون الروابط معقريب من نفس الجنس مثلما هو الحال في العلاقة ب الأم وابنتها أو بالأخوات وبعضهن البعض.‏إذن ما هو جوهر السعادة التي نستمدها من علاقات القرابة?‏ هوالعون اادي وهو أكثر ا يزودنا به الأصدقاء وهو الارتباط الوثيق الدائمالذي ينشأ عن اهتمام مستمر على مدى الحياة وهو الاستمتاع بالصحة.‏علاقات العمل:‏سنتعرض لهذا اوضوع بالتفصيل في الفصل الثالث وسنقتصر هنافقط على إيراد أهم النقاط اتعلقة به وسنتعرض للنوع الأساسي منعلاقات العمل:‏ العلاقة ب الزملاء والعلاقات مع الرؤساء وارؤوسفي العمل.‏ ويعتبر الرضا عن العمل من أهم جوانب الشعور العام بالرضاومن أهم مكوناته الرضا عن علاقات العمل.‏زملاء العمل:‏يزيد الرضا عن العمل لدى أولئك الذين يتمتعون بشعبية في بيئة العملوالذين ينتمون إلى جماعة عمل صغيرة ومتجانسة ومن تتاح لهم فرصأكثر للتفاعل الاجتماعي أثناء العمل.‏ويتمثل أساس هذه الإشاعات في جوانب عملية تتمثل في اساعدةوالنصيحة في العمل والرضا اتحقق من التعاون في أداء عمل مشترك.‏وهناك فروق ب الجنس في هذا الصدد فالرجال يحصلون من رفقةالعمل على رضا عملي أكثر بينما تركز النساء على التعاون.‏بل إن هذه الفروق تكشف عن نفسها حتى في الطفولة فالاحظ أنالأولاد يستمتعون باشاركة في اللعب الجاد بينما تفضل البنات عقدالصداقات (٤٠٥). ويكثر في مكان العمل تبادل الحديث والنم واللعبوإطلاق النكات سواء في فترات الراحة أو أثناء العمل نفسه.‏35


سيكولوجية السعادةالعلاقة مع الرؤساء والمرؤوسين:‏وكذلك يعتمد الرضا عن العمل على العلاقات الإنسانية داخل التدرجالوظيفي:‏ فارؤوسون يكونون أكثر سعادة في ظل أساليب معينة منالإشراف وخاصة تلك التي تتصف بالتقدير من جانب اشرف والتشجيععلى اشاركة في اتخاذ القرارات.‏ ويوفر الرؤساء درجة أعلى من الرضاعن العمل باقارنة بالزملاء حيث إنهم يستطيعون أن يسهموا أكثر فيزيادة العائد اادي للعمل.‏ كذلك فهم في نفس الوقت مصدر أكبر للصراعبإلحاحهم على ازيد من العمل وسطوتهم.‏ وهناك أيضا فرق ب الجنسحيث يل الرجال لنظام متدرج للأدوار بينما يل النساء إلى اساواةداخل الجماعة.‏من الجلي إذن أن فوائد علاقات العمل ذات طبيعة عملية ويجنيبعضها من خلال التعاون في أداء الأعمال وبعضها الآخر يأتي من خلالجو ارح المحيط بالعمل.‏الجيران:‏ثل الجيران مجالا أقل أهمية من مجالات الشعور بالرضا وإن كانإسهامه مستقلا عن اصادر الأخرى.‏ ومستوى الإشباع الناجم عن الجيرانكما بينه الشكل ٢-١ متواضع.‏ وأهم مصدر للإشباع هنا هو استوى ارتفعمن اساعدة في الأمور الأقل أهمية مثل العناية بالحديقة وإعارة الأشياءوري النباتات عند الغياب..‏ إلخ.‏ كذلك فهناك معدلات أعلى من تبادلالحديث العابر.‏ ورا كان هناك-ب الح والح‏-تعاون في مسائل أكثرجد ‏ّية ذات طابع محلي مثل شق الطرق الجديدة أو تنظيف ارافق العامة...‏إلخ.‏ والجيران مهمون للأسر خصوصاً‏ لأفراد الأسرة الذين يقضون معظمأوقاتهم في البيت حيث نجدهم كثيراً‏ ما يتبادلون اساعدة في التسوقورعاية الأطفال.‏ وهم أكثر أهمية لكبار السن حيث ثلون اصدر الرئيسيللاتصال الاجتماعي.‏ والحق أن ما أوردناه هنا هو النتائج العامة حيث إنهناك بعض الفروق والاختلافات المحلية فرا وجدنا مجموعات من الأسراتجانسة تعيش بالقرب من بعضها البعض وتكون فيما بينها علاقاتأكثر وثاقة (١٣٨).36


العلاقات الاجتماعيةوعادة ما تكون هناك صلات ب الجيران ن ينتمون لتنظيمات محليةواحدة مثل أولئك الذين ينتمون إلى كنائس واحدة أو الجماعات التي ارسنشاطاً‏ رياضياً‏ واحداً.‏ وسنناقش هذه اوضوعات في الفصل الرابع.‏كيف تخلق العلاقات الاجتماعية السعادة?‏للإجابة على هذا السؤال سنوجه اهتمامنا أولا إلى مصادر اشاعرالإيجابية حيث نجد أن أكبر قدر من الاستمتاع يأتي من أشد العلاقاتحرارة:‏ علاقة الحب والعلاقة ب الآباء والأبناء الصغار.‏ ويستمد الأصدقاءالكثير من الحبور اشترك عندما يتشاركون في الأنشطة الترويحية أويأكلون ويشربون معا وكذلك يفعل زملاء العمل أثناء فترات راحتهم.‏ وهناكمن النظريات ما يرد الانفعال الإيجابي إلى الإثارات الاجتماعية الإيجابيةابكرة التي تتبادلها الأم مع وليدها وتؤدي إلى شعور مشترك بالاستمتاعثم يعمم هذا الشعور على العلاقات الأخرى ‏(انظر الفصل الأول).‏ومن أهم مصادر الشعور بالرضا نوعية العلاقات وتتمثل عناصرهافي كمية اودة والقرب وكون الفرد محلا للثقة وطمأنينة الفرد علىقيمته وهي ما كن إدراجها ضمن ما يسمى بالدعم الاجتماعي.‏وتتزايد أهمية هذا الدعم الاجتماعي في إطار العلاقة الزوجية وبالأصدقاء وخاصة النساء.‏ وليس من اعروف إذا ما كانت هذه الفوائدراجعة إلى القدرة الفطرية للابتسامات والنظرات على استثارة مراكزالاستمتاع ‏«في اخ»‏ أو إلى ما يعود من هذه العلاقات على تقديرنا لذواتناأو لحاجتنا لأن يحبنا الآخرون أو حاجتنا للصحبة أو أن هناك عملياتأخرى لا نعرفها.‏ وتشتمل اصادر الأخرى للشعور بالرضا على اساعدةالعملية وإعطاء اعلومات والنصح والتي كن أن يستمدها ارء منالزوج أو الأقارب أو الأصدقاء أو رؤساء العمل أو غيرهم.‏ كذلك فمنمصادر الشعور بالرضا اشاركة في أنشطة مثل اللعب والعمل واشاركةفي الحياة انزلية.‏ ويبدو أن انتظام العلاقة وإمكانية التنبؤ بسلوك الآخرفيها ا يتوفر في علاقات الزواج والقرابة والصداقة الوثيقة هو الذييجعل من هذه العلاقات جد مشبعة.‏ حيث من امكن الاعتماد على استمرارالحصول على عوائدها باستمرار.‏ والسؤال هنا:‏ هل تقود العلاقات الجيدةإلى السعادة والسيئة إلى التعاسة?‏ تب التجارب أن زيادة الصلات37


سيكولوجية السعادةالاجتماعية يزيد من السعادة (٣٦٧) بينما يؤدي فقدان العلاقات إلى التعاسة.‏والانبساطيون أسعد من الانطوائي ولكن مستوى الصلات الاجتماعيةهو اسؤول الرئيسي ‏(انظر:‏ ٩٧).العناء والاضطراب العقلي:‏كيف تسهم العلاقات الاجتماعية في التخفيف من العناء بأشكاله اتعددةكسوء ازاج والاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة وارض العقلي والانتحارأو تجنبه?‏ تشير كثير من الدراسات ومنها ما أجرى باستخدام مقاييسلحصر أحداثا لحياة اسببة للمشقة إلى أن اشقة تسبب العناء.‏ ورغمذلك فإن تأثير اشقة يتضاءل كثيراً‏ إذا توفرت للفرد علاقات اجتماعيةداعمة.‏ ويعرف هذا التأثير ‏«بالتأثير العازل»‏ ويشبه (Buffering) بتأثير الزيوتالتي تسبب تلويحة الشمس Oil) (Sun-tan إذ تؤدي هذه العلاقات دورهافقط عندما تكون هناك مشقة (٨٥). وقد كشفت بعض الدراسات عن أنللعلاقات الاجتماعية تأثيراتها استقلة حيث تشير إلى أن الصحة العقليةتتحسن بفضلها بصرف النظر عن وجود مشقة من عدمه ‏(وبالطبع فالحياةبها دائما بعض اشقة).‏ وهناك أيضا تأثير مستقل للدعم الاجتماعيالذي قد يستمد من الانتماء إلى اجملتمع الكبير (٨٦).وتكشف دراسات حديثة عن أن اضايقات اليومية الصغيرة واتكررة-‏مثل تلك التي تتعلق بالأمور االية والجيران ازعج وصعوبات التنقلفي اواصلات واشكلات التي يسببها الأبناء اراهقون-أكثر قدرة علىالتنبؤ بالعناء من أحداث الحياة الشاقة الكبيرة التي كشفت عنها الدراساتابكرة:‏ كالحداد وفقدان الوظيفة والوقوع في مشكلات مع الشرطة...‏إلخ (٢٤٤).وفضلا عن هذا اهتمت العديد من الدراسات بالنظر في تأثير الدعمالاجتماعي العام وذلك بجمع تأثيرات الأسرة والأصدقاء الآخرين معاً.‏ووجدت أن شدة العلاقات وليس مجرد وجودها هو الذي له أكبرالتأثير(‏‎٤٨٩‎‏).‏ وينتج أكبر تأثير-وأحيانا ما يكون التأثير الوحيد-عن الزوج أوالآخرين اقيم في انزل ‏(انظر مثلا:‏ ١٢١). ورغم هذا فإن كل العلاقاتتؤثر إيجابيا:‏ فالاكتئاب يكون في أقل صورة عند النساء اتزوجات ولديهن38


العلاقات الاجتماعيةوظيفة وأطفال (٢٤٣). ويزيد التأثير إذا كان الطرف الآخر في العلاقةمحل للأسرار وإذا كان هناك تبادل في هذا الصدد (٤١٧) وتبلغ التأثيراتالسلبية أقصاها قي ظل استويات ارتفعة من اشقة فالاضطراب العقليينشأ من اجتماع درجة عالية من اشقة مع درجة منخفضة من الدعمالاجتماعي.‏وسنتناول فيما بعد البحوث التي حاولت عزل تأثيرات علاقات اجتماعيةبعينها عرفة تأثيرها ‏(انظر:‏ ٣٧١) واشكلة التي تواجهنا الآن تتمثل فيإمكانية وجود اتجاه عكسي للسببية فرا يفتقر الفرد للأصدقاء لأنهمكتئب وليس العكس.‏ فقد يؤدي كون الشخص مضطربا إلى تفسخ فيعلاقاته.‏ أو إدراك سلبي لهذه العلاقات.‏ويشير البحث في هذه القضية إلى أن التأثير ضي في الاتجاهوإن كان هناك تأثير للدعم الاجتماعي يتبدى مثلا في إمكانية التنبؤبالعناء النفسي من درجة الدعم الاجتماعي عبر فترة تد حتى عام واحد(٢١٢). كذلك تب الدراسات التي تتجه اتجاهاً‏ علاجياً‏ أهمية الدعم الذييوفره الأخصائيون وجماعات الدعم الأخرى للصحة النفسية (٢٥٨). وتكشفلنا الدراسات التي تجرى عن أساليب مواجهة اشقة عن نفس الحقيقةفهي تشير إلى أن الناس إذا سُئلوا:‏ ماذا تفعل إذا شعرت بالاكتئاب?‏ كانتإجاباتهم أن أهم شيء يفعلونه هو أن يروا الزوج أو أحد أفراد الأسرة أوصديقاً‏ (٤٥٨). ومن الواضح أن هذا السلوك يأتي بنتيجة إيجابية.‏الزواج:‏يقل احتمال أن يعاني اتزوجون من اضطراب عقلي باقارنة بالعزابأو انفصل أو اطلق أو الأرامل.‏ ويب الجدول ٢-٢ نسبة غير اتزوج 2 - 2 2.535.093.131.432.81.74(176) : 39


سيكولوجية السعادةإلى اتزوج ‏(فيما يتعلق بالإصابة بارض العقلي)‏ مثال ذلك أن العزابإذا قورنوا باتزوج يزيد احتمال معاناتهم من مرض عقلي (٢٧) بنسبة١:٣٫١٣ ويعرض الجدول متوسطات من دراسات عديدة بعضها أجريتعلى مرضى مقيم‏..‏باستشفيات العقلية وبعضها مستمد من مترددين على عيادات خارجيةللعرض على الطبيب النفسي وأجريت جميعها في الولايات اتحدةالأمريكية.‏ويلاحظ من الجدول أيضا أن الرجال يستفيدون من الزواج أكثر منالنساء.‏ أما بالنسبة للمطلق وانفصل والأرامل فمن الواضح أنهم فقدواشيئا ويستمر مستوى اعاناة لديهم مرتفعا لفترة تد من عام إلى ثلاثةأعوام.‏ ويقدر كل من الانفصال والطلاق والترمل على أنه أشد حوادثالحياة تسبيباً‏ للمشقة.‏ ورا كان سب عدم زواج بعض العزاب هو ارضالعقلي ولكن غير اتزوج في كل الحالات ‏(ويتضمن هذا من تزوجوا منقبل)‏ يعانون بنفس الدرجة.‏ ويعيش غير الزوج إما فرده أو مع آخرين لايزودونه بنفس القدر من الدعم الاجتماعي الذي كن أن يوفره الزوج(٢١٨) ورغم هذا فإن صحة غير اتزوج البدنية والنفسية تكون أفضلعندما يعيش مع آخرين وتزداد الفائدة إذا كان على علاقة عاطفية مستقرةبحيث تقترب حالته من حالة اتزوج (١٤٨).وليس هناك من شك في أن الزواج أو بدائله هو أهم مصادر الدعمالاجتماعي فيما يتعلق بالحماية من تأثير اشقة.‏ وهو مؤثر في كل مستوياتاشقة بينما تكون العلاقات الاجتماعية الأخرى مؤثرة فقط في استوياتالعليا منها (٤٦٤).بيد أن مجرد الزواج ليس وحده هو العامل اهم ولكن نوعية الزواج هيالعامل الذي يعول عليه.‏ حيث تشير دراسة أجريت في جنوب لندن (٥٤)إلى أن النساء اللاتي خبرن الكثير من أحداث الحياة الشاقة يكن أقلاحتمالا لأن يقعن فريسة للاكتئاب إذا ما كان الزوج محلا للثقة ‏«شخصتستطيع أن تحدثينه عن نفسك وعن مشاكلك»‏ ‏(انظر الجدولحد قولهن هاهنا.‏ مثال جيد عن كيف يقي الدعم الاجتماعي من اشقة.‏ويب لنا الجدول ٤١% من النساء اللائى خبرن أحداث حياة٢-٣) على٢-٣ أن40


العلاقات الاجتماعية( ) 3 - 2 412610% 4(54) : 31% شاقة ولم يتح لهن ً أزواجا داعم قد أصابهن الاكتئاب هذا بينما تنخفضهذه النسبة إلى ١٠% فقط في حالة من أتيح لهن هذا النوع من الأزواج.‏وسوف نناقش عوامل الاستهداف ‏«للخطر»‏ Vulnerability اخملتلفة التي تهيئالناس للمرض في علاقتها بأحداث الحياة الشاقة فيما بعد.‏ ورغم هذا-‏فإننا نقرر هنا-أن وجود دعم اجتماعي وثيق يعد واحداً‏ من أهم عواملالحماية.‏والحق أنا لا نعرف على وجه الدقة ما إذا كان مجرد وجود شخصيفضي إليه ارء كنون نفسه هو العامل الحاسم أو أن العلاقة العاطفيةهي الأهم في هذا الصدد.‏ ويكشف بحث آخر عن أنه بينما كانت لنوعيةالعلاقة مع الزوج أهميتها في الوقاية من الاكتئاب أثناء الحمل لم يكنللعون الموس تأثير في هذا الصدد (٣٤٩).الأصدقاء:‏رغم أن الأصدقاء يوفرون قدرا أقل من الدعم الاجتماعي-بالنسبةعظم الناس-باقارنة بالأزواج فقد-أظهرت بعض الدراسات أن علاقاتالصداقة الوثيقة كن أن تساعد في الحماية من تأثير اشقة وتجنبالاضطراب العقلي (٣٧١) ويفتقر العصابيون على وجه الخصوص إلىالأصدقاء وإلى الصلات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة فلديهم عدد منالأصدقاء أقل بكثير من الآخرين وإذا توفر لهم أكثر من صديق فإنهم لاثلون شبكة متماسكة من العلاقات (٢٠٦).41


سيكولوجية السعادةولا ثل الأصدقاء أوثق الروابط للعزاب فحسب وإا أيضا للنساءاتزوجات وخاصة ن ينتم إلى الطبقة العاملة حيث لا يقوم الزوجعادة بدوره كما للثقة على الوجه الأفضل (٤٥٠) وقد وجد أوكنر وبراونO’connor & Brown حديثاً‏ أن اريضات العقليات-‏ن ينتم إلىالطبقة العاملة-أقل خطأ من الأخريات فيما يتصل بوجود علاقة حميمةخارج البيت.‏ولعل أهم فائدة تستمد من الأصدقاء هي اساعدة على تجنب الشعوربالوحدة.‏ فهناك علاقة مرتفعة ب الشعور بالوحدة والاكتئاب (٣٥٥).وبالإضافة إلى هذا يخبر الأشخاص الوحيدون القلق والل وانخفاضتقدير الذات.‏ وتبلغ نسبة من يشعرون بالوحدة مرة أو أكثر كل شهر منالجمهور العام حوالي ١٤% بينما يخبرها مرة أو أكثر في الأسبوع حوالي٨% (٣٢٥) وهي تشيع ب الصغار وخاصة الفتيات والكبار وهناك نوعانمن الوحدة.‏ فإذا افتقد الأفراد شبكة من العلاقات فإنهم يشعرون بالقلقوالاكتئاب وإذا افتقدوا علاقة حميمة فإنهم يشعرون بالاكتئاب (٣٨٨)ورغم أن الأفراد الذين يشعرون بالوحدة ليس لديهم عادة سوى عدد قليلمن الأصدقاء فهناك آخرون لديهم أصدقاء ولكنهم يشعرون أيضا بالوحدة.‏ويعود ذلك إلى أنه يجب أن تتوفر شبكة مكثفة من العلاقات لكيلا يشعرارء بالوحدة (٤٢٣) وقد كشف النقاب مؤخرا عن أن الأفراد الذين يشعرونبالوحدة لا يقومون بكثير من الحديث الحميم مع أصدقائهم ولا يبوحونكنون صدورهم ا فيه الكفاية.‏ فالحديث لساعات عن الألعاب الرياضيةلا يكفي (٤٩٠) ويساعد الحديث مع النساء بالنسبة لكلا الجنس علىالتخفيف من الشعور بالوحدة بصورة أفضل لأن هذه الأحاديث تكون عادةألطف وأكثر قربا وتتضمن بوحا أكثر كنون النفس وتكون أكثر قيمةبوجه عام باقارنة بتبادل الحديث مع الرجال (٤٨٧) ويفتقر الأفراد الذينيشعرون بالوحدة أيضا إلى اهارات الاجتماعية بصور أخرى:‏ فهم يبدوناهتماما أقل بالآخرين مثال ذلك أنهم لا يسألون كثيرا من الأسئلة وأقلقدرة على الإشباع ولا يحبون الآخرين ولا يثقون فيهم كثيرا ولا ينجحونفي توصيل إشارات غير لفظية من خلال تعبيرات الوجه ولا نبرة الصوت(١٩) وهم أقل انبساطاً‏ وأكثر عصبية (٤٢٣).(٣٣٣)42


العلاقات الاجتماعيةعلاقات العمل:‏يسبب العمل اشقة بطرق متعددة فساعات العمل الطويلة وطبيعتهامكنة ذات الإيقاع اتكرر وضغط الوقت والضوضاء والحرارة واسؤوليةعن الآخرين والصراع معهم كلها مصادر للمشقة.‏ وفي دراسة أمريكيةأجريت على عينة عشوائية مكونة من ٦٣٦ رجلا وجد أن الدعم الاجتماعيمن جانب زملاء العمل كان أكثر تأثيرا في التخفيف من آثار اشقة علىالاكتئاب والضيق والأعراض الجسمية وتبعه الدعم من جانب اشرفعلى العمل ثم الأهل والأسرة.‏ وإن لم يكن له نفس التأثير على القلق(٢٧٢). وقد أشارت بحوث أخرى أيضا إلى أن من يعمل معهم الفرد همأحسن واقي ضد مشقة العمل وخاصة زملاء العمل واشرف عليه (٨٥)وقد وجدنا أن التفاعل مع زملاء العمل الذين أصبحت العلاقة معهم حميمةهو العامل الأكثر أهمية في تحمل مشاق العمل (٢٠٣) وتتوفر للمشرفعلى العمل القدرة على حل اشكلات والحق أنهم إذا كانوا معاون فإنالعامل يواجه بقدر أقل من اشقة (٢٦١) كذلك يستطيع زملاء العمل أنيوفروا دعما جماعيا ضد اشرف وغيرهم.‏وثل زملاء العمل أيضا واحد من أهم مصادر اشقة.‏ إذ كن لهممثلا أن يدخلوا مع الفرد في منافسة من أجل الترقية أو مزايا أخرى أولا يتضامنون معا عندما ارس اشرفون على العمل ضغوطا من أجلمزيد من العمل أو عندما يعطون أوامر تعسفية دون استشارة العامل‏.‏ومجرد كون الفرد يعمل مفيد للصحة النفسية فالنساء اللواتي يعملنيستمتعن بصحة نفسية أفضل ن ليس لديهن عمل (٣٣٠) واتعطلون عنالعمل يكشفون عن درجة من اعاناة أكبر من تلك التي نجدها لدى منيعملون كما سنرى في الفصل اقبل ‏(انظر ص:‏ ٦٣).كيف تخفف العلاقات الاجتماعية من المعاناة؟ليس من الواضح إلى أي حد تخفف اساعدة اادية أو النقود مناعاناة.‏ وعلى أي حال فإن هذا التخفيف ليس كبيرا هذا إذا ما نظرنا إلىبعض الدراسات الأمريكية.‏ ورغم هذا فالعناء يتأثر بالانخفاض في الدخلالذي تتعرض له ارأة اطلقة ويزداد هذا التأثر كلما زاد عدد الأطفال43


سيكولوجية السعادة(١٦٦). ولا تخفف كمية التفاعل الاجتماعي من العناء واهم هو نوعية هذاالتفاعل.‏ أما العامل الحاسم في تخفيف العناء فهو الدعم الاجتماعيالذي كن تعريفه بكونه ‏«أن يشعر الفرد بأن هناك من يهتم به اهتماماعميقا ويقدره أو أن يشعر الفرد باندماجه الشديد مع الآخرين (٣٧١) وقدعرف أيضا بأنه توفر شخص كن أن تحدثه عن نفسك وعن مشاكلك»‏(٥٤). ونحن لا نعرف على وجه الدقة ما إذا كان وجود شخص محل ثقة أووجود شخص نبوح إليه هو العامل الأهم في هذا الصدد.‏ وفي دراسةعزلت تأثيرات جوانب مختلفة من الدعم الاجتماعي تب أن أهم مابقيمن تأثير الاكتئاب هو توفر شخص كن البوح إليه ا في النفس وكذلكزيادة تقدير الفرد لذاته ‏(مستمدا ذلك جزئيا من استجابات الآخرينالإيجابية تجاهه)‏ (٨٤). ويشير تحليل أخصائي لطبيعة الدعم الاجتماعيفي بيئة العمل إلى أن العملية الحاسمة هنا هي زيادة تقدير الذات والشعوربالسيطرة على اواقف (٣٥٣). وقد طرح كلا من التفاعل الاجتماعي وتقديرالذات كعوامل أساسية في هذا الصدد (١٣٦). ورا كانت العملية مختلفةبالنسبة لكل من الرجال والنساء حيث يتضاءل تأثير اشقة على الصحةالنفسية أكثر عند ارأة نتيجة للروابط العاطفية أما بالنسبة للرجل فالتكاملالاجتماعي هو الأهم (٢٠٥). وفي دراسة عن الاكتئاب وجد أن العلاقةالحميمة التي يكثر فيها البوح كنون النفس تؤدي إلى التقليل من تأثيراتاشقة التي يعانيها الفرد من احتكاكه اليومي بالأبناء ومن الأعمال انزليةومن اشكلات الاقتصادية وفي نفس الوقت لم يكن للتكامل الاجتماعيتأثير كبير وإن كان يظن أنه سيكون مفيداً‏ في مواجهة أحداث الحياةالأكثر خطرا (٢٥٥).أما بالنسبة ن يبدون اهتماماً‏ بالآخرين ويبدون أيضا اهتمامات تتجاوزنطاق الذات فإنهم رون بخبرات شاقة أقل وينخفض تأثير اشقة لديهمعلى القلق والاكتئاب والعداوة وهم يبذلون جهداً‏ أكثر إيجابية واجهةمشاكلهم (٩٧).والواقع أن هناك طرقا عديدة كن بها لهذه الأنواع اخملتلفة من الدعمالاجتماعي أن تخفف من العناء:‏ (١) فرا كان لها تأثير فوري على نظامالذات system) (Self يزيد من تقدير الذات والثقة بها.‏ (٢) كذلك را لها44


العلاقات الاجتماعيةتأثير مباشر على الانفعالات إذ يولد التفاعل الاجتماعي الداعم درجة مناشاعر الإيجابية تكف الاكتئاب والقلق (٣). كما أن الأحداث الخارجيةيدركها ارء على أنها أقل مشقة عندما يشعر أن الدعم واساعدة متوافرانومن ثم فإنه سيتمكن من مواجهة اشكلة.‏ وفي حالة العلاقات استقرةالطويلة ادى-يتوقع أن هذه الفوائد كن الاعتماد عليها وأنها ستظلمتاحة.‏خلاصة:‏(١) تعد العلاقات الاجتماعية واحداً‏ من أهم مصادر السعادة والتخففمن العناء والصحة.‏(٢) تستمد أعلى الفوائد في هذا الصدد من الزواج والعلاقات الوثيقةالأخرى التي تتصف بدرجة عالية من الدعم.‏(٣) تزيد العلاقات الاجتماعية من السعادة بتوليد البهجة وتوفيراساعدة ومن خلال الأنشطة اشتركة وامتعة.‏ وهي تحمي من تأثيراشقة بزيادة تقدير الذات وكف الانفعالات السلبية وبتوفير اساعدةعلى حل اشاكل.‏45


سيكولوجية السعادة46


العمل والبطالة3 العمل والبطالةالإشباع المهني:‏هل يشعر الناس بالرضا عن عملهم?‏كن قياس الرضا عن العمل بوجه عام بسؤالمباشر بسيط كأن نسأل الفرد:‏ ‏«اختر العباراتالتي تعبر بأدق صورة عن مدى حبك لعملك منب العبارات التالية:


سيكولوجية السعادةأنه أهم جوانب حياتهم.‏ وكن للعمل بالطبع أن يكون مشبعا بنفس الدرجةللذين يعطون تقديرا أعلى لعلاقاتهم الاجتماعية أو لاستمتاعهم بأوقاتالفراغ.‏ومن ب الطرق الأخرى للتعرف على مدى شعور الناس إزاء عملهم أننسألهم عما إذا كانوا سيعملون إذا لم يكن العمل ثل ضرورة مالية لهم?‏ويشير الجدول ٣-١ إلى نتائج دراسة مسحية بريطانية حديثة في هذاالصدد.‏ ويتضح من الجدول أن ٣٢% فقط من الناس هم من سيظلون فيوظائفهم الحالية ولكن هناك ٦٥% من النساء يؤثرن الارتباط بعمل هام.‏وقد سئل الناس في دراسة مسحية أخرى اذا سيواصلون العمل ‏(مادامتليست هناك حاجة مادية).‏ وكانت أكثر الإجابات شيوعاً‏ هي:‏ لتجنب اللسأتضايق إذا لم أعمل و«سأجن إذا لم يكن لدي عمل»‏ بينما عبرفقط عن أنهم سيعملون لأنهم يحبون العمل على أي حال (٤٥٨). وتوحيهذه النتائج بأن نسبة محدودة من الناس هم الذين يستمتعون حقا بعملهوأنها أقل من نسبة ال ٥٢% التي ذكرتها الدراسة اتقدمة.‏وفي نهاية الأمر يتضح لنا كيف كن التنبؤ على نحو جيد بحالةالرضا العام من خلال مجالات مختلفة.‏ وقد عرضنا اؤشرات استقلة%١٢ 1 - 3 %342912187%313510159 48


العمل والبطالةإحصائياً‏ التي خرجت بها دراسة ‏«نوعية الحياة الأمريكية»‏ في الجدول ١-٢. وفيها نجد أن الرضا عن العمل يأتي متأخرا بعد الزواج والصداقةبكثير.‏ وقد وجد بنينو ونيرستدت(‏‎٣٠‎‏)‏السعادة الزوجية هي أهم مصدر للسعادة كان عدم الرضا عن العمل منأهم مصادر التعاسة.‏وإذا أخذنا كل هذه النتائج في الاعتبار نستطيع أن نقرر أن الشعوربالرضا عن العمل أقل أهمية من الشعور بالرضا عن الزواج أو الأسرة أومستوى اعيشة وأن الشعور بالرضا عن العمل أقل في تأثيره من الشعوربالرضا في مجالات أخرى وأنه مصدر أكبر شاعر الاستياء والهم أكثرمنه مصدرا للشعور بالرضا.‏وما ناقشناه فقط حتى الآن هو الشعور بالرضا عن العمل في شكلهالعام.‏ وهناك نهج آخر يتمثل في دراسة الرضا عن العناصر اخملتلفة للعملكل على حدة كالأجر والظروف الاجتماعية للعمل..‏ إلخ وهناك الكثيرمن اقاييس اوضوعة لتحقيق هذا الغرض إلى حد أننا نجد أن كتاباواحدا يعرض ل ٢٤٩ مقياساً‏ مختلفاً‏ (٩١). ورغم هذا فإن أكثر اقاييسشيوعا واستخدم على نطاق واسع هو ‏«صحيفة وصف العمل Job descriptionIndex ويحتوي هذا اقياس على خمسة اختبارات فرعية وتتوزع علىبندا يجاب عليها كلها بالإثبات أو بالنفي أو إبداء عدم التأكد (٤١١). وقدصممت الاختبارات الخمسة لقياس الشعور بالرضا في اجملالات التالية:-‏- العمل في الوظيفة الحالية:‏مثلا:‏ شيق.‏- الأجر الحالي:‏مثلا:‏ الأجر غير متناسب مع الإنفاق الحالي ‏().‏- فرص الترقي:‏مثلا:‏ هناك فرص جيدة للترقي.‏- نوعية الإشراف في الوظيفة الحالية:‏مثلا:‏ كسول ‏()‏- الآخرون في العمل:‏مثلاً:‏ كثيري الكلام ‏()‏Benino and Nierstalt إنه بينما كانت٧٢49


سيكولوجية السعادةوتشير علامة ناقص إلى البنود السلبية أي التي تظهر عدم الشعوربالرضا.‏ وقد أجريت بحوث كثيرة على هذه اقاييس.‏ وهي تتنبأ ستوىالرضا العام عن العمل وخاصة مقياس ‏«العمل في الوظيفة الحالية»‏ولكنه هو اقياس الوحيد الذي يقيس الشعور الداخلي بالرضا.‏ وهناكمقاييس أخرى مصممة للاستخدام مع اديرين لقياس رضاهم عن مرؤسيهم وعن الشركة التي يعملون بها (٤٧٥).ما هو الرضا عن العمل؟هو مجال من مجالات الشعور بالرضا ينقسم إلى مجالات فرعية كماتوضحها مقاييس ‏«صحيفة وصف العمل»‏ السابقة الذكر.‏الرضا الداخلي عن العمل:‏لقد اهتمت الدراسات ابكرة في مجال الرضا عن العمل بتأثير الظروفالفيزيقية للعمل.‏ ثم لفتت مدرسة العلاقات الإنسانية الانتباه إلى أهميةالعوامل الاجتماعية التي سنفصل الحديث عنها فيما بعد.‏ وأول الدراساتالتي وجهت الاهتمام إلى أهمية العمل نفسه في تحديد الشعور بالرضاهي دراسة هرزبرج وزملائه (٢٠٨).وقد صممت العديد من مقاييس الرضا الداخلي عن العمل وتضم هذهاقاييس عادة بنوداً‏ مثل أشعر بالرضا الشخصي عندما أؤدي هذا العملً جيدا (٤٧٠). وتدور بنود هذه اقاييس ً أساسا حول مشاعر الإنجاز وتحقيقالأهداف والاعتراف والنجاح في العمل.‏ ويتسق هذا مع نتائج هرزبرجوقد حاولت دراسات أخرى معرفة أي خصائص العمل هي التي تجعلهمرضياً‏ ذاتياً.‏ومن الاقتراحات اقدمة أن العمل يؤدي إلى انفعالات إيجابية ن يؤدونهتحت ظروف معينة.‏ وهناك طرق عديدة لحدوث ذلك.‏ ويقترح هاكمانHackman خمس خصائص للعمل تؤدي إلى الشعور بالرضا عنه.‏ وقددرست هذه القضية بتوسع وتشير آخر التحليلات الكمية لنتائج البحوثMeta analysis إلى متوسطات معاملات الارتباط التالية مع الشعور بالرضاعن العمل:‏(١٨٧)50


العمل والبطالة٠٫٣٢٠٫٣٨- طبيعة اهمة Task Identity استكمال عمل محدد وواضح- مغزى اهمة:‏ درجة تأثير العمل على حياة الآخرين- نوعية اهارة- الاستقلال:‏ درجة الحرية والاستقلال والخصوصية التي يوفرها العمل٠٫٤٦ التغذية ارتدة - أو اراجعة - ادى اتاح من اعلومات عن فعاليةالعمل‏(اصدر:‏وتب لنا هذه النتائج أن العامل يكونون أكثر سعادة في أعمال أكثرً تنوعا وإتاحة للاستقلالية ورغم هذا فإن هذه التأثيرات تكون أقوى بالنسبةن لديهم ‏«الحاجة لقوة النماء Growth strength need أي الأفراد الذين تروقهمالأعمال اركبة والتي تستلزم ً حذقا ومهارة.‏ فإذا كان معظم اديرين واهنييستمتعون بأعمال مركبة ومثيرة للتحدي ومستقلة إذن إلى أي حد يصدقهذا بالنسبة للعمال اليدوي‏?‏ الحق أن إحدى الدراسات قدرت أن نسبهمن هم كذلك ب العمال اليدوي تبلغ ١٥% وإن كان بعض الدراساتالأخرى قد أعطت تقديرات أعلى (٢١٩; ٨٦). وقد وجد أن معظم عمالخطوط إنتاج السيارات يقومون بالعمل من أجل الأجر بينما تقوم به معظمالنساء لإشباع حاجات اجتماعية.‏ ومن ناحية أخرى فهناك درجة من العلاقةب الرضا عن العمل وب الخصائص الخمسة للعمل التي ذكرناها منقبل ويبدو هذا حتى لدى من لديهم درجة أدنى من الحاجة إلى قوة النماء(٢٩٤٠٫٤١٠٫٤١.(٢١٩ ;٤١٦)ويصبح العمل مصدراً‏ للرضا الداخلي أيضاً‏ عندما يؤمن الفرد بأنالعمل من أهم الأشياء في الحياة وأن من استصوب أخلاقيا أداء العملالشاق وأن على ارء أن يعيش حياة قوامها ضبط النفس وأن قيمة ارءيحكم عليها من خلال عمله.‏ وقد نبتت هذه الأفكار أصلاً‏ على يد اصلحالبروتستانت كالفن ولوثر وصارت تسمى بأخلاق العمل البروتستانتية.‏ويكتسب الأفراد هذه الأخلاقيات إذا ما وجدت ً تشجيعا في البيت وادرسة.‏وهناك الكثيرون الذين مازالوا يفكرون بهذه الطريقة وخصوصاً‏ الشبابالذين نالوا حظا جيدا من التعليم.‏ ويكشفون عن قدر أقل من الشعوربالاغتراب ويتبنون اتجاهات سياسية أكثر محافظة مقارنة بأولئك الذين51


أ‎٣‎سيكولوجية السعادة- ٣لا أعرف أهم جوانب حياتي العمل مشوق ومجزي يستمتع بالعمل إلى حد ما لا يحب العملشكل: ١ الشعور بالرضا عن العمل في بريطانيا%12%15%8%7%17%45%41%51%37%52‎٣‎ب ٥ ٬٤ (٤٨٨‏(اصدر :%36%36النساءطبقات اجتماعية٬٢ ١%37%50%25%3%4%1%2 %3%4%4%3%4%3طبقات اجتماعيةالنسبة الكليةالرجال52


لذاته (١٧٩;العمل والبطالةلم يتأثروا بأخلاق العمل البروتستانتية (١٥٩).ويعطي الكثير من الناس أهمية فائقة لأنواع معينة من الأعمال ويجدونهامصدر رضى نفسي كبير.‏ وينطبق هذا على العديد من اهن كالأطباءوالعلماء ورجال الدين والحرفي من كل نوع وعمال اناجم والبحارةوليس العمل وحده هنا هو الذي له معنى وقيمة خاصتان وإا أيضا شكلمكان العمل وأصواته ورائحته والآخرون المحيطون في اكان والطقوساعتادة في العمل كلها لها تأثير وقيمة كبيران.‏وبالإضافة إلى هذا توحي الدراسات اعملية بطرق أخرى يصبح بهاأداء العمل مشبعا ذاتيا.‏ ويعد الوقت الذي يقضيه الفرد اختيارياً‏ دونمقابل في أداء عمل مع مثل أحد الألعاب التي تقوم على التفكير وحلاشكلات مقياساً‏ طياً‏ للقيمة الذاتية للعمل.‏ فإذا تلقى أجراً‏ عن ارسةاللعبة انخفضت دوافعه الذاتية بشدة.‏ فالدفع الذاتي يرتفع عندما يقومارء بعمل يختاره بحرية ويكون في أدائه دليل على كفاءته وينخفضنتيجة للمكافأة الخارجية إلا إذا كانت وظيفتها البرهنة على الأداء الناجح.(١٠٨)فالنجاح يولد متعة أكبر في أداء العمل ودافعاً‏ للمضي فيه.‏ ويؤديالنجاح أولا لدى من لديهم حاجة مرتفعة للإنجاز إلى إعطاء قيمة أكبرلهذا النوع من العمل الذي يؤكد الكفاءة.‏ وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد منالاستمتاع وإلى مزيد من الاندماج في العمل (١٩٢) ويقابل البعض بالسلوك ‏«الوسيلي»‏ Instrumental ووذجه العمل اوجه نحو هدف وبالسلوك ‏«التعبيري»‏ Expressive ووذجه نشاط وقت الفراغ والذي يؤدي٩). ورغم هذا من امكن أن يكون العمل بالنسبة للبعضً مصدرا للشعور الذاتي بالرضا فهناك من الناس من يتمتع بقيادة الطائراتأو قيادة السيارات أو تشغيل الحاسبات الآلية أو تأليف الكتب أو صناعةالأثاث أو العمل في الحديقة.‏ والكثير منهم ‏-على أية حال-‏ يقوم بهذهالأعمال في وقت الفراغ وبلا أجر.‏الأجر:‏طلب من الناس ‏-في عدد من الدراسات-‏ أن يرتبوا اصادر اخملتلفة53


سيكولوجية السعادةلشعورهم بالرضا عن العمل وجاء الأجر دائما من ب اصادر الثلاثةالأولى (٢٧٦) والحق أنه مصدر لعدم الرضا أكثر منه العكس فقد وجدتبعض الدراسات أن أكثر من ٨٠% من العامل غير راض عن أجورهم.‏ويشكل الأجر واحد من اكونات الأساسية في أي مقياس للرضا عن العملوهو يعطي مؤشراً‏ جيداً‏ عن الرضا عن العمل بوجه عام.‏وللأجر أهمية أكبر لدى بعض الناس منه لدى البعض الآخر.‏ ومن أكثرالفئات اهتماماً‏ به الرجال والشبان العامل ومن هم في درجات أقل منالسلم التنظيمي.‏ أي من يتقاضون أجورا أقل (٢٧٦).والناس أكثر رضا عن أجورهم إذا كانت مرتفعة رغم أن العلاقة منخفضةبصورة تدعو إلى الدهشة عادة في حدودفإنها لا تختفي إذا ثبتنا اتغيرات الأخرى ‏(التي قد تكون مسؤولة عنها)‏مثل مستوى التنظيم.‏ ولكن مع تثبيت الأجر يزيد عدد الأفراد الأقل رضاعن أجورهم من ب ذوي اكانة الأعلى ككبار السن والأكثر تعليما والأكثرمهارة والأحسن في أداء عملهم ويشيع هذا لدى الرجال إذا قورنوا بالنساء(٦٣). ٠٫٢٥ ورغم انخفاضها.(٢٧٦ ;٣٩٩)وتثير هذه النتائج قضايا ذات أهمية مركزية بالنسبة لكتابنا هذا.‏ فالرضاعن الأجر يتأثر بحجم الأجر الفعلي في علاقته بها يعتقد ارء أنه الأجرالعادل أو ما يظن أن جدير به.‏ ويسود الاعتقاد بأنه ينبغ الاعتراف بالأداءالجيد والأقدمية والعمر والتعليم...‏ إلخ ومكافأتها بأجر أعلى.‏ ويشعرالعاملون بعدم الرضا إذا كان هناك تفاوت ب ما يعتقدون أنهم يستحقونهمن أجر وب ما يحصلون عليه بالفعل.‏ ويقارن الناس أجورهم الحالية اكانوا يتقاضونه في ااضي رغم أن التضخم لا ييسر اقارنة الدقيقةورا يزيد قليلا من الشعور بالرضا عن الأجر الحالي.‏ وأخيرا فهنا كقدرمن الاعتبار للمزايا غير االية التي يحصل عليها الفرد من العمل (٢٧٦).كذلك يقارن العادون أجورهم بأجور الآخرين ورا كان ذلك للتأكد من أنالتوازن ب ما يبذلونه من جهد وما يكافأون به يضاهي ما لدى الآخرين-‏وتشير دراسة حديثة إلى أن حوالي ٦٥% من الناس يعقدون هذه اقارناتأحيانا بينما يقوم بها بكثرة ٢٢% منهم وهم يقارنون أنفسهم بوجه خاصمع الآخرين الذين ينتمون إلى نفس اؤسسة.‏ ورغم هذا لا يتأثر مستوى54


العمل والبطالةشعورهم بالرضا سواء قاموا بهذه اقارنات أم لا (١٤٧). ولهذه النتائجأهمية كبرى بالنسبة للنظريات التي تفسر الشعور بالرضا مثل تلك النظريةالتي تقول بأن إشباع الحاجة هو السبب الأساسي للسعادة ‏(انظر:‏ الفصلالثامن).‏زملاء العمل:‏يعتبر هذا العامل-حسبما تشير كثير من الدراسات-من أهم عواملالشعور بالرضا.‏ وتؤكد حركة العلاقات الإنسانية Relations) Human(Movement على أهمية العوامل الاجتماعية في العمل.‏ ورغم أنها قللت منأهمية العوامل الأخرى مثل الأجر والعمل في حد ذاته إلا أن ما كشفتعنه من وقائع مازال صحيحا.‏ ويوفر زملاء العمل عوائد اجتماعية ومادية.‏وتتمثل العوائد الموسة في اساعدة في العمل والتعاون من أجل تحقيقأهداف مشتركة ويؤدي هذا بدوره إلى الإنجاز والتقدير فضلا عن الجزاءاالي.‏ بيد أن هناك إمكانية لظهور عدم الرضا نتيجة للمنافسة والتناحروهناك من القوان الصارمة عن الإنصاف في العمل ا يؤدي إلى تجنبتلك اشاكل (١٩).ويعتبر زملاء العمل مصدرا من مصادر التدعيم كجزاء اجتماعي ويرتبطالرضا عن العمل ارتباطا مرتفعا مع شعبية الفرد أو مدى تقبل أعضاءالجماعة له حيث يصل في إحدى الدراسات إلى ٨٢ و ٤٥١ ويستمتع العاملونبالحياة الاجتماعية غير الرسمية ا فيها من يمة ومزاح وتبادل للنكاتوالعبث البريء بصوره اخملتلفة.‏ ورا يخفف هذا العبث جزئيا من التوتر-‏الذي هو أحد أسباب التخريب في مجال العمل الصناعي-كما يحد منالسأم.‏ وقد تب في إحدى جماعات العمل التي تؤدي عملاً‏ متكررا أنهناك ما يسمونه ‏«ساعة اوز»‏ وتكون عندما يسرق أحد العمال موزة عاملآخر ‏«يكون قد أحضرها معه لتناولها في الغداء»‏ في ساعة معينة وفيحالة أخرى يفتح أحد العمال نافذة ثم يثير مشكلة حول دخول الهواءالبارد وهكذا.‏ وقد عبر هؤلاء العمال عن أنهم سيصابون بالجنون إذا لميكن هناك هذا اللعب والعبث (٣٨٤). وثل الدعم الاجتماعي من جماعةالعمل مصدرا أساسيا للدفاع ضد الأخطار الخارجية سواء من اشرف أو55


سيكولوجية السعادةمن أي جهة أخرى كذلك فهو يقلل من تأثيرات هذه اشاق على القلقوالاكتئاب (٦٥).ويزيد شعور الرضا عن العمل عند من يحظون برضى أقرانهم فيالعمل وكذلك لدى من ينتمون إلى جماعة متضامنة.‏ ونعني بتضامن الجماعةهنا درجة انجذاب أفراد الجماعة إليها.‏ وتتمتع هذه الجماعات اتضامنةبدرجة أعلى من الرضا عن العمل ويقل لديها التغيب عن العمل كما تقلدورات إعادة تنظيم العمل أحيانا بنسبة تبلغ ١:٣ باقارنة بالجماعات غيراتضامنة (٣٠٤). وتزيد الإنتاجية لديهم إذا كان التعاون مطلوبا لأن أعضاءالجماعة اتضامنة يساعدون بعضهم البعض بدرجة أكثر (٤٥١). وتوفرالتضامنية دعماً‏ اجتماعيا كما تخفف من آثار اشقة والإجهاد وعلى هذافهي ترتبط بالصحة النفسية والجسمية (٣٥٠).وهكذا يفيد العاملون أقصى فائدة إذا ما أتيحت لهم فرص مناسبةللتفاعل الاجتماعي كأن يعملوا في مستوى ضوضاء منخفض أو في حيزمكاني منفصل.‏ وقد وجد معهد تافستوك للعلاقات الإنسانيةInstitute for Human Relations أن الجماعات يتحسن أداؤها إذا ما انتفتأسباب النزاع حول اكانة الداخلية في الجماعة ورفعنا من كفاءة الاتصالداخل الجماعة.‏ وقد أوضح عدد من التجارب ايدانية أهمية جماعاتالعمل جيدة التصميم.‏ إذ زادت الإنتاجية وقل الغياب والحوادث إلى حدكبير بتعديل النظام في مناجم لونجوول Longwall للفحم.‏ إذ بدلا من ثلاثنوبات كل منها تقوم همة معينة ولا تلتقي كل منها مع الأخرى أبدأأصبحت الأعمال اخملتلفة مثل القطع والحشو والأعمال الصخرية كلهاتؤدي في النوبة الواحدة ا يسمح بنمو التضامن والتعاون ب الرجالالذين يقومون بأعمال مختلفة (٤٤٢).وكن أن تكون العلاقات داخل جماعة العمل ضعيفة.‏ مثال ذلك ماأوضحته دراسة على أحد مصانع السيارات البريطانية إذ رغم أن العمالكانوا يتبادلون الحديث فيما بينهم كثيراً‎ إلا أن معظمهم أقر بأنه لا يهتمإذا ما أبعد عن زملائه في العمل.‏ ولم يكن ل ٤٥% منهم علاقات وثيقة داخلالعمل ولم يتزاور منهم عائلياً‏ سوى ١٦% (١٧٣). وهناك جماعات عمل راكانت أكثر قربا من بعضها من ذلك حيث يتزايد اعتماد أفراد أنواع معينةTavistock56


العمل والبطالةمن فرق العمل كأطقم السفن أو الطائرات وأولئك الذين يعملون أعمالاخطرة على بعضهم البعض.‏ وكن أن تكون لطوائف عمالية كاملة ثقافتهاالقوية الخاصة بها حيث يلتقي الناس بعد ساعات العمل ليتحدثوا عنالعمل مثلما هو الحال في الجامعات وكذلك فالحياة اليئة بالترحال كمافي الفرق اوسيقية وعصابات اللصوص هي عالم مستقل بذاته (٦٦).وقد رأينا في موضع آخر أن من يصبح صديقا من زملاء العمل هو:‏‏(أ)‏ من نراه في البيت أيضاً‎ ‏(ب)‏ أو الأصدقاء داخل العمل الذين نراهممعا في مقهى اؤسسة في فترات الراحة أثناء العمل وليس خارجه.‏ ‏(ج)‏ أومعارف نسعد بالتفاعل معهم ولكن صحبتهم ليست لها قيمة خاصة (٢٠٣).وقد وجدنا درجة أعلى من التفاعل مع زملاء العمل من الفئة ‏(أ).‏ كذلكفإن العامل الذين لديهم صداقات من النوع ‏(أ)‏ يتعرضون لقدر أقل مناشقة وإن كان هذا لا يؤثر على الرضا عن العمل.‏ وقد كانت الأنشطةاشتركة الأكثر ارسة ب ذوي العلاقات الوثيقة داخل العمل هي:‏١- تبادل النكات مع الشخص الآخر.‏٢- تبادل الحديث العابر.‏٣- مناقشة العمل.‏٤- تناول القهوة أو اشروبات أو الوجبات معا.‏٥- التندر على الآخر.‏٦- مساعدة بعضهم البعض في العمل.‏٧- طلب أو تقد النصيحة الشخصية.‏٨- مناقشة اشاعر والانفعالات.‏٩- مناقشة الحياة الشخصية.‏١٠- تعليم الطرف الآخر أو اطلاعه على شيء يتعلق بالعمل.‏.(٢٠٣)الإشراف:‏يأتي الرضا عن الرؤساء في العمل كمصدر ثان للشعور بالرضاالاجتماعي في مجال العمل ويحتل مرتبة أقل أهمية من زملاء العملويأتي في تقدير الأهمية ‏(العام)‏ في اركز من الثالث إلى السابع.‏ وقد مثل57


سيكولوجية السعادةالإشراف مصدرا أساسيا من مصادر فترات عدم الرضا في دراسة هرزبرج(٢٠٨). وقد لاحظنا نحن قدرا كبيرا من الصراع مع الرؤساء (١٦). وكنللرؤساء أن يطالبوا زيد من العمل أو بتحس في أدائه أو را يشعرالعاملون بأنهم غير عادل في معاملتهم لهم أو را ينظر إليهم على أنهممتكبرون أو معادون أو غير متعاطف‏.‏ كذلك كن للمشرف أن يزودواالعامل نافع مادية أو اجتماعية (٢٩٣) فهم إذن مصدر أهم للعون العمليالموس إذا قورنوا بالزملاء (١٦). وهم يستطيعون اساعدة على الترقيوزيادة الأجور وتحس ظروف العمل وهم أقدر من زملاء العمل أو الأقرانعلى حل الصعوبات واشكلات في العمل.‏ ومن جانب آخر كنهم خلقاتاعب أيضا.‏ وتتضمن العوائد الاجتماعية التي يستطيع اشرف توفيرهاادح والتشجيع وخلق جو اجتماعي لطيف.‏ وكن للدعم من جانب اشرفأن يقلل من تأثير اشقة وما يترتب عليها من قلق واكتئاب (٦٥). ويعتقدكثير من رؤساء العمل ‏(الأسطوات)‏ أن مساعدة الأفراد بهذه الطريقة هيجزء من العمل (٢٤٥) ولكن الجانب الاجتماعي في العلاقة يزداد صعوبةبسبب التفاوت في القوة واكانة والأجر (١٩).واشرفون الذين يحظون بنظرة ‏«اعتبار»‏ عالية القدر أو ثلون ‏«محورايلتقي حوله العاملون يكون مرؤوسيهم أكثر شعورا بالرضا كما تقل بينهمعدلات التغيب.‏ أو إبدال العامل بغيرهم وبالإضافة إلى هذا فإنهميحتاجون إلى أن يتمتعوا بكفاءة فنية كافية لكي يساعدوا فريق العمل علىأن يكون فعالا.‏ وتشير الأدلة إلى أن الأفراد يشعرون بالرضا أكثر عندمايستشارون وعندما يسمح لهم بالاشتراك في اتخاذ القرارات التي تؤثر١١). ومن الواضح إذن أن اشرف كن أن يكونوا مصدراهاما من مصادر الرضا عن المحمل.‏ ولكن للأسف فهم يفتقدون غالبا إلىاهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق ذلك.‏«ًعليهم (١٨٢;فرص الترقي:‏تب من دراسات هرزبرج أن الإنجاز والاعتراف باكانة هما أكثر مصادرالرضا عن العمل يتلوهما عن كثب اسؤولية والترقي.‏ ويحتاج الناس لأنيشعروا بأنهم يقومون بالعمل على وجه حسن ويطلبون اعترافاً‏ خارجياً‏58


العمل والبطالةبذلك (١٨٢).والترقي هو أهم أنواع الاعتراف ويحمل معه فائدت أخري‏:‏ زيادةفي الأجر وتحسن في اكانة.‏ ورغم هذا فهو مصدر محتمل لعدم الرضاأيضا فهو قد يتضمن الاتصال عن الزملاء وللمزيد من اسؤولية وازيدمن ساعات العمل وأداء عمل آخر را يكون أقل إثارة للاهتمام.‏ وبناءعلى هذا نجد بعض الأفراد يرغبون فيه أكثر من غيرهم.‏ ويهتم اديرونواوظفون الإداريون بالترقي بصورة خاصة-فهم في وظائف ذات توقعاتأبعد مدى وثل الترقي فيها مؤشرا جيدا على النجاح.‏ ويشعر الأكاديونالبريطانيون بعدم الرضا عن نظام الترقي حيث يصعب تقو الأداءالأكادي من خلاله.‏ولا ينظر العمال العاديون إلى فرصهم للترقي على أنها جيدة (١٧٣) إذإنها ليست جيدة فعلا فإذا كان هناك خمسون عاملاً‏ ومشرف واحد علىسبيل اثال فأملهم الوحيد في الترقي يكون خارج اؤسسة عن طريقإنشاء أعمال خاصة بهم.‏عوامل أخرى للشعور بالرضا:‏هناك عدد من العوامل الأخرى مثل الرضا عن ظروف العمل والرضاعن الشركة أو التنظيم ولكنها تقدر على أنها أقل أهمية من تلك التيناقشناها ونجدها متضمنة في مقاييس الرضا العام عن العمل.‏ومن الطريف أن البحث على العاطل عن العمل يب لنا عددا مناصادر الكامنة للشعور بالرضا عن العمل-أي أشياء لا تلاحظ إلا إذافقدت.‏ هذه العوامل هي:‏- تنظيم الوقت.‏- توفير اكانة والهوية.‏- وجود أهداف سامية.‏- اشاركة في الخبرات.‏- الأنشطة افروضة على الفرد.‏.(٢٣٣)هذه ملامح للعمل تفتقد عند الكثيرين عندما يفقدون وظائفهم.‏ ورغم59


سيكولوجية السعادةهذا وكما بينا من قبل لا يجد كل الناس العمل مشبعاً‏ من كل تلك النواحيبل إن قليلا من الناس يكتشف قدرا أكبر من الرضا أثناء البطالة ‏(انظر:‏الفصل الثالث).‏تأثيرات الرضا محن العمل:‏الشعور بالرضا عن الحياة:‏هناك كما بينا من قبل ارتباط وثيق ب الرضا عن العمل والشعورالعام بالرضا عن الحياة ولا يثير هذا دهشتنا حيث ثل العمل جانباً‏أساسياً‏ من الحياة.‏ ولكن السؤال هنا هو:‏ هل الرضا عن العمل يؤثر إلىالرضا عن الحياة أو العكس?‏ وقد ب تحليل إحصائي يهدف إلى إقامةاذج سببية أن مسار العلاقة السببية يسير في الاتجاه رغم أن هذهالعلاقة في الحالت لم تكن قوية (٣٩٧). وهناك احتمال آخر مؤداه أنمجال العمل ومجال خارج العمل يشتركان في كثير من الجوانب مثلالصداقة واكانة وتشابه أساليب السلوك وأن كلا اجملال يشترك فيالتأثير على الشعور بالرضا عن الحياة بوجه عام (٣٣١). وقد انتهت دراسةأخرى إلى الخلاصة التالية:‏ ‏«يرتبط تقدير الفرد الوجداني لجوانب حياتهاخملتلفة أساسا بظاهرة واحدة أساسية على استوى العام-بعامل عام واحدألا وهي إدراكات بشأن حسن حاله عموما»‏ (٨). وهناك قدر من الارتباطب النوع من الرضا-على الأقل-‏ضي من الأعلى إلى الأدنى أي أنالشعور العام بحسن الحال يؤثر على الرضا عن العمل.‏الصحة والصحة النفسية:‏يرتبط انخفاض الشعور بالرضا عن العمل عدلات أعلى من القلقوالاكتئاب والأغراض النفسية الجسمية وأمراض الشريان التاجي.‏ ويرتبطاعتلال الصحة النفسية بانخفاض الرضا عن العمل أكثر من ارتباطه معخصائص العمل الأخرى وهذا يوحي بأن الرضا عن العمل هو حالة وسيطةفي السلسلة السببية (٤٦٣). ورغم هذا فرا تأثرت الصحة النفسية كمايتأثر الرضا عن العمل إلى حد ما بنفس الخصائص للعمل:‏ الرتابة والتنظيمالآلي وسوء الإشراف والصراع مع الزملاء بالإضافة إلى صنوف أخرى60


العمل والبطالةمن اشقة (٣). ويرتبط اقتران انخفاض اكانة مع تدني مستوى العملعلى وجه الخصوص بالشعور بعدم الرضا عن العمل وباعتلال الصحةبيد أنه را كانت هناك أسباب عديدة لذلك من بينها ميل ضعاف الصحةإلى أن ينجرفوا إلى مهن أسوأ.‏ ونجد من جهة أخرى-إن اوظف الكتابيلا يتمتعون بصحة جيدة وكذلك من يعملون في مهن تنطوي على إجهادمثل ضباط اراقبة الجوية والعامل في التليفزيون (٢٤٦).وثل الدعم الاجتماعي سواء من الزملاء أو اشرف مصدرا أساسيامن مصادر كل من الرضا عن العمل والصحة النفسية.‏ وكن لهذا النوعمن الدعم أن يقي من تأثيرات اشقة في العمل بصورة أكفأ من مصادرالدعم الاجتماعي الأخرى.‏ويحتاج العاملون في وظائف شاقة على وجه الخصوص إلى الدعم منجماعات العمل اتضامنة أو من مشرف على درجة عالية من اهارةالاجتماعية.‏ ويشير بحث آخر إلى أن الرضا عن العمل كان أحد العواملالتي تتنبأ بطول العمر ب العامل‏.‏ وقد كان الارتباط ٠٫٢٦ وهو أعلى منارتباط الرضا عن العمل مع حالة الجسم الوظيفية والذي يقف عند(٣٤١). وهناك علاقة مرتفعة ب الرضا عن العمل وأمراض الشريان التاجي٠٫٨٣) عند تثبيت اتغيرات الأخرى (٣٩١).هذا وقد وجد أن عدم الرضا عن العمل ينذر بالتوتر في العمل لدىامرضات وبالخصوص عدم الرضا ارتبط بطبيعة العمل وبالعلاقة معالأطباء.‏ ومن ناحية أخرى ينذر التوتر أيضا بعدم الرضا عن العمل-‏عنىأن التأثير ضي في الاتجاه‏-وخصوصا عام الرضا عن الإشراف وعنالأجر.‏ وهذا مثال هام يوضح كيف يتأثر عدم الرضا عن الأجر تغيراتغير اقتصادية (٢٦). وقد استخدم بحث آخر أسلوب بناء النماذج السببيةاستمدة من العلاقات ب عدد من هذه اتغيرات وقد انتهى إلى أن عدمالرضا عن العمل والسأم يسببان القلق والاكتئاب وهذا يؤدي بدوره إلىشكاوى جسمية (١٤٩). وأخيرا فقد أشارت البحوث إلى أنه سواء أثرتطبيعة العمل اتكررة واملة على الصحة النفسية أو لم تؤثر فإنها لا تؤثركثيراً‏ على الشعور الإيجابي بحسن الحال (٤٧٦). ويجد القار عرضاتفصيليا للعلاقة ب السعادة والصحة في الفصل العاشر.‏٠٫٢١‏(ر =61


سيكولوجية السعادةدوران العمل:‏هناك علاقة ب الرضا عن العمل ودوران العمل.‏ ويل هذه العلاقةلأن تكون منخفضة وإن كان الرضا عن العمل هو الذي يتنبأ بدوران العمل.‏وتتولد نسبة مرتفعة من دوران العمل من بعض اصادر الرئيسية لعدمالرضا عن العمل:‏ الأجر الذي يتصوره العامل شديد الانخفاض والإشرافالسيئ والعمل امل وافتقاد الدعم من الزملاء.‏ وتزداد العلاقة ب الرضاعن العمل وب دوران العمل عندما تزيد نسبة البطالة إذ في ظل هذهالظروف أي عندما يصعب إيجاد عمل فإن الناس يتركون عملهم أساسالأنهم غير راض عنه.‏ ولكن في ظل ظروف العمالة الكاملة يتنقل الناسمن عمل إلى عمل جملرد التغيير وليس لعدم الرضا (٤٠٧). وتكشف التجاربايدانية عن أن الوسائل التي تستهدف زيادة درجة الرضا عن العمل مثلزيادة التنوع والثراء في العمل تؤدي إلى تخفيض دوران العمل (٢٩٩). ومنامكن حساب الانخفاض المحتمل في الدوران الناجم عن زيادة معينة فيالأخر وكذلك تقدير ما إذا كانت التكلفة التي يقتضيها تعي العمال وتدريبهمأكثر أو أقل ‏(من تلك الزيادة)‏ (١٨٢). وعندما يشعر الأفراد بعدم الرضا عنالعمل فإن ذلك يستثير سلسلة من الأحداث كن أن تؤدي بهم إلى تركالعمل أو عدم تركه.‏ كتقدير فرصهم للحصول على أعمال أفضل أو البحثعن هذه الأعمال ومقارنتها بالعمل الحالي وفي بعض الأحوال الاستقالة.(٣٢٤)بيد أن الرضا عن العمل ليس هو العامل الوحيد الذي يؤثر على دورانالعمل.‏ إذ تب في الغالب الأعم بالنسبة ن قرروا ترك عملهم أن هناتغيرات قريبة العهد فيما يتعلق بالتزاماتهم إزاء انظمة نتيجة خفضاكافآت وزيادة التكلفة ونقص في القيمة الاستثمارية للعمل ووجودبدائل أفضل.‏ ويتضمن القيمة الاستثمارية للعمل ترتيبات اعاش التقاعديوالصداقات المحلية ووظيفة الزوج والارتباطات في اجملتمع المحلي (٣٨٦).الغياب:‏هناك اعتقاد شائع بأن انخفاض الرضا عن العمل يؤدي إلى الغيابوقد ظهر في عدد من الدراسات علاقة ب الاثن‏:‏ ورغم هذا فقد تب62


العمل والبطالةمن تحليل كمي حديث لنتائج البحوث أجرى على ٧٠٧ تحليلات منفصلةوجود علاقة منخفضة لا تعدو ٠٫٠٩ فالتأثير إذن ضئيل.‏ وقد تب أننا إذاقسنا الغياب على مدى فترات قبل وبعد قياس الرضا عن العمل فإنالغياب يكون مؤشرا يتنبأ بالرضا والعكس صحيح (٧٩). وتكون العلاقةب الغياب والشعور بالرضا أقوى لدى النساء والعمال اليدوي والعمالفي الشركات كبيرة الحجم والعمال صغار السن ‏(انظر:‏ ٣١٨). ورا كانالتفسير هنا هو أن التزام هذه الجماعات بالعمل يكون أدنى فهم أقلاندماجاً‏ اجتماعياً‏ في العمل وعلى هذا فهم يستجيبون بسهولة للأمراضالخفيفة أو اشكلات البسيطة بالتغيب عن العمل (١٨٢).وهناك رأى يرى أن دوران العمل والغياب والتأخير تندرج معا تحت أربعاستجابات أعم لعدم الرضا عن العمل يقوم بها العامل:‏ الخروج أي تركالعمل والبحث عن عمل آخر والاعتراض أي التحدث إلى اشرف أو كتابةالشكاوى والولاء أي التحمل أو الانتظار بصبر والإهمال أي الغياب أوالتأخير (١٣٤).الأداء في العمل:‏بدا اكتشاف عدم وجود علاقة ب الرضا عن العمل وب الإنتاجية أومعدلات العمل في حينها اكتشافا هاما (٤٧). بيد أن تحليلاً‏ كمياً‏ حديثاً‏لنتائج البحوث أجرى على ٧٤ دراسة تضمنت ٢١٧ معامل ارتباط مستقلاً‎أشار إلى وجود علاقة إجمالية تبلغ ٠٫١٧ ب هذين العامل (٢٢١). وتشيردراسات حديثة إلى وجود معاملات ارتباط أعلى من هذا تحت ظروفمعينة.‏ وقد وجد في أحد هذه الدراسات معامل ارتباط يبلغيرتفع ليصل إلى ٠٫٦٠ عندما تقل الضغوط من أجل الأداء-أي عندما يكونالعمل الشاق تطوعيا(‏(٣٣‎ ويبدو أن هذا يعود إلى أن زيادة الإنتاجية تؤديإلى الشعور بالرضا وليس العكس لأن الأداء الجيد يحقق لصاحبه عوائدمثل الأجور اللازمة والاعتراف من قبل اشرف (٢٧٧). فينبغي إذن أنتكون هناك علاقة إيجابية عندما يعتمد الحصول على هذه العوائد علىالإنتاجية (٢٩٣).بيد أن الرضا عن العمل يؤدي إلى التقليل من السلوك اعوق للإنتاج٠٫٣٥ ولكنه63


سيكولوجية السعادةكالتخريب والسرقة وسوء أداء العمل عن قصد ونشر الشائعات أو النميمةلإثارة اشاكل (٣٠٣). وكان هذا التأثير أقوى عند من تخطوا سن الخامسةوالثلاث ورا يضطرون إلى ارسة هذا السلوك إلا ح يكون الشعوربالظلم قويا.‏ ومن المحتمل جدا أن انخفاض الرضا عن العمل يؤدي إلىاضطرابات أكثر لنفس السبب.‏ وقد وجد أيضا أن اديرين الذين يشعرونبالسعادة إزاء عملهم يكونون أكثر اعتباراً‏ للآخرين وحساسية تجاههمداخل العمل (٣٢٧). وسنب فيما بعد أن استثارة ازاج الحسن تؤدي إلىسلوك اجتماعي أكثر إيجابية ‏(انظر:‏ الفصل السابع).‏الفروق بين المهن:‏تشير بحوث كثيرة إلى أن الرضا عن العمل يزيد لدى شاغلي الأعمالالأكثر مهارة والتي توفر مكانة أعلى.‏ وأكثر الناس شعوراً‏ بالرضا عنالعمل هم أساتذة الجامعات والعلماء ورجال الكنيسة وغيرهم من اهنيمثل الأطباء والمحام وأقلهم شعوراً‏ بالرضا هم من يعملون في أعمالرتيبة لا تتطلب درجة عالية من اهارة.‏ وقد وجدت إحدى الدراسات أن٩١% من علماء الرياضة سيختارون نفس اهنة مرة أخرى باقارنة بنسبة١٦% من ب عمال الصلب غير ااهرين (٤٠) وكن تفسير ذلك جزئيابأن بعض اهن تغل لأصحابها أجورا أعلى ولكن الاحظ أن اديرين أقلشعورا بالرضا باقارنة بأساتذة الجامعات أو العلماء أو رجال الكنيسةالذين يتلقون أجورا أقل (٣٩١; ١٨٣). ورا كان التفسير الأكثر قربا هو أنهذه الأعمال تتصف عظم الخصائص التي وجدنا أنها ثل مصادرللرضا الذاتي:‏ الاستقلالية والأهمية وتنوع اهارة وهوية العمل.‏والحق أنه يصعب فصل مكونات الرضا عن العمل التي يز ب اهناخملتلفة.‏ وقد وجدت دراسة بعنوان ‏«نوعية الحياة الأمريكية»‏ (٦٣) أن شعورالتحدي يكون أكبر ما يكون في حالة العامل اهني واديرين وازارعوأقل ما يكون في حالة العمال العادي وعمال الخدمات.‏ وبينما كان اديرونيستمتعون بزملائهم في العمل لم يكن ذلك موجودا لدى ازارع وعمالالخدمات.‏ وكان الشعور بالرضا عن الأجر أعلى ما يكون لدى اديرينواهني وأقل ما يكون لدى ازارع وعمال الخدمات.‏ وكان الشعور بالراحة64


العمل والبطالة20191817161514 : 2 - 3 أعلى لدى ازارع وأقل لدى العمال سواء كانوا مهرة أو غير مهرة.‏وتتفاوت اهن أيضا في مستوى اشقة اللازمة عنها وقد رأينا كيفثل اشقة وعدم الرضا مصدران من مصادر سوء الحالة الصحية سواءكانت جسمية أو نفسية ويب الجدول ٢ تقديرات اشقة للمهن اخملتلفة١٠ إلى :١-2 (75) : -1-٣0+1+2 والذي سجلته دراسة بريطانية حديثة.‏ وتتراوح التقديرات بوكلما زادت الدرجة كان الضغط أشد.‏والحق أنه كن أحيانا عزل الخاصية التي تسبب اشقة في وظيفةمعينة.‏ وقد وجدت دراسة على طالبات التمريض أنهن يعان من القلقوالاكتئاب عندما يعملن في عنبر طبي وليس عنبراً‏ جراحياً‎ وكذلك عندمايعملن في عنبر سيدات وليس في عنبر رجال.‏ والواقع أن معدلات الوفياتأعلى في العنابر الطبية (٣٤٧).الفروق الفردية:‏لكل فرد مطالبه اخملتلفة عن الآخر.‏ وقد رأينا من قبل كيف أن أفراد65


سيكولوجية السعادة 2 - 3 4.88.3 4.7 7.74.5 7.5 4.4 7.54.37.5 4.37.5 4.3 7.3 4.37.3 4.3 7.24.374.3" " 4.2 - 6.8 4 6.8 4 6.5 - 4 6.5 46.34 6.346 3.8 6 3.7 5.8 3.7 5.8 3.7 5.8 3.75.8 3.5 5.7 - 3.55.5 3.4 5.4 3.3 5.2 2.8 52 4.8(92 : )66


العمل والبطالةالطبقة العاملة أكثر اهتماما بالأجر منهم بالرضا الذاتي ورا كان هذاراجعاً‏ جزئياً‏ إلى أن الأعمال التي يقومون بها لا تقدم الكثير من تنوع اهارةوالاستقلالية.‏ وقد وجدنا النساء عادة ما يكون اهتمامهن الأساسي هوالجوانب الاجتماعية للعمل وظروف العمل نفسها.‏ وتؤثر الفروق في الدافعيةوالقدرات أو أي عناصر أخرى في الشخصية على نوعية العمل الذي يسعدالفرد.‏ وبوجه عام يكون الرضا أكثر عندما يكون ذاك تناسب ب الفردوالعمل.‏ فإذا ما كان الإطار الإجمالي لحاجات الفرد يناسب الإطار الإجماليللعوائد التي يقدمها العمل فسيكون العامل أكثر رضا (١٦٢). وأوضح تناسبمطلوب هو ب معارف اوظف ومهاراته وب مقتضيات العمل.‏ ولا يهم منوجهة نظر اؤسسة ما إذا كانت مؤهلات اوظف أعلى ا تتطلبه الوظيفةوإن كان هذا مهما جدا بالنسبة للموظف.‏ ويب الشكل ٣-٢ أن الاكتئابينتج إذا كان العمل شديد التعقيد أكثر من اللازم أو ليس مركبا ا فيهالكفاية.‏ ويشعر من لديهم حاجة أعلى للنمو بالرضا أكثر عندما يقومونبعمل مركب في إطار تنظيم مفتوح وغير هرمي (٤٥٤) وباثل فإن منلديهم دافعية عالية للإنجاز يفضلون الأعمال الأكثر تحدياً‎ ويظهر لديهمارتباط أعلى ب الرضا عن العمل وب الأداء فيه (٤٢٠). كذلك فإن منلديهم حاجات اجتماعية قوية يكون أكثر سعادة ح يعملون داخل جماعاتعمل تعاونية ومحكمة التنظيم.‏زيادة الرضا عن العمل:‏وجه الباحثون كثيراً‏ من تفكيرهم لدراسة الطرق التي تزيد الرضا عنالعمل وقد أجريت العديد من التجارب لمحاولة تحقيق هذه الزيادة وتتمثلأهم البدائل التي درست فيا يلي:‏إعادة تصميم الوظائف:‏هناك بعض الأعمال التي تكون غير مرضية إلى حد كبير بحيث يشعرمعظم الناس بالاستياء منها رغم الفروق الفردية التي ذكرناها.‏ ويتضمنتوسيع نطاق اهنةفي العمل الذي يؤديه الفرد بحيث يكمل وحدة ذات معنى من وحداتJob enlargement وإثراء اهنة Job enrichment زيادة التنوع67


سيكولوجية السعادةالعمل ويتضمن ذلك أحيانا اختبار العامل لناتج العمل وكذلك زيادة طولدورة العمل.‏ ويحب كثير من الناس الأعمال الأكثر تشويقاً‏ وتلك التي تتضمنقدرا من اسؤولية.‏ وقد تنفيذ الكثير من برامج إثراء العمل وكانتالنتائج عادة إيجابية جدا (٢٣٥) ويتبدى ذلك مثلا في تخفيض دورانالعمل (٢٩٩).تحسين العلاقات الاجتماعية في مجال العمل:‏كن تحقيق ذلك بطرق عديدة ويتضمن ذلك تكوين جماعات عملتعاونية طبيعية وزيادة مهارات الإشراف وزيادة اشاركة في اتخاذ القراراتوخلق علاقات ب العامل والعملاء وتقليل الفروق في الآخر واكانةداخل التنظيم الهرمي.‏ ويعد عمال خطوط الإنتاج من أكثر العامل شعورابعدم الرضا.‏ وقد استطاعت شركتي فولفو Volvo وساب Saab لإنتاجالسيارات استبدال خط الإنتاج بوحدات مصغرة يعمل بكل منها عشر عماليربطهم نظام للنقل مستقل ويسمتلز دورة عمل أطول.‏ وقد أدى هذا إلىتقليل الغياب ودوران العملتدريب العاملين واختيارهم:‏تخلى أصحاب الأعمال عن البرامج ابكرة لإرشاد العامل منذ زمنبعيد بوصفها مكلفة وغير مفيدة كذلك يبدو أن الاستخدام الواسع النطاقلجماعات التدريب T-Groups قد عانى من نفس اصير.‏ ورغم هذا فنحننستطيع أن نضاهي ب الأفراد والوظائف بكفاءة أكثر.‏ ويتحقق ذلك منخلال عمليات الاختبار والترقية والنقل استندة إلى اهارة رغم أن هناكالكثيرين الذين مازالوا في الوظيفة غير الائمة من هذه الناحية.‏ وتتمالاءمة ب الشخصية والحاجات وب العمل في إطار التوجيه اهني نيتلقونه ومن خلال اختيار اهنة وتغييرها ولكنه ليس الاهتمام الرئيسيلأقسام شؤون العامل‏.‏خلاصة:‏يقر حوالي ٥٠% من الناس أنهم راضون عن عملهم رغم أن ثلث الناس68


العمل والبطالةفقط هو الذي سيستمر في أداء عمله إذا لم يكن مضطرا.‏ وهناك فروقواسعة ب اهن اخملتلفة.‏وكن تقسيم الرضا عن العمل إلى عدد من اكونات لعل من أهمهاالرضا الذاتي عن العمل نفسه.‏ ويزيد هذا الرضا الذاتي:‏ إذا ما توفر فيالعمل تنوع في اهارات واستقلالية وإذا شعر الفرد بأن عمله مؤثر فيحياة الآخرين وعندما يتوفر برهان على الأداء الناجح.‏ وتتضمن اصادرالأخرى للرضا عن العمل الأجر وزملاء العمل والإشراف على العمل.‏ويؤثر الرضا عن العمل على الرضا عن الحياة بوجه عام كما يؤثر علىالصحة والصحة النفسية ‏(انظر الفصل العاشر)‏ ويقل دوران العمل والغيابإلى حد ما وتزيد كفاءة الأداء قليلا عندما يكون الناس راض عن أعمالهم.‏آثار البطالةاذا نناقش البطالة مادام افترض أن هذا الكتاب يدور حول السعادة?‏السبب أن دراسة آثار فقدان العمل قد مكنتنا من الوصول إلى فهم أفضلشاعر الرضا التي نجنيها من العمل.‏ كذلك فقد زودنا البحث عن الكيفيةالتي يواجه بها الأفراد على اختلافهم البطالة علومات قيمة عن الأساسالسيكولوجي للسعادة.‏ وقد زادت نسبة البطالة إلى حد كبير في اجملتمعاتالغربية الصناعية ولا يبدو في الأفق أنها تتجه نحو الانخفاض..‏ وينظرإليها على أنها مشكلة اجتماعية رئيسية حيث يسود الاعتقاد بأن آثارهاسلبية للغاية.‏ ولنحاول الآن التعرف على هذه التأثيرات بدقة.‏يعد الفرد في بريطانيا متعطلا إذا كان يحصل على إعانة بطالة أو أيإعانة أخرى ترتبط بها أي ليس لديه وظيفة يتقاضى عنها أجراً‏ ويبحثجاداً‏ عن وظيفة.‏ولا تتضمن هذه الفئة اتقاعدين عن العمل ولا النساء اتزوجاتاللاتي لا يعملن ولا الطلاب أثناء العطلة الدراسية.‏ في بريطانيا في عام١٩٨٥ بلغت نسبة ‏«البطالة»‏ ١٤% من قوة العمل أو حواليمواطن وكانت نسبة ١٢% من مجموع الأسر تضم عاطلاً‏ واحداً‏ على الأقلويصل اعدل إلى أعلاه لدى الرجال صغار السن وأعضاء جماعات الأقلياتالعرقية وذوي اؤهلات الدراسية اتواضعة (٤١٥). وكان كثير من اتعطل٣٫٣٤٦ مليون69


سيكولوجية السعادةفي حالة تنقل ب وظائف مختلفة ويبلغ وسيط فترة التعطل ٣٫٤ شهراً.‏إلا أنه كان هناك ٤٠% من اتعطل دون عمل دة تزيد عن عام ويلهؤلاء إلى أن يكونوا من ب الأكبر سنا والأصغر سناً‏ ‏«عن اتوسط»‏ وغيراهرة أو العجزة وجماعات الأقليات العرقية أو ن لهم سوابق في السجون(٤١٢). وفي دراسة للعوامل التي تتنبأ بالبطالة لدى الأفراد تب أن احتمالتعرض الشبان الصغار للبطالة يتزايد إذا كانت رغبتهم في العمل ضعيفةأو إذا كان الوالد بلا عمل أو إذا كانوا ينتمون إلى طبقة اجتماعية أدنى(٤١٨). ويتقبل بعض الشبان فترات من البطالة كجزء من الحياة وهذايعطيهم الفرصة ليجربوا أنواعا مختلفة من العمل (٢٥١).البطالة والسعادة والرضا:‏تتباين أسباب وتأثيرات البطالة تبعا للظروف الاقتصادية اخملتلفة.‏وفي الفترة من ١٩٥٠-١٩٧٠ معدل البطالة منخفضا ً في بريطانيا باقارنةبفترات تاريخية أخرى وكذلك أسباب البطالة أثناءها غالباً‏ فردية.‏ أما فيفترة الثمانينيات ففد ارتفع اعدل كثيرا وتعكس البطالة الآن أفولاً‏ فيصناعات بأكملها مثل تعدين الفحم والصلب (٢٥١).وتشير دراسات حديثة إلى فروق واضحة جدا في درجة السعادة بمن لديهم عمل ومن ليس لديهم.‏ وقد درس مسح على النطاق القومي فيبريطانيا (٤٧٣) إلى أي حد يعبر الأفراد عن مدى سعادتهم بالأحوال بالأمس.‏وتجد النتائج ملخصة في الجدول ٣-٣ وكن أن نلاحظ أن العاطل عنالعمل ومن يعملون بعض الوقت يقرون بوجود قدر أكبر من الشد الانفعاليولكنهم كانوا سعداء بأمسهم بدرجة لا تقل عمن يعملون عمالة كاملةكذلك أقرت نسبة أعلى من اتقاعدين بسعادتهم بالأمس.‏ وفي دراسةأسترالية على خريجي ادارس وجد أن من لم يجدوا عملاً‏ منهم أصبحواأقل سعادة وأكثر شعورا بالل والغضب من اجملتمع والشعور بالوحدةوالشعور بقلة الحيلة (٤٣٨).وقد وجدت دراسة مسحية بريطانية أن ١٩% من عينة من العاطل عنالعمل ذكروا أنهم قد صاروا بؤساء أو تعساء منذ تركوا العمل وأصبحيتصفون بعدم الاستقرار واعتلال ازاج بينما أصبح ١٣% من العينة سريعي%١٧ً جدا70


العمل والبطالة : 3- 3 % % %%% ( ) 36102124233524192817 ( ) 121716166141321119الشعور بالضيق وحادي الطبع (٤١٥) وفي دراسة أجريت على ١٦٥٥ عاملامن عمال الصلب البريطاني بعد ستة أشهر من إغلاق مصنعهم كانتدرجة الوجدان أن الإيجابي ‏(كما يقيسها مقياس برادبيرن)‏ لدى من وجدعملا منهم ٣٫٠٥ بينما كانت درجة من لم يجد عملا ٢٫٣٠ وكان هناك فرقأقل في درجة الوجدان السلبي حيث يسجل اتعطلون درجة أعلى (٤٦٥).وفي اسوح الأمريكية نجد أن ١٠-١٢% فقط من اتعطل يصفن أنفسهمعلى أنهم سعداء جدا مقارنة بنسبة ٣٠% من ب الجمهور العام (٦٢).ويشعر اتعطلون بدرجة أكبر من الغضب باقارنة ن لديهم عمل (٤٢٢).وقد درس باحثون كثيرون الأفراد الذين فقدوا وظائفهم ويصفون حالاتالصدمة والتبلد واليأس والحداد بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاقوالهجرة.‏ ورغم انخفاض الكسب في حالات كثيرة يظل اتعطلون أقلسعادة ن يعملون إذا ما ثبتنا الدخل (٦٣). وبينما يكون اتقاعدون فينفس الوضع اادي كاتعطل عن العمل إلا أنهم أكثر سعادة.‏كذلك فإن مؤهلات اتعطل عادة أقل ومشكلاتهم السيكولوجية أكثروحالاتهم الصحية أضعف وأعمالهم قبل أن يفقدوها كانت أسوأ ورغم71


سيكولوجية السعادةهذا تشير الدراسات الطولية تلك التي درست مثلا إغلاق مصنع بأكملهإلى أن تعاستهم تعود ‏-جزئيا على الأقل ورا أساسا-‏ إلى البطالة.‏والحق أن لدى معظم الشباب الصغار رغبة في العمل:‏ ووجود الشابقيد برنامج فرص الشبابدون فقدان الرضا وتقدير الذات اللذان يترتبان على عدم القدرة علىالحصول على عمل وقت البطالة (٤٨). وسنناقش الرضا عن العمل لدىالنساء في موضع آخر ويكفي أن نقول هنا إن تأثيرات البطالة على ارأةأقل منها على الرجل إلا إذا كن مصدر الكسب الرئيسي في الأسرة.‏ وتتأثرالنساء أيضا وإن كان ذلك بدرجة أقل ببطالة أزواجهن (٤٤).وتؤثر البطالة على بعض مجالات الرضا بأكثر من تأثيرها على مجالاتأخرى.‏ ومن أهم اجملالات التي تتأثر بالطبع اال ومستوى اعيشة.‏ وقدأقر ١٣% من العاطل في بريطانيا بأنهم تأثروا ماديا إلى درجة كبيرةبينما أقر ٢٤% بأنهم أضيروا إلى حد ما.‏ وقد كانت هذه النسب ائوية أعلىلدى اتعطل دة سنت أو أكثر (٤١٥).حقاً‏ إن بعض العامل ذوو الأجر انخفض تتحسن حالتهم ااديةبالبطالة هذا إذا كانت لديهم أسر ويستطيعون أن يتقدموا بطلب للحصولعلى معونة أسرية بالإضافة إلى إعانة البطالة ولكن هذا لم يزد علىمن الأفراد وكان الفارق ضئيلا في عام (١٠٦). ١٩٧٨ وكانت الأغلبية فيوضع أسوأ وخاصة إذا زادت مدة بطالتهم عن عام.‏ وقد كان متوسط دخلالأسرة عندما يتعطل رب الأسرة عن العمل ١٠٩ جنيهات إسترلينية أسبوعياباقارنة توسط مقداره ١٦٠ جنيهاً‏ في حالة العمل (٤١٥).هذا ويقل الشعور بالرضا عن الصحة واسكن أيضا.‏ كذلك ينخفضالشعور بالرضا واشاق ارتبطة بالعمل بينما تزيد تلك ارتبطة بالأسرة(٤٧٣; ٦٢). ويشعر العاطل عن العمل بالكدر بطرق خاصة:‏Youth opportunities scheme في بريطانيا يحول%٦ًتقدير الذات:‏تشير الكثير من الدراسات وإن لم تكن كلها إلى أن العاطل عن العمليفتقدون تقدير الذات ويشعرون بالفشل وبأنهم أقل من غيرهم (١٣٥).وقد تب حديثاً‏ أنه رغم أن تقدير الذات قد لا يتأثر فإن هناك آثاراً‏72


العمل والبطالةواضحة على الشعور بالكفاءة الشخصية والإنجاز (٢٣١).التبلد:‏غالبا ما يصبح العاطلون عن العمل ملول وغير مبال خاصة إذاوجدوا صعوبة في تنظيم وقتهم وأنفقوا وقتهم في غير شيء يعملونه(١٣٦). وقد وجد أن مشيتهم أبطأ وتنخفض يقظتهم العقلية والجسميةفالقعود دون هدف يؤدي إلى التدهور.‏العجز عن النضج:‏يل خريجو ادارس الذين يشملون في الحصول على عمل إلى أنيظلوا على نفس استوى من النضج النفسي الذي اثل الذين مازالوا فيادرسة (١٨٤).الصحة العقلية:‏بعض الناس لا يحبون أعمالهم أو يشعرون بكثير من التوتر في العمل.‏ورغم هذا فما من شك في أن العاطل عن العمل في حالة أسوأ من حيثالصحة العقلية وخاصة الاكتئاب وأكثر احتمالا للانتحار أو أن يدمنواالكحول باقارنة ن يعملون.‏ ويكشف الجدول رقم ٣-٣ عن وجود أكبرنسبة من التوتر الانفعالي غير السار لدى العاطل وأقلها لدى من يعملونعمالة كاملة.‏ بيد أن هناك بعض العاطل الذين تركوا أعمالهم بسببارض أو ارض العقلي أو إدمان الكحول..‏ إلخ (٤١٢). والسؤال الذي يطرحنفسه هنا:‏ هل تؤدي البطالة أيضا إلى سوء الحالة الصحية النفسية?‏ لقدتوفر عدد من الدراسات امتدة زمنا وكن أن تزودنا بإجابة واضحة علىهذا السؤال مثال ذلك دراسة مسحية أجريت على ٩٥٤ رجلا متعطلا عنالعمل دد متفاوتة معظمها أقل من سنة وجدت أن ٢٠% منهم كانوا أسوأمن الناحية النفسية من ذي قبل ‏(قلق اكتئاب عدم استقرار...‏ إلخ)‏ وفقط في حالة أفضل نتيجة لزوال الضغوط التي يسببها العمل (٤٧١).كذلك فقد أجريت دراسة تبعية على خريجي ادارس عرفة ما إذاكانت البطالة هي التي تسبب سوء الصحة النفسية أو العكس.‏ وقد%٨73


سيكولوجية السعادةاستخدمت هذه الدراسة عدة آلاف من خريجي ادارس في مدينة ليدزتوفرت درجاتهم على مقياس الصحة العامة قبل ترك ادرسة Leedsوكذلك بعدها بعام ‏(انظر:‏ جدول ١-٣ حيث يوجد مقياس الصحة العامة)‏وكن الاطلاع على درجات من يعملون ومن لا يعملون من الجدولوتعكس الدرجة الأعلى قدرا أكبر من الاضطراب الانفعالي.‏ويب الجدول أن الدرجة على مقياس الصحة العامة بالنسبة ن لميجدوا عملا قد زادت بينما انخفضت درجة من وجدوا عملاً‎ كذلك ففدكانت درجة من وجدوا عملا منخفضة أصلا.‏ هذا النوع من التصميمالطولي للدراسة يب أن البطالة تؤثر على الصحة النفسية.‏ وبالإضافةإلى هذا فهو يوحي أن اضطراب الصحة النفسية له تأثير-ولو قليل-علىزيادة احتمالات التعطل.‏ويشير بحث آخر في أن العاطل الذين يفشلون في الحصول على عملأكثر ميلا على الأرجح لأن يصبحوا مدمن على الكحول أو أن رضوانفسياً.‏ ومن الواضح أن هناك علاقة مزدوجة ب البطالة والاضطرابالعقلي (١٦١).وعادة ما تظهر نتائج التأثير على الصحة العقلية بعد فترة من الوقتففي دراسة أسترالية أجريت على ٤٠٠ من الشباب العاطل عن العمل وجدأن ٥٦% منهم كانوا مضطرب إكلينيكيا وقد حدث هذا بالنسبة للكثيرمنهم بعد التعرض للبطالة وعادة ما كان ذلك يحدث بعد حوالي.٤-٣٥ شهور : 4 - 3 23 : 16 15 : 6 : __13.611.413.4__11.2: __8.410.67.7__10.5(23 : )74


العمل والبطالة(١٣٩). وقد وجدت دراسة بريطانية أن الصحة النفسية والجسمية تكونفي أسوأ حالاتها بعد حوالي ٦ شهور (٤٧١). وفي دراسة أمريكية أخرىوجد أن الكثير من الزوجات يصيبهن الاكتئاب والقلق ويصبحون أكثرحساسية نحو علاقاتهن الاجتماعية بعد فترة تد من شهرين إلى ثلاثةشهور بعد أن يفقد أزواجهن العمل (١٦١).وفي دراسة بريطانية للتغيرات السلوكية التي تحدث بعد فقدان العملوجد أن بعض هذه التغيرات قرن بتدهور في الصحة النفسية على نحو مايب من درس اختبار الصحة العامة.‏ وقد وجد أن البقاء في انزل دونعمل ومشاهدة التليفزيون والتطلع إلى واجهات المحلات دون شراء أيشيء يصاحبه سوء الصحة النفسية بينما نجد أن الطرق الأكثر نشاطالقضاء الوقت مثل الالتقاء بالأصدقاء والرحلات والذهاب إلى السينما أواسرح ترتبط بحسن الحالة النفسية إلا أننا لسنا متأكدين أيها يسببالآخر (٤٦٨).ونحن نستطيع أن نبدأ بتتبع العملية التي تؤدي بها البطالة إلى الاكتئاب.‏وقد بينت دراسة تبعية أمريكية-أجريت على ٢٣٠٠ شخص أن من فقدواوظائفهم قد أصابهم الاكتئاب كذلك فقد أقروا بوجود مشكلات تتعلقبالحياة الزوجية والاقتصادية فضلاً‏ عن مشكلات مع الأبناء (٣٥٣). وقدوجدت سلسلة من الدراسات التي أجريت في استراليا أن البطالة لهاتأثيرات واضحة على درجات اختبار ‏«بك Beck> وهو مقياس ذائع الصيتللاكتئاب.‏ وقد وجد أنه بعد فترة طويلة من البطالة-يتزايد لوم الناسلأنفسهم ويعانون من حالة عجز وقلة الحيلة اكتسبةيشعرون أن السبب الرئيسي في تعطلهم كامن في أنفسهم ويعجزون عنالتحكم فيه (١٣٧). ورغم هذا فإن كاتالانو ودولي وجاكسون(٦٩) and Jackson يؤكدون أن الحقيقة هي أن التغيرات الاقتصادية إاتكشف عن حالات من الاضطراب العقلي قائمة بالفعل ولكن كان ينظر إلىأعراضها من قبل على أنها قليلة الأهمية وتؤدي إلى عجز الأسر عن أنتتحمل أعضاء هامشي‏.‏ويرتبط الانتحار بوضوح بالبطالة ويلاحظ أن نسبة كبيرة ن يقدمونعلى الانتحار هم من ب اتعطل‏:‏ إذ تبلغ ٦٩% في سلسلة من الدراساتLearned helplesnessCatalano Dooley75


سيكولوجية السعادةوتبلغ خمسة أضعاف اتوسط القومي في سلسلة أخرى.‏ وهم ينتحرونبعد فقدان وظائفهم وهناك علاقة إيجابية ب معدلات البطالة ومعدلاتالانتحار عبر اناطق الجغرافية اخملتلفة وكذلك إذا قارنا اعدلات من عامإلى عام.‏ كيف تؤثر البطالة على محاولات الانتحار?‏ لعل أحد الطرق يكونمن خلال الاكتئاب أو جوانب أخرى من اعتلال الصحة النفسية ويتمثلالطريق الآخر في الفقر وانخفاض الدعم الاجتماعي وإدمان الكحول.(٣٥٧ ;٤١٢)وقد حسب عدد من الباحث الارتباط ب معدلات الانتحار وسوءالصحة النفسية وب البطالة.‏ وقد كشف أحد هذه التحليلات عن أنه إذااستمرت زيادة معدل البطالة بنسبة ١% في الولايات اتحدة ودة خمسسنوات نتجت الزيادات التالية في:‏الانتحارالدخول إلى استشفى العقلي للمرة الأولىالإيداع في السجنجرائم القتلالوفاة نتيجة لتعاطي الكحولمعدل الوفيات العام%٤٫١+٣٫٣+٤٫٠+٥٫٧+١٫٩+١٫٩+٨٢) ‏(اصدر:‏الفروق الفردية:‏ورغم كل هذا لا تؤثر البطالة على كل فرد بنفس الدرجة وكما رأينافان من ١٠-١٢% من الأمريكي العاطل عن العمل يذكرون أنهم سعداءجدا.‏الالتزام بالعمل:‏ترتبط زيادة درجة الالتزام بالعمل عند من هم متعطلون بدرجة أعلىمن اعاناة رغم أن هؤلاء أكثر احتمالاً‏ لأن يجدوا عملا آخر.‏ ويكون التعطلسبباً‏ لدرجة أشد من اعاناة لدى من يقبلون بالأخلاق البروتستانتية للعمل76


العمل والبطالةويعتقدون أن قيمته كأفراد وهويتهم تعتمد على العمل الذي يقومون به.‏طول فترة البطالة:‏تزيد اعاناة أثناء الشهور القليلة الأولى من البطالة ثم تثبت.‏ ويكونتأثير طول فترة البطالة في أسوأ صورة لدى من هم في الأربعينيات منالعمر (٢٣٢).العمر والجنس:‏يتأثر الرجال متوسطو العمر بدرجة أكبر من صغار الشبان أو الرجالالأكبر سنا ويتأثر الرجال بدرجة تفوق تأثر النساء اتزوجات ولكن درجةالتأثر لديهم ليست أكثر من النساء غير اتزوجات ورغم هذا-وكما بينا منقبل-فإن هناك احتمالاً‏ بأن النساء اتزوجات العاطلات عن العمل ولديهنأطفال صغار يص بالاكتئاب ‏(انظر الفصل الثاني).‏ وتتأثر الأمهات صغيراتالسن تأثرا كبيراً‏ يفوق كل هؤلاء..‏الطبقة الاجتماعية:‏ونجد أن أبناء الطبقة العاملة يتأثرون بدرجة أكبر رغم وجود اعتقادبأنهم أكثر تعودا على البطالة ويعود هذا أساسا إلى أن أبناء الطبقةاتوسطة أكفأ في استخدام الوقت وأن مشكلاتهم االية أقل حدة (٣٥١).الدعم الاجتماعي:‏تنخفض التأثيرات السلبية للبطالة على الصحة البدنية والصحة النفسيةوالسعادة بشدة لدى من يتمتعون بدعم اجتماعي قوي من الزوج أو الأسرةأو الأصدقاء ‏(انظر فصل٢ والجدول .(٣-١لماذا تجعل البطالة الناس تعساء؟الحق أن هناك تفسيرا في غاية الوضوح:‏ إنها تؤدي إلى تدهور الوضعاالي عظم الناس رغم أن البعض يتحسن دخله قليلا.‏ كذلك يبدو أنتأثير البطالة على السعادة والصحة النفسية والجسمية أكثر من تأثير77


سيكولوجية السعادةالدخل وعلى هذا فلابد أن نبحث عن تفسيرات أخرى.‏الاتجاهات والمعتقدات المتعلقة بالعمل:‏ظل الناس في الغرب دة طويلة ينظرون إلى العاطل عن العمل نظرةمتناقضة تجمع ب الازدراء من ناحية والتعاطف من ناحية أخرى.‏ واعتبرالعاطون عن العمل عالة كسالى وتعوزهم الكفاءة في نفس الوقت الذي بدأفيه النظر إلى البطالة على أنها نتيجة للنمو الصناعي والتقنيات الجديدةمجتمعة مع عوامل مثل انافسة الأجنبية والقرارات السياسية.‏ ومنالنظريات اقبولة على نطاق أوسع النظرية التي تفسر الاتجاهات نحوالبطالة بوصفها نابعة من أخلاق العمل البروتستانتية.‏ وقد وجدت دراساتحديثة في بريطانيا أن هناك من الناس من لا يزالون يتبنون الأخلاقالبروتستانتية هذه وهؤلاء يعتقدون أن سبب تعطل الناس عن العمل هوكسلهم ونقص ذكائهم وسوء تأهيلهم أو أنهم عالة يجدون أنفسهم أحسنحالاً‏ وهم يتقاضون إعانات التأم الاجتماعي عن البطالة (١٦٠;ويعتقد العاطلون عن العمل أن سبب البطالة هو الحكومة أو النقابات أوعوامل اجتماعية أخرى بينما يرى من يعملون أنها تعود أيضا إلى عيب فيالعاطل (١٥٦).ومع هذا فهناك اعتراضات على تأثير الأخلاق البروتستانتية في هذاالسياق.‏ ويشير ‏«كلفن وجاريت»‏ (٢٥١) Jarrett Kelvin & إلى أن كلا من العمالاليدوي والاك في القرون ااضية كانوا كسالى.‏ وحتى في القرن التاسععشر كان أصحاب اصالح التجارية يتلذذون بإنفاق وقت طويل في تناولالطعام والشراب وكانت رغبتهم الحقيقية أن يكونوا من السادة..‏ وكانتأثير الكنيسة على أبناء الطبقة العاملة في ذلك الوقت محدوداً‏ جداً.‏وعلى أية حال فلم تكن الأخلاق البروتستانتية لتشجع قبول غنى البعضعلى حساب تعطل الآخرين عن العمل ‏(انظر:‏ ٣٣٩). حقا هناك الكثير منالناس ن يندمجون في عملهم إلى حد كبير ويستمدون منه الكثير منالرضا على نحو ما رأينا ولكن هل يعود هذا إلى تعاليم لوثر وكالفن?‏ يرىكل من ‏«كلفن وجاريت»‏ أن الوصمة التي تلاحق العاطل عن العمل لهاأساس آخر يتمثل في القانون والإدارة التي نع دعم الشحاذين العتيدين(١٥٥78


ً كبيراالعمل والبطالةوالنصاب الكسالى وتقدم فكرة عن العاطل على أنه شخص عالة وتعوزهالكفاءة بل ومجرم.‏ ولم يحظ دور التغيرات التقنية في إلغاء الوظائف بأياهتمام.‏وفي اناخ الاجتماعي الراهن ينظر إلى التعطل عن العمل كعلامة علىالفشل وهو وصمة عار اجتماعية ونوع من الانحراف.‏ ‏«فإذا لم تستطع أنتجد عملاً‏ تقوم به ينمو لديك الإحساس بأنك لست بشرا ولا تصلحلشيء وأن هناك فارقا ً بينك وب من حولك من الناس لدرجة تشعركأن هناك شيئا ما خطأ فيك»:‏ (٢٥٠).ورغم هذا فقد أصبحت البطالة الآن واسعة الانتشار وتشمل أناسا منكل شرائح اجملتمع ا فيهم الكثيرون من اؤهل تأهيلا جيدا ومن تولواأعمالا مسؤولة في ااضي.‏ونجد ب الشباب نسبا كبيرة لا تستطيع أن تجد عملا في بعض مناناطق.‏ وكن النظر إلى البطالة ب متوسطي العمر على أنها نوع منالتقاعد ابكر ونتيجة لكل هذا نجد كثيرا من العاطل عن العمل يشعرونالآن بأنهم أقل مسؤولية عن محنتهم وأكثر تقبلا لها.‏ فإذا كان الكثيرونن تعرفهم عاطل عن العمل فإن هذا يخفف كثيرا من الجانب الخاصشكلة الهوية لديك.‏وتبقى مشكلة تتمثل في أن معظم الناس يبنون صورتهم عن ذاتهم كمايصنفهم الآخرون على أساس العمل الذي يقومون به.‏ ومعنى أن يصبح ارءعاطلا عن العمل أن يفقد هذا الجانب من صورة الذات.‏ملء الوقت وتنظيمه:‏الحق أن العاطل عن العمل يشعرون بقدر أقل من العناء إذا كانواقادرين على تخطيط وقتهم وتنظيمه وملئه (١٣٦) ويشعرون بسعادة أكثر إذاكان وقتهم مشغولاً.‏ فكيف ينفق العاطلون عن العمل أوقاتهم?‏ لقد قامتدراسة مسحية بريطانية بسؤال أفراد عينة ثلة قوامها ١٠٤٣ شخصا منالعاطل عن العمل:‏ ماذا فعلوا بالأمس?‏ وكان يوما عاديا وليس عطلةوكانت النتائج هي ما يظهر في الجدول ٣-٥. كان معظم نشاطهم يتركز فيعمل البيت والتسوق والبحث عن عمل وزيارة الأصدقاء والأقارب79


سيكولوجية السعادةومشاهدة التليفزيون وقد تب أيضا أن العاطل يروحون عن أنفسهم أقلويدخنون أكثر من الآخرين (٤٧٣) ومن ب الذكور الذين يتراوح عمرهمب ٢٥-٤٤ سنة كان ٤٤% منهم يشربون الكحوليات بكثرة بينما النسبةب من يعملون (٤١٢). ويقرأ أداء الطبقة اتوسطة اتعطلون عن العمل أنمن ذي قبل بينما يقلل أبناء الطبقة العاملة من الأنشطة الترفيهية التيتكلف مالأ (٤٧٤). ويزيد الوقت غير انظم الذي ينقضي في مشاهدةالتلفزيون والثرثرة وقراءة الصحف ومجرد القعود (٤١٢).ويحافظ بعض العاطل على مستوى مهاراتهم بإنشاء مكتب أو ورشةفي البيت مثلاً‎ وهذا مفيد لصورة الذات ولء الوقت أيضا.‏ ويعمل البعضفي الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية ‏(أو ما يسمى بالاقتصاد الأسود)‏الأمر الذي يساعد اقتصادياً‏ ‏(رغم عدم قانونيته)‏ ويحفظ للفرد شبكة من%٢٨(1983 ) 5 - 3 % % 19 21 716 17 916 13 1210 17 1211 3 138.5 12 148 10 85.5 2 75.5 2 85.5 6 94.5 14.5 4 33 42 1 3(415 : )% % 49 1926 2016 2210 62 142 45 93 73 53 38 87 51 41 2 / 80


العمل والبطالةالعلاقات الاجتماعية.‏ ويقوم نحو ١٦% من العاطل عن العمل بأداء عملتطوعي في اشروعات الخيرية ونسبتهم أقل من نسبة اتطوع منالعامل ورا يعود الفرق إلى أن العاطل عن العمل يضمون الكثير منصغار السن وغير اهرة الذين لا يقومون عادة بأعمال تطوعية (٤١٥).ويتوافق بعض الناس بعد فترة طويلة من البطالة ولكن بطريقة غيرمرضية.‏ فهم ينهضون من نومهم متأخرين ويقتلون الوقت ويتوقفون عنالاهتمام بالتقدم للوظائف الخالية.‏ وبالطبع يشاهدون التليفزيون كثيراً‎الأمر الذي لم يكن كنا أثناء فترات الكساد الاقتصادي السابقة.‏ومن الواضح أن لدى العاطل عن العمل الكثير ا كن عمله مثلماهو الحال بالنسبة لصغار السن واتقاعدين والزوجات وربات البيوت.‏ فإذانجحوا في التوصل إلى ط منظم للحياة فإنهم يشعرون بدرجة أعلى منحسن الحال.‏ومن الأمثلة الأخرى للعاطل السعداء أبناء الطبقة الوسطى والعليا فيعصور سابقة الذين لم يكن بهم حاجة للعمل ولم يعملوا.‏ وبقدر ما نستطيعأن نحكم فقد كانوا سعداء ورا كان ذلك راجعاً‏ جزئياً‏ إلى أنهم لميسمعوا بالأخلاق البروتستانتية ورا كان ذلك راجعاً‏ أيضا إلى أنهم كانوايتبعون طريقة حياة منظمة مليئة بالكثير من الواجبات والتطلعات ادنية.‏فقدان العلاقات الاجتماعية:‏يعاني العاطل عن العمل من خسائر شديدة الوطأة في واحد من أهمجوانب الرضا عن الحياة ألا وهو العلاقات مع الآخرين فهو يخسر كلالعلاقات داخل العمل أي فقدان لكل شبكة علاقات العمل التعاونيةبالإضافة إلى الصداقات غير الرسمية فيه.‏ إذ يكون الفرد في العمل جزءاً‏من علاقات متكاملة تؤدي إلى الشعور بالهوية وباكانة:‏ فادرس مثلايشعر بكونه مدرسا نتيجة للتفاعل بينه وب التلاميذ.‏ ويخسر العاطل عنالعمل كل هذا.‏وتحدث أيضا درجة من الانسحاب من العلاقات.‏ ويرجع ذلك جزئياإلى أن العاطل عن العمل لا يستطيع غالباً‏ أن يدفع ثمن اشروبات أو أنيستضيف الأصدقاء أو أن يخرج في نزهات.‏ ورا شعروا بالنقص81


سيكولوجية السعادةوبالوصمة ويظنون عن خطأ أو صواب-أنهم منبوذون.‏ وتكون الرابطة بالعاطل عن العمل وبعضهم البعض ضعيفة فهذه جماعة لا يرغب ارءفي الانتماء إليها.‏وفي النهاية يتضاءل حجم الدعم الاجتماعي في الأسرة.‏ وتتعرضالعلاقات الأسرية للتصدع إذ يزيد التوتر في العلاقة الزوجية كما يزيدالعنف وحالات الطلاق وكذلك تزيد اشاكل مع الأبناء وتزيد سوء معاملةالأطفال (٤١٢)المزايا الخفية للعمل:‏يبدو للوهلة الأولى أن هناك بعض التعارض ب ما وجدناه من أن كثيرامن الناس لا يحبون عملهم-كالذين يعملون عملا لا ورتيبا مثلا-وبالنتائج التي عرضت في هذا الفصل والتي تب أن الناس يكرهون فقدوظائفهم بدرجة أكبر.‏ ورا كان تفسير هذا هو أن العمل يزودنا بعدد منازايا غير الواضحة بالإضافة إلى كونه مصدرا للرزق.‏ وتتضمن هذهازايا توفير نظام لاستخدام الوقت وقيام اتصالات اجتماعية خارج نطاقالأسرة وربط الفرد بأهداف وغايات أوسع نطاقا وإعطاء مكانة وإحساسبالهوية وتوفير مستوى مرتفع من النشاط (٤٦٧; ٢٣٣). ورا كانت هذهالعوامل هامة للكثير من الناس.‏ ومن ناحية أخرى يبدو أن بعض العاطلينجح في الحصول على مزيد من عوامل الرضا هذه بعد فقد العمل.‏ وقدوصفت دراسة حديثة كيف استخدم ١١ متعطلا البطالة بطريقة إيجابيةغير معتادة.‏ إذ فضلوا تنظيمهم هم لوقتهم وتوجيههم لذواتهم على التنظيمافروض عليهم ولم يكونوا يلون إلى التنظيم الهرمي للعمل ووجود دعماجتماعي ثري بعيد عن مجالا لعمل.‏ وقد حددوا أهدافهم بأنفسهم لتتوافقمع قيمهم ووجدوا في هذا هويتهم الشخصية ‏(‏ثل ذلك لدى إحدىالحالات في قيادة مشروع اجتماعي محلي).‏ وكانت لديهم الفرصة مثلماكان في ااضي مارسة كفاءاتهم ومهاراتهم (١٥١).فمن الواضح إذن أنه كن تنظيم الأنشطة بطريقة مرضية جدا فيحالات عدم الارتباط بعمل ما.‏ والسؤال هنا:‏ أي الأنشطة هي التي تحققذلك الرضا?‏ من الواضح أن الجلوس بلا عمل لا يفيد.‏ بينما نجد أن82


العمل والبطالةأنشطة مثل العناية بالحدائق وتزي انزل وارسة الهوايات اخملتلفةتتضمن نفس الأنشطة التي ارس في أنواع معينة من العمل وإن كانتغير مدفوعة الأجر ولكن ارء يؤديها وقتما وكيفما شاء كما وأنها قد لاتهيئ له علاقات مع غيره من الناس ولا تحدد له أهدافاً‏ عامة ولكي توفرالهوايات قدرا من الرضا اثل ما نستمده من العمل لابد وأن يتوفر فيهاعدد من الخصائص مثل:‏ الالتزام بأهداف بعيدة ادى والتعاون داخلجماعة واستخدام اهارات.‏ وسنرى في الفصل الرابع إلى أي مدى تحققالهوايات مثل هذا الشعور بالرضا.‏الخاتمة:‏تسبب البطالة تعاسة عظم الناس.‏ وتؤثر تأثيرا خطيرا على الحالةالنفسية ويتمثل ذلك في الاكتئاب والانتحار وتؤثر كذلك على الصحةالجسمية على نحو ما سنعرف في الفصل العاشر.‏ وتزيد التأثيرات سواءلدى الأفراد التزم بأخلاق العمل ولدى متوسطي العمر ولدى أبناءالطبقة العاملة.‏ويعود تفسير ذلك جزئيا إلى النظرة السائدة إلى البطالة على أنهاعلامة على الفشل والكسل ويعود في جانب آخر إلى خسارة الفوائد غيرالظاهرة للعمل:‏ مثل تنظيم الوقت والإحساس باكانة والهوية والاتصالاتالاجتماعية.‏وقد تكيف للبطالة إيجابيا كل من استطاع أن يجد شيئا يفعله وينفقفيه وقته ويحافظ فيه على مهارته وكذلك من يستبقى علاقاته الاجتماعية.‏83


سيكولوجية السعادة84


وقت الفراغ4 وقت الفراغ‏«إذا أردت أن تكون سعيدالساعات قليلة فاشرب حتىتثمل وإن أردت أن تكونسعيدا لسنوات قليلةفتزوج.‏ أما إذا أردت أن تكونسعيدا للابد فليكن لكحديقة».‏ثل النشاط الذي نقوم به في وقت الفراغواحداً‏ من العناصر الهامة للشعور بالرضا العامعن الحياة.‏ وهو ما يهمنا على وجه خاص:‏ فمادامما يفعله الناس في أوقات فراغهم ليس عليه القيودالتي على العمل فمان كيفية قضاء وقت الفراغأن تعطيا مؤشرات هامة عن ماذا يريد الناس كنوما الذي يجعلهم سعداء.‏ واختيارات طرق قضاءوقت الفراغ ليست حرة اما فهي محدودة اهو متاح وبإمكانيات الأفراد وا هو مقبولاجتماعياً.‏ وهناك من الأدلة ما يشير إلى أنه معانخفاض كمية العمل-نتيجة نقص ساعات العملونظم التقاعد ابكر-لم تعد قيم وأخلاقيات العملالبروتستانتية لا ذات الأهمية التي كانت لها فيااضي لدى الكثيرين من الناس.‏ فإذا استطعنا أننعرف أي نشاطات وقت الفراغ هي الأكثر إشباعافإننا نستطيع اساعدة في التخطيط لوقت الفراغكما أن هذا يساعدنا على فهم جذور السعادة.‏ومن المحتمل أن تكون نشاطات وقت الفراغ أكثررسوخا وأهمية في الحياة الإنسانية من العمل إلاأنه كن الدفاع عن عكس هذه القضية ويقول‏(أنون (Anon تشيكزنتميهالي في مقال عن وقت الفراغ في85


سيكولوجية السعادةعلاقته بالتنشئة الاجتماعية:‏‏«تتضمن الخبرات اثلى الأولى في حياة أي فرد:‏ الرعاية والإطعامواللعب وثل هذه الخبرات اشبعة ذاتياً‏ معلماً‏ أساسياً‏ نقارن على هديهالأحداث التالية.‏ ومع اطراد نضج الفرد يستمر حدوث أكثر خبرات الحياةإشباعا في سياق النشاط الترويحي التعبيري متمثلا في الألعاب والرياضةوالتفاعل الحميم والنشاطات الفنية والدينية».‏ وهكذا كن القول إن اعنىالأكثر أساسية للعمل والأنشطة الأدائية الأخرى إا يتحدد بالضرورةبالرجوع إلى معان ت في سياقات ترويحية وليس العكس (٣٣٣; ١٠١).ما المقصود بأنشطة وقت الفراغ؟ما هي الأنشطة التي سندرجها تحت هذا العنوان?‏ إن أبسط طريقةهي أن ندرج كل شيء يفعله ارء أثناء الساعات التي لا يكون فيها نائما أويعمل أو يأكل أو يرعى نفسه أو أسرته.‏ وساد الاعتقاد زمنا طويلا أننشاط وقت الفراغ هو ما يفعله ارء في الوقت اتبقي بعد العمل.‏ ونحننعرف الآن أن هذا تأكيد خاطئ لأن بعض الناس لا يعملون ولأن وقتالفراغ أكثر أهمية بالنسبة للكثير من الناس من العمل.‏ وكذلك تتداخلبعض أنواع نشاط وقت الفراغ مع العمل.‏ وقد فرق بعض السيكولوجيتفرقة حادة ب العمل كفعل موجه أو وسيلي وب أنشطة وقت الفراغكنشاط تعبيري يؤدي لذاته ويحقق إشباعا ذاتيا ً. ورغم هذا تتضمن الصورالأكثر جدية من أنشطة وقت الفراغ السعي نحو أهداف محددة:‏ فالناس لاتسبح فقط للاستمتاع بااء وارح ولكن لتحس أسلوب السباحة وسرعتهاوللمحافظة على اللياقة البدنية أيضا.‏ وانحى الأفضل هو أن نعرف أنشطةوقت الفراغ على أنها تلك الأنشطة التي يقوم بها الأفراد جملرد رغبتهم فيذلك ومن أجل إشباع أنفسهم وللاستمتاع والترفيه والارتقاء بالذات أولأهداف اختاروها هم لأنفسهم وليس من أجل عائد مادي.‏وقد أجرى العديد من الدراسات اسحية على معنى نشاط وقت الفراغ.‏وقد أدركه الناس على أنه نوع من الاستمتاع وتحقيق الذات وإكمالها وعلىأنه نشاط تلقائي دون قيود.‏ وقد نظر إلى العمل في ضوء الواجب والكفاءةوضبط الذات والطاعة (٤٣٩).86


وقت الفراغالإشباع الناجم عن أنشطة وقت الفراغ:‏وجهت إحدى الدراسات اسحية الأمريكية التي أجريت على استوىالقومي سؤالاً‏ عن الإشباع الناجم عن قضاء وقت الفراغ في ضوء مقياسمن ٧ نقاط تد من ‏«مبهج»‏ إلى ‏«فظيع»‏ وقد وجد أن ٧% من الناسيبتهجون جدا بوقت الفراغ و ٣٢٫٥% يسرون به و ٣٦٫٥% يسرون به فيمعظم الأحوال وكان الشعور بالرضا عن وقت الفراغ أقل إلى حد ما منالرضا عن العمل وأقل إلى حد كبير من الرضا الناجم عن الحياة الاجتماعيةالزوجية (٨).وفي دراسة حديثة سئل الأفراد ما إذا كان العمل أم وقت الفراغ هوالذي يحقق لهم أكبر قدر من قيمهم الأساسية.‏ ولم يحقق نشاط وقتالفراغ قيما مثل الأمن والاحترام الخلقي وتحقيق الذات مثلما يفعل العملولكنه أرضى قيماً‏ كاللذة بصورة أكثر وتساوى مع العمل فيما يتعلق بالقيمالاجتماعية (٤٥٨). والاستمتاع بوقت الفراغ-بالنسبة عظم الناس-مصدرأقل أهمية في تحقيق الشعور بالرضا فهو أقل أهمية من العمل والزواجوتكوين الأسرة وإن كانت هناك أقلية ترى أنه أكثر أهمية ‏(انظر جدول١ استمد من بيانات أمريكية).‏ وهو مصدر أهم من العمل في تحقيقالشعور بالرضا بالنسبة للكثير من الرجال العزاب (٢٨%).وقد تناولت دراسات أخرى الشعور بالرضا الناجم عن أنشطة مختلفةارس في وقت الفراغ.‏ ويعرض الجدول ٢ نسب الذين يعبرون عنأقصى درجة من الشعور بالرضا (٥ نقاط على مقياس ذي خمس نقاط)‏في دراسة أمريكية شاملة أجريت في عامي ١٩٦٥-١٩٦٦. وتب أن الشعوربالرضا استمد من بعض أنشطة وقت الفراغ كالقراءة ومشاهدة التليفزيون-٤-٤ : 1 - 4 344549 323632 341929 (458 : )87


سيكولوجية السعادة% 79754034333332272726252725231717139(337 : ) 2 - 4 وغيرها أقل من ذلك الذي يستمد من العلاقات الاجتماعية رغم أن الفرديشترك في هذه الأنشطة مع الآخرين.‏كذلك كن قياس الرضا استمد من نشاط وقت الفراغ باستخداممقاييس تسأل عن الدوافع القائمة وراء هذا النشاط.‏ ويعتمد هذا انحىعلى ما إذا كنا نعرف ما هي هذه الدوافع.‏ وكما سنرى هناك درجة معقولةمن الاتفاق على هذه النقطة ب الدراسات اخملتلفة وترتبط الجوانباخملتلفة من الرضا عن نشاط وقت الفراغ معاً‏ إلى حد يسمح باستخلاص88


وقت الفراغعامل عام للرضا عن وقت الفراغ.‏إلا أنه من الواضح أن قدر الشعور بالرضا الناجم عن ارسة صورمختلفة لقضاء وقت الفراغ لا يرتبط ارتباطاً‏ كبيراً‏ بكمية الوقت انقضيفيها.‏ ومن أكثر أنشطة الفراغ شيوعاً‏ مشاهدة التليفزيون واشي والقراءةوسماع اوسيقى وهذه أقل إشاعة للمرح من السفر وتسلق الجبال أوالتزحلق على الجليد (٢٢) ولكن مشاهدة التليفزيون والقراءة تتضمن جهداأقل وهي أرخص سعراً‎ ولا تتطلب مهارات خاصة أو معدات أو بيئةفيزيقية أو مناخ مع‏.‏نشاط وقت الفراغ والرفاهيةيتضمن جانب من تعريف أنشطة وقت الفراغ أنها نشاطات يقوم بهاارء كهدف في حد ذاته.‏ ورا تضمنت أهدافا مباشرة مثل ارح أوالاستمتاع بشيء وأهدافا بعيدة ادى مثل بلوغ كفاءة في مهارة أو فيرياضة أو الاتساع بنطاق اعرفة أو التعليم أو كتابة كتاب أو زيارة بلدانالعالم.‏ وكن النظر إلى كل هذه الأهداف على أنها غايات مقبولة في حدذاتها ولا تتطلب أي تبرير ولكن را ظللنا نتساءل عما إذا كان نشاطوقت الفراغ يدعم الرفاهية بوجه عام وكذلك الصحة البدنية والصحةالنفسية.‏ويعد الشعور بالرضا عن وقت الفراغ أحد مكونات مؤشر الشعور العامبالرضا الذي صمم في جامعة ميتشجان الأمريكية (٦٣). وقد وجد أنالتعريف الضيق لنشاط وقت الفراغ على أنه الهوايات ليس مؤشراً‏ جيداً‏للتنبؤ بالرفاهية كذلك فلم يقدر على أنه مجال مهم.‏ ولكن نشاط وقتالفراغ كان واحدا من أهم اؤشرات التي تتنبأ بالرفاهية بوجه عام إذاحددنا معناه بأنه ‏«الحياة خارج نطاق العمل».‏ويؤثر نشاط وقت الفراغ أيضا على الزواج وعلى جوانب الحياةالاجتماعية الأخرى والتي رأينا أنها من اصادر الهامة للشعور بالهناء.‏وأن أنشطة وقت الفراغ التي تجري بصورة مشتركة ب الزوج والزوجةتقترن بدرجة أعلى من الشعور بالرضا عن الزواج وخاصة في السنواتابكرة من الزواج وكذلك بعد أن يستقل الأبناء ويعيشون خارج البيت89


سيكولوجية السعادة(٤٩٣). وسنرى فيما بعد أن التفاعل الاجتماعي وتقوية الروابط الاجتماعيةمن أهم مصادر الشعور بالرضا عن نشاط وقت الفراغ.‏ وغالباً‏ ما ارسالأصدقاء وخاصة الرجال نشاط وقت الفراغ معاً‏ ‏(انظر:‏ ص ٦٤).مدى الانغماس في نشاط وقت الفراغ:‏أكثر الطرق مناسبة عرفة الوقت الذي يقضيه الناس وهم ارسونأشكالا مختلفة من نشاط وقت الفراغ هو أن نغري بعضهم بأن يسجلواأنشطتهم اخملتلفة في مفكرة دة أسبوع أو أكثر.‏ وفي دراسة أمريكيةاستخدمت هذا الأسلوب أجريت في عامي ١٩٦٥-١٩٦٦ م وجد أن لدىالرجال ٤ ساعات و‎٤٦‎ دقيقة من الوقت الحر يومياً‎ بينما كان لدى النساءالعاملات ٤ ساعات ودقيقتان.‏ وهذا وقت لا يستغرق في العمل ولا فيالسفر أو العناية بالنفس أو الواجبات انزلية.‏ وقد قضى الرجال ساعتو‎٢٨‎ دقيقة والنساء ساعة و‎٣٦‎ دقيقة من هذا الوقت في مشاهدة التليفزيونووسائل الإعلام الأخرى.‏وكذلك قضى الرجال ساعة و‎٤٠‎ دقيقة والنساء ساعة و‎٥٧‎ دقيقة فيأنشطة وقت الفراغ باعنى الضيق لهذه الأنشطة-نشاط اجتماعي ورياضةوترويح إلى آخره...‏ (٣٧٧).ولا نجد دراسة بريطانية اثلة تستخدم هذا النوع من توزيع الوقت.‏ولكن ثمة دراسات استقصائية عامة عن الأسر..‏ تجري مقابلات معأسرة بانتظام وقد زودتنا هذا اقابلات بالكثير من اعلومات عن أنشطةوقت الفراغ.‏ وسأستخدم هذه الدراسات اسحية كمصدر أساسي للمعلوماتفي هذا القسم.‏ وتب دراسات عام ١٩٨٢ أن كمية الوقت الحر بالساعةلدى فئات مختلفة من الناس هو كما يلي:‏أيام الأسبوع أيام العطلةساعةالرجال العاملونساعةالنساء العاملونساعةربات البيوتساعةاتقاعدون٢٥٠٠٠١١٫٤٩٫٢٨٫٠١١٫٢٤٫٠٣٫٦٧٫٠٩٫٩90


00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000وقت الفراغويكون هذا الوقت الحر عادة ب السادسة والعاشرة مساء في أيامالأسبوع.‏ ويوضح الشكل ٤-١ نسب الأمسيات التي قضاها أصحابها معالفئات الأساسية من أنشطة وقت الفراغ في إنجلترا وويلز فيكان النشاط الرئيسي لقضاء وقت الفراغ آنئذ هو مشاهدة التليفزيونوتليه الأنشطة الاجتماعية خارج انزل ‏(الأندية الرقص الكنيسة فصولمسائية..‏ إلخ)‏ ثم الشرق والأنشطة الاجتماعية في انزل.‏١٩٧٨. وقد000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 : 1 - 4 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000: 00000000000000000000000000000000000000000010080 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000060 0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000040 000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000002018- 25- 35- 5524 34 5400000000000000000000000000000000000000000018- 25- 35-24 34 54(415 : )55ويب الجدول ٤-٣ معدلات انشغال الناس في بريطانيا-من الجنسومن كل الأعمار-في أنشطة وقت فراغ مختلفة.‏ وقد أجريت هذه الدراسةفي عام ‎١٩٧٧‎م.‏ ويب العمود الأو كم من الناس ارسون كل نشا خلالالأسابيع الأربعة السابقة على سؤالهم-أثناء أحب فصول السنة لهم أماالعمود الثاني فيب كم من ارات في الشهر ارس فيه النشاط لدى من091


سيكولوجية السعادة 3 - 4 %75.43.65.65.62.27.62.29.9(36 : ) %22.320.412.39.69.38.97.66.53.7 ) ( .... * يقوم به في أكثر الفصول نشاطاً.‏وسندرس الآن بعض نشاطات وقت الفراغ الرئيسية وسنبدأ شاهدةالتليفزيون الذي هو أكثرها شعبية.‏مشاهدة التليفزيون:‏يتزايد الوقت الذي يقضيه الناس في مشاهدة التليفزيون باستمرارورا كان هذا نتيجة لزيادة عدد القنوات ولتحسن البرامج.‏ وقد شاهدالبريطانيون التليفزيون في عام ١٩٧٠ بواقع ساعت وربع يوميا وفي عام١٩٨٥ شاهدت النساء البريطانيات التليفزيون عدل أربع ساعات ونصفيوميا في اتوسط بينما شاهده الرجال عدل ثلاث ساعات وثلاثة أرباعالساعة وإن كان اعدل أقل من هذا بالنسبة للكبار ن تتراوح أعمارهم(×) نوع من ألعاب اقامرة92


١٦ ووقت الفراغب ٦٤ سنة الذين كانوا يشاهدون التليفزيون دة ثلاث ساعات وأربعدقائق هذا وقد شاهدته النساء في نفس الفئة العمرية ثلاث ساعات و‎٣٩‎دقيقة في اليوم ‏(حيث يشاهد الأطفال وكبار السن التليفزيون أكثر كثيراً).‏وهم عادة يشاهدون القناة الأولى للتليفزيون الحكومي (1 (BBC وكذلكالقناة الخاصة (ITV) في أوقات محددة من اساء.‏ ويب الشكلاشاهدة في بريطانيا في فبراير ١٩٨١ لكل من الأطفال والراشدين فيالأيام اخملتلفة من الأسبوع.‏ ويتب أنه في أوقات محددة من الأسبوع كان٨٠% من الأطفال ‏(تحت سن ١٦ سنة)‏ يشاهدون التليفزيون وفي أوقاتأخرى كان أكثر من ٥٠% من الراشدين يشاهدونه.‏ وفي الحقيقة يظلالتليفزيون مفتوحا لأكثر من خمس ساعات يوميا حيث يشاهد أفراد الأسرةاخملتلفون برامج مختلفة أو يستخدم كمجرد خلفية صوتية.‏ ورغم هذا فهميقررون بأنهم يشاهدون التليفزيون ا معدله ٤٥% من وقتهم الحر (٤٤٣).وهناك جماعات متعددة تشاهد التليفزيون بكثرة:‏ فبالإضافة إلى الصغاروالعجائز هناك النساء وأبناء الطبقات الاجتماعية الدنيا وأعضاء جماعاتالأقليات العنصرية إذ يقضون أوقاتا طويلة في مشاهدة التليفزيون (٨٩).كذلك من هم قعيدوا انزل وبعض العاطل عن العمل (٣٧٦). ويشاهدالناس التليفزيون في الولايات اتحدة أكثر من أي بلد آخر:‏ فالأجهزة تعملحوالي ٧ ساعات يوميا.‏وكثير من هذه اشاهدة يكون عرضيا فالجهاز يترك مفتوحا مثلاوسيقى كجزء من الخلفية وينتبه إليه فقط عندما يصبح مثيراً‏ للاهتمام.‏وقد صمم كولت (٨٦) من جامعة أكسفورد أسلوباً‏ لتصوير الأسر في انزلأثناء تشغيل التليفزيون.‏ وقد وجد أنهم أحيانا لا يكونون حتى في الغرفةوكثيراً‏ من الوقت لا يشاهدون على الإطلاق أو يؤدون شيئا آخر في نفسالوقت-مثل الأعمال انزلية وتناول الطعام وتبادل الحديث وأعمال الإبرة.‏ومن جهة أخرى يشاهد معظم الناس برامج معينة (٤٣). ومن أكثر البرامجشعبية ويراها أكثر الناس في بريطانيا اسلسلات الفكاهية السطحيةSoap Operas مثل شارع كورونيشن Coronation Street وسكان الإيست أندرز.‏وتنظيم الوقت وتساعد برامج التليفزيون على تنظيم اواعيد .East Endersوكذلك على تحديد أي الأوقات في خلال اليوم يخصصها الناس لأنشطة٤-٢ أاط93


سيكولوجية السعادةشكل ٤-٢: عادات مشاهدة التليفزيون عند الراشدين والأطفالالاثن - الخميسالجمعةأطفالأطفالالنسبةالنسبةراشدونراشدونصباحاً‏صباحاً‏مساء صباحاً‏ صباحاً‏ مساء السبتالأحدأطفالأطفالالنسبةالنسبةراشدونراشدونصباحاً‏صباحاً‏٤١٥ مساء صباحاً‏ صباحاً‏ مساء اصدر:‏-وقت الفراغ.‏وقد أجرى الكثير من البحوث عرفة سبب إقبال الناس الشديد علىمشاهدة التليفزيون وطبيعة اتعة التي يستمدونها منه.‏ وقد أمكن حصرعدد من العوامل في هذا الصدد هي:‏١ الترويح والتسرية والتخلص من الل أو التخلص من اشاغل العاديةواشاكل اليومية.‏٢- الحفاظ على اتصال ا يجري في العالم والحصول على معلوماتونصائح.‏94


وقت الفراغ٣- حاجات اجتماعية ويتضمن ذلك توفير اتصال اجتماعي غير مباشروالتفاعل شبه الاجتماعي Parasocial مع الشخصيات التليفزيونية ومقدميالبرامج أو كمناسبة اجتماعية مع الأسرة أو توفير موضوعات يتحدثعنها الفرد في العمل أو مع الأصدقاء.‏٤- الذاتية ومشاهدة شخصيات يرى اشاهد نفسه بينهم ومقارنةالفرد لنفسه مع الآخرين (٣٢٩).فإذا قيست هذه الحاجات لدى الأفراد أمكن التنبؤ بأي البرامج سوفيشاهدون.‏ وكذلك كن في ضوئها فهم أاط اشاهدة لدى جماعاتمختلفة:‏ فاتعلمون وأبناء الطبقة الوسطى يشاهدون الكثير من الأخبارويشاهد أفراد جماعات الأقليات العنصرية التمثيليات السطحية الضاحكةويعود جانب من ذلك حسبما توحي إحدى الدراسات إلى محاولة التعرفعلى كيفية السلوك في اواقف الاجتماعية اعتادة (٨٩).وكما قلنا من قبل فالتليفزيون متاح وزهيد الثمن ولا يتطلب جهدا ولامهارات خاصة ولا معدات ولا بيئة ولا طقس.‏ وشاهدة التليفزيون تأثيرفوري على الحالة الانفعالية.‏ وقد وجد أن الناس يكونون مسترخ ومبتهجواجتماعي بوجه عام أثناء مشاهدة التليفزيون كما يكونون أميل إلى حالةالنعاس وعدم التركيز والسلبية باقارنة بحالهم عندما يقرأون أو ارسونأي نشاط آخر مثل العمل أو ارسة نشاطات وقت الفراغ الأخرى أو تناولالطعام وتبادل الحديث (١٠٣).وسائل الاتصال الأخرى:‏الإذاعة:‏يستمع البريطانيون إلى اذياع حوالي ساعة وخمس دقائق يوميا فياتوسط ويتزايد احتمال انشغالهم بأشياء أخرى في نفس الوقت عما هوالحال في التليفزيون.‏وأكثر محطات الإرسال شعبية في بريطانيا هي المحطة الأولى منالبرنامج الحكومي تليها محطة اوسيقى المحلية ثم المحطة الثانية.‏ ويتعلقالشباب بوجه خاص بصوت اوسيقى استمر.‏ بينما يستغرق كبار السنفي اوسيقى الكلاسيكية بنفس الدرجة.‏95


سيكولوجية السعادةالقراءة:‏في الدراسة الأمريكية التي عرضنا نتائجها في الجدول ٤-٢ وجد أنالرجال يقرأون في اتوسط حوالي ٣٩ دقيقة يومياً‏ بينما تقرأ النساء مامتوسطة ٢٦ دقيقة.‏ ويقرأ ٧٢% من الناس في بريطانيا في عاميومية بينما يقرأ ٧٦% منهم صحيفة يوم الأحد ‏(العطلة)‏ ويبلغ متوسطالوقت الذي يقضيه الناس في قراءة الصحيفة في الولايات اتحدةدقيقة (٤٣١). ويقرأ الناس في بريطانيا أيضاً‏ الكثير من اجمللات.‏ فقد كان٤٢% يقرأون مجلة أسبوعية في عام ١٩٨٣ ‏(رغم أن أكثرها شيوعاً‏ هي مجلةالإذاعة ومجلة التليفزيون)‏ كذلك كان ٤٣% من النساء يقرأن مجلة نسائيةوكذلك ٩% من الرجال وكان يشترك في قراءة كل نسخة من اجمللة من٤ أفراد في اتوسط ‏(كانت مجلةأساسا في عيادات أطباء الأسنان).‏ وكان ٢٩% من الأفراد يقرأ مجلة شهريةأكثرها شيوعا مجلة ريدرز دايجست .Readers Digest وقد وجد أن الفردفي الولايات اتحدة يقضي ٥ دقائق يوميا في قراءة اجمللات معظمهايحتوي على قصص عاطفية وقصص نجاح...‏ إلخ.‏ ولا يقضي الشخصالعادي كثيرا من الوقت في قراءة الكتب.‏ وقد وجد أن واحدا من كل اثنمن اواطن البريطاني لم يقرأ كتابا في فترة أربعة أسابيع من عام‏«شملتها الدراسة».‏ ورغم هذا فإن من يقرأ الكتب يقرأ كثيرا.‏ وقد بلغمعدل الاستعارة من اكتبات العامة في بريطانيا ٦٥٠ مليون كتاب في العامأي حوالي ٢٦ كتاباً‏ لكل من يقرأ كتاباً‏ على الإطلاق هذا فيما عدا الكتباشتراة أو استعارة من الآخرين.‏ والأرقام أكثر من هذا بكثير لدى من أهمأكثر جدية في قراءة الكتب والروايات هي أكثر ما يستعار من اكتباتالعامة وأكثرها شعبية الروايات البوليسية وروايات الجاسوسية.‏ وكما يبالجدول ٣٢% من الناس أعربوا عن شعور شديد بالرضا يستمدونهمن القراءة وهي نسبة تقترب من ضعف النسبة فيما يتعلق شاهدةالتليفزيون وتكاد تقترب ا يستمد من صحبة الأصدقاء.‏١٩٨٣ جريدة٢٢-٣Country life تقرأ بواسطة ٦٫٢١ فرد-‏١٩٨٣٤-٢ فإنالألعاب الرياضية:‏بلغت نسبة من ارسون ألعابا رياضية في الهواء الطلق في بريطانيا96


وقت الفراغفي عام ‎١٩٨٠‎م ٣٨% من الرجال ٢٣% من النساء.‏ أما الأرقام الخاصةمارسة الرياضة البدنية داخل انازل وفي صالات الألعاب فقد عكستفروقا جنسية أكبر:‏ فقد كانت النسب ٣٢% للرجال و‎١٦‎‏%‏ للنساء.‏ وتزيد هذهالنسب وبصورة ملحوظة عند صغار السن.‏ ويب الجدول ٤-٤ أكثر أنواعالرياضات شعبية بناء على دراسات أجريت سنة ١٩٧٧ وهي ثل نسبالأفراد الذين كانوا ارسون كل رياضة في غضون الأسابيع الأربعة السابقةعلى الدراسة وعدد مرات امارسة.‏ ويعطينا العمودان على التوالي فكرة(1983 ) : 4 - 4 4 %8373633544483104(164 : ) %191187.26.93.132.72.52.22.2221.81.1( 2) ( ) / 97


ًسيكولوجية السعادةعن عدد الناس الذين ارسون كل نوع من أنواع الرياضة:‏ مثال ذلك أن١١% ارسون الرقص وارسونه ثلاث مرات في الشهر.‏ ولا يتضمن هذاالعناية بالحدائق رغم كونها أكثر إجهاداً‏ من اللعب بالسهام الصغيرةوقد كانت أكثر الرياضات شعبية من ب الرياضات التي تتطلب نشاطاكبيرا-السباحة واشي بالنسبة لكل من الرجال والنساء كذلك كرة القدموالجولف لدى الرجال.‏ وهناك عدد متزايد من الناس ارسون تدريباتاللياقة البدنية.‏ ويقدر أن عدداً‏ يصل إلى ١٠% من سكان الولايات اتحدةالأمريكية ارسون تدريبات رياضية منتظمة من نوع أو آخر للحفاظ علىاللياقة أو لتقليل الوزن.‏ إلا أن كثيرا ن يبدأون بالجري يتحولون إلى نوعآخر من الرياضة البدنية مثل السباحة أو التنس (٢٢).ومثلما يشاهد الناس التليفزيون لأنه مناسب فهم سوف يقبلون علىمزيد من الرياضة البدنية إذا كانت منشآتها متاحة.‏ وقد وجد أن احتمالزيارة الناس للحدائق العامة في بريطانيا يتزايد بثلاثة أضعاف إذا كانتالحديقة لا تبعد عن ربع ميل من محل سكنهم عما إذا كانت على بعدنصف إلى ثلاثة أرباع ايل (٦١). وأقلية فقط هي التي ارس الرياضاتالنشطة وأغلبهم شباب صغار السن.‏ وبالنسبة لهم فهي مصدر لشعورعميق بالرضا.‏ وقد ب الجدول ٢٦% من الأفراد عبروا عن مشاعرشديدة بالرضا تستمد من ارسة الرياضة-أكثر ن يستمدونها منمشاهدة التليفزيون (١٧%). وبالإضافة إلى هذا يهتم كثير من الناس اهتماماكبيراً‏ بالرياضة وخاصة كرة القدم.‏ وكما قال أحد اعلق على ما يحدثفي أمريكا:‏‏«في كل صباح يجلس الأمريكي على مائدة الإفطار ويتصفح عناوينالصفحة الأولى الرئيسية ثم يقلب الصفحات بسرعة إلى صفحة الرياضة..‏وهو يؤدي أعماله الأسبوعية بطريقة آلية ولكن عندما يأتي وقت الرياضةفإنه يتحول ويشتعل حياة نتيجة للحماس.‏ كان من امكن أن يقال إن بلادنادولة رياضية أكثر من كونها دولة رفاهية أو دولة رأسمالية أو دقراطيةسياسية أو أي شيء آخر.‏ (٢٢٧-٢٢٦ ص:‏وبعد حضور مباراة في كرة القدم وإلى درجة أقل مباراة في الكريكتمن أنشطة وقت الفراغ الرئيسية:‏ إذ تبلغ نسبة من يشاهدون مباريات كرة.Darts.(٢٩٤-٢ أن98


وقت الفراغالقدم بانتظام ٨% من الرجال.‏ وتغلب على جمهور كرة القدم الحماسةالزائدة وهي ثل جانبا هاما في حياتهم (٣١٠).نشاط وقت الفراغ في المنزل:‏‏»يتداخل نشاط وقت الفراغ مع الحياة العائلية تداخلا عميقا (٧١;٣٧٦). وتشير الدراسات القائمة على تسجيل افحوص لنشاطه اليوميإلى أن أكثر من نصف وقت فراغ الراشدين ينقضي داخل انزل وحولهرغم أن كثيرا من الأنشطة انزلية ينظر إليها على أنها خليط من العملوقضاء وقت الفراغ (٥٠٠) وارس بعض أنشطة وقت الفراغ الرئيسية فيانزل وقد ناقشنا التليفزيون والإذاعة والقراءة من قبل.‏ ويب الجدول٥ معدلات ارسة عدد من الأنشطة الأخرى في بريطانيا عبر فترة تدلأربعة أسابيع.‏وكثير من النساء لا يجدن غير وقت فراغ ضئيل جدا مثل النساءالعاملات ومن لديهن أطفال.‏ وهن يقض وقتا أطول في البيت وأكثرأوقات فراغهن تكون في البيت.‏ وينظر إلى بعض الأعمال انزلية على أنهاتنتمي إلى نشاط وقت الفراغ مثل التسوق والطبخ ورعاية الحيوانات الأليفةوالنباتات انزلية..‏ ويشاهد النساء التليفزيون أكثر من الرجال وبينما-٤ : 5 - 4 % 39"1980 " 154824"1980 " 36162(415 : )% 5020251115065 99


سيكولوجية السعادةارسن أشغال الإبرة والتطريز يقوم الرجال بأعمال الإصلاح انزليةوالعناية بالحدائق أكثر أو تزي البيت.‏ومن الأنشطة الرئيسية التي تجرى في انزل رعاية الأطفال وهيمزيج من العمل وشغل الفراغ.‏ ويشبه بعضه أنشطة وقت الفراغ ‏(مثل زيارةحدائق الحيوان أو اللعب وأحيانا يكون عملا بحق)‏ مثل:‏ إطعام الوليد فيمنتصف الليل.‏ وله تأثيرات على كل ط الحياة ا في ذلك الحد منأنشطة وقت الفراغ الأخرى.‏وعند أعمار معينة يقضي الناس وقتاً‏ أطول في البيت.‏ فالأزواج صغارالسن ن لديهم أطفال صغار لا لكون الكثير من الأموال لإنفاقهاوارسون أنشطة فراغ قليلة يل غالبا إلى أن تتركز في البيت.‏ وفيمنتصف العمر عندما يكبر الأولاد أو يتركون انزل يستغل القليلون منهمالفرصة للتوسع في أنشطة وقت الفراغ.‏ ويزداد نشاط بعضهم في الكنيسةأو في السياسة أو الأندية الاجتماعية أو يتناولون الطعام خارج انزل أويحضرون الحفلات اوسيقية ولكن أكثرهم يبقى في البيت.‏ وبعد التقاعدورغم الحاجة إلى استبدال العمل بنشاط يوفر عوائد مشابهة له يقضيمعظم كبار السن أوقاتهم في انزل ويشاهدون التليفزيون رغم أن نشاطبعضهم يتزايد في الحديقة أو القراءة (٣٦٣).نشاط وقت الفراغ الاجتماعي:‏يقضي الناس جانبا ً كبيرا من وقت الفراغ جزئيا-أو كليا-بصحبة الآخرين.‏ولكن هناك فروقاً‏ واسعة ب الجنس‏.‏ فالنساء خارج انزل يلتقبالأصدقاء والأقارب أكثر كذلك فهن يترددن أكثر على الكنيسة والرقصوصالات البنجو وإن كن أقل من الرجال من حيث الإقبال على شربالخمر.‏كذلك هناك فروق في أاط شغل وقت الفراغ اجتماعياً‏ ب الأعماراخملتلفة.‏ فاراهقون وشباب الراشدين ارسون كثيراً‏ من أنشطة وقتالفراغ اخملتلفة خارج انزل ويجربون أنشطة وعلاقات مختلفة وخاصةمع الجنس الآخر.‏ ويب الجدول ٤-٦: الأشكال الأساسية لقضاء وقتالفراغ بصورة اجتماعية لكل الأعمار ودة أربعة أسابيع من عام.١٩٨٣100


وقت الفراغوبالإضافة إلى هذا نجد أن معظم الألعاب الرياضية ذات طبيعةاجتماعية..‏ إذ يتطلب أداؤها ما ب اثن إلى ٢٢ لاعباً.‏ كذلك فمشاهدةالتليفزيون نشاط اجتماعي في جانب منه رغم أن مستوى التفاعلالاجتماعي ينخفض بشدة أثناء اشاهدة.‏وتتضمن الأنشطة انزلية عادة بعض التعاون مثلما هو الحال فيالعناية بالحديقة وإجراء الإصلاحات انزلية.‏ وقد أظهرت الدراسة اسحية : 6 - 4 % 93 (1980)464012(415 : )% 90644110 التي عرضت نتائجها في الجدول ٤-٢ أن أعلى شعور بالرضا يستمد منالاتصال مع الأسرة والأصدقاء.‏ويتضمن الكثير من أنشطة وقت الفراغ الاجتماعية في بريطانيا الشرب : 7-4 % (1977) 3(1980) 45521(164 415 : )% 1364352916: : ( 7) 24-18 44-2565-45101


سيكولوجية السعادةسواء في الحانات أو الأندية أو انزل كما يب الجدولمعلومات بريطانية جمعت في الثمانينات).‏ وكن تصنيف الكثير من الرجالوخاصة صغار السن على أنهم يثقلون في الشرابسبعة كؤوس أو أكثر من الشراب مرة أو عددا من ارات في الأسبوع.‏وتتعلق اعلومات اقدمة في الجدول ٤-٧ بأربعة أسابيع في غضون عام-٤ ٧ ‏(باستخدامHeavy Drinkers يتناولون.١٩٨١الأندية والفصول الدراسية والعمل التطوعي:‏يجرى بعض نشاط وقت الفراغ الأكثر تنظيما وجدية في الأنديةوالتجمعات الأخرى ‏(اشابهة).‏ وهذا مهم من الناحية النظرية حيث إنبعضه أكثر شبها بالعمل فيما عدا أنه غير مدفوع الأجر.‏ كذلك فمناؤكد أنه ارس لأنه مرضي في حد ذاته.‏ إنه نوع من العمل الذي لا يتلقىعنه الفرد عوائد خارجية وإا عائدة ذاتي فقط ا في ذلك العوائدالاجتماعية.‏ ويقوم كثير من الناس بأعمال تطوعية:‏ أي عمل خدمي غيرمأجور يؤدي للآخرين الذين هم ليسوا من أسرة الفرد اباشرة أو منأصدقائه.‏ فقد قام ٢٥% من البريطاني ببعض النشاط التطوعي وحوالي١٠% قاموا به على الأقل أسبوعياً‏ في عام ١٩٨٤. وهناك فروق طبقية واسعةفي هذا الصدد:‏ فنساء الطبقة اهنية هن الأكثر نشاطا (٤٨%) وذلك فيتنظيمات مثل الفيلق البريطاني (×) Legion British واعاهد النسائية (×) واتحادالأمهات (×) ومكتب استشارات اواطن (×).Samaritansإسعاف القديس جون (×)وأهم متلقي خدمات هذه التنظيمات هم الأطفال واراهقون واتقدمونفي العمر وارضى واعوقون.‏ وتتضمن بعض الدراسات عن الحاجات التييشبعها نشاط وقت الفراغ أنشطة مثل خدمة الآخرين ويظهر هذا فيCitizens Advise Bureau وجمعية(×) والسامري St.John’s Ambulanceقائمة هافينجهيرست (١٩٦) Havinghurst وإن لم يظهر في دراسةكابانوف(‏‎٢٣٨‎‏).‏وينتمي كثير من الناس إلى أندية اجتماعية أو رياضية:‏ حيث ينتمي٥٣% من الرجال الذين يعملون إلى واحد منها و‎١٦‎‏%‏ منهم يقومون بالعمل(×) كلها جماعات عمل تطوعية بريطانية شهيرة ‏(اترجم).‏102


وقت الفراغكمشرف فيها (٥٠٠). ويب الجدول ٤-٨ نسب الأفراد الذين ترددوا علىأندية مختلفة في فترة أربعة أسابيع من عام ‎١٩٧٧‎م.‏ وتتضمن الأنديةوالجمعيات أندية رياضية واجتماعية بحتة.‏ وكن النظر إلى الأنشطةالثقافية كاوسيقى والتمثيل والفصول اسائية ً أيضا كنواد.‏ وكذلك الكنائسوإن كانت أكثر من مجرد أندية.‏ ومن أشهر الأنشطة في بريطانيا لعبةالبنجو Bingo التي يلعبها ٢٢% من النساء من الطبقة العاملة.‏ : 8 - 4 % % 5.69.69.93.72.43.13.612.35.69.3 %13 (36 : )الإجازات:‏لا يحصل ٣٩% من البريطاني على إجازة سنوية كل عام.‏ وقد حصل٣٨% على إجازة واحدة و‎٢٠‎‏%‏ على إجازت أو أكثر في عام ١٩٨٤ م.‏ وقدقضيت ٦٨% من هذه الإجازات في بريطانيا بينما قضى معظم الباقي فيإسبانيا وفرنسا.‏ والفنادق هي الأماكن اخملتارة للإقامة وافضلة أكثر منغيرها ويتبعها بيوت الأصدقاء والأقارب يلي ذلك الإقامة في اخمليماتوالسيارات اجملهزة ثم يأتي اسكن اؤجر يتلوه معسكرات الإجازات.‏ والحصول على معظم الإجازات في الشهور من يونيو إلى سبتمبر.‏ وتراوحمتوسط عدد أيام الإجازة انقضية في بريطانيا ما ب أربعة إلى ثمانيةليال بينما متوسط الإجازة في الخارج خمسة عشر يوما.‏103


سيكولوجية السعادةوقد قدمت دراسة مسحية شملت ١٠ آلاف قار للمجلة الأمريكية علمالنفس اليوم Psychology Today ‏(وهي عينة كبيرة وإن كانت غير ثلة)‏معلومات إضافية عن الإجازات فقد ذهب معظم الناس مع الأسرة أو معالأصدقاء وقد كان هدف معظمهم الأساسي هو الاسترخاء رغم أن النساءكن راغبات في اللهو والاستمتاع وكذلك بعض الرجال.‏ وكان ادمنون علىالعمل Workaholics متشوق للعودة إليه (٣٨٥).وبالإضافة إلى هذا يذهب الكثير من الناس في رحلات دة يوم واحدلزيارة أصدقاء أو حضور مهرجانات أو إلى حدائق عامة أو حدائق الحيوانأو إلى شاطئ البحر أو إلى الأبنية التاريخية وقد بلغ عدد هذا النوع منالرحلات في عام-١٩٨٢ ٥٩٣ مليونا.‏الطبقة الاجتماعية:‏هناك فروق طبقية واسعة النطاق فيما يتعلق بأنشطة وقت الفراغ كمايب الشكل ٤-٣. وهو يوضح أاط الاشتراك في أنشطة وقت الفراغ عبرالأسابيع الأربعة الأخيرة وتحويلها حسابياً‏ إلى متوسط سنوي لنسبة أعداداشارك‏.‏ وثل الرقم اعطي ب القوس متوسط نسبة استجيب فيكل الأعمار-الذين مارسوا هذه الأنشطة.‏ وكما يب الشكل فإن اهنيوالعمال غير اليدوي‏-ويستثنى من ذلك أصحاب الأعمال واديرين-يشتركونأكثر في الأنشطة لقضاء وقت الفراغ من كل الأنواع وخاصة الرياضةالنشطة والهوايات والخروج والأنشطة الثقافية.‏ وبعض هذه الفروق كبيرة:‏(٣٦)٦١٢٢٧٠: ٦: ٤: ٣: ٢: ٢: ٢الإسكواشالتنسالجولفالسباحةفصول النشاط الترويحيالأعمال الاجتماعية التطوعية104


وقت الفراغوفيما يلي أمثلة نسب معدلات الاشتراك بالنسبة للرجال العامل غيراليدوي في مقابل العمال اليدوي والذين تتراوح أعمارهم بسنة:‏وهناك من أنشطة وقت الفراغ ما هو أكثر شعبية لدى أبناء الطبقةالعاملة من هذا البنجو ورمي السهام الصغيرة واراهنات على الخيلوكرة القدم والبليارد والسنوكر (Snooker) وفوق كل هذا يشاهد أبناء الطبقةالعاملة التليفزيون أكثر إذ يشاهدونه عدل ٢٠ ساعة أسبوعياً‏ في مقابل١٥ ساعة لأبناء الطبقة اتوسطة.‏ ويستمتع ٢٠% من العمال غير اهرةشاهدة التليفزيون أكثر من أي نشاط آخر بينما لا يقر بذلك أحد تقريبامن الطبقات الأخرى (٥٠٠).ومن ب الأسباب أن أبناء الطبقة الوسطى ارسون كثيرا من نشاطوقت الفراغ لأن لديهم نقودا أكثر.‏ ولديهم أيضا مساحات وتسهيلات أكبرفي منازلهم ولديهم سيارات تنقلهم إلى أماكن هذه الأنشطة.‏ وسنناقشفيما بعد إلى أي حد يعتبر نشاط وقت الفراغ رد فعل أو استمرار للعملشكل٣٠ و‎٥٩‎- ٤: ٣ أنشطة الرجال في وقت الفراغ في علاقتهابالطبقة الاجتماعية الاقتصادية100908070605040302010العناية بالحديقة والاصلاحات انزلية والهوايات وأشغال الأبرة (٨٧)نزهات خلوية (١٥)تناول الطعام والشراب خارج انزل والرقص والبنجو (٧٣)استقبال ضيوف (١٩)رياضات وألعاب خارج انزل (٣٥)زيارات للمتاحف والأماكن التاريخية (١٣)رياضات وألعاب ارس بانزل (٣١)مشاهدة الرياضةوالألعاب (١٤)النسبة ائويةغير ماهريدوي شبه ماهر يدوي ماهروخدمات شخصيةموظف صغارغير يدويمتوسط غيريدويأصحاب أعمالومدبرينمهني‏(اصدر ٣٦)105


سيكولوجية السعادةوسنستنتج أنه ليس كذلك بالنسبة عظم الناس إذن ما هو التفسير الإضافيلهذه الفروق الطبقية?‏ يبدو أنه كما لو كانت هناك فروق ثقافية ب الطبقاتتعود جزئيا إلى اال والتسهيلات اتاحة ولكنها تعود في جانب منها أيضاإلى عوامل تاريخية وإلى اختلافات في الاتجاهات والقيم.‏ وينتج عن هذاأن أنشطة معينة هي التي تكون مقبولة داخل كل طبقة اجتماعية.‏وقد أعطت الطبقات العليا والوسطى في ااضي لأنشطة وقت الفراغقيمة أعلى من العمل والواقع أن الكثير منهم لم يقم بأي عمل على الإطلاق.‏ويب ‏«فبلون»‏ Veblon في كتابه الشهير نظرية الطبقة ارفهة (٤٥٣)Class كيف ينشغل الأغنياء بالاستهلاك الفت وتضييع الوقت لكي يظهرواأنه لا حاجة بهم إلى العمل وأن لديهم الكثير من اال والوقت لتضييعه.‏ويزودنا شباب الطبقة العاملة اليوم ثال آخر على هذه العملياتالثقافية.‏ فبعض نشاطهم الشائع في وقت فراغهم يتمثل في ارتداء الأزياءالغربية كأزياء جماعات البنكسLeisure(×) Skin heads حليقي الرأس (×) Puncksأومتهوسي ملاعب الكرة Football Hooligans وغيرها والاشتراك في أنشطةجماعية مزعجة وأحيانا عدوانية.‏ ويفسر علماء الاجتماع هذا في ضوءمحاولات الجماعة لحل اشكلات التي تواجهها وتطوير رموز تعبر عنرفض النظام القائم وكذلك فهي تساعد على توفير شعور بالهوية.‏ وأحدالتفسيرات اقدمة هو أننا:‏Teddy-Boy‏«‏كن أن نفهم الثقافة الفرعية لجماعات الأولاد الدببة (×)subculture على أنها سرقة أسلوب من أساليب الطبقة العليا للاحتفاء ب ‏(أولتدعيم)‏ ذكورة الطبقة العاملة الواضحة وكذلك كن فهم ميل جماعاتحليقي الرأس skin heads إلى تشمير الجينز وحلق الشعر وارتداء الأخذيةالثقيلة والانشغال بإثارة اشاكل على أنه محاولة لاستعادة وتوكيد الخصائصاميزة جملتمع الطبقة العاملة التقليدي وكن أيضا تفسير أسلوب جماعاتMods البارد لابسهم الأنيقة وأحذيتهم ادببة على أنه استعارةاودز (×)للأخلاق الاستهلاكية وانتزاع للأفراد من وضعهم الطبقي الحقيقي (١٢١-٣٧٦). وقد تأيدت بعض هذه الأفكار في دراسة أجريت على الابس التييرتديها مشجعو كرة القدم.‏ فقد رأوا أن ارتداء الأحذية الثقيلة والجينزكلها جماعات للمراهق‏.‏ ‏(اترجم).‏106


وقت الفراغرمز للخشونة وأن استعمال الأوشحة والأعلام على أنه رمز الولاء للجماعةالتي تشجع نادياً‏ معينا (٣٠٩).لماذا يشترك الناس في أنشطة وقت الفراغ؟بعبارة أخرى اذا يشاهد الناس التليفزيون ويلعبون الألعاب الرياضية : 9 - 4 2.783.393.202.942.813.302.853.122.352.552.662.892.892.612.472.462.112.151.872.311.791.48(238 : ) - 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 / - 10 / - 11107


سيكولوجية السعادةويرون أصدقاءهم بدلا من العمل طوال الوقت أو النوم?‏ واذا يشتركون فيهذه الأنشطة بعينها?‏ وسأناقش هنا النظريات التي تتوفر أقوى الأدلة علىصحتها.‏وقد أجريت بحوث كثيرة على الحاجات التي كن أن يشبعها نشاطوقت الفراغ وليس هناك استنتاج مقبول بعد.‏ وقد وسعت قائمة الحاجاتالتي يشبعها وقت الفراغ ودققت في عدد من الدراسات.‏ وقد استخدمتفي الدراسة التالية ١١ حاجة عبر عن كل واحدة منها ببندين ونجد فيالجدول ٤-٩ متوسطات تقديرات الإشباع.‏ وقد أجريت الدراسة في عام١٩٨٠ على٢١٠ أفراد يعيشون في أديلاد ‏(باملكة اتحدة)‏ ثلون سكانادينة ثيلاً‏ جيداً.‏ وتوحي القائمة اعروضة في الجدول ا كن أنتكون عليه مكونات الدافع الذاتي لأنشطة وقت الفراغ:‏ أن تفعل شيئاً‏خاصاً‏ بك و ‏«الاسترخاء»‏ و ‏«الابتعاد عن اشاغل»‏ و«الإثارة»‏ و«استخداماهارات»‏ و«المحافظة على اللياقة».‏وسنعرض فيما بعد للنظرية القائلة بوجود حالت دافعت متعارضت‏:‏تلك اوجهة نحو هدف والأخرى التي تتمثل في البحث عن الإشباع منالنشاط ذاته.‏ وينتمي معظم نشاط وقت الفراغ إلى النوع الثاني ولكنالأهداف تختار لتقوم بدور ابرر للنشاط أو نقطة نهاية له أو طريقةلتنظيمه أو طريقة لتحسينه.‏ ‏(اتصال شخصي:‏ .M). .J Apterاستخدام المهارات وتنميتها:‏يثير الدافع الذاتي لأنشطة وقت الفراغ الكثير من الدهشة إذا ما نظرناعلى وجه الخصوص إلى أولئك الذين ينغمسون في أنشطة تستغرقهماما وتتطلب قدرا كبيرا من الجهد والطاقة مثل تسلق الصخور ولعبالشطرنج ورقص الديسكو.‏ وقد وجد تشيكسينتميهالي (١٠٠)Czikszentimihaly أن أكثر مكونات هذه الأنشطة إشباعا هي الاستمتاعبالخبرة واستخدام اهارات وطبيعة النشاط نفسه من حيث طه ومحتوىالنشاط والعالم الذي يوفره وتنمية اهارات الفردية.‏ وهناك استنتاج اثلمستمد من دراسة سوسيولوجية عن هواة التمثيل والحفريات ولعبةالبيسبول الذين يخلصون بعمق لنمط منظم من النشاط يفرض عليهم108


وقت الفراغالكثير من اتطلبات وهو عكس الاسترخاء اما (٤١٩). فبالإضافة إلىالشعور بالإشباع التعبيري الذي يحصل عليه الفرد.‏ هناك شعور بالإشباعينجم عن الروابط الاجتماعية الوثيقة التي تكون الشعور بالهوية فيما بعدولكنها تبدو في هذه الحالات مرتبطة ارتباطا وثيقا باستخدام اهاراتوتحقيق مستوى مرتفع من الكفاءة.‏ويشبه الشعور بالرضا الناجم عن استخدام وتنمية اهارات ما نسميه‏«بالدافع الذاتي»‏ الذي يخبره الناس الذين يستمتعون حقا بعملهم:‏ إكمالعمل ذي معنى في جو من الاستقلالية وهو مؤثر على الآخرين كذلك فهمقادرون على أداء عملهم بنجاح.‏ويتضمن هذا العامل الرغبة في تنمية اهارات والقدرات واعارف-‏وتخطيط للنمو ومتعة في مواجهة قدر مع من التحديات.‏ وقد كان هذاجانباً‏ أساسياً‏ في نظرية مازلو Maslaw للدافعية (٣١٢): فعندما تشبعالحاجات الدنيا يبدأ دافع-ضعيف نسبيا-للنمو وتحقيق الذات في التأثير.‏وقد وجد هافينجهيرست (١٩٦) أن ‏«خبرة الجديد»‏ وتوفر فرصة الإبداعوإنجاز شيء كانت أسبابا مشتركة تعطي لنشاطات وقت الفراغ وقد وجدتالدراسة اسحية التي أجريت في أديلايد عوامل اثلة ‏(جدولويذكرنا هذا بعوامل الحاجة إلى النمو والرغبة في أداء أعمال مركبة ذاتمتطلبات كثيرة والتي وجدت لدى بعض العامل ‏(انظر صوإن هذا العامل الخاص باستخدام اهارة وتنميتها كن أن يفسر بعضالضروب اخملتلفة من أنشطة وقت الفراغ الرئيسية.‏ فالرياضة والتمريناتالبدنية تدور حول استخدام وتنمية اهارات واللياقة البدنية.‏ كذلك تتصلكثير من الهوايات والاهتمامات الفكرية باهارات الفنية والعقلية.‏ وقد وجدتدراسة أجريت على من يقضون إجازات أن واحداً‏ من أهم دوافعهم هواكتشاف الذات أو النمو الشخصي.‏ وكان هذا واضحا على وجه الخصوصلدى الشباب الذي يذهب إلى أماكن نائية (٣٥٢)..(٩-٤.(٨٣الدافع الاجتماعي:‏لقد وجدت كل دراسة عن دوافع نشاط وقت الفراغ أو إشباعاته إنواحدا من أهم مكوناتها هو الدافع الاجتماعي.‏ ويتضمن هذا الدافع الاتصال109


سيكولوجية السعادةبالأسرة والأصدقاء والجنس الآخر ويتضمن أيضا القدرة على مساعدةالآخرين وأن يكون الشخص قوياً‏ ومنتمياً.‏ ويذكر أحيانا على أنه أهمأسباب نشاطات وقت الفراغ أو واحد من أهم أسبابها.‏ وفي دراسة واحدةعلى الأقل كان هذا اكون الاجتماعي هو أفضل اؤشرات التي تنبئ بالإشباعالعام استمد من نشاط وقت الفراغ ‏(ر = ٠٫٣٣) وكن التنبؤ بهذا اكونالاجتماعي على أفضل وجه من الشعور بالرضا عن الأشياء التي تؤدي معالأصدقاء ‏(ر = ٠٫٤٨) (٩٨). ومن أهم مصادر الرضا عن الحياة أن يشتركالفرد في مشروعات تعاونية (٣٤٤). وقد رأينا أن مشاهدة التليفزيون تحدثعادة مع الأسرة بالإضافة إلى ما كانت تزود به من تفاعل على مستوىالخيال أو شبه اجتماعي مع الشخصيات ومقدمي البرامج كذلك فهيتوفر موضوعات أساسية للحديث سواء في العمل أو مع الأصدقاء ‏(انظر:‏الفصل الرابع).‏وتتأثر الإجازات تأثرا كبيرا بالعامل الاجتماعي.‏ فمعظم الناس يقضونالإجازات بصحبة الأزواج أو الأسرة أو الأصدقاء ومن أهم أسباب الحصولعلى إجازة زيارة الأصدقاء والأقارب (٣٥٢).ولكن:‏ ما الذي يفعله الناس معا?‏ الشعور بالصحبة هو أهم ما يوفرهالآخرون-شخص آخر تشاركه الخبرات والأنشطة وتتحدث إليه ويساعدعلى حل اشكلات ويزامل في الألعاب.‏ وكما رأينا سابقا فوجود الآخرينضروري للاستمتاع باللهو.‏ كذلك يتناول الناس الطعام والشراب معا وهميتناولونه معا في انزل أو يخرجون لذلك معا.‏وهم يذهبون إلى الحدائق العامة مع أعضاء من الأسرة وارسونالألعاب مع جماعات من الأصدقاء (٧٢).الهوية وتقديم الذات:‏كان توفير الهوية وتقدير الذات من مصادر الرضا عن العمل التي بينتهاالدراسات التي أجريت على اتعطل ‏(انظر:‏ الفصل الرابع)‏ وهو أيضاأحد مكونات الرضا عن نشاط وقت الفراغ ومثال ذلك ما أوردههافينجهيرست (١٩٦) عن ‏«الفرصة لإنجاز شيء»‏ و ‏«احترام الذات»‏ وكذلكما أورده كابانوف (٢٣٨)110


وقت الفراغعن ‏«الحصول على احترام وإعجاب الآخرين»‏ و«اختبار ذاتك في مواقفصعبة ذات متطلبات كثيرة»‏ ‏(انظر جدول ٤-٩). ونحن هنا بصدد عامل‏:‏ترسيخ وتعظيم صورة الذات أو الهوية وتقدها للآخرين:‏ أو إبراز الذات.‏فإذا قبلها الآخرون كان هذا سببا يدعم صورة الذات.‏وكن لأنشطة وقت الفراغ أن تقوم بهذه اهمة بطرق عديدة مثل:‏١- ارتداء البس الجذاب ‏(في الرياضة أو الرقص...‏ إلخ).‏٢- والحصول على مكانة من خلال مناصب في الأندية مثلا أو مكانةغير رسمية كما في الجماعات الرياضية أو غيرها وخاصة من خلال:‏٣- اكتساب مهارات وكفاءات جديدة ‏(في الرياضة واوسيقى والرقصوالخزف...‏ إلخ).‏٤- واستخدام أساليب خاصة للأداء ‏(مثلا:‏ في الرقص أو الفن).‏٥- والتعبير عن مخالفة الأساليب اعتادة وإبراز الخصوصية.‏٦- والحصول على عضوية جماعة خاصة.‏٧- والتحدث عن النشاط ن لا ارسونه.‏‏«فالخزاف لا يجد اعنى فقط في انتج أو في خبرة الخلق وإا أيضامن خلال كونه خزافاً‏ ارس مهاراته».‏ (٢٤٨).وكن تجريب عناصر الهوية هذه في مواقف نشاط وقت الفراغ دواكثير من الالتزام أو اخملاطرة بيد أنها كن أن تصبح بعد ذلك اهتماماتمركزية في الحياة.‏وقد سبق أن قدمنا تفسيراً‏ للفروق الطبقية الواسعة في أنشطة وقتالفراغ في ضوء الأشكال اخملتلفة لإبراز الذات مثل الاستهلاك الفتللنظر وغيره من الأنشطة الرمزية.‏ وقد وجدت دراسة على محبي موسيقىالحجرة في سيدني ‏«استراليا»‏ أنهم كانوا ثلون جماعة صفوة واعية بذاتهافخورين بدرايتهم اوسيقية الواسعة ‏«محاضرة في أكسفورد:‏وبينما يكون العمل اأجور هو اصدر الرئيسي للهوية بالنسبة للكثيرمن الناس فإن هذا لا ينطبق على الجميع وخصوصا اتقاعدين والعاطلعن العمل وربات البيوت ومن لا يوفر لهم العمل الكثير من الشعور بالرضا.‏ولا تساعد الأشكال الجمعية من نشاط وقت الفراغ على إعطاء إحساسبالهوية وذلك باستثناء تشجيع الفرق الرياضية التي تعطي ذلك الإحساس.«S. Kippax111


سيكولوجية السعادةبالتأكيد.‏ إنها الأنشطة الأقل شيوعا والأكثر استغراقا للطاقة هي التيتسهم أكبر إسهام في تركيز الشعور بالهوية.‏ مثل الاشتراك في الحفرياتكهواية والتمثيل والاشتراك في رياضات الهواة ذات استوى ارتفعوخصوصا إذا تضمنت أداء علنيا (٤١٩). وهناك في واقع الأمر عدد كبيرومتنوع من أنشطة وقت الفراغ يلبي كل منها حاجات جماعة صغيرة ويقدمهوية يزة.‏الاسترخاء:‏بينت كل دراسات دوافع قضاء وقت الفراغ أن الاسترخاء واحد من أهممكوناتها.‏ وقد احتوى أحد اقاييس على البندين ‏«أسترخي وأتعامل بسهولةمع الأشياء»‏ و«ألتمس راحة العقل والجسم».‏ وكان هذان البندان من بأعلى التقديرات كدوافع لأنشطة وقت الفراغ ‏(انظر الجدولكذلك نجد الحاجة إلى الاسترخاء بوجه خاص من أهم دوافع قضاءالإجازات ٣٧% قدموا الاسترخاء كدافع وهو أكبر عدد في دراسة مجلة‏«علم النفس اليوم»اسحية (٣٨٥). ونجد أن الناس لو سئلوا اذا يشاهدونالتليفزيون لأجاب ٦٠% منهم بأن ذلك ‏«للترويح والاسترخاء»‏ بينما يجيب٤١% لأنه طريقة لطيفة لقضاء الأمسية (٨٩) كذلك يجيب ٤٦% ‏«لأنني أحبمشاهدة التليفزيون»‏ ويجيب ٢٧% لأنه ليس هناك شيء آخر أفعله في هذاالوقت (٤٣). بيد أن التليفزيون كن أن يؤثر في الاتجاه العكسي أيضاعنى أنه يوفر إثارة للناس عندما يشعرون بالل.ويقترح عدد من نظرياتاللعب أن وظيفة اللعب هي ضبط مستوى الاستثارة salarou أما بزيادته أوبتخفيضه وهناك بعض العقاقير التي كن لها أن تقوم بهذه الوظيفةكالنيكوت مثلا.‏ ورا كان التليفزيون مشابها لهذه العقاقير في قدرتهعلى تحقيق استوى الأمثل من الاستثارة.‏ وفي دراسة أمريكية وضع الأفرادفي حالات مزاجية مختلفة وسمح لهم بعدها بالاختيار ب برامج مختلفةووجد أن من كانوا يشعرون بالل اختاروا برامج مثيرة وقد كان لهذا تأثيرفي رفع مستوى استثارتهم بينما اختار من تعرضوا شقة برامج محققةللاسترخاء وأخرى مثيرة بنفس القدر وكلا من النوع خفض مستوىاستثارتهم (٥٧)..(٩-٤112


وقت الفراغوتنتج الحاجة إلى الاسترخاء أو إلى عكسه من خلال خبرة العملوسنتناول نشاط وقت الفراغ كاستجابة للعمل فيما بعد.‏خلق عوالم لشغل وقت الفراغ:‏وهناك دوافع أخرى لنشاط وقت الفراغ مثل تلك اعروضة في جدول٤-٩. ولكنني أعتقد أن هناك مكونا إضافيا هاما أشير إليه في البند:‏‏«النشاط في حد ذاته النمط الفعل»‏ ‏«العالم الذي يوفره»‏ ‏(التأكيد منجانب اؤلف).‏لقد بدأنا الفصل باقتباس عن متعة العناية بالحدائق ولكننا لم نشرحاذا يستمتع الأفراد بها.‏ فليس فيها نشاط اجتماعي كثير فيما عدا تبادلالحديث العابر عبر سياج الحديقة ورا كانت محققة للاسترخاء ولكنهاأيضا عمل شاق.‏ وهي تتضمن استخدام عديد من اهارات وتنمية الخبرة.‏ولكنها أكثر من ذلك بكثير إنها عالم في حد ذاته:‏ اهتمام وشغف مستمروهي تتضمن أيضا بعض مصادر البهجة اوصوفة في الفصل السابعالبهجة النابعة من مجرد الوجود في الحديقة في عصر يوم لطيف.‏دعنا نتأمل مثالاً‏ آخر:‏ الرقص الشعبي الاسكتلندي.‏ هذا نشاطاجتماعي ويتضمن استخدام وتنمية اهارات وهو باعث للاسترخاء منحيث إنه يخفف من التوتر.‏ وبالإضافة إلى هذا فهو عالم كامل في حدذاته بأزياء خاصة وطقوس خاصة ويتضمن استشعار قدر كبير من اتعةجزئيا من خلال اوسيقى.‏وكن أن نقول قولا مشابها عن أي عالم من عوالم نشاط وقت الفراغالأخرى-الإبحار بالشراع والتزحلق على الجليد وركوب الخيل والرقصومسابقات الكلاب وهواية الحمام Pigeon Fancying وألعاب الفيديو وهواياتالراديو...‏ إلخ.‏نشاط وقت الفراغ كاستجابة للعمل:‏رأينا من قبل أن نشاط وقت الفراغ يوفر صوراً‏ من الشعور بالرضاقريبة الشبه ا يزودنا به العمل.‏ وبالإضافة إلى هذا فهو مصدر لصورأخرى مختلفة.‏ وقد ناقشنا منها الاسترخاء وبالإضافة إلى هذا هناك113


ًسيكولوجية السعادةالحاجات التي وصفها ‏«كابانوف»‏ الهرب من الروت و«التنبيه»‏ ‏(انظر جدول.(٩-٤وليس هناك فرق واضح ب العمل ونشاط وقت الفراغ في اجملتمعاتالأكثر بساطة فليس هناك فترات محددة لوقت الفراغ كما أن هناكالكثير من الغناء وحكاية القصص أثناء العمل (٤٣٧) ويقال إن وضع وقتالفراغ في مقابل العمل بدأ أو اتضح في بريطانيا منذ عهد الثورة الصناعيةعندما بدأ الناس يعملون في مصانع ولساعات محددة ً وغالبا تحت ظروفغير سارة.‏ وقد كان انجلز Engles هو أول من اقترح أن نشاط وقت الفراغهو نوع من التعويض عن العمل.‏ وقد أصبح نشاط وقت الفراغ الآن منفصلاعن العمل وأصبح مقتصراً‏ على أوقات عدم العمل لدى أغلب الناس ‏(انظر:‏.(٣٣٩إلى أي مدى كن القول بأن نشاط وقت الفراغ ثل رد فعل للعمل أوتعويض عنه أو مختلف عمدا عنه?‏ لقد وجد أن العمال اليدوي غير اهرةيشعرون عادة بالتعب ويرغبون في الاسترخاء ومشاهدة التليفزيون بعدنهاية اليوم.‏ أما الصيادون في أعماق البحار وعمال البناء فإنهم يسعون إلى‏«تعويض متفجر»‏ عن عملهم الشاق.‏ ويلعب العاملون بالإعلان وأطباء الأسنانالكثير من الرياضة البدنية-را ليحققوا الاسترخاء.‏ ويبدو أن ط التعويضينطبق أكثر على من يكون عملهم إما شاقا للغاية أو لا وغير مشبعوكذلك على العمال اليدوي غير اتعلم (٣٤٥). ولكن الدراسات التيأجريت على الأهمية العامة للتعويض في نشاط وقت الفراغ توحي بأنهيكون الهدف الرئيسي لدى حوالي ٥% فقط من الناس ويكون هدفا ثانوياً‏لدىوترى النظرية اقابلة أن العمل يفيض على نشاط وقت الفراغ.‏ ورااختار الأفراد نشاطات وقت الفراغ مشابهة لعملهم.‏ فالعمال الزراعيونيعتنون بالحديقة ومديرو البنوك يعملون كأمناء لصناديق الأندية واثقفونيقرأون الكتب أو يكتبونها وتد العمل بالنسبة لبعض الناس إلى نشاطهمفي وقت الفراغ:‏ فالأخصائيون الاجتماعيون واديرون والأكاديون والكتابوالفنانون لا يأخذون العمل إلى انزل معهم ويخلطون ب العمل ونشاطوقت الفراغ فحسب بل إننا لا نجد لديهم أيضا ييزا واضحا ب الاثن‏-‏.(٢٤٨) %٢٥114


وقت الفراغ- ٤ شكل: ٤ نشاطات وقت الفراغ موزعة حسب الجنس والعمل100908070605040302010العناية بالحديقة والإصلاحات انزلية والهوايات وأشغال الإبرة (٨٤)رياضات وألعاب نشطة خارج انزل (٣٥)نزهات خلوية (١٥)مشاهدة الرياضة والألعاب ١٤تناول الطعام والشراب خارج انزلوالرقص والبنجو (٧٣)رياضات منزلية نشطة وألعاب (٣١)إستقبال ضيوف (١٩)الرجالزيارة الأماكن التاريخية واتاحفواعارض وحدائق الحيوان (١٣)العمرالنسبة ائوية16-19 20-24 25-29 30-44 45-59 60-69 70+العناية بالحديقة والإصلاحات انزلية والهوايات وأشغال الإبرة (٨٤)تناول الطعام والشراب خارج انزل والرقص والبنجو (٦٢)زيارة الأماكن التاريخية نزهات خلوية (١٦ (واتاحف واعارضوحدائق الحيوان (١٣)النساءرياضات وألعاب نشطة خارج انزل (٢١)رياضات وألعاب منزلية نشطة في انزل (١٣)إستقبال ضيوف (٢٠)مشاهدة الرياضة والألعاب (٦)10090807060504030201016-19 20-24 25-29 30-44 45-59 60-69 70+العمرالنسبة ائويةاصدر ٣٦115


سيكولوجية السعادةوذلك كما كان العمال قبل الثورة الصناعية.‏ وهم ليس لديهم ساعات محددةللعمل ويعملون أثناء نهاية الأسبوع وفي العطلات ويخلطون ب حياتهمالاجتماعية وب العمل.‏ وارس رجال الأعمال الكثير من جوانب الحياةالاجتماعية التي كن النظر إليها على أنها نشاط لوقت الفراغ-أثناء العمل.‏ويصبح الزملاء أصدقاء وينظرون إلى العمل ونشاط وقت الفراغ كشيئمتشابه وتصبح الرغبة في النمو والتقدم واحدة من أهم دوافع نشاطوقت الفراغ (٣٤٥; ٢٣٧). والعمل بالنسبة للكثير من هؤلاء الأفراد مشبعجدا لأن به عددا من خصائص أنشطة وقت الفراغ:‏ درجة كبيرة من الحريةوالاستقلال والقدرة على أداء العمل حسب سرعتهم الخاصة وبطريقتهمالخاصة وشعورهم - عنى مع - بأنهم لكون ناتج العمل.‏ ومن الخطأأن نسميهم ‏«مدمني عمل»‏ لأنهم في واقع الأمر ارسون اللعب في نفسالوقت.‏ورغم هذا فإن نظرية الفيض هذه لا تفسر إلا نسبة قليلة من نشاطوقت الفراغ.‏وهناك نظرية ثالثة تقول باستقلال العمل عن نشاط وفت الفراغ.‏ وقداكتسبت هذه النظرية مزيدا من الدعم في السنوات الأخيرة نتيجة للفشلالنسبي لمحاولات التنبؤ بنشاط وقت الفراغ من متغيرات العمل وبالنسبةللكثير من الناس - ورا للأغلبية - لا يرتبط العمل ونشاط وقت الفراغمعاً.‏ وهما مختلفان ولكن ليس عن قصد.‏ وقد وجد أن هذا يصدق علىموظفي البنوك واوظف الكتابي مثلا فهم يستمتعون بعملهم ولكنهمليسوا مرتبط به ارتباطا عميقا مثلما هو الحال في اجملموعة الثانية:‏فهم ليسوا مستغرق اما في العمل بحيث يرغبون في نقله معهم إلىأوقات غير العمل ولا متأذي به بحيث تنمو لديهم علاقة عداوة أو علاقةحب-كراهية نحوه (٣٤٥). ويقل احتمال أن يصبح زملاءهم أصدقاء.‏ والوظيفةالأساسية لنشاط وقت الفراغ لديهم هو الترويح رغم أنه بالنسبة لبعضهمكن لنشاط وقت الفراغ أن يكون أكثر أهمية وأكثر إرضاء من العمل.‏خلاصة:‏يعد نشاط وقت الفراغ أكثر أهمية وأكثر تحقيقا للشعور بالرضا من116


وقت الفراغالعمل بالنسبة لكثير من الناس.‏ وهو مصدر أساسي للشعور بالرضا عنالحياة.‏وأهم صور نشاط وقت الفراغ مشاهدة التليفزيون ووسائل الإعلامالأخرى والنشاطات التي تجرى في انزل والحياة الاجتماعية والأنديةوالفصول الدراسية والعمل التطوعي وقضاء الإجازات.‏ وارس أبناءالطبقة الوسطى أنشطة وقت فراغ أكثر عددا وتنوعا.‏ويكون نشاط وقت الفراغ مصدرا للشعور بالرضا لأنه ارس دفعاً‏داخلياً‎ من خلال استخدام وتنمية اهارات وتوفير إشباع اجتماعي وشعوربالهوية والاسترخاء وكن أن يكون رد فعل للعمل أو فيض من العمل.‏117


سيكولوجية السعادة118


اال والطبقة والثقافة5 المال والطبقة والثقافةالمال والطبقة:‏هل الأغنياء أكثر سعادة وهل يتمتعون بالصحةأو بجوانب أخرى من الهناء أكثر من غيرهم?‏ كنأن نفترض عموما أن الإجابة بالإيجاب وإن كانتالإجابة التفصيلية على هذا السؤال لها أهميةنظرية بل وسياسية كبيرة.‏وكما فعلنا من قبل سنتناول عناصر الهناءاخملتلفة واحداً‏ بعد الآخر.‏السعادة والرضا:‏بينما تناولت الدراسات الأمريكية التأثيراستقل لكل من الدخل والتعليم واهنة اهتمتالدراسات البريطانية بدراسة الطبقة الاجتماعيةالتي وإن كانت تستند في تحديدها أساسا علىاهنة غير أنها ترتبط ارتباطاً‏ مرتفعاً‏ بالدخل.‏وقد استخدم اقياس التالي لتصنيف اهن فيالتعداد البريطاني:‏١- مهني:‏ مثل محاسب مهندس معماريكيميائي سكرتير شركة طبيب مهندس قاضمحام أخصائي بصريات عالم محامي عقودمساح مدرس جامعي.‏119


سيكولوجية السعادة٢- متوسط:‏ قائد طائرة أو مهندس أخصائي علاج القدم مزارعمساعد معمل أو فني مدير صاحب محل صاحب حانة عضو في البرانرض ضابط بوليس أو إطفاء مدرس.‏٣- ‏(أ)‏ عامل ماهر غير يدوي:‏ مثل بائع مزادات صراف موظف كتابيمندوب تجاري رسام فني وكيل عقارات كندوب مبيعات سكرتير بائعفي محل كاتب آلة كاتبة كشرف تليفونات.‏‏(ب)‏ عامل يدوي ماهر:‏ مثل خباز سائق أتوبيس جزار بناء نجارطباخ كهربائي رجل إطفاء حلاق عامل منجم ‏(تحت الأرض)‏ شرطيسائق قطار حارس قطار منجد.‏٤- شبه ماهر:‏ مثل عامل زراعي نادل محصل أتوبيس صائد سمكعامل خدمات ستشفى حائك مغلف رجل بريد موزع بضائع جائلعام تليفون.‏٥- غير ماهر:‏ مثل:‏ خادم باليوم منظف مداخن عامل مطبخ عاملعادي عتال مرافق لسائق شاحنة عامل نظافة حارس بالسكة الحديدحارس سيارة منظف نوافذ (٣٦٩).وقد وجدت دراسة بريطانية حديثة ‏-استخدمت نظاما مشابها للتصنيف-‏فروقا طبقية في تقدير الناس لشعورهم بالسعادة بالأمس ‏(انظر الجدول.(١-٥وثل الفرق الرئيسي في وجود نسبة أكبر من الأفراد في أدنى طبقتيعبرون عن عدم سعادتهم بالأحوال بالأمس رغم أن الفارق لم يكنكبيرا.‏وقد وجدت نتائج مشابهة في دول أخرى مثل الهند وكوبا وإسرائيلوالبرازيل وغيرها (٦٤).وفي دراسة أمريكية أجريت عامي ١٩٨٣-١٩٨٤ وجد أن الدخل يرتبط معاشاعر الإيجابية أكثر من ارتباطه باشاعر السلبية وأن اشاعر الإيجابيةكانت أكثر وضوحا عند استوى الأعلى من الدخل بينما كان انخفاضاشاعر السلبية أكثر وضوحا عند استوى الأدنى.‏انظر الجدول ٥-٢ حيث تقدر اشاعر الإيجابية والسلبية من خلالتقديرات للمزاج الحسن والسيء على مقياس من صفر إلى.١120


اال والطبقة والثقافة : 1 - 5 5 , 4 355 6223 15(473 : )3 , 2 , 16012 وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن اال يخفف من العناء الذي يسببهالبرد أو الجوع على سبيل اثال كذلك كنه أن يضاعف من الشعوربالبهجة وذلك على سبيل اثال يفضل ما يوفره من إمكانات للإنفاق علىوسائل مكلفة لقضاء وقت الفراغ.‏ : 2 - 5 0.560.580.540.510.520.520.530.490.460.46 0.320.40.390.380.460.450.460.50.520.572000 2999 - 20003999 - 30004999 - 40005999 - 50006999 - 60007999 - 70008999 - 800014999 - 10000 15000وأصحاب الدخل ارتفع هم اكثر سعادة إلى حد ما بدخلهم ومستوىمعيشتهم ن هم أقل دخلا.‏ إلا أن هذه العلاقة-وهو أمر يثير الدهشة-‏121


سيكولوجية السعادة٠٫١٥ أوليست مرتفعة إذ لا تتجاوز ٠٫٢٠ أو حتى أقل في دراسات مختلفة٦٣). وقد قدر الأفراد في دراسة ‏«نوعية الحياة الأمريكية»‏مستواهم االي على أنه أقل العوامل أهمية في التأثير على مستوى رضاهمعن حياتهم (٦٣). فاال لا يجعل الناس سعداء أو هو على أي حال ذو تأثيرمحدود ‏(أقل بكثير من تأثير العلاقات الاجتماعية مثلا).‏ إذن ما الذييجعل الناس يشعرون بالرضا عن دخلهم?‏جاء أول مؤشر لحل هذه اشكلة من دراسة بريطانية مبكرة أجراهاRunciman حيث وجد أن العمال اليدوي ‏-الذين تقعأجورهم في الثلث الأعلى من السلم العام للأجور-‏ أكثر رضا عن أجورهممن العمال غير اليدوي في نفس متسوى الآخر.‏ والتفسير هنا هو أنهمقارنوا أنفسهم بالعمال اليدوي الآخرين وليس مع العمال غير اليدويالذين يحصلون على أجر أعلى.‏ وتشير دراسات حديثة إلى أن الرضا عنالأجر وعن ظروف السكن وعن مجالات أخرى يعتمد على اقارنة ا لدىالآخرين واقارنة مع ماضي الفرد بدرجة أكبر ا يعتمد على الأجرالفعلي الذي يحصل عليه الفرد.‏ وسنواصل الحديث عن هذا اوضوعبالتفاصيل في الفصل الثامن.‏ولقياس تأثير الثراء الشديد أجريت دراسة مسحية في أمريكا علىعينة من ٤٩ فرداً‏ يكسب معظمهم أكثر من ١٠ ملاي دولار أمريكي سنوياً‎قورنوا بعينة من ً اختيروا عشوائيا من نفس اناطق ‏(كعينة ضابطة).‏وتجد بعض الفروق في الجدول ٥-٣ وتتضمن متوسط درجات أصحابالثراء الشديد وكذا العينة الضابطة على عدد من مقاييس التقدير الذاتي.‏ويلاحظ أن شديدي الثراء سجلوا درجات مرتفعة قليلاً‏ بشأن عدد منمقاييس السعادة كذلك فقد سجلوا درجات أقل كثيراً‏ فيما يتعلق باشاعرالسلبية.‏كذلك فقد كان الأغنياء أكثر اهتماماً‏ باال وحصلوا على درجات أعلىفيما يختص بعامل الاهتمام الشديد به ‏(يتضمن بنودا مثل:‏ ‏«أعتقد بقوة أناال يستطيع حل كل مشاكلي»‏ و«أقلق على أموري االية معظم الوقت»‏ و‏«أقدم اال على اتعة..»‏ إلخ.‏ وكذلك بشأن عامل اعتبار اال قوة يتضمنبنودا مثل:‏ ‏«أشتري أحيانا أشياء لا أحتاجها ولا أريدها لكي أخلق انطباعا٦٢ فردا;٢٨٨ ;٣١٩)رونسيمان (٣٨٦)122


اال والطبقة والثقافة 0.560.580.540.510.520.520.530.490.460.46 : 2 - 5 0.320.40.390.380.460.450.460.50.520.572000 2999 - 20003999 - 30004999 - 40005999 - 50006999 - 60007999 - 70008999 - 800014999 - 10000 15000عند الناس بأنها هي الأشياء التي ينبغي أن يحصلوا عليها»‏ و ‏«أحياناأشتري الصدقات بأن أكون كرا مع من أرغب في أن يحبني»‏ وهكذا.‏كذلك يبدو محتملا أن شديدي الفقر لن يكونوا سعداء وهناك دراساتمقارنة داخل البلدان تشير إلى أن هذا صحيح.‏ ورغم هذا-وكما سنرى منبعد-ليس هناك فروق كبيرة في مستوى السعادة الذي يعبر الناس عنه بالبلاد الغنية والفقيرة مثل اليابان في مقابل الهند أو شمال أمريكا فيمقابل جنوب أمريكا ‏(انظر:‏ الفصل الرابع).‏والحق أن هناك الكثير من الأدلة على أن تأثير الدخل على السعادة فيتناقص.‏ مثال ذلك أنه قد أصبح أضعف كثيراً‏ في الولايات اتحدة فيالسن القليلة ااضية ورا كان سبب ذلك هو أن معظم الناس فيالولايات اتحدة الأمريكية مرتاحون مادياً‏ (٦٢). ومن جهة أخرى فإن هناكفروقاً‏ واضحة ب من ينتمون إلى الربع الأعلى وب من ينتمون إلى الربعالتالي له في الدخل والسعادة وذلك في معظم الدراسات اسحية التيأجريت ومعنى هذا أنه مازال هناك بعض التأثير للدخل ‏«بيد أننا نجد أن123


سيكولوجية السعادة 8000 0.520.560.55(44 : ) : 4 - 5 50000.440.470.53 50000.350.470.51 هذا التأثير ينخفض بدرجة ملحوظة عند الأكثر تعليما.‏ ولننظر إلى الجدول٥-٤ الذي يستخدم مقياس»التوازن ازاجي Balance» Affect الذي يعتمدعلى الفروق ب البنود التي تعبر عن ازاج الإيجابي وتلك التي تعبر عنازاج السلبي.‏وأخيراً‎ يبدو أن تأثير الدخل على السعادة أقل لدى صغار السن منهلدى الكبار ورا كان ذلك راجعاً‏ إلى أن كبار السن يكونون أكثر إعساراأو أنهم ينتمون في جيل سابق كان أكثر اهتماما باال.‏والخلاصة أن الطبقة الاجتماعية والدخل لهما تأثير محدد-وإن كانضئيلا-على السعادة.‏ ويبدو أن هذا التأثير في تناقص على الأقل فيالولايات اتحدة وهو أقل عند صغار السن وكذلك عند الأكثر تعليما.‏كذلك فالتعليم مكون آخر من مكونات اكانة الاجتماعية وهناك بياناتمتاحة عن تأثيره مستمدة من الولايات اتحدة الأمريكية حيث درستالتأثير استقبل لكل من التعليم والدخل ونجد أن التعليم له تأثير أقوى‏(على السعادة)‏ لدى الأقل غنى.‏ إذ لا يؤدي في فروق في السعادة لدى ذويالدخل ارتفع بينما تزداد أهميته عند منخفضي الدخل.‏ وتقترح كامبلأنه-ب هذه اجملموعة الثانية نجد أن خبرة التعليم ومزايا الوظيفة لدىخريجي الجامعات تحررهم جزئيا من اطالب اادية البحتة وتوسع مناهتماماتهم بقيم تتعلق بالعلاقات الاجتماعية وبتقييم الذاتوتشير الدراسات اجملراة في الولايات اتحدة إلى أن الأعلى تعليمايشعرون بسعادة أكبر وكذلك إلى أن هذا التأثير في انخفاض مستمر معالوقت.‏ ففي عام ١٩٥٧ م كان ٤٤% من خريجي الجامعات و‎٢٣‎‏%‏ ن لم124


اال والطبقة والثقافةيلتحقوا بادارس الثانوية يعبرون عن سعادة شديدة.‏ وفي عام ١٩٧٨ كانتالنسب اقابلة ٣٣% و‎٢٨‎‏%‏ على التوالي (٦٢).ويؤثر الدخل والطبقة على مجالات أخرى من مجالات الرضا بطرقمتعددة.‏العمل:‏تناولنا الرضا عن العمل في الفصل الثالث بشيء من التفصيل.‏ وتعداكانة اهنية محدداً‏ آخر من محدّدات السعادة رغم تداخلها مع الدخلوالتعليم.‏ وكن القول بوجه عام أن من يحصلون على أجور أعلى ويشتغلونبوظائف مرموقة يكونون أكثر سعادة.‏ وبالرغم من هذا فهناك مكوناتأخرى للرضا عن العمل وكن أن تكون بعض الوظائف رغم كونها مرموقةمصدرا للكثير من اشقة أو تتطلب ساعات كثيرة من العمل مثلما هوالحال لدى الأطباء والقيادات الإدارية العليا ورجال الأعمال ورغم هذافإن اكانة الاجتماعية للمهنة مصدر أساسي وهام من مصادر السعادةمستقل عن الأجر وعن طبيعة العمل.‏وقت الفراغ:‏بينا في الفصل الرابع وجود فروق كبيرة ب الطبقات في استخداموقت الفراغ.‏ فانتمون إلى الطبقة الوسطى أكثر نشاطا في معظم جوانبقضاء وقت الفراغ بينما يشاهد أبناء الطبقة العاملة التليفزيون.‏ ويترتبعلى هذا أن ذوي اكانة الاجتماعية ارتفعة والأكثر ثراء يحصلون علىإشباع أكثر من وقت الفراغ.‏العلاقات الاجتماعية:‏أوضحنا في كتاب سابق (١٩) أن هناك عددا من الفروق الطبقية فيهذا اجملال.‏ فهناك نسبة أعلى من أبناء الطبقة الوسطى سعيدي الزواجوينمون علاقات اجتماعية أوثق وت علاقات العمل لديهم إلى حياتهمالاجتماعية بصورة أكبر.‏ بينما نجد أن أبناء الطبقة العاملة يزورون أقاربهمأكثر حيث يعيش معظمهم بالقرب منهم ويعرفون عددا أكبر من الجيران.‏125


سيكولوجية السعادةويل أبناء الطبقة الوسطى إلى الانتماء إلى الأندية والتنظيمات الاجتماعيةبصورة أكبر وكذلك يزداد احتمال اشتراكهم في مجالس إدارتها.‏ وبوجهعام يتلقى أبناء الطبقة الوسطى دعما أكثر من شبكات علاقاتهم الاجتماعية.‏الذات:‏يتمتع شديدو الثراء-كما يتب من الجدول ٥-٣ ستوى أعلى من تقديرالذات وتحقيق الذات من باقي الناس.‏ ولم تجد بحوث أخرى أجريت علىادى الطبيعي للثراء-الكثير من التأثير للثراء على تقدير الذات رغم أنهاوجدت تأثيرا للتعليم (٤٥٨).وينخفض تقدير العاطل عن العمل لذاته ‏(انظر الفصل الثالث):‏ كذلكمن يحيا طاً‏ بديلاً‏ للحياة حيث معظمهم فقراء (١٦٧).تأثيرات التغير في الثروة:‏الحق أننا لا نحتاج إلى إثبات أن الناس يصبحون أقل سعادة عندمايفقدون وظائفهم أو تسوء حالتهم اادية لأي سبب.‏ ولكن ماذا عمن يصبحونأكثر ثراء?‏ الواقع أن هذا قد يسبب الاضطراب أيضا ويكون هذا على وجهالخصوص إذا ما كان متضمناً‏ لتغيير مفاجئ في طريقة الحياة مثلما هوالحال عند كسب يانصيب كرة القدم مثلاً.‏ وفي دراسة بريطانية شملت١٩١ شخصاً‏ فازوا في يانصيب الكرة حيث كسب كل منهمإسترليني أو أكثر عبر كل منهم عن أنه أصبح أكثر سعادة بقليل عما كان.‏ولكن كانت لديهم بعض اشاكل أيضا لقد تعرضوا لعداوة وغيرة من جانبالجيران والأقارب وطوردوا بطلبات للنقود أما من انتقلوا في مسكنجديد فقد تعرضوا لنظرات نبذ وتعال من جيرانهم الجدد أبناء الطبقةالوسطى وعانى بعضهم من مزيد من الوحدة نتيجة لترك العمل «٧٠%» أولتغيير السكن.‏ وعلى أية حال فقد أصبح لكل منهم منزل وسيارة أحسنوقضوا إجازات أفضل (٤١٣). ولكن لم في واضحاً‏ كم منهم كان أكثر هناءحقاً‏ في حياته.‏ ولم تجد دراسة أمريكية على ن ٢٢ كسبوا اليانصيب أيفرق واضح ب درجة سعادتهم وسعادة أفراد عينة ضابطة ‏(انظر:‏ الفصلالثامن).‏ وقد أجريت الكثير من الدراسات اسحية في الولايات اتحدة١٦١٠٠٠ جنيه126


اال والطبقة والثقافةمنذ عام ١٩٤٦ م.‏ ورغم التزايد اطردة درجة الرخاء.‏ كانت هناك تبايناتواضحة في نسب من عبر عن سعادته الشديدة.‏ فقد بلغت هذه النسبة في٣٨-٣٩ باائة وارتفعت في أواخر الخمسينيات إلى٣٩% ثم انخفضت في عامي (١٩٧١-١٩٧٢) إلى ٢٧% وأخيرا ارتفعت مرةأخرى في أواخر السبعينيات إلى ١٢٠). ويبدو الارتباط بالرخاءالاقتصادي ضعيفا عندما ننظر إلى هذه التغيرات عبر الوقت هذا بالرغممن وجود علاقة إيجابية صغيرة عند مقارنة الأغنياء بالفقراء عند أينقطة زمنية.‏وقد قارنت دراسة أمريكية الاستجابات اتجمعة من الدراسات اسحيةفي الفترة من عام (١٩٥٧-١٩٧٦). وقد وجدت زيادة في القلق وفي الوعيبالذات والتعبير عن الذات وتحول من التكامل مع التنظيم ‏(الاجتماعي)‏إلى مزيد من الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الحميمة (٤٥٨) وليس منالواضح إلى أي مدى تعود هذه التغيرات إلي زيادة الرخاء أو إلى زيادةالتعليم في الولايات اتحدة.‏ فالتعليم كنه أن يخلق آفاقاً‏ وطموحاتأوسع كما يخلق مزيداً‏ من الوعي بالذات والاستبطان.‏ وكن للمزيد منالثراء أن يؤدي إلى إزالة الهموم اادية ولكن را تتحول بؤرة الهموم إلىمشكلات شخصية ومشكلات في العلاقات مع الآخرين لا كن للنقودأن تحلها ‏(انظر:‏ الفصل الخامس).‏;١٤) %٣٥عامي (١٩٤٦-١٩٤٧)التوتر والمرض العقلي:‏تشير دراسة بريطانية حديثة إلى أن ١١% من الأفراد في الطبقاتالثلاث العليا أقروا بوجود حالة من التوتر الانفعالي استمرت لأكثر مننصف الوقت بالأمس باقارنة بنسبة ١٤% لدى من ينتمون إلى أدنى طبقت(٤٧٣). وقد أظهرت اسوح الأمريكية للمشاعر السلبية ً فروقا طبقية مشابهة‏(‏‎٤٤‎‏)(انظر جدولوهناك أيضا ميل لدى الفقراء لأن يقلقوا على مشكلات قابلة للحلبينما يقلق الأغنياء على مشكلات غير قابلة للحل-مثل الرضا عن الذاتومشكلات العلاقات الاجتماعية (٢٦٨).ولنوجه انتباهنا الآن إلى الفروق الطبقية في الاضطرابات العقلية.(٥-٥127


سيكولوجية السعادة : 5 - 5 6 543 2 1 14.07.07.0 23.514.5__ 403830 2019(44 473 : )16 الخفيفة.‏ حيث نجد أن ٤% من العامل الذين ينتمون إلى الطبقت الأولىوالثانية في إنجلترا يحتاجون في أخذ إجازات كل سنة بسبب متاعبنفسية ويقارن هذا بنسبة ١٣% من أبناء الطبقة الخامسة (٣٦٩). ووجدتدراسة أسترالية أن عددا أقل من الذين يحصلون على درجة مرتفعة فيمقياس الصحة العامة ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية الأولى (٩٫٧%) مقارناً‏ن ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية الخامسة (١٩٫٨%) أو السادسة (١٧%)(١٤٠). وقد تناولت دراسة أمريكية حديثة التأثير استقل لكل من الدخلوالتعليم واكانة الوظيفية ووجدت أن أكفأ ما يتنبأ بالأعراض العقليةبالنسبة للرجال هو الدخل انخفض بينما هو في النساء عدم التعليموكان الدخل هاماً‏ لتقدير الذات لدى الرجال ولكنه لم يكن كذلك بالنسبةللنساء (٢٥٢).وقد وجدت دراسات عديدة في بريطانيا والولايات اتحدة وفي أماكنأخرى إن هناك معدلات أعلى بكثير من الفصام والاكتئاب وإدمان الكحولوالجرة لدى الطبقات العاملة.‏ بينما يتزايد احتمال تعرض أبناء الطبقةاتوسطة لاضطرابات القلق أو الاضطرابات الذهنية الوجدانية (١١٦).ومن أهم الدراسات التي أجريت على الاكتئاب دراسة أجريت على النساء128


اال والطبقة والثقافةفي لندن (٥٤). وقد وجدت أن نساء الطبقة العاملة أكثر اكتئاباً‏ من نساءالطبقة اتوسطة ويكون هذا على وجه الخصوص إذا كان لديهم أطفالصغار يقيمون معهم في البيت ‏(انظر شكل ٥-١ والفصل السادس).‏ما هو تفسير زيادة التوتر والاضطراب العقلي لدى أبناء الطبقة العاملة?‏لعل أحد الاحتمالات هو أنهم معرضون لدرجة أعلى عن اشقة.‏ إذ رغموجود فروق طبقية كبيرة في معدلات تكرار وقوع أحداث الحياة اسببةللمشقة يبدو أن هناك كماً‏ أكبر من صعوبات الحياة اليومية لدى أبناءالطبقة العاملة.‏ وقد ذكرت ٦١% من نساء الطبقة العاملة اشكلات الصحيةلأفراد الأسرة واشكلات االية والأزواج ادمن على الكحول وساعاتالعمل غير اناسبة وغيرها باقارنة مع ٣٨ باائة من نساء الطبقة الوسطىشكا ٥-١: الاكتئاب عند النساء كدالة للطبقة الاجتماعية وعمر الأطفالطبقة عاملةطبقة متوسطةأكبر4030201006 6-14 15+أصغر الأطفال بانزلعمر الأطفال في انزلأصغر‏(اصدر:‏نسبة النساء(٥٤129


ًسيكولوجية السعادةفي دراسة براون وهاريس.‏ ورغم هذا فهذه الصعوبات ليست كافية فيحد ذاتها لتفسير الفروق الطبقية في الاكتئاب الذي يرجع إلى عواملأخرى إضافية ترتبط أيضا بالطبقة-مثل:‏ عدم وجود زوج يكون سنداوعدم وجود وظيفة واوت ابكر للأم ووجود أطفال صغار عديدين بالبيت(٥٤). وهكذا نجد أن جزءاً‏ من تفسير زيادة قابلية تعرض نساء الطبقةالعاملة للمشقة يكمن في الدعم الاجتماعي الذي يتلقينه ويتمثل هذا علىوجه الخصوص في مدى توافر شخص محل للثقة (٤٤٤).وتشير عدد من الدراسات إلى أن تأثير أحداث الحياة اليئة باشقةعلى الصحة النفسية يكون أكبر بالنسبة لأبناء الطبقة العاملة (٢٩٠).ومن التفسيرات التي تقدم لهذا أن أبناء الطبقة العاملة-نتيجة لانخفاضالإمكانيات وفقدان الدعم الاجتماعي-يجدون أنفسهم في وضع لا يستطيعونفيه التحكم في الأحداث وهذا يسلمهم إلى نوع من القدرية ويصبحونمعرض لقلة الحيلة اكتسبة .Learned Helplessness ويجعلهم هذا أكثرقابلية للاضطراب عقليا إذا ما واجهوا اشقة (٤٨٥ و ٢٦٣) ويتزايد احتمالالاستجابة بالانسحاب لدى أبناء الطبقة العاملة وهو خطوة نحو الذهان-‏بينما يتزايد احتمال استجابة أبناء الطبقة الوسطى بالقلق-وهو بداياتالعصاب (٢٧٠). وتقرر إحدى صور نظرية الانسحاب هذه أن الأفراد فيالعمل يسلكون كما لو لم يكن لسلوكهم علاقة بذواتهم الحقيقية وينصباهتمامهم على التقبل من جانب أصدقائهم بدرجة أعلى من أن يكون مرضياعنهم من السلطة.‏ ورغم هذا فإن هذا الانسحاب الانفعالي يزيد منصعوبة مواجهة اشكلات الحقيقية في العمل (٤٠٤).ويب الجدول ٥-٦ بعض الفروق الطبقية في الولايات اتحدة في أساليبمواجهة اشقة ويلاحظ تزايد احتمال استخدام أبناء الطبقة العاملة لأساليبسلبية في مواجهة اشكلات بدلاً‏ من محاولة معالجتها مباشرة-ويعود هذاجزئيا بالتأكيد إلى أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم باعالجة اباشرة.‏ وقدأجريت الدراسة اعروضة في الجدول ٥-٦ في عام ١٩٥٧ م وقد وجدتإعادة للدراسة في عام ١٩٧٦ م.‏ إن استخدام الصلاة كحل واجهة اشاكلقد انخفض إلى حد بعيد (٤٥٨). وفي بريطانيا وجد أن أبناء الطبقة العاملةيستجيبون للتوتر الانفعالي السلبي بزيادة التدخ ‏(وخاصة عند النساء)‏ً حقيقيا130


اال والطبقة والثقافة : 6 - 5 % % %413128 21141181524 1732(44 473 : )27 وأخذ الدواء بينما يستجيب أبناء الطبقة الوسطى بزيادة تناول الطعام(٤٧٢). كذلك يزيد احتمال استجابة أبناء الطبقة العاملة بطريقة عدوانيةويتضمن هذا مخالفة القوان‏.‏ وكما سنرى في الفصل العاشر فهم أكثراحتمالاً‏ لأن يعبروا عن معاناتهم بشكل جسمي وذلك على شكل أعراضجسمية سيكوفزيولوجية مثل الصداع.‏ ورا كان الأصل الأكثر احتمالاً‏لهذه الفروق في اواجهة يكمن في تنشئة الطفولة إذ را كانت هناكفروق طبقية في كيفية معاملة الأطفال ينتج عنها فروق في أساليب اواجهة.‏ومن امكن بالتأكيد أن تؤدى أساليب تربية الأطفال في الطبقة العاملةإلى صور من الاستجابة للمشقة أكثر عدوانية وأكثر يأساً‏ (١٩).ومن الأسباب الإضافية المحتملة لهذا التهيؤ لدى أبناء الطبقة العاملةما كن تسميته ‏«الانجراف إلى أدنى»‏ عنى Downward drift أن اضطربعقلياً‏ ينجرفون لأدنى-أي إلى أعمال أقل مهارة.‏ وقد تبينت صحة هذا فيحالات الفصام وإن لم تتأيد في حالات الاضطراب الأقل شدة (٤٨٥).لدينا الآن-إذن-ثلاثة تفسيرات كنة للمعدلات ارتفعة من الاضطرابالعقلي لدى أبناء الطبقة العاملة:‏١- مستوى أعلى من اشقة أو كثرة مشكلات الحياة اليومية.‏٢- أو التنشئة الاجتماعية في الطفولة أي التدرب على أساليب غيرمناسبة في مواجهة اشكلات مثل القدرية أو الانسحاب.‏131


سيكولوجية السعادة٣- أو الانجراف إلى أدنى.‏وقد بذلت محاولات عديدة للتعرف على أي هذه النظريات هو الأكثرأهمية والرأي الحالي هو أن كلا من العمليات الثلاث ارس التأثير معاً‏.(٨٢)التغير في مستوى الرفاهية:‏تعد البطالة واحدة من أهم الطرق التي تسبب الكساد الاقتصادي منخلالها الاضطراب.‏ وقد ناقشناها في الفصل الثالث.‏ وتب دراسات التغيرالاقتصادي أن الكساد الاقتصادي يتبعه لدى معظم الناس وبعد فترة تدمن ١٢ شهرا زيادة في معدلات الانتحار والاكتئاب ومعدلات الدخولإلى استشفيات العقلية.‏ ولكن النتائج أكثر تعقيداً‏ من ذلك.‏ إذ إن زيادةالرخاء الاقتصادي تثير أيضا قلق أبناء الطبقة العاملة ورا كان السببفي هذا إدراكهم للآخرين على أنهم أحسن حالاً‏ نسبيا منهم ورا كانهذا بسبب مجرد التغير (١١٧). ورغم هذا فقد تكون هذه الزيادات فيالاضطراب النفسي مجرد زيادة ظاهرية حيث إن الزيادة تحدث فقط فيمعدلات دخول استشفيات وليس في الأعراض.‏ ويبدو من المحتمل أنالأسر-في ظل اشقة الاقتصادية-تصبح أقل استعدادا أو أقل قدرة علىالاستمرار في رعاية عضو مضطرب عقلياً‏ وأقل إنتاجا (٦٩).٣ إلىالفروق القومية والثقافية والعرقية في الهناءأي الأ أكثر سعادة وأعلى قدرا من حيث مظاهر الرفاه اخملتلفة?‏هذا سؤال صعب لأن تصور السعادة قد يختلف باختلاف الثقافاتكذلك من الصعب أن نبني صورا متكافئة من وسائل القياس.‏السعادة والرضا:‏هل يكون الناس أكثر سعادة وأكثر شعورا بالرضا في بلاد معينة باقارنةببلدان أخرى?‏لعل أكثر الطرق مباشرة للإجابة على هذا السؤال هي أن نجري دراساتمسحية تسأل نفس الأسئلة.‏ وقد قام معهد جالوب Gallup لهذا العمل في132


-٥اال والطبقة والثقافةسنة ‎١٩٧٦‎م وتجد بعض النتائج في الجدول ٧. وهناك بعض ما يحير فيهذه النتائج.‏ مثال ذلك اذا يبدو أبناء بلدان أمريكا الجنوبية الفقراء بهذهالدرجة ارتفعة من الرضا?‏ اذا نجد الناس في الشرق الأقصى أكثر رضاعن مستوى سكنهم من الأفريقي ولكنهم أقل شعوراً‏ بالرضا في سائرالجوانب الأخرى ‏(من الجميع)?‏ هل الأوربيون أقل سعادة حقا من الأمريكيوالكندي‏?‏وتجرى الدراسات اسحية للشعور بالرضا والسعادة بانتظام في دولالسوق الأوربية اشتركة.‏ وطبقا لهذه الدراسات فإن أكثر البلاد شعورابالرضا هي بلجيكا والدارك وهولندا وأقلها شعورا بالرضا هي فرنساوإيطاليا (١٢٩).واشكلة في هذه الدراسات اسحية الدولية هي أن الأسئلة لابد وأنتترجم ورا لا يكون لها نفس اعنى في اللغات الأخرى.‏ وقد قام كانترل(٦٤) بجهود جادة لحل هذه اشكلة ثلت في استخدام طريقة السلم‏(انظر جدول ١-١). وكان يطلب من الأفراد أن يتخيلوا ‏«أحسن حياة كنة»‏و«أسوأ حياة كنة»‏ كن أن يحيوها وتعطي هذه التقديرات الدرجاتوصفر حسب درجات السلم.‏ ثم أن يحددوا أين تقع حياتهم الحاضرة علىهذا السلم.‏ وكان اتوسط العاي حوالي ٥ درجات ونجد بعض اتوسطاتالقومية في الشكل ٥-٢. وتوحي هذه الدراسة بأن الفروق الدولية في السعادة١٠ : 7 - 5 73554640 ______376449352060373632 1814518181487 (163 : )133


سيكولوجية السعادةضئيلة جدا وتكاد لا تكون لها علاقة بالرخاء الاقتصادي.‏ ومن جهة أخرىرا قللت طريقة السلم من الفروق حيث كن للناس أن يفكروا ستوياتجد متباينة للمقارنة في كل دولة فإذا كنت تعيش في بيت من الط وباقيالناس يعيشون في خيام فستكون سعيداً‏ جداً‏ ببيتك (×) .هل كن إذن أن ندرس الفروق الدولية في الهناء بطريقة موضوعية?‏هل كن التخلص من مشكلات ترجمة الأسئلة وتحيزات افحوصاعرفية وتشوهاتهم?‏ الحق أن هناك عدداً‏ من اؤشرات اوضوعية تتعلقبالتعاسة.‏ ويعطينا الجدول ٥-٨ أرقاما تتصل عدلات الانتحار ‏(وسنناقشهافيما بعد)‏ والطلاق وإدمان الكحول والجرة.‏ وعامود القلق في الجدولهو معامل إحصائي مشتق من هذه اؤشرات التي ترتبط مع بعضها ارتباطاً‏مرتفعاً‎ هذا وقد عولجت درجات العصابية بحيث تعطى بريطانيا درجة(٢٩٧) ونجد أن أقل البلاد ً قلقا هي إيرلندا تليها املكة اتحدة ثم نيوزيلندا.‏وهناك أيضا أدلة على فروق عرقية في درجة السعادة ب أبناء الدولةالواحدة.‏ وقد أظهرت البحوث اجملراة في الولايات اتحدة أن السود أقلشعوراً‏ بالهناء من البيض.‏ويظل هناك فارق وإن كان يصبح أقل حجما-حتى لو ثبتنا متغيراتالدخل والتعليم واهنة والعمر ومحل الإقامة وخاصة بالنسبة للنساء السود.‏ونجد أن السود الذين يبلغون من العمر أكثر من ٥٥ عاماً‏ أكثر سعادة منأمثالهم من البيض (٦٣). ورغم زيادة الرخاء الاقتصادي في الفترة ما ب١٩٥٢ إلى ١٩٧٢ فإن الشعور بالسعادة لدى كل من البيض والسود قد انخفضويلاحظ هذا على وجه الخصوص بالنسبة للسود الأكثر غنى والأكثر تعليماورا كان هذا راجعاً‏ إلى أن تطلعاتهم اتزايدة لم تتحقق (١١٠).وقد كان مفترضاً‏ على نطاق واسع في وقت ما أن اهاجرين وأعضاءجماعات الأقلية العرقية يعانون من انخفاض في تقديرهم لذواتهم نتيجةلكونهم منبوذين من باقي أفراد اجملتمع.‏ ولم يثبت وجود هذا في الولاياتاتحدة فقد وجد أن لدى السود نفس درجة تقدير الذات التي لدى البيضورا أعلى.‏ ورا كان سبب ذلك أنهم متقبلون داخل مجتمعهم الصغيرومعزولون إلى حد كبير عن مجتمع البيض (٤٠٨). ونجد لدى الأمريكي(×) ترجمة بتصرف يسير ازيد من الألفة٥٠134


اال والطبقة والثقافة- ٥ شكلالولايات اتحدةكوبامصر: ٢ السعادة الشخصية في علاقتها بإجمالي الناتج القومي في ١٤ دولة كدالة للرخاء الاقتصادي76البرازيلالهندبولنداجمهورية الدومينيكاننيجيريابنمااليابانالفلبأانيا الغربية إسرائيل يوغسلافيا54321نصيب الفرد الحقيقي من إجمالي الناتج القومي ‏(بالدولار الأمريكي)‏تقديرات السعادة الزوجية100 150 200 300 400 600 800 1000 1500 2000 3000‏(اصدر : (١٢٠135


سيكولوجية السعادة100.0006.611.56.39.63.115.45.98.61.37.87.73.47.74.46.4__5.811.8 100.0004.823.39.56.18.43.339.319.02.017.39.73.52.34.25.111.82.911.3(129 499 297 : )100.0006.511.35.03.914.68.26.68.8____7.44.96.96.6128.74.821.8 : 8 - 5 50.6____50.7____54.151.8__50.553.9______41.7__50.050.147.666.351.750.844.946.961.560.931.457.161.744.544.445.043.051.540.351.6والياباني والصيني تقديراً‏ أعلى للذات ورا كان مرد ذلك إلىاستقرارهم الأسري واسكهم الاجتماعي (٨٣). ونجد لدى الهنود الحمرالأمريكي تقديراً‏ مرتفعاً‏ للذات فإذا ما جاءوا إلى ادن ونافسوا البيضدون نجاح في الوظائف والدخل فإنه ينخفض.‏ وعندها يكتئبون ويقلقونوتظهر لديهم مظاهر الشعور بالاضطهاد والاغتراب (١٥٣).100.00011.025.719.114.831.625.217.220.94.96.417.610.19.712.419.425.79.512.5____2.87__2.89__2.373.462.772.01__3.03________2.65______3.21__3.48__2.793.003.212.26__3.33________3.13__136


اال والطبقة والثقافةهل يؤثر اناخ على السعادة?‏ سنب فيما بعد أن مزاج الأفراد يتحسنفي الأيام اشمسة وعندما تعتدل درجة الحرارة وعندما لا تكون الرطوبةمرتفعة.‏ ولكن البحوث تشير رغم ذلك اشد أن الناس يتكيفون للمناخ اخملتلفبسرعة.‏ عادة في غضون أسبوع أو ثلاثة زيد من إفراز العرق مثلاً‏ أوتلوح الجسم (٢٠٩). كذلك ليس هناك دليل على أن الناس الذين يعيشونفي مناخ ملائم أكثر سعادة.‏ ويبدو أن اسألة هي مسألة تكيف.‏ ‏(انظر:‏الفصل الثامن)‏ وليس للمناخ تأثير على السعادة.‏التوتر والمرض العقلي:‏من الصعوبة كان مقارنة معدلات حدوث الاضطرابات العقلية عبرالثقافات ويعود ذلك لأن أي اضطراب يأخذ شكلاً‏ مختلفاً‏ نوعاً‏ ما فيالأماكن اخملتلفة.‏ وقد وجد هذا في حالة الاكتئاب.‏ وتعود أصول الاكتئابجزئياً‏ إلى عوامل بيولوجية كذلك يعود جانب منه إلى خبرات بشرية عامةمثل فقدان الروابط الاجتماعية.‏ وهناك أيضاً‏ تشابه في التعبيرات الوجهيةللحزن ب البشر جميعاً.‏ ورغم هذا فخبرة الاكتئاب وأعراضه تتباين.‏ومن أهم الحقائق في هذا الصدد أن معدلات الانتحار منخفضة جداً‏ فيأفريقيا ومعظم الهند كذلك فالأفكار عن الخطيئة والشعور بالذنب غيرمعروفة.‏ وقد ذكر أحيانا أن مرضى الاكتئاب لا يعبرون عن اكتئابهم ولا عنالحزن والإحساس بعدم التلاؤم مع اجملتمع.‏ ولكن الدراسات الحديثةباستخدام أداة ‏«فحص الحالة الراهنةأدلة على وجود مشاعر الاكتئاب وإن لم يكن هناك أدلة على الشعور بالذنبولا أفكار انتحارية (٣٥).ومن ناحية أخرى نجد أن معظم ارضى الأفريقي يعانون من الشعورالجسمي بالتعب والضعف والصداع وفقدان الشهية والأرق وفقدانالاهتمام بالنشاط الجنسي والنشاط الاجتماعي.‏ ولكن الصور تتغير الآنوهناك ازيد من الأفريقي اتعلم والذين يتبنون حضارة الغرب مستعدونلوصف حالتهم وصفاً‏ سيكولوجياً‏ أكثر منه جسمياً‏ (٣٠٨). وهناك رأي يرىأن مرضى الاكتئاب الأفريقي لا يشعرون بالذنب والكآبة إلا عندما يتصلونبالأفكار اسيحية واليهودية (٢٩١).Present State Examination وجدت137


سيكولوجية السعادةورغم كل هذا فالبحوث الحديثة تشير إلى أن هناك ملامح ثابتةللاكتئاب:‏ الحزن واضطراب النوم والشعور بالتعب والشعور بخواء الحياةوفقدان الاهتمامات (٤١٠). وتشير عدد من الدراسات اقارنة ب حضاراتمختلفة أعلى خلاصة مؤداها أن الاكتئاب أكثر ً شيوعا في الثقافات الغربية.‏وقد كانت مشاعر الذنب والاهتمام ابالغ فيه بالخطيئة أكثر شيوعاً‏ اهي عليه الآن في بريطانيا.‏ وباقي أوربا ولكنها مازالت قوية ب جماعاتمعينة وخاصة اليهود والبروتستانت.‏ وتزيد معدلات حدوث الاكتئاب بصفةخاصة لدى التشيكوسلوفاكي والسويدي والأان.‏ وهناك ما يوحي بأنالاكتئاب يقل شيوعه في الثقافات التي تتميز بالأسر الكبيرة وبدرجةأعلى من التضامن الاجتماعي (٣٠٨).وتعد معدلات الانتحار من أهم مؤشرات الاكتئاب.‏ وتنشر هيئة الصحةالعاية معدلات الانتحار في الدول اخملتلفة ونجد آخر هذه اعدلات لعددمن البلاد في الجدول ٥-٨. ومن اعروف أن نقطة الضعف الأساسية فيهذه الأرقام هي أن حالات الانتحار في الدول الكاثوليكية والإسلامية يلإلى أن لا تسجل كلها وكن أن تصل إلى ثلاثة أمثال الإحصائيات الرسمية(٤٢١). على أية حال فهناك معدلات مرتفعة بدرجة ملحوظة للانتحار فيدول أغلبيتها كاثوليكية مثل النمسا وبلجيكا وفرنسا.‏ وبالنظر إلى الجدولنلاحظ أن معدلات الانتحار مرتفعة جدا في شرق ووسط أوربا-برلالغربية والنمسا وسويسرا وفنلندا أو تشيكوسلوفاكيا وأانيا الغربية-ورايعكس هذا عدم الاستقرار السياسي في تلك البلاد.‏ وبولندا هي الدولةالوحيدة في هذه انطقة التي تتمتع ستوى منخفض من معدلات الانتحاروهي أساساً‏ دولة كاثوليكية.‏ ونجد أن النسبة منخفضة جدا في أمريكاالجنوبية وهي كاثوليكية.‏ ومن ب الدول غير الكاثوليكية نجد أن النسبمنخفضة بصورة ملحوظة في بريطانيا والولايات اتحدة واستراليا.‏وإذا كانت الكاثوليكية تفضي كما هو مرجح إلى خفض معدلات الانتحارفهناك بعض الثقافات-ومن ضمنها اليابانية-التي را شجعته ويتم هذامن خلال ترويج الاعتقاد بأنه تحت ظروف معينة يكون الانتحار طريقاً‏مؤكداً‏ إلى ملكوت السماء ولكن ثمة مشكلة تترتب على استخدام معدلاتالانتحار كمؤشر للعناء وهي أن هذه اعدلات تكون أكبر في البلاد الأكثر138


اال والطبقة والثقافةرخاء ‏(معامل ارتباط = ٠٫٥٩) وفي نفس البلد في فترات الرخاء (٢٨٠).ورا كان هذا دليلاً‏ إضافياً‏ على أن الثروة لا تجعل الناس سعداء أو أنالفروق ب الناس في فترات الرخاء تتعاظم ومن ثم يشعر الفقير باعاناة.(٢٠٧)ومن أكثر مصادر اعلومات عن الصحة النفسية انتشاراً‏ في العالمنتائج استخدام مقياس العصابية لإيزنك في الدول اخملتلفة.‏ وقد جمع ل٢٩٦) هذه النتائج وحسبت اتوسطات لكل بلد.‏ وقد كانت نسبةالطلاب من ب الذين اختبروا باقياس مرتفعة وهذا ييسر عقد اقارنات.‏ونقطة الضعف الأساسية في هذه اادة هي أن العينات رغم كبر حجمهالم تكن ثلة ثيلاً‏ جيداً‏ للجمهور العام.‏ ومن الطبيعي أن تتجاهل هذهالطريقة الاختلافات الثقافية في الشكل الذي يظهر به العصاب.‏ ورغمالشكوك المحيطة دى صدق اقياس وترجمته إلى لغات وثقافات مختلفةفهي بيانات فريدة في نوعها.‏ ونجد بعض النتائج اتعلقة باقياس فيالجدول ٥-٨ ‏(العمود الخامس)‏ وكذلك فدرجات العصابية لعدد من البلادالأخرى التي لم تُضمن في الجدول ٥-٨ تثير الاهتمام ‏(وهي معروضة فيالجدول ٥-٩) وهي محسوبة بحيث تعطي لبريطانيا درجة (٥٠).وقارنة هذه النتائج بالعمود ٥ من الجدول ٥-٨ نجد أن بلاداً‏ معينةتكون مرتفعة على العصابية وخاصة بلاد الشرق الأوسط ‏(كمصر والكويتوالأردن ولبنان وسوريا وإيران ولكن ليس تركيا).‏ كذلك تسجل البلادالأفريقية درجات مرتفعة ‏(كغانا وأوغندا ولكن ليس نيجيريا)‏ ونجد ذلكأيضاً‏ في بعض الدول الأوربية ‏(كفرنسا واليونان وبولندا)‏ واليابان ونجد أندرجات بريطانيا والولايات اتحدة وكندا واستراليا تكون أقرب إلى النهاياتالدنيا وأقل البلاد درجة هي تركيا والسويد.‏ وتكشف دراسة مسحية أجريتعلى ١١٤٠٠٠ عامل صناعي في ٤٠ دولة وتسأل سؤال فقط عن نفسالنمط من النتائج (٢١١).هل كن تفسير هذه النتائج في ضوء اشاق التي تتعرض لها هذهاجملموعات من السكان?‏ فالدول العربية في الشرق الأوسط تحصل علىدرجات مرتفعة جدا في العصابية ورا كان هذا نتيجة-أو را سببا-لعدمالاستقرار السياسي وكثرة الاضطرابات الاجتماعية في هذه البلدان.‏ وقد(٢٩٧ و139


سيكولوجية السعادة : 9 - 5 41.744.663.060.857.757.256.355.255.155.154.654.557.1"" حدث ارتفاع حاد في مؤشرات العصابية في اليابان وأانيا وإيطاليا بعدنهاية الحرب العاية الثانية وبعد هزتهم وتعرضهم للاحتلال العسكريوقد عادت الدرجات إلى معدلها في سنة (٢٩٦). ١٩٥٦ وتدعم دراسة أجريتعلى طالبات كليات تدريب اعلمات الأانيات في سنة ١٩٥١ هذه النتائج.‏فقد كانت بنات برل اللاتي تعرضت حياتهن لأعلى درجة من الاضطرابهن الأقل سعادة بكثير وقد عزين تعاستهن إلى الحرب.‏ وقد كانت بناتجوتنجن Gottingen أكثر سعادة ولكنهن لم يكن بنفس درجة السعادة التيكانت عليها البنات في إنجلترا والولايات اتحدة وسويسرا (٢٥).وهناك إذن مجموعتان من الأدلة القوية على صدق النظرية القائلة بأنالفروق القومية مرجعها إلى تأثير اشقة.‏ وعلى العكس من هذا فليسهناك علاقة واضحة ب العصابية والرخاء أو عدمه.‏كذلك فهناك فروق جلية ب معدلات الاضطراب العقلي لدى اهاجرينإلى بريطانيا.‏ وقد كانت معدلات دخول استشفيات العقلية اعدلة وفقأللجنس والعمر لكل ١٠٠٠٠٠ من السكان في ١٩٧١ كما يلي:‏السكان المحليون٤٩٤140


الأيرلنديونالاسكتلنديونالهنودالباكستانيونأبناء جزر الهند الغربية١١١٠٦٩٦٤٠٣٣٣٦٥٣٩اال والطبقة والثقافة‏(اصدر:‏ ٨٢).وبينما نجد أن معدل دخول اهاجرين الإيرلندي إلى استشفياتمرتفع جدا في حالة الفصام وإدمان الكحول-نجد أن هذا يصدق أيضا فيإيرلندا نفسها.‏ ومن التفسيرات التي تقدم أن هذا يعود إلى السن اتأخرةللزواج والقيود على الجنس والافتقار إلى القرب الانفعالي داخل الأسرةالإيرلندية وخاصة ب الرجال ا يؤدي إلى فقدان الثقة في الرجالالآخرين ويفاقم منه استخدام الكحوليات.‏ ولكن بينما نجد أن الاسكتلنديأيضاً‏ لديهم معدلات مرتفعة من الاضطراب العقلي باقارنة بالإنجليزي:٥٫٥وزيادة إدمان الكحول عنهم ا نسبته ١ فإن معدل الدخول إلىاستشفى للاسكتلندي في إنجلترا يظل مرتفعاً‏ عن مثيله في اسكتلندا.‏ويواجه أبناء جزر الهند الغربية مشكلات التعصب والتطلعات المحبطةورا يلجأون إلى جماعات راستافارانية (×)ا Pentecostal ينتج عنه لدى بعضهم هاءات Delusions دينية تشخصRastafarian وبنتيكوستيهخطأ على أنها فصام.‏ والهنود هم أكثر الجماعات تكيفاً‎ ورا كان هذامرده جزئيا إلى الهجرة الانتقائية ونظام أسري داعم وتركيز في الثقافةعلى أهمية التعليم.‏ أما الباكستانيون فهم ليسوا على نفس استوى منالتكيف فمعدلات الاضطراب العقلي لديهم أكثر ا تظهره الأرقاماعروضة حيث تداري الأسر مشكلاتها ويقل استخدامهم للخدمة الطبيةالرسمية.‏ وتزيد ثقافتهم المحافظة من صعوبات التكيف لديهم (٨٢).ورغم هذا فقد وجدت الدراسات التي أجريت في الولايات اتحدة أنهبينما تزيد معدلات الفصام وإدمان الكحول ب السود فان هذا يختفي إذاما ثبتنا تأثير الطبقة.‏ ورغم أن السود في الولايات اتحدة را يخبرونمشقة أعلى من البيض نتيجة للتعصب ضدهم فإن هذا يعوضه الدعم(×) جماعات دينية محلية.‏ ‏(اترجم)‏141


سيكولوجية السعادةالاجتماعي من جانب الجماعة والاعتقادات التي نعهم من لوم الذاتنتيجة شاكلهم (٢٥٨).خلاصة:‏يزيد الشعور الذاتي بالسعادة أو الرضا بدرجة قليلة لدى الأفراد الأكثرغنى أو انتم إلى طبقات اجتماعية أعلى-في داخل البلد الواحد ويكونذلك على وجه خاص فيما يتعلق باشاعر الإيجابية وينخفض هذا التأثير-‏على الدوام-مع مرور الزمن ومع زيادة التعليم.‏وهناك فروق طبقية جلية فيما يتعلق بالقلق والاكتئاب والأشكال الخفيفةمن الاضطراب العقلي.‏ ويعود هذا جزئيا إلى زيادة صعوبات الحياة اليوميةلدى أبناء الطبقة العاملة وكذلك إلى استخدام وسائل غير فعالة للمواجهةوإلى الانجراف إلى أدنى وأيضاً‏ إلى قلة الدعم الاجتماعي.‏ وهناك فروقكبيرة في الصحة سنناقشها في الفصل العاشر.‏وقد وجد أنه يصعب الحصول على فروق متسقة في السعادة ب البلاداخملتلفة.‏ فطريقة السلم تقلل الفروق بصورة مصطنعة وذلك نتيجة لأنالناس يستخدمون مستويات مقارنة محلية.‏ وتشير نتائج الدراسات اسحية-‏التي ترجمت أدواتها إلى اللغات اخملتلفة-إلى أن أسعد الأماكن هي شمالأمريكا وأوربا واستراليا.‏ وفي داخل أوربا نجد أن بلجيكا والدارك وهولنداوبريطانيا أسعد من فرنسا وأانيا أو إيطاليا.‏ويتخذ الاضطراب العقلي أشكالاً‏ تختلف باختلاف الثقافات ويجعلهذا من مقارنة معدلاته أمراً‏ صعباً.‏ ورغم هذا فإن معدلات الانتحارتتباين إلى حد كبير وتبلغ أقصاها في وسط وشرق أوربا.‏ وتختلف الدرجاتعلى الاستخبارات التي تقيس العصابية من بلد إلى آخر وقد رأينا أنهاتكون أكثر ارتفاعاً‏ في بلدان الشرق الأوسط التي تعاني من عدم الاستقرارالسياسي.‏ ويكشف اهاجرون عن معدلات أعلى من الاضطراب العقليوخاصة إدمان الكحول والفصام.‏كيف نقيم درجة هناء البريطاني باقارنة بالآخرين?‏ يحصل البريطانيونعلى درجات مرتفعة في مقاييس السعادة ولديهم معدل منخفض للانتحاروكذلك معدل منخفض للطلاق وإدمان الكحول والجرة وكذلك درجة142


اال والطبقة والثقافةمنخفضة على العصابية.‏ومن الأدلة اخملتلفة اتاحة فإن أسعد البلاد هي بريطانيا واسترالياونيوزيلندا وهولندا وهذه هي بعض اقارنات الأخرى مع تسجيل النسبةاشد اعدلات البريطانية أحياناً:‏ الولايات اتحدة تحصل على درجاتمرتفعة على مقاييس الشعور بالرضا ولكن هناك معدلات مرتفعة جداللطلاق (٤٫٥- إلى ١٫٠) وإدمان الكحول (٣٫٩-١٫٠) والجرة (٢ إلى١٫٠) وإدمان الكحول (٣٫٣.(١٫٠اليابان:‏ هناك معدل انتحار مرتفع (١٫٩ إلىإلىفرنسا:‏ تحصل على درجات منخفضة في الدراسات اسحية عن السعادةوالشعور بالرضا ولديها معدلات مرتفعة من العصابية والانتحار )١٫٠) وإدمان الكحول (١٠٫٠ إلىبلجيكا والدرك:‏ تحصل على درجات مرتفعة قليلاً‏ عن بريطانيا فيالدراسات اسحية عن السعادة والشعور بالرضا ولكن لديها معدلات مرتفعةمن الانتحار وإدمان الكحول.‏١٫٨ إلى.(١٫٠١٫٠) والعصابية.‏143


سيكولوجية السعادة144


الشخصية6 الشخصيةهل هناك أناس سعداء؟نقول أحياناً‏ عن شخص مع أنه ذو مزاجمشرق أو مبتهج وكذلك يقرر الأخصائيونالنفسيون أحياناً‏ أن شخصا ما مكتئب.‏ إلى أيحد إذن تعتبر السعادة أو الرضا خاصية للأفراد.‏نحن نجد أن مرضى الاكتئاب يشعرون بالاكتئابمعظم الوقت أو كله.‏ بينما باقي الناس رونبحالات مزاجية مختلفة حسب اوقف.‏ هل تعتمدالسعادة إذن على كون الفرد شخصا ً أم تعتمدعلى كونه ر بالكثير من اواقف ابهجة?‏ وتقررالنظرية التي تنحو بالتسبيب من الأعلى إلى الأدنىأن الفرد هو العامل المحدد:‏ فهناك أدلة على أنالناس السعداء يفسرون اواقف بطريقة أكثرإيجابية وعلى أن إضافة أحداث مبهجة ليسمؤشراً‏ دقيقاً‏ ينبئ بالسعادة.‏ أما انحى الذيضي من الأدنى إلى الأعلى فيرى أن السعادةتعتمد على عدد الأحداث والأنشطة ابهجة التييخبرها الفرد (١١٠).وأحد سبل معالجة هذه اسألة أن ننظر إلىمدى اتساق الأفراد وإلى أي مدى يعتمد شعورهمبالسعادة على اواقف.‏ والواقع أن كلا الجانبً سعيدا145


سيكولوجية السعادةهام بيد أن الأفراد يكونون متسق إلى حد بعيد عبر الأوقات اخملتلفةوب اواقف اخملتلفة.‏ ومن امكن أن نسأل أسئلة تدور حول السمات‏(مثل:‏ هل تشعر عادة بالسعادة?)‏ أو أسئلة تتعلق بالحالة الراهنة ‏(من قبيل:‏إلى أي درجة تشعر بالسعادة الآن?).‏ وتختلف الإجابة على النوع الثاني منالأسئلة-طبييعة الحال-باختلاف اواقف واناسبات.‏وقد وجد دينر ولارس (١١٢) Larsen Diener & أن نظم التباين فياشاعر الإيجابية والسلبية في مواقف العمل ونشاطات وقت الفراغ اخملتلفةيعود إلى الفرد (٢٥%) أكثر من كونه نتيجة للفروق ب اواقف (٢٣%)وكذلك فإن الأفراد يكونون أكثر اتساقاً‏ فيما يتعلق باشاعر السلبية.‏ وقدكان الشعور العام بالرضا عن الحياة أكثر الجوانب ثباتا لدى الأفراد بينماكانت اشاعر الإيجابية أقلها وإن كانت هناك درجة مرتفعة من الاتساقفي الحالات ازاجية للأفراد في اناسبات اخملتلفة.‏وكن للأفراد أن يكونوا في حالة مزاجية معينة بصورة متسقة لأنهميفسرون أو يواجهون اواقف بأسلوب يز أو لأنهم يختارون أو يتجنبونأنواعاً‏ معينة من اواقف فالناس يبحثون عن اواقف التي ترتبط بسماتشخصيتهم ودوافعهم.‏ مثال ذلك أن الانبساطي يقضون أوقاتاً‏ أطول فياواقف الاجتماعية وفي اناشط الجسمية وخاصة إذا كان اختيار هذهاواقف وتلك اناشط يتم بحرية.‏ ويقضي الأفراد الذين لديهم توجه نحواللعب وقتاً‏ أقل في العمل (١٢٨ و ١٥٤). وأولئك الذين يتصفون بانخفاضمهاراتهم الاجتماعية أو بارتفاع مشاعر القلق الاجتماعي عندهم فإنهميتجنبون الكثير من اواقف الاجتماعية اعتادة ومن بينها بعض اواقفالتي ينظر إليها عادة على أنها تعة جدا مثل لقاءات الجنس الآخروالحفلات (١٧).وهناك أناس مكتئبون بدرجة واضحة هناك أناس يكونون عادة فيحالة مزاجية إيجابية وإن كان هذا أقل شيوعا.‏ من هم هؤلاء السعداء?‏إنهم من يلون إلى النظر إلى الجوانب اشرقة من الأمور وقد وصفهذا على أنه ‏«مبدأ بوليانا (×)Polyanna Principle وا يدعم ذلك ما وجد(×) بطلة ‏(طفلة)‏ لإحدى الروايات وتحكي الرواية أنها كانت دائماً‏ تبحث عن الجانب اشرق فيأي أمر من الأمور ‏(اترجم).‏146


الشخصيةمن أن بعض الأشخاص يسجلون درجات مرتفعة من السعادة والتفاؤلويقدرون الأحداث على أنها أكثر جلباً‏ للسرور ولديهم نظرة أكثر إيجابيةمن الآخرين ويتذكرون أحداثاً‏ أكثر إيجابية وتداعياتهم الحرة أكثر مجلبةللسرور (٣١٥). ويتسق هذا مع البحوث التي تب أننا نتذكر الأشياء التيترتبط بحالتنا ازاجية الراهنة فالناس عندما يكونون في حالة مزاجيةسعيدة فإنهم يتذكرون الأحداث السعيدة بصورة أفضل (٤٣٤). ويل بعضالناس إلى أن يكون لديهم شبكة أكثر ثراء من التداعيات ارتبطة بالانفعالاتالإيجابية ويلون للاستجابة إيجابياً‏ لأي شيء (٤١).ويرتبط تقدير الذات أيضا ارتباطا قويا بالشعور الذاتي بالهناء.‏ وقدوجد أنه أقوى ارتباطاً‏ به من أي متغير آخر في بعض الدراسات (٦٢).ويقيّم اكتئبون أداءهم على الأعمال اخملتلفة بصورة أكثر سلبية ويقللونمن قيمة كفاءة أدائهم رغم أن هناك من الأدلة ما يشير اشد أن تقديرهملذواتهم أكثر دقة وواقعية من تقدير الأسوياء لذواتهم (٢٨٥). ولكن هناكتدهور في تقدير الذات أثناء فترات الشعور بالتعاسة ورا كانت السعادةتؤثر على تقدير الذات والعكس صحيح.‏ ماذا عن مرضى الهوس?‏ أليسواسعداء جداً‏ رغم كونهم مضطرب عقلياً?‏ الواقع أن ازاج الأساسي فيالهوس ليس هو السعادة وإا هو الاستثارة:‏ فهم في حالة من الاستثارةارتفعة واليوفوريا ويشعرون عادة بعدم الاستقرار والتقزز عندما يحبطونويشعرون بأن لاشيء يهم (٤٤٧) وكن وصفهم كما يلي:‏‏«يرتدي مرضى الهوس ملابس حسنة وجذابة وإن كانت صارخة ويبدونعلى أنهم في حالة طيبة ً جدا وسعداء بأنفسهم مبتسم ومتنبه وصوتهممرتفع قوي رنان.‏ وهم يتكلمون باستمرار وبإصرار ويلون إلى احتكارالنقاش بنكاتهم الصاخبة وحكاياتهم ااجنة ولكنهم يتشتتون بسهولةويتنقلون بسرعة من موضوع إلى آخر واستثارتهم ومرحهم معد وهمماهرون في أن يكونوا حياة وروح الجلسة.‏ ولديهم ثقة بالذات وتقدير لها لايقوم على الواقع ولا يتقبلون النقد من الآخرين.‏ وهم يستمتعون بالخطابةوكتابة الرسائل إلى الأشخاص اهم‏.‏ ومن جهة أخرى فهم يجيدون معاملةالناس.‏ ويقود هذا مع طاقتهم وثقتهم بذواتهم عادة إلى مسار مهني ناجحفي مهن جذابة مثل السياسة والفن.‏ وأهم نقاط ضعفهم في الكفاءة147


سيكولوجية السعادةالاجتماعية تكمن في عدم القدرة على الإدراك الدقيق للذات وإزعاجالآخرين بسيطرتهم ونكاتهم غير اناسبة.‏ وكن أن يؤدي إدراكهم الهذائيلأهميتهم وحديثهم استمر وميلهم إلى السلوك الغريب إلى أن يصبحوامصدر إزعاج عام.‏ (١٢;والتعاسة أيضاً‏ جزء من شبكة أوسع من الأعراض.‏ حيث وجد أنالعصابية-وهي واحد من الأبعاد الرئيسية للشخصية-ترتبط ارتباطاً‏ متسقاً‏باشاعر السلبية-حوالي ٩٤). وهذه علاقة قوية جعلتنا نتعاملمع العصابية كمؤشر للعناء واشاعر السلبية أو مكون من مكوناتها.‏ ولانحتاج هنا إلى تأكيد أن الاكتئاب يرتبط بقوة مع التعاسة.‏كذلك يرتبط الشعور بالوحدة مع التعاسة.‏ وكن أن نصف ذلك علىأنه رابطة قوية ب الشعور بالرضا في اجملال الاجتماعي والهناء بوجهعام.‏ ورغم هذا فالشعور بالوحدة مصدر للمشاعر السلبية يختلف كمارأينا عن مجرد افتقاد اشاعر الإيجابية.‏ ويحصل الأفراد الذين يشعرونبالوحدة على درجات مرتفعة على مقاييس الاكتئاب (٢١٥). وقد عرضنا منقبل لأسباب الشعور بالوحدة ‏(انظر الفصل الثاني).‏.(٢١٨-٢١٩٤٦٩) ٠٫٤٠ وخصائص أخرى للشخصية ترتبط بالسعادة:‏لقد تب أن الانبساط هو أكثر خصائص الشخصية اتساقا في ارتباطهبالسعادة.‏ وهو يرتبط باشاعر الإيجابية والشعور بالرضا ولكنه لا يرتبطباشاعر السلبية (١٢٧). هذه العلاقة متينة لدرجة أن الانبساط كن أنيتنبأ بالسعادة بعد ١٧ سنة (٩٥). فإذا قيست اشاعر السلبية والإيجابيةكل على حدة نجد أن الانبساط يرتبط باشاعر الإيجابية أكثر من ارتباطهباشاعر السلبية.‏ وإذا قسمنا الانبساط إلى مكونيه:‏ الاجتماعيةوالاندفاعية كان مكون الاجتماعية هو الذي يتنبأ بالسعادة وهذه العلاقاتقوية وتتراوح ب ٠٫٣٠-٠٫٤٠ وأولئك الذين يتصفون بارتفاع درجة التوقSensation Seeking ارتبط بالانبساط إا يعبرون عن مشاعرإلى التنبيه (×)(×) سمة من السمات ازاجية للشخصية ترتبط بأربع مكونات رئيسية :القابلية للشعور بالل Bordom Susceptibility والبحث عن الإثارة واغامرةوالتحرر من الكف Disinhibition seeking والبحث عن الخبرةThrill and adventure. Experience seeking148


الشخصيةقوية بالبهجة (٤٤٠). وتكشف الكثير من الدراسات عن أن الاجتماعية واتساعالعلاقات الاجتماعية يرتبطان بالسعادة.‏وقد أجرى هيدي ووبرنج (١٩٩)جملموعة مكونة من ٦٠٠ فرد في الأعوام ١٩٨٥. وقد وجد أنالانبساط يهيئ الناس-وخاصة صغار السن.‏ لأن روا بأحداث حياة سعيدةوخاصة في مجالات الصداقة والعمل وهذه تقود بالتالي إلى درجة عاليةمن الهناء الإيجابي وإلى زيادة في الانبساطية.‏وفي سلسلة من دراسات الحالات الفردية افصلة لطلاب سعداء وتعساءأظهرت إحدى الدراسات أن الطلاب السعداء يتمتعون بعلاقات أفضلبكثير مع الآخرين بينما كانت العلاقات الاجتماعية ً مصدرا للقلق والغضبوالشعور بالذنب ا أدى إلى انسحاب حذر وعزلة فارعة بالنسبة للتعساء.(٤٨٣)ويوصف الأفراد على أنهم مرتفعون فيما يختص ب ‏«الضبط الداخلي»‏إذا كانوا يعتقدون أن الأحداث تقع تحت سيطرتهم وليست راجعة إلىالآخرين أو إلى القدر أو إلى الحظ.‏ ونجد أن الشعور الذاتي بالهناء يزيدلدى أولئك الذين يتصفون بارتفاع درجة الضبط الداخلي وكذلك لدى منيعتقدون أن لديهم مساحة واسعة للاختيار فيما يودون فعله.‏ وسنب أنأولئك الأقوياء في إمكانياتهم ‏«‏ا يفترض أنه يؤثر على الضبط والاختيار»‏هم أيضاً‏ أكثر سعادة.‏ ولكن التفسير كن أن يكون أن الأفراد الذينخبروا الكثير من أحداث الحياة السالبة يصبحون تعساء ومعتقدين أنهمغير قادرين على التحكم في الأحداث في آن واحد (١١٠).ويشعر الناس بدرجة أعلى من السعادة إذا استطاعوا حل صراعاتهمالداخلية وتحقيق درجة من التكامل في شخصيتهم.‏ وقد وجد أن الذينيكشفون عن درجة منخفضة من التفاوت ب صورة الذات والذات اثاليةأو ب التطلعات والإنجازات هم أكثر شعورا بالسعادة (٤٩٤).وفي دراسة قامت بتحليلات مفصلة للطلاب السعداء والتعساء كانتصور الذات لديهم كما يلي:‏‏«كانت صورة الذات اركبة التي قدمها تسعة رجال سعداء-سواء فيحالة الاكتئاب أو الفرح-عبارة عن شخص دافئ وصدوق ومخلص مستريحHeadey & Wearing دراسة متكررة١٩٨١ و ١٩٨٣ و149


سيكولوجية السعادةفي علاقاته الحميمة ذي ضمير حي قادر على مواجهة الأحداث وغيرمتشائم..‏ ويبدو أن فترات الاكتئاب النسبي-بالنسبة لهؤلاء الرجال السعداء-‏كانت فترات تأمل وبحث في الذات وتفكير في حلول للمشاكل مع شعورمتفائل قوي بأن كل مشكلة لها حل (١١٠ ووقد وجد أن الطلاب السعداء كما كانت لديهم علاقات مرضية معالآخرين كانوا أقدر على التعامل في مجال العمل باقارنة بالتعساء:‏ فقدكان للعمل معنى بالنسبة لهم وشعروا أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهمفيه وقد وجدوه مرضيا جدا-هاهنا اثنان من اصادر الثلاثة الأساسيةللسعادة.‏وقد بينا سابقاً‏ أن الناس يحصلون على قدر كبير من الشعور الذاتيبالرضا من خلال العمل أي من خلال أداء العمل فعلا ً واستخدام مهاراتهموتحقيق إحساس بالنجاح أو الإنجاز الذي ينجم عن إكمال العمل.‏ وهناكنوع اثل من الشعور الذاتي بالرضا يستمد من نشاطات وقت الفراغالأكثر جدية.‏ وبعض الناس أكثر اندماجاً‏ في أنشطة موجهة نحو هدف منالآخرين وهناك رأي يقترح أن الشعور بالرضا يترتب على الاندماج فيمثل هذه الأنشطة.‏ وقد سئل افحوصون في إحدى الدراسات أن يسجلوا١٠ مشروعات شخصية هم منشغلون بها وأن يرتبوها على عدد من اقاييس.‏وقد كان الشعور بالرضا عن الحياة أقوى ما يكون لدى الأشخاص الذينتضمنت مشروعاتهم أهدافا قصيرة ادى وتعة وغير فائقة الصعوبةوالتي تنجز بالتعاون مع الآخرين (٣٤٤). وفي دراسة عن كم اشاعر الإيجابيةالتي يشعر بها ارء في مواقف مختلفة وجد أنها تكون أقوى في اواقفالتي تتضمن أهدافاً‏ قابلة للتحقيق (١٢٨).ومن خصائص التكامل الأخرى القدرة على التنظيم والتخطيط واستخدامالوقت بنجاح.‏ وينظر الأشخاص السعداء إلى الوقت نظرة إيجابية إذالوقت زاخر بالأعمال هادف وفق خطة وهم دقيقون وأكفاء ومن ثم يبدواستقبل مشرق بالنسبة لهم أما بالنسبة للأشخاص التعساء فالوقت غيرمليء ومفتوح دون التزام والأحداث غير متواصلة والوقت موزع ويعمدونإلى تأجيل الأشياء وهم أقل كفاءة يتصفون بالقلق والتوجس على استقبل(٤٨٣). وقد رأينا من قبل أن العاطل عن العمل يكونون أسعد حالا إذا.(٤٨٣150


-٦الشخصيةنجحوا في تخطيط الوقت ‏(انظر الفصل الثاني).‏ولا يعتبر التعليم والثروة والذكاء والقدرات الأخرى ومهارات التوافقوبناء الجسم من مكونات الشخصية باعنى الضيق ولكنها تعد رغم هذاخصائص هامة للشخص.‏ وقد رأينا من قبل أن التعليم والثروة لهما تأثيرمحدد.‏ وإن كان متواضعاً‏ على الهناء.‏ وكن أن نتوقع أن السعادة ترتبطبالذكاء من خلال القدرة الأكفأ على حل اشاكل.‏ ولم ينجح عدد منالدراسات التي أجريت أساساً‏ على الطلاب في الكشف عن علاقة باتغيرين وإن كانت دراسة أمريكية على عينة كبيرة قد وجدت علاقةمقدارها ٠٫١٣ وذلك عندما ضبط تأثير مصادر أخرى للتأثير مثل الدخلوالتعليم (٦٣). وهذا تأثير متواضع جداً‎ ولكنه يشكل واحداً‏ من أقوىالتأثيرات على السعادة من ب اصادر الشخصية اخملتلفة التي درست فيهذا البحث ‏(جدول ١). ويب هذا الجدول أن اصادر اخملتلفة هذه‏(كالذكاء والصحة...‏ إلخ)‏ تؤثر على الشعور بالقدرة على التحكم في الأحداثبنفس الطريقة.‏ ويبقى أن نقرر أن هذه معاملات ارتباط تعبر عن شدةالعلاقة وتتراوح ب صفر وواحد صحيح.‏وللجاذبية الجسمية تأثير ضعيف على السعادة بالنسبة للجمهور بوجه : 1 - 6 0.140.120.040.070.130.100.05(63 : )0.130.130.030.050.140.100.11 151


سيكولوجية السعادةعام ولكن تأثيرها يزيد بالنسبة للنساء وخاصة الأصغر سناً‎ وهذا مفهومبالنظر إلى حقيقة أن هناك اعتقاداً‏ بأن الأشخاص الجذاب يتمتعونبخصائص أخرى كثيرة مرغوبة وأنهم محبوبون أكثر وخاصة من الجنسالآخر (٣٢) ويبدو أن الجاذبية توحي كانة اجتماعية (٤٨٠). وهناك منالأدلة ما يشير إلى أن الأشخاص الجذاب أكثر مهارة اجتماعياً‏ ورا كانهذا نتيجة للبيئة الاجتماعية الأكثر سهولة التي يواجهونها.‏ وللطول تأثيربالنسبة للرجال فقط.‏ وهذا متوقع أيضاً‏ لأن هناك تفضيلاً‏ للرجال الطوالعند شغل اواقع القيادية وهو عامل وإن كان ضعيفاً‏ من عوامل السيطرة.‏واهارات الاجتماعية والكفاءة في مواقف التفاعل الاجتماعي مصدرهام آخر من مصادر السعادة ومن ارجح بالنسبة ن هم أكثر فعالية فيهذا اجملال أن يكون لهم عدد كبير من الأصدقاء أما من هم دون ذلك فإنالأرجح أن يعيشوا في عزلة ويزداد شعورهم بالوحدة.‏ ويقدر الآخرونويلاحظ أن الطلاب الذين يقرون بانخفاض الدعم الاجتماعي اتاح يصفهمالآخرون في مرتبة من هم أقل قدرة على كسب حب الناس وأنهم أقلمهارة اجتماعياً‏ وأقل جاذبية (٣٩٣). وتتضمن معظم الوظائف التعامل معالآخرين ويكون ذلك أساسياً‏ في بعضها مثل أعمال التدريس والأطباءومندوبي ابيعات واديرين ورجال الشرطة».‏ وقد رأينا من قبل أن معظمأنشطة وقت الفراغ هي أنشطة اجتماعية بحيث إن من لديهم قدرة أكبرعلى التواصل والتعاون بسهولة هم الذين سيستمتعون أكثر بنشاط وقتالفراغ.‏ ويعد الشعور بالوحدة مثالاً‏ على تأثير نقص اهارات الاجتماعيةوأن من يعاني الوحدة يشعر بالاكتئاب (٤٨١) وأنه مبعد ومغترب ويشعركذلك بالغضب (٢١٥). وتعود مشكلتهم ً أساسا إلى نقص اهارات الاجتماعية‏(انظر الفصل الأول).‏ وكذلك يعاني ارضى النفسيون العصابيون مناضطراب مهاراتهم الاجتماعية ومثال ذلك أنهم باردون وغير مؤكدينلذواتهم وعاجزون عن تبادل الحديث ومنفضون في قدرتهم على تقداكافآت الاجتماعية وأحيانا ما يلجأون اشد حيل غير بناءة للتقليل منشأن الآخرين أو أي نوع آخر من أنواع صعوبة التواصل (١٢).وقد وجد هيدي ووبرنج (١٩٩) في دراستهما التي أجريت عدة مرات أنالانخفاض في الكفاءة الاجتماعية يهيئ الناس للمرور بأحداث حياة سلبية152


الشخصيةوخاصة فيما يتعلق بالعمل واستوى اادي للمعيشة وهذا بدوره يؤدي إلىالشقاء أو التعاسة ويؤدي هذا إلى انخفاض الكفاءة الشخصية.‏وترتبط القدرة على مواجهة-والتعامل مع-الأمور اقلقة واشاكلبالسعادة.‏ فأولئك الذين يتجهون إلى الحديث مع الآخرين أو يقبلون علىالصلاة إذا ما ساورهم القلق أو شعروا بالتعاسة يلون لأن يكونوا أسعدمن غيرهم ن لا يفعلون ذلك (٤٥٨). ولا يتأثر من يتصفون بضبط داخليمرتفع كثيراً‏ بأحداث الحياة اشقة وذلك لأنهم يستخدمون طرقاً‏ أفضلللمواجهة.‏ فهم يحاولون تغيير اوقف بدلاً‏ من تجنبه.‏ أو محاولة التهوينمنه كما يفعل من يتصفون بالضبط الخارجي.‏ ويتميز ذوو الضبط الداخليأيضاً‏ بارونة وأنهم يستخدمون طرقاً‏ أكثر ملاءمة واجهة اشكلة (٣٤٨).وقد فسرنا في مكان آخر الفروق الجنسية والطبقية في السعادة والصحةالنفسية في ضوء الطرق البناءة التي يتبعها أبناء الطبقة الوسطى منالرجال في مجابهة اشكلات ‏(انظر الفصل الخامس ويتب إذن أن الشخصية مصدر هام للهناء كما يظهر من العلاقة القويةالتي تربطه مع متغيرات الشخصية مثل الانبساط والضبط الداخلي.‏ وهذهالارتباطات أقوى من تلك التي تربط ب الشعور بالرضا والعمر والجنسأو الطبقة الاجتماعية.‏.(١٩٥الشخصية وأحداث الحياة:‏ حالة الاكتئاب:‏هذه قضية هامة في دراسة الاكتئاب لأن نتيجتها تؤثر على ما ينبغي أنيكون عليه أسلوب العلاج.‏ فإذا كان الاكتئاب أساسا دالة للشخص بطريقةما فالعلاج ينبغي أن يوجه لتغييره أما إذا كان الاكتئاب راجعاً‏ إلى أحداثفي الحياة هي السبب في إثارته فإن الحل يكون في ترتيب وقوع أحداثسارة.‏تعد أحداث الحياة اليئة باشقة من أهم العوامل التي تعجل بالاكتئاب.‏ومن أمثلتها أن يصبح الفرد أرملاً‏ أو مطلقاً‏ أو يفقد وظيفته أو يتعرضشكلات مع الشرطة أو سوء صحة أحد أفراد الأسرة.‏ ومن الحالات الشائعةفقدان صديق أو مجموعة من الأصدقاء.‏ ورغم هذا يصاب بعض الناسبالاكتئاب دون أن يقع في حياتهم حدث ضاغط شديد الوطأة ومن شأنه أن153


سيكولوجية السعادة : 2 - 6 %1361170(54 : ) %30321425 38 يعجل دون أن يتعرضوا شكلات.‏ ويب الجدول ٦-٢ بعض نتائج دراسةعلى نساء الطبقة العاملة في لندن ١١٤ منهن يعان من الاكتئابكعينة ضابطة من غير اكتئبات.‏ وكن ملاحظة أن % ٢٥ من اكتئبات لميواجهن في حياتهن أي أحداث ضاغطة.‏ وقد وجد أنهن يحصلن علىVulnerability Factors التي سنتناولهاتقديرات مرتفعة على عوامل الخطر (×)الآن.‏وكن التنبؤ بالاكتئاب من خصائص الأشخاص بغض النظر عن أحداثالحياة.‏ وقد كانت عوامل الخطر في الدراسة السابقة هي عدم وجود زوجأو شخص محلا للثقة وكون الفرد منتمياً‏ إلى الطبقة العاملة وعدم وجودوظيفة ووجود أطفال صغار والفقدان ابكر للأم.‏ ورغم هذا فقد كاناجتماع أحداث الحياة الشاقة مع عوامل الخطر هو الذي وفر أفضل تنبؤبالاكتئاب.‏ ويب الجدول ٣ نسب النساء اللواتي يعان من الاكتئابواللاتي خبرن أحداث حياة شاقة ‏(العمود الأول)‏ أو لم يخبرن ‏(العمودالثاني)‏ عندما كن يتمتعن بدعم اجتماعي مرتفع ‏(السطر الأول)‏ أو لميتمتعن ‏(السطر الثاني).‏وقد كانت عوامل الخطر في هذه الدراسة (٥٤) هي أساساً‏ فقدان٣٨٢-٦(×) عوامل الخطر : مصطلح يشير إلى الخصائص التي إن وجدت لدى الشخص فإن احتمالاتإصابته رض ما تزداد باقارنة ن لا توجد لديهم هذه العوامل .154


الشخصية %14211(54 : ) : 3 - 6 %104147171530 30 11 الدعم الاجتماعي والأشكال الأخرى من اشقة.‏ هذا وقد انتقل الاهتمامالآن إلى عوامل الخطر النابعة من عيوب في عمليات التفكير.‏وهناك نظرية ترى أن الناس يصابون بالاكتئاب إذا أدركوا أنهم عاجزونعن التحكم في الأشياء أي أنهم لا يستطيعون أن يحققوا أهدافا مرغوبة أوأن يتجنبوا وقوع أحداث غير مرغوبة.‏ وإذا اعتقدوا أن هذا الفشل يعودإلى نقص كفاءتهم وأنهم هم السبب فيه (٣) وقد اقترحت النظرية أنالأفراد يصبحون عرضة للاكتئاب إذا ما عزوا الأحداث السالبة إلى أنفسهموإذا اعتقدوا باحتمال تكرار وقوع هذه الأحداث وأنها ستحدث في مجالاتمختلفة.‏ وخلاصة التجارب العديدة هي أن هذه النظرية صادقة جزئيا:‏فاكتئبون يعزون الفشل لأنفسهم بأكثر ا يفعل الأسوياء ولكن ليسهناك دليل قوي على أن أسلوب التعليل هذا يؤدي حقا إلى الاكتئاب ويبدوأن العكسي أكثر احتمالا.‏ فعندما ر الناس بأحداث مؤة فإنهم يكتئبونثم يبدأون في لوم ذواتهم عليها (٤٩١ و ٩٦). ومن جهة أخرى فقد وجد أنتغيير أسلوب ارضى في التعليل ينجح في تخفيض الاكتئاب ‏(انظر:‏ الفصل155


سيكولوجية السعادةالتاسع).‏وثمة عامل آخر للاستهداف للخطر يتمثل في أن الأشخاص اكتئبيقيمون أنفسهم تقييما أكثر سلبية.‏ وقد وجد هذا في دراسات تجريبية.‏ورغم هذا يبدو أن درجة تشويه الذات لدى مرضى الاكتئاب لا يختلف عنهلدى الأسوياء وإن كان إدراك الأسوياء يخطئ في الاتجاه الأفضل.‏ كذلكيتذكر مرضى الاكتئاب معلومات سلبية عن ذواتهم أكثر من تذكرهم علوماتإيجابية.‏ كذلك يتذكرون صفات اكتئابية أكثر أما من يتصفون بارتفاع درجةالعصابية عندهم فإنهم يتذكرون معلومات سلبية عن أنفسهم بصورة أعلى.(٣١١)وهناك نظرية أخرى تقول بأن الأشخاص اكتئب لديهم عدد مناعتقدات اشوهة مثل لا كنك أن تكون سعيداً‏ إلا إذا أحبك الجميعوهم كذلك يعممون من حادثة واحدة ليستنتجوا ‏«أنا فاشلة كأم»‏ ويختارونالتفسيرات السلبية للأحداث ويتوقعون الفشل والرفض (٢٨) وهناك أدلةعلى أن مرضى الاكتئاب يفكرون بهذه الطريقة (٩٦) ولكن لم يتأكد-فيإحدى الدراسات الطولية-وجود أي علاقة سببية ب الاكتئاب واعتقداتغير انطقية أو اعارف السلبية.‏ وقد استنتج من هذه الدراسة أن التفكيرالسلبي يحدث عادة لدى اكتئب وأنه يزيد من صعوبة الشفاء (٢٨٦).ويبدو أن اعتقدات اشوهة مثلها مثل أسلوب التعليل تتحلل وتتلاشى معالشفاء من الاكتئاب أكثر من كونها سبب له (٣٥٦).ويسلك مرضى الاكتئاب مسلكا آخر يتعلق بالسعادة:‏ إنهم يكافئون أنفسهمأقل ويبدو أن هذا سبب من أسباب الاكتئاب.‏ وقد صمم مقياس منبندا من قبيل:‏- عندما أقوم بعمل جيد أدع نفسي لتستمتع بالشعور اصاحب.‏ نعم لا٣٠- هناك أنشطة تعة أستمتع بالقيام بها وحدي في وقت فراغي.‏ نعم لانعم لا- أتضايق عندما أرتكب خطأ ‏()‏(٢٠١)ويحصل السعداء على درجة مرتفعة في هذا اقياس بينما يحصلاكتئبون على درجات منخفضة.‏ وتتمثل قلة مكافآت الأفراد اكتئبلأنفسهم على سبيل اثال في قلة مدح الذات وبدأ ذلك في الأعمال التي156


الشخصيةكلفوا بأدائها في إحدى التجارب (٢٠٢ و.(٢٠١تأثير الدين:‏كن النظر إلى الدين بوصفه واحداً‏ من مجالات الشعور بالرضا.‏وأوضحت دراسة ‏«نوعية الحياة الأمريكية (٦٣) أن ٣٨% من الأفراد يرونأهمية شديدة للاعتقاد الديني القوي بينما رأى ٢٢% منهم أن التدين هامجداً.‏ ولكن العلاقة ب الشعور بالرضا النابع من الدين وب الرضا العامعن الحياة كانت ضعيفة عندما أخذت العوامل الأخرى في الاعتبار.‏ وقدأظهرت بحوث مسحية أمريكية أخرى نفس النتيجة رغم أن العلاقة معالشعور العام بالرضا كانت ترتفع أحيانا لتصل إلىالدين بالنسبة لبعض الجماعات-مثل النساء وكبار السن واتدين أنفسهمبالطبع.‏ويبدو أن هناك ارتباطاً‏ قوياً‏ ب الشعور بالرضا الديني والتعلق بالدينوب السعادة الزوجية.‏ وقد أوضحت دراسة إنجليزية أن ٩١% من النساءاترددات على الكنيسة يعبرن عن سعادة شديدة في الزواج وذلك فيمقابل ٦٢% ن لا يذه إلى الكنيسة (٧٣). ومن جهة أخرى فالتنشئةالدينية الصارمة كن أن تؤدي إلى مشكلات جنسية في الزواج (٣١٣).ويقل معدل الطلاق كثيرا لدى اتدين ويعود هذا جزئيا إلى أن الطلاقغير مقبول-أو نوع-في معظم اذاهب الدينية اسيحية.‏ومن النتائج الأمريكية الحديثة أن اتدين يشعرون بالوحدة بدرجةأقل من الآخرين.‏ وقد استخدمت عدد من استخبارات اعتقدات الدينيةونجد نتائج بعضها في شكل ارتباطات في الجدول ٦-٤. وقد كان أقوىالعلاقات مع عدم الشعور بالوحدة هي تلك التي مع مقياس»الهناء الوجوديWell-Being» «Existential والذي اشتمل على بنود مثل:«أشعر أن هناك غايةحقيقية لحياتي».‏وأنا لا أعرف من أنا أو من أين أتيت أو إلى أين ‏(تعطى الدرجة علىالإجابة السلبية)‏ ولا ترتبط هذه البنود على نحو خاص بالتردد على الكنيسةوهي أكثر شبها بالإحساس باعنى والهدف الذي وجد أنه يرتبط بالسعادةفي دراسة سنعرض لها.‏ وقد قيس الشعور بالهناء ارتبط بالتدين ببنود(٨). ٠٫٢٧ وتزيد أهمية157


سيكولوجية السعادة : 4 - 6 __ 0.15 ¸__ 0.65 ¸(343 : ) أكثر تقليدية مثل ‏«أعتقد أن الله يحبني ويعني بي».‏ ورغم أن هذا اقياسارتبط أيضاً‏ بانعدام الشعور بالوحدة إلا أن معامل الارتباط كان أقل بكثير.(٣٤٣)وفي دراسة مسحية أمريكية كبرى أجريت على قراء مجلة ‏«علم النفساليوم»‏ لم تظهر علاقة مباشرة ب عضوية الكنيسة وب السعادة-وراكان السبب في هذا يعود إلى أن قراء هذه اجمللة متدينون في مجموعهم.‏وما وجد بالرغم من هذا هو أن الناس يشعرون بسعادة أشد إذا شعروابأن للحياة معنى واتجاه وأن لديهم ثقة في القيم التي توجههم.‏ وقد قالأحد الأشخاص:‏لقد كانت حياتي شديدة الإمتاع في غضون السنوات القليلة ااضيةفهي حافلة بكل أنواع الأنشطة والأسفار وظيفتي طيبة وأنا أجيد أداءها.‏وهناك أيضا مستقبل جيد إذ را أرقى هذا العام وأحصل على ازيد منالنقود والحرية في أن أفعل ما أشاء.‏ ولكنني أشعر أنها تفتقد أي معنىبالنسبة لي.‏ إلى أين تقودني حياتي?‏ واذا أقوم ا أقوم به?‏ لدي شعوربأنني منساق دون أن اتخذ أنا أية قرارات حقيقية أو أن أعرف ما هيأهدافي كم هي أشبه ن ضي على طريق هد يقود سيارته بسلاسةولكن دون أن يعرف اذا اخترت هذا الطريق ولا إلى أين يؤدي بك.‏ (١٤٨).وقد وجدت هذه الدراسة اسحية أن الأفراد الذين يفتقرون إلى معنىلحياتهم يلون إلى أن يكونوا أقل سعادة في كل جوانب الحياة تقريباً.‏ فهمأقل شعورا بالرضا عن الاعتراف الذي يلقونه وعن وضعهم االي وبيوتهمووظائفهم وحياتهم العاطفية وبزواجهم وبأصدقائهم وحل إقامتهم بلحتى وبجاذبيتهم الجسمية الشخصية.‏ وإذا كان هناك شخص بنفسدرجة التعليم ومستوى الدخل فإن الشخص الذي يشعر بأن حياته لها158


الشخصيةمعنى يتزايد احتمال أن يكون أسعد بدخله من الآخر (١٤٨).وهناك تفسيران كنان لفوائد الدين محتملان لفوائد العقيدة الدينيةالأول يتعلق ا تهيئه الأفكار الدينية من معنى وغرض للحياة وانتماء لهاوتكامل.‏ وتعد الأخلاق البروتستانتية ‏(انظر الفصل الثاني)‏ مثالا على مثلهذا التكامل والغاية وتقدم نتائج فريدمان بعض الدعم لهذه النظرية -باستثناء أن مفحوصيه الذين كانوا يترددون على الكنيسة لم يكن لديهمإحساس أقوى باعنى والهدف.‏ ويقبل الكثير من دارسي علم النفس الدينيهذه النظرية وقد قدموا لها الدعم من خلال دراسات الحالات والتجارب.(١٣)وتقرر النظرية الأخرى أن الكنيسة هي ببساطة مصدر من مصادرالدعم الاجتماعي.‏ وهي تقدم الدعم ً أيضا خملتلف أنواع قيم التكامل والالتزامالتي تغطيها النظرية الأولى.‏ وتزداد فوائد عضوية الكنيسة للمتقاعدينوالأرامل-أي للذين فقدوا مصادر هامة من مصادر الدعم الاجتماعي (٣٢٣)وهي هامة أيضا للصحة ‏(انظر الفصل الحادي عشر).‏خلاصة:‏هناك من الناس من يل إلى أن يكون سعيداً‏ دائماً‎ رغم التباينات فيالحالة ازاجية الراجعة إلى الأحداث واواقف اخملتلفة اماً‏ مثلما أنهناك مكتئب‏.‏ والسعادة جزء من جملة خصائص أوسع نطاقاً‎ تتضمناختيار اواقف ادعمة والنظر إلى الجانب اشرق من الأمور واستوىارتفع من تقدير الذات.‏ ويل الأشخاص التعساء إلى أن يشعروا بالوحدةوإلى أن يكونوا مرتفع على العصابية.‏وترتبط السعادة بقوة بعناصر أخرى للشخصية:‏ الانبساط والضبطالداخلي وغياب الصراعات الداخلية والعلاقات الاجتماعية الجيدةوالانغماس في عمل وأنشطة وقت فراغ هادفة والقدرة على تنظيم الوقت.‏وترتبط ارتباطاً‏ ضعيفاً‏ مع عدد من الكفاءات الشخصية مثل الذكاءوالجاذبية.‏وتب البحوث التي أجريت عن الاكتئاب أنه يرجع إلى التأثير اشتركلكل من أحداث الحياة اشاقة وعوامل الخطر اخملتلفة مثل نقص الدعم159


سيكولوجية السعادةالاجتماعي وأن عزو الفشل إلى الذات وكذا الاعتقادات اشوهة إنها هيقرائن تصاحب الاكتئاب بأكثر ا تسببه رغم أن تغيير هذه الخصائصكن أن يخفف منه.‏والتدين مصدر أكيد للسعادة رغم قلة تأثيره وهو أكثر أهمية لكبارالسن وأكثر ارتباطا مع السعادة الزوجية والصحة.‏160


السرور7 السرورتنوع الحالات المزاجية الإيجابيةهناك أنواع عدة من الحالات ازاجية الإيجابيةمثلما هناك في اللغة عدد كبير من الكلماتلوصفها.‏ ومن الطرق استخدمة لتصنيف الحالاتازاجية سواء كانت حسنة أو سيئة أن نسألعينات من الأفراد أن ينظروا في عدد كبير منالكلمات التي تعبر عن الانفعالات ويصنفونها فيمجموعات ثم نجري تحليلاً إحصائيا ً ‏(مثل التحليلFactor analysis أو الترتيب اتعددالعاملي)‏ (×)الأبعاد (×) Scaling Multi dimensional لاكتشاف الأبعادالكامنة التي تقوم وراء هذه التصنيفات ويبالشكل ٧-١ دراسة طية بهذا الشكل.‏ وقد انتهتدراسات أجريت عن حضارات مختلفة إلى نفسالنتائج (٣٩٠). وقد أوضحت هذه الدراسة-ودراساتأخرى كثيرة-أن هناك بعدين أساسي للتعبيرالانفعالي:‏ السار-غير السار ‏(أو السعيد-الحزين)‏والاستثارة-النوم ‏(أو درجة الاهتمام والإثارة).‏ ونجدنفس هذين البعدين في التعبير الانفعالي للوجه.‏(×) أساليب إحصائية متقدمة هدفها الكشف عن الجوانب اشتركةب عدد من اتغيرات وعزلها في أبعاد أو عوامل عامة ومن أهمأهداف هذه العملية الوصول إلى تصنيف للمتغيرات الفاعلة فيمجال مع من مجالات السلوك أو الشخصية.‏ ‏(اترجم)‏161


سيكولوجية السعادةوكذلك فقد وجدنا أن هناك نظام عصبي عضوي ‏«نيورفزيولوجي‏»‏مستقل إلى حد كبير هما اسؤولان عن هذين البعدين.‏ ورغم هذا وكمارأينا من قبل فمن امكن أن نجد عوامل مستقلة للانفعالات الإيجابيةوالسلبية مستمدة من التقارير الذاتية للمزاج تحت ظروف معينة ‏(انظرالفصل الأول وكذلك ارجع ٤٧٨).شكل- ٧ ١ : بعدان الانفعالمثارمتهيجمتوترمبتهجسعيدمسرورفرحراضمندهشمتهيبخائفغاضبمنزعجحزينمعَن َّىمكتئبمحبطمستقر البالكئيبتعسمسترضيمرتاحساكنهاديءنعسانيشعر بالسأممتعبيغالبه النوم‏(اصدر : (٤٨٩162


السروروالحق أنه كن ييز العديد من أاط الانفعال الإيجابي.‏ فالسروروالنشوة يتلاقيان مع البعد الأساسي للخبرة الانفعالية الإيجابية.‏ وهمايرتبطان مع الوجه ابتسم ومع الاستمتاع بصحبة الآخرين ومع الشعوربالتقبل والثقة بالذات والاسترخاء ومع كون اشاكل تجد لها حلولاً‏ (٢٣٠).وثاني أبعاد الانفعال هو الإثارة أو-عند مستوى أقل شدة-الاهتمام.‏ويتمثل اجتماع الإثارة والسرور في الضحك ومزاج الاستثارة السعيد (٢٣٠).وهناك من الناس من يسعى إلى الخبرات الحسية القوية ويضفون عليهاقيمة وهؤلاء يسمون بالتواق إلى التنبيه.‏ وهم يسعون على وجه الخصوصإلى الحصول على إحساسات مستمدة من السرعة والتعرض للخطر وتنوعرفاق الجنس ويتزايد اهتمام الانبساطي والشباب بالتماس الخبراتالحسية ويبدو أن هناك ما يسبب الشعور العميق بالرضا في مجردالاستثارة وخاصة بالنسبة لهذا النوع من الناس (٥٠٢). وثل الانخفاضفي القلق الذي يتلو الاستثارة ً مصدرا من مصادر السرور أو حتى اليوفوريامثال ذلك ما يحدث بعد الهبوط باظلة من الجو.‏ ويبدو أن الاستثارةتستطيع أن تسهم بشكل أو بآخر في الشعور بالسرور وتبدو على أنهاأشبه ‏«بتوابل الحياة».‏ويتطابق الاطمئنان والاسترخاء والراحة مع مستوى أقل من الإثارة أومستوى منخفض من الشدة رغم أنها كن أن تظل غاية في الإمتاع.‏هذا وقد ظهر بعد ثالث للانفعال في الدراسات الحديثة شدة أو عمقالخبرة.‏ مثال ذلك:‏ إن أوصاف مثل ‏«حساس»‏ و«مشمئز»‏ تشير إلى درجةمرتفعة من الشدة بينما تشير أوصاف أخرى مثل ‏«لطيف»‏ و ‏«منتبه»‏ إلىخبرات ذات شدة منخفضةوقد سأل أرجايل وكروسلاند الأفراد أن يجمعوا الانفعالات الإيجابيةاستمدة من ٢٤ نشاطاً‏ مختلفاً‏ على أساس من تشابه هذه اشاعر.‏ وقدكان العمق واحداً‏ من أهم الأبعاد التي وجدت.‏ وتستثار مشاعر العمقباوسيقى والقراءة ومشاهدة الطبيعة.‏ وقد وصف بأنه ‏«الهام»‏ ومزيج منالحزن والسرور وشعور بتفاهة وجودي و«مدر للدموع»‏ و«روحاني يحركبعمق»...‏ إلخ.‏ وقد قام بعد ثان على النجاح وبعد ثالث على الالتزام تجاهالآخرين.‏163


ًسيكولوجية السعادةكذلك يشترك العمق في كثير من الخصائص مع ما يسمى ‏«بالخبراتالقصوى Peak Experiences أو»لحظات أقصى السعادة والتحقق (٣١٢)وتتضمن خصائص هذه الخبرات القصوى أو اتدفقة:‏الاستغراق والانتباه اركز.‏الوعي بالقوة.‏الإحساس الشديد بالسرور والقيمة واعنى.‏التلقائية وعدم بذل الجهد.‏الشعور بالتكامل والهوية.‏ (٣٥٩)وهو شبيه أيضاً‏ ا أسماه تشيكيسينتهيالي (١٠٢)بالتدفق أو الانغماس التام في عمل أو في نشاط وقت الفراغ ‏(انظر صوهناك من يقترح أن مصدر هذا الاندماج ذاتي التدعيم هو التوازن بالتحدي الذي يقدمه النشاط وب مهارات الشخص فإذا زاد التحدي كانهناك قلق وإذا قل بدرجة كبيرة كان هناك ملل (٧١).Csikszentmihalyi(٧٠أسباب طيب المزاجمن الطرق التي نستكشف بها أسباب طيب ازاج أن نسأل الأفراد متىكانت آخر مرة شعروا فيها شاعر إيجابية أو مبهجة وماذا كانت أسبابها.‏وفي دراسة حديثة على الطلاب في خمس دول أوربية كانت أهم أسبابالسرور التي ذكرت هي ما يتصل بالعلاقات مع الأصدقاء (٣٦%) وكان ذلكأكثر ً وضوحا لدى أبناء الطبقة الوسطى والنساء وطلاب علم النفس والتمتعباتع الأساسية ‏(كالطعام والشراب وغيرهما)‏ (٩%) وخبرات النجاح (١٦%)وقد ورد ذكر اتع الأساسية في العينة البريطانية أكثر بكثير (٣٢%) منالعينة الأانية الغربية والفرنسية والإيطالية والسويسرية (٣٩٦). ورا كانهذا راجعاً‏ إلى أن الطلاب البريطانيون كانوا أكثر استعداداً‏ لإعطاء إجاباتصريحة أو إلى أن السؤال قد حمل معنى مختلفاً‏ قليلاً‏ في صورتهالإنجليزية.‏وفي دراسة أمريكية مشابهة على الطلاب وإن كانت لم تحدد للمفحوصالخبرات ااضية وجد ً أيضا أن العلاقات الاجتماعية ثل مصدراً‏ مشتركاللسرور-كالعلاقات مع أعضاء الأسرة والأحبة والأصدقاء وزملاء الفرقة164


السرورالرياضية وبينما يوصف نجاح العمل في الألعاب الرياضية مثلا على أنهمكافأة للعمل الشاق نجد أن اكافأة اترتبة على العلاقات العاطفية لاتتضمن نشاطاً‏ إيجابياً‏ من جانب الفرد ويزت بتوقع كبير للاستمتاعوكذلك بعض القلق.‏ ‏«وقد كانت خبرات الأحداث السارة مع الأصدقاءعموماً‏ تدور حول وصف تجدد اللقاء مع أصدقاء قدامى أو حول التواجدفي جمع من الأصدقاء:‏ يتحادثون ويضحكون ويسترخون ويشعرون بالقرباتبادل (٤٠١).أي أحداث الحياة إذن أكثرها إيجابية?‏ لقد أعددنا ‏(للإجابة على هذاالسؤال)‏ قائمة بعدد من الأحداث الإيجابية الرئيسية وسألناأن يقدروها على مقياس تد من صفر إلى ١٠٠ وفقاً‏ ا يعتقدون أنهاتحققه من»السعادة والشعور بالرضا والهناء«‏ لدى الناس بوجه عام.‏ ويبالجدول ٧-١ الأحداث التي حصلت على تقديرات أعلى.‏ومن امكن صياغة قوائم أطول من الأحداث السارة.‏ إذ يحتوي جدول٣٢٠ بنداً‎ وجد أنالأحداث السارةمنها ترتبط زاج حسن في اليوم الذي تحدث فيه عند ١٠% من الناس(٣٠١). ويرتبط معدل حدوث الأحداث السارة بطيب ازاج لدى معظمالناس ارتباطاً‏ يتراوح ب ٠٫٣٥ ورغم هذا فالأحداث تذكرفقط إذا كانت قد خبرت على أنها سارة.‏ ويخبر الناس الكثير من الأحداثعلى أنها سارة إذا كانوا بالفعل في حالة مزاجية حسنة (٤٩١). ورغم هذافإن هذا النهج من الدراسات أدى إلى نوع من أنواع علاج الاكتئاب يبدو أنهناجح بصورة لا بأس بها ‏(انظر الفصل الحادي عشر).‏وقد ركزت هذه الدراسات على جوانب مختلفة.‏ فقد تضمنت دراسةماكفيلاني ولوبيسون (٣٠١)بأنشطة سارة تتم خارج انزل.‏ وفي دراسة أجريت على فتيات من دولمختلفة في عام ١٩٥٠ وجد أن أهم مصادر السعادة هي الألعاب الرياضية‏(مثل السباحة والتنس وركوب الدراجات)‏ والنشاطات الثقافية ‏(مثل اوسيقىوالقراءة)‏ (٢٥).نحن بحاجة لكي نفهم كيف ارس الخبرات الإيجابية تأثيرها إلىتصنيف اصادر الرئيسية لها.‏ وفي دراسة هندرسون وأرجايل وفيرنهام٤٦٧ راشداً‏٤٩The Pleasant events Schedule على٠٫٣٠ إلىMacphillany and Lewinsohn بنوداً‏ كثيرة تتعلق165


سيكولوجية السعادة78.075.572.168.966.065.064.664.459.958.056.1(204 : ) : 1 - 7 - (٢٠٤) Furnham Henderson. Argyle & ‏(جدول٧-١) أجرينا تحليلا عاملياللتوصل إلى هذه العوامل ‏«التصنيفية»‏ وقد قام بنفس اهمة باحثون آخرون.‏وكن تقد قائمة باصادر الأساسية للمتعة كما يلي ‏(ليس بترتيبالأهمية):‏- الأكل والشرب والجنس.‏- الراحة النوم.‏- العلاقة مع الزوج والأصدقاء وغيرها من العلاقات الاجتماعية.‏- النجاح والترقي والرضا عن الذات.‏- النشاط الجسمي والألعاب الرياضية والشعور بالصحة.‏- أداء مهمة واستخدام اهارات.‏- القراءة واوسيقى والتليفزيون والنشاطات الثقافية الأخرى.‏- الخبرات القوية مثل:‏ الخبرة الجمالية والخبرة الدينية.‏وكن أن تتضمن اناسبات الخاصة التي تستثير ً مزاجا حسناً‏ مجموعةمن هذه العناصر.‏ مثال ذلك:‏ إن للعمل التعاوني الناجح مكونات اجتماعيةوأخرى متعلقة بالنجاح واهارة.‏ وكن للرقص أن يتضمن جوانب اجتماعية166


السروروأخرى متعلقة بالنجاح واهارة واوسيقى والجنس ورا تضمن تناولوجبة مع الأصدقاء الجوانب الاجتماعية والطعام والشراب والاسترخاء.‏وهي قائمة غاية في الاختلاط تخلق اشاكل للمتخصص في علمالنفس.‏ وكما أن الكثير من الأنواع اخملتلفة من الطعام ستشبع الجوعكذلك فالكثير من الأنشطة اخملتلفة كن أن تؤدي إلى السرور.‏ وهناكفروق ب الأفراد فيما يثير فيهم أعظم السرور:‏ فهو الكنيسة للبعضوالرقص للبعض الآخر أو الألعاب الرياضية أو العمل وهكذا.‏ ومن اهم أننتذكر هذا عندما نحاول الترويح عن الناس من خلال ترتيب أنشطة تجلبالبهجة.‏وهناك طرق لتصنيف اصادر اخملتلفة للمتعة ذات أهمية نظرية خاصة.‏وأحد التمييزات القائمة هو ذلك الذي ب الإحساسات الجسمية اباشرةمثل:‏ الأكل والشرب والجنس والراحة...‏ إلخ وب إشاعات قائمة علىحوافز مكتسبة من نوع أو آخر:‏ مثل إشباع الذات والنشاطات الثقافية.‏والواقع أن تلك اصادر الأقل أساسية تشكل مصادر رئيسية للشعور بالرضاوالاستمتاع:‏ وقد وجدت دراسة مسحية أمريكية أن اوسيقى والقراءة تتلوالأصدقاء مباشرة وتعلو كثيراً‏ تناول الوجبات أو العلاقات في انزل أوالعمل (٣٦١).ومن الشيق أن نعلم أن هذه الأنشطة التي تبعث البهجة لا تتضمنإرضاء لأية حاجات بعينها ولا تخفيضاً‏ للاستثارة.‏ ومن جهة أخرى يسعىالناس إلي الاستثارة والإثارة عندما يشعرون بالل.‏ وقد أدى هذا إلى نظريةتقول بوجود شكل من أشكال الدوافع واتعة.‏ ففي الحالة الغرضيةيسعى الناس إلى أهداف جادة ويكونون أكثر اهتماماً‏ باستقبل ويفضلونمستوى منخفضاً‏ من الاستثارة.‏أما في الحالة فوق الغرضية Paratelic فهم يسعون إلى الإثارة في ذاتهاويهتمون بالسلوك في حد ذاته أكثر من اهتمامهم ا يقود إليه.‏ وهناكنقطتا اتزان بدلاً‏ من واحدة ويجري التبادل استمر ب الحالت منخلال الأحداث الخارجية والإحباطات والتشبع.‏ وهناك فروق فردية متسقةفي تفضيل حالة عن الأخرى (١٠ و ١٩) ولم تتأيد هذه النظرية بعد بكثيرمن الأدلة الأمبيريقية ولكنها مفيدة من حيث إنها تقدم تفسيراً‏ صدرينTelic167


سيكولوجية السعادةأساسي للإرضاء.‏ويبقى أن مصادر السرور مازالت أكثر تنوعاً‏ من ذلك وسنتناول الآنبعضاً‏ منها زيد من التفصيل.‏الأحداث الاجتماعية:‏هذه هي أشيع مصادر الانفعالات الإيجابية وإن كنا لا نفهم بدقة اذا?‏ويعود جانب من السبب إلى أن الأطفال الرضع لديهم ميل ولادي لأنيستجيبوا للناس بالنظر والابتسام وينبع هذا ايل من الأهمية التطوريةلخاصية الاجتماعية وينمو هذا ايل من خلال التفاعل ابكر مع الأم(٣٠٢). ومن هنا يكونون قادرين على إعطاء مكافآت اجتماعية قوية تدفعالراشدين إلى الاعتناء بهم (٤٤١). وبالإضافة إلى هذا يزيد ظهور الابتساموالإشارات الاجتماعية الأخرى إلى حد كبير في وجوب الآخرين وهذابدوره-من خلال العائد الذي يرتسم على وجه اتلقي-يخلق مشاعر إيجابيةقوية لدى الشخص ابتسم.‏وكن للعلاقات الاجتماعية أن تكون مصادر للسرور والرضا الإيجابيبعدد من الطرق كما وصفنا في الفصل الثاني.‏العمل ونشاط وقت الفراغ:‏لقد وصفت الطرق التي يؤدي بها كل من العمل ونشاط وقت الفراغوالتي تؤدي إلى السرور والرضا في الفصل الثالث والرابع.‏التدريبات والألعاب الرياضية:‏وهذه تولد شعورا بالهناء خاصة من خلال تأثيراتها الفيزيولوجية مثلNeurotransmittersإطلاق الأندورف (×)الأخرى ثم الاسترخاء بعدها كذلك فلها تأثيرات نفسية مثل تنظيم مستوىالاسثارة والابتعاد عن النشاط الروتيني وتقدير الذات النابع من الأداءEndorphin واوصلات العصبية (××)(×) أحد اوصلات العصبية في اخ وله تأثير على الألم فهو يكفه ويقوم ثابة سكن داخلي.‏ويشبه في تأثيره تأثيرات الأفيون واواد الشبيهة به . ‏(اترجم)‏ .(××) اوصلات العصبية : مواد كيميائية تتواجد في مناطق الالتقاء ب الخلايا العصبية أواشتبكات وتساهم في نقل النبضات العصبية أو كفها.‏ ‏(اترجم)‏ .168


السرورالناجح.‏وكن للألعاب الرياضية أيضا أن تؤدي إلى نوع من اليوفوريا أو الانتعاشعند مستوى الأداء الأقصى عندما يشعر اللاعب بقوة وتحكم غير عاديويقل وعيه ا يحيطه ويبدو كما لو أن الجسم يتحرك مستقلا (٥٥).العقاقير:‏هناك عدد من العقاقير القادرة على إحداث حالات مزاجية إيجابيةرغم أن لها آثار أخرى أيضا.‏ فالأمفيتامينات Amphitamine مثل الحبوبانشطة والدكسدرين..‏ إلخ تطلق الدوبام Dopamine والنورادرينا ل‏-‏ا Noradrinaline ينتج عنه مزيد من النشاط واكافآت وتزيد مضاداتالاكتئاب Antidepressant أيضا من مستوى هذه اوصلات العصبية.‏ وخاصةالنور أدرينال و‎٥‎‏-‏ هيدروكسي-تريبتوم 5-hydroxyl-tryptomine وبهذا تكونقادرة على التخفيف من الاكتئاب.‏ وتؤثر ااريجوانا Marijuana على الجهازالعصبي اركزي بطرق غير مفهومة اماً‏ بعد وينتج عنها حالة مركبة مناليوفوريا والقلق والفتوروقد وجد في عينة من الشباب أنها لا تؤدي إلى كثير من اشاعرالإيجابية ولكنها تخلق شعوراً‏ قوياً‏ بالإثارة والحرية (٢٧٥) ويكون علىاتعاط أن يتعلموا كيف يحصلون على الخبرات المحببة.‏ وللكحول تأثيرخافض Depressant لنشاط الجهاز العصبي اركزي وكما يقال:‏ إن الأناالأعلى قابل للذوبان في الكحول.‏ وينتج عن ذلك فقدان قدر من الكف.‏وزيادة في الاقتراب الاجتماعي الحميم (٢٢٩ ووفي الدراسة التي بينت أن ااريجوانا لم تؤد إلى مشاعر إيجابية تبأن الكحول يولد مشاعر إيجابية قوية على كل اقاييس-سعيد واجتماعيومستثار وحر...‏ إلخ.‏ وقد وصفت خبرة عقار الهلوسة LSD يوماً‏ على أنهاتشبه الوصول إلى قمة النشوة الجنسية ألف مرة.‏ وتستطيع العقاقير اهلوسةأن تؤدي إلى خبرات دينية لدى أناس لديهم اعتقادات دينية قوية في سياقديني وقد حدث هذا فيما يسمى ‏«معجزة الجمعة الحزينة»‏ حيث أعطىمجموعة من طلاب اللاهوت قرصاً‏ قبيل بدء ساعت ونصف من التأمل.‏وقد بدأ أن من أخذوا قرص السيكلوسب Psychiocybin وهو عقار مهلوس.(٣١٤.Lassitude169


سيكولوجية السعادةقد مروا بخبرة صوفية تقليدية بينما لم ر بها من أعطى جرعة زائفةPlacebo على هيئة قرص مشابه ولكنه من السكر(‏‎٣٤٠‎‏).‏الموسيقى:‏للموسيقى أن تحدث العديد من الانفعالات الإيجابية اتنوعة كنويتضمن هذا السرور والإثارة والشعور العميق بالرضا.‏ وبعض خصائصاوسيقى اتعلقة بالانفعال معروفة مثال ذلك أن السرور يتلاشى مع معدلوإيقاع أسرع وانسياب في النغم واستخدام افاتيح الكبرى (٤٤٩) وعندمايصاحبها غناء تزداد أهمية خصائص الصوت الذي يعبر عن الانفعالولكن ا أنه يستحيل أن نحدد طبيعة الانفعال في اوسيقى غير األوفةمثل اوسيقى الهندية أو الصينية فمن الضروري أن هناك خبرات تعلمثقافية تربط ب أنواع معينة من اوسيقى والحالات ازاجية اخملتلفة.‏الطقستزداد سعادة الناس ويزداد لطفهم تجاه بعضهم البعض في الأياماشمسة وعندما يكون الجو دافئاً‏ بدرجة معقولة والرطوبة منخفضة(١٠٤). وهذا يؤثر على شعورهم بالرضا عن الحياة بوجه عام (٤٠٢). كذلكتتأثر الصحة النفسية بصورة مشابهة (٥٢).ورا تعكس هذه التأثيرات نوعاً‏ من الاستجابة البدائية للبيئة.‏ ورغمهذا لابد وأن هناك درجة عالية من التكيف للطقس لأنه لا يوجد دليلعلى أن الناس الذين يعيشون في مناخ ملائم يكونون أسعد حالاً‏ ‏(الفصلالخامس).‏الطبيعة:‏يشعر الناس شاعر إيجابية قوية في الريف وفي البرية والأماكنالطبيعية.‏ وهم يستمتعون بالحياة النباتية وااء ويفضلون الطبيعي على ماهو من صنع الإنسان كذلك فهم يفضلون بعض العمق في انظر ودرجةمتوسطة من التركيب والهدوء والسلام الذي تنعم به هذه اناطق.‏ ويقترحالبعض أن هناك أساساً‏ تطورياً‏ لتفضيل الأماكن التي بها ماء مثلاً‏ (٥).170


السرورالأساس الفيزيولوجي للانفعالات الإيجابية:‏الانفعالات الرئيسية هي السعادة والحزن والغضب والخوف والتقززوالازدراء والدهشة والاهتمام والخجل.‏ وهناك ثلاثة عناصر للانفعال:‏الحالة الفيزيولوجية والتعبيرات الوجهية والجسمية والخبرة الشعورية.‏وكن النظر إلى التعبيرات على أنها مظهر خارجي ساعدة الآخرين علىقراءة الانفعال.‏ ورا كان السبب البيولوجي في أننا نخبر الانفعالات هيأنها تزودنا بقراءة داخلية ا يجرى في النظام قراءة مكبرة بكل اعايير.‏ومن الواضح أنه من افيد أن نعي بوجود الألم إذ هو يعطي إشارات أوإنذارات تتعلق بالجوانب الخطرة من البيئة ا يؤدي إلى تركيز الانتباهعليها.‏ وإعطاء إشارات بالاستمتاع واكافأة مفيد أيضاً‏ بنفس الصورةفهي توجه الانتباه إلى الجوانب الإيجابية واكافئة بيولوجيا من البيئة.‏ومن افيد أن نحصل على معلومات مباشرة عن الحالات الفيزيولوجيةوالدافعية-مثل الجوع والعطش-بحيث نسلك السلوك اناسب.‏وثل الاستثارة الانفعالية العامة ‏(مثل زيادة ضربات القلب...‏ إلخ).‏عاملا هاما ووظيفتها تنشيط الكائن جملابهة التحديات بالهجوم أو الهرب.‏وتوضح هذا تجارب وجد فيها أن حقن الأدرينال يزيد من شدة عدد منالانفعالات مثل الغضب واليوفوريا التي تستثيرها أحداث بيئية (٣٩٥) بيدأننا نعلم الآن أن للانفعالات اخملتلفة أاطاً‏ يزة من الاستثارةالفيزيولوجية كما تب لأول مرة في حالات الخوف والغضب (٢٠) وهناكفي الواقع عدة مناطق في اهاد التحتاني Hypothalamus والجهاز النطاقLimbic تقوم وراء انفعالات محددة مثل الغضب والخوف والجنس.‏ وهناكمناطق أخرى تؤدي إلى اختلافات في نوعية الانفعال وذلك على البعدينالرئيسي السار-غير السار ودرجة الاستثارة (٥٨).ولنتناول الآن خبرة الانفعالات الإيجابية.‏ ومفتاحها تنبيه ‏«مراكزالاستمتاع»‏ Pleasure Centers ‏(في اخ).‏ وقد كان اكتشاف هذه اراكز واحداً‏من أكثر التطورات إثارة في البحوث الحديثة على اخ.‏ وقد وجد أنه إذا ماغرسنا لوحب ‏(موصل كهربائي)‏ في جزء مع من مخ الفأر كانت النبضاتالكهربائية الواصلة على درجة من الإشباع واكافأة بحيث كان مستعداللضغط على قضيب ١٠٠٠٠ مرة في الساعة دة ٢٦ ساعة متصلة للحصول171


سيكولوجية السعادةعلى هذه النبضات.‏ ونحن وإن كنا لا نعرف حقا إذا ما كان الفأر يخبراتعة إلا أن من الواضح أن تنبيه هذه اناطق له قيمة مكافأة عالية (٣٣).ويؤدي هذا التنبيه إلى نفس التأثير لدى الأنواع الأخرى ومنها القردة ويقعالجزء من اخ الذي يسجل اكافأة بهذه الطريقة في الأسفل بالقرب مناهاد التحتاني وفي الجهاز النطاق.‏ويحاكي تنشيط أجزاء من مراكز الاستمتاع تأثير مكافأة الطعام أي أنالفأر لا يسعى للحصول على النبضة الكهربائية في منطقة معينة إلا إذاكان جائعاً.‏ ويحاكي تنشيط أجزاء أخرى تأثيرات ااء والجنس وبعضالأجزاء ينتج عنه مكافآت عامة.‏ كذلك في الإنسان تنتج إحساسات سارةمن أجزاء مختلفة من اخ ويتضمن هذا مذاقات طيبة واستثارة جنسيةومزاج مسترخ واستمتاع وضحك (٣٨٠).كذلك تسهل اوصلات العصبية اخملتلفة مرور الرسائل في اخ وينطبقهذا على تنشيط مراكز الاستمتاع.‏ وتتضمن هذه اوصلات الدوباموالنورادرينال‏:‏ وتب التجارب أنها تفرز بواسطة الامفيتام وتزيداستويات ارتفعة منها معدلات تنبيه الذات ا يب أن الكائن يتلقىمكافآت أكبر.‏ ورا كان هذا هو السبب في فعالية الامفيتام كمضادللاكتئاب وتوليد حالات مزاجية إيجابية.‏ وثل الأندورفينات مجموعةأخرى من اوصلات العصبية وتعمل-ضمن وظائف أخرى-كمسكنات.‏ وينتجالجنود والرياضيون تحت تأثير اشقة الشديدة مزيداً‏ من الأندورف ولايشعرون بالألم إلا فيما بعد ومن المحتمل أنهم رون بخبرات قصوى مناليوفوريا (٢٨٢).وتعود خبرة الانفعال جزئياً‏ إلى الوعي الذاتي بالتغيرات في معدلالنبض وضغط الدم والتغيرات الجسمية الأخرى اتضمنة في الانفعال.‏وهي تتأثر أيضا بالتعبيرات الوجهية.‏ إذ كن تغيير الانفعالات بأن نطلبمن الناس أن يغيروا من تعبيراتهم الوجهية.‏ وفي إحدى التجارب وجد أنالأفراد الذين طلب منهم أن يغيروا من تعبيراتهم الوجهية قد وجدوا أنالصدمات الكهربائية أقل إيلاماً‏ ‏(وظهر لديهم قدر أقل من الاستجابةالفيزيولوجية لها)‏ (٢٧١). وخلاصة سلسلة طويلة من التجارب هي أنالتعبيرات الوجهية كن أن تنظم شدة الانفعال ولكنها لا تستبدل انفعالاً‏172


السروربآخر (٢٦٧).وكذلك تعتمد الاستجابة الانفعالية على كيفية تفسير اوقف.‏ وقد تبهذا في تجربة استخدمت فيلماً‏ قاسيا عن الطهارة لدى قبائلAborigins صاحبته أشرطة صوتية مختلفة.‏ وقد كان للشريطالأبوريج (×)الصوتي الذي أكد على الألم الذي يسببه هذا الإجراء تأثير على ضرباتالقلب وتوصيل الجلد للكهرباء Skin Conductance وكان تأثيره أشد من تأثيرالشريط الصوتي الذي أوحى بأن الإجراء غير مؤلم أو ذلك الذي خلقاتجاهاً‏ عقلانياً‏ منفصلاً‏ نحو اوضوع (٢٧٩). وهناك طرق عديدة لإدراكنفس انبه.‏ فقد سئل الأفراد في إحدى التجارب أن يلمسوا سطحاً‏ يهتز-‏وهو أساساً‏ منبه محايد.‏ وقد جعل اجملربان البعض يتوقع خبرة تعةويتوقع البعض الآخر خبرة غير تعة وقد كان ذلك بالفعل ما أدركوه (٦)وهكذا نجد أن الخبرة الذاتية للانفعال تعود جزئيا إلى إدراك الأحداثالخارجية وجزئياً‏ إلى الوعي بالأحداث الجسمية العامة والنوعية وإلىالتعبيرات الوجهية والانفعالية الأخرى.‏ويكون للمنبه الواحد دلالات مختلفة:‏ اعتماداً‏ على توقعات اشاهد إذكن لنفس وجبة الطعام أو الكتاب أو الإجازة أن يقيمها ارء على أنهاحسنة أو سيئة اعتماداً‏ على ما كان متوقعاً.‏ وهذا يعتمد بدوره على مااعتاده الشخص.‏ وسنفصل في هذا أكثر في علاقته ستويات التكيفوالتي سنستخدمها لتفسير تعبير بعض الناس عن الرضا وهم يعيشون فيمستوى منخفض من الرفاهية اادية.‏ وقد رأينا في الفصل السادس أناكتئب يفسرون الأحداث تفسيراً‏ يختلف عن الآخرين - فهم يعتقدون إذاما ساءت الأمور أن ذلك خطأهم وأنه لاشيء كن عمله نع ذلك منالحدوث مرة أخرى.‏وتتأثر الخبرة الانفعالية بالعوامل الاجتماعية بطرق عديدة.‏ إذ يزيدظهور التعبيرات الانفعالية عندما يكون هناك آخرون ليشاهدوها.‏ وينموهذا لدى الأطفال الذين يبدأون في سنة ١٢ شهراً‏ في كف البكاء عندمايغيب الشخص الذي كانوا يبكون أمامه ويظهرون ازيد من التعبيراتالوجهية عندما يتواجد الآخرون حولهم (٣٠٢) ويبتسم الراشدون أكثر كثيراً-‏(×) قبائل بدائية استرالية.‏ ‏(اترجم)‏173


سيكولوجية السعادة : 2 - 7 % 34 2842 % 5125761 (266 : )Kraut & (٢٦٦) سار-في حضور الآخرين.‏ وقد وجد كراوت وجونسون نبهJohnson أن الناس يبتسمون أكثر في اليوم اشمس وفي حضور الآخرينوفي ملعب الكرة الخشبية Bowling alley بعد ضربة موفقة وعندما يوجهونانتباههم لأصدقائهم بدلاً‏ من اللعبة وكن أن تتأثر الانفعالات التي يبديهاالناس بشدة بالحالة ازاجية الظاهرة لدى الآخرين وفي تجربة شاخترSchachter & Singer أصبح افحوصون الذين كانوا مع رفيقفي حالة يوفوريا أيضاً‏ في نفس الحالة وكذلك أصبح من معه رفيق غاضبغاضباً‎ وزاد من شدة كلتا الحالت حقن الأدرينال‏.‏كذلك كن للانفعالات أن تتأثر بالتقاليد الثقافية بطريقة أقل وضوحاوهناك مدى مع من الانفعالات يتعرف عليه في عصر ومكان معينوتصنف وتخبر.‏ فنحن لم نعد مثلاً‏ نخبر انفعالات ‏«النخوليا»‏ وال Running»«amok (×) والتي كانت مألوفة في القرن السابع عشر(‏(١٩٥‎ وقد رأينا كيفيتخذ الاكتئاب ً أشكالا مختلفة في الثقافات اخملتلفة.‏ هل السعادة أو السرورتتخذ أشكالا مختلفة في أوقات وأماكن مختلفة?‏ أغلب الظن أن ذلك يحدثولكن يبدو أن الخبرة والتعبير الأساسي عن السرور عام في كل بنيالبشر.‏ والمحتمل أن تكون اشاعر الإيجابية وتقييمها استجابة بيولوجية.ًوسنجر (٣٩٥)(×) حالة من ارض العقلي التي تتصف بالهياج الشديد عرفت وشخصت في بعض دول أفريقياالوسطى ‏(اترجم).‏174


السرورغاية في البدائية (٥٠١).تأثيرات الحالات المزاجية الإيجابية:‏للمزاج الحسن عدد من الآثار القوية على السلوك وعمليات التفكير:‏التفكير الإيجابي:‏يفكر الناس في الأمور بطريقة جد مختلفة عندما يكونون سعداء باقارنةإذا كانوا في حالة مزاجية حزينة.‏ وفي تجربة استخدم فيها التنو ااغناطيسي Hypnosis لاستثارة حالات مزاجية سعيدة ومكتئبة وجد أنالحالات ازاجية السعيدة تؤدي إلى ترابطات حرة إيجابية وقصص مبهجةكاستجابات على اختبار تفهم اوضوع (TAT)ووصف مجامل للأحداث الاجتماعية وإدراك للذات على أنها على درجةعالية من الكفاءة الاجتماعية ومشاعر بالثقة في النفس وتقدير الذات(٤٢) وتشير تجارب أخرى إلى أن الأفراد عندما يكونون في حالة مزاجيةحسنة يدركون أفعالاً‏ إيجابية أكثر وأخرى سلبية أقل في سلوكهم وسلوكالآخرين اصور على شرائط فيديو (١٤٤). وسنرى فيما بعد أن الحالاتازاجية الإيجابية استثارة تزيد من أحكام الشعور بالرضا عن الحياةبوجه عام ‏(انظر ص ٢٢٢). وتختلف العمليات العقلية لدى مرضى الاكتئابعنها لدى الأسوياء بطريقة اثلة أي أنها تكون أكثر سلبية وتشاؤمية‏(انظر الفصل السابع).‏Thematic Apperception Testالذاكرة:‏إنك إذا وضعت الناس في حالة مزاجية إيجابية فإنهم يستطيعونتذكر الأحداث السعيدة والكلمات الإيجابية بصورة أفضل.‏ وفي تجربةوضع فيها الأفراد في حالات مزاجية سعيدة وأخرى حزينة باستخدامالتنو اغناطيسي وطلب منهم أن يتعلموا قوائم من الكلمات ثم تذكرهافيما بعد.‏ وتب أن تذكر الكلمات يكون أفضل عندما يكون الأفراد فينفس الحالة ازاجية التي كانوا عليها عندما تعلموها.‏ وقد كان ذلك التأثيركبيراً‎ حيث نجد أن الأفراد في الحالة ازاجية السعيدة استطاعوا تذكر175


سيكولوجية السعادة٧٨% من الكلمات التي تعلموها وهم في نفس الحالة بينما لم يتذكروا سوى٤٧% من الكلمات التي تعلموها في ظل الحالة ازاجية الحزينة.‏ ويستطيعالأفراد أيضاً‏ أن يتذكروا أحداث الطفولة السارة بأكثر ا يستطيعونتذكر أحداث الطفولة غير السارة (٢٦% في مقابل ٢%) عندما يكونون فيحالة مزاجية سعيدة (٤١). وقد حصلت تجارب أخرى على نتائج اثلةباستخدام طرق أخرى لاستثارة الحالات ازاجية مثل السماح بالنجاح أوتلقي هدية أو ترديد عبارات إيجابية عن الذات أو اوسيقى (٢٢٨). فالحالةازاجية الحسنة كن الأفراد من تذكر كلمات تصف سمات إيجابية فيالشخصية بصورة أفضل بينما تحقق الحالات ازاجية الحزينة تذكراً‏أفضل للكلمات التي تعبر عن سمات سلبية (٤٣٤). وقد وجد هذا التأثيرأيضا لدى مرضى الاكتئاب الذين يتعرضون لتذبذبات يومية في ازاج فإذااختبروا في الأوقات التي يكونون فيها في حالة مزاجية طيبة فإنهم يتذكرونأحداثا سارة أكثر (٧٥). ويتذكر مرضى الاكتئاب عموماً‏ أحداثاً‏ غير سارةبصورة انتقائية (٢٩٢). والتفسير اقبول ً عموما لهذه النتائج هو أن الذكرياتتقوم على شبكة من التداعيات ب الأحداث وافاهيم وهذه ترتبطبالانفعالات وعندما يكون الفرد في حالة انفعالية معينة تستثار ذاكرتهللأحداث ارتبطة بهذا الانفعال (٤١).حل المشكلات:‏يعالج الأفراد اشكلات وهم في حالة مزاجية حسنة بطريقة مختلفةعما لو كانوا في حالة مزاجية سيئة أو محايدة فهم يعملون بسرعة أكثرويتبنون أبسط الاستراتيجيات ويقبلون بأول حل يتوصلون إليه.‏ وفي إحدىالتجارب كانت اشكلة هي تثبيت شمعة على الحائط باستخدام علبة مندبابيس الرسم وعلبة من الثقاب.‏ وحل هذه اشكلة يتمثل في استخدامعلبة الدبابيس كقاعدة بعد تثبيتها بالدبابيس في الحائط وقد توصل إلىالحل ٧٥% ن شاهدوا فيلما كوميدياً‏ قبل التعرض للمشكلة و‎١٣‎‏%‏ ن لميشاهدوا أي أفلام و ٢٠% ن شاهدوا فيلما غير كوميدي (٧٦). وفيتجربة أخرى سئل افحوصون أن يرتبوا ٦ سيارات وهمية توفرت عنهاأنواع من البيانات وقد استخدم الأفراد الذين سمح لهم بالنجاح في عمل٩176


السرورسابق عدد أقل من أنواع البيانات وراجعوا هذه اعلومات بصورة أقلوأنجزوا العمل أسرع في ١١٫١ دقيقة باقارنة ب ١٩٫٩ دقيقة بالنسبةللعينة الضابطة.‏ وقد أبدوا كفاءة في اتخاذ القرار ولم يكونوا مندفع أومهمل أو مخاطرين (٢٢٧).وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن استثارة ازاج الحسن يؤدي إلى مزيدمن التداعيات غير اعتادة واتنوعة ا يب أنه كن التوصل إلى مدىأوسع من التداعيات (٢٢٦) كذلك فقد قبلت بنود هامشية أكثر على أنهاتتبع الفئة اقدمة:‏ كالأثاث والخضراوات أو وسائل النقل (٢٢٤). وهذايؤدي إلى زيادة الإبداعية والقدرة على حل اشكلات.‏المعاونة والغيرية:‏تب الكثير من الدراسات أن الأشخاص السعداء أكثر تقدا للعونوأكثر كرماً.‏ وهذا صحيح أيضاً‏ في حالة تحقيق خبرات نجاح في اعملمن قبيل تلقي هدايا صغيرة أو من خلال استدعاء ذكريات سعيدة.‏ ويلاحظكذلك أن عدداً‏ أكبر من الناس-في الأيام اشمسة-يتوقفون ليجيبوا علىأسئلة يوجهها الباحثون الاجتماعيون وهم يعملون في الشارع ويقومونبإعطاء ‏«البقشيش»‏ أكثر للعامل في الأماكن العامة (١٠٤) ونجد أنافحوص الأكثر سعادة أكثر استعداداً‏ للمساعدة بطرف متعددة (٢٧)وهذه ليست تأشيرات تافهة.‏ ففي إحدى التجارب تطوع ٤٧% من افحوصالذين وضعوا في حالة مزاجية حسنة.‏من خلال تذكر ذكريات سعيدة للتبرع بالدم هذا باقارنة معمن العينة الضابطة (٣٣٧). وفي دراسة للحالات ازاجية الأكثر دواماً‏ تقييم ١٩٨٨ شخصاً‏ على أنهم سعداء أو غير سعداء وأناني أو غير أنانيوعلى أساس النتائج التالية:‏١٧% فقط37.00%17.50%(375 : )3.90%41.6177


سيكولوجية السعادةكذلك كن للحالات ازاجية السلبية أن تؤدي إلى مستويات مرتفعةمن سلوك اساعدة ولكن العملية اتضمنة هنا تختلف.‏ فالأفراد الذينيشعرون بالحزن يقدمون اساعدة أكثر إذا اعتقدوا أن حالتهم ازاجيةقابلة للتغير (٣٠٥). أو إذا كانت التكلفة التي يتضمنها السلوك منخفضة(٤٨٩) فمساعدة الآخرين تحقق بالتأكيد ً مزاجا أسعد.‏ ويجد الأفراد السعداءأيضاً‏ في مساعدة الآخرين خبرة مجزية تحافظ على حالتهم ازاجية.‏ورغم هذا فهم يساعدون أكثر من الآخرين حتى ولو جعلناهم يعتقدون أنحالاتهم ازاجية غير قابلة للتعديل (٣٠٥) وبغض النظر عن الجزاء والتكلفةاتضمنة في اساعدة (٤٨٤) كذلك في حالة الأطفال الصغار الذين لايجدون في السلوك الغيري إرضاء ذاتياً‎ وحتى ولو كانت اساعدة مقدمةدون معرفة من يقدمها.‏ فهناك أدلة قوية إذن على أن الأشخاص السعداءلا يساعدون لتحس حالتهم ازاجية كما يفعل الأفراد الذين يشعرونبالحزن.‏اذا تؤدي الحالات ازاجية الحسنة إلى مزيد من سلوك اساعدة?‏الواقع أن الحالات ازاجية الإيجابية تؤدي إلى تفكير إيجابي ورا تضمنهذا سلوكاً‏ إيجابياً‏ معاوناً.‏ وسنرى أن الحالة ازاجية الطيبة تؤدي إلىمحبه الآخرين بحيث يزيد جزاء مساعدتهم.‏ كذلك فعندما يكون ارء فيحالة سعيدة فرا يرى عدم التوازن ب حالته وحالة الآخرين ومن ثميسعى إلى إعادة التوازن لتحقيق العدالة (١١٨). وإذا وضع الناس في حالةمزاجية طيبة فإنهم يساعدون أكثر لو طلب منهم أن يركزوا على أنفسهمورا كان ذلك بسبب أنهم سيكونون أكثر وعياً‏ باعتبارات التساوي هذهويساعد الأشخاص الذين يشعرون بالحزن أكثر إذا طلب منهم أن يركزواعلى الآخرين (٣٨١).محبة الآخرين:‏إن العديد من الدراسات التي أشرنا إليها قبلاً‏ وجدت أدلة على أنالحالات ازاجية الطيبة تؤدي إلى مزيد من التقدير الإيجابي للآخرين.‏وقد بينت تجربة أخرى أن الحالات ازاجية الطيبة التي تتحقق من خلالالأفلام ارحة أو ترديد عبارات إيجابية عن الذات تؤدي إلى درجات أعلى178


السرورعند تقييم جاذبية أفراد وهمي جرى تقدهم من خلال تقرير عناتجاهاتهم (١٧٥) ونجد أن الناس يحبون بعضهم أكثر إذا تقابلوا في غرفجميلة بدلاً‏ من غرف قبيحة (٣٢٢) أو في غرف مريحة بدلاً‏ من غرفةمزدحمة وحارة (١٨١).خلاصة:‏حددنا بعدين أساسي للحالات ازاجية:‏ السار وغير السار والاستثارة-‏النوم.‏ وهناك أيضاً‏ أدلة تشير إلى بعد ثالث:‏ العمق أو الفيض أو الاندماجالشديد.‏وهناك حوالي ثمانية أسباب للسرور بعضها يقوم على إشباع الحاجةوالبعض على مصادر أخرى مختلفة.‏ وإن تأثير الأحداث الاجتماعيةوالتمرينات الرياضية والعقاقير..‏ إلخ بعضها فيزيولوجي وبعضها الآخرسيكولوجي.‏ويكمن الأساس الفيزيولوجي للحالات ازاجية الإيجابية في أن الخبرةالذاتية تزودنا علومات عن الانفعالات.‏ وتزودنا مراكز الاستمتاع في اخبالحالة امتعة وإن كانت تتعادل في ضوء ما تكشف عنه تعبيرات الوجهوكذلك تفسيرنا للموقف ولسلوك الآخرين.‏وتؤدي الحالات ازاجية الإيجابية إلى أفكار إيجابية كما تتحسن معهاالقدرة على تذكر الأحداث السعيدة وتهيئ قدرة إبداعية أفضل وإمكانيةأحسن لحل اشكلات وكذلك إلى مزيد من سلوك اساعدة ومزيد منمحبة الآخرين.‏179


سيكولوجية السعادة180


الشعور بالرضا عن الحياة8 الشعور بالرضا عن الحياةيعد الشعور بالرضا كما رأينا في الفصل الأولواحداً‏ من اكونات الأساسية للسعادة.‏ والشعوربالرضا هو نوع من التقدير الهاد والتأمل دىحسن سير الأمور سواء الآن أو في ااضي.‏ وهناكشعور بالرضا عن ‏«الحياة بصفة عامة»‏ وعن العملوعن نشاط وقت الفراغ وعن الزواج وعن اجملالاتالأخرى.‏ كذلك فقد رأينا أن معظم الناس يقرونبالرضا سواء عن الحياة بصفة عامة أو عن الزواج.‏فهل الناس حقاً‏ يشعرون بالرضا كما يدعون?‏ هذههي اشكلة التقليدية للصدق Validity في الدراساتالسيكولوجية والتي تواجهنا غالباً‏ ونحن بصدداعلومات التي نتلقاها عن طريق الاستبياناتواللقاءات الشخصية.‏وبعض النتائج محيرة.‏ فقد رأينا ً مثلا أن الفروقضئيلة في الشعور بالرضا عن الدخل وعن مستوىالرفاهية ب الأغنياء والفقراء وب الدول الغنيةوالدول الفقيرة.‏ ما هي حقيقة الأمر إذن?‏ جربناطرقاً‏ كثيرة للسؤال عن الشعور بالرضا كاقاييسوطريقة السلم والجداول وغيرها.‏ وهي تتفق معبعضها البعض إلى حد كبير(‏(٧‎ ويبدو كما لو أنالناس تعبر عن حالة ذاتية حقيقية من نوع ما.‏181


سيكولوجية السعادةومن جهة أخرى يبدو كما لو أن الأفكار الشائعة اشتركة عن أسبابالشعور بالرضا كن أن تكون خاطئة وأن خبرة الشعور بالرضا هي محصلةلقوى وتحيزات نفسية مختلفة بالإضافة إلى الإشباع الفعلي للحاجات.‏وسنعرض الآن لعدد من النظريات الرئيسية التي وضعت لتفسيرالتباينات في الشعور بالرضا وسنتمكن من الاعتماد على الوقائع التيتعرضنا لها سابقاً‎ مثل تلك التي تتعلق بتأثير اال والشخصية على الشعوربالرضا.‏تأثير الظروف الموضوعية على الشعور بالرضا:‏رأينا في الفصل الثاني أن الزواج والحياة الأسرية والأصدقاء والعلاقاتالاجتماعية الأخرى ثل مصادر رئيسية للسعادة.‏ ويتمتع اتزوجون وخاصةالسعداء في زواجهم ستوى أعلى من الشعور بالرضا عن الحياة.‏ وأوضحناأن ثمة شواهد على أن الزواج من ب الأسباب التي تؤثر على الشعوربالرضا.‏ورأينا في الفصل الثالث أن ارسة ارء لعمل يؤديه ثل بالنسبةعظم الناس مصدرا للشعور بالرضا بينما ثل البطالة مصدراً‏ لعدمالرضا.‏ وهناك من الأدلة أيضاً‏ على أن فقدان العمل ثل سبباً‏ لانخفاضالشعور بالرضا.‏ ويزداد الشعور بالرضا إذا كان العمل جذاباً‎ وإذا استطاعالناس استخدام مهاراتهم وعندما تكون الظروف الأخرى للعمل جيدة.‏ورغم هذا فليست الوظائف الأعلى أجرا فقط هي التي تسبب الشعوربالرضا فرجال الدين ومدرسو الجامعات أكثر شعوراً‏ بالرضا من اديرين.‏ثم إننا رأينا في الفصل الرابع أن نشاط وقت الفراغ يعتبر من اصادرالكبرى للشعور بالرضا.‏ وأكثر أنشطة وقت الفراغ إشباعاً‏ هي تلك الأشكالالتي تقتضي نشاطاً‏ وانهماكاً‏ ومشاركة إلا أن هناك مصادر أخرى أيضاً‏مثل مشاهدة التلفزيون في استرخاء.‏وهذه اجملالات الثلاثة من مجالات الحياة:‏ الآخرون والعمل ونشاطوقت الفراغ هي اجملالات الثلاثة الأساسية للشعور بالرضا عن الحياةويتأثر الشعور بالرضا بالأوضاع الحياتية الفعلية التي تحيط بارء ‏(ما إذاكان الشخص متزوجاً‏ أو لا يعمل أو لا يعمل...‏ إلخ).‏182


الشعور بالرضا عن الحياةوفي دراسة ‏«نوعية الحياة الأمريكية»‏ (٦٣) وجدت معاملات الارتباطالتالية ب الظروف اوضوعية ‏(مثل:‏ الدخل الفعلي)‏ والشعور بالرضا عن:‏الصحةالأصدقاءالدخلالتعليمومن امكن أن يكون ط العلاقة ب السبب والنتيجة هنا أكثر تركيباً‎وأن الشعور العام بالرضا كن أن يؤثر على الشعور بالرضا في مجالاتمعينة.‏ ومن جهة أخرى هناك مجالات لا يؤثر فيها الإشباع اوضوعيكثيراً‏ على الشعور الذاتي بالرضا.‏ وقد رأينا من قبل ‏(انظر:‏ الفصلالخامس).‏ أن الشعور بالرضا عن الدخل يتأثر تأثراً‏ ضعيفاً‏ بزيادة الدخل‏(معامل ارتباط يتراوح ب ٢٥). كذلك تأثير الدخل على السعادةمحدود جداً‏ ‏(معامل ارتباط = ٠٫٢٠ أو أقل)‏ داخل نفس البلد.‏ وكذلكفليس هناك علاقة تقريباً‏ ب الثراء والسعادة ب البلدان اخملتلفة فزيادةالرخاء في الولايات اتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٥٧ صاحبها انخفاض فيمستوى الشعور بالرضا.‏ ولم تكشف الدراسات التي تناولت الشعور بالرضافي علاقته بالظروف الاقتصادية اتغيرة عن علاقات ثابتة على الإطلاق(١٢٠). ولم يكن الأفراد الذين كسبوا مبالغ كبيرة في اليانصيب أو اراهناتعلى كرة القدم أكثر سعادة بعد الفوز بوجه عام وإن كان ذلك يعود جزئياً‏إلى اضطراب أسلوب حياتهم وفقدان الصلات الاجتماعية ‏(انظر:‏ الفصلالخامس).‏كذلك فالعلاقة ب مستوى التعليم والشعور بالرضا عن التعليم علاقةمنخفضة ‏(ر=‏ ٠٫٢٣) (٦٣) فالأشخاص الأكثر تعليماً‏ أكثر سعادة إلى حدما وسبب هذا جزئياً‏ أنهم يتحررون من الهموم اادية ‏(انظر:‏ الفصلالخامس).‏ أما الصحة النفسية لدى من هم أدنى في السلم الاجتماعيفهي أسوأ ويعود هذا جزئياً‏ إلى استوى ارتفع من الإحباطات اليومية.‏كذلك فصحتهم الجسمية ليست جيدة وسبب هذا ً جزئيا هو العادات الصحيةالسيئة ‏(كثرة التدخ وقلة ارسة الرياضة)‏ وكذلك قلة استفادتهم منالخدمات الصحية.‏ ولعل أقوى العلاقات في هذا اجملال هي تلك التي ب١٥ إلى٠٫٦٦٠٫٤٠٠٫٢٥٠٫٢٣183


سيكولوجية السعادةالعمل والشعور بالرضا عنه.‏ويأتي الاختبار لقياس تأثير الظروف اوضوعية على الشعور بالرضامن اقارنة ب ادن واناطق اخملتلفة.‏ وقد تب في إحدى الدراسات أنهلا توجد علاقة ب الرضا عن انشآت الترويحية وب ما هو متاح فعلاً‏ منهذه انشآت (٤٧٧) ونجد أن كثيراً‏ من الفقراء البيض في الولايات اتحدةيشعرون ‏«بالرضا الشديد»‏ عن ظروفهم السكنية (٢١٩) وهناك علاقة بالخوف من الجرة ومعدلات الجرة في ادن الكبرى (٤٧٧) ومن ناحيةأخرى فرغم أن معدل الجرائم في الولايات اتحدة يبلغ خمسة أضعافاعدل في كندا فالخوف من الجرائم متماثل تقريباً.‏هل يحقق إشباع الحاجات شعوراً‏ بالرضا?‏ نحن لا نعرف بعد القائمةالكاملة لحاجات الإنسان رغم أنه لاشك في أن الناس تحتاج إلي الطعاموالشراب والجنس والتقبل من الآخرين والنجاح إلى آخره.‏ وكما رأينا فيالفصل ااضي يتحقق السرور بالسعي نحو الأهداف وباستثارة الحاجاتعلى سبيل اثال بالانغماس في العمل أو أنشطة وقت الفراغ.‏ كما يتحققبإشباع هذه الحاجات مثلما يتحقق نتيجة عدد من الأحداث التي لا تربطهارابطة واضحة بتلك الضرورات-كالاستماع إلى اوسيقى والذهاب إليالريف..‏ إلخ.‏ كذلك فما من شك في أن ظروف الحياة تؤثر على الشعوربالرضا فالأشخاص استقرون في زواجهم ولديهم عمل مشوق وصحتهمجيدة إلخ.‏ أكثر سعادة (١٤٨) ولكن هذا ليس كل شيء فهناك الكثير منالشعور بالرضا استمد من أنشطة تعة ولكنها لا ترتبط بإشباع الحاجات.‏خبرة الأحداث السارة:‏وإذا كان الشعور بالرضا لا يتأثر دائما بالظروف اوضوعية فرا كانيتأثر أيضا بخبرة الأحداث السارة والتي نعرف أنها تولد مشاعر إيجابية.‏وقد تب أن مجرد وضع الناس في حالة مزاجية حسنة يزيد من تعبيرهمعن الشعور بالرضا عن الحياة ككل.‏ وفي إحدى الدراسات استثيرت الحالاتازاجية الطيبة بأن طلب من الأفراد أن يفكروا في أحداث سارة أو باختبارهمفي يوم مشمس أو في غرفة جميلة أو بعد كسب الفريق الأاني باراة‏(أجرى البحث في أانيا)‏ أو بتمكينهم من العثور على قطعة من العملة184


الشعور بالرضا عن الحياةالصغيرة.‏ وتجد بعض النتائج في الجدول ٨-١. وتب هذه التجارب أنالحالات ازاجية العابرة لها تأثير كبير على أحكام الشعور بالرضا.‏ويبدو أن افحوص يستخدمون حالتهم ازاجية اباشرة كمصدرللمعلومات عن مدى شعورهم بالرضا في حياتهم.‏ : 1 - 8 8.19.45.78.6 2.8 -2.5+4.866.57(403 402 : )وفي دراسات تالية لنفس اجملموعة من الباحث الأان وجد أن التفكيرفي أحداث سارة وقعت في ااضي لم يزد من الشعور بالرضا بينما زاد معالتفكير في أحداث ماضية غير سارة ‏(انظر الفصل الثامن)‏ ا يوضحتأثير عمليات اقارنة.‏ ورغم هذا فقد زاد من الشعور بالرضا التفكيرافصل في الحدث ااضي وادعم بصور ذهنية عينية.‏ فعندما تستدعىالأحداث السارة بهذه الطريقة فإنها تقدم دليلاً‏ على كيف كانت الحياةفعلاً‏ جميلة (٤٢٥).وقد رأينا أن أحداث الحياة الإيجابية تولد السرور بينما تولد الأحداثالسلبية العناء وقد نجح أحد أساليب العلاج القائم على اكتشاف أي الأنشطةتكون أكثر ارتباطاً‏ بازاج الطيب للفرد ثم تشجيعه على ارسة هذهالأنشطة بكثرة ‏(انظر:‏ الفصل الحادي عشر).‏ ومن الطرق التي كن أنتؤثر بها هذه الأنشطة على الشعور بالرضا أن الناس تستخدم الحالاتازاجية الإيجابية سواء كانت في ااضي أو في الحاضر كدليل علىمستوى شعورهم بالرضا.‏ فالشعور بالرضا يقوم إذن-جزئيا على الأقل-علىخبرة السرور.‏ ويزيد الأمر ً تعقيدا أن السرور أيضا ‏ً-يقوم جزئيا ‏ً-على عملياتمعرفية.‏ فنفس الحدث كن أن يكون ً مصدرا للمشاعر الإيجابية أو السلبية185


سيكولوجية السعادةاعتماداً‏ على كيفية تفسيره ‏(انظر:‏ الفصل السابع)‏ وهناك نقطة عامةإضافية تتمثل في أنه إذا كان لدى الفرد آمال كبيرة نحو الحدث ولمتتحقق فإنه سيكون أقل سعادة ا هو عليه الحال لو لم يكن لديه أيةتوقعات.‏ وهذا هو الأساس في نظرية أخرى للشعور بالرضا وهي التيسنتعرض لها الآن.‏- ٨ شكل: ١ تأثير اقارنات على الشعور بالرضاالرضا عنمجال محدد‏(كالسكن أوالثروة إلخ ..)الفجوة بالطموح والإنجاز× اقارنة مع أحب خبرات ااضياقارنة مع الأقارباقارنة مع الأمريكي اتوسطباقي اقارنات‏(اصدر : (٦٣× اقارنة مرتبة بحسب ترتيب تأثيرها على الطموحالطموح والإنجازيكون الشعور بالرضا-وفقاً‏ لهذه النظرية-أكبر عندما تقترب الإنجازاتمن الطموحات وأقل عندما تبتعد عنها.‏ ومن جهة أخرى تقوم الطموحاتعلى اقارنات مع الآخرين ومع خبرة الفرد ااضية.‏ ولاختبار هذه النظريةلابد من السؤال عن الفجوة ب اطوحات والإنجاز.‏ وب الشكل رقمالنموذج الذي اقترحه كاميل وكونفرس وروجرز(‏‎٦٣‎‏)‏ & Converse Campbell,وذهبت صيغة تالية لهذا النموذج إلى أن الطموحات الواقعية فقط .Rogersأو التي يظن أنها جديرة بأن يتطلع إليها ارء أو التي تقع في مجال تحكمالفرد هي التي تفيد عند تطبيق هذه الطريقة (٤٣٣).وقد اختبر هذا النموذج مراراً.‏ ومن الأمثلة على ذلك ما نراه في الشكل٨-٢. وكن أن نلاحظ أن الفجوة ب الهدف والإنجاز توفر تنبؤاً‏ بالشعوربالرضا ‏(ر = ٠٫٦٤). وهذه بدورها كن التنبؤ بها من اقارنات مع أفضلخبرة في ااضي ‏(أ)‏ ومع ‏(ما يحققه)‏ الأفراد اتوسطون ‏(ب)‏ كذلك فقدوجد أن ‏(أ)‏ و(ب)‏ لا يوفران في حد ذاتهما تنبوءاً‏ جيداً‏ بالشعور بالرضا.‏وينبغي الجمع بينهما وب الإنجاز لكي يكون النموذج صالحاً‏ للتنبؤ.‏وفي دراسة تالية (٣٢٠) تب أن مقاييس التفاوت تتنبأ بالشعور العام١-٨186


شكلالشعور بالرضا عن الحياة٨-٢: الشعور بالرضا عن الحياة بوجه عام:‏ وذج الفجوةب الأهداف والإنجاز.‏P0.321(0.49)(0.59)A0.288(0.48)G0.641PSالخبرة ااضية:‏الأفراد اتوسطون:‏ Aالفجوة:‏ Gالرضا:‏ Sاصدر:‏- ٣١٩ ‏«يلاحظ أن ما ب القوس ثل معاملاتارتباط وأما خارجها فيمثل معاملات انحدار تنبؤية»‏بالرضا بصورة أفضل ً قليلا من تجميع درجات الرضا في اجملالات اخملتلفة.‏وقد كان أكفأ مقاييس التفاوت من حيث القدرة على التنبؤ هو التفاوت بالطموح والإنجاز يليه مباشرة اقارنة مع الآخرين ‏(انظر القسم القادم)‏ثم التفاوت ب ما أنجز بالفعل وما يظن أنه جدير بالسعي إليه ‏(العدل)‏ورغم كل هذا فليس من اؤكد إن كانت تلك الفجوات ومستويات الطموحهي التي تسبب الشعور بالرضا أم أن العكس هو الصحيح أو أن هناكعملية أكثر تركيباً‏ هي التي ارس التأثير.‏كذلك فقد وجد أن الشعور بالرضا عن العمل يعتمد على إشباع الحاجاتوفي علاقته ا هو مطلوب أو ما يعتبر ذا قيمة.‏ فالشعور بالرضا عنالأجر يعتمد على الفجوة ب ما هو مطلوب وما هو متلقي كذلك يعتمدعلى القيمة التي يخلعها الفرد على الأجر.‏ ويصدق نفس الشيء على الجوانبالأخرى للرضا عن العمل كالترقي وظروف العمل فالشعور بالرضا إذنهو محصلة الفجوة ب الهدف والإنجاز وقيمة كل هدف (٢٩٣). وكنللعمل أن يشبع حاجات أو قيم ذات مرتبة عالية كالنمو وتحقيق الذاتوالاحترام الأخلاقي والأمن كذلك كن لنشاط وقت الفراغ أن يشبع نفسهذه القيم (٤٥٧).وقد استخدمت نظرية الفجوة ب الهدف والإنجاز لتفسير بعض النتائج187


سيكولوجية السعادةالتاريخية التي ذكرناها من قبل.‏ وقد لوحظ أن تحسن الظروف الاقتصاديةتعقبه عادة مشاعر السخط وعدم الاستقرار السياسي.‏ وظهر العديد منالنظريات التي تقول إن تحسن الظروف هذا ينشأ عنه توقعات متصاعدةبسرعة أعلى من اعدل الحقيقي للتحسن ا ينتج عنه السخط (٤٣٣).وكن أن يكون انخفاض الشعور بالرضا في الولايات اتحدة عبر الخمسوالعشرين سنة ااضية نتيجة لأن الطموحات تتصاعد بسرعة يعجز عنتحقيقها الإنجاز الاقتصادي كذلك كن لنفس العملية أن تفسر انخفاضالشعور بالرضا لدى السود اتعلم عبر هذه الفترة.‏وبينما نجد أن هناك بعض الأدلة على أن هذه النظرية تصدق علىالإنجاز واال..‏ إلخ يبدو أنها قد لا تنطبق على أشكال الإشباع الأكثرأساسية مثل الجنس (١٤٨) كذلك لا ينبغي أن نتوقع أن تنطبق على أشكالالشعور الذاتي بالرضا التي تقوم على العمل ونشاط وقت الفراغ على سبيلاثال.‏ فالطموحات هنا مرتفعة جدا ً ويل إلى أن تعدل في اتجاه متصاعدكلما تحقق مستوى مع‏.‏ والطموحات ارتفعة خطر على السعادة (١١٠)ويتضمن العلاج الذي يهدف إلى استثارة السعادة أحيانا تشجيع الأفرادعلى تخفيض طموحاتهم.‏المقارنة مع الآخرين:‏لكي نحدد ما إذا كان فرد ما قصيراً‏ أم طويلاً‏ لابد من عقد مقارناتمع الآخرين.‏ كذلك الحال عند تحديد ما إذا كان الفرد ذكياً‏ أو يلعب التنسهارة يتطلب الأمر مقارنات اجتماعية.‏ وتعتمد كيفية إصدار الناس للأحكامأو التقديرات على فهمهم عنى الدرجات على مقاييس التقدير هذه.‏ ويحتملأن تكون التقديرات الذاتية للشعور بالرضا عن الحياة معتمدة على اقارنةمع الآخرين بينما يعتمد تقدير السعادة على الحالات ازاجية اباشرة(٣٠٠). ومن امكن أن نغير أحكام الناس من خلال تغيير الطريقة التييرتكز بها اقياس على هذا الطرف أو ذاك من طرف القياس وفي إحدىالتجارب طلب من افحوص أن يكتبوا وصفاً‏ ليوم في مدينة ميلووكيMilwaukee ‏(مدينة في الولايات اتحدة)‏ عام ١٩٠٠ وتلقوا بيانات تركز إماعلى ‏«ااضي الخالي السعيد»‏ أو على ‏«ااضي التعس».‏ ثم طلب منهم بعد188


الشعور بالرضا عن الحياةذلك تقييم مستوى شعورهم بالرضا.‏ وقد عبر الأفراد الذين أعطوا بياناتعن ‏«ااضي التعس»‏ عن شعور أعلى بالرضا من أولئك الذين تلقوا بياناتعن ‏«ااضي الحالي السعيد»‏ (١٠٩).وفي تجربة أخرى اختبر الأفراد في غرفة جميلة جداً.‏ وقد زاد ذلكمن شعورهم العام بالرضا إلا أن رضاهم عن ظروفهم السكنية انخفض(١٠٣). وتعتبر اقارنة مع الآخرين واحدة من الطرق التي يستخدمها الناسفي إرساء مقاييسهم.‏ وقد رأينا من قبل أن العمال اليدوي في الثلثالأعلى من سلم الأجور في بريطانيا يقارنون أجورهم مع العمال اليدويالآخرين الذين يحصل معظمهم على أجور أدنى بينما يحصل العمال غيراليدوي على أجور أقل من الكثير من العمال غير اليدوي الآخرين ‏(انظر:‏الفصل الرابع).‏ كذلك نجد أن خريجي الجامعات الأمريكي الذين يحصلونعلى دخل جيد أقل شعوراً‏ بالرضا ن لم يحصلوا على تعليم جامعيويحصلون على نفس الدخل (١٤٨).والواقع أن عددا من التجارب أظهرت أن الفرق ب الأجر وأجر الآخرينيتنبأ بالشعور بالرضا بصورة أفضل من الأجر ذاته.‏ وقد كان أفضل العواملالتي تنبأت بالشعور بالرضا في إحدى الدراسات هو اقارنة مع ‏«الأمريكياتوسط».‏ وكلما زاد التفاوت إيجابيا زادت درجة الهناء.‏ وقد اتضح أناستخدام متوسط التفاوت عبر ١٣ مجالا من مجالات الحياة كان أفضلعامل يتنبأ بالشعور بالرضا عن الحياة بوجه عام (٦٧). مع من يختار الفردأن يقارن نفسه?‏ أظهرت دراسة على العمال في ويسكونسنأغلبية الناس قارنوا أجورهم بأجور الآخرين وخاصة من يعملون في نفساهنة (١٤٧). وكان أكثر الأفراد إغراء باقارنة معهم وأكثر اقارنات وضوحاهي تلك التي مع الجيران والأقارب أو زملاء الدراسة أو الجامعة السابق‏.‏وهناك طريقة أخرى يستخدمها الناس لعقد مقارنات اجتماعية حيثيقارن أعضاء جماعة معينة أنفسهم مع جماعة منافسة وهم هنا يركزونعلى خصائص في جماعتهم كن استخدامها لإبراز التفوق على الجماعةالأخرى ومن ثم يزيد من تقديرهم لذواتهم (٤٤٥). كذلك نجد أن الناس-‏الذين هم موضوعياً‏ في ظروف غير مناسبة-يستطيعون اكتشاف خصائصفيهم يكونون متفوق فيها على الآخرين فمرضى الشلل النصفي السفليWisconsin أنً189


سيكولوجية السعادةParaplegics ومرضى شلل الأطراف الأربعة Quadriplegics يرون أن العقلأهم من القوة العضلية وأنهم يتميزون فيما يتصل بعلاقاتهم الاجتماعية(٣٩٨). وكن أن نتوقع أن هذا النوع من اقارنات الاجتماعية يزيد منمشاعر تقدير الذات وإن كان من المحتمل أن يزيد من الفجوة ب ما هومنجز وما هو مستحق أي يزيد من مشاعر الظلم.‏وتب العديد من التجارب أن الناس تحت ظروف اشقة أو عندما يكونلديهم تقدير منخفض للذات يختارون أن يقارنوا أنفسهم ن هم أقلمكانة منهم.‏ ويتمثل تأثير هذا في تحس صورة الذات بل والصحة النفسية.‏بينما كن أن يكون وجود أفراد أكثر نجاحاً‏ مصدراً‏ لعدم الشعور بالرضاوعدم الراحة.‏ونحن نستجيب لسوء طالع الآخرين ولفشلهم بطريقة متناقضة إذبينما يندر أن نعترف بأننا سعداء ثل هذه الأحداث فإنها كن رغم هذاأن تكون مصدراً‏ للشعور بالرضا (٤٩٢). وهناك من الأدلة ما يشير إلى أناعتقاد كبار السن بأن الآخرين يعيشون في ظروف سيئة يشعرهم بشيءمن البهجة (٢٤٧). ويستخدم الناس ماضيهم لعقد اقارنات أيضاً.‏ وهناكأدلة تشير إلى أن من نشأوا في فقر في زمن الكساد يقيمون الفتراتالتالية بصورة أكثر إيجابية(‏‎١٢٤‎‏).‏ورا كانت هناك مزايا في تعرض الفرد لطفولة تعسة.‏ وتؤكد اعلوماتالتجريبية أن اقارنة مع ااضي تؤثر على أحكام الشعور بالرضا بهذهالطريقة.‏وفي تجربة أانية سئل الطلاب أن يفكروا في ثلاثة أحداث سارةوإيجابية أو غير سارة وسلبية في ااضي.‏ ثم قاموا بتقديرات ستواهمالحالي من الشعور بالرضا والسعادة على مقياس تقدير تد منوكانت النتائج على النحو التالي:‏.١:١١ 7.777.23 6.856.23 190


الشعور بالرضا عن الحياةوفي تجربة ثانية طلب من افحوص أن يفكروا في الأحداث ااضيةإما بطريقة مجردة اذا حدثت?‏ أو بطريقة عينية جداً‏ مستثيرين صوراً‏مفصلة من الذاكرة وكانت النتائج على النحو التالي:‏ 7.627.124.695.87 ويتب من هذا أن الذاكرة اجملردة للأحداث ااضية غير السارة هيالتي ينتج عنها زيادة في الشعور بالرضا وكان للذكريات العيانية تأثيراكتئابي (٤٢٥). ومن أمثلة اقارنات التي تعقد مع الآخرين ومع ماضيالفرد ما يظهر في الشكل ٨-٣ والذي يب نتائج دراسة مسحية أمريكيةلإدراك الناس لظروفهم السكنية وجيرتهم.‏وتقدم نظريات اقارنة الاجتماعية ً تفسيرا للنتائج غير اتوقعة والمحيرةرغم ميل هذه التفسيرات إلى أن تكون بعدية وتأملية.‏مثال ذلك أن انعدام الفروق في الشعور بالرضا ب البلاد اخملتلفة قدفسر بهذه الطريقة (١٢٠). ولكن الفروق تكون ضئيلة فقط عندما يستخدمأسلوب ‏«السلم»‏ الذي قدمه كانتريل وهذه الطريقة تسأل الناس بقصد أنيفكروا في مستويات للمقارنة.‏ وقد حصلت الهند على درجة منخفضةجداً‏ ‏(شكل ٥-٢) ورا كان هذا نتيجة للمقارنات مع البريطاني أو معالأغنياء الهنود.‏ وتزداد الفروق ب الدول إذا طلب من افحوص أنيحددوا مستويات مطلقة.‏ ولكن يبقى أن هذه الفروق تظل محيرة ‏(انظر:‏الفصل الخامس).‏ مثال ذلك أن بريطانيا والولايات اتحدة وكندا واستراليابدت أكثر شعوراً‏ بالرضا من أوربا وكذلك فقد كان لدى الأفريقي نفسدرجة الشعور بالرضا التي كانت لدى أبناء الشرق الأقصى.‏ فمستوياتاقارنة إذن لا ثل سوى جانب واحد فقط من القضية.‏وقد أعطى عدم وجود فروق في مستوى الشعور بالرضا داخل البلدالواحد نفس التفسير.‏ ورغم هذا فقد رأينا أن الأغنياء أكثر شعوراً‏ بالرضامن الفقراء وإن لم يكن الفرق كبيراً‎ وإن الفروق الأساسية تكمن في191


سيكولوجية السعادة : 3 - 8 100908070 (90.7) 5 (82.9) (82.3) (77.6) (76.7) (75.1) (71.7) (71.6) (90.3) (83.5) 5 (83.0) (77.5) (77.2) (76.9) (73.1) (69.9)60 (60.1) (62.3)5040 (43.5) (44.7)10 0(63 : )النهاية الدنيا للسلم الاجتماعي رغم أن هناك اتجاهاً‏ نحو الانخفاض فيهذه الفروق في الولايات اتحدة.‏ وكان اتوقع بناء على نظرية اقارنة أننجد فروقاً‏ طبقية أكبر في الشعور بالرضا.‏ ولنراجع الآن مدى نجاح نظريةاقارنة.‏ حيث تشير الأدلة إلى أن اقارنة مع الآخرين ومع ااضي ثلمصدراً‏ من مصادر الحكم على الشعور بالرضا.‏ومن جهة أخرى فهي ليست العامل الوحيد:‏ فالتقديرات اطلقة للشعوربالرضا تكشف عن فروق أكبر ب الدول من تلك التي تعتمد على طريقةالسلم وكذلك فهناك بعض الفروق ب الأفراد من نفس الدولة راجعة إلىاال أو الطبقة.‏ وينبغي أن تكون هناك حدود لتأثير نظرية اقارنة:‏ فهيليست اثلة للقول بأنه ‏«إذا كان لدى كل فرد ما يؤه فإن أي لا يوجع»‏(١١٠). وقد وجد أن الشعور بالإشباع الجنسي لا يعتمد على الاعتقادات192


٢ والشعور بالرضا عن الحياةاتعلقة بالنشاط الأدنى لدى الآخرين (١٤٨). ويعتمد الشعور بالرضا إلىحد ما على التقييم اباشر للخبرة.‏التكيف:‏وهذه عملية مألوفة في علم النفس.‏ إذا لو سألنا شخصاً‏ أن يقارنأوزاناً‏ تتراوح ب ٦ أوقيات وأعطيناه وزناً‏ مقداره رطلاً‏ فسيبدو هذاعلى أنه ثقيل أما إذا قارن أوزاناً‏ تتراوح ب ٦ أرطال فسيبدو الرطلخفيفاً.‏ فالحكم على انبهات يتم باقارنة عايير قائمة في ضوء منبهاتخبرناها في ااضي.‏ وبتطبيق هذا على اهتماماتنا الراهنة نجد أن نفسالأحداث والظروف اوضوعية كن لها أن تكون مصادر للذة أو للألماعتماداً‏ على مستوى التكيف السابق.‏ ويتضمن هذا أيضاً‏ أن التكيف حدثيجرى دائما وأن الناس قادرون على التعود على أي شيء.‏ومن أهم الأدلة التي تساق لدعم هذه النظرية أن مرضى شلل الأطرافالأربعة الذين فقدوا القدرة على استخدام تلك الأطراف يتمتعون بنفسمستوى السعادة الذي يتمتع به الآخرون (٥٠).ولكن هناك دراسة مفصلة على ١٠٠ من مرضى شلل الأطراف الأربعةأظهرت أنهم - بعد ٢٠ عاما كان شعورهم بالسعادة أقل قليلاً‏ من الجمهورالعام (٣٩٨). ونجد في جدول ٨-٢ التقديرات الذاتية للهناء واقاييس الأخرى٣ و : 2 - 8 13 - 129.253.77(88=) 3.823.32(51 398 : )10.76(100=)9.744.04(29=) 2.964.41 193


سيكولوجية السعادةللسعادة.‏ وكن أن نتب منه أن ارضى أقروا ستوى أقل من السعادةالراهنة باقارنة بالعينة الضابطة وهو ما لا يشير إلى حدوث تكيف كمانتب زيادة في السعادة في ااضي ا يوحي لوجود مقارنة مع الحاضر.‏ويتمثل الدليل الآخر الذي يظن أنه يؤيد نظرية التكيف في ما وجد منأن الأفراد الذين فازوا بالغ كبيرة من اال في مراهنات الكرة واليانصيبليسوا أكثر شعوراً‏ بالرضا من الآخرين ‏(انظر:‏ الفصل الخامس)‏ وفيدراسة بريكمان وزملائه حصل ٢٢ من الفائزين في اليانصيب على درجةمتوسطها (.٤) على مقياس السعادة الراهنة باقارنة بدرجة متوسطها٨٨ فرداً‏ مثلوا عينة ضابطة.‏ وتب نتائج البحوث التي أجريتعلى الفائزين في مراهنات الكرة واليانصيب أن التأثيرات جد مركبةوتتضمن عادة ترك العمل والانتقال إلى منزل آخر وزيادة الحرج فيالعلاقات مع الأصدقاء والأقارب.‏وعلى أية حال يستغرق التكيف بعض الوقت ور فترة من ارتفاع أوانخفاض الشعور بالرضا قبل أن تستقر الحال.‏ وإذا كان الشعور بالرضايعتمد على زيادة اكافآت فهذا كنه أن يفسر سبب سعي الناس عادة إلىالحصول أكثر ا لديهم.‏ وتتمثل طريقة أخرى لزيادة الشعور بالرضا فيتعريض الفرد لفترات من الحرمان يتلوها فترات من الإشباع (٥٠). رغم أنهليس من الجلي إذا ما كان الشعور العام بالرضا سيرتفع.‏وتوحي الخبرة العادية بأن الشعور الأساسي بالرضا استمد من الطعاموالجنس وصحبة الآخرين والعمل الشيق لا يتوقف عن الإشباع لأن هذهاصادر تبقى ثابتة.‏ وكما بينا من قبل فإن بعض الظروف اوضوعية تؤثرعلى الشعور بالرضا.‏ وكن لنظرية التكيف أن تفسر التأثير انخفضللطقس على الشعور بالرضا.‏ وقد رأينا أن الأيام اشمسة والأيام امطرةلها بعض التأثير على الحالة ازاجية وعلى تقديرات الشعور الذاتي بالرضا‏(انظر:‏ الفصل الثامن)‏ ولكن اناخ امطر واناخ اشمس لا يؤثران وراكان سبب ذلك أن الناس يتعودون عليها.‏مثال ذلك أن درجة الحرارة ٦٥ فهر نهيت كن أن تخبر على أنها حارةأو باردة اعتماداً‏ على اناخ السائد ويعتمد مدى التكيف على استقرارالطقس.‏ والاستثناء الوحيد هو عندما يكون الجو سيئاً‏ بصورة شاذة مثلما٣٫٨٢ عند194


الشعور بالرضا عن الحياةهو الحال في وسط كندا وعندئذ يغادر السكان كلما استطاعوا فهناكحدود ا كن التكيف له.‏ وتقدم نظرية التكيف تفسيراً‏ إضافياً-إذا كانهذا مطلوباً-للفروق الضئيلة ب الدول والطبقات في الشعور بالرضاوالسعادة النسبية للمعاق تعويقاً‏ شديداً.‏وهي تقدم بعض التنبؤات اثيرة للاهتمام واخملالفة للفهم الشائعلكيف يزداد الشعور بالرضا ورغم ذلك فهناك اعتراض أساسي ورا كانقاضيا ‏ً-على النظرية.‏ فكما رأينا في الفصل السادس أن بعض الناس سعداءجداً‏ وبعضهم شديدو الاكتئاب فلماذا إذن لم يحدث التكيف ‏(وتختفي هذهالفروق)?‏ (١٤٨).النظر إلى الجوانب المشرقة:‏ تأثير بوليانا:‏هل الناس ً حقا يشعرون بالرضا للدرجة التي يذكرونها?‏ إذ في الدراساتالتي عرضناها يدعى معظم الناس أنهم راضون جداً‎ أو أنهم أسعد منمعظم الآخرين أو يؤشرون على الدرجت ٧٫٦ من مقياس ذي سبع نقاطللشعور بالرضا.‏ورا كانوا لا يذكرون الحقيقة أو أنهم لا يواجهونها ولنأخذ الشعوربالرضا عن الزواج مثلاً‏ يقرر ٦٨% من الأفراد أنهم شديدو السعادة فيالزواج ‏(يختارون النقطة ٧ على مقياس من ٧ نقاط)‏ بينما يذكرأنهم سعداء جداً‏ (٦ نقاط)‏ (٢) ورغم هذا فنحن نعلم أن أكثر من ثلثالزيجات تنتهي بالطلاق وأن العنف الجسدي ارس ب كثير من الأزواج.(١٩)ويبدو أن هناك نوعاً‏ قائماً‏ من التزييف انظم للأحكام ويأتي تفسيركيف يحدث هذا من التجارب الأانية التي ناقشناها عن تأثير الحالاتازاجية اثارة تجريبياً‏ على تقديرات الشعور بالرضا.‏ ودرست إحدىالتجارب للأفراد وهم في حالات مزاجية حسنة أو سيئة استثيرت باختبارهمفي أيام طرة أو مشمسة وفي غرف جميلة أو قبيحة.‏ وقد وجه انتباهبعض الأفراد إلى أن حالة الجو أو الغرفة كن أن تؤثر على حالتهمازاجية ‏(بأن يقال مثلاً:‏ نحن مهتمون بكيفية تأثير الجو على حالة الفردازاجية).‏ وكانت النتيجة بالنسبة للشعور بالرضا عن الحياة كما يلي:‏٢٢% منهم195


سيكولوجية السعادة ويلاحظ أن الحالات ازاجية السلبية فقط هي التي تتأثر بالتوجيهبينما لم يتأثر من كانوا في حالة مزاجية حسنة-فازاج الحسن لا يتطلبتفسيراً.‏ فالانحياز تجاه الإيجابية في ازاج إذن كن أن يكون بسبب بحثالناس عن تفسيرات بديلة للحالات ازاجية السيئة وليس للحسنة.‏خلاصة:‏للظروف اوضوعية تأثير ضئيل على الشعور بالرضا وخصوصامثل الدخل والتعليم.‏ وللزواج والعمل ونشاط وقت الفراغ تأثير أكبر.‏ وتخلقالأحداث السارة حالات مزاجية إيجابية كما تزيد من أحكام الشعور بالرضاعن الحياة.‏ وتعدل الفجوة ب الطموح والإنجاز من تأثيرات الإشباع الفعليللحاجات رغم أن تأثيرها ضئيل على الإشباعات البيولوجية.‏ وينطبق نفسالشيء على اقارنات التي تعقد مع الآخرين.‏ وتفسر هذه العمليات عدداً‏من النتائج اتناقضة مثل انخفاض الشعور بالرضا مع زيادة الرفاهيةوعدم وجود فروق في الشعور بالرضا ب الدول الغنية والفقيرة.‏ ويحدثالتكيف لأي ظروف خاصة في حدود رغم أن بعض اصادر الأساسيةللشعور بالرضا تستمر في قدرتها على الإشباع.‏ً عوامل7.217.07(402 : )6.574.86196


العمر والجنس9 العمر والجنسالعمرالسعادة والشعور بالرضا:‏لا يتغير الشعور بالسعادة كثيراً‏ مع العمر.‏ويعتمد التغير على طبيعة اقياس الذي نقيس به.‏فإذا كان تركيزنا على مقياس الشعور بالرضاوالتقدير العقلي للهناء فهناك زيادة مؤكدة مع تقدمالعمر.‏ وسنب في الشكل ٢ فيما بعد-الزيادةاطردة في الشعور بالرضا عن العمل مع العمر.‏كذلك هناك بعض الزيادة في متوسطات مستوىالشعور بالسعادة التي يقر بوجودها الأفراد.‏ (٤٩٧).وقد أكدت وجود هذه العلاقة دراسة بريطانيةحديثة كانت تسأل الأفراد عما إذا كانوا ‏«سعداءبالأمور أمس»‏ (٤٩٣) ‏(جدول ٩-١). وثمة مشكلة تتعلقبهذا النوع من البحوث وهي أن ما يبدو لنا فروقعمرية را يكون في حقيقته فروقاً‏ ب الأجيال-‏أو ب أناس تربوا في فترات تاريخية مختلفة.‏ويتمثل حل هذه اشكلة في إجراء دراسات طوليةلنفس الأفراد وهم في أعمار مختلفة وقد عرضنابعضاً‏ من هذه الدراسات في القسم الخاصبتأثيرات البطالة ‏(انظر:‏ الفصل الثالث).‏ بيد أننالا نجد مثل هذه الدراسة فيما يتعلق بالعمر بوجه-٩197


ًسيكولوجية السعادة+ ¸ 653525(493 : )عام ورغم هذا فهناك فروق عمرية اثلة تظهر في دراسات عديدةأجريت في أوقات مختلفة وفي بلاد مختلفة ا يعطي ثقة في أن هذهالفروق را كانت فروقاً‏ حقيقية.‏وتب مقاييس تواتر السرور أو الانفعالات الإيجابية انخفاضامع العمر.‏ كذلك يتضاءل معدل النشاطات السارة تضاؤلاً‏ واضحاً‏ مع العمر(٢٨٤). ويب الجدول ٩-٢ هذا الانخفاض في كل من اشاعر الإيجابيةوالسلبية.‏ ويب الشكل ٩-١ متوسط تقديرات معدلات الاستمتاع بالأحداثالسارة على مقياس من صفر إلى ١ في أعمار مختلفة وهو مستمد مندراسة أمريكية.‏ ويبدو أنه ليس هناك انخفاض في درجة الاستمتاعً متواصلا" " : 1 - 9 64-452830( ) 44-25223924-161938 - ٩ شكل: ١ عدد الأنشطة ابهجة والاستمتاع بها في الأعمار اخملتلفة1.00.90.80.7القيمة الاجتماعيةالتكرارمتوسط التقدير0.625-29 35-39 45-49 55-59 65-6920-24 30-34 40-44 50-54 60-64 70+العمر‏(اصدر : (٢٨٤198


٤٫٣١ إلىالعمر والجنسبالأحداث وإا الانخفاض هو في معدلات الحدوث.‏ ويؤكد هذا الانخفاضاشاركة في أنشطة وقت الفراغ اخملتلفة وفي ارسة النشاط الجنسي.‏كذلك فقد انخفضت شدة اشاعر-في إحدى الدراسات-سواء كانت إيجابيةأو سلبية-مع العمر من ٣٫٥٦ على مقياس يتدرج منولا يتطلب الأمر بحثاً‏ لكي نتب أن الأطفال يضحكون ويصرخون كثيراكما أن البحث في مجال التقدم في العمر يشير إلى أن كبار السن يتصفونبتسطيح ازاج Flattened affect وبإضافة كل هذا معاً‎ يتب أن كبار السنأكثر شعورا بالرضا وإن كانوا يخبرون اشاعر-سواء كانت إيجابية أوسلبية-بشدة أقل.‏وهناك أدلة على أنه بينما يزيد شعور الرجال بالسعادة مع التقدم فيالعمر فالعكس صحيح بالنسبة للنساء اللواتي يكن في أسعد حالاتهنوهن صغار وقبل أن يكون لديهن أطفال على أية حال.‏ ويزيد الشعوربالرضا عن الشعور بالسعادة لدى اتقدمات في العمر وخاصة غير اتعلماتمنهن.‏(١١٥) ١:٦59-500.448(44 : )49-400.410.48 : 2-9 39-300.470.5129-210.550.56 ما هو تفسير هذه التغيرات العمرية?‏ الواقع أن التباين ب الطموحوالإنجاز ينخفض لدى كبار السن وهم أكثر تكيفاً‏ مع ظروفهم.‏ ويوضحالجدول ٩-٣ كيف تتغير الفجوة ب الطموحات والتوقعات وب الواقع الحاليمع العمر.‏ ويب السطر الأول في الجدول الفروق-لدى الأفراد من أعمارمختلفة ب ما كان كن أن يأملوه ‏(الطموحات)‏ وما هو لديهم ‏(الواقع)‏على مقياس تد من صفر إلى ١٠٠. وتشير التوقعات إلى ما كن أنيتوقعوه واقعياً.‏ ويعود جانب من النمط الذي تبينه الأرقام إلى انخفاضالطموحات وجانب آخر إلى ارتفاع الإنجاز بحيث يكاد الاثنان أن يلتقيا فيالسن اتأخرة بينما نجد ً كلا من الإنجاز انخفض والآمال الجامحة اتفائلة199


سيكولوجية السعادةفي استقبل لدى صغار السن (٦٣). وبالإضافة إلى هذا فهناك عمليةتعايش مع الأمور كما هي وسنناقش هذا في علاقته بالزيادة اطردة فيالشعور بالرضا عن العمل.‏ ورا كان سبب الشعور الزائد بالرضا ‏(وليسالسعادة)‏ لدى كبار السن من غير اتعلم أنهم لم يكن لديهم طموحاتمرتفعة في الصغر وتعودوا على تقبل الأمور كما هي.‏ : 3 - 9 90-754.20.78.61.2(63 :)وكن فهم هذه التغيرات العمرية أكثر من خلال دراسة الفروق فيمصادر السعادة.‏ فهي تتغير في أهميتها خلال دورة الحياة.‏ وقد قارنتدراسة أمريكية أخرى مصادر السعادة للناس في أعمال مختلفة.‏ وقد كانالزواج بالنسبة للشباب (٢١-٢٩ سنة)‏ مصدرا ً سواء للسعادة أو للتعاسة.‏كذلك العلاقات الاجتماعية الأخرى مع الأسرة والأصدقاء والأبناء ‏(انظرأيضاً‏ الفصل الثاني من ‏«العلاقات الاجتماعية»)‏ كذلك فقد كانت للهمومالاقتصادية واادية ومنغصات العمل أهمية.‏ ورغم هذا فقد كانت هذهاجملموعة أكثر اجملموعات تفاؤلاً‏ فيما يتعلق باستقبل.‏ وقد عبر أفرادمجموعة متوسطي العمر (٤٠-٤٩) عن أعلى درجة من الحيويةأنهم يجدون الحياة أكثر تشويقاً‎ ويشعرون بفائدتهم ويرون الحياة علىأنها تلئة ومفعمة بالأمل ويعون ثراء حياتهم الراهنة وإن لم يشعرواعنى .Zest74-658.80.21.02.764-557.40.78.10.954-4512.74.112.03.4ً هاما44-3514.58.111.05.334-2523.617.819.811.724-1823.712.418.010.1() - 200


العمر والجنسبنفس درجة السعادة التي يشعر بها الشبان.‏ وقد كان كبار السن (٦٥ فأكثر)‏أقل سعادة وتفاؤلاً‎ وأقل اهتماماً‏ بالعمل واال والعلاقات الاجتماعيةوالتقبل الاجتماعي وأكثر اهتماماً‏ بصحتهم ولكنهم كانوا يشعرون بقدرةأكبر على مواجهة اشاكل من صغار السن ولديهم فهم أعمق للأبعاداخملتلفة للحياة وأقل تأثراً‏ باشكلات.‏ ونستطيع أن نستنتج إذن أن هناكاختلافاً‏ في اشكلات التي يواجهها الأفراد في الأعمار اخملتلفة ومن ثمفهم يركزون على مصادر مختلفة للهناء (٤٥٨).وقد بينت الدراسات التنبؤية على السعادة لدى كبار السن أن أهمالعوامل هي الصحة والدخل والصلات الاجتماعية ‏(مثلاً:‏ ١٢٢) والصحةمهمة لدى كل الأعمار وإن كانت تتخذ أهمية خاصة لدى كبار السنعندما تتحول إلى مشكلة ومصدر للقلق بالنسبة لهم.‏ وتقل أهمية الدخلنسبيا لدى صغار السن وتقل أهميته أكثر بالنسبة للكبار وذلك أيضا لأندخلهم أقل.‏ أما الصلات الاجتماعية فهي هامة في كل الأعمار.‏- وقد ناقشنا التغيرات العمرية في العلاقات الاجتماعية والشعور بالرضاعنها في الفصل الثاني.‏ وقد وجدنا أن الشعور بالرضا عن العمل يتزايد معالعمر ونجد وذجاً‏ للنتائج اتعلقة بذلك في الشكل ٩-٢ حيث يحسب- ٩ شكل: ٢ تأثير العمر على الشعور بالرضا عن العمل4.54.03.5رجالنساءالشعور بالرضا عن العمل20-23 28-31 36-39 44-47 52-55 60-63 68+3.016-19 24-27 32-35 40-43 48-51 56-59 64-67‏(اصدر : ٢٤٠ (العمر201


سيكولوجية السعادةمتوسطات عدد من الدراسات الأمريكية واسعة النطاق.‏ وسنتناول التغيراتارتبطة بالعمر في علاقتها بالصحة فيما بعد ‏(الفصل العاشر).‏ كذلكتتناقص أنشطة وقت الفراغ وافترض أن الشعور بالرضا اصاحب لهايتناقص مع العمر.‏ ونشاط وقت الفراغ الوحيد الذي يتزايد مع العمر هومشاهدة التليفزيون.‏ويتزايد الدخل-والشعور بالرضا استمد منه-مع العمر.‏ إذ بعد أن يتركالأطفال البيت يفاجأ الناس بأنهم أحسن حالا ماديا ولكن را تسوءحالتهم اادية بعد التقاعد.‏ وتعتبر الجاذبية الجسمية مصدراً‏ متوسطالأهمية للشعور بالرضا وهو هام للنساء وخاصة صغيرات السن وإنكانت تتضاءل حتما مع العمر.‏وكبار السن أكثر تديناً‎ وهناك علاقة قوية ب التدين والهناء لديهمفاتدينون أكثر سعادة ‏(انظر:‏ الفصل العاشر)‏ وأحسن صحة.‏ ورا كانهذا هو سبب أنهم أكثر سلاماً‏ داخلياً‎ وأكثر تفاؤلاً‏ باستقبل من صغارالسن (١٤٨).ويزداد الخوف من الشيخوخة مع التقدم في العمر وهو يرتبط ارتباطاً‏كبيراً‏ مع الشعور الذاتي بالهناء (٢٥٩). وهو في جوهره خوف من تدهورالصحة ونقص الجاذبية ومن الوحدة ومن اوت.‏ ويقلل قوة اعتقداتالدينية من تأثير الخوف من اوت (١٣).التوتر والمشاعر السلبية والاضطراب العقلي:‏تب الدراسات اسحية أن التوتر الانفعالي اكدر وإلى درجة أقلالاضطراب العقلي ينخفضان باستمرار مع العمر أو يبينان زيادة حادة فيالسن من ٣٠-٤٠ يتلوها انخفاض.‏ ورا كان سبب هذه الزيادة الحادة هيوجود الأطفال الصغار.‏ كذلك تشير الدراسات البريطانية إلى زيادة حادةفي الثلاثينات يتبعها انخفاض (٩٩ و ١٣٢) وكذلك في استراليا (١٤٠).ورغم هذا فإن عدداً‏ من اقاييس الفرعية التي تقيس مجالات معينةمن الأعراض قد كشفت عن اتجاه مختلف مع العمر.‏ فقد تب وجودانخفاض سريع مع العمر للأعراض الهستيرية (٩٩). وانعدام الحركة(١٨٣) Immobilization وكل منها تتضمن الانسحاب أو الاستسلام في مواجهة202


العمر والجنساشقة.‏ويتغير احتمال الإصابة رض عقلي محدد أيضاً‏ من العمر فالاكتئابأكثر شيوعاً‏ لدى من هم أكبر من ٤٠ سنة وخاصة النساء.‏ ويزداد احتمالالإصابة بالفصام تحت سن الثلاث‏.‏كذلك تتزايد بعض الأعراض النفسية أو السيكوسوماتية مع العمرخاصة سوء الهضم والإمساك وضغط الدم ارتفع ومشكلات الوزنوالسمنة.‏ولكن بعضها ينخفض أيضاً‏ مع العمر مثال ذلك الصداع وتوتر الأمعاءوالإسهال (٤٠٠). وتقل معاناة كبار السن من عدم الاستقرار العصبي أوقابلية الاستثارة العصبية وأعراض التوتر الأخرى وإن كانوا يعانون صعوباتأكثر في النوم ويتعاطون مسكنات وأدوية أخرى أكثر (١١٩).ويستخدم الناس في الأعمال اخملتلفة طرقاً‏ مختلفة في مواجهة اشقةويب ذلك الجدول ٩-٤ في كل من الولايات اتحدة وبريطانيا.‏ ويلاحظ أنالأصغر سناً‏ يستجيبون للمشقة باللجوء إلى اساعدة غير الرسمية منالآخرين ويبذلون جهدا مباشرا لحل اشكلة ولكنهم يأكلون أكثر.‏ بينمانجد الأرجح أن متوسطي العمر هم الذين يكثرون من الطعام وتناولالكحوليات ويستجيب كبار السن استجابة أكثر سلبية ويلجأون زيد منالصلاة ويزداد ترددهم على الأطباء وتعاطي الأدوية.‏الصحة:‏يزداد كم ارض زيادة بطيئة مع العمر.‏ وتتزايد نسبة الأفراد الذينيعانون من أمراض مزمنة من ٢٢% ‏(في العمر من ١٥-٤٤ سنة)‏ إلىالعمر من ٦٥-٧٤ سنة)‏ وإلى ٦٠% لدى الذكور ‏(أكبر من ٧٠ سنة)‏ والنساء (٦٥-٧٤ سنة)‏ أو ٧٠% لدى النساء ‏(أكبر منمعدل الأمراض ازمنة بسرعة ليؤثر على ٢٣% من الجمهور في الفئة من١٥-٤٤ سنة إلا أن نصف هذه النسبة فقط ثل أمراضاً‏ لا شفاء منها.‏ويذكر ٧% فقط من أفراد هذه اجملموعة أن صحتهم لم تكن على ما يرامفي غضون السنة ااضية وتتزايد هذه النسبة بسرعة لدى كبار السن.‏ويكشف عدد الأيام التي يقضيها الفرد محدود النشاط عن زيادة اثلة.‏٥١% ‏(في٥٨% لدى٧٥ سنة)‏ (١٦٤) ويتزايد203


سيكولوجية السعادة : 5 - 9 % % % % % % 1391291024 - 16441613145391777744 - 2541421520710191894864 - 4511251567483210545+6514334854%%%391672034 - 182415183454 - 3514122338+55(183 473 : )وتبلغ معدل زيارة الطبيب أكثر من الضعف لدى اتقدم في العمر باقارنةرحلة الطفولة.‏ويظل احتمال اوت ضئيلاً‏ حتى سن الخمس ثم يتزايد بسرعة بعدذلك ‏(انظر جدول ١٠-١) وتستند هذه البيانات والجداول إلى التعداد العامالبريطاني ن ولدوا في الفترة ب ١٩٦٠-١٩٦٢ وإلى تنبؤات تقوم علىبيانات من الأعوام السابقة.‏ وكن ملاحظة أن هناك تزايداً‏ منتظما فيعدد من وت في كل مرحلة حيث نجد أنه من ب مواليدالذكور سيموت ١٠٫٤% ب سن الست والخامسة والستالأعمار ٦٥-٧٠ وهكذا..‏ وعند بلوغ سن الثمان يبقى على قيد الحياة١٩٦٠ من١٣٫٧% ب%٤٢204


العمر والجنسمن الإناث و‎٢٣‎ % من الذكور وذلك في عام ٢٠٤٠ بافتراض عدم قيام حربنووية أو حدوث كوارث.‏ويعتمد اوت والحياة جزئيا على إرادة الحياة والتي كن قياسهابسؤال الأفراد أن يقدروا درجة حرصهم على أن يستمروا أحياء.‏ وتقلإرادة الحياة ً كثيرا لدى انعزل اجتماعيا ً وضعاف الصحة والذين يشعرونبأنه لا جدوى من وجودهم (١٢٦). بيد أن أسباب الوفاة تتباين كثيراً‏ معالعمر:‏ فالشبان الصغار أكثر احتمالاً‏ لأن وتوا نتيجة للحوادث والعنفبينما يتزايد احتمال وفاة متوسطي العمر من الرجال نتيجة لأمراض القلبوالنساء من السرطان وهكذا.‏ويتغير السلوك الصحي مع العمر.‏ فيتناقص معدل الشرب الثقيل كمايب الجدول ٩-٥. ويعرف الشرب الثقيل هنا على أنه تناول ٧ وحدات أوأكثر ‏(أي ٧ كؤوس من النبيذ أو ٧/١٦ من الجالون من البيرة)‏ مرة أو اثنأسبوعياً‏ أو أكثر.‏ كما ‏(يوجد كسر)‏ يعرف الشرب اتوسط على أنه ‏(تناول٧ وحدات أو أكثر مرة أو مرت في الشهر أو ٥ وحدات أو أكثر مرة أومرت أسبوعياً).‏ وليس هناك تغير مشابه في معدلات التدخ‏.‏ رغم أنأكثر ادخن شراهة يكونون عادة في الفئة العمرية ما بكذلك تتناقص كمية التمارين الرياضية بوجه عام مع العمر كما يبالجدول ٩-٦ والذي يلخص نتائج تطبيق استخبار في بريطانيا سئل فيهالأفراد عن التدريبات الرياضية التي قاموا بها في غضون الأسابيع الأربعة٢٥-٦٠ سنة : 5 - 9 9 196 162 14 8(164 :) 4 373 311 17 424 - 1844 - 2564 - 45+65205


سيكولوجية السعادة : 6 - 9 3.5 % % % % % 221324221519 - 16222011151434 - 20192126859 - 35121811+60(415 :)ااضية.‏ ويلاحظ أنه بينما تتناقص أشكال التمرينات الشاقة بسرعة نجدأن اشي يتناقص ببطء أكثر بكثير.‏خلاصة:‏هل كبار السن أسعد حالاً?‏ الإجابة على هذا أنهم أكثر شعوراً‏ بالرضاوإلى حد ما أكثر سعادة ولكنهم يخبرون الانفعالات الإيجابية وينخرطونفي أنشطة سارة بصورة أقل ومن جهة أخرى يخبرون الانفعالات السلبيةعدلات أقل كذلك فانفعالاتهم أقل شدة.‏وهناك زيادات في الشعور بالرضا في بعض الجوانب الأكثر أهمية-‏كالعمل والزواج ‏(بعد أن يكبر الأطفال)‏ والدخل ونشاط وقت الفراغوالدين.‏ ولكن الشعور بالرضا عن الصحة والجنس والجاذبية الجسميةينخفض.‏وجانب من تفسير الزيادة العامة في الشعور بالرضا هو ببساطة أنالأكبر سناً‏ أحسن حالا ماديا ويستمتع ستوى أفضل من اعيشة.‏ بالإضافةإلى هذا فهم ينجحون في التلاؤم مع ظروفهم وبيئتهم إما بتغييرها أوبتغيير أنفسهم.‏ كذلك فطموحاتهم وتوقعاتهم أقل ا كانت عليه بحيثتكاد تقترب من واقع حالهم.‏كذلك ينخفض التوتر وتتحسن الصحة النفسية بعد فترة سيئة فيالثلاثينات تتزامن مع فترة تربية الأطفال.‏ ومن جهة أخرى يشيع الاكتئابلدى الأكبر سناً‎ كذلك بعض الأعراض السيكوسوماتية مثل سوء الهضم206


العمر والجنسوارتفاع ضغط الدم.‏ويعاني الأكبر سناً‏ درجة أقل من القلق والتوتر ولكنهم يتعاطون أدويةأكثر.‏ ويعود جانب من التحسن العام إلى التلاؤم والحل التدريجي للمشكلاتالأساسية.‏ كذلك فكبار السن لديهم إمكانيات أكبر على مجابهة اشقة:‏أموال أكثر وصلات اجتماعية أكثر ومهارات أفضل.‏واجملال الأساسي الذي يحدث فيه تدهور مع العمر هو الصحة وخاصةبعد سن الخمس ويتزايد معدل الوفيات من النوبات القلبية والأمراضالأخرى.‏ويعود هذا جزئياً‏ إلى التدهور البيولوجي التدريجي رغم أنه يرجعً أيضا إلى حد كبير-إلى تراكم اشاكل وبعض هذه اشاكل ترجع إلى عاداتصحية سيئة كن تجنبها - مثل عدم ارسة التدريبات الرياضية وسوءالنظام الغذائي والشرب والتدخ ويرجع أيضاً‏ إلى تأثير اشقة.‏الجنسالسعادة والشعور بالرضا:‏سنبدأ بدراسة اشاعر الإيجابية أو الفرح كما وصفناه في الفصلالأول.‏ وقد سألت دراسة بريطانية ٣٠٧٧ من الراشدين:‏ كم من الوقت قضوهبالأمس وهم سعداء الحال?‏ وانتهت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق بصفةعامة ب الرجال والنساء (٤٧٣). ورغم هذا تشير الدراسات التي تجرىعلى اشاعر الإيجابية والسلبية إلى أن النساء يشعرن شاعر سلبيةعدلات أعلى ولكن تواتر اشاعر الإيجابية عندهن أكثر قليلاً‏ من الرجال١٩٣) و .(٤٤ويل النساء لأن يخبرن الانفعالات-سواء كانت إيجابية أو سلبية-بصورةأشد في كل الأعمار.‏ ويسجل النساء درجة متوسطها ٤٫٣٤ بينما يسجلالرجال ٣٫٨٨ على مقياس للشدة تد منالجنس لدى الكبار والصغار.‏ فبالنسبة ن هم دون الخامسة والأربع‏-‏وهذا يصدق بدرجة أكبر على من هم تحت ٣٥ سنة-هناك اتجاه إحصائييشير إلى أن النساء أسعد من الرجال وخاصة إذا لم يكن لديهن أطفال.‏أما ن هم فوق سن ٥٥ سنة فالرجال أسعد من النساء (٦٣ و١-٦ (١١٥). وتختلف تأثيرات٤١٧) ‏(انظر207


سيكولوجية السعادةأيضاً‏ شكل ٩-٣).وكما ناقشنا في الفصل الثاني نجد أن معظم العزاب أقل سعادة مناتزوج ولكن الفرق أكبر بالنسبة للرجال الذين يبدو أنهم يحصلون منالزواج على أكثر ا تحصل عليه النساء.‏ ويل الرجال ن لم يسبق لهمالزواج إلى أن يكونوا أقل الناس سعادة وكذلك النساء اطلقات أو انفصلاتعن أزواجهن (٦٣). وتختلف مصادر السعادة لدى الرجال عنها لدى النساء.‏إذ يتأثر الرجال أكثر بالعوامل الاقتصادية واادية وبوظائفهم بينما تتأثرالنساء أكثر بأطفالهن وبصحة أفراد الأسرة.‏ ويهتم الرجال أكثر باجملتمعالمحلي وبالشؤون السياسية العامة (٤٧٣ و ٤٥٨). وكذلك فوفقاً‏ لكامبل (٦٢)يشعر الرجال بالرضا عن أنفسهم أكثر من النساء اللواتي هن أكثر نقداً‏للذات.‏ ويشعر الرجال أنهم أكثر تحكما في حياتهم.‏وتختلف مصادر الإشباع الذاتي لدى كل من الجنس‏.‏ فكون ارء ً طويلاشكل50- ٩: ٣ الفروق ب الجنس في السعادة عبر الأعمار اخملتلفة4030رجالنساءنسبة السعداء جداً‏20‏(اصدر : (٤١٧18-24 25-34 35-44 45-54 55-64 65-70 70+الجماعات العمرية208


العمر والجنسمهم للرجال بينما هو ليس كذلك بالنسبة للنساء مادمن لا يبتعدن كثيراً‏عن اعايير السائدة ومن افضل أن يكون في حدود ١٫٧٤ متر.‏ والجاذبيةالجسمية أكثر أهمية بكثير بالنسبة للنساء.والسمنة مشكلة هنا فنسبةالنساء زائدات الوزن أعلى باقارنة بالرجال وخاصة نساء الطبقة العاملة.‏وزائدات الوزن أو الشحيمات لا يسعدهن مظهرهن.‏ وقليل من الناس منيحكم عليه الآخرون بأنه جذاب بعد سن الخامسة والأربع وهذا مصدرمن مصادر عدم الرضا للنساء كبيرات السن.‏التوتر والمشاعر السلبية والاضطراب العقلي:‏وجدت الدراسة اسحية البريطانية التي قام بها وار وب (٤٧٣)١٨% من النساء و‎١٣‎‏%‏ من الرجال قد خبروا مشاعر توتر انفعاليمكدر بالأمس لنصف الوقت أو أكثر.‏ كذلك تشير دراسة أمريكية عن الصحةالنفسية - أجريت على استوى القومي - أن ٣٧% من النساء و‎٢٦‎‏%‏ منالرجال يشعرون بالقلق كل أو معظم الوقت هذا بينما عبّر ٢٥% من النساءو ١٢% من الرجال عن أنهم على وشك الإصابة بانهيار عصبي ‏(انظر الجدول.(٧-٩وثمة دراسات أخرى أجريت في عدد من البلاد وتستند إلى دراساتWarr و : 7 - 9 Payne أن% % 18 1337 2625 1227 1420 1213 618.7 13.514.9 7.4(183 119 170 473 : ) - 12 209


سيكولوجية السعادةمسحية للمجتمعات المحلية وعلى تقارير امارس العام والعياداتالخارجية في استشفيات تكشف عن نفس الاتجاه:‏ أي أن النساء يعانمن أعراض اضطرابات نفسية سواء كانت شديدة أو ضعيفة أكثر منالرجال.‏ ولكن الدراسات اسحية اتتالية في الولايات اتحدة-في الأعوامما ب ١٩٥٧-١٩٧٦ تشير إلى أن الفجوة ب النساء والرجال تضيق (٢٥٦) إذبينما بلغت نسبة الانتحار ب النساء إلى نسبتها ب الرجال ١:٣ في عام١٩٥٧ فإنها انخفضت الآن إلى ١:١٫٤ ونجد أن عدداً‏ أكبر من الرجال وعدداً‏أقل من النساء هم من يحاولون الانتحار (٢٥٦).ويعود جانب من الفروق ب الرجال والنساء إلى أن النساء لديهن استعدادأكبر لتقرير وجود مشكلة انفعالية أو نفسية والتماس اساعدة عند ظهوربوادر ثانوية أو غامضة للاكتئاب أو عدم الشعور بالسعادة-أو أن الرجالأقل استعداداً‏ لاتخاذ القرار.‏ وقد وجد أن حوالي ربع الفروق الجنسية فيالصحة النفسية كن إرجاعه إلى هذا السبب (٢٥٨ و ٤٥٦). ويعي ذلك إلىأن الاكتئاب والقلق وأعراض الاضطراب النفسي الأخرى يسهل تقبلها لدىالنساء بينما يرفض اجملتمع من الرجال هذا عندما يبدون هذه الأعراض١٨٩). ورغم هذا فاوقف يختلف كثيراً‏ بالنسبة للأشكال اخملتلفة منارض النفسي وكذلك بالنسبة لإدمان الكحول والجرة.‏ ويب الجدول٩-٨ والذي يستخدم بيانات أمريكية النسب الشائعة لدى الجنس‏.‏فهناك فرق كبير في نسبة الاكتئاب ‏(نساء:‏ رجال ١:٢) ونجد أن مستوى ( ) : 8 - 9 (٨٣ و% % 2 11.5 11.7 11 11 31 8.5(173 185 83 : ) .. 210


العمر والجنسالاكتئاب اشخص إكلينيكياً‏ عند جماعات معينة من النساء أكثر ارتفاعاً.‏ومن ب نساء الطبقة العاملة.‏ في إحدى اناطق الإنجليزية ‏(كامبرول(Camberwell بلغت نسبة من شخّصن على أنهن مصابات بالاكتئاب أو ثلنحالات بينية ٣٤% وتزيد النسبة عن ذلك في حالة وجود أطفال بانزل أوإذا لم يكن هناك زوج عائل أو في حالة عدم العمل أو التعرض لأحداثمشقة حديثاً‏ (٥٤). ومن اذج النساء اكتئبات الأخرى ارأة التي فقدترابطة اجتماعية حديثاً‏ مثل الأرملة أو الأم التي ترك أبناؤها انزل.‏وتنخفض الفروق الجنسية في الإصابة بالذهان بوجه عام بينما تنعدمفي حالة الفصام كذلك فهناك حالات تزيد فيها اعدلات لدى الرجالوهي إدمان الكحوليات والعقاقير.‏ كذلك فهناك معدلات جرة مرتفعةجداً‏ ب الرجال:‏ حوالي ثمانية أمثال ونصف النساء (١٨٥). وتتغير هذهالفروق الجنسية بتغير الظروف الزوجية:‏ فهي أكثر بالنسبة للمتزوجمنها بالنسبة للعزاب ا حدا بالبعض إلى الادعاء بأن سوء صحة ارأةإا يرجع إلى إحباطات الزواج (١٧٦). وبينما تكون الفروق الجنسية كبيرةفي حالة اتزوجات فإنها لا تختفي بالنسبة لغير اتزوجات واطلقاتوالأرامل ا فيهن السيدات اللاتي يكن مسؤولات عن أسرهن (١٨٥ ووأعتقد أن تفسير هذه الفروق هو أن الرجال يحصلون من الزواج على أكثرا تحصل عليه النساء وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالدعم الاجتماعيكما بينا في الفصل الثاني كذلك فمعدل الاضطراب العقلي مرتفع جداً‏ب الرجال العزاب.‏ويتباين القلق والتوتر مع دورة الحياة.‏ فالنساء يخبرن توتراً‏ أكثر قبلالزواج ويشعرن بالإحباط وبأنهن مقيدات عندما يكون لديهن أطفال فيسن ما قبل ادرسة ويشعرن بالتعاسة عندما يتقدم بهن العمر دون أنيكون لديهن أطفال أو يكن أمهات غير متزوجات وكلا اوقفان ينظرإليهما على أنهما فشل في تحقيق التوقعات الشائعة.‏ ويقلق الرجال أكثرعلى الأمور اتعلقة باال في السنوات ابكرة من الزواج ويزداد شعورهمبالعناء عندما يتقدم بهم العمر دون زواج (٦٢).اذا تزيد معدلات الاكتئاب والقلق ومظاهر اشقة الأخرى عند النساء?‏وهل ذلك لأنهن يتعرضن شقة أكثر?‏ سنناقش فيما بعد كيف أن دور ارأة(١٤٥211


سيكولوجية السعادةأكثر مشقة?‏ وبالإضافة إلى هذا فهناك أدلة على أن النساء أكثر تعرضاللمشقة الناجمة عن البطالة والدخل انخفض (٣٧٣). هل يعود ذلك إلى أنالنساء أكثر حساسية عنى أنهن يتأثرن أكثر ستوى مع من اشقة?‏كذلك سنناقش أيضاً‏ النظريات التي تقول بأن اسؤولية قد تعود إلىأسلوب تنشئة البنات وأساليب اواجهة التي يتبعنها (٢٥٨).هل يسبب التوتر الناجم عن العمل ارض العقلي عند النساء?‏ نستطيعالقول بوجه عام إن نسبة ارض العقلي لدى النساء العاملات أقل ويعودهذا جزئياً‏ إلى أن اللاتي يعملن هن الأقدر على العمل.‏ ورغم هذا فالعملإذا أضيف إليه وجود الأطفال كن أن ينتج عنه الاكتئاب-فوجود الأطفاليعادل فوائد العمل (٧٨). وهذا لأن النساء يعان من صراع ب الدورين:‏حيث نجد أن النساء اتزوجات العاملات يقمن بخمس ساعات من العملانزلي أكثر من أزواجهن أسبوعياً‎ ويخفضن من طموحاتهن اهنية لتتلاءممع ذلك (١٩٧) ويعتمد قدر اشقة بطبيعة الحال على نوع العمل إذ نجدمثلا أن لدى الطبيبات معدلات أعلى للانتحار والاكتئاب.‏وترى إحدى النظريات أن اسؤولية عن الفروق إنها تعود إلى طبيعةالأدوار التي يقوم بها كل من الرجال والنساء فالأدوار اهنية المحددة ذاتاتطلبات الواضحة تجعل من الصعب تأجيل الواجبات والاستراحة أوالتمارض حيث هناك دائما ضغوط للاستمرار.‏ بينما نجد أن دور العملانزلي يفتقر إلى هذه اتطلبات فهو غير محدد اعالم بالإضافة إلى كونهمعزولاً‏ ومكانته منخفضة (١٧٧ و ١٧٨). ويدعم هذه النظرية أن النساءاللاتي لديهن أطفال أكثر عرضة للمرض العقلي بينما تقل نسبته لدى منيعملن ‏(رغم أن الفروق ب الجنس تقل في البلاد التي يعطى فيها الدورانزلي قيمة أكبر مثل اكسيك (٣٨٢). وهناك من يرى أن ارأة اتزوجةتواجه موقفاً‏ محيراً:‏ فهي إذا أصبحت ربة بيت ستصبح معزولة وحبيسةدون جزاء وإذا عملت نشأ صراع ب واجبات العمل وواجبات انزل (٤٣٢).وفي واقع الأمر ترى ربات البيوت أن الزواج قيد وعبء ويبدو أنهن يكن فيحالة عقلية أسوأ من النساء اتزوجات ويعملن أو من هن غير متزوجاتويعملن (٣٧).وتعود هذه الفروق الجنسية-جزئيا على الأقل-إلى خبرة التنشئة212


العمر والجنسالاجتماعية.‏ فالبنات يرب تربية مختلفة عن الأولاد إذ تجري تربيتهنلكي يكن أكثر اعتمادا وليصبحن أكثر استجابة للإحباط بطريقة تكشفعن العجز لا بتأكيد الذات وقد يتفاعل هذا مع وضعهن فيما بعد والذييتصف بقوة ومكانة أقل من الرجل ويؤدي إلى الاكتئاب (٣٦٢). وتتربىالبنات أيضا في سياق ارتباط وجداني عميق مع الأم يؤدي إلى زيادةالحاجة إلى الدعم الاجتماعي وزيادة الحساسية لفقدان الدعم فيما بعدوقد يتفاعل هذا مع الدعم الاجتماعي انخفض من جانب الزوج وزيادةاحتمال الترمل والصعوبات اترتبة على الطلاق (٤٨٢).وكن تفسير تلك النتائج بطريقة أخرى تتمثل في اقابلة ب أساليبمواجهة اشقة لدى كل من الرجال والنساء.‏ فبينما تستسلم النساء ويقعنفريسة للاكتئاب يشرب الرجال الكحوليات أو ارسون العدوان وخرقالقوان‏.‏ وقد أوجدت الدراسات الصحية فروقاً‏ جنسية واضحة في كيفيةمواجهة الناس ا يقلقهم أو يضايقهم ولفترات التعاسة التي رون بها : 9 - 9 18 1313 65 8 % %8 1921.5 27.529.5 16.552.5 43.558 7334 326 2(473 458 : )(1982) (1976) ( ) ( ) ( ) : 213


سيكولوجية السعادةويب الجدول ٩-٩ هذه الفروق.‏ ويلاحظ أن النساء أقل احتمالاً‏ للقيامبفعل بناء وأنهن يلجأن للصلاة أكثر وينشدن اساعدة من الأزواج بدرجةأقل.‏ ومن جهة أخرى نجد أن الرجال أكثر احتمالاً‏ لأن لا يفعلون شيئا علىالإطلاق ويتلقون دعما أقل من جانب الأصدقاء ومن الآخرين.‏ وليس منالواضح أن هناك يزا جملموعة من الاستراتيجيات التي يتبناها الرجالواجهة اشقة.‏الصحة:‏توحي مؤشرات مختلفة بأن النساء عموماً‏ أسوأ حالاً-من الناحيةالصحية-من الرجال.‏ وكما يب الجدول ٩-١٠ والذي يستخدم بياناتبريطانية-تعاني النساء أكثر من الأمراض القصيرة الحادة:‏ ويبلغ الفرق ماب ٢٠% في أوقات مختلفة وهو أكثر من ذلك فيما يتعلق بالسعالوالنزلات الشعبية...‏ إلخ بيد أن الفروق تقل أو تنعدم فيما يتعلق بالأمراضازمنة.‏ كذلك نجد أن معدل الأمراض أعلى لدى رجال الطبقة العاملةالذين تتراوح أعمارهم ما ب ٤٥-٦٤ سنة ونجد أيضا أن النساء اللاتي تبلغأعمارهن خمسة وست فأكثر يعان أكثر من الرجال ‏(كذلك انظر شكل١٠-٢) (٣٨). ورغم هذا فإن نسبة أعلى من النساء يعتقدن أن حالتهن الصحيةسيئة كذلك فهناك فروق كبيرة في معدلات التردد على الأطباء وتناولالأدوية والإجازات ارضية.‏ والنساء أكثر تنبهاً‏ لعدم الراحة الجسميةوخاصة فيما يتعلق بالأمراض الخفيفة ورا كان ذلك أحد أسباب أنهنيعمرن أكثر من الرجال (٤٥٧).ويعود كثير من أمراض النساء إلى مشكلات الحيض والحمل-وتعانيالنساء بنسبة أكبر من مشكلات الدوالي ومشكلات الأقدام وكذلك منأمراض الدم والجهاز الدوري.‏ بينما تزيد معاناة الرجال من أمراض القلبوالالتهابات الرئوية ومن تأثيرات الحوادث والتسمم والعنف (٣٧٠). فإذاقارنا اعلومات التي نحصل عليها باستخدام التقارير الذاتية بالبياناتالإكلينيكية وجدنا أن النساء يبالغن في تقدير أمراضهن ‏(أو أن الرجاليهونون)‏ وإذا ما قررن أنهن يشعرن بارض يلجأن إلى التردد على الطبيبفي مرحلة مبكرة من ارض.‏ وتشير دراسات أخرى إلى أن النساء يتناولن%١٢214


العمر والجنس% 30191354321415374.829.8أدوية أكثر-لنفس الأعراض-من الرجال (١١٩).ورغم أن النساء يظهرن وكأن صحتهن أسوأ من الرجال إلا أنهن يعشنأطول ‏(انظر جدول (١٠-١). وتبلغ نسبة الرجال والنساء الذين وتون قبلسن الخامسة والست في بريطانيا ١٨٫٧% على التوالي.‏ ما هوتفسير هذا التناقض?‏ جانب من الإجابة يعود إلى أن الأمراض الخفيفةقصيرة ادى التي تعانيها النساء نادرا ما تكون قاتلة.‏ أما الأمراض التييعانيها الرجال وخاصة ازمنة منها فإنها أخطر ‏(انظر جدولوأهم الفروق ب الرجال والنساء هي في معدلات الوفاة الناجمة عنالأزمات القلبية ‏(والراجعة لتأثير اشقة)‏ وسرطان الرئة ‏(والذي يعودجزئيا إلى التدخ( والحوادث ‏(الراجعة إلى القيادة اتهورة واهن الخطرة)‏وتليف الكبد ‏(الناجم عن تعاطي الخمور)‏ والانتحار ‏(الذي يعود جزئيا إلىالبطالة والفشل في العمل).‏ ومن الواضح الآن أن أهم تفسير لقصر عمر.(٢-١٠% 28161064261111223.622.84.5 3.2(119 164 : ) : 10 - 9 ٣١٫٥% و : 215


سيكولوجية السعادةالرجال يتعلق بضروب السلوك التي تشجع لديهم:‏ التدخ شربالكحوليات والقيادة اسرعة والتنافس وكل جوانب حياة الرجال في العمل(٤٦٠). ومن امكن أيضاً‏ أن تكون هناك فروق وراثية مواتية بالنسبة للنساء.‏ومن النظريات اطروحة في هذا الصدد أن هرمونات الذكورة الجنسيةتكف جهاز اناعة وتجعل الرجال أقل مقاومة للعدوى (٤٦١). ولكن هذايحتمل أن يكون أقل أهمية من التأثيرات السلوكية التي ناقشناها.‏ومن المحتمل أيضاً‏ أن النساء يستفدن من شبكة الدعم الاجتماعيالأقوى والتي تربطهن بالأسن والأبناء والأصدقاء والجيران (١٩) ‏(انظرالفصل الثاني).‏ وتعود هذه الشبكات من العلاقات بفوائد كثيرة على النساءمن بينها:‏ النصائح الطبية-فالصحة من أهم مجالات الحديث ب النساء-‏واساعدة اادية والدعم الاجتماعي.‏ والزواج هو العلاقة الوحيدة التييكون فيها حظ ارأة دون حظ الرجل.‏هل يزيد كون ارأة عاملة من استهدافها للمرض?‏ رأينا من قبل أنارأة العاملة-بوجه عام-تكون في حالة صحية أفضل من ربات البيوت رغمأن هذا قد يعود جزئياً‏ إلى أن ارأة الصحيحة بدنياً‏ هي التي تستمر فيالعمل.‏ ورغم أن النساء بوجه عام أكثر احتمالاً‏ لأن يترددن على الأطباء إلاأن هذا ينطبق فقط على النساء غير العاملات وأولئك اللاتي يعان منأمراض مزمنة (٣٠٦). وهذه النتيجة الأخيرة تقدم تفسيراً‏ لقلة تردد الرجالعلى الأطباء-لأن متطلبات العمل تجعلهم أقل استعداداً‏ للاعتراف بالضعفالجسمي.‏ والأمر يعتمد ً أيضا على نوع العمل:‏ فالنساء العاملات في وظائفجيدة ويحظ ستوى تعليمي مرتفع يعان من أمراض مزمنة أقل ويعمرنأكثر بينما يزداد معدل الأزمات القلبية لدى النساء اللاتي يعملن في وظائفكتابية (١٩٧ ووتعد أمراض الشريان التاجي أكبر فارق صحي ب الجنس والسببالأكثر شيوعاً‏ لحدوث الوفاة.‏ وأسبابها معروفة:‏ التدخ وارتفاع نسبةالكولسترول وارتفاع ضغط الدم وهي أعراض يعود بعضها إلى اشقةوإلى سوء النظام الغذائي وإلى عدم ارسة التدريبات البدنية.‏ وتعود قلةمعاناة النساء من أمراض القلب جزئياً‏ إلى قلة تدخينهن.‏ ورغم هذا فمثلهذه العوامل لا توفر سوى قدرة ضعيفة على التنبؤ بأمراض القلب لدى.(٤٩٦216


العمر والجنسالنساء بعد سن الخامسة والخمس‏-حيث يكن في وضع أكثر حرجاً‏ منهذه الناحية وكذلك تزداد أهمية عوامل أخرى (٢٣٦). ويشيع النموذج ‏(أ)‏Type A في الشخصية-ذلك الذي يتميز بإيثار العمل الشاق اغامر وعدمالصبر والتنافسية-أكثر لدى الرجال وهو أحد العوامل التنبؤية بأمراضالشريان التاجي.‏ وتزيد نسبة النمط ‏(أ)‏ لدى النساء العاملات وإن كاناعدل أقل باقارنة بالرجال الذين يعملون كذلك فإن النساء اللاتي يعملنولديهن أطفال صغار يتعرضن أكثر لأمراض الشريان التاجي.‏ حيث نجدأن ١١% من النساء اللاتي يعملن ولديهن ثلاثة أطفال قد أص بها باقارنةب ٤٫٤% من ربات البيوت العاطلات عن العمل ولديهن نفس العدد منالأطفال (١٩٧).خلاصة:‏هناك فروق ضئيلة ب الجنس فيما يتعلق بالشعور بالرضا عن الحياةبوجه عام أو في اشاعر الإيجابية ولكن النساء لديهن مشاعر سلبية أكثرومشاعرهن أكثر حدة.‏ والنساء الصغيرات والرجال كبار السن أكثر الناسسعادة بينما يكون الرجال العزاب صغار السن أقلهم.‏ وليس ثمة فروقكبيرة في الشعور بالرضا عن اجملالات اخملتلفة برغم أن نسبة أعلى منالرجال تشعر برضا أكثر عن الزواج ونسبة أكثر من النساء لديهن شبكاتعلاقات اجتماعية أكثر إرضاء..‏ ويجني الرجال مشاعر أكثر بالرضا وعدمالرضا من العمل ويستمتعون بعناصره اخملتلفة.‏ كذلك فهم ارسون أنشطةوقت فراغ أكثر حيوية وهم أكثر رضا عن أنفسهم.‏بيد أن الفروق فيما يتعلق بالصحة أكثر تشويقاً‎ فالنساء صحتهم أسوأنوعاً‎ ومصدر هذا أساساً‏ مشكلات في أمراض النساء بالإضافة إلىالأمراض الخفيفة ولكنهن يعمرن أكثر من الرجال ورا كان ذلك لأنهنأقل تدخيناً‏ وتناولاً‏ للمشروبات الكحولية ويعان من مشقة أقل ويححياة أقل خطورة وأقل احتمالا لأن يكن من النمط ‏(أ)‏ للشخصية ويعتنبأنفسهن بصورة أفضل.‏ولدى النساء معدلات أعلى من الاكتئاب.‏ والقلق واظاهر الأخرىللمشقة رغم أن هذا يعود جزئياً‏ إلى أن النساء أكثر استعداداً‏ للاعتراف217


سيكولوجية السعادةبأنهن مريضات أو بأنهن يعان من مشكلات انفعالية.‏ كذلك فهي تعودجزئيا إلى الصراع ب العمل وانزل وإلى اشقة الناجمة عن العنايةبالأطفال ورا كانت نتيجة لاجتماع طريقة تنشئة البنات اجتماعياً‏ معوضعهن الأقل قوة فيما بعد.‏ ومن اثير أن نلاحظ أن هذه الفروق قد قلتفي الدراسات الأكثر حداثة ‏(راجع الفصل العاشر حيث مناقشة أهم الروابطب الصحة والسعادة).‏218


ًالصحة10 الصحةتعتبر الصحة من اكونات الهامة للشعور بالهناءوهي بحق أحد عناصره اوضوعية وترتبط ارتباطاوثيقاً‏ بالسعادة ويشيع النظر إليها على أنها واحدمن أسبابها الرئيسية.‏ وقد تناولت بحوث كثيرةالعلاقة ب الصحة والسعادة وقد ب تحليل كميلنتائج هذه الدراسات وجود معامل ارتباط متوسطه٠٫٣٢ ب الاثن‏.‏هذا الارتباط كان أقوى لدى النساء وذلك عنداستخدام مقاييس الشعور الذاتي بالصحة (٣٣٥).وتكشفت رابطة وثيقة ب اشاعر السلبية ومشاعرالعناء وكمية القلق وب سوء الصحة (٦٠ وولا تتأثر مشاعر السعادة والرضا فقط بالصحةبل إن الصلة بينهما تقوى أيضاً‏ خاصة لدىاتقدم في العمر.‏ ويستمر وجود العلاقة بالشعور بالرضا عن الحياة وب الصحة حتى إذاما ثبتنا تأثير اتغيرات الأخرى مثل اكانةالاجتماعية والدخل(‏‎١٢٠‎‏).‏ وإذا ثبت تأثير الصحةتضاءلت أهمية العوامل الأخرى التي تؤثر علىالشعور بالرضا عن الحياة مثل عضوية الجماعاتالتطوعية بالنسبة لكبار السن (٥٩) وهي تبرز شبكةعلاقات سببية هامة:‏.(٤٣٥219


سيكولوجية السعادةشبكة العلاقات الجماعيةالعملالصحةنشاط وقت الفراغالسعادةورغم هذا فالسعادة تسبب الصحة أيضاً‎ مثلما أن العكس صحيحوبعبارة أخرى كننا النظر إلى الصحة على أنها واحد من مكونات الهناء.‏وتتأثر الصحة بكل اتغيرات التي سبق أن ناقشناها وإن اختلفت التفاصيل.‏مثل ذلك أن تأثير اشقة سيئ على الصحة الجسمية والنفسية ولكنالدعم الاجتماعي يعادل هذه التأثيرات ويلغيها-ولكن العمليات اتضمنةتختلف.‏ ويقدر الأفراد-في بريطانيا والولايات اتحدة-الصحة على أنهاأهم مجالات الشعور بالرضا بعد الزواج ‏(انظر:‏ الفصل الثالث).‏ وليس هذاهو الحال في باقي أجزاء العالم.‏ فالكوريون مثلاً‎ يضعون الصحة فياوقع التاسع عشر من قائمة الأهداف والقيم.‏ وتعرف منظمة الصحةالعاية الصحة على أنها ‏«حالة من الرفاهية الجسمية والعقلية والاجتماعيةالكاملة وليس مجرد غياب ارض أو العجز».‏ وسنهتم في هذا الجزءبالرفاهية الجسمية.‏ إلى أي حد يشعر الناس بأنهم في صحة جيدة?‏ كممنهم يعاني من أعراض سوء الصحة.‏ ويقودنا شعور الناس بسوء الصحةإلى أبعد ا يذهب إليه التشخيص الطبي الرسمي الذي يوصف على أنههو ‏«قمة جبل الثلج»‏ بينما ثل هذا الشعور باقي جبل الثلج للأعراض التيتقع تحت سطح التشخيص الطبي الاعتيادي.‏ ولهذا سنركز على الدراساتاسحية التي تتناول التقارير الذاتية عن الصحة.‏ولعل أحسن قياس لصحة الفرد هو الفحص الطبي الكامل بواسطةالطبيب مدعما بعدد من الاختبارات الطبية.‏ وقد استخدمت هذه الطريقةفي دراسات مسحية أجريت على قوائم امارس العام ولكن اشكلةفي هذه الطريقة:‏ هي أن ٣٠% من الناس أو أكثر لم يزوروا الطبيب خلالالعام انصرم وأكثر من ١٠% لا يذهبون إلى الطبيب على الإطلاق (٤٥٩).وهناك ً أيضا مشكلة الاختلاف ب الأطباء في استخدامهم اعايير الصحيةالسليمة.‏ ومن الطرق الأخرى الشبيهة بهذا النوع من اسح استخدام الفاتالطبية وتسجيل الأعراض التي تشكو منها جماعات مختلفة (٣٧٢).220


الصحةوهناك بعض ازايا في استخدام طرق اسح الاجتماعي لتقدير الصحةوذلك لتمثيلها ن لا يترددون على الأطباء وكذلك في استكشاف شعورالناس بارض.‏ويتضمن مسح الأسر البريطانية (١٦٤) Survey) (General Household الذيأجرى ٢٥٠٠٠ منزل أسئلة مثل:‏هل تعتقد أن حالتك الصحية خلال الأسبوع ااضي كانت:‏متوسط عدد من اسوح %تازجيدةمعقولة٣١٣٤٢١١٠سيئةوكن أن نسأل الناس عما إذا كانوا يعانون من أي من الأعراض تتضمنهاقائمة من الأغراض.‏ ويبلغ متوسط هذه الأغراض حوالي ثلاثة للذكور و٤٫٥ للإناث في أي يوم من الأيام.‏ وأكثر الأعراض التي خبرت في غضونأسبوع شيوعاً‏ كانت السعال (٢٨%) ومشكلات في الأنف (٢٧%) والقدم(٢١ %) (١٩١) ومعظم هذه الأعراض تافهة بالطبع ويذكرها أفراد يشعرونبأن حالتهم الصحية تازة وقد سئل الأفراد في مسح الأسر.‏ كيف تصفكمية الألم أو الشعور بعدم الراحة التي يسببها لك هذا ارض?‏ وكانتالنتيجة كما يلي:‏%٢٨%٣٩%١٩% ٢لا يسبب أاألم قليلألم متوسطألم شديدوقد سئلوا أيضاً‏ كم من الضيق أو العجز يسببه لك هذا العرض?‏ وكانتالإجابة:‏لاشيءقليلمتوسطشديد%٤٤%٣٢% ٩% ٢221


سيكولوجية السعادةوبعبارة أخرى بينما كان لدى الذكور ثلاثة أعراض لكل في اتوسطوالنساء أربعة أعراض ونصف فإن اثن باائة فقط من هذه الأعراضكانت تعتبر مؤة أو معجزة.‏وبعض الأعراض لا تدوم طويلا ً بينما يستمر البعض الآخر لفترة طويلةأو يصبح مزمناً.‏ وعندما سئل الأفراد في مسح الأسر العام هل تعاني منمرض طويل الأمد أو عجز أو وهن شديد?‏ أجاب ٢٦٫٦% بأنهم يعانونبالفعل.‏ وعندما سئل الأفراد ‏«هل تعاني من مشكلات صحية مزمنة?»‏أجاب ٦٣% بأنهم يعانون.‏ ومن الواضح أن هؤلاء الناس يشيرون إلى شكاوىتافهة جدا.‏ ولا يذهب الناس لزيارة الطبيب إلا عندما تصل هذه الأعراضإلى درجة معينة من الإيلام أو تسبب عجزاً‏ كافياً‎ أو إذا أدركت على أنهامن امكن أن تكون خطيرة.‏ ولا يفعل الناس شيئاً‏ إزاءويستشيرون الأصدقاء والأقارب في ١٠% من الحالات ويذهبون لزيارةالطبيب في ٣٤% فقط من الحالات.‏ومن اقاييس الأخرى ‏(للصحة)‏ عدد مرات زيارة الطبيب في العامانصرم.‏ وبلغ هذا اعدل حوالي ٣ مرات في السنة للذكور و ٤ مرات فيالسنة للإناث رغم أن ٤٠% من الذكور و ٣٠% من الإناث لم يترددوا علىالأطباء إطلاقاً‏ خلال السنة ااضية.‏ وقد دخل استشفى للعلاج% ٥٦ من الأعراض٦% منالأفراد بينما تردد على العيادات الخارجية للمستشفيات ٢٢% ويزور ٢٥%من الأفراد الطبيب خمس مرات أو أكثر في العام.‏ونستطيع أيضاً‏ أن نتحقق من عدد الأيام التي يكون فيها نشاط الأفرادمحدوداً‏ أو من معدل تغيبهم عن العمل.‏ وقد كان متوسط عدد أيام النشاطالمحدود في العام ١٧٫٦ يوم ومتوسط عدد أيام التغيب عن العمل ٨ أيام.‏وقد كان أكثر أسباب الغياب عن العمل ً شيوعا هو السعال والبرد والأنفلونزاوالالتهاب الشعبي والروماتزم وآلام افاصل.‏كذلك ثل كمية الأدوية استخدمة مقياساً‏ آخر.‏ وقد وجد أنالأفراد قد تعاطوا دواء خلال أسبوع وقد تعاطوا معظم هذه الأدويةدون وصفة طبية وكان متوسط عدد الجرعات ٢٫٢ جرعة لكل فرد.‏ وأكثرالأدوية ً استخداما الأسبرين وأدوية سؤ الهضم ومراهم الجلد وأدوية السعالوالأقراص انومة واهدئات واسهلات (١١٩). ويتعاطى الناس الكثير من٨٠% من222


الصحةالأدوية الأخرى كاقويات وأقراص الفيتامينات...‏ إلخ.‏إلى أي حد تكون تقديرات الناس لحالتهم الصحية صادقة?‏ إنها ترتبط-‏وإن لم يكن ارتباطاً‏ مرتفعاً-مع آراء الأطباء عن حالتهم الصحية.‏ ويشكوبعض الناس من آلام أكثر من تلك التي يجد لها الأطباء أساساً‏ عضوياً‏ أونفسياً‏ وأحياناً‏ ما يتلقون علاجاً‏ نفسياً‏ أو مهدئات.‏ وهناك آخرون أقلاهتماماً‏ بحالتهم الصحية من أطبائهم مثلما هو الحال بالنسبة ن يفتقدوناللياقة البدنية وزائدي الوزن ويتوقع حدوث متاعب لهم في استقبل.‏ومن ب الناس الذين لهم نفس مستوى الحالة الصحية حسب تقييمأطبائهم نجد أولئك الذين يعانون من الكدر أو العصبية ويحسون أنهم فيحالة صحية متدهورة (٤٣٥) وهكذا نجد أن الشعور الذاتي بالصحة لا يعودفقط إلى الحالة الجسمية.‏وهناك فروق ثقافية-وموضات-في ارض.‏ فعندما نكون نحن الغربي‏-‏تحت تأثير الكثير من اشقة نلجأ إلى الشراب أو نتعرض لانهيار عصبيولكننا ‏«لا نتهيج»‏ run amock كما يفعل الناس في مالاوي وأماكن أخرى.‏كذلك فالطريقة التي رض بها الناس وكذلك أسماء الأمراض هي جزئياً‏نواتج أو اختراع ثقافي.‏ وينطبق هذا ً أيضا على الأسماء التي يطلقها الأطباءعلى الحالات التي يفحصونها وهناك اتجاهات وفروق ثقافية تتعلق باستوىالصحي الذي يتطلع إليه الأفراد أو يشعرون بأنهم يستحقونه.‏وأخيراً‎ فلنجمع معاً‏ ‏«نتائج»‏ اقاييس التي وصفناها لتوزيع الصحة:‏٣٠% إلىيعتقد ٣٥% من الجمهور العام أنهم في حالة صحية تازة أو أنلديهم فقط مشكلات صحية بسيطة وعابرة.‏ ويتمتع حوالي ٣٠% من الجمهوربحالة صحية متوسطة أو سيئة ويزورون الطبيب خمس مرات أو أكثرسنوياً‏ ويدخلون استشفيات أو يترددون على عياداتها الخارجية ويتناولونكثيراً‏ من الأدوية.‏ بينما يعاني معظم الناس من بعض أعراض سوء الصحةومعظمها بسيط جداً‏ وكثير منها قصير الأمد.‏ومن اقاييس الأخرى للصحة مجرد البقاء على قيد الحياة.‏ وقد قارنبعض الباحث نسب الأفراد الذين بقوا على قيد الحياة من ب الذينيعملون ومن اتعطل مثلاً‎ أو ب من تتاح لهم شبكة قوية من العلاقاتالاجتماعية وب من لا يتاح لهم ذلك (٣١) ‏(انظر أيضاً‏ الشكل ١٠-١).223


سيكولوجية السعادةويب الجدول ١٠-١ عدد الأفراد الذين وتون عند الأعمار اخملتلفة فيبريطانيا.‏ ويلاحظ أن ٦% من الرجال وتون قبل سن الأربع وأن يصلوا إلى الخمس بينما لا يبقى سوى ٣١٫٥% منهم ليحصل علىمعاشه عند سن الخامسة والست‏.‏وأكثر أسباب الوفاة مع أخذ كل الجماعات العمرية معاً-هي:‏ الجلطاتالقلبية والسرطان والأزمات القلبية والالتهابات الشعبية وأمراض القلبالأخرى والالتهاب الرئوي وارتفاع ضغط الدم.‏ إلا أن أسباب الوفاة تختلفعند الأعمار اخملتلفة.‏ فأكثر أسباب الوفاة ابكرة شيوعاً‏ هي:‏ الأمراضالقلبية والسرطان ‏(وخاصة سرطان الرئة)‏ وتليف الكبد والحوادث ‏(فيماعدا حوادث السيارات)‏ والأنفلونزا والالتهاب الرئوي وحوادث السياراتوالانتحار ‏(وفي الولايات اتحدة القتل)‏ (٤١٥). ومن الواضح أنه كن تجنب١٠% قبل : 1 - 10 % % 2.43.12.63.73.24.74.36.26.99.99.314.113.021.118.731.527.545.240.661.158.177.176.891.892.297.098.099.4(Occupational mortality Tables, 1971 : )1020304050556065707580859095224


الصحةالعديد من أسباب الوفاة هذه.‏ فالانتحار يعود إلى الاكتئاب والعزلةالاجتماعية وأمراض القلب تتأثر بشدة باشقة والسمنة والتدخ وانعداماللياقة البدنية.‏ ونسبة كبيرة من الوفيات ابكرة قابلة للتجنب دون تدخلطبي.‏ ويتأثر اوت ابكر بسوء الصحة الجسمية بالتأكيد رغم أن هذهكن أن تكون ناتجة عن-أو متفاقمة من-اشقة والحالات الانفعالية وأسلوبالحياة غير الحكيم بيد أن اوت ابكر لا يتأثر بسوء الصحة النفسية.‏وليس من اعروف بعد عما إذا كانت التعاسة كن أن تسبب اوت رغم أنهذا يبدو محتملاً‏ جداً‎ وخاصة اوت بالانتحار أو حوادث السيارات وتليفالكبد وأمراض القلب.‏العلاقات الاجتماعية:‏رغم وجود بعض الاختلافات فإن تأثير العلاقات الاجتماعية على الصحةوطول الحياة يشبه تأثيراتها على الصحة النفسية.‏ وقد أجريت مقابلاتعلى ٧٠٠٠ فرد-في دراسة شهيرة ت في كاليفورنيا-(‏‎٣١‎‏)-بهدف التحققمن قوة شبكة العلاقات الاجتماعية الدائمة اتاحة لهم.‏ وقد أعيدت اقابلةمرة أخرى بعد ٩ سنوات-للتعرف على من بقوا منهم على قيد الحياة.‏ وكمايب الشكل ١٠-١ فإن من أتيحت لهم شبكات علاقات قوية فاقوا الآخرينحتى عندما ضوهي ب الرجال في الخمسينات من عمرهم في الحالةالصحية الأصلية والعادات الصحية والسمنة والتدخ وشرب الخموروالطبقة الاجتماعية.‏مثال ذلك أن ٣٠٫٨% ن كان لديهم شبكة علاقات ضعيفة قد ماتوافي مقابل ٩٫٦% فقط ن كان لديهم شبكة علاقات قوية.‏ وقد كانتتأثيرات الزواج أقوى من تأثيرات الأصدقاء والأقارب الذين كان لهمبدورهم تأثير أقوى من عضوية الكنيسة أو انظمات الأخرى.‏ ولم تكنهذه النتائج راجعة إلى أن الأصحاء لديهم أصدقاء أكثر حيث كانت النتائجمستقلة عن الصحة عند اقابلة الأولى.‏وقد بينت دراسات أخرى أن الدعم الاجتماعي كن أن يقي من تأثيراتاشقة على الصحة الجسمية.‏ مثال ذلك أن معدل الإصابة بآلام افاصل‏(في مفصل‏)-في دراسة أجريت على من فقدوا أعمالهم-تنخفض كثيراً‏225


403530252015105033.530.826.230.818.29.6 12.12.4 3.1 5.3 6.130-49 50-59 60-69سيكولوجية السعادة: ١ شبكات العلاقات الاجتماعية في علاقتها عدلات الوفياتالجماعات العمريةرجالنسبة اتوف نتيجة للأسباب اخملتلفةشكل - ١٠394035302520151050IVIIIIII6.9 7.3 8.21.5 2.1 4.6 4.1أكبر شبكات العلاقاتنساءانسبة اتوف نتيجة للأسباب اخملتلفة‏(اصدر : (٣١15.39.716.7 17.2 29.430-49 50-59 60-69الجماعات العمرية226


الصحة٤١% ن-١٠إذا أتيح للفرد دعم اجتماعي قوي.‏ فقد ظهرت آلام افاصل عندلم يحظوا بدعم اجتماعي قوي باقارنة بأربعة في اائة فقط عند منحظوا به.‏ وقد الحصول على نتائج مشابهة في حالات مرضية مختلفةمن بينها مضاعفات الولادة والربو ومستوى الكولسترول والذبحة وسرعةالشفاء من الأمراض مثل السل والأزمات القلبية والعمليات الجراحية٨٠) و .(٨٤الزواج:‏نجد مرة أخرى أن الزواج هو أكثر أشكال الدعم الاجتماعي فعالية.‏وتب نسبة اتزوج إلى غير اتزوج ً فروقا كبيرة في طائفة من الأمراضوالحالات كما يتب من الجدول ٢ وهو مستمد من دراسة أمريكيةللرجال والنساء فوق سنة ١٥ سنة.‏ وتب الأرقام مثلاً‏ أن ستة من الأراملوتون بالسل في مقابل كل رجل متزوج وت بنفس ارض في نفس الفئةالعمرية.‏ وتب دراسات أخرى أن نسبة اتزوج إلى غير اتزوج هذهتبلغ أقصاها في العمر ما ب٢٥ إلى .(٢٩٥) ٤٤ : 2 - 10 2.50 10.004.42 7.182.50 7.331.13 2.51.67 4.11.14 2.831.47 2.421.41 2.06(295 : ) 2.00 6.003.25 4.361.75 4.171.02 2.501.47 2.121.57 2.001.63 1.921.52 1.56 227


سيكولوجية السعادةالأصدقاء:‏تب في دراسة أجريت على الشعور بالوحدة أن معدل تردد الطالباتعلى الأطباء للشكوى من عدد كبير من الاضطرابات كان أقل إذا كانتهناك علاقة ذات نوعية جيدة مع الأصدقاء وكانت معدلات أمراضهن أقلبوضوح-إذا كانت علاقتهن الاجتماعية ذات تقدير مرتفع على خصائصمثل جلب السرور-الصداقة الحميمة والبوح ا في النفس والإشباع (٣٧١).علاقات العمل:‏ثل العلاقات داخل العمل فيما يتعلق بتأثيرات اشقة على الصحةالجسمية كما مثلت بالنسبة للمعاناة والصحة النفسية-نوعاً‏ من الوقاية منهذه التأثيرات.‏ وقد وجدت دراسة على العلماء والإداري في وكالة الفضاءالأمريكية ‏(ناسا)‏ NASA أن الدعم الاجتماعي من جانب زملاء العملوارؤوس يخفض من تأثير العمل على ضغط الدم (٨٥). وقد يكون لعلاقةداعمة واحدة داخل العمل تأثير كبير.‏ وقد وجدت دراسات أخرى بعضالتأثير على أمراض القرحة والذبحة الصدرية والسعال والحكة الجلديةالطفح الجلدي والعديد من الشكاوى الأخرى وإن كانت التأثيرات قليلةإذا قورنت بالتأثير على الصحة النفسية (٢١٦). وتتمتع النساء العاملاتبصحة أفضل من ربات البيوت ويزيد هذا الفرق في حالة غير اتزوجاتوالأقل تعليماً.‏ كذلك ينخرط نسبة أقل ن يعملن في سلوك مرضي.‏وتشير التحليلات الإضافية إلى أن العمل يختار من هم في صحة أحسنكما يحميهم من ارض (٣٣٠). وتؤكد دراسات أخرى تأثيرات العلاقاتداخل العمل على الصحة وخاصة العلاقات مع زملاء العمل وكذلك معاشرف وارؤوس (٨٥).العلاقات الأخرى:‏أكثر الحالات إثارة للاهتمام هنا هي العلاقة مع الأطفال إذ رغم مايسببونه من مشقة فهم مفيدون صحياً.‏ ويب الجدول ١٠-٣ نتائج دراسةأمريكية تشير إلى أن احتمال وفاة الأزواج في الأعمار اخملتلفة نلديهم أطفال أقل باقارنة ن ليس لديهم.‏228


الصحة : : 3 - 10 60 - 5554 - 4544 - 350.91.32.11.1(262 : )1.62.4كيف تقي العلاقات من تأثيرات المشقة على الصحة:‏واحد من الطرق التي ارس بها اشقة تأثيراً‏ سيئاً‏ على الصحة أنهاتضعف جهاز اناعة أي الدفاع الطبيعي ضد ارض.‏ وهناك الكثير منالأدلة التي تب أن الناس يكونون أكثر استعداداً‏ للإصابة بالبرد والأنفلونزاأو الأمراض اعدية اخملتلفة إذا ما كانوا تحت تأثير اشقة أو أنهم قدخبروا حديثاً‏ أحداث حياة مضنية (٢٣٤). وكن للدعم الاجتماعي أنيستعيد كفاءة جهاز اناعة من خلال استبدال الانفعالات السلبية مثلالقلق والاكتئاب والحالات الجسمية اصاحبة لها بانفعالات إيجابية.‏وتأتي واحدة من الطرق الأخرى التي كن أن تؤثر بها العلاقات علىالصحة من خلال تبني ارسات صحية أفضل.‏ فقد وجد مثلاً‏ أن منيعيشون وحدهم يدخنون ويشربون الكحوليات أكثر (٢١٦) ويعكس هذا بعضالأمراض التي يكون غير اتزوج أكثر عرضة لها-مثل السل والالتهابالرئوي وتليف الكبد ‏(انظر جدول ١٠-٢). كذلك يستطيع من لديهم علاقاتجيدة أن يواجهوا اشقة من خلال طلب اساعدة والدعم الاجتماعي.‏ويل من ليس لديهم علاقات إلى استخدام أساليب أخرى للمواجهة مثلالتدخ وشرب الكحوليات (٢١) ووت غير اتزوج عدلات أكبر نتيجةلحوادث السيارات والانتحار ومن أمراض القلب وكلها تعبيرات عن اشقة.‏العمل والبطالة:‏يؤثر العمل على الصحة بطرق متعددة.‏ فيمكن للعمل أن يكون مصدراً‏للمشقة:‏ حيث تشير نتائج البحوث إلى أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبيةتختلف إلى حد كبير تبعاً‏ للمهنة من ٧١% من اتوسط القومي بالنسبة229


سيكولوجية السعادةدرسي الجامعات إلى ٧٦% بالنسبة لعمال صناعة السيارات غير اهرة(٣٩١) ويتباين معدل الوفيات ‏(أي:‏ عدد من وتون في العام في علاقتهباتوسط القومي)‏ من ٧٦% بالنسبة لرجال الكنيسة إلىللمهندس الكهربائي إلى ٢٧٣% للعمال ووبينما تعود معدلات الوفيات ً جزئيا إلى الحوادث فقد وجد أن انخفاضالشعور بالرضا عن العمل يعد واحداً‏ من أفضل العوامل انبئة بطول العمرلدى من يعملون (٣٤١). ويب الجدول ٤ معدلات الإصابة بأمراضالشريان التاجي كنسبة لكل مهنة إلى اتوسط القومي للوفيات من الأمراض٣١٧% بالنسبة%٢٣٣ للبحارة .(٤١)-١٠ : 4 - 10 %% %847193 806989 806989 7910086146684931248079116695012652 4911052 4410342 197342 216841 158541 312031 4131251762116 (391 : )230


ً٠٫٦ والصحةالتاجية-مع تثبيت العمر.‏ وتستمد بيانات اكانة الاجتماعية من مؤشرسوسيولوجي كانة اهن اخملتلفة.‏ ويب الجدول أن اوت نتيجة للأمراضالقلبية على وجه الخصوص يرتبط بانخفاض في الشعور بالرضا عن العملويتراوح معامل الارتباط ب ٠٫٧ ويعود هذا جزئياً‏ إلى تأثيراتاكانة الاجتماعية ‏(إذ ترتبط اكانة ارتفعة بزيادة الشعور وانخفاضمعدلات الإصابة بأمراض القلب).‏ إلا أننا لو ثبتنا تأثير اكانة ستستمرالعلاقة ب عدم الشعور بالرضا وأمراض القلب (٣٩١).وقد بينت دراسات متعددة أن الحالة الصحية للعاطل عن العمل أسوأمنها لدى من يعملون.‏ وقد كان هذا راجعاً‏ إبان فترات الكساد السابقة إلىالفقر وسوء التغذية.‏ ورا كان سبب التعطل عن العمل في فترات العمالةارتفعة هو سوء صحة الذين يتعطلون (٢٤٩). وينصب اهتمامنا هنا علىالوضع الحالي حيث تزيد البطالة مع توفر مزايا مناسبة للعاطل عنالعمل.‏وقد جرت محاولات متعددة للتعرف على ما إذا كانت البطالة تسببسوء الصحة.‏ وفي دراسة أمريكية محدودة النطاق أجريت على عمالفقدوا عملهم نتيجة لإغلاق اصنع الذي كانوا يعملون به وجد أن العمالظهرت عليهم مظاهر سوء الصحة كاستجابة توقعية قبل تعرضهم للبطالةمثل ذلك زيادة في ضغط الدم تعود إلى استوى الطبيعي إذا وجدوا عملاً‏آخر.‏ كذلك عانى هؤلاء العمال من زيادة في مستوى الكولسترول-الذييزيد من خطر التعرض للأمراض القلبية والسكتة وكذلك كانوا أكثر احتمالاللتعرض لالتهابات افاصل (٨١). وخاصة إذا افتقدوا إلى دعم اجتماعيفي انزل ‏(انظر أيضاً‏ الجدولكذلك أظهرت دراسة بريطانية على ٢٣٠٠ رجل ن فقدوا وظائفهمخلال عام ١٩٧٨ أن معظمهم كانوا أصحاء عندئذ وظلوا كذلك (٣٢٨)بينما تشير بحوث أخرى إلى أن نسبة من الناس تفقد وظائفها أو تتركهابسبب سوء الصحة.‏ وقد أوضح إحصاء بريطاني أجرى بعناية على رجالبريطاني فقدوا وظائفهم في عام ١٩٧١ أن معدلات الوفاة بينهم أعلىبنسبة ٣٦% من جمهور السكان البالغة أعمارهم ما بوأعلى بنسبة ٢١% إذا ما ثبت تأثير العمر والطبقة.‏ وقد كانت النسبة لدى١٥ إلى ٦٤ سنة.(٢-١٠231


سيكولوجية السعادة-١٠زوجاتهم ٢٠% وزاد التأثير في النصف الثاني من الحقبة وكلتا النتيجتتشيران إلى أن اشقة وليست الحالة الصحية السابقة هي السبب (٣٢٦).يبدو إذن أن البطالة لها تأثير متواضع وإن كان مؤكداً‏ على الصحةوطول العمر وهذا التأثير له عدد من الأسباب المحتملة.‏ فالعاطل عنالعمل يتعرض للمشقة كما رأينا ‏(انظر:‏ الفصل الثاني)‏ وغذاؤه أقل جودةوظروفه اعيشية أسوأ ويتجه إلى مزيد من التدخ وشرب الكحوليات.(٤١٢)نشاط أوقات الفراغ:‏هل يفيد نشاط وقت الفراغ صحياً?‏ إن بعضه مفيد بالتأكيد.‏ وأهم هذهالأنشطة الألعاب الرياضية والتدريبات البدنية وخاصة نشاطات اللياقةمثل الجري والسباحة وقد وجد أن هذه التدريبات تقلل من معدلات حدوثأمراض القلب وضغط الدم ارتفع والسمنة والتهابات افاصل والتأثيراتاخملتلفة للتقدم في العمر على القلب والرئت والدورة الدموية (٥٥). وقدوجد أن اللاعب الرياضي السابق يعيشون من سنت إلى ست سنواتفي اتوسط أطول من غير الرياضي (١٣٠) وكن لبعض أنشطة وقتالفراغ أن تكون مضرة بالصحة ‏)ككثرة تناول الطعام والشراب والاشتراكفي رياضات خطرة)‏ بينما لاتؤثر بعض الأنشطة على أي من جانبي الصحة‏(مثل مشاهدة التليفزيون وحضور مباريات الكرة وصيد السمك).‏ والإجازاتمفيدة للصحة وخاصة بالنسبة للجوانب الهينة من الصحة العقلية ‏(انظرالجدول ٥ الذي يعرض لنتائج أمريكية).‏وقد أوضحت دراسة أجريت على أشخاص يقضون الإجازة في جزيرةبرامتون Bramptom Island بالقرب من الأخدود الحاجزReef Barrier فياسترالياانخفاضاً‏ واضحاً‏ في أعراض شبيهة بتلك اذكورة في جدول ١٠- ٥ بعدأربعة أو خمسة أيام من بدء الإجازة (٣٥٢) ومن اعروف-‏ منذ أمد بعيد-‏ أنالاسترخاء مفيد للصحة النفسية وخاصة ن يشعرون بالقلق أو التوتر أويتعرضون للمشقة.‏ وقد وجد الآن أن للتدريبات الرياضية نفس التأثيرافيد بل إنها تخفض من الاكتئاب (٢٩٨). فالتدريب النشط يخفض من232


الصحة% 34302712161121(385 : ) : 5 - 10 % -١٥٬١القلق والاكتئاب ويكون الأفراد الأكثر لياقة بدنياً‏ في حالة صحية نفسيةأفضل (١٣٠). وكن أن تؤدي اشاركة في الأنشطة الرياضية إلى زيادة فيتقدير الذات والثقة بها (١٤٢). ويفترض أن تكون ألعاب الفرق التنافسيةمفيدة في تدريب الناس على التعاون وتنمية الخلق ولكنها كن أن تؤديأيضاً‏ إلى رغبة زائدة في الفوز وعداوة تجاه الفريق الآخر (٢٦٥).الفروق الطبقيةتزودنا الدراسات اسحية عن الأسر البريطانية وكذا دراسات أخرىبشواهد كثيرة عن الحالة الصحية للأفراد من أبناء الطبقات اخملتلفة‏(انظر جدول ٦ الذي يقدم بيانات من فترة السبعينيات والثمانينيات).‏وفي كل الحالات نجد لدى الطبقات الدنيا أعلى معدلات لإثبات الإصابةبالأمراض.‏ فإذا حللنا اادة اتاحة عن الرجال والنساء كلا على حدة نجدأن معدل الزيادة-‏ في حركته نحو الطبقات الأدنى-‏ أعلى بكثير لدى الرجال-‏فهو ٢:١ ب الفئات من الرابعة إلى الأولى بالنسبة للرجال بينما هو٧٫١:١ للنساء.‏ وهناك فجوة كبيرة في كل اؤشرات ب الطبقت الأولىوالثانية وب الخامسة والسادسة ويب الشكل ٢ الفروق الطبقية فيعدد الأفراد الذين يعانون من أمراض طويلة الأمد.‏وهناك أدلة أكثر موضوعية تتعلق بطول الحياة في الطبقات اخملتلفة.‏-١٠12876643 233


سيكولوجية السعادة( ) : 6 - 10 65432131.720.81865.516.21129.211.3919.210.4616.89.06136.53(%) (%) 54.643وكن التعبير عن هذا كتوقع للحياة بالسنوات للرجال في عمر‏(انظر الجدولالذي يستخدم بيانات بريطانية جمعت في ١٩٧٨. ولا توجد بياناتمقارنة للنساء ولكن تب أن معدلات الوفاء عند الزوجات مشابهة جداً‏عدلاتها عند الأزواج في أي مهنة من اهن التي يشغلها الزوج.‏ ويلاحظأن الفروق الطبقية رغم كونها في الاتجاه اتوقع إلا أنها ضئيلة جداً.‏ فهيمجرد ٧٫٣ سنة بالنسبة للرجال.‏ ورغم هذا فإن عدم التساوي ب الطبقاتفي الصحة قد زاد منذولنتناول الآن الأمراض الأكثر شيوعأ في الطبقات اخملتلفة.‏ ومن الصعبإعطاء أي أرقام ثلة هنا حيث يتغير ط الصحة من وقت إلى آخرويختلف باختلاف البلاد.‏ ومعظم الأمراض أكثر شيوعأ في الطبقات الدنياوخاصة:‏- الأمراض اعدية ومن أمثلتها السل.‏١٥ سنة44.037(119 164 : )34.03633.62823.728١٩٥٠ في بريطانيا (٣٨).13.417 .(٧ -١٠(1978 ) - 15 : 7 - 10 54332153.555.155.756.057.075.2(369 : )234


الصحة- أمراض الجهاز التنفسي وتتضمن الالتهاب الرئوي والنزلات الشعبيةوالانفلونزا.‏- معظم أنواع السرطان متضمناً‏ سرطان الرئة.‏- أمراض الجهاز الهضمي ويتضمن القرح وتليف الكبد.‏- الحوادث:‏ إصابات العمل أو في أي مكان آخر.‏وتزيد الفروق الطبقية بشدة بالنسبة للموت عند الولادة (٢:١) وفي١ باقارنةالعام الأول من الحياة وفي الحوادث التي يتعرض لها الأطفال (٤:ب الطبقة الخامسة والأولى)‏ (٣٨).ورغم هذا فهناك بعض الأمراض التي تشيع أكثر في الطبقت الأولىوالثانية في فترات معينة.‏ فقد شاعت أمراض الشريان التاجي لدى هاتالطبقت عندما كانت الأعمال التي يقومون بها خاملة وكانوا يلتهمون الكثيرمن الطعام وهم الآن ارسون التدريبات الرياضية أكثر ويحافظون علىنظام غذائي مناسب ا أدى إلى انخفاض الفروق الطبقية.‏ وشلل الأطفالنادر الآن ولكنه كان أكثر شيوعاً‏ في الطبقت الأولى والثانية لأن نظافةالبيئة التي كان يعيش فيها الأطفال كانت تعوق اكتسابهم للمناعة.‏ ويزيدسرطان الدم لدى الطبقات العليا نتيجة تعرضهم لاختبارات طبية أكثروبالضرورة مزيد من الأشعة السينية (٤٢٨).ورغم هذا تتأثر الطبقات الاجتماعية الدنيا عظم الأمراض أكثرويتغيبون عن العمل بسببها أكثر ووتون بسببها أسرع قليلاً.‏ ويعود هذاجزئياً‏ إلى عدم اساواة في ظروف الحياة بيوت أصغر وتدفئة أقل وأسرأكبر حجماً‎ وطعام أقل جودة وهكذا.‏هل يتلقى أبناء الطبقة الوسطى رعاية طبية أفضل?‏ تب مسوح الأسرةأن أبناء الطبقة العاملة يترددون على الأطباء أكثر رغم أن معظم التردديكون للحصول على شهادات طبية ‏(لكي يحصلوا على أجورهم في الأيامالتي تغيبوها عن العمل بسبب ارض).‏ وفيما يتعلق بعدد الأيام التي يقضونهافي نشاط محدود يزور أبناء الطبقة العاملة الطبيب عدل أقل.‏وهم أقل استخداماً‏ للخدمات الوقائية كعيادات ماقبل الولادة وبرامجالتطعيم ومسح الرحم ) للتشخيص ابكر للسرطان)‏ وزيارة طبيب الأسنان)٣٨(. ويقضي الأطباء وقتاً‏ أطول مع ارضى من الطبقة اتوسطة وهناك235


6005004003002001000I II III IV V VIسيكولوجية السعادةشكل: ٢ ارض طويل الأمد في علاقته بالطبقة الاجتماعيةاعدلات بالألف‏(اصدر : (٣٨- ١٠65-+45-65اعدلات اعدلة ‏(العيارية)‏ للأعمارالفئة15-440-14236


الصحةNational Health Service٤ إلى ٦أدلة تشير إلى أن نفقات الخدمة الصحية القوميةعلى أبناء الطبقة اتوسطة يفوق ماتنفقه على أبناء الطبقات منا نسبته ٤٠% وذلك لأن أبناء الطبقة الأولى والثانية يستخدمون النظامبصورة أفضل وينجحون في الحصول على اهتمام أحسن (٣٦٩).وفي بلاد مثل الولايات اتحدة الأمريكية التي لاتتوفر فيها خدمة قوميةتزيد الفروق الطبقية في زيارة الأطباء واستخدام التسهيلات الطبية زيادةكبيرة.‏وقد وجد أن من يتحركون طبقياً‏ إلى أعلى يحتفظون بعاداتهم الصحيةالتي اكتسبوها في الطفولة مثال ذلك كونهم أقل احتمالاً‏ لأن يزورا الطبيبعندما رضون (٢٥٤) وتقل الفروق الطبقية في الصحة في النرويج والسويدعما هو الحال في بريطانيا (٣٨).وهناك سبب إضافي للفروق الطبقية في الصحة:‏ إذ إن أبناء الطبقةاتوسطة يكونون عادة الأوائل في الاستجابة للإعلام الطبي التعليمي وأنيعيشوا حياة صحية.‏ وهناك أدلة تشير على وجه الخصوص-‏ وباستخدامنظم أخرى للتصنيف إلى أن أبناء الطبقة الوسطى:‏الفئة ٦ في مقابليدخنون أقل للذكورالفئة ٦ في مقابلللإناثالفئة د ه في مقابل أ بوأقل سنة للذكورالفئة د ه في مقابل أ بللإناثالفئة أ ب في مقابل الطبقة هوارسون التدريبات للذكورالفئة أ ب في مقابل الطبقة هالرياضية أكثر للإناث(٣٦٩)وبعبارة أخرى هناك فروق طبقية كبيرة جداً‏ في السلوك ارتبطبالصحة تنعكس في فروق في الصحة.‏ وهناك عامل آخر ارس تأثيرهفي اتجاه مضاد يتمثل في أن معظم أعمال أبناء الطبقة العاملة أكثر مناسبةصحياً‏ من أعمال أبناء الطبقة الوسطى.‏ حيث يتضمن العمل اليدوي تدريباً‏بدنياً‎ بينما لا يتوفر ذلك في العمل الإداري واهني.‏ وبالإضافة إلى هذايتضمن هذا الأخير الكثير من اشقة-‏ وهي مضرة سواء للصحة البدنية أوالنفسية.‏١١١ :٢٫٣٢١:١٫٥٨١:١٫٥١:١٫٥٨١:٤٫٧١:٢٫٨237


سيكولوجية السعادة-١٠تأثيرات التغيرات التي تطرأ على الثروة:‏كان الفائزون باليانصيب الذين قامت عليهم دراسة سميث و رازن‏(انظر:‏ الفصل الخامس)‏ Smith & Razen في حالة صحية أفضل إلى حد مامن مجموعة اقارنة رغم أنهم كانوا يعانون أكثر من الصداع.‏ وتشيردراسات تأثير التغيرات الاقتصادية على الصحة أن التغيرات الاقتصاديةإلى أدنى يتبعها بعد بضعة شهور إلى عام زيادة في سوء الصحة والحوادث..‏ويؤدي التدهور الاقتصادي إلى وظائف أقل جاذبية وأحداث ‏(حياة)‏ ماليةلكثير من الناس ‏(فقدان العمل انخفاض في الأجر العجز عن سدادالالتزامات...‏ إلخ).‏ وهذه بدورها تؤدي إلى سوء الصحة والحوادث (٦٨).الفروق الثقافية:‏إذا رسمنا خطاً‏ بيانياً‏ للعلاقة ب توقعات الحياة وب متوسط الدخلالفردي يتضح لنا أن متوسط أعمار الناس يزيد في الدولة الغنية.‏ ويلاحظمن الشكل ٣ أن توقعات الحياة عند ايلاد قد ترتفع من ٣٠ عاماً‏ فيأفقر الدول إلى مافوق السبع في أغناها في عام ١٩٦٠. وهناك زيادة70656055504540353025201960s1930s- ١٠شكل : ٣ ادى اتوقع للحياة في علاقته بالدخل القومي فيالعشر سنوات الأولى والثلاثينات والستينات من القرن الحالي1960s1930s1900s200 400 600 800 1000 1200 1400 1600 1800الدخل القومي بالنسبة للفرد على أساس الدولار الأمريكي في عامتوقع الحياة عند ايلاد ‏(مقدرا بالسنوات)‏١٩٦٣‏(اصدر : (٣٥٨238


-١٠الصحةعامة في توقعات الحياة بعد عام ١٩٣٠ نتيجة للتحسن الذي طرأ علىالعالم في مجالات الخدمات الطبية وفي الصحة العامة وقد استمرت تلكالزيادة عدلات أبطأ منذ ذلك التاريخ.‏ وتبلغ توقعات الحياة بالنسبة للنساءفي البلاد الغنية الآن ٧٨ سنة.‏ وتب دراسات أخرى في البلاد الغنيةأن هناك تحسناً‏ طفيفاً‏ في طول الحياة عند النهاية العليا قياس متوسطالدخل وهذا لايظهر في الشكل ٣ بحيث نجد أعلى توقعات للحياة فيالولايات اتحدة والسويد والنرويج واليابان.‏وكن تلخيص متوسط طول الحياة في الفترة الراهنة في مختلفأنحاء العالم كما يلي:‏٤٥ سنة معظم وسط أفريقيا وباكستان.‏٥٥ سنة معظم باقي أفريقيا والهند وأندونيسيا.‏٦٥ شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ومنغولياوالبرازيل.‏٧٠ سنة الص واكسيك والأرجنت‏.‏٧٠+ بريطانيا وأوروبا وشمال أمريكا واستراليا واليابان وروسيا (٤٩٩).ويتزايد طول الحياة في الدول النامية مع زيادة الرفاهية حيث يؤثرذلك على الغذاء ومستويات اعيشة وكنتيجة للتحسن في التعليم (٣٥٤).وتختلف أسباب الوفاة كثيراً‏ ب الدول اتقدمة والدول النامية وأهمأسباب الوفاة في البلاد اتقدمة أمراض القلب (٤٨%) والسرطان (١٩ %)وأمراض الرئة (١٥%). وهذه قليلة الأهمية نسبياً‏ في البلدان النامية حيثوت الناس لأسباب متعددة القضاء عليها في الدول الأغنى وذلك مثلالسل والنزلات اعوية والأمراض اعدية والطفيلية الأخري (×) .وتزيد معدلات الوفيات ب الأقليات العرقية في الولايات اتحدةباقارنة بالأغلبية البيضاء والاستثناء هم الأمريكيون اليابانيون والصينيونالذين تنخفض لديهم معدلات الوفيات ومعدلات وفيات الأطفال من البيض‏(القوقازي‏)‏ (٨٣).- ٧٧-٣٥-٤٥-٥٥-٦٥(×) من الفت للنظر ن مرضى السل الذي كانت التقارير الطبية تشير إلى أنه قد القضاء عليهفي الدول الغنية قد عاد للظهور مرة أخرى في هذه الدول في التسعينات وخاصة في الأحياءالفقيرة منها . ‏(المحرر)‏239


سيكولوجية السعادةالشخصية:‏هل هناك أنواع من الشخصية تتمتع بصحة أفضل?‏ يرتبط نوع معمن التعاسة بضعف الصحة:‏ فالعصابية تتكون في جانب منها من شكاوىجسمية مثل الصداع وأوجاع البطن.‏ والعصابيون أكثر تأثراً‏ باشقة الأمرالذي يؤدي إلى القلق والاكتئاب ومشاعر التوتر والتي تؤدي بدورها إلىشكاوى جسيمة ‏(انظر مثلاً‏ الفصل السابع).‏ وقد وجد أن العصابية ثلعاملاً‏ ً مهيئا للأمراض الأكثر خطورة أيضاً.‏ وقد بينت دراسة طولية أجريتعلى ١٠٠٠ رجل دة ١٢ عاماً‏ أن مؤشرات العصابية تنبأت باحتمالية عددكبير ومتنوع من الأمراض (٩٤). ولكن جانباً‏ من هذا يعود إلى أن العصابيأكثر شكوى لنفس استوى من ارض لأنهم جزئياً‏ أكثر تأثراً‏ بأحداثالحياة اشقة.‏ وقد أظهر عدد من الدراسات أن أمراض القلب تشيع أكثرلدى من لديهم عناصر معينة من العصابية ‏(الاكتئاب والاندفاعية وليسالقلق)‏ وعناصر معينة من الذهانية Psychoticism ‏(العداوة والعدوانيةوالاستخفاف)‏ (١٣٢).ويز متغيرات أخرى للشخصية ب الذين رضون دائماً‏ وب من همليسوا كذلك وب الذين يتأثرون باشقة وب من يستطيعون تحملها.‏وهؤلاء الذين لارضون كنتيجة للمشقة يلقبون بأنهم ‏»متان « أي شديدوالقدرة على الاحتمال وتتكون اتانة من ثلاثة عناصر في الشخصية علىالأقل:‏ الالتزام Commitment أي اعتقاد الفرد في حقيقة وأهمية وقيمة ذاتهوفيما يفعل وإحساسه العام بالاتجاه والتحكم Control ‏(التحكم الداخليهنا أيضاً)‏ والتحدي:‏ أي الاعتقاد بأن التغير وليس الاستقرار هو الأمرالطبيعي وتفسير أحداث الحياة اشقة على أنها فرصة للنمو (٢٦٠).وتتأثر أمراض القلب على وجه الخصوص تغيرات الشخصية كماترتبط بنمط مع من الشخصية-‏ وهو«النمط أ«-‏ الذي يتضمن ثلاثةمكونات:‏ الكفاح من أجل الإنجاز ا يتضمنه من سلوك تنافسي مجهدللذات وعدواني والإلحاح في السرعة والوقت:‏ مثال ذلك أنه يظن أنالوقت ر بأسرع ا هو في الحقيقة والاندماج في العمل.‏ وهناك أدلةعلى أن الأفراد من النمط ‏(أ)‏ يحبون انافسة وضغط الوقت ويسعونإليها.‏ وهم مرتفعون على كل من العصابية والانبساطية (١٥٨) ويبلغ احتمال240


الصحةإصابة أصحاب الشخصية من النمط ‏(أ)‏ بأمراض القلب ضعف اعتادحتى ولو ثبتنا تأثيرات العمر ومستوى الكولسترول والتدخ‏.‏ ويزيد وجودالنمط ‏(أ)‏ ب الرجال وإن كان يزيد عند النساء العاملات باقارنة برباتالبيوت.‏ ويحاول مثل هؤلاء الناس بشدة وهم تحت تأثير اشقة التحكمفي ظروف البيئة التي كن أن تؤذيهم جسدياً‏ أو نفسياً.‏ وهم يهتمون أكثربتقديرهم لذواتهم وإن كان يحتمل أن يفتقروا إلى أساليب واضحة لتقييمسلوكهم (٣١٦ و ٣٢٢). ومن العناصر الإضافية التي يز أفراد النمط ‏(أ)‏ أنعلاقاتهم مع الآخرين يل إلى أن تكون ضعيفة فهم إما أن يتنافسوابعدوانية أو يفضلون العمل وحدهم ومن ثم يضعفون شبكة علاقاتهمالاجتماعية (٢٦٠) وا أن الأفراد الذين في اراكز العليا يلون لأن يكونوامن النمط ‏(أ)‏ فمن اهم المحافظة على صحتهم وقد صممت برامج علاجيةتقوم على الاسترخاء لهذا الغرض (٤٢٦).لقد رأينا أن السرطان بأنواعه يتأثر باشقة وتقي منه عوامل الدعمالاجتماعيرا لتأثيرها على نظام اناعة ‏(انظر:‏ الفصل العاشر).‏ هل يتأثرالسرطان أيضاً‏ بالشخصية?‏ هل هناك ط ‏»س « من الشخصية?‏ وقداستنتج عدد يعتد به من الدراسات أن هناك بالفعل مثل هذا النمط.‏ إذيزيد احتمال عجز مرضى السرطان عن التعبير عن الغضب وهم ميالونللموافقة والانصياع وغير مؤكدين لذواتهم وصبورين وكنتيجة لهذا فهميستثارون جداً‏ باشقة ويعجزون عن تفريغ التوتر (١٨٠). وهناك من الأدلةمايشير إلى شدة تأثرهم عند مواجهة مشكلات في العلاقات الشخصيةمثل الحسد وانافسة ويصبحون فاقدي الأمل وقليلي الحيلة ومكتئب(٣٢٨). ويؤدي الاكتئاب أيضاً‏ إلى السرطان.‏ وفي دراسة تتبعية علىمن العمال الصناعي في شيكاغو تنبأت درجة الاكتئاب على مقياسمينيسوتا للشخصية بالوفاة نتيجة للسرطان حتى بعد تثبيت التدخوشرب الكحوليات والعمر واكانة اهنية والتاريخ الأسري للإصابةبالسرطان (٤٠٦). ورغم هذا فقد يكون سبب الاكتئاب نفسه مظاهر مبكرةللسرطان.‏ وما كن قوله هو أن الاكتئاب وقلة الحيلة ترتبط مع التغيراتالأسوأ في مجالات الشفاء والبقاء على قيد الحياة (٢٦٤). ورغم هذا٢٠٠٠241


سيكولوجية السعادةفالسرطان يوفر لنا مقابلة مشوقة مع أمراض القلب:‏ إذ بينما تزيد العصابيةوالذهانية من احتمالات أمراض القلب فإنها تجعل السرطان أقل احتمالاً‏.(١٣٢)ويفيد التدين الصحة كما يزيد السعادة.‏ ولدى اتدين‏-‏ ورا كان ذلكمفاجأة-‏ معدلات أكثر انخفاضاً‏ لعدد من الأمراض وخاصة أمراض القلبوالرئة وتليف الكبد وبعض أنواع السرطان.‏ ويب الجدولالنتائج اتصلة بذلك.‏ وهناك عدد من التفسيرات امكنة لهذه النتائج-١٠ ٨ بعض : 8 - 10 : : *2.118.128.52 1000 : ) 8.78.74.9( 2.31.70.74: 3 1000 3.90.820.21: 1000 1388457100.000 17.8-12.4% 1.880.64% (90 : ). *242


٫٤٥-١٠الصحةواحدة منها أن اتدين يشربون الخمر ويدخنون أقل من الآخرين وأقلاحتمالاً‏ لأن يكثروا من ارسة الجنس خارج الزواج وهذا كن أن يفسراعدلات انخفضة لأمراض القلب والرئة والكبد والشكاوى من الأمراضاهبلية.‏ وهناك احتمال ثان مؤداه أن الدين يؤدي إلى حالة من سلام النفسوالتخفيف من التوتر ا قد يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم.‏ أما الاحتمالالثالث فيتمثل في أن الدعم الاجتماعي الذي توفره الكنيسة كن أن يقيمن اشقة بالطريقة اعتادة.‏وقد أوضحت دراسات أمريكية أن الطلاب الأكثر تديناً‏ هم الأكثر قلقاً‏ً وتوترا وفقداناً‏ لتقدير الذات أما ب الجمهور العام فانتظمون على الترددعلى الكنيسة أقل عصابية ورا كان هذا لأن الأكثر معاناة غير قادرينعلى حضور اناسبات العامة - وهم أكثر احتمالاً‏ لأن يصلوا منفردين.‏ورغم هذا نجد أن هناك علاقة واضحة ب التردد على الكنيسة والصحةالنفسية الإيجابية في حالة اسن‏.‏ وفي دراسة على ٥٠٠٠ فرد يبلغون منالعمر ٦٠ فأكبر كانت هناك فروق ضخمة في السعادة أو الاستمتاع أوالشعور بالرضا عن-‏ أو استمد من-‏ الصحة والصداقة والوضع اهنيوالدين والشعور بالفائدة للأسرة ‏(انظر جدول ٩ الذي يعطي درجاتعلى مقياس للتكيف)‏ (٣٢٣). وقد أظهرت دراسات أخرى أن رجال الدينعلى وجه الخصوص أكثر تكيفاً‏ في كل الجماعات العمرية رغم انخفاضدخلهم (١٤٨).ونجد أن لدى الكاثوليكي‏-‏ تقليدياً-‏ معدلات انتحار منخفضة عنالبروتستانت ولكن هذا الفرق كاد أن يختفي.‏ ورغم هذا فإن لدى اترددينعلى الكنيسة بوجه عام معدل أكثر انخفاضاً‏ للانتحار عن الآخرين وفيإحدى الدراسات كان اعدل لكل ١٠٠٠ عبر ست سنوات ٠ بالنسبة نكانوا يترددون على الكنيسة مرة في الأسبوع أو أكثر و‎٩٥٫٠‎ ن يذهبون دونانتظام بينما كان ن ١٫٢ لايذهبون إلا نادراً‏ (١٠).ونحن الآن في موقف كننا أن نجمع معاً‏ الطرق التي تؤثر بها عواملالشخصية على الصحة.‏ والعامل الرابط الأساسي هو السلوك اتصلبالصحة.‏ فالتدخ يسبب سرطان الرئة وشرب الخمور يؤدي إلى الإدمانوالإفراط في الطعام يؤدي إلى السمنة ويزيد من احتمالات أمراض القلب.‏243


سيكولوجية السعادة 12751076171371311897(323 : ) : 9 - 10 1511814128181612141461311 ( )151512181513181615171517161465 - 7071 - 79 80 ( ) هذه الأاط السلوكية الثلاثة هي جزئيا استجابات للمشقة وأنواع منسلوك اواجهة.‏ ويقلل التدريب البدني من احتمالات الإصابة بأمراضالقلب وبعدد من الأمراض الأخرى كما يقلل من تأثيرات اشقة ويحسنالصحة النفسية.‏ وتتأثر ارسة التدريبات البدنية بالدعاية الإعلاميةوالإان عتقدات حول قيمتها واعتقدات الصحية هامة حيث إنها تؤديبالناس إلى ارسة سلوك مرتبط بالصحة.‏ وإلى العناية بأنفسهم.‏ وقداستخدمنا هذه ابادىء لتفسير بعض النتائج في فصول سابقة فأبناء244


ً خطراالصحةالطبقة الوسطى صحتهم أحسن لأنهم ارسون التدريبات البدنية والنساءيعشن أكثر لأنهن يعتن بأنفسهن أحسن.‏ والاسترخاء مفيد للصحة حيثإنه يحافظ على مستوى منخفض من ضغط الدم ويقلل من حدوث الأزماتالقلبية ويقلل من تأثيرات اشقة على الصحة عموماً‎ ا فيها الصحةالنفسية.‏ ويحتاج الأفراد من النمط «١» للشخصية إلى الاسترخاء أكثروالإجازات مفيدة لأنها تشجع على الاسترخاء.‏ ويؤدي القلق استمر إلىالقرحة وغيرها من الشكاوى السيكوسوماتية.‏ وثل زيادة الانفعاليةوالعصابية عاملا ً بالنسبة لأمراض القلب وعدد من الأمراض الأخرىمن خلال زيادة تأثيرات اشقة ا يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم وإلىتأثيرات فزيولوجية أخرى.‏ ويبدو أن الانخفاض الشديد في الانفعاليةوكف الغضب وكذلك استوى انخفض من العصابية يرتبط بالسرطان.‏وفيما يتصل بصحة الجسم يبدو أن هناك مستوى أمثل للانفعالية (٤٩٨).وبقى الدعم الاجتماعي-‏ الذي يرتبط جزئياً‏ مع وجود مهارات اجتماعيةمرتفعة لدى الفرد-‏ من تأثيرات اشقة ويقل القلق والغضب ويستعيدكفاءة جهاز اناعة وقد رأينا أن الأفراد من النمط ‏»أ«‏ كن أن يضعفوامن شبكة علاقاتهم الاجتماعية بسلوكهم التنافسي وتفضيلهم للعمل وحدهم.‏خلاصة:‏ترتبط الصحة ارتباطا ً بالسعادة:‏ وهي ً غالبا سبب للسعادة والشعوربالرضا وخاصة للأكبر سناً.‏والعلاقات-‏ وخاصة الزواج والعلاقات الوثيقة الداعمة التي بها درجةعالية من الثقة - تحسن الصحة من خلال الحفاظ على جهاز اناعةوتشجيع عادات صحية جيدة.‏ ويؤثر الرضا عن العمل على الشعور العامبالرضا عن الحياة والصحة النفسية بينما تكون للبطالة آثار شديدةالوطأة على مستوى الصحة النفسية كما يظهر في الاكتئاب والانتحاروعلى الصحة وخاصة بالنسبة للرجال متوسطي العمر وأبناء الطبقة العاملة.‏ويفيد نشاط وقت الفراغ-‏ بالإضافة إلى كونه ً مصدرا من مصادر الشعوربالرضا عن الحياة-‏ الصحة ‏»وخاصة فيما يتعلق بامارسة انتظمة للنشاطالرياضي « والصحة النفسية.‏ً وثيقا245


سيكولوجية السعادةوتعد الفروق في الصحة من أكبر الفروق ب الطبقات.‏ إذ يعاني أبناءالطبقة العاملة بنسبة الضعف أو أكثر من معظم أنواع الأمراض رغم أنطول حياتهم لا يتأثر كثيراً.‏ ورا كانت الحالة الصحية الأفضل لأبناءالطبقة الوسطى راجعة إلى أن زيادة العلاج ميسور لهم أكثر وإلى أسلوبهمالأكثر صحية في الحياة.‏والصحة كما تقاس توسط طول العمر أفضل كثيراً‏ في البلاد الأكثررفاهية رغم أن التأثير يتلاشى عند مستوى متوسط من الرفاهية.‏وتتنبأ عوامل الشخصية-‏ بدرجة عالية-‏ بالصحة فالعصابية مصدرلسوء الصحة بوجه عام وكن ‏»اتانة«‏ أي القدرة على التحمل الناس منأن يواجهوا تأثيرات اشقة وتشيع أمراض القلب أكثر لدى الأفراد منالنمط ‏»أ«‏ للشخصية بينما يشيع السرطان أكثر لدى الأفراد من النمط‏»س « الذين هم غير مؤكدين لذواتهم ولا يستطيعون التعبير عن الغضب.‏246


ًزيادة الشعور بالسعادة11 زيادة الشعور بالسعادةلقد استعرضنا أهم أسباب السعادة والعملياتالسيكولوجية التي تتضمنها.‏ وسنوجه عنايتنا الآنإلى أهم التطبيقات العملية:‏ هل كن زيادة سعادةالفرد والآخرين?‏ وسأفترض أن ‏»البحث عنالسعادة«‏ هدف مشروع كما يعلن الدستورالأمريكي.‏ والسؤال هنا هو:‏ هل كن تحقيق ذلك?‏فإذاكان كناً‎ فكيف?‏ وبعض الأساليب التيسنصفها هنا تهدف إلى السعادة عنى سيادةحالة مزاجية إيجابية وبعضها الآخر يوجه اهتمامهإلى الشعور بالرضا عن الحياة والبعض الثالثيتعلق بالصحة السليمة أو تجنب العناء.‏ولقد قيل ً كثيرا إن السعادة ينبغي أن تكون نتاجاثانوياً‏ لأنشطة وأهداف أخرى ولاكن أننستهدفها مباشرة.‏ ورغم هذا فإن تعديل الحالاتالانفعالية ارس الآن على نطاق واسع:‏ فالقلقنخففه بالاسترخاء والتأمل والإثارة تزيد شاهدةأفلام التليفزيون اثيرة وبركوب العجلاتاتدحرجة .Rollers Skaters والحق أن شدة التعاسة-‏اتمثلة في الاكتئاب ارضي-‏ تعالج على نطاق واسعوبنجاح باستخدام العقاقير اضادة للاكتئابوالعلاج بالصدمات الكهربائية وأنواع مختلفة من247


سيكولوجية السعادةالعلاج السلوكي والنفسي.‏ وقد استخدمت بعض هذه الأساليب مع طلابمكتئب اكتئاباً‏ خفيفاً‎ ومع أسوياء غير مكتئب على الإطلاق.‏ وسنتعرضلهذا فيما بعد.‏ويهتم الطب النفسي بتخفيف العناء بينما نهتم نحن بزيادة الشعوربالرضا عن الحياة وبالانفعالات الإيجابية والتي هي مستقلة إلى حد ماعن العناء.‏ كذلك فهناك حالات ذاتية إيجابية مختلفة كيفياً:‏ فالأفراداخملتلف قد يحصلون على أعلى درجة من الشعور بالرضا من مصادرمختلفة:‏ من الأصدقاء أو اوسيقى أو ارسة التدريبات البدنية أوالجنسأو شرب الكحوليات أو كسب النقود أو العمل...‏ إلخ وليس للسيكولوجيأن يقرر أيها أحسن أو من الذي يتمتع بنوعية حياة أفضل.‏أساليب استثارة الحالات المزاجية الإيجابية:‏كما نعلم جميعاً‎ هناك طرق لإدخال البهجة على الناس.‏ وقد أجريتبحوث كثيرة على كفاءة الطرق اخملتلفة لتحقيق ذلك.‏ وقد استخدم عددمن الأساليب في التجارب اعملية لخلق حالات مزاجية إيجابية وقد ثبتتفعاليتها.‏ ورغم ذلك فهناك تساؤلات عن طول فترة التأثير وعن كم منالناس تناسبه هذه الأساليب.‏ وأهمية هذه الأساليب هي أنها تؤكد بعضمصادر السرور التي وصفناها من قبل وأنها تقترح بعض عناصر خبراتأقوى تأثيراً‎ سنصفها فيما بعد.‏وقد صمم فلتون (٤٥٥) Felton أكثر الأساليب اعملية ذيوعاً‎ إذ يطلبمن الأفراد أن يقرأوا أولاً‏ في صمت ثم بصوت مرتفع ٦٠ عبارة منقبيل ‏»هذا عظيم أنا أشعر حقاً‏ بأنني في حالة حسنة أنا فرح جداً‏ اتسير عليه الأمور«‏ محاول أن يضعوا أنفسهم في الحالة ازاجية اقترحة.‏وثمة صيغ تالية أحدث من هذا الأسلوب تسأل الأفراد أن يقضوامع كل جملة من ٢١ جملة وتستغرق العملية سبع دقائق في مجموعها وأنيحاولوا أن يضعوا أنفسهم في الحالة ازاجية اقترحة (٤٣٤). وتدور بعضالعبارات حول الكفاءة وقيمة الذات والبعض الآخر حول الحالات الجسميةاميزة للحالة ازاجية.‏ وليس هناك شك في أن أسلوب فلتون ينتج عنهحالة مزاجية إيجابية لدى كثير من الناس ولكن التأثيرات جد عابرة٢٠ ثانية٥٠ أو248


-١٠زيادة الشعور بالسعادةوتختفي بعد ١٥ دقيقة (١٥٠). وبالإضافة إلى هذا لايتأثر على الإطلاقمانسبته تتراوح بوقد استخدمت طريقة مشاهدة الأفلام على نطاق واسع لاستثارةالحالات ازاجية الإيجابية في دراسات الانفعالات.‏ ‏(مثلاً:‏استخدمت أفلام بيتر سيلرز (×) Peter Sellers التي تضم الأجزاء استبعدةمن الأفلام نتيجة لفقدان امثل للقدرة على التحكم أحياناً.‏ وقد بينتبحوث التليفزيون أنه يؤثر على الحالة ازاجية بطرق متعددة ومنها إدخالالشعور بالبهجة.‏ وقد قارنت إحدى التجارب ب أسلوب فلتون وب خمسدقائق من فيلم ضاحك.‏ وقد كان لكل منهما تأثير بعدي مباشر ولكنافحوص الذين تعرضوا لأسلوب فلتون عادوا إلى حالتهم الطبيعية بعد١٠ دقائق بينما ظل مفحوصو الفيلم يقدرون أنفسهم على أنهم قي حالةمزاجية أكثر إيجابية وأكثر شعوراً‏ بالتسلية من العينة الضابطة.‏٥٨). وقد٣٠ إلى ٥٠% من افحوص (٧٤).ودرس الباحثون طريقة أخرى وهي الاستماع إلى موسيقى البهجة فيالنفس ثم سؤال افحوص أن يحاولوا الاندماج في الحالة ازاجية اقترحةأيضاً.‏ وتب أن هذه الطريقة أكثر تأثيراً‏ من طريقة فلتون (٤٢٩). إذ تؤثرعلى جميع افحوص الذين أجريت عليهم التجربة وليس على بعضهمفقط (٧٤).ولسؤال الناس أن يفكروا في حدث سار قريب العهد بهم له تأثير قويسواء على الحالة ازاجية أو تقدير الشعور بالرضا عن الحياة ‏(انظر:‏الفصل الثامن).‏ ومن الضروري أن يبذل افحوصون بعض الجهد في سبيلذلك.‏ وفي إحدى النماذج الناجحة لهذا الأسلوب سئل افحوصون أن يقضوا(×) ثل كوميدي أمريكي مشهور.‏ ‏(اترجم)‏ 3.063.75(225 : ) 10 1.702.60 *2.503.68 . 1.0 *249


سيكولوجية السعادةعشرين دقيقة في وصف حدث سعيد « بأكبر قدر كن من التفصيل «(٤٠٢). ويتزايد التأثير إذا أمكن استحضار صور عيانية حية للحدث (٤٢٥).وقد تب من تجارب أرجايل وكروسلاند أن التأثير يتعاظم إذا قام الأفرادبذلك كل اثن معاً‏ بحيث يذكران بعضهما البعض عن الأحداث السعيدة.‏ويزيد التأثير أيضاً‏ إذا كانا أصدقاء وليسا غرباء وإذا تحدثا وجهاً‏ لوجهبدلاً‏ من أن يكونا بعيدين عن بعضهما البعض ا يؤكد أهمية تعابيرالوجه.‏وقد رأينا أن الأفلام الضاحكة تستثير ازاج الطيب.‏ والحالة ازاجيةالتي تستثيرها الفكاهة هي خليط من السرور والإثارة ‏(انظر:‏ الفصلالسابع).‏ ويجتمعا عادة مع الاستمتاع واجهة اجتماعية.‏ وهناك شيئانيحدثان عندما يضحك الناس فالنكتة تؤثر عن طريق إعادة تحديد موقفمع على أنه أقل تهديداً‏ وأقل جدية وفي نفس الوقت يحقق التناقض فيالنكتة حالة من التطهير وتفريغ التوتر وتخفيض تع للقلق أو أي انفعالسلبي آخر.‏ ومن أشيع الطرق التي تستخدم لإدخال البهجة على شخصمع أن تحكي له نكتة.‏ويؤدي إعطاء الفرد هدية صغيرة أو إتاحة فرصة له للعثور على قطعةمن العملةإلى وضعه في حالة مزاجية طيبة لبعض الوقت.‏ وقد أوضحت إحدىالتجارب أن إعطاء أصحاب البيوت عينة مجانية من الأدوات اكتبية علىباب انزل ثم مخاطبتهم وسؤالهم أن يروجوا هذه انتجات للآخرين يجعلهمأكثر احتمالاً‏ للمساعدة في هذا اجملال ولكن التأثير لايستمر لأكثر مندقيقة (٢٢٣).ويؤدي تعريض الناس لخبرات نجاح-‏ مثل السماح لهم بالنجاح في عملتجريبيأو إشعارهم بأنهم يؤدون بكفاءة-‏ إلى تحقيق حالات مزاجية إيجابية.(٧٧)وقد استخدم التنو اغناطيسي أيضاً‏ بنجاح في عدد من التجاربلاستثارة الحالات ازاجية الحسنة وغيرها بيد أن أقلية فقط منافحوص استجابوا للتنو (٤٢).١٥250


١٠ إلىزيادة الشعور بالسعادةوقد ناقشنا عدداً‏ من الطرق الأخرى لاستثارة ازاج الحسن من قبلمثل إعلان أخبار سارة أو إجراء الاختبارات في غرف جذابة أو في يوممشمس أوحتى جعل الناس يبتسمون لدقائق قليلة ورغم هذا فإن مانخلصبه فيما يتعلق بهذه الأساليب البسيطة لاستثارة الحالات ازاجية هو أنهالاتستمر لفترة طويلة وتدوم لفترة من ١٥ دقيقة كحد أقصى.‏ فإذارتبنا لحدوث خبرات سارة أكثر أهمية ومغزى فرا استمرت الحالةازاجية لفترات أطول.‏ ولكن هذا يأخذنا إلى مجال النشاطات السارةوهو الأسلوب الذي سنعالجه.‏إذا استخدمت أساليب استثارة الحالات ازاجية بصورة أكثر انتظاماً‏وأصبحت عادة فإن تأثيرها كن أن يكون أكثر دواماً.‏ وقد تضمنت بعضطرق علاج الاكتئاب وبعض البرامج الدراسية لزيادة السعادة تلاوات علىطريقة فل دة عشر دقائق كل صباح.‏ وأحدث هذه البرامج الدراسيةتغيرات في الحالات ازاجية اليومية وفي درجات الاكتئاب والشعور بالرضابعد أسبوع ‏(انظر:‏ الفصل الحادي عشر).‏ومن الطرق التي يحاول بها الناس إحداث حالات مزاجية أكثر إيجابيةاستخدام العقاقير وكما رأينا من قبل ‏(انظر:‏ الفصل السابع)‏ يؤدي الكحولإلى حالة مزاجية إيجابية لدى معظم الناس.‏ وهو على وجه التحديد ‏»خافض« لنشاط الجهاز العصبي اركزي.‏ ولكنه يستطيع بالتأكيد إدخال البهجةعلى الناس لأنهم يتعاطونه ً أساسا وعادة في حضور الآخرين ولأنه يخفضالكف السلوكي اينتج عنه ازيد من ارح ورا ازيد من الجنسوأحياناً‏ ازيد من العدوانية إلا أنه كن أن يسبب آثاراً‏ بعديةفي غاية السوء وكن أن يولد الإدمان.‏جدول ١١-١ نشاطات سارة تؤثرعلى الحالة ازاجية طوال اليومتفاعل اجتماعي:‏١- التواجد مع أناس سعداء٢- جعل الناس يهتمون ا تقول٣- التواجد مع أصدقاءhangovers251


سيكولوجية السعادة٤- أن تلاحظ على أنك جذاب جنسياً‏٥- التقبيل٦- ملاحظة الناس٧- أن تدخل في مناقشة صريحة ومفتوحة٨- أن تخبر بأنك محبوب٩- التعبير عن الحب لشخص آخر١٠- اداعبة واعانقة١١- التواجد مع من أحب١٢- مجاملة أو مدح شخص آخر١٣- تناول القهوة أو الشاي أو ارطبات مع أصدقاءشعبية في جمع١٥- الدخول في مناقشة حية١٦- الاستماع إلى الراديو١٧- رؤية أصدقاء قدامى١٨- أن يطلب مني العون أو النصيحة١٩- تسلية الآخرين٢٠- مقابلة شخص جديد من نفس الجنسنشاطات لاتتوافق مع الاكتئاب٢١- الضحك٢٢- الاسترخاء٢٣- التفكير في شيء جيد في استقبل٢٤- التفكير في أناس أحبهم٢٥- مشاهدة مناظر جميلة٢٦- تنفس هواء نقي٢٧- الوجود في جو هادىء وساكن٢٨- الجلوس في الشمس٢٩- ارتداء ملابس نظيفة٣٠- الحصول على بعض وقت الفراغ٣١- النوم العميق ليلاً‏١٤- أن تكون لك252


.(٢٨٣زيادة الشعور بالسعادة٣٢- الاستماع إلى اوسيقى٣٣- الابتسام للآخرين٣٤- حدوث أحداث سارة لأسرتي أو لأصدقائي٣٥- الشعور بوجود الله في حياتي٣٦- مشاهدة الحيوانات البريةالكفاءة الذاتية:‏٣٧- إنجاز مشروع مع بطريقتي٣٨- قراءة قصص أو روايات أو قصائد أو مسرحيات٣٩- التنظيم أو التخطيط لشىء٤٠- القيادة هارة٤١- قول شيء بوضوح٤٢- التخطيط لرحلات أو لإجازات٤٣- تعلم عمل شيء جديد٤٤- أن تدحني أحد أو أن يقال لي إنني أديت أداء جيدا٤٥- أداء العمل بكفاءةأنشطة متنوعة:‏٤٦- تناول طعام جيد٤٧- الذهاب إلى مطعم٤٨- أن تكون برفقة حيوانات‏(اصدر:‏ويفترض أن العقاقير الأخرى تستخدم لأن الناس تجدها مجزية.‏ ورغمهذا فهي تؤدي كما بينا-‏ إلى إثارة واستثارة وليس إلى سرور.‏ وبالطبع كنأن يكون لها تأثيرات جانبية خطيرة وآثار بعيدة ادى على الصحة.‏وتنجح العقاقير اضادة للاكتئاب والليثيوم إلى حد كبير في علاجالاكتئاب ويستفيد من يكون اكتئابهم رد فعل للأحداث المحزنة من كل منالعقاقير والعلاج النفسي ‏(كما وصفناه من قبل).‏أما بالنسبة رضي الاكتئاب داخلي انشأ فنحن نحتاجإلى الاثن معاً‏ (٤٩١). وليس هناك أي دليل على أن العقاقير تفيد غيراكتئب‏.‏endogenous253


سيكولوجية السعادةزيادة معدل أحداث الحياة الإيجابية:‏رأينا من قبل أن الحالات ازاجية الإيجابية كن أن تنشأ عن نشاطاتوأحداث سارة مثل رؤية الأصدقاء وتناول الطعام خارج انزل وارسةالتدريبات البدنية والاستماع إلى اوسيقى وحضور الحفلات والنشاطالجنسي ونشاطات وقت الفراغ ‏(انظر:‏ الفصل السابع).‏ وقد وجد أنبعضاً‏ من هذه الأنشطة والأحداث يرتبط بحالة مزاجية إيجابية في نهايةاليوم أوطوال اليوم لدى الكثير من الناس ولكن لم يثبت حتى الآن أنهاتد إلى اليوم التالي (٬٤٢٤ ٣٦٤). ويتعرض الأفراد اكتئبون والتعساءلقليل من الأحداث الإيجابية من هذا النوع (٢٨٣).ورغم الشكوك المحتملة حول مسار السببية هنا ‏(انظر:‏ الفصل السابع)‏فإن هذا الخط البحثي قاد إلى طريقة لعلاج الاكتئاب تطبق بنفس الكفاءةعلى استثارة مزيد من السعادة لدى الأسوياء.‏ ويطلب من الأفراد-‏ فيها-‏ أنيسجلوا يومياً‎ ودة شهر الأحداث السارة من قائمة من الأحداث والحالةازاجية اليومية.‏ ويجري التحليل بالحاسب الآلي بعد ذلك لاكتشاف أىالنشاطات لها أكبر الأثر على الحالة ازاجية لكل فرد ثم يشجع بعد ذلكعلى ارسة تلك الأنشطة عدلات أكثر (٢٨٧). وقد استخدمت طرقعديدة لتشجيع ارضى على الاشتراك في نشاطات سارة عدلات أعلىويتضمن ذلك:‏(١) تخطيط زيادة صغيرة في النشاطات السارة ب الجلسات.‏(٢) مكافأة من اعالج إذا مارس اريض مزيداً‏ من النشاط ‏(تتمثل فيقضاء وقت أطول مع اريض).‏(٣) تعليم ارضى كيف يكافئون أنفسهم (٣٤).وقد وجدت دراسة تتبعية سلسلة النتائج اتوقعة فقد تعلم العملاءكيف يزيدون من أنشطتهم السارة وقد فعلوا ذلك وانخفض اكتئابهم (٤٤٦).وقد كان العملاء في هذه الدراسة طلاباً‏ جامعي وأعضاء هيئة تدريسيشعرون بالأكتئاب وقد قوبلوا خمس مرات في غضون شهر.‏ وكانتالنشاطات اطلوب زيادتها هي تلك التي يجدها كل منهم أنها سارة له.‏ورغم ذلك فقد وجدت بعض الدراسات أن الاكتئاب كن تخفيفه دون أيتغيير في النشاطات السارة أو أنه كن أن يحدث تغيير في النشاطات254


زيادة الشعور بالسعادةالسارة دون تغيير في الاكتئاب:‏ فهي فقط واحدة من طرق تخفيض الاكتئاب.(٣٩)ورا كان من الشروط الهامة أن تكون الأنشطة اخملتارة سارة لكلشخص.‏ وهناك شرط آخر يتمثل في أن الناس ينبغي أن يشاركوا في هذهالأنشطة بإرادتهم وليس نتيجة ضغط خارجي.‏ وتب التجارب أن للنشاطاتالسارة تأثير أكبر في خفض الاكتئاب إذا كانت مختارة بحرية وتأثيراً‏ أقلإذا كان افحوص يتلقى أجراً‏ عن القيام بها أو مضطر للقيام بها (١٩٠).وقد وجد أن التدريب على الأنشطة السارة يكون ناجحاً‏ إذا اجتمع معتحديد للهداف أو مع مراقبة الذاتفيما بعد)‏ (٣٢١ و‎٣٩‎‏).‏ ويشيع أيضاً‏ الجمع ب ‏(سيوصف Cognitive ther apyالعلاج بالأحداث السارة والتدريب على اهارات الاجتماعية أو توكيد الذاتوكل منها تزيد من إتاحة الأحداث الاجتماعية السارة ومع التدريب علىالاسترخاء ا يساعد على تقبل الأحداث غير السارة (٢٨٧).وقد وجد أن هذه الطرق مؤثرة في الأفراد العادي غير اكتئب‏.‏ وفيإحدى التجارب اختار أعضاء جماعة تجريبية ١٢ نشاطاً‏ من قائمة طويلةواختار أفراد مجموعة أخرى نشاط رأوهما سارين جداً‏ ولم يقوموا بهماخلال الأسبوع ااضي‏.‏ وتضمنت الأنشطة أنشطة رياضية ودراسيةوثقافية واجتماعية.‏ وقد وافق ٤٨ مفحوصاً‏ على القيام بها خلال الأسبوعالتالي‏.‏ وبعد شهر واحد:‏ سجلت الجماعتان التجريبيتان درجات مرتفعةعلى نوعية الحياة والسرور باقارنة بجماعة ضابطة.‏ ولم يكن هناك فرقب ما إذا كانوا قد قاموا بنشاط أووقد تضمنت بعض برامج زيادة السعادة نشاطات إيجابية يومية وقدكان هذا أحد أهم اكونات في أحد هذه البرامج.‏ وقد كون افحوصقوائم فردية من ١٠ نشاطات سارة يستطيعون القيام بها كل يوم بالإضافةإلى زيادة النشاط الاجتماعي بوجه عام ‏(ودرجة عالية من النشاط الكلي)‏.(١٤٣)ويبدو هذا كله كأا هو نوع من الاستمتاع اطلق والسعي الأناني فيطلب اللذة والواقع أن معظم هذه الأنشطة امتعة غير ضارة ومادامتتجعل من الناس سعداء فمن امكن ارستها دون أي مشكلة ومن أمثلتها:‏self monitoring أو العلاج اعرفي -١٢ نشاطاً‏ .(٣٦٨)255


سيكولوجية السعادةرؤية الأصدقاء والرياضة أو التدريبات البدنية والتردد على الكنيسةوالاستماع للموسيقى وقضاء وقت أطول مع الأطفال والحصول على قسطكاف من النوم.‏ ولكن هناك بعض الأنشطة الأخرى التي ينبغي ارستهابحذر أو عدم ارستها على الإطلاق.‏ وبعضها غير قانوني أوغير أخلاقيوبعضها مكلف جداً‎ أو تأخذ وقتاً‏ أطول من اللازم أو تسبب مشاكلللآخرين أو مضرة للصحة.‏ وينبغي أن تتناسب الأنشطة امتعة اخملتارةمع الجدول اليومي أو الأسبوعي لنشاط الأسرة مثال ذلك:‏ إن العنايةبالحديقة مفيد للصحة ويوفر اال ولكنها قد تقلل من الوقت الذي يقضيهالفرد مع أسرته.‏ كذلك فالرقص رخيص التكلفة ومفيد للصحة ولكنينبغي أن يقوم به ارء مع الزوج.‏تحسين الظروف المادية:‏من النظريات الشائعة والقائمة على الفهم العام عن سبب السعادةماكن صياغته فيما يلي:‏ لكي يكون ارء سعيداً‏ لابد أن يكسب نقوداً‏أكثر وهو في حد ذاته عمل غير محبب وينفقها على شراء انازل أومنازل أفضل والسيارات والأثاث وقضاء الإجازات والطعام والشرابوكل هذا سيجعل الفرد سعيداً.‏ وكما رأينا لاتؤيد الأدلة هذه النظرية كثيراً.‏فالأغنياء أسعد نوعاً‏ من الفقراء في نفس الدولة ولكن ليس كثيراً.‏ وإذاتحسنت الظروف الاقتصادية للجميع ينشأ أحياناً‏ انخفاض في الشعورالعام بالرضا.‏ وليس هناك علاقة قوية ب السعادة والرفاهية عند اقارنةب الدول اخملتلفة.‏ويعتمد الشعور بالرضا عن الدخل على اقارنات التي تعقد مع دخلالآخرين أكثر من اعتمادها على الدخل الفعلي للفرد نفسه-‏ وحقيقة مايريدهالناس هو دخل أكبر من الآخرين ‏(انظر:‏ الفصل الثامن).‏ ويشعر الفردبقدر أكبر من الرضا إذا كانت أموره أفضل ا كانت عليه في ااضي‏(انظر:‏ الفصل الثامن).‏ ومن جهة أخرى إذا كان التغيير كبيراً‏ جداً‏ كانتالتأثيرات أقل إيجابية على نحو ماظهر لنا بالنسبة للفائزين في مراهناتالكرة اللذين يتخلون عادة عن وظائفهم ويفقدون معظم شبكة صلاتهمالاجتماعية ‏(انظر:‏ الفصل الخامس).‏256


زيادة الشعور بالسعادةورا لم تكن الدرجة الأعلى من الشعور بالرضا عن الحياة التي يزالأغنياء راجعة إلى إنفاق مزيد من اال وقد تكون بسبب أن لديهم وظائفأكثر إرضاء أو أنهم يقضون وقت فراغهم في حالة أعلى من النشاط أو أنلديهم شبكات علاقات اجتماعية أفضل.‏ وهناك فروق طبقية في كل منهذه ا جملالات.‏ وهذا قياس:‏ لكي نتدفأ كن أن نقطع أخشاباً‏ للمدفأةولكن قطعها قد يكون أكثر إثارة للدفء من حرقها.‏ورغم هذا فأنا لا أريد أن أح إلى أن الأشياء التي كن أن تشتريباال لاتؤثر على السعادة.‏ فمن الجميل للزوج الشاب أن يكون لهمابيت مستقل وقد رأينا أن قضاء الإجازات مفيد وكذلك فالدفء والطعاممفيدان للصحة والراحة وملكية السيارة تزيل الكثير من العناء فياواصلات وتجعل مزيداً‏ من الأنشطة كنا.‏ وفوق كل شيء نجد أنمعظم سكان العالم لايحظون ثل هذه الأشياء وكذلك الكثيرون فيمجتمعنا نحن وعلى هذا فليس هناك شبهة للتواطؤ ولا للإيحاء بأنناكن أن نتناسى الأشياء اادية في الحياة.‏وعندما تتوفر هذه الضرورات لايزيد الإنفاق الزائد كثيراً‏ من السعادة.‏فمن اللطيف أن يحصل الفرد على سيارة أكبر أو أحدث ولكن لن يكونالفارق كبيرا ً.. والشعور بالرضا الناجم عن حيازة اجملوهرات هو في أساسهرمزي-‏ فهو يشير إلى أن الذي يرتديها غني وكن إذن أن تسهم فيتقديره لذاته.‏ وثل الثروة لبعض الناس مؤشراً‏ على النجاح رغم أنهليست هناك علاقة ب النجاح والثروة في كثير من أنواع النشاط وهذاصحيح بالفعل بالنسبة لعدد من أكثر اهن إشباعاً‎ مثل الكنيسة والعلموالتدريس الجامعي.‏وأعتقد أن ظروف الحياة التي تصنع فروقاً‏ في السعادة هي تلك التيتغطيها مصادرنا الثلاثة:‏ العلاقات الاجتماعية والعمل ونشاط وقت الفراغ.‏وأن تحقيق ظروف مرضية في هذه اجملالات لايعتمد كثيراً‏ على الثروةسواء كانت مطلقة أونسبية ولا على ظروف الحياة اادية.‏صحبة الآخرين:‏كان أول مصادرنا الثلاثة للسعادة هو الآخرون وقد بينا في الفصل257


سيكولوجية السعادةالثاني أن الزواج والأسرة والصداقة والعلاقات الاجتماعية الأخرى هيمصادر أساسية للسعادة.‏وكثير من النشاطات الإيجابية التي تناولناها في القسم السابق كانتنشاطات اجتماعية.‏ ولزيادة السعادة ينبغي للفرد أن يتزوج وينجب ويحافظعلى علاقات جيدة مع الجيران.‏ ورا احتجنا لكي نقوم بكل هذا إلى بعضالتدريب على اهارات الاجتماعية.‏ مثال ذلك أن الأفراد الذين يعانون منصعوبة في تكوين صداقات را كانوا يحتاجون إلى تدريب على القدرةعلى اكافأة وعلى إرسال إشارات غير لفظية إيجابية وأن يتعلموا قواعدالصداقة (١٩ و ١٢). ويتضمن أسلوب لوينسون Lewinsohn لعلاج الاكتئابوالقائم على أحداث الحياة الإيجابية هذا التدريب كجزء منه.‏ والشىء اهمفيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية أنها متى أقيمت تعد بخبرات اجتماعيةمشبعة ومنتظمة في استقبل وأكثر الناس احتمالاً‏ للتعرض للاكتئاب هممن يفتقدون إلى شخص محل ثقة قريب منهم (٤٩١).وبالإضافة إلى بدء علاقات جديدة فمن اهم المحافظة على-‏ وتقوية-‏العلاقات القائمة..‏ ولايكون الزواج مصدراً‏ كبيراً‏ للسعادة إذا لم ير كل منالزوج الآخر أو أن يكونا باردين أو يبديان العداوة عند اللقاء.‏ ويستطيععلاج الزواج أوتدريبات إثراء الزواج أن تقدم إلى الأزواج أاطاً‏ أكثرإرضاء من التفاعل ومهارات تفاهم وحوار أفضل وإرشادهم إلي القواعدالتي تب أنها تجعل الزواج ناجحا (١٩). ويحتاج الأفراد الذين لديهم أصدقاءولكنهم يشعرون أيضاً‏ بالوحدة إلى أن يتعلموا كيف يبوحون بذوات أنفسهمأكثر وأن يتحادثوا في موضوعات حميمة ‏(انظر:‏ الفصل الثاني).‏ولدى بعض الناس قدرة عالية على اكافأة وتوليد حالات مزاجية إيجابيةفي نفوس الآخرين.‏ وتشير التجارب إلى أن الحالات ازاجية الشديدةالابتهاج تنتقل بسرعة إلى الآخرين (٣٠٧) وبالنسبة للطلاب نجد أن أكثرالآخرين مكافأة هم الشبان الآخرون وخاصة أعضاء الجنس الآخراستجيب والجذاب (١٠٧) يتلوهم الأطفال والكلاب وكبار السن والطيورعلى الترتيب (٧٠) عند الغربي‏.‏ وأكثر الناس مكافأة عموما هم ابتهجونالجذابون واثيرون للاهتمام واهتمون بنا واعاونون (١٢).وبالإضافة إلى اهارات مثل القدرة على اكافأة والبوح ا في الذات258


زيادة الشعور بالسعادةوالمحافظة على قواعد العلاقة فتأكيد الذات مهم هنا.‏ وقد وجد أن التأكيدفي يوم مع ينبىء زاج إيجابي في اليوم التالي بأكثر ا ينبىء ازاجعن حالة التأكيد (٣٩٢).وقد استخدمت صور كثيرة من التدريب على اهارات الاجتماعية لدىمرض الاكتئاب ا فيها التدريب على تأكيد الذات وحل اشكلاتواهارات الزواجية وكانت النتائج ناجحة على العموم (٣٩) وتدرس اهاراتالاجتماعية للذين يشعرون بالوحدة عادة في مجموعات وهذا يوفر رفقةجاهزة ونفس الشيء ينطبق على التدريب على مهارات الاتصال بالجنسالآخر.‏الانخراط في العمل وفي نشاط وقت الفراغ:‏هذان هما اصدران الآخران من مصادرنا الثلاثة.‏ هل نستطيع أننستفيد من الوقائع التي أوردناها في الفصول السابقة لنقترح طرقاً‏ لزيادةالسعادة?‏العمل:‏نستطيع أن ننظر كيف نحسن كل واحد من مكونات السعادة.‏الشعور بالرضا:‏يتأثر الشعور بالرضا أعظم تأثير بالأعمال ارضية ذاتياً.‏ وهي ليستبالضرورة الأعمال الأعلى من حيث الأجر رغم أن ارتفاع الأجر أكثر إرضاءمن انخفاضه.‏إن العمل نفسه هو الذي يزودنا بالرضا الذاتي لأنه مشوق ويبدو علىأنه ذو قيمة ويستحق بذل الجهد ويتطلب استخدام اهارات ويفرضمتطلبات كافية ويتيح قدراً‏ من الحرية والاستقلال الذاتي وليس رتيباً‎وكثير من الناس لايقدرون ازايا اضمرة في العمل حتى يفقدوا وظائفهم- وهي ملء الوقت وتنظيمه وإعطاء مكانة وهوية وتوفير صلات اجتماعيةخارج نطاق الأسرة ويصلنا بأهداف وغايات أوسع نطاقاً.‏ ويشعر العاطلونزيد من السعادة عندما يجدون نشاطات بديلة توفر مزايا اثلة.‏259


سيكولوجية السعادةالمشاعر الإيجابية:‏كن الاستمتاع بكثير من ارح في العمل ويكون أساساً‏ مع زملاءالعمل ويتمثل في النكات والنميمة في فترات الراحة ويدور معظمه حولالعمل ‏(مثلما هو الحال في النكات الطبية وازاح العملي الدقيق الذيارسه اتخصصون التقنيون).‏تجنب العناء وسوء الصحة:‏العمل مصدر من مصادر اشقة الرئيسية أيضاً.‏ وكن الوقاية منذلك من خلال العلاقات الطيبة مع زملاء العمل واشرف الذين كنلهم أن يوفروا دعما اجتماعياً‏ ومساعدة ملموسة في التعامل مع اشكلات.‏نشاط وقت الفراغ:‏الشعور بالرضا:‏مثلما هو الحال في العمل يتهيأ الكثير من مشاعر الرضا الذاتي منخلال نشاط وقت الفراغ لدى من ينخرطون بجدية في مشروعات مختلفةسواء وحدهم أو مع الآخرين ويتضمن هذه الهوايات الجادة مثل اوسيقىوالفن والتعليم الإضافي والعمل الاجتماعي والرياضة ونشاطات الهواةبأنواعها اتعددة وكن لهذه اشروعات أن تصبح أكثر أهمية وأكثرإرضاء من العمل وهي هامة جداً‏ بالنسبة للعاطل عن العمل واتقاعدين.‏ويوفر نشاط وقت الفراغ مثله في ذلك مثل العمل اكانة والهوية وشغلالوقت وتنظيمه كذلك يوفر صلات اجتماعية.‏المشاعر الإيجابية:‏ينقضي جانب كبير من نشاط وقت الفراغ مع الأصدقاء والأسرة وأعضاءالأندية.‏ وهو أقل جدية بوجه عام من العمل وبه كم ٌّ كبير من اللهو.‏ وإنأنشطة مثل تناول الطعام أو الشراب مع الأصدقاء والرقص والحفلات منشأنها أن توفر الكثير من اشاعر الإيجابية.‏ وهذه أحداث كن أن تحدثكل ليلة أو مرة أو مرت في الأسبوع ولهذا كن الاعتماد عليها من حيثإنها ستستمر في تحقيق حالات مزاجية طيبة.‏ وإن من يقنعون بالبقاء في260


زيادة الشعور بالسعادةالبيت كل ليلة إا يفقدون مصدراً‏ هاماً‏ للمشاعر الإيجابية وللتدريباتالبدنية تأثير محدد على ازاج الإيجابي كما بينت الكثير من الدراسات(٤٩٨). ويبدو أن التأثير يكون فزيولوجياً‏ في جانب منه من خلال تنبيهالنورأدرينال راكز الاستمتاع في اخ.‏ وبالإضافة إلى هذا فهناك عادةنشاط اجتماعي وكذلك كن أن يكون هناك شعور بالرضا مستمد منالإنجاز ومن إشباع صورة الذات من خلال التزين بارتداء ملابس رياضيةخلابة.‏تجنب المشقة وسوء الصحة:‏يفيد نشاط وقت الفراغ كثيراً‏ في التخفيف من اشقة وتعزيز الصحة.‏والتدريبات البدنية مفيدة جداً‏ للصحة الجسمية والنفسية:‏ فهي تقلل منالاكتئاب ومعدلات حدوث الأزمات القلبية.‏ وكن للاسترخاء أمام التليفزيونأو أثناء الإجازات أن يفيد في تقليل اشقة الناجمة عن العمل أو أي مجالآخر.‏النظرة اخملتلفة إلى الأمور:‏ينتقد ااركسيون العلاج النفسي بوصفه مجرد غطاء للمشكلاتالاجتماعية الحقيقية.‏ وللحقيقة فهناك لدي الكثير من اكتئب الكثيرا يسبب الاكتئاب.‏ ورغم هذا يستطيع الأخصائي النفسي أن يساعدالشخص حتى ولو كانت مشاكله ناجمة عن مشكلات اجتماعية أوسعنطاقاً.‏ وقد صور العلاج النفسي أيضاً‏ في أفلام ‏»الكرتون » حيث يحاولامثل علاج اشكلات اادية جرد الحديث عنها.‏ ومن جهة أخرى هناكالكثير من التعساء الذين يشعرون بالاكتئاب وهم في نفس الظروفاوضوعية ن يشعرون بالسعادة.‏وقد رأينا في الفصل السادس عن الشخصية أن السعداء والتعساءينظرون للعالم بطرق مختلفة.‏ فالتعساء يرون الجوانب السيئة أكثر ويفسرونالأحداث سلبياً‎ ويقيمون أنفسهم تقييماً‏ غير مؤات ويعممون من حادثفشل واحد ويعتنقون عدداً‏ من اعتقدات الواهنة ازيفة.‏ وكن أن نصفعمليات التفكير لدى اكتئب بطريقة أخرى بأن نقول إنهم يصفون أسباب261


سيكولوجية السعادةالأحداث صفات مغايرة من عندهم فهم يظنون أنهم سبب الفشل وعلةالأحداث السيئة وأنه لاحيلة لهم إزاءها ‏(انظر:‏ الفصل السادس).‏وقد رأينا من قبل أن التأثير الانفعالي للأحداث يعتمد على كيفيةتفسيرها ‏(انظر:‏ الفصل السادس).‏ فإذا استطاع الأفراد تفسير الأحداثتفسيراً‏ إيجابياً‎ فسيساعدهم هذا على الحصول على خبرات سعيدة.‏ وقدصممت طرق للعلاج اعرفي بهدف تغيير هذه الطرق من التفكير وقدوجد أنها ناجحة جداً‏ (٣٢١). وقد نجحت أيضاً‏ برامج دراسية للأسوياءمصممة لزيادة شعورهم بالسعادة.‏ ومن جهة أخرى ليس هناك أدلة كافيةعلى أن عادات التفكير الخاطىء ثل عاملاً‏ هاماً‏ يسبب الاكتئاب فياقام الأول فهي را كانت نتيجة للخبرات اسببة للاكتئاب (٩٦).ويحاول الأسلوب اسمى بالعلاج العقلاني الانفعاليTherapy مساعدة الناس من خلال الحوار والنقاش وذلك في سلسلة منالجلسات الإرشادية تهدف إلى أن تب للمريض أن معتقداته خاطئة (١٢٥).وأشهر هذه الأساليب الآن هو أسلوب بك (٢٨) Beck الذي يتضمن اكوناتالتالية:‏‏(أ)‏ ارصد الأفكار السلبية التلقائية مثل:‏ ‏«أنا كأم أسوأ ا كانت أمي».‏‏(ب)‏ افحص الأدلة التي تؤيد أو تدحض هذه الأفكار.‏‏(ح)‏ ابدلها بتفسيرات قائمة على الواقع مثال ذلك:‏ لاحظي أن هذايوم سيء ولا تتخذينه قاعدة عامة للتطبيق على كل شيء.‏‏(د)‏ تعرف على العلاقات ب الحالة ازاجية واعتقدات والسلوك-‏ملاحظاً‏ أن الاعتقادات الخاطئة كن أن تؤدى إلى اكتئاب أو أن بعضاواقف وضروب السلوك تؤدي إلى الاكتئاب.‏‏(ه)‏ حدد وغير اعتقدات التي تؤدي إلى تشويه الخبرات وتفسيرهاتفسيراً‏ خاطئاً.‏ وهذه تشبه اعتقدات الخاطئة التي تكشفها طريقة العلاجالعقلاني الانفعالي مثل:‏ ‏»لكي أكون سعيداً‏ لابد أن أكون محبوباً‏ من الجميعو«ينبغي أن أنجح في كل ما أقدم عليه ». و«إذا عارضني أحد فمعنى هذاأنه لايحبني » ويتعلم ارضى أن لايعلقوا أهمية كبيرة على مثل هذه الاهدافارغوبة ولكنها غير قابلة للتحقيق.‏وتأخذ هذه الصورة نفسها العلاج اوجه نحو تغيير عملية التعليل والذيRational Emotive262


زيادة الشعور بالسعادةيعمد إلى زيادة القدرة على التحكم في الأحداث حسب إدراك ارء لها.‏ويطلب هذا النهج العلاجي من ارضى أن يسجلوا الأحداث الإيجابيةوالسلبية.‏ وتناقش هذه الأحداث أثناء العلاج ويطلب من اريض أن يفحصالأحداث السلبية ويبحث لها عن أسباب خارجية كنة وبفحص الأحداثالإيجابية ويبحث لها عن أسباب داخلية كنة.‏ ويدعم اعالج ارضىلتوصلهم إلى هذه الأنواع من التعليل ويشجعون على اكتساب عادة النظرإلى الأمور بهذه الطريقة.‏ وقد كشف عدد من الدراسات التتبعية وليسكلها عن نتائج إيجابية (٤٩ و‎٢٧٨‎‏).‏وتقوم أحد أشكال العلاج ذات الصلة بجعل الناس يقرأون عباراتإيجابية عن الذات كما وصفنا من قبل في عدد من الأوقات أثناء اليوم.‏واهم هو قراءتها قبل نشاط مشبع شائع الحدوث مباشرة مثل تناولوجبة أو شرب الشاي (٣٦٥). وتطبق هذه الأنواع من العلاج على مرضىالاكتئاب بطرق عديدة.‏ ولم يكن مجرد تعليمهم للمبادىء اتضمنة فيهاناجحاً‏ جداً‎ وكذلك فقد كان العلاج الجمعي أقل نجاحاً‏ من العلاج الفردياكثف.‏وقد تب أن برامج العلاج الفردي مع ارضى - أو مع اتطوع‏-‏ أكثرنجاحاً‏ من الأساليب العلاجية البديلة ا فيها العلاج بالعقاقير والعلاجبالاستبصار.‏ وقد تضمنت أكثر الطرق ً نجاحا أساليب سلوكية مثل التعريضللأحداث السارة وتدريبات اهارات الاجتماعية (٢١٣ و‎٣٩‎‏).‏وثمة برنامج دراسي للتدريب على السعادة في نيوزيلندا ارتكز أساساً‏على تحس الاستبصار والفهم وتصحيح اعتقدات غير اعقولة و ذلكفي ثمان جلسات تستغرق الواحدة منها ساعت عبر أربعة أسابيع وقدكان هذا البرنامج ناجحاً‏ جداً.‏ انظر شكل (١١- ١) الذي يب الدرجاتاعيارية عبر مدة البرنامج وخلال فترة اتابعة.‏وقد تضمن البرنامج الأمريكي الذي وصفناه قبلا١- دروس تهدف إلى إعطاء استبصار بأسباب السعادة.‏٢- تخفيض الطموحات.‏٣- تنمية ا لتفكير الإيجابي اتفائل.‏٤- زيادة التوجه للحاضر.‏ً (١٤٣) اكونات التالية:‏263


210سيكولوجية السعادةالعيناتالضابطهاعتقداتالسعادةشكلمشاعر الرضاالدرجة اعيارية للسعادة- ١١اتابعة بعد البرنامجاعتقداتمشاعر الرضاالسعادة: ١ تأثير البرامج الدراسية للسعادةالبرنامج1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الأسابيع٢٨٩) ‏(اصدر:‏تحديد الأهداف ومكافأة الذات:‏من الامح اركزية للاكتئاب انخفاض تقدير الذات وتدني تقييم الذاتمع شعور بالفشل.‏ ويشعر اكتئبون أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم وأنالخطأ خطأهم وأنهم لايستطيعون القيام بأي شيء حيال هذا.‏ وقد رأيناأن الناس يشعرون بسعادة أكبر عندما يقارنون أنفسهم بالآخرين الذين همأقل نجاحاً‏ وحظاً‎ وليس العكس ‏(انظر:‏ الفصل الأول).‏ ويقترح البعض أنالاكتئابي يضعون لأنفسهم معايير أو أهداف شديدة الارتفاع.‏وقد صمم أحد أساليب العلاج للمرضى اكتئب بهدف زيادة التحكمالذاتيفي ازاج.‏ ويبدأ هذا العلاج بأن يحتفظ العملاء بسجل لحالتهم ازاجيةالأنشطة الإيجابية يومياً‎ ثم يختارون بعد ذلك أهدافاً‏ صغيرة وواقعية ثمتزاد صعوبتها في الجلسات التالية.‏والخطوة التالية هي تعليم العملاء أن يكافئوا أنفسهم.‏ فيقسم العميلعملاً‏ معيناً‎ مثل عمل منزلي إلى أجزاء أصغر ثم يدرب على أن يكافىءنفسه كلما تحقق واحد من هذه الاهداف اتواضعة مثلاً:‏ دح الذات أو264


زيادة الشعور بالسعادةالشعور بالراحة أو عمل شيء يحبه:‏ مثل محادثة صديق تليفونيا أومشاهدةالتليفزيون (٤٩١). وقد وجد أن برنامجاً‏ مكوناً‏ من ٦ جلسات كل جلسةساعت بهذه الصورة أكثر نجاحاً‏ في التقليل من الاكتئاب من أشكالأخرى من العلاج (١٥٢). وقد استخدم إجراء مشابه مع طلاب غير مكتئبدربوا على تحديد الأهداف وتدعيم الذات.‏ وقد تب أنهم كانوا أكثر مكافأةللذات وأكثر سعادة بعد هذا التدريب (٢٠٢).تحقيق الشخصية المتكاملة:‏رأينا أن الناس يكونون أسعد عندما تنعدم لديهم الصراعات الداخليةمثل التي قد تنشأ عن تفاوتات كبيرة ب إنجازاتهم وطموحاتهم ‏(انظر:‏الفصل الثامن).‏ ولعل مقولة أرسطو بأن على الفرد أن يكون فاضلاً‏ ليكونسعيداً‏ مقولة بها بعض الصحة-‏ فغير الفضلاء لديهم عادة مشاعر أقوىبالذنب والعار.‏ وقد رأينا الناس يكونون أسعد عندما ارسون أنشطةموجهة نحو أهداف رغم أن الأهداف لاينبغي أن تكون بعيدة انال وكذلكينبغي أن تكون تعاونية ‏(انظر:‏ الفصل السادس).‏ ومن لديهم معتقداتدينية أسعد نوعاً‏ ن ليس لديهم وخاصة ب كبار السن ‏(انظر:‏ الفصلالسادس).‏ ويرتبط الشعور بأن لحياة الفرد معنى وغاية وارتباطاً‏ واضحاً‏بالسعادة ‏(انظر:‏ الفصل السادس).‏ كيف يتوصل ارء إلى هذا الإحساسباعنى والغاية?‏ يتوصل إليه بالعمل والإان بأن مايعمله له قيمته التييستحقها ومن ثم فإنه ينجز شيئاً‎ وأن هذا سوف يفيد الآخرين.‏ ويتوصلإليه أيضاً‏ من خلال نشاط وقت الفراغ إذ أدى إلى إنجاز شيء ومن خلالمشروعات طويلة الأمد ومستمرة مثل العناية بالحدائق أو من خلال النشاطانتظم مثل الرياضة.‏وكن تحقيقه من خلال الآخرين من خلال دعم لزوج أو تنشئة أطفالأو الاندماج طويل الأمد مع الأصدقاء والأقارب ويكون الناس أقل تعرضاً‏للاكتئاب وأقرب إلى السعادة إذا ماتوفر لهم قدر من تقدير الذات والإانبأن لديهم القدرة والإمكانات على مواجهة الأحداث والتأثير فيها.‏ وتتدعمالثقة بالعلاقات الطيبة مع الآخرين والاستخدام الناجح وامتع للمهاراتسواء في العمل أو في وقت الفراغ.‏265


سيكولوجية السعادةخلاصة:‏من الواضح أنه كن زيادة السعادة للنفس وللآخرين بأن نسلك لتحقيقهاالسبيل الصحيح.‏١- كن تحقيق زيادات قصيرة ادى في الحالة ازاجية الإيجابية منخلال التفكير في الأحداث السارة الحديثة ومشاهدة أفلام سينمائيةأوتليفزيونية فكاهية والاستماع إلى موسيقى مرحة وإلى حد ما من خلالتلاوة عبارات إيجابية عن الذات وبالابتسام وبالنكات وبالهدايا الصغيرةوبالتنو‏.‏ ويل التأثير هنا إلى أن يكون عابراً‎ ولكن كن ارسة هذهالأنشطة بانتظام.‏٢- كن زيادة معدل حدوث الأنشطة السارة الأكثر فعالية.‏ وهذه تكونأكثر تأثيراً‏ إذا قام الأفراد بتحديدها من خلال رصد الأحداث التي تكونأكثر جلباً‏ للسرور لهم واتخاذ قرار بزيادة معدلات حدوثها والاحتفاظبسجل دى تكرار أدائها.‏٣- أن يصبح الفرد غنياً‏ أو يحصل على بيت أفضل أو سيارة..‏ إلخ.‏ لهتأثير ضئيل على الهناء ويعود هذا التأثير أساساً‏ إلى عقد اقارنات معالآخرين أو مع ماكان عليه الفرد في ااضي.‏٤- العلاقات الجيدة من أهم مصادر السعادة:‏ كأن يكون الفرد متزوجاً‏زيجة سعيدة وله أصدقاء وعلاقاته جيدة مع أفراد الأسرة والأقارب وزملاءالعمل والجيران ورا يحتاج تحقيق مثل هذه العلاقات إلى تدريب علىاهارات الاجتماعية.‏٥- يعتبر العمل ونشاط وقت الفراغ اللذان يحققان إشباعاً‏ هما اصدرانالرئيسيان الآخران للسعادة.‏ إذ يوفران شعوراً‏ بالرضا الذاتي من خلالالاستخدام الناجح للمهارات وإنجاز الأعمال وصحبة الآخرين وإحساسبالهوية والانتماء وتنظيم للوقت.‏ وتؤدي الرياضة إلى تحسن الصحة البدنيةوالصحة النفسية وكذلك الإجازات والأشكال الأخرى إلى الاسترخاء.‏٦- كن تخفيف الاكتئاب بطرق علاجية مختلفة مصممة لتجعل الناسينظرون نظرة أكثر إيجابية للأمور ويقيمون أنفسهم على نحو أفضل دونانتقاص ويحددون لأنفسهم أهدافاً‏ أكثر قابلية للتحقيق ويتخلون عناعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى التعاسة.‏ وقد وجد أن هذه الطرق مفيدة266


زيادة الشعور بالسعادةللأسوياء.‏ وكن تحقيق شخصية متكاملة وإحساس باعنى والهدف فيالحياة إما من خلال العلاج أو بالانخراط الناجح في العمل ونشاط وقتالفراغ أو مع الآخرين.‏٧- أنجح أشكال علاج مرضى الاكتئاب يتألف من مزيج يشمل العديدمن الأساليب اذكورة ً آنفا مثل زيادة النشاط السار مع التدريب على اهاراتالاجتماعية علاوة على العلاج اعرفي.‏ وهناك عدد من البرامج التيتستهدف استثارة السعادة في نفوس الأسوياء تتألف من عدد من الطرقاشتركة معاً‏ بنفس الصورة.‏ غير أن هذه البرامج جميعها أغفلت عنصرينهما أهم اكونات الثلاثة للسعادة ألا وهما نوعية العمل ونشاط وقتالفراغ.‏« بحمد الله»‏267


سيكولوجية السعادة268


اصادرREFERENCES1. Abbott, D. A. and Brody, G. H. (1985) The relation of child age, gender, and number of children tothe marital adjustment of wives. Journal of Marriage and the Family 47:77-84.2. Abrams, M. (1973) Subjective social indicators. Social Trends 4:35-50.3. Abramson, L. W., Seligman, M. E.P. and Teasdale, J. D. (1978) Learned helplessness in humans:critique and reformulation. Journal of Abnormal Psychology 87:49-74.4. Adams, B. N. (1968) Kinship in an Urban Setting, Chicago: Markham.5. Altman, I. and Wohlwill, J. F. (1983) (eds) Behavior and the Natural Environment, New York andLondon: Plenum.6. Anderson, D. B. and Pennebaker, J. W. (1980) Pain and pleasure: alternative interpretations foridentical stimuli. European Journal of Social Psychology 10:207-12.7. Andrews, F. M. and McKennell, A. C. (1980) Measures of self-reported well-being: their affective,cognitive and other components. Social Indicators Research 8:127-55.8. Andrews, F. M. and Withey, S. B. (1976) Social Indicators of Well Being, New York and London:Plenum.9. Apter, M. J. (1982) The Experience of Motivation, London: Academic Press.10. _____(1984) Reversal theory and personality: a review. Journal of Research in Personality 18:265-88.11. Argyle, M. (1972) The Social Psychology of Work. Harmondsworth: Penguin.12. (1983) The Psychology of Interpersonal Behaviour (4th ed). Harmondsworth: Penguin.13. Argyle, M. and Beit-Hallahmi, B. (1975) The Social Psychology of Religion, London and Boston:Routledge & Kegan Paul.14. Argyle, M. and Crossland, J. (In press) The dimensions of positive emotions. British Journal ofSocial Psychology.15. Argyle, M. and Furnham, A. (1982) The ecology of relationships: choice of situation as a functionof relationship. British Journal of Social Psychology 21:259-62.16. _____(1983) Sources of satisfaction and conflict in long-term relationships. Journal of Marriageand the Family 45:481-93.17. Argyle, M., Furnham, A. and Graham, J. A. (1981) Social Situations. Cambridge: CambridgeUniversity Press.18. Argyle, M. and Henderson, M. (1984) The rules of friendship. Journal of Social and PersonalRelationships 1:211-37.19. _____(1985) The Anatomy of Relationships. London:Heinemann; Harmondsworth: Penguin.20. Ax, A. F. (1953) The physiological differentiation of fear and anger in humans, Psychosomatic269


سيكولوجية السعادةMedicine 15:433-42.21. Badura, B. (1984) Life-style and health: some remarks on different view points. Social Science andMedicine 19:341-7.22. Bammel, G. and Bammel, L. L. B. (1982) Leisure and Human Behavior, New York: W. C. Brown.23. Banks, M. H. and Jackson, P. R. (1982) Unemployment and risk of minor psychiatric disorder inyoung people: cross sectional and longitudinal evidence. Psychological Medicine 12:789-98.24. Barrow, R. (1980) Happiness. Oxford: Martin Robertson.25. Barschak, E. (1951) A study of happiness and unhappiness in the childhood and adolescence ofgirls in different cultures. Journal of Psychology 32:173-215.26. Bateman, T. S. and Strassen, S. (1983) A cross-lagged regression test of the relationships betweenjob tension and employee satisfaction. Journal of Applied Psychology 68:43945.27. Batson, D., Coke, J. S., Chard, F. Smith, D. and Taliaferro, A. (1979) Generality of the ‘Glow ofGoodwill’: effects of mood on helping and information acquisition. Social Psychology Quarterly42:176-9.28. Beck, A. T. (1976) Cognitive Therapy and the Emotional Disorders. New York: InternationalUniversities Press.29. Beisser, A. R. (1967) The Madness in Sports. New York: Appleton.30. Benin, M. H. and Nienstedt, B. C. (1985) Happiness in single and dual-earner families: the effectsof marital happiness, job satisfaction, and life cycle. Journal of Marriage and the Family 47:975-84.31. Berkman, L. F. and Syme, S. L. (1979) Social networks, host resistance, and mortality: a nine-yearfollow-up study of Alameda county residents. American Journal of Epidemiology 109: 186-204.32. Berscheid, E. and Walster, E. (1974) Physical attractiveness. Advances in Experimental SocialPsychology 7: 158-216.33. Bhagat, R. S. (1982) Conditions under which stronger job performance — job satisfactionrelationships may be observed: a closer look at two situational contingencies. Academy ofManagement Journal 25:772-89.34. Biglan, A. and Dow, M. G. (1981) Toward a secondgeneration model: a problem-specific approach.In L.P. Rehm (ed.) Behavior Therapy for Depression. New York: Academic Press.35. Binitie, A. (1975) A factor analytical study of depression across cultures (African and European).British Journal of Psychiatry 127: 559-63.36. Birch, F. (1979) Leisure patterns 1973 and 1977. Population Trends 17:2-8.37. Birnbaum, J. A. (1975) Life patterns and self-esteem in gifted family-oriented and career-committedwomen. In M. T. s. Mednick et al. (eds) Women and Achievement. New York: Wiley.38. Black, D. (1980) Inequalities in Heulth. London: DHSS.39. Blaney, P. H. (1981) The effectiveness of cognitive and behavioral therapies. In L. P. Rehm (ed)270


اصادرBehaviour Therapy for Depression. New York: Academic Press.40. Blauner, R. (1960) Work satisfaction and industrial trends in modern society. In W. Galenson andS. M. Lipset (eds) Labor and Trade Unions. New York: Wiley.41. Bower, G. H. (1981) Mood and memory. American Psychologist 36: 129-48.42. _____(1983) Affect and cognition. Philosophical Transactions of the Royal Society, B302, 387-402.43. Bower, R. T. (1973) Television and the Public. New York: Holt, Rinehart & Winston.44. Bradburn, N. M. (1969) The Structure of Psychological Well-Being. Chicago: Aldine.45. Braiker, H. B. and Kelley, H. H. (1979) Conflict in the development of close relationships. In R. L.Burgess and T. L. Huston (eds) Social Exchange in Developing Relationships. New York: AcademicPress.46. Brandt, R. B. (1972) Happiness. Encyclopedia of Philosophy 3:413-14.47. Brayfield, A. H. and Crockett, W. H. (1955) Employee attitudes and employee performance.Psychological Bulletin 52:396-424.48. Breakwell, G. (1984) Knowing your place: finding your place. ESRC Newsletter, June, p. 29.49. Brewin, C. R. (1985) Depression and causal attributions: what is their relationship? PsychologicalBulletin, 98: 297309.50. Brickman, P. and Campbell, d. T. (1971) Hedonic relativism and planning the good society. In M.H. Appley (ed.) Adaptation Level Theory. New York: Academic Press.51. Brickman, P., Coates, D. and Janoff-Bulman, R. (1978) Lottery winners and accident victims: ishappiness relative?Journal of Personality and Social Psychology 36:917-27.52. Briere, J., Downes, A. and Spensley, J. (1983) Summer in the city: urban weather conditions andpsychiatric emergencyroom visits. Journal of Abnormal Psychology 92:77-80.53. Brim, J. A. (1974) Social network correlates of avowed happiness. Journal of Nervous and MentalDisease 158:4329.54. Brown, G. W. and Harris, T. (1978) Social Origins of Depression. London: Tavistock.55. Browne, M. A. and Mahoney, M. J. (1984) Sport psychology. Annual Review of Psychology 35:605-25.56. Bryant, F. B. and Veroff, J. (1982) The structure of psychological well-being: a sociohistoricalanalysis. Journal of Personality and Social Psychology 43:653-73.57. Bryant, J. and Zillman, D. (1984) Using television to alleviate boredom and stress: selective exposureas a function of induced excitational states. Journal of Broadcasting 28:1-20.58. Buck, R. (1984) The Communication of Emotion. New York: Guilford.59. Buck, C. N. and Aucoin, J. B. (1975) Voluntary association participation and life satisfaction: areplication note. Journal of Gerontology, 30, 73-6.60. Burchfield, S. R., Holmes, T. H. and Harrington, R. L. (1981) Personality differences between sick271


سيكولوجية السعادةand rarely sick individuals. Social Science and Medicine, 15E: 145-8.61. Burton, T. L. (1971) Experiments in Recreation Research. London: Allen & Unwin.62. Campbell, A. (1981) The Sense of Well-Being in America. New York: McGraw-Hill.63. Campbell, A., Converse, P. E. and Rodgers W. L. (1976) The Quality of American Life, New YorkSage.64. Cantril, H. (1965) The Pattern of Human Concerns. New Brunswick, NJ: Rutgers University Press.65. Caplan, R. D., Cobb, S., French, J. R. P., Harrison R. V., and Pinnean, S. R. (1975) Job Demandsand Worker Health. US Department of Health, Education and Welfare.66. Caplow, T. (1954) The Sociology of Work. Minneapolis: University of Minnesota Press.67. Carp, F. M. and Carp, A. (1982) Test of a model of domain satisfaction and well-being. Researchon Aging 4:503-22.68. Catalano, R. and Dooley, D. (1983) Health effects of economic instability: a test of economic stresshypothesis. Journal of Heulth and Social Behavior. 24:46-60.69. Catalano, R., Dooley, D. and Jackson’ R. (1981) Economic predictions of admissions to mentalhealth facilities in a nonmetropolitan community. Journal of Heulth and Social Behavior 22:284-97.70. Cautela, J. R. and Kastenbaum, R. (1967) A reinforcement survey schedule for use in therapy,training and research. Psychological Reports 20: 1115-30.71. Chalip, L., Csikszentmihalyi, M., Kleiber, D. and Larson, R. (1984) Variations of experience informal and informal sport. Research Quarterly for Exercise and Sport 55: 109-16..72. Cheek, N. H. and Burch, W. R. (1976) The Social Organization of Leisure in Human Society. NewYork: Harper & Row.73. Chesser, E. (1956) The Sexual, Marital and Family Relationships of the English Woman. London:Hutchinson.74. Clark, D. M. (1983) On the induction of depressed mood in the laboratory: evaluation and comparisonof the Velten and musical procedures. Advances in Behavior Research and Therapy 5:24-49.75. Clark, D. M. and Teasdale, J. D. (1982) Diurnal variation in clinical depression and accessibility tomemories of positive and negative experiences. Journal of Abnormal Psychology 91 :87-95.76. Clark, M. S. and Isen, A. M. (1982) Toward understanding the relationship between feeling statesand social behavior. In A. Hastorf and A. M. Isen (eds) Cognitive Social Psychology. New York:Elsevier.77. Clark, M. S. and Waddell, B. A. (1983) Effects of moods on thoughts about helping, attraction andinformation acquisition. Social Psychology Quarterly 46:31-5.78. Cleary, P. D. and Mechanic, D. (1983) Sex differences in psychological distress among marriedpeople. Journal of Heulth and Social Behaviour 24: 111 -21.79. Clegg, C. W. (1983) Psychology of employee lateness, absence, and turnover, a methodologicalcritique and an empirical study, Journal of Applied Psychology 68:88-101.272


اصادر80. Cobb, S. (1976) Social support as a moderator of life stress. Psychosomatic Medicine 38:300-14.81. Cobb, S. and Kasl, S. V. (1977) Termination: the Consequences of Job Loss. Cincinatti: US Dept ofHealth, Education and Welfare.82. Cochrane, R. (1983) The Social Creation of Mental Illness. London: Longman.83. Cockerham, W. C. (1981) Sociology of Mental Disorder. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.84. Cohen, S. and Hoberman, H. M. (1982) Positive events and life events as buffers of life changestress. Journal of Applied Social Psychology 13:99-125.85. Cohen, S. and McKay G. (1984) Social support, stress and the buffering hypothesis: an empiricaland theoretical analysis. In A. Baum, J. E. Singer and S. E. Taylor (eds) Handbook of Psychologyand Heulth, Vol. 4. Hillsdale, NJ: Erlbaum.86. Cohen, S. and Wills, T. A. (1985) Stress, social support, and the buffering hypothesis. PsychologicalBulletin 98:310-57.87. Collett, P. (1986) Video-recording the viewers in their natural habitat; In New Developments inMedia Research. Amsterdam: Esdmar.88. Comstock, G. (1980) Television in America. Beverly Hills: Sage.89. Comstock, G., Chaffee, S., Katzman, N., McCombs, M. and Roberts, D. (1978) Television andHuman Behavior. New York: Columbia University Press.90. Comstock, G. W. and Partridge, K. B. (1972) Church attendance and health. Journal of ChronicDiseases 25: 66572.91. Cook, J. D. Hepworth, S. J., Wall, T. D. and Warr, P. B. (1981) The Experience of Work. London:Academic Press.92. Cooper, C. (1985) Your place in the stress league. The Sunday Times, 24 February.93. Cooper, C. L. and Marshall, J. (1976) Occupational sources of stress: a review of the literaturerelating to coronary heart disease and mental ill-health. Journal of Occupational Psychology 49:11-28.94. Costa, P. T. and McRae, R. R. (1980) Somatic complaints in males as a function of age andneuroticism: a longitudinal analysis. Journal of Behavioral Medicine 3:,245-57.95. Costa, P. T., McRae, R. R. and Norris, A. H. (1981) Personal adjustment to aging: longitudinalprediction from neuroticism and extraversion. Journal of Gerontology 36:78-85.96. Coyne, J. C. and Gotlib, I. H. (1983) The role of cognition in depression: a critical appraisal.Psychological Bulletin 94:472505.97. Crandall, J. E. (1984) Social interest as a moderator of life stress. Journal of Personality and SocialPsychology 47:164:7498. Crandall, R., Nolan, M. and Morgan, L. (1980) Leisure and social interaction. In S. E. Iso-Ahola(ed.) Social Psychological Perspectives on Leisure and Recreation. Springfield, Ill.: Thomas.99. Crown, S. and Crisp, A. H. (1979) Manual of the Crown-Crisp Experiential Index. London: Hodder& Stoughton.273


سيكولوجية السعادة100. Csikszontmihalyi, M. (1975) Beyond Boredom and Anxiety. San Francisco: Jossey-Bass.101. _____(1981) Leisure and socialization. Social Forces 60:332-40.102. _____(1982) Toward a psychology of optimal experience. Review of Personality and SocialPsychology 3:13-36.103. Csikszentmihalyi, M. and Kubey R. (1981) Television and the rest of life: a systematic comparisonof subjective experiences. Public Opinion Quarterly 45:317-28.104. Cunnigham, M. R. (1979) Weather, mood, and helping behavior: quasi experiments with thesunshine Samaritans. Journal of Personality and Social Psychology 37: 1947-56.105. Daly, E. M., Lancee, W. J and Polivy, J. (1983) A conical model for the taxonomy of emotionalexpression. Journal of Personality and Social Psychology 45:443-57.106. Davies, R., Hamill, L., Moylan, S. and Smee, C. H. (1982) Incomes in and out of work. Departmentof Employment Gazette, June, 237-43.107. Davis, D., Rainey, H. G. and Brock, T. C. (1976) Interpersonal physical pleasuring: effects of sexcombinations, recipient attitudes, and anticipated future interaction. Journal of Personality andSocial Psychology 33:89-106.108. Deci, E. L. and Ryan, R. M. (1980) The empirical exploration of intrinsic motivational processes.Advances in Experimental Social Psychology 13:39-80.109. Dermer, M., Cohen, S. J., Jacobson, E. and Anderson, E. A. (1979) Evaluative judgments ofaspects of life as a function of vicarious exposure to hedonic extremes. Journal of Personality andSocial Psychology 37:247-60.110. Diener, E. (1984) Subjective Well-being. Psychological Bulletin 95: 542-75.111. Diener, E, Horowitz, J. and Emmons, R. A. (1985) Happiness of the very wealthy. Social IndicatorsResearch, 16:263-74.112. Diener, E. and Larsen, R. J. (1984) Temporal stability and cross-situational consistency of positiveand negative affect. Journal of Personality and Social Psychology 47:871-83.113. Diener, E., Larsen, R. J. and Emmons, R. A. (1984) Person X situation interactions: choice ofsituations and congruence response models. Journal of Personality and Social Psychology 47:580-92.114. Diener, E., Larsen, S., Levine, S, and Emmons, R. A. (1985) Intensity and frequency: dimensionsunderlying positive and negative affect. Journal of Personality and Social Psychology 48: 1253-65.115. Diener, E., Sandvik, E. and Larsen, R. J. (1985) Age and sex effects for emotional intensity.Development Psychology 21 :542-6.116. Dohrenwend, B. P. (1975) Sociocultural and socio-psychological factors in the genesis of mentaldisorders. Journal of Heulth and Social Behavior 16:365-92.117. Dooley, R. D. and Catalano, R. (1980) Economic change as a cause of behavioral disorder.Psychological Bulletin 87:450-68.274


اصادر118. Dovidio, J. F. (1984) Helping behaviour and altruism: an empirical and conceptual overview.Advances in Experimental Social Psychology 17:362-427.119. Dunnell, K. and Cartwright, A. (1972) Medicine Takers, Prescribers and Hoarders. LondonRoutledge & Kegan Paul.120. Easterlin, R. A. (1974) Does economic growth improve the human lot? Some empirical evidence.In P. A. David and M. Abramovitz (eds) Nations and Households in Economic Growth. NewYork: Academic Press.121. Eaton, W. W. (1978) Life events, social support, and psychiatric symptoms: a reanalysis of theNew Haven data. Journal of Heulth and Social Behavior 19:230-7.122. Edwards, J. N. and Klemmack, D. L. (1973) Correlations of life satisfaction: a reexamination.Journal of Gerontology 28:497-502.123. Ekman, P. (1982) Emotion in the Human Face (2nd ed). Cambridge: Cambridge University Press.124. Elder, G. H. (1974) Children of the Great Depression. Chicago: Chicago University Press.125. Ellis, A. (1962) Reason and Emotion in Psychotherapy. New York: Lyle Stuart Press.126. Ellison, D. L. (1969) Alienating and the will to live. Journal of Gerontology 24:361-7.127. Emmons, R. A. and Diener, E. (1985) Personality correlates of subjective well-being. Personalityand Social Psychology Bulletin 11:89-97.128. Emmons, R. A., Diener, E. and Larsen, R. J. (1986) Choice and avoidance of everyday situationsand affect congruence: two models of reciprocal interactionism. Journal of Personality and SocialPsychology, in press.129. Luro-Barometre (1983) No. 20, p. 1-38. The mood of Europeans.130. Exercise and Heulth (1984) American Academy of Physical Education, Champaign, III.: HumanKinetics Inc.131. Eysenck, H. J. (1976) The Measurement of Personality. Lancaster: MTP Press132. _____(1985) Personality, cancer and cardiovascular disease: a causal analysis. Personality andIndividual Differences 6:535-56.133. Eysenck, H. J. and Eysenck, S. B. G. (1975) Manual of the Eysenck Personality Questionnaire.London: Hodder & Stoughton.134. Farrell, D. (1983) Exit, voice, loyalty and neglect as responses to job satisfaction: a multidimensionalscaling study. Academy of Management Journal 26:596-607.135. Feather, N. T. (1982) Unemployment and its psychological correlates: a study of depressivesymptoms, self-esteem, Protestant Ethic values, attributional style and apathy. Australian Journalof Psychology 34: 309-23.136. Feather, N. T. and Bond, M. J. (1983) Time structure and purposeful activity among employedand unemployed university graduates. Journal of Occupational Psychology 56:241-54.137. Feather, N. T. and Davenport, P. R. (1983) Unemployment and depressive affect: a motivationaland attributional analysis. Journal of Personality and Social Psychology 41 :422-36.275


سيكولوجية السعادة138. Festinger, L., Schachter, S. and Back, K (1950) Social Pressures in Informal Groups. New York:Harper & Row.139. Finlay-Jones, B. and Eckhardt. B. (1981) Psychiatric disorder among the young unemployed.Australian and New Zealand Journal of Psychiatry 15:265-70.140. Finlay-Jones, R. A. and Burrill, P.W. (1977) The prevalence of minor psychiatric morbidity in thecommunity. British journal of Psychiatry 7:475-89.141. Fletcher, B. (1983) Marital relationships as a cause ofdeath: an analysis of occupational mortality and the hidden consequences of marriage - some UK data.Human Relations 36: 123-34.142. Folkins, C. H. and Sime, W. E. (1981) Physical fitness training and mental health. AmericanPsychologist 36:373-89.143. Fordyce, M. W. (1977) Development of a program to increase personal happiness. Journal ofCounseling Psychology 24:511 -21.144. Forgas, J. P., Bower, G. H. and Krantz, S. E. (1984) The influence of mood on perceptions ofsocial interaction. Journal of Experimental Social Psychology 20:497-513.145. Fox, J. W. (1980) Gove’s sex-role theory of mental illness: a research note. Journal of Heulth andSocial Behavior 21 :260-7.146. Franzoi, S. L., Davis, M. H. and Young, R. D. (1985) The effects of private self-consciousnessand perspective taking on satisfaction in close relationships. Journal of Personality and SocialPsychology 48:1584-94.147. Fraser, C. (1984) Pay comparisons and pay satisfaction. Paper to conference of European Associationfor Experimental Social Psychology, Tilburg.148. Freedman, J. L. (1978) Happy People. New York: Harcourt Brace Jovanovich.149. French J. R. P. Caplan, R. D. and Harrison, R. van (1982) The Mechanisms of Job Stress andStrain. Chichester: Wiley.150. Frost, R. O. and Green, M. L. (1982) Duration and post-experimental removal of Velten moodinduction procedure effects. Personality and Social Psychology Bulletin 8:341 -7.151. Fryer, D. and payne, R (1984) Precative behaviour in unemployment: findings and implications.Leisure Studies 3:273-95.152. Fuchs, C. Z. and Rehm, L. P. (1977) A self-control behavior therapy program for depression.Journal of Consulting and Clinical Psychology 45:206-15.153. Fuchs, E. and Havighurst, R. (1973) to Live on this Earth: American Indian Education. GardenCity, N. Y.: Doubleday, Anchor Books.154. Furnham, A. (1981) Personality and activity preference. British Journal of Social Psychology20:57-68.155. _____(1982a) The Protestant work ethic and attitudes towards unemployment. Journal ofOccupational Psychology. 55:277-81.276


اصادر156. _____(1982b) Explanations of unemployment in Britain. European Journal of Social Psychology12:335-52.157. _____(1984a) Many sides of the coin: the psychology of money usage. Personality and IndividualDifferences 5:501-9.158. _____(1984b) Extraversion, sensation-seeking, stimulus screening and type ‘A’ behaviour pattern:the relationships between various levels of arousal. Personality and Individual Differences 5:133-40.159. _____(1984c) Work values and beliefs in Britain. Journal of Occupational psychology 5:281-91.160. ____(1984d) The Protestant Work Ethic: a review of the psychological literature. European Journalof Social Psychology 14:87-104.161. Furnham, A. and Lewis, A. (1986) The Economic Mind: The Social Psychology of EconomicBehavior. Brighton. Wheatsheaf.162. Furnham, A. and Shaeffer, R. (1984) Person-environment fit, job satisfaction and mental health.Journal of Occupational Psychology 57:295-307.163. Callup, G. H. (1976) Human needs and satisfaction: a global survey. Public Opinion Quarterly40:459-67.164. General Household Survey (1980, 1983) Nos. I l and 12. London: HMSO.165. Gentry, J. W. and Doering, M. (1979) Sex role orientation and leisure. Journal of Leisure Research11:102- 11.166. Gerstel, N., Riessman, C. K and Rosenfield, S. (1985) Explaining the symptomatology of divorcedwomen and men; the role of material conditions and social networks. Social Forces 64:84-101.167. Ginandes, C. (1977) Life satisfaction and self-esteem values in men of four different socio-economicgroups. Ph. D Boston University.168. Glenn, N. D. and McLanahan, S. (1981) The effects of Off spring on the psychological well-beingof older adults. Journal of Marriage and the Family 43:409-21.169. Glenn, N. D. an Weaver, C. N. (1978) A multivariate, multisurvey study of marital happiness.Journal of Marriage and the Family 40:269-82.170. Goldberg. D. (1972) The Detection of Psychiatric Illness by Questionnaire. Oxford: OxfordUniversity Press.171. (1978) Manual of the General Heulth Questionnaire. Windsor: NFER.172. Goldman, W. and Lewis, P. (1977) Beautiful is good: evidence that the physically attractive aremore socially skilled. Journal of Experimental Social Psychology 13: 125 30.173. Goldthorpe, J., Lockwood, D., Bechofer, F. and Platt. J. (1968) The affluent Worker. Cambridge:Cambridge University Press.174. Gomberg. E. S. and Franks, V. (eds) (1979) Gender and Disordered Behavior: Sex Differences inPsychopathology. New York: Brunner/Mazerl.175. Gouaux C. (1971) Induced states and interpersonal attraction. Journal of Personality and Social277


سيكولوجية السعادةPsychology 20:37-43.176. Gove, W.R. (1972) The relationship between sex roles, marital status and mental illness. SocialForces 51:34-44.177. _____(1984) Gender differences in mental and physical illness: the effects of fixed roles andnurturant roles. Social Science and Medicine 19:77-91.178. Gove, W.R. and Tudor, J. (1973) Adult sex roles and mental illness. American Journal of Sociology77:812-35.179. Graef, R., Csikszentmihalyi, M. and Gianinno, S.M. (1983) Measuring intrinsic motivation ineveryday Life. Leisure Studies 2:155-68.180. Greer, S. and Watson, M. (1985) Towards a psychobiological model of cancer: psychologicalconsiderations. Social Science and Medicine 20:773-7.181. Griffit, W. and Veitch, R. (1971) Hot and crowded: influences of population density on interpersonalaffective behavior. Journal of‘ Personality and Social Psychology 17:92-8.182. Gruneberg, M.M. (1979) Understanding Job Satisfaction. New York: Wiley.183. Gurin, G., Veroff, J. and Feld, S. (1960) Americans View their Mental Health. New York: BasicBooks.184. Gurney, R.M. (1980) The effects of unemployment on the psycho-social development of schoolleavers.Journal of Occupational Psychology 53:205-13.185. Guttentag, M., Salasin, S, and Belle, D. (1980) The Mental Heulth of Women. New York: AcademicPress.186. Hackett, R. D. and Guion, R. M. (1985) A re-evaluation of the absenteeism - job satisfactionrelationship. Organizational Behaviour and Human Decision Processes 35:340-87.187. Hackman, J.R. (1977) Work design. In J. R. Hackman and J..L. Suttle (eds) Improving Life atWork. Santa Monica: Goodyear.188. Hall, J.A. (1984) Nonverbal Sex Differences. Baltimore and London: Johns Hopkins UniversityPress.189. Hammen, C.L. and Peters, S.D. (1978) Interpersonal consequences of depression: responses tomen and women enacting a depressed role. Journal of Abnormal Psychology 87:322-32.190. Hammen, C.L., Rook, K.S. and Harris, G. (1979) ‘Effect of activities and attributions on depressedmood. ‘Unpublished ms, University of California, Los Angeles. Cited by Blaney (1981).191. Hannay, D.R. (1979) The Symptom Iceberg. London and Boston: Routledge & Kegan Paul.192. Harackiewicz, J.M., Sansome, C. and Manderlink, G. (1985) Competence, achievement orientation,and intrinsic motivation: a process analysis. Journal of Personality and Social Psychology 48:493-508.193. Harding, S.D. (1982) Psychological well-being in Great Britain: an evaluation of the Bradburnaffect balance scale. Personality, and Individual Differences 3:167-75.194. Haring Hidore, M., Stock, W.A. Okun, M.A. and Witter, R.A. (1985) Marital status and subjective278


اصادرwell-being: a research synthesis. Journal of Marriage and the Family, 47:947-53.195. Harre, R., Clarke, D.D. and De Carlo, N. (1985) Motives and Mechanisms. London: Methuen.196. Havighurst, R.J. (1961) The nature and values of meaningful free-time activity. In R.W. Kleemeier(ed) Aging and Leisure. New York: Oxford University Press.197. Haw, A.H. (1982) Women, work and stress: a review and agenda for the future. Journal of Healthand Social Behavior 23:132-44.198. Headey, B., Holmstrom, E. and Wearing, A. (1984) Well-being and ill-being: different dimensions?Social Indicators Research 14:115-39.199. Headey, B, and Wearing, A. (1986) Chains of well-being, chains of ill-being, InternationalSociological Association conference, New Delhi.200. Heath, A. (1981) Social Mobility. London: Fontana.201. Heiby, E.M. (1983) Assessment of frequency of self-reinforcement. Journal of Personality andSocial Psychology 44:1304-7.202. Heiby, E.M., Ozaki, M. and Campos, P.E. (1984) The effects of training in self-reinforcement andreward: implications for depression. Behaviour Therapy 15:544-9.203. Henderson, M. and Argyle, M. (1985) Social support by four categories of work colleagues:relationship between activities, stress and satisfaction. Journal of Occupational Behaviour 6:229-39.204. Henderson, M. Argyle, M. and Furnham, A. (1984) The assessment of positive life events.,Unpublished.205. Henderson, S. Byrne, D.G. Duncan-Jones, P. Scott, R. and Adcock, S. (1980) Social relationships,adversity and neurosis: a study of associations in a general population sample. British Journal ofPsychiatry’ 136:574-83206. Henderson, S. and Duncan-Jones, P. (1981) Neurosis and the Social Environment. Sydney:Academic Press.207. Henry, A.F. and Short, J.F. (1959) Suicide and Homicide. Glencoe, III.: Free Press.208. Herzberg, F., Mausner, B. and Snyderman, B. (1959) The Motivation to Work. New York: Wiley.209. Hobbs, J.E. (1980) Applied Climatology. Folkestone: Dawson.210. Hoffman, L.W. and Manis, J.D. (1982) The value of children in the United States. In F.I. Nye (ed)Family Relationships. Beverly Hills: Sage.211. Hofstede, G. (1980) Culture’s Consequences: International Differences in Work and Related Values.Beverly Hills: Sage.212. Holahan, C. and Moos, R. (1981) Social support and psychological distress: a longitudinal analysis.Journal of Abnormal Psychology 90:365-70.213. Hollon, S.D. (1981) Comparisons and combinations with alternative approaches. In L. P. Rehm(ed) Behavior Therapy for Depression. New York: Academic Press.214. Hoppock, R. (1935) Job Satisfaction. New York: Harper.279


سيكولوجية السعادة215. Horowitz, L. M., French, de S. and Anderson, C.A. (1982) The prototype of a lonely person. In L.Peplau and D. Perlman (eds) Loneliness. New York: Wiley.216. House, J.S. (1980) Occupational Stress and the Mental and Physical Heulth of Factory Workers.Ann Arbor: University of Michigan Survey Research Center.217. Howard, M. and Dawes, R.M. (1976) Linear prediction of marital happiness. Personality andSocial Psychology Bulletin 2:478-80.218. Hughes, M. and Gove, W.R. (1981) Living alone, social integration, and mental health. AmericanJournal Sociology 87:48-74.219. Hulin, C.L. and Blood, M.R. (1968) job enlargement, individual differences, and worker responses.Psychological Bulletin 69: 41-55.220. Hulin, C.L. and Smith, P.C. (1964) Sex differences in job satisfaction. Journal of Applied Psychology48:88-92.221. Iaffaldano, M.T. and Muchinsky, P.M. (1985) Job satisfaction and job performance: a meta analysis.Psychological Bulletin 97:251 -73.222. Innes, J.M. (1981) Social psychological approaches to the study of the induction and alleviation ofstress: influences upon health and illness. In G.M. Stephenson and J.H. Davis (eds) Progress inApplied Social Psychology, 1. Chichester: Wiley.223. Isen, A.M., Clark, M. and Schwartz, M.F. (1976) Duration of the effect of good mood on helping:‘footprints on the sands of time.’ Journal of Personality and Social Psychology 34:383-93.224. Isen, A.M. and Daubman, K.A. (1984) The influence of affect on categorisation. Journal ofPersonality and Social Psychology 47: 1206-17.225. Isen, A.M. and Georgoglione, J.M. (1983) Some specific effects of four affect-induction procedures.Personality and Social Psychology Bulletin 9: 136-43.226. Isen, A.M., Johnson, M.M.S., Mertz, E. and Robinson, G.F. (1985) The influence of positiveaffect on the unusualness of word association. Journal of Personality and Social Psychology48:1413-26.227. Isen, A.M. and Means, B. (1983) The influence of positive affect on decision-making strategy.Social Cognition 2:18-31.228. Isen, A.M. Schalker, T.E., Clark, M. and Karp, L. (1978) Affect, accessibility of material inmemory, and behaviour: a cognitive loop? Journal of Personality and Social Psychology 36:1-12.229. Iversen, S.D. and Iversen, L.L. (1981) Behavioral Pharmacology. New York: Oxford UniversityPress.230. Izard. C.E. (1977) Human Emotions. New York and London:Plenum.231. Jackson, P. (1984) Efficacy, self-esteem and unemployment. Paper at BPS Social SectionConference, Oxford.232. Jackson, P. and Warr, P.B. (1984) Unemployment and psychological ill-health: the moderatingrole of duration and age. Psychological Medicine 14:605-14.280


اصادر233. Jahoda, M. (1981) Work, employment, and unemployment. American Psychologist 36:184-91.234. Jemmott, J.B. and Locke, S.E. (1984) Psychosocial factors, immunology mediation, and humansusceptibility to infectious diseases: how much do we know? Psychological Bulletin 95:78-108.235. Jenkins, D. (1981) QWL - current trends and directions. Issues in the Quality of Working Life.No. 3. Toronto: Ontario Ministry of Labour.236. Johnson, A. (1977) Sex differentials in coronary heart disease: the explanatory role of primaryrisk factors. Journal of Heulth and Social Behaviour 18:46-54.237. Kabanoff, B. (1980) Work and non work: a review of models, methods and findings. PsychologicalBulletin 88:6-77.238. _____(1982) Occupational and sex differences in leisure needs and leisure satisfaction. Journal ofOccupational Behaviour 3:233-45.239. Kahn, R. L. (1981) Work and Heulth. New York: Wiley.240. Kalleberg, A.L. and Loscocco, K.A (1983) Aging, values and rewards: explaining age differencesin job satisfaction. American Sociological Review 48:78-90.241. Kammann, R. and Flett, R. (1983) Affectometer 2: a scale to measure current level of generalhappiness. Australian Journal of Psychology 35, 259-65.242. Kammann, R., Smith, R., Martin, C. and McQueen, M. (1984) Low accuracy in judgments ofothers’ psychological well-being as seen from a phenomenological perspective. Journal ofPersonality 52: 107-23.243. Kandel, D.B. , Davies, M. and Raveis, V.H. (1985) The stressfulness of daily social roles forwomen: marital, occupational and household roles. Journal of Heulth and Social Behavior 26:64-78.244. Kanner, A.D., Coyne, J.C., Schaefer, C. and Lazarus, R.S. (1981) Comparison of two methods ofstress measurement: daily hassles and uplifts versus major life events. Journal of BehavioralMedicine 4:1-39.245. Kaplan, E.M. and Cowen, E.L. (1981) Interpersonal helping behaviour of industrial foremen.Journal of Applied Psychology 66:633-8.246. Kasl, S.V. (1973) Mental health and the work environment: an examination of the evidence.Journal of Occupational Medicine 15: 509-18.247. Kearl, M.C. (1981-2) An inquiry into the positive personal and social effects of old age stereotypesamong the elderly. International Journal of Aging and Human Development 14:277-90.248. Kelly, J.R. (1983) Leisure Identities and Interactions. London: Allen & Unwin.249. Kelvin, P. (1980) The social psychological bases and implications of structural unemployment. InR. Gilmour and S. Duck (eds) The Development of Social Psychology. London: Academic Press.250. _____(1981) Work as a source of identity. British Journal of Counseling and Guidance 9:2-11.251. Kelvin, P. and Jarrett, J. (1985) The Social Psychological Effects of Unemployment. Cambridge:Cambridge University Press.281


سيكولوجية السعادة252. Kessler, R.C. (1982) a disaggregation of the relationship between socioeconomic status andpsychological distress. American Sociological Review 47:752-64.253. Kessler, R.C., Brown, R.L. and Broman, C.L. (1981) Sex differences in psychiatric help-seeking:evidence from four large-scale surveys Journal of Heulth and Social Behaviour 22 :49-64.254. Kessler, R.C. and Cleary, P.D. (1980) Social class and psychological distress. American SociologicalReview, 45:463-78.255. Kessler, R.C. and Essex, M. (1982) Marital status and depression: the importance of copingresources. Social Forces 61:484:507.256. Kessler, R.C. and McRae, J.A. (1981) Trends in the relationship between sex and psychologicaldistress: 1957-76. American Sociological Review 46:443-52.257. _____(1983) Trends in the relationship between sex and attempted suicide. Journal of Heulth andSocial Behaviour 24:98-110.258. Kessler, R.C., Price, R.H. and Wortman, C.B. (1985) Social factors in psychopathology: stress,social support and coping processes. Annual Review of Psychology, 36:531 -72.259. Klemmack. D.L. and Roff, L.L. (1984) Fear of personal aging and subjective well-being in laterlife. Journal of Gerontology 39:356-58.260. Kobasa, S.C. (1982) The hardy personality: toward a social psychology of stress and health. InG.S. Sanders and J. Suls (eds) Social Psychology of Health and Illness. Hillsdale, NJ: Erlbaum.261. Kobasa, S.C. and Puccetti, M.C. (1983) Personality and social resources in stress resistance. Journalof Personality and Social Psychology 45:839-50.262. Kobrin. F.E. and Hendershot, G.E. (1977) Do family ties reduce mortality? Evidence from theUnited States 1966-68. Journal of Marriage and the Family 39:737-45.263. Kohn, M.L. (1972) Class, family and schizophrenia: a reformulation. Social Forces 50:295-304.264. Krantz, D.S., Gruneberg, N.E. and Baum, A. (1985) Health psychology. Annual Review ofPsychology 36:349-83.265. Kraus, R. (1978) Recreation and Leisure in Modern Society. Santa Monica: Goodyear.266. Kraut, R.E. and Johnston, R.E. (1979) Social and emotional messages of smiling: an ethologicalapproach. Journal of Personality and Social Psychology 37:1539-53.267. Laird, J.D. (1984) The real role of facial response in the experience of emotion: a reply to Tourangeauand Ellsworth, and others. Journal of Personality and Social Psychology 47:909- 17.268. Lane, R.E. (1983) Money and the varieties of happiness. Paper at International Society of PoliticalPsychology, Oxford.269. Langner, T.S. (1962) A twenty-two item screening score of psychiatric symptoms indicatingimpairment. Journal of Health and Social Behaviour 3: 269-79.270. Langner, T.S. and Michael, S.T. (1963) Life Stress and Mental Health. Glencoe: Free Press.271. Lanzetta, J.T. Cartwright-Smith, J. and Kleck, R.E. (1976) Effects of nonverbal dissimulation onemotional experience and autonomic arousal. Journal of Personality and Social Psychology 33:354-282


اصادر70.272. LaRocco, J.M., House, J.S. and French, J.R.P. (1980) Social support, occupational stress andhealth. Journal of Health and Social Behaviour 21: 202- 18.273. Larson, R. (1978) Thirty years of research on the subjective well-being of older Americans. Journalof Gerontology 33: 109-25.274. Larson, R.W. (1984) States of consciousness in personal relationships: a life span perspective.Paper at International Conference on Personal Relationships, Madison.275. Larson, R., Csikszentmihalyi, M. and Freeman, M. (1984) Alcohol and marijuana use in adolescents’daily lives: a random sample of experiences. International Journal of the Addictions 19:367-81.276. Lawler, E.E. (1971) Pay and Organizational Effectiveness. New York: McGraw-Hill.277. Lawler, E.E. and Porter, L.W. (1967) The effect of performance on job satisfaction. IndustrialRelations 8:20-8.278. Layden, M.A. (1982) Attributional style therapy. In C. Antaki and C. Brewin (eds) Attributionsand Psychological Change. London: Academic Press.279. Lazarus, R.S., Averill, J.R. and Opton, E.M. (1970) Towards a cognitive theory of emotion. InM.B. Arnold (ed) Feeling and Emotion. New York: Academic Press.280. Lester, D. (1984) The association between the quality of life and suicide and homicide rates.Journal of Social Psychology 124:247-8.281. Levenson, R. and Gottman, J. (1985) Physiological and affective predictors of change in relationshipsatisfaction. Journal of Personality and Social Psychology 49:85-94.282. Levinthal, C.F. (1983) Introduction to Physiological Psychology (2nd ed). Englewood Cliffs, NJ:Prentice-Hall.283. Lewinsohn, P.M. and Graf, M. (1973) Pleasant activities and depression. Journal of Consultingand Clinical Psychology 41 :261-8.284. Lewinsohn, P.M. and MacPhillamy, D.J. (1974) The relationship between age and engagement inpleasant activities. Journal of Gerontology 29:290-4.285. Lewinsohn, P.M., Mischel, W., Chaplin, W. and Barton, R. (1980) Social competence anddepression: the role of illusory self-perceptions. Journal of Abnormal Psychology 89:203-12.286. Lewinsohn, P.M., Steinmetz, J.L., Larson, D.W. and Franklin, J. (1981) Depression-relatedcognitions: antecedents or consequence? Journal of Abnormal Psychology 90:213-19.287. Lewinsohn, P.M., Sullivan, J.M. and Grosscup, S.J. (1982) Behavioural therapy: clinicalapplications. In A.J. Rush (ed) Short-term Therapies for Depression. New York: Guilford.288. Liang, J. and Fairchild, T.J. (1979) Relative deprivation and perception of financial adequacyamong the aged. Journal of Gerontology 34:746-59.289. Lichter, S., Haye, K. and Kammann, R. (1980) Increasing happiness through cognitive training.New Zealand Psychologist 9:57-64.290. Liem, R. and Liem, J. (1978) Social class and mental illness reconsidered: the role of economic283


سيكولوجية السعادةstress and social support. Journal of Health and Social Behaviour 19:139-56.291. Littlewood, R. and Lipsedge, M. (1982) Aliens and Alienists. Harmonds-worth: Penguin.292. Lloyd, G.C. and Lishman, W.A. (1975) Effect of depression on the speed of recall of pleasant andunpleasant experiences. Psychological Medicine 5:173-80.293. Locke. E.A (1976) The nature and cause of job satisfaction. In M.D. Dunnette (ed) Handbook ofIndustrial and Organizational Psychology-Chicago: Rand McNally.294. Loher, B.T., Noe, R.A., Moeller, N.L. and Fitzgerald, M.P. (1985) A meta analysis of the relationof job characteristics to job satisfaction. Journal of Applied Psychology 70:280-9.295. Lynch, J.J. (1977) The Broken Heart. New York: Basic Books.296. Lynn, R. (1981) Cross-cultural differences in neuroticism, extraversion and psychoticism. In R.Lynn (ed) Dimensions of Personality. Oxford: Pergamon.297. Lyon, R. (1982) National differences in anxiety and extraversion. Progress in ExperimentalPersonality Research 11:213-58.298. McCann, I.L. and Holmes, D.S. (1984) Influence of aerobic exercise of depression. Journal ofPersonality and Social Psychology 46:1142-7.299. McEvoy, G.M. and Cascio, W.F. (1985) Strategies for reducing employee turnover: a meta analysis.Journal of Applied Psychology 70 342-53.300. McKennell, A.C. and Andrews, F.M. (1980) Models of cognition and affect in perception of wellbeingSocial Indicators Research 8:257-98.301. MacPhillamy, D.J. and Lewinsohn, P.M. (1976) Manual for the Pleasant Events Schedule.University of Oregon.302. Malatesta, C.Z. (1985) The Development of Expressive Behavior. Orlando: Academic Press.303. Mangoine, T.W. and Quinn, R.P. (1975) Job satisfaction, counter productive behavior and druguse at work. Journal of Applied Psychology 60:114-16.304. Mann, F.C. and Baumgartel, H.J. (1953) Absences and Employee Attitudes in an Electric PowerCompany. Ann Arbor, Michigan: Institute for Social Research.305. Manucia, G.K., Baumann, D.J. and Cialdini, R.B. (1984) Mood influences on helping: directeffects or side effects? Journal of Personality and Social Psychology 46:357-64.306. Marcus, A.C. and Siegel, J.M. (1982) Sex differences in the use of physician services: a preliminarytest of the fixed role hypothesis. Journal of Heulth and Social Behaviour 23: 186-97.307. Marks, T. and Hammen, C.L. (1982) Interpersonal mood induction: situational and individualdeterminants. Motivation and Emotion 6: 387-99.308. Marsella, A.J. (1980) Depressive experience and disorder across cultures. In H. Triandis and J.Draguns (eds) Handbook of Cross-Cultural Psychology, Vol. 6, Boston: Allyn & Bacon.309. Marsh, P. and Harre, R. (1978) The world of football hooligans. Human Nature 1:62-9.310. Marsh, P., Rosser, E. and Harre, R. ( 1978) The Rules of Disorder. London: Routledge & KeganPaul.284


اصادر311. Martin, M., Ward, J.C. and Clark, D.M. (1983) Neuroticism and the recall of positive and negativepersonality information. Behaviour Research and Therapy 21 :495-503.312. Maslow, A.H. (1968) Toward a Psychology of Being. Princeton: Van Nostrand.313. Masters, W.H. and Johnson, V.E. (1970) Human Sexual Inadequacy. London: Churchill.314. Matheson. D.W. and Davison, M.A. (1972) (eds) The Behavioural Effects of Drugs. New York:Holt, Rinehart & Winston.315. Matlin, M.W. and Gawron, V.J. (1979) Individual differences in Pollyannaism. Journal ofPersonality Assessment 43:411- 12.316. Matthews, K.A. (1982) Psychological perspectives on the Type A behaviour pattern. PsychologicalBulletin 91 :293-323.317. Mednick, M.T.S., Tangri, S.S. and Hoffman, L.W. (eds) (1975) Women and Achievement. NewYork: Wiley.318. Metzner, H. and Mann, F. (1953) Employee attitudes and absences. Personnel Psychology 6:467-85.319. Michaelos, A.C. (1980) Satisfaction and happiness. Social Indicators Research 8:385-422.320. (1985) Multiple discrepancies theory (MDT). Social Indicators Research 16: 347-413.321. Miller, R.C. and Berman, J.S. (1983) The efficacy of cognitive behaviour therapies: a quantitativereview of the research evidence. Psychological Bulletin 94:39-53.322. Mintz, N. (1956) Effects of esthetic surroundings. Journal of Psychology 41:459-66.323. Moberg, D.O. and Taves, M.J. (1965) Church participation and adjustment in old age. In A.M.Rose and W.A. Peterson (eds) Older People and their Social World. Philadelphia: F.A. Davis.324. Mobley, W.H. (1977) Intermediate linkages in the relationship between job satisfaction andemployee turnover. Journal of Applied Psychology 62:237-40.325. MORI (1983) Loneliness. London: Market and Opinion Research International.326. Moser, K.A., Fox, A.J. and Jones D.R. (1984) Unemployment and mortality in the OPCSLongitudinal study. Lancet 2:1324-9.327. Motowidlo, S.J. (1984) Does job satisfaction lead to consideration and personal sensitivity?Academy of Management Journal 27:910-15.328. Moylan, S. Miller, J. and Davies, R. (1984) For Richer for Poorer: DHSS Study of UnemployedMen. London: HMSO.329. Murray, J.P. and Kippax, S. (1979) From the early window to the late night show: internationaltrends in the study of television’s impact or children and adults. Advances in Experimental SocialPsychology 12:253-320.330. Nathanson, C.A. (1980) Social roles and health status among women. Social Science and Medicine14A:463:71.331. Near, J.P., Rice, R.W. and Hunt, R.G. (1980) The relationships between work and nonwork domains.Academy of Management Review 5:415-29.285


سيكولوجية السعادة332. Oakley, A. (1974) The Sociology of Housework. London: Routledge & Kegan Paul.333. O’Connor, P. and Brown, G. (1984) Supportive relationships: fact or fancy? Journal of Social andPersonal Relationships 1:159-75.334. Office of Population and Censuses and Surveys (OPCS) (1978) Life Tables. The Registrar General’sdecennial supplement for England and Wales 1970-72. London HMSO.335. Okun, M.A., Stock, W.A. Haring, M.J. and Witten, R.A. (1984) Health and subjective well-being:a meta-analysis. International Journal of Aging and Human Development 19,111-32.336. Olds, J. and Milner, O. (1954) Positive reinforcement produced by electrical stimulation of septalareas and other regions of the rat brain. Journal of Comparative and Physiological Psychology47:419-27.337. O’Malley, M.N. and Andrews, L. (1983) The effects of mood and incentives on helping: are theresome things money can’t buy? Motivation and Emotion 7:179-89.338. Ormont, L.R. (1981) Aggression and cancer in group treatment. In J.G. Goldberg (ed)Psychotherapeutic Treatment 000of Cancer Patients. New York” Free Press.339. Pahl. R.E. (1984) Divisions of Labour. Oxford: Basil Blackwell.340. Pahnke, W.H. (1966) Drugs and mysticism. International Journal of Parapsychology 8:295-314.341. Palmore, E. (1969) Predicting longevity: a follow-up controlling for age. The Gerontologist 9:247-50.342. Palmore, E.B., Fillenbaum, G.G. and George, L.K. (1984) Consequences of retirement. Journal ofGerontology 39:109-16.343. Paloutzian, R.F. and Ellison, C.W. (1982) Loneliness, spiritual well-being and the quality of life.In L.A. Peplau and D. Perlman (eds) Loneliness. New York: Wiley.344. Palys, T.S. and Little, B.R, (1983) Perceived lifesatisfaction and the organization of personal project systems. Journal of Personality and SocialPsychology 44: 1221-30.345. Parker, S. (1983) Leisure and Work. London: Allen & Unwin.346. Parkes, K.R. (1980) Social desirability, defensiveness and self-report psychiatric inventory scores.Psychological Medicine 10:735-42.347. _____(1982) Occupational stress among student nurses: a natural experiment. Journal of AppliedPsychology 67:784-96.348. _____(1984) Locus of control, cognitive appraisal, and coping in stressful episodes. Journal ofpersonality and Social Psychology 46:655-68.349. Paykel, E.S. Emms, E.M., Fletcher, J. and Rassaby, E.S. (1980) Life events and social support inpuerperal depression. British Journal of Psychiatry 136:339-46.350. Payne, R. (1980) Organizational stress and social support. In C.L. Cooper and R. Payne (eds)Current Concerns in Occupational Stress. Chichester: Wiley.351. Payne, R., Warr, P. and Hartley, J. (1984) Social class and psychological ill-health during286


اصادرunemployment. Sociology of Heulth and Illness 6: 152-74.352. Pearce, P.L. (1982) The Social Psychology of Tourist Behaviour. Oxford: Pergamon.353. Pearlin, L.I., Liebermann, M.A., Menaghan, E.G., and Mullan, J.T. (1981) The stress process.Journal of Heulth and Social Behaviour 22: 337:56.353. Pearlin, L.I., Liebermann, M.A., Menaghan, E.G., and Mullan, J.T. (1981) The stress process.Journal of Health and Social Behaviour 22:337-56.354. Pendleton, B.F. and Yang, S-O, W (1985) Socioeconomic and health effects on mortality declinesin developing countries. Social Science and Medicine 20:453-60.355. Peplau, L.A. and Perlman, D. (eds) (1982) Loneliness. New York: Wiley.356. Persons, J. B. and Rao, P. A. (1980) Longitudinal study cognitions, life events, and depression inpsychiatric inpatients. Journal of Abnormal Psychology 94: 51-63.357. Platt, S. (1984) Unemployment and suicidal behaviour: a review of the literature. Social Scienceand Medicine 19 (2):93-115.358. Preston, S. H. (1975) The changing relation between mortality and level of economic development.Population Studies 29:231 -48.359. Privette, G. (1983) Peak experience, peak performance, and peak flow: a comparative analysis ofpositive human experiences. Journal of Personality and Social Psychology 45: 1361-8.360. Privette, G. and Landsman, T. (1983) Factor analysis of peak performance: the full use of potential.Journal of Personality and Social Psychology 44: 195-200.361. Public Opinion (1981) Oct/Nov issue.362. Radloff, L. S. (1980) Risk factors for depression. In M. Guttentag (ed) The Mental Heulth ofWomen. New York: Academic Press.363. Rapoport, R. and Rapoport, R. N. (1975) Leisure and the Family Life of Cycle. London: Routledge& Kegan Paul.364. Rehm, L. P. (1978) Mood, pleasant events, and unpleasant events: two pilot studies. Journal ofConsulting and Clinical Psychology 46: 854-9.365. Rehm, L. P. and Kornblith, S. J. (1979) Behavior therapy for depression: a review of recentdevelopments. Progress in Behavior Modification 7: 277-318.366. Reich, A. and Zautra, J. (1980) Positive life events and reports of well-being; some usefuldistinctions. American Journal of Community Psychology 8: 657-70.367. _____(1981) Life events and personal causation. Journal of Personality and Social Psychology41: 1002-12.368. _____(1983) Demands and designs in daily life: some influences on well-being. American Journalof Community Psychology 11: 41-58.369. Reid, I. (1981) Social Class Differences in Britain. London: Grant Mcintyre.370. Reid, I. and Wormald, E. (1982) Sex Differences in Britain. London: Grant McIntyre.371. Reis H. T. (1984) Social interaction and well-being. In S. Duck (ed.) Personal Relationships, 5:287


سيكولوجية السعادةRepairing Personality Relationships. London: Academic Press.372. Reis, H. T., Nezlek, J., Kernis, M. H. and Spiegel, N. (1984) On specificity in the impact of socialparticipation on physical and mental health. Journal of Personality and Social Psychology 48:456-71.373. Reskin, B. F. and Coverman, S. (1985) Sex and race in the determinants of psychophysical distress:a reappraisal of the sex-role hypothesis. Social Forces 63: 1038-59.374. Rhodes, S. R. (1983) Age-related differences in work attitudes and behavior: a review and conceptualanalysis. Psychological Bulletin 93: 328-67.375. Rimland, B. (1982) The altruism paradox. Psychological Reports 51: 521-2.376. Roberts, K. (1981) Leisure (2nd ed.). London: Longman.377. Robinson, J. P. (1977) How Americans Use Time. New York and London Praeger.378. Rodgers, W. L. and Converse, P. E. (1975) Measures of the perceived overall quality of life.Social Indicators Research 2:379. Rohrbaugh, J. (1981) Women: Psychology’s Puzzle. London: Sphere Books.380. Rolls, E. T. (1979) Effects of electrical stimulation of the brain on behaviour. Psychology Surveys2: 151-69. London: Allen & Unwin.381. Rosenhan, D. L., Salovey, P. and Hargis, K. (1981) The joys of helping: focus of attention mediatesthe impact of positive affect o altruism. Journal of Personality and Social Psychology 40: 899-905.382. Ross, C. E., Mirowsky, J. and Ulbrich, P. (1983) Distress and the traditional female role: acomparison of Mexicans and Angols. American Journal of Sociology: 670-82.383. Ross, H. G. and Milgram, J. L. (1982)Important variables in adult sibling relationships: a quantitative study. In M. E. Lamb and B. SuttonSmith (eds) Sibling Relationships. Hillsdale, NJ: Erlbaum.384. Roy, D. F. (1959) Banana time: job satisfaction and informal interaction. Human Organization 18:158-68.385. Rubenstein, C. (1980) Vacations. Psychology Today 13, May: 62-76.386. Runciman, W. G. (1966) Relative Deprivation and Social Justice. London: Routledge & KeganPaul.387. Rusbult, C. E. and Farrell, D. (1983) A longitudinal test of the investment model: the impact onjob satisfaction, Job commitment, and turnover of variations in rewards and costs, alternativesand outcome. Journal of Applied Psychology 68 429-38.388. Russell, D., Cutrona, C. E., Rose, J. and Yurko, K. (1984) Social and emotional loneliness: anexamination of Weiss’s typology of loneliness. Journal of Personality and Social Psychology46:1313-21.389. Russell, J. A. (1980) A circumflex model of affect. Journal of Personality and Social Psychology39:1161-78.288


اصادر390. _____(1983) Pancultural aspects of the human conceptual organization. Journal of Personalityand Social Psychology 45:1281-8.391. Sales, S. M. and House, J. (1971) Job dissatisfaction as a possible risk factor in coronary heartdisease. Journal of Chronic Diseases 23:861-73.392. Sanchez, V. C. (1978) Assertion training: effectiveness in the treatment of depression. PhD thesis,University of Oregon. Cited by Blaney (1981).393. Serason, B. R., Sarason, I. G. Hacker, T. A. and Bashem, R. B. (1985) Concomitants of socialsupport: skills, physical attractiveness and gender. Journal of Personality and Social Psychology49:469-80.394. Schachter, F. F. (1982) Sibling deidentification and split-parent identification: a family tetrad. InM. E. Lamb and B. Sutton-Smith (eds) Sibling Relationships. Hillsdale, NJ Erlbaum.395. Schachter, S. and Singer, J. (1962) Cognitive, social and physiological determinants of emotionalstate. Psychological Review 69:379-99.396. Scherer, K. R., Summerfield, A. B. and Wallbott, H. G. (1983) crossnational research on antecedentsand components of emotion: a progress report. Social Science Information 22:355-85.397. Schmitt, N. and Bedian, A. G. (1982) A comparison of LISREL and two-stage least squaresanalysis of a hypothesised life - job satisfaction, reciprocal relationship. Journal of AppliedPsychology 67:&06-17.398. Schulz, R. and Decker, S. (1985) Long-term adjustment to physical disability: the role of socialsupport, perceived control, and self-blame. Journal of Personality and Social Psychology 48:1162-72.399. Schwab, D. P. and Wallce, M. J. (1974) Correlates of employee satisfaction with pay. IndustrialRelations 13:78-89.400. Schwab, J. J. and Schwab, M. E. (1978) Sociocultural Roots of Mental Illness. New York: Plenum.401. Schwartz, J. C. and O’Connor, C. J. (1984) The social ecology of memorable emotional experience.Paper at Second International Conference on Personal Relationships, Madison.402. Schwarz, N. and; Clore, G. L. (1983) Mood, misattribution and judgments of well-being: informationand directive functions of affective states. Journal of Personality and Social Psychology 45:513-23.403. Schwarz, N., Strack, F., Kommer, D. and Wagner, D. (1984) Success rooms and the quality ofyour life: further evidence on the informative function of affective states. Conference of EuropeanAssociation of Experimental Social Psychology, Tilburg.404. Sennett, R. and Cobb, J. (1972) The Hidden Injuries of Class. New York: Random House.405. Shaver, P. and Buhrmeister, D. (1983) Loneliness, sex-role orientation and grouplife: a socialneeds perspective. In P. B. Paulus (ed) Basic Group Processes. New York: Springer.406. Shekelle, R. B et al. (1981) Psychological depression and 17-year risk of death from cancerPsychosomatic Medicine 43:117-25.289


سيكولوجية السعادة407. Shikiar, R. and Freudenberg. R. (1982) Unemployment rates as a moderator of the job dissatisfaction- turnover relation. Human Relations 10:845-56.408. Simmons, R. G. (1978) Blacks and high self-esteem: a puzzle. Social Psychology Quarterly 41:54-7.409. Singer, E., Garfinkel R., Cohen, S. M. and Srole, L. (1976) Mortality and mental health evidencefrom the Midtown Manhattan restudy. Social Science and Medicine 10:517-25.410. Singer, K. (19843 Depressive disorders from a transcultural perspective In J. E. Mazzich and C.E.Berganza (eds) Culture and Psychopathology. New York: Columbia University Press.411. Smith, P. C., Kendall, L. M. and Hulin, C. L. (1969) The Measurement of Satisfaction in Workand Retirement. Chicago Rand McNally.412. Smith, R. (1985-6) Occupationless health. British Medical Journal (11 articles) 12 October-25January.413. Smith, S. and Razzell, P. (1975) The Pools Winners. London: Caliban Books.414. Smith T. W. (1979) Happiness: time trends, seasonal variations, inter-survey differences andother mysteries. Social Psychology Quarterly 42: 18-30.415. Social Trends (1982-6) London: HMSO, vols 12-16.416. Spector, P.E. (1985) Higher order need strength as a moderator of the job scope - employeeoutcome relationship: a meta analysis. Journal of Occupational Psychology 58:119-27.417. Spreitzer, E. and Snyder, E. E. (1974) Correlates of life satisfaction among the aged. Journal ofGerontology 29:454-8.418. Stafford, E. M., Jackson, P. R. and Banks, M. H. (1980) Employment, work involvement andmental health in less qualified young people. Journal of Occupational Psychology 53:291-304.419. Stebbins, R. A. (1979) Amateurs. Beverly Hills: Sage.420. Steers, R. M. (1975) Effect of need achievement on the job performance - job attitude relationship.Journal of Applied Psychology 60:678-82.421. Stengel, E. (1964) Suicide and Attempted Suicide. London: MacGibbon and Kee.422_. Stokes, G. and Cochrane, R. (1984) A study of the psychological effects of redundancy andunemployment. Journal of Occupational Psychology 57:309-22.423. Stokes, J. P. (1985) The relation of social networks and individual difference variables to loneliness.Journal of Personality and Social Psychology 48:981-90.424. Stone, A. A. and Neale, J. M. (1984) Effects of severe daily events on mood. Journal of Personalityand Social Psychology 46:137-44.425. Strack, F., Schwarz, N. and Gschneidinger, E. (1985) Happiness and reminiscing: the role of timeperspective, affect, and mode of thinking. Journal of Personality and Social Psychology 49.426. Suinn, R. M. (1982) Intervention with type A behavior. Journal of Consulting and ClinicalPsychology 50:797-803.427. Surtees, P. G. (1980) Social support, residual adversity and depressive outcome, Social Psychiatry290


اصادر15:71-80.428. Susser, M. W. and Watson, W. (1971) Sex Differences in Britain. London: Grant McIntyre.429. Sutherland, G., Newman, B. and Rachman, S. (1982) Experimental investigation of the relationbetween mood and intrusive unwanted cognitions. British Journal of Medical Psychology 55:127-38.430. Szalai, A. (1980) The meaning of comparative research on the quality of life. In A. Szalai and F.M. Andrews (eds) The Quality of Life. Beverly Hills: Sage.431. Szalai, A., Converse, P., Feldheim, P., Schench, E. and Stone, P. (1972) The Use of Time. TheHague: Mouton.432. Tavris, C. and Offir, C. (1977) The Longest War. New York: Harcourt Brace Jovanovich.433. Taylor, M. C. (1982) Improved conditions, rising expectations, and dissatisfaction: a test of thepast/present relative deprivation hypothesis. Social Psychology Quarterly 45:24-33.434. Teasdale, J. D. and Russell, M. L. (1983) Differential effect of induced mood on the recall ofpositive, negative, and neutral words. British Journal of Clinical Psychology 22:163-71.435. Tessler, R. and Mechanic, D. (1978) Psychological distress and perceived health status. Journal ofHealth and Social Behavior 19:254-62.436. Thoits, P. A. (1982) Conceptual, methodological and theoretical problems in studying social supportas a buffer against stress. Journal of Health and Social Behavior 23: 145-59.437. Thomas, K. (1964) Work and leisure in pre-industrial society. Past and Present 29:50-62.438. Tiggemann, M. and Winefield, A. H. (1984) The effects of unemployment on the mood, selfesteem,locus of control, and depressive affect of school leavers. Journal of Occupational Psychology57:33-42.439. Tokarski, W. (1985) Some social psychological notes onthe meaning of work and leisure. Leisure Studies 4:227-31.440. Tolor, A. (1978) Personality correlates of the joy of life. Journal of Clinical Psychology 34:671-6.441. Tomkins, S. S. (1962) Affect, Imagery, Consciousness. Vol. 1. The Positive Affects. New York:Springer.442. Trist, E. L., Higgin, G. W., Murray, H. and Pollack, A. B. (1963) Organizational Choice. London:Tavistock.443. Tunstall, J. (1983) The Media in Britain. London: Constable.444. Turner, J. and Giles, H. (eds) (1981) Intergroup Behaviour. Oxford: Blackwell.445. Turner, R. J. and Noh, S. (1983) Class and psychological vulnerability among women: thesignificance of social support and personal control. Journal of Health and Social Behavior 24:2-15.446. Turner, R. W., Ward, M. F. and Turner, D. J. (1979) Behavioral treatment for depression: anevaluation of therapeutic components. Journal of Clinical Psychology 35: 166-75.447. Tyrer, S. and Shopsin, B. (1982) Symptoms and assessment of mania. In E. S. Paykel (ed.) Handbook291


سيكولوجية السعادةof Affective Disorders. Edinburgh: Churchill Livingstone.448. United Kingdom Census (1979) Decennial Life Tables 1970-72. London OPCS.449. Valentine, C. W. (1962) The Experimental Psychology of Beauty. London: Methuen.450. Vanfossen, B. E. (1981) Sex differences in the mental health effects of spouse support and equity.Journal of Health and Social Behavior 22: 130-43.451. Van Zelst, R. H. (1951) Worker popularity and job satisfaction. Personnel Psychology 4:405-12.452. _____(1952) Validation of a sociometric regrouping procedure. Journal of Abnormal and SocialPsychology 47:299-301.453. Veblen T. (1899) The Theory of the Leisure Class. New York: American Library.454. Vecchio, R. P. and Keon, T. L. (1981) Predicting employee satisfaction from congruency amongindividual need, job design, and system structure. Journal of Occupational Behaviour 2:283-92.455. Velten, E. (1968) A laboratory task for induction of mood states. Behaviour Research and Therapy6:473-82.456. Verbrugge, L. M. (1976) Sex differentials in morbidity and mortality in the United States. SocialBiology 23:275-96.457. _____(1985) Gender and health: an update on hypotheses and evidence. Journal of Health andSocial Behavior 26: 156-82.458. Veroff, J., Douvan, E. and Kulka, R. A. (1981) The Inner American. New York: Basic Books.459. Wadsworth, M. E. J., Butterfield, W. J. H. and Blaney, R. (1971) Health and Sickness: The Choiceof Treatment. London: Tavistock.460. Waldron, I. and Johnston, S. (1976) Why do women live longer than men? Journal of HumanStress 2:19-30.461. Waldron, I. (1976) Why do women live longer than men? Journal of Human Stress 2:2-13.462. Walker, C. (1977) Some variations in marital satisfaction. In R. Chester and J. Peel (eds) Equalitiesand Inequalities in Family Life. London: Academic Press.463. Wall, T. D., Clegg, C. W. and Jackson, P. R. (1978) An evaluation of the job characteristicsmodel. Journal of Occupational Psychology 51: 183-96.464. Warheit, G. J. (1979) Life events, coping, stress, and depressive symptomatology. American Journalof Psychiatry 136:502-7.465. Warr, P. (1978) A study of psychological well-being. British Journal of Psychology 69:111-21.466. _____(1982) A national study of non-financial employment commitment. Journal of OccupationalPsychology 55:297-312.467. (1983) Job loss, unemployment and psychological well-being. In E. van de Vliert and V. Allen(eds) Role Transitions. New York: Plenum.468. (1984) Reported behaviour changes after job loss. British Journal of Social Psychology 23:271-5.469. Warr, P., Barter, J. and Brownbridge, G. (1983) On the independence of positive and negativeaffect Journal of Personality and Social Psychology 44:644-51.292


اصادر470. Warr, P., Cook, J. and Wall, T.D. (1979) Scales for the measurement of some work attitudes andaspects of psychological well-being. Journal of Occupational Psychology 52:129-48.471. Warr, P. and Jackson, P. (1984) Men without jobs: some correlations of age and length ofemployment. Journal of Occupational Psychology 57:77-85.472. Warr, P. and Parry, G. (1982) Paid employment and women’s psychological well-being.Psychological Bulletin 91:498-516.473. Warr, P. and Payne, R (1982) Experience of strain and pleasure among British adults. SocialScience and Medicine 16:1691-7.474. _____(1983) Social class and reported changes in behaviour after job loss. Journal of AppliedSocial Psychology 13 :206-22.475. Warr, P. and Routledge, T. (1969) An opinion scale for the study of managers’ job satisfaction.Occupational Psychology 43:95-109.476. Warr, P.B. and Wall, T.D. (1975) Work and Well-Being. Harmondsworth: Penguin.477. Wasserman, I.M. and Chua, L.A. (1980) Objective and subjective social indicators of the qualityof life in American SMSAs: a reanalysis. Social Indicators Research 8:365-81.478. Watson, D. and Tellegen, A. (1985) Toward a consensual structure of mood. Psychological Bulletin98:219-35.479. Weaver, C.N. (1980) Job satisfaction in the United States in the 1970s. Journal of AppliedPsychology 65:365-7.480. Webster, M. and Driskell, J.E. (1983) Beauty as status. American Journal of Sociology 89:140-65.481. Weeks, D.G., Michela, J.L., Peplau, L.A. and Bragg, M.E. (1980) Relation between lonelinessand depression: a structural equation analysis. Journal of Personality and Social Psychology39:1238-44.482. Weissman, M.M. and Klerman, G.L. (1979) Sex differences and the epidemiology of depression.In E.S. Gomberg and Franks (eds) Gender and Disordered Behaviour. New York: Brunner/Mazel.483. Wessman. A.E and Ricks, D.F. (1966) Mood and Personality. New York: Holt, Rinehart & Winston.484. Weyant, J. M. (1978) Effects of mood states, costs and benefits on helping. Journal of Personalityand Social Psychology 36:1169-76.484. Wheaton, B. (1978) The sociogenesis of psychological disorder: reexamining the casual issueswith longitudinal data. American Sociological Review 43:383-403.486. _____(1980) The sociogenesis of psychological disorder: an attributional theory. Journal of Healthand Social Behaviour 21: 100-23.487. Wheeler, L., Reis, H. and Nezlek, J. (1983) Loneliness, social interaction and social roles. Journalof Personality and Social Psychology 45:943-53.488. Whitehorn, C (1984) Whistle while you work. Observer Colour Supplement. 21 October, pp. 91-2.489. Wilcox, B.L/ (1981) Social support, life stress, and psychological adjustment: a test of the buffering293


سيكولوجية السعادةhypothesis. American Journal of Community Psychology 9:371-86.490. Williams, J. G. and Solano, C.H. (1983) The social reality of feeling lonely. Personality andSocial Psychology Bulletin 9:237-42.491. Williams, J.M.G. (1984) The Psychological Treatment of Depression. London: Croom Helm.492. Wills, T.A. (1981) Downward comparison principles in social psychology. Psychological Bulletin90:245-71.493. Wilson, J. (1980) Sociology of leisure. Annual Review of Sociology 6:21-40.494. Wilson, W. (1967) Correlates of avowed happiness. Psychological Bulletin 67:294-306.495. Wing. J.K. (1976) a technique for studying psychiatric morbidity in inpatient and outpatient seriesand in general population samples. Psychological Medicine 6:665-72.496. Wingerson, L. (1981) Executive women - healthier than thou? New Scientist, 17 September, pp.718-21.497. Witt, D.W., Lowe, C.D., Peek, C.W. and Curry, G.W. (1980) The changing association betweenage and happiness: emerging trend or methodological artifact? Social Forces 58: 1302-7.498. Wood, C. (1985) The healthy neurotic. New Scientist, February, pp. 12-15.499. WHO (1982) World Health Statistics: Vital Statistics and Causes of Death. Geneva: WHO.500. Young, M. and Wilmott, P. (1973) The Symmetrical Family. London: Routledge & Kegan Paul.501. Zajonc, R.B. (1985) Emotion and facial efference: a theory reclaimed. Science 228:15-21.502. Zuckerman, M. (1979) Sensation Seeking: Beyond the Optimal Level of Arousal. Hillsadale, NJ:Halsted.294


اؤلف في سطور:‏مايكل أرجايل× أستاذ باحث Reader لعلم النفس الاجتماعي في جامعة أكسفورد.‏× تغطي مجال اهتماماته العلاقات الاجتماعية والتواصل غير اللفظيواهارات الاجتماعية وأساليب العلاج النفسي الاجتماعي اخملتلفة.‏× له عشرات من البحوث انشورة والعديد من الكتب اؤلفة ترجمواحد منها إلى العربية بعنوان:‏ علم النفس ومشكلات الحياة الاجتماعية.‏× يعد بحق واحداً‏ من أهم الرواد في علم النفس الاجتماعي اعاصر.‏اترجم في سطور:‏فيصل عبدالقادر يونس× أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة القاهرة.‏× له بحوث عديدة منشورة في مجالات علاقة البيئة بالسلوك وتعاطياخملدرات والشخصية الإنسانية.‏اراجع في سطور:‏شوقي جلال× تخرج في كلية آدابجامعة القاهرة قسم الفلسفةالكتابوعلم النفس عامالقادم× أسهم بكتابة العديد مناقالات في اجمللات النظريةاتخصصة.‏× عضو لجنة قاموس علمالنفس التي شكلها اجمللسالأعلى للعلوم والفنون والآداباصري لوضع قاموس العبقرية والإبداع والقيادةدراسة في ‏«القياس التاريخي»‏للمصطلحات النفسية.‏× ترجم للمكتبة العربية أكثر تأليف:‏ د.‏ كيث سانمن اثني عشر ً كتابا في الفلسفة ترجمة:‏ د.‏ شاكر عبدالحميدوعلم النفس والآداب.‏.١٩٥٦295


deيبحث هذا الكتاب في كنه السعادة ومصادرها وكيفية زيادة شعورالفرد بها.‏ ويحدد الفصل الأول مكون أساسي للسعادة:‏ مكونانفعالي يتمثل في الشعور بالبهجة والاستمتاع واللذة ومكون معرفييتبدى في التعبير عن الرضا عن جوانب الحياة اخملتلفة.‏ ويضيفالكاتب إلى ذلك الصحة:‏ كسبب ونتيجة لكل من اكون الأساسي‏.‏وتتناول فصول الكتاب بعد هذا مصادر السعادة كما تتمثل فيالعلاقات الاجتماعية والعمل ونشاط وقت الفراغ والشخصية واالوالطبقة ثم يستخدم اؤلف هذه اصادر ليحاول التوصل إلى فهمأعمق للمكون الأساسي‏:‏ البهجة والشعور بالرضا عن الحياة.‏ وينتقلبعد ذلك إلى مناقشة مستفيضة لعلاقة العمر والجنس والصحةبالسعادة ثم يختتم الكتاب بعرض للأساليب العلمية لزيادة السعادةعند الأفراد.‏ويعد الكتاب بهذه الصورة أول كتاب يعتمد اما ً على نتائج البحوثالأمبيريقية في هذا اوضوع ويجمعها ويكامل بينها على هذا النحو.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!