31.03.2015 Views

مصادر الإسلام - Muhammadanism

مصادر الإسلام - Muhammadanism

مصادر الإسلام - Muhammadanism

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

كال<br />

))<br />

وبين المسلمين معارك،‏ وبكل صعوبة ومشقة تمكَّن المسلمون من أن يغلبوھم بقتلھم أو طردھم<br />

من بالد العرب.‏ ومع أن أولئك اليھود لم يكونوا مشھورين بالمعارف،‏ إال أنھم حافظوا بغاية<br />

الحرص على كتب أنبيائھم،‏ مثل خمسة أسفار موسى،‏ ومزامير داود،‏ وغيرھا.‏ ولھذا السبب قيل<br />

عنھم وعن النصارى أيضاً‏ في القُرْ‏ آن إنھم أھل الكتاب . ومع أن كثيرين منھم لم يكونوا<br />

يعرفون اللغة العبرية حق المعرفة،‏ إال أنھم نقلوا كاليھود القاطنين في مصر وغيرھا بطريق<br />

التواتر كثيراً‏ من القصص والروايات الموجودة في التلمود وغيره من الخرافات الباطلة.‏ وكثيراً‏<br />

ما كانوا يكررونھا،‏ مع أنه ال أصل لھا في توراتھم،‏ عوضاً‏ عن ذكر تعاليم الوحي اإللھي<br />

المدونة في الكتب السَّ‎ماو ‏ّية.‏ وما ذلك إال لعدم فھمھم لشريعة موسى وسائر الكتب الربانيّ‎ة.‏<br />

وكانت العرب في أيام الجاھلية يراعون مقام اليھود،‏ ألنھم كانوا متأكدين أنھم ذرية إبراھيم خليل<br />

. وأنھم كانوا ال يزالون حفظة كلمة ،<br />

((<br />

فلما رأى مُحَ‏ مَّد أن عبادة األصنام ليست مناسبة،‏ بل مكروھة أمام الواحد،‏ ولما كان<br />

قد عزم على إرجاع قومه إلى دين إبراھيم الخليل،‏ فاألرجح أنه وجَّه أنظاره إلى اليھود لالستفادة<br />

منھم.‏ فاستفھم منھم عن عقائد دين إبراھيم وفرائضه.‏ وإذا قارنا بين التعاليم واألخبار الواردة في<br />

القُرْ‏ آن واألحاديث،‏ وبين التعاليم والقصص والحكايات التي كانت متداولة بين اليھود في تلك<br />

العصور يتضح لنا العالقة واالرتباط والمشابھة العجيبة.‏ وما يؤيد أن مُحَ‏ مَّ‎داً‏ تعلم من اليھود<br />

وأخذ عنھم كلَّ‏ ما أمكنھم أن يفيدوه به عن دين إبراھيم،‏ ھو ورود آيات كثيرة في القُ‎رْ‏ آن ن ‏َّص<br />

فيھا صريحاً‏ بأن دين إبراھيم كان حقاً.‏ وزِ‏ د على ذلك أنه شھد أن ھو الذي أنزل كتب اليھود<br />

الموحى بھا،‏ وأن عندھم الديانة الحقيقية،‏ فقال:‏ وَ‏ الَ‏ تُجَ‏ ادِلُوا أَھْلَ‏ الْكِتَابِ‏ إِالَّ‏ بِ‎الَّتِي ھِ‎يَ‏ أَحْ‏ سَ‎ ‏ُن؛<br />

إِالَّ‏ الَّذِينَ‏ ظَلَمُوا مِنْھُ‏ ‏ْم.‏ وَ‏ قُولُوا:‏ آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِ‏ لَ‏ إِلَيْنَا،‏ وَ‏ أُنزِ‏ لَ‏ إِلَيْكُمْ،‏ وَ‏ إِلَھُنَا وَ‏ إِلَھُكُمْ‏ وَ‏ احِدٌ،‏ وَ‏ نَحْ‏ نُ‏<br />

لَهُ‏ مُسْ‏ لِمُونَ‏ قُولُواْ‏ آمَنَّا بِا‏ّ‏ ِ، وَ‏ مَآ أُنزِ‏ لَ‏ إِلَيْنَا،‏ وَ‏ مَا أُنزِ‏ لَ‏ إِلَ‎ى إِبْ‎رَ‏ اھِيمَ‏ وَ‏ إِسْ‎مَاعِيلَ‏ وَ‏ إِسْ‏ حَقَ‏<br />

وَ‏ يَعْ‏ قُوبَ‏ وَ‏ األسْ‏ بَاطِ‏ وَ‏ مَا أُوتِيَ‏ مُوسَ‎ى وَ‏ عِيسَ‎ى وَ‏ مَ‎ا أُوتِ‎يَ‏ النَّبِيُّ‎ونَ‏ مِ‎ن رَّ‏ بِّھِ‎مْ؛ الَ‏ نُفَ‎رِّقُ‏ بَ‎يْنَ‏ أَحَ‎ ‏ٍد<br />

مِّنْھُمْ‏ وَ‏ نَحْ‏ نُ‏ لَ‎هُ‏ مُسْ‎لِمُونَ‏ وبناءً‏ على اقتناع مُحَ‏ مَّ‎د بصحَّ‏ ة ھذا االعتقاد جعل بيت المقدس<br />

‏(أورشليم)‏ في مبدأ األمر قِبلة للمسلمين،‏ ألنھا كانت قِبلة اليھود.‏<br />

<br />

٢<br />

.<br />

<br />

١<br />

. <br />

وقد ردَّ‏ بعض علماء المسلمين على أن مُحَ‏ مَّداً‏ أخذ من اليھود التعاليم والقصص الواردة<br />

في القُرْ‏ آن،‏ والتي تشبه التعاليم والقصص الواردة في التلمود وفي كتب اليھود األخرى بقولھم إن<br />

مُحَمَّ‎داً‏ تسمَّى في سورة األعراف النبي األمي لعدم معرفته القراءة والكتابة،‏<br />

وعليه فھو لم يقرأ كتب اليھود.‏ فكيف اقتبس منھا تعاليمه؟<br />

((<br />

))<br />

((<br />

((<br />

))<br />

((<br />

(١٥٧ /٧)<br />

))<br />

)) األمم ((<br />

،<br />

((<br />

))<br />

))<br />

١<br />

ونردُّ‏ على ذلك بأن سبب تسميته األمي ھو أنه لم ينشأ بين اليھود بل نشأ بين األمم،‏<br />

وقد اعتاد اليھود أن يطلقوا لقب على كل من لم يكن يھودياً،‏ كما كان العرب يطلقون<br />

لقب العجم ليس على الفارسي فقط ، بل على كل من لم يكن عربيّاً.‏ ومعنى عجمي في<br />

األصل من ليس ذلق اللسان وفصيح المنطق . فإذا قرأنا في بعض الكتب العربية أن حافظ<br />

الشيرازي كان عجمياً،‏ فليس المقصود أنه لم يكن فصيحاً،‏ بل أنه لم يكن من العرب.‏ وإذا فرضنا<br />

جدالً‏ أن مُحَ‏ مَّداً‏ كان أمياً‏ ال يعرف القراءة وال الكتابة،‏ فھل كان يبعد عليه أن يستفھم من غيره<br />

فيعرف تعليم اليھود وعقائدھم؟ وال شك أن ھذا كان متيسِّراً‏ له،‏ والسيما أن بعض أصحابه كعبيد<br />

بن سالم،‏ وحبيب بن م وورقة بن نوفل كانوا من اليھود،‏ أو يدينون بدين اليھود أوالً،‏ ثم<br />

آمنوا بمُحَ‏ مَّد.‏ ومع أنه لم يكن لھم إلمام تام بحقائق تعاليم العھد القديم الصحيحة،‏ إال أنھم كانوا<br />

يعرفون على األقل بعض القصص والحكايات والخرافات التي كانت متداولة في تلك األيام بين<br />

سورة العنكبوت:‏<br />

سورة البقرة:‏<br />

.٤٦ /٢٩<br />

.١٣٦ /٢<br />

٢<br />

- ١٥ -

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!