ÙØªØ§Ø¨ : أدب Ø§ÙØ¯ÙÙØ§ ÙØ§ÙدÙÙ
ÙØªØ§Ø¨ : أدب Ø§ÙØ¯ÙÙØ§ ÙØ§ÙدÙÙ
ÙØªØ§Ø¨ : أدب Ø§ÙØ¯ÙÙØ§ ÙØ§ÙدÙÙ
- TAGS
- www.islamicbook.ws
Transform your PDFs into Flipbooks and boost your revenue!
Leverage SEO-optimized Flipbooks, powerful backlinks, and multimedia content to professionally showcase your products and significantly increase your reach.
كتاب : أدب الدنيا والدين<br />
مُق َد ِّمَة ُ ا ل ْمُؤَل ِّفِ ال ْحَمْدُ لِل َّهِ ذِي ا لط َّوْل ِ وَ ال ْ آل َاءِ ، وَصَل َّى ا لل َّهُ عَل َى سَي ِّدِنَا مُ حَم َّدٍ خَاتَم ِ الر ُّسُ ل ِ وَال ْأ َنْب ِيَاءِ ، وَعَل َى آ لِهِ<br />
وَ أ َصْ حَا ب ِهِ ال ْأ َتْقِيَاءِ<br />
.<br />
أ َم َّا بَعْدُ ف َإ ِن َّ شَرَفَ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ ب ِشَرَفِ نَتَائِ ج ِهِ ، وَعِظ َم ِ خَط َر ِهِ ب ِك َث ْرَةِ مَنَافِعِهِ ، وَب ِ حَسَب ِ مَنَافِعِهِ تَ ج ِبُ ا ل ْعِنَا يَة ُ ب ِهِ ، وَعَل َى<br />
ق َدْر ِ ا ل ْعِنَا يَةِ ب ِهِ يَك ُون ُ اجْتِنَاءُ ث َمَرَ تِهِ ، وَ أ َعْظ َمُ ال ْأ ُمُور ِ خَط َرًا وَق َدْرًا وَأ َعُم ُّهَا نَف ْعًا وَر ِف ْدًا مَا اسْتَق َامَ ب ِهِ الد ِّ ينُ وَالد ُّنْيَا<br />
وَ ا نْتَظ َمَ ب ِهِ صَل َاحُ ا ل ْآخِرَةِ وَال ْأ ُول َى ؛ لِأ َن َّ ب ِاسْتِق َامَةِ الد ِّ ين ِ تَصِ ح ُّ ا ل ْعِبَادَة ُ ، وَ ب ِصَل َاح ِ الد ُّ نْيَا تَتِم ُّ الس َّعَادَة ُ .<br />
وَق َدْ تَوَخ َّيْت ب ِهَذ َا ا ل ْكِتَاب ِ ا ل ْإ ِشَارَة َ إل َى آدَاب ِه ِمَا ، وَ تَف ْصِي ل َ مَا أ ُجْمِ ل َ مِنْ أ َحْوَا لِه ِمَا ، عَل َى أ َعْدَل ِا ل ْأ َمْرَ يْن ِ مِنْ إيجَاز ٍ<br />
وَ بَسْطٍ أ َجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ تَ حْقِيق ِ ا ل ْف ُق َهَاءِ ، وَ تَرْقِيق ِ ال ْأ ُدَبَاءِ ، ف َل َا يَنْبُو عَنْ ف َهْم ٍ ، وَل َا يَدِ ق ُّ فِي وَهْم ٍ ، مُسْتَشْه ِدًا مِنْ كِتَاب ِ<br />
ا لل َّهِ - جَ ل َّ اسْمُهُ<br />
:<br />
- ب ِمَا يَق ْتَضِيهِ ، وَمِنْ سُنَن ِ رَسُول ِ ا لل َّهِ - صَل َوَ اتُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - ب ِمَا يُضَاهِيهِ ، ث ُ م َّ مُتْب ِعًا ذ َلِكَ ب ِأ َمْث َا ِل<br />
ال ْ حُك َمَاءِ ، وَآدَاب ِ ا ل ْبُل َغَاءِ ، وَأ َق ْوَال ِ الش ُّعَرَ اءِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق ُل ُوبَ تَرْتَاحُ إل َى ا ل ْف ُنُونِا ل ْمُ خْتَلِف َةِ وَ تَسْأ َمُ مِنْ ا ل ْف َن ِّ ا ل ْوَاحِدِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إن َّ ا ل ْق ُل ُوبَ تَمَ ل ُّ ك َمَا تَمَ ل ُّ ال ْأ َبْدَان ُ ف َاهْدُوا إل َيْهَا ط َرَا ئِفَ ال ْحِك ْمَةِ<br />
.<br />
ف َك َأ َن َّ هَذ َا ا ل ْأ ُسْل ُوبَ ، يُ حِب ُّ ا لت َّنَق ُّ ل َ فِي ا ل ْمَط ْل ُوب ِ ، مِنْ مَك َان إل َى مَك َان وَك َان َا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى ، يَتَنَق َّ ل ُ<br />
ك َثِيرًا فِي دَار ِهِ مِنْ مَك َان إل َى مَك َان وَ يُنْشِدُ ق َوْل َ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
:<br />
إل َى حَال ِ وَجَعَل ْت مَا تَضَم َّنَهُ هَذ َا ا ل ْكِتَابُ خَمْسَة َ أ َبْوَاب ٍ : ا ل ْبَاب ِ ا ل ْأ َو َّل ِ<br />
ا ل ْبَاب ِ الث َّان ِي فِي أ َدَب ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />
ا ل ْبَاب ِ<br />
ا لث َّا لِثِ<br />
ا ل ْبَاب ِ ا لر َّا ب ِع ِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
فِي أ َدَب ِا لد َّ يْن ِ .<br />
:<br />
ا ل ْبَاب ِ ا ل ْخَامِس ِ<br />
فِي أ َدَب ِ الد ُّنْيَا .<br />
:<br />
فِي أ َدَب ِ ا لن َّف ْس ِ .<br />
ل َا يُصْلِ حُ ا لن َّف ْسَ إذ ْ ك َانَتْ مُدَ ب ِّرَة ً إل َّا ا لت َّنَق ُّ ل ُ مِنْ حَال ٍ<br />
فِي ف َضْ ل ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَذ َم ِّ ال ْهَوَى .<br />
وَإ ِن َّمَا أ َسْتَمِد ُّ مِنْ ا لل َّهِ تَعَال َى حُسْنَ مَعُو نَتِهِ ،وَ أ َسْتَوْدِعُهُ حِف َاظ َ مَوْهِبَتِهِ ، ب ِ حَوْ لِهِ وَمَشِيئ َتِهِ ، وَهُوَ حَسْب ِي مِنْ مُعِين ٍ<br />
وَحَفِيظٍ .<br />
ا ل ْبَابُ ا ل ْأ َو َّل ُ ف َضْ ل ُا ل ْعَق ْ ل ِ وَذ َم ُّ ال ْهَوَى اعْل َمْ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ ف َضِيل َةٍ أ ُسا وَلِك ُ ل ِّ أ َدَب ٍ يَنْبُوعًا ، وَأ ُ س ُّ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ وَيَنْبُوعُ ال ْ آدَ اب ِ<br />
هُوَ ال ْعَق ْل ُ ال َّذِي جَعَل َهُ ا لل َّهُ تَعَال َى لِلد ِّ ين ِ أ َصْل ًا وَلِلد ُّنْيَا عِمَادً ا ، ف َأ َوْجَبَ ا لد ِّ ينَ ب ِك َمَا لِهِ وَجَعَ ل َ الد ُّنْيَا مُدَب َّرَة ً ب ِأ َحْك َامِهِ ،<br />
وَ أ َ ل َّفَ ب ِهِ بَيْنَ خَل ْقِهِ مَعَ اخْتِل َافِ هِمَمِه ِمْ وَمَ آر ِ ب ِه ِمْ ، وَ تَبَا يُن ِ أ َغ ْرَا ضِه ِمْ وَمَق َاصِدِهِمْ ، وَجَعَ ل َ مَا تَعَب َّدَهُمْ ب ِهِ قِسْمَيْن ِ :<br />
قِسْمًا وَجَبَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ف َوَك َّدَهُ الش َّرْ عُ ، وَقِسْمًا جَازَ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ ف َأ َوْجَبَهُ ا لش َّرْ عُ ف َك َان َ ال ْعَق ْل ُ ل َهُمَا عِمَادً ا<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
عَنْ رَدًى<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
.<br />
} :<br />
:<br />
. {<br />
تَك ُون ُ عِبَادَ تُهُ لِرَ ب ِّهِ أ َمَا سَمِعْتُمْ ق َوْل َ ا ل ْف ُ ج َّار ِ<br />
مَا اك ْتَسَبَ ال ْمَرْءُ مِث ْ ل َ عَق ْ ل ٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إل َى هُدًى ، أ َوْ يَرُد ُّهُ<br />
} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ عُمِ ل َ دِعَامَة ٌ وَدِعَامَة ُ عَمَ ل ِ ا ل ْمَرْءِ عَق ْل ُهُ ف َب ِق َدْر ِ عَق ْلِهِ<br />
} ل َوْ ك ُن َّا نَسْمَعُ أ َوْ نَعْقِ ل ُ مَا ك ُن َّا فِي أ َصْ حَاب ِ ا لس َّعِير ِ { { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : أ َ صْ ل ُ ا لر َّجُ ل ِ عَق ْل ُهُ ، وَحَسَبُهُ دِ ينُهُ ، وَمُرُوءَ تُهُ خُل ُق ُهُ<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ مَااسْتَوْدَ عَ ا لل َّهُ أ َحَدًا عَق ْل ًا إل َّا اسْتَنْق َذ َهُ ب ِهِ يَوْمًا مَا .<br />
.<br />
:
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ال ْعَق ْل ُ أ َف ْضَ ل ُ مَرْجُو ٍّ ، وَال ْجَهْل ُ أ َنْك َى عَ دُو ٍّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
: صَدِ يقُ ك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ عَق ْل ُهُ وَعَدُو ُّهُ جَهْل ُهُ .<br />
: خَيْرُ ا ل ْمَوَ اهِب ِ ال ْعَق ْل ُ ، وَشَر ُّ ا ل ْمَصَا ئِب ِ ال ْجَهْ ُل .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ، وَهُوَ إبْرَ اهِيمُ بْنُ حَس َّان َ<br />
: يَز ِ ينُ ال ْف َتَى فِي ا لن َّا س ِ صِ ح َّة ُ عَق ْلِهِ وَ إ ِن ْ ك َان َ مَحْظ ُورًا عَل َيْهِ مَك َاسِبُهْ<br />
يَشِينُ ال ْف َتَى فِي ا لن َّا س ِ قِل َّة ُ عَق ْلِهِ وَ إ ِن ْ ك َرُمَتْ أ َعْرَ اق ُهُ وَمَنَاسِبُهْ ١٨ يَعِيشُ ال ْف َتَى ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ فِي ا لن َّا س ِ إ ن َّهُ عَل َى ا ل ْعَق ْ ل ِ يَجْر ِي<br />
عِل ْمُهُ وَتَجَار ِبُهْ وَ أ َف ْضَل ُ<br />
ق َسْم ِ ا لل َّهِ لِل ْمَرْءِ عَق ْل ُهُ ف َل َيْسَ مِنْ ال ْأ َشْيَاءِ شَ يْءٌ يُق َار ِبُهْ إذ َا أ َك ْمَ ل َ ا لر َّحْمَنُ لِل ْمَرْءِ عَق ْل َهُ ف َق َدْ ك َمُل َتْ أ َخْل َاق ُهُ وَمَآر ِبُهْ وَاعْل َمْ<br />
أ َن َّ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ تُعْرَفُ حَق َا ئِقُ ا ل ْأ ُمُور ِ وَ يُف ْصَ ل ُ بَيْنَ ال ْ حَسَنَاتِ وَالس َّي ِّئ َاتِ .<br />
وَق َدْ يَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ : غ َر ِ يز ِي ٍّ وَمُك ْتَسَب ٍ .<br />
ف َال ْغَر ِيز ِي ُّ هُوَ ال ْعَق ْل ُ ال ْ حَقِيقِي ُّ .<br />
وَ ل َهُ حَ د ٌّ يَتَعَل َّقُ ب ِهِ ا لت َّك ْلِيفُ ل َا يُ جَاو ِ زُهُ إل َى ز ِ يَادَةٍ وَل َا يَق ْصُرُ عَنْهُ إل َى نُق ْصَانٍ .<br />
وَ ب ِهِ يَمْتَا زُ ال ْإ ِنْسَان ُ عَنْ سَا ئِر ِ ا ل ْحَيَوَ انِ ، ف َإ ِذ َا تَ م َّ فِي ال ْإ ِنْسَانِ سُم ِّيَ عَاقِل ًا وَخَرَجَ ب ِهِ إل َى حَ د ِّ ال ْك َمَال ِ ك َمَا ق َال َ صَالِ حُ بْنُ<br />
عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ إذ َا تَ م َّ عَق ْ ل ُا ل ْمَرْءِ تَم َّتْ أ ُمُو رُهُ وَ تَم َّتْ أ َمَا ن ِيهِ وَ تَم َّ ب ِنَاؤُهُ وَرَوَى الض َّح َّاكُ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
ك َان َ حَيا<br />
{ أ َيْ مَنْ ك َان َ عَاقِل ًا وَ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِيهِ وَفِي صِف َتِهِ عَل َى مَذ َ اهِبَ شَت َّى .<br />
: } لِيُنْذ َرَ مَنْ<br />
:<br />
ف َق َال َ ق َوْمٌ هُوَ جَوْهَرٌ ل َطِيفٌ يُف ْصَ ل ُ ب ِهِ بَيْنَ حَق َا ئِق ِ ا ل ْمَعْل ُومَاتِ .<br />
وَمَنْ ق َال َ ب ِهَذ َا ا ل ْق َوْل ِ اخْتَل َف ُو ا فِي مَ حَل ِّهِ .<br />
ف َق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ مِنْهُمْ مَ حَل ُّهُ ا لد ِّمَا غ ُ ؛ لِأ َن َّ الد ِّمَا غ َ مَحَ ل ُّا ل ْحِس ِّ .<br />
وَق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى مِنْهُمْ مَ حَل ُّهُ ال ْق َل ْبُ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ مَعْدِن ُ ال ْ حَيَاةِ وَمَاد َّة ُا ل ْ حَوَا س ِّ .<br />
وَهَذ َا ال ْق َوْل ُ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ب ِأ َ ن َّهُ جَوْهَرٌ ل َطِيفٌ ف َا سِ دٌ مِنْ وَجْهَيْن ِ : أ َحَدِهِمَا : إن َّ ال ْ جَوَ اهِرَ مُتَمَا ثِل َة ٌ ف َل َا يَصِ ح ُّ أ َن ْ يُوج ِبَ<br />
بَعْضُهَا مَا ل َا يُوج ِبُ سَائِرُهَا .<br />
وَ ل َوْ أ َوْجَبَ سَائِرُهَا مَا يُوج ِبُ بَعْضُهَا ل َاسْتَغْنَى ا ل ْعَاقِ ل ُ ب ِوُجُودِ نَف ْسِهِ عَنْ وُجُودِ عَق ْلِهِ<br />
.<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْ جَوْهَرَ يَصِ ح ُّ قِيَامُهُ ب ِذ َ ا تِهِ .<br />
ف َل َوْ ك َان َ ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا ل َ جَازَ أ َن ْ يَك ُون َ عَق ْ ل ٌ ب ِغَيْر ِ عَاقِ ل ٍ ك َمَا جَازَ أ َن ْ يَك ُون َ ج ِسْ مٌ ب ِغَيْر ِ عَق ْ ل ٍ ف َامْتَنَعَ ب ِهَذ َ يْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ<br />
ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا .<br />
وَق َال َ آخَرُون َ : ال ْعَق ْل ُ هُوَا ل ْمُدْر ِكُ لِل ْأ َشْيَاءِ عَل َى مَا هِيَ عَل َيْهِ مِنْ حَق َا ئِق ِ ال ْمَعْنَى .<br />
وَهَذ َا ال ْق َوْل ُ وَإ ِن ْ ك َان َ<br />
أ َق ْرَبَ مِم َّا ق َبْل َهُ ف َبَعِيدٌ مِنْ ا لص َّوَ اب ِ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أ َن َّ ا ل ْإ ِدْرَاكَ مِنْ صِف َاتِال ْ حَي ِّ ، وَال ْعَق ْل ُ عَرَضٌ يَسْتَحِيل ُ ذ َ لِكَ<br />
مِنْهُ ك َمَا يَسْتَ حِي ل ُ أ َن ْ يَك ُون َ مُتَل َذ ِّذ ًا أ َوْ آلِمًا أ َوْ مُشْتَه ِيًا .<br />
وَق َال َ آخَرُون َ مِنْ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ ال ْعَق ْل ُ هُوَ جُمْل َة ُ عُل ُوم ٍ ضَرُور ِ ي َّةٍ وَهَذ َاال ْ حَ د ُّ غ َيْرُ مَ حْصُور ٍ لِمَا تَضَم َّنَهُ مِنْ ا ل ْإ ِجْمَال ِ ،<br />
وَ يَتَأ َو َّ ل ُهُ مِنْ ا لِاحْتِمَال ِ .<br />
:<br />
وَ ال ْ حَ د ُّ إن َّمَا هُوَ بَيَان ُ ا ل ْمَ حْدُودِ ب ِمَا يَنْفِي عَنْهُا ل ْإ ِجْمَال َ وَا لِاحْتِمَال َ .<br />
وَق َال َ آخَرُون َ ، وَهُوَ ال ْق َوْل ُ ا لص َّ حِي حُ إن َّا ل ْعَق ْ ل َ هُوَ ال ْعِل ْمُ ب ِا ل ْمُدْرَك َاتِ الض َّرُور ِ ي َّةِ .
:<br />
وَذ َ لِكَ نَوْعَانِ : أ َحَدُهُمَا مَا وَق َعَ عَنْ دَرَكِ ال ْحَوَاس ِّ .<br />
وَالث َّان ِي مَا ك َان َ مُبْتَدِئ ًا فِي الن ُّف ُو س ِ .<br />
ف َأ َم َّا مَا ك َان َ وَاقِعًا عَنْ دَرَكِ ال ْحَوَاس ِّ ف َمِث ْ ل ُ ال ْمَرْئِي َّاتِ ال ْمُدْ رَك َةِ ب ِا لن َّظ َر ِ ،وَا ل ْأ َ صْوَاتِ ا ل ْمُدْرَك َةِ ب ِالس َّمْع ِ ، وَالط ُّعُوم ِ<br />
ا ل ْمُدْرَك َةِ ب ِا لذ َّوْ ق ِ ، وَالر َّوَائِح ِ ا ل ْمُدْرَك َةِ ب ِالش َّ م ِّ ، وَال ْأ َجْسَام ِا ل ْمُدْرَك َةِ ب ِا لل َّمْس ِ ، ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْإ ِنْسَان ُ مِم َّنْ ل َوْ أ َدْرَكَ<br />
ب ِ حَوَ اس ِّهِ هَذِهِ ال ْأ َشْيَاءَ ث َبَتَ ل َهُ هَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ؛ لِأ َن َّ خُرُوجَهُ فِي حَال ِ تَغْمِيض ِ عَيْنَيْهِ مِنْ أ َن ْ يُدْر ِكَ ب ِه ِمَا وَ يَعْل َمَ ل َا<br />
يُخْر ِجُهُ مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ ك َامِ ل َا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ حَيْث ُ عُلِمَ مِنْ حَا لِهِ أ َ ن َّهُ ل َوْ أ َدْرَكَ ل َعَلِمَ .<br />
وَأ َم َّا مَا ك َان َ مُبْتَدِئ ًا فِي ا لن ُّف ُو س ِ ف َك َا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َن َّ ا لش َّيْءَ ل َا يَخْل ُو مِنْ وُجُودٍ أ َوْ عَدَم ٍ ، وَ أ َن َّ ا ل ْمَوْجُودَ ل َا يَخْل ُو مِنْ حُدُوثٍ<br />
أ َوْ قِدَم ٍ ، وَ أ َن َّ مِنْ ا ل ْمُ حَال ِ اجْتِمَا عَ الض ِّد َّ يْن ِ ، وَ أ َن َّ ا ل ْوَ احِدَ أ َق َ ل ُّ مِنْا لِاث ْنَيْن ِ .<br />
عَل َى<br />
وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ل َا يَجُو زُ أ َن ْ يَنْتَفِيَ عَنْ ا ل ْعَاقِ ل ِ مَعَ سَل َامَةِ حَا لِهِ ، وَك َمَال ِ عَق ْلِهِ ، ف َإ ِذ َا صَارَ عَالِمًا ب ِا ل ْمُدْرَك َاتِ<br />
الض َّرُور ِ ي َّةِ مِنْ هَذ َ يْن ِ الن َّوْعَيْن ِ ف َهُوَ ك َامِ ل ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَسُم ِّيَ ب ِذ َ لِكَ تَشْب ِيهًا ب ِعَق ْ ل ِ الن َّاق َةِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ يَمْنَعُ ال ْإ ِنْسَان َ مِنْ ال ْإ ِق ْدَام ِ<br />
شَهَوَا تِهِ إذ َا ق َبُ حَتْ ، ك َمَا يَمْنَعُ ال ْعَق ْل ُ ا لن َّاق َة َ مِنْ ا لش ُّرُودِ إذ َا نَف َرَتْ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عَامِرُ بْنُ ق َيْس ٍ : إذ َا عَق ْل ُك عَق َل َك عَم َّا ل َا يَنْبَغِي ف َأ َ نْتَ عَاقِ ل ٌ .<br />
. {<br />
وَق َدْ جَاءَتْ ا لس ُّن َّة ُ ب ِمَا يُؤَي ِّدُ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَهُوَ مَا رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
فِي ا ل ْق َل ْب ِ يُف َر ِّ قُ بَيْنَ ال ْ حَق ِّ وَ ال ْبَاطِ ل ِ<br />
وَك ُ ل ُّ مَنْ نَف َى أ َن ْ يَك ُون َ ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا أ َ ث ْبَتَ مَ حَل َّهُ فِي ا ل ْق َل ْب ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ مَ حَ ل ُّ ا ل ْعُل ُوم ِ ك ُل ِّهَا<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
: } أ َف َل َمْ يَسِيرُو ا فِيا ل ْأ َرْض ِ ف َتَك ُون َ ل َهُمْ ق ُل ُو بٌ يَعْقِل ُون َ ب ِهَا { .<br />
ف َدَ ل َّتْ هَذِهِ ال ْ آ يَة ُ عَل َى أ َمْرَ يْن ِ أ َحَدِهِمَا أ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ عِل ْ مٌ ، وَالث َّان ِي<br />
وَفِي ق َوْله تَعَال َى يَعْقِل ُون َ ب ِهَا ، تَأ ْو ِ يل َانِ أ َحَدُهُمَا<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
{<br />
:<br />
} :<br />
ف َهَذِهِ جُمْل َة ُ ا ل ْق َوْل ِ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْغَر ِيز ِي ِّ .<br />
أ َن َّ مَ حَل َّهُ ال ْق َل ْبُ .<br />
: يَعْل َمُون َ ب ِهَا ، وَالث َّان ِي يَعْتَب ِرُون َ ب ِهَا .<br />
وَأ َم َّا ال ْعَق ْل ُا ل ْمُك ْتَسَبُ ف َهُوَ نَتِي جَة ُا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ وَهُوَ ن ِهَا يَة ُ ا ل ْمَعْر ِف َةِ ، وَصِ ح َّة ُ الس ِّيَاسَةِ ، وَإ ِ صَا بَة ُا ل ْفِك ْرَةِ<br />
} ال ْعَق ْل ُ نُو رٌ<br />
.<br />
:<br />
وَ ل َيْسَ لِهَذ َا حَ د ٌّ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَنْمُو إن ْا ُسْتُعْمِ ل َ وَيَنْق ُصُ إن ْ أ ُهْمِ ل َ .<br />
وَ نَمَاؤُهُ يَك ُون ُ ب ِأ َحَدِ وَجْهَيْن ِ إم َّا ب ِك َث ْرَةِا لِاسْتِعْمَال ِ إذ َا ل َمْ يُعَار ِ ضْهُمَان ِعٌ مِنْ هَوًى وَل َا صَاد ٌّ مِنْ شَهْوَةٍ ، ك َا َل َّذِي<br />
يَحْصُ ل ُ لِذ َو ِي ا ل ْأ َسْنَانِ مِنْ ا ل ْ حُنْك َةِ وَصِ ح َّةِ ا لر َّو ِ ي َّةِ ب ِك َث ْرَةِ ا لت َّ جَار ِب ِ وَمُمَارَسَةِ ال ْأ ُمُور ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ حَمِدَتْ ا ل ْعَرَبُ آرَ اءَ ا لش ُّيُوخ ِ حَت َّى ق َال َ بَعْضُهُمْ :ا ل ْمَشَاي ِ خُ أ َشْجَا رُ ا ل ْوَق َار ِ ، وَمَنَاج ِعُا ل ْأ َخْبَار ِ ، ل َا يَطِيشُ ل َهُمْ<br />
سَهْ مٌ ، وَل َا يَسْق ُط ُ ل َهُمْ وَهْ مٌ ، إن ْ رَأ َوْك فِي ق َب ِيح ٍ صَد ُّوك ، وَ إ ِن ْ أ َ بْصَرُوك عَل َى جَمِي ل ٍ أ َمَد ُّوك .<br />
وَقِي ل َ : عَل َيْك ُمْ ب ِ آرَ اءِ الش ُّيُوخ ِ ف َإ ِ ن َّهُمْ إن ْ ف َق َدُو ا ذ َك َاءَ ا لط َّبْع ِ ف َق َدْ مَر َّتْ عَل َى عُيُو ن ِه ِمْ وُجُوهُا ل ْعِبْر ِ ، وَتَصَد َّتْ لِأ َسْمَاعِه ِمْ<br />
آ ث َا رُا ل ْغَيْر ِ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : مَنْ ط َال َ عُمُرُهُ نَق َصَتْ ق ُو َّة ُ بَدَ ن ِهِ وَزَادَتْ ق ُو َّة ُ عَق ْلِهِ .<br />
: وَقِي ل َ فِيهِ<br />
ل َا تَدَ عُ ال ْأ َي َّامُ جَاهِل ًا إل َّا أ َد َّ بَتْهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ك َف َى ب ِا لت َّ جَار ِب ِ تَأ َد ُّبًا وَ ب ِتَق َل ُّب ِ ال ْأ َي َّام ِ عِظ َة ً .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : الت َّجْر ِ بَة ُ مِرْآة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ ، وَال ْغِر َّة ُ ث َمَرَة ُال ْ جَهْ ل ِ .
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : ك َف َى مُخَب ِّرًا عَم َّا بَقِيَ مَا مَضَى وَك َف َى عِبَرًا لِأ ُولِي ال ْأ َل ْبَا ِب مَا جَر َّبُوا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : أ َ ل َمْ تَرَ أ َن َّ ا ل ْعَق ْ ل َزَ يْنٌ لِأ َهْلِهِ وَ ل َكِنْ تَمَامُا ل ْعَق ْ ل ِ ط ُول ُ ا لت َّ جَار ِب ِ وَق َال َ آخَرُ<br />
فِي غ َيْر ِ آف َةٍ أ َف َادَتْ ل َهُ ال ْأ َي َّامُ فِي ك َر ِّهَا عَق ْل َا وَأ َم َّا ال ْوَجْهُ الث َّان ِي ف َق َدْ يَك ُون ُ ب ِف َرْطِ ا لذ َّك َاءِ وَحُسْن ِ ا ل ْفِط ْنَةِ .<br />
: إذ َا ط َال َ عُمْرُ ا ل ْمَرْءِ<br />
وَذ َ لِكَ جَوْدَة ٌا ل ْحَدْ س ِ فِي زَمَانٍ غ َيْر ِ مُهْمِ ل ٍ لِل ْحَدْ س ِ ، ف َإ ِذ َا امْتَزَجَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ صَارَتْ نَتِيجَتُهُمَا نُمُو َّا ل ْعَق ْ ل ِ<br />
ا ل ْمُك ْتَسَب ِ ك َا َل َّذِي يَك ُون ُ فِي ال ْأ َحْدَاثِ<br />
مِنْ وُف ُور ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَجَوْدَةِ ا لر َّأ ْي ِ ، حَت َّى ق َال َ هَر ِمُ بْنُ ق ُط ْبَة َ حِينَ تَنَاف َرَ إ ل َيْهِ عَامِرُ بْنُ الط ُّف َيْ ل ِ وَعَل ْق َمَة ُ بْنُ عُل َا ث َة َ<br />
ب ِال ْ حَدِ يثِ ا لس ِّن ِّ ، ال ْ حَدِ يدِ ا لذ ِّهْن ِ .<br />
وَ ل َعَ ل َّ هَر ِمًا أ َرَ ادَ أ َن ْ يَدْف َعَهُمَا عَنْ نَف ْسِهِ ف َاعْتَذ َرَ ب ِمَا ق َال َ .<br />
: عَل َيْك ُمْ<br />
ل َكِنْ ل َمْ يُنْكِرَا ق َوْ ل َهُ إذ ْعَانًا لِل ْ حَق ِّ ف َصَارَ ا إل َى أ َب ِي جَهْ ل ٍ لِحَدَا ث َةِ سِن ِّهِ ، وَحِد َّةِ ذِهْن ِهِ ، ف َأ َبَى أ َن ْ يَحْك ُمَ بَيْنَهُمَا ف َرَجَعَا إل َى<br />
هَر ِم ٍ ف َ حَك َمَ بَيْنَهُمَا .<br />
وَفِيهِ ق َال َ ل َب ِيدٌ<br />
:<br />
: يَا هَر ِمُ ا بْنَا ل ْأ َك ْرَمِينَ مَنْصِبًا إن َّك ق َدْ أ ُو تِيتَ حُك ْمًا مُعْج ِبَا وَق َدْ ق َال َتْ ا ل ْعَرَبُ عَل َيْك ُمْ ب ِمُشَاوَرَةِ الش َّبَاب ِ<br />
ف َإ ِ ن َّهُمْ يُنْتِ جُون َ رَأ ْيًا ل َمْ يَنَل ْهُ ط ُول ُ ا ل ْقِدَم ِ ، وَل َا اسْتَوْل َتْ عَل َيْهِ رُط ُو بَة ُ ا ل ْهَر ِم ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : رَأ َيْت ا ل ْعَق ْ ل َ ل َمْ يَك ُن ِ ا نْتِهَا بَا وَل َمْ يُق ْسَمْ عَل َى عَدَدِ الس ِّن ِينَا وَ ل َوْ أ َن َّ ا لس ِّن ِينَ تَق َاسَمَتْهُ حَوَىا ل ْآ بَاءُ<br />
أ َنْصِبَة َ ال ْبَن ِينَا وَحَك َىا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َال َ : ق ُل ْت لِغُل َام ٍ حَدَثٍ مِنْ أ َوْ ل َادِ ا ل ْعَرَب ِ ك َان َ يُحَادِث ُن ِي ف َأ َمْتَعَن ِي ب ِف َصَاحَةٍ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَمَل َاحَةٍ أ َيَسُر ُّكَ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك مِا ئ َة ُ أ َ ل ْفِ دِرْهَم ٍ ، وَأ َ نْتَ أ َحْمَقُ ؟ ق َال َ ل َا وَا َلل َّهِ<br />
ق َال َ ف َق ُل ْت : وَ لِمَ ؟ ق َال َ أ َخَافُ أ َن ْ يَجْن ِيَ عَل َي َّ حُمْقِي ج ِنَا يَة ً تَذ ْهَبُ ب ِمَالِي وَيَبْق َى عَل َي َّ حُمْقِي .<br />
ف َانْظ ُرْ إل َى هَذ َا الص َّب ِي ِّ ك َيْفَ اسْتَخْرَجَ ب ِف َرْطِ ذ َك َا ئِهِ ، وَ اسْتَنْبَط َ ب ِ جَوْدَةِ ق َر ِيحَتِهِ مَا ل َعَل َّهُ يَدِ ق ُّ عَل َى مَنْ هُوَ أ َك ْبَرُ مِنْهُ سِنا<br />
، وَ أ َك ْث َرُ تَ جْر ِ بَة ً .<br />
وَ أ َحْسَنُ مِنْ هَذ َا الذ َّك َاءِ وَ ا ل ْف َطِنَةِ مَا حَك َى ا بْنُ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ عُمَرَ بْنَ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ مَر َّ ب ِصِبْيَانٍ يَل ْعَبُون َ وَفِيه ِمْ<br />
عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا لز ُّبَيْر ِ ف َهَرَ بُو ا مِنْهُ إل َّا عَبْدَ ا لل َّهِ<br />
ف َق َال َ ل َهُ عُمَرُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
.<br />
:<br />
ف َأ َخَاف ُك ، وَل َمْ يَك ُنْ ا لط َّر ِ يقُ ضَي ِّق ًا ف َأ ُوَس ِّعُ<br />
مَا ل َك ؟ لِمَ ل َا تَهْرَبُ مَعَ أ َصْ حَا ب ِك ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
ل َك .<br />
ف َانْظ ُرْ مَا تَضَم َّنَهُ هَذ َا ال ْجَوَابُ مِنْ ا ل ْفِط ْنَةِ وَق ُو َّةِ ا ل ْمِن َّةِ وَحُسْن ِ ا ل ْبَدِ يهَةِ .<br />
يَا أ َمِيرَ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ ل َمْ أ َك ُنْ عَل َى ر ِ يبَةٍ<br />
ك َيْفَ نَف َى عَنْهُ ا لل َّوْمَ ، وَأ َ ث ْبَتَ ل َهُ ال ْ حُ ج َّة َ ف َل َيْسَ لِلذ َّك َاءِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِ جُودَةِ ا ل ْق َر ِيحَةِ ن ِهَا يَة ٌ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ أ َمَرَا ل ْف َرَزْدَ قَ ب ِضَرْب ِ أ َعْنَا ق ِ أ ُسَارَى مِنْ الر ُّوم ِ ف َاسْتَعْف َاهُا ل ْف َرَزْدَ قُ ف َل َمْ يَف ْعَل ْ ،<br />
وَ أ َعْط َاهُ سَيْف ًا ل َا يَق ْط َعُ شَيْئ ًا ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ قُ بَل ْأ َ ضْرَبُهُمْ ب ِسَيْفِ أ َب ِي رَغ ْوَ ان َ مُ جَاشِع ِ ، يَعْن ِي سَيْفَ نَف ْسِهِ ، ف َق َامَ ف َضَرَبَ<br />
ب ِهِ عُنُقَ رُومِي ٍّ مِنْهُمْ ف َنَبَا الس َّيْفُ عَنْهُ ، ف َضَحِكَ سُل َيْمَان ُ وَمَنْ حَوْ ل َهُ ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ قُ : أ َ يَعْجَبُ الن َّا سُ أ َن ْ أ َضْحَك ْت<br />
سَي ِّدَهُمْ خَلِيف َة َ ا لل َّهِ يُسْتَسْق َى ب ِهِ ا ل ْمَط َرُ ل َمْ يَنْبُ سَيْفِي مِنْ رُعْب ٍ وَل َا دَهَش ٍ عَنْ ا ل ْأ َسِير ِ وَل َكِنْ أ َخ َّرَ ا ل ْق َدَرُ وَ ل َنْ يُق َد ِّمَ<br />
نَف ْسًا ق َبْ ل َ مِيتَتِهَا جَمْعُ ال ْيَدَ يْن ِ وَل َا الص َّمْصَامَة ُ الذ َّك َرُ ث ُ م َّ غ َمَدَ سَيْف َهُ وَهُوَ يَق ُول ُ<br />
:<br />
مَا إن ْ يُعَابُ سَي ِّ دٌ إذ َا صَبَا وَل َا يُعَابُ<br />
صَا ر ِمٌ إذ َا نَبَا وَل َا يُعَابُ شَاعِرٌ إذ َا ك َبَا ث ُ م َّ جَل َسَ وَهُوَ يَق ُول ُ : ك َأ َن َّ ب ِا بْن ِ ا ل ْمَرَ اغ َةِ ق َدْ هَجَان ِي ف َق َال َ : ب ِسَيْفِ أ َب ِي رَغ ْوَ ان َ<br />
سَيْفِ مُ جَاشِع ٍ ضَرَبْت وَ ل َمْ تَضْر ِبْ ب ِسَيْفِ ا بْن ِ ظ َالِم ِ ث ُ م َّ ق َامَ ف َا نْصَرَفَ وَحَضَرَ جَر ِ يرٌ وَخُب ِّرَ ب ِا ل ْخَبَر ِ وَل َمْ يُنْشَدْ ل َهُ الش ِّعْرُ
ف َق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ف َأ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : ب ِسَيْفِ أ َب ِي رَغ ْوَان َ سَيْفِ مُجَاشِع ٍ ضَرَبْت وَل َمْ تَضْر ِبْ ب ِسَيْفِ ا بْن ِ ظ َالِم ِ ث ُ م َّ ق َال َ : يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ ك َأ َن َّ<br />
ب ِا بْن ِا ل ْق َيْن ِ وَق َدْ أ َجَا بَن ِي ف َق َال َ وَل َا نَق ْتُ ل ُ ال ْأ َسْرَى وَ ل َكِنْ نَف ُك ُّهُمْ إذ َا أ َ ث ْق َ ل َ ال ْأ َعْنَاقَ حَمْ ل ُ ا ل ْمَغَار ِم ِ ف َاسْتَحْسَنَ سُل َيْمَان ُ<br />
حَدْ سَ ا ل ْف َرَزْدَ ق ِ عَل َى جَر ِ ير ٍ ث ُ م َّ أ َخْبَرَا ل ْف َرَزْدَ قَ ب ِشِعْر ِ جَر ِ ير ٍ وَ ل َمْ يُخْب ِرْهُ ب ِحَدْسِهِ ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ قُ : ك َذ َاك سُيُوفُ ا ل ْه ِنْدِ<br />
تَنْبُو ظ ُبَاتُهَا وَ تَق ْط َعُ أ َحْيَانًا مَنَاط َ ا لت َّمَائِم ِ وَ ل َنْ نَق ْتُ ل َ ال ْأ َسْرَى وَل َكِنْ نَف ُك ُّهُمْ إذ َا أ َ ث ْق َ ل َ ا ل ْأ َعْنَا قَ حَمْل ُ<br />
ا ل ْمَغَار ِم ِ وَهَ ل ْ ضَرْ بَة ُ ا لر ُّومِي ِّ جَاعِل َة ٌ ل َك ُمْ أ َبًا عَنْ ك ُل َيْب ٍ أ َوْ أ َخًا مِث ْ ل َ دَ ار ِم ِ ف َشَا عَ حَدِ يث ُا ل ْف َرَزْدَ ق ِ ب ِهَذ َا حَت َّى حُكِيَ أ َن َّ<br />
ا ل ْمَهْدِي َّ أ َتَى ب ِأ َسْرَى مِنْ ا لر ُّوم ِ ف َأ َمَرَ ب ِق َتْلِه ِمْ وَك َان َ عِنْدَهُ شَب ِيبُ بْنُ شَيْبَة َ ف َق َال َ ل َهُ : اضْر ِبْ عُنُقَ هَذ َا ا ل ْعِل ْ ج ِ .<br />
يَا أ َمِيرَ ال ْمُؤْمِن ِينَ ق َدْ عَلِمْت مَا ا ُ بْتُلِيَ ب ِهِ ا ل ْف َرَزْدَ قُ ف َعُي ِّرَ ب ِهِ ق َوْمٌ إل َى ا ل ْيَوْم ِ .<br />
إن َّمَا أ َرَدْت تَشْر ِ يف َك وَق َدْ أ َعْف َيْتُك .<br />
وَك َان َ أ َبُوا ل ْهَوْل ِ الش َّاعِرُ حَاضِرًا ف َق َال َ : جَز ِعْت مِنْ ا لر ُّومِي ِّ وَهُوَ مُق َي َّ دٌ ف َك َيْفَ وَ ل َوْ ل َاق َيْتَهُ وَهُوَ مُط ْل َقُ دَعَاك أ َمِيرُ<br />
ا ل ْمُؤْمِن ِينَ لِق َتْلِهِ ف َك َادَ شَب ِيبٌ عِنْدَ ذ َلِكَ يَف ْرَ قُ تَنَ ح َّ شَب ِيبًا عَنْ قِرَ ا ع ِ ك َتِيبَةٍ وَ ادْن ُ شَب ِيبًا مِنْ ك َل َام ٍ يُل َف َّقُ وَ ل َيْسَ ا ل ْعَجَبُ مِنْ<br />
ك َل َام ِ ا ل ْف َرَزْدَ ق ِ إن ْ صَ ح َّ مِنْ جَوْدَةِا ل ْق َر ِيحَتَيْن ِ وَل َكِنْ مِنْ ا ت ِّف َا ق ِ ال ْ خَاطِرَ يْن ِ .<br />
؟ ق َال َ<br />
وَ لِمِث ْ ل ِ ذ َ لِكَ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ : آ يَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ سُرْعَة ُا ل ْف َهْم ِ ، وَغ َايَتُهُ إ صَا بَة ُ ا ل ْوَهْم ِ ، وَ ل َيْسَ لِمَنْ مُن ِ حَ جَوْدَة ُ ا ل ْق َر ِيحَةِ وَسُرْعَة ُ<br />
ال ْ خَاطِر ِعَ جْزٌ عَنْ جَوَ اب ٍ وَ إ ِن ْ أ ُعْضِ ل َ ، ك َمَا قِي ل َ لِعَلِي ٍّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ك َيْفَ يُ حَاسِبُ ا لل َّهُ ا ل ْعِبَادَ عَل َى ك َث ْرَةِ عَدَدِهِمْ<br />
: ك َمَا يَرْ زُق ُهُمْ عَل َى ك َث ْرَةِ عَدَدِهِمْ .<br />
وَقِي ل َ لِعَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ عَب َّا س ٍ : أ َ يْنَ تَذ ْهَبُ ا ل ْأ َرْوَ احُ إذ َا ف َارَق َتْ ال ْأ َجْسَادَ ؟ ق َال َ : أ َ يْنَ تَذ ْهَبُ نَا رُ ا ل ْمَصَا ب ِي ح ِ عِنْدَ ف َنَاءِ<br />
ال ْأ َدْهَانِ ؟ وَهَذ َ انِا ل ْ جَوَ ابَانِ جَوَا بَا إسْك َاتٍ تَضَم َّنَا دَلِيل َيْ إذ ْعَانٍ وَحُ ج َّتَيْ ق َهْر ٍ .<br />
وَمِنْ غ َيْر ِ هَذ َا ا ل ْف َن ِّ وَ إ ِن ْ ك َان َ مُسْكِتًا<br />
ف َق َال َ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
ف َق َال َ ل َهُ<br />
أ َل َسْت تَق ُول ُ أ َ ن َّهُ ل َنْ يُصِيبَك إل َّا مَا ك َتَبَهُ ا لل َّهُ عَل َيْك ؟ ق َال َ<br />
مَا حُكِيَ عَنْ إ بْلِيسَ - ل َعَنَهُ ا لل َّهُ - أ َ ن َّهُ حِينَ ظ َهَرَ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
: نَعَمْ .<br />
:<br />
: ف َارْم ِ نَف ْسَك مِنْ ذ ُرْوَةِ هَذ َا ال ْ جَبَ ل ِ ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ يُق َد ِّرْ ل َك ا لس َّل َامَة َ تَسْل َمْ .<br />
يَا مَل ْعُون ُ إن َّ لِل َّهِ أ َن ْ<br />
يَ خْتَب ِرَ عِبَادَهُ وَ ل َيْسَ لِل ْعَبْدِ أ َن ْ يَ خْتَب ِرَ رَ ب َّهُ .<br />
وَمِث ْ ل ُ هَذ َا ال ْ جَوَ اب ِ ل َا يُسْتَغْرَبُ مِنْ أ َنْب ِيَاءِ ا لل َّهِ تَعَال َى ال َّذِ ينَ أ َمَد َّهُمْ ب ِوَحْي ِهِ ، وَأ َ ي َّدَهُمْ ب ِنَصْر ِهِ ، وَإ ِن َّمَايُسْتَغْرَبُ مِم َّنْ<br />
يَل ْ جَأ ُ إل َى خَاطِر ِهِ وَ يُعَو ِّل ُ عَل َى بَدِ يهَتِهِ .<br />
وَرَوَى ق ُث َمُ بْنُ ا ل ْعَب َّا س ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ق َال َ<br />
ق َال َ : دَعْوَ ٌةمُ سْتَ جَابَة ٌ .<br />
قِي ل َ : ف َك َمْ بَيْنَا ل ْمَشْر ِ ق ِ وَا ل ْمَغْر ِب ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
قِي ل َ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ك َمْ بَيْنَ الس َّمَاءِ وَ ال ْأ َرْض ِ ؟<br />
مَسِيرَة ُ يَوْم ٍ لِلش َّمْس ِ .<br />
ف َك َان َ هَذ َا ا لس ُّؤَ ال ُ مِنْ سَا ئِلِهِ إم َّا اخْتِبَارً ا ، وَإ ِم َّا اسْتِبْصَارًا ف َصَدَرَ عَنْهُ مِنْ ال ْجَوَاب ِ مَا أ َسْك َتَ .<br />
ف َأ َم َّا إذ َا اجْتَمَعَ هَذ َ انِا ل ْوَجْهَانِ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ وَهُوَ مَا يُنَم ِّيهِ ف َرْط ُ ا لذ َّك َاءِ ب ِ جَوْدَةِ ا ل ْحَدْ س ِ وَصِ ح َّةِ ا ل ْق َر ِيحَةِ<br />
ب ِحُسْن ِ ا ل ْبَدِيهَةِ ، مَعَ مَا يُنَم ِّيه ا لِاسْتِعْمَال ُ ب ِط ُول ِ ا لت َّ جَار ِب ِ وَمُرُور ِ ا لز َّمَانِ ب ِك َث ْرَةِ الِاخْتِبَار ِ ، ف َهُوَ ال ْعَق ْل ُ ال ْك َامِ ل ُ عَل َى<br />
ا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ فِي ا لر َّجُ ل ِ ا ل ْف َا ضِ ل ِ ا لِاسْتِ حْق َا ق ِ .<br />
}<br />
رَوَى أ َ نَسُ بْنُ مَالِكٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ : أ ُ ث ْن ِيَ عَل َى رَجُ ل ٍ عِنْدَ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ب ِخَيْر ٍ ف َق َال َ<br />
ك َيْفَ عَق ْل ُهُ ؟ ق َال ُوا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن َّ مِنْ عِبَادَ تِهِ ، إن َّ مِنْ خُل ُقِهِ ، إن َّ مِنْ ف َضْلِهِ ، إن َّ مِنْ أ َدَ ب ِهِ<br />
:<br />
.<br />
:
ف َق َال َ : ك َيْفَ عَق ْل ُهُ ؟ ق َال ُوا : يَا رَسُول َ ا لل َّهِ نُث ْن ِي عَل َيْهِ ب ِا ل ْعِبَادَةِ ، وَأ َ صْنَافِا ل ْ خَيْر ِ وَتَسْأ َل ُنَا عَنْ عَق ْلِهِ ؟ ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
عَل َى ق َدْر ِ عُق ُو لِه ِمْ { .<br />
:<br />
إن َّ ا ل ْأ َحْمَقَ ا ل ْعَا ب ِدَ يُصِيبُ ب ِجَهْلِهِ أ َعْظ َمَ مِنْ ف ُ جُور ِ ا ل ْف َاج ِر ِ وَإ ِن َّمَا يَق ْرَبُ ا لن َّا سُ مِنْ رَ ب ِّه ِمْ ب ِا لز ُّ ل َفِ<br />
وَ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِيا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ إذ َا تَنَاهَى وَزَ ادَ هَل ْ يَك ُون ُ ف َضِيل َة ً أ َمْ ل َا ف َق َال َ ق َوْمٌ<br />
ا ل ْف َضَائِ ل َ هَيْئ َاتٌ مُتَوَس ِّط َة ٌ بَيْنَ ف َضِيل َتَيْن ِ نَاقِصَتَيْن ِ ، ك َمَا أ َن َّ ال ْ خَيْرَ تَوَس ُّ ٌط<br />
بَيْنَ رَذِ يل َتَيْن ِ ف َمَا جَاوَزَ الت َّوَس ُّط َ خَرَجَ عَنْ حَ د ِّ ا ل ْف َضِيل َةِ<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُلِل ْإ ِسْك َنْدَر ِ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
أ َي ُّهَا ا ل ْمَلِكُ عَل َيْك ب ِالِاعْتِدَ ال ِ فِي ك ُ ل ِّ ا ل ْأ ُمُور ِ ،<br />
هَذ َا مَعَ مَا وَرَدَتْ ب ِهِ ا لس ُّن َّة ُ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ل َا يَك ُون ُ ف َضِيل َة ً ؛ لِأ َن َّ<br />
ف َإ ِن َّ ا لز ِّ يَادَة َعَيْبٌ وَ الن ُّق ْصَان َعَ جْزٌ .<br />
: } خَيْرُ ا ل ْأ ُمُور ِ أ َوْسَاط ُهَا { .<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : خَيْرُ ا ل ْأ ُمُور ِ ا لن َّمَط ُ ال ْأ َوْسَط ُ ، إ ل َيْهِ يَرْج ِعُ ال ْعَالِي ، وَمِنْهُ يَل ْ حَقُ الت َّالِي .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ ل َا تَذ ْهَبَن َّ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ف َرَط َا ل َا تَسْأ َ ل َن َّ إن ْ سَأ َل ْت شَط َط َا وَك ُنْ مِنْ ا لن َّا س ِ جَمِيعًا وَسَط َا ق َال ُوا : لِأ َن َّ ز ِيَادَة َ<br />
ا ل ْعَق ْ ل ِ تُف ْضِي ب ِصَاحِب ِهَا إل َى ا لد َّهَاءِ وَ ا ل ْمَك ْر ِ وَذ َلِكَمَ ذ ْمُومٌ وَ صَاحِبُهُ مَل ُومٌ<br />
.<br />
:<br />
وَق َدْ أ َمَرَ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َبَا مُوسَى ال ْأ َشْعَر ِي َّ أ َن ْ يَعْز ِل َ ز ِ يَادً ا عَنْ و ِ ل َا يَتِهِ ف َق َال َز ِيَادٌ : يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ<br />
أ َعَنْ مُوج ِدَةٍ أ َوْ خِيَا نَةٍ ؟ ف َق َال َ ل َا عَنْ وَ احِدَةٍ مِنْهُمَا ، وَل َكِنْ خِف ْت أ َن ْ أ َحْمِ ل َ عَل َى ا لن َّا س ِ ف َضْ ل َ عَق ْلِك<br />
وَ لِأ َجْ ل ِ هَذ َا ا ل ْمَ حْكِي ِّ عَنْ عُمَرَ مَا قِي ل َ ق َدِيمًا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ آخَرُون َ ، وَهُوَ أ َ صَ ح ُّا ل ْق َوْ ل َيْن ِ<br />
: إف ْرَ اط ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ مُ ضِر ٌّ ب ِا ل ْ جَسَدِ .<br />
: ك َف َاك مِنْ عَق ْلِك مَا دَل َّك عَل َى سَب ِي ل ِ رُشْدِك .<br />
: ق َلِي ل ٌ يَك ْفِي خَيْرٌ مِنْ ك َثِير ٍ يُط ْغِي .<br />
.<br />
:<br />
ز ِ يَادَة ُا ل ْعَق ْ ل ِف َ ضِيل َة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُك ْتَسَبَ غ َيْرُ مَ حْدُودٍ ، وَإ ِن َّمَا تَك ُون ُ ز ِ يَادَة ُ ا ل ْف َضَائِ ل ِ<br />
ا ل ْمَ حْمُودَةِ نَق ْصًا مَذ ْمُومًا ؛ لِأ َن َّ مَا جَاوَزَ ال ْ حَ د َّ ل َا يُسَم َّى ف َضِيل َة ً ك َالش ُّجَاع ِ إذ َا زَ ادَ عَل َى حَ د ِّ الش َّ جَاعَةِ نُسِبَ إل َى<br />
ا لت َّهَو ُّر ِ ، وَا لس َّ خِي ُّ إذ َا زَ ادَ عَل َى حَ د ِّ الس َّ خَاءِ نُسِبَ إل َى ا لت َّبْذِ ير ِ .<br />
وَ ل َيْسَ ك َذ َلِكَ حَال ُ ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ ؛ لِأ َن َّ ا لز ِّ يَادَة َ فِيهِ ز ِ يَادَة ُ عِل ْم ٍ ب ِا ل ْأ ُمُور ِ وَحُسْنُ إ صَا بَةٍ ب ِا لظ ُّنُونِ وَمَعْر ِف َة ُ مَا ل َمْ يَك ُنْ<br />
إل َى مَا يَك ُون ُ ، وَذ َ لِكَف َ ضِيل َة ٌ<br />
ل َانَق ْصٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } أ َف ْضَ ل ُ ا لن َّا س ِ أ َعْق َ ل ُ ا لن َّا س ِ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
} :<br />
ال ْعَق ْل ُ حَيْث ُ ك َان َمَأ ْل ُوفٌ { .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى ق ُل ْ ك ُ ل ٌّ يَعْمَ ل ُ عَل َى شَاكِل َتِهِ { أ َيْ ب ِ حَسَب ِ عَق ْلِهِ .<br />
وَق َال َ ا ل ْق َاسِمُ بْنُ مُ حَم َّدٍ ك َانَتْ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ مَنْ ل َمْ يَك ُنْ عَق ْل ُهُ أ َغ ْل َبَ خِصَال ِال ْ خَيْر ِ عَل َيْهِ ، ك َان َ حَتْف ُهُ فِي أ َغ ْل َب ِ<br />
خِصَال ِ ال ْ خَيْر ِ عَل َيْهِ<br />
.<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ إذ َا ك َث ُرَ رَخُصَ إل َّاا ل ْعَق ْ ل َ ف َإ ِ ن َّهُ إذ َا ك َث ُرَ غ َل َا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ إن َّ ا ل ْعَاقِ ل َ مَنْ عَق ْل ُهُ فِي إرْشَادٍ ، وَمَنْ رَ أ ْ يُهُ فِي إمْدَادٍ ، ف َق َوْ ل ُهُ سَدِ ي دٌ ، وَفِعْل ُهُ حَمِي دٌ ، وَال ْجَاهِ ُل<br />
مَنْ جَهْل ُهُ فِي إغ ْوَ اءٍ ، وَمَنْ هَوَ اهُ فِي إغ ْرَ اءٍ ، ف َق َوْ ل ُهُ سَقِي مٌ ، وَفِعْل ُهُ ذ َمِي مٌ ، وَأ َنْشَدَن ِي ا بْنُ ل َنْك َكَ لِأ َ ب ِيهِ .<br />
مَنْ ل َمْ يَك ُنْ أ َك ْث َرَ عَق ْل َهُ أ َهْل َك َهُ أ َك ْث َرُ مَا فِيهِ ف َأ َم َّا الد َّهَاءُ وَال ْمَك ْرُ ف َهُوَمَ ذ ْمُومٌ ؛ لِأ َن َّ صَاحِبَهُ صَرَفَ ف َضْ ل َ عَق ْلِهِ إل َى الش َّر ِّ<br />
وَ ل َوْ صَرَف َهُ إل َىال ْ خَيْر ِ ل َك َان َ مَحْمُودًا .
.<br />
وَق َدْ ذ َك َرَ ا ل ْمُغِيرَة ُ بْنُ شُعْبَة َ عُمَرَ بْنَ ال ْ خَط َّاب ِ ف َق َال َ : ك َان َ وَا َلل َّهِ أ َف ْضَ ل َ مِنْ أ َن ْ يُ خْدَ عَ ، وَ أ َعْق َ ل َ مِنْ أ َن ْ يُخْدَ عَ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ : ل َسْتُ ب ِال ْ خِب ِّ وَل َا يَخْدَعُن ِيال ْ خِب ُّ .<br />
وَ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِيمَنْ صَرَفَ ف َضْ ل َ عَق ْلِهِ إل َى ا لش َّر ِّ ك َز ِ يَادٍ ، وَ أ َشْبَاهِهِ مِنْ ا لد ُّهَاةِ ، هَل ْ يُسَم َّى الد َّ اهِيَة ُ مِنْهُمْ عَاقِل ًا أ َمْ ل َا<br />
ف َق َال َ بَعْضُهُمْ<br />
: وَق َال َ آخَرُون َ<br />
: أ ُسَم ِّيهِ عَاقِل ًا ؛ لِوُجُودِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْهُ .<br />
ل َا أ ُسَم ِّيهِ عَاقِل ًا حَت َّى يَك ُون َ خَي ِّرًا دَي ِّنًا ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَيْرَ وَالد ِّينَ مِنْ مُوج ِبَاتِ ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />
ف َأ َم َّا ا لش ِّر ِّيرُ ف َل َا أ ُسَم ِّيهِ عَاقِل ًا وَإ ِن َّمَا أ ُسَم ِّيهِ صَاحِبَ رَو ِ ي َّةٍ وَفِك ْر ٍ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ : ا ل ْعَاقِ ل ُ مَنْ عَق َ ل َ عَنْ ا لل َّهِ أ َمْرَهُ وَ نَهْيَهُ حَت َّى ق َال َ أ َصْ حَابُ ا لش َّافِعِي ِّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ فِيمَنْ أ َوْصَى ب ِث ُل ُثِ مَا لِهِ<br />
لِأ َعْق َ ل ِ ا لن َّا س ِ أ َ ن َّهُ يَك ُون ُ مَصْرُوف ًا فِي ا لز ُّه َّادِ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ انْق َادُوا لِل ْعَق ْ ل ِ وَل َمْ يَغْتَر ُّو ا ب ِا ل ْأ َمَ ل ِ .<br />
وَرَوَى ل ُق ْمَان ُ بْنُ أ َب ِي عَامِر ٍ عَنْ أ َب ِي الد َّرْدَ اءِ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
مِنْ رَب ِّك ق ُرْبًا .<br />
:<br />
:<br />
} يَا عُوَيْمِرُ ازْدَدْ عَق ْل ًا تَزْدَدْ<br />
ق ُل ْت ب ِأ َب ِي أ َ نْتَ وَأ ُم ِّي ، وَمَنْ لِي ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؟ ق َال َ :اجْتَن ِبْ مَ حَار ِمَ ا لل َّهِ ، وَ أ َد ِّ ف َرَائِضَ ا لل َّهِ تَك ُنْ عَاقِل ًا ث ُ م َّ تَنَف َّ ل َ<br />
ب ِصَا لِحَاتِ ال ْأ َعْمَال ِ تَزْدَدْ فِي الد ُّ نْيَا عَق ْل ًا وَ تَزْدَدْ مِنْ رَب ِّك ق ُرْبًا وَ ب ِهِ عِزا { .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ هَذِهِ ال ْأ َبْيَاتِ ، وَذ َك َرَ أ َن َّهَا لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
إن َّ ا ل ْمَك َار ِمَأ َ خْل َا قٌ مُط َه َّرَ ٌة<br />
ف َال ْعَق ْل ُ أ َو َّل ُهَا وَا لد ِّ ينُ ث َان ِيهَا وَال ْعِل ْمُ ث َالِث ُهَا وَال ْحِل ْمُ رَاب ِعُهَا وَال ْجُودُ خَامِسُهَاوَ ا ل ْعُرْفُ سَادِيهَا وَا ل ْب ِر ُّ سَا ب ِعُهَا وَ الص َّبْرُ ث َامِنُهَا<br />
وَ الش ُّك ْرُ تَاسِعُهَا وَالل ِّينُ عَاشِيهَا وَا لن َّف ْسُ تَعْل َمُ أ َن ِّي ل َا أ ُصَد ِّق ُهَا وَل َسْت أ َرْشُ دُ إل َّا حِينَ أ َعْصِيهَا وَال ْعَيْنُ تَعْل َمُ فِي عَيْنَيْ<br />
مُحَد ِّثِهَا مَنْ ك َان َ مِنْ حِزْب ِهَا أ َوْ مِنْ أ َعَادِيهَا عَيْنَاك ق َدْ دَل َّتَا عَيْنَي َّ مِنْك عَل َى أ َشْيَاءَ ل َوْ ل َاهُمَا مَا ك ُنْت تُبْدِيهَا وَاعْل َمْ أ َن َّ<br />
ا ل ْعَق ْ ل َ ا ل ْمُك ْتَسَبَ ل َا يَ نْف َك ُّ عَنْ ا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ ؛ لِأ َ ن َّهُنَتِي جَة ٌ مِنْهُ .<br />
وَق َدْ يَنْف َك ُّ ال ْعَق ْل ُ ال ْغَر ِيز ِي ُّ عَنْ ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ ف َيَك ُون َ صَاحِبُهُ مَسْل ُوبَ ا ل ْف َضَائِ ل ِ ، مَوْف ُورَ الر َّذ َا ئِ ل ِ ، ك َا ل ْأ َ نْوَكِ ال َّذِي<br />
ل َا يَ ج ِدُ ل َهُ ف َضِيل َة ً ، وَ ا ل ْأ َحْمَقُ ال َّذِي ق َ ل َّ مَا يَخْل ُو مِنْ رَذِ يل َةٍ<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
.<br />
:<br />
{ا ل ْأ َحْمَقُ ك َا ل ْف َ خ َّار ِ ل َا يُرَق َّعُ وَل َا يُشَع َّبُ<br />
. {<br />
:<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ {ا ل ْأ َحْمَقُ أ َ بْغَضُ خَل ْق ِ ا لل َّهِ إ ل َيْهِ ، إذ ْ حَرَمَهُ أ َعَز َّا ل ْأ َشْيَاءِ عَل َيْهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْحَاجَة ُ إل َىا ل ْعَق ْ ل ِ أ َق ْبَ حُ مِنْ ا ل ْحَاجَةِ إل َى ا ل ْمَال ِ ، وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : دَوْ ل َة ُ ال ْ جَاهِ ل ِ عِبْرَة ُ<br />
ا ل ْعَاقِ ل ِ ، وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَ ان َ لِبَزَرْجَمْهَرَ :<br />
أ َي ُّ ال ْأ َشْيَاءِ خَيْرٌ لِل ْمَرْءِ ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ ؟ ق َال َ :ف َمَا ل ٌ<br />
ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ سَا بُورُ بْنُ أ َرْدَشِيرَ<br />
:عَق ْ ل ٌ يَعِيشُ ب ِهِ .<br />
: ف َإ ِ خْوَ ان ٌ يَسْتُرُون َ عَيْبَهُ .<br />
يَتَ حَب َّبُ ب ِهِ إل َى ا لن َّا س ِ .<br />
. {<br />
:<br />
ف َعِي ٌّ صَامِتٌ .<br />
: ف َمَوْتٌ جَا ر ِفٌ .<br />
: ال ْعَق ْل ُ نَوْعَانِ : أ َحَدُهُمَامَط ْبُو عٌ ، وَا ل ْآخَرُمَ سْمُو عٌ .<br />
وَل َا يَصْل ُ حُ وَا حِ دٌ مِنْهُمَا إل َّا ب ِصَاحِب ِهِ ، ف َأ َخَذ َ ذ َ لِكَ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : رَ أ َيْتُ ا ل ْعَق ْ ل َ نَوْعَيْن ِ ف َمَسْمُوعٌ وَمَط ْبُو عُ وَل َا
يَنْف َعُمَ سْمُو عٌ إذ َا ل َمْ يَكُ مَط ْبُو عُ ك َمَا ل َا تَنْف َعُ الش َّمْسُ وَ ضَوْءُ ا ل ْعَيْن ِ مَمْنُو عُ وَق َدْ وَ صَفَ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ ا ل ْعَاقِ ل َ ب ِمَا فِيهِ<br />
مِنْ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ ، وَا ل ْأ َحْمَقَ ب ِمَا فِيهِ مِنْ ا لر َّذ َا ئِ ل ِ ، ف َق َال َ : ا ل ْعَاقِ ل ُ إذ َا وَال َى بَذ َل َ فِي ا ل ْمَوَد َّةِ نَصْرَهُ ، وَإ ِذ َا عَادَى رَف َعَ عَنْ<br />
ا لظ ُّل ْم ِ ق َدْرَهُ ، ف َيُسْعِدُ مَوَ الِيَهُ ب ِعَق ْلِهِ ، وَ يَعْتَصِمُ مُعَادِ يهِ ب ِعَدْ لِهِ .<br />
إن ْ أ َحْسَنَ إل َى أ َحَدٍ تَرَكَ ا ل ْمُط َا ل َبَة َ ب ِا لش ُّك ْر ِ ، وَ إ ِن ْ أ َسَاءَ إ ل َيْهِ مُسِ يءٌ سَب َّبَ ل َهُ أ َسْبَابَ ال ْعُذ ْ ِر<br />
وَ ا ل ْأ َحْمَقُ ضَا ل ٌّ مُ ضِ ل ٌّ إن ْ أ ُون ِسَ تَك َب َّرَ ، وَ إ ِن ْ أ ُوحِشَ تَك ْدَرَ ، وَ إ ِن ْ ا ُسْتُنْطِقَ تَ خَل َّفَ ، وَ إ ِن ْ تُر ِكَ تَك َل َّفَ<br />
مُ جَال َسَتُهُ مِهْنَة ٌ ، وَمُعَا تَبَتُهُ مِ حْنَة ٌ ، وَمُ حَاوَرَ تُهُ تَعَر ٍّ ، وَمُوَا ل َا تُهُ تَضُر ُّ ، وَمُق َارَ بَتُهُ عَمَى ، وَمُق َارَ نَتُهُ شَق َا .<br />
وَك َانَتْ مُل ُوكُ ال ْف ُرْس ِ إذ َا غ َضِبَتْ عَل َى عَاقِ ل ٍ حَبَسَتْهُ مَعَ جَاهِ ل ٍ .<br />
.<br />
، أ َوْ مَنَ حَهُ الص َّف ْ حَ وَ ا ل ْعَف ْوَ .<br />
وَ ا ل ْأ َحْمَقُ يُسِيءُ إل َى غ َيْر ِهِ وَ يَظ ُن ُّ أ َ ن َّهُ ق َدْ أ َحْسَنَ إ ل َيْهِ ف َيُط َا لِبُهُ ب ِا لش ُّك ْر ِ ، وَيُ حْسِنُ إ ل َيْهِ ف َيَظ ُن ُّ أ َ ن َّهُ ق َدْ أ َسَاءَ ف َيُط َالِبُهُ ب ِا ل ْوَ تَر ِ .<br />
ف َمَسَاو ِئُ ا ل ْأ َحْمَق ِ ل َا تَنْق َضِي وَعُيُو بُهُ ل َا تَتَنَاهَى وَل َا يَقِفُ ا لن َّظ َرُ مِنْهَا إل َى غ َا يَةٍ إل َّا ل َو َّحَتْ مَا وَرَ اءَهَا مِم َّا هُوَ أ َدْنَى مِنْهَا ،<br />
وَأ َرْدَى ، وَ أ َمَر ُّ ، وَأ َدْهَى .<br />
ف َمَا أ َك ْث َرَ ا ل ْعِبْرَ لِمَنْ نَظ َرَ ، وَأ َ نْف َعَهَا لِمَنْ<br />
اعْتَبَرَ .<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ : مِنْ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ يُ حْف َظ ُ ا ل ْأ َحْمَقُ إل َّا مِنْ نَف ْسِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
إن َّ الد ُّنْيَا رُب َّمَا أ َق ْبَل َتْ عَل َى ال ْ جَاهِ ل ِ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ، وَ أ َدْبَرَتْ عَنْ ا ل ْعَاقِ ل ِ ب ِا لِ اسْتِ حْق َا ق ِ .<br />
ف َإ ِن ْ أ َتَتْك مِنْهَا سُهْمَة ٌ مَعَ جَهْ ل ٍ ، أ َوْ ف َاتَتْك مِنْهَابُغْيَة ٌ مَعَ عَق ْ ل ٍ ، ف َل َا يَ حْمِل َن َّكَ ذ َلِكَ عَل َى الر َّغ ْبَةِ فِيال ْ جَهْ ل ِ ، وَالز ُّهْدِ<br />
فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />
ف َدَوْ ل َة ُ ال ْ جَاهِ ل ِ مِنْ ال ْمُمْكِنَاتِ ، وَدَوْ ل َة ُ ا ل ْعَاقِ ل ِ مِنْ ا ل ْوَ اج ِبَاتِ .<br />
وَ ل َيْسَ مَنْ أ َمْك َنَهُ شَ يْءٌ مِنْ ذ َا تِهِ ، ك َمَنْ اسْتَوْجَبَهُ ب ِآ ل َتِهِ ، وَأ َدَوَاتِهِ .<br />
وَ بَعْدُ ف َدَوْ ل َة ُ ال ْ جَاهِ ل ِ ك َال ْغَر ِيب ِ ال َّذِي يَ حِن ُّ إل َى الن ُّق ْل َةِ ، وَدَوْ ل َة ُ ا ل ْعَاقِ ل ِ ك َالن َّسِيب ِ ال َّذِي يَ حِن ُّ إ ل َىا ل ْوَ صْل َةِ .<br />
ف َل َا يَف ْرَحُ ال ْمَرْءُ ب ِ حَا ل َةٍ جَلِيل َةٍ نَال َهَا ب ِغَيْر ِ عَق ْ ل ٍ ، وَمَنْز ِ ل َةٍ رَفِيعَةٍ حَل َّهَا ب ِغَيْر ِ ف َضْ ل ٍ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْجَهْ ل َ يُنْز ِ ل ُهُ مِنْهَا ، وَ يُز ِ يل ُهُ عَنْهَا ، وَيَ حُط ُّهُ إل َى رُ تْبَتِهِ ، وَ يَرُد ُّهُ إل َى قِيمَتِهِ ، بَعْدَ أ َن ْ تَظ ْهَرَ عُيُو بُهُ ، وَ تَك ْث ُرَ ذ ُ نُو بُهُ ،<br />
وَ يَصِيرَ مَادِحُهُ هَاج ِيًا ، وَوَ لِي ُّهُ مُعَادِيًا .<br />
وَاعْل َمْ أ َ ن َّهُ ب ِحَسَب ِ مَا يُنْشَرُ مِنْ ف َضَائِ ل ِ ا ل ْعَاقِ ل ِ ، ك َذ َ لِكَ يَظ ْهَرُ مِنْ رَذ َا ئِ ل ِ ال ْ جَاهِ ل ِ ، حَت َّى يَصِيرَ مَث َل ًا فِي ال ْغَاب ِر ِينَ ،<br />
وَحَدِ يث ًا فِي ال ْأ َخِر ِينَ ، مَعَ هَتْكِهِ فِي عَصْر ِهِ ، وَق ُبْ ح ِ ذِك ْر ِهِ فِي دَهْر ِهِ ، ك َا َل َّذِي رَوَ اهُ عَط َاءٌ عَنْ جَا ب ِر ٍ ق َال َ : ك َان َ فِي بَن ِي<br />
إسْرَ ائِي ل َ رَ جُ ل ٌ ل َهُ حِمَا رٌ .<br />
ف َق َال َ يَا رَب ِّ ل َوْ ك َان َ ل َك حِمَا رٌ ل َعَل َف ْته مَعَ حِمَار ِي .<br />
ف َهَم َّ ب ِهِ نَب ِي ٌّ مِنْ أ َنْب ِيَاءِ ا لل َّهِ ، ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ إل َيْهِ<br />
:<br />
إن َّمَا أ ُ ثِيبُ ك ُ ل َّ إ نْسَانٍ عَل َى ق َدْر ِ عَق ْلِهِ .<br />
وَ اسْتَعْمَ ل َ مُعَاو ِ يَة ُ رَجُل ًا مِنْ ك َل ْب ٍ ف َذ ُكِرَ ا ل ْمَ جُو سُ يَوْمًا عِنْدَهُ ف َق َال َ<br />
أ ُعْطِيتُ عَشْرَة َ آل َافِ دِرْهَم ٍ مَا نَك َحْت أ ُم ِّي .<br />
ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ مُعَاو ِ يَة َ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
- ق َب َّ حَهُ ا لل َّهُ -أ َ تَرَوْ نَهُ ل َوْ زَ ادُوهُ ف َعَ ل َ ؟ وَعَزَ ل َهُ<br />
ل َعَنَ ا لل َّهُ ا ل ْمَ جُو سَ يَنْكِ حُون َ أ ُم َّهَاتِه ِمْ ، وَا َ لل َّهِ ل َوْ<br />
وَوَل َّى ا لر َّ ب ِيعَ ا ل ْعَامِر ِي َّ - وَك َان َ مِنْ الن َّوْك َى -عَل َى سَا ئِر ِ ال ْيَمَامَةِ ف َأ َق َادَ ك َل ْبًا ب ِك َل ْب ٍ ف َق َال َ فِيهِ الش َّاعِرُ : شَه ِدْت ب ِأ َن َّ<br />
ا لل َّهَ حَقًّا لِق َاؤُهُ وَ أ َن َّ ا لر َّب ِيعَ ا ل ْعَامِر ِي َّ رَقِيعُ أ َق َادَ ل َنَا ك َل ْبًا ب ِك َل ْب ٍ وَ ل َمْ يَدَ عْ دِمَاءَ كِل َاب ِ ا ل ْمُسْلِمِينَ تَضِيعُ وَ ل َيْسَ لِمَعَا ر ِّ
ال ْ جَهْ ل ِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِمَضَا ر ِّ ال ْحُمْق ِن ِهَايَة ٌ .<br />
ق َال َ الش َّاعِرُ : لِك ُ ل ِّ دَ اءٍ دَوَ اءٌ يُسْتَط َب ُّ ب ِهِ إل َّا ا ل ْ حَمَاق َة َ أ َعْيَتْ مَنْ يُدَاو ِيهَا<br />
: ال ْهَوَى :ف َ صْ ل ٌ<br />
وَأ َم َّا ال ْهَوَى ف َهُوَ عَنْ ال ْخَيْر ِ صَاد ٌّ ، وَ لِل ْعَق ْ ل ِ مُ ضَاد ٌّ ؛ لِأ َ ن َّهُ يُنْتِ جُ مِنْ ال ْأ َخْل َاق ِ ق َبَائِ حَهَا ، وَ يُظ ْه ِرُ مِنْ<br />
ا ل ْأ َف ْعَال ِ ف َضَائِ حَهَا ، وَ يَ جْعَ ل ُ سِتْرَ ا ل ْمُرُوءَةِ مَهْتُوك ًا ، وَمَدْخَ ل َ ا لش َّر ِّ مَسْل ُوك ًا .<br />
ق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
ث ُ م َّ تَل َا {أ َف َرَأ َ يْتَ مَنْ ات َّ خَذ َ إ ل َهَهُ هَوَ اهُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
{<br />
:<br />
يَعْن ِيب ِا لت َّوْ بَةِ { {وَ تَرَ ب َّصْتُمْ<br />
} وَارْتَبْتُمْ {<br />
ال ْهَوَى إل َهٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ ا لل َّهِ<br />
وَق َال َ عِك ْر ِمَة ُ فِي ق َوْله تَعَال َى } وَل َكِن َّك ُمْ ف َتَنْتُمْأ َ نْف ُسَك ُمْ<br />
} يَعْن ِي فِي أ َمْر ِ ا لل َّهِ<br />
{<br />
يَعْن ِي ا ل ْمَوْتَ } وَغ َر َّك ُمْ ب ِا َ لل َّهِ ا ل ْغَرُو رُ {<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
يَعْن ِي الش َّيْط َان َ .<br />
} :<br />
{ يَعْن ِي ب ِالش َّهَوَ اتِ<br />
وَغ َر َّتْك ُمْا ل ْأ َمَا ن ِي ُّ { يَعْن ِي ب ِا لت َّسْو ِ يفِ } حَت َّى جَاءَ أ َمْرُ ا لل َّهِ<br />
ط َاعَة ُ ا لش َّهْوَةِ دَ اءٌ ، وَعِصْيَا نُهَا دَوَ اءٌ<br />
. {<br />
:<br />
اق ْدَعُوا هَذِهِ ا لن ُّف ُو سَ عَنْ شَهَوَ اتِهَا ف َإ ِن َّهَا ط َل َّاعَة ٌ تَنْز ِ عُ إل َى شَر ِّ غ َا يَةٍ .<br />
إن َّ هَذ َاال ْ حَق َّ ث َقِي ل ٌ مَر ِي ٌّ ، وَ إ ِن َّ ا ل ْبَاطِ ل َ خَفِيفٌ وَ ب ِي ٌّ ، وَتَرْكُ ا ل ْ خَطِيئ َةِ خَيْرٌ مِنْ مُعَال َ جَةِ ا لت َّوْ بَةِ وَ رُب َّ نَظ ْرَةٍ زَرَعَتْ شَهْوَة ً<br />
، وَشَهْوَةِ سَاعَةٍ أ َوْرَث َتْ حُزْنًا ط َو ِ يل ًا .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : أ َخَافُ عَل َيْك ُمْ ا ث ْنَيْن ِ : ا ت ِّبَا عَ ال ْهَوَى وَط ُول َ ا ل ْأ َمَ ل ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ت ِّبَا عَ ال ْهَوَى يَصُ د ُّ عَنْ ال ْ حَق ِّ وَط ُول َ ا ل ْأ َمَ ل ِ يُنْسِي ا ل ْآخِرَة َ<br />
وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />
وَق َال َأ َعْرَاب ِ ي ٌّ<br />
.<br />
: إن َّمَا سُم ِّيَ ال ْهَوَى هَوًى ؛ لِأ َ ن َّهُ يَهْو ِي ب ِصَاحِب ِهِ .<br />
: ال ْهَوَى هَوَ ان ٌ وَ ل َكِنْ غ َلِط َ ب ِاسْمِهِ ، ف َأ َخَذ َهُ ا لش َّاعِرُ وَق َال َ : إن َّ ال ْهَوَ ان َ هُوَ ال ْهَوَى ق ُلِبَ اسْمُهُ ف َإ ِذ َا<br />
هَو ِ يتَ ف َق َدْ ل َقِيت هَوَانَا وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
مَنْ أ َط َا عَ هَوَ اهُ ، أ َعْط َى عَدُو َّهُ مُنَاهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ال ْعَق ْل ُ صَدِ يقٌمَق ْط ُو عٌ ، وَال ْهَوَى عَ دُو ٌّ مَتْبُوعٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ أ َف ْضَل ُ<br />
ا لن َّا س ِ مَنْ عَصَى هَوَاهُ ، وَ أ َف ْضَ ل ُ مِنْهُ مَنْ رَف َضَ دُ نْيَاهُ .<br />
وَق َال َ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ بْن ِ مَرْوَ ان َ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَعْص ِ ال ْهَوَى ق َادَك ال ْهَوَى إل َى ك ُ ل ِّ مَا فِيهِ عَل َيْك مَق َال ُ ق َال َ ا بْنُ<br />
ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : ل َمْ يَق ُل ْ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ سِوَى هَذ َاا ل ْبَيْتِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إذ َا مَا رَأ َيْتا ل ْمَرْءَ يَعْتَادُهُ ال ْهَوَى ف َق َدْ ث َكِل َتْهُ عِنْدَ ذ َاكَ ث َوَاكِل ُهْ وَق َدْ أ َشْمَتَ ال ْأ َعْدَاءَ جَهْل ًا ب ِنَف ْسِهِ وَق َدْ<br />
وَجَدَتْ فِيهِ مَق َا ل ًا عَوَاذِل ُهْ وَمَا يَرْدَ عُ ا لن َّف ْسَ ا لل َّ جُوجَ عَنْ ال ْهَوَى مِنْ ا لن َّا س ِ إل َّا حَاز ِمُ الر َّ أ ْي ِ ك َامِل ُهْ ف َل َم َّا ك َان َ ال ْهَوَى<br />
غ َالِبًا وَإ ِل َى سَب ِيل ِ ا ل ْمَهَا لِكِ مَوْر ِدًا جَعَ ل َا ل ْعَق ْ ل َ عَل َيْهِ رَقِيبًا مُجَاهِدًا يُل َاحِظ ُ عَث ْرَة َ غ َف ْل َتِهِ ، وَ يَدْف َعُ بَادِرَة َ سَط ْوَ تِهِ ، وَيَدْف َعُ<br />
خِدَ ا عَ حِيل َتِهِ ؛ لِأ َن َّ سُل ْط َان َ ال ْهَوَى ق َو ِي ٌّ ، وَمَدْخَ ل ٌ مَك ْر ِهِ خَفِي ٌّ .<br />
وَمِنْ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ يُؤْتَى ا ل ْعَاقِ ل ُ حَت َّى تَنْف ُذ َ أ َحْك َامُ ال ْهَوَى عَل َيْهِ أ َعْن ِي ب ِأ َحَدِا ل ْوَجْهَيْن ِ<br />
:<br />
ق ُو َّة َ سُل ْط َا ن ِهِ وَ ب ِا ل ْآخَر ِ خَف َاءَ<br />
مَك ْر ِهِ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْوَجْهُ ا ل ْأ َو َّل ُ ف َهُوَ أ َن ْ يَق ْوَى سُل ْط َان ُ ال ْهَوَى ب ِك َث ْرَةِ دَوَ اعِيهِ حَت َّى يَسْتَوْلِيَ عَل َيْهِ مُغَا ل َبَة ُ الش َّهَوَ اتِ ف َيَكِ ل ُّ ال ْعَق ْل ُ عَنْ<br />
دَف ْعِهَا ، وَ يَضْعُفُ عَنْ مَنْعِهَا ، مَعَ وُ ضُوح ِ ق ُبْحِهَا فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمَق ْهُور ِ ب ِهَا ، وَهَذ َا يَك ُون ُ فِي ال ْأ َحْدَ اثِ أ َك ْث َرَ وَعَل َى<br />
ا لش َّبَاب ِ أ َغ ْل َبَ ؛ لِق ُو َّةِ شَهَوَ اتِه ِمْ ؛ وَك َث ْرَةِ دَوَ اعِي ال ْهَوَى ا ل ْمُتَسَل ِّطِ عَل َيْه ِمْ وَ إ ِن َّهُمْ رُب َّمَا جَعَل ُوا ا لش َّبَابَ عُذ ْرًا ل َهُمْ ،<br />
ك َمَا ق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ بَشِير ٍ : ك ُ ل ٌّ يَرَى أ َن َّ ا لش َّبَابَ ل َهُ فِي ك ُ ل ِّ مَبْل َغ ِ ل َذ َّةٍ عُذ ْرَا وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ ال ْهَوَى<br />
:
مَلِكٌ غ َ شُومٌ ، وَمُتَسَل ِّط ٌ ظ َل ُومٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْهَوَى عَ سُوفٌ ، وَال ْعَدْل ُمَأ ْل ُوفٌ .<br />
يَا عَاقِل ًا أ َرْدَى ال ْهَوَى عَق ْل َهُ مَال َك ق َدْ سُد َّتْ عَل َيْك ا ل ْأ ُمُو رُ أ َتَ جْعَ ل ُا ل ْعَق ْ ل َ أ َسِيرَ ال ْهَوَى إن َّمَا ال ْعَق ْ ُل<br />
عَل َيْهِ أ َمِيرُ وَحَسْمُ ذ َ لِكَ أ َن ْ يَسْتَعِينَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ عَل َى الن َّف ْس ِ ا لن ُّف ُورَةِ ف َيُشْعِرُهَا مَا فِي عَوَ اقِب ِ ال ْهَوَى مِنْ شِد َّةِ ا لض َّرَر ِ ،<br />
وَق ُبْ ح ِ ال ْأ َ ث َر ِ ، وَك َث ْرَةِ ال ْإ ِجْرَام ِ ، وَتَرَاك ُم ِ ا ل ْآ ث َام ِ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } حُف َّتْ ا ل ْجَن َّة ُ ب ِا ل ْمَك َار ِهِ وَحُف َّتْ ا لن َّا رُ ب ِا لش َّهَوَاتِ<br />
أ َخْبَرَ أ َن َّ ا لط َّر ِ يقَ إل َى ال ْ جَن َّةِ احْتِمَال ُ ا ل ْمَك َار ِهِ ، وَا لط َّر ِ يقَ إل َى الن َّار ِ ا ت ِّبَا عُ ا لش َّهَوَاتِ .<br />
ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
. {<br />
: إي َّاك ُمْ وَتَحْكِيمَ الش َّهَوَاتِ عَل َى أ َ نْف ُسِك ُمْ ف َإ ِن َّ عَاج ِل َهَا ذ َمِي مٌ ، وَآج ِل َهَا وَ خِي مٌ<br />
، ف َإ ِن ْ ل َمْ تَرَهَا تَنْق َادُ ب ِا لت َّحْذِ ير ِ وَال ْإ ِرْهَاب ِ ، ف َسَو ِّف ْهَا ب ِا لت َّأ ْمِي ل ِ وَا ل ْإ ِرْغ َاب ِ ، ف َإ ِن َّ ا لر َّغ ْبَة َ وَ ا لر َّهْبَة َ إذ َا اجْتَمَعَا عَل َى ا لن َّف ْس ِ<br />
ذ َل َّتْ ل َهُمَا وَانْق َادَتْ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ ا لس َّم َّاكِ : ك ُنْ لِهَوَ اك مُسَو ِّف ًا ، وَلِعَق ْلِك مُسْعِف ًا ، وَانْظ ُرْ إل َى مَا تَسُوءُ عَاقِبَتُهُ ف َوَط ِّنْ نَف ْسَك عَل َى مُ جَا نَبَتِهِ<br />
ف َإ ِن َّ تَرْكَ الن َّف ْس ِ وَمَا تَهْوَى دَاؤُهَا ، وَ تَرْكَ مَا تَهْوَى دَوَ اؤُهَا ، ف َاصْب ِرْ عَل َى ا لد َّوَ اءِ ، ك َمَا تَ خَافُ مِنْ ا لد َّ اءِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : صَبَرْتُ عَل َى ال ْأ َي َّام ِ حَت َّى تَوَ ل َّتْوَ أ َ ل ْزَمْتُ نَف ْسِي صَبْرَهَا ف َاسْتَمَر َّتْ وَمَا ا لن َّف ْسُ إل َّا حَيْث ُ يَجْعَل ُهَا ال ْف َتَى<br />
ف َإ ِن ْ ط َمِعَتْ تَاق َتْ وَإ ِل َّا تَسَل َّتْ ف َإ ِذ َا انْق َادَتْ ا لن َّف ْسُ لِل ْعَق ْ ل ِ ب ِمَا ق َدْأ ُشْعِرَتْ مِنْ عَوَ اقِب ِ ا ل ْهَوَى ل َمْ يَل ْبَث ْ ال ْهَوَى أ َن ْ يَصِيرَ<br />
ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مَدْحُورًا ، وَ ب ِالن َّف ْس ِ مَق ْهُورًا ، ث ُ م َّ ل َهُال ْ حَظ ُّ ال ْأ َوْف َى فِي ث َوَاب ِ ا ل ْخَا لِق ِ وَ ث َنَاءِ ال ْمَخْ ُلوقِينَ<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَأ َم َّا مَنْ خَافَ مَق َامَ رَ ب ِّهِ وَنَهَى ا لن َّف ْسَ عَنْ ال ْهَوَى ف َإ ِن َّ ال ْ جَن َّة َ هِيَ ال ْمَأ ْوَى<br />
.<br />
{<br />
} :<br />
: أ َف ْضَ ل ُ ال ْ ج ِهَادِ ج ِهَادُ ال ْهَوَى .<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ أ َعَز ُّا ل ْعِز ِّ ا لِامْتِنَا عُ مِنْ مِل ْكِ ال ْهَوَى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : خَيْرُ ا لن َّا س ِ مَنْ أ َخْرَجَ الش َّهْوَة َ مِنْ ق َل ْب ِهِ ، وَعَصَى<br />
هَوَ اهُ فِي ط َاعَةِ رَ ب ِّهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
مَنْ أ َمَاتَ شَهْوَ تَهُ ، ف َق َدْ أ َحْيَا مُرُوءَ تَهُ .<br />
وَق َال َ ال ْحَسَنُ ا ل ْبَصْر ِي ُّ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ رَك َّبَ ا لل َّهُ ا ل ْمَل َائِك َة َ مِنْ عَق ْ ل ٍ ب ِل َا شَهْوَةٍ ، وَرَك َّبَ ا ل ْبَهَائِمَ مِنْ شَهْوَةٍ ب ِل َا عَق ْ ل ٍ ، وَرَك َّبَ ا بْنَ آدَمَ<br />
مِنْ كِل َيْه ِمَا ؛ ف َمَنْ غ َل َّبَ عَ ق ْل َهُ عَل َى شَهْوَ تِهِ ف َهُوَ خَيْرٌ مِنْ ا ل ْمَل َا ئِك َةِ ، وَمَنْ غ َل َبَتْ شَهْوَ تُهُ عَل َى عَق ْلِهِ ف َهُوَ شَر ٌّ مِنْ ا ل ْبَهَا ئِم ِ<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ : مَنْ أ َشْ جَعُ ا لن َّا س ِ ، وَأ َحْرَاهُمْ ب ِا لظ َّف َر ِ فِي مُ جَاهَدَ تِهِ ؟ ق َال َ : مَنْ جَاهَدَ ال ْهَوَى ط َاعَة ً لِرَ ب ِّهِ ،<br />
وَ احْتَرَ سَ فِي مُ جَاهَدَ تِهِ مِنْ وُرُودِ خَوَ اطِر ِ ال ْهَوَى عَل َى ق َل ْب ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
ق َدْ يُدْر ِكُ ال ْ حَاز ِمُ ذ ُو ا لر َّ أ ْي ِ ال ْمُنَى ب ِط َاعَةِ ال ْ حَزْم ِ وَعِصْيَانِ ال ْهَوَى وَأ َم َّا ال ْوَجْهُ الث َّان ِي<br />
:<br />
:<br />
ف َهُوَ أ َن ْ<br />
يُ خْفِيَ ال ْهَوَى ب ِك ُرْهٍ حَت َّى تَتَمَو َّهَ أ َف ْعَا ل ُهُ عَل َىا ل ْعَق ْ ل ِ ف َيَتَصَو َّرُ ا ل ْق َب ِي حَ حَسَنًا وَ الض َّرَرَ نَف ْعًا .<br />
وَهَذ َا يَدْعُو إ ل َيْهِ أ َحَدُ شَيْئ َيْن ِ إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِلن َّف ْس ِمَيْ ل ٌ إل َى ذ َ لِكَ ا لش َّيْءِ ف َيَخْف َى عَنْهَا ا ل ْق َب ِي حُ لِ حُسْن ِ ظ َن ِّهَا وَ تَتَصَو َّرُهُ<br />
حَسَنًا لِشِد َّةِ مَيْلِهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ؛<br />
أ َيْ يُعْمِي عَنْ ا لر ُّشْدِ وَ يُصِم ُّ عَنْ ا ل ْمَوْعِظ َةِ<br />
.<br />
} حُب ُّك ا لش َّيْءَ يُعْمِي وَيُصِم ُّ { .
:<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ال ْهَوَى عَمًى .<br />
ق َال َ الش َّاعِرُ : حَسَنٌ فِي ك ُ ل ِّ عَيْن ٍ مَنْ تَوَد ُّ وَق َال َ عُبَيْدُ ا لل َّهِ بْنُ مُعَاو ِ يَة َ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ جَعْف َر ِ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ<br />
عَنْهُ وَل َسْت ب ِرَ اءٍ عَيْبَ ذِيا ل ْوُد ِّ ك ُل ِّهِ وَل َا بَعْضَ مَا فِيهِ إذ َا ك ُنْت رَاضِيَا ف َعَيْنُ الر ِّضَى عَنْ ك ُ ل ِّ عَيْب ٍ ك َ لِيل َة ٌ وَ ل َكِن َّ<br />
عَيْنَ ا لس ُّ خْطِ تُبْدِي ا ل ْمَسَاو ِ يَا وَأ َم َّا ا لس َّبَبُ الث َّان ِي<br />
:<br />
اسْتَسْهَ ل َ حَت َّى يَظ ُن َّ أ َن َّ ذ َلِكَ أ َوْف َقُ أ َمْرَ يْهِ ، وَ أ َحْمَدُ حَال َيْهِ ، اغ ْتِرَارً ا ب ِأ َن َّا ل ْأ َسْهَل َ<br />
ف َهُوَ اشْتِغَال ُ ا ل ْفِك ْر ِ فِي تَمْي ِيز ِ مَا اشْتَبَهَ ف َيَط ْل ُبُ ا لر َّ احَة َ فِي ا ت ِّبَا ع ِ مَا<br />
مَ حْمُودٌ ا وَ ل ْأ َعْسَرَمَ ذ ْمُومٌ ف َل َنْ يَعْدَمَ أ َن ْ يَتَوَر َّط َ ب ِخِدَ ع ِ ال ْهَوَى وَر ِ يبَةِ ا ل ْمَك ْر ِ فِي ك ُ ل ِّ مَ خُوفٍ حَذِر ٍ ، وَمَك ْرُوهٍ عَسِر ٍ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عَامِرُ بْنُ ا لظ َّر ِب ِ<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ وَهْب ٍ<br />
:<br />
ال ْهَوَى يَق ْظ َان ُ وَال ْعَق ْل ُ رَ اقِ دٌ ف َمِنْ ث َ م َّ غ َل َبَ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْهَوَى أ َمْنَعُ ، وَالر َّأ ْيُ أ َ نْف َعُ .<br />
وَقِي ل َ فِي ا ل ْمَث َ ل ِ : ال ْعَق ْل ُ وَز ِ يرٌنَاصِ حٌ ، وَال ْهَوَى وَكِي ل ٌ ف َاضِ حٌ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إذ َا ال ْمَرْءُ أ َعْط َى نَف ْسَهُ ك ُل َّمَااشْتَهَتْ وَ ل َمْ يَنْهَهَا تَاق َتْ إل َى ك ُ ل ِّ بَاطِ ل ِ وَسَاق َتْ إ ل َيْهِا ل ْإ ِث ْمَ وَا ل ْعَارَ ب ِا َل َّذِي<br />
دَعَتْهُ إ ل َيْهِ مِنْ حَل َاوَةِ عَاج ِ ل ِ وَحَسْمُ ا لس َّبَب ِ ال ْأ َو َّل ِ أ َن ْ يَ جْعَ ل َ فِك ْرَ ق َل ْب ِهِ حَك َمًا عَل َى نَظ َر ِ عَيْن ِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْعَيْنَ رَا ئِدُ الش َّهْوَةِ ، وَا لش َّهْوَة َ مِنْ دَوَ اعِي ال ْهَوَى ، وَا ل ْق َل ْبَ رَ ائِدُ ال ْ حَق ِّ وَا ل ْ حَق َّ مِنْ دَوَ اعِيا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ نَظ َرُ ال ْ جَاهِ ل ِ ب ِعَيْن ِهِ وَ نَاظِر ِهِ ، وَ نَظ َرُ ا ل ْعَاقِ ل ِ ب ِق َل ْب ِهِ وَخَاطِر ِهِ<br />
.<br />
ث ُ م َّ يَت َّه ِمُ نَف ْسَهُ فِي صَوَ اب ِ مَا أ َحَب َّتْ وَ تَحْسِين ِ مَااشْتَهَتْ ؛ لِيَصِ ح َّ ل َهُ ا لص َّوَ ابُ وَ يَتَبَي َّنَ ل َهُ ال ْ حَق ُّ ، ف َإ ِن َّ ال ْ حَق َّ أ َ ث ْق َ ل ُ<br />
مَحْمَل ًا ، وَ أ َ صْعُبُ مَرْك َبًا ف َإ ِن ْ أ َشْك َ ل َ عَل َيْهِ أ َمْرَ انِاجْتَن ِبْ أ َحَب َّهُمَا إل َيْهِ ، وَ تَرَكَ أ َسْهَل َهُمَا عَل َيْهِ<br />
ف َإ ِن َّ ا لن َّف ْسَ عَنْ ال ْ حَق ِّ أ َ نْف َرُ ، وَلِل ْهَوَى آث َرُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمُط َّلِب ِ<br />
.<br />
:<br />
إذ َا اشْتَبَهَ عَل َيْك أ َمْرَ انِ ف َدَ عْ أ َحَب َّهُمَا إل َيْك ، وَخُذ ْ أ َث ْق َل َهُمَا عَل َيْك .<br />
وَعِل َّة ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ هُوَ أ َن َّ الث َّقِيل َ يُبْطِئ ُ ا لن َّف ْسَ عَنْ ا لت َّسَر ُّ ع ِ إ ل َيْهِ ف َيَت َّضِ حُ مَعَ ال ْإ ِبْط َاءِ وَ تَط َاوُل ِ ا لز َّمَانِ صَوَ ابُ مَا اسْتَعْجَمَ<br />
، وَظ ُهُو رُ مَااسْتَبْهَمَ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ تَف َك َّرَ أ َبْصَرَ وَا ل ْمَحْبُوبُ أ َسْهَ ل ُ شَيْءٍ تُسْر ِ عُ ا لن َّف ْسُ إ ل َيْهِ ، وَ تُعَج ِّ ل ُ ب ِال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َيْهِ ،<br />
ف َيَق ْصُرُ الز َّمَان ُ عَنْ تَصَف ُّ حِهِ وَ يَف ُوتُ اسْتِدْرَ اك ُهُ لِتَق ْصِير ِ فِعْلِهِ ف َل َا يَنْف َعُ ا لت َّصَف ُّ حُ بَعْدَ ا ل ْعَمَ ل ِ وَل َا الِاسْتِبَا نَة ُ<br />
بَعْدَا ل ْف َوْتِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مَا ك َان َ عَنْك مُعْر ِضًا ، ف َل َا تَك ُنْ ب ِهِ مُتَعَر ِّضًا .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : أ َ ل َيْسَ طِل َابُ مَا ق َدْ ف َاتَ جَهْل ًا وَذِك ْرُ ا ل ْمَرْءِ مَا ل َا يَسْتَطِيعُ وَ ل َق َدْ وَ صَفَ بَعْضُ ال ْبُل َغَاءِ حَال َ ا ل ْهَوَى وَمَا<br />
يُق َار ِ نُهُ مِنْ مِ حَن ِ الد ُّنْيَا ف َق َال َ ال ْهَوَى مَطِي َّة ُا ل ْفِتْنَةِ ، وَالد ُّنْيَا دَ ا رُا ل ْمِحْنَةِ ، ف َانْز ِل ْ عَنْ ال ْهَوَى تَسْل َمْ ، وَاعْر ِضْ عَنْ<br />
الد ُّنْيَا تَغْنَمْ ، وَل َا يَغُر َّ ن َّكَ هَوَاك ب ِط َي ِّب ِ ا ل ْمَل َاهِي وَل َا تَف ْتِنُك دُنْيَاك ب ِحُسْن ِ ال ْعَوَار ِيّ .<br />
ف َمُد َّة ُ ا لل َّهْو ِ تَنْق َطِعُ وَعَار ِ ي َّة ُ الد َّهْر ِ تُرْتَ جَعُ ، وَيَبْق َى عَل َيْك مَا تَرْ تَكِبُهُ مِنْ ا ل ْمَ حَار ِم ِ ، وَ تَك ْتَسِبُهُ مِنْ ا ل ْمَ آثِم ِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ ال ْ جَعْف َر ِي ُّ : سَمِعَتْن ِي امْرَ أ َة ٌ ب ِا لط َّوَافِ ، وَأ َنَا أ ُنْشِدُ أ َهْوَى هَوَى الد ِّ ين ِ وَالل َّذ َّاتُ تُعْج ِبُن ِي<br />
ف َك َيْفَ لِي ب ِهَوَى ا لل َّذ َّاتِ وَا لد ِّ ين ِ ف َق َال َتْ هُمَا ضَر َّ تَانِ ف َذ َرْ أ َي َّهُمَا شِئ ْت وَخُذ ْ ال ْأ ُخْرَى .<br />
ف َأ َم َّا ف َرْ قُ مَا بَيْنَ ال ْهَوَى وَا لش َّهْوَةِ مَعَ اجْتِمَاعِه ِمَا فِي ا ل ْعِل َّةِ وَا ل ْمَعْل ُول ِ ، وَات ِّف َاقِه ِمَا فِي الد َّ ل َا ل َةِ وَال ْمَدْل ُول ِ ، ف َهُوَ أ َن َّ<br />
ال ْهَوَىمُ خْتَص ٌّ ب ِا ل ْآرَ اءِ وَا لِاعْتِق َادَ اتِ ، وَ الش َّهْوَة َمُخْتَ ص َّة ٌ ب ِنَيْ ل ِ ا لل َّذ َّةِ .<br />
ف َصَارَتْ الش َّهْوَة ُ مِنْ نَتَائِ ج ِ ال ْهَوَى وَهِيَ أ َخَص ُّ ، وَال ْهَوَىأ َ صْ ل ٌ هُوَ أ َعَم ُّ .
وَ نَحْنُ نَسْأ َل ُ ا لل َّهَ تَعَا ل َى أ َن ْ يَك ْفِيَنَا دَوَ اعِيَ ال ْهَوَى ، وَيَصْر ِفَ عَن َّا سُبُ ل َ الر َّدَى ، وَ يَ جْعَ ل َ ا لت َّوْفِيقَ ل َنَا ق َائِدًا ، وَ ا ل ْعَق ْ ل َ ل َنَا<br />
مُرْشِدًا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى عِيسَى عَل َيْهِ الس َّل َامُ : عِظ ْ نَف ْسَك ف َإ ِن ْ ا ت َّعَظ َتْ ف َعِظ ْ ا لن َّا سَ وَإ ِل َّا ف َاسْتَحْي ِ مِن ِّي .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ ك ُنَاسَة َ<br />
:<br />
مَا مَنْ رَوَى أ َدَبًا ف َل َمْ يَعْمَل ْ ب ِهِ وَيَك ُف َّ عَنْ زَ يْغ ِ ال ْهَوَى ب ِأ َدِ يب ِ حَت َّى يَك ُون َ ب ِمَا تَعَل َّمَ عَامِل ًا مِنْ<br />
صَالِ ح ٍ ف َيَك ُون َ غ َيْرَ مَعِيب ِ وَل َق َل َّمَا تُغْن ِي إصَا بَة ُ ق َائِ ل ٍ أ َف ْعَا ل ُهُ أ َف ْعَال ُ غ َيْر ِ مُصِيب ِ وَق َال َ آخَرُ<br />
يَا أ َي ُّهَا ا لر َّجُل ُ :<br />
ا ل ْمُعَل ِّمُ غ َيْرَهُ هَل َّا لِنَف ْسِك ك َان َ ذ َا الت َّعْلِيمُ تَصِفُ الد َّوَ اءَ لِذِي ا لس ِّق َام ِ وَذِي الض َّنَى ك َيْمَا يَصِ ح َّ ب ِهِ وَأ َ نْتَ سَقِيمُ ابْدَأ ْ<br />
ب ِنَف ْسِك ف َانْهَهَا عَنْ غ َي ِّهَا ف َإ ِذ َا ا نْتَهَتْ عَنْهُ ف َأ َ نْتَ حَكِيمُ ف َهُنَاكَ تُعْذ َ رُ إن ْ وَعَظ ْتَ وَيُق ْتَدَى ب ِال ْق َوْل ِ مِنْك وَ يُق ْبَ ل ُ ا لت َّعْلِيمُ ل َا<br />
تَنْهَ عَنْ خُل ُق ٍ وَ تَأ ْ تِيَ مِث ْل َهُ عَا رٌ عَل َيْك إذ َا ف َعَل ْت عَظِيمُ حَك َى أ َبُو ف َرْوَة َ أ َن َّ ط َار ِق ًا صَاحِبَ شُرْط َةِ خَالِدٍا ل ْق َسْر ِي ِّ مَر َّ ب ِا بْن ِ<br />
شُبْرُمَة َ وَط َار ِ ق ٍ فِي مَوْكِب ِهِ ف َق َال َ ا بْنُ شُبْرُمَة َ<br />
دِين ِي وَ ل َهُمْ دُنْيَاهُمْ .<br />
:<br />
:<br />
أ َرَ اهَا وَ إ ِن ْ ك َانَتْ تَ خُب ُّ ك َأ َن َّهَا سَ حَا بَة ُ صَيْفٍ عَنْ ق َر ِ يب ٍ تَق َش َّعُ ا لل َّهُ م َّ لِي<br />
ف َاسْتُعْمِ ل َ ا بْنُ شُبْرُمَة َ بَعْدَ ذ َلِكَ عَل َى ا ل ْق َضَاءِ ف َق َال َ ل َهُ ا بْنُهُ أ َبُو بَك ْر ٍ : أ َتَذ ْك ُرُ ق َوْل َك يَوْمَ ك َذ َا إذ ْ مَر َّ ب ِك ط َار ِ قٌ فِي مَوْكِب ِهِ<br />
؟ ف َق َال َ يَا بُنَي َّ إن َّهُمْ يَ ج ِدُون َ مِث ْ ل َ أ َب ِيك وَل َا يَ ج ِدُ أ َبُوك مِث ْل َهُمْ .<br />
إن َّ أ َ بَاك أ َك َ ل َ مِنْ حَل َاوَ تِه ِمْ ، ف َ حَط َّ فِي أ َهْوَا ئِه ِمْ<br />
.<br />
أ َمَا تَرَى هَذ َا ا لد َّ ي ِّنَ ا ل ْف َاضِ ل َ ك َيْفَ عُوج ِ ل َ ب ِالت َّق ْر ِيع ِ وَق ُو ب ِ ل َ ب ِا لت َّوْ ب ِي خ ِ مِنْ أ َخَص ِّ ذ َو ِ يهِ ، وَ ل َعَل َّهُ مِنْ أ َ بَر ِّ بَن ِيهِ .<br />
ف َك َيْفَ ب ِنَا وَنَ حْنُ أ َط ْل َقُ مِنْهُ عَنَا نًا ، وَ أ َق ْل َقُ مِنْهُ جَنَا نًا .<br />
إذ َا رَمَق َتْنَا أ َعْيُنُ ا ل ْمُتَتَب ِّعِينَ ، وَتَنَاوَل َتْنَا أ َ ل ْسُنُ ا ل ْمُتَعَت ِّب ِينَ .<br />
هَل ْ نَ ج ِدُ غ َيْرَ تَوْفِيق ِ ا لل َّهِ تَعَال َى مَل َاذ ً ا ، وَسِوَى عِصْمَتِهِ مَعَاذ ً ا ؟<br />
ا ل ْبَابُ الث َّان ِي أ َدَبُا ل ْعِل ْم ِ اعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ أ َشْرَفُ مَا رَغ َّبَ فِيهِ ا لر َّ اغِبُ ، وَ أ َف ْضَ ل ُ مَا ط َل َبَ وَجَ د َّ فِيهِ ا لط َّا لِبُ ، وَأ َ نْف َعُ مَا<br />
ك َسَبَهُ وَاق ْتَنَاهُ ال ْك َاسِبُ ؛ لِأ َن َّ شَرَف َهُ يُث ْمِرُ عَل َى صَاحِب ِهِ ، وَف َضْل َهُ يُنْمِي عَل َى ط َا لِب ِهِ .<br />
: } ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
خُص َّ ب ِهِا ل ْعَا لِمُ مِنْ ف َضِيل َةِ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
ق ُل ْ هَل ْ يَسْتَو ِي ال َّذِينَ يَعْل َمُون َ وَا َل َّذِينَ ل َا يَعْل َمُون َ<br />
{<br />
} :<br />
{<br />
} :<br />
ف َمَنَعَا ل ْمُسَاوَ اة َ بَيْنَ ا ل ْعَا لِم ِ وَال ْ جَاهِ ل ِ لِمَا ق َدْ<br />
وَق َال َ تَعَال َى وَمَا يَعْقِل ُهَا إل َّا ا ل ْعَا لِمُون َ ف َنَف َى أ َن ْ يَك ُون َ غ َيْرُ ا ل ْعَا لِم ِ يَعْقِ ل ُ عَنْهُ أ َمْرًا ، أ َوْ يَف ْهَمُ مِنْهُ زَجْرًا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ أ ُوحِيَ إل َى إ بْرَ اهِيمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ أ َن ِّي عَلِي مٌ أ ُحِب ُّ ك ُ ل َّ عَلِيم ٍ {<br />
وَرَوَى أ َبُو أ ُمَامَة َ ق َال َ<br />
.<br />
:<br />
} سُئِ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَنْ رَجُل َيْن ِ أ َحَدُهُمَاعَالِ مٌ وَ ال ْ آخَرُعَاب ِ دٌ ف َق َال َ صَل َّى<br />
ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َضْ ل ُ ا ل ْعَا لِم ِ عَل َى ا ل ْعَاب ِدِ ك َف َضْلِي عَل َى أ َدْنَاك ُمْ رَجُل ًا<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ا لن َّا سُ أ َبْنَاءُ مَا يُ حْسِنُون َ .<br />
وَق َال َ مُصْعَبُ بْنُ ا لز ُّبَيْر ِ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا ل ْمَلِكِ بْنُ مَرْوَ ان َ لِبَن ِيهِ<br />
سُوق َة ً عِشْتُمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
: تَعَل َّمْا ل ْعِل ْمَ ف َإ ِن ْ يَك ُنْ ل َك مَا ل ٌ ك َان َ ل َك جَمَا ل ًا وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ ل َك مَا ل ٌ ك َان َ ل َك مَال ًا .<br />
يَا بَن ِي َّ تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ ف َإ ِن ْ ك ُنْتُمْ سَادَة ً ف ُق ْتُمْ ، وَ إ ِن ْ ك ُنْتُمْ وَسَط ًا سُدْتُمْ ، وَ إ ِن ْ ك ُنْتُمْ<br />
: ال ْعِل ْمُ شَرَفٌ ل َا ق َدْرَ ل َهُ ، وَ ا ل ْأ َدَبُ مَا ل ٌ ل َا خَوْفَ عَل َيْهِ .<br />
ال ْعِل ْمُ أ َف ْضَ ل ُ خَل َفٍ ، وَ ا ل ْعَمَ ل ُ ب ِهِ أ َك ْمَ ل ُ شَرَفٍ .<br />
: تَعَل َّمْا ل ْعِل ْمَ ف َإ ِ ن َّهُ يُق َو ِّمُك وَيُسَد ِّدُك صَغِيرًا ، وَيُق َد ِّمُك وَيُسَو ِّدُك ك َب ِيرًا ، وَيُصْلِ حُ زَيْف َك وَف َاسِدَك ،
وَ يُرْغِمُ عَدُو َّك وَحَاسِدَك ، وَ يُق َو ِّمُ عِوَجَك وَمَيْل َك ، وَ يُصَح ِّ حُ هِم َّتَك ، وَأ َمَل َك .<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ<br />
: ا لل َّهُ تَعَا ل َى عَنْهُ<br />
قِيمَة ُ ك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ مَا يُحْسِنُ<br />
ف َأ َخَذ َهُ ال ْ خَلِي ل ُ ف َنَظ َّمَهُ شَعْرًا ف َق َال َ<br />
.<br />
:<br />
ل َا يَك ُون ُ ا ل ْعَلِي ُّ مِث ْ ل َ ال د َّن ِي ِّ ل َا وَل َا ذ ُو الذ َّك َاءِ مِث ْ ل َ ا ل ْغَب ِي ِّ قِيمَة ُ ا ل ْمَرْءِ ق َدْرُ مَا يُ حْسِنُ<br />
ال ْمَرْءُ ق َ ضَاءٌ مِنْ ال ْإ ِمَام ِ عَلِي ِّ وَ ل َيْسَ يَ جْهَ ل ُ ف َضْ ل َا ل ْعِل ْم ِ إل َّا أ َهْ ل ُا ل ْجَهْ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ف َضْ ل َا ل ْعِل ْم ِ إن َّمَا يُعْرَفُ ب ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَهَذ َا أ َ بْل َغ ُ فِي ف َضْلِهِ ؛ لِأ َن َّ ف َضْل َهُ ل َا يُعْل َمُ إل َّا ب ِهِ .<br />
ف َل َم َّا عَدِمَ ا ل ْ جُه َّال ُ ا ل ْعِل ْمَ ال َّذِي ب ِهِ يَتَوَص َّل ُون َ إل َى ف َضْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ جَه ِل ُو ا ف َضْل َهُ ،وَ اسْتَرْذ َ ل ُو ا أ َهْل َهُ ، وَ تَوَه َّمُو ا أ َن َّ مَا تَمِي ل ُ<br />
إ ل َيْهِ نُف ُوسُهُمْ مِنْ ال ْأ َمْوَال ِ ال ْمُق ْتَنَاةِ ، وَ ا لط ُّرَفِ ا ل ْمُشْتَهَاةِ ، أ َوْل َى أ َن ْ يَك ُون َ إق ْبَا ل ُهُمْ عَل َيْهَا ، وَأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ اشْتِغَا ل ُهُمْ<br />
ب ِهَا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ :ا ل ْعَالِمُ يَعْر ِفُ ال ْ جَاهِ ل َ ؛ لِأ َ ن َّهُ ك َان َ جَاهِل ًا ، وَا ل ْجَاهِ ل ُ ل َا يَعْر ِفُ ا ل ْعَا لِمَ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َمْ<br />
يَك ُنْ عَالِمًا .<br />
:<br />
وَهَذ َا صَحِي حٌ ، وَلِأ َجْلِهِا نْصَرَف ُو ا عَنْ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَأ َهْلِهِ انْصِرَ افَ الز َّاهِدِينَ ، وَانْ حَرَف ُو ا عَنْهُ وَعَنْهُمْ انْ حِرَ افَ ال ْمُعَان ِدِينَ ؛<br />
لِأ َن َّ مَنْ جَه ِ ل َ شَيْئ ًا عَادَ اهُ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي ا بْنُ ل َنْك َكَ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَيْدٍ : جَه ِل ْت ف َعَادَ يْت ا ل ْعُل ُومَ وَأ َهْل َهَا ك َذ َ اك يُعَادِي ال ْعِل ْمَ مَنْ هُوَ جَاهِل ُهْ وَمَنْ ك َان َ<br />
يَهْوَى أ َن ْ يُرَى مُتَصَد ِّرًا وَيَك ْرَهُ ل َا أ َدْر ِي أ ُصِيبَتْ مَق َاتِل ُهْ وَقِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ : ال ْعِل ْمُ أ َف ْضَ ل ُ أ َمْ ا ل ْمَال ُ ؟ ف َق َال َ : بَل ْ ال ْعِل ْمُ .<br />
قِي ل َ ف َمَا بَال ُنَا نَرَى ا ل ْعُل َمَاءَ عَل َى أ َبْوَاب ِ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ وَل َا نَك َادُ نَرَى ال ْأ َغ ْن ِيَاءَ عَل َى أ َ بْوَاب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ ؟ ف َق َال َ ذ َ لِكَ لِمَعْر ِف َةِ<br />
ا ل ْعُل َمَاءِ ب ِمَنْف َعَةِ ا ل ْمَال ِ وَجَهْ ل ِ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ لِف َضْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ لِمَ ل َا يَجْتَمِعُ ا ل ْعِل ْمُ وَال ْمَال ُ ؟ ف َق َال َ لِعِز ِّ ال ْك َمَال ِ .<br />
ف َأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ أ َهْ ل ِ هَذ َا ا ل ْعَصْر ِ وَفِيا ل ْجَهْ ل ِ ق َبْ ل َ ا ل ْمَوْتِ مَوْ تٌ لِأ َهْلِهِ ف َأ َجْسَامُهُمْ<br />
نَادَى<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ق َبْ ل َ ا ل ْق ُبُور ِ ق ُبُو رُ وَ إ ِن ْ امْرَ أ ً ل َمْ يَحْيَ ب ِا ل ْعِل ْم ِ مَي ِّتٌ ف َل َيْسَ ل َهُ حَت َّى ا لن ُّشُور ِ نُشُو رُ وَوَق َفَ بَعْضُ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ ب ِبَاب ِ عَالِم ٍ ث ُ م َّ<br />
: تَصَد َّق ُو ا عَل َيْنَا ب ِمَا ل َا يُتْعِبُ ضِرْسًا ، وَل َا يُسْقِمُ نَف ْسًا .<br />
ف َأ َخْرَجَ ل َهُ ط َعَامًا وَ نَف َق َة ً .<br />
ف َق َال َ ف َاق َتِي إل َى ك َل َامِك ُمْ ، أ َشَد ُّ مِنْ ف َاق َتِي إل َى ط َعَامِك ُمْ ، إن ِّي ط َالِبُ هُدًى ل َا سَا ئِ ل ُ نَدًى .<br />
ف َأ َذِن َ ل َهُ ا ل ْعَا لِمُ ، وَ أ َف َادَهُ مِنْ ك ُ ل ِّ مَا سَأ َل َ عَنْهُ ف َ خَرَجَ جَذِل ًا ف َر ِحًا ، وَهُوَ يَق ُول ُ :عِل ْ مٌ أ َوْضَ حَ ل َبْسًا ، خَيْرٌ مِنْ مَال ٍ أ َغ ْنَى<br />
نَف ْسًا .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ ك ُ ل َّ ا ل ْعُل ُوم ِ شَر ِ يف َة ٌ ، وَلِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ مِنْهَاف َ ضِيل َة ٌ ، وَال ْإ ِحَاط َة ُ ب ِ جَمِيعِهَا مُ حَا ل ٌ .<br />
قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ يَعْر ِفُ ك ُ ل َّ ا ل ْعُل ُوم ِ ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
} :<br />
: ك ُ ل ُّ ا لن َّا س ِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَنْ ظ َن َّ أ َن َّ لِل ْعِل ْم ِ غ َا يَة ً ف َق َدْ بَخَسَهُ حَق َّهُ ، وَوَ ضَعَهُ فِي غ َيْر ِ مَنْز ِ ل َتِهِ<br />
ال َّتِي وَ صَف َهُ ا لل َّهُ ب ِهَا حَيْث ُ يَق ُول ُ وَمَا أ ُو تِيتُمْ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا ق َلِيل ًا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
. {<br />
:<br />
ل َوْ ك ُن َّا نَط ْل ُبُا ل ْعِل ْمَ لِنَبْل ُغ َ غ َا يَتَهُ ك ُن َّا ق َدْ بَدَأ ْنَاا ل ْعِل ْمَ ب ِا لن َّقِيصَةِ ، وَل َكِن َّا نَط ْل ُبُهُ لِنَنْق ُصَ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ<br />
مِنْ ا ل ْ جَهْ ل ِ وَنَزْدَادَ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ : ا ل ْمُتَعَم ِّقُ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ك َالس َّاب ِ ح ِ فِي ال ْبَحْر ِ ل َيْسَ يَرَى أ َرْضًا ، وَل َا يَعْر ِف ط ُول ًا وَل َا عَرْضًا .
:<br />
وَقِي ل َ لِ حَم َّادٍ ا لر َّ او ِ يَةِ : أ َمَا تَشْبَعُ مِنْ هَذِهِ ا ل ْعُل ُوم ِ ؟ ف َق َال َ : اسْتَف ْرَغ ْنَا فِيهَا ا ل ْمَ جْهُودَ ، ف َل َمْ نَبْل ُغ ْ مِنْهَا ا ل ْمَ حْدُودَ ، ف َنَ حْنُ<br />
ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ إذ َا ق َط َعْنَا عِل ْمًا بَدَا عِل ْمُ وَ أ َنْشَدَ ا لر َّشِيدُ عَنْ ا ل ْمَهْدِي ِّبَيْتَيْن ِ وَق َال َ أ َظ ُن ُّهُمَا ل َهُ يَا نَف ْسُ خُوضِي :<br />
ب ِ حَارَا ل ْعِل ْم ِ أ َوْ غ ُوصِي ف َا لن َّا سُ مَا بَيْنَ مَعْمُوم ٍ وَمَ خْصُوص ِ ل َا شَيْءَ فِي هَذِهِ الد ُّنْيَا نُ حِيط ُ ب ِهِ إل َّا إحَاط َة َ مَنْق ُوص ٍ ب ِمَنْق ُوص ِ<br />
وَإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ إل َى مَعْر ِف َةِ جَمِيع ِ ا ل ْعُل ُوم ِ سَب ِيل ٌ وَجَبَ صَرْفُ ا لِاهْتِمَام ِ إل َى مَعْر ِف َةِ أ َهَم ِّهَا وَا ل ْعِنَا يَةِ ب ِأ َوْ ل َاهَا ، وَأ َف ْضَلِهَا .<br />
وَأ َوْل َى ا ل ْعُل ُوم ِ ، وَأ َف ْضَل ُهَا عِل ْمُ ا لد ِّ ين ِ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ ب ِمَعْر ِف َتِهِ يَرْشُدُون َ ، وَ ب ِجَهْلِهِ يَضِل ُّون َ .<br />
إذ ْ ل َا يَصِ ح ُّ أ َدَ اءُ عِبَادَةٍ جَه ِ ل َ ف َاعِل ُهَا صِف َاتِ أ َدَائِهَا ، وَ ل َمْ يَعْل َمْ شُرُوط َ إجْزَائِهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ؛ } ف َضْ ل ُ ا ل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ مِنْ ف َضْ ل ِ ا ل ْعِبَادَةِ<br />
. {<br />
{<br />
وَإ ِن َّمَا ك َان َ ك َذ َ لِكَ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ يَبْعَث ُ عَل َى ف َضْ ل ِ ا ل ْعِبَادَةِ وَا ل ْعِبَادَة ُ مَعَ خُل ُو ِّ ف َاعِلِهَا مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِهَا ق َدْ ل َا تَك ُون ُ عِبَادَة ً ،<br />
ف َل َز ِمَ عِل ْمُ الد ِّ ين ِ ك ُ ل َّ مُك َل َّفٍ .<br />
وَك َذ َلِكَ ق َال َ الن َّب ِي ُّ : صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ط َل َبُ ا ل ْعِل ْم ِف َر ِ ي ضَة ٌ عَل َى ك ُ ل ِّ مُسْلِم ٍ .<br />
وَفِيهِ تَأ ْو ِ يل َانِ<br />
: أ َحَدُهُمَا : عِل ْمُ مَا ل َا يَسَعُ جَهْل ُهُ مِنْ ا ل ْعِبَادَ اتِ .<br />
وَالث َّان ِي : جُمْل َة ُ ا ل ْعِل ْم ِ إذ َا ل َمْ يَق ُمْ ب ِط َل َب ِهِ مَنْ فِيهِكِف َايَة ٌ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ عِل ْمُ ا لد ِّ ين ِ ق َدْ أ َوْجَبَ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ف َرْضَ بَعْضِهِ عَل َى ال ْأ َعْيَانِ ، وَف َرْضَ جَمِيعِهِ عَل َى ال ْ ك َاف َّةِ ك َان َ أ َوْل َى مِم َّا ل َمْ<br />
يَج ِبْ ف َرْ ضُهُ عَل َى ال ْأ َعْيَانِ<br />
} :<br />
وَل َا عَل َى ا ل ْك َاف َّةِ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
وَرَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عُمَرَ<br />
}<br />
يَحْذ َرُون َ {<br />
ف َل َوْل َا نَف َرَ مِنْ ك ُ ل ِّ فِرْق َةٍ مِنْهُمْ ط َا ئِف َة ٌ لِيَتَف َق َّهُو ا فِي ا لد ِّ ين ِ وَ لِيُنْذِرُو ا ق َوْمَهُمْ إذ َا رَجَعُو ا إل َيْه ِمْ ل َعَل َّهُمْ<br />
أ َحَدُهُمَا يَذ ْك ُرُون َ ا لل َّهَ تَعَا ل َى ، وَ ال ْ آخَرُ يَتَف َق َّهُو َن .<br />
أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ دَخَ ل َ ا ل ْمَسْج ِدَ ف َإ ِذ َا هُوَ ب ِمَ جْلِسَيْن ِ ،<br />
ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : كِل َاا ل ْمَ جْلِسَيْن ِ عَل َى خَيْر ٍ ، وَأ َحَدُهُمَا أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ صَاحِب ِهِ .<br />
أ َم َّا هَؤُ ل َاءِ ف َيَسْأ َ ل ُون َ ا لل َّهَ تَعَال َى وَ يَذ ْك ُرُو نَهُ ف َإ ِن ْ شَاءَ أ َعْط َاهُمْ وَ إ ِن ْ شَاءَ مَنَعَهُمْ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمَ جْلِسُ ا ل ْآخَرُ ف َيَتَعَل َّمُون َ ا ل ْفِق ْهَ وَ يُعَل ِّمُون َ ال ْ جَاهِ ل َ .<br />
وَإ ِن َّمَا بُعِث ْتُ مُعَل ِّمًا وَجَل َسَ إل َى أ َهْ ل ِ ا ل ْفِق ْهِ { .<br />
وَرَوَى مَرْوَ ان ُ بْنُ جَنَاح ٍ عَنْ يُونُسَ بْن ِ مَيْسَرَة َ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ل َ جَا جَة ٌ وَمَنْ يُر ِدْ الل َّهُ ب ِهِ خَيْرًا يُف َق ِّهْهُ فِي الد ِّ ين ِ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
} خِيَا رُ أ ُم َّتِي عُل َمَاؤُهَا وَخِيَا رُ عُل َمَا ئِهَا ف ُق َهَاؤُهَا<br />
} ال ْخَيْرُ عَادَة ٌ وَا لش َّر ُّ<br />
. {<br />
:<br />
وَرَوَى مُعَاذ ُ بْنُ ر ِف َاعَة َ ، عَنْ إ بْرَ اهِيمَ بْن ِ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ ال ْعُذ ْر ِي ِّ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
لِيَحْمِل هَذ َا ا ل ْعِل ْمَ مِنْ ك ُ ل ِّ خَل َفٍ عُدُو ل ُهُ يَنْف ُون َ عَنْهُ تَ حْر ِ يفَ ا ل ْغَا لِينَ ، وَا نْتِ حَال َ ا ل ْمُبْطِلِينَ ، وَتَأ ْو ِيل َ ال ْ جَاهِلِينَ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
} عَل َي َّ ب ِ خُل َف َا ئِي .<br />
ق َال ُوا : وَمَنْ خُل َف َاؤُك ؟ ق َال َ<br />
وَرَوَىحُمَيْ دٌ عَنْ أ َ نَس ٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
وَعَل ِّمُو ا وَ تَف َق َّهُو ا وَل َا تَمُوتُوا جُه َّال ًا<br />
: ال َّذِ ينَ يُ حْيُون َ سُن َّتِي وَ يُعَل ِّمُونَهَا عِبَادَ ا لل َّهِ { .<br />
:<br />
. {<br />
} ا لت َّف َق ُّهُ فِي الد ِّ ين ِ حَق ٌّ عَل َى ك ُ ل ِّ مُسْلِم ٍ أ َل َا ف َتَعَل َّمُو ا<br />
} :<br />
وَرَوَى سُل َيْمَان ُ بْنُ يَسَار ٍ عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ مَا عُب ِدَ ا لل َّهُ ب ِشَيْءٍ أ َف ْضَ ل َ مِنْ فِق ْهٍ فِي<br />
الد ِّ ين ِ ، وَل َف َقِيهٌ وَا حِ دٌ أ َشَد ُّ عَل َى الش َّيْط َانِ مِنْ أ َ ل ْفِ عَاب ِدٍ ، وَلِك ُ ل ِّ شَيْءٍ عِمَادٌ وَعِمَادُ ا لد ِّ ين ِ ال ْفِق ْ ُه { .
وَرُب َّمَا مَال َ بَعْضُ ا ل ْمُتَهَاو ِ ن ِينَ ب ِا لد ِّ ين ِ إل َى ا ل ْعُل ُوم ِا ل ْعَق ْلِي َّةِ وَرَأ َى أ َن َّهَا أ َحَق ُّ ب ِا ل ْف َضِيل َةِ ، وَأ َوْل َى ب ِا لت َّق ْدِمَةِ اسْتِث ْق َا ل ًا لِمَا تَضَم َّنَهُ<br />
الد ِّ ينُ مِنْ ا لت َّك ْلِيفِ ، وَاسْتِرْذ َال ًا لِمَا جَاءَ ب ِهِ ا لش َّرْ عُ مِنْ ا لت َّعَب ُّدِ وَالت َّوْقِيفِ .<br />
وَ ال ْك َل َامُ مَعَ مِث ْ ل ِ هَذ َا فِي أ َصْ ل ٍ ، ل َا يَت َّسِعُ ل َهُ هَذ َا ال ْف َصْ ُل .<br />
وَ ل َنْ تَرَى ذ َلِكَ فِيمَنْ سَلِمَتْ فِط ْنَتُهُ ، وَ صَح َّتْ رَو ِي َّتُهُ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ يَمْنَعُ مِنْ أ َن ْ يَك ُون َا ل ْإ ِ نْسَان ُ<br />
هَمَل ًا أ َوْ سُدًى .<br />
يَعْتَمِدُون َ عَل َى آرَا ئِه ِمْ ا ل ْمُ خْتَلِف َةِ وَ يَنْق َادُون َ لِأ َهْوَ ا ئِه ِمْ ا ل ْمُتَشَع ِّبَةِ لِمَا تُؤَو َّل ُ إ ل َيْهِ أ ُمُو رُهُمْ مِنْ ا لِاخْتِل َافِ وَ الت َّنَازُ ع ِ ،<br />
وَيُف ْضِي إ ل َيْهِأ َحْوَ ا ل ُهُمْ مِنْ ا لت َّبَا يُن ِ وَا لت َّق َاط ُع ِ .<br />
ف َل َمْ يَسْتَغْنُوا عَنْ دِ ين ٍ يَتَأ َ ل َّف ُون َ ب ِهِ وَ يَت َّفِق ُون َ عَل َيْهِ<br />
.<br />
ث ُ م َّ ال ْعَق ْل ُ مُو ج ِبٌ ل َهُ أ َوْمَان ِعٌ وَ ل َوْ تَصَو َّرَ هَذ َا ال ْمُخْتَل ُّ ا لت َّصَو ُّرَ أ َن َّ الد ِّ ينَ ضَرُو رَة ٌ فِي ا ل ْعَ ق ْ ل ِ ، وَ أ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ فِي ا لد ِّ ين ِأ َ صْل ٌ<br />
، ل َق َص َّرَ عَنْ ا لت َّق ْصِير ِ ، وَ أ َذ ْعَنَ لِل ْ حَق ِّ وَ ل َكِنْ أ َهْمَ ل َ نَف ْسَهُ ف َضَ ل َّ وَأ َ ضَ ل َّ .<br />
وَق َدْ يَتَعَل َّقُ ب ِالد ِّ ين ِ عُل ُومٌ ق َدْ بَي َّنَ ا لش َّافِعِي ُّ ف َضِيل َة َ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ مِنْهَا ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ تَعَل َّمَ ا ل ْق ُرْآن َ عَظ ُمَتْ قِيمَتُهُ ، وَمَنْ تَعَل َّمَ<br />
ا ل ْفِق ْهَ نَبُ ل َ مِق ْدَ ارُهُ ، وَمَنْ ك َتَبَ ال ْحَدِ يث َ ق َو ِ يَتْ حُ ج َّتُهُ ، وَمَنْ تَعَل َّمَ ال ْ حِسَابَ جَزَل َ رَ أ ْ يُهُ ، وَمَنْ تَعَل َّمَ ا ل ْعَرَب ِي َّة َ رَ ق َّ ط َبْعُهُ<br />
، وَمَنْ ل َمْ يَصُنْ نَف ْسَهُ ل َمْ يَنْف َعْهُ عَمَل ُهُ .<br />
وَل َعَمْر ِي إن َّ صِيَا نَة َ ا لن َّف ْس ِ أ َصْ ل ُ ا ل ْف َضَائِ ل ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ أ َهْمَ ل َ صِيَا نَة َ نَف ْسِهِ ثِق َة ً ب ِمَا مَنَ حَهُ ال ْعِل ْمُ مِنْ ف َضِيل َتِهِ ، وَتَوَك ُّل ًا عَل َى<br />
مَا يَل ْزَمُ ا لن َّا سَ مِنْ صِيَا نَتِهِ ، سَل َوْهُ ف َضِيل َة َ عِل ْمِهِ وَوَسَمُوهُ ب ِق َب ِي ح ِ تَبَذ ُّ لِهِ ، ف َل َمْ يَفِ مَا أ َعْط َاهُ ال ْعِل ْمُ ب ِمَا سَل َبَهُ الت َّبَذ ُّل ُ ؛ لِأ َن َّ<br />
ا ل ْق َب ِي حَ أ َ نَم ُّ مِنْ ا ل ْ جَمِي ل ِ وَا لر َّذِ يل َة ُ أ َشْهَرُ مِنْ ا ل ْف َضِيل َةِ ؛ لِأ َن َّ الن َّا سَ لِمَا فِي ط َبَا ئِعِه ِمْ مِنْا ل ْب ِغْضَةِ وَال ْ حَسَدِ وَن ِزَاع ِ ا ل ْمُنَاف َسَةِ<br />
تَنْصَر ِفُ عُيُو نُهُمْ عَنْ ا ل ْمَ حَاسِن ِ إل َى ا ل ْمَسَاو ِئ ِ ، ف َل َا يُنْصِف ُون َ مُحْسِنًا وَل َا يُحَا بُون َ مُسِيئ ًا ل َا سِي َّمَا مَنْ ك َان َ ب ِا ل ْعِل ْم ِ<br />
مَوْسُومًا وَ إ ِل َيْهِ مَنْسُوبًا ، ف َإ ِن َّ زَ ل َّتَهُ ل َا تُق َال ُ وَهَف ْوَ تَهُ ل َا تُعْذ َ رُ إم َّا لِق ُبْ ح ِ أ َث َر ِهَا وَ اغ ْتِرَار ِ ك َثِير ٍ مِنْ ا لن َّا س ِ ب ِهَا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إن َّ زَ ل َّة َ ا ل ْعَالِم ِ ك َا لس َّفِينَةِ تَغْرَ قُ وَ يَغْرَ قُ مَعَهَا خَل ْقٌ ك َثِيرٌ ، وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْهِ<br />
ا لس َّل َامُ مَنْ أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ فِتْنَة ً ؟ ق َال َ<br />
ف َهَذ َا وَ جْهٌ .<br />
:<br />
زَ ل َّة ُ ا ل ْعَالِم ِ إذ َا زَل َّ زَل َّ ب ِزَ ل َّتِهِ عَا ل َ مٌ ك َثِ ٌير .<br />
وَإ ِم َّا لِأ َن َّ ال ْ جُه َّال َ ب ِذ َم ِّهِ أ َغ ْرَى ، وَعَل َى تَنَق ُّصِهِ أ َحْرَى ؛ لِيَسْل ُبُوهُ ف َضِيل َة َ الت َّق َد ُّم ِ وَ يَمْنَعُوهُ مُبَا ي ِنَة َ ا لت َّ خْصِيص ِ عِنَادً ا لِمَا<br />
جَه ِل ُوهُ وَمَق ْتًا لِمَا بَا يَنُوهُ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ جَاهِ ل َ يَرَىا ل ْعِل ْمَ تَك َل ُّف ًا وَل َوْمًا ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْعَالِمَ يَرَىال ْ جَهْ ل َ تَخَل ُّف ًا وَذ َما .<br />
وَأ َنْشَدْت عَنْ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : وَمَنْز ِ ل َة ُ ا لس َّفِيهِ مِنْ ا ل ْف َقِيهِ ك َمَنْز ِ ل َةِ ال ْف َقِيهِ مِنْ<br />
ا لس َّفِيهِ ف َهَذ َا زَ اهِ دٌ فِي ق ُرْب ِ هَذ َا وَهَذ َا فِيهِ أ َزْهَدُ مِنْهُ فِيهِ إذ َا غ َل َبَ ا لش َّق َاءُ عَل َى سَفِيهٍ تَق َط َّعَ فِي مُ خَا ل َف َةِ ال ْف َقِيهِ وَق َال َ<br />
يَحْيَى بْنُ خَا لِدٍ لِابْن ِهِ : عَل َيْك ب ِك ُ ل ِّ نَوْ ع ٍ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ف َخُذ ْ مِنْهُ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَرْءَ عَ دُو ُّ مَا جَه ِ ل َ ، وَأ َنَا أ َك ْرَهُ أ َن ْ تَك ُون َ عَ دُو َّ<br />
شَيْءٍ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَأ َ نْشَدَ<br />
: تَف َن َّنْ وَخُذ ْ مِنْ ك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ ف َإ ِن َّمَا يَف ُو قُامْرُؤٌ فِي ك ُ ل ِّ ف َن ٍّ ل َهُ عِل ْمُ ف َأ َ نْتَ عَ دُو ٌّ لِل َّذِي أ َ نْتَ جَاهِ ل ٌ<br />
ب ِهِ وَ لِعِل ْم ٍ أ َ نْتَ تُتْقِنُهُ سِل ْمُ وَإ ِذ َا صَان َ ذ ُو ا ل ْعِل ْم ِ نَف ْسَهُ حَق َّ صِيَا نَتِهَا ، وَل َازَمَ فِعْ ل َ مَا يَل ْزَمُهَا أ َمِنَ تَعْي ِيرَا ل ْمَوَا لِي وَتَنْقِيصَ<br />
ال ْمُعَادِي ، وَجَمَعَ إل َى ف َضِيل َةِا ل ْعِل ْم ِ جَمِي ل َ الص ِّيَا نَةِ وَعِز َّ ا لن َّزَ اهَةِ ف َصَارَ ب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ ال َّتِي يَسْتَحِق ُّهَا ب ِف َضَا ئِلِهِ<br />
وَرَوَى أ َبُو الد َّرْدَ اءِ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
دِرْهَمًا وَإ ِن َّمَا وَر َّث ُوا ا ل ْعِل ْمَ<br />
.<br />
:<br />
. {<br />
{ا ل ْعُل َمَاءُ وَرَ ث َة ُ ال ْأ َنْب ِيَاءِ لِأ َن َّ ال ْأ َنْب ِيَاءَ ل َمْ يُوَر ِّ ث ُو ا دِينَارًا وَل َا
. {<br />
وَرَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } لِل ْأ َنْب ِيَاءِ عَل َى ا ل ْعُل َمَاءِ ف َضْ ل ُ دَرَجَتَيْن ِ وَلِل ْعُل َمَاءِ عَل َى ا لش ُّهَدَ اءِ<br />
ف َضْ ل ُ دَرَجَةٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
إن َّ مِنْ الش َّر ِ يعَةِ أ َن ْ تُ ج ِ ل َّ أ َهْ ل َ ا لش َّر ِ يعَةِ ، وَمِنْ الص َّن ِيعَةِ أ َن ْ تَرُب َّ حُسْنَ الص َّن ِيعَةِ .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ اسْتَدَل َّ ب ِفِط ْرَ تِهِ عَل َى اسْتِحْسَانِ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ ، وَاسْتِق ْبَاح ِ ا لر َّذ َ ائِ ل ِ ، أ َن ْ يَنْفِيَ عَنْ نَف ْسِهِ رَذ َ ائِ ل َال ْ جَهْ ل ِ ب ِف َضَا ئِ ل ِ<br />
ا ل ْعِل ْم ِ وَغ َف ْل َة َ ا ل ْإ ِهْمَال ِ ب ِاسْتِيق َاظِ ا ل ْمُعَا نَاةِ ، وَيَرْغ َبَ فِي ا ل ْعِل ْم ِ رَغ ْبَة َ مُتَ حَق ِّق ٍ لِف َضَا ئِلِهِ وَا ثِق ٍ ب ِمَنَافِعِهِ ، وَل َا يُل ْه ِيهِ عَنْ ط َل َب ِهِ<br />
ك َث ْرَة ُ مَال ٍ وَجَدَهُ وَل َا نُف ُوذ ُ أ َمْر ٍ وَعُل ُو ُّ مَنْز ِ ل َةٍ .<br />
ف َإ ِن َّ مَنْ<br />
:<br />
نَف َذ َ أ َمْرُهُ ف َهُوَ إل َى ا ل ْعِل ْم ِ أ َحْوَجُ ، وَمَنْ عَل َتْ مَنْز ِ ل َتُهُ ف َهُوَ ب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َحَق ُّ .<br />
وَرَوَى أ َ نَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
} إن َّ ال ْحِك ْمَة َ تَز ِيدُ ا لش َّر ِ يفَ شَرَف ًا ، وَتَرْف َعُ ا ل ْعَبْدَ ال ْمَمْل ُوكَ حَت َّى تُ جْلِسَهُ مَ جَا لِسَ ا ل ْمُل ُوكِ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ عُل َمَاءِ ا لس َّل َفِ<br />
:<br />
:<br />
: ك ُ ل ُّ عِز ٍّ ل َا يُوَط ِّدُهُ عِل ْ مٌ مَذ َ ل َّة ٌ ، وَك ُ ل ُّ عِل ْم ٍ ل َا يُؤَ ي ِّدُهُ عَق ْ ل ٌ مَضَل َّ ٌة .<br />
إذ َا أ َرَ ادَ ا لل َّهُ ب ِالن َّاس ِ خَيْرًا جَعَ ل َا ل ْعِل ْمَ فِي مُل ُوكِه ِمْ ، وَال ْمُل ْكَ فِي عُل َمَا ئِه ِمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ ال ْعِل ْمُ عِصْمَة ُ ا ل ْمُل ُوكِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَمْنَعُهُمْ مِنْ ا لظ ُّل ْم ِ ، وَيَرُد ُّهُمْ إل َى ال ْ حِل ْم ِ ، وَيَصُد ُّهُمْ عَنْ ال ْأ َذِ ي َّةِ ،<br />
وَ يُعَط ِّف ُهُمْ عَل َى ا لر َّعِي َّةِ .<br />
ف َمِنْ حَق ِّه ِمْ أ َن ْ يَعْر ِف ُو ا حَق َّهُ ،وَ يَسْتَبْطِنُو ا أ َهْل َهُ<br />
.<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمَال ُ ف َظِ ل ٌّزَائِ ل ٌوَعَار ِ ي َّة ٌ مُسْتَرْجَعَة ٌ وَل َيْسَ فِي ك َث ْرَ تِهِف َ ضِيل َة ٌ ، وَ ل َوْ ك َانَتْ فِيهِ ف َضِيل َة ٌ ل َخَص َّ ا لل َّهُ ب ِهِ مَنْ ا صْط َف َاهُ<br />
لِر ِسَا ل َتِهِ ، وَاجْتَبَاهُ لِنُبُو َّ تِهِ .<br />
وَق َدْ ك َان َ أ َك ْث َرُ أ َنْب ِيَاءِ ا لل َّهِ تَعَال َى مَعَ مَا خَص َّهُمْ ا لل َّهُ ب ِهِ مِنْ ك َرَ امَتِهِ وَف َض َّل َهُمْ عَل َى سَا ئِر ِ خَل ْقِهِ ، ف ُق َرَ اءَ ل َا يَ ج ِدُون َ بُل ْغَة ً<br />
وَل َا يَق ْدِرُون َ عَل َى شَيْءٍ حَت َّى صَارُوا فِي ا ل ْف َق ْر ِ مَث َل ًا ، ف َق َال َ ال ْبُحْتُر ِي ُّ :ف َق ْرٌ ك َف َق ْر ِ ال ْأ َنْب ِيَاءِ وَغ ُرْ بَة ٌوَصَبَابَة ٌ ل َيْسَ ا ل ْبَل َاءُ<br />
ب ِوَاحِدِ وَ لِعَدَم ِ ا ل ْف َضِيل َةِ فِي ا ل ْمَال ِ مَنَ حَهُ ا لل َّهُ ا ل ْك َافِرَ وَحَرَمَهُا ل ْمُؤْمِنَ<br />
.<br />
ق َال َ الش َّاعِرُ : ك َمْ ك َافِر ٍ ب ِا َ لل َّهِ أ َمْوَا ل ُهُ تَزْدَ ادُ أ َ ضْعَاف ًا عَل َى ك ُف ْر ِهِ وَمُؤْمِن ٍ ل َيْسَ ل َهُ دِرْهَمٌ يَزْدَادُ إيمَانًا عَل َى ف َق ْر ِهِ يَا ل َائِمَ<br />
الد َّهْر ِ وَ أ َف ْعَا لِهِ مُشْتَغِل ًا يَزْر ِي عَل َى دَهْر ِهِ ا لد َّهْرُمَأ ْمُو رٌ ل َهُ آمِرٌ يَنْصَر ِفُ الد َّهْرُ عَل َى أ َمْر ِهِ وَق َدْ بَي َّنَ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َالِب ٍ<br />
رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َضْ ل َ مَا بَيْنَ ا ل ْعِل ْم ِ وَال ْمَال ِ ف َق َال َ<br />
ال ْعِل ْمُ يَحْرُسُك ، وَ أ َ نْتَ تَحْرُ سُ ا ل ْمَال ِ .<br />
ال ْعِل ْمُ حَاكِ مٌ وَا ل ْمَال ُمَ حْ ك ُومٌ عَل َيْهِ<br />
.<br />
: ال ْعِل ْمُ خَيْرٌ مِنْ ا ل ْمَال ِ .<br />
مَاتَ خَز َّ ان ُ ال ْأ َمْوَال ِ وَ بَقِيَ خَز َّ ان ُ ا ل ْعِل ْم ِأ َعْيَا نُهُمْ مَف ْق ُودَة ٌ ، وَأ َشْ خَا صُهُمْ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ<br />
مَوْجُودَة ٌ .<br />
وَسُئِ ل َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
:<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />
:<br />
أ َي ُّمَا أ َف ْضَ ل ُ ا ل ْمَال ُ أ َمْ ال ْعِل ْمُ ؟ ف َق َال َ<br />
: ال ْ جَوَ ابُ عَنْ هَذ َا أ َي ُّمَا أ َف ْضَ ل ُ ا ل ْمَال ُ أ َمْ ال ْعَق ْ ُل .<br />
ل َا خَيْرَ فِيمَنْ ك َان َ خَيْرُ ث َنَا ئِهِ فِي الن َّا س ِ ق َوْل َهُمْ غ َن ِي ٌّ وَ اج ِدُ<br />
وَرُب َّمَا امْتَنَعَ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِكِبَر ِ سِن ِّهِ وَاسْتِ حْيَا ئِهِ مِنْ تَق ْصِير ِهِ فِي صِغَر ِهِ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ فِي كِبْر ِهِ ، ف َرَ ضِيَ ب ِال ْ جَهْ ل ِ<br />
أ َن ْ يَك ُون َ مَوْسُومًا ب ِهِ وَآ ث َرَهُ عَل َى ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَصِيرَ مُبْتَدِئ ًا ب ِهِ .<br />
وَهَذ َا مِنْ خِدَ ع ِا ل ْجَهْ ل ِ وَغ ُرُور ِ ال ْك َسَ ل ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعِل ْمَ إذ َا ك َان َ ف َضِيل َة ً ف َرَغ ْبَة ُ ذ َو ِي ال ْأ َسْنَانِ فِيهِ أ َوْل َى .
وَالِابْتِدَاءُ ب ِا ل ْف َضِيل َةِف َ ضِيل َة ٌ .<br />
:<br />
:<br />
وَ ل َأ َن ْ يَك ُون َ شَيْخًا مُتَعَل ِّمًا أ َوْل َى مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ شَيْخًا جَاهِل ًا .<br />
حُكِيَ أ َن َّ بَعْضَ ال ْ حُك َمَاءِ رَأ َى شَيْخًا ك َب ِيرًا يُ حِب ُّ ا لن َّظ َرَ فِي ا ل ْعِل ْم ِ وَيَسْتَحِي ف َق َال َ ل َهُ : يَا هَذ َا أ َتَسْتَحِي أ َن ْ تَك ُون َ فِي<br />
آخِر ِ عُمُر ِك أ َف ْضَ ل َ مِم َّا ك ُنْتَ فِي أ َو َّ لِهِ ، وَذ ُكِرَ أ َن َّ إبْرَ اهِيمَ بْنَ ا ل ْمَهْدِي ِّ دَخَ ل َ عَل َىا ل ْمَأ ْمُونِ وَعِنْدَهُ جَمَاعَة ٌ يَتَك َل َّمُون َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
فِي ا ل ْفِق ْهِ ف َق َال َ يَا عَ م ِّ مَا عِنْدَك فِيمَا يَق ُول ُ هَؤُل َاءِ ف َق َال َ<br />
ف َق َال َ لِمَ ل َا نَتَعَل َّمُهُ ا ل ْيَوْمَ ؟ ق َال َ أ َوْ يَ حْسُنُ ب ِمِث ْلِي ط َل َبُ ا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />
وَا َلل َّهِ ل َأ َن ْ تَمُوتَ ط َالِبًا لِل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ مِنْ أ َن ْ تَعِيشَ ق َان ِعًا ب ِا ل ْجَهْ ل ِ .<br />
ق َال َ<br />
:<br />
يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ شَغَل ُونَا فِي الص ِّغَر ِ وَاشْتَغَل ْنَا فِي ا ل ْكِبَر ِ .<br />
نَعَمْ .<br />
:<br />
وَإ ِل َى مَتَى يَحْسُنُ ب ِي ط َل َبُا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
مَا حَسُنَتْ ب ِك ال ْ حَيَاة ُ ؛ وَ لِأ َن َّ ا لص َّغِيرَ أ َعَذ ْرُ وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ فِي ال ْ جَهْ ل ِ<br />
عُذ ْ رٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َمْ تَط ُل ْ ب ِهِ مُد َّة ُ ا لت َّف ْر ِ يطِ وَل َااسْتَمَر َّتْ عَل َيْهِ أ َ ي َّامُ ا ل ْإ ِهْمَال ِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : جَهْ ل ُ الص َّغِير ِمَعْ ذ ُو رٌ ، وَعِل ْمُهُمَ حْق ُو رٌ ، ف َأ َم َّا ال ْك َب ِيرُ ف َال ْجَهْل ُ ب ِهِ أ َق ْبَ حُ ، وَ نَق ْصُهُ عَل َيْهِ<br />
أ َف ْضَ حُ ؛ لِأ َن َّ عُل ُو َّ ا لس ِّن ِّ إذ َا ل َمْ يُك ْسِبْهُ ف َضْل ًا وَل َمْ يُفِدْهُ عِل ْمًا وَك َانَتْ أ َ ي َّامُهُ فِي ال ْ جَهْ ل ِ مَاضِيَة ً ، وَمِنْ ا ل ْف َضْ ل ِ خَا لِيَة ً ،<br />
ك َان َ ا لص َّغِيرُ أ َف ْضَ ل َ مِنْهُ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّجَاءَ ل َهُ أ َك ْث َرُ ، وَا ل ْأ َمَ ل َ فِيهِ أ َظ ْهَرُ ، وَحَسْبُك نَق ْصًا فِي رَجُ ل ٍ يَك ُون ُ ا لص َّغِيرُ ال ْمُسَاو ِي<br />
ل َهُ فِي ال ْ جَهْ ل ِ أ َف ْضَ ل َ مِنْهُ .<br />
وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ<br />
:<br />
إذ َا ل َمْ يَك ُنْ مَر ُّ ا لس ِّن ِينَ مُتَرْج ِمًا عَنْ ا ل ْف َضْ ل ِ فِي ال ْإ ِنْسَانِ سَم َّيْته طِف ْل َا وَمَا تَنْف َعُ ال ْأ َي َّامُ<br />
حِينَ يَعُد ُّهَا وَ ل َمْيَسْتَفِدْ فِيه ِن َّ عِل ْمًا وَل َا ف َضْل َا أ َرَى الد َّهْرَ مِنْ سُوءِ الت َّصَر ُّفِ مَائِل ًا إل َى ك ُ ل ِّ ذِي جَهْ ل ٍ ك َأ َن َّ ب ِهِ جَهْل َا<br />
وَرُب َّمَا امْتَنَعَ مِنْ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِتَعَذ ُّر ِ ا ل ْمَاد َّةِ وَشَغَل َهُ اك ْتِسَابُهَا عَنْ ا ل ْتِمَا س ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَهَذ َا ، وَ إ ِن ْ ك َان َ أ َعْذ َرَ مِنْ غ َيْر ِهِ مَعَ أ َ ن َّهُ ق َ ل َّ مَا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ إل َّا عِنْدَ ذِي شَرَهٍ وَعَيْب ٍ وَشَهْوَةٍ مُسْتَعْب ِدَةٍ ، ف َيَنْبَغِي أ َن ْ<br />
يَصْر ِفَ إل َى ا ل ْعِل ْم ِ حَظًّا مِنْ زَمَا ن ِهِ .<br />
ف َل َيْسَ ك ُ ل ُّ الز َّمَانِ زَمَان َ اك ْتِسَاب ٍ .<br />
وَل َا بُ د َّ لِل ْمُك ْتَسِب ِ مِنْ أ َوْق َاتِ اسْتِرَاحَةٍ ، وَأ َ ي َّام ِ عُط ْل َةٍ<br />
.<br />
وَمَنْ صَرَفَ ك ُ ل َّ نَف ْسِهِ إل َىا ل ْك َسْب ِ حَت َّى ل َمْ يَتْرُكْ ل َهَا ف َرَ اغ ًا إل َى غ َيْر ِهِ ، ف َهُوَ مِنْ عَب ِيدِ الد ُّ نْيَا ، وَأ ُسَرَ اءِا ل ْحِرْص ِ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ ف َتْرَة ٌ ، ف َمَنْ ك َانَتْ ف َتْرَ تُهُ إل َىا ل ْعِل ْم ِ ف َق َدْ نَجَا {<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ك ُونُوا عُل َمَاءَ صَا لِ حِينَ ، ف َإ ِن ْ ل َمْ تَك ُونُوا عُل َمَاءَ صَا لِ حِينَ ف َجَالِسُوا<br />
ا ل ْعُل َمَاءَ وَاسْمَعُوا عِل ْمًا يَدُ ل ُّك ُمْ عَل َى ال ْهُدَى ، وَيَرُد ُّك ُمْ عَنْ الر َّدَى {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ أ َحَب َّ ا ل ْعِل ْمَ أ َحَاط َتْ ب ِهِ ف َضَا ئِل ُهُ .<br />
مَنْ صَاحَبَ ا ل ْعُل َمَاءِ وُق ِّرَ ، وَمَنْ جَال َسَ الس ُّف َهَاءَ حُق ِّرَ .<br />
وَرُب َّمَا مَنَعَهُ مِنْ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ مَا يَظ ُن ُّهُ مِنْ صُعُو بَتِهِ ، وَ بُعْدِ غ َا يَتِهِ ، وَيَخْشَى مِنْ قِل َّةِ ذِهْن ِهِ وَ بُعْدِ فِط ْنَتِهِ .<br />
وَهَذ َا ا لظ َّن ُّ اعْتِذ َ ا رُ ذ َو ِي ا لن َّق ْص ِ وَخِيف َة ُ أ َهْ ل ِا ل ْعَ جْز ِ ؛ لِأ َن َّ ال ْأ َخْبَارَ ق َبْ ل َ الِاخْتِبَار ِ جَهْ ل ٌ ، وَ ال ْخَشْيَة َ ق َبْ ل َ ا لِا بْتِل َاءِ عَ جْزٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ ل َا تَك ُو نَن َّ لِل ْأ ُمُور ِ هَيُوبًا ف َإ ِل َى خَيْبَةٍ يَصِيرُ ال ْهَيُوبُ وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِأ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : أ ُ ر ِيدُ أ َن ْ<br />
أ َ تَعَل َّمَا ل ْعِل ْمَ ، وَأ َخَافُ أ َن ْ أ ُضَي ِّعَهُ .<br />
ف َق َال َ : ك َف َى ب ِتَرْكِ ا ل ْعِل ْم ِ إضَاعَة ٌ<br />
.
وَ ل َيْسَ ، وَ إ ِن ْ تَف َا ضَل َتْ ال ْأ َذ ْهَان ُ وَ تَف َاوَ تَتْ ا ل ْف َطِنُ ، يَنْبَغِي لِمَنْ ق َ ل َّ مِنْهَا حَظ ُّهُ أ َن ْ يَيْأ َ سَ مِنْ نَيْ ل ِ ا ل ْق َلِي ل ِ وَإ ِدْرَاكِ ا ل ْيَسِير ِ<br />
ال َّذِي يَ خْرُجُ ب ِهِ مِنْ حَ د ِّ ا ل ْجَهَا ل َةِ إل َى أ َدْنَى مَرَا تِب ِ ا لت َّ خْصِيص ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْمَاءَ مَعَ لِين ِهِ يُؤَ ث ِّرُ فِي صَ م ِّ ا لص ُّ خُور ِ ف َك َيْفَ ل َا يُؤَ ث ِّرُ ال ْعِل ْمُ ا لز َّكِي ُّ فِي نَف ْس ِ رَ اغِب ٍ شَه ِي ٍّ ، وَط َا لِب ٍ خَلِي ٍّ ، ل َا سِي َّمَا<br />
وَط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ مُعَان ٌ .<br />
ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
{<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
إن َّ ا ل ْمَل َا ئِك َة َ ل َتَضَعُ أ َجْن ِحَتَهَا لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ ر ِضًا ب ِمَا يَط ْل ُبُ .<br />
وَرُب َّمَا مَنَعَ ذ َا الس َّف َاهَةِ مِنْ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يُصَو ِّرَ فِي نَف ْسِهِ حِرْف َة َ أ َهْلِهِ وَ تَضَا يُقَ ا ل ْأ ُمُور ِ مَعَ ا لِاشْتِغَال ِ ب ِهِ حَت َّى يَسِمَهُمْ<br />
ب ِال ْإ ِدْبَار ِ وَ يَتَوَس َّمَهُمْ ب ِال ْ حِرْمَانِ ، ف َإ ِن ْ رَأ َى مَ حْبَرَة ً تَط َي َّرَ مِنْهَا وَ إ ِن ْ رَأ َى كِتَا بًا أ َعْرَضَ عَنْهُ ، وَ إ ِن ْ رَأ َى مُتَحَل ِّيًاب ِا ل ْعِل ْم ِ<br />
هَرَبَ مِنْهُ ك َأ َ ن َّهُ ل َمْ يَرَ عَالِمًا مُق ْب ِل ًا وَجَاهِل ًا مُدْب ِرًا .<br />
وَ ل َق َدْ رَأ َيْت مِنْ هَذِهِ ا لط َّبَق َةِ جَمَاعَة ً ذ َو ِي مَنَاز ِل ِ ، وَأ َحْوَال ٍ ك ُنْت أ ُخْفِي عَنْهُمْ مَا يَصْحَبُن ِي مِنْ مَ حْبَرَةٍ وَكِتَاب ٍ لِئ َل َّا<br />
أ َك ُون َ عِنْدَهُمْ مُسْتَث ْق َل ًا ، وَ إ ِن ْ ك َان َا ل ْبُعْدُ عَنْهُمْ مُؤْن ِسًا وَمُصْلِحًا ،وَ ا ل ْق ُرْبُ مِنْهُمْ مُوحِشًا وَمُف ْسِدًا .<br />
ف َق َدْ ق َال َ بَزَرْجَمْهَرَ : ال ْجَهْل ُ فِي ال ْق َل ْب ِ ك َا لن َّز ِّ فِيا ل ْأ َرْض ِ ، يُف ْسِدُ مَا حَوْ ل َهُ .<br />
ل َكِنْ ات َّبَعْتُ فِيه ِمْ ال ْ حَدِ يث َا ل ْمَرْو ِي َّ عَنْ أ َب ِي ال ْأ َشْعَثِ عَنْ أ َب ِي عُث ْمَان َ عَنْ ث َوْ بَان َ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ<br />
} خَالِط ُوا ا لن َّا سَ ب ِأ َخْل َاقِه ِمْ وَخَا لِف ُوهُمْ فِي أ َعْمَالِه ِمْ { .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ رُب َّ جَهْ ل ٍ وُقِيَتْ ب ِهِ عُل َمَاءُ ، وَسَف َهٍ حُمِيَتْ ب ِهِ حُل َمَاءُ .<br />
وَهَذِهِ الط َّبَق َة ُ مِم َّنْ ل َا يُرْجَى ل َهَا صَل َا حٌ ، وَل َا يُؤْمَ ل ُ ل َهَا ف َل َا حٌ .<br />
لِأ َن َّ مَنْ اعْتَق َدَ أ َن َّا ل ْعِل ْمَ شَيْنٌ ، وَ أ َن َّ تَرْك َهُزَ يْنٌ ، وَ أ َن َّ لِل ْ جَهْ ل ِ إق ْبَال ًا مُجْدِيًا ، وَ لِل ْعِل ْم ِ إدْبَارًا مُك ْدِيًا ، ك َان َ ضَل َا ل ُهُ<br />
مُسْتَحْكِمًا وَرَشَادُهُ مُسْتَعْبَدَا ، وَك َان َ هُوَ ال ْ خَامِسُا ل ْهَا لِكُ ال َّذِي ق َال َ فِيهِ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
عَالِمًا أ َوْ مُتَعَل ِّمًا أ َوْ مُسْتَمِعًا أ َوْ مُحِبا وَل َا تَك ُنْ ا ل ْخَامِسَ ف َتَهْلِكَ { .<br />
} ا ُغ ْدُ<br />
:<br />
وَق َدْ رَوَ اهُخَالِ دٌ ال ْحَذ َّ اءُ عَنْ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ أ َب ِي بَك ْر ٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مُسْنَدًا وَ ل َيْسَ لِمَنْ هَذِهِ حَا ل ُهُ<br />
فِي ا ل ْعَذ ْل ِنَف ْعٌ وَل َا فِيا ل ْإ ِ صْل َاح ِ مَط ْمَعٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ<br />
:<br />
:<br />
مَا ل َك ُمْ ل َا تُعَا تِبُون َ ال ْ جُه َّال َ ؟ ف َق َال َ<br />
نُك َل ِّفُ ال ْعُمْيَ أ َن ْ يُبْصِرُوا ، وَل َا ا لص ُّ م َّ أ َن ْ يَسْمَعُو ا .<br />
إن َّا ل َا :<br />
وَهَذِهِ الط َّا ئِف َة ُ ال َّتِي تَنْفِرُ مِنْا ل ْعِل ْم ِ هَذ َا ا لن ُّف ُورَ ، وَ تُعَا ن ِدُ أ َهْل َهُ هَذ َا ا ل ْعِنَادَ ، تَرَى ال ْعَق ْ ل َ ب ِهَذِهِ ا ل ْمَث َا بَةِ وَ تَنْفِرُ مِنْ ال ْعُق َل َاِء<br />
هَذ َا ا لن ُّف ُورَ ، وَ تَعْتَقِدُ أ َن َّ ا ل ْعَاقِ ل َ مُحَا رَفٌ ، وَ أ َن َّ ا ل ْأ َحْمَقَمَ حْظ ُوظ ٌ .<br />
وَ نَاهِيكَ ب ِضَل َال ِ مَنْ هَذ َا اعْتِق َادُهُ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْعِل ْم ِ هَل ْ يَك ُون ُ لِ خَيْر ٍ أ َهْل ًا ، أ َوْ لِف َضِيل َةٍ مَوْ ضِعًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
: أ َخْبَث ُ ا لن َّا س ِ ال ْمُسَاو ِي بَيْنَ ا ل ْمَ حَاسِن ِ وَا ل ْمَسَاو ِئ ِ ؛ وَعِل َّة ُ هَذ َا أ َن َّهُمْ رُب َّمَا رَأ َوْا عَاقِل ًا غ َيْرَ<br />
مَ حْظ ُوظٍ ، وَعَا لِمًا غ َيْرَ مَرْزُو ق ٍ ، ف َظ َن ُّو ا أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ وَ ا ل ْعَق ْ ل َ هُمَا الس َّبَبُ فِي قِل َّةِ حَظ ِّهِ وَر ِزْقِهِ .<br />
وَق َدْ انْصَرَف َتْ عُيُو نُهُمْ عَنْ حِرْمَانِ أ َك ْث َر ِ الن َّوْك َى وَإ ِدْبَار ِ أ َك ْث َر ِ ال ْ جُه َّال ِ ؛ لِأ َن َّ فِي ال ْعُق َل َاءِ وَال ْعُل َمَاءِ قِل َّة ً وَعَل َيْه ِمْ مِنْ<br />
ف َضْلِه ِمْ سِمَ ٌة .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ :ا ل ْعُل َمَاءُ غ ُرَ بَاءُ لِك َث ْرَةِ ال ْ جُه َّال ِ .<br />
ف َإ ِذ َا ظ َهَرَتْ سِمَة ُ ف َضْلِه ِمْ وَ صَادَفَ ذ َ لِكَ قِل َّة َ حَظ ِّ بَعْضِه ِمْ تَنَو َّهُو ا ب ِالت َّمْي ِيز ِ وَاشْتُه ِرُو ا ب ِا لت َّعْي ِين ِ ، ف َصَارُوا مَق ْصُودِ ينَ
ب ِإ ِشَارَةِ ا ل ْمُتَعَن ِّتِينَ ، مَل ْ حُوظِينَ ب ِإ ِيمَاءِ الش َّامِتِينَ .<br />
وَ ال ْ جُه َّال ُ وَال ْحَمْق َى ل َم َّا ك َث ُرُو ا وَ ل َمْ يَتَخَص َّصُو اا نْصَرَف َتْ عَنْهُمْ ا لن ُّف ُو سُ ف َل َمْ يَل ْحَظ ْا ل ْمَ حْرُومُ مِنْهُمْ ب ِط َرَفِ شَامِتٍ ، وَل َا<br />
ق َصَدَ ا ل ْمَجْدُودُ مِنْهُمْ ب ِإ ِشَارَةِ عَا ئِب ٍ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ ظ َن َّ ال ْ جَاهِ ل ُا ل ْمَرْ زُو قُ أ َن َّا ل ْف َق ْرَ وَا لض ِّيقَمُ خْتَص ٌّ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ، وَ ا ل ْعَق ْ ل َ دُون َا ل ْجَهْ ل ِ وَال ْحُمْق ِ وَ ل َوْ ف َت َّشَتْ أ َحْوَال َ<br />
ا ل ْعُل َمَاءِ وَال ْعُق َل َاءِ ، مَعَ قِل َّتِه ِمْ ، ل َوَجَدْت ال ْإ ِق ْبَال َ فِي أ َك ْث َر ِهِمْ .<br />
وَ ل َوْ اخْتَبَرْت أ ُمُورَ ال ْ جُه َّال ِ وَال ْحَمْق َى ، مَعَ ك َث ْرَ تِه ِمْ ، ل َوَجَدَتْ ال ْ حِرْمَان َ فِي أ َك ْث َر ِهِمْ .<br />
وَإ ِن َّمَا يَصِيرُ ذ ُو ا ل ْ حَال ِ ا ل ْوَاسِعَةِ مِنْهُمْ مَل ْحُوظ ًا مُشْتَه ِرًا ؛ لِأ َن َّ حَظ َّهُ عَج ِيبٌ وَ إ ِق ْبَا ل َهُ مُسْتَغْرَ بٌ .<br />
ك َمَا أ َن َّ حِرْمَان َ ا ل ْعَاقِل ِ<br />
ا ل ْعَا لِم ِ غ َر ِيبٌ وَ إ ِق ْل َا ل َهُ عَج ِيبٌ .<br />
وَ ل َمْ تَزَل ْ ا لن َّا سُ عَل َى سَا لِفِ الد ُّهُور ِ مِنْ ذ َلِكَ مُتَعَج ِّب ِينَ وَ ب ِهِ مُعْتَب ِر ِينَ حَت َّى قِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ : مَا أ َعْجَبُ ال ْأ َشْيَاءِ ؟ ف َق َال َ<br />
: نُجْ حُ ا ل ْجَاهِ ل ِ وَإ ِك ْدَاءُ ا ل ْعَاقِ ل ِ .<br />
:<br />
ل َكِن َّ الر ِّزْ قَ ب ِال ْ حَظ ِّ وَ ال ْجَ د ِّ ، ل َا ب ِا ل ْعِل ْم ِ وَا ل ْعَق ْ ل ِ ، حِك ْمَة ً مِنْهُ تَعَا ل َى يَ دُ ل ُّ ب ِهَا عَل َى ق ُدْرَ تِهِ وَإ ِجْرَ اءِ ا ل ْأ ُمُور ِ عَل َى مَشِيئ َتِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ ل َوْ جَرَتْ ال ْأ َق ْسَامُ عَل َى ق َدْر ِ ال ْعُق ُول ِ ل َمْ تَعِشْ ال ْبَهَائِمُ .<br />
ف َنَظ َمَهُ أ َبُو تَم َّام ٍ ف َق َال َ<br />
:<br />
يَنَال ُ ال ْف َتَى مِنْ عَيْشِهِ وَهُوَ جَاهِ ل ُ وَيُك ْدِي ال ْف َتَى مِنْ دَهْر ِهِ وَهُوَ عَا لِمُ وَ ل َوْ ك َانَتْا ل ْأ َرْ زَا قُ<br />
تَجْر ِي عَل َى ال ْحِجَا هَل َك ْنَ إذ َن ْ مِنْ جَهْلِه ِن َّ ال ْبَهَا ئِمُ وَق َال َ ك َعْبُ بْنُ زُهَيْر ِ بْنُ أ َب ِي سُل ْمَى : ل َوْ ك ُنْت أ َعْجَبُ مِنْ شَيْءِ<br />
ل َأ َعْجَبَن ِي سَعْيُ ال ْف َتَى وَهُوَمَ خْبُوءٌ ل َهُ ا ل ْق َدَرُ يَسْعَى ال ْف َتَى لِأ ُمُور ٍ ل َيْسَ يُدْر ِك ُهَا وَا لن َّف ْسُ وَ احِدَة ٌ وَا ل ْهَ م ُّ مُنْتَشِرُ عَل َى أ َن َّ<br />
ا ل ْعِل ْمَ وَا ل ْعَق ْ ل َ سَعَادَة ٌوَإ ِق ْبَا ل ٌ ، وَ إ ِن ْ ق َ ل َّ مَعَهُمَا ا ل ْمَال ُ ، وَضَاق َتْ مَعَهُمَا ال ْ حَال ُ<br />
.<br />
.<br />
وَ ال ْ جَهْ ل َ وَال ْحُمْقَحِرْمَان ٌوَإ ِدْبَا رٌ وَ إ ِن ْ ك َث ُرَ مَعَهُمَا ا ل ْمَال ُ ، وَ ات َّسَعَتْ فِيه ِمَا ا ل ْحَال ُ ؛ لِأ َن َّ الس َّعَادَة َ ل َيْسَتْ ب ِك َث ْرَةِ ا ل ْمَال ِ<br />
ف َك َمْ مِنْ مُك ْثِر ٍ شَقِي ٌّ وَمُقِ ل ٍّ سَعِي دٌ .<br />
وَك َيْفَ يَك ُون ُ ال ْ جَاهِ ل ُ ا ل ْغَن ِي ُّ سَعِيدًا وَال ْجَهْل ُ يَضَعُهُ .<br />
أ َمْ ك َيْفَ يَك ُون ُا ل ْعَالِمُ ا ل ْف َقِيرُ شَقِيا وَال ْعِل ْمُ يَرْف َعُهُ ؟ وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ : ك َمْ مِنْ ذ َ لِي ل ٍ أ َعَز َّهُ عِل ْمُهُ ، وَمِنْ عَز ِ يز ٍ<br />
أ َذ َ ل َّهُ جَهْل ُهُ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ لِبَن ِيهِ<br />
يُ ذ َم َّ الز َّمَان ُ ب ِك ُمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ :<br />
: ا ل ْجَاهِ ل ُ ك َرَوْ ضَةٍ عَل َى مَزْ بَل َةٍ .<br />
: ك ُل َّمَا حَسُنَتْ ن ِعْمَة ُ ال ْ جَاهِ ل ِ ازْدَ ادَ ق ُبْحًا .<br />
: يَا بَن ِي َّ تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ ف َإ ِن ْ ل َمْ تَنَال ُوا ب ِهِ مِنْ الد ُّنْيَا حَظًّا ف َل َأ َن ْ يُ ذ َم َّ الز َّمَان ُ ل َك ُمْ أ َحَب ُّ إ ل َي َّ مِنْ أ َن ْ<br />
مَنْ ل َمْ يَفِدْب ِا ل ْعِل ْم ِ مَال ًا ك َسَبَ ب ِهِ جَمَا ل ًا ، وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ال ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ ط َبَاط َبَا : حَ سُودٌ مَر ِيضُا ل ْق َل ْب ِ يُخْفِي أ َن ِينَهُ<br />
وَيَضْحَى ك َئِيبَ ال ْبَال ِ عِنْدِي حَز ِ ينَهُ يَل ُومُ عَل َي َّ أ َن ْ رُحْت لِل ْعِل ْم ِ ط َالِبًا أ َجْمَعُ مِنْ عِنْدِ ا لر ُّوَ اةِ ف َنُو نَهُ ف َأ َعْر ِفُ أ َ بْك َارَ ا ل ْك َل َام ِ<br />
وَعَوْ نَهُ وَ أ َحْف َظ ُ مِم َّا أ َسْتَفِيدُ عُيُو نَهُ وَ يَزْعُمُ أ َن َّ ال ْعِل ْمَ ل َا يُك ْسِبُ ال ْغِنَى وَيُ حْسِنُ ب ِال ْ جَهْ ل ِ الذ َّمِيم ِ ظ ُنُو نَهُ ف َيَا ل َائِمِي دَعْن ِي<br />
أ ُغ َالِي ب ِقِيمَتِي ف َقِيمَة ُ ك ُ ل ِّ ا لن َّا س ِ مَا يُ حْسِنُو نَهُ وَأ َنَا أ َسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ خِدَ ع ِ ال ْ جَهْ ل ِ ا ل ْمُ ذِ ل َّةِ ، وَ بَوَ ادِر ِ ال ْحُمْق ِ ا ل ْمُضِل َّةِ<br />
.
وَ أ َسْأ َ ل ُهُ الس َّعَادَة َ ب ِعَق ْ ل ٍ رَ ادِ ع ٍ يَسْتَقِيمُ ب ِهِ مَنْ زَل َّ ، وَعِل ْم ٍ نَافِع ٍ يَسْتَهْدِي ب ِهِ مَنْ ضَ ل َّ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا اسْتَرْذ َل َ ا لل َّهُ عَبْدًا حَظ َرَ عَل َيْهِ ا ل ْعِل ْمَ .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ زَهِدَ فِي ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهِ رَاغِبًا وَ لِمَنْ رَغِبَ فِيهِ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ ط َالِبًا ، وَ لِمَنْ ط َل َبَهُ أ َن ْ يَك ُون َ مِنْهُ<br />
مُسْتَك ْث َرًا ، وَ لِمَنْاسْتَك ْث َرَ مِنْهُ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهِ عَامِل ًا ، وَل َا يَط ْل ُبُ لِتَرْكِهِ احْتِ جَاجًا وَل َا لِلت َّق ْصِير ِ فِيهِ عُذ ْرًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ ف َل َا تَعْذِرَ ان ِي فِي ا ل ْإ ِسَاءَةِ إ ن َّهُ شِرَا رُ الر ِّجَال ِ مَنْ يُسِيءُ ف َيُعْذ َرُ وَل َا يُسَو ِّفُ نَف ْسَهُ ب ِا ل ْمَوَ اعِيدِ ا ل ْك َاذِ بَةِ<br />
وَ يُمَن ِّيهَا ب ِا نْقِط َا ع ِ ال ْأ َشْغَال ِ ا ل ْمُت َّصِل َةِ ، ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ وَق ْتٍ شُغْل ًا وَلِك ُ ل ِّ زَمَانٍ عُذ ْرًا .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
نَرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا وَحَاجَة ُ مَنْ عَا شَ ل َا تَنْق َضِي تَمُوتُ مَعَ ا ل ْمَرْءِ حَاجَا تُهُ وَتَبْق َى ل َهُ حَا جَة ٌ مَا بَقِيَ<br />
وَ يَق ْصِدُ ط َل َبَ ا ل ْعِل ْم ِ وَاثِق ًا ب ِتَيْسِير ِ ا لل َّهِ ق َاصِدًا وَجْهَ ا لل َّهِ تَعَال َى ب ِن ِي َّةٍ خَالِصَةٍ وَعَز ِيمَةٍ صَادِق َةٍ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ا لن َّار ِ<br />
} :<br />
. {<br />
وَرَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
أ َهْلِهِ<br />
ف َإ ِن َّ أ َحَدَك ُمْ ل َا يَدْر ِي مَتَى يَ حْتَاجُ إ ل َيْهِ أ َوْ مَتَى يَ حْتَاجُ إل َى مَا عِنْدَهُ<br />
:<br />
.<br />
مَنْ تَعَل َّمَ عِل ْمًا لِغَيْر ِ ا لل َّهِ وَأ َرَ ادَ ب ِهِ غ َيْرَ ا لل َّهِ ف َل ْيَتَبَو َّ أ ْ مَق ْعَدَهُ مِنْ<br />
. {<br />
} تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ ق َبْ ل َ أ َن ْ يُرْف َعَ ، وَرَف ْعُهُ ذ َهَابُ<br />
وَل ْيَحْذ َرْ أ َن ْ يَط ْل ُبَهُ لِمِرَ اءٍ أ َوْ ر ِيَاءٍ ف َإ ِن َّ ا ل ْمُمَار ِيَ ب ِهِمَهْ جُو رٌ ل َا يَنْتَفِعُ ، وَا ل ْمُرَا ئِيَ ب ِهِمَ حْق ُو رٌ ل َا يَرْ تَفِعُ .<br />
} :<br />
وَرُو ِيَ عَنْ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ ل َا تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ لِتُمَارُوا ب ِهِ ا لس ُّف َهَاءَ ، وَل َا تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ لِتُجَادِل ُوا<br />
ب ِهِ ا ل ْعُل َمَاءَ ، ف َمَنْ ف َعَ ل َ ذ َ لِكَ مِنْك ُمْ ف َا لن َّا رُ مَث ْوَ اهُ { .<br />
وَ ل َيْسَ ال ْمُمَار ِي ب ِهِ هُوَ ا ل ْمُنَاظِرُ فِيهِ ط َل َبًا لِلص َّوَ اب ِ مِنْهُ ، وَل َكِن َّهُ ا ل ْق َا صِدُ لِدَف ْع ِ مَا يَر ِدُ عَل َيْهِ مِنْ ف َاسِدٍ أ َوْ صَ حِي ح ٍ<br />
وَفِيه ِمْ جَاءَتْ الس ُّن َّة ُ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ ل َا يُ جَادِل ُ إل َّامُنَافِقٌ أ َوْمُرْتَا بٌ {<br />
وَق َال َ ال ْأ َوْزَاعِي ُّ إذ َا أ َرَ ادَ ا لل َّهُ ب ِق َوْم ٍ شَرا أ َعْط َاهُمْ ال ْ جَدَل َ ، وَمَنَعَهُمْ ا ل ْعَمَ ل َ .<br />
.<br />
.<br />
} :<br />
:<br />
وَ أ َنْشَدَ ا لر ِّيَاشِي ُّ لِمُصْعَب ِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ<br />
: أ ُجَادِل ُ ك ُ ل َّ مُعْتَر ِ ض ٍ ظ َن ِين ِ وَأ َجْعَ ل ُ دِ ينَهُ غ َرَضًا لِدِ ين ِي وَأ َ تْرُكُ مَا عَمِل ْتُ لِرَ أ ْي ِ<br />
غ َيْر ِي وَ ل َيْسَ الر َّ أ ْيُ ك َا ل ْعِل ْم ِ ا ل ْيَقِين ِ وَمَا أ َنَا وَ ال ْخُصُومَة ُ وَهِيَ شَ يْءٌ يُصْرَفُ فِي الش ِّمَال ِ وَفِي ا ل ْيَمِين ِ ف َأ َم َّا مَا عَلِمْت ف َق َدْ<br />
:<br />
ك َف َا ن ِي وَأ َم َّا مَا جَه ِل ْت ف َ جَن ِّبُون ِي وَق َدْ بَي َّنَ ذ َلِكَ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ ف َق َال َ لِصَاحِب ِهِ ل َا يَمْنَعَن َّكَ حَذ َرُ ال ْمِرَاءِ مِنْ حُسْن ِ<br />
ا ل ْمُنَاظ َرَةِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُمَار ِيَ هُوَ ال َّذِي ل َا يُر ِيدُ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ مِنْهُ أ َحَدٌ وَل َا يَرْجُو أ َن ْ يَتَعَل َّمَ مِنْ أ َحَدٍ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ مَط ْل ُوب ٍ بَاعِث ًا .<br />
وَال ْبَاعِث ُ عَل َىا ل ْمَط ْل ُوب ِ شَيْئ َانِ : رَغ ْبَة ٌ أ َوْ رَهْبَة ٌ ، ف َل ْيَك ُنْ ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ رَاغِبًا رَاهِبًا .<br />
أ َم َّا الر َّغ ْبَة ُ ف َفِي ث َوَاب ِ ا لل َّهِ تَعَال َى لِط َا لِب ِي مَرْ ضَا تِهِ ، وَحَافِظِي مُف ْتَرَضَا تِهِ .<br />
وَأ َم َّا الر َّهْبَة ُ ف َمِنْ عِق َاب ِ ا لل َّهِ تَعَال َى لِتَار ِكِي أ َوَ امِر ِهِ ، وَمُهْمَلِي زَوَاج ِر ِهِ .<br />
ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ الر َّغ ْبَة ُ وَ الر َّهْبَة ُ أ َد َّيَا إل َى ك ُنْهِا ل ْعِل ْم ِ وَحَقِيق َةِ الز ُّهْدِ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّغ ْبَة َ أ َق ْوَى ال ْبَاعِث َيْن ِ عَل َى ا ل ْعِل ْم ِ ، وَ ا لر َّهْبَة َ<br />
أ َق ْوَى<br />
ا لس َّبَبَيْن ِ فِي ا لز ُّهْدِ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
: أ َصْ ل ُا ل ْعِل ْم ِ ا لر َّغ ْبَة ُ وَ ث َمَرَ تُهُ الس َّعَادَة ُ ، وَ أ َصْ ل ُ ا لز ُّهْدِ ا لر َّهْبَة ُ وَ ث َمَرَ تُهُ ا ل ْعِبَادَة ُ ف َإ ِذ َا اق ْتَرَن َ ا لز ُّهْدُ
وَال ْعِل ْمُ ف َق َدْ تَم َّتْ الس َّعَادَة ُ وَعَم َّتْ ا ل ْف َضِيل َة ُ ، وَ إ ِن ْ اف ْتَرَق َا ف َيَا وَ يْ حَ مُف ْتَرَق َيْن ِ مَا أ َضَر َّ اف ْتِرَ اق َهُمَا ، وَ أ َق ْبَ حَ ا نْفِرَ ادَهُمَا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَزْدَدْ مِنْ ا لل َّهِ إل َّا بُعْدًا { .<br />
وَق َال َ مَا لِكُ بْنُ دِ ينَار ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
ا لت َّعَل ُّمُ :ف َصْ ل ٌ<br />
} :<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ل َمْ يُؤْتَ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ مَا يَق ْمَعُهُ ، ف َمَا أ ُو تِيَ مِنْهُ ل َا يَنْف َعُهُ .<br />
: ال ْف َقِيهُ ب ِغَيْر ِ وَرَ ع ٍ ك َا لس ِّرَاج ِ يُضِيءُ ال ْبَيْتَ وَيُ حْر ِ قُ نَف ْسَهُ .<br />
مَنْ ازْدَ ادَ فِي ال ْعِل ْم ِ رُشْدًا ، ف َل َمْ يَزْدَدْ فِي الد ُّنْيَا زُهْدًا ، ل َمْ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْعُل ُوم ِ أ َوَ ائِ ل َ تُؤَد ِّي إل َى أ َوَاخِر ِهَا ، وَمَدَ اخِ ل َ تُف ْضِي إل َى حَق َا ئِقِهَا .<br />
ف َل ْيَبْتَدِئْ ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َوَائِلِهَا لِيَنْتَه ِيَ إل َى أ َوَ اخِر ِهَا ، وَ ب ِمَدَ اخِلِهَا لِتُف ْضِيَ إل َى حَق َا ئِقِهَا .<br />
وَل َا يَط ْل ُبُ ا ل ْآخِرَ ق َبْ ل َ ا ل ْأ َو َّل ِ ، وَل َا ا ل ْ حَقِيق َة َ ق َبْ ل َا ل ْمَدْخَ ل ِ .<br />
ف َل َا يُدْ ر ِكُ ا ل ْآخِرَ وَل َا يَعْر ِفُ ال ْ حَقِيق َة َ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْب ِنَاءَ عَل َى غ َيْر ِ أ ُ س ٍّ ل َا يُبْنَى ، وَ الث َّمَرُ مِنْ غ َيْر ِ غ َرْ س ٍ ل َا يُجْنَى .<br />
وَ لِذ َ لِكَأ َ سْبَا بٌ ف َاسِدَة ٌ وَدَوَا ع ٍ وَ اهِيَ ٌة .<br />
: ف َمِنْهَا<br />
أ َن ْ يَك ُون َ فِي ا لن َّف ْس ِأ َغ ْرَا ضٌ تَ خْتَص ُّ ب ِنَوْ ع ٍ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ف َيَدْعُو ا ل ْغَرَضُ إل َى ق َصْدِ ذ َلِكَ ا لن َّوْ ع ِ وَ يَعْدِل ُ عَنْ مُق َد ِّمَا تِهِ<br />
، ك َرَجُ ل ٍ يُؤْ ثِرُ ا ل ْق َضَاءَ وَيَتَصَد َّى لِل ْحُك ْم ِ ف َيَق ْصِدُ مِنْ عِل ْم ِ ا ل ْفِق ْهِ أ َدَبَ ال ْق َاضِي وَمَا يَتَعَل َّقُ ب ِهِ مِنْ الد َّعْوَى وَال ْبَي ِّنَاتِ ، أ َوْ<br />
يُحِب ُّ ا لِا ت ِّسَامَ ب ِالش َّهَادَةِ ف َيَتَعَل َّمُ كِتَابَ الش َّهَادَاتِ ف َيَصِيرُ مَوْسُومًا ب ِ جَهْ ل ِ مَا يُعَان ِي .<br />
ف َإ ِذ َا أ َدْرَكَ ذ َلِكَ ظ َن َّ أ َ ن َّهُ ق َدْ حَازَ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ جُمْهُورَهُ ، وَ أ َدْرَكَ مِنْهُ مَشْهُورَهُ ، وَل َمْ يَرَ مَا بَقِيَ مِنْهُ إل َّا غ َامِضًا ط َل َبُهُ عَنَاءٌ<br />
، وَغ َو ِ يصًااسْتِ خْرَاجُهُ ف َنَاءٌ ؛ لِق ُصُور ِ هِم َّتِهِ عَل َى مَا أ َدْرَكَ ، وَ انْصِرَ افِهَا عَم َّا تَرَكَ .<br />
وَ ل َوْ نَصَ حَ نَف ْسَهُ ل َعَلِمَ أ َن َّ مَا تَرَكَ أ َهَم ُّ مِم َّا أ َدْرَكَ ؛ لِأ َن َّ بَعْضَ ا ل ْعِل ْم ِ مُرْ تَب ِط ٌ ب ِبَعْض ٍ ، وَلِك ُ ل ِّ بَاب ٍ مِنْهُ تَعَل ُّقٌ ب ِمَا ق َبْل َهُ ف َل َا<br />
تَق ُومُ ال ْأ َوَاخِرُ إل َّا ب ِأ َوَا ئِلِهَا .<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
:<br />
.<br />
.<br />
وَق َدْ يَصِ ح ُّ قِيَامُ ا ل ْأ َوَ ائِ ل ِ ب ِأ َنْف ُسِهَا ف َيَصِيرُ ط َل َبُ ا ل ْأ َوَاخِر ِ ب ِتَرْكِا ل ْأ َوَ ائِ ل ِ تَرْك ًا لِل ْأ َوَا ئِ ل ِ وَا ل ْأ َوَ اخِر ِ ف َإ ِذ َن ْ ل َيْسَ يُعَر َّى مِنْ ل َوْم ٍ<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ تَار ِكُ ال ْ آخَر ِ أ َ ل ْوَمَ .<br />
أ َن ْ يُ حِب َّ ا لِاشْتِهَارَ ب ِا ل ْعِل ْم ِ إم َّا لِتَك َس ُّب ٍ أ َوْ لِتَ جَم ُّ ل ٍ ف َيَق ْصِدُ مِنْا ل ْعِل ْم ِ مَا ا ُشْتُه ِرَ مِنْ مَسَائِ ل ِ ال ْ جَدَل ِ وَط َر ِ يق ِ ا لن َّظ َر ِ<br />
وَ يَتَعَاط َى عِل ْمَ مَا ا ُخْتُلِفَ فِيهِ دُون َ مَا ا ُ ت ُّفِقَ عَل َيْهِ ؛ لِيُنَاظِرَ عَل َى ال ْ خِل َافِ وَهُوَ ل َا يَعْر ِفُ ا ل ْو ِف َا قَ ، وَ يُجَادِل َ ال ْ خُصُومَ وَهُوَ<br />
ل َا يَعْر ِفُ مَذ ْهَبًا مَخْصُوصًا .<br />
وَ ل َق َدْ رَأ َيْت مِنْ هَذِهِ ا لط َّبَق َةِ عَدَدًا ق َدْ تَ حَق َّق ُو ا ب ِا ل ْعِل ْم ِ تَ حَق ُّقَ ا ل ْمُتَك َل ِّفِينَ ، وَ اشْتُه ِرُو ا ب ِهِ اشْتِهَارَ ال ْمُتَبَح ِّر ِينَ .<br />
إذ َا أ َخَذ ُو ا فِي مُنَاظ َرَةِ ا ل ْخُصُوم ِ ظ َهَرَ ك َل َامُهُمْ ، وَإ ِذ َا سُئِل ُو ا عَنْ وَ اضِ ح ِ مَذ ْهَب ِه ِمْ ضَل َّتْ أ َف ْهَامُهُمْ ، حَت َّى إن َّهُمْ ل َيَخْب ِط ُون َ<br />
فِي ال ْجَوَاب ِ خَبْط َ عَشْوَ اءِ ف َل َا يَظ ْهَرُ ل َهُمْ صَوَ ا بٌ ، وَل َا يَتَق َر َّ رُ ل َهُمْ جَوَا بٌ .<br />
وَل َا يَرَوْن َ ذ َ لِكَ نَق ْصًا إذ َا نَم َّق ُوا فِي ا ل ْمَ جَالِس ِ ك َل َامًا مَوْصُوف ًا ، وَ ل َف َّق ُو ا عَل َى ا ل ْمُ خَا لِفِ حِ جَابًا مَأ ْل ُوف ًا .<br />
وَق َدْ جَه ِل ُو ا مِنْ ا ل ْمَذ َ اهِب ِ مَا يَعْل َمُ ا ل ْمُبْتَدِئُ وَيَتَدَ اوَ ل ُهُ ا لن َّاشِئ ُ .<br />
ف َهُمْ دَائِمًا فِي ل َغَطٍ مُضِ ل ٍّ ، أ َوْ غ َل َطٍ مُ ذِل ٍّ وَرَأ َيْت ق َوْمًا مِنْهُمْ يَرَوْن َ ا لِاشْتِغَال َ ب ِا ل ْمَذ َ اهِب ِ تَك َل ُّف ًا ، وَالِاسْتِك ْث َارَ مِنْهُ تَخَل ُّف ًا<br />
وَحَاج َّن ِي بَعْضُهُمْ عَل َيْهِ ف َق َال َ لِأ َن َّ عِل ْمَ حَافِظِ ا ل ْمَذ َ اهِب ِمَ سْتُو رٌ ، وَعِل ْمُ ا ل ْمَنَاظِر ِ عَل َيْهِمَ شْهُو رٌ .<br />
ف َق ُل ْت : ف َك َيْفَ يَك ُون ُ عِل ْمُ حَافِظِ ا ل ْمَذ ْهَب ِ مَسْتُورًا وَهُوَ سَر ِ يعٌ عَل َيْهِ ال ْ جَوَ ابُ ، ك َثِيرُ ا لص َّوَ اب ِ ؟ ف َق َال َ<br />
لِأ َ ن َّهُ إن ْ ل َمْ :
يُسْأ َل ْ سَك َتَ ف َل َمْ يُعْرَفْ ، وَا ل ْمَنَاظِرُ إن ْ ل َمْ يَسْأ َل ْ سَائِ ل ٌ يُعْرَفُ .<br />
ف َق ُل ْت<br />
ق ُل ْت<br />
: أ َ ل َيْسَ إذ َا سُئِ ل َ ال ْ حَافِظ ُ ف َأ َ صَابَ بَان َ ف َضْل ُهُ ؟ ق َال َ : نَعَمْ .<br />
: أ َف َل َيْسَ إذ َا سُئِ ل َ ا ل ْمَنَاظِرُ ف َأ َخْط َأ َ بَان َ نَق ْصُهُ ، وَق َدْ قِي ل َ : عِنْدَ ا لِامْتِحَانِ يُك ْرَمُ ال ْمَرْءُ أ َوْ يُهَان ُ ؟ ف َأ َمْسَكَ عَنْ<br />
جَوَا ب ِي ؛ لِأ َ ن َّهُ إن ْ أ َ نْك َرَ ك َا بَرَ ال ْمَعْق ُول َ ، وَ ل َوْ اعْتَرَفَ ل َز ِمَتْهُ ا ل ْحُ ج َّة ُ .<br />
وَال ْإ ِمْسَاكُإذ ْعَان ٌ وَ الس ُّك ُوتُ ر ِضًى ، وَ أ َن ْ يَنْق َادَ إل َى ال ْ حَق ِّ أ َوْل َى مِنْ أ َن ْ<br />
يَسْتَفِز َّهُ ال ْبَاطِ ل ُ .<br />
وَهَذِهِ ط َر ِ يق َة ُ مَنْ<br />
: وَق َدْ ق َال َزُهَيْرٌ<br />
يَق ُول ُ اعْرَف ُون ِي وَهُوَ غ َيْرُ عَرُوفٍ وَل َا مَعْرُوفٍوَبَعِي دٌ مِم َّنْ ل َا يَعْر ِفُ ا ل ْعِل ْمَ أ َن ْ يَعْر ِف َهُ .<br />
وَمَهْمَا تَك ُنْ عِنْدَ امْر ِئ ٍ مِنْ خَلِيق َةٍ وَ إ ِن ْ خَال َهَا تَخْف َى عَل َى ا لن َّا س ِ تُعْل َمْ .<br />
وَمِنْ أ َسْبَاب ِ الت َّق ْصِير ِ أ َيْضًا أ َن ْ يَغْف ُ ل َ عَنْ الت َّعَل ُّم ِ فِي ا لص ِّغَر ِ ، ث ُ م َّ يَشْتَغِ ل َ ب ِهِ فِي ال ْكِبَر ِ ف َيَسْتَحِي أ َن ْ يَبْتَدِئَ ب ِمَا يَبْتَدِئُ<br />
الص َّغِيرُ ، وَ يَسْتَنْكِفُ أ َن ْ يُسَاو ِ يَهُ ا ل ْحَدَث ُ ال ْغَر ِيرُ ، ف َيَبْدَ أ ُ ب ِأ َوَ اخِر ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ، وَ أ َط ْرَافِهَا ، وَيَهْتَم ُّ ب ِحَوَاشِيهَا ، وَ أ َك ْنَافِهَا ؛<br />
لِيَتَق َد َّمَ عَل َى ا لص َّغِير ِ ال ْمُبْتَدِي ، وَيُسَاو ِيَ ا ل ْك َب ِيرَ ال ْمُنْتَه ِي .<br />
وَهَذ َا مِم َّنْ رَضِيَ ب ِ خِدَ ا ع ِ نَف ْسِهِ ، وَق َنَعَ ب ِمُدَ اهَنَةِ حِس ِّهِ ؛ لِأ َن َّ مَعْق ُول َهُ إن ْ أ َحَس َّ وَمَعْق ُول َ ك ُ ل ِّ ذِي حِس ٍّ يَشْهَدُ ب ِف َسَادِ<br />
هَذ َا ا لت َّصَو ُّر ِ ، وَ يَنْطِقُ ب ِاخْتِل َال ِ هَذ َا ا لت َّ خَي ُّ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ شَ يْءٌ ل َا يَق ُومُ فِي وَهْم ٍ .<br />
وَجَهْ ل ُ مَا يَبْتَدِئُ ب ِهِ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ أ َق ْبَ حُ مِنْ جَهْ ل ِ مَا يَنْتَه ِي إل َيْهِ ا ل ْعَالِمُ<br />
.<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ تَرَ ق َّ إل َى صَغِير ِا ل ْأ َمْر ِ حَت َّى يُرَق ِّيَك ا لص َّغِيرُ إل َى ال ْك َب ِير ِ ف َتَعْر ِفَ ب ِا لت َّف َك ُّر ِ فِي صَغِير ٍ ك َب ِيرًا بَعْدَ مَعْر ِف َةِ<br />
الص َّغِير ِ وَلِهَذ َا ال ْمَعْنَى ، وَ أ َشْبَاهِهِ ك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ فِي الص ِّغَر ِ أ َحْمَدَ .<br />
رَوَى مَرْوَ ان ُ بْنُ سَالِم ٍ عَنْ إسْمَاعِي ل َ بْن ِ أ َب ِي الد َّرْدَ اءِ ق َال َ<br />
:<br />
.<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ؛ } مِث ْ ل ُ ال َّذِي<br />
يَتَعَل َّمُ فِي صِغَر ِهِ ك َالن َّق ْش ِ عَل َى ا لص َّ خْر ِ وَا َل َّذِي يَتَعَل َّمُ فِي كِبَر ِهِ ك َا َل َّذِي يَك ْتُبُ عَل َى ا ل ْمَاءِ .<br />
. {<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ : ق َل ْبُ ال ْ حَدَثِ ك َا ل ْأ َرَاضِي ِ ال ْ خَا لِيَةِ مَا أ ُ ل ْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ ق َب ِل َتْهُ وَإ ِن َّمَا ك َان َ<br />
ك َذ َلِكَ ؛ لِأ َن َّ ا لص َّغِيرَ أ َف ْرَ غ ُ ق َل ْبًا ، وَ أ َق َ ل ُّ شُغْل ًا ، وَ أ َيْسَرُ تَبَذ ُّل ًا ، وَ أ َك ْث َرُ تَوَا ضُعًا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ا ل ْمُتَوَا ضِعُ مِنْ ط ُل َّاب ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َك ْث َرُهُمْ عِل ْمًا ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْمَك َان َا ل ْمُنْ خَفِضَ أ َك ْث َرُ ا ل ْب ِق َا ع ِ مَاءً<br />
ف َأ َم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ا لص َّغِيرُ أ َضْبَط َ مِنْ ا ل ْك َب ِير ِ إذ َا عَر ِيَ مِنْ هَذِهِ ال ْمَوَان ِع ِ ، وَأ َوْعَى مِنْهُ إذ َا خَل َا مِنْ هَذِهِ ا ل ْق َوَ اطِع ِ ف َل َا<br />
حُكِيَ أ َن َّ ال ْأ َحْنَفَ بْنَ ق َيْس ٍ سَمِعَ رَجُل ًا يَق ُول ُ :<br />
ا لت َّعْلِيمُ فِي الص ِّغَر ِ ك َا لن َّق ْش ِ عَل َى ال ْ حَجَر ِ<br />
ف َق َال َ ال ْأ َحْنَفُ<br />
.<br />
.<br />
: ا ل ْك َب ِيرُ أ َك ْث َرُ عَق ْل ًا وَ ل َكِن َّهُ أ َشْغَ ل ُ ق َل ْبًا .<br />
وَل َعَمْر ِي ل َق َدْ ف َ حَصَا ل ْأ َحْنَفُ عَنْ ال ْمَعْنَى وَ نَب َّهَ عَل َى ا ل ْعِل َّةِ ؛ لِأ َن َّ ق َوَاطِعَ ا ل ْك َب ِير ِ ك َثِيرَ ٌة<br />
: ف َمِنْهَا :<br />
.<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ أ َحْمَدَ<br />
:<br />
مَنْ رَ ق َّ وَجْهُهُ رَ ق َّ عِل ْمُهُ<br />
.<br />
: يَرْتَعُ ال ْجَهْل ُ بَيْنَ ال ْ حَيَاءِ وَا ل ْكِبَر ِ فِي ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
مَا ذ َك َرْنَا مِنْ الِاسْتِحْيَاءِ
وَمِنْهَا : وُف ُو رُ شَهَوَ ا تِهِ وَ تَق َس ُّمُ أ َف ْك َار ِهِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : صَرْفُ ال ْهَوَى عَنْ ذِي ال ْهَوَى عَز ِ يزُ إن َّ ال ْهَوَى ل َيْسَ ل َهُ تَمْي ِيزُ وَق َال َ بَعْضُ ال ْبُل َغَاءِ<br />
ك َا لر َّهْن ِ إذ َا غ ُلِقَ<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
.<br />
: ا لط َّوَ ار ِ قُا ل ْمُزْعِ جَة ُ وَال ْهُمُومُا ل ْمُذ ْهِل َة ُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
: ال ْهَ م ُّ ق َيْدُ ال ْحَوَاس ِّ .<br />
مَنْ بَل َغ َ أ َشُد َّهُ ل َاقِي مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ أ َشُد َّهُ .<br />
: ك َث ْرَة ُ اشْتِغَا لِهِ وَ تَرَ ادُفُ حَا ل َا تِهِ حَت َّى أ َن َّهَاتَسْتَوْعِبُ زَمَا نَهُ وَتَسْتَنْفِدُ أ َ ي َّامَهُ .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ ذ َا ر ِ ئ َاسَةٍ أ َل ْهَتْهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ذ َا مَعِيشَةٍ ق َط َعَتْهُ<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
وَق َال َ بَزَرْجَمْهَر<br />
.<br />
:<br />
تَف َق َّهُو ا ق َبْ ل َ أ َن ْ تَسُودُوا .<br />
:ا لش َّغْ ل ُ مَجْهَدَة ٌ وَال ْف َرَاغ ُ مَف ْسَدَ ٌة .<br />
ف َيَنْبَغِي لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا يَن ِيَ فِي ط َل َب ِهِ وَ يَنْتَه ِزَ ا ل ْف ُرْ صَة َ ب ِهِ ، ف َرُب َّمَا شَ ح َّ الز َّمَان ُ ب ِمَا سَمَ حَ وَ ضَن َّ ب ِمَا مَنَ حَ .<br />
إن َّ ا ل ْق َل ْبَ إذ َا عَلِقَ<br />
وَ يَبْتَدِئُ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َو َّ لِهِ وَيَأ ْتِيهِ مِنْ مُدْخَلِهِ وَل َا يَتَشَاغ َ ل ُ ب ِط َل َب ِ مَا ل َا يَضُر ُّ جَهْل ُهُ ف َيَمْنَعُهُ ذ َ لِكَ مِنْ إدْرَاكِ مَا ل َا يَسَعُهُ<br />
جَهْل ُهُ .<br />
ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ ف ُصُول ًا مُذ ْهِل َة ً وَشُذ ُو رً ا مُشْغِل َة ً ، إن ْ صَرَفَ إل َيْهَا نَف ْسَهُ ق َط َعَتْهُ عَم َّا هُوَ أ َهَم ُّ مِنْهَا<br />
وَق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ال ْعِل ْمُ أ َك ْث َرُ مِنْ أ َن ْ يُحْصَى ف َ خُذ ُو ا مِنْ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ أ َحْسَنَهُ .<br />
وَق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ مَا ل َمْ يَك ُنْ ال ْعِل ْمُ بَار ِعًا ف َبُط ُون ُ الص ُّ حُفِ أ َوْل َى ب ِهِ مِنْ ق ُل ُوب ِ ا لر ِّجَال ِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ب ِتَرْكِ مَا ل َا يَعْن ِيك تُدْ ر ِكُ مَا يُغْن ِيك .<br />
وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَدْعُوهُ ذ َلِكَ إل َى تَرْكِ مَا ا ُسْتُصْعِبَ عَل َيْهِ إشْعَارًا لِنَف ْسِهِ أ َن َّ ذ َلِكَ مِنْ ف ُضُول ِ عِل ْمِهِ وَ إ ِعْذ َ ارً ا ل َهَا فِي تَرْكِ<br />
ا لِاشْتِغَال ِ ب ِهِ ، ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ مَطِي َّة ُ الن َّوْك َى وَعُذ ْ رُ ال ْمُق َص ِّر ِينَ .<br />
وَمَنْ أ َخَذ َ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ مَا تَسَه َّ ل َ وَ تَرَكَ مِنْهُ مَا تَعَذ َّرَ ك َان َ ك َا ل ْق َن َّاص ِ إذ َا امْتَنَعَ عَل َيْهِ الص َّيْدُ تَرَك َهُ ف َل َا يَرْج ِعُ إل َّا خَائِبًا إذ ْ<br />
ل َيْسَ يَرَى ا لص َّيْدَ إل َّا مُمْتَن ِعًا .<br />
ك َذ َلِكَ ال ْعِل ْمُ ك ُل ُّهُ صَعْبٌ عَل َى مَنْ جَه ِل َهُ ، سَهْ ل ٌ عَل َى مَنْ عَلِمَهُ ؛ لِأ َن َّ مَعَا ن ِيَهُ ال َّتِي يُتَوَ ص َّ ل ُ إل َيْهَا مُسْتَوْدَعَة ٌ فِي ك َل َام ٍ<br />
مُتَرْجَم ٍ عَنْهَا .<br />
وَك ُ ل ُّ ك َل َام ٍ مُسْتَعْمَ ل ٍ ف َهُوَ يَ جْمَعُ ل َف ْظ ًا مَسْمُوعًا وَمَعْنًى مَف ْهُومًا ، ف َا لل َّف ْظ ُ ك َل َامٌ يُعْق َ ل ُ ب ِالس َّمْع ِ وَال ْمَعْنَى تَ حْتَ ا لل َّف ْظِ<br />
يُف ْهَمُب ِا ل ْق َل ْب ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْعُل ُومُ مَط َا لِعُهَا مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ<br />
:ق َل ْبٌ مُف َك ِّرُ ،وَلِ سَان ٌ مُعَب ِّرٌ ،وَبَيَان ٌ مُ صَو ِّ رٌ .<br />
ف َإ ِذ َا عَق َ ل َ ال ْك َل َامَ ب ِسَمْعِهِ ف َه ِمَ مَعَا ن ِيَهُ ب ِق َل ْب ِهِ .<br />
وَإ ِذ َا ف َه ِمَ ال ْمَعَان ِيَ سَق َط َ عَنْهُ ك ُل ْف َة ُ اسْتِ خْرَاج ِهَا وَ بَقِيَ عَل َيْهِ مُعَا نَاة ُ حِف ْظِهَا وَ اسْتِق ْرَار ِهَا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَعَا ن ِيَ شَوَ ار ِدُ تَضِ ُّل<br />
ب ِا ل ْإ ِغ ْف َال ِ ، وَا ل ْعُل ُومُ وَحْشِي َّة ٌ تَنْفِرُ ب ِا ل ْإ ِرْسَال ِ<br />
ف َإ ِذ َا حَفِظ َهَا بَعْدَا ل ْف َهْم ِ أ َن ِسَتْ ،<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
.<br />
:<br />
وَإ ِذ َا ذ َك َرَهَا بَعْدَ ال ْأ ُنْس ِ رَسَتْ .<br />
مَنْ أ َك ْث َرَ ا ل ْمُذ َ اك َرَة َ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ل َمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَف َادَ مَا ل َمْ يَعْل َمْ .
وَق َال َ الش َّاعِرُ : إذ َا ل َمْ يُذ َاكِرْ ذ ُو ا ل ْعُل ُوم ِ ب ِعِل ْمِهِ وَ ل َمْ يَسْتَفِدْ عِل ْمًا نَسِيَ مَا تَعَل َّمَا ف َك َمْ جَامِع ٍ لِل ْك ُتُب ِ فِي ك ُ ل ِّ مَذ ْهَب ٍ<br />
يَز ِيدُ مَعَ ال ْأ َي َّام ِ فِي جَمْعِهِ عَمَى<br />
وَ إ ِن ْ ل َمْ يَف ْهَمْ مَعَا ن ِيَ مَا سَمِعَ ك َشَفَ عَنْ الس َّبَب ِ ا ل ْمَا ن ِع ِ مِنْهَا لِيَعْل َمَ ا ل ْعِل َّة َ فِي تَعَذ ُّر ِ ف َهْمِهَا ف َإ ِ ن َّهُ ب ِمَعْر ِف َةِ أ َسْبَاب ِا ل ْأ َشْيَاءِ<br />
وَعِل َلِهَا يَصِ ل ُ إل َى تَل َافِي مَا شَ ذ َّ وَ صَل َاح ِ مَا ف َسَدَ .<br />
وَ ل َيْسَ يَخْل ُو ا لس َّبَبُ ا ل ْمَا ن ِعُ مِنْ ذ َلِكَ مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َق ْسَام ٍ<br />
وَ إ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ فِي ال ْمَعْنَىا ل ْمُسْتَوْدَ ع ِ فِيهَا .<br />
وَإ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ فِي الس َّامِع ِا ل ْمُسْتَ خْر ِج ِ .<br />
:<br />
:<br />
إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ فِي ا ل ْك َل َام ِا ل ْمُتَرْجَم ِ عَنْهَا .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لس َّبَبُ ا ل ْمَا ن ِعُ مِنْ ف َهْمِهَا لِعِل َّةٍ فِي ال ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْجَم ِ عَنْهَا ل َمْ يَخْ ل ُ ذ َلِكَ مِنْ ث َل َاث َةِ أ َحْوَ ال ٍ<br />
لِتَق ْصِير ِ ا لل َّف ْظِ عَنْ ال ْمَعْنَى ف َيَصِيرُ تَق ْصِيرُ ا لل َّف ْظِ عَنْ ذ َ لِكَ ال ْمَعْنَى سَبَبًا مَان ِعًا مِنْ ف َهْم ِ ذ َ لِكَ ال ْمَعْنَى .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ أ َحَدِ وَجْهَيْن ِ إم َّا مِنْ حَصْر ِ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ وَعِي ِّهِ ، وَإ ِم َّا مِنْ بَل َادَ تِهِ وَقِل َّةِ ف َهْمِهِ<br />
ال ْ حَال ُ الث َّان ِي<br />
.<br />
:<br />
أ َن ْ يَك ُون َ لِز ِ يَادَةِ ا لل َّف ْظِ عَل َى ال ْمَعْنَى ف َتَصِيرُ ا لز ِّيَادَة ُ عِل َّة ً مَا ن ِعَة ً مِنْ ف َهْم ِ ا ل ْمَق ْصُودِ مِنْهُ<br />
وَهَذ َا ق َدْ يَك ُون ُ مِنْ أ َحَدِ وَجْهَيْن ِ<br />
وَ ال ْ حَال ُ ا لث َّا لِث ُ<br />
: أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَك ُون َ<br />
.<br />
:<br />
إم َّا مِنْ هَذ ْر ِ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ وَ إ ِك ْث َار ِهِ ، وَإ ِم َّا لِسُوءِ ظ َن ِّهِ ب ِف َهْم ِ سَامِعِهِ .<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ لِمُوَا ضَعَةٍ يَق ْصِدُهَا ا ل ْمُتَك َل ِّمُ ب ِك َل َامِهِ ، ف َإ ِذ َا ل َمْ يَعْر ِف ْهَا ا لس َّامِعُ ل َمْ يَف ْهَمْ مَعَا ن ِيَهَا .<br />
وَأ َم َّا تَق ْصِيرُ ا لل َّف ْظِ وَز ِ يَادَ تُهُ ف َمِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْخَا ص َّةِ دُون َ ا ل ْعَام َّةِ ؛ لِأ َن َّك ل َسْت تَ ج ِدُ ذ َ لِكَ عَاما فِي ك ُ ل ِّ ال ْك َل َام ِ ، وَإ ِن َّمَا<br />
تَج ِدُهُ فِي بَعْضِهِ .<br />
ف َإ ِن ْ عَدَل ْت عَنْ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُق َص ِّر ِ إل َى ال ْك َل َام ِ ال ْمُسْتَوْفِي ، وَعَنْ ا لز َّا ئِدِ إل َى ال ْك َافِي أ َرَحْت نَف ْسَك مِنْ تَك َل ُّفِ مَا يَكِد ُّ<br />
خَاطِرَك .<br />
وَ إ ِن ْ أ َق َمْت عَل َى اسْتِ خْرَ اج ِهِ إم َّا لِضَرُورَةٍ دَعَتْك إ ل َيْهِ عِنْدَ إعْوَاز ِ غ َيْر ِهِ ، أ َوْ لِ حَمِي َّةٍ دَاخَل َتْك عِنْدَ تَعَذ ُّر ِ ف َهْمِهِ ، ف َانْظ ُرْ<br />
فِي سَبَب ِ ا لز ِّيَادَةِ وَا لت َّق ْصِير ِ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لت َّق ْصِيرُ<br />
لِحَصْر ٍ وَا لز ِّ يَادَة ُ لِهَذ ْر ٍ سَهُ ل َ عَل َيْكاسْتِخْرَاجُ ال ْمَعْنَى مِنْهُ ؛ لِأ َن َّ مَا ل َهُ مِنْ ال ْك َل َام ِمَحْ صُو ل ٌ ل َا يَ جُو زُ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمُخْتَ ُّل<br />
مِنْهُ أ َك ْث َرَ مِنْ الص َّحِي ح ِ وَفِي ا ل ْأ َك ْث َر ِ عَل َى ا ل ْأ َق َ ل ِّدَلِي ل ٌ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َانَتْ ز ِ يَادَة ُ ا لل َّف ْظِ عَل َى ال ْمَعْنَى دَلِيل ًا لِسُوءِ ظ َن ِّ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ ب ِف َهْم ِ ا لس َّامِع ِ ك َان َ اسْتِخْرَاجُهُ أ َسْهَ ل َ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُ ا لل َّف ْظِ عَنْ ال ْمَعْنَى لِسُوءِ ف َهْم ِ ال ْمُتَك َل ِّم ِ ف َهُوَ أ َ صْعَبُ ا ل ْأ ُمُور ِ حَال ًا ، وَأ َبْعَدُهَااسْتِ خْرَ اجًا ؛ لِأ َن َّ مَا ل َمْ<br />
يَف ْهَمْهُ مُك َل ِّمُك ف َأ َ نْتَ مِنْ ف َهْمِهِ أ َ بْعَدُ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ ب ِف َرْطِ ذ َك َا ئِك وَجَوْدَةِ خَاطِر ِك تَتَنَب َّهُ ب ِإ ِشَارَ تِهِ عَل َى اسْتِنْبَاطِ مَا عَ جَزَ<br />
عَنْهُ وَ اسْتِ خْرَاج ِ مَا ق َص َّرَ فِيهِ ف َتَك ُون ُ ف َضِيل َة ُ ا لِاسْتِيف َاءِ ل َك وَحَق ُّ ا لت َّق َد ُّم ِ ل َهُ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُوَ ا ضَعَة ُ ف َضَرْ بَانِ<br />
: عَام َّة ٌ وَ خَا ص َّة ٌ .<br />
أ َم َّا ا ل ْعَام َّة ُ ف َه ِيَ مُوَا ضَعَة ُ ا ل ْعُل َمَاءِ فِيمَا جَعَل ُوهُ أ َ ل ْق َا بًا لِمَعَانٍ ل َا يَسْتَغْن ِي ا ل ْمُتَعَل ِّمُ عَنْهَا وَل َا يَقِفُ عَل َى مَعْنَى ك َل َامِه ِمْ إل َّا ب ِهَا<br />
، ك َمَا جَعَ ل َ ال ْمُتَك َل ِّمُون َ ال ْ جَوَ اهِرَ ، وَال ْأ َعْرَاضَ وَال ْأ َجْسَامَ أ َ ل ْق َا بًا تَوَا ضَعُوهَا لِمَعَانٍ ات َّف َق ُوا عَل َيْهَا .<br />
وَل َسْت تَج ِدُ مِنْ ا ل ْعُل ُوم ِ عِل ْمًا يَخْل ُو مِنْ هَذ َا<br />
.<br />
وَهَذِهِ ا ل ْمُوَا ضَعَة ُ ا ل ْعَام َّة ُ تُسَم َّى عُرْف ًا .<br />
وَأ َم َّا ال ْ خَا ص َّة ُ ف َمُوَا ضَعَة ُ ا ل ْوَ احِدِ يَق ْصِدُ ب ِبَاطِن ِ ك َل َامِهِ غ َيْرَ ظ َاهِر ِهِ .
ف َإ ِذ َا ك َانَتْ فِي ال ْك َل َام ِ ك َانَتْ رَمْزًا ، وَ إ ِن ْ ك َانَتْ فِي الش ِّعْر ِ ك َانَتْ ل ُغْزًا .<br />
ف َأ َم َّا ا لر َّمْزُ ف َل َسْت تَج ِدُهُ فِي عِل ْم ٍ مَعْنَو ِي ٍّ ، وَل َا فِي ك َل َام ٍ ل ُغَو ِي ٍّ وَإ ِن َّمَا يَ خْتَص ُّ غ َالِبًا ب ِأ َحَ دِ شَيْئ َيْن ِ إم َّا ب ِمَذ ْهَب ٍ شَن ِيع ٍ :<br />
يُ خْفِيهِ مُعْتَقِدُهُ وَيَ جْعَ ل ُ الر َّمْزَ سَبَبًا لِتَط َل ُّع ِ الن ُّف ُو س ِ إ ل َيْهِ وَاحْتِمَال ِ ا لت َّأ ْو ِي ل ِ فِيهِ سَبَبًا لِدَف ْع ِ ا لت ُّهْمَةِ عَنْهُ .<br />
وَإ ِم َّا لِمَا يَد َّعِيأ َ رْ بَا بُهُ أ َ ن َّهُ عِل ْ مٌمُعْو ِ زٌ ، وَ أ َن َّ إدْرَ اك َهُبَ دِيعٌمُعْ ج ِزٌ ، ك َا لص َّنْعَةِ ال َّتِي وَ ضَعَهَا أ َرْ بَا بُهَا اسْمًا لِعِل ْم ِ ال ْكِيمْيَاءِ<br />
ف َرَمَزُو ا ب ِأ َوْ صَافِهِ ، وَأ َخْف َوْا مَعَا ن ِيَهُ ؛ لِيُوهِمُوا الش ُّ ح َّ ب ِهِ وَ ال ْأ َسَفَ عَل َيْهِ خَدِ يعَة ً لِل ْعُق ُول ِ ال ْوَ اهِيَةِ وَال ْآرَاءِ ا ل ْف َاسِدَةِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : مُن ِعْتُ شَيْئ ًا ف َأ َك ْث َرْت ال ْوَل ُوعَ ب ِهِ أ َحَب ُّ شَيْءٍ إل َى ال ْإ ِنْسَانِ مَا مُن ِعَا ث ُ م َّ لِيَك ُونُوا بُرَ اءً مِنْ عُهْدَةِ مَا<br />
ق َا ل ُوهُ إذ َا جُر ِّبَ .<br />
وَ ل َوْ ك َان َ مَا تَضَم َّنَ هَذ َ يْن ِا لن َّوْعَيْن ِ ، وَأ َشْبَاهِه ِمَا مِنْ الر ُّمُوز ِ مَعْنًى صَ حِي حًا وَعِل ْمًا مُسْتَف َادً ا ل َ خَرَجَ مِنْ الر َّمْز ِ ا ل ْ خَفِي ِّ<br />
إل َى ا ل ْعِل ْم ِ ال ْ جَلِي ِّ ، ف َإ ِن َّ أ َغ ْرَاضَ ا لن َّا س ِ مَعَ اخْتِل َافِ أ َهْوَ ائِه ِمْ ل َا تَت َّفِقُ عَل َى سَتْر ِ سَلِيم ٍ وَإ ِخْف َاءِ مُفِيدٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َزُهَيْرٌ : ا لس َّتْرُ دُون َ ا ل ْف َاحِشَاتِ وَل َا يَل ْق َاك دُون َال ْ خَيْر ِ مِنْ سَتْر ِ وَرُب َّمَا ا ُسْتُعْمِ ل َ ا لر َّمْزُ مِنْ ا ل ْك َل َام ِ فِيمَا يُرَ ادُ<br />
تَف ْ خِيمُهُ مِنْ ا ل ْمَعَا ن ِي ، وَ تَعْظِيمُهُ مِنْ ال ْأ َل ْف َاظِ ؛ لِيَك ُون َ أ َحْل َى فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ مَوْقِعًا ، وَ أ َجَ ل َّ فِي الن ُّف ُو س ِ مَوْضِعًا ، ف َيَصِيرُ<br />
ب ِا لر َّمْز ِ سَائِرًا وَفِي الص ُّ حُفِ مُخَل َّدًا .<br />
ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ فِيث َاغ ُورْ سَ فِي وَ صَايَاهُ ا ل ْمَرْمُوزَةِ أ َ ن َّهُ ق َال َ : احْف َظ ْ مِيزَانَك مِنْ ا ل ْبَذِيءِ ، وَ أ َوْزَ انَك مِنْ ا لص َّدِيءِ .<br />
يُر ِيدُ ب ِ حِف ْظِ ا ل ْمِيزَ انِ مِنْ ال ْبَذِيءِ حِف ْظ َ ا لل ِّسَانِ مِنْ ال ْخَنَا ، وَحِف ْظِ ال ْأ َوْزَانِ مِنْ<br />
الص َّدَى حِف ْظ َ ا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ ال ْهَوَى .<br />
ف َصَارَ ب ِهَذ َا ا لر َّمْز ِ مُسْتَحْسَنًا وَمُدَو َّنًا وَ ل َوْ ق َا ل َهُ ب ِا لل َّف ْظِ الص َّر ِ ي ح ِ وَال ْمَعْنَى الص َّ حِي ح ِ ، ل َمَا سَارَ عَنْهُ ، وَل َاا ُسْتُ حْسِنَ مِنْهُ .<br />
وَعِل َّة ُ ذ َ لِكَ أ َن َّ ا ل ْمَحْ جُوبَ عَنْ ال ْأ َف ْهَام ِ ك َا ل ْمَحْ جُوب ِ عَنْ ال ْأ َبْصَار ِ فِيمَا يَحْصُ ل ُ ل َهُ فِي ا لن ُّف ُو س ِ مِنْ الت َّعْظِيم ِ ، وَفِي<br />
ا ل ْق ُل ُوب ِ مِنْ الت َّف ْخِيم ِ .<br />
وَمَا ظ َهَرَ مِنْهَا وَل َمْيَ حْتَ ج ِبْ هَان َ وَاسْتُرْذِل َ ، وَهَذ َا إن َّمَا يَصِ ح ُّاسْتِ حْل َاؤُهُ فِيمَا ق َ ل َّ وَهُوَ ب ِالل َّف ْظِ الص َّر ِي ح ِ مُسْتَق َ ٌّل .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْعُل ُومُ ا ل ْمُنْتَشِرَة ُ ال َّتِي تَتَط َل َّعُ ا لن ُّف ُو سُ إل َيْهَا ف َق َدْ اسْتَغْنَتْ ب ِق ُو َّةِ ا ل ْبَاعِثِ عَل َيْهَا وَشِد َّةِ الد َّاعِي إل َيْهَا عَنْ ا لِاسْتِدْعَاءِ<br />
إل َيْهَا ب ِرَمْز ٍ مُسْتَ حْ ل ٍ وَ ل َف ْظٍ مُسْتَغْرَب ٍ .<br />
بَل ْ ذ َ لِكَ مُنَف ِّرٌ عَنْهَا ؛ لِمَا فِي ا لت َّشَاغ ُ ل ِ ب ِاسْتِخْرَاج ِ رُمُو ز ِهَا مِنْ ال ْإ ِبْط َاءِ عَنْ إدْرَاكِهَا ، ف َهَذ َا حَال ُ ا لر َّمْز ِ .<br />
وَأ َم َّا ا لل ُّغْزُ ف َهُوَ تَحَر ِّي أ َهْ ل ِ ا ل ْف َرَا غ ِ وَشُغْ ل ُ ذ َو ِي ال ْبَط َا ل َةِ ؛ لِيَتَنَاف َسُوا فِي تَبَا يُن ِ ق َرَائِ حِه ِمْ ، وَيَتَف َاخَرُوا فِي سُرْعَةِ<br />
خَوَ اطِر ِهِمْ ، ف َيَسْتَكِد ُّو ا خَوَ اطِرَ ق َدْ مُن ِ حُو ا صِح َّتَهَا فِيمَا ل َا يُجْدِي نَف ْعًا وَل َا يُفِيدُ عِل ْمًا ، ك َأ َهْ ل ِ الص ِّرَا ع ِ ال َّذِينَ ق َدْ<br />
صَرَف ُو ا مَا مُن ِ حُوهُ مِنْ صِ ح َّةِأ َجْسَامِه ِمْ إل َى صِرَا ع ٍ ك َدُودٍ يَصْرَ عُ عُق ُول َهُمْ وَيَه ِد ُّ أ َجْسَامَهُمْ وَل َا يُك ْسِبُهُمْ حَمْدًا وَل َا<br />
يُجْدِي عَل َيْه ِمْ نَف ْعًا .<br />
ا ُنْظ ُرْ إل َى ق َوْل ِ الش َّاعِر : رَ جُ ل ٌ مَاتَ وَخَل َّفَ رَجُل ًا ا بْنَ أ ُم ِّ ا بْنَ أ َب ِي أ ُخْتِ أ َ ب ِيهِ مَعَهُ أ ُم ُّ بَن ِي أ َوْل َادِهِ وَأ َبَا أ ُخْتِ بَن ِي عَ م ِّ أ َخِيهِ<br />
أ َخْبَرَن ِي عَنْ هَذ َ يْن ِا ل ْبَيْتَيْن ِ وَق َدْ رَو َّعَك صُعُو بَة ُ مَا تَضَم َّنَهُمَا مِنْ الس ُّؤَال ِ .<br />
إذ َا سْتَك ْدَ يْتَا ل ْفِك ْرَ فِي اسْتِ خْرَ اج ِهِ ف َعَلِمْت أ َ ن َّهُ أ َرَ ادَ مَيْتًا خَل َّفَ أ َبًا وَزَوْجَة ً وَعَما ، مَا ال َّذِي أ َف َادَك مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ وَنَف َى<br />
عَنْك مِنْ ا ل ْجَهْ ل ِ ؟ أ َل َسْت بَعْدَ عِل ْمِهِ تَ جْهَ ل ُ مَا ك ُنْت جَاهِل ًا مِنْ ق َبْلِهِ ؟ وَ ل َوْ أ َن َّ ا لس َّا ئِ ل َ ق َل َبَ ل َك الس ُّؤَال َ ف َأ َخ َّرَ مَا ق ُد ِّمَ<br />
وَق َد َّمَ مَا أ ُخ ِّرَ ل َك ُنْت فِيال ْ جَهْ ل ِ ب ِهِ ق َبْ ل َاسْتِدْرَاج ِهِ ك َمَا ك ُنْت فِي ال ْجَهْ ل ِ ا ل ْأ َو َّل ِ وَق َدْ ك َدَدْت نَف ْسَك ، وَأ َتْعَبْت خَاطِرَك<br />
ث ُ م َّ ل َا تَعْدَمُ أ َن ْ يَر ِدَ عَل َيْك مِث ْ ل ُ هَذ َا مِم َّا تَ جْهَل ُهُ ف َتَك ُون ُ فِيهِ ك َمَا ك ُنْت ق َبْل َهُ<br />
ف َاصْر ِفْ نَف ْسَك - تَوَل َّى ا لل َّهُ رُشْدَك - عَنْ عُل ُوم ِ الن َّوْك َى وَ تَك َل ُّفِ ا ل ْبَط َّا لِينَ .<br />
.
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مِنْ حُسْن ِ إسْل َام ِا ل ْمَرْءِ تَرْك ُهُ مَا ل َا يَعْن ِيهِ { .<br />
ث ُ م َّ اجْعَل ْ مَا مَن َّ ا لل َّهُ ب ِهِ عَل َيْك مِنْ صِ ح َّةِ ا ل ْق َر ِيحَةِ وَسُرْعَةِ ال ْ خَاطِر ِ مَصْرُوف ًا إل َى عِل ْم ِ مَا يَك ُون ُ إ نْف َا قُ خَاطِر ِك فِيهِ<br />
مَذ ْخُورًا ، وَك َد ُّ فِك ْر ِك فِيهِ مَشْك ُورًا .<br />
وَق َدْ رَوَى<br />
سَعِيدُ بْنُ أ َب ِي هِنْدٍ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ق َال َ<br />
فِيه ِمَا ك َثِيرٌ مِنْ ا لن َّا س ِ الص ِّ ح َّة ُ وَال ْف َرَاغ ُ<br />
:<br />
ق َال َ : رَسُول ُ الل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} ن ِعْمَتَانِمَغْبُون ٌ<br />
:<br />
. {<br />
وَ نَ حْنُ نَسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ أ َن ْ نُغْبَنَ ب ِف َضْ ل ِ ن ِعْمَتِهِ عَل َيْنَا ، وَ نَجْهَ ل َ نَف ْعَ إحْسَا ن ِهِ إل َيْنَا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
:<br />
مِنْ ال ْف َرَاغ ِ تَك ُون ُ ا لص َّبْوَة ُ .<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ أ َمْضَى يَوْمَهُ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ ق َضَاهُ ، أ َوْ ف َرْض ٍ أ َد َّ اهُ ، أ َوْ مَ جْدٍ أ َ ث َّل َهُ أ َوْ حَمْدٍ حَص َّل َهُ ، أ َوْ خَيْر ٍ<br />
أ َس َّسَهُ أ َوْ عِل ْم ٍ اق ْتَبَسَهُ ، ف َق َدْ عَق َّ يَوْمَهُ وَظ َل َمَ نَف ْسَهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
: ل َق َدْ أ َهَاجَ ا ل ْف َرَا غ ُ عَل َيْك شُغْل ًا وَأ َسْبَابُ ا ل ْبَل َاءِ مِنْ ا ل ْف َرَا غ ِ ف َهَذ َا تَعْلِي ل ُ مَا فِي ا ل ْك َل َام ِ مِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ<br />
ا ل ْمَا ن ِعَةِ مِنْ ف َهْم ِ مَعَا ن ِيهِ حَت َّى خَرَجَ ب ِنَا ا لِاسْتِيف َاءُ وَال ْك َشْفُ إل َى ال ْإ ِغ ْمَا ِض .<br />
وَأ َم َّا ال ْقِسْمُ الث َّان ِي<br />
مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َق ْسَام ٍ<br />
:<br />
:<br />
وَهُوَ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّبَبُا ل ْمَا ن ِعُ مِنْ ف َهْم ِ ا لس َّامِع ِ لِعِل َّةٍ فِي ال ْمَعْنَىا ل ْمُسْتَوْدَ ع ِ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ ال ْمَعْنَى<br />
إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَقِلًّا ب ِنَف ْسِهِ ، أ َوْ يَك ُون َ مُق َد ِّمَة ً لِغَيْر ِهِ ، أ َوْ يَك ُون َ نَتِي جَة ً مِنْ غ َيْر ِهِ<br />
.<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُسْتَقِ ل ُّ ب ِنَف ْسِهِ ف َضَرْ بَانِ : جَلِي ٌّ وَخَفِي ٌّ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْ جَلِي ُّ ف َهُوَ يَسْب ِقُ إل َى ف َهْم ِ مُتَصَو ِّر ِهِ مِنْ أ َو َّل ِ وَهْل َةٍ ، وَ ل َيْسَ هُوَ مِنْ أ َق ْسَام ِ مَا يُشْكِ ل ُ عَل َى مَنْ تَصَو َّرَهُ<br />
.<br />
وَأ َم َّا ال ْ خَفِي ُّ ف َيَ حْتَاجُ فِي إدْرَ اكِهِ إل َى ز ِيَادَةِ تَأ َم ُّ ل ٍ وَف َضْ ل ِ مُعَا نَاةٍ لِيَنْ جَلِيَ عَم َّا أ َخْف َى وَ يَنْك َشِفَ عَم َّا أ ُغ ْمِضَ ، وَب ِاسْتِعْمَال ِ<br />
ا ل ْفِك ْر ِ فِيهِ يَك ُون ُا لِارْ تِيَا ضُ ب ِهِ وَ ب ِالِارْ تِيَاض ِ ب ِهِ يَسْهُ ل ُ مِنْهُ مَا ا ُسْتُصْعِبَ وَ يَق ْرَبُ مِنْهُ مَا بَعُ دَ ، ف َإ ِن َّ لِلر ِّ يَا ضَةِ جَرَ اءَة ً<br />
وَ لِلد ِّرَ ا يَةِ تَأ ْثِيرًا ، وَأ َم َّا مَا ك َان َ مُق َد ِّمَة ً لِغَيْر ِهِ ف َضَرْ بَانِ : أ َحَدُهُمَا : أ َن ْ تَق ُومَ ا ل ْمُق َد ِّمَة ُ ب ِنَف ْسِهَا وَ إ ِن ْ تَعَد َّتْ إل َى غ َيْر ِهَا ،<br />
ف َتَك ُون ُ ك َا ل ْمُسْتَقِ ل ِّ ب ِنَف ْسِهِ فِي تَصَو ُّر ِهِ وَف َهْمِهِ مُسْتَدْعِيًا لِنَتِي جَتِهِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ مُف ْتَقِرًا إل َى نَتِي جَتِهِ ف َيَتَعَذ َّرُ ف َهْمُ ال ْمُق َد ِّمَةِ إل َّا ب ِمَا يَتْبَعُهَا مِنْ الن َّتِي جَةِ ؛ لِأ َن َّهَا تَك ُون ُ بَعْضًا وَتَبْعِيضُ<br />
ال ْمَعْنَى أ َشْك َ ل ُ ل َهُ وَ بَعْضُهُ ل َا يُغْن ِي عَنْ ك ُل ِّهِ ، وَأ َم َّا مَا ك َان َ نَتِي جَة ً لِغَيْر ِهِ ف َهُوَ ل َا يُدْرَكُ إ ل َّا ب ِأ َو َّ لِهِ وَل َا يُتَصَو َّرُ عَل َى حَقِيق َتِهِ<br />
إل َّا ب ِمُق َد ِّمَتِهِ وَا لِاشْتِغَال ُ ب ِهِ ق َبْ ل َ ا ل ْمُق َد ِّمَةِ عَنَاءٌ ، وَإ ِتْعَابُا ل ْفِك ْر ِ فِياسْتِنْبَاطِهِ ق َبْ ل َ ق َاعِدَ تِهِإ يذ َ اءٌ .<br />
ف َهَذ َا يُوَض ِّ حُ تَعْلِي ل َ مَا فِي ا ل ْمَعَا ن ِي مِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ مِنْ ف َهْمِهَا<br />
وَأ َم َّا ال ْقِسْمُ ا لث َّا لِث ُ<br />
أ َحَدُهُمَا مِنْ ذ َ ا تِهِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
.<br />
:<br />
:<br />
. مِنْ ط َار ِئ ٍ عَل َيْهِ :<br />
ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مِنْ ذ َ ا تِهِ ف َيَتَنَو َّ عُ نَوْعَيْن ِ<br />
بَعْدَ تَصَو ُّر ِهِ وَف َهْمِهِ<br />
:<br />
وَهُوَ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّبَبُ ا ل ْمَا ن ِعُ لِعِل َّةٍ فِيا ل ْمُسْتَمِع ِ ف َذ َ لِكَ ضَرْبَانِ .<br />
: أ َحَدَهُمَا<br />
مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى ، وَ الث َّان ِيَ<br />
:<br />
.<br />
ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى وَف َهْمِهِ ف َهُوَ ا ل ْبَل َادَة ُ وَقِل َّة ُ ا ل ْفِط ْنَةِ وَهُوَ ا لد َّ اءُ ا ل ْعَيَاءُ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
.<br />
:<br />
مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ حِف ْظِهِ<br />
إذ َا ف َق َدَ ا ل ْعَالِمُ الذ ِّهْنَ ق َ ل َّ عَل َى ال ْأ َضْدَادِ احْتِ جَاجُهُ ، وَك َث ُرَ إل َى ا ل ْك ُتُب ِ احْتِيَاجُهُ .
:<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ بُلِيَ ب ِهِ إل َّا الص َّبْرُ وَال ْإ ِق ْل َال ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ عَل َى ا ل ْق َلِي ل ِ أ َق ْدَ رُ ، وَب ِالص َّبْر ِ أ َحْرَى أ َن ْ يَنَال َ وَ يَظ ْف َرَ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ق َد ِّمْ لِ حَاجَتِك بَعْضَ ل َ جَاجَتِك .<br />
وَ ل َيْسَ يَق ْدِرُ عَل َى ا لص َّبْر ِ مَنْ هَذ َا حَا ل ُهُ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ غ َا لِبَ الش َّهْوَةِ ، بَعِيدَ ا ل ْه ِم َّةِ ، ف َيُشْعِرُ ق َل ْبَهُ الص َّبْرَ ؛ لِق ُو َّةِ شَهْوَ تِهِ ،<br />
وَجَسَدَهُ احْتِمَال َ ا لت َّعَب ِ ؛ لِبُعْدِ هِم َّتِهِ .<br />
ف َإ ِذ َا تَل َو َّحَ ل َهُ ال ْمَعْنَى ب ِمُسَاعَدَةِ الش َّهْوَةِ أ َعْق َبَهُ ذ َلِكَ إل ْ حَاحُ ا ل ْ آمِلِينَ وَ نَشَاط ُا ل ْمُدْر ِكِينَ ف َق َ ل َّ عِنْدَهُ ك ُ ل ُّ ك َثِير ٍ ، وَسَهُ ل َ<br />
عَل َيْهِ ك ُ ل ُّ عَسِير ٍ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
مَا تَهْوُون َ إل َّا ب ِتَرْكِ مَا تَشْتَهُون َ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
ل َا تَنَا ل ُون َ مَا تُحِب ُّون َ إل َّا ب ِالص َّبْر ِ عَل َى مَا تَك ْرَهُون َ ، وَل َا تَبْل ُغُون َ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ أ َتْعِبْ ق َدَمَك ، ف َإ ِن ْ تَعِبَ ق َد َّمَك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ إذ َا اشْتَ د َّ ا ل ْك َل َفُ ، هَانَتْ ال ْك ُل َفُ ، وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ<br />
وَجْهَهُ<br />
:<br />
- : ل َا تَعْ ج ِزَن َّ وَل َا يَدْخُل ْك مُضْ ج ِرَة ٌ ف َا لن ُّ جْ حُ يَهْلِكُ بَيْنَا ل ْعَ جْز ِ وَا لض َّ جَر ِ<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمَا ن ِعُ مِنْ حِف ْظِهِ بَعْدَ تَصَو ُّر ِهِ وَف َهْمِهِ ف َهُوَ ا لن ِّسْيَان ُ ال ْ حَادِث ُ عَنْ غ َف ْل َةِ ا لت َّق ْصِير ِ وَإ ِهْمَال ِ الت َّوَان ِي .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ بُلِيَ ب ِهِ أ َن ْ يَسْتَدْر ِكَ تَق ْصِيرَهُ ب ِك َث ْرَةِ الد َّرْ س ِ وَ يُوقِظ َ غ َف ْل َتَهُ ب ِإ ِدَ امَةِ ا لن َّظ َر ِ .<br />
ف َق َدْ قِي ل َ ل َا يُدْ ر ِكُ ا ل ْعِل ْمَ مَنْ ل َا يُطِي ل ُ دَرْسَهُ ، وَيَك ُد ُّ نَف ْسَهُ .<br />
وَك َث ْرَة ُ الد َّرْ س ِ ك َ دُودٌ ل َا يَصْب ِرُ عَل َيْهِ إل َّا مَنْ يَرَى ا ل ْعِل ْمَ مَغْنَمًا ، وَ ال ْ جَهَا ل َة َ مَغْرَمًا .<br />
ف َيَ حْتَمِ ل ُ تَعَبَ ا لد َّرْ س ِ لِيُدْر ِكَ رَ احَة َا ل ْعِل ْم ِ وَيَنْفِي عَنْهُ مَعَر َّة َال ْ جَهْ ل ِ .<br />
.<br />
ف َإ ِن َّ نَيْ ل َ ا ل ْعَظِيم ِ ب ِأ َمْر ٍ عَظِيم ٍ ، وَعَل َى ق َدْر ِ ا لر َّغ ْبَةِ تَك ُون ُا ل ْمَط َالِبُ ، وَب ِ حَسَب ِ ا لر َّ احَةِ يَك ُون ُ ا لت َّعَبُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ ط َل َبُ ا لر َّ احَةِ قِل َّة ُ الِاسْتِرَاحَةِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : أ َك ْمَ ل ُ ا لر َّ احَةِ مَا ك َانَتْ عَنْ ك َ د ِّ ا لت َّعَب ِ ، وَ أ َعَز ُّا ل ْعِل ْم ِ مَا ك َان َ عَنْ ذ ُل ِّ ا لط َّل َب ِ .<br />
وَرُب َّمَااسْتَث ْق َ ل َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ الد َّرْ سَ وَال ْ حِف ْظ َ وَ ات َّك َ ل َ بَعْدَ ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي عَل َى ا لر ُّجُو ع ِ إل َى ال ْك ُتُب ِ وَا ل ْمُط َا ل َعَةِ فِيهَا عِنْدَ<br />
ال ْ حَاجَةِ ف َل َا يَك ُون ُ إل َّا ك َمَنْ أ َط ْل َقَ مَا صَادَهُ ثِق َة ً ب ِا ل ْق ُدْرَةِ عَل َيْهِ بَعْدَ ا لِامْتِنَا ع ِ مِنْهُ ف َل َا تُعْقِبُهُ ا لث ِّق َة ُ إل َّا خَجَل ًا وَا لت َّف ْر ِ يط ُ إل َّا<br />
نَدَمًا .<br />
وَهَذِهِ حَا ل ٌ ق َدْ يَدْعُو إل َيْهَا أ َحَدُ ث َل َا ث َةِ أ َشْيَاءِ : إم َّا الض َّ جَرُ مِنْ مُعَا نَاةِال ْ حِف ْظِ وَمُرَ اعَا تِهِ وَط ُول ِ ا ل ْأ َمَ ل ِ فِي الت َّوَف ُّر ِ عَل َيْهِ عِنْدَ<br />
نَشَاطِهِ وَف َسَادِ ا لر َّ أ ْي ِ فِي عَز ِيمَتِهِ .<br />
وَ ل َيْسَ يَعْل َمُ أ َن َّ ا لض َّ جُورَ خَائِبٌ ، وَ أ َن َّ ا لط َّو ِي ل َ ال ْأ َمَ ل ِمَغْرُو رٌ ، وَ أ َن َّ ا ل ْف َاسِدَ ا لر َّأ ْي ِ مُ صَا بٌ .<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ فِي أ َمْث َا لِهَا :حَرْفٌ فِي ق َل ْب ِك ، خَيْرٌ مِنْ أ َل ْفٍ فِي ك ُتُب ِك .<br />
: وَق َال ُوا<br />
ل َا خَيْرَ فِي عِل ْم ٍ ل َا يَعْبُرُ مَعَك ا ل ْوَ ادِيَ ، وَل َا يُعَم ِّرُ ب ِك ا لن َّادِيَ ، وَأ َنْشَدْت عَنْ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
: عِل ْمِي مَعِي حَيْث ُ مَا يَم َّمْتُ يَنْف َعُن ِي ق َل ْب ِي و ِعَاءٌ ل َهُ ل َا بَط ْنُ صُنْدُوقِي إن ْ ك ُنْت فِي ال ْبَيْتِ ك َان َ ال ْعِل ْمُ فِيهِ<br />
مَعِي أ َوْ ك ُنْت فِي ا لس ُّو ق ِ ك َان َ ال ْعِل ْمُ فِي الس ُّو ق ِ وَرُب َّمَا اعْتَنَى ا ل ْمُتَعَل ِّمُب ِال ْ حِف ْظِ مِنْ غ َيْر ِ تَصَو ُّ ر ٍ وَل َا ف َهْم ٍ حَت َّى يَصِيرَ<br />
حَافِظ ًا لِأ َ ل ْف َاظِ ا ل ْمَعَان ِي ق َي ِّمًا ب ِتِل َاوَتِهَا .<br />
وَهُوَ ل َا يَتَصَو َّرُهَا وَل َا يَف ْهَمُ مَا تَضَم َّنَهَا يَرْو ِي ب ِغَيْر ِ رَو ِ ي َّةٍ ، وَيُ خْب ِرُ عَنْ غ َيْر ِ خِبْرَةٍ .<br />
ف َهُوَ ك َا ل ْكِتَاب ِ ال َّذِي ل َا يَدْف َعُ شُبْهَة ً ، وَل َا يُؤَي ِّدُ حُ ج َّة ً .
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َن َّهُ ق َال َ : } هِم َّة ُ الس ُّف َهَاءِ الر ِّوَا يَة ُ وَهِم َّة ُ ا ل ْعُل َمَاءِ ا لر ِّعَا يَة ُ { .<br />
وَق َال َ ا بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ك ُونُوا لِل ْعِل ْم ِ رُعَاة ً ، وَل َا تَك ُونُوا ل َهُ رُوَاة ً ، ف َق َدْ يَرْعَو ِي مَنْ ل َا يَرْو ِي ، وَيَرْو ِي مَنْ<br />
ل َا يَرْعَو ِي .<br />
وَحَد َّث َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ ب ِحَدِ يثٍ ف َق َال َ ل َهُ رَ جُ ل ٌ<br />
: يَا أ َبَا سَعِيدٍ ، عَم َّنْ ؟ ق َال َ : مَا تَصْنَعُ ب ِعَم َّنْ ، أ َم َّا أ َ نْتَ ف َق َدْ نَال َتْك<br />
عِظ َتُهُ ، وَق َامَتْ عَل َيْك حُ ج َّتُهُ .<br />
وَرُب َّمَا اعْتَمَدَ عَل َى حِف ْظِهِ وَ تَصَو ُّر ِهِ ، وَ أ َغ ْف َ ل َ تَق ْي ِيدَ ا ل ْعِل ْم ِ فِي ك ُتُب ِهِ ثِق َة ً ب ِمَا اسْتَق َر َّ فِي ذِهْن ِهِ وَهَذ َا خَط َأ ٌ مِنْهُ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّك ْل َ<br />
مُعْتَر ِضٌ وَا لن ِّسْيَان َ ط َار ِ قٌ .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ<br />
نَسِيتَ إل َى مَا ك َتَبْتَ<br />
} :<br />
ق َي ِّدُوا ا ل ْعِل ْمَ ب ِا ل ْكِتَاب ِ<br />
. {<br />
. {<br />
} رَجُل ًا شَك َا إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ا لن ِّسْيَان َ ف َق َال َ ل َهُ : اسْتَعْمِل ْ يَدَك ، أ َيْ ا ُك ْتُبْ حَت َّى تَرْج ِعَ إذ َا<br />
وَق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ أ َحْمَدَ<br />
: اجْعَل ْ مَا فِي ال ْك ُتُب ِ رَأ ْ سَ ا ل ْمَال ِ ، وَمَا فِيا ل ْق َل ْب ِ ا لن َّف َق َة َ .<br />
وَق َال َمَهْبُودٌ .<br />
ل َوْل َا مَا عَق َدَ تْهُ ال ْك ُتُبُ مِنْ تَ جَار ِب ِ ا ل ْأ َو َّ لِينَ ، ل َانْحَ ل َّ مَعَ الن ِّسْيَانِ عُق ُودُ ا ل ْآخِر ِ ينَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
وَأ َم َّا ا لط َّوَ ار ِئُ ف َنَوْعَانِ<br />
إن َّ هَذِهِ ال ْ آدَابَ نَوَ افِرُ تَن ِد ُّ عَنْ عَق ْ ل ِ ال ْأ َذ ْهَانِ ف َاجْعَل ُوا ال ْك ُتُبَ عَنْهَا حُمَاة ً ، وَال ْأ َق ْل َامَ ل َهَا<br />
رُعَاة ً .<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا :شُبْهَة ٌ تَعْتَر ِ ضُ ال ْمَعْنَى ف َتَمْنَعُ عَنْ<br />
نَف َس ِ تَصَو ُّر ِهِ وَ تَدْف َعُ عَنْ إدْرَ اكِ حَقِيق َتِهِ ، ف َيَنْبَغِي أ َن ْ يُز ِ ي ل َ تِل ْكَ ا لش ُّبْهَة َ عَنْ نَف ْسِهِ ب ِالس ُّؤَال ِ وَا لن َّظ َر ِ ؛ لِيَصِ ل َ إل َى تَصَو ُّر ِ<br />
ال ْمَعْنَى وَإ ِدْرَاكِ حَقِيق َتِهِ .<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ ل َا تُخْ ل ِ ق َل ْبَك مِنْ ا ل ْمُذ َاك َرَةِ ف َتَعُدْ عَقِيمًا ، وَل َا تُعْفِ ط َبْعَك مِنْ ا ل ْمُنَاظ َرَةِ ف َيَعُدْ سَقِيمًا .<br />
وَق َال َ بَش َّا رُ بْنُ بُرْدٍ : شِف َاءُ ال ْعَمَى ط ُول ُ ا لس ُّؤَ ال ِ وَإ ِن َّمَا دَوَ امُ ال ْعَمَى ط ُول ُ ا لس ُّك ُوتِ عَل َى ال ْ جَهْ ل ِ ف َك ُنْ سَائِل ًا عَم َّا عَنَاك<br />
ف َإ ِن َّمَا دُعِيتَ أ َخَا عَق ْ ل ٍ لِتَبْ حَث َ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَالث َّان ِي<br />
: أ َف ْك َا رٌ تُعَار ِ ضُ ا ل ْخَاطِر ِ ف َيَذ ْهَ ل ُ عَنْ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى .<br />
وَهَذ َا سَبَبٌ ق َل َّمَا يَعْرَى مِنْهُ أ َحَدٌ ل َا سِي َّمَا فِيمَنْ ا نْبَسَط َتْ آمَا ل ُهُ وَا ت َّسَعَتْ أ َمَا ن ِيهِ .<br />
وَق َدْ يَقِ ُّل فِيمَنْ ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ فِي غ َيْر ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َرَبٌ ، وَل َا فِيمَا سِوَ اهُ هِم َّة ٌ ، ف َإ ِن ْ ط َرَ أ َتْ عَل َى ال ْإ ِنْسَانِ ل َمْ يَق ْدِرْ عَل َى مُك َابَرَةِ<br />
نَف ْسِهِ عَل َى ا ل ْف َهْم ِ وَغ َل َبَةِ ق َل ْب ِهِ عَل َى ا لت َّصَو ُّر ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْق َل ْبَ مَعَ ال ْإ ِك ْرَاهِ أ َشَد ُّ نُف ُو رً ا ، وَأ َ بْعَدُ ق َبُول ًا .<br />
وَق َدْ جَاءَ ا ل ْأ َ ث َرُ ب ِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ إذ َا أ ُك ْر ِهَ عَمِيَ ، وَ ل َكِنْ يَعْمَ ل ُ فِي دَف ْع ِ مَا ط َرَ أ َ عَل َيْهِ مِنْ هَ م ٍّ مُذ ْهِ ل ٍ أ َوْ فِك ْر ٍ ق َاطِع ٍ لِيَسْتَج ِي َب<br />
ل َهُ ال ْق َل ْبُ مُطِيعًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : وَ ل َيْسَ ب ِمُغْن ٍ فِي ا ل ْمَوَد َّةِ شَافِعٌ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ بَيْنَ الض ُّل ُو ع ِ شَفِيعُ وَق َال َ بَعْضُ ال ْحُك َمَاءِ : إن َّ لِهَذِهِ<br />
ا ل ْق ُل ُوب ِ تَنَاف ُرَ ك َتَنَاف ُر ِا ل ْوَحْش ِ ف َتَأ َل َّف ُوهَا ب ِا لِاق ْتِصَادِ فِي الت َّعْلِيم ِ ، وَا لت َّوَس ُّطِ فِي الت َّق ْدِيم ِ ؛ لِتَحْسُنَ ط َاعَتُهَا ، وَيَدُومَ<br />
نَشَاط ُهَا .<br />
ف َهَذ َا تَعْلِي ل ُ مَا فِي ا ل ْمُسْتَمِع ِ مِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ مِنْ ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي .<br />
وَهَا هُنَا قِ سْ مٌ رَاب ِعٌ يَمْنَعُ مِنْ مَعْر ِف َةِ ا ل ْك َل َام ِ وَف َهْم ِ مَعَان ِيهِ .<br />
وَ ل َكِن َّهُ ق َدْ يُعَر َّى مِنْ بَعْض ِ ا ل ْك َل َام ِ ، ف َلِذ َلِكَ ل َمْ يَدْخُل ْ فِي جُمْل َةِ أ َق ْسَامِهِ ، وَ ل َمْنَسْتَ ج ِزْا ل ْإ ِخْل َال َ ب ِذِك ْر ِهِ ؛ لِأ َن َّ مِنْ ا ل ْك َل َام ِ<br />
مَا ك َان َ مَسْمُوعًا ل َا يَحْتَاجُ فِي ف َهْمِهِ إل َى تَأ َم ُّ ل ِال ْ خَط ِّ ب ِهِ .
وَال ْمَان ِعُ مِنْ ف َهْمِهِ هُوَ عَل َى مَا ذ َك َرْنَا مِنْ أ َق ْسَامِهِ وَمِنْهُ مَا ك َان َ مُسْتَوْدَعًا ب ِال ْ خَط ِّ ، مَحْف ُوظ ًا ب ِا ل ْكِتَا بَةِ ، مَأ ْخُوذ ًا<br />
ب ِا لِاسْتِ خْرَ اج ِ ، ف َك َان َ ال ْ خَط ُّ حَافِظ ًا ل َهُ وَمُعَب ِّرًا عَنْهُ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } أ َوْ أ َ ث َارَةٍ مِنْ عِل ْم ٍ { ق َال َ : يَعْن ِيال ْ خَط َّ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ مُ جَاهِدٍ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
ك َثِيرًا<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ<br />
} :<br />
{<br />
يَعْن ِي ال ْخَط َّ .<br />
وَق َال َ جَعْف َرُ بْنُ يَحْيَى<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />
يُؤْتِيال ْ حِك ْمَة َ مَنْ يَشَاءُ<br />
:ال ْ خَط ُّ أ َحَدُ ا لل ِّسَا نَيْن ِ ، وَحُسْنُهُ أ َحَدُا ل ْف َصَاحَتَيْن ِ .<br />
:ال ْ خَط ُّ سَمْط ُال ْ حِك ْمَةِ ب ِهِ يُف ْصَ ل ُ شُذ ُو رُهَا ، وَ يُنَظ َّمُ مَنْث ُورُهَا .<br />
{ يَعْن ِي ال ْ خَط َّ } وَمَنْ يُؤْتَ ال ْ حِك ْمَة َ ف َق َدْ أ ُو تِيَ خَيْرًا<br />
: ا لل ِّسَان ُ مَ ق ْ صُو رٌ عَل َى ال ْق َر ِيب ِ ا ل ْحَاضِر ِ وَ ا ل ْق َل َمُ عَل َى ا لش َّاهِدِ وَا ل ْغَا ئِب ِ وَهُوَ لِل ْغَا ب ِر ِ ال ْك َا ئِن ِ مِث ْل ُهُ<br />
لِل ْق َا ئِم ِ الد َّا ئِم ِ .<br />
وَق َال َ حَكِيمُ ا لر ُّوم ِ :ال ْ خَط ُّ هَنْدَسَة ٌرُو حَان ِي َّة ٌ ، وَ إ ِن ْ ظ َهَرَتْ ب ِ آ ل َةٍ جُسْمَان ِي َّةٍ .<br />
وَق َال َ حَكِيمُ ا ل ْعَرَب ِ<br />
:ال ْ خَط ُّأ َ صْ ل ٌ فِي ا لر ُّوح ِ وَ إ ِن ْ ظ َهَرَ ب ِ حَوَا س ِّ ا ل ْجَسَدِ .<br />
وَ اخْتُلِفَ فِي أ َو َّل ِ مَنْ ك َتَبَ ال ْ خَط َّ ف َذ َك َرَ ك َعْبُ ال ْأ َحْبَار ِ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ آدَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ ك َتَبَ سَا ئِرَ ال ْك ُتُب ِ ق َبْ ل َ<br />
مَوْ تِهِ ب ِث َل َا ثِمِا ئ َةِ سَنَةٍ فِي طِين ٍ ث ُ م َّ ط َبَ خَهُ ف َل َم َّا غ َر ِق َتْ ال ْأ َرْضُ فِي أ َ ي َّام ِ نُوح ٍ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ - بَقِيَتْ ال ْكِتَا بَة ُ<br />
ف َأ َصَابَ ك ُ ل ُّ ق َوْم ٍ كِتَابَهُمْ .<br />
وَ بَقِيَ ا ل ْكِتَابُ ا ل ْعَرَ ب ِي ُّ إل َى أ َن ْ خَص َّ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِهِ إسْمَاعِي ل َ ف َأ َ صَا بَهُ وَتَعَل َّمَهَا .<br />
وَحَك َى ا بْنُ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ إدْ ر ِيسُ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ - وَك َانَتْ ا ل ْعَرَبُ تُعَظ ِّمُ ق َدْرَ ال ْ خَط ِّ وَ تَعُد ُّهُ مِنْ<br />
أ َجَ ل ِّ نَافِع ٍ حَت َّى ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />
: بَل َغ َ فِدَ اءُ أ َهْ ل ِ بَدْر ٍ أ َرْ بَعَة ُ آ ل َافٍ حَت َّى إن َّ الر َّجُ ل َ لِيُف َادَى عَل َى أ َ ن َّهُ يُعَل ِّمُا ل ْ خَط َّ ، لِمَا هُوَ<br />
مُسْتَقِر ٌّ فِي نُف ُوسِه ِمْ مِنْ عِظ َم ِ خَط َر ِهِ وَجَل َا ل َةِ ق َدْر ِهِ وَظ ُهُور ِ نَف ْعِهِ وَأ َ ث َر ِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى لِنَب ِي ِّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ اق ْرَأ ْ وَرَب ُّك ا ل ْأ َك ْرَمُ ال َّذِي عَل َّمَ ب ِا ل ْق َل َم ِ<br />
. {<br />
} :<br />
ف َوَ صَفَ نَف ْسَهُ ب ِال ْك َرَم ِ ، وَ أ َعَد َّ ذ َ لِكَ مِنْ ن ِعَمِهِ ا ل ْعِظ َام ِ ، وَمِنْ آ يَا تِهِ ال ْ ج ِسَام ِ ، حَت َّى أ َق ْسَمَ ب ِهِ فِي كِتَا ب ِهِ ف َق َال َ سُبْحَا نَهُ<br />
: وَ تَعَال َى<br />
} ن وَ ا ل ْق َل َم ِ وَمَا يَسْط ُرُون َ<br />
ف َأ َق ْسَمَ ب ِا ل ْق َل َم ِ وَمَا يُ خَط ُّ ب ِا ل ْق َل َم ِ .<br />
. {<br />
وَ اخْتُلِفَ فِي أ َو َّل ِ مَنْ ك َتَبَ ب ِا ل ْعَرَ ب ِي َّةِ ف َذ َك َرَ ك َعْبُ ال ْأ َحْبَار ِ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ ب ِهِ آدَم عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ ث ُ م َّ وَجَدَهَا بَعْدَ<br />
ا لط ُّوف َانِ إسْمَاعِي ل ُ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ -وَحَك َى ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ ب ِهَا وَوَضَعَهَا<br />
إسْمَاعِي ل ُ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ عَل َى ل َف ْظِهِ وَمَنْطِقِهِ .<br />
وَحَك َى عُرْوَة ُ بْنُ ا لز ُّ بَيْر ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ ب ِهَا ق َوْمٌ مِنْ ا ل ْأ َوَائِ ل ِ أ َسْمَاؤُهُمْ أ َ بْجَدُ ، وَهَو َّزُ ، وَحُط ِّي ،<br />
وَك َل َمُنْ ، وَسَعْف َص ، وَق َرْشَت ، وَك َانُوا مُل ُوكَ مَدْ يَنَ<br />
.<br />
وَحَك َى ا بْنُ ق ُتَيْبَة َ فِي ا ل ْمَعَار ِفِ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ ب ِا ل ْعَرَ ب ِي ِّ مُرَ امِرُ بْنُ مُر َّة َ مِنْ أ َهْ ل ِ ال ْأ َنْبَار ِ وَمِنْ ال ْأ َنْبَار ِ انْتَشَرَتْ .<br />
وَحَك َى ا ل ْمَدَا ئِن ِي ُّ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ ك َتَبَ ب ِهَا مُرَ امِرُ بْنُ مُر َّة َ ، وَ أ َسْل َمُ بْنُ سَدْرَة َ وَعَامِرُ بْنُ حَدْ رَة َ .<br />
ف َمُرَ امِرُ وَ ضَعَ الص ُّوَرَ ، ، وَأ َسْل َمُ ف َص َّ ل َ وَوَصَ ل َ ، وَعَامِرٌ وَ ضَعَ ال ْإ ِعْجَاَم .
وَل َم َّا ك َان َ ال ْ خَط ُّ ب ِهَذ َا ال ْ حَال ِ وَجَبَ عَل َى مَنْ أ َرَادَ حِف ْظ َا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَعْبَأ َ ب ِأ َمْرَ يْن ِ : أ َحَدِهِمَا : تَق ْو ِيمُ ا ل ْحُرُوفِ عَل َى<br />
أ َشْك َا لِهَا ا ل ْمَوْ ضُوعَةِ ل َهَا .<br />
وَالث َّان ِي : ضَبْط ُ مَا اشْتَبَهَ مِنْهَا ب ِا لن ُّق َطِ وَال ْأ َشْك َال ِ ا ل ْمُمَي َّزَةِ ل َهَا .<br />
ث ُ م َّ مَا زَ ادَ عَل َى هَذ َ يْن ِ مِنْ تَحْسِين ِا ل ْ خَط ِّ وَمَل َاحَةِ نَظ ْمِهِ ف َإ ِن َّمَا هُوَ ز ِ يَادَة ُ حَذِ ق ٍ ب ِصَنْعَتِهِ وَ ل َ يْسَ ب ِشَرْطٍ فِي صِ ح َّتِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ عُبَيْدَة َ<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَب َّا س ِ ا ل ْمُبَر ِّدُ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ<br />
:<br />
: حُسْنُال ْ خَط ِّ لِسَان ُ ال ْيَدِ وَ بَهْ جَة ُ ا لض َّمِير ِ .<br />
: رَدَ اءَة ُال ْ خَط ِّ زَمَا نَة ُ ال ْأ َدَب ِ .<br />
ال ْبَيَان ُ فِي ا لل ِّسَانِ وَا ْلخَط ُّ فِي ا ل ْبَنَانِ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِأ َحَدِ شُعَرَ اءِ ال ْبَصْرَةِ<br />
:<br />
ا ُعْذ ُرْ أ َخَاك عَل َى نَذ َ ا ل َةِ خَط ِّهِ وَاغ ْفِرْ نَذ َ ال َتَهُ لِ جَوْدَةِ ضَبْطِهِ ف َإ ِذ َا أ َ بَان َ<br />
عَنْ ا ل ْمَعَا ن ِي ل َمْ يَك ُنْ تَحْسِينُهُ إل َّا ز ِ يَادَة َ شَرْطِهِ وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّا ل ْ خَط َّ ل َيْسَ يُرَادُ مِنْ تَرْكِيب ِهِ إل َّا تَبَي ُّنُ سِمْطِهِ وَمَحَ ل ُّ مَا زَ ادَ<br />
عَل َى ا ل ْ خَط ِّ ا ل ْمَف ْهُوم ِ مِنْ تَصْ حِي ح ِ ا ل ْحُرُوفِ وَحُسْن ِ الص ُّورَةِ مَ حَ ل ُّ مَا زَ ادَ عَل َى ا ل ْك َل َام ِا ل ْمَف ْهُوم ِ مِنْ ف َصَاحَةِ ال ْأ َل ْف َاظِ<br />
وَصِ ح َّةِ ال ْإ ِعْرَاب ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َتْ ا ل ْعَرَبُ : حُسْنُ ال ْ خَط ِّ أ َحَدُا ل ْف َصَاحَتَيْن ِ .<br />
وَك َمَا أ َ ن َّهُ ل َا يُعْذ َ رُ مَنْ أ َرَ ادَ ا لت َّق َد ُّمَ فِي ال ْك َل َام ِ أ َن ْ يَط ْرَحَ ا ل ْف َصَاحَة َ وَال ْإ ِعْرَابَ وَ إ ِن ْ ف َه ِمَ<br />
، وَ أ َف ْهَمَ .<br />
ك َذ َلِكَ ل َا يُعْذ َرُ مَنْ أ َرَ ادَ ا لت َّق َد ُّمَ فِي ال ْ خَط ِّ أ َن ْ يَط ْرَحَ تَصْحِي حَ ال ْ حُرُوفِ وَ تَحْسِينَ ا لص ُّورَةِ ، وَ إ ِن ْ ف َه ِمَ ، وَ أ َف ْهَمَ .<br />
وَرُب َّمَا تَق َد َّمَ ب ِال ْ خَط ِّ مَنْ ك َان َ ال ْ خَط ُّ مِنْ جُ ل ِّ ف َضَا ئِلِهِ ، وَ أ َشْرَفِ خَصَا ئِلِهِ ، حَت َّى صَارَ عَا لِمًا مَشْهُورًا ، وَسَي ِّدًا مَذ ْك ُورًا<br />
.<br />
غ َيْرَ أ َن َّ ا ل ْعُل َمَاءَ أ َط ْرَحُو ا صَرْفَ ا ل ْه ِم َّةِ إل َى تَحْسِين ِ ال ْ خَط ِّ ؛ لِأ َ ن َّهُيَشْغَل ُهُمْ عَنْ ا ل ْعِل ْم ِ وَ يَق ْط َعُهُمْ عَنْ الت َّوَف ُّر ِ عَل َيْهِ<br />
وَ لِذ َ لِكَ تَج ِدُ خُط ُوط َ ا ل ْعُل َمَاءِ فِي ا ل ْأ َغ ْل َب ِ رَدِ يئ َة ً ل َا يَ خُط ُّ إل َّا مَنْ أ َسْعَدَهُ<br />
ا ل ْق َضَاءُ<br />
.<br />
.<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ سَهْ ل ٍ<br />
:<br />
.<br />
مِنْ سَعَادَةِ ا ل ْمَرْءِ أ َن ْ يَك ُون َ رَدِيءَ ال ْ خَط ِّ ؛ لِأ َن َّ ا لز َّمَان َ ال َّذِي يُف ْن ِيهِ ب ِا ل ْكِتَا بَةِ يَشْغَل ُهُ ب ِال ْحِف ْظِ<br />
وَ ا لن َّظ َر ِ<br />
وَ ل َيْسَتْ رَدَاءَة ُ ال ْ خَط ِّ هِيَ ا لس َّعَادَة َ ، وَإ ِن َّمَا الس َّعَادَة ُ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ل َهُ صَار ِفٌ عَنْ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَعَادَة ُ ذِي ال ْ خَط ِّ ال ْ حَسَن ِ أ َن ْ يَتَشَاغ َ ل َ ب ِتَ حْسِين ِ خَط ِّهِ عَنْ ا ل ْعِل ْم ِ ف َمِنْ هَذ َا ا ل ْوَجْهِ صَارَ ب ِرَدَ اءَةِ خَط ِّهِ سَعِيدً ا ، وَ إ ِن ْ ل َمْ<br />
تَك ُنْ رَدَ اءَة ُ ال ْ خَط ِّ سَعَادَة ً .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ ك َذ َ لِكَ ف َق َدْ يَعْر ِضُ لِل ْ خَط ِّأ َ سْبَا بٌ تَمْنَعُ مِنْ قِرَ اءَ تِهِ وَمَعْر ِف َتِهِ ك َمَا يَعْر ِضُ لِل ْ ك َل َام ِأ َ سْبَا بٌ تَمْنَعُ مِنْ ف َهْمِهِ<br />
وَصِ ح َّتِهِ .<br />
وَال ْأ َسْبَابُ ا ل ْمَا ن ِعَة ُ مِنْ قِرَ اءَةِ ال ْ خَط ِّ وَف َهْم ِ مَا تَضَم َّنَهُ ق َدْ تَك ُون ُ مِنْ ث َمَا ن ِيَةِ أ َوْجُهٍ أ َحَدُهَا : إسْق َاط ُهُ أ َ ل ْف َاظٍ مِنْ أ َ ث ْنَاءِ<br />
ال ْك َل َام ِ يَصِيرُ ال ْبَاقِي ب ِهَا مَبْتُورًا ل َا يُعْرَفُاسْتِ خْرَ اجُهُ ، وَل َا يُف ْهَمُ مَعْنَاهُ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ إم َّا مِنْ سَهْو ِ ا ل ْك َا تِب ِ أ َوْ مِنْ ف َسَادِ نَق ْلِهِ .<br />
وَهَذ َا يَسْهُ ل ُ اسْتِنْبَاط ُهُ عَل َى مَنْ ك َان َ مُرْتَاضًا ب ِذ َلِكَ ا لن َّوْ ع ِ ف َيَسْتَدِل ُّ ب ِ حَوَ اشِي ال ْك َل َام ِ وَمَا سَلِ مَ مِنْهُ عَل َى مَا سَق َط َ أ َوْ<br />
ف َسَدَ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ق َ ل َّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َلِمَة َ تَسْتَدْعِي مَا يَلِيهَا وَمَعْر ِف َة ُ ال ْمَعْنَى تُوَض ِّ حُ عَنْ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْج ِم ِ عَنْهُ<br />
ف َأ َم َّا مَنْ ك َان َ ق َلِي ل َ ا لِارْتِيَاض ِ ب ِذ َ لِكَ ا لن َّوْ ع ِ ف َإ ِ ن َّهُ يَصْعُبُ عَل َيْهِ اسْتِنْبَاط ُ ال ْمَعْنَى مِنْهُ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ك َان َ ك َثِيرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ<br />
.<br />
:
:<br />
يَ حْتَاجُ فِي ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي إل َى ا ل ْفِك ْرَةِ وَا لر َّو ِ ي َّةِ فِيمَا ق َدْ اسْتَ خْرَجَهُ ب ِا ل ْكِتَا بَةِ .<br />
ف َإ ِذ َا هُوَ ل َمْ يَعْر ِفْ تَمَامَ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْج ِم ِ عَنْ ال ْمَعْنَى ق َصُرَ ف َهْمُهُ عَنْ إدْرَ اكِهِ وَضَ ل َّ فِك ْرُهُ عَنْ اسْتِنْبَاطِهِ .<br />
وَال ْوَجْهُ الث َّان ِي ز ِيَادَة ُ أ َ ل ْف َاظٍ فِي أ َ ث ْنَاءِ ا ل ْك َل َام ِ يَشْك ُ ل ُ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ ا لص َّ حِي ح ِ غ َيْر ِ ا لز َّ ائِدِ مِنْ مَعْر ِف َةِ ا لس َّقِيم ِ الز َّا ئِدِ ف َيَصِيرُ<br />
ال ْ ك ُ ل ُّ مُشْك َل ًا .<br />
وَهَذ َا ل َا يَك َادُ يُوجَدُ ك َثِيرًا إل َّا أ َن ْ يَق ْصِدَ ال ْك َا تِبُ تَعْمِيَة َ ك َل َامِهِ ف َيُدْخِ ل ُ فِي أ َ ث ْنَا ئِهِ مَا يَمْنَعُ مِنْ ف َهْمِهِ ، ف َيَصِيرُ ذ َ لِكَ رَمْزًا<br />
يُعْرَفُ ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ .<br />
ف َأ َم َّا وُق ُوعُهُ سَهْوًا ف َق َدْ يَك ُون ُ ب ِال ْك َلِمَةِ وَ ا ل ْك َلِمَتَيْن ِ وَذ َلِكَ ل َا يَمْنَعُ مِنْ ف َهْمِهِ عَل َى ال ْمُرْتَاض ِ وَغ َيْر ِهِ .<br />
وَال ْوَجْهُ ا لث َّا لِث ُ<br />
ف َيَقِ ل ُّ ، وَ تَارَة ً مِنْ ضَعْفِ ال ْه ِجَاءِ<br />
:<br />
ف َيَك ْث ُرُ .<br />
: إسْق َاط ُ حُرُوفٍ مِنْ أ َ ث ْنَاءِ ال ْك َلِمَةِ يَمْنَعُ مِنْ اسْتِ خْرَ اج ِهَا عَل َى الص ِّ ح َّةِ وَق َدْ يَك ُون ُ هَذ َا تَارَة ً مِنْ الس َّهْو ِ<br />
وَال ْق َوْل ُ فِيهِ ك َا ل ْق َوْل ِ فِيا ل ْوَجْهِ ا ل ْأ َو َّل ِ .<br />
وَال ْوَجْهُ الر َّا ب ِعُ ز ِيَادَة ُ حُرُوفٍ فِي أ َ ث ْنَاءِ ال ْك َلِمَةِ يَشْك ُ ل ُ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ الص َّ حِي ح ِ مِنْ حُرُوفِهَا .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ سَهْو ِ ا ل ْك َا تِب ِ ف َيَقِ ل ُّ ف َل َا يَمْنَعُ مِنْ اسْتِخْرَاج ِ الص َّ حِي ح ِ ، وَ يَك ُون ُ تَارَة ً لِتَعْمِيَةٍ وَمُوَا ضَعَةٍ يَق ْصِدُ ب ِهَا<br />
ال ْك َا تِبُ إخْف َاءَ غ َرَ ضِهِ ف َيَك ْث ُرُ ك َا لت َّرَ اج ِم ِ .<br />
وَ يَك ُون ُ ال ْق َوْل ُ فِيهِ ك َا ل ْق َوْل ِ فِيا ل ْوَجْهِ الث َّان ِي .<br />
وَال ْوَجْهُ ال ْ خَامِسُ : وَصْ ل ُ ا ل ْحُرُوفِا ل ْمَف ْصُو ل َةِ وَف َصْ ل ُ ا ل ْحُرُوفِا ل ْمَوْ صُو ل َةِ ، ف َيَدْعُو ذ َلِكَ إل َىا ل ْإ ِشْك َال ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َلِمَة َ<br />
يُنَب ِّهُ عَل َيْهَا وَصْ ل ُ حُرُوفِهَا وَ يَمْنَعُ ف َصْل ُهَا مِنْ مُشَارَك َةِ غ َيْر ِهَا .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ذ َ لِكَ مِنْ سَهْو ٍ ق َ ل َّ ف َسَهُ ل َاسْتِخْرَاجُهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ذ َلِكَ مِنْ قِل َّةِ مَعْر ِف َةٍ ب ِا ل ْ خَط ِّ أ َوْ مَشْق ًا تَشْبَقُ ب ِهِ ا ل ْيَدُ ك َثِيرًا<br />
ف َصَعُبَ اسْتِخْرَاجُهُ إل َّا عَل َىا ل ْمُرْتَاض ِ ب ِهِ ، وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : شَر ُّ ا ل ْكِتَا بَةِ ا لش َّبَقُ ك َمَا أ َن َّ<br />
شَر َّ ا ل ْقِرَ اءَةِا ل ْهَذ ْرَمَة ُ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ لِلت َّعْمِيَةِ وَ الر َّمْز ِ ل َمْ يُعْرَفْ إل َّا ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ .<br />
وَال ْوَجْهُ الس َّادِ سُ<br />
شَك ْ ل ِ الر َّ اءِ .<br />
: قِي ل َ<br />
: تَغْي ِيرُ ال ْ حُرُوفِ عَنْ أ َشْك َا لِهَا وَإ ِ بْدَ الِهَا ب ِأ َغ ْيَار ِهَا حَت َّى يَك ْتُبَ ال ْ حَاءَ عَل َى شَك ْ ل ِ ال ْبَاءِ ، وَ الص َّادَ عَل َى<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ فِي رُمُوز ِ ا لت َّرَاج ِم ِ وَل َا يُوق َفُ عَل َيْهِ إل َّا ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ إل َّا لِمَنْ ق َدْ زَادَ فِيهِ الذ َّك َاءُ ف َق َدَرَ عَل َى اسْتِخْرَاج ِ ال ْمَعْنَى<br />
.<br />
وَال ْوَجْهُ الس َّاب ِعُ : ضَعْفُال ْ خَط ِّ عَنْ تَق ْو ِيم ِ ال ْ حُرُوفِ عَل َى ال ْأ َشْك َال ِ الص َّحِي حَةِ وَ إ ِ ث ْبَا تِهَا عَل َى ال ْأ َوْصَافِ ال ْ حَقِيقِي َّةِ حَت َّى ل َا<br />
تَك َادَ ال ْ حُرُوفُ تَمْتَا زُ عَنْ أ َغ ْيَار ِهَا حَت َّى تَصِيرَ ال ْعَيْنُا ل ْمَوْ صُو ل َة ُ ك َا ل ْف َاءِ وَال ْمَف ْصُول َة ُ ك َال ْ حَاءِ .<br />
وَهَذ َا يَ ك ُون ُ مِنْ رَدَ اءَةِال ْ خَط ِّ وَ ضَعْفِ ا ل ْيَدِ ، وَ اسْتِخْرَاجُ ذ َلِكَمُمْ كِنٌ ب ِف َضْ ل ِ ا ل ْمُعَا نَاةِ وَشِد َّةِ ا لت َّأ َم ُّ ل ِ ، وَرُب َّمَا أ َ ضْجَرَ<br />
ق َار ِ ئ َهُ ، وَأ َوْهَى مَعَا ن ِيَهُ ، وَلِذ َلِكَ<br />
إن َّ ال ْ خَط َّ ال ْ حَسَنَ ل َيَز ِيدُ ال ْ حَق َّ وُ ضُوحًا .<br />
وَال ْوَجْهُ ا لث َّامِنُ : إغ ْف َال ُ ا لن ُّق َطِ وَا ل ْأ َشْك َال ِ ال َّتِي تَتَمَي َّزُ ب ِهَا ال ْ حُرُوفُ ا ل ْمُشْتَب ِهَة ُ .<br />
وَهَذ َا أ َ يْسَرُ أ َمْرًا ، وَ أ َخَف ُّ حَال ًا ؛ لِأ َن َّ مَنْ ك َان َ مُمَي َّزًا ب ِصِ ح َّةِا لِاسْتِخْرَاج ِ وَمَعْر ِف َةِ ال ْ خَط ِّ ل َمْ تَ خْفَ عَل َيْهِ مَعْر ِف َة ُ ا ل ْ خَط ِّ
وَف َهْمُ مَا تَضَم َّنَهُ مَعَ إغ ْف َال ِ ا لن ُّق َطِ وَال ْأ َشْك َال ِ ، بَل ْاسْتَق ْبَ حَ ا ل ْك ُت َّابُ ذ َ لِكَ فِيا ل ْمُك َا تَبَاتِ وَرَأ َوْهُ مِنْ تَق ْصِير ِ ا ل ْك َا تِب ِ أ َوْ<br />
سُوءِ ظ َن ِّهِ ب ِف َهْم ِ ا ل ْمُك َا تَب ِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َاسْتِق ْبَاحُهُمْ ل َهُ فِي مُك َا تَبَةِ ا لر ُّؤَسَاءِ أ َك ْث َرَ .<br />
حَك َى ق ُدَ امَة ُ بْنُ جَعْف َر ٍ أ َن َّ بَعْضَ ك ُت َّاب ِ ا لد َّوَ او ِ ين ِ حَاسَبَ عَامِل ًا ف َشَك َا ا ل ْعَامِ ل ُ مِنْهُ إل َى عُبَيْدِ الل َّهِ بْن ِ سُل َيْمَان َ وَك َتَبَ<br />
رُق ْعَة ً يَذ ْك ُرُ فِيهَا احْتِ جَاجًا لِصِ ح َّةِ دَعْوَاهُ ، وَوُ ضُوح ِ شَك ْوَ اهُ .<br />
ف َوَق َعَ فِيهَا عُبَيْدُ ا لل َّهِ بْنُ سُل َيْمَان َ هَذ َا ، هَذ َا ، ف َأ َخَذ َهَا ا ل ْعَامِ ل ُ وَق َرَأ َهَا ف َظ َن َّ أ َن َّ عُبَيْدَ الل َّهِ أ َرَ ادَ ب ِهَذ َا هَذ َا إث ْبَاتًا لِصِ ح َّةِ<br />
دَعْوَ اهُ وَصِدْ ق ِ ق َوْ لِهِ ، ك َمَا يُق َال ُ فِي إث ْبَاتِ الش َّيْءِ هُوَ هُوَ ، ف َ حَمَ ل َ ا لر ُّق ْعَة َ إل َى ك َا تِب ِ الد ِّيوَانِ ، وَأ َ رَ اهُ خَط َّ عُبَيْدِ ا لل َّهِ<br />
: وَق َال َ ل َهُ<br />
إن َّ عُبَيْدَ ا لل َّهِ ق َدْ صَد َّ قَ ق َوْلِي ، وَصَح َّ حَ مَا ذ َك َرْتُ .<br />
ف َ خَفِيَ عَل َى ال ْك َا تِب ِ ذ َلِكَ ، وَ أ ُطِيفَ ب ِهِ عَل َى ك ُت َّاب ِ ا لد َّوَ او ِ ين ِ ف َل َمْ يَقِف ُو ا عَل َى مُرَ ادِ عُبَيْدِ ا لل َّهِ .<br />
وَ رُد َّ إل َيْهِ لِيُسْأ َل َ عَنْ مُرَ ادِهِ ب ِهِ ف َشَد َّدَ عُبَيْدُ ا لل َّهِ ال ْك َلِمَة َ ا لث َّا ن ِيَة َ وَك َتَبَ تَحْتَهَا وَا َلل َّهُا ل ْمُسْتَعَان ُ اسْتِعْظ َامًا مِنْهُ لِتَق ْصِير ِهِمْ<br />
فِي اسْتِ خْرَاج ِ مُرَ ادِهِ حَت َّى احْتَاجَ إل َى إ بَانَتِهِ ب ِا لش َّك ْ ل ِ .<br />
ف َهَذِهِ حَال ُ ال ْك ُت َّاب ِ فِياسْتِق ْبَاحِه ِمْ إعْ جَام ِا ل ْمُك َا تَبَاتِ ب ِا لن ُّق َطِ وَا ل ْأ َشْك َال ِ .<br />
.<br />
ف َأ َم َّا غ َيْرُ ا ل ْمُك َا تَبَاتِ مِنْ سَا ئِر ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ف َل َمْ يَرَوْهُ ق َب ِي حًا بَل ْ اسْتَحْسَنُوهُ ل َا سِي َّمَا فِي ك ُتُب ِ ا ل ْأ َدَب ِ ال َّتِي يُق ْصَدُ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ<br />
صِيغَةِ ال ْأ َل ْف َاظِ وَك َيْفِي َّةِ مَ خَار ِج ِهَا مِث ْ ل ِ ك ُتُب ِ<br />
ا لن َّ حْو ِ وَا لل ُّغَةِ وَ الش ِّعْر ِ ا ل ْغَر ِيب ِ ف َإ ِن َّ ال ْ حَاجَة َ إل َى ضَبْطِهَا ب ِا لش َّك ْ ل ِ وَال ْإ ِعْجَام ِ أ َك ْث َرُ ، وَهِيَ فِيمَا سِوَ اهُ مِنْ ا ل ْعُل ُوم ِ أ َ يْسَرُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لن ُّو ر ِي ُّ :ال ْ خُط ُوط ُا ل ْمُعْ جَمَة ُ ك َال ْبُرُودِ ا ل ْمُعَل َّمَةِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : إعْجَامُ ال ْ خَط ِّ يَمْنَعُ مِنْاسْتِعْ جَامِهِ ، وَشَك ْل ُهُ يُؤَم ِّنُ مِنْ إشْك َا لِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاِء : رُب َّ عِل ْم ٍ ل َمْ تُعْجَمْ ف ُصُو ل ُهُ ف َاسْتُعْج ِمَ مَحْصُو ل ُهُ .<br />
وَك َمَا اسْتَق ْبَ حَ ا ل ْك ُت َّابُ ا لش َّك ْ ل َ وَال ْإ ِعْجَامَ فِيا ل ْمُك َاتَبَاتِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي ك ُتُب ِ ا ل ْعُل ُوم ِ مُسْتَحْسَنًا ، ف َك َذ َ لِكَ اسْتَحْسَنُو ا<br />
مَشْقَ ال ْ خَط ِّ فِي ا ل ْمُك َاتَبَاتِ وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي ك ُتُب ِ ا ل ْعُل ُوم ِ مُسْتَق ْبَحًا .<br />
وَسَبَبُ ذ َلِكَ أ َن َّهُمْ لِف َرْطِإدْ ل َا لِه ِمْ فِي الص َّنْعَةِ وَ تَق َد ُّمِه ِمْ فِي ال ْكِتَا بَةِ يَك ْتَف ُون َ ب ِا ل ْإ ِشَارَةِ وَيَق ْتَصِرُون َ عَل َى ا لت َّل ْو ِي ح ِ ، وَيَرَوْن َ<br />
ال ْ حَاجَة َ إل َى اسْتِيف َاءِ شُرُوطِ ا ل ْإ ِ بَا نَةِ تَق ْصِيرًا وَ لِف َصْ ل ِ مَا يَعْتَقِدُونَهُ مِنْ ا لت َّق َد ُّم ِ ب ِهَذ َا ا ل ْحَال ِ رَأ َوْا مَا نُب ِّهَ عَل َيْهِ مِنْ سَوَ ادِ<br />
ال ْمِدَادِ أ َث َرًا جَمِيل ًا ، وَعَل َى ا ل ْف َضْ ل ِ وَا لت َّ خْصِيص ِ دَ لِيل ًا .<br />
حُكِيَ أ َن َّ عُبَيْدَ ا لل َّهِ بْنَ سُل َيْمَان َ رَأ َى عَل َى بَعْض ِ ثِيَا ب ِهِ أ َ ث َرَ صُف ْرَةٍ ف َأ َخَذ َ مِنْ مِدَ ادِ الد َّوَ اةِ ف َط َل َاهُ ب ِهِ ث ُ م َّ ق َال َ :ا ل ْمِدَادُ ب ِنَا<br />
أ َحْسَنُ مِنْ الز َّعْف َرَانِ ، وَأ َ نْشَدَ<br />
: إن َّمَا ا لز َّعْف َرَ ان ُ عِط ْرُ ا ل ْعَذ َارَى وَمِدَ ادُ ا ل د ُّو ِي ِّ عِط ْرُ ا لر ِّجَال ِ ف َهَذِهِ جُمْل َة ٌ ك َافِيَة ٌ فِي<br />
ا ل ْإ ِ بَا نَةِ عَل َىا ل ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ مِنْ ف َهْم ِ ال ْك َل َام ِ وَمَعْر ِف َةِ مَعَا ن ِيهِ ل َف ْظ ًا ك َان َ أ َوْ خَطًّا ، وَا َلل َّهُ وَلِي ُّ الت َّوْفِيق ِ<br />
.<br />
.<br />
ف َيَنْبَغِي لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَك ْشِفَ عَنْ ا ل ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ عَنْ ف َهْم ِ ال ْمَعْنَى لِيَسْهُ ل َ عَل َيْهِ ا ل ْوُ صُول ُ إ ل َيْهِ ، ث ُ م َّ يَك ُون ُ مِنْ بَعْدِ<br />
ذ َ لِكَ سَائِسًا لِنَف ْسِهِ مُدَب ِّرًا ل َهَا فِي حَال ِ تَعَل ُّمِهِ<br />
ف َإ ِن َّ لِلن َّف ْس ِ نُف ُورً ا يُف ْضِي إل َى تَق ْصِير ٍ وَوُف ُورً ا يَئ ُول ُ إل َى سَرَفٍ وَقِيَادُهَا عَسِرٌ وَل َهَاأ َ حْوَا ل ٌ ث َل َا ث ٌ : ف َ حَال ُ عَدْل ٍ وَ إ ِنْصَافٍ<br />
، وَحَال ُ غ ُل ُو ٍّ وَإ ِسْرَافٍ ، وَحَال ُ تَق ْصِير ٍ وَإ ِجْحَافٍ .<br />
ف َأ َم َّا حَال ُا ل ْعَدْل ِ وَال ْإ ِنْصَافِ ف َه ِيَ أ َن ْ تَ خْتَلِفَ ق ُوَى ا لن َّف ْس ِ مِنْ ج ِهَتَيْن ِ مُتَق َا ب ِل َتَيْن ِ : ط َاعَة ٌ مُسْعِدَة ٌ وَشَف َق َة ٌ ك َاف َّة ٌ<br />
ف َط َاعَتُهَا تَمْنَعُ ا لت َّق ْصِيرَ ، وَشَف َق َتُهَا تَرُد ُّ عَنْ ا لس َّرَفِ وَا لت َّبْذِ ير ِ .<br />
وَهَذِهِ أ َحْمَدُ ال ْأ َحْوَ ال ِ ؛ لِأ َن َّ مَا مُن ِعَ مِنْ ا لت َّق ْصِير ِ نَمَا ، وَمَا صُ د َّ عَنْ ا لس َّرَفِ مُسْتَدِيمٌ .<br />
.
وَا لن ُّمُو ُّ إذ َا اسْتَدَ امَ ف َأ َخْلِقْ ب ِهِ أ َن ْ يُسْتَك ْمَ ل َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : إ ي َّاكَ وَمُف َارَق َة َ ا لِاعْتِدَال ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُسْر ِفَ مِث ْ ل ُ ا ل ْمُق َص ِّر ِ فِي ال ْ خُرُوج ِ عَنْ ا ل ْحَ د ِّ .<br />
وَأ َم َّا حَال ُ ا ل ْغُل ُو ِّوَا ل ْإ ِسْرَافِ ف َه ِيَ أ َن ْ تَ خْتَص َّ الن َّف ْسُ ب ِق ُوَى ا لط َّاعَةِ وَ تُق َد ِّمَ ق َو َّى الش َّف َق َةِ ف َيَبْعَث َهَا اخْتِصَاصُ ا لط َّاعَةِ عَل َى<br />
إف ْرَا غ ِ ال ْجُهْدِ ، وَيُف ْضِي إف ْرَا غ ُ ال ْجُهْدِ إل َى عَجْز ِ ال ْك َل َال ِ ، ف َيُؤَد ِّي عَ جْزُ ا ل ْك َل َال ِ إل َى الت َّرْكِ وَا ل ْإ ِهْمَال ِ ، ف َتَصِيرُ ا لز ِّيَادَة ُ<br />
نُق ْصَانًا ، وَا لر ِّبْ حُ خُسْرَانًا .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ : ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ وَعَامِ ل ُ ا ل ْب ِر ِّ ك َ آكِ ل ِ ا لط َّعَام ِ إن ْ أ َخَذ َ مِنْهُ ق ُوتًا عَصَمَهُ ، وَ إ ِن ْ أ َسْرَفَ فِيهِ أ َبْشَمَهُ .<br />
وَرُب َّمَا ك َان َ فِيهِ مَن ِي َّتُهُ ك َأ َخْذِ ال ْأ َدْو ِ يَةِ ال َّتِي فِيهَا شِف َاءٌ وَمُ جَاوَزَة ُا ل ْق َصْدِ فِيهَا الس ُّ م ُّ ال ْمُمِيتُ ، وَأ َم َّا حَال ُ ا لت َّق ْصِير ِ<br />
وَال ْإ ِجْحَافِ ف َه ِيَ أ َن ْ تَخْتَص َّ ا لن َّف ْسُ ب ِق ُوَى ا لش َّف َق َةِ وَ تَعْدَمَ ق ُوَى ا لط َّاعَةِ ف َيَدْعُوهَا ال ْإ ِشْف َاقُ إل َىا ل ْمَعْصِيَةِ<br />
ا ل ْمَعْصِيَة ُ مِنْ ا ل ْإ ِجَا بَةِ ف َل َا تَط ْل ُبُ شَار ِدًا ، وَل َا تَق ْبَ ل ُ عَائِدًا ، وَل َا تَ حْف َظ ُ مُسْتَوْدَعًا .<br />
وَمَنْ ل َمْ يَط ْل ُبْ<br />
ا لش َّار ِدَ ،وَ يَق ْبَ ل ْ ا ل ْعَا ئِدَ ،وَ يَ حْف َظ ْا ل ْمُسْتَوْدَ عَ ف َق َدَ ال ْمَوْجُودَ ، وَ ل َمْ يَج ِدْ ا ل ْمَف ْق ُودَ .<br />
وَمَنْ ف َق َدَ مَا وَجَدَ ف َهُوَ مُ صَا بٌمَ حْزُون ٌ ، وَمَنْ ل َمْ يَ ج ِدْ مَا ف َق َدَ ف َهُوَ خَائِبٌمَغْبُون ٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ال ْعَجْزُ مَعَ ال ْوَان ِي ، وَال ْف َوْتُ مَعَ الت َّوَان ِي .<br />
، وَتَمْنَعُهَا<br />
وَق َدْ يَك ُون ُ لِلن َّف ْس ِ مَعَ ال ْأ َحْوَ ال ِ ا لث َّل َاثِ حَال َتَانِ مُشْتَرَك َتَانِ ب ِغَل َبَةِ إحْدَىا ل ْق ُو َّ تَيْن ِ ، ف َيَك ُون ُ لِلن َّف ْس ِ ط َاعَة ٌوَإ ِ شْف َا قٌ ،<br />
وَأ َحَدُهُمَا أ َغ ْل َبُ مِنْ ا ل ْآخَر ِ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َانَتْ ا لط َّاعَة ُ أ َغ ْل َبَ ك َانَتْ إل َى ال ْوُف ُور ِ أ َمْيَ ل َ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْإ ِشْف َاقُ أ َغ ْل َبَ ك َانَتْ إل َى الت َّق ْصِير ِ أ َق ْرَبَ .<br />
ف َإ ِذ َا عَرَفَ مِنْ نَف ْسِهِ ق َدْرَ ط َاعَتِهَا ، وَخَبَرَ مِنْهَا ك ُنْهَ إشْف َاقِهَا رَاضَ نَف ْسَهُ لِتَث ْبُتَ عَل َى أ َحَدِ حَال َاتِهَا .<br />
وَق َدْ أ َشَارَ إل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ حَال ِ ا لن َّف ْس ِ ا ل ْف َرَزْدَ قُ فِي ق َوْلِهِ : لِك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ نَف ْسَانِنَف ْ سٌ ك َر ِيمَة ٌ وَأ ُخْرَى يُعَاصِيهَا ال ْف َتَى<br />
وَ يُطِيعُهَا وَنَف ْسُك مِنْ نَف ْسَيْك تَشْف َعُ لِلن َّدَى إذ َا ق َ ل َّ مِنْ إحْرَاز ِهِن َّ شَفِيعُهَا وَ إ ِن ْ أ َهْمَ ل َ سِيَاسَتَهَا ، ف َأ َغ ْف َ ل َ ر ِ يَا ضَتَهَا ، وَرَ امَ<br />
أ َن ْ يَأ ْخُذ َهَا ب ِال ْعُنْفِ ، وَيَق ْهَرَهَاب ِا ل ْعَسْفِ ، اسْتَشَاط َتْ نَافِرَة ً وَ ل َح َّتْ مُعَان ِدَة ً ف َل َمْ تَنْق َدْ إل َى ط َاعَةٍ وَ ل َمْ تَنْك َف َّ عَنْ مَعْصِيَةٍ<br />
وَق َال َ سَاب ِقٌا ل ْبَرْ بَر ِي ُّ<br />
: إذ َا زَجَرْت ل َجُوجًا ز ِدْته عَل َق ًا وَل َ ج َّتْ ا لن َّف ْسُ مِنْهُ فِي تَمَادِيهَا ف َعُدْ عَل َيْهِ إذ َا مَا نَف ْسُهُ جَنَ حَتْ<br />
ب ِا لل ِّين ِ مِنْك ف َإ ِن َّ ا لل ِّينَ يُث ْن ِيهَا ف َإ ِذ َااسْتَصْعَبَ عَل َيْهِ قِيَادُ نَف ْسِهِ وَدَ امَ مِنْهُ نُف ُو رُ ق َل ْب ِهِ مَعَ سِيَاسَتِهَا ، وَمُعَا نَاةِ ر ِ يَا ضَتِهَا ،<br />
تَرَك َهَا تَرْكَ رَ احَةٍ ، ث ُ م َّ عَاوَدَهَا بَعْدَ الِاسْتِرَاحَةِ ، ف َإ ِن َّ إجَابَتَهَا تُسْر ِ عُ ، وَط َاعَتُهَا تَرْج ِعُ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ ا بْنُ مَسْعُودٍ<br />
تَأ ْتُوهَا مِنْ قِبَ ل ِ ف َتْرَتِهَا .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
} :<br />
إن َّا ل ْق َل ْبَ يَمُوتُ وَيَحْيَى وَ ل َوْ بَعْدَ حِين ٍ {<br />
: لِل ْق ُل ُوب ِ شَهْوَة ٌوَإ ِق ْبَا ل ٌ وَف َتْرَ ٌةوَإ ِدْبَا رٌ ف َأ ْتُوهَا مِنْ قِبَ ل ِ شَهْوَتِهَا وَل َا<br />
.<br />
:<br />
وَمَا سُم ِّيَ ال ْإ ِنْسَان ُ إل َّا لِأ ُنْسِهِ وَل َا ال ْق َل ْبُ إل َّا أ َ ن َّهُ يَتَق َل َّبُ ف َأ َم َّا الش ُّرُوط ُ ال َّتِي يَتَوَف َّرُ ب ِهَا عِل ْمُ ا لط َّا لِب ِ<br />
وَيَنْتَه ِي مَعَهَا ك َمَال ُ ا لر َّ اغِب ِ مَعَ مَا يُل َاحَظ ُ ب ِهِ مِنْ الت َّوْفِيق ِ وَ يَمُد ُّ ب ِهِ مِنْ ا ل ْمَعُو نَةِ ف َتِسْعَة ُ شُرُوطٍ<br />
يُدْ ر ِكُ ب ِهِ حَق َا ئِقَ ال ْأ ُمُور ِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
:ا ل ْفِط ْنَة ُ ال َّتِي يَتَصَو َّرُ ب ِهَا غ َوَ امِضَ ا ل ْعُل ُوم ِ .<br />
وَالث َّالِث ُ : ا لذ َّك َاءُ ال َّذِي يَسْتَقِر ُّ ب ِهِ حِف ْظ ُ مَا تَصَو َّرَهُ وَف َهْمُ مَا عَلِمَهُ<br />
وَالر َّاب ِعُ : الش َّهْوَة ُ ال َّتِي يَدُومُ ب ِهَا الط َّل َبُ وَل َا يُسْر ِ عُ إل َيْهِ ال ْمَل َ ل ُ .<br />
:<br />
.<br />
أ َحَدُهَا<br />
: ال ْعَق ْل ُ ال َّذِي
وَ ال ْ خَامِسُ : ا لِاك ْتِف َاءُ ب ِمَاد َّةٍ تُغْن ِيهِ عَنْ ك َل َفِ ا لط َّل َب ِ .<br />
وَ الس َّادِ سُ<br />
وَ الس َّا ب ِعُ<br />
: وَالث َّامِنُ<br />
: ا ل ْف َرَا غ ُ ال َّذِي يَك ُون ُ مَعَهُ ا لت َّوَف ُّرُ وَيَ حْصُ ل ُ ب ِهِ الِاسْتِك ْث َارُ .<br />
: عَدَمُ ا ل ْق َوَاطِع ِا ل ْمُذ ْهِل َةِ مِنْ هُمُوم ٍ ، وَأ َمْرَاض ٍ .<br />
ط ُول ُ ا ل ْعُمُر ِ وَ ات ِّسَا عُ ا ل ْمُد َّةِ ؛ لِيَنْتَه ِيَ ب ِالِاسْتِك ْث َار ِ إل َى مَرَا تِب ِ ا ل ْك َمَال ِ .<br />
وَالت َّاسِعُ : ا لظ َّف َرُ ب ِعَالِم ٍ سَمْ ح ٍ ب ِعِل ْمِهِ مُتَأ َن ٍّ فِي تَعْلِيمِهِ .<br />
ف َإ ِذ َا اسْتَك ْمَ ل َ هَذِهِ ا لش ُّرُوط َ الت ِّسْعَة َ ف َهُوَ أ َسْعَدُ ط َا لِب ٍ ، وَأ َ نْجَ حُ مُتَعَل ِّم ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ : يَ حْتَاجُ ط َا لِبُ ا ل ْعِل ْم ِ إل َى أ َرْ بَع ٍ<br />
وَ تَمَامُهَا فِي ا ل ْخَامِسَةِ مُعَل ِّ مٌ نَاصِ حٌ .<br />
: مُد َّة ٌ وَج ِد َّة ٌ وَق َر ِيحَة ٌ وَشَهْوَ ٌة .<br />
أ َدَبُ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ ف َصْ ل ٌ : وَسَأ َذ ْك ُرُ ط َرَف ًا مِم َّا يَتَأ َد َّبُ ب ِهِ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ وَيَك ُون ُ عَل َيْهِ ا ل ْعَا لِمُ .<br />
اعْل َمْ أ َن َّ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ تَمَل ُّق ًا وَتَذ َل ُّل ًا ف َإ ِن ْ اسْتَعْمَل َهُمَا غ َن ِمَ ، وَ إ ِن ْ تَرَك َهُمَا حُر ِمَ ؛ لِأ َن َّ الت َّمَل ُّقَ لِل ْعَا لِم ِ يُظ ْه ِرُ مَك ْنُون َ عَمَلِهِ ،<br />
وَا لت َّذ َل ُّ ل َ ل َهُ سَبَبٌ لِإ ِدَ امَةِ صَبْر ِهِ .<br />
وَ ب ِإ ِظ ْهَار ِ مَك ْنُو ن ِهِ تَك ُون ُ ا ل ْف َائِدَة ُ وَ ب ِاسْتِدَ امَةِ صَبْر ِهِ يَك ُون ُا ل ْإ ِك ْث َا رُ .<br />
وَق َدْ رَوَى مُعَاذ ٌ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ل َيْسَ مِنْ أ َخْل َا ق ِا ل ْمُؤْمِن ِ ا ل ْمَل َقُ إل َّا فِي ط َل َب ِا ل ْعِل ْم ِ { .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
} :<br />
ذ َل َل ْت ط َالِبًا ف َعَزَزْت مَط ْل ُوبًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ل َمْيَ حْتَمِ ل ْ ذ ُل َّ ا لت َّعَل ُّم ِ سَاعَة ً بَقِيَ فِي ذ ُل ِّ ال ْ جَهْ ل ِ أ َبَدًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ حُك َمَاءِ ال ْف ُرْس ِ ؛ إذ َا ق َعَدْت ، وَ أ َنْتَ صَغِيرٌ حَيْث ُ تُ حِب ُّ ق َعَدْت ، وَ أ َنْتَ ك َب ِيرٌ حَيْث ُ ل َا تُ حِب ُّ .<br />
ث ُ م َّ لِيَعْر ِفَ ل َهُ ف َضْ ل َ عِل ْمِهِ وَ لِيَشْك ُرَ ل َهُ جَمِي ل َ فِعْلِهِ ف َق َدْ رَوَتْ عَا ئِشَة ُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
أ َ ن َّهُ ق َال َ مَنْ وَق َّرَ عَالِمًا ف َق َدْ وَق َّرَ رَ ب َّهُ { .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ل َا يَعْر ِفُ ف َضْ ل َ أ َهْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا أ َهْ ل ُا ل ْف َضْ ل ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : إن َّ ا ل ْمُعَل ِّمَ وَالط َّب ِيبَ كِل َاهُمَا ل َا يَنْصَ حَانِ إذ َا هُمَا ل َمْ يُك ْرَمَا ف َاصْب ِرْ لِدَ ائِك إن ْ أ َهَنْت ط َب ِيبَهُ<br />
وَاصْب ِرْ لِجَهْلِك إن ْ جَف َوْت مُعَل ِّمَا وَل َا يَمْنَعُهُ مِنْ ذ َلِكَ عُل ُو ُّ مَنْز ِ ل َتِهِ إن ْ ك َانَتْ ل َهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َا ل ْعَالِمُ خَامِل ًا ؛ ف َإ ِن َّ ا ل ْعُل َمَاءَ<br />
ب ِعِل ْمِه ِمْ ق َدْ اسْتَ حَق ُّو ا ا لت َّعْظِيمَ ل َا ب ِا ل ْق ُدْرَةِ وَا ل ْمَال ِ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ يْدٍ ل َا تَ حْقِرَن َّ عَالِمًا وَ إ ِن ْ خَلِق َتْأ َ ث ْوَا بُهُ<br />
:<br />
ذِي أ َدَب ٍ مُهَذ َّب ِ ا لر َّ أ ْي ِ فِي ط َرَ ا ئِقِهِ ف َال ْمِسْكُ بَي ِّنًا تَرَ اهُ مُمْتَهَنًا ب ِفِهْر ِ عَط َّار ِهِ<br />
فِي عُيُونِ رَ امِقِهِ وَانْظ ُرْ إ ل َيْهِ ب ِعَيْن ِ<br />
وَسَاحِقِهِ حَت َّى تَرَ اهُ فِي عَار ِضَيْ مَلِكٍ وَمَوْضِعُ ا لت َّاج ِ مِنْ مَف َار ِقِهِ وَل ْيَك ُنْ مُق ْتَدِيًا ب ِه ِمْ فِي أ َخْل َاقِه ِمْ ، مُتَشَب ِّهًا ب ِه ِمْ فِي<br />
جَمِيع ِ أ َف ْعَالِه ِمْ ؛ لِيَصِيرَ ل َهَا آلِف ًا ، وَعَل َيْهَا نَاشِئ ًا ، وَلِمَا خَال َف َهَا مُجَان ِبًا .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
} خِيَا رُ شُب َّان ِك ُمْ ا ل ْمُتَشَب ِّهُون َ ب ِشُيُوخِك ُمْ وَشِرَ ا رُ شُيُوخِك ُمْ ا ل ْمُتَشَب ِّهُون َ ب ِشُب َّان ِك ُمْ<br />
. {<br />
وَرَوَى ا بْنُ عُمَرَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } مَنْ تَشَب َّهَ ب ِق َوْم ٍ ف َهُوَ مِنْهُمْ { .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ يْدٍ :ا ل ْعَالِمُ ا ل ْعَاقِ ل ُ ا بْنُ نَف ْسِهِ أ َغ ْنَاهُ ج ِنْسُ عِل ْمِهِ عَنْ ج ِنْسِهِ ك ُنْ ا بْنَ مَنْ<br />
شِئ ْت وَك ُنْ مُؤَد َّبًا ف َإ ِن َّمَا ال ْمَرْءُ ب ِف َضْ ل ِ ك َيْسِهِ وَ ل َيْسَ مَنْ تُك ْر ِمُهُ لِغَيْر ِهِ مِث ْ ل َ ال َّذِي تُك ْر ِمُهُ لِنَف ْسِهِ وَل ْيَحْذ َرْ ا ل ْمُتَعَل ِّمُا ل ْبَسْط َ<br />
عَل َى مَنْ يُعَل ِّمُهُ وَ إ ِن ْ آ نَسَهُ ، وَال ْإ ِدْل َال َ عَل َيْهِ وَ إ ِن ْ تَق َد َّمَتْ صُ حْبَتُهُ .
قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ : مَنْ أ َذ َل ُّ الن َّا س ِ ؟ ف َق َال َ :عَالِ مٌ يَجْر ِي عَل َيْهِ حُك ْمُ جَاهِ ل ٍ .<br />
} وَك َل َّمَتْ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ جَار ِ يَة ٌ مِنْ الس َّبْي ِ ف َق َال َ ل َهَا<br />
:<br />
حَاتِم ٍ .<br />
ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
مَنْ أ َ نْتِ ؟ ف َق َال َتْ<br />
: ب ِنْتُ ا لر َّجُ ل ِ ال ْجَوَادِ<br />
ارْحَمُوا عَز ِ يزَ ق َوْم ٍ ذ َل َّ ، ارْحَمُوا غ َن ِيا اف ْتَق َرَ ، ارْحَمُوا عَالِمًا ضَا عَ بَيْنَ ال ْ جُه َّال ِ<br />
. {<br />
وَل َا يُظ ْه ِرُ ل َهُ الِاسْتِك ْف َاءَ مِنْهُ وَالِاسْتِغْنَاءَ عَنْهُ ، ف َإ ِن َّ فِي ذ َ لِكَ ك ُف ْرًا لِن ِعْمَتِهِ ، وَ اسْتِ خْف َاف ًا ب ِ حَق ِّهِ .<br />
وَرُب َّمَا وَجَدَ بَعْضُ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ ق ُو َّة ً فِي نَف ْسِهِ لِ جَوْدَةِ ذ َك َا ئِهِ وَحِدَةِ خَاطِر ِهِ ، ف َق َصَدَ مَنْ يُعَل ِّمُهُ ب ِا ل ْإ ِعْنَاتِ ل َهُ وَا لِاعْتِرَ اض ِ<br />
عَل َيْهِ إزْرَاءً ب ِهِ وَتَبْكِيتًا ل َهُ ، ف َيَك ُون ُ ك َمَنْ تَق َد َّمَ فِيهِ ا ل ْمَث َ ل ُ ا لس َّا ئِرُ لِأ َب ِي ال ْبَط ْحَاءِ<br />
سَاعِدُهُ رَمَان ِي وَهَذِهِ مِنْ مَصَا ئِب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
أ ُعَل ِّمُهُ ا لر ِّمَا يَة َ ك ُ ل َّ يَوْم ٍ ف َل َم َّا اشْتَ د َّ<br />
وَانْعِك َاس ِ حُظ ُوظِه ِمْ أ َن ْ يَصِيرُو ا عِنْدَ مَنْ يُعَل ِّمُوهُ مُسْتَ جْهَلِينَ ، وَعِنْدَ مَنْ ق َد َّمُوهُ مُسْتَرْذ َ لِينَ .<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ : وَ إ ِن َّ عَنَاءً أ َن ْ تُعَل ِّمَ جَاهِل ًا ف َيَ حْسَبُ أ َهْل ًا أ َ ن َّهُ مِنْك أ َعْل َمُ مَتَى يَبْل ُغ ُ ال ْبُنْيَان ُ يَوْمًا تَمَامَهُ إذ َا<br />
ك ُنْت تَبْن ِيهِ وَغ َيْرُك يَهْدِمُ مَتَى يَنْتَه ِي عَنْ سَي ِّئٍ مَنْ أ َتَى ب ِهِ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ مِنْهُ عَل َيْهِ تَنَد ُّمُ وَق َدْ رَج َّ حَ ك َثِيرُ مِنْ ال ْحُك َمَاءِ حَق َّ<br />
ا ل ْعَا لِم ِ عَل َى حَق ِّا ل ْوَا لِدِ حَت َّى ق َال َ بَعْضُهُمْ يَا ف َاخِرًا لِلس َّف َاهِ ب ِا لس َّل َفِ وَ تَار ِك ًا لِل ْعَل َاءِ وَ الش َّرَفِ آ بَاءُ أ َجْسَادِ نَا هُمْ سَبَبٌ<br />
ل َأ َن ْ جُعِل ْنَا عَرَا ئِضَ ا لت َّل َفِ مَنْ عَل َّمَ ا لن َّا سَ ك َان َ خَيْرَ أ َب ٍ ذ َ اكَ أ َبُو ا لر ُّوح ِ ل َا أ َبُو ا لن ُّط َفِ وَل َا يَنْبَغِي لِل ْمُتَعَل ِّم ِ أ َن ْ يَبْعَث َهُ<br />
مَعْر ِف َة ُ ا ل ْ حَق ِّ ل َهُ عَل َى ق َبُول ِ الش ُّبْهَةِ مِنْهُ ، وَل َا يَدْعُوهُ تَرْكُ ال ْإ ِعْنَاتِ ل َهُ عَل َى ا لت َّق ْلِيدِ فِيمَا أ َخَذ َ عَنْهُ ، ف َإ ِ ن َّهُ رُب َّمَا غ َل َا بَعْضُ<br />
ال ْأ َتْبَاع ِ فِي عَا لِمِه ِمْ حَت َّى يَرَوْا أ َن َّ ق َوْ ل َهُدَلِي ل ٌ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَسْتَدِل َّ ، وَ أ َن َّ اعْتِق َادَهُ حُ ج َّة ٌ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَ حْتَ ج َّ ، ف َيُف ْضِي ب ِه ِمْ<br />
ال ْأ َمْرُ إل َى الت َّسْلِيم ِ ل َهُ فِيمَا أ َخَذ َ مِنْهُ ف َل َا يَبْعُدُ أ َن ْ تَبْط ُ ل َ تِل ْكَ ا ل ْمَق َا ل َة َ إن ْا نْف َرَدَتْ أ َوْ يَ خْرُجَ أ َهْل ُهَا مِنْ عِدَ ادِ ا ل ْعُل َمَاءِ فِيمَا<br />
شَارَك َتْ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ ل َا يَرَى ل َهُمْ مَنْ يَأ ْخُذ ُ عَنْهُمْ مَا ك َانُوا يَرَوْ نَهُ لِمَنْ أ َخَذ ُو ا عَنْهُ ف َ يُط َا لِبُهُمْ ب ِمَا ق َص َّرُوا فِيهِ ف َيَضْعُف ُو ا عَنْ<br />
إ بَا نَتِهِ ، وَ يَعْ ج ِزُو ا عَنْ نُصْرَ تِهِ ، ف َيَذ ْهَبُو ا ضَا ئِعِينَ وَ يَصِيرُو ا عَ جَزَة ً مَضْعُوفِينَ .<br />
وَ ل َق َدْ رَأ َيْت مِنْ هَذِهِ ا لط َّبَق َةِ رَجُل ًا يُنَاظِرُ فِي مَ جْلِس ِ حَف ْ ل ٍ وَق َدْ اسْتَدَل َّ عَل َيْهِ ال ْخَصْمُ ب ِدَ ل َا ل َةٍ صَ حِي حَةٍ ف َك َان َ جَوَ ا بُهُ عَنْهَا<br />
: أ َن ْ ق َال َ<br />
إن َّ هَذِهِدَل َال َة ٌ ف َاسِدَة ٌ ، وَجْهُ ف َسَادِهَا أ َن َّ شَيْخِي ل َمْ يَذ ْك ُرْهَا وَمَا ل َمْ يَذ ْك ُرْهُ ا لش َّيْ خُ ل َا خَيْرَ<br />
ف َأ َمْسَكَ عَنْهُ ا ل ْمُسْتَدِل ُّ تَعَج ُّبًا<br />
وَق َدْ<br />
؛ وَلِأ َن َّ شَيْ خَهُ ك َان َ مُحْتَشِمًا .<br />
فِيهِ .<br />
حَضَرَتْ ط َا ئِف َة ٌ يَرَوْن َ فِيهِ مِث ْ ل َ مَا رَأ َى هَذ َا ا ل ْ جَاهِ ل ُ ، ث ُ م َّ أ َق ْبَ ل َ ا ل ْمُسْتَدِل ُّ عَل َي َّ وَق َال َ لِي :وَا َلل َّهِ ل َق َدْ أ َف ْحَمَن ِي ب ِ جَهْلِهِ<br />
وَ صَارَ سَائِرُ الن َّا س ِ ا ل ْمُبَر َّ ئِينَ مِنْ<br />
هَذِهِ ا ل ْجَهَا ل َةِ مَا بَيْنَ مُسْتَهْز ِئ ٍ وَمُتَعَج ِّب ٍ ، وَمُسْتَعِيذٍ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ جَهْ ل ٍ مُغْر ِب ٍ .<br />
ف َهَ ل ْ رَأ َيْت ك َذ َ لِكَ عَالِمًا أ َوْغ َ ل َ فِيال ْ جَهْ ل ِ ، وَ أ َدَل َّ عَل َى قِل َّةِ ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ مُعْتَدِل َ ا لر َّ أ ْي ِ فِيمَنْ يَأ ْخُذ ُ عَنْهُ ، مُتَوَس ِّط َ ا لِاعْتِق َادِ مِم َّنْ يَتَعَل َّمُ مِنْهُ ، حَت َّى ل َا يَ حْمِل َهُ ال ْإ ِعْنَاتُ عَل َى<br />
اعْتِرَاض ِ ا ل ْمُبَك ِّتِينَ ، وَل َا يَبْعَث ُهُ ا ل ْغُل ُو ُّ عَل َى تَسْلِيم ِ ال ْمُق َل َّدِينَ ، بَر ِئَ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ مِنْ ا ل ْمَذ َم َّتَيْن ِ ،<br />
:<br />
وَسَلِمَ ا ل ْعَا لِمُ مِنْ ال ْ ج ِهَتَيْن ِ .<br />
وَ ل َيْسَ ك َث ْرَة ُ الس ُّؤَال ِ فِيمَا ال ْتَبَسَ إعْنَاتًا ، وَل َا ق َبُول ُ مَا صَ ح َّ فِي ا لن َّف ْس ِ تَق ْلِيدً ا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ال ْعِل ْمُ خَزَائِنُ وَمِف ْتَاحُهُ الس ُّؤَال ُ ف َاسْأ َل ُوا - رَحِمَك ُمْ ا لل َّهُ -<br />
ف َإ ِن َّمَا يُؤْجَرُ فِي ا ل ْعِل ْم ِث َل َاث َة ٌ<br />
:ا ل ْق َائِ ل ُ وَا ل ْمُسْتَمِعُ وَا ل ْآخِذ ُ { .<br />
. {<br />
} :<br />
وَق َال َ عَل َيْهِ ا لص َّل َاة ُ وَالس َّل َامُ هَل َّا سَأ َ ل ُو ا إذ َا ل َمْ يَعْل َمُو ا ف َإ ِن َّمَا شِف َاءُ ا ل ْعِي ِّ الس ُّؤَ ال ُ<br />
ف َأ َمَرَ ب ِالس ُّؤَال ِ وَحَث َّ عَل َيْهِ ، وَنَهَى آخَر ِ ينَ عَنْ الس ُّؤَال ِ وَزَجَرَ عَنْهُ ، ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
أ َنْهَاك ُمْ عَنْ قِي ل َ
وَق َال َ وَك َث ْرَةِ ا لس ُّؤَ ال ِ وَإ ِ ضَاعَةِ ا ل ْمَال ِ { .<br />
:<br />
وَق َال َ عَل َيْهِ ا لص َّل َاة ُوَالس َّل َامُ } إي َّاك ُمْ وَك َث ْرَة َ الس ُّؤَال ِ ف َإ ِن َّمَا هَل َكَ مَنْ ق َبْل َك ُمْ ب ِك َث ْرَةِ ا لس ُّؤَ ال ِ { .<br />
وَ ل َيْسَ هَذ َا مُخَالِف ًا لِل ْأ َو َّل ِ وَإ ِن َّمَا أ َمَرَ ب ِالس ُّؤَال ِ مَنْ ق َصَدَ ب ِهِ عِل ْمَ مَا جَه ِ ل َ ، وَنَهَى عَنْهُ مَنْ ق َصَدَ ب ِهِ إعْنَاتَ مَا سَمِعَ ،<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا لس ُّؤَ ال ُ فِي مَوْ ضِعِهِ أ َزَال َ الش ُّك ُوكَ وَنَف َى الش ُّبْهَة َ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
وَرَوَى نَافِعٌ عَنْ ا بْن ِ<br />
:<br />
ب ِمَ ن ِل ْت هَذ َا ا ل ْعِل ْمَ ؟ ق َال َ<br />
عُمَرَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
وَ أ َنْشَدَ ا ل ْمُبَر ِّدُ عَنْ أ َب ِي سُل َيْمَان َ ا ل ْغَنَو ِي ِّ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
.<br />
ب ِلِسَانٍ سَئ ُول ٍ وَق َل ْب ٍ عُق ُول ٍ .<br />
} حُسْنُ الس ُّؤَال ِ ن ِصْفُ ا ل ْعِل ْم ِ { .<br />
: ف َسَ ل ْ ال ْف َقِيهَ تَك ُنْ ف َقِيهًا مِث ْل َهُ ل َا خَيْرَ فِي عِل ْم ٍ ب ِغَيْر ِ تَدَب ُّر ِ وَإ ِذ َا تَعَس َّرَتْ ا ل ْأ ُمُو رُ<br />
ف َأ َرْج ِهَا وَعَل َيْك ب ِا ل ْأ َمْر ِ ال َّذِي ل َمْ يَعْسِر ِ وَل ْيَأ ْخُذ ْ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ حَظ َّهُ مِم َّنْ وَجَدَ ط ُل ْبَتَهُ عِنْدَهُ مِنْ نَب ِيهٍ وَخَامِ ل ٍ ، وَل َا يَط ْل ُبُ<br />
الص ِّيتَ وَحُسْنَ الذ ِّك ْر ِ ب ِا ت ِّبَا ع ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ مِنْ ا ل ْعُل َمَاءِ إذ َا ك َان َ ا لن َّف ْعُ ب ِغَيْر ِهِمْ أ َعَم َّ ، إل َّا أ َن ْ يَسْتَو ِيَ ا لن َّف ْعَانِ ف َيَك ُون ُ<br />
ال ْأ َخْذ ُ عَم َّنْ ا ُشْتُه ِرَ ذِك ْرُهُ وَارْ تَف َعَ ق َدْ رُهُ أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ ا لِانْتِسَابَ إ ل َيْهِ أ َجْمَ ل ُ وَا ل ْأ َخْذ َ عَنْهُ أ َشْهَرُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ إذ َا أ َنْتَ ل َمْ يُشْه ِرْك عِل ْمُك ل َمْ تَج ِدْ لِعِل ْمِك مَخْل ُوق ًا مِنْ ا لن َّا س ِ يَق ْبَل ُهْ وَ إ ِن ْ صَانَك ال ْعِل ْمُ ال َّذِي ق َدْ<br />
حَمَل ْته أ َ تَاك ل َهُ مَنْ يَجْتَن ِيهِ وَيَ حْمِل ُهْ وَإ ِذ َا ق َرُبَ مِنْك ال ْعِل ْمُ ف َل َا تَط ْل ُبُ مَا بَعُدَ ، وَإ ِذ َا سَهُ ل َ مِنْ وَجْهٍ ف َل َا تَط ْل ُبُ مَا صَعُبَ<br />
وَإ ِذ َا حَمِدْتَ مَنْ خَب َّرْ تَهُ ف َل َا تَط ْل ُبُ مَنْ ل َمْتَ خْتَب ِرْهُ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْعُدُول َ عَنْ ال ْق َر ِيب ِ إل َى ا ل ْبَعِيدِعَنَاءٌ ، وَ تَرْكَا ل ْأ َسْهَ ل ِ<br />
ب ِا ل ْأ َ صْعَب ِ بَل َاءٌ ، وَالِانْتِق َال َ مِنْ ا ل ْمَخْبُور ِ إل َى غ َيْر ِهِ خَط َ ٌر .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
: عُق ْبَىا ل ْأ َخْرَ ق ِ مَضَر َّة ٌ ، وَا ل ْمُتَعَس ِّفُ ل َا تَدُومُ ل َهُ مَسَر َّ ٌة .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ال ْق َصْدُ أ َسْهَ ل ُ مِنْ الت َّعَس ُّفِ ، وَا ل ْك َف ُّ أ َوْدَ عُ مِنْ ا لت َّك َل ُّفِ .<br />
وَرُب َّمَا تَتْبَعُ نَف ْسُ ال ْإ ِنْسَانِ مَنْ بَعُدَ عَنْهُ اسْتِهَا نَة ً ب ِمَنْ ق َرُبَ مِنْهُ ، وَط َل َبَ مَا صَعُبَ احْتِق َارًا لِمَا سَهُ ل َ عَل َيْهِ ، وَا نْتَق َ ل َ إل َى<br />
مَنْ ل َمْ يُخْب ِرْهُ مَل َل ًا لِمَنْ خَبَرَهُ ، ف َل َا يُدْر ِكْ مَحْبُوبًا وَل َا يَظ ْف َرْ ب ِط َائِ ل ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ا ل ْعَرَبُ فِي أ َمْث َالِهَا : ا ل ْعَالِمُ ك َال ْك َعْبَةِ يَأ ْ تِيهَا ال ْبُعَدَاءُ ، وَ يَزْهَدُ فِيهَا ال ْق ُرَبَاءُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ شُيُوخِنَا لِمَسِي ح ِ بْن ِ حَاتِم ٍ ل َا تَرَى عَالِمًا يَحِ ل ُّ ب ِق َوْم ٍ ف َيُ حِل ُّوهُ غ َيْرَ دَ ار ِ ال ْهَوَانِ ق َ ل َّ مَا تُوجَدُ ا لس َّل َامَة ُ<br />
وَ الص ِّ ح َّة ُ مَ جْمُوعَتَيْن ِ فِي إنْسَانِ ف َإ ِذ َا حَل َّتَا مَك َا نًا سَ حِيق ًا ف َهُمَا فِي ا لن ُّف ُو س ِ مَعْشُوق َتَانِ هَذِهِ مَك َّة ُ ا ل ْمَن ِيعَة ُ بَيْتُ ا لل َّهِ يَسْعَى<br />
لِحَج ِّهَا ا لث َّق َل َانِ وَيُرَى أ َزْهَدُ ا ل ْبَر ِ ي َّةِ فِيا ل ْحَ ج ِّ ل َهَا أ َهْل َهَا لِق ُرْب ِ ا ل ْمَك َانِ<br />
ف َ صْ ل ٌ ف َأ َم َّا مَا يَ ج ِبُ أ َن ْ يَك ُون َ عَل َيْهِ ا ل ْعُل َمَاءُ مِنْ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ ال َّتِي ب ِه ِمْ أ َ ل ْيَقُ ، وَ ل َهُمْ أ َ ل ْزَمُ ، ف َا لت َّوَاضُعُ وَمُجَا نَبَة ُ ال ْعُجْب ِ ؛<br />
لِأ َن َّ الت َّوَا ضُعَ عَط ُوفٌ وَال ْعُجْبَ مُنَف ِّرٌ .<br />
وَهُوَ ب ِك ُ ل ِّ أ َحَدٍ ق َب ِيحٌ وَب ِا ل ْعُل َمَاءِ أ َق ْبَ حُ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ ب ِه ِمْ يَق ْتَدُون َ وَك َثِيرًا مَا يُدَاخِل ُهُمْ ال ْإ ِعْ جَابُ لِتَوَح ُّدِهِمْ ب ِف َضِيل َةِ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَ ل َوْ أ َن َّهُمْ نَظ َرُو ا حَق َّ ا لن َّظ َر ِ وَعَمِل ُو ا ب ِمُوج ِب ِ ا ل ْعِل ْم ِ ل َك َان َ ا لت َّوَا ضُعُ ب ِه ِمْ أ َوْل َى ، وَمُجَا نَبَة ُ ا ل ْعُجْب ِ ب ِه ِمْ أ َحْرَى ؛ لِأ َن َّ<br />
ال ْعُجْبَنَق ْصٌ يُنَافِي ا ل ْف َضْ ل َ ل َا سِي َّمَا مَعَ ق َوْل ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ ال ْعُجْبَ ل َيَأ ْك ُ ل ُ ال ْ حَسَنَاتِ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ<br />
ا لن َّا رُ ا ل ْ حَط َبَ<br />
} :<br />
. {<br />
ف َل َا يَفِي مَا أ َدْ رَك ُوهُ مِنْ ف َضِيل َةِ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِمَا ل َ حِق َهُمْ مِنْ نَق ْص ِ ال ْعُجْ ِب .
وَق َدْ رَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عُمَرَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } ق َلِي ل ُا ل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ مِنْ<br />
ك َثِير ِ ا ل ْعِبَادَةِ .<br />
وَك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ عِل ْمًا إذ َا عَبَدَ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ ، وَك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ جَهْل ًا إذ َا أ ُعْج ِبَ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
:<br />
تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ وَ تَعَل َّمُو ا لِل ْعِل ْم ِ ا لس َّكِينَة َوَ ال ْ حِل ْمَ وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَل ِّمُون َ<br />
وَل ْيَتَوَاضَعْ ل َك ُمْ مَنْ تُعَل ِّمُو نَهُ ، وَل َا تَك ُونُوا مِنْ جَبَا ب ِرَةِ ا ل ْعُل َمَاءِ ف َل َا يَق ُومُ عِل ْمُك ُمْ ب ِجَهْلِك ُمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ مَنْ تَك َب َّرَ ب ِعِل ْمِهِ وَ تَرَف َّعَ وَ ضَعَهُ ا لل َّهُ ب ِهِ ، وَمَنْ تَوَا ضَعَ ب ِعِل ْمِهِ رَف َعَهُ ب ِهِ .<br />
وَعِل َّة ُ إعْ جَا ب ِه ِمْ انْصِرَ افُ نَظ َر ِهِمْ إل َى ك َث ْرَةِ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ ال ْ جُه َّال ِ ، وَانْصِرَافُ نَظ َر ِهِمْ عَم َّنْ ف َوْق َهُمْ مِنْ ا ل ْعُل َمَاءِ ف َإ ِ ن َّهُ<br />
ل َيْسَ مُتَنَاهٍ فِيا ل ْعِل ْم ِ إل َّا وَسَيَ ج ِدُ مَنْ هُوَ أ َعْل َمُ مِنْهُ إذ ْ ال ْعِل ْمُ أ َك ْث َرُ مِنْ أ َن ْ يُحِيط َ ب ِهِ بَشَرٌ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
يَعْن ِي فِيا ل ْعِل ْم ِ<br />
: } نَرْف َعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ { .<br />
:<br />
} وَف َوْ قَ ك ُ ل ِّ ذِي عِل ْم ٍ عَلِي مٌ<br />
ق َال َ {<br />
أ َهْ ل ُ ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ : ف َوْ قَ ك ُ ل ِّ ذِي عِل ْم ٍ مَنْ هُوَ أ َعْل َمُ مِنْهُ حَت َّى يَنْتَه ِيَ ذ َ لِكَ إل َى ا لل َّهِ تَعَال َى وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ا ل ْحُك َمَاءِ<br />
ك ُ ل َّ ا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />
: ك ُ ل ُّ الن َّا س ِ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَا رَأ َيْت مِث ْلِي وَمَا أ َشَاءُ أ َن ْ أ َل ْق َى رَجُل ًا أ َعْل َمَ مِن ِّي إل َّا ل َقِيتُهُ .<br />
ل َمْ يَذ ْك ُرْا لش َّعْب ِي ُّ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ تَف ْضِيل ًا لِنَف ْسِهِ ف َيُسْتَق ْبَ حُ مِنْهُ ، وَإ ِن َّمَا ذ َك َرَهُ تَعْظِيمًا لِل ْعِل ْم ِ عَنْ<br />
أ َن ْ يُ حَاط َ ب ِهِ .<br />
مَنْ يَعْر ِفُ<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ عَلِمَ أ َن ْ يَنْظ ُرَ إل َى نَف ْسِهِ ب ِتَق ْصِير ِ مَا ق َص َّرَ فِيهِ لِيَسْل َمَ مِنْ عُ جْب ِ مَا أ َدْرَكَ مِنْهُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إذ َا عَلِمْت ف َل َا تُف َك ِّرْ فِي ك َث ْرَةِ مَنْ دُونَك مِنْ ال ْ جُه َّال ِ ، وَل َكِنْ ا ُنْظ ُرْ إل َى مَنْ ف َوْق َك مِنْ<br />
ا ل ْعُل َمَاءِ ، وَأ َنْشَدْت لِا بْن ِ ا ل ْعَمِيدِ<br />
ب ِهِ<br />
:<br />
.<br />
مَنْ شَاءَ عَيْشًا هَن ِيئ ًا يَسْتَفِيدُ ب ِهِ فِي دِين ِهِ ث ُ م َّ فِي دُ نْيَاهُ إق ْبَال َا ف َل ْيَنْظ ُرَن َّ إل َى مَنْ ف َوْق َهُ<br />
أ َدَبًاوَ ل ْيَنْظ ُرَن َّ إل َى مَنْ دُو نَهُ مَال َا وَق َل َّمَا تَج ِدُ ب ِا ل ْعِل ْم ِ مُعْجَبًا وَب ِمَا أ َدْرَكَ مُف ْتَخِرًا ، إل َّا مَنْ ك َان َ فِيهِ مُقِلًّا وَمُق َص ِّرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ<br />
يَجْهَ ل ُ ق َدْرَهُ ، وَيَ حْسَبُ أ َ ن َّهُ نَال َ ب ِالد ُّخُول ِ فِيهِ أ َك ْث َرَهُ .<br />
ف َأ َم َّا مَنْ ك َان َ فِيهِ مُتَوَج ِّهًا وَمِنْهُ مُسْتَك ْثِرًا ف َهُوَ يَعْل َمُ مِنْ بُعْدِ غ َا يَتِهِ ، وَ ا ل ْعَ جْز ِ عَنْ إدْرَ اكِ ن ِهَا يَتِهِ ، مَا يَصُد ُّهُ عَنْ ال ْعُجْ ِب<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّعْب ِي ُّ : ال ْعِل ْمُ ث َل َا ث َة ُ أ َشْبَار ٍ ف َمَنْ نَال َ مِنْهُ شِبْرًا شَمَ خَ ب ِأ َ نْفِهِ وَظ َن َّ أ َن َّهُ نَا ل َهُ .<br />
وَمَنْ نَال َ الش ِّبْرَ ا لث َّان ِيَ صَغَرَتْ إل َيْهِ نَف ْسُهُ وَعَلِمَ أ َ ن َّهُ ل َمْ يَنَل ْهُ ، وَأ َم َّا ا لش ِّبْرُ الث َّالِث ُ ف َهَيْهَاتَ ل َا يَنَا ل ُهُ أ َحَدٌ أ َبَدًا .<br />
وَمِم َّا أ ُنْذِرُك ب ِهِ مِنْ حَالِي أ َن َّن ِي صَن َّف ْت فِي ا ل ْبُيُو ع ِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ مَا اسْتَط َعْت مِنْ ك ُتُب ِ ا لن َّا س ِ ، وَأ َجْهَدْت فِيهِ<br />
نَف ْسِي وَك َدَدْت فِيهِ خَاطِر ِي ، حَت َّى إذ َا تَهَذ َّبَ وَ اسْتَك ْمَ ل َ وَكِدْت أ َعْ جَبُ ب ِهِ وَتَصَو َّرْت أ َن َّن ِي أ َشَد ُّ الن َّا س ِ ا ضْطِل َاعًا<br />
ب ِعِل ْمِهِ ، حَضَرَن ِي ، وَأ َنَا فِي<br />
مَجْلِسِي أ َعْرَا ب ِي َّانِ ف َسَأ َ ل َان ِي عَنْ بَيْع ٍ عَق َدَاهُ فِي ال ْبَادِ يَةِ عَل َى شُرُوطٍ تَضَم َّنَتْ أ َرْ بَعَ مَسَائِ ل ِ ل َمْ أ َعْر ِفْ لِوَ احِدَةٍ مِنْهُن َّ<br />
جَوَا بًا ، ف َأ َط ْرَق ْت مُف َك ِّرًا ، وَب ِ حَالِي وَحَا لِه ِمَا مُعْتَبَرًا ف َق َا ل َا<br />
؟ ف َق ُل ْت ل َا<br />
ف َق َا ل َا<br />
:<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَاهًا ل َك ، وَانْصَرَف َا .<br />
مَا عِنْدَك فِيمَا سَأ َل ْنَاك جَوَ ا بٌ ، وَأ َ نْتَ زَعِيمُ هَذِهِ ال ْ جَمَاعَةِ<br />
ث ُ م َّ أ َتَيَا مَنْ يَتَق َد َّمُهُ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ك َثِيرٌ مِنْ أ َصْ حَاب ِي ف َسَأ َ ل َاهُ ف َأ َجَا بَهُمَا مُسْر ِعًا ب ِمَا أ َق ْنَعَهُمَا وَا نْصَرَف َا عَنْهُ رَا ضِيَيْن ِ ب ِ جَوَا ب ِهِ<br />
حَامِدَ يْن ِ لِعِل ْمِهِ ، ف َبَقِيت مُرْتَب ِك ًا ، وَب ِ حَالِه ِمَا وَحَالِي مُعْتَب ِرًا وَإ ِن ِّي ل َعَل َى مَا ك ُنْت عَل َيْهِ مِنْ ا ل ْمَسَائِ ل ِ إل َى وَق ْتِي ، ف َك َان َ
ذ َ لِكَ زَاج ِرَ نَصِي حَةٍ وَنَذِيرَ عِظ َةٍ تَذ َ ل َّ ل َ ب ِهَا قِيَادُ ا لن َّف ْس ِ ، وَ انْ خَف َضَ ل َهَا جَنَاحُ ال ْعُجْب ِ ، تَوْفِيق ًا مُن ِ حْتَهُ وَرُشْدًا أ ُو تِيتَهُ .<br />
وَحَق ٌّ عَل َى مَنْ تَرَكَ ال ْعُجْبَ ب ِمَا يُحْسِنُ أ َن ْ يَدَ عَ ا لت َّك َل ُّفَ لِمَا ل َا يُ حْسِنُ .<br />
ف َق َدِيمًا نَهَى ا لن َّا سُ عَنْهُمَا ، وَاسْتَعَاذ ُوا ب ِا َلل َّهِ مِنْهُمَا .<br />
وَمِنْ أ َوْضَ ح ِ ذ َ لِكَ بَيَا نًا اسْتِعَاذ َة ُ ال ْ جَاحِظِ فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ حَيْث ُ يَق ُول ُ : ا لل َّهُ م َّ إن َّا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ فِتْنَةِ ا ل ْق َوْل ِ ك َمَا نَعُوذ ُ<br />
ب ِك مِنْ فِتْنَةِ ا ل ْعَمَ ل ِ ، وَ نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ ا لت َّك َل ُّفِ لِمَا ل َا نُحْسِنُ ، ك َمَا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ ال ْعُجْب ِ ب ِمَا نُحْسِنُ ، وَ نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ<br />
شَر ِّ الس َّل َاط َةِ وَا ل ْهَذ ْر ِ ، ك َمَا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ شَر ِّا ل ْعِي ِّ وَال ْ حَصْر ِ .<br />
وَ نَ حْنُ نَسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ تَعَال َى مِث ْ ل َ مَا اسْتَعَاذ َ ف َل َيْسَ لِمَنْ تَك َل َّفَ مَا<br />
وَمَنْ ك َان َ تَك َل ُّف ُهُ غ َيْرَ مَ حْدُودٍ ف َأ َخْلِقْ ب ِهِ أ َن ْ يَضِ ل َّ وَ يُضِ ل َّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
تَف ْهَمُ .<br />
وَ ل َق َدْ أ َحْسَن زُرَارَة ُ بْنُ زَ يْدٍ حَيْث ُ يَق ُول ُ<br />
:<br />
ل َا يُ حْسِنُغ َايَة ٌ يَنْتَه ِي إل َيْهَا وَل َا حَ د ٌّ يَقِفُ عِنْدَهُ .<br />
مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا تَتَك َل َّمَ فِيمَا ل َا تَعْل َمُ ب ِك َل َام ِ مَنْ يَعْل َمُ ف َحَسْبُك جَهْل ًا مِنْ عَق ْلِك أ َن ْ تَنْطِقَ ب ِمَا ل َا<br />
إذ َا مَا انْتَهَى عِل ْمِي تَنَاهَيْتُ عِنْدَهُ أ َط َال َ ف َأ َمْل َى أ َوْ تَنَاهَى ف َأ َق ْصَرَا وَيُخْب ِرُن ِي<br />
عَنْ غ َا ئِب ِ ا ل ْمَرْءِ فِعْل ُهُ ك َف َى ال ْفِعْل ُ عَم َّا غ َي َّبَ ال ْمَرْءُ مُخْب ِرَا ف َإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ إل َى ا ل ْإ ِحَاط َةِب ِا ل ْعِل ْم ِ سَب ِي ل ٌ ف َل َا عَا رٌ أ َن ْ يَجْهَ ل َ<br />
بَعْضَهُ ، وَإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ فِي جَهْ ل ِ بَعْضِهِ عَا رٌ ل َمْ يَق ْبُحْ ب ِهِ أ َن ْ يَق ُول َ ل َا أ َعْل َمُ فِيمَا ل َيْسَ يَعْل َمُ .<br />
أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ } وَرُو ِيَ<br />
:<br />
: يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َي ُّ ال ْب ِق َا ع ِ خَيْرٌ ، وَأ َي ُّ ال ْب ِق َا ع ِ شَر ٌّ ؟ ف َق َال َ : ل َا أ َدْر ِي حَت َّى أ َسْأ َل َ ج ِبْر ِي ل َ { .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ وَمَا أ َبْرَدَهَا عَل َىا ل ْق َل ْب ِ إذ َا سُئِ ل َ أ َحَدُك ُمْ فِيمَا ل َا يَعْل َمُ أ َن ْ يَق ُول َ ا لل َّهُ أ َعْل َمُ ،<br />
وَ إ ِن َّ ا ل ْعَا لِمَ مَنْ عَرَفَ أ َن َّ مَا يَعْل َمُ فِيمَا ل َا يَعْل َمُ ق َلِي ل ٌ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
.<br />
هَل َكَ مَنْ تَرَكَ ل َا أ َدْر ِي .<br />
إذ َا تَرَكَا ل ْعَا لِمُ ق َوْل َ ل َا أ َدْر ِي أ ُصِيبَتْ مَق َا تِل ُهُ .<br />
: ل َيْسَ لِي مِنْ ف َضِيل َةِ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا عِل ْمِي ب ِأ َن ِّي ل َسْت أ َعْل َمُ .<br />
مَنْ ق َال َ ل َا أ َدْر ِي عَلِمَ ف َدَرَى ، وَمَنْ ا نْتَ حَ ل َ مِم َّا ل َا يَدْر ِي أ ُهْمِ ل َ ف َهَوَى ، وَل َا يَنْبَغِي لِلر َّجُ ل ِ وَ إ ِن ْ<br />
صَارَ فِي ط َبَق َةِ ا ل ْعُل َمَاءِ ال ْأ َف َاضِ ل ِ أ َن ْيَسْتَنْكِفَ مِنْ تَعَل ُّم ِ مَا ل َيْسَ عِنْدَهُ لِيَسْل َمَ مِنْ الت َّك َل ُّفِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
عَلِمْت<br />
- : يَا صَاحِبَا ل ْعِل ْم ِ تَعَل َّمْ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ مَا جَه ِل ْت وَعَل ِّمْ ال ْ جُه َّال َ مَا<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : خَمْ سٌ خُذ ُوهُن َّ عَن ِّي ف َل َوْ رَكِبْتُمْ ال ْف ُل ْكَ مَا وَجَدْتُمُوهُن َّ إل َّا عِنْدِي<br />
يَرْجُوَن َّ أ َحَدٌ إل َّا رَ ب َّهُ ، وَل َا<br />
أ َل َا ل َا :<br />
يَ خَاف َن َّ إل َّا ذ َنْبَهُ ، وَل َا يَسْتَنْكِفْ ا ل ْعَالِمُ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ لِمَا ل َيْسَ عِنْدَهُ وَإ ِذ َا سُئِ ل َ أ َحَدُك ُمْ عَم َّا ل َا يَعْل َمُ ف َل ْيَق ُل ْ ل َا أ َعْل َمُ ، وَمَنْز ِ ل َة ُ<br />
الص َّبْر ِ مِنْ ا ل ْإ ِيمَانِ ب ِمَنْز ِ ل َةِ ا لر َّ أ ْ س ِ مِنْ ال ْجَسَدِ .<br />
:<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ل َوْ ك َان َ أ َحَدُك ُمْ يَك ْتَفِي مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ل َاك ْتَف َى مِنْهُ مُوسَى -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ<br />
ا لس َّل َامُ - ل َم َّا ق َال َ : } هَل ْ أ َ ت َّب ِعُكَ عَل َى أ َن ْ تُعَل ِّمَن ِ مِم َّا عُل ِّمْتَ رُشْدًا { وَقِي ل َ لِل ْ خَلِي ل ِ بْن ِ أ َحْمَدَ : ب ِمَ أ َدْرَك ْت هَذ َا<br />
ا ل ْعِل ْمَ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرَ :<br />
أ َن َّى ل َك هَذ َا ال ْعِل ْمُ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
: ك ُنْت إذ َا ل َقِيتُ عَالِمًا أ َخَذ ْت مِنْهُ ، وَ أ َعْط َيْته .<br />
مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا تَ حْتَقِرَ شَيْئ ًا مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَمِنْ ا ل ْعِل ْم ِ تَف ْضِي ل ُ جَمِيع ِا ل ْعِل ْم ِ وَق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ لِشَر ِ يكٍ :<br />
ل َمْ أ َرْغ َبْ عَنْ ق َلِي ل ٍ أ َسْتَفِيدُهُ ، وَل َمْ أ َبْخَل ْ ب ِك َثِير ٍ أ ُفِيدُهُ .
وَ ل َنْ<br />
عَل َى أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ يَق ْتَضِي مَا بَقِيَ مِنْهُ وَيَسْتَدْعِي مَا تَأ َخ َّرَ عَنْهُ ، وَ ل َيْسَ لِلر َّ اغِب ِ فِيهِق َنَاعَة ٌ ب ِبَعْضِهِ .<br />
وَرَوَى عَوْن ُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ عَنْ ا بْن ِ مَسْعُودٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ : مَنْهُومَانِ ل َا يَشْبَعَانِ : ط َا لِبُ عِل ْم ٍ وَط َا لِبُ دُنْيَا .<br />
أ َم َّا ط َالِبُ ا ل ْعِل ْم ِ ف َإ ِ ن َّهُ يَزْدَ ادُ لِلر َّحْمَن ِ ر ِضًى ، ث ُ م َّ ق َرَ أ َ } إن َّمَا يَخْشَى ا لل َّهَ مِنْ عِبَادِهِ ا ل ْعُل َمَاءُ { .<br />
وَأ َم َّا ط َالِبُ الد ُّنْيَا ف َإ ِ ن َّهُ يَزْدَ ادُ ط ُغْيَانًا ث ُ م َّ ق َرَأ َ : } ك َلًّا إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ل َيَط ْغَى أ َن ْ رَآهُ اسْتَغْنَى {<br />
وَل ْيَك ُنْ مُسْتَقِلًّا لِل ْف َضِيل َةِ مِنْهُ لِيَزْدَ ادَ مِنْهَا ، وَمُسْتَك ْثِرًا لِلن َّقِيصَةِ فِيهِ لِيَنْتَه ِيَ عَنْهَا ، وَل َا يَق ْنَعْ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِمَا أ َدْرَكَ ؛ لِأ َن َّ<br />
ال ْق َنَاعَة َ فِيهِ زُهْ دٌ ، وَ لِلز ُّهْدِ فِيهِتَرْكٌ ، وَ الت َّرْكُ ل َهُ جَهْ ل ٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : عَل َيْك ب ِا ل ْعِل ْم ِ وَا ل ْإ ِك ْث َار ِ مِنْهُ ف َإ ِن َّ ق َلِيل َهُ أ َشْبَهُ شَيْءٍ ب ِق َلِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ ، وَك َثِيرَهُ أ َشْبَهُ شَيْءٍ<br />
يَعِيبَا ل ْخَيْرَ إل َّا ا ل ْقِل َّة ُ ، ف َأ َم َّا ك َث ْرَ تُهُ ف َإ ِن َّهَا أ ُمْن ِيَ ٌة .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مِنْ ف َضْ ل ِ عِل ْمِك اسْتِق ْل َا ل ُك لِعِل ْمِك ، وَمِنْ ك َمَال ِ عَق ْلِك اسْتِظ ْهَارُك عَل َى عَق ْلِك<br />
وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَ جْهَ ل َ مِنْ نَف ْسِهِ مَبْل َغ َ عِل ْمِهَا ، وَل َا يَتَ جَاوَزَ ب ِهَا ق َدْرَ حَق ِّهَا .<br />
ب ِك َثِير ِهِ ،<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَ ل َأ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَا مُق َص ِّرًا ف َيُذ ْعِنُ ب ِا لِا نْقِيَادِ ، أ َوْل َى مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَا مُجَاو ِزًا ، ف َيَك ُف ُّ عَنْ ا لِ ازْدِ يَادِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ جَه ِ ل َ حَال َ<br />
نَف ْسِهِ ك َان َ لِغَيْر ِهَا أ َجْهَ ل َ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا : } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ، مَتَى يَعْر ِفُ ال ْإ ِنْسَان ُ رَ ب َّهُ ؟ ق َال َ : إذ َا عَرَفَ نَف ْسَهُ { .<br />
وَق َدْ ق َس َّمَ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ أ َحْمَدَ أ َحْوَ ال َ ا لن َّا س ِ فِيمَا عَلِمُوهُ أ َوْ جَه ِل ُوهُ أ َرْ بَعَة َ أ َ ق ْسَام ٍ مُتَق َا ب ِل َةٍ ل َا يَخْل ُو ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْهَا ف َق َال َ :<br />
ا لر ِّجَال ُ أ َرْ بَعَ ٌة : رَجُ ل ٌ يَدْر ِي وَيَدْر ِي أ َ ن َّهُ يَدْر ِي ف َذ َ لِكَعَالِ مٌ ف َاسْأ َ ل ُوهُ ، وَرَجُ ل ٌ يَدْر ِي وَل َا يَدْر ِي أ َ ن َّهُ يَدْر ِي ف َذ َلِكَ نَا س ٍ<br />
ف َذ َك ِّرُوهُ ، وَرَجُ ل ٌ ل َا يَدْر ِي وَيَدْر ِي أ َ ن َّهُ ل َا يَدْر ِي ف َذ َ لِكَ مُسْتَرْشِدٌ ف َأ َ رْشِدُوهُ ، وَرَجُ ل ٌ ل َا يَدْر ِي وَل َا يَدْر ِي أ َ ن َّهُ ل َا يَدْر ِي<br />
ف َذ َ لِكَ جَاهِ ل ٌ ف َارْف ُضُوهُ .<br />
وَ أ َنْشَدَ أ َبُو ا ل ْق َاسِم ِ ال ْ آمِدِي ُّ إذ َا ك ُنْت ل َا تَدْر ِي وَ ل َمْ تَك ُنْ ب ِا َل َّذِي يُسَائِ ل ُ مَنْ يَدْر ِي ف َك َيْفَ إذ ًا تَدْر ِي جَه ِل ْت وَ ل َمْ تَعْل َمْ<br />
ب ِأ َن َّك جَاهِ ل ٌ ف َمَنْ لِي ب ِأ َن ْ تَدْر ِي ب ِأ َن َّك ل َا تَدْر ِي إذ َا ك ُنْت مِنْ ك ُ ل ِّ ال ْأ ُمُور ِ مُعَم ِّيًا ف َك ُنْ هَك َذ َا أ َرْضًا يَط َأ ْكَ ال َّذِي يَدْر ِي<br />
وَمِنْ أ َعْ جَب ِ ال ْأ َشْيَاءِ أ َن َّك ل َا تَدْر ِي<br />
وَأ َن َّك ل َا تَدْر ِي ب ِأ َن َّك ل َا تَدْر ِي<br />
}<br />
:<br />
وَل ْيَك ُنْ مِنْ شِيمَتِهِ ا ل ْعَمَ ل ُ ب ِعِل ْمِهِ ، وَحَث ُّ ا لن َّف ْس ِ عَل َى أ َن ْ تَأ ْ تَمِرَ ب ِمَا يَأ ْمُرُ ب ِهِ ، وَل َا يَك ُنْ مِم َّنْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَال َى فِيه ِمْ مَث َ ل ُ<br />
ال َّذِ ينَ حُم ِّل ُو ا ا لت َّوْرَ اة َ ث ُ م َّ ل َمْ يَحْمِل ُوهَا ك َمَث َ ل ِ ال ْ حِمَار ِ يَ حْمِ ل ُ أ َسْف َارً ا { .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ق َتَادَة ُ فِي ق َوْله تَعَا ل َى } وَ إ ِ ن َّهُ ل َذ ُو عِل ْم ٍ لِمَا عَل َّمْنَاهُ يَعْن ِي أ َ ن َّهُ عَامِ ل ٌ ب ِمَا عَلِمَ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ {وَيْ ل ٌ لِ جَم َّا ع ِ ا ل ْق َوْل ِوَ يْ ل ٌ لِل ْمُصِر ِّ ينَ {<br />
يُر ِيدُ ال َّذِ ينَ يَسْتَمِعُون َا ل ْق َوْل َ وَل َا يَعْمَل ُون َ ب ِهِ<br />
وَرَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ وَهْب ٍ عَنْ سُف ْيَان َ أ َن َّ ال ْخَضِرَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ -ق َال َ لِمُوسَى عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ يَا ا بْنَ<br />
عِمْرَ ان َ تَعَل َّمْ ا ل ْعِل ْمَ لِتَعْمَ ل َ ب ِهِ ، وَل َا تَتَعَل َّمْهُ لِتُحَد ِّث َ ب ِهِ ف َيَك ُون ُ عَل َيْك بُو رُهُ ، وَلِغَيْر ِك نُو رُهُ .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ : إن َّمَا زَهِدَ الن َّا سُ فِي ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِمَا يَرَوْن َ مِنْ قِل َّةِ ا نْتِف َا ع ِ مَنْ عَلِمَ ب ِمَا عَلِمَ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ اءِ : أ َخْوَفُ مَا أ َخَافُ إذ َا وَق َف ْت بَيْنَ يَدِي ا لل َّهِ أ َن ْ يَق ُول َ : ق َدْ عَلِمْت ف َمَاذ َ ا عَمِل ْت إذ ْ عَلِمْت ؟ وَك َان َ<br />
يُق َال ُ :خَيْرٌ مِنْ ا ل ْق َوْل ِ ف َاعِل ُهُ ، وَخَيْرٌ مِنْ ا لص َّوَ اب ِ ق َا ئِل ُهُ ، وَخَيْرٌ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ حَامِل ُهُ .<br />
:<br />
.<br />
.<br />
: {<br />
:<br />
.
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ل َمْ يَنْتَفِعْ ب ِعِل ْمِهِ مَنْ تَرَكَ ا ل ْعَمَ ل َ ب ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
ث َمَرَة ُ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يُعْمَ ل َ ب ِهِ ، وَ ث َمَرَة ُ ال ْعَمَ ل ِ أ َن ْ يُؤْجَرَ عَل َيْهِ .<br />
: ال ْعِل ْمُ يَهْتِفُ ب ِا ل ْعَمَ ل ِ ، ف َإ ِن ْ أ َجَا بَهُ أ َق َامَ وَإ ِل َّا ارْتَ حَ ل َ .<br />
: خَيْرُا ل ْعِل ْم ِ مَا نَف َعَ ، وَخَيْرُا ل ْق َوْل ِ مَا رَدَ عَ .<br />
ث َمَرَة ُ ا ل ْعُل ُوم ِ ا ل ْعَمَ ل ُ ب ِا ل ْعُل ُوم ِ .<br />
مِنْ تَمَام ِ ا ل ْعِل ْم ِاسْتِعْمَا ل ُهُ ، وَمِنْ تَمَام ِ ا ل ْعَمَ ل ِاسْتِق ْل َا ل ُهُ .<br />
ف َمَنْ اسْتَعْمَ ل َ عِل ْمَهُ ل َمْ يَخْ ل ُ مِنْ رَشَادٍ ، وَمَنْ اسْتَق َ ل َّ عَمَل َهُ ل َمْ يَق ْصُرْ<br />
عَنْ مُرَ ادٍ<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ حَاتِ مٌ ا لط َّائِي ُّ : وَل َمْ يَ حْمَدُو ا مِنْ عَا لِم ٍ غ َيْر ِ عَامِ ل ٍ خِل َاف ًا وَل َا مِنْ عَامِ ل ٍ غ َيْر ِ عَالِم ِ رَأ َوْا ط ُرُق َاتِ ا ل ْمَ جْدِ عِوَجًا ق َطِيعَة ً<br />
وَ أ َف ْظ َعُ عَ جْز ٍ عِنْدَهُمْ عَ جْزُ حَاز ِم ِ لِأ َ ن َّهُ ل َم َّا ك َان َ عِل ْمُهُ حُ ج َّة ً عَل َى مَنْ أ َخَذ َ عَنْهُ وَ اق ْتَبَسَهُ مِنْهُ حَت َّى يَل ْزَمَهُ ا ل ْعَمَ ل ُ ب ِهِ<br />
وَ ا ل ْمَصِيرُ إ ل َيْهِ ك َان َ عَل َيْهِ أ َحَ ج َّ وَ ل َهُ أ َ ل ْزَمَ ؛ لِأ َن َّ مَرْ تَبَة َا ل ْعِل ْم ِ ق َبْ ل َ مَرْ تَبَةِا ل ْق َوْل ِ ، ك َمَا أ َن َّ مَرْ تَبَة َا ل ْعِل ْم ِ ق َبْ ل َ مَرْتَبَةِ ا ل ْعَمَ ل ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ اسْمَعْ إل َى ا ل ْأ َحْك َام ِ تَحْمِل ُهَا ا لر ُّوَ اة ُ إل َيْك عَنْك َا وَاعْل َمْ هُدِ يتَ ب ِأ َن َّهَا حُجَ جٌ تَك ُون ُ<br />
عَل َيْك مِنْك َا ث ُ م َّ لِيَتَجَن َّب أ َن ْ يَق ُول َ مَا ل َا يَف ْعَ ل ُ ، وَ أ َن ْ يَأ ْمُرَ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُ ب ِهِ ، وَ أ َن ْ يُسِر َّ غ َيْرَ مَا يُظ ْه ِرُ ، وَل َا يَ جْعَ ل ُ ق َوْل َ<br />
ا لش َّاعِر ِ هَذ َا<br />
: اعْمَل ْ ب ِق َوْلِي وَ إ ِن ْ ق َص َّرْت فِي عَمَلِي يَنْف َعْك ق َوْلِي وَل َا يَضْرُرْك تَق ْصِير ِي عُذ ْرًا ل َهُ فِي تَق ْصِير ٍ يُضْمِرُهُ وَ إ ِن ْ<br />
ل َمْ يَضُر َّ غ َيْرَهُ .<br />
ف َإ ِن َّ إعْذ َ ارَ ا لن َّف ْس ِ يُغْر ِيهَا وَ يُحَس ِّنُ ل َهَا مَسَاو ِ ئ َهَا .<br />
ف َإ ِن َّ مَنْ ق َال َ مَا ل َا يَف ْعَ ل ُ ف َق َدْ مَك َرَ ، وَمَنْ أ َمَرَ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُ ف َق َدْ خَدَ عَ ، وَمَنْ أ َسَر َّ غ َيْرَ<br />
:<br />
مَا يُظ ْه ِرُ ف َق َدْ نَاف َقَ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ال ْمَك ْرُ وَال ْخَدِيعَة ُ وَ صَاحِبَاهُمَا فِي ا لن َّار ِ { .<br />
عَل َى أ َن َّ أ َمْرَهُ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُمُط ْرَ حٌ ، وَإ ِ نْك َارَهُ مَا ل َا يُنْكِرُهُ مِنْ نَف ْسِهِ مُسْتَق ْبَ حٌ .<br />
بَل ْ رُب َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ سَبَبًا لِإ ِغ ْرَ اءِ ا ل ْمَأ ْمُور ِ ب ِتَرْكِ مَا أ ُمِرَ ب ِهِ عِنَادً ا ، وَ ارْ تِك َاب ِ مَا نَهَى عَنْهُ كِيَادً ا .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ أ َعْرَاب ِيا أ َتَى ا بْنَ أ َب ِي ذِ ئ ْب ٍ ف َسَأ َ ل َهُ عَنْ مَسْأ َ ل َةِ ط َل َا ق ٍ ف َأ َف ْتَاهُ ب ِط َل َا ق ِ امْرَأ َ تِهِ ، ف َق َال َ<br />
: ا ُنْظ ُرْ حَسَنًا .<br />
ق َال َ : نَظ َرْتُ وَق َدْ بَانَتْ ف َوَل َّى ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ وَهُوَ يَق ُول ُ : أ َتَيْت ا بْنَ ذِ ئ ْب ٍ أ َبْتَغِيا ل ْفِق ْهَ عِنْدَهُ ف َط َل َّقَ حَت َّىا ل ْبَت ِّ تَب َّتْ أ َنَامِل ُهُ<br />
أ ُط َل ِّقُ فِي<br />
ف َتْوَى ا بْن ِ ذِ ئ ْب ٍ حَلِيل َتِي وَعِنْدَ ا بْن ِ ذِئ ْب ٍ أ َهْل ُهُ وَحَل َائِل ُهْ ف َظ َن َّ ب ِ جَهْلِهِ أ َ ن َّهُ ل َا يَل ْزَمُهُ ا لط َّل َا قُ ب ِق َوْل ِ مَنْ ل َمْ يَل ْتَز ِمْ ا لط َّل َا قَ .<br />
ف َمَا ظ َن ُّك ب ِق َوْل ٍ يَ ج ِبُ فِيهِ اشْتِرَ اكُ ا ل ْ آمِر ِ وَال ْمَأ ْمُور ِ ك َيْفَ يَك ُون ُ مَق ْبُول ًا مِنْهُ وَهُوَ غ َيْرُ عَامِ ل ٍ ب ِهِ وَ ل َا ق َا ب ِ ل ٍ ل َهُ ك َلًّا .<br />
وَق َال َ أ َحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ :وَعَامِ ل ٌ ب ِا ل ْف ُ جُور ِ يَأ ْمُرُ ب ِا ل ْب ِر ِّ ك َهَادٍ يَ خُو ضُ فِي ا لظ ُّل َم ِ أ َوْ ك َط َب ِيب ٍ ق َدْ شَف َّهُ سَق َمٌ وَهُوَ يُدَاو ِي<br />
مِنْ ذ َ لِكَ الس َّق َم ِ يَا وَ اعِظ َ ا لن َّا س ِ غ َيْرَ مُت َّعِظٍ ث َوْبَك ط َه ِّرْ أ َو َّل ًا ف َل َا تَل ُمْ وَق َال َ آخَرُ : عَو ِّدْ لِسَا نَك قِل َّة َ ا لل َّف ْظِ وَاحْف َظ ْ<br />
ك َل َامَك أ َي َّمَا حِف ْظِ إ ي َّاكَ أ َن ْ تَعِظ َ ا لر ِّجَال َ وَق َدْأ َ صْبَ حْتَ مُحْتَاجًا إل َىا ل ْوَعْظِ وَأ َم َّاا لِا نْقِط َا عُ عَنْ ا ل ْعِل ْم ِ إل َى ا ل ْعَمَ ل ِ ،<br />
وَالِانْقِط َاعُ عَنْ ا ل ْعَمَ ل ِ إل َىا ل ْعِل ْم ِ إذ َا عَمِ ل َ ب ِمُوج ِب ِ ا ل ْعِل ْم ِ ، ف َق َدْ حُكِيَ عَنْ ا لز ُّهْر ِي ِّ فِيهِ مَا يُغْن ِي عَنْ تَك َل ُّفِ غ َيْر ِهِ ،<br />
: وَهُوَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ال ْعِل ْمُ أ َف ْضَ ل ُ مِنْ ا ل ْعَمَ ل ِ لِمَنْ جَه ِ ل َ ، وَا ل ْعَمَ ل ُ أ َف ْضَ ل ُ مِنْا ل ْعِل ْم ِ لِمَنْ عَلِمَ<br />
.<br />
وَأ َم َّا ف َضْ ل ُ مَا بَيْنَ ا ل ْعِل ْم ِ وَ ا ل ْعِبَادَةِ إذ َا ل َمْ يُ خِ ل َّ ب ِوَ اج ِب ٍ وَ ل َمْ يُق َص ِّرْ فِي ف َرْض ٍ ، ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ<br />
وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : يُبْعَث ُا ل ْعَا لِمُ وَا ل ْعَا ب ِدُ ف َيُق َال ُ لِل ْعَاب ِدِ : ا ُدْخُل ْ ال ْ جَن َّة َ ، وَ يُق َال ُ لِل ْعَالِم ِ : ات َّئِدْ حَت َّى تَشْف َعَ لِلن َّا س ِ .
وَمِنْ آدَ اب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ أ َن ْ ل َا يَبْ خَل ُو ا ب ِتَعْلِيم ِ مَا يُ حْسِنُون َ وَل َا يَمْتَن ِعُو ا مِنْ إف َادَةِ مَا يَعْل َمُون َ .<br />
ف َإ ِن َّ ال ْبُخْل َ ب ِهِل َوْمٌوَظ ُل ْ مٌ ، وَال ْمَ نْعُ مِنْهُ حَسَدٌ وَ إ ِث ْ ٌم .<br />
وَك َيْفَ يَسُو غ ُ ل َهُمْ ال ْبُخْ ل ُ ب ِمَا مُن ِ حُوهُ جُودًا مِنْ غ َيْر ِ بُ خْ ل ٍ ، وَ أ ُو تُوهُ عَف ْوًا مِنْ غ َيْر ِ بَذ ْل ٍ .<br />
أ َمْ ك َيْفَ يَ جُو زُ ل َهُمْ الش ُّ ح ُّ ب ِمَا إن ْ بَذ َ ل ُوهُ زَ ادَ وَنَمَا ، وَ إ ِن ْ ك َتَمُوهُ تَنَاق َصَ وَوَهِيَ .<br />
وَ ل َوْ اسْتَن َّ ب ِذ َلِكَ مَنْ تَق َد َّمَهُمْ ل َمَا وَ صَ ل َ ال ْعِل ْمُ إل َيْه ِمْ وَ ل َا نْق َرَضَ عَنْهُمْب ِا نْقِرَا ضِه ِمْ ، وَ ل َصَارُوا عَل َى مُرُور ِ ال ْأ َي َّام ِ جُه َّال ًا ،<br />
وَ ب ِتَق َل ُّب ِ ال ْأ َحْوَ ال ِ وَتَنَاق ُصِهَا أ َرْذ َا ل ًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَ إ ِذ ْ أ َخَذ َ ا لل َّهُ مِيث َاقَ ال َّذِينَ أ ُوتُوا ال ْكِتَابَ ل َتُبَي ِّنُن َّهُ لِلن َّا س ِ وَل َا تَك ْتُمُو نَهُ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
، ث ُ م َّ ق َرَ أ َ<br />
وَ يَل ْعَنُهُمْ ا لل َّاعِنُون َ<br />
. {<br />
} :<br />
:<br />
ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ أ َهْل َهُ ف َإ ِن َّ فِي ذ َ لِكَ ف َسَادَ دِين ِك ُمْ وَال ْتِبَاسَ بَصَا ئِر ِك ُمْ<br />
} إن َّ ال َّذِ ينَ يَك ْتُمُون َ مَا أ َنْزَل ْنَا مِنْ ال ْبَي ِّنَاتِ وَال ْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَي َّن َّاهُ لِلن َّا س ِ فِي ال ْكِتَاب ِ أ ُو ل َئِكَ يَل ْعَنُهُمْ ا لل َّهُ<br />
. { {<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
عَل َى أ َهْ ل ِا ل ْعِل ْم ِ ا ل ْعَهْدَ أ َن ْ يُعَل ِّمُو ا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ك َتَمَ عِل ْمًا يُ حْسِنُهُ أ َل ْ جَمَهُ ا لل َّهُ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ ب ِلِ جَام ٍ مِنْ نَار ٍ { .<br />
مَا أ َخَذ َ الل َّهُا ل ْعَهْدَ عَل َى أ َهْ ل ِا ل ْجَهْ ل ِ أ َن ْ يَتَعَل َّمُو ا ، حَت َّى أ َخَذ َ<br />
إذ َا ك َان َ مِنْ ق َوَ اعِدِ ال ْ حِك ْمَةِ بَذ ْل ُ مَا يَنْق ُصُهُ ال ْبَذ ْل ُ ف َأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ ق َوَاعِدِهَا بَذ ْل ُ مَا<br />
يَز ِيدُهُ ال ْبَذ ْ ُل .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ : ك َمَا أ َن َّ ا لِاسْتِف َادَة َ نَافِل َة ٌ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ ، ك َذ َلِكَ ال ْإ ِف َادَة ُف َر ِي ضَة ٌ عَل َى ا ل ْمُعَل ِّم ِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ<br />
صَف ْوَان َ<br />
:<br />
مَنْ ك َتَمَ عِل ْمًا ف َك َأ َ ن َّهُ جَاهِ ل ٌ .<br />
: إن ِّي ل َأ َف ْرَحُ ب ِإ ِف َادَ تِي ا ل ْمُتَعَل ِّمَ أ َك ْث َرَ مِنْ ف َرَحِي ب ِاسْتِف َادَ تِي مِنْ ا ل ْمُعَل ِّم ِ .<br />
ث ُ م َّ ل َهُ ب ِا لت َّعْلِيم ِ نَف ْعَانِ<br />
: أ َحَدُهُمَا مَا يَرْجُوهُ مِنْ ث َوَ اب ِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
ف َق َدْ جَعَ ل َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ الت َّعْلِيمَ صَدَق َة ً ف َق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
} تَصَد َّق ُو ا عَل َى أ َخِيك ُمْ ب ِعِل ْم ٍ يُرْشِدُهُ ، وَرَأ ْي ٍ يُسَد ِّدُهُ { .<br />
وَرَوَى ا بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ تَعَل َّمُو ا وَعَل ِّمُو ا ف َإ ِن َّ أ َجْرَ ا ل ْعَا لِم ِ وَا ل ْمُتَعَل ِّم ِ سَوَ اءٌ<br />
قِي ل َ وَمَا أ َجْرُهُمَا ؟ ق َال َ : مِا ئ َة ُ مَغْفِرَةٍ وَمِا ئ َة ُ دَرَجَةٍ فِي ا ل ْجَن َّةِ .<br />
. {<br />
:<br />
: وَالن َّف ْعُ الث َّان ِي<br />
ز ِيَادَة ُا ل ْعِل ْم ِ وَإ ِ تْق َان ُا ل ْ حِف ْظِ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ أ َحْمَدَ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ<br />
: اجْعَل ْ تَعْلِيمَك دِرَاسَة ً لِعِل ْمِك ، وَاجْعَل ْ مُنَاظ َرَة َ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ تَنْب ِيهًا عَل َى مَا ل َيْسَ عِنْدَك .<br />
: ا لن َّا رُ ل َا يَنْق ُصُهَا مَا أ ُخِذ َ مِنْهَا ، وَل َكِنْ يُخْمِدُهَا أ َن ْ ل َا تَج ِدَ حَط َبًا .<br />
ك َذ َلِكَ ال ْعِل ْمُ ل َا يُف ْن ِيهِ ا لِاق ْتِبَا سُ ، وَ ل َكِن َّ ف َق ْدَ ا ل ْحَامِلِينَ ل َهُ سَبَبُ عَدَمِهِ .<br />
ف َإ ِي َّاكَ وَال ْبُخْل َ ب ِمَا تَعْل َمُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ : عَل ِّمْ عِل ْمَك وَ تَعَل َّمْ عِل ْمَ غ َيْر ِك .<br />
ف َإ ِذ َا عَلِمْت مَا جَه ِل ْت ، وَحَفِظ ْت مَا عَلِمْت ، ف َاعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ ضَرْ بَانِ<br />
: مُسْتَدْعًىوَط َالِبٌ .<br />
.<br />
ف َأ َم َّا ال ْمُسْتَدْعَى إل َى ا ل ْعِل ْم ِ ف َهُوَ مَنْ اسْتَدْعَاهُا ل ْعَا لِمُ إل َى ا لت َّعْلِيم ِ لِمَا ظ َهَرَ ل َهُ مِنْ جَوْدَةِ ذ َك َا ئِهِ ، وَ بَان َ ل َهُ مِنْ ق ُو َّةِ خَاطِر ِهِ
ف َإ ِذ َا وَ اف َقَ اسْتِدْعَاءُ ا ل ْعَالِم ِ شَهْوَة َ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ ك َانَتْ نَتِيجَتُهَا دَرَكَ الن ُّجَبَاءِ ، وَظ َف َرَ الس ُّعَدَاءِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَا لِمَ ب ِاسْتِدْعَا ئِهِ مُتَوَف ِّ ٌر<br />
، وَ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ ب ِشَهْوَ تِهِ مُسْتَك ْثِرٌ .<br />
وَأ َم َّا ط َالِبُ ا ل ْعِل ْم ِ لِدَا ع ٍ يَدْعُوهُ ، وَبَاعِثٍ يَ حْدُوهُ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ الد َّاعِي دِين ِيا ، وَك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ ف َطِنًا ذ َكِيا ، وَجَبَ عَل َى<br />
ا ل ْعَا لِم ِ أ َن ْ يَك ُون َ عَل َيْهِ مُق ْب ِل ًا وَعَل َى تَعْلِيمِهِ مُتَوَف ِّرًا ل َا يُخْفِي عَل َيْهِ مَك ْنُو نًا ، وَل َا يَط ْو ِي عَنْهُ مَخْزُونًا .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ بَلِيدً ا بَعِيدَ ا ل ْفِط ْنَةِ ف َيَنْبَغِي أ َن ْ ل َا يُمْنَعَ مِنْ ال ْيَسِير ِ ف َيَ حْرُمُ ، وَل َا يُ حْمَ ل َ عَل َيْهِ ب ِا ل ْك َثِير ِ ف َيُظ ْل َمُ .<br />
وَل َا يَ جْعَ ل َ بَل َادَ تَهُ ذ َر ِ يعَة ً لِ حِرْمَا ن ِهِ ف َإ ِن َّ الش َّهْوَة َ بَاعِث َة ٌ وَا لص َّبْرَمُؤَ ث ِّرٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َتَأ ْ ث َمُو ا<br />
} :<br />
:<br />
. {<br />
ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ أ َهْل َهُ ف َتَظ ْلِمُو ا ، وَل َا تَضَعُوهُ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ أ َحَدًا ف َإ ِن َّ ا ل ْعِل ْمَ أ َمْنَعُ لِ جَا ن ِب ِهِ .<br />
ف َأ َم َّا إن ْ ل َمْ يَك ُنْ الد َّاعِي دِين ِيا نَظ َرَ فِيهِ ف َإ ِن ْ ك َان َ مُبَاحًا ، ك َرَجُ ل ٍ دَعَاهُ إل َى ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ حُب ُّ ا لن َّبَاهَةِ وَط َل َبُ ا لر ِّ ئ َاسَةِ<br />
ف َال ْق َوْل ُ فِيهِ يُق َار ِبُا ل ْق َوْل َ ا ل ْأ َو َّل َ فِي تَعْلِيم ِ مَنْ ق َب ِ ل َ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ يُعَط ِّف ُهُ إل َى ا لد ِّ ين ِ فِي ث َان ِي حَال ٍ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ مُبْتَدِئ ًا ب ِهِ<br />
فِي أ َو َّل ِ حَال ٍ .<br />
وَق َدْ حُكِيَ عَنْ سُف ْيَان َ ا لث َّوْ ر ِي ِّ أ َ ن َّهُ ق َال َ : تَعَل َّمْنَاا ل ْعِل ْمَ لِغَ يْر ِ ا لل َّهِ تَعَال َى ف َأ َبَى أ َن ْ يَك ُون َ إل َّا لِل َّهِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
:<br />
ط َل َبْنَاا ل ْعِل ْمَ لِلد ُّنْيَا ف َدَل َّنَا عَل َى تَرْكِ الد ُّنْيَا .<br />
الد َّاعِي مَحْظ ُورًا ، ك َرَجُ ل ٍ دَعَاهُ إل َى ط َل َب ِا ل ْعِل ْم ِ شَر ٌّ ك َامِنٌ ، وَمَك َرٌ بَاطِنٌ يُر ِيدُ أ َن ْ يَسْتَعْمِل َهُمَا فِي شُبَهٍ دِ ين ِي َّةٍ ، وَحِيَ ل ٍ<br />
فِق ْه ِي َّةٍ ، ل َا تَ ج ِدُ أ َهْ ل ُ ا لس َّل َامَةِ مِنْهَا مُخَل ِّصًا ، وَل َا عَنْهَا مُدَافِعًا ك َمَا ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
رَجُل َانِ :عَالِ مٌ ف َا ج ِرٌ وَ جَاهِ ل ٌ مُتَعَب ِّدٌ .<br />
وَقِي ل َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َي ُّ ا لن َّا س ِ أ َشَر ُّ ؟ ق َال َ : ا ل ْعُل َمَاءُ إذ َا ف َسَدُو ا<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
ف َيَنْبَغِي لِل ْعَا لِم ِ إذ َا رَأ َى مَنْ هَذِهِ حَا ل ُهُ أ َن ْ يَمْنَعَهُ عَنْ ط ُل ْبَتِهِ ، وَ يَصْر ِف َهُ عَنْ بُغْيَتِهِ<br />
ف َل َا يُعِينُهُ عَل َى إمْضَاءِ مَك ْر ِهِ ، وَإ ِعْمَال ِ شَر ِّهِ .<br />
ف َق َدْ رَوَى أ َنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ا لل ُّؤْ ل ُؤَ وَا ل ْ جَوْهَرَ وَا لذ َّهَبَ { .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
.<br />
:<br />
} أ َهْل َكُ أ ُم َّتِي<br />
} وَا ضِعُا ل ْعِل ْم ِ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ ك َمُق َل ِّدِ ال ْ خَنَاز ِ ير ِ<br />
- : ل َا تُل ْق ُو اا ل ْ جَوْهَرَ لِل ْخِنْز ِير ِ ف َال ْعِل ْمُ أ َف ْضَ ل ُ مِنْ ا لل ُّؤْ ل ُؤ ِ ، وَمَنْ ل َا<br />
يَسْتَ حِق ُّهُ شَر ٌّ مِنْا ل ْخِنْز ِير ِ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ تِل ْمِيذ ًا سَأ َل َ عَالِمًا عَنْ بَعْض ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ف َل َمْ يُفِدْهُ ، ف َقِي ل َ ل َهُ : لِمَ مَنَعْته ؟ ف َق َال َ : لِك ُ ل ِّ تُرْ بَةٍ غ َرْ سٌ ، وَلِك ُ ل ِّ ب ِنَاءٍ<br />
أ ُ س ٌّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْأ ُدَبَاءِ<br />
: لِك ُ ل ِّ ث َوْب ٍل َاب ِ سٌ ، وَلِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍق َاب ِ سٌ .<br />
: إرْثِ لِرَوْ ضَةٍ تَوَس َّط َهَاخِنْز ِ يرٌ ، وَا بْكِ لِعِل ْم ٍ حَوَ اهُ شِر ِّيرٌ .<br />
وَيَنْبَغِي أ َن ْ يَك ُون َ لِل ْعَالِم ِفِرَ ا سَة ٌ يَتَوَس َّمُ ب ِهَا ا ل ْمُتَعَل ِّمَ لِيَعْر ِفَ مَبْل َغ َ ط َاق َتِهِ ، وَق َدْرَ اسْتِحْق َاقِهِ لِيُعْطِيَهُ مَا يَتَ حَم َّل ُهُ ب ِذ َك َا ئِهِ ،<br />
أ َوْ يَضْعُفُ عَنْهُ ب ِبَل َادَ تِهِ ف َإ ِ ن َّهُ أ َرْوَحُ لِل ْعَالِم ِ ، وَ أ َنْجَ حُ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ ، وَق َدْ رَوَىث َاب ِتٌ عَنْ أ َنَس ِ بْن ِ مَالِكٍ ق َال َ<br />
ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ لِل َّهِ عِبَادً ا يَعْر ِف ُون َ ا لن َّا سَ ب ِا لت َّوَس ُّم ِ { .<br />
:<br />
} :<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
إذ َا أ َنَا ل َمْ أ َعْل َمْ مَا ل َمْ أ َرَ ف َل َا<br />
ق َال َ رَسُول ُ
عَلِمْت مَا رَأ َيْت .<br />
:<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا لز ُّ بَيْر ِ ل َا عَا شَ ب ِ خَيْر ٍ مَنْ ل َمْ يَرَ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ مَا ل َمْ يَرَ ب ِعَ يْنَيْهِ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ : أ َ ل ْمَعِي ٌّ يَرَى ب ِأ َو َّل ِ رَ أ ْي ٍ آخِرَ ا ل ْأ َمْر ِ مِنْ وَرَ اءِ ا ل ْمَغِيب ِ ل َوْذ َعِي ٌّ ل َهُ ف ُؤَادٌ ذ َكِي ٌّ مَا ل َهُ فِي ذ َك َا ئِهِ مِنْ<br />
ضَر ِ يب ِ ل َا يَرْو ِي وَل َا يُق َل ِّبُ ط َرْف ًا وَ أ َك ُف ُّ ا لر ِّجَال ِ فِي تَق ْلِيب ِ وَإ ِذ ْ ك َان َا ل ْعَالِمُ فِي تَوَس ُّم ِ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ ب ِهَذِهِ الص ِّف َةِ ، وَك َان َ<br />
ب ِق َدْر ِاسْتِ حْق َاقِه ِمْ خَب ِيرًا ، ل َمْ يَضِعْ ل َهُ عَنَاءٌ وَ ل َمْ يَ خِبْ عَل َى يَدَ يْهِ صَا حِبٌ .<br />
وَ إ ِن ْ ل َمْ يَتَوَس َّمُهُمْ وَخَفِيَتْ عَل َيْهِأ َحْوَا ل ُهُمْ وَمَبْل َغ ُاسْتِ حْق َاقِه ِمْ ك َانُوا وَ إ ِي َّاهُ فِي عَنَاءٍ مُكِ د ٍّ وَ تَعَب ٍ غ َيْر ِ مُج ِ د ٍّ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َا يَعْدَمُ<br />
أ َن ْ يَك ُون َ فِيه ِمْ ذ َكِي ٌّمُ حْتَا جٌ إل َى ا لز ِّ يَادَةِ ،وَبَلِي دٌ يَك ْتَفِي ب ِا ل ْق َلِي ل ِ ف َيَضْجَرُ ال ذ َّكِي ُّ مِنْهُ وَ يَعْج ِزُ ال ْبَلِيدُ عَنْهُ وَمَنْ يُرَد ِّدُ<br />
أ َصْ حَا بَهُ بَيْنَ عَ جْز ٍ وَضَ جَر ٍ مَل ُّوهُ وَمَل َّهُمْ .<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ حَك َى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ وَهْب ٍ أ َن َّ سُف ْيَان َ بْنَ عَبْدِ ا لل َّهِ ق َال َ ق َال َ ا ل ْخَضِرُ لِمُوسَى عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ يَا ط َا لِبَا ل ْعِل ْم ِ إن َّ<br />
ا ل ْق َا ئِ ل َ أ َق َ ل ُّ مَل َا ل َة ً مِنْ ا ل ْمُسْتَمِع ِ ف َل َا تُمِ ل َّ جُل َسَاءَك إذ َا حَد َّث ْتَهُمْ يَا مُوسَى ، وَاعْل َمْ أ َن َّ ق َل ْبَك و ِعَاءٌ ف َانْظ ُرْ مَا تَحْشُو فِي<br />
و ِعَا ئِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
: خَيْرُ ا ل ْعُل َمَاءِ مَنْ ل َا يُقِ ل ُّ وَل َا يُمِ ل ُّ .<br />
: ك ُ ل ُّ عِل ْم ٍ ك َث ُرَ عَل َى ا ل ْمُسْتَمِع ِ وَ ل َمْ يُط َاو ِعْهُ ال ْف َهْمُ ازْدَادَ ال ْق َل ْبُ ب ِهِ عَمًى .<br />
وَإ ِن َّمَا يَنْف َعُ سَمْعُ ا ل ْ آذ َ انِ ، إذ َا ق َو ِيَ ف َهْمُ ا ل ْق ُل ُوب ِ فِي ال ْأ َبْدَانِ .<br />
وَرُب َّمَا ك َان َ لِبَعْض ِ ا لس َّل َاطِين ِ رَغ ْبَة ٌ فِي ال ْعِل ْم ِ لِف َضِيل َةِ نَف ْسِهِ ، وَك َرَم ِ ط َبْعِهِ ف َل َا يَ جْعَ ل ُ ذ َلِكَ ذ َر ِ يعَة ً فِي ا لِا نْب ِسَاطِ عِنْدَهُ ،<br />
وَال ْإ ِدْل َال ِ عَل َيْهِ ، بَل ْ يُعْط َى مَا يَسْتَ حِق ُّهُ ب ِسُل ْط َا ن ِهِ وَعُل ُو ِّ يَدِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ لِلس ُّل ْط َانِ حَق َّ ا لط َّاعَةِ وَال ْإ ِعْظ َام ِ ، وَلِل ْعَالِم ِ حَق َّ ا ل ْق َبُول ِ وَال ْإ ِك ْرَام ِ .<br />
ث ُ م َّ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَبْتَدِ ئ َهُ إل َّا بَعْدَا لِاسْتِدْعَاءِ ، وَل َا يَز ِيدَهُ عَل َى ق َدْر ِ ا لِاك ْتِف َاءِ ، ف َرُب َّمَا أ َحَب َّ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ إظ ْهَارَ عِل ْمِهِ<br />
لِلس ُّل ْط َانِ ف َأ َك ْث َرَهُ ف َصَارَ ذ َلِكَ ذ َر ِ يعَة ً إل َى مَل َ ل ٍ وَمُف ْضِيًا إل َى بُعْدِهِ ، ف َإ ِن َّ الس ُّل ْط َان َ مُتَق َس ِّمُ ال ْأ َف ْك َار ِ مُسْتَوْعِبُ الز َّمَانِ ،<br />
ف َل َيْسَ ل َهُ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ف َرَ ا غ ُ ا ل ْمُنْق َطِعِينَ إ ل َيْهِ وَل َا صَبْرُ ال ْمُنْف َر ِدِينَ ب ِهِ .<br />
وَق َدْ حَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َال َ<br />
: ق َال َ لِي ا لر َّشِيدُ :<br />
يَا عَبْدَ ا ل ْمَلِكِ أ َ نْتَ أ َعْل َمُ مِن َّا وَنَ حْنُ أ َعْق َ ل ُ مِنْك ل َا تُعَل ِّمْنَا فِي<br />
مَل َاءٍ ، وَل َا تُسْر ِعْ إل َى تَذ ْكِير ِنَا فِي خَل َاءٍ ، وَاتْرُك ْنَا حَت َّى نَبْتَدِئ َك ب ِا لس ُّؤَ ال ِ ف َإ ِذ َا بَل َغْت مِنْ ال ْجَوَاب ِ حَ د َّ ا لِاسْتِ حْق َا ق ِ ف َل َا<br />
تَز ِدْ إل َّا أ َن ْ يُسْتَدْعَى ذ َلِكَ مِنْك ، وَانْظ ُرْ إل َى مَا هُوَ أ َ ل ْط َفُ فِي ا لت َّأ ْدِ يب ِ ، وَأ َ نْصَفُ فِي ا لت َّعْلِيم ِ ، وَ بَل ِّغ ْ ب ِأ َوْجَز ِ ل َف ْظٍ غ َا يَة َ<br />
ا لت َّق ْو ِيم ِ .<br />
. خَل َلِهِ<br />
وَل ْيَخْرُجْ تَعْلِيمُهُ مَ خْرَجَ ا ل ْمُذ َ اك َرَةِ وَ ا ل ْمُ حَا ضَرَةِ ل َا مَ خْرَجَ الت َّعْلِيم ِ وَا ل ْإ ِف َادَةِ ؛ لِأ َن َّ لِتَأ ْخِير ِ ا لت َّعَل ُّم ِ خَ جْل َة َ تَق ْصِير ٍ يُ جَ ل ُّ<br />
ا لس ُّل ْط َان ُ عَنْهَا ، ف َإ ِن ْ ظ َهَرَ مِنْهُ خَط َأ ٌ أ َوْ زَل َ ل ٌ فِي ق َوْل ٍ أ َوْ عَمَ ل ٍ ل َمْ يُ جَاهِرْهُ ب ِا لر َّد ِّ وَعَر َّضَ ب ِ اسْتِدْرَ اكِ زَ ل َلِهِ ، وَ إ ِ صْل َاح ِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ عَبْدَ ا ل ْمَلِكِ بْنَ مَرْوَ ان َ ق َال َ لِلش َّعْب ِي ِّ : ك َمْ عَط َاؤُك ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ<br />
: أ َ ل ْف َيْن ِ .<br />
: ل َحَنْتَ .<br />
ق َال َ ل َم َّا تَرَكَ أ َمِيرُ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ ال ْإ ِعْرَابَ ك َر ِهْت أ َن ْ أ ُعْر ِبَ ك َل َامِي عَل َيْهِ<br />
.<br />
ث ُ م َّ لِيَحْذ َرْ ا ت ِّبَاعَهُ فِيمَا يُ جَان ِبُ الد ِّ ينَ وَيُضَاد ُّ ال ْ حَق َّ مُوَ اف َق َة ً لِرَ أ ْ ي ِهِ وَمُتَا بَعَة ً لِهَوَ اهُ ، ف َرُب َّمَا
:<br />
زَل َّتْ أ َق ْدَ امُ ا ل ْعُل َمَاءِ فِي ذ َ لِكَ رَغ ْبَة ً أ َوْ رَهْبَة ً ف َضَل ُّو ا ، وَأ َ ضَل ُّو ا مَعَ سُوءِ ا ل ْعَاقِبَةِ وَق ُبْ ح ِ ال ْ آث َار ِ .<br />
} :<br />
وَق َدْ رَوَى ال ْحَسَنُ ا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ل َا تَزَ ال ُ هَذِهِ ا ل ْأ ُم َّة ُ تَ حْتَ يَدِ<br />
ا لل َّهِ وَفِي ك َنَفِهِ مَا ل َمْ يُمَار ِ ق ُر َّاؤُهَا أ ُمَرَ اءَهَا ، وَل َمْ يُزْكِ صُل َحَاؤُهَا ف ُج َّارَهَا ، وَل َمْ يُمَار ِ أ َخْيَارُهَا أ َشْرَ ارَهَا .<br />
ف َإ ِذ َا ف َعَل ُو ا ذ َ لِكَ رَف َعَ عَنْهُمْ يَدَهُ ث ُ م َّ سَل َّط َ عَل َيْه ِمْ جَبَا ب ِرَ تَهُمْ ف َسَامُوهُمْ سُوءَ ال ْعَذ َاب ِ ، وَ ضَرَبَهُمْ ب ِا ل ْف َاق َةِ وَا ل ْف َق ْر ِ وَمَل َأ َ<br />
ق ُل ُوبَهُمْ رُعْبًا {<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِه ِمْ<br />
.<br />
: نَزَ اهَة ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ شُبَهِ ا ل ْمَك َاسِب ِ ، وَال ْق َنَاعَة ُ ب ِا ل ْمَيْسُور ِ عَنْ ك َ د ِّ ا ل ْمَط َا لِب ِ .<br />
ف َإ ِن َّ شُبْهَة َ ا ل ْمَك ْسَب ِإث ْ مٌ وَك َد َّ ا لط َّل َب ِ ذ ُ ل ٌّ ، وَال ْأ َجْرُ أ َجْدَرُ ب ِهِ مِنْ ا ل ْإ ِث ْم ِ وَا ل ْعِز ُّ أ َ ل ْيَقُ ب ِهِ مِنْ ال ذ ُّل ِّ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ عَبْدِ ا ل ْعَز ِيز ِ ال ْق َاضِي رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
:<br />
:<br />
يَق ُو ل ُون َ لِي فِيكا نْقِبَا ضٌ وَإ ِن َّمَا رَأ َوْا رَجُل ًا<br />
عَنْ مَوْقِفِ ا ل ذ ُّل ِّ أ َحْجَمَا أ َرَى ا لن َّا سَ مَنْ دَانَاهُمْ هَان َ عِنْدَهُمْ وَمَنْ أ َك ْرَمَتْهُ عِز َّة ُ ا لن َّف ْس ِ أ ُك ْر ِمَا وَل َمْ أ َق ْض ِ حَق َّ ا ل ْعِل ْم ِ إن ْ<br />
ك َان َ ك ُل َّمَا بَدَا ط َمَعٌ صَي َّرْ تُهُ لِي سُل َّمَا وَمَا ك ُ ل ُّ بَرْ ق ٍ ل َاحَ لِي يَسْتَفِز ُّن ِي وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ ل َاق َيْت أ َرْ ضَاهُ مُنْعِمَا إذ َا قِي ل َ هَذ َا<br />
مَنْهَ ل ٌ ق ُل ْت ق َدْ أ َرَى وَ ل َكِن َّ نَف ْسَ ال ْ حُر ِّ تَحْتَمِ ل ُ الظ َّمَا انْهَهَا عَنْ بَعْض ِ مَا ل َا يَشِينُهَا مَخَاف َة َ أ َق ْوَ ال ِ ال ْعِدَا فِيمَ أ َوْ لِمَا وَ ل َمْ<br />
أ َ بْتَذِل ْ فِي خِدْمَةِا ل ْعِل ْم ِ مُهْجَتِي لِأ َخْدُمَ مَنْ ل َاق َيْت ل َكِنْ لِأ ُخْدَمَا أ َأ َشْق َى ب ِهِ غ َرْسًا وَأ َجْن ِيهِ ذِ ل َّة ً إذ ًا ف َا ت ِّبَا عُال ْ جَهْ ل ِ ق َدْ ك َان َ<br />
أ َحْزَمَا وَ ل َوْ أ َن َّ أ َهْ ل َ ا ل ْعِل ْم ِ صَا نُوهُ صَانَهُمْ وَ ل َوْ عَظ َّمُوهُ فِي الن ُّف ُو س ِ ل َعُظ ِّمَا وَ ل َكِنْ أ َهَا نُوهُ ف َهَان َ وَدَ ن َّسُو ا مُ حَي َّاهُ ب ِا ل ْأ َط ْمَا ع ِ<br />
حَت َّى تَجَه َّمَا عَل َى أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ عِوَضٌ مِنْ ك ُ ل ِّ ل َذ َّةٍ ، وَمُغْن ٍ عَنْ ك ُ ل ِّ شَهْوَةٍ .<br />
وَمَنْ ك َان َ صَادِ قَ ا لن ِّي َّةِ فِيهِ ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ هِم َّة ٌ فِيمَا يَ ج ِدُ بُدا مِنْهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ تَف َر َّدَ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ل َمْ تُوحِشْهُ خَل ْوَة ٌ ، وَمَنْ تَسَل َّى ب ِال ْك ُتُب ِ ل َمْ تَف ُتْهُ سَل ْوَ ٌة .<br />
وَمَنْ آ نَسَهُ قِرَ اءَة ُ ا ل ْق ُرْآنِ ، ل َمْ تُوحِشْهُ مُف َارَق َة ُ ال ْإ ِخْوَانِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِه ِمْ<br />
:<br />
ل َا سَمِيرَ ك َا ل ْعِل ْم ِ ، وَل َا ظ َه ِيرَ ك َا ل ْ حِل ْم ِ<br />
.<br />
: أ َن ْ يَق ْصِدُو ا وَجْهَ ا لل َّهِ ب ِتَعْلِيم ِ مَنْ عَل َّمُوا وَ يَط ْل ُبُو ا ث َوَا بَهُ ب ِإ ِرْشَادِ مَنْ أ َرْشَدُو ا ، مِنْ غ َيْر ِ أ َن ْ يَعْتَاضُوا عَل َيْهِ<br />
عِوَضًا ، وَل َا يَل ْتَمِسُو ا عَل َيْهِ ر ِزْق ًا .<br />
: } ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
وَل َا تَشْتَرُو ا ب ِآيَاتِي ث َمَنًا ق َلِيل ًا<br />
: ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَا لِيَةِ {<br />
ال ْكِتَاب ِ ا ل ْأ َو َّل ِ يَا ا بْنَ آدَمَ عَل ِّمْ مَج َّانًا ك َمَا عُل ِّمْت مَج َّانًا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } أ َجْرُ ا ل ْمُعَل ِّم ِ ك َأ َجْر ِ ا لص َّائِم ِ ا ل ْق َائِم ِ<br />
وَحَسْبُ مَنْ هَذ َا أ َجْرُهُ أ َن ْ يَل ْتَمِسَ عَل َيْهِ أ َجْرًا .<br />
:<br />
ل َا تَأ ْخُذ ُو ا عَل َيْهِ أ َجْرًا وَهُوَمَ ك ْتُو بٌ عِنْدَهُمْ فِي<br />
. {<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِه ِمْ : نُصْ حُ مَنْ عَل َّمُوهُ وَالر ِّف ْقُ ب ِه ِمْ ، وَتَسْه ِي ل ُ الس َّب ِي ل ِ عَل َيْه ِمْ وَبَذ ْل ُ ا ل ْمَ جْهُودِ فِي ر ِف ْدِهِمْ ، وَمَعُونَتِه ِمْ ، ف َإ ِن َّ<br />
ذ َ لِكَ أ َعْظ َمُ لِأ َجْر ِهِمْ ، وَأ َسْنَىلِذِك ْر ِهِمْ ، وَ أ َنْشَرُ لِعُل ُومِه ِمْ ، وَ أ َرْسَ خُ لِمَعْل ُومِه ِمْ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } أ َ ن َّهُ ق َال َ لِعَلِي ٍّ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
خَيْرٌ مِم َّا ط َل َعَتْ عَل َيْهِ ا لش َّمْسُ<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِه ِمْ<br />
. {<br />
- : يَا عَلِي ٌّ ل َأ َن ْ يَهْدِيَ ا لل َّهُ ب ِك رَجُل ًا<br />
: أ َن ْ ل َا يُعَن ِّف ُو ا مُتَعَل ِّمًا ، وَل َا يُ حَق ِّرُو ا نَاشِئ ًا ، وَل َا يَسْتَصْغِرُو ا مُبْتَدِئ ًا ف َإ ِن َّ ذ َلِكَ أ َدْعَى إل َيْه ِمْ ، وَ أ َعْطِفُ<br />
عَل َيْه ِمْ ، وَ أ َحَث ُّ عَل َى ا لر َّغ ْبَةِ فِيمَا ل َدَ يْه ِمْ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} عَل ِّمُوا وَل َا تُعَن ِّف ُو ا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُعَل ِّمَخَيْرٌ مِنْ ا ل ْمُعَن ِّفِ<br />
. {
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } وَق ِّرُوا مَنْ تَتَعَل َّمُون َ مِنْهُ ، وَوَق ِّرُو ا مَنْ تُعَل ِّمُو نَهُ { .<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِه ِمْ : أ َن ْ ل َا يَمْنَعُو ا ط َالِبًا وَل َا يُؤَ ي ِّسُو ا مُتَعَل ِّمًا لِمَا فِي ذ َلِكَ مِنْ ق َط ْع ِ ا لر َّغ ْبَةِ فِيه ِمْ وَا لز ُّهْدِ فِيمَا ل َدَ يْه ِمْ ،<br />
وَ اسْتِمْرَ ارُ ذ َ لِكَ مُف ْض ٍ إل َى ا نْقِرَاض ِا ل ْعِل ْم ِ ب ِا نْقِرَ اضِه ِمْ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ق َال ُوا<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ<br />
.<br />
} أ َل َا أ ُنَب ِّئ ُك ُمْ ب ِال ْف َقِيهِ ك ُ ل ِّ ال ْف َقِيهِ .<br />
مَنْ ل َمْ يُق َن ِّط ْ ا لن َّا سَ مِنْ رَحْمَةِ ا لل َّهِ تَعَال َى ، وَل َا يُؤْي ِسْهُمْ مِنْ رُوح ِ ا لل َّهِ ، وَل َا يَدَ عُ ا ل ْق ُرْآن َ رَغ ْبَة ً إل َى مَا سِوَاهُ .<br />
أ َل َا ل َا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ ل َيْسَ فِيهَا تَف َق ُّهٌ ، وَل َا عِل ْم ٍ ل َيْسَ فِيهِ تَف َه ُّمٌ ، وَل َا قِرَ اءَةٍ ل َيْسَ فِيهَا تَدَ ب ُّ ٌر<br />
ف َهَذِهِ جُمْل َة ٌ ك َافِيَة ٌ ، وَا َلل َّهُ وَ لِي ُّ الت َّوْفِيق ِ .<br />
. {<br />
ا ل ْبَابُ ا لث َّا لِث ُ أ َدَبُ ا لد ِّ ين ِ اعْل َمْ أ َن َّ ا لل َّهَ سُبْحَا نهُ وَ تَعَا ل َى إن َّمَا ك َل َّفَ ال ْ خَل ْقَ مُتَعَب َّدَاتِهِ ، أ َوَ ل ْزَمَهُمْ مُف ْتَرَ ضَا تِهِ ، وَ بَعَث َ<br />
إل َيْه ِمْ رُسُل َهُ وَشَرَ عَ ل َهُمْ دِ ينَهُ لِغَيْر ِ حَاجَةٍ دَعَتْهُ إل َىتَك ْلِيفِه ِمْ ، وَل َا مِنْ ضَرُورَةٍ ق َادَ تْهُ إل َى تَعَب ُّدِهِمْ ، وَإ ِن َّمَا ق َصَدَ نَف ْعَهُمْ<br />
تَف َض ُّل ًا مِنْهُ عَل َيْه ِمْ ك َمَا تَف َض َّ ل َ<br />
ب ِمَا ل َا يُحْصَى عَدا مِنْ ن ِعَمِهِ .<br />
بَل ْ ا لن ِّعْمَة ُ فِيمَا تَعَب َّدَهُمْ ب ِهِ أ َعْظ َمُ ؛ لِأ َن َّ نَف ْعَ مَا سِوَى ال ْمُتَعَب َّدَاتِمُ خْتَص ٌّ ب ِالد ُّنْيَا ا ل ْعَاج ِل َةِ ، وَ نَف ْعَ ا ل ْمُتَعَب َّدَاتِ يَشْتَمِ ل ُ<br />
عَل َى نَف ْع ِ الد ُّنْيَا وَ ال ْ آخِرَةِ ، وَمَا جَمَعَ نَف ْعَ الد ُّنْيَا وَ ال ْ آخِرَةِ ك َان َ أ َعْظ َمَ ن ِعْمَة ً وَ أ َك ْث َرَ تَف َض ُّل ًا .<br />
وَجَعَ ل َ مَا تَعَب َّدَهُمْ ب ِهِ مَأ ْخُوذ ًا مِنْ عَق ْ ل ٍ مَتْبُوع ٍ ، وَشَرْ ع ٍ مَسْمُو ع ٍ ف َال ْعَق ْل ُ مَتْبُوعٌ فِيمَا ل َا يَمْنَعُ مِنْهُ الش َّرْ عُ ، وَ الش َّرْ عُ<br />
مَ سْمُو عٌ فِيمَا ل َا يَمْنَعُ مِنْهُ ال ْعَق ْل ُ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّرْ عَ ل َا يَر ِدُ ب ِمَا يَمْنَعُ مِنْهُ ال ْعَق ْل ُ ، وَال ْعَق ْل ُ ل َا يُت َّبَعُ فِيمَا يَمْنَعُ مِنْهُ ا لش َّرْ عُ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ تَوَج َّهَ الت َّك ْلِيفُ إل َى مَنْ ك َمُ ل َ عَق ْل ُهُ ف َأ َرْسَ ل َ رَسُو ل َهُ ب ِال ْهُدَى وَدِ ين ِ ال ْ حَق ِّ لِيُظ ْه ِرَهُ عَل َى ا لد ِّ ين ِ ك ُل ِّهِ وَ ل َوْ ك َر ِهَ<br />
ا ل ْمُشْر ِك ُون َ .<br />
ف َبَل َّغَهُمْ ر ِسَا ل َتَهُ ، وَأ َ ل ْزَمَهُمْ حُ ج َّتَهُ ، وَ بَي َّنَ ل َهُمْ شَر ِ يعَتَهُ ، وَتَل َا عَل َيْه ِمْ كِتَا بَهُ ، فِيمَا أ َحَل َّهُ وَحَر َّمَهُ ، وَ أ َبَاحَهُ وَحَظ َرَهُ ،<br />
وَ اسْتَ حَب َّهُ وَك َر ِهَهُ ، وَ أ َمَرَ ب ِهِ وَنَهَى عَنْهُ ، وَمَا وَعَدَ ب ِهِ مِنْ ا لث َّوَ اب ِ لِمَنْ أ َط َاعَهُ وَ أ َوْعَدَ ب ِهِ مِنْ ال ْعِق َاب ِ لِمَنْ عَصَاهُ .<br />
ف َك َان َ وَعْدُهُ تَرْغِيبًا ، وَوَعِيدُهُ تَرْهِيبًا ؛ لِأ َن َّ الر َّغ ْبَة َ تَبْعَث ُ عَل َى ا لط َّاعَةِ ، وَ الر َّهْبَة َ تَك ُف ُّ عَنْ ا ل ْمَعْصِيَةِ ، وَالت َّك ْلِيفُ<br />
يَ جْمَعُ أ َمْرًا ب ِط َاعَةٍ وَنَهْيًا عَنْ مَعْصِيَةٍ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ك َان َ الت َّك ْلِيفُ مَق ْرُونًا ب ِا لر َّغ ْبَةِ وَا لر َّهْبَةِ ، وَك َان َ مَا تَ خَل َّ ل َ كِتَا بَهُ مِنْ ق َصَص ِا ل ْأ َ نْب ِيَاءِ ا لس َّا لِف َةِ ، وَأ َخْبَار ِ ا ل ْق ُرُونِ<br />
ال ْ خَالِيَةِ ، عِظ َة ً وَ اعْتِبَارً ا تَق ْوَى<br />
مَعَهُمَا ا لر َّغ ْبَة ُ ، وَتَزْدَادُ ب ِه ِمَا ا لر َّهْبَة ُ .<br />
وَك َان َ ذ َ لِكَ مِنْ ل ُط ْفِهِ ب ِنَا وَ تَف َض ُّلِهِ عَل َيْنَا .<br />
ف َال ْحَمْدُ لِل َّهِ ال َّذِي ن ِعَمُهُ ل َا تُحْصَى وَشُك ْرُهُ ل َا يُؤَد َّى .<br />
} :<br />
ث ُ م َّ جَعَ ل َ إل َى رَسُو لِهِ : صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ بَيَان َ مَا ك َان َ مُجْمَل ًا ، وَ تَف ْسِيرَ مَا ك َان َ مُشْكِل ًا ، وَتَ حْقِيقَ مَا ك َان َ مُ حْتَمَل ًا<br />
؛ لِيَك ُون َ ل َهُ مَعَ تَبْلِيغ ِ ا لر ِّسَا ل َةِ ظ ُهُو رُ ا لِاخْتِصَاص ِ ب ِهِ وَمَنْز ِل َة ُ ا لت َّف ْو ِ يض ِ إ ل َيْهِ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَأ َنْزَل ْنَا إل َيْك ا لذ ِّك ْرَ لِتُبَي ِّن َّ لِلن َّا س ِ مَا نُز ِّل َ إل َيْه ِمْ وَ ل َعَل َّهُمْ يَتَف َك َّرُون َ<br />
. {<br />
ث ُ م َّ جَعَ ل َ إل َى ا ل ْعُل َمَاءِ اسْتِنْبَاط َ مَا نَب َّهَ عَل َى مَعَان ِيهِ ، وَ أ َشَارَ إل َى أ ُصُو لِهِ ب ِا لِاجْتِهَادِ فِيهِ إل َى عِل ْم ِ ال ْمُرَادِ ، ف َيَمْتَازُوا ب ِذ َ لِكَ<br />
عَنْ غ َيْر ِهِمْ وَ يَ خْتَص ُّو ا ب ِث َوَاب ِ اجْتِهَادِهِمْ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } يَرْف َعُ ا لل َّهُ ال َّذِ ينَ آمَنُوا مِنْك ُمْ وَا َل َّذِينَ أ ُوتُواا ل ْعِل ْمَ دَرَجَاتٍ { وَق َال َ ا لل َّهُ تَعَال َى : } وَمَا يَعْل َمُ تَأ ْو ِ يل َهُ
:<br />
إل َّا ا لل َّهُ وَ الر َّاسِ خُون َ فِي ا ل ْعِل ْم ِ { ف َصَارَ ال ْكِتَابُ أ َصْل ًا وَ الس ُّن َّة ُ ف َرْعًا وَاسْتِنْبَاط ُ ا ل ْعُل َمَاءِ إيضَاحًا وَك َشْف ًا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ {ا ل ْق ُرْآن ُ أ َ صْ ل ُ عِل ْم ِ ا لش َّر ِ يعَةِ نَص ُّهُ وَدَ لِيل ُهُ<br />
ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَ ال ْأ ُم َّة ُ ا ل ْمُ جْتَمِعَة ُ حُ ج َّة ٌ عَل َى مَنْ شَ ذ َّ عَنْهَا .<br />
{<br />
} :<br />
،وَ ال ْ حِك ْمَة ُ بَيَان ُ رَسُول ِ<br />
وَك َان َ مِنْ رَ أ ْف َتِهِ ب ِ خَل ْقِهِ وَ تَف َض ُّلِهِ عَل َى عِبَادِهِ أ َن ْ أ َق ْدَرَهُمْ عَل َى مَا ك َل َّف َهُمْ ، وَرَف َعَ ال ْ حَرَجَ عَنْهُمْ فِيمَا تَعَب َّدْهُمْ ؛ لِيَك ُونُوا<br />
مَعَ مَا ق َدْ أ َعَد َّهُ ل َهُمْ نَاهِضِينَ ب ِفِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ وَمُجَا نَبَةِ ا ل ْمَعَا صِي .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ل َا يُك َل ِّفُ ا لل َّهُ نَف ْسًا إل َّا وُسْعَهَا { وَق َال َ : } وَمَا جَعَ ل َ عَل َيْك ُمْ فِي الد ِّ ين ِ مِنْ حَرَج ٍ { وَجَعَ ل َ مَا<br />
ك َل َّف َهُمْ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ<br />
:<br />
قِسْمًا أ َمَرَهُمْ ب ِاعْتِق َادِهِ ، وَقِسْمًا أ َمَرَهُمْ ب ِفِعْلِهِ ، وَقِسْمًا أ َمَرَهُمْ ب ِا ل ْك َف ِّ عَنْهُ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َافُ<br />
ج ِهَاتِ ا لت َّك ْلِيفِ أ َ بْعَث َ عَل َى ق َبُو لِهِ ، وَ أ َعْوَن َ عَل َى فِعْلِهِ ، حِك ْمَة ً مِنْهُ وَل ُط ْف ًا<br />
.<br />
:<br />
وَجَعَ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ ب ِاعْتِق َادِهِ قِسْمَيْن ِ قِسْمًا إث ْبَاتًا ، وَقِسْمًا نَف ْيًا .<br />
ف َأ َم َّا ال ْإ ِث ْبَاتُ ف َإ ِ ث ْبَاتُ تَوْحِيدِهِ ، وَ صِف َا تِهِ ، وَإ ِث ْبَاتُ بَعْث َتِهِ رُسُل َهُ ، وَتَصْدِ يق ِ مُ حَم َّدٍ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ فِيمَا جَاءَ ب ِهِ<br />
وَأ َم َّا الن َّف ْيُ ف َنَف ْيُ الص َّاحِبَةِ ، وَ ا ل ْوَ ل َدِ ، وَال ْ حَاجَةِ ، وَ ا ل ْق َبَائِ ح ِ أ َجْمَعَ .<br />
.<br />
:<br />
وَهَذ َ انِا ل ْقِسْمَانِ أ َو َّل ُ مَا ك َل َّف َهُ ا ل ْعَاقِ ل َ وَجَعَ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ ب ِفِعْلِهِ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ قِسْمًا عَل َىأ َبْدَا ن ِه ِمْ ك َالص َّل َاةِ وَا لص ِّيَام ِ ،<br />
وَقِسْمًا فِي أ َمْوَ الِه ِمْ ك َا لز َّك َاةِ وَ ال ْك َف َّارَةِ ، وَقِسْمًا عَل َى أ َمْوَ الِه ِمْوَأ َ بْدَ ان ِه ِمْ ك َال ْحَ ج ِّ وَا ل ْج ِهَادِ ، لِيَسْهُ ل َ عَل َيْه ِمْ فِعْل ُهُ<br />
وَ يَ خِف َّ عَنْهُمْ أ َدَ اؤُهُ نَظ َرًا مِنْهُ تَعَا ل َى ل َهُمْ ، وَتَف َض ُّل ًا مِنْهُ عَل َيْه ِمْ .<br />
:<br />
وَجَعَ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ ب ِا ل ْك َف ِّ عَنْهُ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ قِسْمًا لِإ ِحْيَاءِ نُف ُوسِه ِمْ وَ صَل َاح ِ أ َبْدَا ن ِه ِمْ ، ك َنَهْي ِهِ عَنْ ا ل ْق َتْ ل ِ ، وَ أ َك ْ ل ِ<br />
ال ْ خَبَا ئِثِ وَا لس ُّمُوم ِ ، وَشُرْب ِ ال ْ خُمُور ِ ا ل ْمُؤَد ِّ يَةِ إل َى ف َسَادِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَزَوَا لِهِ .<br />
وَقِسْمًا لِا ئ ْتِل َافِه ِمْ وَإ ِ صْل َاح ِ ذ َ اتِبَيْن ِه ِمْ ، ك َنَهْي ِهِ عَنْ ا ل ْغَضَب ِ ، وَ ا ل ْغَل َبَةِ ، وَا لظ ُّل ْم ِ ، وَا لس َّرَفِ ال ْمُف ْضِي إل َى ا ل ْق َطِيعَةِ ،<br />
وَال ْبَغْضَاءِ .<br />
وَقِسْمًا لِ حِف ْظِأ َ نْسَا ب ِه ِمْ وَ تَعْظِيم ِ مَ حَار ِمِه ِمْ ، ك َنَهْي ِهِ عَنْ الز ِّنَا وَن ِك َاح ِ ذ َوَ اتِ ا ل ْمَ حَار ِم ِ .<br />
ف َك َانَتْ ن ِعْمَتُهُ فِيمَا حَظ َرَهُ عَل َيْنَا ك َن ِعْمَتِهِ فِيمَا أ َبَاحَهُ ل َنَا ، وَ تَف َض ُّل ُهُ فِيمَا ك َف َّنَا عَنْهُ ك َتَف َض ُّلِهِ فِيمَا أ َمَرَنَا ب ِهِ .<br />
ف َهَ ل ْ يَ ج ِدُ ا ل ْعَاقِ ل ُ فِي رَو ِ ي َّتِهِ مَسَاغ ًا أ َن ْ يُق َص ِّرَ فِيمَا أ َمَرَ ب ِهِ وَهُوَ ن ِعْمَة ُ عَل َيْهِ ، أ َوْ يَرَى ف ُسْ حَة ً فِي ارْتِك َاب ِ مَا نَهَى عَنْهُ<br />
وَهُوَ تَف َض ُّ ل ٌ مِنْهُ عَل َيْهِ ؟ وَهَ ل ْ يَك ُون ُ مَنْ أ َ نْعَمَ عَل َيْهِ ب ِن ِعْمَةٍ ف َأ َهْمَل َهَا ، مَعَ شِد َّةِ ف َاق َتِهِ إل َيْهَا ، إل َّا مَذ ْمُومًا فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ مَعَ مَا<br />
جَاءَ مِنْ وَعِيدِ ا لش َّرْ ع ِ ؟ ث ُ م َّ مِنْ ل ُط ْفِهِ<br />
ب ِ خَل ْقِهِ وَ تَف َض ُّلِهِ عَل َى عِبَادِهِ أ َن ْ جَعَ ل َ ل َهُمْ مِنْ ج ِنْس ِ ك ُ ل ِّ ف َر ِ يضَةٍ نَف ْل ًا ، وَحَمَ ل َ ل َهَا مِنْ ا لث َّوَاب ِ قِسْط ًا ، وَنَدَ بَهُمْ إ ل َيْهِ نَدْبًا<br />
، وَجَعَ ل َ ل َهُمْ ب ِال ْ حَسَنَةِ عَشْرًا لِيُضَاعِفَ ث َوَ ابَ ف َاعِلِهِ ، وَ يَضَعَ ال ْعِق َابَ عَنْ تَار ِكِهِ .<br />
وَمِنْ ل َطِيفِ حِك ْمَتِهِ أ َن ْ جَعَ ل َ لِك ُ ل ِّ عِبَادَةٍ حَا ل َتَيْن ِ : حَا ل َة ُ ك َمَال ٍ وَحَا ل َة ُ جَوَ از ٍ ، ر ِف ْق ًا مِنْهُ ب ِ خَل ْقِهِ لِمَا سَبَقَ فِي عِل ْمِهِ أ َن َّ<br />
فِيه ِمْ ا ل ْعَج ِ ل َ ا ل ْمُبَادِرَ وَال ْبَطِيءَ ا ل ْمُتَث َاقِ ل َ ، وَمَنْ ل َا صَبْرَ ل َهُ عَل َى أ َدَ اءِ ال ْأ َك ْمَ ل ِ لِيَك ُون َ مَا أ َخَ ل َّ ب ِهِ مِنْ هَيْئ َاتِ عِبَادَ تِهِ غ َيْرَ<br />
ق َادِح ٍ فِي ف َرْض ٍ ، وَل َا مَا ن ِع ٍ مِنْ أ َجْر ٍ ، ف َك َان َ ذ َلِكَ مِنْ ن ِعَمِهِ عَل َيْنَا وَحُسْن ِ نَظ َر ِهِ إل َيْنَا .<br />
وَك َان َ أ َو َّل ُ مَا ف َرَضَ بَعْدَ تَصْدِ يق ِ نَب ِي ِّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عِبَادَ اتِ ال ْأ َبْدَانِ ، وَق َدْ ق َد َّمَهَا عَل َى مَا يَتَعَل َّقُ ب ِا ل ْأ َمْوَال ِ ؛<br />
لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ عَل َى ال ْأ َمْوَال ِ أ َشَ ح ُّ وَب ِمَا يَتَعَل َّقُ ب ِال ْأ َبْدَانِ أ َسْمَ حُ ، وَذ َ لِكَ الص َّل َاة ُ وَا لص ِّيَامُ<br />
.<br />
ف َق َد َّمَ ا لص َّل َاة َ عَل َى الص ِّيَام ِ ؛ لِأ َن َّ ا لص َّل َاة َ أ َسْهَ ل ُ فِعْل ًا ، وَ أ َ يْسَرُ عَمَل ًا ، وَجَعَل َهَا مُشْتَمِل َة ً عَل َى خُضُو ع ٍ ل َهُ وَابْتِهَال ٍ إ ل َيْهِ .<br />
ف َا ل ْخُضُو عُ ل َهُ رَهْبَة ٌ مِنْهُ ، وَالِابْتِهَال ُ إل َيْهِ رَغ ْبَة ٌ فِيهِ .
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } إذ َا ق َامَ أ َحَدُك ُمْ إل َى صَل َا تِهِ ف َإ ِن َّمَا يُنَاج ِي رَ ب َّهُ ف َل ْيَنْظ ُرْ ب ِمَا يُنَاج ِيهِ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ك َان َ ك ُل َّمَا دَخَ ل َ عَل َيْهِ وَق ْتُ صَل َاةٍ ا صْف َر َّ ل َوْ نُهُ مَر َّة ً وَ احْمَر َّ أ ُخْرَى<br />
ف َقِي ل َ ل َهُ فِي ذ َلِكَ ، ف َق َال َ : أ َتَتْن ِي ال ْأ َمَانَة ُ ال َّتِي عُر ِ ضَتْ عَل َى ا لس َّمَوَ اتِ وَا ل ْأ َرْض ِ وَال ْج ِبَال ِ ف َأ َ بَيْنَ أ َن ْ يَحْمِل ْنَهَا وَأ َشْف َق ْنَ<br />
مِنْهَا وَحَمَل ْتهَا أ َنَا ف َل َا أ َدْر ِي أ َأ ُسِيءُ فِيهَا أ َمْ أ ُحْسِنُ .<br />
ث ُ م َّ جَعَ ل َ ل َهَا شُرُوط ًا ل َاز ِمَة ً مِنْ رَف ْع ِ حَدَثٍ ، وَإ ِزَا ل َةِ نَ جَس ٍ ؛ لِيَسْتَدِيمَ ا لن َّظ َاف َة َ لِلِق َاءِ رَ ب ِّهِ<br />
ث ُ م َّ ضَم َّنَهَا تِل َاوَة َ كِتَا ب ِهِ ا ل ْمُنَز َّل ِ لِيَتَدَ ب َّرَ مَا فِيهِ ، مِنْ أ َوَ امِر ِهِ وَ نَوَ اهِيهِ ، وَ يَعْتَب ِرَ إعْ جَازَ أ َ ل ْف َاظِهِ وَمَعَان ِيهِ .<br />
، وَ ا لط َّهَارَة َ لِأ َدَ اءِ ف َرْ ضِهِ .<br />
ث ُ م َّ عَل َّق َهَا ب ِأ َوْق َاتٍ رَا تِبَةٍ ، وَأ َزْمَانٍ مُتَرَ ادِف َةٍ ؛ لِيَك ُون َ تَرَادُفُ أ َزْمَان ِهَا وَ تَتَا بُعُ أ َوْق َا تِهَا سَبَبًا لِاسْتِدَ امَةِ ال ْ خُضُو ع ِ ل َهُ<br />
وَالِابْتِهَال ِ إ ل َيْهِ ، ف َل َا تَنْق َطِعُ ا لر َّهْبَة ُ مِنْهُ وَل َا ا لر َّغ ْبَة ُ فِيهِ ، وَإ ِذ َا ل َمْ تَنْق َطِعْ ا لر َّغ ْبَة ُ وَالر َّهْبَة ُ اسْتَدَ امَ صَل َاحُال ْ خَل ْق ِ<br />
.<br />
:<br />
وَ ب ِحَسَب ِ ق ُو َّةِ الر َّغ ْبَةِ وَ الر َّهْبَةِ يَك ُون ُ اسْتِيف َاؤُهَا عَل َى ا ل ْك َمَال ِ أ َوْ ا لت َّق ْصِير ِ فِيهَا حَال َ ال ْ جَوَ از ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ا لص َّل َاة ُمِ ك ْيَا ل ٌ ف َمَنْ وَف َّى وُف ِّيَ ل َهُ وَمَنْ ط َف َّفَ ف َق َدْ عَلِمْتُمْ مَا ق َال َ ا لل َّهُ<br />
{ . فِي ا ل ْمُط َف ِّفِينَ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
.<br />
وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ ا ل ْف ُصَحَاءِ فِي ذ َ لِكَ<br />
مَنْ هَانَتْ عَل َيْهِ صَل َا تُهُ ك َانَتْ عَل َى ا لل َّهِ تَعَال َى وَعَز َّ وَجَ ل َّ أ َهْوَن َ {<br />
: أ َق ْب ِل ْ عَل َى صَل َوَ اتِك ال ْ خَمْس ِ ك َمْ مُصْب ِ ح ٍ وَعَسَاهُ ل َا يُمْسِي وَ اسْتَق ْب ِل ْ ا ل ْيَوْمَ<br />
ال ْ جَدِ يدَ ب ِتَوْ بَةٍ تَمْحُو ذ ُ نُوبَ صَب ِي حَةِ ال ْأ َمْس ِ ف َل َيَف ْعَل َن َّ ب ِوَجْه ِك ا ل ْغَض ِّ ال ْب ِل َى فِعْ ل َ ا لظ َّل َام ِ ب ِصُو رَةِ ا لش َّمْس ِ ث ُ م َّ ف َرَضَ ا لل َّهُ<br />
تَعَال َى الص ِّيَامَ وَق َد َّمَهُ عَل َى زَك َاةِ ال ْأ َمْوَال ِ لِتَعَل ُّق ِ الص ِّيَام ِ ب ِال ْأ َبْدَانِ .<br />
وَك َان َ فِي إيجَا ب ِهِ حَث ٌّ عَل َى رَحْمَةِ ال ْف ُق َرَاءِ وَإ ِط ْعَامِه ِمْ وَسَد ِّ جَوْعَا تِه ِمْ لِمَا عَا يَنُوهُ مِنْ شِد َّةِ ال ْمَ جَاعَةِ فِي صَوْمِه ِمْ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِيُوسُفَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
ال ْ جَائِعَ .<br />
- : أ َ تَ جُو عُ وَأ َنْتَ عَل َى خَزَ ا ئِن ِا ل ْأ َرْض ِ ؟ ف َق َال َ : أ َخَافُ أ َن ْ أ َشْبَعَ ف َأ َنْسَى<br />
ث ُ م َّ لِمَا فِي ا لص َّوْم ِ مِنْ ق َهْر ِ الن َّف ْس ِ وَإ ِذ ْ ل َا لِهَا وَك َسْر ِ الش َّهْوَةِا ل ْمُسْتَوْ لِيَةِ عَل َيْهَا وَإ ِشْعَار ِ ا لن َّف ْس ِ مَا هِيَ عَل َيْهِ مِنْ ال ْ حَاجَةِ<br />
إل َى يَسِير ِ ا لط َّعَام ِ وَا لش َّرَ اب ِ .<br />
وَال ْمُحْتَاجُ إل َى الش َّيْءِذ َلِي ل ٌ ب ِهِ .<br />
وَب ِهَذ َا احْتَ ج َّ ا لل َّهُ تَعَا ل َى -<br />
عَل َى مَنْ ا ت َّ خَذ َ عِيسَى -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ - وَ أ ُم َّهُ إ ل َهَيْن ِ مِنْ دُو ن ِهِ ، ف َق َال َ<br />
ق َدْ خَل َتْ مِنْ ق َبْلِهِ ا لر ُّسُ ل ُ وَ أ ُم ُّهُصِد ِّ يق َة ٌ ك َانَا يَأ ْك ُل َانِ ا لط َّعَامَ<br />
} :<br />
. {<br />
ف َ جَعَ ل َ احْتِيَاجَهُمَا إل َى ا لط َّعَام ِ نَق ْصًا فِيه ِمَا عَنْ أ َن ْ يَك ُونَا إ ل َهَيْن ِ .<br />
مَا ا ل ْمَسِي حُ ابْنُ مَرْ يَمَ إل َّا رَ سُو ل ٌ<br />
وَق َدْ وَ صَفَ ا ل ْحَسَنُ ا ل ْبَصْر ِي ُّ نَق ْصَ ا ل ْإ ِنْسَانِ ب ِالط َّعَام ِ وَالش َّرَاب ِ ف َق َال َ : مِسْكِينُ ا بْنُ آدَمَ مَ حْتُومُ ا ل ْأ َجَ ل ِ ، مَك ْتُومُ ا ل ْأ َمَ ل ِ<br />
، مَسْتُو رُ ا ل ْعِل َ ل ِ .<br />
يَتَك َل َّمُ ب ِل َحْم ٍ وَ يَنْظ ُرُ ب ِشَ حْم ٍ ، وَيَسْمَعُ ب ِعَظ ْم ٍ .<br />
أ َسِيرُ جُوعِهِ ، صَر ِيعُ شِبَعِهِ تُؤْذِ يهِ ا ل ْبَق َّة ُ ، وَ تُنْتِنُهُ ا ل ْعَرَق َة ُ وَ تَق ْتُل ُهُ الش َّرْق َة ُ .<br />
ل َا يَمْلِكُ لِنَف ْسِهِ ضَرا ، وَل َا نَف ْعًا وَل َا مَوْتًا ، وَل َا حَيَاة ً ، وَل َا نُشُو رً ا .<br />
ف َانْظ ُرْ إل َى ل ُط ْفِهِ ب ِنَا ، فِيمَا أ َوْجَبَهُ مِنْ ا لص ِّيَام ِ عَل َيْنَا .
ك َيْفَ أ َ يْق َظ َ ال ْعُق ُول َ ل َهُ ، وَق َدْ ك َانَتْ عَنْهُ غ َافِل َة ً أ َوْ مُتَغَافِل َة ً .<br />
وَ نَف َعَ الن ُّف ُو سَ ب ِهِ وَ ل َمْ تَك ُنْ مُنْتَفِعَة ً وَل َا نَافِعَة ً .<br />
ث ُ م َّ ف َرَضَ زَك َوَاتِ ال ْأ َمْوَال ِ وَق َد َّمَهَا عَل َى ف َرْض ِال ْحَ ج ِّ ؛ لِأ َن َّ فِيا ل ْحَ ج ِّ مَعَ إ نْف َا ق ِ ا ل ْمَال ِ سَف َرًا شَاقًّا ، ف َك َانَتْ ا لن َّف ْسُ إل َى<br />
ا لز َّك َاةِ أ َسْرَ عَ إجَا بَة ً مِنْهَا إل َى ال ْحَ ج ِّ ، ف َك َان َ فِي إيجَاب ِهَا مُوَاسَاة ً لِل ْف ُق َرَاءِ ، وَمَعُو نَة ً لِذ َو ِي ال ْحَاجَاتِ ، تَك ُف ُّهُمْ عَنْ<br />
ا ل ْبَغْضَاءِ وَ تَمْنَعُهُمْ مِنْ ا لت َّق َاط ُع ِ وَ تَبْعَث ُهُمْ عَل َى ا لت َّوَاصُ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ آمِ ل َ وَ صُو ل ٌ وَا لر َّاج ِيَهَائِبٌ ، وَإ ِذ َا زَ ال َ ا ل ْأ َمَ ل ُ وَا نْق َط َعَ<br />
ا لر َّجَاءُ وَاشْتَد َّتْ ال ْ حَاجَة ُ وَق َعَتْ ال ْبَغْضَاءُ وَاشْتَ د َّ ال ْ حَسَدُ ف َحَدَث َ ا لت َّق َاط ُعُ بَيْنَ أ َرْ بَاب ِا ل ْأ َمْوَال ِ وَال ْف ُق َهَاءِ ، وَوَق َعَتْ<br />
ال ْعَدَ اوَة ُ بَيْنَ ذ َو ِي ال ْ حَاجَاتِ وَال ْأ َغ ْن ِيَاءِ ، حَت َّى تُف ْضِيَ إل َى ا لت َّغَا ل ُب ِ عَل َى ال ْأ َمْوَال ِ وَ الت َّغْر ِير ِ ب ِالن ُّف ُو س ِ<br />
.<br />
هَذ َا مَعَ مَا فِي أ َدَ اءِ الز َّك َاةِ مِنْ تَمْر ِ ين ِ ا لن َّف ْس ِ عَل َى ا لس َّمَاحَةِا ل ْمَ حْمُودَةِ وَمُ جَا نَبَةِ الش ُّ ح ِّ ا ل ْمَذ ْمُوم ِ ؛ لِأ َن َّ ا لس َّمَاحَة َ تَبْعَث ُ<br />
عَل َى أ َدَ اءِ ال ْ حُق ُوق ِ<br />
وَ الش ُّ ح َّ يَصُ د ُّ عَنْهَا .<br />
وَمَا يَبْعَث ُ عَل َى أ َدَ اءِ ال ْ حُق ُو ق ِ ف َأ َجْدَرُ ب ِهِ حَمْدًا ، وَمَا صَ د َّ عَنْهَا ف َأ َخْلِقْ ب ِهِ ذ َما .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
:<br />
خَالِعٌ { .<br />
} شَر ُّ مَا أ ُعْطِيَ ال ْعَبْدُ شُ ح ٌّهَالِعٌ ،وَ جُبْنٌ<br />
ف َسُبْ حَان َ مَنْ دَب َّرَنَا ب ِل َطِيفِ حِك ْمَتِهِ ، وَأ َخْف َى عَنْ فِط ْنَتِنَا جَز ِي ل َ ن ِعْمَتِهِ ، حَت َّى اسْتَوْجَبَ مِنْ ا لش ُّك ْر ِ ب ِإ ِخْف َا ئِهَا أ َعْظ َمَ مِم َّا<br />
اسْتَوْجَبَهُ ب ِإ ِ بْدَ ائِهَا .<br />
ث ُ م َّ ف َرَضَ ال ْحَ ج َّ ف َك َان َ آخِرَ ف ُرُو ضِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَ جْمَعُ عَمَل ًا عَل َى بَدَنٍ وَحَقًّا فِي مَال ٍ .<br />
ف َ جَعَ ل َ ف َرْ ضَهُ بَعْدَ اسْتِمْرَ ار ِ ف ُرُوض ِ ال ْأ َبْدَانِ وَف ُرُوض ِ ال ْأ َمْوَال ِ ؛ لِيَك ُون َ اسْتِئ ْنَاسَهُمْ ب ِك ُ ل ِّ وَاحِدٍ مِنْ ا لن َّوْعَيْن ِ ذ َر ِ يعَة ً إل َى<br />
تَسْه ِي ل ِ مَا جَمَعَ بَيْنَ ا لن َّوْعَيْن ِ .<br />
ف َك َان َ فِي إيجَا ب ِهِ تَذ ْكِيرٌ لِيَوْم ِ ال ْ حَشْر ِ ب ِمُف َارَق َةِ ا ل ْمَال ِ وَا ل ْأ َهْ ل ِ ، وَخُضُو ع ِ ال ْعَز ِيز ِ وَا لذ َّ لِي ل ِ فِي ال ْوُق ُوفِ بَيْنَ يَدَ يْهِ ،<br />
وَ اجْتِمَا ع ِ ا ل ْمُطِيع ِ وَال ْعَاصِي فِي ا لر َّهْبَةِ مِنْهُ وَ ا لر َّغ ْبَةِ إ ل َيْهِ ، وَ إ ِق ْل َا ع ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْمَعَاصِي عَم َّا اجْتَرَحُوهُ ، وَنَدَم ِا ل ْمُذ ْ ن ِب ِينَ عَل َى<br />
مَا أ َسْل َف ُوهُ ، ف َق َ ل َّ مَنْ حَ ج َّ إل َّا وَأ َحْدَث َ تَوْ بَة ً مِنْ ذ َ نْب ٍ وَ إ ِق ْل َاعًا مِنْ مَعْصِيَةٍ ، وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
}<br />
مِنْ عَل َامَةِ ا ل ْحَ ج َّةِ ا ل ْمَبْرُورَةِ أ َن ْ يَك ُون َ صَاحِبُهَا بَعْدَهَا خَيْرًا مِنْهُ ق َبْل َهَا { .<br />
وَهَذ َا صَحِي حٌ ؛ لِأ َن َّ الن َّدَمَ عَل َى الذ ُّ نُوب ِمَان ِعٌ مِنْ ال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َيْهَا ، وَ ا لت َّوْ بَة َ مُك َف ِّرَة ٌ لِمَا سَل َفَ مِنْهَا .<br />
ف َإ ِذ َا ك َف َّ عَم َّا ك َان َ يَق ْدُمُ عَل َيْهِ أ َ نْبَأ َ عَنْ صِ ح َّةِ تَوْ بَتِهِ ، وَ صِ ح َّة ُ ا لت َّوْ بَةِ تَق ْتَضِي ق َبُول َ حَ ج َّتِهِ .<br />
ث ُ م َّ نَب َّهَ ب ِمَا يُعَان ِي فِيهِ مِنْ مَشَا ق ِّ الس َّف َر ِ ال ْمُؤَد ِّي إ ل َيْهِ عَل َى مَوْ ضِع ِ ا لن ِّعْمَةِ ب ِرَف َاهَةِ ا ل ْإ ِق َامَةِ وَأ َ نَسَةِ ال ْأ َوْط َانِ لِيَ حْنُوَ عَل َى مِنْ<br />
سُلِبَ هَذِهِ ا لن ِّعْمَة َ مِنْ أ َ بْنَاءِ ا لس َّب ِي ل ِ .<br />
ث ُ م َّ أ َعْل َمَ ب ِمُشَاهَدَةِ حَرَمِهِ ال َّذِي أ َنْشَأ َ مِنْهُ دِينَهُ<br />
، وَ بَعَث َ فِيهِ رَسُو ل َهُ .<br />
ث ُ م َّ ب ِمُشَاهَدَةِ دَ ار ِ ا ل ْه ِ جْرَةِ ال َّتِي أ َعَز َّ ا لل َّهُ ب ِهَا أ َهْ ل َ ط َاعَتِهِ ، وَ أ َذ َل َّ ب ِنُصْرَةِ نَب ِي ِّهِ مُ حَم َّ دٍ عَل َيْهِ الص َّل َاة ُ وَا لس َّل َامُ أ َهْ ل َ مَعْصِيَتِهِ<br />
، حَت َّى خَضَعَ ل َهُ عُظ َمَاءُ ال ْمُتَجَب ِّر ِينَ ، وَتَذ َل َّ ل َ ل َهُ زُعَمَاءُ ال ْمُتَك َب ِّر ِينَ<br />
.<br />
إ ن َّهُ ل َمْ يَنْتَشِرْ عَنْ ذ َ لِكَ ا ل ْمَك َانِ ا ل ْمُنْق َطِع ِ ، وَل َا ق َو ِيَ بَعْدَ الض َّعْفِ ال ْبَي ِّن ِ حَت َّى ط َب َّقَ ال ْأ َرْ ضَ شَرْق ًا وَغ َرْبًا إل َّا ب ِمُعْ ج ِزَةٍ<br />
ظ َاهِرَةٍ وَنَصْر ٍ عَز ِ يز ٍ .
ف َاعْتَب ِرْ - أ َل ْهَمَك ا لل َّهُ ا لش ُّك ْرَ وَوَف َّق َك لِلت َّق ْوَى - إ نْعَامَهُ عَل َيْك فِيمَا ك َل َّف َك ، وَ إ ِحْسَا نَهُ إل َيْك فِيمَا تَعَب َّدَك .<br />
ف َق َدْ وَك َّل ْتُك إل َى فِط ْنَتِك وَأ َحَل ْتُك عَل َى بَصِيرَتِك بَعْدَ أ َن ْ ك ُنْتُ ل َك رَائِدًا صَدُوق ًا ، وَ نَاصِ حًا شَف ُوق ًا هَل ْ تُحْسِنُ نُهُو ضًا<br />
ب ِشُك ْر ِهِ إذ َا ف َعَل ْت مَا أ َمَرَك ، وَتَق َب َّل ْت مَا ك َل َّف َك ؟ ك َلًّا إ ن َّهُ ل َا يُوَل ِّيك ن ِعْمَة ً تُوج ِبُ ا لش ُّك ْرَ إذ َا وَصَل َهَا ق َبْ ل َ شُك ْر ِ مَا<br />
سَل َفَ ب ِن ِعْمَةٍ تُوج ِبُ الش ُّك ْرَ فِيا ل ْمُؤْتَنَفِ .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُ بْنُ عَلِي ٍّ<br />
عَنْهُ<br />
.<br />
:<br />
.<br />
ن ِعَمُ ا لل َّهِ أ َك ْث َرُ مِنْ أ َن ْ تُشْك َرَ إل َّا مَا أ َعَان َ عَل َيْهِ ، وَذ ُ نُوبُ ا بْن ِ آدَمَ أ َك ْث َرُ مِنْ أ َن ْ تُغْف َرَ إ ل َّا مَا عَف َا<br />
وَأ َنْشَدْت لِمَنْصُور ِ بْن ِ إسْمَاعِي ل َ ال ْف َقِيهِا ل ْمِصْر ِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى : شُك ْرُ ال ْإ ِ ل َهِ ن ِعْمَة ٌ مُوج ِبَة ٌ لِشُك ْر ِهِ ف َك َيْفَ شُك ْر ِي<br />
ب ِر َّهُ وَشُك ْرُهُ مِنْ ب ِر ِّهِ وَإ ِذ َا ك ُنْت عَنْ شُك ْر ِ ن ِعَمِهِ عَاج ِزًا ف َك َيْفَ ب ِك إذ َا ق َص َّرَتْ فِيمَا أ َمَرَك ، أ َوْ ف َر َّط ْت فِيمَا ك َل َّف َك ،<br />
وَ نَف ْعُهُ أ َعْوَدُ عَل َيْك ل َوْ ف َعَل ْته<br />
هَل ْ تَك ُون ُ لِسَوَ ا ب ِغ ِ ن ِعَمِهِ إل َّا ك َف ُورًا ، وَ ب ِب ِدَا يَةِ ال ْعُق ُول ِ إل َّا مَزْجُورًا ؟ وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
يُنْكِرُو نَهَا { ق َال َ مُجَاهِ دٌ<br />
:<br />
} يَعْر ِف ُون َ ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ ث ُ م َّ<br />
: أ َيْ يَعْر ِف ُون َ مَا عَد َّدَ ا لل َّهُ عَل َيْه ِمْ مِنْ ن ِعَمِهِ وَ يُنْكِرُو نَهَا ب ِق َوْ لِه ِمْ أ َن َّهُمْ وَر ِث ُوهَا عَنْ آ بَا ئِه ِمْ<br />
وَ اك ْتَسَبُوهَا ب ِأ َف ْعَا لِه ِمْ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } يَق ُول ُ ا لل َّهُ يَا<br />
ا بْنَ آدَمَ مَا أ َنْصَف ْتَن ِي أ َتَ حَب َّبُ إل َيْك ب ِا لن ِّعَم ِ وَ تَتَمَق َّتُ إ ل َي َّ ب ِا ل ْمَعَا صِي .<br />
. {<br />
:<br />
خَيْر ِي إل َيْك نَا ز ِ ل ٌ وَشَر ُّك إ ل َي َّ صَاعِ دٌ ك َمْ مِنْ مَل َكٍ ك َر ِيم ٍ يَصْعَدُ إ ل َي َّ مِنْك ب ِعَمَ ل ٍ ق َب ِي ح ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ صُل َ حَاءِ ا لس َّل َفِ ق َدْ أ َ صْبَ حَ ب ِنَا مِنْ ن ِعَم ِ ا لل َّهِ تَعَال َى مَا ل َا نُ حْصِيهِ ، مَعَ ك َث ْرَةِ مَا نَعْصِيهِ ، ف َل َا نَدْر ِي أ َي َّهُمَا<br />
نَشْك ُرُ ، أ َجَمِي ل َ مَا يَنْشُرُ ، أ َمْ ق َب ِي حَ مَا يَسْتُرُ .<br />
ف َ حَق َّ عَل َى مَنْ عَرَفَ مَوْ ضِعَ ا لن ِّعْمَةِ أ َن ْ يَق ْبَل َهَا مُمْتَثِل ًا لِمَا ك ُل ِّفَ مِنْهَا وَق َبُول ُهَا يَك ُون ُ ب ِأ َدَا ئِهَا ، ث ُ م َّ يَشْك ُرَ ا لل َّهَ تَعَا ل َى عَل َى<br />
مَا أ َ نْعَمَ مِنْ إسْدَائِهَا .<br />
ف َإ ِن َّ ب ِنَا مِنْ ال ْ حَاجَةِ إل َى ن ِعَمِهِ أ َك ْث َرَ مِم َّا ك َل َّف َنَا مِنْ شُك ْر ِ ن ِعَمِهِ .<br />
ف َإ ِن ْ نَ حْنُ أ َد َّيْنَا حَق َّ ا لن ِّعْمَةِ فِي الت َّك ْلِيفِ تَف َض َّ ل َ ب ِإ ِسْدَ اءِ ا لن ِّعْمَةِ مِنْ غ َيْر ِ ج ِهَةِ الت َّك ْلِيفِ ، ف َل َز ِمَتْ الن ِّعْمَتَانِ وَمَنْ ل َز ِمَتْهُ<br />
الن ِّعْمَتَانِ ف َق َدْ أ ُوتِيَ حَظ َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ ، وَهَذ َا هُوَ الس َّعِيدُ ب ِا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ .<br />
وَ إ ِن ْ ق َص َّرْنَا فِي أ َدَ اءِ مَا ك ُل ِّف ْنَا مِنْ شُك ْر ِهِ ق َصَرَ عَن َّا مَا ل َا تَك ْلِيفَ فِيهِ مِنْ ن ِعَمِهِ ، ف َنَف َرَتْ الن ِّعْمَتَانِ وَمَنْ نَف َرَتْ عَنْهُ<br />
الن ِّعْمَتَانِ ف َق َدْ سُلِبَ حَظ َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ ، ف َل َمْ يَك ُنْ ل َهُ فِي ال ْ حَيَاةِ حَظ ٌّ وَل َا فِيا ل ْمَوْتِ رَاحَة ٌ ، وَهَذ َا هُوَ ا لش َّقِي ُّ<br />
ب ِا لِاسْتِ حْق َا ق ِ .<br />
وَ ل َيْسَ يَخْتَا رُ ا لش ِّق ْوَة َ عَل َى الس َّعَادَةِ ذ ُو ل ُب ٍّ صَ حِي ح ٍ وَل َا عَق ْ ل ٍ سَلِيم ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
: } ل َيْسَ ب ِأ َمَان ِي ِّك ُمْ وَل َا أ َمَان ِي ِّ أ َهْ ل ِ ال ْكِتَاب ِ مَنْ يَعْمَل ْ سُوءًا يُجْزَ ب ِهِ { .<br />
وَرَوَىا ل ْأ َعْمَشُ عَنْسُل َيْ مٌ ق َال َ ، ق َال َ أ َبُو بَك ْر ٍ الص ِّد ِّ يقُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
يَعْمَل ْ سُوءًا يُجْزَ ب ِهِ<br />
ف َق َال َ<br />
} :<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ مَا أ َشَد َّ هَذِهِ ال ْ آ يَةِ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
يَا أ َبَا بَك ْر ٍ إن َّ ا ل ْمُصِيبَة َ فِي الد ُّنْيَا جَزَاءٌ { .<br />
:<br />
وَ اخْتَل َفَ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى } سَنُعَذ ِّ بُهُمْ مَر َّ تَيْن ِ<br />
ف َق َال َ بَعْضُهُمْ : أ َحَدُا ل ْعَذ َ ابَيْن ِ ا ل ْف َضِي حَة ُ فِي الد ُّنْيَا ،<br />
. {<br />
مَنْ
وَالث َّان ِي عَذ َ ابُ ا ل ْق َبْر ِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ الر َّحْمَن ِ بْنُ يَز ِ يدَ<br />
ا لن َّار ِ .<br />
: أ َحَدُا ل ْعَذ َا بَيْن ِ مَصَائِبُهُمْ فِي الد ُّنْيَا فِي أ َمْوَا لِه ِمْوَ أ َوْ ل َادِهِمْ ، وَالث َّان ِي عَذ َ ابُ ال ْ آخِرَةِ فِي<br />
وَ ل َيْسَ وَ إ ِن ْ نَال َ أ َهْ ل ُ ا ل ْمَعَا صِي ل َذ َّة ً مِنْ عَيْش ٍ أ َوْ أ َدْرَك ُو ا أ ُمْن ِيَة ً مِنْ دُنْيَا ك َانَتْ عَل َيْه ِمْ ن ِعْمَة ً ، بَل ْ ق َدْ يَك ُون ُ ذ َلِكَ<br />
اسْتِدْرَ اجًا وَ ن ِق ْمَة ً .<br />
وَرَوَى ا بْنُ ل َه ِيعَة َ عَنْ عُق ْبَة َ بْن ِ مُسْلِم ِ بْن ِ عَامِر ٍ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } إذ َا رَأ َيْت ا لل َّهَ تَعَال َى<br />
يُعْطِي ا ل ْعِبَادَ مَا يَشَاؤُنِ عَل َى مَعَ اصِيه ِمْ إي َّاهُ ف َإ ِن َّمَا ا ذ َلِكَ سْتِدْ رَا جٌ مِنْهُ ل َهُمْ ث ُ م َّ تَل َا<br />
} :<br />
عَل َيْه ِمْ أ َبْوَابَ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ حَت َّى إذ َا ف َر ِحُو ا ب ِمَا أ ُوتُوا أ َخَذ ْنَاهُمْ بَغْتَة ً ف َإ ِذ َا هُمْ مُبْلِسُون َ<br />
ف َل َم َّا نَسُوا مَا ذ ُك ِّرُو ا ب ِهِ ف َتَحْنَا<br />
. {<br />
{<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُحَر َّمَاتُ ال َّتِي يَمْنَعُ ا لش َّرْ عُ مِنْهَا وَاسْتَق َر َّ ا لت َّك ْلِيفُ ، عَق ْل ًا أ َوْ شَرْعًا ، ب ِالن َّهْي ِ عَنْهَا ف َتَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ .<br />
مِنْهَا مَا تَك ُون ُ ا لن ُّف ُو سُ دَ اعِيَة ً إل َيْهَا ، وَا لش َّهَوَ اتُ بَاعِث َة ً عَل َيْهَا ، ك َالس ِّف َاح ِ وَشُرْب ِال ْ خَمْر ِ ، ف َق َدْ زَجَرَ ا لل َّهُ عَنْهَا ؛ لِق ُو َّةِ<br />
ا ل ْبَاعِثِ عَل َيْهَا ، وَشِد َّةِا ل ْمَيْ ل ِ إل َيْهَا ب ِنَوْعَيْن ِ مِنْ الز َّجْر ِ<br />
وَالث َّان ِي : وَعِي دٌ آ ج ِ ل ٌ يَزْدَج ِرُ ب ِهِ ا لت َّقِي ُّ<br />
.<br />
: أ َحَدُهُمَا : حَ د ٌّ عَاج ِ ل ٌ يَرْ تَدِ عُ ب ِهِ ال ْ جَر ِيءُ .<br />
وَمِنْهَا مَا تَك ُون ُ ا لن ُّف ُو سُ نَافِرَة ً مِنْهَا ، وَالش َّهَوَاتُ مَصْرُوف َة ً عَنْهَا ، ك َأ َك ْ ل ِ ال ْ خَبَا ئِثِوَا ل ْمُسْتَق ْذِرَات وَشُرْب ِ الس َّمُوم ِ<br />
ا ل ْمُتْلِف َاتِ ، ف َاق ْتَصَرَ ا لل َّهُ فِي ا لز َّجْر ِ عَنْهَا ب ِا ل ْوَعِيدِ وَحْدَهُ دُون َ ال ْ حَ د ِّ ؛ لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ مُسْتَعِد َّة ٌ فِي الز َّجْر ِ عَنْهَا ،<br />
وَمَ صْرُوف َة ٌ عَنْ رُك ُوب ِ ا ل ْمَ حْظ ُور ِ مِنْهَا .<br />
ث ُ م َّ أ َك َّدَ ا لل َّهُ زَوَ اج ِرَهُ ب ِإ ِنْك َار ِ ال ْمُنْكِر ِينَ ل َهَا ف َأ َوْجَبَا ل ْأ َمْرَ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ وَا لن َّهْيَ عَنْ ا ل ْمُنْك َر ِ لِيَك ُون َ ال ْأ َمْرُ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ<br />
تَأ ْكِيدً ا لِأ َوَ امِر ِهِ ، وَالن َّهْيُ عَنْ ا ل ْمُنْك َر ِ تَأ ْ ي ِيدً ا لِزَوَ اج ِر ِهِ .<br />
لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ ا ل ْأ َشِرَة َ ق َدْ أ َل ْهَتْهَا ا لص َّبْوَة ُ عَنْ ا ت ِّبَا ع ِ ا ل ْأ َوَ امِر ِ ، وَأ َذ ْهَل َتْهَا الش َّهْوَة ُ عَنْ تِذ ْك َار ِ الز َّوَاج ِر ِ .<br />
وَك َان َ إ نْك َا رُا ل ْمُجَالِسِينَ أ َزْجَرَ ل َهَا ، وَ تَوْب ِي خُ ا ل ْمُ خَاط َب ِينَ أ َ بْل َغ َ فِيهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
مَا أ َق َر َّ ق َوْمٌ ا ل ْمُنْك َرَ بَيْنَأ َظ ْهُر ِهِمْ إل َّا عَم َّهُمْ ا لل َّهُ ب ِعَذ َاب ٍ مُ حْتَضَر ٍ {<br />
.<br />
:<br />
:<br />
.<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ ف َاعِلِيا ل ْمُنْك َر ِ مِنْ أ َحَدِا ل ْأ َمْرَ يْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن ْ يَك ُونُوا آحَادًا مُتَف َر ِّقِينَ ، وَ أ َف ْرَ ادً ا<br />
مُتَبَد ِّدِينَ ، ل َمْ يَتَحَز َّ بُو ا فِيهِ ، وَ ل َمْ يَتَضَاف َرُوا عَل َيْهِ ، وَهُمْ رَعِي َّة ٌ مَق ْهُورُون َ ، وَ أ َف ْذ َ اذ ٌ مُسْتَضْعَف ُون َ ، ف َل َا خِل َافَ بَيْنَ ا لن َّا س ِ<br />
أ َن َّ أ َمَرَهُمْ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ وَ نَهْيَهُمْ عَنْ ا ل ْمُنْك َر ِ ، مَعَا ل ْمُك ْنَةِ وَظ ُهُور ِ ا ل ْق ُدْرَةِ وَ اج ِبٌ عَل َى مَنْ شَاهَدَ ذ َلِكَ<br />
مِنْ ف َاعِلِيهِ ، أ َوْ سَمِعَهُ مِنْ ق َا ئِلِيهِ<br />
وَإ ِن َّمَا اخْتَل َف ُو ا فِي وُجُوب ِ ذ َلِكَ عَل َى مُنْكِر ِ يهِ هَل ْ وَجَبَ عَل َيْه ِمْ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ ب ِالش َّرْ ع ِ .<br />
ف َذ َهَبَ بَعْضُ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ إل َى وُجُوب ِ ذ َلِكَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َم َّا وَجَبَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَجَبَ أ َن ْ يَمْتَن ِعَ مِنْ ا ل ْق َب ِي ح ِ ، وَوَجَبَ أ َيْضًا<br />
ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَمْنَعَ غ َيْرَهُ مِنْهُ ؛ لِأ َن َّ ذ َلِكَ أ َدْعَى إل َى مُجَا نَبَتِهِ ، وَ أ َ بْل َغ ُ فِي مُف َارَق َتِهِ .<br />
وَق َدْ رَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ف َاق ْتَسَمُو ا ف َأ َخَذ َ ك ُ ل ُّ وَ احِدٍ مِنْهُمْ مَوْضِعًا ، ف َنَق َرَ رَجُ ل ٌ مِنْهُمْ مَوْضِعًا ب ِف َأ ْ س ٍ .<br />
ف َق َال ُوا مَا تَصْنَعُ ؟ ف َق َال َ هُوَ مَك َان ِي أ َ صْنَعُ فِيهِ مَا شِئ ْت .<br />
ف َل َمْ يَأ ْخُذ ُو ا عَل َى يَدَ يْهِ ف َهَل َكَ وَهَل َك ُو ا { .<br />
إن َّ ق َوْمًا رَكِبُو ا سَفِينَة ً
.<br />
وَذ َهَبَ آخَرُون َ إل َى وُجُوب ِ ذ َلِكَ ب ِا لش َّرْ ع ِ دُون َ ا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ ل َوْ أ َوْجَبَ ا لن َّهْيَ عَنْ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَمَنَعَ غ َيْرَهُ مِنْ<br />
ا ل ْق َب ِي ح ِ ، ل َوَجَبَ مِث ْل ُهُ عَل َى ا لل َّهِ تَعَا ل َى ، وَل َمَا جَازَ وُ رُودُ الش َّرْ ع ِ ب ِإ ِق ْرَار ِ أ َهْ ل ِ ال ذ ِّم َّةِ عَل َى ال ْك ُف ْر ِ ، وَ تَرْكِ ا لن َّكِير ِ عَل َيْه ِمْ ،<br />
؛ لِأ َن َّ وَ اج ِبَاتِ ال ْعُق ُول ِ ل َا يَ جُو زُ إبْط َال ُهَا ب ِالش َّرْ ع ِ ، وَفِي وُرُودِ ا لش َّرْ ع ِ ب ِذ َ لِكَدَلِي ل ٌ عَل َى أ َن َّ ال ْعَق ْ ل َ غ َيْرُ مُوج ِب ٍ لِإ ِنْك َار ِهِ<br />
ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ فِي تَرْكِ إنْك َار ِهِ مَضَر َّة ٌ ل َاحِق َة ٌ ب ِمُنْكِر ِهِ وَجَبَ إنْك َا رُهُ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ عَل َىا ل ْق َوْ ل َيْن ِ مَعًا .<br />
وَأ َم َّا إن ْ ل َ حِقَ ا ل ْمُنْكِرَ مَضَر َّة ٌ مِنْ إنْك َار ِهِ وَ ل َمْ تَل ْحَق ْهُ مِنْ ك َف ِّهِ وَ إ ِق ْرَ ار ِهِ ل َمْ يَ ج ِبْ عَل َيْهِ ال ْإ ِنْك َا رُ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَل َا ب ِالش َّرْ ع ِ .<br />
أ َم َّا ال ْعَق ْل ُ ف َلِأ َ ن َّهُ يَمْنَعُ مِنْ اجْتِل َاب ِا ل ْمَضَا ر ِّ ال َّتِي ل َا يُوَاز ِيهَانَف ْعٌ .<br />
وَأ َم َّا الش َّرْ عُ ف َق َدْ رَوَى أ َبُو سَعِيدٍ ال ْخُدْر ِي ُّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ب ِيَدِك ف َإ ِن ْ ل َمْتَسْتَطِعْ ف َب ِلِسَا ن ِك ، ف َإ ِن ْ ل َمْ تَسْتَطِعْ ف َب ِق َل ْب ِك ، وَذ َلِكَ<br />
أ َ ضْعَفُ ا ل ْإ ِيمَانِ<br />
:<br />
. {<br />
ف َإ ِن ْ أ َرَ ادَ ال ْإ ِق ْدَامَ عَل َى ال ْإ ِنْك َار ِ مَعَ ل ُ حُو ق ِ ا ل ْمَضَر َّةِ ب ِهِ نَظ َرَ .<br />
} أ َنْكِرْا ل ْمُنْك َرَ<br />
ف َإ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ إظ ْهَا رُ الن َّكِير ِ مِم َّا يَتَعَل َّقُ ب ِإ ِعْزَ از ِ دِ ين ِ ا لل َّهِ ، وَل َا إظ ْهَار ِ ك َلِمَةِ ا ل ْ حَق ِّ ، ل َمْ يَج ِبْ عَل َيْهِ ا لن َّكِيرُ إذ َا خَشِيَ ،<br />
ب ِغَا لِب ِ ا لظ َّن ِّ ، تَل َف ًا أ َوْ ضَرَرًا ، وَل َمْ يُ خْشَ مِنْهُ ا لن َّكِيرُ أ َيْضًا .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي إظ ْهَار ِ ا لن َّكِير ِ إعْزَا زُ دِ ين ِ ا لل َّهِ تَعَال َى ، وَ إ ِظ ْهَا رُ ك َلِمَةِ ال ْ حَق ِّ ، حَسُنَ مِنْهُ ا لن َّكِيرُ مَعَ خَشْيَةِ ال ْإ ِضْرَار ِ وَ ا لت َّل َفِ<br />
، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَ ج ِبْ عَل َيْهِ ، إذ َا ك َان َ ا ل ْغَرَضُ ق َدْ يَحْصُ ل ُ ل َهُ ب ِا لن َّكِير ِ وَ إ ِن ْ ا نْتَصَرَ أ َوْ ق ُتِ ل َ .<br />
وَعَل َى هَذ َا ا ل ْوَجْهِ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ مِنْ أ َف ْضَ ل ِ ال ْأ َعْمَال ِ ك َلِمَة َ حَق ٍّ عِنْدَ سُل ْط َانٍ جَائِر ٍ<br />
. {<br />
} :<br />
ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ يُق ْتَ ل ُ ق َبْ ل َ حُصُول ِ ا ل ْغَرَض ِ ق َبُ حَ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَتَعَر َّضَ لِإ ِ نْك َار ِهِ ، وَك َذ َ لِكَ ل َوْ ك َان َ ال ْإ ِنْك َارُ يَز ِيدُ ال ْمُنْهَى<br />
إغ ْرَ اءً ب ِفِعْ ل ِ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَل َ جَاجًا فِيا ل ْإ ِك ْث َار ِ مِنْهُ ، ق َبُ حَ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ إنْك َارُهُ .<br />
وَ ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَك ُون َ فِعْ ل ُ ا ل ْمُنْك َر ِ مِنْ جَمَاعَةٍ ق َدْ تَضَاف َرُوا عَل َيْهِ ، وَعُصْبَةٍ ق َدْ تَ حَز َّ بَتْ وَدَعَتْ إ ل َيْهِ .<br />
وَق َدْ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِي وُجُوب ِ إنْك َار ِهِ عَل َى مَذ َ اهِبَ شَت َّى ف َق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ مِنْ أ َصْ حَاب ِ ال ْ حَدِ يثِ وَ أ َهْ ل ِ ا ل ْآ ث َار ِ<br />
إنْك َا رُهُ وَال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ أ َن ْ يَك ُون َ ك َافًّا ، مُمْسِك ًا ، وَمُل َاز ِمًا لِبَيْتِهِ ، وَادِعًا غ َيْرَ مُنْكِر ٍ وَل َا مُسْتَف َز ٍّ<br />
وَق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى مِم َّنْ يَق ُول ُ ب ِظ ُهُور ِ ا ل ْمُنْتَظ َر ِ<br />
إنْك َارَهُ ب ِنَف ْسِهِ وَيَك ُونُوا أ َعْوَانَهُ .<br />
وَق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى ، مِنْهُمْ ا ل ْأ َ صَم ُّ<br />
.<br />
:<br />
مَعَهُ .<br />
وَق َال َ جُمْهُو رُ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ :إ نْك َا رُ ذ َلِكَ وَا ج ِبٌ ، وَ الد َّف ْعُ عَنْهُ ل َا ز ِمٌ<br />
عَل َى شُرُوطِهِ فِي وُجُودِ أ َعْوَ انٍ يَصْل ُ حُون َ ل َهُ .<br />
: ل َا يَ ج ِبُ<br />
ل َا يَ ج ِبُ إنْك َارُهُ وَل َا ا لت َّعَر ُّ ضُ لِإ ِزَا ل َتِهِ إل َّا أ َن ْ يَظ ْهَرَا ل ْمُنْتَظ َرُ ف َيَتَوَل َّى<br />
: ل َا يَ جُو زُ لِلن َّا س ِ إنْك َارُهُ إل َّا أ َن ْ يَ جْتَمِعُو ا عَل َى إمَام ٍ عَدْل ٍ ، ف َيَ ج ِبَ عَل َيْه ِمْ ال ْإ ِنْك َارُ<br />
ف َأ َم َّا مَعَ ف َق ْدِ ال ْأ َعْوَانِ ف َعَل َى ال ْإ ِنْسَانِا ل ْك َف ُّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْوَ احِدَ ق َدْ يُق ْتَ ل ُ ق َبْ ل َ بُل ُو غ ِ ا ل ْغَرَض ِ ، وَذ َلِكَ ق َب ِيحٌ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ<br />
يَتَعَر َّضَ ل َهُ .<br />
ف َهَذ َا مَا أ َك َّدَ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِهِ أ َوَ امِرَهُ وَأ َ ي َّدَ ب ِهِ زَوَاج ِرَهُ مِنْ ا ل ْأ َمْر ِ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ وَا لن َّهْي ِ عَنْ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَمَا يَ خْتَلِفُ مِنْ أ َحْوَ ال ِ<br />
ال ْ آمِر ِ ينَ<br />
ب ِهِ وَا لن َّاهِينَ عَنْهُ .
ث ُ م َّ ل َيْسَ يَخْل ُو حَال ُ الن َّا س ِ فِيمَا أ ُمِرُو ا ب ِهِ وَ نُهُو ا عَنْهُ ، مِنْ فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ وَاجْتِنَاب ِ ا ل ْمَعَاصِي ، مِنْ أ َرْ بَعَةِ أ َحْوَ ال ٍ :<br />
ف َمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَ ج ِيبُ إل َى فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ ، وَيَك ُف ُّ عَنْ ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَا صِي .<br />
وَهَذ َا أ َك ْمَ ل ُ أ َحْوَ ال ِ أ َهْ ل ِ ا لد ِّ ين ِ ، وَ أ َف ْضَ ل ُ صِف َاتِ ا ل ْمُت َّقِينَ .<br />
ف َهَذ َا يَسْتَ حِق ُّ جَزَ اءَ ا ل ْعَامِلِينَ ، وَ ث َوَابَ ا ل ْمُطِيعِينَ .<br />
رَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ ا ل ْمَدَ ائِن ِي ُّ .<br />
عَنْ نَافِع ٍ عَنْ ا بْن ِ عُمَرَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ق َال َ ، ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : {ا لذ َّ نْبُ ل َا يُنْسَى وَا ل ْب ِر ُّ ل َا<br />
يَبْل َى ، وَا لد َّ ي َّان ُ ل َا يَمُوتُ ، ف َك ُنْ ك َمَا شِئ ْت ، وَك َمَا تَدِ ينُ تُدَ ان ُ<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
: ك ُ ل ٌّ يَ حْصُدُ مَا يَزْرَ عُ ، وَيُجْزَى ب ِمَا يَصْنَعُ .<br />
. {<br />
بَل ْ ق َال ُوا : زَرْ عُ يَوْمِك حَصَادُ غ َدِك .<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْتَن ِعُ مِنْ فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ وَ يُق ْدِمُ عَل َى ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَاصِي ، وَهِيَ أ َخْبَث ُ أ َحْوَال ِ ا ل ْمُك َل َّفِينَ .<br />
ف َهَذ َا يَسْتَ حِق ُّ عَذ َ ابَ الل َّاهِي عَنْ فِعْ ل ِ مَا أ َمَرَ ب ِهِ مِنْ ط َاعَتِهِ ، وَعَذ َ ابَا ل ْمُجْتَر ِئ ِ عَل َى مَا أ َق ْدَمَ عَل َيْهِ مِنْ مَعَا صِيهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ شُبْرُمَة َ : عَج ِبْت لِمَنْ يَحْتَمِي مِنْ الط َّي ِّبَاتِ مَخَاف َة َ ا لد َّ اءِ ، ك َيْفَ ل َا يَحْتَمِي مِنْ ا ل ْمَعَاصِي مَخَاف َة َ ا لن َّار ِ .<br />
ف َأ َخَذ َ ذ َلِكَ بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : ج ِسْمُك ق َدْ أ َف ْنَيْته ب ِال ْحِمَى دَهْرًا مِنْ ا ل ْبَار ِدِ وَال ْحَار ِّ وَك َان َ أ َوْل َى ب ِك أ َن ْ تَحْتَمِي مِنْ<br />
ا ل ْمَعَا صِي حَذ َرَ ا لن َّار ِ وَق َال َ ا بْنُ صَبَاوَة َ<br />
: إن َّا نَظ َرْنَا ف َوَجَدْنَا الص َّبْرَ عَل َى ط َاعَةِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى أ َهْوَن َ مِنْ ا لص َّبْر ِ عَل َى عَذ َ اب ِ<br />
ا لل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
وَق َال َ آخَرُ : اصْب ِرُوا عِبَادَ ا لل َّهِ عَل َى عَمَ ل ٍ ل َا غِنَى ب ِك ُمْ عَنْ ث َوَ ا ب ِهِ ، وَاصْب ِرُوا عَنْ عَمَ ل ٍ ل َا صَبْرَ ل َك ُمْ عَل َى عِق َا ب ِهِ .<br />
وَقِي ل َ لِ ل ْف ُضَيْ ل ِ بْن ِ عِيَاض ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْك .<br />
ف َق َال َ<br />
: ك َيْفَ يَرْضَى عَن ِّي وَ ل َمْ أ ُرْ ضِهِ .<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَج ِيبُ إل َى فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ وَ يُق ْدِمُ عَل َى ارْ تِك َاب ِ ا ل ْمَعَاصِي .<br />
ف َهَذ َا يَسْتَ حِق ُّ عَذ َ ابَ ا ل ْمُ جْتَر ِئ ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ تَوَر َّط َ ب ِغَل َبَةِ الش َّهْوَةِ عَل َى ال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َىا ل ْمَعْصِيَةِ ، وَ إ ِن ْ سَلِمَ مِنْ ا لت َّق ْصِير ِ فِي فِعْ ل ِ<br />
ا لط َّاعَةِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ال ْك َسْرُ وَا ل ْبَت ُّ ال ْق َط ْعُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ حَم َّادُ بْنُ زَ يْدٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ<br />
:ق َل ْبٌ عَرَفَ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ ث ُ م َّ عَصَاهُ .<br />
:<br />
} أ َق ْلِعُو ا عَنْ ا ل ْمَعَا صِي ق َبْ ل َ أ َن ْ يَأ ْخُذ َك ُمْ ا لل َّهُ هَتا بَتا<br />
: أ َف ْضَ ل ُ ا لن َّا س ِ مَنْ ل َمْ تُف ْسِدْ الش َّهْوَة ُ دِ ينَهُ ، وَ ل َمْ تَتْرُكْ الش ُّبْهَة ُ يَقِينَهُ .<br />
{<br />
:<br />
: عَج ِبْت لِمَنْ يَحْتَمِي مِنْ ا ل ْأ َط ْعِمَةِ لِمَضَر َّاتِهَا ، ك َيْفَ ل َا يَحْتَمِي مِنْ ا لذ ُّ نُوب ِ لِمَعَر َّ اتِهَا .<br />
:ا ل ْهَت ُّ<br />
: أ َهْ ل ُ الذ ُّ نُوب ِ مَرْضَى ا ل ْق ُل ُوب ِ وَقِي ل َ لِل ْف ُضَيْ ل ِ بْن ِ عِيَاض ٍ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : مَا أ َعْ جَبُ ال ْأ َشْيَاءِ ؟ ف َق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ َلِب َّاءِ : يُدِ ل ُّ ب ِا لط َّاعَةِ ال ْعَاصِي وَيَنْسَى عَظِيمَ ا ل ْمَعَاصِي .<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك رَ جُ ل ٌ ق َلِي ل ُ ا لذ ُّ نُوب ِ ق َلِي ل ُ ا ل ْعَمَ ل ِ ، أ َوْ رَجُ ل ٌ ك َثِيرُ ا لذ ُّ نُوب ِ<br />
ك َثِيرُ ا ل ْعَمَ ل ِ ؟ ف َق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
:<br />
ل َا أ َعْدِل ُ ب ِالس َّل َامَةِ شَيْئ ًا .<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ مَا تَق ُول ُ فِي صَل َاةِ ا لل َّيْ ل ِ ؟ ف َق َال َ : خَفْ ا لل َّهَ ب ِالن َّهَار ِ وَ نَمْ ب ِا لل َّيْ ل ِ .<br />
وَسَمِعَ بَعْضُ ا لز ُّه َّادِ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِق َوْم ٍ : أ َهْل َك َك ُمْ ا لن َّوْمُ .<br />
: ف َق َال َ<br />
بَل ْ أ َهْل َك َتْك ُمْ ا ل ْيَقِظ َة ُ .
وَقِي ل َ لِأ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : مَا الت َّق ْوَى ؟ ف َق َال َ : أ َجَزْتَ فِي أ َرْض ٍ فِيهَا شَوْكٌ ؟ ف َق َال َ : نَعَمْ .<br />
ف َق َال َ : ك َيْفَ ك ُنْتَ تَصْنَعُ ؟ ف َق َال َ<br />
ق َال َ ف َتَوَ ق َّ ا ل ْ خَط َا يَا .<br />
: ك ُنْتُ أ َتَوَق َّى .<br />
:<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ : أ َيَضْمَنُ لِي ف َتًى تَرْكَ ا ل ْمَعَا صِي وَأ َرْهَنُهُ ا ل ْك َف َا ل َة َ ب ِال ْ خَل َاص ِ أ َط َا عَ ا لل َّهَ ق َوْمٌ وَاسْتَرَاحُوا وَ ل َمْ<br />
يَتَجَر َّعُو ا غ ُصَصَ<br />
ا ل ْمَعَا صِي<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْتَن ِعُ مِنْ فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ ، وَيَك ُف ُّ عَنْ ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَا صِي ف َهَذ َا يَسْتَ حِق ُّ عَذ َابَ الل َّاهِي عَنْ دِ ين ِهِ ، ا ل ْمُنْذ َر ِ<br />
ب ِقِل َّةِ يَقِين ِهِ .<br />
وَرَوَى أ َبُو إدْر ِيسَال ْ خَوْ ل َان ِي ُّ عَنْ أ َب ِي ذ َ ر ٍّ ا ل ْغِف َا ر ِي ِّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
صُ حُفُ مُوسَى -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ -ك ُل ُّهَا عِبَرًا<br />
: } ك َانَتْ<br />
.<br />
:<br />
.<br />
عَ ج ِبْت لِمَنْ أ َ يْق َنَ ب ِالن َّار ِ ث ُ م َّ يَضْحَكُ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ أ َ يْق َنَ ب ِا ل ْق َدَر ِ ث ُ م َّ يَتْعَبُ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ رَأ َى الد ُّنْيَا وَتَق َل ُّبَهَا ب ِأ َهْلِهَا<br />
ث ُ م َّ يَط ْمَئِن ُّ إل َيْهَا ، وَعَج ِبْت لِمَنْ أ َ يْق َنَ ب ِا ل ْمَوْتِ ث ُ م َّ يَف ْرَحُ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ أ َ يْق َنَ ب ِال ْ حِسَاب ِ غ َدًا ث ُ م َّ ل َا يَعْمَ ل ُ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } اجْتَهَدُو ا فِي ا ل ْعَمَ ل ِ ف َإ ِن ْ ق َصَرَ ب ِك ُمْ ضَعْفٌ ف َك ُف ُّوا عَنْ ا ل ْمَعَا صِي {<br />
وَهَذ َا وَاضِ حُ ال ْمَعْنَى ؛ لِأ َن َّال ْك َف َّ عَنْ ا ل ْمَعَاصِيتَرْكٌ وَهُوَ أ َسْهَ ل ُ ، وَعَمَ ل َ ا لط َّاعَاتِ فِعْ ل ٌ وَهُوَ أ َ ث ْق َ ل ُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ل َمْ يُب ِحْ ا لل َّهُ تَعَال َى ارْ تِك َابَا ل ْمَعْصِيَةِ ب ِعُذ ْر ٍ وَل َا ب ِغَيْر ِ عُذ ْر ٍ ؛ لِأ َ ن َّهُتَرْكٌ وَا لت َّرْكُ ل َا يَعْ جَزُا ل ْمَعْذ ُو رُ عَنْهُ ، وَإ ِن َّمَا أ َ بَاحَ<br />
تَرْكَ ال ْأ َعْمَال ِب ِا ل ْأ َعْذ َار ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَمَ ل َ ق َدْ يَعْ جَزُا ل ْمَعْذ ُو رُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَك ْرُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ<br />
ا لل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
.<br />
: رَحِمَ ا لل َّهُ امْرَ أ ً ك َان َ ق َو ِيا ف َأ َعْمَ ل َ ق ُو َّ تَهُ فِي ط َاعَةِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى أ َوْ ك َان َ ضَعِيف ًا ف َك َف َّ عَنْ مَعْصِيَةِ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْأ َعْل َى بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ ا لش َّامِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى :ا ل ْعُمْرُ يَنْق ُصُ وَا لذ ُّ نُوبُ تَز ِيدُ وَ تُق َال ُ عَث َرَاتُ ال ْف َتَى ف َيَعُودُ هَل ْ<br />
يَسْتَطِيعُ جُ حُودَ ذ َنْب ٍ وَ احِدٍ رَ جُ ل ٌ جَوَا ر ِحُهُ عَل َيْهِ شُهُودُ وَال ْمَرْءُ يُسْأ َل ُ عَنْ سِن ِيهِ ف َيَشْتَه ِي تَق ْلِيل َهَا وَعَنْ ال ْمَمَاتِ يَ حِيدُ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِأ َعْمَال ِ ا لط َّاعَاتِ وَمُ جَا نَبَةِ ا ل ْمَعَا صِي آف َتَيْن ِ<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُك ْسِبَة ُ لِل ْو ِزْر ِ<br />
:<br />
إحْدَاهُمَا تُك ْسِبُا ل ْو ِزْرَ وَال ْأ ُخْرَى تُوهِنُ ا ل ْأ َجْرَ .<br />
ف َإ ِعْجَابٌ ب ِمَا سَل َفَ مِنْ عَمَلِ هِ ، وَق َد َّمَ مِنْ ط َاعَتِهِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْإ ِعْ جَابَ ب ِهِ يُف ْضِي إل َى حَا ل َتَيْن ِ مَذ ْمُومَتَيْن ِ<br />
ا ل ْمُعْ جَبَ ب ِعَمَلِهِمُمْتَن ٌّ ب ِهِ وَال ْمُمْتَن ُّ عَل َى ا لل َّهِ تَعَال َى جَا حِ دٌ لِن ِعَمِهِ .<br />
ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َوْحَى ا لل َّهُ تَعَا ل َى إل َى نَب ِي ٍّ مِنْ أ َ نْب ِيَا ئِهِ<br />
: أ َن َّ إحْدَاهُمَا :<br />
:<br />
:<br />
، وَأ َم َّا ا نْقِط َاعُك إ ل َي َّ ف َهُوَ عِز ٌّ ل َك ، ف َهَذ َ انِ ل َك وَ بَقِيَتْ أ َنَا .<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن َّ ا ل ْمُعْ جَبَ ب ِعَمَلِهِ مُ دِ ل ٌّ ب ِهِ وَال ْمُدِل ُّ ب ِعَمَلِهِ مُ جْتَر ِئٌ ، وَا ل ْمُ جْتَر ِئُ عَل َى ا لل َّهِ عَاص ٍ .<br />
وَق َال َ مُوَ ر ِّ قٌ ا ل ْعِ جْلِي ُّ :خَيْرٌ مِنْ ال ْعُجْب ِ ب ِا لط َّاعَةِ أ َن ْ ل َا يَأ ْتِيَ ب ِط َاعَةٍ .<br />
أ َم َّا زُهْدُك فِي الد ُّنْيَا ف َق َدْ اسْتَعْجَل ْت ب ِهِ ا لر َّ احَة َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : ضَاحِ كٌ مُعْتَر ِفٌ ب ِذ َنْب ِهِ ، خَيْرٌ مِنْ بَاكٍ مُ دِل ٍّ عَل َى رَ ب ِّهِ ، وَ بَاكٍنَادِمٌ عَل َى ذ َ نْب ِهِ خَيْرٌ مِنْ ضَاحِكٍ<br />
مُعْتَر ِفٍ ب ِل َهْو ِهِ .
.<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُوهِنَة ُ لِل ْأ َجْر ِ ف َالث ِّق َة ُ ب ِمَا أ َسْل َفَ وَالر ُّك ُون ُ إل َى مَا ق َد َّمَ ؛ لِأ َن َّ الث ِّق َة َ تَئ ُول ُ إل َى أ َمْرَ يْن ِ شَيْنَيْن ِ : أ َحَدُهُمَا يُحْدِث ُ<br />
ات ِّك َال ًا عَل َى مَا مَضَى وَتَق ْصِيرًا فِيمَا يُسْتَق ْبَ ل ُ<br />
وَمَنْ ق َص َّرَ وَ ا ت َّك َ ل َ ل َمْ يَرْجُ أ َجْرًا وَل َمْ يُؤَد ِّ شُك ْرًا .<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْوَاثِقَ آمِنٌ<br />
.<br />
وَ ال ْ آمِنُ مِنْ ا لل َّهِ تَعَال َى غ َيْرُ خَا ئِفٍ ، وَمَنْ ل َمْ يَ خَفْ ا لل َّهَ تَعَا ل َى هَانَتْ عَل َيْهِ أ َوَ امِرُهُ ، وَسَهُل َتْ عَل َيْهِ زَوَاج ِرُهُ .<br />
وَق َال َ ا ل ْف ُضَيْ ل ُ بْنُ عِيَاض ٍ : رَهْبَة ُ ا ل ْمَرْءِ مِنْ ا لل َّهِ تَعَا ل َى عَل َى ق َدْر ِ عِل ْمِهِ ب ِا َ لل َّهِ تَعَال َى<br />
وَق َال َ مُوَ ر ِّ قٌ ا ل ْعِ جْلِي ُّ<br />
وَق َال َ ال ْ حُك َمَاءُ<br />
.<br />
:<br />
: ل َأ َن ْ أ َ ب ِيتَ نَائِمًا وَأ ُ صْب ِ حَ نَادِمًا أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ أ َن ْ أ َ ب ِيتَ ق َائِمًا وَأ ُ صْب ِ حَ نَاعِمًا .<br />
مَا بَيْنَك وَبَيْنَ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ فِيك خَيْرٌ إل َّا أ َن ْ تَرَى أ َن َّ فِيك خَيْرًا .<br />
وَقِي ل َ لِرَ ا ب ِعَة َ ا ل ْعَدَو ِ ي َّةِ - رَحِمَهَا ا لل َّهُ - : هَل ْ عَمِل ْت عَمَل ًا ق َ ط ُّ تَرَ يْنَ أ َ ن َّهُ يُق ْبَ ل ُ مِنْك ؟ ق َال َتْ : إن ْ ك َان َ شَ يْءٌ ف َخَوْفِي أ َن ْ<br />
يُرَد َّ عَل َي َّ عَمَلِي .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لس َّم َّاكِ -<br />
رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ بَعْضَ ا لز ُّه َّادِ وَق َفَ عَل َى جَمْع ٍ ف َنَادَى ب ِأ َعْل َى صَوْ تِهِ<br />
- : إن َّا لِل َّهِ فِيمَا مَضَى مَا أ َعْظ َمَ فِيهِ ال ْ خَط َرُ ، وَإ ِن َّا لِل َّهِ فِيمَا بَقِيَ مَا أ َق َ ل َّ مِنْهُ ا ل ْحَذ َرُ .<br />
ال ْ حَسَنَاتِ ف َإ ِن َّ ذ ُنُوبَك ُمْ ك َثِيرَة ٌ ، وَيَا مَعْشَرَ ال ْف ُق َرَاءِ ل َك ُمْ أ َق ُول ُ<br />
ف َيَنْبَغِي - أ َحْسَنَ ا لل َّهُ إل َيْك ب ِالت َّوْفِي ِق<br />
ب ِسَا لِفِ عَمَلِك<br />
:<br />
: يَا مَعْشَرَ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ ل َك ُمْ أ َق ُول ُ :اسْتَك ْثِرُو ا مِنْ<br />
أ َقِل ُّو ا مِنْ الذ ُّ نُوب ِ ف َإ ِن َّ حَسَنَاتِك ُمْق َلِيل َة ٌ<br />
.<br />
.<br />
- أ َن ْ ل َا تُضَي ِّعَ صِ ح َّة َ ج ِسْمِك وَف َرَا غ َ وَق ْتِك ب ِالت َّق ْصِير ِ فِي ط َاعَةِ رَب ِّك ، وَا لث ِّق َةِ<br />
ف َاجْعَل ْ ا لِاجْتِهَادَ غ َن ِيمَة َ صِح َّتِك ، وَا ل ْعَمَ ل َ ف ُرْ صَة َ ف َرَ اغِك ، ف َل َيْسَ ك ُ ل ُّ ا لز َّمَانِ مُسْتَسْعَدًا وَل َا مَا ف َاتَ مُسْتَدْرَك ًا ،<br />
وَ لِل ْف َرَا غ ِ زَ يْغ ٌ أ َوْ نَدَمٌ ، وَ لِل ْ خَل ْوَةِمَيْ ل ٌ أ َوْ أ َسَ ٌف .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ : ا لر َّ احَة ُ لِلر ِّجَال ِ غ َف ْل َة ٌ وَ لِلن ِّسَاءِغ ُل ْمَة ٌ .<br />
: وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْحُك َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
إن ْ يَك ُنْ ا لش ُّغْ ل ُ مَ جْهَدَة ً ، ف َا ل ْف َرَا غ ُ مَف ْسَدَ ٌة .<br />
: إي َّاك ُمْ وَال ْخَل َوَاتِ ف َإ ِن َّهَا تُف ْسِدُ ال ْعُق ُول َ ، وَ تُعَق ِّدُا ل ْمَ حْل ُول َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ ل َا تُمْض ِ يَوْمَك فِي غ َيْر ِ مَنْف َعَةٍ ، وَل َا تُضِعْ مَال َك فِي غ َيْر ِ صَنْعَةٍ .<br />
ف َا ل ْعُمُرُ أ َق ْصَرُ مِنْ أ َن ْ يَنْف َدَ فِي غ َيْر ِ ا ل ْمَنَافِع ِ ، وَال ْمَال ُ أ َق َ ل ُّ مِنْ أ َن ْ يُصْرَفَ فِي غ َيْر ِ الص َّنَائِع ِ .<br />
ل َهَا .<br />
وَال ْعَاقِل ُ أ َجَ ل ُّ مِنْ أ َن ْ يَفِن ِي أ َ ي َّامَهُ فِيمَا ل َا يَعُودُ عَل َيْهِ نَف ْعُهُ وَخَيْرُهُ ، وَ يُنْفِقَ أ َمْوَا ل َهُ فِيمَا ل َا يَ حْصُ ل ُ ل َهُ ث َوَا بُهُ وَ أ َجْرُهُ .<br />
وَ أ َ بْل َغ ُ مِنْ ذ َ لِكَ ق َوْل ُ عِيسَى ا بْن ِ مَرْيَمَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ - : ا ل ْب ِر ُّث َل َاث َة ٌ :ا ل ْمَنْطِقُ وَا لن َّظ َرُ وَ الص َّمْتُ .<br />
ف َمَنْ ك َان َ مَنْطِق ُهُ فِي غ َيْر ِ ذِك ْر ٍ ف َق َدْ ل َغَا ، وَمَنْ ك َان َ نَظ َرُهُ فِي غ َيْر ِ اعْتِبَار ٍ ف َق َدْ سَهَا ، وَمَنْ ك َان َ صَمْتُهُ فِي غ َيْر ِ فِك ْر ٍ ف َق َدْ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْإ ِنْسَانِ فِيمَا ك ُل ِّفَ مِنْ عِبَادَ ا تِهِ ث َل َاث َ أ َحْوَال ٍ<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن ْ يُق َص ِّرَ فِيهَا .<br />
: وَ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
أ َن ْ يَز ِيدَ عَل َيْهَا .<br />
:<br />
: إحْدَاهَا أ َن ْ يَسْتَوْفِيَهَا مِنْ غ َيْر ِ تَق ْصِير ٍ فِيهَا وَل َا ز ِ يَادَةٍ عَل َيْهَا .<br />
ف َأ َم َّا ال ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى ف َه ِيَ أ َن ْ يَأ ْ تِيَ ب ِهَا عَل َى حَال ِ ال ْك َمَال ِ مِنْ غ َيْر ِ ز ِ يَادَةٍ فِيهَا ، وَل َا ز ِ يَادَةِ تَط َو ُّ ع ٍ عَل َى رَاتِبَتِهَا .<br />
ف َه ِيَ أ َوْسَط ُا ل ْأ َحْوَال ِ وَ أ َعْدَل ُهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َمْ يَك ُنْ مِنْهُ تَق ْصِيرٌ ف َيُذ َم ُّ ، وَل َا تَك ْثِيرٌ ف َيَعْ جَزُ .
وَق َدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ أ َب ِي سَعِيدٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : }<br />
سَد ِّدُوا وَق َار ِبُوا وَيَسُر ُّو ا وَاسْتَعِينُوا ب ِا ل ْغَدْوَةِ وَا لر َّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الد ُّل ْ جَةِ { .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : عَل َيْك ب ِأ َوْسَاطِ ا ل ْأ ُمُور ِ ف َإ ِن َّهَانَ جَاة ٌ وَل َا تَرْك َبْ ذ َل ُول ًا وَل َا صَعْبًا وَأ َم َّا ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
:<br />
.<br />
ف َل َا يَخْل ُو حَال َ تَق ْصِير ِهِ مِنْ أ َرْ بَعَةِ أ َحْوَال ٍ : إحْ دَ اهُن َّ<br />
ب ِهِ<br />
:<br />
.<br />
وَهُوَ أ َن ْ يُق َص ِّرَ فِيهَا<br />
أ َن ْ يَك ُون َ لِعُذ ْر ٍ أ َعْ جَزَهُ عَنْهُ ، أ َوْ مَرَض ٍ أ َ ضْعَف َهُ عَنْ أ َدَ اءِ مَا ك ُل ِّفَ<br />
ف َهَذ َا يَ خْرُجُ عَنْ حُك ْم ِ ال ْمُق َص ِّر ِينَ ، وَ يَل ْ حَقُ ب ِأ َحْوَ ال ِ ا ل ْعَامِلِينَ ، لِاسْتِق ْرَ ار ِ ا لش َّرْ ع ِ عَل َى سُق ُوطِ مَا دَخَ ل َ تَحْتَ ا ل ْعَ جْز ِ .<br />
وَق َدْ جَاءَ ال ْ حَدِ يث ُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
.<br />
:<br />
وَك َّ ل َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِهِ مَنْ يَك ْتُبُ ل َهُ ث َوَابَ عَمَلِهِ<br />
{ وَ ال ْ حَال ُ ا لث َّان ِيَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ فِيهِ اغ ْتِرَارً ا ب ِا ل ْمُسَامَ حَةِ فِيهِ ، وَرَجَاءَا ل ْعَف ْو ِ عَنْهُ<br />
ف َهَذ َا مَخْدُو عُ ا ل ْعَق ْ ل ِمَغْرُو رٌ ب ِال ْ جَهْ ل ِ ، ف َق َدْ جَعَ ل َ ا لظ َّن َّ ذ ُخْرًا وَالر َّجَاءَ عُد َّة ٌ .<br />
.<br />
:<br />
.<br />
مَا مِنْ عَامِ ل ٍ ك َان َ يَعْمَ ل ُ عَمَل ًا ف َيَق ْط َعُهُ عَنْهُ مَرَضٌ إل َّا<br />
ف َهُوَ ك َمَنْ ق َط َعَ سَف َرًا ب ِغَيْر ِ زَادٍ ظ َنا ب ِأ َ ن َّهُ سَيَج ِدُهُ فِي ا ل ْمَف َاو ِز ِال ْ جَدْ بَةِ ف َيُف ْضِي ب ِهِ ا لظ َّن ُّ إل َى ا ل ْهَل َك َةِ ، وَهَل َّا ك َان َ ا ل ْحَذ َرُ<br />
أ َغ ْل َبَ عَل َيْهِ وَق َدْ نَدَبَ ا لل َّهُ تَعَال َى إل َيْهِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ إسْرَا ئِي ل َ بْنَ مُ حَم َّدٍ ال ْق َاضِي ق َال َ ل َقِيَن ِيمَ جْنُون ٌ ك َان َ فِي ال ْخَرَابَاتِ ف َق َال َ<br />
يَشْغَل ُك عَنْ ا لر َّجَاءِ ف َإ ِن َّ الر َّجَاءَ يَشْغَل ُك عَنْ ال ْ خَوْفِ ، وَفِر َّ إل َى الل َّهِ وَل َا تَفِر َّ مِنْهُ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
يَا إسْرَ ائِي ل ُ خَفْ ا لل َّهَ خَوْف ًا<br />
وَقِي ل َ لِمُ حَم َّدِ بْن ِ وَ اسِع ٍ رَحِمَهُ ا لل َّهُ أ َل َا تَبْكِي ؟ ف َق َال َ : تِل ْكَ حِل ْيَة ُ ا ل ْ آمَن ِينَ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ أ َبَا حَاز ِم ٍ ا ل ْأ َعْرَجَ أ َخْبَرَ سُل َيْمَان َ بْنَ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ ب ِوَعِيدِ ا لل َّهِلِل ْمُذ ْ ن ِبَيْن ِ ، ف َق َال َ سُل َيْمَان ُ : أ َ يْنَ رَحْمَة ُ ا لل َّهِ ؟<br />
ق َال َ :ق َر ِ يبٌ مِنْ ا ل ْمُ حْسِن ِينَ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا مَا انْتَف َعْت وَل َا ات َّعَظ ْت بَعْدَ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ب ِمِث ْ ل ِ كِتَاب ٍ<br />
ك َتَبَهُ إل َي َّ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ - : أ َم َّا بَعْدُ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ل َيَسُر ُّهُ دَرَكُ مَا ل َمْ يَك ُنْ لِيَف ُو تَهُ وَ يَسُوءُهُ<br />
ف َوْتُ مَا ل َمْ يَك ُنْ لِيُدْر ِك َهُ ، ف َل َا تَك ُنْ ب ِمَا ن ِل ْته مِنْ دُنْيَاك ف َر ِحًا ، وَل َا لِمَا ف َاتَك مِنْهَا تَر ِحًا ، وَل َا تَك ُنْ مِم َّنْ يَرْجُو ا ل ْآخِرَة َ<br />
ب ِغَيْر ِ عَمَ ل ٍ ، وَ يُؤَخ ِّرُ ا لت َّوْ بَة َ ب ِط ُول ِ ا ل ْأ َمَ ل ِ ، ف َك َأ َن ْ ق َدْ وَ الس َّل َامُ<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ أ َخَافُ عَل َى ا ل ْمُحْسِن ِ ال ْمُت َّقِي وَأ َرْجُو لِذِي ال ْهَف َوَاتِ ا ُل ْمُسِي ف َذ َلِكَ خَوْفِي عَل َى<br />
مُ حْسِن ٍ ف َك َيْفَ عَل َى ا لظ َّالِم ِ ال ْمُعْتَدِي عَل َى أ َن َّ ذ َا الز َّ يْغ ِ ق َدْ يَسْتَفِيقُ وَ يَسْتَأ ْ ن ِفُ ا لز َّيْغ َ ق َل ْبُ الت َّقِيّ وَ ال ْ حَال ُ الث َّالِث َة ُ أ َن ْ<br />
يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ فِيهِ لِيَسْتَوْفِيَ مَا أ َخَ ل َّ ب ِهِ مِنْ بَعْدُ ف َيَبْدَ أ ُ ب ِا لس َّي ِّئ َةِ فِي الت َّق ْصِير ِ ق َبْ ل َ ال ْ حَسَنَةِ فِي الِاسْتِيف َاءِ اغ ْتِرَارًا ب ِال ْأ َمَ ل ِ فِي<br />
إمْهَا لِهِ ، وَرَجَاءً لِتَل َافِي مَا أ َسْل َفَ مِنْ تَق ْصِير ِهِ وَ إ ِخْل َا لِهِ ، ف َل َا يَنْتَه ِي ب ِهِ ال ْأ َمَ ل ُ إل َى غ َا يَةٍ ، وَل َا يُف ْضِي ب ِهِ إل َى ن ِهَا يَةٍ ؛ لِأ َن َّ<br />
ا ل ْأ َمَ ل َ هُوَ فِي ث َان ِي حَال ٍ ، ك َهُوَ فِي أ َو َّل ِ حَال ٍ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَنْ يُؤَم ِّل ُ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
أ َن ْ يَعِيشَ غ َدًا ، ف َإ ِ ن َّهُ يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ يَعِيشَ أ َبَدًا<br />
. {<br />
وَل َعَمْر ِي إن َّ هَذ َا صَ حِي حٌ ؛ لِأ َن َّ لِك ُ ل ِّ يَوْم ٍ غ َدًا<br />
.<br />
ف َإ ِذ ًا يُف ْضِي ب ِهِ ا ل ْأ َمَ ل ُ إل َىا ل ْف َوْتِ مِنْ غ َيْر ِ دَرَكٍ ، وَيُؤَد ِّيهِ ا لر َّجَاءُ إل َى ال ْإ ِهْمَال ِ مِنْ غ َيْر ِ تَل َافٍ ، ف َيَصِيرُ ا ل ْأ َمَ ل ُ خَيْبَة ً
وَالر َّجَاءُ إيَاسًا .<br />
وَق َدْ رَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْب ٍ عَنْ أ َ ب ِيهِ عَنْ جَد ِّهِ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
وَ ا ل ْيَقِين ِ ، وَف َسَادُهَا ب ِال ْبُخْل ِ وَ ا ل ْأ َمَ ل ِ<br />
} :<br />
. {<br />
.<br />
وَق َال َ ا ل ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : مَا أ َط َال َعَبْ دٌ ا ل ْأ َمَ ل َ ، إل َّا أ َسَاءَ ا ل ْعَمَ ل َ .<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِب ِا ل ْبَصْرَةِ<br />
وَتَج ِيءَ<br />
أ َو َّل ُ صَل َاح ِ هَذِهِ ال ْأ ُم َّةِ ب ِا لز ُّهْدِ<br />
: أ َل َكَ حَا جَة ٌ ب ِبَغْدَ ادَ ؟ ق َال َ : مَا أ ُحِب ُّ أ َن ْ أ َ بْسُط َ أ َمَلِي إل َى أ َن ْ تَذ ْهَبَ إل َى بَغْدَادَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْجَاهِ ل ُ يَعْتَمِدُ عَل َى أ َمَلِهِ ، وَال ْعَاقِل ُ يَعْتَمِدُ عَل َى عَمَلِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ال ْأ َمَ ل ُ ك َا لس َّرَ اب ِ غ َر َّ مَنْ رَآهُ ، وَخَابَ مَنْ رَجَاهُ<br />
.<br />
.<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ يَزْدَا َن : دَخَل ْت عَل َى ا ل ْمَأ ْمُونِ وَك ُنْت يَوْمَئِذٍ وَز ِ يرَهُ ف َرَ أ َيْته ق َائِمًا وَ ب ِيَدِهِ رُق ْعَة ٌ ف َق َال َ<br />
مَا فِيهَا ؟ ف َق ُل ْت هِيَ فِي يَدِ أ َمِير ِ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ .<br />
:<br />
:<br />
ف َرَمَى ب ِهَا إ ل َي َّ ف َإ ِذ َا فِيهَامَ ك ْتُو بٌ<br />
:<br />
يَا مُ حَم َّدُ أ َق ْرَأ ْت<br />
: إن َّك فِي دَ ار ٍ ل َهَا مُد َّة ٌ يُق ْبَ ل ُ فِيهَا عَمَ ل ُ ا ل ْعَامِ ل ِ أ َمَا تَرَىا ل ْمَوْتَ مُحِيط ًا ب ِهَا ق َط َعَ فِيهَا<br />
أ َمَ ل َ ا ل ْ آمِ ل ِ تَعْجَ ل ُ ب ِالذ َّنْب ِ لِمَا تَشْتَه ِي وَ تَأ ْمُ ل ُ الت َّوْ بَة َ مِنْ ق َا ب ِ ل ِ وَال ْمَوْتُ يَأ ْتِي بَعْدَ ذ َا بَغْتَة ً مَا ذ َ اكَ فِعْ ل ُ ا ل ْحَاز ِم ِ ا ل ْعَاقِ ل ِ ف َل َم َّا<br />
ق َرَأ ْهت َا ق َال َا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى هَذ َا مِنْ أ َحْك َم ِ شَعْر ٍ ق َرَأ ْ ته .<br />
وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍا ل ْأ َعْرَجُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَ ال ْ حَال ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ<br />
: نَ حْنُ ل َا نُر ِيدُ أ َن ْ نَمُوتَ حَت َّى نَتُوبَ ، وَ نَ حْنُ ل َا نَتُوبُ حَت َّى نَمُوتَ .<br />
: زَا ئِدُ ال ْإ ِمْهَال ِ رَا ئِدُ ال ْإ ِهْمَا ِل .<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ فِيهِاسْتِث ْق َا ل ًا لِلِاسْتِيف َاءِ ، وَزُهْدًا فِي ا لت َّمَام ِ ،<br />
وَ اق ْتِصَارً ا عَل َى مَا سَنَ حَ ، وَقِل َّة َ اك ْتِرَاثٍ فِيمَا بَقِيَ .<br />
ف َهَذ َا عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َضْرُب ٍ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَك ُون َ مَا أ َخَ ل َّ ب ِهِ وَق َص َّرَ فِيهِ غ َيْرَ ق َادِح ٍ فِي ف َرْض ٍ ، وَل َا مَان ِع ٍ مِنْ عِبَادَةٍ ، ك َمَنْ<br />
اق ْتَصَرَ فِي ا ل ْعِبَادَةِ عَل َى فِعْ ل ِ وَ اج ِبَاتِهَا ، وَعَمَ ل ِ مُف ْتَرَ ضَا تِهَا ، وَ أ َخَ ل َّ ب ِمَسْنُونَاتِهَا وَهَيْئ َاتِهَا .<br />
ف َهَذ َا مُسِ يءٌ فِيمَا تَرَكَ إسَاءَة َ مَنْ ل َا يَسْتَ حِق ُّ وَعِيدً ا وَل َايَسْتَوْج ِبُ عِتَابًا ؛ لِأ َن َّ أ َدَ اءَ ا ل ْوَ اج ِب ِ يُسْقِط ُ عَنْهُ ال ْعِق َابَ ،<br />
وَ إ ِخْل َا ل َهُ ب ِا ل ْمَسْنُونِ يَمْنَعُ مِنْ إك ْمَال ِ ا لث َّوَ اب ِ .<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ تَهَاوَن َ ب ِا لد ِّ ين ِ هَان َ ، وَمَنْ غ َا ل َبَ ال ْ حَق َّ ل َان َ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : وَيَصُون ُ تَوْبَتَهُ وَ يَتْرُكُ غ َيْرَ ذ َلِكَ ل َا يَصُونُهْ وَأ َحَق ُّ مَا صَان َ ال ْف َتَى وَرَعَى أ َمَا نَتُهُ وَدِينُهْ وَا لض َّرْبُ الث َّان ِي<br />
أ َن ْ يَك ُون َ<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َخَ ل َّ ب ِهِ مِنْ مَف ْرُوض ِ عِبَادَ تِهِ ، ل َكِنْ ل َا يَق ْدَحُ تَرْكُ مَا بَقِيَ فِيمَا مَضَى ك َمَنْ أ َك ْمَ ل َ عِبَادَ اتٍ وَأ َخَ ل َّ ب ِغَيْر ِهَا .<br />
ف َهَذ َا أ َسْوَ أ ُ حَال ًا مِم َّنْ تَق َد َّمَهُ لِمَا اسْتَ حَق َّهُ مِنْ ا ل ْوَعِيدِ وَاسْتَوْجَبَهُ مِنْ ال ْعِق َاب ِ .<br />
وَ الض َّرْبُ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ مَا أ َخَ ل َّ ب ِهِ مِنْ مَف ْرُوض ِ عِبَادَ تِهِ وَهُوَ ق َادِ حٌ فِيمَا عَمِ ل َ مِنْهَا ك َا ل ْعِبَادَةِ ال َّتِي يَرْتَب ِط ُ بَعْضُهَا<br />
ب ِبَعْض ٍ ، ف َيَك ُون ُ ا ل ْمُق َص ِّرُ فِي بَعْضِهَا تَار ِك ًا لِ جَمِيعِهَا ف َل َا يُ حْتَسَبُ ل َهُ مَا عَمِ ل َ لِإ ِخْل َا لِهِ ب ِمَا بَقِيَ .<br />
ف َهَذ َا أ َسْوَ أ ُ أ َحْوَال ِ ال ْمُق َص ِّر ِينَ وَحَا ل ُهُ ل َاحِق َة ٌ ب ِأ َحْوَ ال ِ ا لت َّار ِكِينَ ، بَل ْ ق َدْ تَك َل َّفَ مَا ل َا يُسْقِط ُ ف َرْضًا وَل َا يُؤَد ِّي حَقًّا .<br />
ف َق َدْ سَاوَى ا لت َّار ِكِينَ فِي اسْتِ حْق َا ق ِ ا ل ْوَعِيدِ ، وَزَ ادَ عَل َيْه ِمْ فِي تَك َل ُّفِ مَا ل َا يُفِيدُ .<br />
ف َصَارَ مِنْ ال ْأ َخْسَر ِينَ أ َعْمَال ًا ال َّذِ ينَ ضَ ل َّ سَعْيُهُمْ فِي ال ْ حَيَاةِ الد ُّنْيَا وَفِي ال ْ آخِرَةِ .<br />
ث ُ م َّ ل َعَل َّهُ ل َا يَف ْطِنُ لِشَأ ْ ن ِهِ ، وَل َا يَشْعُرُ ب ِ خُسْرَا ن ِهِ ، وَق َدْ خَسِرَ الد ُّنْيَا وَ ال ْ آخِرَة َ ، وَ يَف ْطِنُ لِل ْيَسِير ِ مِنْ مَا لِهِ إن ْ وَهَى وَاخْتَ ل َّ<br />
.<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْل ِ
يَشْعُرْ<br />
ا ل ْعِل ْم ِ : أ َ بُنَي َّ إن َّ مِنْ ا لر ِّجَال ِ بَه ِيمَة ً فِي صُورَةِ ا لر َّجُ ل ِ ا لس َّمِيع ِ ا ل ْمُبْصِر ِ ف َطِنٌ ب ِك ُ ل ِّ مُصِيبَةٍ فِي مَا لِهِ وَإ ِذ َا يُصَابُ ب ِدِين ِهِ ل َمْ<br />
وَأ َم َّا ال ْ حَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
:<br />
ف َهَذ َا عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َق ْسَام ٍ<br />
وَهُوَ أ َن ْ يَز ِ يدَ فِيمَا ك ُل ِّفَ<br />
.<br />
: أ َحَدُهَا :<br />
أ َن ْ تَك ُون َ ا لز ِّيَادَة ُ ر ِ يَاءً لِلن َّاظِر ِ ينَ ، وَتَصَن ُّعًالِل ْمَ خْل ُوق َيْن ِ ، حَت َّىيَسْتَعْطِفَ ب ِهِ ا ل ْق ُل ُوبَ<br />
ا لن َّافِرَة َ ، وَيَ خْدَ عَ ب ِهِ ال ْعُق ُول َ ا ل ْوَ اهِيَة َ ، ف َيَتَبَهْرَجَ ب ِا لص ُّل َ حَاءِ وَ ل َيْسَ مِنْهُمْ ، وَ يَتَدَ ل َّسَ فِي ال ْأ َخْيَار ِ وَهُوَ ضِد ُّهُمْ .<br />
وَق َدْ ضَرَبَ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ لِل ْمُرَ ائِي ب ِعَمَلِهِ مَث َل ًا ف َق َال َ } ا ل ْمُتَشَب ِّعُ ب ِمَا ل َا يَمْلِكُ ك َل َاب ِس ِ ث َوْبَيْ زُور ٍ<br />
:<br />
. {<br />
يُر ِيدُ ب ِا ل ْمُتَشَب ِّع ِ ب ِمَا ل َا يَمْلِكُ ا ل ْمُتَزَ ي ِّنَ ب ِمَا ل َيْسَ فِيهِ<br />
.<br />
وَق َوْ ل ُهُ ك َل َا ب ِس ِ ث َوْبَيْ زُور ٍ هُوَ ال َّذِي يَل ْبَسُ ثِيَابَ ا لص ُّل َ حَاءِ ، ف َهُوَ ب ِر ِيَا ئِهِ مَ حْرُومُ ا ل ْأ َجْر ِ ، مَذ ْمُومُ ا لذ ِّك ْر ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َمْ يَق ْصِدْ<br />
وَجْهَ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ف َيُؤْجَرَ عَل َيْهِ ، وَل َا يَخْف َى ر ِ يَاؤُهُ عَل َى ا لن َّا س ِ ف َيُ حْمَدَ ب ِهِ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } ف َمَنْ ك َان َ يَرْجُو لِق َاءَ رَ ب ِّهِ ف َل ْيَعْمَل ْ عَمَل ًا صَالِحًا وَل َا يُشْر ِكْ ب ِعِبَادَةِ رَ ب ِّهِ أ َحَدًا<br />
ق َال َ جَمِيعُ أ َهْ ل ِ الت َّأ ْو ِي ل ِ<br />
. {<br />
:<br />
مَعْنَى ق َوْ لِهِ } وَل َا يُشْر ِكْ ب ِعِبَادَةِ رَ ب ِّهِ أ َحَدًا<br />
لِأ َ ن َّهُ جَعَ ل َ مَا يُ ق ْصَدُ ب ِهِ وَجْهُ ا لل َّهِ تَعَا ل َى مَق ْصُودًا ب ِهِ غ َيْرَ ا لل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى ، فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
ق َال َ ل َا تَجْهَرْ ب ِهَا ر ِ يَاءً ، وَل َا تُخَافِتْ ب ِهَا حَيَاءً .<br />
وَك َان َ سُف ْيَان ُ بْنُ عُيَيْنَة َ رَحِمَهُ ا لل َّهُ يَتَأ َو َّل ُ ق َوْله تَعَال َى<br />
} :<br />
{ أ َيْ ل َا يُرَائِي ب ِعَمَلِهِ أ َحَدًا ، ف َ جَعَ ل َ ا لر ِّ يَاءَ شِرْك ًا ؛<br />
وَل َا تَجْهَرْ ب ِصَل َاتِك وَل َا تُخَافِتْ ب ِهَا<br />
. {<br />
} :<br />
:<br />
ا ل ْف َ حْشَاءِ وَا ل ْمُنْك َر ِ وَ ال ْبَغْي ِ {<br />
.<br />
إن َّ ا لل َّهَ يَأ ْمُرُب ِا ل ْعَدْل ِ وَال ْإ ِحْسَانِ وَإ ِ يتَاءِ ذِي ال ْق ُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ<br />
أ َن َّ ال ْعَدْل َ اسْتِوَ اءُ الس َّر ِيرَةِ وَا ل ْعَل َا ن ِيَةِ فِي ا ل ْعَمَ ل ِ لِل َّهِ تَعَال َى ، وَال ْإ ِحْسَان َ أ َن ْ تَك ُون َ سَر ِ يرَ تُهُ أ َحْسَنَ مِنْ عَل َا ن ِيَتِهِ ،<br />
وَال ْف َحْشَاءَ وَا ل ْمُنْك َرَ أ َن ْ تَك ُون َ عَل َا ن ِيَتُهُ أ َحْسَنَ مِنْ سَر ِيرَ تِهِ .<br />
وَك َان َ<br />
غ َيْرُهُ يَق ُول ُ<br />
: ال ْعَدْل ُ شَهَادَة ُ أ َن ْ ل َا إ ل َهَ إل َّا ا لل َّهُ ، وَال ْإ ِحْسَان ُ ا لص َّبْرُ عَل َى أ َمْر ِهِ وَ نَهْي ِهِ وَط َاعَة ُ ا لل َّهِ فِي سِر ِّهِ وَجَهْر ِهِ ، وَ إ ِيتَاءُ<br />
ذِي ال ْق ُرْبَى صِل َة ُ ال ْأ َرْحَام ِ ، وَيَنْهَى عَنْ ا ل ْف َحْشَاءِ يَعْن ِي الز ِّنَا ،وَ ا ل ْمُنْك َر ِا ل ْق َبَا ئِ حَ ، وَا ل ْبَغْي ِ ال ْكِبْرَ وَالظ ُّل ْم ِ .<br />
وَ ل َيْسَ يَخْرُجُ ا لر ِّ يَاءُ ب ِال ْأ َعْمَال ِ مِنْ هَذ َا ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ أ َيْضًا ؛ لِأ َ ن َّهُ مِنْ جُمْل َةِ ا ل ْق َبَائِ ح ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} أ َخْوَفُ مَا أ َخَافُ عَل َى أ ُم َّتِي الر ِّ يَاءُ ا لظ َّاهِرُ وَا لش َّهْوَة ُ ا ل ْ خَفِي َّة ُ<br />
{<br />
:<br />
.<br />
.<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ عَذ َا بًا يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ مَنْ يَرَى أ َن َّ فِيهِ خَيْرًا وَل َا خَيْرَ فِيهِ {<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ ل َا تَعْمَل ْ شَيْئ ًا مِنْ ال ْ خَيْر ِ ر ِ يَاءً وَل َاتَتْرُك ْهُ حَيَاءً .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ : ك ُ ل ُّ حَسَنَةٍ ل َمْ يُرَدْ ب ِهَا وَجْهُ ا لل َّهِ تَعَال َى فِعْل َتُهَا ق ُبْ حُ ا لر ِّيَاءِ ، وَث َمَرَتُهَا سُوءُ ال ْ جَزَ اءِ<br />
.<br />
وَق َدْ يُف ْضِي ا لر ِّ يَاءُ ب ِصَاحِب ِهِ إل َىاسْتِهْزَ اءِ ا لن َّا س ِ ب ِهِ ك َمَا حُكِيَ أ َن َّ ط َاهِرَ بْنَال ْ حُسَيْن ِ ق َال َ لِأ َب ِي عَبْدِ ا لل َّهِ ا ل ْمَرْوَز ِي ِّ<br />
: مُنْذ ُ<br />
:<br />
:<br />
ك َمْ صِرْت إل َى ا ل ْعِرَا ق ِ يَا أ َبَا عَبْدِ ا لل َّهِ ؟ ق َال َ دَخَل ْت ال ْعِرَاقَ مُنْذ ُ عِشْر ِ ينَ سَنَة ً وَأ َنَا مُنْذ ُ ث َل َا ثِينَ سَنَة ً صَائِ مٌ .<br />
ف َق َال َ يَا أ َبَا عَبْدِ ا لل َّهِ ، سَأ َل ْتُك عَنْ مَسْأ َ ل َةٍ ف َأ َجَبْت عَنْ مَسْأ َ ل َتَيْن ِ .
وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا صَل َّى ف َأ َط َال َ وَإ ِل َى جَا ن ِب ِهِ ق َوْمٌ ف َق َال ُوا : مَا أ َحْسَنَ صَل َا تَك ، ف َق َال َ : وَأ َنَا مَعَ<br />
ذ َ لِكَ صَائِ مٌ : صَل َّى ف َأ َعْجَبَن ِي وَ صَامَ ف َرَا بَن ِي نَ ح ِّ ا ل ْق َل ُوصَ عَنْ ال ْمُصَل ِّي الص َّائِم ِ ف َانْظ ُرْ إل َى هَذ َا ا لر ِّ يَاءِ ، مَعَ ق ُبْ حِهِ ، مَا<br />
أ َدَ ل َّهُ عَل َى سُ خْفِ عَق ْ ل ِ صَاحِب ِهِ .<br />
وَرُب َّمَا سَاعَدَ الن َّا سَ مَعَ ظ ُهُور ِ ر ِ يَا ئِهِ عَل َى ا لِاسْتِهْزَ اءِ ب ِنَف ْسِهِ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ أ َن َّ زَاهِدًا نَظ َرَ إل َى رَجُ ل ٍ فِي وَجْه ِهِ<br />
سَ ج َّادَة ٌ ك َب ِيرَة ٌ وَاقِف ًا عَل َى بَاب ِ ا لس ُّل ْط َانِ ف َق َال َ : مِث ْ ل ُ هَذ َا الد ِّرْهَم ِ بَيْنَ عَيْنَيْك وَ أ َنْتَ وَ اقِفٌ هَهُنَا ؟ ف َق َال َ<br />
عَل َى غ َيْر ِ ا لس ِّك َّةِ .<br />
وَهَذ َا مِنْ أ َجْو ِ بَةِ ال ْ خَل َاعَةِ ال َّتِي يَدْف َعُ ب ِهَا تَهْ ج ِينَ ا ل ْمَذ َم َّة َ .<br />
وَ ل َق َدْاسْتَ حْسَنَ ا لن َّا سُ مِنْ ا ل ْأ َشْعَثِ بْن ِ ق َيْس ٍ ق َوْ ل َهُ ، وَق َدْ خَف َّفَ صَل َا تَهُ مَر َّة ً ، ف َق َال َ بَعْضُ أ َهْ ل ِا ل ْمَسْ ج ِدِ<br />
صَل َاتَك ج ِدا .<br />
ف َق َال َ : إ ن َّهُ ل َمْ يُخَالِط ْهَار ِيَاءٌ .<br />
ف َتَ خَل َّصَ مِنْ تَنْقِيصِه ِمْ ب ِنَف ْي ِ ا لر ِّ يَاءِ عَنْ نَف ْسِهِ ، وَرَف ْع ِ ا لت َّصَن ُّع ِ فِي صَل َا تِهِ .<br />
وَق َدْ ك َان َ ا لن ِّك َا رُ ل َوْل َا ذ َ لِكَ مُتَوَج ِّهًا عَل َيْهِ وَالل ُّو َّمُ ل َاحِق ًا ب ِهِ .<br />
وَمَر َّ أ َبُو أ ُمَامَة َ ب ِبَعْض ِ ا ل ْمَسَاج ِدِ ف َإ ِذ َا رَ جُ ل ٌ يُصَل ِّي وَهُوَ يَبْكِي ف َق َال َ ل َهُ : أ َنْتَ أ َنْتَ ل َوْ ك َان َ هَذ َا فِي بَيْتِك .<br />
: إ ن َّهُ ضُر ِبَ<br />
: خَف َّف ْت<br />
:<br />
ف َل َمْ يَرَ ذ َ لِكَ مِنْهُ حَسَنًا ؛ لِأ َ ن َّهُ ا ت َّهَمَهُ ب ِا لر ِّ يَاءِ ، وَ ل َعَل َّهُ ك َان َ بَر ِيئ ًا مِنْهُ ، ف َك َيْفَ ب ِمَنْ صَارَ ا لر ِّيَاءُ أ َغ ْل َبَ صِف َا تِهِ ، وَ أ َشْهَرَ<br />
سِمَا تِهِ ، مَعَ أ َ ن َّهُ آثِ مٌ فِيمَا عَمِ ل َ ، أ َنَم ُّ مِنْ هُبُوب ِ ا لن َّسِيم ِ ب ِمَا حَمَ ل َ .<br />
وَ لِذ َلِكَ ق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ : أ َف ْضَ ل ُ ا لز ُّهْدِ إخْف َاءُ الز ُّهْدِ .<br />
وَرُب َّمَا أ َحَس َّ ذ ُوا ل ْف َضْ ل ِ مِنْ نَف ْسِهِ مَيْل ًا إل َى ا ل ْمُرَ اءَ اةِ ، ف َبَعَث َهُ ال ْف َضْل ُ عَل َى هَتْكِ مَا نَازَعَتْهُ الن َّف ْسُ مِنْ ا ل ْمُرَ اءَ اةِ ف َك َان َ<br />
ذ َ لِكَ أ َ بْل َغ َ فِي ف َضْلِهِ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ أ َحَس َّ عَل َى ا ل ْمِنْبَر ِ ب ِر ِي ح ٍ خَرَجَتْ مِنْهُ ،<br />
ف َق َال َ أ َي ُّهَا الن َّا سُ إن ِّي ق َدْ مَث َل ْت بَيْنَ أ َن ْ أ َخَاف َك ُمْ فِي ا لل َّهِ تَعَا ل َى ، وَ بَيْنَ أ َن ْ أ َخَافَ ا لل َّهَ فِيك ُمْ ، ف َك َان َ أ َن ْ أ َخَافَ ا لل َّهَ<br />
فِيك ُمْ أ َحَب َّ إ ل َي َّ أ َل َا وَإ ِن ِّي ق َدْ ف َسَوْتُ ، وَهَا أ َنَا نَا ز ِ ل ٌ أ ُعِيدُ ا ل ْوُ ضُوءَ .<br />
ف َك َان َ ذ َ لِكَ مِنْهُ زَجْرًا لِنَف ْسِهِ لِتَك ُف َّ عَنْ ن ِزَ اعِهَا إل َى مِث ْلِهِ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ لِمُ حَم َّدِ بْن ِ ك َعْب ٍ ا ل ْق ُرَظِي ِّ : عِظ ْن ِي ف َق َال َ<br />
:<br />
ل َا أ َرْضَى نَف ْسِي ل َك وَاعِظ ًا ؛ لِأ َن ِّي أ َجْلِسُ<br />
بَيْنَ ا ل ْغَن ِي ِّ وَا ل ْف َقِير ِ ف َأ َمِي ل ُ عَل َى ا ل ْف َقِير ِ وَ أ ُوَس ِّعُ لِل ْغَن ِي ِّ ، وَ لِأ َن َّ ط َاعَة َ ا لل َّهِ تَعَال َى فِي ال ْعَمَ ل ِ لِوَجْه ِهِ ل َا لِغَيْر ِهِ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ق َوْمًا أ َرَادُوا سَف َرًا ف َحَادُوا عَنْ ا لط َّر ِ يق ِ ، ف َانْتَهَوْا إل َى رَ اهِب ٍ ف َق َال ُوا<br />
هَهُنَا وَ أ َوْمَأ َ ب ِيَدِهِ إل َى الس َّمَاءِ<br />
وَال ْقِسْمُ ا لث َّا ن ِي أ َن ْ يَف ْعَ ل َ ا لز ِّ يَادَة َ اق ْتِدَ اءً ب ِغَيْر ِهِ .<br />
:<br />
ق َدْ ضَل َل ْنَا ، ف َك َيْفَ ا لط َّر ِ يقُ ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
وَهَذ َا ق َدْ تُث ْمِرُهُ مُ جَا ل َسَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ال ْأ َف َاضِ ل ِ ، وَتُ حْدِ ث ُهُ مُك َا ث َرَة ُ ال ْأ َتْقِيَاءِ ا ل ْأ َمَاثِ ل ِ .<br />
:<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ال ْمَرْءُ عَل َى دِ ين ِ خَلِيلِهِ ف َل ْيَنْظ ُرْ أ َحَدُك ُمْ مَنْ يُخَالِ ل ُ { .<br />
ف َإ ِذ َا ك َا ث َرَهُمْ ا ل ْمُ جَا لِسَ ، وَط َاوَ ل َهُمْا ل ْمُؤَ ان ِسَ ، أ َحَب َّ أ َن ْ يَق ْتَدِيَ ب ِه ِمْ فِي أ َف ْعَا لِه ِمْ ، وَ يَتَأ َس َّى ب ِه ِمْ فِي أ َعْمَا لِه ِمْ ، وَل َا<br />
يَرْضَى لِنَف ْسِهِ أ َن ْ يُق َص ِّرَ عَنْهُمْ ، وَل َا أ َن ْ يَك ُون َ فِيا ل ْخَيْر ِ دُونَهُمْ ، ف َتَبْعَث ُهُ ا ل ْمُنَاف َسَة ُ عَل َى مُسَاوَ اتِه ِمْ ، وَرُبَمَا دَعَتْهُ<br />
ال ْ حَمِي َّة ُ إل َى ا لز ِّيَادَةِ عَل َيْه ِمْ وَ ا ل ْمُك َا ث َرَةِ ل َهُمْ ف َيَصِيرُو ا سَبَبًا لِسَعَادَ تِهِ ، وَ بَاعِث ًا عَل َى اسْتِزَادَ تِهِ .<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ ل َوْل َا ال ْو ِئ َامُ ل َهَل َكَ ال ْأ َنَامُ .
:<br />
أ َيْ ل َوْل َا أ َن َّ ا لن َّا سَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ف َيَق ْتَدِي ب ِه ِمْ فِي ال ْ خَيْر ِ ل َهَل َك ُو ا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مِنْ خَيْر ِ الِاخْتِيَار ِ صُحْبَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ، وَمِنْ شَر ِّ الِاخْتِيَار ِ مَوَد َّة ُ ال ْأ َشْرَ ار ِ .<br />
وَهَذ َا صَحِي حٌ ؛ لِأ َن َّ لِل ْمُصَاحَبَةِ تَأ ْثِيرًا فِي اك ْتِسَاب ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ ، ف َتَصْل ُ حُ أ َخْل َا قُا ل ْمَرْءِ ب ِمُصَاحَبَةِ أ َهْ ل ِ الص َّل َاح ِ وَ تَف ْسُدُ<br />
ب ِمُصَاحَبَةِ أ َهْ ل ِ ا ل ْف َسَادِ .<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لش َّاعِرُ رَأ َيْت صَل َاحَا ل ْمَرْءِ يُصْلِ حُ أ َهْل َهُ وَيُعْدِيه ِمْ عِنْدَ ا ل ْف َسَادِ إذ َا ف َسَدْ يُعَظ َّمُ فِي الد ُّنْيَا ب ِف َضْ ل ِ صَل َاحِهِ<br />
وَ يُ حْف َظ ُ بَعْدَا ل ْمَوْتِ فِيا ل ْأ َهْ ل ِوَ ا ل ْوَ ل َدْ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ٍال ْ خُوَ ار ِزْمِي ِّ ل َا تَصْحَبْا ل ْك َسْل َان َ فِي<br />
حَا ل َا تِهِ ك َمْ صَالِح ٍ<br />
:<br />
ب ِف َسَادِ آخَرَ يَف ْسُدُ عَدْوَى ا ل ْبَلِيدِ إل َى ا ل ْ جَلِيدِ سَر ِ يعَة ٌ وَال ْجَمْرُ يُوضَعُ فِي ا لر ُّمَا ع ِ ف َيَ خْمُدُ وَال ْقِسْ مُ ا لث َّالِث ُ<br />
أ َن ْ يَف ْعَ ل َ :<br />
ا لز ِّ يَادَة َ ابْتِدَاءً مِنْ نَف ْسِهِ ا ل ْتِمَاسًا لِث َوَ اب ِهَا وَرَغ ْبَة ً فِي ا لز ُّ ل ْف َةِ ب ِهَا .<br />
ف َهَذ َا مِنْ نَتَا ئِ ج ِ ا لن َّف ْس ِ ا لز َّ اكِيَةِ ، وَدَوَ اعِي ا لر َّغ ْبَةِ ا ل ْوَ افِيَةِ ، الد َّا ل َيْن ِ عَل َى خُل ُوص ِ الد ِّ ين ِ ، وَصِ ح َّةِ ا ل ْيَقِين ِ ، وَذ َلِكَ أ َف ْضَ ل ُ<br />
أ َحْوَ ال ِ ا ل ْعَامِلِينَ ، وَأ َعْل َى مَنَاز ِل ِا ل ْعَاب ِدِ ينَ .<br />
.<br />
وَق َدْ قِي ل َ : ا لن َّا سُ فِي ال ْ خَيْر ِ أ َرْ بَعَ ٌة : مِنْهُمْ مَنْ يَف ْعَل ُهُ ابْتِدَ اءً ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَف ْعَل ُهُ اق ْتِدَ اءً ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْرُك ُهُاسْتِ حْسَا نًا ،<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْرُك ُهُ حِرْمَانًا<br />
ف َمَنْ ف َ عَل َهُ ابْتِدَاءً ف َهُوَ ك َر ِيمٌ ، وَمَنْ ف َعَل َهُ اق ْتِدَ اءً ف َهُوَ حَ كِي مٌ ، وَمَنْ تَرَك َهُ اسْتِحْسَانًا ف َهُوَ رَدِيءٌ ، وَمَنْ تَرَك َهُ حِرْمَا نًا ف َهُوَ<br />
شَقِي ٌّ .<br />
ث ُ م َّ لِمَا يَف ْعَل ُهُ مِنْ الز ِّ يَادَةِ حَا ل َتَانِ : إحْدَاهُمَا : أ َن ْ يَك ُون َ مُق ْتَصِدًا فِيهَا ، وَق َادِرً ا عَل َى ا لد َّوَ ام ِ عَل َيْهَا .<br />
ف َه ِيَ أ َف ْضَ ل ُ ال ْ حَا ل َتَيْن ِ ، وَأ َعْل َىا ل ْمَنْز ِ ل َتَيْن ِ .<br />
عَل َيْهَا ا نْق َرَضَ أ َخْيَا رُ الس َّل َفِ ، وَ تَتَب َّعَهُمْ فِيهَا ف ُضَل َاءُ ال ْ خَل َفِ .<br />
وَق َدْ رَوَتْ عَائِشَة ُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ اف ْعَل ُوا مِنْ ال ْأ َعْمَال ِ مَا تُطِيق ُون َ ،<br />
ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ ل َا يَمَ ل ُّ مِنْ ا لث َّوَاب ِ حَت َّى تَمَل ُّو ا مِنْ ا ل ْعَمَ ل ِ ، وَخَيْرُ ال ْأ َعْمَال ِ مَا دِيمَ عَل َيْهِ<br />
وَال ْعَرَبُ تَق ُول ُ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
ال ْق َصْدُ وَا لد َّوَ امُ وَ أ َنْتَ الس َّا ب ِقُ ال ْجَوَادُ .<br />
:<br />
وَ لِأ َن َّ مَنْ ك َان َ صَحِي حَ ا لر َّغ ْبَةِ فِي ث َوَاب ِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ مَسَر َّة ٌ إل َّا فِي ط َاعَتِهِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ ق ُل ْت لِرَ اهِب ٍ مَتَى عِيدُك ُمْ ؟ ق َال َ : ك ُ ل ُّ يَوْم ٍ ل َا أ َعْصِي ا لل َّهَ فِيهِ ف َهُوَ يَوْمُ عِيدٍ<br />
.<br />
ا ُنْظ ُرْ إل َى هَذ َاا ل ْق َوْل ِ مِنْهُ وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ مِنْ مَق َا صِدِ ا لط َّاعَةِ مَا أ َ بْل َغَهُ فِي حُب ِّ ا لط َّاعَةِ ، وَ أ َحَث َّهُ عَل َى بَذ ْل ِ ا لِاسْتِط َاعَةِ .<br />
وَخَرَجَ بَعْضُ ا لز ُّه َّادِ فِي<br />
يَوْم ِ عِيدٍ فِي هَيْئ َةٍ رَ ث َّةٍ ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
لِل َّهِ تَعَال َى ب ِمِث ْ ل ِ ط َاعَتِهِ .<br />
: لِمَ تَخْرُجُ فِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ا ل ْيَوْم ِ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِا ل ْهَيْئ َةِ الن َّا سُ مُتَزَي ِّنُون َ ؟ ف َق َال َ : مَا يُتَزَ ي َّنُ<br />
وَ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَسْتَك ْثِرَ مِنْهَا اسْتِك ْث َارَ مَنْ ل َا يَنْهَضُ ب ِدَوَ امِهَا ، وَل َا يَق ْدِرُ عَل َى ات ِّصَالِهَا .<br />
ف َهَذ َا رُب َّمَا ك َان َ ب ِا ل ْمُق َص ِّر ِ أ َشْبَهُ ؛ لِأ َن َّ الِاسْتِك ْث َارَ مِنْ ا لز ِّيَادَةِ إم َّا أ َن ْ يَمْنَعَ مِنْ أ َدَ اءِ الل َّاز ِم ِ ف َل َا يَك ُون ُ إل َّا تَق ْصِيرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ<br />
تَط َو َّ عَ ب ِز ِ يَادَةٍأ َحْدَ ث َتْ نَق ْصًا ، وَ ب ِنَف ْ ل ٍ مَنَعَ ف َرْضًا .<br />
وَإ ِم َّا أ َن ْ يَعْ جَزَ عَنْ اسْتِدَ امَةِ ا لز ِّ يَادَةِ وَ يَمْنَعَ مِنْ مُل َازَمَةِ الِاسْتِك ْث َار ِ مِنْ غ َيْر ِ إخْل َال ٍ ب ِل َاز ِم ٍ وَل َا تَق ْصِير ٍ فِي ف َرْض ٍ .<br />
ف َه ِيَ إذ ًا ق َصِيرَة ُ ال ْمَدَى ق َلِيل َة ُ ا لل ُّبْثِ ، وَا ل ْق َلِي ل ُ ا ل ْعَمَ ل ِ فِي ط َو ِ ي ل ِ ا لز َّمَانِ أ َف ْضَ ل ُ عِنْدَ ا لل َّهِ - عَز َّ وَجَ ل َّ - مِنْ ك َثِير ِ ا ل ْعَمَ ل ِ
:<br />
.<br />
فِي ق َصِير ِ ا لز َّمَانِ ؛ لِأ َن َّا ل ْمُسْتَك ْثِرَ مِنْ ا ل ْعَمَ ل ِ فِي الز َّمَانِ ا ل ْق َصِير ِ ق َدْ يَعْمَ ل ُ زَمَا نًا وَ يَتْرُكُ زَمَا نًا ف َرُب َّمَا صَارَ فِي زَمَانِ تَرْكِهِ<br />
ل َاهِيًا أ َوْ سَاهِيًا .<br />
وَ ا ل ْمُق َل ِّ ل ُ فِي ا لز َّمَانِ ا لط َّو ِي ل ِ مُسْتَيْقِظ ُ ال ْأ َف ْك َار ِ ، مُسْتَدِيمُ ا لت َّذ ْك َار ِ .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َبُو صَا لِ ح ٍ عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } إن َّ ال ْإ ِسْل َامَ شِر َّة ٌ<br />
وَ لِلش ِّر َّةِ ف َتْرَة ٌ ف َمَنْ سَد َّدَ وَق َارَبَ ف َأ َرْجُوهُ ، وَمَنْ أ ُشِيرَ إ ل َيْهِ ب ِا ل ْأ َ صَا ب ِع ِ ف َل َا تَعُد ُّوهُ { .<br />
ف َ جَعَ ل َا ل ْإ ِسْل َامَ شِر َّة ً وَهِيَا ل ْإ ِ يغَال ُ فِي ال ْإ ِك ْث َار ِ ، وَجَعَ ل َ لِلش ِّر َّةِ ف َتْرَة ً وَهِيَا ل ْإ ِهْمَال ُ بَعْدَ الِاسْتِك ْث َا ِر .<br />
ف َل َمْ يَخْ ل ُ ب ِمَا أ َث ْبَتَ مِنْ أ َن ْ تَك ُون َ هَذِهِ ا لز ِّ يَادَة ُ تَق ْصِيرًا أ َوْ إخْل َال ًا وَل َا خَيْرَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا .<br />
وَاعْل َمْ - جَعَ ل َ ا لل َّهُ ا ل ْعِل ْمَ حَاكِمًا ل َك وَعَل َيْك ،وَ ال ْ حَق َّ ق َائِدًا ل َك وَإ ِل َيْك - أ َن َّ الد ُّنْيَا إذ َا وَ صَل َتْ ف َتَب ِعَاتٌ مُو ب ِق َة ٌ ،<br />
وَإ ِذ َا ف َارَق َتْف َف َ جَعَا تٌ مُ حْر ِق َ ٌة .<br />
وَ ل َيْسَ لِوَصْلِهَا دَوَ امٌ وَل َا مِنْ فِرَ اقِهَا بُ د ٌّ ، ف َرُضْ نَف ْسَك عَل َى ق َطِيعَتِهَا لِتَسْل َمَ مِنْ تَب ِعَا تِهَا ، وَعَل َى فِرَ اقِهَا لِتَأ ْمَنَ ف َ ج ِعَا تِهَا<br />
ف َق َدْ قِي ل َ ال ْمَرْءُ مُق ْتَر ِضٌ مِنْ عُمُر ِهِ ا ل ْمُنْق َر ِ ض ِ .<br />
مَعَ أ َن َّ ا ل ْعُمُرَ وَ إ ِن ْ ط َال َ ق َصِيرٌ ، وَال ْف َرَاغ َ وَ إ ِن ْ تَ م َّ يَسِيرٌ .<br />
وَأ َنْشَدْت لِعَلِي ِّ بْن ِ مُ حَم َّدٍ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
:<br />
:<br />
إذ َا ك َمُل َتْ لِل ْمَرْءِ سِت ُّون َ حِ ج َّة ً ف َل َمْ يَ حْظ َ مِنْ سِت ِّينَ إل َّا ب ِسُدْسِهَا أ َ ل َمْ تَرَ<br />
أ َن َّ ا لن ِّصْفَ ب ِا لل َّيْ ل ِ حَاصِ ل ٌ وَتَذ ْهَبُ أ َوْق َاتُ ا ل ْمَقِي ل ِ ب ِخُمْسِهَا ف َتَأ ْخُذ ُ أ َوْق َاتُ ال ْهُمُوم ِ ب ِحِص َّةٍ وَ أ َوْق َاتُ أ َوْجَا ع ٍ تُمِيتُ<br />
ب ِمُسِن ِّهَا ف َ حَا صِ ل ُ مَا يَبْق َى ل َهُ سُدُ سُ عُمُر ِهِ إذ َا صَد َّق َتْهُ ا لن َّف ْسُ عَنْ عِل ْم ِ حَدْسِهَا وَر ِيَا ضَة ُ نَف ْسِك ، لِذ َ لِكَ ، تَتَرَت َّبُ عَل َى<br />
أ َحْوَ ال ٍ ث َل َاثٍ ، وَك ُ ل ُّ حَا ل َةٍ مِنْهَا تَتَشَع َّبُ ، وَهِيَ لِتَسْه ِيل ِ مَا يَلِيهَا سَبَ ٌب .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ف َا ل ْ حَا ل َة ُ ال ْأ ُول َى أ َن ْ تَصْر ِفَ حُب َّ الد ُّنْيَا عَنْ ق َل ْب ِك ف َإ ِن َّهَا تُل ْه ِيك عَنْ آخِرَتِك ، وَل َا تَجْعَل ْ سَعْيَك ل َهَا ف َتَمْنَعَك حَظ َّك<br />
مِنْهَا ، وَ تَوَ ق َّ الر ُّك ُون َ إل َيْهَا ، وَ ل َا تَك ُنْ آمِنًا ل َهَا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَنْ أ َشْرَبَ ق َل ْبَهُ حُب َّ الد ُّنْيَا وَرَك َنَ إل َيْهَا ا ل ْتَاط َ مِنْهَا ب ِشُغْ ل ٍ ل َا<br />
يَف ْرُ غ ُ عَنَاهُ ، وَ أ َمَ ل ٍ ل َا يَبْل ُغ ُ مُنْتَهَاهُ ، وَحِرْص ٍ ل َا يُدْ ر ِكُ مَدَ اهُ .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ - : الد ُّنْيَا ل َإ ِ بْلِيسَ مَزْرَعَة ٌ وَأ َهْل ُهَا ل َهُ حُر َّا ث ٌ وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي<br />
ط َا لِب ٍ مَث َ ل ُ الد ُّنْيَا مَث َ ل ُ ال ْ حَي َّةِل َي ِّنٌ مَس ُّهَاق َاتِ ل ٌ سُم ُّهَا ، ف َأ َعْر ِضْ عَم َّا أ َعْجَبَك مِنْهَا لِقِل َّةِ مَا يَصْحَبُك مِنْهَا ، وَ ضَعْ عَنْك<br />
هُمُومَهَا لِمَا أ َيْق َنْت مِنْ فِرَ اقِهَا ، وَك ُنْ أ َحْذ َرَ مَا تَك ُون ُ ل َهَا وَأ َ نْتَ آنَسَ مَا تَك ُون ُ ب ِهَا<br />
، ف َإ ِن َّ صَاحِبَهَا ك ُل َّمَا اط ْمَأ َن َّ مِنْهَا إل َى سُرُور ٍ أ َشْ خَصَهُ عَنْهَامَ ك ْرُوهٌ ، وَ إ ِن ْ سَك َنَ مِنْهَا إل َى إ ينَا س ٍ أ َزَال َهُ عَنْهَا إيحَا شٌ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ الد ُّنْيَا ل َا تَصْف ُو لِشَار ِب ٍ ، وَل َا تَبْق َى لِصَاحِب ٍ ، وَل َا تَخْل ُو مِنْ فِتْنَةٍ ، وَل َا تُخَل ِّي مِحْنَة ً ، ف َأ َعْر ِضْ<br />
عَنْهَا ق َبْ ل َ أ َن ْ تُعْر ِضَ عَنْك ، وَاسْتَبْدِل ْ ب ِهَا ق َبْ ل َ أ َن ْ تَسْتَبْدِل َ ب ِك ، ف َإ ِن َّ نَعِيمَهَا يَتَنَق َّ ل ُ ، وَأ َحْوَال َهَا تَتَبَد َّل ُ ، وَل َذ َّا تِهَا تَف ْنَى ،<br />
وَ تَب ِعَاتِهَا تَبْق َى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ُنْظ ُرْ إل َى الد ُّنْيَا نَظ َرَ الز َّ اهِدِ ا ل ْمُف َار ِ ق ِ ل َهَا ، وَل َا تَتَأ َم َّل ْهَا تَأ َم ُّ ل َ ا ل ْعَاشِق ِ ا ل ْوَ امِق ِ ب ِهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا ك َأ َحْل َام ِ نَا ئِم ِ وَمَا خَيْرُ عَيْش ٍ ل َا يَك ُون ُ ب ِدَا ئِم ِ تَأ َم َّ ل ْ إذ َا مَا ن ِل ْت ب ِال ْأ َمْس ِ ل َذ َّة ً ف َأ َف ْنَيْتَهَا<br />
هَل ْ أ َنْتَ إل َّا ك َ حَا لِم ِ ف َك َمْ غ َافِ ل ٍ عَنْهُ وَ ل َيْسَ ب ِغَافِ ل ِ وَك َمْ نَائِم ٍ عَنْهُ وَ ل َيْسَ ب ِنَا ئِم ِ وَرُو ِيَ عَنْ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
: } أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
مِنْ هَوَ انِ الد ُّنْيَا عَل َى ا لل َّهِ أ َ ل َّا يُعْصَى إل َّا فِيهَا ، وَل َا يُنَال ُ مَا عِنْدَهُ إل َّا ب ِتَرْكِهَا<br />
. {
وَرَوَى سُف ْيَان ُ أ َن َّ ال ْخَضِرَ ق َال َ لِمُوسَى عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ : يَا مُوسَى أ َعْر ِضْ عَنْ الد ُّنْيَا وَانْب ِذ ْهَا وَرَ اءَك ف َإ ِن َّهَا ل َيْسَتْ ل َك<br />
ب ِدَ ار ٍ ، وَل َا فِيهَا مَحَ ل ُّ ق َرَ ار ٍ ، وَإ ِن َّمَا جُعِل َتْ الد ُّنْيَا لِل ْعِبَادِ ؛ لِيَتَزَو َّدُو ا مِنْهَا لِل ْمَعَادِ .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ : الد ُّنْيَا ق َنْط َرَة ٌ ف َاعْبُرُوهَا وَل َا تَعْمُرُوهَا .<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ يَصِفُ الد ُّنْيَا<br />
.<br />
:<br />
أ َو َّل ُهَا عَنَاءٌ ، وَآخِرُهَا ف َنَاءٌ ، حَل َال ُهَا حِسَا بٌ ، وَحَرَ امُهَا عِق َا بٌ ، مَنْ صَ ح َّ<br />
فِيهَا أ َمِنَ وَمَنْ مَر ِضَ فِيهَا نَدِمَ ، وَمَنْ اسْتَغْنَى فِيهَا ف ُتِنَ ، وَمَنْ اف ْتَق َرَ فِيهَا حَز ِن َ ، وَمَنْ سَاعَاهَا ف َا تَتْهُ ، وَمَنْ ق َعَدَ عَنْهَا<br />
أ َ تَتْهُ ، وَمَنْ نَظ َرَ إل َيْهَا أ َعْمَتْهُ ، وَمَنْ نَظ َرَ ب ِهَا بَصِرَ تْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
إن َّ الد ُّنْيَا تُق ْب ِل ُ :<br />
إق ْبَال َ ا لط َّا لِب ِ ، وَتُدْ ب ِرُ إدْ بَارَ ا ل ْهَار ِب ِ ، وَتَصِ ل ُ و ِ صَال َ ا ل ْمَل ُول ِ ، وَ تُف َار ِ قُ فِرَا قَ ا ل ْعُ جُول ِ ، ف َخَيْرُهَا يَسِيرٌ ، وَعَيْشُهَا<br />
ق َصِيرٌ ، وَ إ ِق ْبَال ُهَا خَدِ يعَة ٌ ، وَ إ ِدْ بَارُهَاف َ ج ِيعَة ٌ ، وَل َذ َّا تُهَا ف َا ن ِيَة ٌ ، وَ تَب ِعَا تُهَا بَاقِيَة ٌ ، ف َاغ ْتَنَمَ غ َف ْوَة َ الز َّمَانِ ، وَا نْتَهَزَ ف ُرْ صَة َ<br />
ال ْإ ِمْك َانِ ، وَخُذ ْ مِنْ نَف ْسِك لِنَف ْسِك ، وَ تَزَو َّدْ مِنْ يَوْمِك لِغَدِكَ .<br />
وَق َال َ وَهْبُ بْنُ مُنَب ِّهٍ<br />
:<br />
:<br />
مَث َ ل ُ الد ُّنْيَا وَال ْ آخِرَةِ مَث َ ل ُ ضَر َّتَيْن ِ إن ْ أ َرْضَيْت إحْدَاهُمَا أ َسْخَط ْت ال ْأ ُخْرَى .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ الد ُّنْيَا مَنَاز ِل ُ ،ف َرَا حِ ل ٌوَنَاز ِ ل ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : الد ُّنْيَا إم َّا ن ِق ْمَة ٌ نَاز ِ ل َة ٌ ، وَإ ِم َّا ن ِعْمَة ٌ زَ ا ئِل َ ٌة .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
مِنْ الد ُّنْيَا عَل َى الد ُّنْيَادَلِي ل ٌ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : تَمَت َّعْ مِنْ ال ْأ َي َّام ِ إن ْ ك ُنْت حَاز ِمًا ف َإ ِن َّك مِنْهَا بَيْنَ نَاهٍ وَآمِر ِ إذ َا أ َبْق َتْ الد ُّنْيَا عَل َى ا ل ْمَرْءِ دِ ينَهُ ف َمَا ف َا تَهُ مِنْهَا<br />
ف َل َيْسَ ب ِضَا ئِر ِ ف َل َنْ تَعْدِل َ الد ُّنْيَا جَنَاحَ بَعُو ضَةٍ وَل َا وَزْن َ ذ َ ر ٍّ مِنْ جَنَاح ٍ لِط َا ئِر ِ ف َمَا رَ ضِيَ الد ُّنْيَا ث َوَا بًا لِمُؤْمِن ٍ وَل َا رَضِيَ<br />
ال د ُّنْيَا جَزَ اءً لِك َافِر ِ وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
الد ُّنْيَا يَوْمَانِ<br />
: يَوْمُ ف َرَح ٍ وَ يَوْمُ هَ م ٍّ ، وَكِل َاهُمَا<br />
زَائِ ل ٌ عَنْك ف َدَعُو ا مَا يَزُول ُ ،وَ أ َ تْعِبُو ا نُف ُوسَك ُمْ فِي ا ل ْعَمَ ل ِ لِمَا ل َا يَزُول ُ { .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ ل َا تُنَاز ِعُوا أ َهْ ل َ الد ُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ف َيُنَاز ِعُوك ُمْ فِي دِين ِك ُمْ ، ف َل َا دُنْيَاهُمْ أ َصَبْتُمْ ،<br />
وَل َا دِينَك ُمْ أ َبْق َيْتُمْ .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ<br />
: ل َا تَك ُنْ مِم َّنْ يَق ُول ُ فِي الد ُّنْيَا ب ِق َوْل ِ الز َّاهِدِينَ ، وَ يَعْمَ ل ُ فِيهَا عَمَ ل َ الر َّ اغِب ِينَ ، ف َإ ِن ْ أ ُعْطِيَ<br />
مِنْهَا ل َمْ يَشْبَعْ ، وَ إ ِن ْ مُن ِعَ مِنْهَا ل َمْ يَق ْنَعْ .<br />
يَعْجَزُ عَنْ شُك ْر ِ مَا أ ُوتِيَ ، وَيَبْتَغِي ا لز ِّيَادَة َ فِيمَا بَقِيَ ، وَ يَنْهَى الن َّا سَ وَل َا يَنْتَه ِي ، وَ يَأ ْمُرُ ب ِمَا ل َا يَأ ْتِي .<br />
يُحِب ُّ الص َّالِ حِينَ وَل َا يَعْمَل ُ<br />
ب ِعَمَلِه ِمْ ، وَ يُبْغِضُ ا لط َّالِ حِينَ وَهُوَ مِنْهُمْ .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ : الد ُّنْيَا ك ُل ُّهَا غ َ م ٌّ ف َمَا ك َان َ مِنْهَا مِنْ سُرُور ٍ ف َهُوَ ر ِي حٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
:<br />
إن َّ الد ُّنْيَا ك َثِيرَة ُ ا لت َّغْي ِير ِ ، سَر ِ يعَة ُ ا لت َّنْكِير ِ ، شَدِيدَة ُا ل ْمَك ْر ِ ، دَ ا ئِمَة ُا ل ْغَدْر ِ ، ف َاق ْط َعْ أ َسْبَابَ ال ْهَوَى<br />
عَنْ ق َل ْب ِك ، وَاجْعَل ْ أ َ بْعَدَ أ َمْلِكَ بَقِي َّة َ يَوْمِك ، وَك ُنْ ك َأ َن َّك تَرَى ث َوَابَ أ َعْمَالِك وَق َال َ بَعْضُ ال ْحُك َمَاءِ الد ُّنْيَا إم َّا :<br />
مُصِيبَة ٌ مُوج ِعَة ٌ ، وَإ ِم َّا مَن ِي َّة ٌ مُف ْ ج ِعَة ٌ ، وَق َال َ الش َّاعِرُ : خَ ل ِّ دُنْيَاك إن َّهَا يَعْق ُبُ ال ْ خَيْرَ شَر ُّهَا هِيَ أ ُم ٌّ تَعُق ُّ مِنْ نَسْلِهَا مَنْ<br />
يَبَر ُّهَا ك ُ ل ُّ نَف ْس ٍ ف َإ ِن َّهَا تَبْتَغِي مَا يَسُر ُّهَا وَا ل ْمَنَا يَا تَسُوق ُهَا وَ ال ْأ َمَان ِي تَغُر ُّهَا ف َإ ِذ َا اسْتَحْل َتْ ال ْجَنَى أ َعْق َبَ ال ْحُل ْوَ مُر ُّهَا<br />
يَسْتَو ِي فِي ضَر ِيحِهِ عَبْدُ أ َرْض ٍ وَحُر ُّهَا ف َإ ِذ َا رَ ضَتْ نَف ْسُك مِنْ هَذِهِ ال ْ حَا ل َةِ ب ِمَا وَ صَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ب ِث َل َاثِ خِل َال ٍ<br />
إحْ دَ اهُن َّ أ َن ْ تَك ْفِيَ إشْف َا قَا ل ْمُ حِب ِّ وَحَذ َرَ ا ل ْوَ امِق ِ ف َل َيْسَ لِمُشْفِق ٍ ثِق َة ٌ ، وَل َا لِحَاذِر ٍ رَا حَة ٌ<br />
:<br />
.<br />
:
:<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ تَأ ْمَنَ ا لِاغ ْتِرَارَ ب ِمَل َاهِيهَا ف َتَسْل َمَ مِنْ عَادِ يَةِ دَوَ اهِيهَا ، ف َإ ِن َّ ا لل َّاهِيَ ب ِهَامَغْرُو رٌ ، وَال ْمَغْرُورُ فِيهَامَ ذ ْعُو رٌ .<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ تَسْتَر ِي حَ مِنْ تَعَب ِ الس َّعْي ِ ل َهَا ، وَوَ صَب ِا ل ْك َ د ِّ فِيهَا ، ف َإ ِن َّ مَنْ أ َحَب َّ شَيْئ ًا ط َل َبَهُ ، وَمَنْ ط َل َبَ شَيْئ ًا ك َ د َّ ل َهُ ،<br />
وَال ْمَك ْدُودُ فِيهَا شَقِي ٌّ إن ْ ظ َفِرَوَمَ حْرُومٌ إن ْ خَابَ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ لِك َعْب ٍ<br />
نَف ْسَهُ ف َمُوثِق ُهَا {<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ<br />
} :<br />
يَا ك َعْبُ ، ا لن َّا سُ غ َادِ يَانِ<br />
:<br />
.<br />
تُرْزَق ُون َ فِيهَا إل َّا ب ِعَمَ ل ٍ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
ف َغَادٍ ب ِنَف ْسِهِ ف َمُعْتِق ُهَا ، وَمُو ب ِقُ<br />
: تَعْمَل ُون َ لِلد ُّنْيَا وَأ َنْتُمْ تُرْزَق ُون َ فِيهَا ب ِغَيْر ِ عَمَ ل ٍ ، وَل َا تَعْمَل ُون َ لِل ْ آخِرَةِ وَأ َنْتُمْ ل َا<br />
مِنْ نَك َدِ الد ُّنْيَا أ َن ْ ل َا تَبْق َى عَل َى حَا ل َةٍ ، وَل َا تَ خْل ُوَ مِنْ<br />
اسْتِ حَا ل َةٍ ، تُصْلِ حُ جَان ِبًا ب ِإ ِف ْسَادِ جَا ن ِب ٍ ، وَ تَسُر ُّ صَاحِبًا ب ِمُسَاءَةِ صَاحِب ٍ ، ف َا لر ُّك ُون ُ إل َيْهَا خَط َرٌ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
، وَالث ِّق َة ُ ب ِهَا غ َرَ ٌر .<br />
: الد ُّنْيَا مُرْتَ ج ِعَة ُ ال ْه ِبَةِ وَ الد َّهْرُ حَ سُودٌ ل َا يَأ ْتِي عَل َى شَيْءٍ إل َّا غ َي َّرَهُ وَ لِمَنْ عَا شَ حَا جَة ٌ ل َا تَنْق َضِي .<br />
وَل َم َّا بَل َغ َ مَزْدَكُ مِنْ الد ُّنْيَا أ َف ْضَ ل َ مَا سَمَتْ إ ل َيْهِ نَف ْسُهُ نَبَذ َهَا وَق َال َ<br />
:<br />
هَذ َا سُرُو رٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ غ ُرُو رٌ ،وَنَعِي مٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ<br />
عَدِيمٌ ،وَمُل ْ كٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ هَل َكٌ ،وَغ َنَاءٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ ف َنَاءٌ ، وَ جَ سِي مٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ ذ َمِي مٌ ، وَمَحْمُودٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ مَف ْق ُودٌ ، وَغِنًى<br />
، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ مُنًى ،وَارْتِف َا عٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُا ت ِّ ضَا عٌ ، وَعَل َاءٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ بَل َاءٌ ،وَ حُ سْنٌ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ حُزْن ٌ ، وَهُوَيَوْمٌ ل َوْ وُ ثِقَ ل َهُ<br />
ب ِغَدٍ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
فِيهَا ك َف َّتْ<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
:<br />
:<br />
ق َدْ مَل َكَ الد ُّنْيَا غ َيْرُ وَاحِدٍ ، مِنْ رَ اغِب ٍ وَزَ اهِدٍ ، ف َل َا ا لر َّ اغِبُ فِيهَا اسْتَبْق َتْ ، وَل َا عَنْ ا لز َّ اهِدِ<br />
هِيَ الد َّا رُ دَا رُ ال ْأ َذ َى وَال ْق َذ َى وَدَا رُ ا ل ْف َنَاءِ وَدَا رُ ا ل ْغِيَرْ ف َل َوْ ن ِل ْتهَا ب ِ حَذ َ افِير ِهَا ل َمِت َّ وَل َمْ تَق ْض ِ مِنْهَا<br />
ا ل ْوَط َرْ أ َيَا مَنْ يُؤَم ِّ ل ُ ط ُول َ ال ْ خُل ُودِ وَط ُول ُ ال ْ خُل ُودِ عَل َيْهِ ضَرَرْ إذ َا مَا ك َب ِرْت وَ بَان َ ا لش َّبَابُ ف َل َا خَيْرَ فِي ا ل ْعَيْش ِ بَعْدَ ال ْكِبَرْ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ا لل َّهُ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِنْ عِل ْم ٍ ل َا يَنْف َعُ ، وَ نَف ْس ٍ ل َا تَشْبَعُ ، وَق َل ْب ٍ ل َا<br />
يَخْشَعُ ، وَعَيْن ٍ ل َا تَدْمَعُ .<br />
هَل ْ يَتَوَق َّعُ أ َحَدُك ُمْ إل َّا غِنًى مُط ْغِيًا أ َوْ ف َق ْرًا مُنْسِيًا ، أ َوْ مَرَضًا مُف ْسِدًا أ َوْ هَرَمًا مُق َي ِّدًا ، أ َوْ ا لد َّج َّال َ ف َهُوَ شَر ُّ غ َا ئِب ٍ يُنْتَظ َرُ<br />
أ َوْ الس َّاعَة َ وَ الس َّاعَة ُ أ َدْهَى وَ أ َمَر ُّ { .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى عِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْهِ الس َّل َامُ أ َن ْ هَبْ لِي مِنْ ق َل ْب ِك ال ْخُشُو عَ ، وَمِنْ بَدَن ِك ال ْخُضُوعَ<br />
، وَمِنْ عَيْن ِك ا لد ُّمُو عَ ، ف َإ ِن ِّي ق َر ِ يبٌ .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ<br />
مَرْ يَمَ عَل َيْهِ الس َّل َامُ أ َوْحَى ا لل َّهُ إل َى الد ُّنْيَا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ خَدَمَن ِي ف َاخْدِمِيهِ ، وَمَنْ خَدَمَك ف َاسْتَخْدِمِيهِ .<br />
ز ِدْ مِنْ ط ُول ِ أ َمَلِك فِي ق َصِير ِ عَمَلِك ، ف َإ ِن َّ الد ُّنْيَا ظِ ل ُّ ا ل ْغَمَام ِ ، وَحُل ْمُ ا لن ِّيَام ِ ، ف َمَنْ عَرَف َهَا ث ُ م َّ<br />
ط َل َبَهَا ف َق َدْ أ َخْط َأ َ ا لط َّر ِ يقَ ، وَحُر ِمَ الت َّوْفِيقَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ل َا يُؤَم ِّنَن َّكَ إق ْبَال ُ الد ُّنْيَا عَل َيْك مِنْ إدْبَار ِهَا عَنْك ، وَل َا دَوْ ل َة ٌ ل َك مِنْ إذ َا ل َةٍ مِنْك .<br />
مَا مَضَى : وَق َال َ آخَرُ<br />
:<br />
مِنْ الد ُّنْيَا ك َمَا ل َمْ يَك ُنْ ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا ك َمَا ق َدْ مَضَى .<br />
وَقِي ل َ لِزَ اهِدٍ ق َدْ خَل َعْت الد ُّنْيَا ف َك َيْفَ سَ خَتْ نَف ْسُك عَنْهَا ؟ ف َق َال َ<br />
أ َخْرُجَ مِنْهَا ط َائِعًا .<br />
:<br />
أ َيْق َنْت أ َن ِّي أ َخْرُجُ مِنْهَا ك َار ِهًا ، ف َرَأ َيْت أ َن ْ
وَقِي ل َ لِ حُرْق َة َ ب ِنْتِ ا لن ُّعْمَانِ : مَا ل َك تَبْكِينَ ؟ ف َق َال َتْ : رَأ َيْت لِأ َهْلِي غ َضَارَة ً ، وَ ل َنْ تَمْتَلِئ َ دَا رٌ ف َرَحًا ، إل َّا امْتَل َأ َتْ تَرَحًا<br />
.<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لس َّم َّاكِ : مَنْ جَر َّعَتْهُ الد ُّنْيَا حَل َاوَ تَهَا ب ِمَيْلِهِ إل َيْهَا ، جَر َّعَتْهُ ا ل ْآخِرَة ُ مَرَ ارَ تَهَا لِتَ جَافِيهِ عَنْهَا .<br />
وَق َال َ صَاحِبُ ك َلِيل َة َ وَدِمْنَة َ<br />
: ط َا لِبُ الد ُّنْيَا ك َشَار ِب ِ مَاءِ ال ْبَحْر ِ ك ُل َّمَا ازْدَادَ شُرْبًا ازْدَادَ عَط َشًا .<br />
وَك َان َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْعَز ِيز ِ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذِهِ ال ْأ َبْيَاتِ : نَهَارُك يَا مَغْرُو رُ سَهْوٌ وَغ َف ْل َة ٌ وَل َيْل ُكنَوْمٌ وَال ْأ َسَى ل َك ل َاز ِمُ تُسَر ُّ ب ِمَا<br />
يَف ْنَى وَ تَف ْرَحُ ب ِال ْمُنَى ك َمَا سُر َّ ب ِا لل َّذ َّاتِ فِي ا لن َّوْم ِ حَا لِمُ وَشُغْل ُك فِيمَا سَوْفَ تَك ْرَهُ غِب َّهُ ك َذ َلِكَ فِي الد ُّنْيَا تَعِيشُ ا ل ْبَهَا ئِمُ<br />
وَسَمِعَ رَجُ ل ٌ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِصَاحِب ِهِ<br />
:<br />
صَاحِبَك مَا صَاحَبَ الد ُّنْيَا ف َل َا بُ د َّ أ َن ْ يَرَى مَك ْرُوهًا .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
وَ ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
:<br />
:<br />
ل َا أ َرَ اك ا لل َّهُ مَك ْرُوهًا ، ف َق َال َ : ك َأ َن َّك دَعَوْت عَل َى صَاحِب ِك ب ِا ل ْمَوْتِ ، إن َّ<br />
إن َّ الز َّمَان َ وَ ل َوْ يَلِينُ لِأ َهْلِهِ ل َمُ خَاشِنُ خُط ُوَا تُهُ ا ل ْمُتَ حَر ِّك َاتُ ك َأ َ ن َّهُن َّ سَوَ اكِنُ .<br />
مِنْ أ َحْوَال ِ ر ِ يَا ضَتِك ل َهَا أ َن ْ تُصَد ِّ قَ نَف ْسَك فِيمَا مَنَحَتْك مِنْ رَغ َائِب ِهَا ، وَأ َ نَال َتْك مِنْ غ َرَ ائِب ِهَا ف َتَعْل َمَ أ َن َّ<br />
ا ل ْعَطِي َّة َ فِيهَا مُرْتَ جَعَة ٌ ، وَ ا ل ْمِنْ حَة َ فِيهَا مُسْتَرَد َّة ٌ ، بَعْدَ أ َن ْ تُبْقِي عَل َيْك مَااحْتَق َنَتْ مِنْ أ َوْزَار ِ وُ صُو لِهَا إل َيْك ، وَخُسْرَ انِ<br />
خُرُوج ِهَا عَنْك .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } ل َا تَزُول ُ ق َدَمَا ا بْن ِ آدَمَ حَت َّى يُسْأ َل َ عَنْ ث َل َاثٍ : شَبَا ب ِهِ فِيمَا أ َ بْل َاهُ<br />
، وَعُمُر ِهِ فِيمَا أ َف ْنَاهُ ، وَمَا لِهِ مِنْ أ َ يْنَ اك ْتَسَبَهُ وَفِيمَ أ َ نْف َق َهُ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْهِ الس َّل َامُ ، أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ق َال ُوا وَمَا هُن َّ يَا رُوحَ ا لل َّهِ ؟ ق َال َ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
ق َال ُوا : ف َإ ِن ْ ك َسَبَهُ مِنْ حِل ِّهِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
: يَك ْسِبُهُ مِنْ غ َيْر ِ حِل ِّهِ .<br />
يَضَعُهُ فِي غ َيْر ِ حَق ِّهِ .<br />
فِي ا ل ْمَال ِ ث َل َاث ُ خِصَال ٍ .<br />
ق َال ُوا : ف َإ ِن ْ وَ ضَعَهُ فِي حَق ِّهِ ؟ ق َال َ : يَشْغَل ُهُ عَنْ عِبَادَةِ رَ ب ِّهِ .<br />
وَدَخَ ل َ أ َبُو حَاز ِم ٍ عَل َى ب ِشْر ِ بْن ِ مَرْوَ ان َ ف َق َال َ يَا أ َبَا حَاز ِم ٍ مَاا ل ْمَ خْرَجُ مِم َّا نَ حْنُ فِيهِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
إل َّا فِي حَق ِّهِ ، وَمَا ل َيْسَ عِنْدَك ف َل َا تَأ ْخُذ ْهُ إل َّا ب ِ حَق ِّهِ .<br />
ق َال َ : وَمَنْ يُطِيقُ هَذ َا يَا أ َبَا حَاز ِم ٍ ؟ ق َال َ : ف َمِنْ أ َجْ ل ِ ذ َلِكَ مُلِئ َتْ جَهَن َّمُ مِنْ ال ْ ج ِن َّةِ وَا لن َّا س ِ أ َجْمَعِينَ<br />
وَعَي َّرَتْ ال ْيَهُودُ عِيسَى ا بْنَ مَرْ يَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ ب ِا ل ْف َق ْر ِ ف َق َال َ<br />
وَدَخَ ل َ ق َوْمٌ مَنْز ِل َ عَا ب ِدٍ ف َل َمْ يَ ج ِدُو ا شَيْئ ًا يَق ْعُدُون َ عَل َيْهِ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
مِنْ ال ْغِنَى دُهِيتُمْ .<br />
تَنْظ ُرْ مَا عِنْدَك ف َل َا تَضَعْهُ<br />
ل َوْ ك َانَتْ الد ُّنْيَا دَارَ مُق َام ٍ ل َاِت َّخَذ ْنَا ل َهَا أ َ ث َاث ًا .<br />
: أ َل َا تُوصِي ؟ ق َال َ : ب ِمَاذ َ ا أ ُوصِي وَا َلل َّهِ مَا ل َنَا شَ يْءٌ ، وَل َا ل َنَا عِنْدَ أ َحَدٍ شَ يْءٌ ، وَل َا لِأ َحَدٍ عِنْدَنَا<br />
شَ يْءٌ .<br />
ا ُنْظ ُرْ إل َى هَذِهِ ا لر َّاحَةِ ك َيْفَ تَعَج َّل َهَا وَإ ِل َى ا لس َّل َامَةِ ك َيْفَ صَارَ إل َيْهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
: ال ْف َق ْرُ مِل ْ كٌ ل َيْسَ فِيهِ مُحَاسَبَ ٌة .<br />
وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ<br />
تَتَزَو َّجُ ؟ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ<br />
: أ َل َا<br />
:<br />
:<br />
إن َّمَا نُ حِب ُّ ا لت َّك َا ث ُرَ فِي دَ ار ِ ا ل ْبَق َاءِ .<br />
ل َوْ دَعَوْتَ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َن ْ يَرْزُق َك حِمَارً ا ؟ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِأ َب ِي حَاز ِم ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَقِي ل َ ل َهُ إن َّك ل َمِسْكِينٌ .<br />
:<br />
مَا مَال ُك ؟ ق َال َ :<br />
: شَيْئ َانِ :<br />
:<br />
أ َنَا أ َك ْرَمُ عَل َى ا لل َّهِ مِنْ أ َن ْ يَجْعَل َن ِي خَادِمَ حِمَار ٍ .<br />
الر ِّضَى عَنْ ا لل َّهِ ، وَال ْغِنَى عَنْ ا لن َّا س ِ .
ف َق َال َ : ك َيْفَ أ َك ُون ُ مِسْكِينًا وَمَوْ ل َايَ ل َهُ مَا فِي الس َّمَوَاتِ وَمَا فِي ال ْأ َرْض ِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَ حْتَ الث َّرَى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : رُب َّ مَغْبُوطٍ ب ِمَسَر َّةٍ هِيَ دَ اؤُهُ ، وَمَرْحُوم ٍ مِنْ سَق َم ٍ هُوَ شِف َاؤُهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : الن َّا سُأ َشْتَا تٌ وَ لِك ُ ل ِّ جَمْع ٍ شَتَا تٌ .<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : الز ُّهْدُ ب ِصِ ح َّةِ ال ْيَقِين ِ ، وَصِ ح َّة ُ ا ل ْيَقِين ِ ب ِنُور ِ الد ِّ ين ِ ، ف َمَنْ صَ ح َّ يَقِينُهُ زَهِدَ فِي ا لث َّرَ اءِ ، وَمَنْ ق َو ِيَ<br />
دِ ينُهُ أ َ يْق َنَ ب ِال ْ جَزَ اءِ ، ف َل َا تَغُر َّ ن َّكَ صِ ح َّة ُ نَف ْسِك ، وَسَل َامَة ُ أ َمْسِك ، ف َمُ د َّة ُ ا ل ْعُمُر ِق َلِيل َة ٌ ، وَ صِ ح َّة ُ ا لن َّف ْس ِمُ سْتَ حِيل َة ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : رُب َّ مَغْرُو س ٍ يُعَا شُ ب ِهِ عَدِمَتْهُ عَيْنُ مُغْتَر ِسِهْ وَك َذ َ اك ا لد َّهْرُ مَأ ْ تَمُهُ أ َق ْرَبُ ا ل ْأ َشْيَاءِ مِنْ عُرْسِهْ ف َإ ِذ َا<br />
رَضَتْ نَف ْسُك مِنْ هَذِهِ ال ْ حَال ِ ب ِمَا وَصَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ث َل َاث َ خِل َال ٍ :إحْ دَ اهُن َّ : نُصْ حُ نَف ْسِك وَق َدْاسْتَسْل َمَتْ إل َيْك<br />
، وَالن َّظ َرُ ل َهَا وَق َدْ اعْتَمَدَتْ عَل َيْك ، ف َإ ِن َّ غ َا ش َّ نَف ْسِهِمَغْبُون ٌ ، وَ ا ل ْمُنْ حَر ِفَ عَنْهَامَأ ْف ُون ٌ .<br />
و ِزْرًا<br />
}<br />
.<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ : الز ُّهْدُ فِيمَا ل َيْسَ ل َك لِتُك ْف َى تَك َل ُّفَ ط َل َب ِهِ وَتَسْل َمَ مِنْ تَب ِعَاتِ ك َسْب ِهِ .<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ :ا نْتِهَا زُا ل ْف ُرْ صَةِ فِي مَالِك أ َن ْ تَضَعَهُ فِي حَق ِّهِ ، وَ أ َن ْ تُؤْ تِيَهُ لِمُسْتَ حِق ِّهِ ، لِيَك ُون َ ل َك ذ ُخْرًا ، وَل َا يَك ُون َ عَل َيْك<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ<br />
ق َال َ أ َل َكَ مَا ل ٌ ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
: نَعَمْ .<br />
:<br />
:<br />
ق َد ِّمْ مَال َك ف َإ ِن َّ ق َل ْبَ ا ل ْمُؤْمِن ِ عِنْدَ مَا لِهِ<br />
وَق َال َتْ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا<br />
شَاة ً ف َتَصَد َّق ْنَا ب ِهَا<br />
ف َق ُل ْت<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن ِّي أ َك ْرَهُا ل ْمَوْتَ .<br />
. {<br />
} :<br />
.<br />
:<br />
ذ َبَحْنَا<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ مَا بَقِيَ إل َّا ك َتِف ُهَا .<br />
ق َال َ : ك ُل ُّهَا بَقِيَ إل َّا ك َتِف َهَا { .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ عَبْدَ ا لل َّهِ بْنَ عُبَيْدِ ا لل َّهِ بْن ِ عُتْبَة َ بْن ِ مَسْعُودٍ بَا عَ دَارًا ب ِث َمَا ن ِينَ أ َ ل ْفَ دِرْهَم ٍ ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
ا ل ْمَال ِ ذ ُخْرًا .<br />
: ف َق َال َ<br />
أ َنَا أ َجْعَ ل ُ هَذ َا ا ل ْمَال َ ذ ُخْرًا لِي عِنْدَ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ وَ أ َجْعَ ل ُ ا لل َّهَ ذ ُخْرًا لِوَل َدِي ، وَتَصَد َّ قَ ب ِهَا .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
: ات َّ خَذ َ لِوَل َدِك مِنْ هَذ َا<br />
ل َوْ أ َن َّ رَجُل ًا أ َرَ ادَ أ َن ْ يَنْتَقِ ل َ مِنْ دَ ار ٍ إل َى دَ ار ٍ أ َك َان َ يُبْقِي<br />
وَعُو تِبَ سَهْ ل ُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ ا ل ْمَرْوَز ِي ُّ فِي ك َث ْرَةِ ا لص َّدَق َةِ ف َق َال َ مَا ل َنَا نَك ْرَهُا ل ْمَوْتَ ؟ ق َال َ : لِأ َ ن َّك ُمْ أ َخْرَبْتُمْ آخِرَ تَك ُمْ ،<br />
فِي ال ْأ ُول َى شَيْئ ًا ، وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ لِأ َب ِي حَاز ِم ٍ وَعَم َّرْتُمْ دُنْيَاك ُمْ ، ف َك َر ِهْتُمْ أ َن ْ تَنْتَقِل ُو ا مِنْ ال ْعُمْرَانِ إل َى ال ْخَرَا ِب .<br />
:<br />
وَقِي ل َ لِعَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ عُمَرَ تَرَكَ زَ يْدُ بْنُ خَار ِجَة َ مِا ئ َة َ أ َ ل ْفِ دِرْهَم ٍ ، ف َق َال َ : ل َكِن َّهَا ل َا تَتْرُك ُهُ .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ مَا أ َ نْعَمَ ا لل َّهُ عَل َى عَبْدٍ ن ِعْمَة ً إل َّا وَعَل َيْهِ فِيهَا تَب ِعَة ٌ إل َّا سُل َيْمَان َ بْنَ دَاوُد عَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى ق َال َ ل َهُ<br />
وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ<br />
وَق َال َ إ بْرَ اهِيمُ<br />
:<br />
{هَذ َا عَط َاؤُنَا ف َامْنُنْ أ َوْ أ َمْسِكْ ب ِغَيْر ِ حِسَاب ٍ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إن ْ عُوفِينَا مِنْ شَر ِّ مَا أ ُعْطِينَا ل َمْ يَضُر َّنَا ف َق ْدُ مَا زُو ِيَ عَن َّا .<br />
ق َد ِّمُوا ك ُلًّا لِيَك ُون َ ل َك ُمْ ، وَل َا تُ خَل ِّف ُو ا ك ُلًّا ف َيَك ُون َ عَل َيْك ُمْ .<br />
: ن ِعْمَ ال ْق َوْمُ ا لس ُّؤَ ال ُ يَدُق ُّون َ أ َبْوَابَك ُمْ يَق ُو ل ُون َ أ َتُوَج ِّهُون َ لِل ْآخِرَةِ شَيْئ ًا .<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ سَعِيدُ بْنُ ا ل ْمُسَي ِّب ِ مَر َّ ب ِي صِل َة ُ بْنُ أ َشْيَمَ ف َمَا تَمَال َك ْتُ أ َن ْ نَهَضْتُ إ ل َيْهِ ف َق ُل ْتُ يَا أ َبَا ا لص َّهْبَاءِ ، ا ُدْ عُ لِي .<br />
ف َق َال َ رَغ َّبَك ا لل َّهُ فِيمَا يَبْق َى ، وَزَه َّدَك فِيمَا يَف ْنَى ، وَوَهَبَ ل َك ا ل ْيَقِينَ ال َّذِي ل َا تَسْك ُنُ ا لن َّف ْسُ إل َّا إل َيْهِ ، وَل َا يُعَو َّل ُ فِي
الد ِّ ين ِ إل َّا عَل َيْهِ .<br />
وَل َم َّا ث َق ُل َ<br />
عَبْدُ ا ل ْمَلِكِ بْنُ مَرْوَ ان َ رَأ َى غ َس َّال ًا يَل ْو ِي ب ِيَدِهِ ث َوْبًا ف َق َال َ<br />
:<br />
.<br />
ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ أ َبَا حَاز ِم ٍ ف َق َال َ<br />
فِيهِ<br />
:<br />
.<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَدِدْت أ َن ِّي ك ُنْت غ َس َّال ًا ل َا أ َعِيشُ إل َّا ب ِمَا أ َك ْتَسِبُهُ يَوْمًا ف َيَوْمًا<br />
ال ْحَمْدُ لِل َّهِ ال َّذِي جَعَل َهُمْ يَتَمَن َّوْن َ عِنْدَا ل ْمَوْتِ مَا نَ حْنُ فِيهِ ، وَل َا نَتَمَن َّى نَ حْنُ عِنْدَهُ مَا هُمْ<br />
} :<br />
يَق ُول ُ ا بْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي<br />
.<br />
وَهَ ل ْ ل َك يَا ا بْنَ آدَمَ مِنْ مَالِك إل َّا مَا أ َك َل ْت ف َأ َف ْنَيْتَ أ َوْ ل َب ِسْتَ ف َأ َ بْل َيْتَ ، أ َوْ أ َعْط َيْتَ ف َأ َمْضَيْتَ<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ<br />
وَك ُوزَ انِ وَطِمْرَ انِ .<br />
وَق َال َ مُوَ ر ِّ قٌ ا ل ْعِ جْلِي ُّ<br />
. {<br />
:<br />
ب ِت ُّ ل َيْل َتِي أ َتَمَن َّى ف َك َسَبْتُ ا ل ْبَ حْرَ ا ل ْأ َخْضَرَ وَ الذ َّهَبَا ل ْأ َحْمَرَ ، ف َإ ِذ َا يَك ْفِين ِي مِنْ ذ َ لِكَ رَغِيف َانِ<br />
: يَا ا بْنَ آدَمَ تُؤْتَى ك ُ ل َّ يَوْم ٍ ب ِر ِزْقِك وَ أ َ نْتَ تَحْزَن ُ ، وَ يَنْق ُصُ عُمُرُك وَ أ َ نْتَ ل َا تَ حْزَن ُ ، تَط ْل ُبُ مَا<br />
يُط ْغِيك وَعِنْدَك مَا يَك ْفِيك .<br />
وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ : إن َّمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ ا ل ْمُل ُوكِيَوْمٌ وَ احِ دٌ .<br />
أ َم َّا أ َمْس ِ ف َق َدْ مَضَى ف َل َا يَ ج ِدُون َ ل َذ َّ تَهُ .<br />
:<br />
وَإ ِن َّا وَهُمْ مِنْ غ َدٍ عَل َى وَجَ ل ٍ ، وَإ ِن َّمَا هُوَ ال ْيَوْمُ ف َمَا عَسَى أ َن ْ يَك ُون َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ تَعَز َّ عَنْ ا لش َّيْءِ إذ َا مُن ِعْته لِقِل َّةِ مَا يَصْحَبُك إذ َا أ ُعْطِيتَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ تَرَكَ نَصِيبَهُ مِنْ الد ُّنْيَا اسْتَوْف َى حَظ َّهُ مِنْ ال ْآخِرَةِ .<br />
: تَرْكُ ا لت َّل َب ُّس ِ ب ِالد ُّنْيَا ق َبْ ل َ الت َّشَب ُّثِ ب ِهَا أ َهْوَن ُ مِنْ رَف ْضِهَا بَعْدَ مُل َابَسَتَهَا .<br />
: لِيَك ُنْ ط َل َبُك لِلد ُّنْيَا ا ضْطِرَارً ا ، وَتَذ َك ُّرُك فِي ا ل ْأ ُمُور ِ اعْتِبَارً ا ، وَسَعْيُك لِمَعَادِكا بْتِدَ ارً ا .<br />
: ا لز َّ اهِدُ ل َا يَط ْل ُبُ ال ْمَف ْق ُودَ حَت َّى يَف ْقِدَ ال ْمَوْجُودَ .<br />
مَنْ آمَنَ ب ِا ل ْآخِرَةِ ل َمْ يَحْر ِصْ عَل َى الد ُّنْيَا ، وَمَنْ أ َ يْق َنَ ب ِا ل ْمُجَازَاةِ ل َمْ يُؤْثِرْ عَل َى ال ْحُسْنَى .<br />
وَق َال َ آخَرُ مَنْ حَاسَبَ نَف ْسَهُ رَب ِ حَ وَمَنْ غ َف َ ل َ عَنْهَا خَسِرَ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ :<br />
أ َرَى الد ُّنْيَا لِمَنْ هِيَ فِي يَدَ يْهِ عَذ َا بًا ك ُل َّمَا ك َث ُرَتْ ل َدَ يْهِ تُه ِينُ ا ل ْمُك ْر ِمِينَ ل َهَا ب ِصِغَر ٍ وَ تُك ْر ِمُ ك ُ ل َّ مَنْ هَانَتْ عَل َيْهِ إذ َا<br />
اسْتَغْنَيْت عَنْ شَيْءٍ ف َدَعْهُ وَخُذ ْ مَا أ َ نْتَمُ حْتَا جٌ إ ل َيْهِ وَحَك َى ال ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َال َ<br />
ا لل َّهِ عَل َيْهِ - يَوْمًا وَهُوَ يَنْظ ُرُ فِي كِتَاب ٍ وَدُمُوعُهُ تَسِي ل ُ عَل َى خَد ِّهِ .<br />
ف َل َم َّا أ َبْصَرَن ِي ق َال َ<br />
: أ َرَأ َيْت مَا ك َان َ مِن ِّي ؟ ق ُل ْت : نَعَمْ يَا أ َمِيرَ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ .<br />
ف َق َال َ أ َم َّا إ ن َّهُ ل َوْ ك َان َ لِأ َمْر ِ الد ُّنْيَا مَا ك َان َ هَذ َا .<br />
ث ُ م َّ رَمَى إل َي َّ ب ِا ل ْقِرْط َا س ِ ف َإ ِذ َا فِيهِ شِعْرُ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
:<br />
:<br />
:<br />
دَخَل ْت عَل َى الر َّشِيدِ - رَحْمَة ُ<br />
هَل ْ أ َ نْتَ مُعْتَب ِرٌ ب ِمَنْ خَر ِ بَتْ مِنْهُ غ َدَ اة َ ق َضَى<br />
دَسَاكِرُهُ وَ ب ِمَنْ أ َذ َل َّ ا لد َّهْرُ مَصْرَعَهُ ف َتَبَر َّ أ َتْ مِنْهُ عَسَاكِرُهُ وَ ب ِمَنْ خَل َتْ مِنْهُ أ َسِر َّ تُهُ وَ تَعَط َّل َتْ مِنْهُ مَنَا ب ِرُهُ أ َ يْنَ ا ل ْمُل ُوكُ وَ أ َ يْنَ<br />
عِز ُّهُمْ صَارُوا مَصِيرًا أ َ نْتَ صَائِرُهُ يَا مُؤْثِرَ الد ُّنْيَا لِل َذ َّ تِهِ وَ ا ل ْمُسْتَعِد ُّ لِمَنْ يُف َاخِرُهُ نَل ْ مَا بَدَا ل َك أ َن ْ تَنَال َ مِنْ ا ل د ُّ نْيَا ف َإ ِن َّ
ا ل ْمَوْتَ آخِرُهُ ف َق َال َ ا لر َّشِيدُ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - : وَا َلل َّهِ لِك َأ َن ِّي أ ُخَاط َبُ ب ِهَذ َا ا لش َّعْر ِ دُون َ الن َّا س ِ ، ف َل َمْ يَل ْبَث ْ بَعْدَ<br />
ذ َ لِكَ إل َّا يَسِيرًا حَت َّى مَاتَ رَحِمَهُ ا لل َّهُ .<br />
: ث ُ م َّا ل ْحَا ل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
مِنْ أ َحْوَ ال ِ ر ِ يَا ضَتِك ل َهَا أ َن ْ تَك ْشِفَ لِنَف ْسِك حَال َ أ َجَلِك ، وَتَصْر ِف َهَا عَنْ غ ُرُور ِ أ َمَلِكَ حَت َّى ل َا<br />
يُطِي ل ُ ل َك ا ل ْأ َمَ ل ُ أ َجَل ًا ق َصِيرًا ، وَل َا يُنْسِيك مَوْتًا وَل َا نُشُو رً ا .<br />
:<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ فِي بَعْض ِ خُط َب ِهِ } أ َ ي ُّهَا ا لن َّا سُ إن َّ ال ْأ َي َّامَ تُط ْوَى ، وَال ْأ َعْمَارَ تَف ْنَى ،<br />
وَال ْأ َبْدَان َ تُبْل َى ، وَ إ ِن َّ ا لل َّيْ ل َ وَا لن َّهَارَ يَتَرَ اك َضَانِ ك َتَرَ اك ُض ِ ال ْبَر ِيدِ ، يُق َر ِّ بَانِ ك ُ ل َّ بَعِيدٍ ، وَ يُ خْلِق َانِ ك ُ ل َّ جَدِ يدٍ ، وَفِي ذ َ لِكَ<br />
عِبَادَ ا لل َّهِ مَا أ َل ْهَى عَنْ الش َّهَوَاتِ ، وَرَغ َّبَ فِي ا ل ْبَاقِيَاتِ ا لص َّالِ حَاتِ { .<br />
وَق َال َ مِسْعَرٌ ك َمْ مِنْ مُسْتَق ْب ِ ل ٍ يَوْمًا وَ ل َيْسَ يَسْتَك ْمِل ُهُ ، وَمُنْتَظِر ٍ غ َدًا وَل َيْسَ مِنْ أ َجَلِهِ .<br />
وَ ل َوْ رَأ َيْتُمْ ا ل ْأ َجَ ل َ وَمَسِيرَهُ ، ل َأ َبْغَضْتُمْ ا ل ْأ َمَ ل َ<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ مِنْ ال ْأ َنْصَار ِ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
اسْتِعْدَادً ا ل َهُ .<br />
} :<br />
وَغ ُرُورَهُ .<br />
أ ُو ل َئِكَال ْأ َك ْيَا سُ ذ َهَبُو ا ب ِشَرَفِ الد ُّنْيَا وَك َرَامَةِ ال ْ آخِرَةِ<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
مِنْهُ<br />
. {<br />
.<br />
مَنْ أ َك ْيَسُ الن َّا س ِ ؟ ق َال َ : أ َك ْث َرُهُمْ ذِك ْرًا لِل ْمَوْتِ وَأ َشَد ُّهُمْ<br />
: ك َمَا تَنَامُون َ ك َذ َ لِكَ تَمُو تُون َ ، وَك َمَا تَسْتَيْقِظ ُون َ ك َذ َ لِكَ تُبْعَث ُون َ .<br />
: أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ ات َّق ُوا ا لل َّهَ ال َّذِي إن ْ ق ُل ْتُمْ سَمِعَ ، وَ إ ِن ْ أ َضْمَرْتُمْ عَلِمَ ، وَبَادِرُوا<br />
ا ل ْمَوْتَ ال َّذِي إن ْ هَرَبْتُمْأ َدْرَك َك ُمْ ، وَ إ ِن ْ أ َق َمْتُمْ أ َخَذ َك ُمْ .<br />
وَق َال َ ا ل ْعَل َاءُ بْنُ ا ل ْمُسَي ِّب ِ : ل َيْسَ ق َبْ ل َ ا ل ْمَوْتِ شَ يْءٌ إل َّا وَال ْمَوْتُ أ َشَد ُّ مِنْهُ ، وَل َيْسَ بَعْدَا ل ْمَوْتِ شَ يْءٌ إل َّا ال ْمَوْتُ أ َ يْسَرُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
يَغْتَر ُّ ب ِا لط َّمَع ِ .<br />
:<br />
إن َّ لِل ْبَاقِي ب ِال ْمَاضِي مُعْتَبَرًا ، وَ لِل ْآخِر ِ ب ِا ل ْأ َو َّل ِ مُزْدَجَرًا ، وَا لس َّعِيدُ ل َا يَرْك َنُ إل َى ا ل ْخُدَ ع ِ ، وَل َا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ : إن َّ بَق َاءَك إل َى ف َنَاءٍ ، وَف َنَاءَك إل َى بَق َاءٍ ، ف َخُذ ْ مِنْ ف َنَائِك ال َّذِي ل َا يَبْق َى ؛<br />
لِبَق َائِك ال َّذِي ل َا يَف ْنَى .<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ أ َي ُّ عَيْش ٍ يَطِيبُ ، وَ ل َيْسَ لِل ْمَوْتِ ط َب ِيبٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ يَجْر ِي مِنْ عُمُر ِهِ إل َى غ َا يَةٍ تَنْتَه ِي إل َيْهَا مُد َّة ُ أ َجَلِهِ ، وَتَنْط َو ِي عَل َيْهَا صَحِيف َة ُ عَمَلِهِ ،<br />
ف َخُذ ْ مِنْ نَف ْسِك لِنَف ْسِك ، وَقِسْ يَوْمَك ب ِأ َمْسِك ، وَك َف َّ عَنْ سَي ِّئ َا تِك ، وَز ِدْ فِي حَسَنَاتِك ق َبْ ل َ أ َن ْتَسْتَوْفِيَ مُد َّة َ<br />
ا ل ْأ َجَ ل ِ وَ تُق َص ِّرْ عَنْ الز ِّ يَادَةِ فِي الس َّعْي ِ وَ ا ل ْعَمَ ل ِ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ ل َمْ يَتَعَر َّضْ لِلن َّوَ ائِب ِ تَعَر َّ ضَتْ ل َهُ .<br />
: وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
مَا لِل ْمَق َا ب ِر ِ ل َا تُج ِيبُ إذ َا دَعَاهُن َّ ال ْك َئِيبُ حُف َرٌ مُسَق َّف َة ٌ عَل َيْه ِن َّ ال ْ جَنَادِل ُ وَال ْك َثِيبُ فِيه ِن َّو ِل ْ دَ ان ٌ<br />
وَأ َط ْف َا ل ٌوَ شُب َّان ٌ وَشِيبُ ك َمْ مِنْ حَب ِيب ٍ ل َمْ تَك ُنْ نَف ْسِي ب ِف ُرْق َتِهِ تَطِيبُ غ َادَرْته فِي بَعْضِه ِن َّ مُ جَنْدَل ًا وَهُوَ ال ْ حَب ِيبُ وَسَل َوْت<br />
عَنْهُ وَإ ِن َّمَا عَهْدِي ب ِرُؤْ يَتِهِ ق َر ِ يبُ وَوَعَظ َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ رَجُل ًا ف َق َال َ أ َق ْلِل ْ مِنْ الد ُّنْيَا تَعِشْ حُرا ، وَ أ َق ْلِ ل ْ<br />
مِنْ ا لذ ُّ نُوب ِ يَهُنْ عَل َيْك ال ْمَوْتُ ، وَانْظ ُرْ حَيْث ُ تَضَعُ وَل َدَك ف َإ ِن َّ ا ل ْعِرْ قَدَس َّا سٌ<br />
وَق َال َ ا لر َّشِيدُ لِا بْن ِ الس َّم َّاكِ<br />
ف َق َال َ<br />
- رَحِمَهُمَا ا لل َّهُ تَعَا ل َى - : عِظ ْن ِي وَ أ َوْج ِزْ .<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
اعْل َمْ أ َن َّك أ َو َّل ُ خَلِيف َةٍ يَمُوتُ .
وَعَز َّىأ َعْرَاب ِ ي ٌّ رَجُل ًا عَنْ ا بْن ٍ صَغِير ٍ ل َهُ ف َق َال َ : ال ْحَمْدُ لِل َّهِ ال َّذِي نَج َّاهُ مِم َّا هَهُنَا مِنْ ال ْك َدَر ِ ، وَخَل َّصَهُ مِم َّا بَيْنَ يَدَ يْهِ مِنْ<br />
ال ْ خَط َر ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : مَنْ عَمِ ل َ لِل ْ آخِرَةِ أ َحْرَزَهَا وَالد ُّنْيَا ، وَمَنْ آ ث َرَ الد ُّنْيَا حُر ِمَهَا وَ ال ْ آخِرَة َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ<br />
.<br />
: اسْتَغْن ِمْ تَنَف ُّسَ ا ل ْأ َجَ ل ِ ، وَ إ ِمْك َان َ ا ل ْعَمَ ل ِ ، وَاق ْط َعْ ذِك ْرَ ا ل ْمَعَاذِير ِ وَ ا ل ْعِل َ ل ِ ، ف َإ ِن َّك فِي أ َجَ ل ٍ<br />
مَ حْدُودٍ ، وَ نَف َس ٍ مَعْدُوم ٍ ، وَعُمُر ٍ غ َيْر ِ مَمْدُودٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : الط َّب ِيبُمَعْ ذ ُو رٌ ، إذ َا ل َمْ يَق ْدِرْ عَل َى دَف ْع ِ ا ل ْمَ حْذ ُور ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
اعْمَل ْ عَمَل َ<br />
ا ل ْمُرْ تَحِ ل ِ ف َإ ِن َّ حَادِيَ ا ل ْمَوْتِ يَحْدُوك ، لِيَوْم ٍ ل َيْسَ يَعْدُوك .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ : بَعْدَ وَف َاةِ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : غ َر َّ جَهُول ًا أ َمَل ُهْ<br />
يَمُوتُ مَنْ جَا أ َجَل ُهْ وَمَنْ دَنَا مِنْ حَتْفِهِ ل َمْ تُغْن ِ عَنْهُ حِيَل ُهْ وَمَا بَق َاءُ آخِر ٍ ق َدْ غ َابَ عَنْهُ أ َو َّ ل ُهْ وَال ْمَرْءُ ل َا يَصْ حَبُهُ فِي ا ل ْق َبْر ِ<br />
إل َّا عَمَل ُهْ وَق َال َ أ َبُو ال ْعَتَاهِيَةِ<br />
: ل َا تَأ ْمَنْا ل ْمَوْتَ فِي ل َ حْظٍ وَل َا نَف َس ِ وَ إ ِن ْ تَمَن َّعْتَ ب ِال ْحُج َّاب ِ وَا ل ْحَرَ س ِ وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّ سِهَامَ<br />
ا ل ْمَوْتِ ق َا صِدَة ٌ لِك ُ ل ِّ مُدَر َّ ع ٍ مِنْهَا وَمُت َّرَ س ِ تَرْجُو الن َّجَاة َ وَ ل َمْ تَسْل ُكْ مَسَالِك َهَا إن َّ الس َّفِينَة َ ل َا تَجْر ِي عَل َى ال ْيَبَس ِ ف َإ ِذ َا<br />
رَضَتْ نَف ْسُك مِنْ هَذِهِ ال ْ حَا ل َةِ ب ِمَا وَصَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ث َل َاث َ خِل َال ٍ : إحْدَاهَا : أ َن ْ تُك ْف َى تَسْو ِ يفَ أ َمَ ل ٍ يُرْدِيك ،<br />
وَتَسْو ِيل َ مُ حَال ٍ يُؤْذِيك .<br />
ف َإ ِن َّ تَسْو ِ يفَ ا ل ْأ َمَ ل ِ غِرَ ا رٌ ، وَتَسْو ِيل َ ا ل ْمُحَال ِ ضِرَا رٌ .<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن ْ تَسْتَيْقِظ َ لِعَمَ ل ِ آخِرَتِك ، وَ تَغْتَن ِمَ بَقِي َّة َ أ َجَلِك ب ِ خَيْر ِ عَمَلِك .<br />
ف َإ ِن َّ مَنْ ق َص َّرَ أ َمَل َهُ ، وَ اسْتَق َ ل َّ أ َجَل َهُ ، حَسُنَ عَمَل ُهُ<br />
.<br />
:<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَهُون َ عَل َيْك نُزُول ُ مَا ل َيْسَ عَنْهُ مَ حِيصٌ ، وَ يَسْهُ ل َ عَل َيْك حُل ُول ُ مَا ل َيْسَ إل َى دَف ْعِهِ سَب ِي ل ٌ .<br />
ف َإ ِن َّ مَنْ تَ حَق َّقَ أ َمْرًا تَوَط َّأ َ لِ حُل ُو لِهِ ، ف َهَان َ عَل َيْهِ عِنْدَ نُزُو لِهِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ لِأ َب ِي ذ َ ر ٍّ<br />
رَب َّك<br />
} :<br />
. {<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ لِأ َب ِي ذ َ ر ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ف َق َال َ : ارْضَ ب ِا ل ْق َوْتِ وَخَفْ مِنْ ا ل ْف َوْتِ ، وَاجْعَل ْ صَوْمَك الد ُّنْيَا وَفِط ْرَك ا ل ْمَوْتَ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ف َل َئِنْ ك ُن َّا مُقِر ِّ ينَ إن َّا لِ حَمْق َى ، وَ ل َئِنْ<br />
ك ُن َّا جَاحِدِ ينَ إن َّا ل َهَل ْك َى .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ<br />
نَب ِّهْ ب ِا لت َّف َك ُّر ِ ق َل ْبَك ، وَجَافٍ عَنْ ا لن َّوْم ِ جَنْبَك ، وَات َّق ِ ا لل َّهَ<br />
: عِظ ْن ِي .<br />
:<br />
وَ إ ِن ْ أ َسَأ ْت إ ل َيْهِ ارْتَ حَ ل َ ب ِذ َم ِّك ، وَك َذ َلِكَ<br />
وَق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ ، فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ وُج ِدَ مَك ْتُوبًا فِي حَجَر ٍ<br />
مَا رَأ َيْت يَقِينًا ل َا شَك َّ فِيهِ ، أ َشْبَهَ ب ِشَك ٍّ ل َا يَقِين فِيهِ ، مِنْ يَقِين ٍ نَ حْنُ فِيهِ<br />
.<br />
:<br />
- : نَهَارُك ضَيْف ُك ف َأ َحْسِنْ إ ل َيْهِ ف َإ ِن َّك إن ْ أ َحْسَنْت إ ل َيْهِ ارْ تَحَ ل َ ب ِحَمْدِك ،<br />
ل َيْل ُك .<br />
يَا ا بْنَ آدَمَ ل َوْ رَأ َيْت يَسِيرَ مَا بَقِيَ مِنْ أ َجَلِك ، ل َزَهِدْت فِي<br />
ط َو ِ ي ل ِ مَا تَرْجُو مِنْ أ َمَلِك ، وَل َرَغِبْت فِي ا لز ِّ يَادَةِ مِنْ عَمَلِك ، وَل َق َص َّرْت مِنْ حِرْصِك وَحِيَلِك ، وَإ ِن َّمَا يَل ْق َاك غ َدًا<br />
نَدَمُك ، ل َوْ ق َدْ زَل َّتْ ب ِك ق َدَمُك ، وَأ َسْل َمَك أ َهْل ُك وَحَشَمُك ، وَ تَبَر َّ أ َ مِنْك ال ْق َر ِيبُ ، وَا نْصَرَفَ عَنْك ال ْحَب ِيبُ .<br />
وَل َم َّا حَضَرَ ب ِشْرَ بْنَ مَنْصُور ٍ ال ْمَوْتُ ف َر ِحَ ، ف َقِي ل َ ل َهُ : أ َ تَف ْرَحُ ب ِا ل ْمَوْتِ ؟ ف َق َال َ : أ َتَ جْعَل ُون َ ق ُدُومِي عَل َى خَا لِق ٍ أ َرْجُوهُ
:<br />
:<br />
ك َمُق َامِي مَعَ مَ خْل ُو ق ٍ أ َخَاف ُهُ ؟ وَقِي ل َ لِأ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ فِي مَرَ ضِهِ ال َّذِي مَاتَ فِيهِ : ل َوْ أ َرْسَل ْت إل َى<br />
ا لط َّب ِيب ِ ؟ ف َق َال َ ق َدْ رَآن ِي .<br />
ق َال ُوا ف َمَا ق َال َ ل َك ؟ ق َال َ ق َال َ<br />
:<br />
وَقِي ل َ لِلر َّب ِيع ِ بْن ِ خُث َيْم ٍ ، وَق َدْ اعْتَ ل َّ<br />
:<br />
: إن ِّي ف َع َّا ل ٌ لِمَا أ ُر ِ يدُ .<br />
نَدْعُو ل َك ب ِالط َّب ِيب ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
ق َدْ أ َرَدْت ذ َ لِكَ ف َذ َك َرْت عَادًا وَ ث َمُودَ وَأ َصْ حَابَ<br />
ا لر َّ س ِّ وَق ُرُو نًا بَيْنَ ذ َلِكَ ك َثِيرًا وَعَلِمْت أ َ ن َّهُ ك َان َ فِيه ِمْ الد َّ اءُ وَال ْمُدَاو ِي ف َهَل َك ُو ا جَمِيعًا .<br />
وَسَأ َل َأ َ نُوشِرْوَ ان َ مَتَى يَك ُون ُ عَيْشُ الد ُّنْيَا أ َ ل َذ َّ ؟ ق َال َ إذ َا ك َان َ ال َّذِي يَنْبَغِي أ َن ْ يَعْمَل َهُ فِي حَيَا تِهِ مَعْمُول ًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مَنْ ذ َك َرَ ا ل ْمَن ِي َّة َ نَسِيَ ال ْأ ُمْن ِي َّة َ .<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : عَنْ ا ل ْمَوْتِ تَسَ ل ْ ، وَهُوَ ك َر ِيشَةٍ تُسَ ل ُّ ، وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
: ال ْأ َمَ ل ُ حِ جَابُ ا ل ْأ َجَ ل ِ .<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ مَا ذ ُكِرَ أ َ ن َّهُ لِعَلِي ٍّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : وَ ل َوْ أ َن َّا إذ َا مُتْنَا تُر ِك ْنَا ل َك َان َ ال ْمَوْتُ رَاحَة َ ك ُ ل ِّ حَي ِّ وَل َكِن َّا<br />
إذ َا مُتْنَا بُعِث ْنَا وَ نُسْأ َل ُ بَعْدَ ذ َا عَنْ ك ُ ل ِّ شَي ِّ وَق َال َ بَعْضُ<br />
ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
: أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا مَقِي ل ٌ لِرَ اكِب ٍ ق َضَى وَط َرًا مِنْ مَنْز ِل ٍ ث ُ م َّ هَج َّرَا وَرَ احَ وَل َا يَدْر ِي عَل َامَ ق ُدُومُهُ أ َل َا ك ُ ل ُّ مَا ق َد َّمْت<br />
} :<br />
:<br />
تَل ْق َى مُوَف َّرَا وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ أ َبَا الد َّرْدَ اءِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َوْصِن ِي .<br />
ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ اك ْسِبْ ط َي ِّبًا ، وَاعْمَل ْ صَالِحًا ، وَاسْأ َل ْ ا لل َّهَ تَعَال َى ر ِزْ قَ يَوْم ٍ ب ِيَوْم ٍ ، وَاعْدُدْ نَف ْسَك مِنْ<br />
{ . ال ْمَوْتَى<br />
وَك َتَبَ ا لر َّ ب ِيعُ بْنُ خَيْث َم إل َى أ َخ ٍ ل َهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ<br />
:<br />
:<br />
ق َد ِّمْ جَهَازَك ، وَاف ْرَغ ْ مِنْ زَادِك ، وَك ُنْ وَ صِي َّ نَف ْسِك وَا لس َّل َامُ .<br />
: أ َ صَابَ الد ُّنْيَا مَنْ حَذِرَهَا ، وَأ َصَابَتْ الد ُّنْيَا مَنْ أ َمِنَهَا .<br />
وَمَر َّ مُ حَم َّدُ بْنُ وَاسِع ٍ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - ب ِق َوْم ٍ ف َقِي ل َ<br />
ف َق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
مَا ق َدْرُ الد ُّنْيَا حَت َّى يُ حْمَدَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا .<br />
: هَؤُ ل َاءِ زُه َّادٌ .<br />
: ا لس َّعِيدُ مَنْ اعْتَبَرَ ب ِأ َمْسِهِ ، وَاسْتَظ ْهَرَ لِنَف ْسِهِ ، وَا لش َّقِي ُّ مَنْ جَمَعَ لِغَيْر ِهِ وَ بَخِ ل َ عَل َى نَف ْسِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ل َا تَب ِتْ عَنْ غ َيْر ِ وَ صِي َّةٍ إن ْ ك ُنْت مِنْ ج ِسْمِك فِي صِ ح َّةٍ ، وَمِنْ عُمُر ِك فِي ف ُسْ حَةٍ ، ف َإ ِن َّ الد َّهْرَ<br />
خَائِنٌ ، وَك ُ ل ُّ مَا هُوَك َائِنٌك َائِنٌ .<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ مَنْ ك َان َ يَعْل َمُ أ َن َّا ل ْمَوْتَ مُدْر ِك ُهُ وَ ا ل ْق َبْرَ مَسْك َنُهُ وَ ال ْبَعْث َ مُخْر ِجُهُ وَأ َ ن َّهُ بَيْنَ جَن َّاتٍ سَتُبْه ِ جُهُ يَوْمَ<br />
ا ل ْقِيَامَةِ أ َوْ نَار ٍ سَتُنْضِ جُهُ ف َ ك ُ ل ُّ شَيْءٍ سِوَى الت َّق ْوَى ب ِهِ سَمْ جٌ وَمَا أ َق َامَ عَل َيْهِ مِنْهُ أ َسْمَ جُهُ تَرَى ال َّذِي ا ت َّخَذ َ الد ُّنْيَا ل َهُ وَط َنًا<br />
ل َمْ يَدْر ِ أ َن َّ ا ل ْمَنَا يَا سَوْفَ تُزْعِ جُهُ وَرَوَى جَعْف َرُ بْنُ مُ حَم َّدٍ عَنْ جَاب ِر ِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ<br />
عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ، أ َ ن َّهُ ق َال َ فِي بَعْض ِ خُط َب ِهِ<br />
مَعَا لِمِك ُمْ ، وَ إ ِن َّ ا ل ْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَ خَاف َتَيْن ِ :<br />
} أ َي ُّهَا الن َّا سُ إن َّ ل َك ُمْ ن ِهَا يَة ً ف َانْتَهُوا إل َى ن ِهَا يَتِك ُمْ ، وَ إ ِن َّ ل َك ُمْ مَعَا لِمَ ف َانْتَهُوا إل َى<br />
أ َجَ ل ٍ ق َدْ مَضَى ل َا يَدْر ِي مَا ا لل َّهُ صَان ِعٌ فِيهِ ، وَ أ َجَ ل ٍ ق َدْ بَقِيَ ل َا يَدْر ِي مَا ا لل َّهُ ق َاض ٍ فِيهِ .<br />
ف َل ْيَتَزَو َّدْ ال ْعَبْدُ مِنْ نَف ْسِهِ لِنَف ْسِهِ ، وَمِنْ دُ نْيَاهُ لِآخِرَ تِهِ ، وَمِنْ ا ل ْحَيَاةِ ق َبْ ل َ ا ل ْمَوْتِ ، ف َإ ِن َّ الد ُّنْيَا خُلِق َتْ ل َك ُمْ وَأ َنْتُمْ خُلِق ْتُمْ<br />
لِل ْ آخِرَةِ .<br />
ف َوَا َل َّذِي نَف ْسُ مُ حَم َّدٍ ب ِيَدِهِ مَا بَعْدَا ل ْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَب ٍ وَل َا بَعْدَ الد ُّنْيَا دَ ار ٍ ، إل َّا ال ْ جَن َّة ُ أ َوْ ا لن َّا رُ<br />
. {<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - : أ َمْسُ أ َجَ ل ٌ ، وَال ْيَوْمُ عَمَ ل ٌ ، وَغ َدًا أ َمَ ٌل .<br />
ف َأ َخَذ َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ هَذ َا ا ل ْمَعْنَى ف َنَظ َمَهُ شَعْرًا : ل َيْسَ فِيمَا مَضَى وَل َا فِي ال َّذِي يَأ ْ تِيك مِنْ ل َذ َّةٍ لِمُسْتَ حْلِيهَا إن َّمَا أ َ نْتَ ط ُول َ
عُمُر ِك مَا عَمَرْت فِي ا لس َّاعَةِ ال َّتِي أ َنْتَ فِيهَا عَل ِّل ْ ا لن َّف ْسَ ب ِا ل ْك َف َافِ وَإ ِل َّا ط َل َبَتْ مِنْك ف َوْ قَ مَا يَك ْفِيهَا وَقِي ل َ لِزَ اهِدٍ : مَا<br />
ل َك تَمْشِي عَل َى ال ْعَصَا وَل َسْت ب ِك َب ِير ٍ وَل َا مَر ِيض ٍ ؟ ف َق َال َ<br />
ا لس َّف َر ِ .<br />
:<br />
إن ِّي أ َعْل َمُ أ َن ِّي مُ سَافِرٌ وَأ َن َّهَا دَ ا رُ بُل ْغَةٍ وَ إ ِن َّ ال ْعَصَا مِنْ آ ل َةِ<br />
ف َأ َخَذ َهُ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : حَمَل ْت ال ْعَصَا ل َا الض َّعْفُ أ َوْجَبَ حَمْل َهَا عَل َي َّ وَل َا أ َن ِّي تَحَن َّيْت مِنْ كِبَر ِ وَل َكِن َّن ِي أ َل ْزَمْت<br />
نَف ْسِي حَمْل َهَا لِأ ُعْلِمَهَا أ َن ِّي مُقِي مٌ عَل َى سَف َر ِ وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْمُتَصَو ِّف َةِ<br />
وَق َال َ ذ ُو ال ْق َرْنَيْن ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْمَرْءُ أ َسِيرُ عُمُر ٍ يَسِير ٍ .<br />
الد ُّنْيَا سَاعَة ٌ ، ف َاجْعَل ْهَا ط َاعَة ً .<br />
رَتَعْنَا فِي الد ُّنْيَا جَاهِلِينَ ، وَعِشْنَا فِيهَا غ َافِلِينَ ، وَأ ُخْر ِجْنَا مِنْهَا ك َار ِهِينَ .<br />
وَقِي ل َ فِي بَعْض ِ ا ل ْمَوَ اعِظِ : عَجَبًا لِمَنْ يَخَافُ ال ْعِق َابَ ك َيْفَ ل َا يَك ُف َّ عَنْ ا ل ْمَعَاصِي ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَرْجُو ا لث َّوَابَ ك َيْفَ<br />
ل َا يَعْمَ ل ُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ :ا ل ْمُسِيءُ مَي ِّتٌ وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي دَ ار ِ ال ْ حَيَاةِ ، وَ ا ل ْمُ حْسِنُ حَ ي ٌّ وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي دَار ِا ل ْأ َمْوَاتِ ، وَك ُ ل ٌّ<br />
ب ِا ل ْأ َ ث َر ِ يَوْمُهُ أ َوْ غ َدُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : ا لل َّهُ ا ل ْمُسْتَعَان ُ عَل َى أ َل ْسِنَةٍ<br />
تَصِفُ ، وَق ُل ُوب ٍ تَعْر ِفُ ، وَأ َعْمَال ٍ تُ خَا لِفُ .<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
:<br />
: ا لل َّيْ ل ُ وَا لن َّهَا رُ يَعْمَل َانِ فِيك ف َاعْمَل ْ فِيه ِمَا .<br />
: اعْمَل ُوا لِ آخِرَ تِك ُمْ فِي هَذِهِ ال ْأ َي َّام ِ ال َّتِي تَسِيرُ ، ك َأ َن َّهَا تَطِيرُ .<br />
: ال ْمَوْتُ ق ُصَارَاك ، ف َخُذ ْ مِنْ دُنْيَاك لِأ ُخْرَاك .<br />
: عِبَادَ ا لل َّهِ ، ال ْ حَذ َرَ ا ل ْحَذ َرَ ، ف َوَا َ لل َّهِ ل َق َدْ سَتَرَ ، حَت َّى ك َأ َ ن َّهُ ق َدْ غ َف َرَ ، وَ ل َق َدْ أ َمْهَ ل َ ، حَت َّى ك َأ َ ن َّهُ ق َدْ أ َهْمَ ل َ .<br />
وَق َال َ آخَرُ : ال ْأ َي َّامُ صَحَا ئِفُ أ َعْمَالِك ُمْ ، ف َخَل ِّدُوهَا أ َجْمَ ل َ أ َف ْعَالِك ُمْ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ اق ْبَل ْ نُصْ حَ ا ل ْمَشِيب ِ وَ إ ِن ْ عَج َّ ل َ<br />
وَقِي ل َ<br />
.<br />
:<br />
مَا ط َل َعَتْ شَمْ سٌ ، إل َّا وَعَظ َتْ ب ِأ َمْس ٍ .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ بَشِير ٍ رَحِمَهُ ا لل َّهُ<br />
:<br />
مَضَى أ َمْسُك ال ْأ َدْنَى شَه ِيدً ا مُعَد َّل ًا وَيَوْمُك هَذ َا ب ِال ْفِعَال ِ شَه ِيدُ ف َإ ِن ْ تَكُب ِا ل ْأ َمْس ِ<br />
اق ْتَرَف َتْ إسَاءَة ً ف َث َن ِّ ب ِإ ِحْسَانٍ وَ أ َنْتَ حَمِيدُ وَل َا تُرْج ِ فِعْ ل َا ل ْخَيْر ِ مِنْك إل َى غ َدٍ ل َعَ ل َّ غ َدًا يَأ ْتِي وَأ َ نْتَ ف َقِيدُ وَرَوَى أ َبُو<br />
هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَا رَأ َيْت مِث ْ ل َ ا ل ْجَن َّةِ نَامَ ط َالِبُهَا ، وَمَا رَأ َيْت مِث ْ ل َ<br />
ا لن َّار ِ نَامَ هَار ِبُهَا { .<br />
} :<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ : أ َل َا إن َّ أ َوْ لِيَاءَ ا لل َّهِ ال َّذِ ينَ ل َا خَوْفٌ عَل َيْه ِمْ وَل َا هُمْ يَ حْزَ نُون َ ال َّذِ ينَ نَظ َرُو ا إل َى<br />
بَاطِن ِ الد ُّنْيَا حِينَ نَظ َرَ ا لن َّا سُ إل َى ظ َاهِر ِهَا ، وَإ ِل َى آج ِ ل ِ الد ُّنْيَا حِينَ نَظ َرَ ا لن َّا سُ إل َى عَاج ِلِهَا ، ف َأ َمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أ َن ْ<br />
يُمِيتَ ق ُل ُوبَهُمْ ، وَتَرَك ُو ا مِنْهَا مَا عَلِمُو ا أ َ ن َّهُ سَيَتْرُك ُهُمْ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : الن َّا سُ ط َالِبَانِ يَط ْل ُبَانِ :ف َط َالِبٌ يَط ْل ُبُ الد ُّنْيَا ف َا رْف ُضُوهَا فِي نَحْر ِهِ ف َإ ِ ن َّهُ رُب َّمَا<br />
أ َدْرَكَ ال َّذِي يَط ْل ُبُهُ مِنْهَا ف َهَل َكَ ب ِمَا أ َ صَابَ مِنْهَا ،وَط َالِبٌ يَط ْل ُبُ ا ل ْآخِرَة َ ف َإ ِذ َا رَأ َيْتُمْ ط َا لِبًا يَط ْل ُبُ ال ْ آخِرَة َ ف َنَافِسُوهُ فِيهَا<br />
وَدَخَ ل َ أ َبُو ا لد َّرْدَ اءِ رَضِيَ ا لل َّهُ<br />
.<br />
.<br />
عَنْهُ ا لش َّامَ ف َق َال َ : يَا أ َهْ ل َ الش َّام ِ اسْمَعُوا ق َوْل َ أ َخ ٍ نَا صِ ح ٍ ، ف َاجْتَمَعُو ا عَل َيْهِ ف َق َال َ : مَا لِي أ َرَاك ُمْ تَبْنُون َ مَا ل َا تَسْك ُنُون َ ،<br />
وَ تَ جْمَعُون َ مَا ل َا تَأ ْك ُل ُون َ
:<br />
.<br />
إن َّ ال َّذِ ينَ ك َانُوا ق َبْل َك ُمْ بَنَوْا مَشِيدً ا ، وَ أ َم َّل ُو ا بَعِيدً ا ، وَجَمَعُو ا ك َثِيرًا ف َأ َ صْبَ حَ أ َمَل ُهُمْ غ ُرُو رً ا ، وَجَمْعُهُمْ ث ُبُورً ا ،<br />
وَمَسَاكِنُهُمْ ق ُبُو رً ا .<br />
وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ إن َّ الد ُّنْيَا غ َر َّتْ أ َق ْوَ امًا ف َعَمِل ُو ا فِيهَا ب ِغَيْر ِ ال ْ حَق ِّ ف َعَاجَل َهُمْ ال ْمَوْتُ ف َ خَل َّف ُو ا مَال َهُمْ لِمَنْ ل َايَ حْمَدُهُمْ<br />
وَصَارُوا لِمَنْ ل َا يَعْذ ُرْهُمْ ، وَق َدْ خُلِق ْنَا بَعْدَهُمْ ف َيَنْبَغِي أ َن ْ نَنْظ ُرَ لِل َّذِي ك َر ِهْنَاهُ مِنْهُمْ ف َنَجْتَن ِبَهُ ، وَا َل َّذِي غ َبَط ْنَاهُمْ ب ِهِ<br />
ف َنَسْتَعْمِل َهُ<br />
وَمَر َّ بَعْضُ ا لز ُّه َّادِ ب ِبَاب ِ مَلِكٍ ف َق َال َ<br />
وَمَر َّ بَعْضُ ا لز ُّه َّادِ ب ِرَجُ ل ٍ ق َدْ اجْتَمَعَ عَل َيْهِ ا لن َّا سُ ف َق َال َ<br />
وَمَر َّ ب ِهِ آخَرُ ف َأ َعْط َاهُ جُب َّة ً ، ف َق َال َ : صَدَ قَ ا لل َّهُ<br />
:<br />
}<br />
: بَا بٌ جَدِ ي دٌ ، وَمَوْتٌ عَتِي دٌ ، وَسَف َرٌ بَعِي دٌ .<br />
مَا هَذ َا ؟ ق َال ُوا<br />
إن َّ سَعْيَك ُمْ ل َشَت َّى<br />
. {<br />
:<br />
: مِسْكِينٌ سَرَ قَ مِنْهُ رَ جُ ل ٌ جُب َّة ً .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَا أ َنْصَفَ مِنْ نَف ْسِهِ مَنْ أ َ يْق َنَب ِال ْ حَشْر ِ وَ ال ْ حِسَاب ِ ، وَزَهِدَ فِيا ل ْأ َجْر ِ وَالث َّوَاب ِ<br />
وَق َال َ آخَرُ ب ِط ُول ِ ا ل ْأ َمَ ل ِ تَق ْسُو ا ل ْق ُل ُوبُ ، وَ ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لن ِّي َّةِ تَقِ ل ُّ الذ ُّ نُوبُ .<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
: إ ي َّاكَ وَال ْمُنَى ف َإ ِن َّهَا مِنْ ب ِضَا ئِع ِ الن َّوْك َى ، وَ تُث َب ِّط ُ عَنْ ال ْ آخِرَةِ وَال ْأ ُول َى .<br />
وَق َال َ آخَرُ ق َص ِّرْ أ َمَل َك ف َإ ِن َّ ا ل ْعُمُرَ ق َصِيرٌ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ<br />
، وَأ َحْسِنْ سِيرَتَك ف َال ْب ِر ُّ يَسِ ٌير .<br />
: نَسِيرُ إل َى ا ل ْآجَال ِ فِي ك ُ ل ِّ سَاعَةٍ وَأ َ ي َّامُنَا تُط ْوَى وَهُن َّ رَوَ احِ ل ُ وَل َمْ نَرَ مِث ْ ل َا ل ْمَوْتِ<br />
حَقًّا ك َأ َ ن َّهُ إذ َا مَا تَ خَط َّتْهُ ا ل ْأ َمَان ِي بَاطِ ل ُ وَمَا أ َق ْبَ حَ ا لت َّف ْر ِ يط َ فِي زَمَن ِ الص ِّبَا ف َك َيْفَ ب ِهِ وَا لش َّيْبُ فِي ا لر َّأ ْ س ِ نَاز ِل ُ تَرَح َّ ل ْ عَنْ<br />
الد ُّنْيَا ب ِزَادٍ مِنْ الت ُّق َى ف َعُمْرُكأ َ ي َّامٌ تُعَ د ُّ ق َل َا ئِ ل ُ وَك َان َ عَبْدُ ا ل ْمَلِكِ بْنُ مَرْوَ ان َ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َيْن ِ<br />
: ا ل ْبَيْتَيْن ِ<br />
ف َاعْمَل ْ عَل َى مَهَ ل ٍ ف َإ ِن َّك مَي ِّتُ وَاك ْدَحْ لِنَف ْسِك أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ْ ف َك َأ َن َّ مَا ق َدْ ك َان َ ل َمْ يَكُ إذ ْ مَضَى وَك َأ َن َّ مَا هُوَ<br />
ك َائِنٌ ق َدْ ك َان ْ وَ نَظ َرَ سُل َيْمَان ُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ فِيا ل ْمِرْآةِ ف َق َال َ<br />
: أ َ نَا ا ل ْمَلِكُ الش َّاب ُّ .<br />
ف َق َال َتْ ل َهُ جَار ِ يَة ٌ ل َهُ : أ َ نْتَ ن ِعْمَ ا ل ْمَتَا عُ ل َوْ ك ُنْت تَبْق َى غ َيْرَ أ َن ْ ل َا بَق َاءَ لِل ْإ ِ نْسَانِ ل َيْسَ فِيمَا بَدَا ل َنَا مِنْكعَيْبٌ ك َان َ فِي<br />
ا لن َّا س ِ غ َيْرُ أ َن َّك ف َانِ وَرَوَى عَبْدُ ا ل ْعَز ِيز ِ بْنُ عَبْدِ الص َّمَدِ عَنْ أ َنَس ٍ ق َال َ } خَط َبَنَا رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
عَل َى نَاق َتِهِ ال ْ جَدْعَاءِ ف َق َال َ<br />
:<br />
.<br />
: أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ ك َأ َن َّا ل ْمَوْتَ فِيهَا عَل َى غ َيْر ِنَا ك ُتِبَ ، وَك َأ َن َّا ل ْ حَق َّ فِيهَا عَل َى غ َيْر ِنَا وَجَبَ .<br />
وَك َأ َن َّ ال َّذِينَ نُشَي ِّعُ مِنْ ال ْأ َمْوَاتِ سَف َرٌ عَم َّا ق َلِي ل ٍ إل َيْنَا رَاج ِعُون َ ، نُبَو ِّ ئ ُهُمْ أ َجْدَاث َهُمْ وَ نَأ ْك ُ ل ُ تُرَاث َهُمْ ك َأ َن َّا مُ خَل َّدُون َ بَعْدَهُمْ<br />
ق َدْ نَسِينَا ك ُ ل َّ وَ اعِظ َةٍ ، وَأ َمِن َّا ك ُ ل َّ جَائِ حَةٍ<br />
ط ُوبَى لِمَنْ شَغَل َهُ عَيْبُهُ عَنْ عَيْب ِ غ َيْر ِهِ ، وَ أ َ نْف َقَ مِنْ مَال ِ ك َسْب ِهِ مِنْ غ َيْر ِ مَعْصِيَةٍ ، وَرَحِمَ أ َهْ ل َ ا لد َّ يْن ِ وَ ا ل ْمَسْك َنَةِ<br />
وَخَا ل َط َ أ َهْ ل َا ل ْفِق ْهِ وَ ال ْحِك ْمَةِ<br />
،<br />
.<br />
ط ُوبَى لِمَنْ أ َد َّبَ نَف ْسَهُ وَحَسُنَتْ خَلِيق َتُهُ ، وَ صَل ُ حَتْ سَر ِيرَ تُهُ .<br />
ط ُو بَى لِمَنْ عَمِ ل َ ب ِعِل ْم ٍ ، وَأ َ نْف َقَ مِنْ ف َضْ ل ٍ ، وَ أ َمْسَكَ مِنْ ق َوْ لِهِ وَوَسِعَتْهُ ا لس ُّن َّة ُ ، وَل َمْ يَعْدُهَا إل َى ب ِدْعَةٍ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَق ُول ُ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
زُورُوا ا ل ْق ُبُورَ تَذ َك َّرُو ا ب ِهَا ال ْ آخِرَة َ وَغ َس ِّل ُو ا ال ْمَوْتَى ف َإ ِن َّهَا مُعَا ل َ جَة ُ<br />
ال ْأ َجْسَادِ ال ْ خَاو ِ يَةِ وَمَوْعِظ َة ٌبَلِيغَة ٌ<br />
وَحَف َرَ الر َّ ب ِيعُ بْنُ خَيْث َم فِي دَار ِهِ ق َبْرًا ف َك َان َ إذ َا وَجَدَ فِي ق َل ْب ِهِ ق َسْوَة ً جَاءَ ف َا ضْط َجَعَ فِي ا ل ْق َبْر ِ ف َمَك َث َ مَا شَاءَ ا لل َّهُ ث ُ م َّ<br />
} رَب ِّ ارْج ِعُونِ ل َعَل ِّي أ َعْمَ ل ُ صَالِحًا فِيمَا تَرَك ْتُ<br />
. {<br />
:<br />
ث ُ م َّ يَرُد ُّ عَل َى نَف ْسِهِ ف َيَق ُول ُ ق َدْ أ َرْجَعْتُك ف َج ِد ِّي .<br />
ف َمَك َث َ ك َذ َلِكَ مَا شَاءَ ا لل َّهُ .<br />
وَق َال َ أ َبُو
:<br />
مُ حْر ِز ٍ ا لط ُّف َاو ِي ُّ ك َف َتْك ا ل ْق ُبُو رُ مَوَ اعِظ َ ال ْأ ُمَم ِ ا لس َّا لِف َةِ .<br />
:<br />
:<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ مَا أ َ بْل َغ ُ ا ل ْعِظ َاتِ ؟ ق َال َ ا لن َّظ َرُ إل َى مَ حَل َّةِ ال ْأ َمْوَاتِ ، ف َأ َخَذ َهُ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َق َال َ وَعَظ َتْك<br />
أ َجْ دَا ث ٌ صُمُتْ وَنَعَتَك أ َزْمِنَة ٌ خُف ُتْ وَ تَك َل َّمَتْ عَنْ أ َوْجُهٍ تُبْل َى وَعَنْ صُوَر ٍ سُبُتْ وَأ َرَتْك ق َبْرَك فِي ال ْ حَيَاةِ وَ أ َنْتَ حَ ي ٌّ ل َمْ<br />
تَمُتْ يَا شَامِتًا ب ِمَن ِي َّتِي إن َّ ا ل ْمَن ِي َّة َ ل َمْ تَف ُتْ ف َل َرُب َّمَا ا نْق َل َبَ ا لش ِّمَاتُ ف َ حَ ل َّ ب ِا ل ْق َوْم ِ الش ُّمُتْ وَوُج ِدَ عَل َى ق َبْر ٍمَ ك ْتُو بٌ<br />
ق َهَرْنَا<br />
وَعَل َى آخَرَ<br />
مَنْ ق َهَرْنَا ف َصِرْنَا لِلن َّاظِر ِ ينَ عِبْرَة ً .<br />
:<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ أ َم َّ ل َ ال ْبَق َاءَ وَق َدْ رَأ َى مَصَار ِعَنَا ف َهُوَمَغْرُو رٌ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َك ْث َرُ مَنْ يَعْر ِفُ ال ْ حَق َّ وَل َا يُطِيعُهُ .<br />
مَنْ ل َمْ يَمُتْ ل َمْ يَف ُتْ .<br />
ل َنَا مِنْ ك ُ ل ِّ مَي ِّتٍ عِظ َة ٌ ب ِ حَا لِهِ ، وَعِبْرَة ٌ ب ِمَا لِهِ .<br />
مَنْ ل َمْ يَت َّعِظ ْ ب ِمَوْتِ وَ ل َدٍ ، ل َمْ يَت َّعِظ ْ ب ِق َوْل ِ أ َحَدٍ .<br />
مَا نَق َصَتْ سَاعَة ٌ مِنْ أ َمْسِك ، إل َّا ب ِب ِضْعَةٍ مِنْ نَف ْسِك .<br />
ف َأ َخَذ َهُ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َق َال َ : إن َّ مَعَ الد َّهْر ِ ف َاعْل َمَن َّ غ َدًا ف َانْظ ُرْ ب ِمَا يَنْق َضِي مَ ج ِيءُ غ َدِهْ مَاا رْتَ د َّ ط َرْفُ امْر ِئ ٍ ب ِل َذ َّ تِهِ إل َّا<br />
وَشَيْءٌ يَمُوتُ مِنْ جَسَدِهْ وَل َم َّا مَاتَا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ : ك َان َ ا ل ْمَلِكُ أ َمْس ِ أ َ نْط َقَ مِنْهُ ا ل ْيَوْمَ ، وَهُوَا ل ْيَوْمَ<br />
أ َوَعْظ ُ مِنْهُ أ َمْس ِ .<br />
ف َأ َخَذ َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : ك َف َى حُزْنًا ب ِدَف ْن ِك ث ُ م َّ إن ِّي نَف َضْت تُرَ ابَ ق َبْر ِك عَنْ يَدَي َّا وَك َانَتْ فِي حَيَا تِك لِي<br />
عِظ َا تٌ وَ أ َ نْتَ ا ل ْيَوْمَ أ َوْعَظ ُ مِنْك حَي َّا وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ل َوْ ك َان َ لِل ْ خَط َايَا ر ِي حٌ ل َاف ْتَضَ حَ الن َّا سُ وَ ل َمْ يَتَجَال َسُوا .<br />
:<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َق َال َ : أ َحْسَنَ ا لل َّهُ ب ِنَا أ َن َّ ال ْ خَط َا يَا ل َا تَف ُوحُ ف َإ ِذ َا ا ل ْمَسْتُو رُ مِن َّا بَيْنَ ث َوْ بَيْهِ ف َضُوحُ وَهَذ َا<br />
جَمِيعُهُمَأ ْ خُوذ ٌ<br />
مِنْ ق َوْل ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
وَك َتَبَ رَجُ ل ٌ إل َى أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ<br />
ف َأ َجَابَهُ ب ِق َوْ لِهِ<br />
ل َوْ تَك َاشَف ْتُمْ مَا تَدَاف َنْتُمْ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
يَا أ َبَا إ ِسْحَا قَ إن ِّي وَاثِقٌ مِنْك ب ِوُد ِّكْ ف َأ َعِن ِّي ب ِأ َب ِي أ َنْتَ عَل َى عَيْب ِي ب ِرُشْدِكْ<br />
: أ َطِعْ ا لل َّهَب ِ جَهْدِكْ رَاغِبًا أ َوْ دُون َ جَهْدِكْ أ َعْطِ مَوْ ل َاك ال َّذِي تَط ْل ُبُ مِنْ ط َاعَةِ عَبْدِكْ وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
مَنْ سَر َّهُ بَنُوهُ سَاءَ تْهُ نَف ْسُهُ .<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َق َال َ<br />
:<br />
: ا بْنُ ذِي ا لِا بْن ِ ك ُل َّمَا زَ ادَ مِنْهُ مَشْرَ عٌ زَ ادَ فِي ف َنَاءِ أ َ ب ِيهِ مَا بَق َاءُ ا ل ْأ َب ِ ا ل ْمُلِ ح ِّ عَل َيْهِ<br />
ب ِدَ ب ِيب ِ ال ْب ِل َى شَبَابُ بَن ِيهِ وَفِي مَعْنَاهُ مَا حُكِيَ عَنْ ز ِ ر ِّ بْن ِ حُبَيْش ٍ أ َ ن َّهُ عَا شَ مِا ئ َة ً وَعِشْر ِ ينَ سَنَةٍ ، ف َل َم َّا حَضَرَ تْهُ ا ل ْوَف َاة ُ<br />
أ َ نْشَدَ يَق ُول ُ إذ َا الر ِّجَال ُ وَل َدَتْ أ َوْ ل َادُهَا وَ ارْ تَعَشَتْ مِنْ كِبَر ٍ أ َجْسَادُهَا وَجَعَل َتْ أ َسَق َامُهَا تَعْتَادُهَا تِل ْكَ زُرُو عٌ ق َدْ دَنَا<br />
حَصَادُهَا وَك َتَبَ رَ جُ ل ٌ إل َى صَا لِ ح ِ بْن ِ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ ال ْمَوْتُ بَا بٌ وَك ُ ل ُّ ا لن َّا س ِ دَاخِل ُهُ ف َل َيْتَ شَعْر ِي بَعْدَ ا ل ْبَاب ِ مَا<br />
الد َّا رُ ف َأ َجَا بَهُ ب ِق َوْ لِهِ : ا لد َّ ا رُ جَن َّاتُ عَدْنٍ إن ْ عَمِل ْت ب ِمَا يُرْضِي ا ل ْإ ِ ل َهَ وَ إ ِن ْ خَال َف ْت ف َا لن َّا رُ هُمَا مَ حَل َّانِ مَا لِلن َّا س ِ غ َيْرُهُمَا<br />
ف َانْظ ُرْ لِنَف ْسِك مَاذ َا أ َ نْتَ مُ خْتَارُ<br />
ا ل ْبَابُ ا لر َّا ب ِعُ أ َدَبُ الد ُّنْيَا اعْل َمْ أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى لِنَافِذِ ق ُدْرَ تِهِ وَ بَالِغ ِ حِك ْمَتِهِ ، خَل َقَا ل ْ خَل ْقَ ب ِتَدْ ب ِير ِهِ وَف َط َرَهُمْ ب ِتَق ْدِير ِهِ ،<br />
ف َك َان َ مِنْ ل َطِيفِ مَا دَ ب َّرَهُ وَبَدِيع ِ مَا ق َد َّرَهُ ، أ َ ن َّهُ خَل َق َهُمْ مُ حْتَاج ِينَ وَف َط َرَهُمْ عَاج ِز ِ ينَ ، لِيَك ُون َ ب ِال ْغِنَى مُنْف َر ِدًا وَ ب ِا ل ْق ُدْرَةِ<br />
مُخْتَصا حَت َّى يُشْعِرَنَا ب ِق ُدْرَ تِهِ أ َ ن َّهُ خَالِقٌ ، وَيُعْلِمَنَا ب ِغِنَاهُ أ َ ن َّهُرَ از ِ قٌ ، ف َنُذ ْعِنَ ب ِط َاعَتِهِ رَغ ْبَة ً وَرَهْبَة ً وَ نُقِر َّ ب ِنَق َائِصِنَا عَجْزًا<br />
وَحَاجَة ً .
ث ُ م َّ جَعَ ل َ ال ْإ ِنْسَان َ أ َك ْث َرَ حَاجَة ً مِنْ جَمِيع ِ ال ْ حَيَوَ انِ ؛ لِأ َن َّ مِنْ ال ْ حَيَوَ انِ مَا يَسْتَقِ ل ُّ ب ِنَف ْسِهِ عَنْ ج ِنْسِهِ ، وَال ْإ ِنْسَان ُمَط ْبُو عٌ<br />
عَل َى ا لِاف ْتِق َار ِ إل َى ج ِنْسِهِ .<br />
وَ اسْتِعَا نَتُهُ صِف َة ٌ ل َاز ِمَة ٌ لِط َبْعِهِ ، وَخِل ْق َة ٌ ق َا ئِمَة ٌ فِي جَوْهَر ِهِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لل َّهُ سُبْ حَا نَهُ وَ تَعَال َى<br />
} :<br />
وَخُلِقَ ال ْإ ِنْسَان ُ ضَعِيف ًا<br />
. {<br />
يَعْن ِي عَنْ الص َّبْر ِ عَم َّا هُوَ إ ل َيْهِ مُف ْتَقِرٌ وَ احْتِمَال ِ مَا هُوَ عَنْهُ عَا ج ِزٌ .<br />
وَل َم َّا ك َان َ ال ْإ ِنْسَان ُ أ َك ْث َرَ حَاجَة ً مِنْ جَمِيع ِ ال ْ حَيَوَ انِ ك َان َ أ َظ ْهَرَ عَجْزًا ؛ لِأ َن َّ ال ْ حَاجَة َ إل َى ا لش َّيْءِاف ْتِق َا رٌ إ ل َيْهِ ، وَا ل ْمُف ْتَقِرُ<br />
إل َى الش َّيْءِ عَا ج ِزٌ ب ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ<br />
:اسْتِغْنَاؤُك عَنْ ا لش َّيْءِ خَيْرٌ مِنْ اسْتِغْنَائِك ب ِهِ .<br />
وَإ ِن َّمَا خَص َّ ا لل َّهُ تَعَال َى ال ْإ ِ نْسَان َ ب ِك َث ْرَةِ ال ْ حَاجَةِ وَظ ُهُور ِا ل ْعَ جْز ِ ن ِعْمَة ً عَل َيْهِ وَل ُط ْف ًا ب ِهِ ؛ لِيَك ُون َ ذ ُ ل ُّ ال ْ حَاجَةِ وَمُهَا نَة ُا ل ْعَ جْز ِ<br />
يَمْنَعَا ن ِهِ مِنْ ط ُغْيَانِ ال ْغِنَى وَ بَغْي ِا ل ْق ُدْرَةِ ؛ لِأ َن َّ ا لط ُّغْيَان َمَرْك ُو زٌ فِي ط َبْعِهِ إذ َا اسْتَغْنَى ، وَا ل ْبَغْيَ مُسْتَوْل ٍ عَل َيْهِ إذ َا ق َدَرَ .<br />
وَق َدْ أ َ نْبَأ َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِذ َلِكَ عَنْهُ ف َق َال َ<br />
:<br />
} ك َلًّا إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ لِيَط ْغَى أ َن ْ رَآهُ اسْتَغْنَى { .<br />
ث ُ م َّ لِيَك ُون َ أ َق ْوَى ا ل ْأ ُمُور ِ شَاهِدًا عَل َى نَق ْصِهِ ، وَأ َوْضَحَهَا دَ لِيل ًا عَل َى عَ جْز ِهِ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ أ َعَي َّرْتَن ِي ب ِا لن َّق ْص ِ وَ الن َّق ْصُ شَامِل ٌ<br />
:<br />
وَمَنْ ذ َا ال َّذِي يُعْط َى ال ْك َمَال َ ف َيَك ْمُ ل ُ وَ أ َشْهَدُ أ َن ِّي نَاقِصٌ غ َيْرَ أ َن َّن ِي إذ َا قِيسَ ب ِي ق َوْمٌ ك َثِيرٌ تَق َل َّل ُو ا تَف َاضَ ل َ هَذ َا ال ْخَل ْ ُق<br />
ب ِا ل ْف َضْ ل ِ وَال ْحِجَا ف َفِي أ َي ِّمَا هَذ َ يْن ِ أ َ نْتَ مُف َض َّ ل ُ وَ ل َوْ مَنَ حَ ا لل َّهُ ا ل ْك َمَال َ ا بْنَ آدَمَ ل َ خَل َّدَهُ وَا َلل َّهُ مَا شَاءَ يَف ْعَ ل ُ وَل َم َّا خَل َقَ ا لل َّهُ<br />
ال ْإ ِنْسَان َ مَا س َّ ال ْ حَاجَةِ ظ َاهِرَ ا ل ْعَ جْز ِ جَعَ ل َ لِنَيْ ل ِ حَاجَتِهِ أ َسْبَابًا ، وَ لِدَف ْع ِ عَجْز ِهِ حِيَل ًا دَ ل َّهُ عَل َيْهَا ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ، وَأ َرْشَدَهُ إ ل َيْهَا<br />
ب ِا ل ْف َطِنَةِ .<br />
. {<br />
} :<br />
:<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَا َل َّذِي ق َد َّرَ ف َهَدَى<br />
ق َال َ مُ جَاهِ دٌ ق َد َّرَ أ َحْوَال َ خَل ْقِهِ ف َهَدَى إل َى سَب ِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ وَ الش َّر ِّ وَق َال َ ا بْنُ مَسْعُودٍ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
ا لن َّ جْدَ يْن ِ<br />
:<br />
. {<br />
يَعْن ِي ا لط َّر ِ يق َيْن ِ<br />
: ط َر ِ يقَال ْ خَيْر ِ وَط َر ِ يقَ الش َّر ِّ .<br />
} وَهَدَ يْنَاهُ<br />
ث ُ م َّ ل َم َّا ك َان َ ال ْعَق ْل ُ دَال ًا عَل َى أ َسْبَاب ِ مَا تَدْعُو إ ل َيْهِ ال ْ حَاجَة ُ ، جَعَ ل َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ال ْإ ِدْرَاكَ وَ ا لظ َّف َرَ مَوْق ُوف ًا عَل َى مَا ق َسَمَ<br />
وَق َد َّرَ ك َيْ ل َا يَعْتَمِدُو ا فِي ال ْأ َرْزَاق ِ عَل َى عُق ُو لِه ِمْ ، وَفِيا ل ْعَ جْز ِ عَل َى فِط َن ِه ِمْ ، لِتَدُومَ ل َهُ الر َّغ ْبَة ُ وَا لر َّهْبَة ُ ، وَ يَظ ْهَرَ مِنْهُ<br />
ا ل ْغِنَى وَ ا ل ْق ُدْرَة ُ .<br />
وَرُب َّمَا عَزَبَ هَذ َا ال ْمَعْنَى عَل َى مَنْ سَاءَ ظ َن ُّهُ ب ِ خَا لِقِهِ حَت َّى صَارَ سَبَبًا لِضَل َا لِهِ .<br />
ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ : سُبْ حَان َ مَنْ أ َ نْزَل َ ال ْأ َي َّامَ مَنْز ِل َهَا وَ صَي َّرَ ا لن َّا سَ مَرْف ُوضًا وَمَرْمُوق َاف َعَاقِ ل ٌ ف َطِنٌ أ َعْيَتْ مَذ َ اهِبُهُ وَ جَاهِ ل ٌ<br />
خَر ِ قٌ تَل ْق َاهُ مَرْزُوق َا هَذ َا ال َّذِي تَرَكَ ال ْأ َل ْبَابَ حَا ئِرَة ً وَ صَي َّرَ ا ل ْعَاقِ ل َ ا لن ِّ حْر ِ يرَ ز ِ نْدِ يق َا وَ ل َوْ حَسُنَ ظ َن ُّ ا ل ْعَاقِ ل ِ فِي صِ ح َّةِ نَظ َر ِهِ<br />
ل َعَلِمَ مِنْ عِل َ ل ِ ا ل ْمَصَا لِ ح ِ مَا صَارَ ب ِهِ صِد ِّيق ًا ل َا ز ِ نْدِ يق ًا ؛ لِأ َن َّ مِنْ عِل َ ل ِ ا ل ْمَصَالِ ح ِ مَا هُوَ ظ َاهِرٌ ، وَمِنْهَا مَا هُوَ غ َامِضٌ ،<br />
وَمِنْهَا مَا هُوَ مَغِيبُ حِك ْمَةٍاسْتَأ ْ ث َرَ ب ِهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ؛ } حُسْنُ ا لظ َّن ِّ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ عِبَادَةِ ا لل َّهِ<br />
ث ُ م َّ إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى جَعَ ل َ أ َسْبَابَ حَاجَا تِهِ وَحِيَل َ<br />
. {
عَ جْز ِهِ فِي الد ُّنْيَا ال َّتِي جَعَل َهَا دَارَ تَك ْلِيفٍ وَعَمَ ل ٍ ، ك َمَا جَعَ ل َ ا ل ْآخِرَة َ دَ ارَ ق َرَار ٍ وَجَزَ اءٍ ، ف َل َز ِمَ لِذ َ لِكَ أ َن ْ يَصْر ِفَ<br />
ال ْإ ِنْسَان ُ إل َى دُ نْيَاهُ حَظًّا مِنْ عِنَا يَتِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َا غِنَى ب ِهِ عَنْ ا لت َّزَو ُّدِ مِنْهَا لِ آخِرَ تِهِ ، وَل َا ل َهُ بُ د ٌّ مِنْ سَ د ِّ ال ْ خَل َّةِ فِيهَا عِنْدَ حَاجَتِهِ<br />
.<br />
وَ ل َيْسَ فِي هَذ َاا ل ْق َوْل ِنَق ْضٌ لِمَا ذ َك َرْنَا ق َبْ ل ُ مِنْ تَرْكِ ف ُضُو لِهَا ، وَزَجْر ِ ا لن َّف ْس ِ عَنْ ا لر َّغ ْبَةِ فِيهَا .<br />
بَل ْ ا لر َّ اغِبُ فِيهَا مَل ُومٌ ، وَط َا لِبُ ف ُضُولِهَامَ ذ ْمُومٌ .<br />
وَالر َّغ ْبَة ُ إن َّمَا تَ خْتَص ُّ ب ِمَا جَاوَزَ ق َدْرَ ال ْ حَاجَةِ ، وَال ْف ُضُول ُ إن َّمَا يَنْط َلِقُ عَل َى مَا زَ ادَ عَل َى ق َدْر ِ ال ْكِف َا يَةِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى لِنَب ِي ِّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ق َال َ أ َهْ ل ُ ا لت َّأ ْو ِي ل ِ<br />
}<br />
:<br />
ف َإ ِذ َا ف َرَغ ْتَ ف َانْصَبْ وَإ ِل َى رَ ب ِّكَ ف َارْغ َبْ { .<br />
ف َإ ِذ َا ف َرَغ ْت مِنْ أ ُمُور ِ دُنْيَاك ف َانْصَبْ فِي عِبَادَةِ رَب ِّك .<br />
:<br />
وَ ل َيْسَ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ تَرْغِيبًا لِنَب ِي ِّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ فِيهَا ، وَل َكِنْ نَدَ بَهُ إل َى أ َخْذِا ل ْبُل ْغَةِ مِنْهَا .<br />
وَعَل َى هَذ َا ال ْمَعْنَى ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ل َيْسَ خَيْرُك ُمْ مَنْ تَرَكَ الد ُّنْيَا لِل ْآخِرَةِ وَل َا ا ل ْآخِرَة َ لِلد ُّنْيَا ، وَ ل َكِن َّ<br />
خَيْرَك ُمْ مَنْ أ َخَذ َ مِنْ هَذِهِ وَهَذِهِ<br />
:<br />
. {<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ن ِعْمَ ا ل ْمَطِي َّة ُ الد ُّنْيَا ف َارْتَحِل ُوهَا تُبَل ِّغُك ُمْ ا ل ْآخِرَة َ { .<br />
وَذ َم َّ رَ جُ ل ٌ الد ُّنْيَا عِنْدَ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ - ف َق َال َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ الد ُّنْيَا دَ ا رُ صِدْ ق ٍ لِمَنْ صَدَق َهَا ،<br />
وَدَ ا رُ نَ جَاةٍ لِمَنْ ف َه ِمَ عَنْهَا ، وَدَا رُ غِنًى لِمَنْ تَزَو َّدَ مِنْهَا .<br />
وَحَك َىمُق َاتِ ل ٌ أ َن َّ إبْرَ اهِيمَ ا ل ْ خَلِي ل َ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لص َّل َاة ُ وَ الس َّل َامُ<br />
الد ُّنْيَا ؟ ف َقِي ل َ ل َهُ : أ َمْسِكْ عَنْ هَذ َا ف َل َيْسَ ط َل َبُ ا ل ْمَعَا ش ِ مِنْ ط َل َب ِ الد ُّنْيَا .<br />
وَق َال َ سُف ْيَان ُا لث َّوْ ر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - :مَ ك ْتُو بٌ فِي<br />
ا لت َّوْرَاةِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
- ق َال َ :<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
يَا رَب ِّ حَت َّى مَتَى أ َتَرَد َّدُ فِي ط َل َب ِ<br />
إذ َا ك َان َ فِي ا ل ْبَيْتِ بُر ٌّ ف َتَعَب َّدْ وَإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ ف َاط ْل ُبْ ، يَا ا بْنَ آدَمَ حَر ِّكْ يَدَك يُسَب َّبْ ل َك ر ِزْق ُك .<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ<br />
: ل َيْسَ مِنْ ا لر َّغ ْبَةِ فِي الد ُّنْيَا اك ْتِسَابُ مَا يَصُون َ ا ل ْعِرْضَ فِيهَا .<br />
: ل َيْسَ مِنْ ال ْ حِرْص ِ اجْتِل َابُ مَا يَق ُوتُ ا ل ْبَدَن َ .<br />
: ل َا تُتْب ِعْ الد ُّنْيَا وَأ َ ي َّامَهَا ذ َما وَ إ ِن ْ دَارَتْ ب ِكا لد َّ ا ئِرَهْ مِنْ شَرَفِ الد ُّنْيَا وَمِنْ ف َضْلِهَا أ َن َّ ب ِهَا<br />
تُسْتَدْرَكُ ال ْ آخِرَهْ ف َإ ِذ ًا ق َدْ ل َز ِمَ ب ِمَا بَي َّن َّاهُ الن َّظ َرُ فِي أ ُمُور ِ الد ُّنْيَا ف َوَجَبَ سَتْرُ أ َحْوَ الِهَا ، وَال ْك َشْفُ عَنْ ج ِهَةِ ا نْتِظ َامِهَا<br />
وَ اخْتِل َا لِهَا ، لِنَعْل َمَ أ َسْبَابَ صَل َاحِهَا وَف َسَادِهَا ، وَمَوَ اد َّ عُمْرَان ِهَا وَخَرَاب ِهَا ، لِتَنْتَفِيَ عَنْ أ َهْلِهَا شِبْهُال ْ حَيْرَةِ ، وَتَنْ جَلِيَ ل َهُمْ<br />
أ َسْبَابُ ا ل ْخِيَرَةِ ، ف َيَق ْصِدُو ا ا ل ْأ ُمُورَ مِنْ أ َ بْوَا ب ِهَا ، وَ يَعْتَمِدُو ا صَل َاحَ ق َوَ اعِدِهَا وَأ َسْبَا ب ِهَا .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ صَل َاحَ الد ُّنْيَا مُعْتَبَرٌ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
وَالث َّان ِي<br />
:<br />
:<br />
مَا يَصْل ُ حُ ب ِهِ حَال ُ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ مِنْ أ َهْلِهَا .<br />
أ َو َّل ُهُمَا مَا يَنْتَظِمُ ب ِهِ أ ُمُو رُ جُمْل َتهَا .<br />
ف َهُمَا شَيْئ َانِ ل َا صَل َاحَ لِأ َحَدِهِمَا إل َّا ب ِصَاحِب ِهِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ صَل ُ حَتْ حَا ل ُهُ مَعَ ف َسَادِ الد ُّنْيَا وَ اخْتِل َال ِ أ ُمُو ر ِهَا ل َنْ يَعْدَمَ أ َن ْ<br />
يَتَعَد َّى إ ل َيْهِ ف َسَادُهَا ، وَ يَق ْدَحَ فِيهِ اخْتِل َال ُهَا ؛ لِأ َن َّ مِنْهَا مَا يَسْتَمِد ُّ ، وَل َهَا يَسْتَعِد ُّ .<br />
وَمَنْ ف َسَدَتْ حَا ل ُهُ مَعَ صَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَ انْتِظ َام ِ أ ُمُور ِهَا ل َمْ يَج ِدْ لِصَل َاحِهَا ل َذ َّة ً ، وَل َا لِاسْتِق َامَتِهَا أ َث َرًا ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َ دُنْيَا<br />
نَف ْسِهِ ، ف َل َيْسَ يَرَى الص َّل َاحَ إل َّا إذ َا صَل َ حَتْ ل َهُ وَل َا يَ ج ِدُ ا ل ْف َسَادَ إل َّا إذ َا ف َسَدَتْ عَل َيْهِ ؛ لِأ َن َّ نَف ْسَهُ أ َخَص ُّ وَحَا ل َهُ أ َمَس ُّ .<br />
ف َصَارَ نَظ َرُهُ إل َى مَا يَ خُص ُّهُ مَصْرُوف ًا ، وَفِك ْرُهُ عَل َى مَا يَمَس ُّهُ مَوْق ُوف ًا<br />
.<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ الد ُّنْيَا ل َمْ تَك ُنْ ق َط ُّ لِ جَمِيع ِ أ َهْلِهَا مُسْعِدَة ً ، وَل َا عَنْ ك َاف َّةِ ذ َو ِ يهَا مُعْر ِ ضَة ً ؛ لِأ َن َّ إعْرَاضَهَا
عَنْ جَمِيعِه ِمْ عَط َبٌ وَ إ ِسْعَادُهَا لِك َاف َّتِه ِمْ ف َ سَادٌ لِا ئ ْتِل َافِه ِمْ ب ِا لِاخْتِل َافِ وَالت َّبَايُن ِ ، وَا ت ِّف َاقِه ِمْ ب ِا ل ْمُسَاعَدَةِ وَا لت َّعَاوُنِ .<br />
ف َإ ِذ َا تَسَاوَى جَمِيعُهُمْ ل َمْ يَ ج ِدْ أ َحَدُهُمْ إل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ ب ِغَيْر ِهِ سَب ِيل ًا ، وَ ب ِه ِمْ مِنْ ال ْ حَاجَةِوَ ا ل ْعَ جْز ِ مَا وَصَف ْنَا ، ف َيَذ ْهَبُو ا<br />
ضَيْعَة ً وَ يَهْل َك ُو ا عَجْزًا .<br />
وَإ ِذ َا تَبَايَنُوا وَاخْتَل َف ُو ا صَارُوا مُؤْ تَلِفِينَ ب ِا ل ْمَعُو نَةِ مُتَوَ ا صِلِينَ ب ِال ْ حَاجَةِ ؛ لِأ َن َّ ذ َا ال ْ حَاجَةِ وُصُو ل ٌ ، وَال ْمُحْتَاجَ إل َيْهِمَوْ صُو ل ٌ<br />
.<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَل َا يَزَال ُون َ مُ خْتَلِفِينَ إل َّا مَنْ رَحِمَ رَب ُّك وَ لِذ َ لِكَ خَل َق َهُمْ { .<br />
ق َال َ ال ْ حَسَنُ<br />
وَق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
} :<br />
: مُ خْتَلِفِينَ فِي ا لر ِّزْ ق ِ ف َهَذ َا غ َن ِي ٌّ وَهَذ َا ف َقِيرٌ ، وَلِذ َلِكَ خَل َق َهُمْ يَعْن ِي لِلِاخْتِل َافِ ب ِال ْغِنَى وَا ل ْف َق ْر ِ .<br />
وَا َلل َّهُ ف َض َّ ل َ بَعْضَك ُمْ عَل َى بَعْض ٍ فِي ا لر ِّزْ ق ِ<br />
. {<br />
غ َيْرَ أ َن َّ الد ُّنْيَا إذ َا صَل َ حَتْ ك َان َ إسْعَادُهَا مَوْف ُورًا ، وَ إ ِعْرَا ضُهَا مَيْسُورًا .<br />
إل َّا أ َن َّهَا إذ َا مَنَ حَتْ هَنَتْ وَ أ َوْدَعَتْ وَإ ِذ َا اسْتَرَد َّتْ رَف َق َتْ وَأ َ بْق َتْ .<br />
وَإ ِذ َا ف َسَدَتْ الد ُّنْيَا ك َان َ إسْعَادُهَا مَك ْرًا ، وَ إ ِعْرَا ضُهَا غ َدْرًا ؛ لِأ َن َّهَا إذ َا مَنَ حَتْ ك َد َّتْ وَ أ َ تْعَبَتْ ، وَإ ِذ َا اسْتَرَد َّتْ<br />
اسْتَأ ْ صَل َتْ وَأ َجْ حَف َتْ .<br />
وَمَعَ هَذ َا ف َصَل َاحُ الد ُّنْيَامُ صْلِ حٌ لِسَا ئِر ِ أ َهْلِهَا لِوُف ُور ِ أ َمَا نَاتِه ِمْ ، وَظ ُهُور ِ دِ يَا نَا تِه ِمْ .<br />
وَف َسَادُهَامُف ْسِ دٌ لِسَا ئِر ِ أ َهْلِهَا لِقِل َّةِ أ َمَانَا تِه ِمْ ، وَ ضَعْفِ دِ يَا نَا تِه ِمْ .<br />
وَق َدْ وُج ِدَ ذ َلِكَ فِي مَشَاهِدِ ا ل ْحَال ِ تَ جْر ِ بَة ً وَعُرْف ًا ، ك َمَا يَق ْتَضِيهِ دَلِي ل ُ ال ْ حَال ِ تَعْلِيل ًا وَك َشْف ًا ، ف َل َا شَيْءَ أ َ نْف َعُ مِنْ<br />
صَل َاحِهَا ، ك َمَا ل َا شَيْءَ أ َ ضَر ُّ مِنْ ف َسَادِهَا ؛ لِأ َن َّ مَا تَق ْوَى ب ِهِ دِ يَا نَاتُ ا لن َّا س ِ وَتَتَوَف َّرُ أ َمَا نَاتُهُمْ ف َل َا شَيْءَ أ َحَق ُّ ب ِهِ نَف ْعًا ،<br />
ك َمَا أ َن َّ مَا ب ِهِ تَضْعُفُدِ يَا نَا تُهُمْ وَ تَذ ْهَبُ أ َمَا نَاتُهُمْ ف َل َا شَيْءَ أ َجْدَرُ ب ِهِ ضَرَرًا .<br />
وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ يْدٍ : ا لن َّا سُ مِث ْ ل ُ زَمَا ن ِه ِمْ ق َ د ُّ ال ْ حِذ َ اءِ عَل َى مِث َالِهْ<br />
وَ ر ِجَال ُ دَهْر ِك مِث ْ ل ُ دَهْر ِك فِي تَق َل ُّب ِهِ وَحَالِهْ وَك َذ َا إذ َا ف َسَدَ ا لز َّمَان ُ جَرَى ا ل ْف َسَادُ عَل َى ر ِجَالِهْ<br />
:<br />
.<br />
وَ إ ِذ ْ ق َدْ بَل َغ َ ب ِنَا ال ْق َوْل ُ إل َى ذ َلِكَ ، ف َسَنَبْدَ أ ُ ب ِذِك ْر ِ مَا يُصْلِ حُ الد ُّنْيَا ، ث ُ م َّ نَتْل ُوهُ ب ِوَ صْفِ مَا يَصْل ُ حُ ب ِهِ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ فِيهَا .<br />
اعْل َمْ أ َن َّ مَا ب ِهِ تَصْل ُ حُ الد ُّنْيَا حَت َّى تَصِيرَ أ َحْوَا ل ُهَا مُنْتَظِمَة ً ، وَ أ ُمُو رُهَا مُل ْتَئِمَة ً ، سِت َّة ُ أ َشْيَاءَ هِيَ ق َوَ اعِدُهَا ، وَ إ ِن ْ تَف َر َّعَتْ ،<br />
وَهِيَ : دِ ينٌمُت َّبَعٌوَ سُل ْط َان ٌ ق َاهِرٌ وَعَدْل ٌ شَامِ ل ٌ وَ أ َمْنٌ عَام ٌّ وَخِصْبٌدَ ائِ مٌ وَ أ َمَ ل ٌ ف َسِي حٌ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْأ ُول َى ف َه ِيَ الد ِّ ينُ ا ل ْمُت َّبَعُ ف َلِأ َ ن َّهُ يَصْر ِفُ ا لن ُّف ُو سَ عَنْ شَهَوَا تِهَا ، وَ يَعْطِفُ ا ل ْق ُل ُوبَ عَنْ إرَادَتِهَا ، حَت َّى<br />
يَصِيرَ ق َاهِرًا لِلس َّرَ ا ئِر ِ ، زَاج ِرًا لِلض َّمَائِر ِ ، رَقِيبًا عَل َى ا لن ُّف ُو س ِ فِي خَل َوَا تِهَا ، نَصُوحًا ل َهَا فِي مُلِم َّاتِهَا .<br />
وَهَذِهِ ال ْأ ُمُو رُ ل َا يُو صَ ل ُ ب ِغَيْر ِ ا لد ِّ ين ِ إل َيْهَا ، وَل َا يَصْل ُ حُ ا لن َّا سُ إل َّا عَل َيْهَا .<br />
ف َك َأ َن َّ الد ِّ ينَ أ َق ْوَى ق َاعِدَةٍ فِي صَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَ اسْتِق َامَتِهَا ، وَأ َجْدَى ال ْأ ُمُورَ نَف ْعًا فِي ا نْتِظ َامِهَا وَسَل َامَتِهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ل َمْ يُ خْ ل ِ ا لل َّهُ تَعَا ل َى خَل ْق َهُ ، مُذ ْ ف َط َرَهُمْ عُق َل َاءَ ، مِنْ تَك ْلِيفٍ شَرْعِي ٍّ ، وَ اعْتِق َادٍ دِ ين ِي ٍّ يَنْق َادُون َ لِحُك ْمِهِ ف َل َا<br />
تَ خْتَلِفُ ب ِه ِمْا ل ْآ رَ اءُ ، وَيَسْتَسْلِمُون َ لِأ َمْر ِهِ ف َل َا تَتَصَر َّفُ ب ِه ِمْ ال ْأ َهْوَاءُ .<br />
وَإ ِن َّمَا اخْتَل َفَ ا ل ْعُل َمَاءُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمْ ، فِيا ل ْعَق ْ ل ِ وَ الش َّرْ ع ِ هَل ْ جَاءَا مَ ج ِيئ ًا وَاحِدًا ، أ َمْ سَبَقَ ال ْعَق ْل ُ ث ُ م َّ تَب ِعَهُ ا لش َّرْ عُ ؟<br />
ف َق َال َتْ ط َا ئِف َ ٌة<br />
وَق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى<br />
: جَاءَ ال ْعَق ْل ُ وَا لش َّرْ عُ مَعًا مَج ِيئ ًا وَاحِدًا ل َمْ يَسْب ِقْ أ َحَدُهُمَا صَاحِبَهُ .<br />
: سَبَقَ ال ْعَق ْل ُ ث ُ م َّ تَب ِعَهُ ا لش َّرْ عُ ؛ لِأ َن َّ ب ِك َمَال ِا ل ْعَق ْ ل ِ يُسْتَدَل ُّ عَل َى صِ ح َّةِ ا لش َّرْ ع ِ .
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } أ َيَحْسَبُ ال ْإ ِنْسَا ُن أ َن ْ يُتْرَكَ سُدًى { .<br />
وَذ َ لِكَ ل َا يُوجَدُ مِنْهُ إل َّا عِنْدَ ك َمَال ِ عَق ْلِهِ ، ف َث َبَتَ أ َن َّ الد ِّ ينَ مِنْ أ َق ْوَى ا ل ْق َوَ اعِدِ فِي صَل َاح ِ ا لد ُّنْيَا ، وَهُوَ ال ْف َرْدُ ا ل ْأ َوْحَدُ<br />
فِي صَل َاح ِ ا ل ْآخِرَةِ .<br />
وَمَا ك َان َ ب ِهِ صَل َاحُ الد ُّنْيَا<br />
وَال ْآخِرَةِف َ حَقِيقٌ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهِ مُتَمَس ِّك ًا وَعَل َيْهِ مُحَافِظ ًا ، وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْأ َدَبُ أ َدَ بَانِ<br />
وَ أ َدَبُ سِيَاسَةٍ .<br />
ف َأ َدَبُ الش َّر ِ يعَةِ مَا أ َد َّى ا ل ْف َرْضَ ، وَ أ َدَبُ ا لس ِّيَاسَةِ مَا عَمَرَ ا ل ْأ َرْضَ .<br />
:<br />
:<br />
أ َدَبُ شَر ِ يعَةٍ<br />
وَكِل َاهُمَا يَرْج ِعُ إل َى ا ل ْعَدْل ِ ال َّذِي ب ِهِ سَل َامَة ُ ا لس ُّل ْط َانِ ، وَعِمَارَة ُ ال ْبُل ْدَانِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ تَرَكَ ال ْف َرْضَ ف َق َدْ ظ َل َمَ نَف ْسَهُ ، وَمَنْ<br />
خَر َّبَا ل ْأ َرْضَ ف َق َدْ ظ َل َمَ غ َيْرَهُ .<br />
وَق َال َ سَعِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ مَا صِ ح َّة ٌ أ َبَدًا ب ِنَافِعَةٍ حَت َّى يَصِ ح َّ الد ِّ ينُ وَال ْ خُل ُقُ<br />
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
:<br />
ف َه ِيَسُل ْط َان ٌ ق َاهِرٌ تَتَأ َ ل َّفُ مِنْ رَهْبَتِهِ ال ْأ َهْوَاءُ ا ل ْمُ خْتَلِف َة ُ ، وَتَ جْتَمِعُ لِهَيْبَتِهِ ا ل ْق ُل ُوبُ ا ل ْمُتَف َر ِّق َة ُ ،<br />
وَ تَك ُف ُّ ب ِسَط ْوَ تِهِ ال ْأ َيْدِي ا ل ْمُتَغَا لِبَة ُ ، وَ تَمْتَن ِعُ مِنْ خَوْفِهِ ا لن ُّف ُو سُا ل ْعَادِ يَة ُ ؛ لِأ َن َّ فِي طِبَا ع ِ ا لن َّا س ِ مِنْ حُب ِّا ل ْمُغَا ل َبَةِ عَل َى مَا<br />
آ ث َرُوهُ وَا ل ْق َهْر ِ لِمَنْ عَانَدُوهُ ، مَا ل َا يَنْك َف ُّون َ عَنْهُ إل َّا ب ِمَان ِع ٍ ق َو ِي ٍّ ، وَرَ ادِ ع ٍ<br />
وَق َدْ أ َف ْصَ حَ ال ْمُتَنَب ِّي ب ِذ َلِكَ فِي ق َوْ لِهِ<br />
مَلِي ٍّ .<br />
:<br />
ل َا يَسْل َمُ ا لش َّرَفُ ا لر َّفِيعُ مِنْ ال ْأ َذ َى حَت َّى يُرَا قَ عَل َى جَوَا ن ِب ِهِ ا لد َّمُ وَالظ ُّل ْمُ مِنْ شِيَم ِ<br />
ا لن ُّف ُو س ِ ف َإ ِن ْ تَ ج ِدْ ذ َا عِف َّةٍ ف َلِعِل َّةٍ ل َا يَظ ْلِمُ وَهَذِهِ ا ل ْعِل َّة ُ ا ل ْمَا ن ِعَة ُ مِنْ ا لظ ُّل ْم ِ ل َا تَخْل ُو مِنْ أ َحَدِ أ َرْ بَعَةِ أ َشْيَاءَ<br />
أ َوْ دِ ينٌ حَا ج ِرٌ ، أ َوْسُل ْط َان ٌرَ ادِ عٌ ، أ َوْ عَجْزٌ صَاد ٌّ<br />
:<br />
.<br />
.<br />
إم َّا عَق ْ ل ٌ زَا ج ِرٌ ،<br />
ف َإ ِذ َا تَأ َم َّل ْتهَا ل َمْ تَج ِدْ خَامِسًا يَق ْتَر ِن ُ ب ِهَا وَرَهْبَة ُ الس ُّل ْط َانِ أ َبْل َغُهَا ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ وَالد ِّينَ رُب َّمَا ك َانَا مَضْعُوف َيْن ِ ، أ َوْ ب ِدَوَ اعِي<br />
ال ْهَوَى مَغْل ُو بَيْن ِ<br />
ف َتَك ُون ُ رَهْبَة ُ ا لس ُّل ْط َانِ أ َشَد َّ زَجْرًا وَأ َق ْوَى رَدْعًا<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
.<br />
} :<br />
: أ َ ن َّهُ ق َال َ : } الس ُّل ْط َان ُ ظِ ل ُّ ا لل َّهِ فِيا ل ْأ َرْض ِ يَأ ْو ِي إل َيْهِ ك ُ ل ُّ مَظ ْل ُوم ٍ { .<br />
إن َّ ا لل َّهَ ل َيَزَ عُ ب ِا لس ُّل ْط َانِ أ َك ْث َرَ مِم َّا يَزَ عُ ب ِا ل ْق ُرْآنِ<br />
. {<br />
} :<br />
{<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إن َّ لِل َّهِ حُر َّاسًا فِي الس َّمَاءِ وَحُر َّاسًا فِيا ل ْأ َرْض ِ ، ف َ حُر َّاسُهُ فِي<br />
ا لس َّمَاءِا ل ْمَل َائِك َة ُ ، وَحُر َّ اسُهُ فِيا ل ْأ َرْض ِ ال َّذِينَ يَق ْب ِضُون َ أ َرْزَاق َهُمْ يَذ ُ ب ُّون َ عَنْ ا لن َّا س ِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
ا لش َّر ِّ خَيْرٌ { .<br />
وَق َال َ أ َبُو هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : } سُب َّتْ ا ل ْعَجَمُ بَيْنَ يَدَيْ<br />
رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َنَهَى عَنْ ذ َلِكَ وَق َال َ<br />
:<br />
. {<br />
ال ْإ ِمَامُال ْ جَائِرُ خَيْرٌ مِنْ ا ل ْفِتْنَةِ ، وَك ُ ل ٌّ ل َا خَيْرَ فِيهِ ، وَفِي بَعْض ِ<br />
ل َا تَسُب ُّوهَا ف َإ ِن َّهَا عَم َّرَتْ ب ِل َادَ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ف َعَا شَ فِيهَا عِبَادُ ا لل َّهِ<br />
تَعَال َى<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : الس ُّل ْط َان ُ فِي نَف ْسِهِ إمَامٌ مَتْبُوعٌ ، وَفِي سِيرَ تِهِ دِ ينٌمَ شْرُو عٌ ، ف َإ ِن ْ ظ َل َمَ ل َمْ يَعْدِل ْ أ َحَدٌ فِي حُك ْم ٍ ،<br />
وَ إ ِن ْ عَدَل َ ل َمْ يَجْسُرْ أ َحَدٌ عَل َى ظ ُل ْم ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
.<br />
:<br />
إن َّ أ َق ْرَبَ الد َّعَوَاتِ مِنْ ا ل ْإ ِجَا بَةِ دَعْوَة ُ الس ُّل ْط َانِ الص َّالِ ح ِ ، وَأ َوْل َى ال ْ حَسَنَاتِب ِا ل ْأ َجْر ِ وَا لث َّوَ اب ِ أ َمْرُهُ
وَ نَهْيُهُ فِي وُجُوهِ ا ل ْمَصَالِ ح ِ .<br />
ف َهَذِهِ آ ث َا رُ الس ُّل ْط َانِ فِي أ َحْوَ ال ِ الد ُّنْيَا وَمَا يَنْتَظِمُ ب ِهِ أ ُمُو رُهَا .<br />
ث ُ م َّ لِمَا فِي ا لس ُّل ْط َانِ مِنْ حِرَ اسَةِ ا لد ِّ ين ِ وَالد ُّنْيَا وَا لذ َّب ِّ عَنْهُمَا وَدَف ْع ِ ال ْأ َهْوَاءِ مِنْهُ ، وَحِرَ اسَةِ ا لت َّبْدِي ل ِ فِيهِ ، وَزَجْر ِ مَنْ<br />
شَ ذ َّ عَنْهُ ب ِارْتِدَ ادٍ ، أ َوْ بَغَى فِيهِ ب ِعِنَادٍ ، أ َوْ سَعَى فِيهِ ب ِف َسَادٍ .<br />
وَهَذِهِ أ ُمُو رٌ إن ْ ل َمْ تَنْ حَسِمْ عَنْ ا لد ِّ ين ِ ب ِسُل ْط َانٍ ق َو ِي ٍّ وَر ِعَا يَةٍ وَ افِيَةٍ أ َسْرَ عَ فِيهِ تَبْدِي ل ُ ذ َو ِي ال ْأ َهْوَاءِ ، وَتَحْر ِيفُ ذ َو ِي<br />
ال ْ آرَ اءِ ، ف َل َيْسَ دِ ينٌ زَال َ سُل ْط َا نُهُ إل َّا بُد ِّل َتْ أ َحْك َامُهُ ، وَط ُمِسَتْ أ َعْل َامُهُ .<br />
وَك َان َ لِك ُ ل ِّ زَعِيم ٍ فِيهِ ب ِدْعَة ٌ ، وَ لِك ُ ل ِّ عَصْر ٍ فِيهِ و ِهَا يَة ُ أ َث َر ٍ .<br />
ك َمَا أ َن َّ ا لس ُّل ْط َان َ إن ْ ل َمْ يَك ُنْ عَل َى دِ ين ٍ تَ جْتَمِعُ ب ِهِ ا ل ْق ُل ُوبُ حَت َّى يَرَى أ َهْل ُهُ ا لط َّاعَة َ فِيهِ ف َرْ ضًا ، وَالت َّنَاصُرَ عَل َيْهِ حَتْمًا ،<br />
ل َمْ يَك ُنْ لِلس ُّل ْط َانِل ُبْث ٌ وَل َا لِأ َ ي َّامِهِ صَف ْوٌ ، وَك َان َ سُل ْط َان َ ق َهْر ٍ ، وَمَف ْسَدَة َ دَهْر ٍ .<br />
وَمِنْ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ وَجَبَ إق َامَة ُ إمَام ٍ يَك ُون ُ سُل ْط َان َ ا ل ْوَق ْتِ وَزَعِيمَ ا ل ْأ ُم َّةِ لِيَك ُون َ ا لد ِّ ينُ مَحْرُوسًا ب ِسُل ْط َا ن ِهِ ، وَا لس ُّل ْط َان ُ<br />
جَار ِيًا عَل َى سُنَن ِ ا لد ِّ ين ِ وَ أ َحْك َامِهِ .<br />
ق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ :ا ل ْمُل ْكُ ب ِا لد ِّ ين ِ يَبْق َى ، وَا لد ِّ ينُ ب ِال ْمُل ْكِ يَق ْوَى .<br />
وَ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ هَل ْ وَجَبَ ذ َلِكَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ ب ِالش َّرْ ع ِ .<br />
ف َق َال َتْ ط َا ئِف َ ٌة : وَجَبَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ<br />
مَعْل ُومٌ مِنْ حَال ِ ال ْعُق َل َاءِ عَل َى اخْتِل َافِه ِمْ ، ا ل ْف َزَ عُ إل َى زَعِيم ٍ مَنْدُوب ٍ لِلن َّظ َر ِ فِي مَصَالِ حِه ِمْ .<br />
وَذ َهَبَ آخَرُون َ إل َى وُجُو ب ِهِ ب ِا لش َّرْ ع ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَق ْصُودَ ب ِال ْإ ِمَام ِ ا ل ْقِيَامُ ب ِأ ُمُور ٍ شَرْعِي َّةٍ ، ك َإ ِق َامَةِ ال ْ حُدُودِ وَ اسْتِيف َاءِ ال ْ حُق ُو ق ِ ،<br />
وَق َدْ ك َان َ يَ جُو زُ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْهَا ب ِأ َن ْ ل َا يُرَادَ الت َّعَب ُّ دُ ب ِهَا ف َب ِأ َن ْ يَ جُوزَ ا لِاسْتِغْنَاءِ عَم َّا يُرَ ادُ إل َّا ل َهَا<br />
وَعَل َى هَذ َا اخْتَل َف ُو ا فِي وُجُوب ِ بَعْث َةِ ال ْأ َنْب ِيَاءِ .<br />
ف َمَنْ ق َال َ ب ِوُجُوب ِ ذ َلِكَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ، ق َال َ ب ِوُجُوب ِ بَعْث َةِ ال ْأ َنْب ِيَاءِ .<br />
أ َوْل َى .<br />
. {<br />
} :<br />
وَمَنْ ق َال َ ب ِوُجُوب ِ ذ َ لِكَ ب ِالش َّرْ ع ِ ، مَنَعَ مِنْ وُجُوب ِ بَعْث َةِ ال ْأ َنْب ِيَاءِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َم َّا ك َان َا ل ْمَق ْصُودُب ِبَعْث َتِه ِمْ تَعْر ِ يفُ ا ل ْمَصَالِ ح ِ<br />
ا لش َّرْعِي َّةِ ، وَك َان َ يَ جُو زُ مِنْ ا ل ْمُك َل َّفِينَ أ َن ْ ل َا تَك ُون َ هَذِهِ ا ل ْأ ُمُو رُ مُصْلِ حَة ً ل َهُمْ ، ل َمْ يَ ج ِبْ بَعْث َة ُ ال ْأ َنْب ِيَاءِ إل َيْه ِمْ .<br />
ف َأ َم َّا إق َامَة ُ إمَامَيْن ِ أ َوْ ث َل َا ث َةٍ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ ، وَ بَل َدٍ وَ احِدٍ ف َل َا يَ جُو زُ إجْمَاعًا .<br />
ف َأ َم َّا فِي بُل ْدَ ان َ شَت َّى وَ أ َمْصَار ٍ مُتَبَاعِدَةٍ ف َق َدْ ذ َهَبَتْ ط َا ئِف َة ٌ شَاذ َّة ٌ إل َى جَوَاز ِ ذ َلِكَ ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِمَامَمَنْ دُو بٌ لِل ْمَصَالِ ح ِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َا ث ْنَيْن ِ فِي بَل َدَ يْن ِ أ َوْ نَاحِيَتَيْن ِ ك َان َ ك ُ ل ُّ وَ احِدٍ مِنْهُمَا أ َق ْوَمَ ب ِمَا فِي يَدَ يْهِ ، وَأ َ ضْبَط َ لِمَا يَلِيهِ .<br />
} :<br />
.<br />
وَ لِأ َن َّهُ ل َم َّا جَازَ بَعْث َة ُ نَب ِي َّيْن ِ فِي عَصْر ٍ وَ احِدٍ وَل َمْ يُؤَد ِّ ذ َ لِكَ إل َى إ بْط َال ِ الن ُّبُو َّةِ ، ك َانَتْ ال ْإ ِمَامَة ُ أ َوْل َى وَل َا يُؤَد ِّي ذ َ لِكَ إل َى<br />
إ بْط َال ِ ال ْإ ِمَامَةِ .<br />
وَذ َهَبَ ال ْ جُمْهُو رُ إل َى أ َن َّ إق َامَة َ إمَامَيْن ِ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ ل َا يَ جُو زُ شَرْعًا لِمَا رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ<br />
ق َال َ إذ َا بُوي ِعَ أ َمِيرَ انِ ف َاق ْتُل ُو ا أ َحَدَهُمَا<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إذ َا وَل َّيْتُمْ أ َ بَا بَك ْر ٍ تَ ج ِدُوهُ ق َو ِيا فِي دِ ين ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ضَعِيف ًا فِي<br />
بَدَ ن ِهِ<br />
وَإ ِذ َا وَل َّيْتُمْ عُمَرَ تَ ج ِدُوهُ ق َو ِيا فِي دِ ين ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ق َو ِيا فِي بَدَ ن ِهِ ، وَ إ ِن ْ وَل َّيْتُمْ عَلِيا تَج ِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيا<br />
ف َبَي َّنَ ب ِظ َاهِر ِ هَذ َا ال ْك َل َام ِ أ َن َّ إق َامَة َ جَمِيعِه ِمْ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ ل َا يَصِ ح ُّ ، وَ ل َوْ صَ ح َّ ل َأ َشَارَ إ ل َيْهِ ، وَل َنَب َّهَ عَل َيْهِ<br />
. {<br />
.
وَا َل َّذِي يَل ْزَمُ سُل ْط َان َ ا ل ْأ َمَةِ مِنْ أ ُمُو ر ِهَا سَبْعَة ُ أ َشْيَاءَ : أ َحَدُهَا : حِف ْظ ُ ا لد ِّ ين ِ مِنْ تَبْدِي ل ٍ فِيهِ ،وَ ال ْ حَث ُّ عَل َى ا ل ْعَمَ ل ِ ب ِهِ مِنْ<br />
غ َيْر ِ إهْمَال ٍ ل َهُ .<br />
وَالث َّان ِي : حِرَاسَة ُا ل ْبَيْضَةِ وَ ال ذ َّب ُّ عَنْ ا ل ْأ ُم َّةِ مِنْ عَ دُو ٍّ فِي ا لد ِّ ين ِ أ َوْ بَاغِي نَف ْس ٍ أ َوْ مَال ٍ .<br />
وَالث َّالِث ُ<br />
: عِمَارَة ُ ال ْبُل ْدَانِ ب ِاعْتِمَادِ مَصَا لِحِهَا ، وَ تَهْذِيب ِ سُبُلِهَا وَمَسَالِكِهَا .<br />
وَالر َّاب ِعُ : تَق ْدِ يرُ مَا يَتَوَ ل َّاهُ مِنْ ال ْأ َمْوَال ِ ب ِسُنَن ِ الد ِّ ين ِ مِنْ غ َيْر ِ تَ حْر ِ يفٍ فِي أ َخْذِهَا وَ إ ِعْط َا ئِهَا<br />
وَ ال ْ خَامِسُ : مُعَا نَاة ُ ا ل ْمَظ َا لِم ِ وَال ْأ َحْك َام ِ ب ِا لت َّسْو ِ يَةِ بَيْنَ أ َهْلِهَا وَاعْتِمَادِ ا لن َّصَف َةِ فِي ف َصْلِهَا .<br />
وَ الس َّادِ سُ<br />
.<br />
:<br />
إق َامَة ُ ا ل ْحُدُودِ عَل َى مُسْتَحِق ِّهَا مِنْ غ َيْر ِ تَ جَاوُز ٍ فِيهَا ، وَل َا تَق ْصِير ٍ عَنْهَا .<br />
وَ الس َّا ب ِعُ : اخْتِيَا رُ خُل َف َا ئِهِ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ أ َن ْ يَك ُونُوا مِنْ أ َهْ ل ِ ال ْكِف َا يَةِ<br />
} :<br />
. {<br />
فِيهَا ، وَ ال ْأ َمَا نَةِ عَل َيْهَا .<br />
ف َإ ِذ َا ف َعَ ل َ مَنْ أ َف ْضَى إ ل َيْهِ سُل ْط َان ُ ا ل ْأ ُم َّةِ مَا ذ َك َرْنَا مِنْ هَذِهِ ال ْأ َشْيَاءِ الس َّبْعَةِ ك َان َ مُؤَد ِّيًا لِ حَق ِّ ا لل َّهِ تَعَا ل َى فِيه ِمْ ، مُسْتَوْج ِبًا<br />
لِط َاعَتِه ِمْ وَمُنَاصَ حَتِه ِمْ ، مُسْتَ حِقًّا لِصِدْ ق ِ مَيْلِه ِمْ وَمَحَب َّتِه ِمْ .<br />
وَ إ ِن ْ ق َص َّرَ عَنْهَا ، وَل َمْ يَق ُمْ ب ِحَق ِّهَا وَوَ اج ِب ِهَا ، ك َان َ ب ِهَا مُؤَاخَذ ًا ث ُ م َّ هُوَ مِنْ ا لر َّعِي َّةِ عَل َى اسْتِبْط َانِ مَعْصِيَةٍ وَمَق ْتٍ<br />
يَتَرَب َّصُون َ ا ل ْف ُرَصَ لِإ ِظ ْهَار ِهِمَا وَيَتَوَق َّعُون َ الد َّوَ ا ئِرَ لِإ ِعْل َا ن ِه ِمَا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ق ُل ْ هُوَ ا ل ْق َادِرُ عَل َى أ َن ْ يَبْعَث َ عَل َيْك ُمْ عَذ َابًا مِنْ ف َوْقِك ُمْ أ َوْ مِنْ تَ حْتِأ َرْجُلِك ُمْ أ َوْ يَل ْب ِسَك ُمْ<br />
شِيَعًا<br />
وَفِي ق َوْله تَعَال َى } عَذ َابًا مِنْ ف َوْقِك ُمْ أ َوْ مِنْ تَ حْتِأ َرْجُلِك ُمْ { تَأ ْو ِ يل َانِ : أ َحَدُهُمَا أ َن َّ ا ل ْعَذ َابَ ال َّذِي هُوَ مِنْ ف َوْقِه ِمْ أ ُمَرَ اءُ<br />
ا لس ُّوءِ ، وَا َل َّذِي مِنْ تَ حْتِ أ َرْجُلِه ِمْ عَب ِيدُ الس ُّوءِ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْعَذ َابَ ال َّذِي هُوَ مِنْ ف َوْقِه ِمْ ا لر َّجْمُ ، وَا َل َّذِي مِنْ تَحْتِ أ َرْجُلِه ِمْ ال ْخَسْفُ ،<br />
.<br />
}<br />
وَهَذ َا ق َوْل ُ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْن ِ جُبَيْر ٍ .<br />
وَفِي ق َوْله تَعَال َى أ َوْ يَل ْب ِسَك ُمْ شِيَعًا { تَأ ْو ِ يل َانِ : أ َحَدُهُمَا : أ َ ن َّهُ ال ْأ َهْوَاءُ ال ْمُخْتَلِف َة ُ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ<br />
عَنْهُمَا<br />
وَالث َّان ِي<br />
.<br />
: أ َ ن َّهُ ا ل ْفِتَنُ وَا لِاخْتِل َاط ُ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ مُ جَاهِدٍ .<br />
} :<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَا مِنْ أ َمِير ٍ عَل َى عَشَرَةٍ إل َّا وَهُوَ يَج ِيءُ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِمَغْل ُول َة ٌ يَدَ اهُ<br />
إل َى عُنُقِهِ حَت َّى يَك ُون َ عَمَل ُهُ هُوَ ال َّذِي يُط ْلِق ُهُ أ َوْ يُو ب ِق ُهُ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَك ُمْ ، وَتَل ْعَنُونَهُمْ وَيَل ْعَنُونَك ُمْ<br />
. {<br />
. {<br />
:<br />
} خَيْرُ أ َ ئِم َّتِك ُمْ ال َّذِ ينَ تُ حِب ُّونَهُمْ وَيُحِب ُّونَك ُمْ ، وَشَر ُّ أ َ ئِم َّتِك ُمْ ال َّذِينَ<br />
وَهَذ َا صَحِي حٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ إذ َا ك َان َ ذ َا خَيْر ٍ أ َحَب َّهُمْ وَأ َحَب ُّوهُ ، وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َا شَر ِّأ َ بْغَضَهُمْ وَأ َ بْغَضُوهُ .<br />
وَق َدْ ك َتَبَ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إل َى سَعْدِ بْن ِ أ َب ِي وَق َّاص ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى إذ َا أ َحَب َّ عَبْدًا<br />
حَب َّبَهُ إل َى خَل ْقِهِ ، ف َاعْر ِفْ مَنْز ِل َتَك مِنْ ا لل َّهِ تَعَال َى ب ِمَنْز ِل َتِك مِنْ الن َّا س ِ ، وَاعْل َمْ أ َن َّ مَا ل َك عِنْدَ ا لل َّهِ مِث ْ ل ُ مَا لِل َّهِ عِنْدَك .<br />
ف َك َان َ هَذ َا مُوَض ِّحًا لِمَعْنَى مَا ذ َك َرْنَا .<br />
وَ أ َصْ ل ُ هَذ َا أ َن َّ خَشْيَة َ ا لل َّهِ تَبْعَث ُ عَل َى ط َاعَتِهِ فِي خَل ْقِهِ ، وَط َاعَتُهُ فِي خَل ْقِهِ تَبْعَث ُ عَل َى مَ حَب َّتِهِ ، ف َلِذ َلِكَ ك َانَتْ مَ حَب َّتُهُمْ<br />
دَ لِيل ًا عَل َى خَيْر ِهِ وَخَشْيَتِهِ ، وَ بُغْضُهُمْ دَ لِيل ًا عَل َى شَر ِّهِ وَقِل َّةِ مُرَ اق َبَتِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ لِبَعْض ِ خُل َف َا ئِهِ أ ُوصِيك أ َن ْ تَخْشَى ا لل َّهَ فِي الن َّا س ِ ، وَل َا تَخْشَى ا لن َّا سَ فِي<br />
ا لل َّهِ .<br />
:
:<br />
:<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ لِبَعْض ِ جُل َسَا ئِهِ : إن ِّي أ َخَافُ ا لل َّهَ فِيمَا تَق َل َّدْت .<br />
ف َق َال َ ل َهُ ل َسْت أ َخَافُ عَل َيْك أ َن ْ تَ خَافَ ا لل َّهَ وَإ ِن َّمَا أ َخَافُ عَل َيْك أ َن ْ ل َا تَ خَافَ ا لل َّهَ .<br />
وَهَذ َا وَاضِ حٌ ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَا ئِفَ مِنْ<br />
ا لل َّهِ تَعَا ل َىمَأ ْمُون ٌ ك َا َل َّذِي رُو ِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ لِأ َب ِي مَرْيَمَ الس َّل ُو لِي ِّ ، وَك َان َ هُوَ ال َّذِي<br />
ق َتَ ل َ أ َخَاهُ زَيْدًا<br />
ق َال َ أ َف َيَمْنَعُن ِي ذ َ لِكَ حَقًّا ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:وَا َلل َّهِ إن ِّي ل َا أ ُحِب ُّك حَت َّى تُ حِب َّ ال ْأ َرْضُ الد َّمَ .<br />
ل َا .<br />
:<br />
ف َل َا ضَيْرَ ، إن َّمَا يَأ ْسَى عَل َى ال ْ حُب ِّ ا لن ِّسَاءُ .<br />
وَرَوَى عَبْدُ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ مُ حَم َّدٍ ق َال َ : أ َ صْدَ قَ ط َل ْ حَة ُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ أ ُم َّ ك ُل ْث ُوم ٍ ب ِنْتَ أ َب ِي بَك ْر ٍ مِا ئ َة َ أ َل ْفِ دِرْهَم ٍ ، وَهُوَ أ َو َّل ُ<br />
مَنْ أ َ صْدَ قَ هَذ َا ا ل ْق َدْرَ ، ف َمَر َّ ب ِا ل ْمَال ِ عَل َى عُمَرَ بْن ِ ال ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َق َال َ<br />
ا بْنَةِ أ َب ِي بَك ْر ٍ ف َق َال َ : أ َدْخِل ُوهُ بَيْتَ ا ل ْمَال ِ .<br />
ف َأ ُخْب ِرَ ب ِذ َلِكَ ط َل ْ حَة ُ وَقِي ل َ ل َهُ<br />
: ك َل ِّمْهُ فِي ذ َ لِكَ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ف َق َال َ<br />
ق َال َ ف َل َم َّا أ َ صْبَ حَ عُمَرُ أ َمَرَ ب ِا ل ْمَال ِ ف َدُفِعَ إل َى أ ُم ِّ ك ُل ْث ُوم ٍ<br />
.<br />
مَا هَذ َا ؟ ق َال ُوا : صَدَ ا قُ أ ُم ِّ ك ُل ْث ُوم ٍ<br />
مَا أ َنَا ب ِف َاعِ ل ٍ ، ل َئِنْ ك َان َ عُمَرُ يَرَى ل َهُ فِيهِ حَقًّا ل َا يَرُد ُّهُ لِك َل َامِي ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ل َا يَرَى فِيهِ حَقًّا ل َيَرُد َّ ن َّهُ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ الر َّشِيدَ حَبَسَ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َك َتَبَ عَل َى حَا ئِطِ ال ْ حَبْس ِ<br />
:<br />
أ َمَا وَا َلل َّهِ إن َّ ا لظ ُّل ْمَ شُؤْمٌ وَمَا زَ ال َ ا ل ْمُسِيءُ هُوَ<br />
ا لظ َّل ُومُ إل َى دَ ي َّانِ يَوْم ِ الد ِّ ين ِ نَمْضِي وَعِنْدَ ا لل َّهِ تَجْتَمِعُ ال ْخُصُومُ سَتَعْل َمُ فِي ا ل ْمَعَادِ إن ْ ال ْتَق َيْنَا غ َدًا عِنْدَ ا ل ْمَلِيكِ مَنْ<br />
ا لظ َّل ُومُ ف َأ ُخْب ِرَ ا لر َّشِيدُ ب ِذ َ لِكَ ف َبَك َى بُك َاءً شَدِ يدً ا ، وَدَعَا ب ِأ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َاسْتَ حَل َّهُ وَوَهَبَ ل َهُ أ َ ل ْفَ دِ ينَار ٍ وَ أ َط ْل َق َهُ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
:<br />
ف َه ِيَ عَدْ ل ٌ شَامِ ل ٌ يَدْعُو إل َىا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ، وَ يَبْعَث ُ عَل َى ا لط َّاعَةِ ، وَ تَتَعَم َّرُ ب ِهِ ا ل ْب ِل َادُ ، وَتَنْمُو ب ِهِا ل ْأ َمْوَال ُ ،<br />
وَ يَك ْث ُرُ مَعَهُ الن َّسْ ل ُ ، وَيَأ ْمَنُ ب ِهِ الس ُّل ْط َان ُ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ال ْمَرْزُبَان ُ لِعُمَرَ ، حِينَ رَآهُ وَق َدْ نَامَ مُتَبَذ ِّل ًا : عَدَل ْت ف َأ َمِنْت ف َن ِمْت .<br />
وَ ل َيْسَ شَ يْءٌ أ َسْرَ عُ فِي خَرَاب ِا ل ْأ َرْض ِ وَل َا أ َف ْسَدُ لِضَمَا ئِر ِا ل ْ خَل ْق ِ مِنْ ال ْ جَوْر ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َيْسَ يَقِفُ عَل َى حَ د ٍّ وَل َا يَنْتَه ِي إل َى<br />
غ َا يَةٍ ، وَ لِك ُ ل ِّ جُزْءٍ مِنْهُ قِ سْط ٌ مِنْ ا ل ْف َسَادِ حَت َّىيَسْتَك ْمِ ل َ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ف َأ َم َّاا ل ْمُنْ ج ِيَاتُ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
{ث َل َا ث ٌمُنْ ج ِيَا تٌ ،وَث َل َا ث ٌمُهْلِ ك َا تٌ .<br />
} ب ِئ ْسَ ا لز َّادُ إل َى ا ل ْمَعَادِ ، ال ْعُدْوَان ُ عَل َى ا ل ْعِبَادِ { .<br />
ف َال ْعَدْل ُ فِي ا ل ْغَضَب ِ وَالر ِّضَا ، وَخَشْيَة ُ ا لل َّهِ فِي الس ِّر ِّ وَا ل ْعَل َا ن ِيَةِ ، وَال ْق َصْدُ فِي ال ْغِنَى وَال ْف َق ْر ِ .<br />
وَأ َم َّاا ل ْمُهْلِك َاتُ : ف َشُ ح ٌّ مُط َا عٌ ، وَهَوًىمُت َّبَعٌ ، وَ إ ِعْ جَابُ ا ل ْمَرْءِ ب ِنَف ْسِهِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّال ْإ ِسْك َنْدَرَ ق َال َ لِحُك َمَاءِ ا ل ْه ِنْدِ ، وَق َدْ رَأ َى قِل َّة َ ا لش َّرَا ئِع ِ ب ِهَا<br />
لِإ ِعْط َا ئِنَا ال ْ حَق َّ مِنْ أ َنْف ُسِنَا ، وَ لِعَدْل ِ مُل ُوكِنَا فِينَا .<br />
ف َق َال َ ل َهُمْ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
: لِمَ صَارَتْ سُنَنُ ب ِل َادِك ُمْ ق َلِيل َة ً ؟ ق َال ُوا :<br />
: أ َي ُّمَا أ َف ْضَ ل ُ ، ال ْعَدْل ُ أ َوْ ا لش ُّ جَاعَة ُ ؟ ق َال ُوا : إذ َاا ُسْتُعْمِ ل َ ال ْعَدْل ُ أ َغ ْنَى عَنْ ا لش ُّ جَاعَةِ .<br />
ب ِال ْعَدْل ِ وَال ْإ ِنْصَافِ تَك ُون ُ مُد َّة ُ ا لِا ئ ْتِل َافِ .<br />
إن َّا ل ْعَدْل َ مِيزَ ان ُ ا لل َّهِ ال َّذِي وَ ضَعَهُ لِل ْ خَل ْق ِ ، وَنَصَبَهُ لِل ْ حَق ِّ ، ف َل َا تُ خَا لِف ْهُ فِي مِيزَ ا ن ِهِ ، وَل َا تُعَار ِ ضْهُ<br />
فِي سُل ْط َا ن ِهِ ، وَاسْتَعِنْ عَل َى ا ل ْعَدْل ِ ب ِ خُل َّتَيْن ِ : قِل َّة ُ ا لط َّمَع ِ ، وَك َث ْرَة ُ ا ل ْوَرَ ع ِ .
ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْعَدْل ُ مِنْ إحْدَى ق َوَ اعِدِ الد ُّنْيَا ال َّتِي ل َا انْتِظ َامَ ل َهَا إل َّا ب ِهِ ، وَل َا صَل َاحَ فِيهَا إل َّا مَعَهُ ، وَجَبَ أ َن ْ نَبْدَ أ َ ب ِعَدْل ِ<br />
ال ْإ ِنْسَانِ فِي نَف ْسِهِ ،<br />
ث ُ م َّ ب ِعَدْ لِهِ فِي غ َيْر ِهِ .<br />
ف َأ َم َّا عَدْ ل ُهُ فِي نَف ْسِهِ ف َيَك ُون ُ ب ِحَمْلِهَا عَل َى ا ل ْمَصَالِ ح ِ ، وَك َف ِّهَا عَنْ ا ل ْق َبَا ئِ ح ِ ، ث ُ م َّ ب ِال ْوُق ُوفِ فِي أ َحْوَا لِهَا عَل َى أ َعْدَل ِ<br />
ا ل ْأ َمْرَ يْن ِ مِنْ تَ جَاوُز ٍ أ َوْ تَق ْصِير ٍ .<br />
ف َإ ِن َّ ا لت َّ جَاوُ زَ فِيهَا جَوْ رٌ ، وَا لت َّق ْصِيرَ فِيهَا ظ ُل ْ مٌ .<br />
وَمَنْ ظ َل َمَ نَف ْسَهُ ف َهُوَ لِغَيْر ِهِ أ َظ ْل َمُ ، وَمَنْ جَارَ عَل َيْهَا ف َهُوَ عَل َى غ َيْر ِهِ أ َجْوَرُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ تَوَا نَى فِي نَف ْسِهِ ضَا عَ .<br />
:<br />
وَأ َم َّا عَدْ ل ُهُ فِي غ َيْر ِهِ ف َق َدْ يَنْق َسِمُ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ مَعَ غ َيْر ِهِ عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َق ْسَام ٍ ف َال ْقِسْمُ ال ْأ َو َّل ُ : عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ فِيمَنْ دُو نَهُ<br />
ك َالس ُّل ْط َانِ فِي رَعِي َّتِهِ ، وَالر َّئِيس ِ مَعَ صَ حَا بَتِهِ ، ف َعَدْ ل ُهُ فِيه ِمْ يَك ُون ُ ب ِأ َرْ بَعَةِ أ َشْيَاءَ ب ِا ت ِّبَا ع ِا ل ْمَيْسُور ِ ، وَحَذ ْفِ ا ل ْمَعْسُور ِ<br />
، وَ تَرْكِ ا لت َّسَل ُّطِ ب ِا ل ْق ُو َّةِ ، وَا بْتِغَاءِال ْ حَق ِّ فِي ا ل ْمَيْسُور ِ .<br />
:<br />
ف َإ ِن َّ ا ت ِّبَا عَا ل ْمَيْسُور ِ أ َدْوَمُ ، وَحَذ ْفَ ا ل ْمَعْسُور ِ أ َسْل َمُ ، وَتَرْكَ ا لت َّسَل ُّطِ أ َعَط ْفُ عَل َى ا ل ْمَ حَب َّةِ ، وَا بْتِغَاءَال ْ حَق ِّ أ َ بْعَث ُ عَل َى<br />
ا لن ُّصْرَةِ .<br />
وَهَذِهِ أ ُمُو رٌ إن ْ ل َمْ تَسْل َمْ لِلز َّعِيم ِا ل ْمُدَب ِّر ِ ك َان َ ا ل ْف َسَادُ ب ِنَظ َر ِهِ أ َك ْث َرَ ، وَا لِاخْتِل َافُ ب ِتَدْ ب ِير ِهِ أ َظ ْهَرَ<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
حُك ْمِهِ<br />
.<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِا ل ْمُل ْكُ يَبْق َى عَل َى ال ْك ُف ْر ِ وَل َا يَبْق َى عَل َى ا لظ ُّل ْم ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ حُك َمَاءِ ا ل ْمُل ُوكِ<br />
وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ بْنُ بَا بَكَ<br />
وَعُو تِبَ أ َ نُوشِرْوَ ان َ عَل َى تَرْكِ عِق َاب ِ<br />
: ا ل ْمُذ ْ ن ِب ِينَ ف َق َال َ<br />
: ل َيْسَ لِل ْجَا ئِر ِ جَا رٌ ، وَل َا تَعْمُرُ ل َهُ دَ ا رٌ .<br />
} أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ عَذ َا بًا يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ مَنْ أ َشْرَك َهُ ا لل َّهُ فِي سُل ْط َا ن ِهِ ف َ جَارَ فِي<br />
: أ َق ْرَبُ ا ل ْأ َشْيَاءِ صَرْعَة ُ ا لظ َّل ُوم ِ ، وَ أ َ نْف َذ ُ ا لس ِّهَام ِ دَعْوَة ُ ا ل ْمَظ ْل ُوم ِ .<br />
: ا ل ْعَ جَبُ مِنْ مَلِكٍ اسْتَف ْسَدَ رَعِي َّتَهُ وَهُوَ يَعْل َمُ أ َن َّ عِز َّهُ ب ِط َاعَتِه ِمْ .<br />
: إذ َا رَغِبَ ا ل ْمَلِكُ عَنْ ا ل ْعَدْل ِ رَغِبَتْ الر َّعِي َّة ُ عَنْ ط َاعَتِهِ .<br />
هُمْ ال ْمَرْضَى وَ نَ حْنُ ا ل ْأ َطِب َّاءُ ف َإ ِذ َا ل َمْ نُدَ او ِهِمْ ب ِا ل ْعَف ْو ِ ف َمَنْ ل َهُمْ .<br />
وَال ْقِسْمُ الث َّان ِي : عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ مَعَ مَنْ ف َوْق َهُ ، ك َا لر َّعِي َّةِ مَعَ سُل ْط َان ِهَا ، وَا لص َّ حَا بَةِ مَعَ رَئِيسِهَا<br />
.<br />
ف َق َدْ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ أ َشْيَاءَ : ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لط َّاعَةِ ، وَبَذ ْل ِ ا لن ُّصْرَةِ ، وَ صِدْ ق ِ ا ل ْوَل َاءِ .<br />
ف َإ ِن َّ إخْل َاصَ ا لط َّاعَةِ أ َجْمَعُ لِلش َّمْ ل ِ ، وَبَذ ْل َ ا لن ُّصْرَةِ أ َدْف َعُ لِل ْوَهَن ِ ، وَ صِدْ قَ ال ْوَل َاءِ أ َنْف َى لِسُوءِ ا لظ َّن ِّ .<br />
وَهَذِهِ أ ُمُو رٌ إن ْ ل َمْ تَجْتَمِعْ فِي ا ل ْمَرْءِ تَسَل َّط َ عَل َيْهِ مَنْ ك َان َ يَدْف َعُ عَنْهُ وَ ا ضْط ُر َّ إل َى ا ت ِّق َاءِ مَنْ يَت َّقِي ب ِهِ ك َمَا ق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ<br />
مَتَى أ َحْوَجْت ذ َا ك َرَم ٍ تَخَط َّى إل َيْك ب ِبَعْض ِ أ َخْل َا ق ِ ا لل ِّئ َام ِ وَفِي اسْتِمْرَ ار ِ هَذ َا حَ ل ُّ ن ِظ َام ٍ جَامِع ٍ ، وَف َسَادُ صَل َاح ٍ شَامِ ل ٍ .<br />
وَق َال َ إبرويس : أ َطِعْ مَنْ ف َوْق َك ، يُطِعْك مَنْ دُونَك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى ل َا يَرْضَى عَنْ خَل ْقِهِ إل َّا ب ِتَأ ْدِ يَةِ حَق ِّهِ ، وَحَق ُّهُ شُك ْرُ ا لن ِّعْمَةِ ، وَ نُصْ حُا ل ْأ ُم َّةِ ، وَحُسْنُ<br />
الص َّن ِيعَةِ ، وَ ل ُزُومُ ا لش َّر ِ يعَةِ .<br />
وَال ْقِسْمُ ا لث َّا لِث ُ عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ مَعَ أ َك ْف َا ئِهِ وَ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ أ َشْيَاءَ : ب ِتَرْكِ ا لِاسْتِط َا ل َةِ ، وَمُ جَانَبَةِ ال ْإ ِدْل َال ِ ، وَك َف ِّ ال ْأ َذ َى ؛
لِأ َن َّ تَرْكَ ا لِاسْتِط َا ل َةِ آ ل َفُ ، وَمُجَا نَبَة َ ال ْإ ِدْل َال ِ أ َعْط َفُ ، وَك َف َّ ال ْأ َذ َى أ َ نْصَفُ .<br />
وَهَذِهِ أ ُمُو رٌ إن ْ ل َمْ تَخْل ُصْ فِي ال ْأ َك ْف َاءِ أ َسْرَ عَ فِيه ِمْ تَق َاط ُعُ ال ْأ َعْدَاءِ ف َف َسَدُو ا وَ أ َف ْسَدُو ا .<br />
وَق َدْ رَوَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } أ َل َا<br />
أ ُ نْب ِئ ُك ُمْ ب ِشِرَ ار ِ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال ُوا<br />
:<br />
:<br />
:<br />
: بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ق َال َ : مَنْ أ َك َ ل َ وَحْدَهُ وَمَنَعَ ر ِف ْدَهُ وَجَل َدَ عَبْدَهُ ث ُ م َّ ق َال َ : أ َل َاأ ُ نْب ِئ ُك ُمْ<br />
ب ِشَر ٍّ مِنْ ذ َلِكَ ؟ ق َال ُوا بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ق َال َ مَنْ يُبْغِضُ ا لن َّا سَ وَ يُبْغِضُو نَهُ { .<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ عِيسَى ا بْنَ مَرْ يَمَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ ق َامَ خَطِيبًا<br />
فِي بَن ِي إسْرَائِيل َ ف َق َال َ<br />
وَل َا تُك َافِئ ُوا ظ َالِمًا ف َيَبْط ُ ل َ ف َضْل ُك ُمْ .<br />
: يَا بَن ِي إسْرَ ائِي ل َ ل َا تَتَك َل َّمُو ا ب ِا ل ْحِك ْمَةِ عِنْدَ ا ل ْجُه َّال ِ ف َتَظ ْلِمُوهَا ، وَل َا تَمْنَعُوهَا أ َهْل َهَا ف َتَظ ْلِمُوهُمْ ،<br />
يَا بَن ِي إسْرَا ئِي ل َ ا ل ْأ ُمُو رُث َل َاث َة ٌ :أ َمْرٌ تَبَي َّنَ رُشْدُهُ ف َا ت َّب ِعُوهُ ، وَ أ َمْرٌ تَبَي َّنَ غ َي ُّهُ ف َاجْتَن ِبُوهُ ، وَ أ َمْرٌ اخْتَل َف ْتُمْ فِيهِ ف َرُد ُّوهُ إل َى ا لل َّهِ<br />
تَعَال َى .<br />
وَهَذ َاال ْ حَدِ يث ُ جَامِعٌ لِ آدَ اب ِ ا ل ْعَدْل ِ فِيا ل ْأ َحْوَال ِ ك ُل ِّهَا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
.<br />
:<br />
: ك ُ ل ُّ عَق ْ ل ٍ ل َا يُدَارَى ب ِهِا ل ْك ُ ل ُّ ف َل َيْسَ ب ِعَق ْ ل ٍ تَام ٍّ .<br />
مَا دُمْت حَيا ف َدَار ِ الن َّا سَ ك ُل َّهُمْ ف َإ ِن َّمَا أ َ نْتَ فِي دَار ِ ا ل ْمُدَارَاتِ مَنْ يَدْر ِ دَارَى وَمَنْ ل َمْ يَدْر ِ<br />
سَوْفَ يَرَى عَم َّا ق َلِي ل ٍ نَدِيمًا لِلن َّدَ امَاتِ وَق َدْ يَتَعَل َّقُ ب ِهَذِهِ ا لط َّبَق َاتِ أ ُمُو رٌ خَا ص َّة ٌ يَك ُون ُ عَدْ ل ُهُمْ فِيهَا ب ِا لت َّوَس ُّطِ فِي حَا ل َتَيْ<br />
ا لت َّق ْصِير ِ وَا لس َّرَفِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَدْل َمَأ ْ خُوذ ٌ مِنْ ا لِاعْتِدَ ال ِ ، ف َمَا جَاوَزَ الِاعْتِدَ ال َ ف َهُوَ خُرُو جٌ عَنْ ا ل ْعَدْل ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ : ا ل ْف َضَائِ ل ُ هَيْئ َاتٌ مُتَوَس ِّط َة ٌ بَيْنَ خَل َّتَيْن ِ نَاقِصَتَيْن ِ ، وَ أ َف ْعَال ُال ْ خَيْر ِ تَتَوَس َّط ُ بَيْنَ رَذِ يل َتَيْن ِ .<br />
ف َا ل ْحِك ْمَة ُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ الش َّر ِّ وَا ل ْجَهَا ل َةِ .<br />
وَ الش ُّ جَاعَة ُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ ا لت َّق َ ح ُّم ِ وَال ْجُبْ ِن .<br />
وَال ْعِف َّة ُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ ا لش َّرَهِ وَ ضَعْفِ ا لش َّهْوَةِ .<br />
وَ الس َّكِينَة ُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ الس َّ خَطِ وَ ضَعْفِ ا ل ْغَضَب ِ .<br />
وَ ا ل ْغَيْرَة ُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ ال ْحَسَدِ وَسُوءِ ا ل ْعَادَةِ<br />
.<br />
وَالظ ُّرْفُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ ال ْ خَل َاعَةِ وَال ْعَرَامَةِ .<br />
وَ ا لت َّوَا ضُعُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ ال ْكِبْر ِ وَدَ نَاءَةِ ا لن َّف ْس ِ .<br />
وَ الس َّ خَاءُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ ا لت َّبْذِير ِ وَ الت َّق ْتِير ِ .<br />
وَال ْحِل ْمُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ إف ْرَ اطِ ا ل ْغَضَب ِ وَعَدَمِهِ .<br />
وَ ا ل ْمَوَد َّة ُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ ال ْ خَل َّا بَةِ وَحُسْن ِ ال ْ خُل ُق ِ .<br />
وَ ال ْ حَيَاءُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ ا ل ْقِ حَةِوَ ال ْ حِق ْدِ .<br />
وَال ْوَق َارُ وَ اسِط َة ٌ بَيْنَ ال ْهُزْءِ وَ الس َّخَاف َةِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ مَا خَرَجَ عَنْ ا لِاعْتِدَال ِ إل َى مَا ل َيْسَ<br />
ب ِاعْتِدَ ال ٍ خُرُوجًا عَنْ ا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ ب ِعَدْل ٍ ، ف َال ْأ َوْل َى اجْتِنَا بُهُ وَال ْوُق ُوفُ مَعَ ال ْأ َوْسَطِ اق ْتِدَ اءً ب ِال ْ حَدِ يثِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ال ْبَل َدُ ا لس ُّوءُ يَ جْمَعُ ا لس َّف َ ل َ وَ يُور ِث ُ ا ل ْعِل َ ل َ ، وَا ل ْوَل َدُ الس ُّوءُ يَشِينُ ا لس َّل َفَ وَيَهْدِمُ ا لش َّرَفَ ،<br />
وَ ال ْ جَارُ الس ُّوءُ يُف ْشِي الس ِّر َّ وَيَهْتِكُ الس ِّتْرَ .
ف َ جَعَ ل َ هَذِهِ ا ل ْأ َشْيَاءَ ، ب ِ خُرُوج ِهَا عَنْ ال ْأ َوْل َى إل َى مَا ل َيْسَ ب ِأ َوْل َى ، خُرُوجًا عَنْ ا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ ب ِعَدْل ٍ .<br />
وَل َسْت تَج ِدُ ف َسَادً ا إل َّا وَسَبَبُ نَتِي جَتِهِ ا ل ْخُرُوجُ فِيهِ مِنْ حَال ِا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ ب ِعَدْل ٍ مِنْ حَا ل َتَيْ ا لز ِّ يَادَةِ وَ الن ُّق ْصَانِ<br />
ف َإ ِذ َن ْ ل َا شَيْءَ أ َ نْف َعُ مِنْ ا ل ْعَدْل ِ ك َمَا ل َا شَيْءَ أ َ ضَر ُّ مِم َّا ل َيْسَ ب ِعَدْل ٍ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ<br />
:<br />
الض َّعِيفُ .<br />
ف َل َيْسَ لِ خَا ئِفٍرَ ا حَة ٌ ، وَل َا لِ حَاذِر ٍ ط ُمَأ ْن ِينَة ٌ .<br />
ف َه ِيَأ َمْنٌ عَام ٌّ تَط ْمَئِن َّ إل َيْهِ الن ُّف ُو سُ وَ تَنْتَشِرُ فِيهِ ا ل ْه ِمَمُ ، وَ يَسْك ُنُ إل َيْهِ ا ل ْبَر ِيءُ ، وَ يَأ ْ ن ِسُ ب ِهِ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ، ال ْأ َمْنُ أ َهْنَأ ُ عَيْش ٍ ، وَال ْعَدْل ُ أ َق ْوَى جَيْش ٍ ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَوْفَ يَق ْب ِضُ الن َّا سَ عَنْ مَصَا لِحِه ِمْ ،<br />
وَ يَحْ ج ِزُهُمْ عَنْ تَصَر ُّفِه ِمْ ، وَ يَك ُف ُّهُمْ عَنْ أ َسْبَاب ِ ال ْمَوَاد ِّ ال َّتِي ب ِهَا قِوَ امُ أ َوَدِهِمْ وَا نْتِظ َامُ جُمْل َتِه ِمْ ؛ لِأ َن َّا ل ْأ َمْنَ مِنْ نَتَائِ ج ِ<br />
ا ل ْعَدْل ِ ، وَا ل ْ جَوْرَ مِنْ نَتَا ئِ ج ِ مَا ل َيْسَ ب ِعَدْل ٍ .<br />
وَق َدْ يَك ُون ُ ال ْجَوْرُ تَارَة ً ب ِمَق َاصِدِ ال ْ آدَمِي ِّينَ ال ْ خَار ِجَةِ عَنْ ا ل ْعَدْل ِ ، وَ تَارَة ً يَك ُون ُ ب ِأ َسْبَاب ٍ حَادِ ث َةٍ مِنْ غ َيْر ِ مَق َاصِدِ ال ْ آدَمِي ِّينَ<br />
ف َل َا تَك ُون ُ خَار ِجَة ً عَنْ حَال ِا ل ْعَدْل ِ .<br />
ف َمِنْ أ َجْ ل ِ ذ َلِكَ ل َمْ يَك ُنْ مَا سَبَقَ مِنْ حَال ِا ل ْعَدْل ِ مُق ْن ِعًا عَنْ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْأ َمْنُ فِي ا نْتِظ َام ِ الد ُّنْيَا ق َاعِدَة ً ك َا ل ْعِدْل ِ .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ ذ َلِكَ ك َذ َلِكَ ف َال ْأ َمْنُا ل ْمُط ْل َقُ مَا عَ م َّ وَال ْخَوْفُ ق َدْ يَتَنَو َّ عُ تَارَة ً وَ يَعُم ُّ .<br />
ف َتَنَو ُّعُهُ ب ِأ َن ْ يَك ُون َ تَارَة ً عَل َى ا لن َّف ْس ِ ، وَ تَارَة ً عَل َى ا ل ْأ َهْ ل ِ ، وَ تَارَة ً عَل َى ا ل ْمَال ِ .<br />
وَعُمُومُهُ أ َن ْ يَسْتَوْج ِبَ جَمِيعَ ال ْأ َحْوَال ِ ، وَ لِك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْ أ َ نْوَ اعِهِ حَظ ٌّ مِنْ ا ل ْوَهَن ِ ،وَنَصِيبٌ مِنْ ال ْ حَزَنِ .<br />
وَق َدْ يَ خْتَلِفُ ب ِاخْتِل َافِ أ َسْبَا ب ِهِ وَيَتَف َا ضَ ل ُ ب ِتَبَايُن ِ ج ِهَا تِهِ ، وَ يَك ُون ُ ب ِحَسَب ِ اخْتِل َافِ الر َّغ ْبَةِ فِيمَا خِيفَ عَل َيْهِ .<br />
ف َمِنْ أ َجَ ل ِ ذ َلِكَ ل َمْ يَجُزْ أ َن ْ يَت َّصِفَ حَال ُ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ مِنْ أ َ نْوَ اعِهِ ب ِمِق ْدَ ار ٍ مِنْ ا ل ْوَهَن ِ وَنَصِيب ٍ مِنْ ا ل ْحَزَنِ ، ل َا سِي َّمَا<br />
وَ ال ْ خَائِفُ عَل َى ا لش َّيْءِ مُ خْتَص ُّا ل ْهَ م ِّ ب ِهِ مُنْصَر ِفُ ا ل ْفِك ْر ِ عَنْ غ َيْر ِهِ .<br />
ف َهُوَ يَظ ُن ُّ أ َن ْ ل َا خَوْفَ ل َهُ إل َّا إ ي َّاهُ ، ف َيَغْف ُ ل ُ عَنْ ق َدْر ِ ا لن ِّعْمَةِ ب ِا ل ْأ َمْن ِ فِيمَا سِوَاهُ ، ف َصَارَ ك َا ل ْمَر ِيض ِ ال َّذِي هُوَ ب ِمَرَ ضِهِ<br />
مُتَ شَاغِ ل ٌ ، وَعَم َّا سِوَاهُ غ َافِ ل ٌ .<br />
وَ ل َعَ ل َّ مَا صُر ِفَ عَنْهُ أ َعْظ َمُ مِم َّا ا ُ بْتُلِيَ<br />
ب ِهِ ، وَإ ِن َّمَا يُوَك َّ ل ُ ب ِال ْأ َدْنَى وَ إ ِن ْ جَ ل َّ مَا يَمْضِي .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ - وَأ َعْرَاب ِ ي ٌّ حَاضِرٌ - : مَا أ َشَد َّ وَجَعَ الض ِّرْ س ِ ، ف َق َال َ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ : ك ُ ل ُّ دَ اءٍ أ َشَد ُّ دَ اءً .<br />
وَك َذ َلِكَ مَنْ عَم َّهُ ا ل ْأ َمْنُ ك َمَنْ اسْتَوْل َتْ عَل َيْهِ ا ل ْعَافِيَة ُ ، ف َهُوَ ل َا يَعْر ِفُ ق َدْرَ ا لن ِّعْمَةِ ب ِأ َمْن ِهِ حَت َّى يَ خَافَ ، ك َمَا ل َا يَعْر ِفُ<br />
ال ْمُعَاف َى ق َدْرَ الن ِّعْمَةِ حَت َّى يُصَابَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : إن َّمَا يُعْرَفُ ق َدْرُ الن ِّعْمَةِ ب ِمُق َاسَاةِ ضِد ِّهَا .<br />
ف َأ َخَذ َ ذ َلِكَ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ ف َق َال َ<br />
:<br />
وَال ْحَادِث َاتُ وَ إ ِن ْ أ َ صَا بَك بُؤْسُهَا ف َهُوَ ال َّذِي أ َنْبَاكَ ك َيْفَ نَعِيمُهَا ف َال ْأ َوْل َى ب ِا ل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ<br />
يَتَذ َك َّرَ عِنْدَ مَرَ ضِهِ وَخَوْفِهِ ق َدْرَ ا لن ِّعْمَةِ فِيمَا سِوَى ذ َلِكَ مِنْ عَافِيَتِهِ وَ أ َمْن ِهِ ، وَمَا انْصَرَفَ عَنْهُ مِم َّا هُوَ أ َشَد ُّ مِنْ مَرَ ضِهِ<br />
وَخَوْفِهِ ، ف َيَسْتَبْدِل ُ ب ِالش َّك ْوَى شُك ْرًا ، وَ ب ِال ْ جَزَ ع ِ صَبْرًا ، ف َيَك ُون ُ ف َر ِحًا مَسْرُورًا .<br />
حُكِيَ أ َن َّ يَعْق ُوبَ ق َال َ لِيُوسُفَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ ، حِينَ ل َقِيَهُ<br />
:<br />
إخْوَتِي سَل ْن ِي عَم َّا صَنَعَهُ ب ِي رَب ِّي .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ ل َا تَنْسَ فِي ا لص ِّ ح َّةِ أ َ ي َّامَ الس َّق َمْ ف َإ ِن َّ عُق ْبَى تَار ِكِ ال ْ حَزْم ِ نَدَمْ<br />
أ َي ُّ شَيْءٍ ك َان َ خَبَرُك بَعْدِي ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
ل َا تَسْأ َل ْ عَم َّا ف َعَل َهُ ب ِي
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْ خَامِسَة ُ : ف َه ِيَ خِصْبُ دَ ار ٍ تَت َّسِعُ الن ُّف ُو سُ ب ِهِ فِي ا ل ْأ َحْوَال ِ وَتَشْتَر ِكُ فِيهِ ذ ُوا ل ْإ ِك ْث َار ِ وَال ْإ ِق ْل َا ِل .<br />
ف َيَقِ ل ُّ فِي الن َّا س ِ ال ْ حَسَدُ ، وَيَنْتَفِي عَنْهُمْ تَبَاغ ُضُ ا ل ْعَدَم ِ ، وَ تَت َّسِعُ الن ُّف ُو سُ فِي ا لت َّوَس ُّع ِ ، وَتُك ْثِرُا ل ْمُوَاسَاة َ وَا لت َّوَ اصُ ل َ .<br />
وَذ َ لِكَ مِنْ أ َق ْوَى الد َّوَاعِي لِصَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَانْتِظ َام ِ أ َحْوَا لِهَا ، وَ لِأ َن َّا ل ْخِصْبَ يَئ ُول ُ إل َى ال ْغِنَى وَال ْغِنَى يُور ِث ُ ا ل ْأ َمَا نَة َ<br />
وَ الس َّ خَاءَ .<br />
وَك َتَبَ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إل َى أ َب ِي مُوسَىا ل ْأ َشْعَر ِي ِّ<br />
ال ْ حَسَب ِ يَخَافُ ا ل ْعَوَ اقِبَ وَذ َا ا ل ْمَال ِ ل َا يَرْغ َبُ فِي مَال ِ غ َيْر ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ<br />
:<br />
ل َاتَسْتَق ْضِيَن َّ إل َّا ذ َا حَسَب ٍ وَمَال ٍ ، ف َإ ِن َّ ذ َا<br />
: إن ِّي وَجَدْت خَيْرَ ا لد ُّنْيَا وَ ال ْ آخِرَةِ فِي الت ُّق َى وَال ْغِنَى ، وَشَر َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ فِي ا ل ْف ُ جُور ِوَ ا ل ْف َق ْر ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَل َمْ أ َرَ بَعْدَ ا لد ِّ ين ِ خَيْرًا مِنْ ال ْغِنَى وَ ل َمْ أ َرَ بَعْدَ ال ْك ُف ْر ِ شَرا مِنْ ا ل ْف َق ْر ِ وَب ِ حَسَب ِ ا ل ْغِنَى يَك ُون ُ إق ْل َال ُ<br />
ال ْبَخِيل ِ وَ إ ِعْط َاؤُهُ ، وَ إ ِك ْث َا رُ ال ْجَوَادِ وَسَ خَاؤُهُ ، ك َمَا ق َال َ دِعْب ِ ٌل : ل َئِنْ ك ُنْت ل َا تُولِي نَدًى دُون َ إمْرَةٍ ف َل َسْت ب ِمُول ٍ نَائِل ًا<br />
آخِرَ الد َّهْر ِ وَأ َي ُّ إنَاءٍ ل َمْ يَفِضْ عِنْدَ مِل ْئِهِ وَ أ َي ُّ ب ِ خَيْ ل ٍ ل َمْ يَنَ ل ْ سَاعَة َا ل ْوَف ْر ِ وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْخِصْبُ يُ حْدِث ُ مِنْ أ َسْبَاب ِ<br />
الص َّل َاح ِ مَا وَ صَف ْتُ ، ك َان َ ال ْجَدْبُ يَ حْدُث ُ مِنْ أ َسْبَاب ِ ا ل ْف َسَادِ مَا ضَاد َّهَا .<br />
وَك َمَا أ َن َّ صَل َاحَال ْ خِصْب ِ عَام ٌّ ، ف َك َذ َ لِكَ ف َسَادُ ال ْجَدْب ِ عَام ٌّ ، وَمَا عَ م َّ ب ِهِ الص َّل َاحُ إن ْ وُج ِدَ ، وَمَا عَ م َّ ب ِهِ ا ل ْف َسَادُ إن ْ<br />
ف ُقِدَ ، ف َأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ ق َوَ اعِدِ الص َّل َاح ِ وَدَوَ اعِي ا لِاسْتِق َامَةِ .<br />
وَال ْخِصْبُ يَك ُون ُ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
: خِ صْبٌ فِي ا ل ْمَك َاسِب ِ ، وَخِصْبٌ فِي ال ْمَوَاد ِّ .<br />
ف َأ َم َّا خِصْبُ ا ل ْمَك َاسِب ِ ف َق َدْ يَتَف َر َّ عُ مِنْ خِصْب ِ ال ْمَوَاد ِّ وَهُوَ مِنْ نَتَا ئِ ج ِ ا ل ْأ َمْن ِا ل ْمُق ْتَر ِنِ ب ِهَا .<br />
وَأ َم َّا خِصْبُ ال ْمَوَاد ِّ ف َق َدْ يَتَف َر َّ عُ عَنْ أ َسْبَاب ٍ إ ل َه ِي َّةٍ وَهُوَ مِنْ نَتَائِج ِ<br />
ا ل ْعَدْل ِا ل ْمُق ْتَر ِنِ ب ِهَا .<br />
:<br />
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لس َّادِسَة ُ ف َه ِيَ أ َمَ ل ٌ ف َ سِي حٌ يَبْعَث ُ عَل َى اق ْتِنَاءِ مَا يَق ْصُرُ ا ل ْعُمُرُ عَنْ اسْتِيعَا ب ِهِ وَ يَبْعَث ُ عَل َى اق ْتِنَاءِ مَا ل َيْسَ<br />
يُؤَم َّ ل ُ فِي دَرَكِهِ ب ِ حَيَاةِ أ َرْبَا ب ِهِ .<br />
وَل َوْل َا أ َن َّ ا لث َّان ِيَ يَرْ تَفِقُ ب ِمَا أ َنْشَأ َهُا ل ْأ َو َّل ُ حَت َّى يَصِيرَ ب ِهِ مُسْتَغْن ِيًا ، ل َاف ْتَق َرَ أ َهْ ل ُ ك ُ ل ِّ عَصْر ٍ إل َى إ نْشَاءِ مَا يَ حْتَاجُون َ إ ل َيْهِ مِنْ<br />
مَنَاز ِل ِ الس ُّك ْنَى وَأ َرَا ضِي ال ْ حَرْثِ ، وَفِي ذ َلِكَ مِنْ ا ل ْإ ِعْوَاز ِ وَ تَعَذ ُّر ِ ال ْإ ِمْك َانِ مَا ل َا خَف َاءَ ب ِهِ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ مَا أ َرْف َقَ ا لل َّهَ تَعَال َى خَل ْق َهُ ب ِا ت ِّسَا ع ِ ا ل ْ آمَال ِ إل َّا حَت َّى عَم َّرَ ب ِهِ الد ُّنْيَا ف َعَم َّ صَل َاحُهَا وَصَارَتْ تَنْتَقِ ل ُ ب ِعُمْرَ ان ِهَا إل َى ق َرْنٍ<br />
بَعْدَ ق َرْنٍ ، ف َيُتِم ُّ ا لث َّا ن ِيَ مَا أ َ بْق َاهُ ا ل ْأ َو َّل ُ مِنْ عِمَارَ تِهَا ، وَيُرَم ِّمُ الث َّا لِث ُ مَا أ َحْدَ ث َهُ الث َّان ِي مِنْ شَعَثِهَا لِتَك ُون َ أ َحْوَا ل ُهَا عَل َى<br />
ال ْأ َعْصَار ِ مُل ْتَئِمَة ً ، وَ أ ُمُو رُهَا عَل َى مَمَر ِّ ا لد ُّهُور ِ مُنْتَظِمَة ً .<br />
وَ ل َوْ ق َصُرْت ال ْ آمَال ُ مَا تَ جَاوَزَا ل ْوَاحِدُ حَاجَة َ يَوْمِهِ ، وَل َا تَعَد َّى ضَرُورَة َ وَق ْتِهِ ، وَل َك َانَتْ تَنْتَقِ ل ُ إل َى مَنْ بَعْدَهُ خَرَا بًا ل َا<br />
يَج ِدُ فِيهَا بُل ْغَة ً ، وَل َا يُدْر ِكُ مِنْهَا حَاجَة ً .<br />
ث ُ م َّ تَنْتَقِ ل ُ إل َى مَنْ بَعْدُ ب ِأ َسْوَ أ َ مِنْ ذ َلِكَ حَال ًا حَت َّى ل َا يُنْمَى ب ِهَانَبْتٌ ، وَل َا يُمْكِنُ فِيهَال ُبْث ٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : ا ل ْأ َمَ ل ُ رَحْمَة ٌ مِنْ ا لل َّهِ لِأ ُم َّتِي ، وَل َوْل َاهُ ل َمَا غ َرَ سَ غ َا ر ِ سٌ شَجَرًا وَل َا<br />
أ َرْ ضَعَتْ أ ُم ٌّ وَل َدًا .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : وَ لِلن ُّف ُو س ِ وَ إ ِن ْ ك َانَتْ عَل َى وَجَ ل ٍ مِنْ ا ل ْمَن ِي َّةِ آمَا ل ٌ تُق َو ِّيهَا ف َال ْمَرْءُ يَبْسُط ُهَا وَ الد َّهْرُ يَق ْب ِضُهَا وَالن َّف ْسُ<br />
تَنْشُرُهَا وَال ْمَوْتُ يَط ْو ِيهَا وَأ َم َّا حَال ُ ا ل ْأ َمَ ل ِ فِي أ َمْر ِ ا ل ْآخِرَةِ ف َهُوَ مِنْ أ َق ْوَى ال ْأ َسْبَاب ِ فِي ال ْغَف ْل َةِ عَنْهَا ، وَقِل َّةِ ا لِاسْتِعْدَ ادِ ل َهَا
.<br />
وَق َدْ أ َف ْصَ حَل َب ِي دٌ مَعَ أ َعْرَا ب ِي َّةٍ ب ِمَا تَبَي َّنَ ب ِهِ حَال ُ ا ل ْأ َمَ ل ِ فِيا ل ْأ َمْرَ يْن ِ ، ف َق َال َ : وَ أ َك ْذِبُ ا لن َّف ْسَ إذ َا حَد َّث ْتُهَا إن َّ صِدْ قَ ا لن َّف ْس ِ<br />
يُزْر ِي ب ِال ْأ َمَ ل ْ غ َيْرَ أ َن ْ ل َا تَك ْذِبَن َّهَا ب ِالت ُّق َى وَاجْز ِهَا ب ِا ل ْب ِر ِّ لِل َّهِ ا ل ْأ َجَ ل ْ وَف َرْ قُ مَا بَيْنَ ا ل ْ آمَال ِ وَا ل ْأ َمَا ن ِي .<br />
أ َن َّ ال ْ آمَال َ مَا تَق َي َّدَتْ ب ِأ َسْبَاب ٍ ، وَ ال ْأ َمَان ِيَ مَا تَ جَر َّدَتْ عَنْهَا .<br />
ف َهَذِهِ ال ْق َوَاعِدُ ا لس ِّت ُّ ال َّتِي تَصْل ُ حُ ب ِهَا أ َحْوَال ُ الد ُّنْيَا ، وَ تَنْتَظِمُ أ ُمُو رُ جُمْل َتِهَا ، ف َإ ِن ْ ك َمُل َتْ فِيهَا ك َمُ ل َ صَل َاحُهَا .<br />
وَبَعِي دٌ أ َن ْ يَك ُون َ أ َمْرُ الد ُّنْيَا تَاما ك َامِل ًا ، وَ أ َن ْ يَك ُون َ صَل َاحُهَا عَاما شَامِل ًا ؛ لِأ َن َّهَا مَوْ ضُوعَة ٌ عَل َى ا لت َّغْي ِير ِ وَال ْف َنَاءِ ، مُنْشَأ َ ٌة<br />
عَل َى ا لت َّصَر ُّم ِ وَالِانْقِضَاءِ<br />
.<br />
وَسَمِعَ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ رَجُل ًا يَق ُول ُ<br />
:<br />
ق َل َبَ ا لل َّهُ الد ُّنْيَا ، ق َال َ<br />
: ف َإ ِذ َن ْ تَسْتَو ِي ؛ لِأ َن َّهَامَق ْل ُوبَة ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَمِنْ عَادَةِ ال ْأ َي َّام ِ أ َن َّ خُط ُو بَهَا إذ َا سَر َّ مِنْهَاجَان ِبٌ سَاءَ جَان ِبُ وَمَا أ َعْر ِفُ ال ْأ َي َّامَ إل َّا ذ َمِيمَة ً وَل َا<br />
الد َّهْرَ إل َّا وَهُوَ لِلث َّأ ْر ِ ط َا لِبُ وَب ِحَسَب ِ مَا اخْتَ ل َّ مِنْ ق َوَ اعِدِهَا يَك ُون ُ اخْتِل َال ُهَا .<br />
: ف َ صْ ل ٌ<br />
وَأ َم َّا مَا يَصْل ُ حُ ب ِهِ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ فِيهَا ف َث َل َا ث َة ُ أ َشْيَاءَ ، هِيَ ق َوَ اعِدُ أ َمْر ِهِ وَ ن ِظ َامُ حَا لِهِ ، وَهِيَ :نَف ْ سٌ مُطِيعَة ٌ إل َى<br />
رُشْدِهَا مُنْتَه ِيَة ٌ عَنْ غ َي ِّهَا ، وَ أ ُ ل ْف َة ٌ جَامِعَة ٌ تَنْعَطِفُ ا ل ْق ُل ُوبُ عَل َيْهَا وَيَنْدَفِعُا ل ْمَك ْرُوهُ ب ِهَا ،وَمَاد َّة ٌ ك َافِيَة ٌ تَسْك ُنُ نَف ْسُ<br />
ال ْإ ِنْسَانِ إل َيْهَا وَيَسْتَقِيمُ أ َوَدُهُ ب ِهَا .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْأ ُول َى ال َّتِي هِيَنَف ْ سٌ مُطِيعَة ٌ<br />
:<br />
:<br />
ف َلِأ َن َّهَا إذ َا أ َط َاعَتْهُ مَل َك َهَا ، وَإ ِذ َا عَصَتْهُ مَل َك َتْهُ وَ ل َمْ يَمْلِك ْهَا .<br />
وَمَنْ ل َمْ يَمْلِكْ نَف ْسَهُ ف َهُوَ ب ِأ َن ْ ل َا يَمْلِكَ غ َيْرَهَا أ َحْرَى ، وَمَنْ عَصَتْهُ نَف ْسُهُ ك َان َ ب ِمَعْصِيَةِ غ َيْر ِهَا أ َوْل َى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ل َا يَنْبَغِي لِل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ يَط ْل ُبَ ط َاعَة َ غ َيْر ِهِ وَ نَف ْسُهُ مُمْتَن ِعَة ٌ عَل َيْهِ<br />
.<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : أ َ تَط ْمَعُ أ َن ْ يُطِيعَك ق َل ْبُ سُعْدَى وَتَزْعُمُ أ َن َّ ق َل ْبَك ق َدْ عَصَاك وَط َاعَة ُ نَف ْسِهِ تَك ُون ُ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
أ َحَدُهُمَانُصْ حٌ ، وَالث َّان ِيا نْقِيَادٌ<br />
ف َأ َم َّا ا لن ُّصْ حُ ف َهُوَ أ َن ْ يَنْظ ُرَ إل َى ا ل ْأ ُمُور ِ ب ِ حَق َا ئِقِهَا ف َيَرَى ا لر ُّشْدَ رُشْدًا وَ يَسْتَحْسِنَهُ ، وَيَرَى ال ْغَي َّ غ َيا وَيَسْتَق ْب ِ حَهُ .<br />
:<br />
.<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ صِدْ ق ِ ا لن َّف ْس ِ إذ َا سَلِمَتْ مِنْ دَوَ اعِي ال ْهَوَى .<br />
: وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
مَنْ تَف َك َّرَ أ َبْصَرَ .<br />
ف َأ َم َّا ا لِا نْقِيَادُ ف َهُوَ أ َن ْ تُسْر ِ عَ إل َى ا لر ُّشْدِ إذ َا أ َمَرَهَا ، وَ تَنْتَه ِيَ عَنْ ا ل ْغَي ِّ<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ق َبُول ِ ا لن َّف ْس ِ إذ َا ك ُفِيَتْ مُنَازَعَة َ الش َّهَوَ اتِ .<br />
: } ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
وَيُر ِيدُ ال َّذِينَ يَت َّب ِعُون َ ا لش َّهَوَاتِ أ َن ْ تَمِيل ُوا مَيْل ًا عَظِيمًا<br />
إذ َا زَجَرَهَا .<br />
. {<br />
وَ لِلن َّف ْس ِ آدَا بٌ هِيَ تَمَامُ ط َاعَتِهَا ، وَك َمَال ُ مَصْل َحَتِهَا .<br />
وَق َدْ أ َف ْرَدْنَا ل َهَا مِنْ هَذ َا ال ْكِتَاب ِ بَابًا وَاق ْتَصَرْنَا فِي هَذ َاا ل ْمَوْ ضِع ِ عَل َى مَا ق َدْ اق ْتَضَاهُ ا لت َّرْ تِيبُ ،وَ اسْتَدْعَاهُا لت َّق ْر ِ يبُ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ وَهِيَا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ال ْ جَامِعَة ُ<br />
:<br />
ف َلِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َمَق ْ صُودٌ ب ِا ل ْأ َذِ ي َّةِ ،مَ حْ سُودٌ ب ِا لن ِّعْمَةِ .<br />
ف َإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ آلِف ًا مَأ ْل ُوف ًا تَ خَط َّف َتْهُ أ َيْدِي حَاسِدِ يهِ ، وَتَحَك َّمَتْ فِيهِ أ َهْوَاءُ أ َعَادِ يهِ ، ف َل َمْ تَسْل َمْ ل َهُ ن ِعْمَة ٌ ، وَ ل َمْ تَصْفُ ل َهُ<br />
مُد َّة ٌ .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ آلِف ًا مَأ ْل ُوف ًا ا نْتَصَرَب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ عَل َى أ َعَادِ يهِ ، وَ امْتَنَعَ مِنْ حَاسِدِ يهِ ، ف َسَلِمَتْ ن ِعْمَتُهُ مِنْهُمْ ، وَ صَف َتْ مُد َّ تُهُ عَنْهُمْ ،<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ صَف ْوُ ا لز َّمَانِ عُسْرًا ، وَسِل ْمُهُ خَط َرًا .
وَق َدْ رَوَى ا بْنُ جُرَيْ ج ٍ عَنْ عَط َاءٍ رَحِمَهُمَا ا لل َّهُ عَنْ جَا ب ِر ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : }<br />
ا ل ْمُؤْمِنُ آلِفٌمَأ ْل ُوفٌ ، وَل َا خَيْرَ فِيمَنْ ل َا يَأ ْ ل َفُ وَل َا يُؤْ ل َفُ ، وَخَيْرُ ا لن َّا س ِ أ َ نْف َعُهُمْ لِلن َّا س ِ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى يَرْضَى ل َك ُمْ ث َل َا ث ًا وَ يَك ْرَهُ ل َك ُمْ ث َل َا ث ًا .<br />
} :<br />
يَرْضَى ل َك ُمْ أ َن ْ تَعْبُدُوهُ وَل َا تُشْر ِك ُو ا ب ِهِ شَيْئ ًا وَ أ َن ْ تَعْتَصِمُو ا ب ِ حَبْلِهِ جَمِيعًا وَل َا تَتَف َر َّق ُو ا وَ أ َن ْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَ ل َّاهُ ا لل َّهُ أ َمْرَك ُمْ<br />
، وَ يَك ْرَهُ ل َك ُمْ قِي ل َ وَق َال َ وَك َث ْرَة َ الس ُّؤَال ِ وَإ ِ ضَاعَة َ ا ل ْمَال ِ<br />
وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ حَث ٌّ مِنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَل َىال ْأ ُ ل ْف َةِ .<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ<br />
. {<br />
:<br />
مَنْ ق َ ل َّ ذ َل َّ وَق َال َ ق َيْسُ بْنُ عَاصِم ٍ<br />
:<br />
عَز َّتْ ف َل َمْ تُك ْسَرْ وَ إ ِن ْ هِيَ بُد ِّدَتْ ف َال ْوَهْنُ وَ الت َّك ْسِيرُ لِل ْمُتَبَد ِّدِ<br />
إن َّ ال ْقِدَاحَ إذ َااجْتَمَعْنَ ف َرَ امَهَا ب ِال ْك َسْر ِ ذ ُو حَنَق ٍ وَ بَط ْش ٍ أ َي ِّدِ<br />
وَإ ِذ َا ك َانَتْا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ب ِمَا أ ُ ث ْب ِتَ تَ جْمَعُ الش َّمْ ل َ وَ تَمْنَعُ ا لذ ُّل َّ ، اق ْتَضَتْ ال ْ حَال ُ ذِك ْرَ أ َسْبَا ب ِهَا .<br />
وَ أ َسْبَابُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ خَمْسَة ٌ وَهِيَ : ا لد ِّ ينُ وَالن َّسَبُ وَا ل ْمُصَاهَرَة ُ وَا ل ْمَوَد َّة ُ وَا ل ْب ِر ُّ .<br />
: ف َأ َم َّا ا لد ِّ ينُ<br />
:<br />
وَهُوَ ا ل ْأ َو َّل ُ مِنْ أ َسْبَاب ِ ال ْأ ُ ل ْف َةِ ف َلِأ َ ن َّهُ يَبْعَث ُ عَل َى ا لت َّنَا صُر ِ ، وَ يَمْنَعُ مِنْ ا لت َّق َاط ُع ِ وَالت َّدَابُر ِ .<br />
} :<br />
وَ ب ِمِث ْ ل ِ ذ َ لِكَ وَص َّى رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ صْحَا بَهُ ، ف َرَوَى سُف ْيَان ُ عَنْ ا لز ُّهْر ِي ِّ عَنْ أ َ نَس ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ل َا تَق َاط َعُوا وَل َا تَدَابَرُوا وَل َا تَحَاسَدُوا وَك ُونُوا عِبَادَ ا لل َّهِ إخْوَانًا ل َا<br />
يَحِ ل ُّ لِمُسْلِم ٍ أ َن ْ يَهْ جُرَ أ َخَاهُ ف َوْ قَ ث َل َاثٍ { .<br />
وَهَذ َا وَ إ ِن ْ ك َان َاجْتِمَاعُهُمْ فِي الد ِّ ين ِ يَق ْتَضِيهِ ف َهُوَ عَل َى وَجْهِ ا لت َّ حْذِ ير ِ مِنْ تَذ َك ُّر ِ تُرَاثِ ا ل ْ جَاهِلِي َّةِ وَ إ ِحَن ِ ا لض َّل َا ل َةِ .<br />
ف َق َدْ بُعِث َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَ ا ل ْعَرَبُ أ َشَد ُّ تَق َاط ُعًا وَ تَعَادِ يًا ، وَ أ َك ْث َرُ اخْتِل َاف ًا وَتَمَادِ يًا ، حَت َّى إن َّ بَن ِي<br />
ا ل ْأ َب ِ ا ل ْوَ احِدِ يَتَف َر َّق ُون َ أ َحْزَ ابًا ف َتُثِيرُ بَيْنَهُمْ ب ِا لت َّ حَز ُّب ِ وَ الِاف ْتِرَا ق ِ أ َحْق َادُ ال ْأ َعْدَاءِ ، وَ إ ِحَنُ ال ْبُعَدَاءِ .<br />
وَك َانَتْا ل ْأ َنْصَا رُ أ َشَد َّهُمْ تَق َاط ُعًا وَ تَعَادِيًا ، وَك َان َ بَيْنَ ال ْأ َوْ س ِوَ ال ْ خَزْرَج ِ مِنْ الِاخْتِل َافِ وَالت َّبَايُن ِ أ َك ْث َرُ مِنْ غ َيْر ِهِمْ إل َى أ َن ْ<br />
أ َسْل َمُو ا ف َذ َهَبَتْ إحَنُهُمْ وَا نْق َط َعَتْ عَدَ اوَا تُهُمْ وَصَارُواب ِا ل ْإ ِسْل َام ِ إخْوَانًا مُتَوَا صِلِينَ ، وَ ب ِأ ُ ل ْف َةِ ا لد ِّ ين ِ أ َعْوَا نًا مُتَنَا صِر ِ ينَ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَ اذ ْك ُرُو ا ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ عَل َيْك ُمْ إذ ْ ك ُنْتُمْ أ َعْدَ اءً ف َأ َ ل َّفَ بَيْنَ ق ُل ُوب ِك ُمْ ف َأ َصْبَحْتُمْ ب ِن ِعْمَتِهِ إخْوَانًا {<br />
يَعْن ِي أ َعْدَ اءً فِي ا ل ْجَاهِلِي َّةِ ف َأ َ ل َّفَ بَيْنَ ق ُل ُوب ِك ُمْ ب ِال ْإ ِسْل َا ِم .<br />
وَق َال َ تَعَال َى<br />
يَعْن ِي حُبا .<br />
.<br />
} :<br />
إن َّ ال َّذِ ينَ آمَنُوا وَعَمِل ُو ا الص َّا لِحَاتِ سَيَ جْعَ ل ُ ل َهُمْ ا لر َّحْمَنُ وُدا { .<br />
وَعَل َى حَسَب ِ ا لت َّآ ل ُفِ عَل َى الد ِّ ين ِ تَك ُون ُ ال ْعَدَاوَة ُ<br />
فِيهِ إذ َا اخْتَل َفَ أ َهْل ُهُ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ يَق ْط َعُ فِي الد ِّ ين ِ مَنْ ك َان َ ب ِهِ بَرا وَعَل َيْهِ مُشْفِق ًا .<br />
هَذ َا أ َبُو عُبَيْدَة َ بْنُ ال ْ جَر َّ اح ِ ، وَق َدْ ك َانَتْ ل َهُا ل ْمَنْز ِ ل َة ُ ا ل ْعَا لِيَة ُ فِيا ل ْف َضْ ل ِ وَا ل ْأ َث َر ِ ال ْمَشْهُو ر ِ فِيا ل ْإ ِسْل َام ِ ، ق َتَ ل َ أ َ بَاهُ يَوْم بَدْر ٍ<br />
وَأ َتَى ب ِرَأ ْسِهِ إل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ط َاعَة ً لِل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ وَلِرَسُو لِهِ ، حِينَ بَقِيَ عَل َى ضَل َا لِهِ وَا نْهَمَكَ فِي<br />
ط ُغْيَا ن ِهِ .<br />
ف َل َمْ يُعْطِف ْهُ عَل َيْهِ رَحْمَة ٌ وَل َا ك َف َّهُ عَنْهُ شَف َق َة ٌ ، وَهُوَ مِنْ أ َ بَر ِّ ال ْأ َبْنَاءِ ، تَغْلِيبًا لِلد ِّ ين ِ عَل َى الن َّسَب ِ وَط َاعَةِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى عَل َى<br />
ط َاعَةِ ا ل ْأ َب ِ .<br />
وَفِيهِ أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ :<br />
أ َبْنَاءَهُمْ أ َوْ إخْوَانَهُمْ أ َوْ عَشِيرَ تَهُمْ<br />
. {<br />
} ل َا تَ ج ِدُ ق َوْمًا يُؤْمِنُون َ ب ِا َ لل َّهِ وَا ل ْيَوْم ِ ال ْ آخِر ِ يُوَاد ُّون َ مَنْ حَاد َّ ا لل َّهَ وَرَسُو ل َهُ وَ ل َوْ ك َانُوا آ بَاءَهُمْ أ َوْ
وَق َدْ يَ خْتَلِفُ أ َهْ ل ُ ا لد ِّ ين ِ عَل َى مَذ َ اهِبَ شَت َّى وَآرَ اءٍ مُ خْتَلِف َةٍ ف َيَحْدُث ُ بَيْنَ ا ل ْمُ خْتَلِفِينَ فِيهِ مِنْ ا ل ْعَدَ اوَةِ وَالت َّبَايُن ِ مِث ْ ل ُ مَا<br />
يَحْدُث ُ بَيْنَ ا ل ْمُ خْتَلِفِينَ فِي ال ْأ َدْيَانِ .<br />
وَعِل َّة ُ ذ َ لِكَ أ َن َّ الد ِّ ينَ وَا لِاجْتِمَا عَ عَل َى ا ل ْعَق ْدِ ا ل ْوَ احِدِ فِيهِ ل َم َّا ك َان َ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ، ك َان َ الِاخْتِل َافُ فِيهِ أ َق ْوَى<br />
أ َسْبَاب ِا ل ْف ُرْق َةِ .<br />
وَإ ِذ َا تَك َاف َأ َ أ َهْ ل ُ ال ْأ َدْيَانِا ل ْمُ خْتَلِف َةِ وَا ل ْمَذ َ اهِب ِ ال ْمُتَبَاي ِنَةِ ، وَ ل َمْ يَك ُنْ أ َحَدُا ل ْف َر ِ يق َيْن ِ أ َعْل َى يَدًا ، وَ أ َك ْث َرَ عَدَدًا ، ك َانَتْ<br />
ال ْعَدَاوَة ُ بَيْنَهُمْ أ َق ْوَى وَا ل ْإ ِحَنُ فِيه ِمْ أ َعْظ َمَ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَنْضَم ُّ إل َى عَدَ اوَةِ ا لِاخْتِل َافِ تَ حَاسُدُ ال ْأ َك ْف َاءِ ، وَتَنَاف ُسُ ا لن ُّظ َرَاءِ .<br />
: وَأ َم َّا الن َّسَبُ<br />
وَهُوَ الث َّان ِي مِنْ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ف َلِأ َن َّ تَعَاط ُفَ ال ْأ َرْحَام ِ وَحَمِي َّة َا ل ْق َرَا بَةِ يَبْعَث َانِ عَل َى ا لت َّنَا صُر ِوَا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ،<br />
وَ يَمْنَعَانِ مِنْ ا لت َّ خَاذ ُل ِ وَا ل ْف ُرْق َةِ ، أ َ نَف َة ً مِنْ اسْتِعْل َاءِ ا ل ْأ َبَاعِدِ عَل َى ا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَتَوَق ِّيًا مِنْ تَسَل ُّطِ ا ل ْغُرَبَاءِ ا ل ْأ َجَا ن ِب ِ .<br />
. {<br />
} :<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إن َّ ا لر َّحِمَ إذ َا تَمَاس َّتْ تَعَاط َف َتْ<br />
وَ لِذ َ لِكَ حَفِظ َتْ ا ل ْعَرَبُ أ َ نْسَا بَهَا ل َم َّا امْتَنَعَتْ عَنْ سُل ْط َانٍ يَق ْهَرُهَا وَيَك ُف ُّ ال ْأ َذ َى عَنْهَا لِتَك ُون َ ب ِهِ مُتَظ َافِرَة ً عَل َى مَنْ نَاوَأ َهَا<br />
، مُتَنَاصِرَة ً عَل َى مَنْ شَاق َّهَا وَعَادَاهَا ، حَت َّى بَل َغَتْ ب ِأ ُ ل ْف َةِ ال ْأ َنْسَاب ِ تَنَاصُرَهَا عَل َى ا ل ْق َو ِي ِّ ا ل ْأ َي ِّدِوَ تَحَك َّمَتْ ب ِهِ تَحَك ُّمَ<br />
ا ل ْمُتَسَل ِّطِ ا ل ْمُتَشَط ِّطِ .<br />
وَق َدْ أ َعْذ َرَ نَب ِي ُّ ا لل َّهِ ل ُوط ٌ عَل َيْهِ الس َّل َامُ نَف ْسَهُ حِينَ عَدِمَ عَشِيرَة ً تَنْصُرُهُ ، ف َق َال َ لِمَنْ بُعِث َ إل َيْه ِمْ : } ل َوْ أ َن َّ لِي ب ِك ُمْ ق ُو َّة ً<br />
أ َوْ آو ِي إل َى رُك ْن ٍ شَدِ يدٍ { .<br />
يَعْن ِي عَشِيرَة ً مَا ن ِعَة ً .<br />
وَرَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } رَحِمَ ا لل َّهُ ل ُوط ًا ، ل َق َدْ ك َان َ يَأ ْو ِي إل َى<br />
{ . رُك ْن ٍ شَدِ يدٍ<br />
يَعْن ِي ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ .<br />
وَق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } مَا بَعَث َ ا لل َّهُ تَعَال َى مِنْ بَعْدِهِ نَب ِيا إل َّا فِي ث َرْوَةٍ مِنْ ق َوْمِهِ { .<br />
وَق َال َ وَهْبٌ<br />
: ل َق َدْ وَرَدَتْ ا لر ُّسُ ل ُ عَل َى ل ُوطٍ وَق َال ُوا : إن َّ رُك ْنَكل َ شَدِ ي دٌ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ،<br />
ق َال َ ا لر ِّ يَاشِي ُّ :ا ل ْمُف ْرَجُ ال َّذِي ل َا يَنْتَمِي إل َى ق َب ِيل َةٍ يَك ُون ُ مِنْهَا .<br />
وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ حَث ٌّ مِنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَل َىال ْأ ُ ل ْف َةِ وَك َف ٌّ عَنْ ا ل ْف ُرْق َةِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا لن َّسَبُ<br />
} :<br />
} أ َ ن َّهُ ك َان َ ل َا يَتْرُكُا ل ْمَرْءَ مُف ْرَجًا حَت َّى يَضُم َّهُ إل َى ق َب ِيل َةٍ يَك ُون ُ فِيهَا { .<br />
مَنْ ك َث َّرَ سَوَ ادَ ق َوْم ٍ ف َهُوَ مِنْهُمْ<br />
. {<br />
ب ِهَذِهِ ا ل ْمَنْز ِ ل َةِ مِنْا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ف َق َدْ تَعْر ِضُ ل َهُ عَوَار ِ ضُ تَمْنَعُ مِنْهَا ، وَ تَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْف ُرْق َةِ ا ل ْمُنَافِيَةِ ل َهَا .<br />
ف َإ ِذ َن ْ ق َدْ ل َز ِمَ أ َن ْ نَصِفَ حَال َ ال ْأ َنْسَاب ِ ، وَمَا يَعْر ِضُ ل َهَا مِنْ ا ل ْأ َسْبَاب ِ .<br />
ف َ جُمْل َة ُا ل ْأ َنْسَاب ِ أ َن َّهَا تَنْق َسِمُ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ :قِسْ مٌ وَ الِدُون َ ، وَقِسْمٌ مَوْ ل ُودُون َ ، وَقِسْمٌ مُنَاسِبُون َ .<br />
وَ لِك ُ ل ِّ قِسْم ٍ مِنْهُمْ مَنْز ِ ل َة ٌ مِنْا ل ْب ِر ِّ وَا لص ِّل َةِ ، وَعَار ِ ضٌ يَط ْرَ أ ُ ف َيَبْعَث ُ عَل َى ال ْعُق ُوق ِ وَ ا ل ْق َطِيعَةِ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْوَا لِدُون َ ف َهُمْ ال ْ آبَاءُ وَال ْأ ُم َّهَاتُ وَال ْأ َجْدَادُ وَا ل ْجَد َّاتُ .<br />
وَهُمْ مَوْسُومُون َ مَعَ سَل َامَةِأ َحْوَا لِه ِمْ ب ِ خُل ُق َيْن ِ : أ َحَدُهُمَال َا ز ِمٌ ب ِا لط َّبْع ِ ، وَالث َّان ِي حَادِ ث ٌ ب ِاك ْتِسَاب ٍ .<br />
ف َأ َم َّا مَا ك َان َ ل َاز ِمًا ب ِا لط َّبْع ِ ف َهُوَ ال ْ حَذ َرُ وَ ال ْإ ِشْف َا قُ .
وَذ َ لِكَ ل َا يَنْتَقِ ل ُ عَنْ ا ل ْوَا لِدِ ب ِحَال ٍ ، وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } ا ل ْوَ ل َدُ مَبْ خَل َة ٌ مَ جْهَل َة ٌ مَ جْبَنَ ٌة<br />
{ . مَ حْزَ نَ ٌة<br />
ف َأ َخْبَرَ أ َن َّ ال ْ حَذ َرَ عَل َيْهِ يُك ْسِبُ هَذِهِ ال ْأ َوْصَافَ ، وَيُحْدِث ُ هَذِهِ ال ْأ َخْل َا َق .<br />
وَق َدْ ك َر ِهَ ق َوْمٌ ط َل َبَ ا ل ْوَ ل َدِ ك َرَ اهَة ً لِهَذِهِ ال ْ حَا ل َةِ ال َّتِي ل َا يَق ْدِرُ عَل َى دَف ْعِهَا عَنْ نَف ْسِهِ ، لِل ُزُومِهَا ط َبْعًا ، وَحُدُوثِهَا حَتْمًا .<br />
وَقِي ل َ لِيَحْيَى بْن ِ زَك َر ِي َّا عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ<br />
هَد َّن ِي<br />
:<br />
مَا بَال ُك تَك ْرَهُ ا ل ْوَ ل َدَ ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
.<br />
وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ<br />
مَا لِي وَ لِل ْوَل َدِ ، إن ْ عَا شَ ك َد َّن ِي ، وَ إ ِن ْ مَاتَ<br />
: أ َل َا تَتَزَو َّجُ ؟ ف َق َال َ : إن َّمَا يُحَب ُّ ا لت َّك َا ث ُرُ فِي دَار ِ ا ل ْبَق َاءِ .<br />
وَأ َم َّا مَا ك َان َ حَادِث ًا ب ِا لِاك ْتِسَاب ِ ف َه ِيَ ا ل ْمَ حَب َّة ُ ال َّتِي تُنَم َّى مَعَ ا ل ْأ َوْق َاتِ ، وَ تَتَغَي َّرُ مَعَ تَغَي ُّر ِ ال ْ حَال َاتِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَعْن ِي أ َن َّ حُب َّهُ يَل ْتَصِقُ ب ِن ِيَاطِ ا ل ْق َل ْب ِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
{ . {ا ل ْوَل َدُ أ َ نْوَط ُ :<br />
:<br />
} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ ث َمَرَة ٌ ، وَ ث َمَرَة ُ ا ل ْق َل ْب ِا ل ْوَ ل َدُ<br />
. {<br />
ف َإ ِن ْ ا نْصَرَفَ ال ْوَالِدُ عَنْ حُب ِّ ا ل ْوَ ل َدِ ف َل َيْسَ ذ َ لِكَ لِبَعْض ٍ مِنْهُ ، وَل َكِنْ لِسَل ْوَةٍ حَدَ ث َتْ مِنْ عُق ُو ق ٍ أ َوْ تَق ْصِير ٍ ، مَعَ بَق َاءِ<br />
ال ْ حَذ َر ِ وَ ال ْإ ِشْف َا ق ِ ال َّذِي ل َا يَزُول ُ عَنْهُ ، وَل َا يَنْتَقِ ل ُ مِنْهُ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى رَضِيَ ا ل ْآ بَاءَ لِل ْأ َبْنَاءِ ف َ حَذ َّرَهُمْ فِتْنَتَهُمْ وَل َمْ يُو صِه ِمْ ب ِه ِمْ ، وَ ل َمْ<br />
يَرْضَ ال ْأ َبْنَاءَ لِل ْ آ بَاءِ ف َأ َوْصَاهُمْ ب ِه ِمْ .<br />
وَ إ ِن َّ شَر َّ ال ْأ َبْنَاءِ مَنْ دَعَاهُ ا لت َّق ْصِيرُ إل َى ال ْعُق ُوق ِ ، وَشَر َّ ا ل ْآ بَاءِ مَنْ دَعَاهُ ا ل ْب ِر ُّ إل َى ال ْإ ِف ْرَاطِ .<br />
وَال ْأ ُم َّهَاتُ أ َك ْث َرُ إشْف َاق ًا وَ أ َوْف َرُ حُبا لِمَا بَاشَرْن َ مِنْ ا ل ْو ِ ل َادَةِ وَعَا نَيْنَ مِنْ ا لت َّرْ ب ِيَةِ ف َإ ِ ن َّهُن َّ أ َرَ ق ُّ ق ُل ُوبًا وَ أ َ ل ْيَنُ نُف ُوسًا .<br />
وَ ب ِحَسَب ِ ذ َلِكَ وَجَبَ أ َن ْ يَك ُون َ ا لت َّعَط ُّفُ عَل َيْه ِن َّ أ َوْف َرَ جَزَ اءٍ لِفِعْلِه ِن َّ ، وَكِف َاءً لِ حَق ِّه ِن َّ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ق َدْ أ َشْرَكَ<br />
بَيْنَهُمَا فِيا ل ْب ِر ِّ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي ا ل ْوَ صِي َّةِ ، ف َق َال َ تَعَال َى وَوَص َّيْنَا ال ْإ ِنْسَان َ ب ِوَا لِدِ يهِ حُسْنًا<br />
وَق َدْ رُو ِيَ أ َن َّ<br />
. {<br />
} :<br />
:<br />
} رَجُل ًا أ َتَى إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ : إن َّ لِي أ ُما أ َنَا مُطِيعُهَا أ ُق ْعِدُهَا عَل َى ظ َهْر ِي ، وَل َا<br />
أ َصْر ِفُ عَنْهَا وَجْه ِي ، وَأ َرُد ُّ إل َيْهَا ك َسْب ِي ، ف َهَ ل ْ جَزَيْتهَا ؟ ق َال َ ل َا وَل َا ب ِزَف ْرَةٍ وَ احِدَةٍ .<br />
ق َال َ : وَ لِمَ ؟ ق َال َ لِأ َ ن َّهَا ك َانَتْ تَخْدُمُك وَهِيَ تُ حِب ُّ حَيَاتَك ، وَأ َ نْتَ تَخْدُمُهَا وَتُ حِب ُّ مَوْتَهَا<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ : حَق ُّا ل ْوَا لِدِ أ َعْظ َمُ ، وَ ب ِر ُّا ل ْوَا لِدِ أ َ ل ْزَمُ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
. {<br />
:<br />
} أ َنْهَاك ُمْ عَنْ عُق ُو ق ِ ا ل ْأ ُم َّهَاتِ ، وَوَ أ ْدِ ا ل ْبَنَاتِ ، وَمَنْع ٍ وَهَاتِ { .<br />
وَرَوَى خَا لِدُ بْنُ مَعْدَ ان َ عَنْ ال ْمِق ْدَام ِ ق َال َ : سَمِعْت رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ يَق ُول ُ<br />
ب ِأ ُم َّهَاتِك ُمْ ث ُ م َّ يُوصِيك ُمْ ب ِا ل ْأ َق ْرَب ِ ف َال ْأ َق ْرَب ِ<br />
وَأ َم َّاا ل ْمَوْ ل ُودُون َ ف َهُمْ ال ْأ َوْل َادُ وَأ َوْل َادُ<br />
ال ْأ َوْل َادِ .<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تُسَم ِّي وَ ل َدَ ا ل ْوَ ل َدِ ا لص َّف ْوَة َ .<br />
:<br />
. {<br />
وَهُمْ مُ خْتَص ُّون َ مَعَ سَل َامَةِأ َحْوَا لِه ِمْ ب ِ خُل ُق َيْن ِ<br />
ف َأ َم َّا ا لل َّاز ِمُ ف َهُوَ ال ْأ َ نَف َة ُ لِل ْ آ بَاءِ مِنْ تَهَض ُّم ٍ أ َوْ خُمُول ٍ .<br />
وَ ا ل ْأ َ نَف َة ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ فِي مُق َا بَل َةِ ال ْإ ِشْف َاق ِ فِي ال ْ آبَاءِ .<br />
: أ َحَدُهُمَال َا ز ِمٌ ، وَا ل ْآخَرُ مُنْتَقِ ٌل .<br />
} إن َّ ا لل َّهَ يُو صِيك ُمْ
وَق َدْ ل َ حَظ َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ هَذ َا ال ْمَعْنَى فِي شَعْر ِهِ ف َق َال َ : ف َأ َصْبَحْت يَل ْق َا ن ِي ا لز َّمَان ُ لِأ َجْلِهِ ب ِإ ِعْظ َام ِ مَوْل ُودٍ وَإ ِشْف َا ق ِ وَ الِدِ<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُنْتَقِ ل ُ ف َهُوَ ال ْإ ِدْل َال ُ ، وَهُوَ أ َو َّل ُ حَال ِ ا ل ْوَل َدِ ، وَال ْإ ِدْل َال ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ فِي مُق َا بَل َةِ ا ل ْمَ حَب َّةِ فِي ال ْ آ بَاءِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَ حَب َّة َ<br />
ب ِال ْآبَاءِ أ َخَص ُّ ، وَال ْإ ِدْل َال َ ب ِال ْأ َبْنَاءِ أ َمَس ُّ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ عُمَرَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
وَ ل َمْ يَلِدُونَا {<br />
ث ُ م َّ ال ْإ ِدْل َال ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ ق َدْ يَنْتَقِ ل ُ مَعَ ا ل ْكِبَر ِ إل َى أ َحَدِ أ َمْرَ يْن ِ<br />
ق ُل ْت يَا رَسُول َ ا لل َّهِ مَا بَال ُنَا نَر ِ ق ُّ عَل َى أ َوْ ل َادِ نَا وَل َا يَر ِق ُّون َ عَل َيْنَا ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ا ل ْوَل َدُ رَشِيدً ا أ َوْ ك َان َ ال ْأ َبُ بَرا عَط ُوف ًا صَارَ ال ْإ ِدْل َال ُ ب ِرا وَ إ ِعْظ َامًا<br />
.<br />
إم َّا ا ل ْب ِر ُّ وَال ْإ ِعْظ َامُ ، وَإ ِم َّا إل َى ا ل ْ جَف َاءِ وَال ْعُق ُو ِق .<br />
لِأ َن َّا وَل َدْنَاهُمْ<br />
وَق َدْ رَوَى الز ُّهْر ِي ُّ ، عَنْ عَامِر ِ بْن ِ شَرَاحِي ل َ ، أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ لِ جَر ِير ِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ : } إن َّ حَق َّ<br />
ا ل ْوَ الِدِ عَل َى ا ل ْوَل َدِ أ َن ْ يَخْشَعَ ل َهُ عِنْدَ ا ل ْغَضَب ِ ، وَ يُؤْثِرَهُ عَل َى نَف ْسِهِ عِنْدَ الن َّصَب ِ وَ الس َّغَب ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْمُك َافِئ َ ل َيْسَ ب ِا ل ْوَا صِ ل ِ وَل َكِن َّ ا ل ْوَا صِ ل َ مَنْ إذ َا ق ُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَل َهَا<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ ا ل ْوَ ل َدُ غ َاو ِيًا أ َوْ ك َان َ ال ْوَالِدُ جَافِيًا صَارَ ال ْإ ِدْل َال ُ ق َطِيعَة ً وَعُق ُوق ًا<br />
. {<br />
.<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } رَحِمَ ا لل َّهُ امْرَ أ ً أ َعَان َ وَل َدَهُ عَل َى ب ِر ِّهِ { .<br />
وَ بُش ِّرَ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ب ِمَوْل ُودٍ ف َق َال َ رَيْ حَانَة ٌ أ َشُم ُّهَا ث ُ م َّ هُوَ عَنْ ق َر ِيب ٍ وَ ل َدٌ بَا ر ٌّ أ َوْ عَ دُو ٌّ ضَا ر ٌّ<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي<br />
مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: ال ْعُق ُوقُ ث َك ْ ل ُ مَنْ ل َمْ يُث ْك َل ْ .<br />
.<br />
:<br />
.<br />
: ابْنُك رَيْ حَانُك سَبْعًا ، وَخَادِمُك سَبْعًا وَوَز ِ يرُك سَبْعًا ، ث ُ م َّ هُوَ صِد ِّ يقٌ أ َوْ عَ دُو ٌّ .<br />
وَ أ َم َّا ا ل ْمُنَاسِبُون َ ف َهُمْ مِنْ عَدَا ال ْ آ بَاءِ وَال ْأ َبْنَاءِ مِم َّنْ يَرْج ِعُ ب ِتَعْصِيب ٍ أ َوْ رَحِم ٍ .<br />
وَا َل َّذِي يَ خْتَص ُّون َ ب ِهِ ال ْ حَمِي َّة ُ ا ل ْبَاعِث َة ُ عَل َى ا لن ُّصْرَةِ ، وَهِيَ أ َدْنَى رُتْبَةِ ال ْأ َ نَف َةِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْأ َنَف َة َ تَمْنَعُ مِنْ الت َّهَض ُّم ِ وَا ل ْ خُمُول ِ مَعًا<br />
، وَ ال ْ حَمِي َّة ُ تَمْنَعُ مِنْ الت َّهَض ُّم ِ وَ ل َيْسَ ل َهَا فِي ك َرَ اهَةِ ال ْ خُمُول ِنَ صِيبٌ إل َّا أ َن ْ يَق ْتَر ِن َ ب ِهَا مَا يَبْعَث ُ عَل َىا ل ْأ ُ ل ْف َةِ .<br />
وَحَمِي َّة ُ ا ل ْمُنَاسِب ِينَ إن َّمَا تَدْعُو إل َى الن ُّصْرَةِ عَل َى ا ل ْبُعَدَ اءِ وَا ل ْأ َجَا ن ِب ِ ، وَهِيَ مُعَر َّ ضَة ٌ لِحَسَدِا ل ْأ َدَ ان ِي وَا ل ْأ َق َار ِب ِ ، مَوْك ُول َة ٌ<br />
إل َى مُنَاف َسَةِ ا لص َّاحِب ِ ب ِالص َّاحِب ِ ، ف َإ ِن ْ حُر ِسَتْ ب ِالت َّوَا صُ ل ِ وَالت َّل َاط ُفِ تَأ َك َّدَتْ أ َسْبَا بُهَا وَ اق ْتَرَن َ ب ِ حَمِي َّةِ الن َّسَب ِ مُصَاف َاة ُ<br />
ا ل ْمَوَد َّةِ ، وَذ َ لِكَ أ َوْك َدُ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِبَعْض ِ ق ُرَ يْش ٍ : أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك أ َخُوك أ َوْ صَدِ يق ُك ؟ ق َال َ : أ َخِي إذ َا ك َان َ صَدِ يق ًا .<br />
وَق َال َ مَسْل َمَة ُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ<br />
: ال ْعَيْشُ فِي ث َل َاثٍ : سَعَة ُا ل ْمَنْز ِل ِ ، وَك َث ْرَة ُ ال ْ خَدَم ِ ، وَمُوَ اف َق َة ُا ل ْأ َهْ ل ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ :ا ل ْبَعِيدُ ق َر ِ يبٌ ب ِمَوَد َّ تِهِ ، وَال ْق َر ِيبُ بَعِي دٌ ب ِعَدَ اوَ تِهِ .<br />
وَ إ ِن ْ أ ُهْمِل َتْ ال ْ حَال ُ بَيْنَ ا ل ْمُتَنَاسِب ِينَ ثِق َة ً ب ِل ُ حْمَةِ ا لن َّسَب ِ ، وَ اعْتِمَادً ا عَل َى حَمِي َّةٍا ل ْق َرَا بَةِ ، غ َل َبَ عَل َيْهَا مَق ْتُ ال ْ حَسَدِ<br />
وَمُنَازَعَة ُ الت َّنَاف ُس ِ ، ف َصَارَتْ ا ل ْمُنَاسَبَة ُ عَدَ اوَة ً وَا ل ْق َرَا بَة ُ بُعْدًا .<br />
وَق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ فِي بَعْض ِ رَسَا ئِلِهِ : ا ل ْأ َبُ رَ ب ٌّ ، وَ ا ل ْوَ ل َدُ ك َمَدٌ وَال ْأ َخُ ف َ خ ٌّ ، وَا ل ْعَ م ُّ غ َ م ٌّ وَال ْخَال ُوَبَا ل ٌ ، وَا ل ْأ َق َار ِبُ عَق َار ِبُ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ : ل ُ حُومُهُمْ ل َحْمِي وَهُمْ يَأ ْك ُل ُو نَهُ وَمَا دَ اهِيَاتُا ل ْمَرْءِ إل َّا أ َق َار ِ بُهُ وَمِنْ أ َجْ ل ِ ذ َلِكَ أ َمَرَ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
ب ِصِل َةِ ال ْأ َرْحَام ِ ، وَ أ َث ْنَى
:<br />
عَل َى وَاصِلِهَا ف َق َال َ تَعَال َى : } وَا َل َّذِينَ يَصِل ُون َ مَا أ َمَرَ ا لل َّهُ ب ِهِ أ َن ْ يُوصَ ل َ وَيَ خْشَوْن َ رَب َّهُمْ وَيَ خَاف ُون َ سُوءَ ال ْحِسَاب ِ { .<br />
ق َال َ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ هِيَ ا لر َّحِمُ ال َّتِي أ َمَرَ ا لل َّهُ ب ِوَصْلِهَا ،وَ يَخْشَوْن َ رَ ب َّهُمْ فِي ق َط ْعِهَا ، وَيَ خَاف ُون َ سُوءَ ال ْ حِسَاب ِ فِي<br />
ا ل ْمُعَاق َبَةِ عَل َيْهَا .<br />
وَرَوَى عَبْدُ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ عَوْفٍ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
} :<br />
يَق ُول ُ ا لل َّهُ - عَز َّ وَجَ ل َّ<br />
. {<br />
- أ َنَا ا لر َّحْمَنُ<br />
وَهِيَ الر َّحِمُ اشْتَق َق ْتُ ل َهَا مِنْ اسْمِي اسْمًا ف َمَنْ وَصَل َهَا وَ صَل ْتُهُ ، وَمَنْ ق َط َعَهَا ق َط َعْتُهُ<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } صِل َة ُ ا لر َّحِم ِمَنْمَاة ٌ ل َل ْعَدَدِ ،مَث ْرَاة ٌ لِل ْمَال ِ ، مَحَب َّة ٌ فِي ا ل ْأ َهْ ل ِ ، مَنْسَأ َة ٌ فِي<br />
ا ل ْأ َجَ ل ِ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
:<br />
:<br />
بُل ُّوا أ َرْحَامَك ُمْ ب ِا ل ْ حُق ُو ق ِ ، وَل َا تَجْف ُوهَا ب ِال ْعُق ُو ِق .<br />
: صِل ُوا أ َرْحَامَك ُمْ ف َإ ِن َّهَا ل َا تُبْل َى عَل َيْهَا أ ُ صُو ل ُك ُمْ ، وَل َا تُهْضَمُ عَل َيْهَا ف ُرُوعُك ُمْ .<br />
مَنْ ل َمْ يَصْل ُحْ لِأ َهْلِهِ ل َمْ يَصْل ُحْ ل َك ، وَمَنْ ل َمْ يَ ذ ُب َّ عَنْهُمْ ل َمْ يَذ ُب َّ عَنْك .<br />
مَنْ وَصَ ل َ رَحِمَهُ وَ صَل َهُ ا لل َّهُ وَرَحِمَهُ ، وَمَنْ أ َجَارَ جَارَهُ أ َعَا نَهُ ا لل َّهُ وَجَارَهُ .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِا ل ْأ َزْدِي ُّ وَحَسْبُك مِنْ ذ ُل ٍّ وَسُوءِ صَن ِيعَةٍ مُنَاوَ اة ُ ذِي ال ْق ُرْبَى وَ إ ِن ْ قِي ل َ ق َاطِعُ وَل َكِنْ أ ُوَاسِيهِ<br />
وَأ َنْسَى ذ ُ نُو بَهُ لِتُرْج ِعَهُ يَوْمًا إل َي َّ ا لر َّوَاج ِعُ وَل َا يَسْتَو ِي فِي ال ْحُك ْم ِ عَبْدَ انِ :وَا صِ ل ٌ وَعَبْدٌ لِأ َرْحَام ِ ال ْق َرَابَةِ ق َاطِعُ<br />
: وَأ َم َّا ا ل ْمُصَاهَرَة ُ<br />
وَهِيَ الث َّالِث ُ مِنْ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ ف َلِأ َن َّهَااسْتِحْدَاث ُ مُوَا صَل َةٍ ، وَ تَمَا زُجُ مُنَاسَبَةٍ ، صَدَرَا عَنْ رَغ ْبَةٍ<br />
وَ اخْتِيَار ٍ ، انْعَق َدَا عَل َى خَيْر ٍ وَإ ِ يث َار ٍ ، ف َاجْتَمَعَ فِيهَا أ َسْبَابُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ وَمَوَ اد ُّ ا ل ْمُظ َاهَرَةِ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَمِنْ آ يَا تِهِ أ َن ْ خَل َقَ ل َك ُمْ مِنْ أ َ نْف ُسِك ُمْ أ َزْوَ اجًا لِتَسْك ُنُو ا إل َيْهَا وَجَعَ ل َ بَيْنَك ُمْ مَوَد َّة ً وَرَحْمَة ً { يَعْن ِي<br />
ب ِا ل ْمَوَد َّةِ ا ل ْمَ حَب َّة َ ، وَ ب ِا لر َّحْمَةِ ال ْ حُنُو َّ وَا لش َّف َق َة َ ، وَهُمَا مِنْ أ َوْك َدِ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ .<br />
:<br />
:<br />
وَفِيهَاتَأ ْو ِي ل ٌ آخَرُ ق َا ل َهُ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ أ َن َّ ا ل ْمَوَد َّة َ ا لن ِّك َاحُ ، وَ ا لر َّحْمَة َ ا ل ْوَ ل َدُ .<br />
وَق َال َ تَعَال َى } وَا َ لل َّهُ جَعَ ل َ ل َك ُمْ مِنْ أ َ نْف ُسِك ُمْ أ َزْوَ اجًا وَجَعَ ل َ ل َك ُمْ مِنْ أ َزْوَاج ِك ُمْ بَن ِينَ وَحَف َدَة ً<br />
اخْتَل َفَ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي ال ْ حَف َدَةِ ، ف َق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مَسْعُودٍ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
هُمْ وَ ل َدُ ا لر َّجُ ل ِ وَوَ ل َدُ وَ ل َدِهِ .<br />
هُمْ أ َخْتَان ُ ا لر َّجُ ل ِ عَل َى بَنَا تِهِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ أ َن َّهُمْ بَنُو امْرَأ َةِ الر َّجُ ل ِ مِنْ غ َيْر ِهِ ، وَسُم ُّوا حَف َدَة ً لِتَ حَف ُّدِهِمْ فِيا ل ْخِدْمَةِ وَسُرْعَتِه ِمْ فِي ا ل ْعَمَ ل ِ ، وَمِنْهُ ق َوْ ل ُهُمْ<br />
فِي ا ل ْق ُنُوتِ ، وَإ ِل َيْك نَسْعَى ، وَ نَ حْفِدُ أ َيْ نُسْر ِ عُ إل َى ا ل ْعَمَ ل ِ ب ِط َاعَتِك .<br />
وَ ل َمْ تَزَل ْ ا ل ْعَرَبُ تَجْتَذِبُ ال ْبُعَدَ اءَ ، وَ تَتَأ َل َّفُ ال ْأ َعْدَاءَ ب ِا ل ْمُصَاهَرَةِ حَت َّى يَرْج ِعَ ا ل ْمُنَافِرُ مُؤَان ِسًا ، وَ يَصِيرَا ل ْعَ دُو ُّ مُوَالِيًا ،<br />
وَق َدْ يَصِيرُ لِلص ِّهْر ِ بَيْنَ ا لِا ث ْنَيْن ِأ ُ ل ْف َة ٌ بَيْنَا ل ْق َب ِيل َتَيْن ِ وَمُوَا ل َاة ٌ بَيْنَ ا ل ْعَشِيرَ تَيْن ِ .<br />
حُكِيَ عَنْ خَا لِدِ بْن ِ يَز ِيدَ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ أ َ ن َّهُ ق َال َ : ك َان َ أ َ بْغَضُ خَل ْق ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ إل َي َّ آل َ ا لز ُّبَيْر ِ حَت َّى تَزَو َّجْت مِنْهُمْ أ َرْمَل َة ً<br />
ف َصَارُوا أ َحَب َّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ إ ل َي َّ .<br />
وَفِيهَا يَق ُول ُ : أ ُحِب ُّ بَن ِي ال ْعَو َّام ِ ط ُرا لِأ َجْلِهَا وَمِنْ أ َجْلِهَا أ َحْبَبْت أ َخْوَ ال َهَا ك َل ْبَا ف َإ ِن ْ تُسْلِمِي نُسْلِمْ وَإ ِن ْ تَتَنَص َّر ِي<br />
يَ حُط ُّ ر ِ جَا ل ٌ بَيْنَ أ َعْيُن ِه ِمْ صُل ْبَا وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
:<br />
ال ْمَرْءُ عَل َى دَ يْن ِ زَوْجَتِهِ ، لِمَايَسْتَنْز ِ ل ُهُ ال ْمَيْل ُ إل َيْهَا مِنْ ا ل ْمُتَا بَعَةِ ، وَيَ جْتَذِ بُهُ<br />
ال ْ حُب ُّ ل َهَا مِنْ ا ل ْمُوَ اف َق َةِ ، ف َل َا يَج ِدُ إل َى ا ل ْمُ خَا ل َف َةِ سَب ِيل ًا ، وَل َا إل َى ا ل ْمُبَايَنَةِ وَال ْمُشَاق َّةِ ط َر ِ يق ًا .<br />
وَإ ِذ َا ك َانَتْ ا ل ْمُصَاهَرَة ُ لِلن ِّك َاح ِ ب ِهَذِهِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ مِنْا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ف َق َدْ يَنْبَغِي لِعَق ْدِهَا أ َحَدُ خَمْسَةِ أ َوْجُهٍ وَهِيَ :ا ل ْمَال ُ وَ ال ْ جَمَال ُ<br />
وَالد ِّينُ وَال ْأ ُ ل ْف َة ُ وَا لت َّعَف ُّفُ .
وَق َدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ أ َب ِي سَعِيدٍ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } تُنْك َ حُا ل ْمَرْأ َة ُ لِأ َرْ بَع ٍ :<br />
.<br />
لِمَا لِهَا وَ لِ جَمَا لِهَا وَلِحَسَب ِهَا وَ لِدِ ين ِهَا ، ف َعَل َيْك ب ِذ َاتِ ا لد ِّ ين ِ تَر ِبَتْ يَدَ اك {<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ عَق ْدُ ا لن ِّك َاح ِ لِأ َجْ ل ِ ا ل ْمَال ِ وَك َان َ أ َق ْوَى الد َّوَاعِي إ ل َيْهِ ، ف َا ل ْمَال ُ إذ ًا هُوَا ل ْمَنْك ُوحُ ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِذ َلِكَ أ َحَدُ<br />
ال ْأ َسْبَاب ِ ال ْبَاعِث َةِ عَل َى ا لِا ئ ْتِل َافِ جَازَ أ َن ْ يَل ْبَث َ ال ْعَق ْدُ وَتَدُومَا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ف َإ ِن ْ تَ جَر َّدَ عَنْ غ َيْر ِهِ مِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ وَعَر ِيَ عَم َّا سِوَ اهُ<br />
مِنْ ال ْمَوَاد ِّ ف َأ َخْلِقْ ب ِا ل ْعَق ْدِ أ َن ْ يَنْحَ ل َّوَ ب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ أ َن ْ تَزُول َ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا غ َل َبَ ا لط َّمَعُ وَق َ ل َّ ا ل ْوَف َاءُ ؛ لِأ َن َّ ال ْمَال َ إن ْ وُ صِ ل َ إ ل َيْهِ<br />
ف َق َدْ يَنْق َضِي سَبَبُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ب ِهِ .<br />
: ف َق َدْ قِي ل َ<br />
:<br />
مَنْ وَدَك َّ لِشَيْءٍ تَوَل َّى مَعَ ا نْقِضَا ئِهِ .<br />
وَ إ ِن ْ أ َعْوَزَ ا ل ْوُ صُول ُ إ ل َيْهِ وَ تَعَذ َّرَتْ ا ل ْق ُدْرَة ُ عَل َيْهِ أ َعْق َبَ ذ َ لِكَ اسْتِهَا نَة َ ا ل ْآي ِس ِ بَعْدَ شِ د َّةِ ا ل ْأ َمَ ل ِ ف َ حَدَ ث َتْ مِنْهُ عَدَ اوَة ُ<br />
ال ْ خَائِب ِ بَعْدَ اسْتِحْك َام ِ ا لط َّمَع ِ ، ف َصَارَتْ ا ل ْوَ صْل َة ُ ف ُرْق َة ًوَ ا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ عَدَ اوَة ً .<br />
وَق َدْ قِي ل َ مَنْ وَدَك َّ ط َمَعًا فِيك أ َبْغَضَك إذ َا أ َ ي ِسَ مِنْك .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ<br />
:<br />
مَنْ عَظ َّمَك لِإ ِك ْث َار ِك اسْتَق َل َّك عِنْدَ إق ْل َالِك .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ رَغ ْبَة ً فِي ال ْ جَمَال ِ ، ف َذ َ لِكَ أ َدْوَمُ لِل ْأ ُ ل ْف َةِ مِنْ ا ل ْمَال ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ جَمَال َ صِف َة ٌ ل َا ز ِمَة ٌ ، وَال ْمَال َ صِف َة ٌ زَ ا ئِل َ ٌة .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ :<br />
حُسْنُ الص ُّورَةِ أ َو َّل ُ الس َّعَادَةِ .<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } أ َعْظ َمُ ا لن ِّسَاءِ بَرَك َة ً أ َحْسَنُهُن َّ وَجْهًا وَ أ َق َل ُّهُن َّ مَهْرًا { .<br />
ف َإ ِن ْ سَلِمَتْ ا ل ْحَال ُ مِنْ ال ْإ ِدْل َال ِ ال ْمُف ْضِي إل َى ا ل ْمَل َال ِ اسْتَدَامَتْ ال ْأ ُ ل ْف َة ُوَاسْتَ حْك َمَتْ ا ل ْوَ صْل َة ُ .<br />
وَق َدْ ك َانُوا يَك ْرَهُون َ ال ْ جَمَال َ ا ل ْبَار ِ عَ إم َّا لِمَا يَحْدُث ُ عَنْهُ مِنْ شِد َّةِ ال ْإ ِدْل َال ِ وَق َدْ قِي ل َ<br />
:<br />
مَنْ بَسَط َهُ ال ْإ ِدْل َال ُ ق َبَضَهُال ْإ ِذ ْ ل َال ُ<br />
وَإ ِم َّا لِمَا يُ خَافُ مِنْ مِ حْنَةِ ا لر َّغ ْبَةِ ، وَبَل ْوَى ا ل ْمُنَازَعَةِ .<br />
وَق َدْ حُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا شَاوَرَ حَكِيمًا فِي ا لت َّزَو ُّج ِ ف َق َال َ ل َهُ : اف ْعَل ْ وَإ ِ ي َّاكَ وَال ْجَمَال َ ا ل ْبَار ِ عَ ، ف َإ ِ ن َّهُ مَرْعًىأ َن ِيقٌ .<br />
ف َق َال َ ا لر َّجُ ل ُ : وَك َيْفَ ذ َ لِكَ ؟ ق َال َ : ك َمَا ق َال َ ا ل ْأ َو َّل ُ : وَ ل َنْ تُصَادِفَ مَرْعًى مُمْرَعًا أ َبَدًا إل َّا وَجَدْت ب ِهِ آ ث َارَ مُنْتَج ِع ِ وَإ ِم َّا<br />
لِمَا يَخَاف ُهُ ا لل َّب ِيبُ مِنْ شِد َّةِ ا لص َّبْوَةِ ، وَ يَتَوَق َّاهُ ال ْ حَاز ِمُ مِنْ سُوءِ عَوَ اقِب ِ ا ل ْفِتْنَةِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَرَأ َى بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ صَي َّادًا يُك َل ِّمُ امْرَأ َة ً ف َق َال َ<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ ، لِا بْن ِهِ<br />
:<br />
: إ ي َّاكَ وَمُخَا ل َط َة َ الن ِّسَاءِ ف َإ ِن َّ ل َ حْظ َا ل ْمَرْأ َةِ سَهْ مٌ ، وَل َف ْظ َهَا سُ م ٌّ .<br />
يَا صَي َّادُ ، احْذ َرْ أ َن ْ تُصَادَ .<br />
:<br />
:<br />
: امْش ِ وَرَ اءَ ال ْأ َسَدِ وَل َا تَمْش ِ وَرَ اءَ ا ل ْمَرْ أ َةِ .<br />
وَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ ا ل ْخَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ امْرَ أ َة ً تَق ُول ُ هَذ َا ا ل ْبَيْتَ إن َّ ا لن ِّسَاءَ رَ يَاحِينُ خُلِق ْنَ ل َك ُمْ وَك ُل ُّك ُمْ يَشْتَه ِي شَ م َّ<br />
ا لر َّ يَاحِين ِ ف َق َال َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إن َّ ا لن ِّسَاءَ شَيَاطِينُ خُلِق ْنَ ل َنَا نَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ شَر ِّ ا لش َّيَاطِين ِ وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ رَغ ْبَة ً فِي<br />
الد ِّ ين ِ ف َهُوَ أ َوْ ث َقُ ال ْعُق ُودِ حَال ًا وَأ َدْوَمُهَا أ ُ ل ْف َة ً وَأ َحْمَدُهَا بَدْءًا وَعَاقِبَة ً ؛ لِأ َن َّ ط َا لِبَ ا لد ِّ ين ِمُت َّب ِعٌ ل َهُ وَمَنْ ا ت َّبَعَ الد ِّ ينَ ا نْق َادَ ل َهُ<br />
، ف َاسْتَق َامَتْ ل َهُ حَا ل ُهُ ، وَ أ َمِنَ زَ ل َل َهُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } ف َاظ ْف َرْ<br />
ب ِذ َ اتِ ا لد ِّ ين ِ تَر ِبَتْ يَدَاك { وَفِيهِ تَأ ْو ِ يل َانِ<br />
: أ َحَدُهُمَا : تَر ِ بَتْ يَدَاك إن ْ ل َمْ تَظ ْف َرْ ب ِذ َ اتِ ا لد ِّ ين ِ .<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّهَا ك َلِمَة ٌ تُذ ْك َرُ لِل ْمُبَا ل َغَةِ وَل َا يُرَ ادُ ب ِهَا سُوءٌ ، ك َق َوْ لِه ِمْ : مَا أ َشْ جَعَهُ ق َا تَل َهُ ا لل َّهُ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ رَغ ْبَة ً فِيا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ف َهَذ َا يَك ُون ُ عَل َى أ َحَدِ وَجْهَيْن ِ .
إم َّا أ َن ْ يُق ْصَدَ ب ِهِ ا ل ْمُك َا ث َرَة ُ ب ِاجْتِمَا ع ِ ا ل ْف َر ِ يق َيْن ِ ، وَا ل ْمُظ َاف َرَة ُ ب ِتَنَاصُر ِ ا ل ْفِئ َتَيْن ِ ، وَإ ِم َّا أ َن ْ يُق ْصَدَ ب ِهِ تَأ َ ل ُّفُ أ َعْدَ اءٍ مُتَسَل ِّطِينَ<br />
اسْتِك ْف َاءً لِعَادِ يَتِه ِمْ ، وَتَسْكِينًا لِصَوْ ل َتِه ِمْ .<br />
وَهَذ َ انِا ل ْوَجْهَانِ ق َدْ يَك ُو نَانِ فِي ا ل ْأ َمَا ثِ ل ِ وَ أ َهْ ل ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ .<br />
وَدَ اعِيا ل ْوَجْهِ ا ل ْأ َو َّل ِ هُوَ ا لر َّغ ْبَة ُ ، وَدَ اعِيا ل ْوَجْهِ الث َّان ِي هُوَ ا لر َّهْبَة ُ ، وَهُمَا سَبَبَانِ فِي غ َيْر ِا ل ْمُتَنَاكِ حَيْن ِ ، ف َإ ِن ْ اسْتَدَ امَ<br />
ا لس َّبَبُ دَامَتْ ال ْأ ُ ل ْف َة ُ ، وَ إ ِن ْ زَال َ الس َّبَبُ ب ِزَوَال ِ الر َّغ ْبَةِ وَ الر َّهْبَةِ ، خِيفَ زَوَال ُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ .<br />
إل َّا أ َن ْ يَنْضَم َّ إل َيْهَا أ َحَدُ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْبَاعِث َةِ عَل َيْهَا ، وَا ل ْمُق َر َّ بَةِ ل َهَا .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ رَغ ْبَة ً فِي ا لت َّعَف ُّفِ ف َهُوَ ال ْوَجْهُا ل ْ حَقِيقِي ُّ ال ْمُبْتَغَى ب ِعَق ْدِ ا لن ِّك َاح ِ ، وَمَا سِوَى ذ َلِكَف َأ َ سْبَا بٌ مُعَل َّق َة ٌ عَل َيْهِ<br />
وَمُ ضَاف َة ٌ إ ل َيْهِ وَرُو ِيَ أ َ ن َّهُ ل َم َّا نَزَل َ ق َوْله تَعَا ل َى<br />
} :<br />
زَوْجَهَا {<br />
ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ف َهَم ُّهَا فِي ا لر َّجُ ل ِ { .<br />
:<br />
يَا أ َي ُّهَا الن َّاس ات َّق ُوا رَب َّك ُمْ ال َّذِي خَل َق َك ُمْ مِنْ نَف ْس ٍ وَاحِدَةٍ وَخَل َقَ مِنْهَا<br />
} خُلِقَ الر َّجُ ل ُ مِنْ ا لت ُّرَ اب ِ ف َهَم ُّهُ فِي ا لت ُّرَ اب ِ ، وَخُلِق َتْا ل ْمَرْأ َة ُ مِنْ ا لر َّجُ ل ِ<br />
وَرَوَى عَطِي َّة ُ بْنُ ب ِشْر ٍ عَنْ عَك َّافِ بْن ِ ر ِف َاعَة َا ل ْه ِل َالِي ِّ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ ل َهُ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
. {<br />
} يَا عَك َّافُ أ َل َكَ زَوْجَ ٌة<br />
؟ ق َال َ ل َا<br />
ق َال َ : ف َأ َ نْتَ إذ ًا مِنْ إخْوَ انِ الش َّيَاطِين ِ ، إن ْ ك ُنْتَ مِنْ رُهْبَانِ الن َّصَارَى ف َال ْحَقْ ب ِه ِمْ ، وَ إ ِن ْ ك ُنْت مِن َّا ف َمِنْ سُن َّتِنَا الن ِّك َاحُ<br />
ف َك َان َ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ حَثًّا عَل َى تَرْكِ ا ل ْف َسَادِ<br />
وَ بَاعِث ًا عَل َى الت َّك َا ث ُر ِ ب ِال ْأ َوْل َادِ .<br />
وَلِهَذ َا ال ْمَعْنَى ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ يَق ُول ُ لِل ْق َف َّال ِ مِنْ غ َزْو ِهِمْ<br />
ال ْك َيْسَ { .<br />
يَعْن ِي فِي ط َل َب ِ ا ل ْوَل َدِ .<br />
} :<br />
ف َل َز ِمَ حِينَئِذٍ فِي عَق ْدِ ا لت َّعَف ُّفِ تَ حَك ُّمُ الِاخْتِيَار ِ فِيهِ وَا ل ْتِمَا سُ ال ْأ َدْوَم ِ مِنْ دَوَ اعِيهِ .<br />
وَهِيَ نَوْعَانِ<br />
:نَوْ عٌ يُمْكِنُ حَصْرُ شُرُوطِهِ ، وَ نَوْ عٌ ل َا يُمْكِنُ لِاخْتِل َافِ أ َسْبَا ب ِهِ وَ تَغَا يُر ِ شُرُوطِهِ .<br />
ف َأ َم َّا ا لش ُّرُوط ُا ل ْمَحْصُورَة ُ فِيهِ ف َث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ<br />
وَا ل ْك َف َافِ .<br />
ق َال َ أ َبُو هُرَ يْرَة َ ، رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إذ َا أ َف ْضَيْتُمْ إل َى ن ِسَائِك ُمْ ف َال ْك َيْسَ<br />
: أ َحَدُهَا : الد ِّ ينُ ال ْمُف ْضِي إل َى الس ِّتْر ِ وَال ْعَف َافِ ، وَال ْمُؤَد ِّي إل َى ا ل ْق َنَاعَةِ<br />
ل َا يَعْذِل ُمُؤْمِنٌ مُؤْمِنَة ً ، إن ْ ك َر ِهَ مِنْهَا خُل ُق ًا رَ ضِيَ مِنْهَا خُل ُق ًا .<br />
وَخَط َبَ رَ جُ ل ٌ مِنْ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا يَتِيمَة ً ك َانَتْ عِنْدَهُ ف َق َال َ<br />
ق َال َ : وَ لِمَ وَفِي دَار ِك نَشَأ َتْ ؟ ق َال َ إن َّهَا تَتَشَر َّفُ .<br />
ل َا أ ُبَالِي .<br />
ف َق َال َ : ال ْ آن َ ل َا أ َرْ ضَاك ل َهَا .<br />
وَفِي مَعْنَى هَذ َا ق َوْل ُ بَعْض ِ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />
:<br />
: ل َا أ َرْضَاهَا ل َك .<br />
مَنْ رَ ضِيَ ب ِصُ حْبَةِ مَنْ ل َا خَيْرَ فِيهِ ل َمْ يَرْضَ ب ِصُ حْبَتِهِ مَنْ فِيهِ خَيْرٌ .<br />
: ال ْعَق ْل ُ ا ل ْبَاعِث ُ عَل َى حُسْن ِ الت َّق ْدِ ير ِ ، ا ل ْ آمِرُ ب ِصَوَ اب ِ ا لت َّدْ ب ِير ِ .<br />
:<br />
:<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ال ْعَق ْل ُ حَيْث ُ ك َان َأ َل ُوفٌ وَمَأ ْل ُوفٌ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } عَل َيْك ُمْ ب ِا ل ْوَدُودِ ال ْوَل ُودِ وَل َا تَنْكِ حُو اا ل ْ حَمْق َاءَ ف َإ ِن َّ صُحْبَتَهَا بَل َاءٌ<br />
{ . وَوَل َدَهَا ضِيَا عٌ
وَ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ : ال ْأ َك ْف َاءُ ال َّذِينَ يَنْتَفِي ب ِه ِمْ ا ل ْعَا رُ وَيَ حْصُ ل ُ ب ِه ِمْ الِاسْتِك ْث َارُ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } تَ خَي َّرُو ا ل َنُط َفِك ُمْ وَل َا تَضَعُوهَا إل َّا فِي ال ْأ َك ْف َاءِ { .<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ أ َك ْث َمَ بْنَ صَيْفِي ٍّ ق َال َ لِوَل َدِهِ يَا بُنَي َّ ل َا يَ حْمِل َن َّك ُمْ جَمَال ُ<br />
ا لن ِّسَاءِ عَنْ صَرَاحَةِ الن َّسَب ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَنَاكِ حَ ال ْك َر ِيمَة َ مَدْرَجَة ٌ لِلش َّرَفِ .<br />
وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ ا لد ُّؤَ لِي ُّ لِبَن ِيهِ<br />
ق َال ُوا : وَك َيْفَأ َحْسَنْتَ إل َيْنَا ق َبْ ل َ أ َن ْ نُول َدَ ؟ ق َال َ<br />
وَ أ َنْشَدَ ا لر ِّيَاشِي ُّ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
ق َدْ أ َحْسَنْت إل َيْك ُمْ صِغَارً ا وَكِبَارً ا وَق َبْ ل َ أ َن ْ تُول َدُوا .<br />
اخْتَرْتُ ل َك ُمْ مِنْ ال ْأ ُم َّهَاتِ مَنْ ل َا تُسَب ُّون َ ب ِهَا .<br />
ف َأ َو َّل ُ إحْسَان ِي إل َيْك ُمْ تَخَي ُّر ِي لِمَاج ِدَةِ ا ل ْأ َعْرَا ق ِ بَادٍ عَف َاف ُهَا وَق َدْ تَنْضَم ُّ إل َى هَذِهِ ا لش ُّرُوطِ مِنْ صِف َاتِ<br />
الذ َّاتِ وَأ َحْوَال ِ ا لن َّف ْس ِ مَا يَل ْزَمُ الت َّحَر ُّ زُ مِنْهُ لِبُعْدِا ل ْخَيْر ِ عَنْهُ ، وَقِل َّةِ ا لر ُّشْدِ فِيهِ ، ف َإ ِن َّ ك َوَ امِنَ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ بَادِ يَة ٌ فِي ا لص ُّوَر ِ<br />
وَال ْأ َشْك َال ِ ، ك َا َل َّذِي رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ } ق َال َ لِزَ يْدِ بْن ِ حَار ِ ث َة َ : أ َ تَزَو َّجَتْ يَا زَيْدُ ؟ ق َال َ<br />
ق َال َ : تَزَو َّجْ تَسْتَعْفِفْ مَعَ عِف َّتِك ، وَل َا تَتَزَو َّجْ مِنْ الن ِّسَاءِ خَمْسًا .<br />
: ل َا .<br />
:<br />
ق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَمَا هُن َّ<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ .<br />
ل َا تَتَزَو َّجْ شَهْبَرَة َ وَل َا ل َهْبَرَة ً وَل َا نَهْبَرَة ً وَل َا هَبْذ َرَة َ وَل َا ل َف ُوتًا .<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن ِّي ل َا أ َعْر ِفُ مِم َّا ق ُل ْت شَيْئ ًا .<br />
أ َم َّا ا لش َّهْبَرَة ُ ف َالز َّرْق َاءُ ال ْبَذِ ي َّة ُ ، وَأ َم َّا ا لل َّهْبَرَة ُ ف َالط َّو ِ يل َة ُا ل ْمَهْزُو ل َة ُ ، وَأ َم َّا الن َّهْبَرَة ُ ف َا ل ْعَ جُوزُا ل ْمُدْب ِرَة ُ ، وَأ َم َّا ال ْهَبْذ َرَة ُ<br />
ف َا ل ْق َصِيرَة ُ الد َّمِيمَة ُ ، وَأ َم َّا ا لل َّف ُوتُ ف َذ َاتُ ا ل ْوَل َدِ مِنْ غ َيْر ِك<br />
وَق َال َ شَيْ خٌ مِنْ بَن ِي سُل َيْم ٍ لِابْن ِهِ<br />
. {<br />
:<br />
ا لر َّق ُوبُ ال َّتِي تُرَ اقِبُهُ أ َن ْ يَمُوتَ ف َتَأ ْخُذ َ مَا ل َهُ .<br />
يَا بُنَي َّ إ ي َّاكَ وَالر َّق ُوبَ ا ل ْغَضُوبَ ا ل ْق َط ُوبَ .<br />
وَأ َوْصَى بَعْضُ ا ل ْأ َعْرَاب ِ ا بْنَهُ فِي ا لت َّزَو ُّج ِ ف َق َال َ : إ ي َّاكَ وَ ال ْ حَن َّا نَة َ وَا ل ْمَن َّا نَة َ وَا ل ْأ َ ن َّا نَة َ .<br />
ف َا ل ْ حَن َّا نَة ُ ال َّتِي تَ حِن ُّ لِزَوْج ٍ ك َان َ ل َهَا ، وَا ل ْمَن َّا نَة ُ ال َّتِي تَمُن ُّ عَل َى زَوْج ِهَا ب ِمَا لِهَا ، وَال ْأ َن َّانَة ُ ال َّتِي تَئِن ُّ ك َسَل ًا وَ تَمَارُ ضًا .<br />
وَق َال َ أ َوْف َى بْنُ دَل ْهَم ٍ : ا لن ِّسَاءُ أ َرْ بَعٌ : ف َمِنْهُن َّ مَق ْمَعٌ ل َهَا سِن ُّهَا<br />
أ َجْمَعُ ، وَمِنْهُن َّ مَمْنَعٌ تَضُر ُّ وَل َا تَنْف َعُ ، وَمِنْهُن َّ مِصْدَ عٌ تُف َر ِّ قُ وَل َا تَ جْمَعُ ، وَمِنْهُن َّغ َيْث ٌ وَق َعَ ب ِبَل َدٍ ف َأ َمْرَ عَ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
ل َهُن َّ وَق ُودُ وَ أ َ نْشَدَ أ َبُو ال ْعَيْنَاءِ عَنْ أ َب ِي زَ يْدٍ<br />
: أ َرَى صَاحِبَ ا لن ِّسْوَ انِ يَحْسَبُ أ َن َّهَا سُوءٌ وَ بَوْن ٌ بَيْنَهُن َّ بَعِيدُ ف َمِنْهُن َّ جَن َّا تٌ يَفِيءُ ظِل َال ُهَا وَمِنْهُن َّن ِيرَ ان ٌ<br />
: إن َّ الن ِّسَاءَ ك َأ َشْ جَار ٍ نَبَتْنَ مَعًا مِنْهُن َّ مُر ٌّ وَ بَعْضُا ل ْمَر ِّ مَأ ْك ُول ُ إن َّ ا لن ِّسَاءَ وَ ل َوْ<br />
صُو ِّرْن َ مِنْ ذ َهَب ٍ فِيه ِن َّ مِنْ هَف َوَ اتِا ل ْجَهْ ل ِ تَ خْي ِي ل ُ إن َّ ا لن ِّسَاءَ مَتَى يُنْهَيْنَ عَنْ خُل ُق ٍ ف َإ ِ ن َّهُ وَ ا ج ِبٌ ل َا بُ د َّ مَف ْعُول ُ وَمَا<br />
وَعَدْنَك مِنْ شَر ٍّ وَف َيْنَ ب ِهِ وَمَا وَعَدْنَك مِنْ خَيْر ٍ ف َمَمْط ُول ُ ف َأ َم َّا ا لن َّوْ عُ ا ل ْآخَرُ ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يُمْكِنُ حَصْرُ شُرُوطِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ<br />
يَ خْتَلِفُ ب ِاخْتِل َافِ ا ل ْأ َحْوَال ِ ، وَ يَنْتَقِ ل ُ ب ِتَنَق ُّ ل ِ ال ْإ ِنْسَانِ وَال ْأ َزْمَانِ ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يُسْتَغْنَى ب ِهِ عَنْ مُوَ اف َق َةِ ا لن َّف ْس ِ وَمُتَا بَعَةِ ا لش َّهْوَةِ ؛<br />
لِيَك ُون َ أ َدْوَمَ لِحَال ِ ال ْأ ُل ْ َفةِ وَ أ َمَد َّ لِأ َسْبَاب ِا ل ْوَ صْل َةِ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
ف َإ ِن َّ ا لر َّأ ْيَ ا ل ْمَعْل ُول َ ل َا يَبْق َى عَل َى حَا لِهِ ،وَ ا ل ْمَيْ ل َ ا ل ْمَدْخُول َ ل َا يَدُومُ عَل َى دَخَلِهِ<br />
ف َل َا بُ د َّ أ َن ْ يَنْتَقِ ل َ إل َى إحْدَى حَال َتَيْن ِ إم َّا إل َى ا لز ِّ يَادَةِ وَ ال ْك َمَال ِ ، وَإ ِم َّا إل َى الن ُّق ْصَانِ وَالز َّوَال ِ .<br />
حُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ لِعَلِي ٍّ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
:<br />
:<br />
إن ِّي أ ُحِب ُّك وَأ ُحِب ُّ مُعَاو ِ يَة َ .<br />
ف َق َال َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َم َّا ال ْ آن َ ف َأ َ نْتَ أ َعْوَرُ ، ف َإ ِم َّا أ َن ْ تَبْرَ أ َ وَإ ِم َّا أ َن ْ تَعْمَى .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ ك َذ َلِكَ ، ف َل َا بُ د َّ مِنْ ك َشْفِ الس َّبَب ِ ا ل ْبَاعِثِ عَل َى هَذ َا ا لن َّوْ ع ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَخْل ُو مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َحْوَال ٍ<br />
أ َن ْ : أ َحَدُهَا :
يَك ُون َ لِط َل َب ِ ا ل ْوَل َدِ .<br />
:<br />
وَ ا ل ْأ َحْمَدُ فِيهِ ال ْتِمَا سُ ال ْ حَدَ ا ث َةِ وَ ا ل ْبَك َارَةِ ؛ لِأ َن َّهَا أ َخَص ُّ ب ِا ل ْو ِ ل َادَةِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } عَل َيْك ُمْ ب ِال ْأ َبْك َار ِ ف َإ ِن َّهُن َّ أ َعْذ َبُ أ َف ْوَ اهًا وَأ َ نْتَقُ أ َرْحَامًا وَأ َرْضَى<br />
ب ِا ل ْيَسِير ِ .<br />
{<br />
وَمَعْنَى ق َوْ لِهِ أ َ نْتَقُ أ َرْحَامًا أ َيْ أ َك ْث َرُ أ َوْل َادً ا .<br />
وَق َال َ مُعَاذ ُ بْنُ جَبَ ل ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : عَل َيْك ُمْ ب ِال ْأ َبْك َار ِ ف َإ ِ ن َّهُن َّ أ َك ْث َرُ حُبا وَ أ َق َ ل ُّ خَنًا .<br />
وَهَذ َا ال ْ حَال ُ هِيَ أ َوْل َى ال ْأ َحْوَ ال ِ ا لث َّل َاثِ ؛ لِأ َن َّ ا لن ِّك َاحَمَوْ ضُو عٌ ل َهَا ، وَا لش َّرْ عُ وَار ِدٌ ب ِهَا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} سَوْدَ اءُ وَل ُودٌخَيْرٌ مِنْ حَسْنَاءَ عَاقِر ٍ<br />
. {<br />
:<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ مَنْ ل َا يَلِدُ ل َا وُلِدَ .<br />
وَق َدْ ك َانُوا يَ خْتَارُون َ لِمِث ْ ل ِ هَذِهِ ال ْ حَال ِ إنْك َاحَ ال ْبُعَدَاءِ ا ل ْأ َجَان ِب ِ ، وَ يَرَوْن َ أ َن َّ ذ َ لِكَ أ َنْ جَبُ لِل ْوَل َدِ وَأ َبْهَى لِل ْ خِل ْق َةِ ،<br />
وَيَجْتَن ِبُون َ إ نْك َاحَا ل ْأ َهْ ل ِ وَ ا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَ يَرَوْ نَهُ مُضِرا ب ِ خَل ْق ِ ا ل ْوَ ل َدِ بَعِيدً ا مِنْ نَجَا بَتِهِ .<br />
:<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } اغ ْتَر ِ بُو ا وَل َا تُضْوُو ا<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
. {<br />
:<br />
: يَا بَن ِي الس َّائِب ِ ق َدْ ضُو ِيتُمْ ف َانْكِحُوا فِيا ل ْغَرَ ائِب ِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : تَ جَاوَزْتُ ب ِنْتَ ال ْعَ م ِّ وَهِيَ حَب ِيبَة ٌ مَ خَاف َة َ أ َن ْ يُضْوَى عَل َي َّ سَلِيلِي وَك َانَتْ حُك َمَاءُ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ يَرَوْن َ أ َن َّ<br />
أ َنْ جَبَ ال ْأ َوْل َادِ خَل ْق ًا وَخُل ُق ًا مَنْ ك َانَتْ سِن ُّ أ ُم ِّهِ بَيْنَ ال ْعِشْر ِينَ وَ ا لث َّل َا ثِينَ وَسِن ُّ أ َب ِيهِ مَا بَيْنَ الث َّل َا ثِينَ وَال ْ خَمْسِينَ وَا ل ْعَرَبُ<br />
تَق ُول ُ إن َّ وَل َدَ ال ْغَيْرَى ل َا يُنْ ج ِبُ ، وَ إ ِن َّ أ َنْ جَبَ ا لن ِّسَاءِ ا ل ْف َرُوكُ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّجُ ل َ يَغْلِبُهَا عَل َى الش َّبَق ِ لِزُهْدِهَا فِي ا لر ِّجَال ِ .<br />
: وَق َال ُوا<br />
إن َّ ا لر َّجُ ل َ إذ َا أ َك ْرَهَا ل ْمَرْ أ َة َ وَهِيَمَ ذ ْعُو رَة ٌ ث ُ م َّ أ َذ ُكِرَتْ أ َنْ جَبَتْ .<br />
وَ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَك ُون َا ل ْمَق ْصُودُ ب ِهِ ا ل ْقِيَامَ ب ِمَا يَتَوَ ل َّاهُ ا لن ِّسَاءُ مِنْ تَدْ ب ِير ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ .<br />
ف َهَذ َا وَ إ ِن ْ ك َان َ مُخْتَصا ب ِمُعَا نَاةِ الن ِّسَاءِ ف َل َيْسَ ب ِأ َ ل ْزَمَ حَا ل َتَيْ الز َّوْجَاتِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ يَ جُو زُ أ َن ْ يُعَان ِيَهُ غ َيْرُهُن َّ مِنْ ا لن ِّسَاءِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ، قِي ل َ<br />
:ا ل ْمَرْأ َة ُرَيْ حَانَة ٌ وَ ل َيْسَتْ ب ِق َهْرَمَا نَةٍ .<br />
وَ ل َيْسَ فِي هَذ َاا ل ْق َصْدِ تَأ ْ ثِيرٌ فِي دِ ين ٍ وَل َا ق َدَحٌ فِي مُرُوءَةٍ .<br />
وَ ا ل ْأ َحْمَدُ فِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ا ل ْتِمَا سُ ذ َوَاتِ ال ْأ َسْنَانِ وَا ل ْ حُنْك َةِ مِم َّنْ ق َدْ خَبَرْن َ تَدْ ب ِيرَ ا ل ْمَنَاز ِل ِ وَعَرَف ْنَ عَادَ اتِ الر ِّجَال ِ ، ف َإ ِ ن َّهُن َّ<br />
أ َق ُومُ ب ِهَذ َا ال ْ حَال ِ .<br />
وَ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
: أ َن ْ يَك ُون َا ل ْمَق ْصُودَ ب ِهِ الِاسْتِمْتَا عُ وَهِيَ أ َذ َم ُّ ال ْأ َحْوَال ِ ا لث َّل َاثِ وَأ َوْهَنُهَا لِل ْمُرُوءَةِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَنْق َادُ فِيهِ<br />
لِأ َخْل َاقِهِ ا ل ْبَه ِيمِي َّةِ ، وَيُتَاب ِعُ شَهْوَ تَهُ الذ َّمِيمَة َ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ حَار ِث ُ بْنُ ا لن َّضْر ِا ل ْأ َزْدِي ُّ : شَر ُّ ا لن ِّك َاح ِ ن ِك َاحُ ا ل ْغُل ْمَةِ إ ل َّا أ َن ْ يَف ْعَ ل َ ذ َلِكَ لِك َسْر ِ الش َّهْوَةِ وَق َهْر ِهَا ب ِال ْإ ِضْعَا ِف<br />
ل َهَا عِنْدَ ا ل ْغَل َبَةِ ، أ َوْ تَسْكِين ِ ا لن َّف ْس ِ عِنْدَ ا ل ْمُنَازَعَةِ ، حَت َّى ل َا تَط ْمَ حَ ل َهُعَيْنٌ لِر ِ يبَةٍ وَل َا تُنَاز ِعَهُنَف ْ سٌ إل َى ف ُ جُور ٍ ، وَل َا<br />
يَل ْ حَق َهُ فِي ذ َلِكَ ذ َم ٌّ ، وَل َا يَنَا ل َهُوَ صْ مٌ ، وَهُوَ ب ِا ل ْ حَمْدِ أ َجْدَرُ وَب ِالث َّنَاءِ أ َحَق ُّ .<br />
وَ ل َوْ تَنَز َّهَ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِ ال ْ حَال ِ عَنْ اسْتِبْذ َال ِ ال ْ حَرَ ائِر ِ إل َى ال ْإ ِمَاءِ ك َان َ أ َك ْمَ ل َ لِمُرُوءَ تِهِ ، وَ أ َبْل َغ َ فِي صِيَا نَتِهِ .<br />
وَهَذِهِ ال ْ حَال ُ تَقِفُ عَل َى شَهَوَ اتِ ا لن ُّف ُو س ِ ل َا يُمْكِنُ أ َن ْ يُرَج َّ حَ فِيهَا أ َوْل َى ا ل ْأ ُمُور ِ وَهِيَ أ َخْط َرُ ال ْأ َحْوَ ال ِ ب ِال ْمَنْ ك ُوحَةِ ؛ لِأ َن َّ<br />
لِلش َّهَوَاتِ غ َا يَاتٍ مُتَنَاهِيَةٍ يَزُول ُ ب ِزَوَا لِهَا مَا ك َان َ مُتَعَل ِّق ًا ب ِهَا ، ف َتَصِيرُ ا لش َّهْوَة ُ فِي الِابْتِدَاءِ ، ك َرَ اهِيَة ً فِي الِا نْتِهَاءِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ك َر ِهَتْ ا ل ْعَرَبُ ال ْبَنَاتِ وَوَ أ َدَ تْهُن َّ إشْف َاق ًا عَل َيْه ِن َّ وَحَمِي َّة ً ل َهُن َّ مِنْ أ َن ْ يَتَبَذ َّ ل َهُن َّ ا لل ِّئ َامُ ب ِهَذِهِ ال ْ حَال ِ .
وَك َان َ مَنْ تَ حَو َّبَ مِنْ ق َتْ ل ِ ال ْبَنَاتِ لِر ِق َّةٍ وَمَ حَب َّةٍ ك َان َ مَوْ تُهُن َّ أ َحَب َّ إ ل َيْهِ وَآ ث َرَ عِنْدَهُ .<br />
وَل َم َّا خُطِبَ إل َى عَقِي ل ِ بْن ِ عَل ْق َمَة َ ا بْنَتُهُال ْ حِرْ بَاءُ ق َال َ<br />
أ َصْهَار ِي إل َي َّ ا ل ْق َبْرُ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ط َاهِر ٍ<br />
: لِك ُ ل ِّ أ َب ِي ب ِنْتٍ يُرَاعِي شُئ ُو نَهَا ث َل َا ث َة ُ أ َ صْهَار ٍ إذ َا<br />
حُمِدَ الص ِّهْرُ ف َبَعْ ل ٌ يُرَاعِيهَا وَخِدْرٌ يُكِن ُّهَا وَق َبْرٌ يُوَار ِيهَا وَأ َف ْضَل ُهَا ال ْق َبْرُ<br />
: إن ِّي وَ إ ِن ْ سَبَقَ إل َي َّ ال ْمَهْرُ ،أ َ ل ْفٌ وَعَبْدَ انِ وَذ ُوَدٌ عَشْرٌ ، أ َحَب ُّ<br />
ف َ صْ ل ٌ وَأ َم َّا ا ل ْمُؤَاخَاة ُ ب ِا ل ْمَوَد َّةِ ، وَهِيَ الر َّا ب ِعُ مِنْ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ؛ لِأ َن َّهَا تُك ْسِبُ ب ِصَادِ ق ِا ل ْمَيْ ل ِ إخْل َاصًا وَمُصَاف َاة ً ،<br />
وَ يَحْدُث ُ ب ِ خُل ُوص ِ ا ل ْمُصَاف َاةِ وَف َاءٌ وَمُحَامَا ٌة .<br />
وَهَذ َا أ َعْل َى مَرَ ا تِب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ، وَلِذ َلِكَ آخَى رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى الل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ بَيْنَ أ َصْ حَا ب ِهِ ؛ لِتَز ِ يدَأ ُ ل ْف َتُهُمْ ، وَيَق ْوَى<br />
تَظ َاف ُرُهُمْ .<br />
وَ تَنَا صُرُهُمْ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
{<br />
، وَرَوَى أ َبُو ا لز ُّبَيْر ِ ، عَنْ سَهْ ل ِ بْن ِ سَعْدٍ ، أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
صُ حْبَةِ مَنْ ل َا يَرَى ل َك مِنْ ال ْ حَق ِّ مِث ْ ل َ مَا تَرَى ل َهُ<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ :<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ لِا بْن ِهِ ا ل ْحَسَن ِ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
} عَل َيْك ُمْ ب ِإ ِخْوَ انِ الص َّف َاءِ ف َإ ِ ن َّهُمْز ِ ينَة ٌ فِي الر َّخَاءِ وَعِصْمَة ٌ فِي ا ل ْبَل َاءِ<br />
لِق َاءُ ال ْإ ِخْوَانِ جَل َاءُ ال ْأ َحْزَ انِ .<br />
} ال ْمَرْءُ ك َثِيرٌ ب ِأ َخِيهِ وَل َا خَيْرَ فِي<br />
إن َّ أ َعْ جَزَ ا لن َّا س ِ مَنْ ق َص َّرَ فِي ط َل َب ِ ا ل ْإ ِخْوَانِ ، وَ أ َعْ جَزَ مِنْهُ مَنْ ضَي َّعَ مَنْ ظ َفِرَ ب ِهِ مِنْهُمْ .<br />
مَنْ ات َّ خَذ َ إخْوَانًا ك َانُوا ل َهُ أ َعْوَ انًا .<br />
: أ َف ْضَ ل ُ ا لذ َّخَائِر ِ أ َ خٌ وَفِ ي ٌّ .<br />
:صَ دِ يقٌ مُ سَاعِ دٌ عَ ضُ دٌ وَسَاعِ دٌ .<br />
يَا بُنَي َّا ل ْغَر ِيبُ مَنْ ل َيْسَ ل َهُ حَب ِيبٌ .<br />
هُمُومُ ر ِجَال ٍ فِي أ ُمُور ٍ ك َثِيرَةٍ وَهَم ِّي مِنْ الد ُّنْيَا صَدِ يقٌ مُسَاعِدُ نَك ُون ُ ك َرُوح ٍ بَيْنَ ج ِسْمَيْن ِ<br />
ق ُس ِّمَتْ ف َ ج ِسْمَاهُمَا ج ِسْمَانِ وَ الر ُّوحُ وَاحِدُ وَقِي ل َ<br />
وَق َال َ ث َعْل َبٌ<br />
وَ أ َنْشَدَ ا لر ِّيَاشِي ُّ ق َوْل َ بَش َّار ٍ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إن َّمَا سُم ِّيَ ا لص َّدِ يقُ صَدِ يق ًا لِصِدْقِهِ ، وَال ْعَدُو ُّ عَدُوا لِعَدْو ِهِ عَل َيْك .<br />
إن َّمَا سُم ِّيَ ا ل ْ خَلِي ل ُ خَلِيل ًا ؛ لِأ َن َّ مَ حَب َّتَهُ تَتَ خَل َّ ل ُ ا ل ْق َل ْبَ ف َل َا تَدَ عُ فِيهِ خَل َل ًا إل َّا مَل َأ َ تْهُ .<br />
وَ ا ل ْمُؤَاخَاة ُ فِي ا لن َّا س ِ ق َدْ تَك ُون ُ عَل َى وَجْهَيْن ِ<br />
ق َدْ تَ خَل َّل ْتَ مَسْل َكَ ا لر ُّوح ِ مِن ِّي وَ ب ِهِ سُم ِّيَ ال ْ خَلِي ل ُ خَلِيل ًا .<br />
: أ َحَدُهُمَا أ ُخُو َّة ٌ مُك ْتَسَبَة ٌ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ال ْجَار ِي مَجْرَى ا لِا ضْطِرَ ار ِ .<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ : مُك ْتَسَبَة ٌب ِا ل ْق َصْدِ وَالِاخْتِيَار ِ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ف َه ِيَ أ َوْك َدُ حَال ًا ؛ لِأ َن َّهَا تَنْعَقِدُ عَنْ أ َسْبَاب ٍ تَعُودُ إل َيْهَا .<br />
وَ ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُب ِا ل ْق َصْدِ تُعْق َدُ ل َهَاأ َسْبَا بٌ تَنْق َادُ إل َيْهَا .<br />
وَمَا ك َان َ جَار ِيًا ب ِا لط َّبْع ِ ف َهُوَ أ َ ل ْزَمُ مِم َّا هُوَ حَادِ ث ٌب ِا ل ْق َصْدِ .<br />
وَ نَ حْنُ نَبْدَ أ ُ ب ِا ل ْوَجْهِ ا ل ْأ َو َّل ِ ا ل ْمُك ْتَسَب ِ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ث ُ م َّ نُعْقِبُهُ ب ِا ل ْوَجْهِ الث َّان ِي ا ل ْمُك ْتَسَبُ ا ب ِ ل ْق َصْدِ .<br />
أ َم َّا ال ْمُك ْتَسَبُ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ف َل َهُأ َ سْبَا بٌ نَبْتَدِئُ ب ِهَا ث ُ م َّ نَنْتَقِ ل ُ فِي غ َا يَةِ أ َحْوَ ا لِهِا ل ْمَحْدُودَةِ إل َى سَبْع ِ مَرَ ا تِبَ رُب َّمَا اسْتَك ْمَل ْتُهُن َّ<br />
وَرُب َّمَا وَق َف ْتُ عَل َى بَعْضِه ِن َّ وَلِك ُ ل ِّ مَرْ تَبَةٍ مِنْ ذ َلِكَ حُك ْ مٌ خَاص ٌّ وَسَبَبٌ مُوج ِبٌ .
ق َال َ الش َّاعِرُ : مَا هَوَى إل َّا ل َهُ سَبَبُ يَبْتَدِي مِنْهُ وَ يَنْشَعِبُ ف َأ َو َّل ُ أ َسْبَاب ِ ال ْإ ِخَاءِ : ا لت َّ جَا نُسُ فِي حَال ٍ يَ جْتَمِعَانِ فِيهَا<br />
وَيَأ ْتَلِف َانِ ب ِهَا ، ف َإ ِن ْ ق َو ِيَ ا لت َّ جَا نُسُ ق َو ِيَا لِائ ْتِل َافُ ب ِهِ وَ إ ِن ْ ضَعُفَ ك َان َ ضَعِيف ًا مَا ل َمْ تَحْدُث ْ عِل َّة ٌ أ ُخْرَى يَق ْوَى ب ِهَا<br />
ا لِا ئ ْتِل َافُ .<br />
وَإ ِن َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ ك َذ َ لِكَ ؛ لِأ َن َّ ا لِا ئ ْتِل َافَ ب ِالت َّشَاك ُل ِ ، وَ الت َّشَاك ُ ل ُ ب ِالت َّجَانُس ِ ، ف َإ ِذ َا عُدِمَ ا لت َّجَا نُسُ مِنْ وَجْهٍ انْتَف َى<br />
ا لت َّشَاك ُ ل ُ مِنْ وَجْهٍ ، وَمَعَ ا نْتِف َاءِ ا لت َّشَاك ُ ل ِ يُعْدَمُ الِا ئ ْتِل َافُ .<br />
ف َث َبَتَ أ َن َّ الت َّجَانُسَ ، وَ إ ِن ْ تَنَو َّ عَ ، أ َصْ ل ُ ال ْإ ِخَاءِ وَق َاعِدَة ُ ا لِا ئ ْتِل َافِ .<br />
وَق َدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنْ عَا ئِشَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ا ل ْأ َ رْوَاحُ جُنُودٌ مُ جَن َّدَة ٌ ف َمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ا ئ ْتَل َفَ وَمَا تَنَاك َرَ مِنْهَا اخْتَل َفَ<br />
وَهَذ َا وَاضِ حٌ وَهِيَ ب ِالت َّجَانُس ِ مُتَعَار ِف َة ٌ ، وَ ب ِف َق ْدِهِ مُتَنَاكِرَ ٌة .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْأ َضْدَادُ ل َا تَت َّفِقُ ، وَال ْأ َشْك َال ُ ل َا تَف ْتَر ِ قُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
: ب ِ حُسْن ِ تُشَاكِل ْ ال ْأ َخَوَانِ يَل ْبَث ُ ا لت َّوَاصُ ل ُ .<br />
: ف َق ُل ْتُ :<br />
:<br />
وَ لِبَعْضِه ِمْ ف َل َا تَحْتَقِرْ نَف ْسِي وَأ َ نْتَ خَلِيل ُهَا ف َك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ يَصْبُو إل َى مَنْ يُشَاكِ ل ُ وَق َال َ آخَرُ أ َخِي ق َال ُوا : أ َ خٌ<br />
مِنْ ق َرَ ا بَةٍ ف َق ُل ْتُ ل َهُمْ إن َّ ا لش ُّك ُول َ أ َق َار ِبُ نَسِيب ِي فِي رَأ ْي ِي وَعَزْمِي وَهِم َّتِي وَ إ ِن ْ ف َر َّق َتْنَا فِي ال ْأ ُ صُول ِ ا ل ْمُنَاسِبُ ث ُ م َّ<br />
يَحْدُث ُ ب ِا لت َّ جَا نُس ِ ا ل ْمُوَا صَل َة ُ بَيْنَا ل ْمُتَ جَان ِسَيْن ِ ، وَهِيَا ل ْمَرْ تَبَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ مِنْ مَرَا تِب ِ ال ْإ ِخَاِء<br />
.<br />
وَسَبَبُ ا ل ْمُوَا صَل َةِ بَيْنَهُمَا وُجُودُ ا لِا ت ِّف َا ق ِ مِنْهُمَا ف َصَارَتْ ا ل ْمُوَ ا صَل َة ُ نَتِي جَة َ ا لت َّ جَانُس ِ ، وَ الس َّبَبُ فِيهِ وُجُودُ ا لِا ت ِّف َا ق ِ ؛ لِأ َن َّ<br />
عَدَمَ ا لِا ت ِّف َا ق ِ مُنَف ِّر ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : ا لن َّا سُ إن ْ وَاف َق ْتهمْ عَذ ُ بُو ا أ َوْ ل َا ف َإ ِن َّ جَنَاهُمْ مُر ُّ ك َمْ مِنْ ر ِ يَاض ٍ ل َا أ َ ن ِيسَ ب ِهَا تُر ِك َتْ لِأ َن َّ ط َر ِيق َهَا وَعْرُ<br />
ث ُ م َّ يَ حْدُث ُ عَنْ ا ل ْمُوَا صَل َةِرُتْبَة ٌ ث َا لِث َة ٌ ، وَسَبَبُهَاا لِانْب ِسَاط ُ .<br />
ث ُ م َّ يَ حْدُث ُ عَنْ ا ل ْمُؤَا نَسَةِرُ تْبَة ٌ رَ ا ب ِعَة ٌ وَهِيَ ا ل ْمُصَاف َاة ُ ، وَسَبَبُهَا خُل ُوصُ ا لن ِّي َّةِ .<br />
وَرُ تْبَة ٌ خَامِسَة ٌ وَهِيَ ا ل ْمَوَد َّة ُ ، وَسَبَبُهَا ا لث ِّق َة ُ .<br />
وَهَذِهِ الر ُّ تْبَة ُ هِيَ أ َدْنَى ا ل ْك َمَال ِ فِي أ َحْوَال ِ ال ْإ ِخَاءِ وَمَا ق َبْل َهَاأ َسْبَا بٌ تَعُودُ إل َيْهَا ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِهَا ا ل ْمُعَا ضَدَة ُ ف َه ِيَ الص َّدَ اق َة ُ<br />
.<br />
ث ُ م َّ يَ حْدُث ُ عَنْ ا ل ْمَوَد َّةِرُ تْبَة ٌ سَادِسَة ٌ ، وَهِيَ ا ل ْمَ حَب َّة ُ ، وَسَبَبُهَاا لِاسْتِ حْسَان ُ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لِاسْتِحْسَان ُ<br />
؛<br />
لِف َضَائِ ل ِ ا لن َّف ْس ِ حَدَ ث َتْرُ تْبَة ٌ سَا ب ِعَة ٌ ، وَهِيَ ال ْإ ِعْظ َاُم .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ ا لِاسْتِ حْسَان ُ لِلص ُّورَةِ وَا ل ْحَرَك َاتِ حَدَث َتْرُتْبَة ٌ ث َامِنَة ٌ ، وَهِيَ ال ْعِشْقُ وَسَبَبُهُ ا لط َّمَعُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : أ َو َّل ُا ل ْعِشْق ِ مِزَ ا حٌ وَوَل َعْ ث ُ م َّ يَزْدَ ادُ إذ َا زَادَ الط َّمَعْ ك ُ ل ُّ مَنْ يَهْوَى وَ إ ِن ْ غ َال َتْ ب ِهِ<br />
رُ تْبَة ُا ل ْمِل ْكِ لِمَنْ يَهْوَى تَبَعْ وَهَذِهِ الر ُّ تْبَة ُ آخِرُ الر ُّ تَب ِ ا ل ْمَ حْدُودَةِ ، وَ ل َيْسَ لِمَا جَاوَزَهَا رُتْبَة ٌ مُق َد َّرَة ٌ ، وَل َاحَال َة ٌمَ حْ دُودَة ٌ<br />
لِأ َن َّهَا ق َدْ تُؤَد ِّي إل َى مُمَازَجَةِ ا لن ُّف ُو س ِ وَ إ ِن ْ تَمَي َّزَتْ ذ َوَاتُهَا ، وَتُف ْضِي إل َى مُ خَا ل َط َةِا ل ْأ َرْوَاح ِ وَ إ ِن ْ تَف َارَق َتْ أ َجْسَادُهَا .<br />
وَهَذِهِ حَال َة ٌ ل َا يُمْكِنُ حَصْرُ غ َايَتِهَا ، وَل َا ال ْوُق ُوفُ عِنْدَ ن ِهَا يَتِهَا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ : الص َّدِ يقُإنْ سَان ٌ هُوَ أ َنْتَ إل َّا أ َ ن َّهُ غ َيْرُك .<br />
وَمِث ْ ل ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِا ل ْمَرْو ِي ِّ عَنْ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ حِينَ أ َق ْط َعَ ط َل ْ حَة َ بْنَ عُبَيْدِ ا لل َّهِ أ َرْضًا وَك َتَبَ ل َهُ ب ِهَا
كِتَا بًا ، وَأ َشْهَدَ فِيهِ نَاسًا مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ ، رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َأ َتَى ط َل ْ حَة ُ ب ِكِتَا ب ِهِ إل َى عُمَرَ لِيَ خْتِمَهُ ، ف َامْتَنَعَ عَل َيْهِ ،<br />
ف َرَجَعَ ط َل ْ حَة ُ مُغْضَبًا إل َى أ َب ِي بَك ْر ٍ ، رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ وَق َال َ : وَا َ لل َّهِ مَا أ َدْر ِي أ َنْتَ ال ْ خَلِيف َة ُ أ َمْ عُمَرُ ؟ ف َق َال َ<br />
ل َكِن َّهُ أ َنَا .<br />
:<br />
بَل ْ عُمَرُ ،<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُ ب ِا ل ْق َصْدِ ف َل َا بُ د َّ ل َهَا مِنْ دَا ع ٍ يَدْعُو إل َيْهَا ، وَ بَاعِثٍ يَبْعَث ُ عَل َيْهَا ، وَذ َلِكَ مِنْ وَجْهَيْن ِ : رَغ ْبَ ٌةوَف َاق َة ٌ<br />
.<br />
ف َأ َم َّا ا لر َّغ ْبَة ُ ف َه ِيَ أ َن ْ يَظ ْهَرَ مِنْ ال ْإ ِنْسَانِ ف َضَا ئِ ل ُ تَبْعَث ُ عَل َى إخَا ئِهِ ، وَ يَتَوَس َّمُ ب ِ جَمِي ل ٍ يَدْعُو إل َى ا صْطِف َا ئِهِ .<br />
وَهَذِهِ ال ْ حَا ل َة ُ أ َق ْوَى مِنْ ال َّتِي بَعْدَهَا لِظ ُهُور ِ ا لص ِّف َاتِا ل ْمَط ْل ُو بَةِ مِنْ غ َيْر ِ تَك َل ُّفٍ لِط َل َب ِهَا ، وَإ ِن َّمَا يُ خَافُ عَل َيْهَا مِنْ ا لِاغ ْتِرَار ِ<br />
ب ِا لت َّصَن ُّع ِ ل َهَا .<br />
ف َل َيْسَ ك ُ ل ُّ مَنْ أ َظ ْهَرَا ل ْخَيْرَ ك َان َ مِنْ أ َهْلِهِ ، وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ تَ خَل َّقَ ب ِال ْحُسْنَى ك َانَتْ مِنْ ط َبْعِهِ .<br />
وَ ا ل ْمُتَك َل ِّفُ لِلش َّيْءِ مُنَافٍ ل َهُ إل َّا أ َن ْ يَدُومَ عَل َيْهِ مُسْتَحْسِنًا ل َهُ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ، أ َوْ مُتَدَي َّنًا ب ِهِ فِي ا لش َّرْ ع ِ ، ف َيَصِيرَ مُتَط َب ِّعًا ب ِهِ ل َا<br />
مَط ْبُوعًا عَل َيْهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ تَق َد َّمَ مِنْ ك َل َام ِ ا ل ْحُك َمَاءِ : ل َيْسَ فِي ا لط َّبْع ِ أ َن ْ يَك ُون َ مَا ل َ يْسَ فِي ا لت َّط َب ُّع ِ .<br />
ث ُ م َّ نَق ُول ُ مِنْ ا ل ْمُتَعَذ َّر ِ أ َن ْ تَك ُون َ أ َخْل َا قُ ا ل ْف َاضِ ل ِ ك َامِل َة ً ب ِا لط َّبْع ِ ، وَإ ِن َّمَاا ل ْأ َغ ْل َبُ أ َن ْ يَك ُون َ بَعْضُ ف َضَا ئِلِهِ ب ِا لط َّبْع ِ ،<br />
وَبَعْضُهَا ب ِالت َّط َب ُّع ِ ال ْجَار ِي<br />
ب ِا ل ْعَادَةِ مَجْرَى ا لط َّبْع ِ ،<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
: ا ل ْعَادَة ُ ط َبْعٌ ث َانٍ .<br />
:<br />
حَت َّى يَصِيرَ مَا تَط َب َّعَ ب ِهِ فِي ا ل ْعَادَةِ أ َغ ْل َبُ عَل َيْهِ مِم َّا ك َان َ مَط ْبُوعًا عَل َيْهِ إذ ْ خَا ل َفَ ا ل ْعَادَة َ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّ ا لن َّا سَ مِنْ طِينَةٍ يَصْدُ قُ فِي الث َّل ْب ِ ل َهَا ا لث َّا لِبُ ل َوْل َا عِل َاجُ ا لن َّا س ِ أ َخْل َاق َهُمْ إذ َن ْ<br />
ل َف َاحَ ال ْ حَمَأ ُ ا لل َّاز ِبُ وَأ َم َّا ا ل ْف َاق َة ُ ف َه ِيَ أ َن ْ يَف ْتَقِرَ ال ْإ ِنْسَان ُ ؛ لِوَحْشَةِ ا نْفِرَ ادِهِ وَمَهَا نَةِ وَحْدَ تِهِ ، إل َى ا صْطِف َاءِ مَنْ يَأ ْن ِسُ<br />
ب ِمُوَاخَا تِهِ وَ يَثِقُ ب ِنُصْرَ تِهِ وَمُوَا ل َا تِهِ .<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ مَنْ ل َمْ يَرْغ َبْ ب ِث َل َاثٍ بُلِيَ ب ِسِت ٍّ مَنْ ل َمْ يَرْغ َبْ فِي ال ْإ ِخْوَانِ بُلِيَ ب ِا ل ْعَدَ اوَةِوَ ال ْ خِذ ْ ل َانِ ، وَمَنْ ل َمْ<br />
يَرْغ َبْ فِي الس َّل َامَةِ بُلِيَ ب ِالش َّدَ ائِدِ وَ الِامْتِهَانِ ، وَمِنْ ل َمْ يَرْغ َبْ فِيا ل ْمَعْرُوفِ بُلِيَ ب ِالن َّدَ امَةِوَ ال ْ خُسْرَ انِ .<br />
وَل َعَمْر ِي إن َّ إخْوَ ان َ الص ِّدْ ق ِ مِنْ أ َ نْف َس ِ الذ َّخَا ئِر ِ وَ أ َف ْضَ ل ِ ا ل ْعُدَدِ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ سَهْمَاءُ الن ُّف ُو س ِ وَ أ َوْلِيَاءُ ا لن َّوَ ا ئِب ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ رُب َّ صِد ِّ يق ٍ أ َوَد ُّ مِنْ شَقِيق ٍ<br />
وَقِي ل َ لِمُعَاو ِ يَة َ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
.<br />
:<br />
: أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك ؟ ق َال َ :صَ دِ يقٌ يُحَب ِّبُن ِي إل َى الن َّا س ِ .<br />
:ا ل ْق َر ِيبُ ب ِعَدَ اوَ تِهِ بَعِي دٌ ، وَا ل ْبَعِيدُ ب ِمَوَد َّ تِهِ ق َر ِ يبٌ .<br />
ل َمَوَد َّة ٌ مِم َّنْ يُحِب ُّك مُخْلِصًاخَيْرٌ مِنْ ا لر َّحِم ِ ال ْق َر ِيب ِ ا ل ْك َاشِ ح ِ وَق َال َ آخَرُ<br />
: يَخُونُك ذ ُو ال ْق ُرْبَى مِرَ ارً ا<br />
وَرُب َّمَا وَف َّى ل َك عِنْدَا ل ْعَهْدِ مَنْ ل َا تُنَاسِبُهْ ف َإ ِذ َا عَزَمَ عَل َى ا صْطِف َاءِ ال ْإ ِخْوَانِ سَبَرَ أ َحْوَال َهُمْ ق َبْ ل َ إخَا ئِه ِمْ ، وَك َشَفَ عَنْ<br />
أ َخْل َاقِه ِمْ ق َبْ ل َا صْطِف َائِه ِمْ ؛ لِمَا تَق َد َّمَ مِنْ ق َوْل ِ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: أ َسْب ِرْ تُخْبَرْ .<br />
وَل َا تَبْعَث ُهُ ا ل ْوَحْدَة ُ عَل َى ال ْإ ِق ْدَام ِ ق َبْ ل َ ال ْ خِبْرَةِ ، وَل َا حُسْنُ ا لظ َّن ِّ عَل َى الِاغ ْتِرَ ار ِ ب ِا لت َّصَن ُّع ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْمَل َقَ مَصَا ئِدُ ال ْعُق ُول ِ ، وَالن ِّف َاقَ تَدْ لِيسُ ا ل ْفِط َن ِ ، وَهُمَا سَ ج ِي َّة ُ ا ل ْمُتَصَن ِّع ِ<br />
وَ ل َيْسَ فِيمَنْ يَك ُون ُ ا لن ِّف َاقُ<br />
وَال ْمَل ْقُ بَعْضَ سَ جَا يَاهُخَيْرٌ يُرْجَى ، وَل َا صَل َاحُ يُؤَم َّ ل ُ .<br />
وَ لِأ َجْ ل ِ ذ َلِكَ ق َال َتْ ال ْ حُك َمَاءُ<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ<br />
.<br />
:<br />
اعْر ِفْ ا لر َّجُ ل َ مِنْ فِعْلِهِ ل َا مِنْ ك َل َامِهِ ، وَاعْر ِفْ مَ حَب َّتَهُ مِنْ عَيْن ِهِ ل َا مِنْ لِسَا ن ِهِ .<br />
: إن َّمَا أ َنْف َق ْت عَل َى إخْوَان ِي ؛ لِأ َن ِّي ل َمْ أ َسْتَعْمِل ْ مَعَهُمْ ا لن ِّف َا قَ وَل َا ق َص َّرْت ب ِه ِمْ عَنْ ا لِاسْتِ حْق َا ق ِ .
وَق َال َ حَم َّادُ عَ جْرَدُ : ك َمْ مِنْ أ َخ ٍ ل َك ل َيْسَ تُنْكِرُهُ مَا دُمْت فِي دُنْيَاك فِي يَسْر ِ مُتَصَن ِّعٌ ل َك فِي مَوَد َّ تِهِ يَل ْق َاك ب ِالت َّرْحِيب ِ<br />
وَ ا ل ْب ِشْر ِ ف َإ ِذ َا عَدَا وَا لد َّهْرُ ذ ُو غِيَر ٍ دَهْرٌ عَل َيْك عَدَا مَعَ ا لد َّهْر ِ ف َارْف ُضْ ب ِإ ِجْمَال ٍ مَوَد َّة َ مَنْ يَق ْلِي ا ل ْمُقِ ل َّ وَ يَعْشَقُ ال ْمُث ْر ِي<br />
وَعَل َيْك مَنْ حَا ل َاهُ وَاحِدَة ٌ فِي ال ْعُسْر ِ إم َّا ك ُنْت وَال ْيُسْر ِ عَل َى أ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َمَوْ سُومٌ ب ِسِيمَاءِ مَنْ ق َارَبَ ،وَمَنْ سُو بٌ إ ل َيْهِ<br />
أ َف َاعِي ل ُ مَنْ صَاحَبَ .<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
} :<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
الص َّاحِب ِ<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
اعْر ِفْ أ َخَاك ب ِأ َخِيهِ ق َبْل َك .<br />
: يُظ َن ُّ ب ِا ل ْمَرْءِ مَا يُظ َن ُّ ب ِق َر ِين ِهِ .<br />
ال ْمَرْءُ مَعَ مَنْ أ َحَب َّ { .<br />
: ا لص َّاحِبُمُنَا سِبٌ .<br />
مَا مِنْ شَيْءٍ أ َدَل ُّ عَل َى شَيْءٍ وَل َا الد ُّخَانِ عَل َى ا لن َّار ِ مِنْ ا لص َّاحِب ِ عَل َى<br />
وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ زَيْدٍ : عَنْ ا ل ْمَرْءِ ل َا تَسْأ َل ْ وَسَ ل ْ عَنْ ق َر ِ ين ِهِ ف َ ك ُ ل ُّ ق َر ِ ين ٍ ب ِا ل ْمُق َارَنِ يَق ْتَدِي إذ َا ك ُنْت فِي ق َوْم ٍ ف َصَاحِبْ<br />
خِيَارَهُمْ وَل َا تَصْحَبْ ال ْأ َرْدَى ف َتَرْدَى مَعَ الر َّدِي ف َل َز ِمَ مِنْ هَذ َا ا ل ْوَجْهِ أ َيْضًا أ َن ْ يَتَحَر َّزَ مِنْ دُخَل َاءِ ا لس ُّوءِ ، وَيُ جَان ِبَ أ َهْل َ<br />
ا لر ِّ يَب ِ ، لِيَك ُون َ مَوْف ُورَا ل ْعَرْض ِ سَلِيمَ ا ل ْعَيْب ِ ، ف َل َا يُل َامُ ب ِمَل َامَةِ غ َيْر ِهِ .<br />
وَلِهَذ َا قِي ل َ<br />
: ا لت َّث َب ُّتُ وَالِارْتِيَاءُ ، وَمُدَاوَمَة ُ ا لِاخْتِيَار ِ وَا لِا بْتِل َاءُ ، مُتَعَذ ِّ رٌ بَل ْ مَف ْق ُو ٌد .<br />
وَق َدْ ضَرَبَ ذ ُو ا لر ُّم َّةِ مَث َل ًا ب ِا ل ْمَاءِ فِيمَنْ حَسُنَ ظ َاهِرُهُ ، وَخَبُث َ بَاطِنُهُ ،<br />
ف َق َال َ<br />
: ا ل ْوَجْهِ ف َق َال َ<br />
: أ َل َمْ تَرَ أ َن َّ ا ل ْمَاءَ يَ خْبُث ُ ط َعْمُهُ وَ إ ِن ْ ك َان َ ل َوْن ُ ا ل ْمَاءِ أ َبْيَضَ صَافِيَا وَ نَظ َرَ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ إ ل َى رَجُ ل ِ سُوءٍ حَسَن ِ<br />
أ َم َّا ال ْبَيْتُ ف َ حَسَنٌ ، وَأ َم َّا الس َّاكِنُ ف َرَدِيءٌ<br />
:<br />
.<br />
ف َأ َخَذ َ جَ حْظ َة ُ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : رَب ِّ مَا أ َبْيَنَ ا لت َّبَا يُنَ فِيهِ مَنْز ِل ٌ عَامِرٌ وَعَق ْ ل ٌ خَرَابُ وَأ َ نْشَدَ فِي بَعْض ِ أ َهْ ل ِا ل ْعِل ْم ِ ل َا<br />
تَرْك َنَن َّ إل َى ذِي مَنْظ َر ٍ حَسَن ٍ ف َرُب َّ رَ ا ئِق َةٍ ق َدْ سَاءَ مَخْبَرُهَا مَا ك ُ ل ُّ أ َ صْف َرَدِ ينَا رٌ لِصُف ْرَ تِهِ صُف ْرُ ا ل ْعَق َار ِب ِ أ َرْدَ اهَا وَأ َنْك َرَهَا<br />
ث ُ م َّ ق َدْ تَق َد َّمَ مِنْ ق َوْل ِ ا ل ْحُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَإ ِذ ًا<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ل َمْ يُق َد ِّمْ ا لِامْتِ حَان َ ق َ بْ ل َ الث ِّق َةِ ، وَ ا لث ِّق َة َ ق َبْ ل َ أ ُنْس ٍ ،أ َ ث ْمَرَتْ مَوَد َّ تُهُ نَدَمًا .<br />
مُصَارَمَة ٌ ق َبْ ل َ اخْتِبَار ٍ ، أ َف ْضَ ل ُ مِنْ مُؤَ اخَاةٍ عَل َى اغ ْتِرَار ٍ .<br />
ل َا تَثِقْ ب ِالص ِّد ِّ يق ِ ق َبْ ل َا ل ْخِبْرَةِ ، وَل َا نَف ْعَ ب ِا ل ْعَدْو ِ ق َبْ ل َ ا ل ْق ُدْرَةِ ، وَق َال َ بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ<br />
امْرَ أ ً حَت َّى تُ جَر ِّ بَهُ وَل َا تَ ذ ُم َّن َّهُ مِنْ غ َيْر ِ تَ جْر ِيب ِ ف َحَمْدُك ا ل ْمَرْءَ مَا ل َمْ تُبْلِهِ خَط َأ ٌ وَذ َم ُّهُ بَ عْدَ حَمْدٍ شَر ُّ تَك ْذِ يب ِ<br />
ق َدْ ل َز ِمَ مِنْ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ سَبْرُ ال ْإ ِخْوَانِ ق َبْ ل َ إخَائِه ِمْ ، وَخِبْرَة ُأ َخْل َاقِه ِمْ ق َبْ ل َ ا صْطِف َا ئِه ِمْ .<br />
ف َا ل ْخِصَال ُ ا ل ْمُعْتَبَرَة ُ فِي إخَائِه ِمْ بَعْدَ ا ل ْمُ جَا نَسَةِ ال َّتِي هِيَ أ َ صْ ل ُ ا لِا ت ِّف َا ق ِ أ َرْ بَعُ خِصَال ٍ<br />
يَهْدِي إل َى مَرَاشِدِ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ال ْحُمْقَ ل َا تَث ْبُتُ مَعَهُ مَوَد َّة ٌ ، وَل َا تَدُومُ لِصَاحِب ِهِاسْتِق َامَة ٌ .<br />
:<br />
:<br />
: ل َا تَ حْمَدَن َّ<br />
ف َال ْخَصْل َة ُ ال ْأ ُول َى :عَق ْ ل ٌ مَوْف ُورٌ<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ال ْبَذ َاءُ ل ُؤْمٌ ، وَصُ حْبَة ُا ل ْأ َحْمَق ِ شُؤْمٌ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : عَدَ اوَة ُ ا ل ْعَاقِ ل ِ أ َق َ ل ُّ ضَرَرًا مِنْ مَوَد َّةِا ل ْأ َحْمَق ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْأ َحْمَقَ رُب َّمَا ضَر َّ وَهُوَ يَق ْدِرُ أ َن ْ يَنْف َعَ ،<br />
وَال ْعَاقِل ُ ل َا يَتَ جَاوَزُا ل ْحَ د َّ فِي مَضَر َّ تِهِ ، ف َمَضَر َّ تُهُ ل َهَا حَ د ٌّ يَقِفُ عَل َيْهِ ال ْعَق ْل ُ ، وَمَضَر َّة ُ ال ْ جَاهِ ل ِ ل َيْسَتْ ب ِذ َاتِ حَ د ٍّ .<br />
وَال ْمَحْدُودُ أ َق َ ل ُّ ضَرَرًا مِم َّا هُوَ غ َيْرُ مَ حْدُودٍ .<br />
وَق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ لِل ْمُسَي ِّب ِ بْن ِ زُهَيْر ٍ مَا مَاد َّة ُا ل ْعَق ْ ل ِ ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مُجَا ل َسَة ُ ال ْعُق َل َاِء .
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : مِنْ ال ْ جَهْ ل ِ صُ حْبَة ُ ذ َو ِيال ْ جَهْ ل ِ ، وَمِنْ ا ل ْمُ حَال ِ مُجَادَ ل َة ُ ذ َو ِي ا ل ْمُ حَال ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَنْ أ َشَارَ عَل َيْك ب ِا صْطِنَا ع ِ جَاهِ ل ٍ أ َوْ عَاج ِز ٍ ، ل َمْ يَخْ ل ُ أ َن ْ يَك ُون َ صَدِ يق ًا جَاهِل ًا أ َوْ عَدُوا عَاقِل ًا ؛<br />
لِأ َ ن َّهُ يُشِيرُ ب ِمَا يَضُر ُّك وَ يَحْتَال ُ فِيمَا يَضَعُ مِنْك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
عِنْدَ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إذ َا مَا ك ُنْت مُت َّخِذ ًا خَلِيل ًا ف َل َا تَثِق َن َّ ب ِك ُ ل ِّ أ َخِي إخَاءِ ف َإ ِن ْ خُي ِّرْت بَيْنَهُمْ ف َأ َ ل ْصِقْ ب ِأ َهْ ل ِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْهُمْ<br />
وَ ال ْ حَيَاءِ ف َإ ِن َّ ا ل ْعَق ْ ل َ ل َيْسَ ل َهُ إذ َا مَا تَف َا ضَل َتْا ل ْف َضَائِ ل ُ مِنْ كِف َاءِ وَ ا ل ْخَصْل َة ُ الث َّا ن ِيَة ُ : الد ِّ ينُ ال ْوَاقِفُ ب ِصَاحِب ِهِ عَل َى<br />
ال ْ خَيْرَ اتِ ، ف َإ ِن َّ تَار ِكَ ا لد ِّ ين ِ عَ دُو ٌّ لِنَف ْسِهِ ، ف َك َيْفَ يُرْجَى مِنْهُ مَوَد َّة ُ غ َيْر ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا صْط َفِ مِنْ ال ْإ ِخْوَانِ ذ َا الد ِّ ين ِ وَال ْ حَسَب ِ وَالر َّأ ْي ِ وَا ل ْأ َدَب ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ ر ِدْءٌ ل َك عِنْدَ حَاجَتِك ، وَيَدٌ<br />
نَائِبَتِك ،وَأ ُ نْ سٌ عِنْدَ وَحْشَتِك ، وَزَ يْنٌ عِنْدَ عَافِيَتك .<br />
وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ ث َاب ِتٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َخِل َّاءُ ا لر َّخَاءِ هُمْ ك َثِيرٌ وَل َكِنْ فِي ال ْبَل َاءِ هُمْ ق َلِي ل ُ ف َل َا يَغْرُرْك خِل َّة ُ مَنْ تُؤَاخِي<br />
ف َمَا ل َك عِنْدَ نَا ئِبَةٍ خَلِي ل ُ وَك ُ ل ُّ أ َخ ٍ يَق ُول ُ أ َنَا وَفِي ٌّ وَل َكِنْ ل َيْسَ يَف ْعَ ل ُ مَا يَق ُول ُ سِوَى خِ ل ٌّ ل َهُ حَسَبٌ وَدِ ينٌ ف َذ َاكَ لِمَا<br />
يَق ُول ُ هُوَ ال ْف َعُول ُ وَق َال َ آخَرُ مَنْ ل َمْ يَك ُنْ فِي ا لل َّهِ خِل َّتُهُ ف َ خَلِيل ُهُ مِنْهُ عَل َى خَط َر ِ .<br />
وَ ال ْ خَصْل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ مَ حْمُودَ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ مَرَضِي َّ ال ْأ َف ْعَال ِ ، مُؤْثِرًا لِل ْ خَيْر ِ آمِرًا ب ِهِ ، ك َار ِهًا لِلش َّر ِّ نَاهِيًا عَنْهُ ، ف َإ ِن َّ<br />
مَوَد َّة َ الش ِّر ِّير ِ تُك ْسِبُ ال ْأ َعْدَاءَ وَ تُف ْسِدُا ل ْأ َخْل َا قَ .<br />
وَل َا خَيْرَ فِي مَوَد َّةٍ تَ جْلِبُ عَدَ اوَة ً وَ تُور ِث ُ مَذ َم َّة ً ، ف َإ ِن َّ ال ْمَتْبُوعَ تَا ب ِعُ صَاحِب ِهِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ :إخْوَ ان ُ ا لش َّر ِّ ك َشَ جَر ِ ا لن َّار ِنْ ج ِ يُ حْر ِ قُ بَعْضُهَا بَعْضًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: مُخَا ل َط َة ُا ل ْأ َشْرَار ِ عَل َى خَط َر ٍ ، وَا لص َّبْرُ عَل َى صُ حْبَتِه ِمْ ك َرُك ُوب ِا ل ْبَ حْر ِ ، ا ل َّذِي مَنْ سَلِمَ مِنْهُ<br />
ب ِبَدَ ن ِهِ مِنْ ا لت َّل َفِ فِيهِ ، ل َمْ يَسْل َمْ ب ِق َل ْب ِهِ مِنْ ال ْحَذ َر ِ مِنْهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : صُ حْبَة ُا ل ْأ َشْرَار ِ تُور ِث ُ سُوءَ ا لظ َّن ِّ ب ِال ْأ َخْيَا ِر .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
.<br />
مِنْ خَيْر ِ الِاخْتِيَار ِ صُحْبَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ، وَمِنْ شَر ِّ الِاخْتِيَار ِ صُ حْبَة ُا ل ْأ َشْرَار ِ .<br />
: مُجَال َسَة ُ الس َّفِيهِ سَف َاهُ رَأ ْي ٍ وَمِنْ عَق ْ ل ٍ مُ جَال َسَة ُ ال ْحَكِيم ِ ف َإ ِن َّك وَال ْق َر ِينُ مَعًا سَوَ اءٌ ك َمَا ق ُ د َّ ال ْأ َدِيمُ<br />
مِنْ ا ل ْأ َدِيم ِ وَال ْخَصْل َة ُ الر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ ك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْهُمَامَيْ ل ٌ إل َى صَاحِب ِهِ ، وَرَغ ْبَة ٌ فِي مُؤَاخَا تِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ أ َوْك َدُ لِ حَال ِ ا ل ْمُؤَاخَاةِ وَ أ َمَد ُّ لِأ َسْبَاب ِ ا ل ْمُصَاف َاةِ ، إذ ْ ل َيْسَ ك ُ ل ُّ مَط ْل ُوب ٍ إ ل َيْهِ ط َا لِبًا وَل َا ك ُ ل ُّ مَرْغ ُوب ٍ إ ل َيْهِ رَاغِبًا<br />
وَمَنْ ط َل َبَ مَوَد َّة َ مُمْتَن ِع ٍ عَل َيْهِ ، وَرَغِبَ إل َى زَ اهِدٍ فِيهِ ، ك َان َ مُعَنى خَائِبًا ، ك َمَا<br />
: ق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ<br />
وَط َل َبْت مِنْك مَوَد َّة ً ل َمْ أ ُعْط َهَا إن َّ ال ْمُعَن َّى ط َالِبٌ ل َا يَظ ْف َرُ وَق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ بْنُا ل ْأ َحْنَفِ : ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َا<br />
يُدْن ِيك إل َّا شَف َاعَة ٌ ف َل َا خَيْرَ فِي وُد ٍّ يَك ُون ُ ب ِشَافِع ِ وَ أ ُق ْسِمُ مَا تَرْكِي عِتَابَك عَنْ قِل ًى وَ ل َكِنْ لِعِل ْمِي أ َ ن َّهُ غ َيْرُ نَافِع ِ وَإ ِن ِّي إذ َا<br />
ل َمْ أ َ ل ْزَم ِ الص َّبْرَ ط َائِعًا ف َل َا بُ د َّ مِنْهُ مُك ْرَهًا غ َيْرَ ط َا ئِع ِ ف َإ ِذ َااسْتَك ْمَل َتْ هَذِهِ ا ل ْخِصَال ُ فِي إنْسَانٍ وَجَبَ إخَاؤُهُ ، وَ تَعَي َّنَ<br />
ا صْطِف َاؤُهُ .<br />
وَ ب ِحَسَب ِ وُف ُو ر ِهَا فِيهِ يَ ج ِبُ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمَيْل ُ إ ل َيْهِ وَالث ِّق َة ُ ب ِهِ .<br />
وَ ب ِحَسَب ِ مَا يُرَى مِنْ غ َل َبَةِ إحْدَ اهَا عَل َيْهِ يُ جْعَ ل ُ مُسْتَعْمَل ًا فِي ال ْ خُل ُق ِ ا ل ْغَا لِب ِ عَل َيْهِ .<br />
ف َإ ِن َّ ال ْإ ِخْوَان َ عَل َى ط َبَق َاتٍ مُ خْتَلِف َةٍ وَأ َ نْحَاءٍ مُتَشَع ِّبَةٍ ، وَلِك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْهُمْ حَا ل ٌ يَ خْتَص ُّ ب ِهَا فِي ا ل ْمُشَارَك َةِ ، وَ ث ُل ْمَ ٌة
يَسُد ُّهَا فِي ا ل ْمُؤَ ازَرَةِ وَا ل ْمُظ َاف َرَةِ ، وَ ل َيْسَ تَت َّفِقُ أ َحْوَال ُ جَمِيعِه ِمْ عَل َى حَ د ٍّ وَاحِدٍ ؛ لِأ َن َّ الت َّبَايُنَ فِي ا لن َّا س ِغ َالِبٌ ،<br />
وَ اخْتِل َاف َهُمْ فِي الش ِّيَم ِ ظ َاهِرٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا لر ِّجَال ُ ك َالش َّ جَر ِ شَرَ ا بُهُوَ احِ دٌ وَ ث َمَرُهُ مُخْتَلِ ٌف .<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى مَنْصُو رُ بْنُ إسْمَاعِي ل َ ف َق َال َ<br />
: بَنُو آدَمَ ك َا لن َّبْتِ وَ نَبْتُا ل ْأ َرْض ِ أ َل ْوَان ُ ف َمِنْهُمْ شَ جَرُ ا لص َّنْدَل ِ وَ ال ْك َاف ُورُ<br />
وَال ْبَان ُ وَمِنْهُمْ شَ جَرٌ أ َف ْضَ ل ُ مَا يَ حْمِ ل ُ ق َط ْرَ ان ُ وَمَنْ رَ امَ إخْوَانًا تَت َّفِقُ أ َحْوَال ُ جَمِيعِه ِمْ رَ امَ مُتَعَذ َّرًا ، بَل ْ ل َوْ ات َّف َق ُوا ل َك َان َ<br />
رُب َّمَا وَق َعَ ب ِهِ خَل َ ل ٌ فِي ن ِظ َامِهِ ، إذ ْ ل َيْسَا ل ْوَاحِدُ مِنْ ال ْإ ِخْوَانِ يُمْكِنُا لِاسْتِعَا نَة ُ ب ِهِ فِي ك ُ ل ِّ حَال ٍ ، وَل َاا ل ْمَ جْبُو ل ُون َ عَل َى<br />
ال ْ خُل ُق ِ ا ل ْوَاحِدِ يُمْكِنُ أ َن ْ يَتَصَر َّف ُو ا فِي جَمِيع ِ ال ْأ َعْمَال ِ وَإ ِن َّمَا ب ِا لِاخْتِل َافِ يَك ُون ُ ا لِا ئ ْتِل َافُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ ال ْمَأ ْمُون ُ<br />
: ل َيْسَ ب ِل َب ِيب ٍ مَنْ ل َمْ يُعَاشِرْ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ مَنْ ل َمْ يَج ِدْ مِنْ مُعَاشَرَ تِهِ بُدا .<br />
: ال ْإ ِخْوَان ُ ث َل َاث ُ ط َبَق َاتٍ : ط َبَق َة ٌ ك َال ْغِذ َاءِ ل َا يُسْتَغْنَى عَنْهُ ،<br />
وَط َبَق َة ٌ ك َا لد َّوَ اءِ يُ حْتَاجُ إل َيْهِ أ َحْيَا نًا ، وَط َبَق َة ٌ ك َا لد َّ اءِ ل َا يُ حْتَاجُ إ ل َيْهِ أ َبَدًا .<br />
وَل َعَمْر ِي إن َّ ا لن َّا سَ عَل َى مَا وَ صَف َهُمْ ، ل َا ال ْإ ِخْوَ ان ُ مِنْهُمْ .<br />
وَ ل َيْسَ مَنْ ك َان َ مِنْهُمْ ك َا لد َّ اءِ ، مِنْ ال ْإ ِخْوَانِا ل ْمَعْدُودِ ينَ ، بَل ْ هُمْ مِنْ ال ْأ َعْدَاءِا ل ْمَ حْذ ُور ِ ينَ .<br />
وَإ ِن َّمَا يُدَاج ُّون َ ا ل ْمَوَد َّة َ اسْتِك ْف َاف ًا لِشَر ِّهِمْ ، وَتَحَر ُّزًا مِنْ مُك َاشَف َتِه ِمْ ، ف َدَخَل ُو ا فِي عِدَادِ ال ْإ ِخْوَ انِ ب ِا ل ْمُظ َاهَرَةِ وَا ل ْمُسَا تَرَةِ<br />
، وَفِي ال ْأ َعْدَاءِ عِنْدَ ا ل ْمُك َاشَف َةِ وَ ا ل ْمُ جَاهَرَةِ<br />
ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ يَز ِيدُ بْنُ ا ل ْحَك َم ِ ا لث َّق َفِي ُّ<br />
مَث َ ل ُ ا ل ْعَ دُو ِّ الض َّاحِكِ إل َيْك ك َال ْ حَنْظ َل َةِ ال ْخَضْرَ اءِ أ َوْرَ اق ُهَا ، ا ل ْق َاتِ ل ِ مَذ َ اق ُهَا .<br />
ل َا تَغْتَر َّن َّ ب ِمُق َارَ بَةِا ل ْعَ دُو ِّ ف َإ ِ ن َّهُ ك َا ل ْمَاءِ وَ إ ِن ْ أ ُطِي ل َ إسْ خَا نُهُ ب ِالن َّار ِ ل َمْ يَمْنَعْ مِنْ إط ْف َائِهَا .<br />
: تُك َاشِرُن ِي ضَحِك ًا ك َأ َن َّك نَاصِ حٌ وَعَيْنُك تُبْدِي أ َن َّ صَدْرَك لِي دَو ِي لِسَانُكمَعْ سُو ل ٌ<br />
وَنَف ْسُك عَل ْق َمٌ وَشَر ُّكمَبْ سُوط ٌ وَخَيْرُك مُل ْتَو ِي ف َل َيْتَ ك َف َاف ًا ك َان َ خَيْرُك ك ُل ُّهُ وَشَر ُّك عَن ِّي مَا ارْ تَوَى ا ل ْمَاءَ مُرْتَو ِي ف َإ ِذ َا<br />
خَرَجَ مَنْ ك َان َ ك َالد َّ اءِ مِنْ عِدَ ادِ ال ْإ ِخْوَ انِ ، ف َال ْإ ِخْوَان ُ هُمْ الص ِّنْف َانِ ا ل ْآخَرَ انِ ا لل َّذ َ انِ مَنْ ك َان َ مِنْهُمْ ك َال ْغِذ َاءِ وَك َا لد َّوَ اءِ ؛<br />
لِأ َن َّ ال ْغِذ َاءَ أ َق ْوَمُ لِلن َّف ْس ِ وَحَيَا تِهَا ، وَا لد َّوَ اءَ عِل َاجُهَا وَ صَل َاحُهَا .<br />
وَأ َف ْضَل ُهُمَا مَنْ ك َان َ ك َال ْغِذ َاءِ ؛ لِأ َن َّ ال ْ حَاجَة َ إ ل َيْهِ أ َعَم ُّ .<br />
وَإ ِذ َا تَمَي َّزَال ْإ ِخْوَ ان ُ وَجَبَ أ َن ْ يَنْز ِل َ ك ُ ل ٌّ مِنْهُمْ حَيْث ُ نَزَل َتْ ب ِهِأ َحْوَا ل ُهُ إ ل َيْهِوَ اسْتَق َر َّتْ خِصَا ل ُهُ وَخِل َا ل ُهُ عَل َيْهِ .<br />
ف َمَنْ ق َو ِ يَتْ أ َسْبَا بُهُ ق َو ِ يَتْ ا لث ِّق َة ُ ب ِهِ ، وَب ِ حَسَب ِ ا لث ِّق َةِ ب ِهِ يَك ُون ُ ا لر ُّك ُون ُ إ ل َيْهِ ، وَا لت َّعْو ِ ي ل ُ عَل َيْهِ .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
لِشِد َّةِ ال ْأ َوْصَا ِب<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َنْتَ ب ِا لس َّبَب ِ الض َّعِيفِ وَإ ِن َّمَا نُجْ حُ ا ل ْأ ُمُور ِ ب ِق ُو َّةِ ال ْأ َسْبَاب ِ ف َال ْيَوْمُ حَاجَتُنَا إل َيْك وَإ ِ ن َّمَا يُدْعَى الط َّب ِيبُ<br />
وَق َدْ اخْتَل َف َتْ مَذ َ اهِبُ ا لن َّا س ِ فِي ات ِّ خَاذِ ال ْإ ِخْوَانِ .<br />
ف َمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أ َن َّا لِاسْتِك ْث َارَ مِنْهُمْ أ َوْل َى ؛ لِيَك ُونُوا أ َق ْوَى مَنَعَة ً وَيَدًا ، وَ أ َوْف َرَ تَحَب ُّبًا وَتَوَد ُّدًا ، وَ أ َك ْث َرَ تَعَاوُ نًا وَتَف َق ُّدًا .<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ مَا ال ْعَيْشُ ؟ ق َال َ<br />
وَقِي ل َ : حِل ْيَة ُ ا ل ْمَرْءِ ك َث ْرَة ُ إخْوَ ا ن ِهِ .<br />
: إق ْبَال ُ ا لز َّمَانِ ، وَعِز ُّ ا لس ُّل ْط َانِ ، وَك َث ْرَة ُ ال ْإ ِخْوَانِ .<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أ َن َّ ال ْإ ِق ْل َال َ مِنْهُمْ أ َوْل َى ؛ لِأ َ ن َّهُ أ َخَف ُّ إث ْق َال ًا وَك ُل َف ًا ، وَ أ َق َ ل ُّ تَنَازُعًا وَخُل ْف ًا .<br />
وَق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ ال ْمُسْتَك ْثِرُ مِنْ ال ْإ ِخْوَانِ مِنْ غ َيْر ِ اخْتِيَار ٍك َا ل ْمُسْتَوْفِر ِ مِنْ ا ل ْحِ جَارَةِ ،وَا ل ْمُقِ ل ُّ مِنْ ال ْإ ِخْوَ انِ ا ل ْمُتَ خَي ِّرُ<br />
ل َهُمْ ك َا َل َّذِي يَتَ خَي َّرُال ْ جَوْهَرَ .
:<br />
وَق َال َ عَمْرُو بْنُ ا ل ْعَاص ِ : مَنْ ك َث ُرَ أ َخِوَ ا نُهُ ك َث ُرَ غ ُرَمَاؤُهُ .<br />
وَق َال َ إ بْرَ اهِيمُ بْنُ ا ل ْعَب َّا س ِ مَث َ ل ُ ال ْإ ِخْوَانِ ك َالن َّار ِ ق َلِيل ُهَا مَتَا عٌ وَك َثِيرُهَابَوَ ا رٌ .<br />
وَ ل َق َدْ أ َحْسَنَ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ فِي هَذ َا ال ْمَعْنَى ، وَ نَب َّهَ عَل َى ا ل ْعِل َّةِ ، حَيْث ُ يَق ُول ُ : عَدُو ُّك مِنْ صِد ِّيقِك مُسْتَف َادُ ف َل َا تَسْتَك ْثِرَن َّ<br />
مِنْ ا لص ِّ حَاب ِ ف َإ ِن َّ ا لد َّ اءَ أ َك ْث َرَ مَا تَرَ اهُ يَك ُون ُ مِنْ ا لط َّعَام ِ أ َوْ الش َّرَاب ِ وَدَ عْ عَنْك ا ل ْك َثِيرَ ف َك َمْ ك َثِيرٌ يُعَافَ وَك َمْ ق َلِي ل ٌ<br />
مُسْتَط َابُ ف َمَا ا لل ُّجَ جُ ا ل ْمِل َاحُ ب ِمُرْو ِيَاتٍ وَتَل ْق َى الر ِّي َّ فِي ا لن ُّط َفِ ا ل ْعِذ َاب ِ وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : لِيَك ُنْ غ َرَضُك فِي ات ِّ خَاذِ<br />
ال ْإ ِخْوَانِ وَا صْطِنَا ع ِ ا لن ُّصَ حَاءِ تَك ْثِيرَ ا ل ْعُد َّةِ ل َا تَك ْثِيرَ ا ل ْعِد َّةِ ، وَتَحْصِي ل َ الن َّف ْع ِ ل َا تَ حْصِي ل َال ْ جَمْع ِ ،ف َوَ احِ دٌ يَ حْصُ ل ُ ب ِهِ<br />
ال ْمُرَادُ خَيْرٌ مِنْ أ َ ل ْفِ تُك َث ِّرُ ال ْأ َعْدَادَ .<br />
} :<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا لت َّ جَا نُسُ وَا لت َّشَاك ُ ل ُ مِنْ ق َوَ اعِدِ ا ل ْأ ُخُو َّةِ وَأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَوَد َّةِ ، ك َان َ وُف ُو رُ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَظ ُهُو رُ ا ل ْف َضْ ل ِ يَق ْتَضِي مِنْ حَال ِ<br />
صَاحِب ِهِ قِل َّة َ إخْوَا ن ِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَرُومُ مِث ْل َهُ ، وَ يَط ْل ُبُ شَك ْل َهُ وَ أ َمْث َا ل ُهُ مِنْ ذ َو ِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْف َضْ ل ِ أ َق َ ل ُّ مِنْ أ َ ضْدَ ادِهِ مِنْ ذ َو ِي<br />
ال ْحُمْق ِ وَالن َّق ْص ِ ؛<br />
لِأ َن َّ ال ْ خِيَارَ فِي ك ُ ل ِّ شَيْءٍ هُوَ ال ْأ َق َ ل ُّ ، ف َلِذ َلِكَ ق َ ل َّ وُف ُو رُ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْف َضْ ل ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
ف َق َ ل َّ ب ِهَذ َا الت َّعْلِيل ِ إخْوَ ان ُ أ َهْ ل ِ ا ل ْف َضْ ل ِ لِقِل َّتِه ِمْ ، وَك َث ُرَ إخْوَ ان ُ<br />
وَق َدْ ق َال َ فِي ذ َ لِكَ الش َّاعِرُ<br />
إن َّ ال َّذِينَ يُنَادُونَك مِنْ وَرَ اءِ ال ْحُجُرَاتِ أ َك ْث َرُهُمْ ل َا يَعْقِل ُو َن { .<br />
ذ َو ِي الن َّق ْص ِ وَال ْ جَهْ ل ِ ؛ لِك َث ْرَتِه ِمْ .<br />
: لِك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ شَ ك ْ ل ٌ مِنْ الن َّا س ِ مِث ْل ُهُ ف َأ َك ْث َرُهُمْ شَك ْل ًا أ َق َل ُّهُمْ عَق ْل َا وَك ُ ل ُّ أ ُنَا س ٍ آ لِف ُون َ لِشَك ْلِه ِمْ<br />
ف َأ َك ْث َرُهُمْ عَق ْل ًا أ َق َل ُّهُمْ شَك ْل َا لِأ َن َّ ك َثِيرَا ل ْعَق ْ ل ِ ل َسْت ب ِوَ اج ِدٍ ل َهُ فِي ط َر ِ يق ٍ حِينَ يَسْل ُك ُهُ مِث ْل َا وَك ُ ل ُّ سَفِيهٍ ط َائِش ٍ إن ْ ف َق َدْ ته<br />
وَجَدْت ل َهُ فِي ك ُ ل ِّ نَاحِيَةٍ عِدْل َا وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْأ َمْرُ عَل َى مَا وَصَف ْنَا ، ف َق َدْ تَنْق َسِمُ أ َحْوَال ُ مَنْ دَخَ ل َ فِي عَدَدِ ال ْإ ِخْوَانِ أ َرْ بَعَة ُ<br />
: أ َق ْسَام ٍ<br />
مِنْهُمْ مَنْ يُعِينُ وَيَسْتَعِينُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ ل َا يُعِينُ وَل َا يَسْتَعِينُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَعِينُ وَل َا يُعِينُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعِينُ وَل َا<br />
يَسْتَعِينُ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُعِينُ وَ ا ل ْمُسْتَعِينُ ف َهُوَمُعَاو ِ ضٌمُنْ صِفٌ يُؤَد ِّي مَا عَل َيْهِ ، وَيَسْتَوْفِي مَا ل َهُ .<br />
ف َهُوَ ا ل ْق ُرُو ضُ يُسْعِفُ عِنْدَ ال ْ حَاجَةِ وَيَسْتَر ِد ُّ عِنْدَ ا لِاسْتِغْنَاءِ ، وَهُوَمَ شْ ك ُو رٌ فِي مَعُونَتِهِ ، وَمَعْذ ُو رٌ فِي اسْتِعَا نَتِهِ .<br />
ف َهَذ َا أ َعْدَل ُ ال ْإ ِخْوَانِ .<br />
وَ أ َم َّا مَنْ ل َا يُعِينُ وَل َا يَسْتَعِينُ ف َهُوَمُنَا ز ِ ل ٌ ق َدْ مَنَعَ خَيْرَهُ ، وَق َمَعَ شَر َّهُ .<br />
ف َهُوَ ل َا صَدِ يقٌ يُرْجَى ، وَل َا عَ دُو ٌّ يُخْشَى .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْمُغِيرَة ُ بْنُ شُعْبَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
: ا لت َّار ِكُ لِل ْإ ِخْوَ انِمَتْرُوكٌ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ ف َهُوَ ك َالص ُّورَةِ ا ل ْمُمَث َّل َةِ يَرُوق ُك حُسْنُهَا ، وَيَ خُونُك نَف ْعُهَا ، ف َل َا هُوَمَ ذ ْمُومٌ لِق َمْع ِ شَر ِّهِ ، وَل َا هُوَ<br />
مَ شْ ك ُو رٌ لِمَنْع ِ خَيْر ِهِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ب ِا لل َّوْم ِ أ َجْدَرَ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : وَأ َسْوَ أ ُ أ َ ي َّام ِ ال ْف َتَى يَوْمُ ل َا يُرَى ل َهُ أ َحَدٌ يُزْر ِي عَل َيْهِ وَ يُنْكِرُ غ َيْرَ أ َن َّ ف َسَادَا ل ْوَق ْتِ وَ تَغَي ُّرَ أ َهْلِهِ يُوج ِبُ<br />
شُك ْرَ مَنْ ك َان َ<br />
شَر ُّهُ مَق ْط ُوعًا ، وَ إ ِن ْ ك َان َ خَيْرُهُ مَمْنُوعًا ، ك َمَا ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />
: إن َّا ل َفِي زَمَن ٍ تَرْكُ ا ل ْق َب ِي ح ِ ب ِهِ مِنْ أ َك ْث َر ِ ا لن َّا س ِإحْ سَان ٌ<br />
وَ إ ِجْمَال ُ وَأ َم َّا مَنْ يَسْتَعِينُ وَل َا يُعِينُ ف َهُوَل َئِي مٌ ك َ ل ٌّ ، وَمَه ِينٌ مُسْتَذ َل ٌّ ، ق َدْ ق َط َعَ عَنْهُ الر َّغ ْبَة َ ، وَبَسَط َ فِيهِ ا لر َّهْبَة َ ، ف َل َا<br />
خَيْرُهُ يُرْجَى ، وَل َا شَر ُّهُ يُؤْمَنُ<br />
.<br />
وَحَسْبُك مَهَا نَة ً مِنْ رَجُ ل ٍ مُسْتَث ْقِ ل ٍ عِنْدَ إق ْل َا لِهِ ، وَيَسْتَقِ ل ُّ عِنْدَ اسْتِق ْل َا لِهِ ، ف َل َيْسَ لِمِث ْلِهِ فِي ال ْإ ِخَاءِ حَظ ٌّ وَل َا فِي ا ل ْو ِدَادِ
نَ صِيبٌ .<br />
وَهُوَ مِم َّنْ جَعَل َهُ ا ل ْمَأ ْمُون ُ مِنْ دَ اءِ ال ْإ ِخْوَانِ ل َا مِنْ دَوَائِه ِمْ ، وَمِنْ سُم ِّه ِمْ ل َا مِنْ غِذ َ ا ئِه ِمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : شَر ُّ مَا فِي ا ل ْك َر ِيم ِ أ َن ْ يَمْنَعَك خَيْرَهُ ، وَخَيْرُ مَا فِي ا لل َّئِيم ِ أ َن ْ يَك ُف َّ عَنْك شَر َّهُ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ : عَذ َرْنَا الن َّخْ ل َ فِي إبْدَاءِ شَوْكٍ يَرُد ُّ ب ِهِ ال ْأ َ نَامِ ل َ عَنْ جَنَاهُ ف َمَا لِل ْعَوْسَ ج ِ ا ل ْمَل ْعُونِ أ َبْدَى ل َنَا شَوْك ًا ب ِل َا<br />
ث َمَر ٍ نَرَاهُ وَأ َم َّا مَنْ يُعِينُ وَل َا يَسْتَعِينُ ف َهُوَ ك َر ِيمُ ا لط َّبْع ِ ، مَشْك ُو رُ الص ُّنْع ِ .<br />
وَق َدْ حَازَ ف َضِيل َتَيْا لِابْتِدَ اءِ وَ ا لِاك ْتِف َاءِ ، ف َل َا يُرَى ث َقِيل ًا فِي نَا ئِبَةٍ ، وَل َا يَق ْعُدُ عَنْ نَهْضَةٍ فِي مَعُو نَةٍ .<br />
ف َهَذ َا أ َشْرَفُ ال ْإ ِخْوَانِ نَف ْسًا وَ أ َك ْرَمُهُمْ ط َبْعًا .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ أ َوْجَدَهُ ا لز َّمَان ُ مِث ْل َهُ - وَق َ ل َّ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمِث ْ ل ٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ ا ل ْبَر ُّ ال ْك َر ِيمُ وَا لد ُّ ر ُّ ال ْيَتِيمُ<br />
- أ َن ْ يَث ْن ِيَ عَل َيْهِ خِنْصَرَهُ ،<br />
وَ يَعَض َّ عَل َيْهِ نَاج ِذ َهُ ، وَيَك ُون َ ب ِهِ أ َشَد َّ ضَنا مِنْهُ ب ِنَف َائِس ِ أ َمْوَ ا لِهِ ، وَسَن ِي ِّ ذ َخَا ئِر ِهِ ؛ لِأ َن َّ نَف ْعَ ال ْإ ِخْوَانِ عَام ٌّ وَ نَف ْعَ ا ل ْمَال ِ<br />
خَاص ٌّ ، وَمَنْ ك َان َ أ َعَم َّ نَف ْعًا ف َهُوَ ب ِال ْإ ِدْخَار ِ أ َحَق ُّ .<br />
: وَق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ قُ<br />
يَمْضِي أ َخُوك ف َل َا تَل ْق َى ل َهُ خَل َف ًا وَا ل ْمَال ُ بَعْدَ ذ َهَاب ِ ا ل ْمَال ِ مُك ْتَسَبُ وَق َال َ آخَرُ<br />
عِوَضٌ وَمَا لِف َق ْدِ ا لص َّدِ يق ِ مِنْ عِوَض ِ ث ُ م َّ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَزْهَدَ فِيهِ لِ خُل ُق ٍ أ َوْ خُل ُق َيْن ِ يُنْكِرُهُمَا مِنْهُ إذ َا رَ ضِيَ<br />
سَا ئِرَ أ َخْل َاقِهِ ، وَحَمِدَ أ َك ْث َرَ شِيَمِهِ ؛ لِأ َن َّ ال ْيَسِيرَ مَغْف ُورٌ وَ ال ْك َمَال َ مَعُو زٌ .<br />
: لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ عَدِمْته<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ : ك َيْفَ تُر ِ يدُ مِنْ صَدِ يقِك خُل ُق ًا وَاحِدًا وَهُوَ ذ ُو ط َبَا ئِعَ أ َرْبَع ٍ ؟ مَعَ أ َن َّ نَف ْسَ ال ْإ ِنْسَانِ ال َّتِي هِيَ أ َخَص ُّ<br />
ا لن ُّف ُو س ِ ب ِهِ وَمُدَ ب َّرَة ٌ ب ِاخْتِيَار ِهِ وَإ ِرَ ادَ تِهِ ، ل َا تُعْطِيهِ قِيَادَهَا فِي ك ُ ل ِّ مَا يُر ِيدُ ، وَل َا تُ ج ِيبُهُ إل َى ط َاعَتِهِ فِي ك ُ ل ِّ مَا يُ حِب ُّ ،<br />
ف َك َيْفَ ب ِنَف ْس ِ غ َيْر ِهِ ، وَحَسْبُك أ َن ْ يَك ُون َ ل َك مِنْ أ َخِيك أ َك ْث َرُهُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ اءِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
:<br />
: مُعَا تَبَة ُ ال ْأ َخ ِ خَيْرٌ مِنْ ف َق ْدِهِ ، وَمَنْ ل َك ب ِأ َخِيك ك ُل ِّهِ ؟ ف َأ َخَذ َ الش ُّعَرَ اءُ هَذ َا ال ْمَعْنَى<br />
، ف َق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ أ َأ ُخَي َّ مَنْ ل َك مِنْ بَن ِي الد ُّنْيَا ب ِك ُ ل ِّ أ َخِيك مَنْ ل َكْ ف َاسْتَبْق ِ بَعْضَك ل َا يَمْلِكُ ك ُ ل ُّ مَنْ أ َعْط َيْت ك ُل َّكْ<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ مَا غ َبَنَ ا ل ْمَغْبُون َ مِث ْ ل ُ عَق ْلِهْ مَنْ ل َك يَوْمًا ب ِأ َخِيك ك ُل ِّهْ ؟ وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ ط َل َبُ ال ْإ ِنْصَافِ<br />
مِنْ قِل َّةِ ال ْإ ِنْصَافِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
ل َا يُزْهِدَ ن َّكَ فِي رَجُ ل ٍ حُمِدَتْ سِيرَ تَهُ ، وَارْتَضَيْتَ وَ تِيرَ تَهُ ، وَعَرَف ْتَ ف َضْل َهُ ، وَ بَط َنْتَ عَق ْل َهُعَيْبٌ<br />
تُ حِيط ُ ب ِهِ ك َث ْرَة ُ ف َضَا ئِلِهِ ، أ َوْذ َ نْبٌ صَغِيرٌتَسْتَغْفِرُ ل َهُ ق ُو َّة ُ وَسَا ئِلِهِ .<br />
ف َإ ِن َّك ل َنْ تَ ج ِدَ ، مَا بَقِيت ، مُهَذ َّبًا ل َا يَك ُون ُ فِيهِعَيْبٌ ، وَل َا يَق َعُ مِنْهُذ َ نْبٌ .<br />
ف َاعْتَب ِرْ نَف ْسَك ، بَعْدَ ، أ َن ْ ل َا تَرَ اهَا ب ِعَيْن ِ الر ِّضَى ، وَل َا تَجْر ِي فِيهَا عَل َى حُك ْم ِ ال ْهَوَى ، ف َإ ِن َّ فِي اعْتِبَار ِك وَ اخْتِيَار ِك ل َهَا<br />
مَا يُؤَي ِّسُك مِم َّا تَط ْل ُبُ ، وَيُعَط ِّف ُك عَل َى مَنْ يُذ ْ ن ِبُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : وَمَنْ ذ َا ال َّذِي تُرْضَى سَ جَا يَاهُ ك ُل ُّهَا ك َف َى ال ْمَرْءُ نُبْل ًا أ َن ْ تُعَ د َّ مَعَاي ِبُهْ وَق َال َ الن َّا ب ِغَة ُال ذ ُّ بْيَان ِي ُّ : وَل َسْت<br />
ب ِمُسْتَبْق ٍ أ َخًا ل َا تَل ُمْهُ عَل َى شَعَثٍ أ َي ُّ الر ِّجَال ِ ا ل ْمُهَذ َّبُ وَ ل َيْسَ يَنْق ُضُ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ مَا وَصَف ْنَا مِنْ اخْتِيَار ِهِ وَاخْتِيَار ِ<br />
ال ْ خِصَال ِا ل ْأ َرْ بَع ِ فِيهِ ؛ لِأ َن َّ مَا أ َعْوَزَ فِيهِ<br />
. مَعْف ُو ٌّ عَنْهُ<br />
وَهَذ َا ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ تُوحِشَك ف َتْرَة ٌ تَج ِدُهَا مِنْهُ ، وَل َا أ َن ْ تُسِيءَ ا لظ َّن َّ فِي ك َبْوَةٍ تَك ُون ُ مِنْهُ ، مَا ل َمْ تَتَ حَق َّقْ تَغَي ُّرَهُ وَ تَتَيَق َّنْ<br />
تَنَك ُّرَهُ .<br />
وَل ْيُصْرَفْ ذ َلِكَ إل َى ف َتَرَاتِ ا لن ُّف ُو س ِ وَ اسْتِرَاحَاتِ ال ْ خَوَ اطِر ِ ، ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ يَتَغَي َّرُ عَنْ مُرَ اعَاةِ نَف ْسِهِ ا ل َّتِي هِيَ أ َخَص ُّ
ا لن ُّف ُو س ِ ب ِهِ ، وَل َا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ مِنْ عَدَ اوَةٍ ل َهَا وَل َا مَل َ ل ٍ مِنْهَا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ جَعْف َرُ بْنُ مُ حَم َّدٍ لِا بْن ِهِ<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُ بْنُ وَهْب ٍ<br />
:<br />
:<br />
ل َا يُف ْسِدَ ن َّكَ ا لظ َّن ُّ عَل َى صَدِ يق ٍ ق َدْ أ َصْل َحَك ال ْيَقِينُ ل َهُ .<br />
يَا بُنَي َّ مَنْ غ َضِبَ مِنْ إخْوَان ِك ث َل َاث َ مَر َّ اتٍ ف َل َمْ يَق ُل ْ فِيك سُوءًا ف َاِت َّخِذ ْهُ لِنَف ْسِك خِلًّا<br />
.<br />
:<br />
مِنْ حُق ُو ق ِ ا ل ْمَوَد َّةِ أ َخْذ ُ عَف ْو ِ ال ْإ ِخْوَانِ ، وَال ْإ ِغ ْضَاءُ عَنْ تَق ْصِير ٍ إن ْ ك َان َ .<br />
:<br />
} :<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ عَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ فِي ق َوْله تَعَال َى ف َاصْف َحْ ا لص َّف ْ حَ ال ْ جَمِي ل َ { ق َال َ الر ِّضَى ب ِغَيْر ِ عِتَاب ٍ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ : هُمْ الن َّا سُ وَالد ُّنْيَا وَل َا بُ د َّ مِنْ ق َذ ًى يُلِ م ُّ ب ِعَيْن ٍ أ َوْ يُك َد ِّ رُ مَشْرَبَا وَمِنْ قِل َّةِ ال ْإ ِنْصَافِ أ َ ن َّك تَبْتَغِي<br />
ا ل ْمُهَذ َّبَ فِي الد ُّنْيَا وَل َسْت ال ْمُهَذ َّبَا وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
: تَوَا صُل ُنَا عَل َى ال ْأ َي َّام ِ بَا ق ٍ وَ ل َكِنْ هَجْرُنَا مَط َرُ ا لر َّ ب ِيع ِ يَرُوعُك<br />
صَوْ بُهُ ل َكِنْ تَرَ اهُ عَل َى عِل َّا تِهِ دَان ِي ا لن ُّزُو ع ِ مَعَاذ َ ا لل َّهِ أ َن ْ نَل ْق َى غِضَا بًا سِوَى ذ ُل ِّ ا ل ْمُط َا ع ِ عَل َى ا ل ْمُطِيع ِ وَأ َنْشَدَن ِيا ل ْأ َزْدِي ُّ<br />
ل َا يُؤْي ِسَن َّكَ مِنْ صَدِ يق ٍ نَبْوَة ٌ يَنْبُو ال ْف َتَى وَهُوَ ال ْجَوَادُال ْ خِضْر ِمُ ف َإ ِذ َا نَبَا ف َاسْتَبْقِهِ وَ تَأ َ ن َّهُ حَت َّى تَفِيءَ ب ِهِ وَط َبْعُك أ َك ْرَمُ وَأ َم َّا<br />
ا ل ْمَل ُول ُ وَهُوَ الس َّر ِ يعُ ا لت َّغَي ُّر ِ ، ا ل ْوَشِيكُ ا لت َّنَك ُّر ِ ، ف َو ِدَادُهُ خَط َرٌ وَ إ ِخَاؤُهُ غ َرَرٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َا يَبْق َى عَل َى حَا ل َةٍ ، وَل َا يَخْل ُو مِنْ<br />
اسْتِ حَا ل َةٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ<br />
: إذ َا أ َ نْتَ عَاتَبْت ا ل ْمَل ُول َ ف َإ ِن َّمَا تَ خُط ُّ عَل َى صُ حُفٍ مِنْ ا ل ْمَاءِ أ َحَرُف َا وَهَبْهُ ارْعَوى بَعْدَ ا ل ْعِتَاب ِ<br />
أ َل َمْ تَك ُنْ مَوَد َّ تُهُ ط َبْعًا ف َصَارَتْ تَك َل ُّف َا وَهُمْ نَوْعَانِ<br />
:<br />
:<br />
مِنْهُمْ مَنْ يَك ُون ُ مَل َل ُهُ اسْتِرَ احَة ً ، ث ُ م َّ يَعُودُ إل َى ا ل ْمَعْهُودِ مِنْ إخَا ئِهِ ،<br />
ف َهَذ َا أ َسْل َمُا ل ْمَل َل َيْن ِ وَ أ َق ْرَبُ الر َّجُل َيْن ِ يُسَامِ حُ فِي وَق ْتِاسْتَرَ احَتْهُ وَحِينَ ف َتْرَتِهِ ، لِيَرْج ِعَ إل َى ال ْحُسْنَى وَ يَئ ُوبَ إل َى ال ْإ ِخَاِء<br />
، وَ إ ِن ْ تَق َد َّمَ ا ل ْمَث َ ل ُ ب ِمَا نَظ َمَهُ الش َّاعِرُ حَيْث ُ ق َال َ وَق َال ُوا يَعُودُ ا ل ْمَاءُ فِي ا لن َّهْر ِ بَعْدَ مَا عَف َتْ مِنْهُ آث َا رٌ وَجَف َّتْ مَشَار ِعُهْ<br />
ف َق ُل ْت إل َى أ َن ْ يَرْج ِعَ ال ْمَاءُ عَائِدًا وَ يُعْشِبَ شَط َّاهُ تَمُوتُ ضَف َادِعُهْ ل َكِنْ ل َا يَط ْرَحُ حَق َّهُ ب ِا لت َّوَه ُّم ِ ، وَل َا يُسْقِط ُ حُرْمَتَهُ<br />
ب ِا لظ ُّنُونِ .<br />
:<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إذ َا مَا حَال َ عَهْدُ أ َخِيك يَوْمًا وَحَادَ عَنْ ا لط َّر ِ يق ِا ل ْمُسْتَقِيم ِ ف َل َا تَعْجَل ْ ب ِل َوْمِك وَاسْتَدِمْهُ ف َإ ِن َّ أ َخَا ال ْ حِف َاظِ<br />
ا ل ْمُسْتَدِيمُ ف َإ ِن ْ تَكُ زَ ل َّة ٌ مِنْهُ وَإ ِل َّا ف َل َا تَبْعُدْ عَنْ ال ْ خُل ُق ِ ال ْك َر ِيم ِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَك ُون ُ مَل َل ُهُ تَرْك ًا وَ إ ِط ْرَ احًا ، وَل َا يُرَ اج ِعُ أ َخًا وَل َا<br />
وُدا ، وَل َا يَتَذ َك َّرُ حِف َاظ ًا وَل َا عَهْدًا ، ك َمَا ق َال َ أ َشْ جَعُ بْنُ عُمَرَ الس ُّل َمِي ُّ<br />
:<br />
:<br />
إن ِّي رَأ َيْت ل َهَا مُوَا صَل َة ً ك َا لس ُّ م ِّ تُف ْر ِغ ُهُ عَل َى<br />
ا لش َّهْدِ ف َإ ِذ َا أ َخَذ ْت ب ِعَهْدِ ذِم َّتِهَا ل َعِبَ الص ُّدُودُ ب ِذ َ لِكَا ل ْعَهْدِ وَهَذ َا أ َذ َم ُّ الر َّجُل َيْن ِ حَال ًا ؛ لِأ َن َّ مَوَد َّ تَهُ مِنْ وَسَاو ِ س ِ<br />
ال ْ خَط َرَ اتِ ، وَعَوَار ِض ِ ا لش َّهَوَاتِ .<br />
وَ ل َيْسَ إل َّااسْتِدْرَ اكُ ا ل ْحَال ِ مَعَهُ ب ِال ْإ ِق ْل َاع ِ ق َبْ ل َ ا ل ْمُ خَا ل َط َةِ ، وَحُسْن ِ ا ل ْمُتَارَك َةِ بَعْدَا ل ْوَرْط َةِ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ بْنُ ا ل ْأ َحْنَفِ<br />
: تَدَارَك ْت نَف ْسِي ف َعَر َّ يْتهَا وَ بَغ َّضْتهَا فِيك آمَال َهَا وَمَا ط َابَتْ الن َّف ْسُ عَنْ سَل ْوَةٍ وَ ل َكِنْ حَمَل ْت عَل َيْهَا ل َهَا وَمَا مَث َ ل ُ مَنْ<br />
هَذِهِ حَا ل ُهُ إل َّا ك َمَا ق َدْ ق َال َ إ بْرَ اهِيمُ بْنُ هَرْمَة َ ف َإ ِن َّك وَاط ِّرَاحَك وَصْ ل َ سَل ْمَى ل َأ َحْرَى فِي مَوَد َّتِهَا نَك ُوبُ ك َث َاقِبَةٍ لِ حَل ْي ٍ<br />
مُسْتَعَار ٍ لِأ ُذ ْنَيْهَا ف َشَا نَهُمَا ا لث ُّق ُوبُ ف َأ َد َّتْ حَل ْيَ جَارَتِهَا إل َيْهَا وَق َدْ بَقِيَتْ ب ِأ ُذ ْنَيْهَا نُدُوبُ وَإ ِذ َا صَف َتْ ل َهُ<br />
أ َخْل َا قُ مَنْ سَبَرَهُ ، وَ تَمَه َّدَتْ ل َدَ يْهِ أ َحْوَ ال ُ مَنْ خَبَرَهُ ، وَ أ َق ْدَمَ عَل َى ا صْطِف َا ئِهِ أ َخًا ، وَعَل َى ا ت ِّ خَاذِهِ خِدْنًا ، ل َز ِمَتْهُ حِينَئِذٍ<br />
حُق ُوق ُهُ ، وَوَجَبَتْ عَل َيْهِ حُرُمَا تُهُ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ مَسْعَدَة َ :ا ل ْعُبُودِ ي َّة ُ عُبُودِ ي َّة ُ ال ْإ ِخَاءِ ل َا عُبُودِ ي َّة ُ ا لر ِّ ق ِّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ جَادَ ل َك ب ِمَوَد َّ تِهِ ، ف َق َدْ جَعَل َك عَدِي ل َ نَف ْسِهِ .<br />
ف َأ َو َّل ُ حُق ُوقِهِ اعْتِق َادُ مَوَد َّ تِهِ ث ُ م َّ إ ينَاسُهُ ب ِا لِا نْب ِسَاطِ إل َيْهِ فِي غ َيْر ِ مُ حَر َّم ٍ ، ث ُ م َّ نُصْ حُهُ فِي ا لس ِّر ِّ وَ ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ ، ث ُ م َّ تَ خْفِيفُ<br />
ال ْأ َث ْق َا ل ِ عَنْهُ ، ث ُ م َّ مُعَاوَ نَتُهُ فِيمَا يَنُو بُهُ مِنْ حَادِ ث َةٍ ، أ َوْ يَنَا ل ُهُ مِنْ نَك ْبَةٍ .
ف َإ ِن َّ مُرَ اق َبَتَهُ فِي ا لظ َّاهِر ِ ن ِف َا قٌ ، وَ تَرْك َهُ فِي الش ِّ د َّةِ ل ُؤْمٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ب ِسُو ق ِ يَوْم ٍ<br />
وَقِي ل َ<br />
:<br />
. {<br />
} :<br />
. {<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َي ُّ ال ْأ َصْحَاب ِ خَيْرٌ ؟ ق َال َ<br />
} خَيْرُ أ َ صْ حَا ب ِك ا ل ْمُعِينُ ل َك عَل َى دَهْر ِك ، وَشَر ُّهُمْ مَنْ سَعَى ل َك<br />
: ال َّذِي إذ َا ذ َك َرْت أ َعَا نَك وَوَاسَاك ، وَخَيْرٌ مِنْهُ مَنْ إذ َا نَسِيت<br />
ذ َك َّرَك<br />
وَك َان َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ يَق ُول ُ : ا لل َّهُ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِم َّنْ ل َا يَل ْتَمِسُ خَا لِصَ مَوَد َّتِي إل َّا ب ِمُوَ اف َق َةِ<br />
شَهْوَتِي ، وَمِم َّنْ سَاعَدَن ِي عَل َى سُرُور ِ سَاعَتِي ، وَل َا يُف َك ِّرُ فِي حَوَادِثِ غ َدِيَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
: عُق ُودُ ا ل ْغَادِر ِمَ حْل ُول َة ٌ ، وَعُهُودُهُمَدْ خُول َة ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَا وَد َّكَ مَنْ أ َهْمَ ل َ وُد َّك ، وَل َا أ َحَب َّك مَنْ أ َ بْغَضَ حُب َّك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَك ُ ل ُّ أ َخ ٍ عِنْدَ ال ْهُوَيْنَامُل َاطِفٌ وَل َكِن َّمَا ال ْإ ِخْوَان ُ عِنْدَ ا لش َّدَا ئِدِ وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />
شَر ُّ ال ْإ ِخْوَ انِ مَنْ ك َانَتْ مَوَد َّ تُهُ مَعَ ا لز َّمَانِ إذ َا أ َق ْبَ ل َ ، ف َإ ِذ َا أ َدْ بَرَ ا لز َّمَان ُ أ َدْ بَرَ عَنْك .<br />
:<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى ا لش َّاعِرُ ف َق َال َ : شَر ُّ ال ْأ َخِل َّاءِ مَنْ ك َانَتْ مَوَد َّ تُهُ مَعَ الز َّمَانِ إذ َا مَا خَافَ أ َوْ رَغِبَا إذ َا وَتَرْت امْرَ أ ً ف َاحْذ َرْ<br />
عَدَ اوَ تَهُ مَنْ يَزْرَعْ الش َّوْكَ ل َا يَحْصُدْ ب ِهِ عِنَبًا إن َّا ل ْعَ دُو َّ وَ إ ِن ْ أ َبْدَى مُسَا ل َمَة ً إذ َا رَأ َى مِنْك يَوْمًا ف ُرْ صَة ً وَث َبَا وَيَنْبَغِي أ َن ْ<br />
يَتَوَق َّىا ل ْإ ِف ْرَاط َ فِي مَ حَب َّتِهِ ، ف َإ ِن َّ ال ْإ ِف ْرَاط َ دَا ع ٍ إل َى ا لت َّق ْصِير ِ .<br />
زَيْدٍ<br />
وَ ل َئِنْ تَك ُون َ ال ْ حَال ُ بَيْنَهُمَا نَامِيَة ً أ َوْل َى مِنْ أ َن ْ تَك ُون َ مُتَنَاهِيَة ً .<br />
وَق َدْ رَوَى ا بْنُ سِير ِ ينَ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } أ َحْب ِبْ حَب ِيبَك هَوْنًا مَا ، عَسَى أ َن ْ<br />
يَك ُون َ بَغِيضَك يَوْمًا مَا ، وَأ َ بْغِضْ بَغِيضَك هَوْنًا مَا ، عَسَى أ َن ْ يَك ُون َ حَب ِيبَك يَوْمًا مَا<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ل َا يَك ُنْ حُب ُّك ك َل َف ًا ، وَل َا بُغْضُك تَل َف ًا .<br />
وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ ا لد ُّؤَ لِي ُّ وَك ُنْ مَعْدِنًا لِل ْ خَيْر ِ وَاصْف َحْ عَنْ ال ْأ َذ َى ف َإ ِن َّك رَ اءٍ مَا عَلِمْت وَسَامِعُ وَأ َحْب ِبْ إذ َا أ َحْبَبْت حُبا<br />
مُق َار ِبًا ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي مَتَى أ َ نْتَ نَاز ِ عُ وَأ َ بْغِضْ إذ َا أ َبْغَضْت غ َيْرَ مُبَا ي ِن ٍ ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي مَتَى أ َ نْتَ رَ اج ِعُ وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ<br />
ل َا تَأ ْمَنَن َّ مِنْ مُبْغِض ٍ ق ُرْبَ دَ ار ِهِ وَل َا مِنْ مُ حِب ٍّ أ َن ْ يَمَ ل َّ ف َيَبْعُدَا وَإ ِن َّمَا يَل ْزَمُ مِنْ حَق ِّ ال ْإ ِخَاءِ بَذ ْل ُ ا ل ْمَ جْهُودِ فِي<br />
ا لن ُّصْ ح ِ ، وَالت َّنَاهِي فِي ر ِعَا يَةِ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ ال ْ حَق ِّ ، ف َل َيْسَ فِي ذ َ لِكَإف ْرَ اط ٌ وَ إ ِن ْ تَنَاهَى ، وَل َا مُ جَاوَزَة ُ حَ د ٍّ وَ إ ِن ْ ك َث ُرَ<br />
وَأ َوْف َى ، ف َتَسْتَو ِي حَال َتَاهُمَا فِي ال ْمَغِيب ِ وَ ا ل ْمَشْهَدِ وَل َا يَك ُون ُ مَغِيبُهُمَا أ َف ْضَ ل َ مِنْ مَشْهَدِهِمَا وَأ َوْل َى ، ف َإ ِن َّ ف َضْ ل َ<br />
ا ل ْمَشْهَدِ عَل َى ا ل ْمَغِيب ِ ل ُؤْمٌ ، وَف َضْ ل َ ا ل ْمَغِيب ِ عَل َىا ل ْمَشْهَدِ ك َرْمٌ ، وَاسْتِوَاؤُهُمَا حِف َاظ ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : عَل َي َّ لِإ ِخْوَا ن ِي رَقِيبٌ مِنْ الص َّف َا تَب ِيدُ الل َّيَالِي وَهُوَ ل َيْسَ يَب ِيدُ يُذ َك ِّرُن ِيه ِمْ فِي مَغِيب ِي وَمَشْهَدِي<br />
ف َسِي َّانِ مِنْهُمْغ َائِبٌ وَشَه ِيدُ وَإ ِن ِّي ل َأ َسْتَحْي ِي أ َخِي أ َن ْ أ َ ب ِر َّهُ ق َر ِ يبًا وَ أ َن ْ أ َجْف ُوَهُ وَهُوَ بَعِيدُ وَهَك َذ َا يَق ْصِدُ الت َّوَس ُّط َ فِي ز ِ يَارَ تِهِ<br />
وَغ َشَيَا ن ِهِ ، غ َيْرَ مُق َل ِّ ل ٍ وَل َا<br />
مُك ْثِر ٍ .<br />
ف َإ ِن َّ تَق ْلِي ل َ الز ِّ يَارَةِ دَ اعِيَة ُ ال ْه ِجْرَانِ ، وَك َث ْرَتَهَا سَبَبُ ا ل ْمَل َال ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ لِأ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
} :<br />
يَا أ َبَا هُرَ يْرَة َ زُرْ غِبا تَزْدَدْ حُبا<br />
. {<br />
وَق َال َل َب ِي دٌ : تَوَق َّفْ عَنْ ز ِ يَارَةِ ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ إذ َا أ َك ْث َرْت مَل َّكَ مَنْ تَزُو رُ وَق َال َ آخَرُ : أ َق ْلِل ْ ز ِ يَارَتَك الص َّدِ يقَ وَل َا تُطِل ْ هِجْرَا نَهُ<br />
ف َيَلِ ج َّ فِي هِجْرَ ا ن ِهِ إن َّ الص َّدِ يقَ يَلِ ج ُّ فِي غ َشَيَا ن ِهِ لِصَدِ يقِهِ ف َيَمَ ل ُّ مِنْ غ َشَيَا ن ِهِ حَت َّى يَرَ اهُ بَعْدَ ط ُول ِ سُرُور ِهِ ب ِمَك َا ن ِهِ مُتَث َاقِل ًا
ب ِمَك َا ن ِهِ وَإ ِذ َا تَوَا نَى عَنْ صِيَا نَةِ نَف ْسِهِ رَجُ ل ٌ تُنُق ِّصَ وَاسْتُ خِف َّ ب ِشَا ن ِهِ وَب ِ حَسَب ِ ذ َلِكَ ف َل ْيَك ُنْ فِي عِتَا ب ِهِ ف َإ ِن َّ ك َث ْرَة َ ا ل ْعِتَاب ِ<br />
سَبَبٌ لِل ْق َطِيعَةِ وَإ ِط ْرَاحَ جَمِيعِهِدَلِي ل ٌ عَل َى قِل َّةِ ا لِاك ْتِرَاثِ ب ِأ َمْر ِ الص َّدِ يق ِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ : عِل َّة ُ ا ل ْمُعَادَ اةِ قِل َّة ُ ا ل ْمُبَا ل َاةِ .<br />
.<br />
:<br />
بَل ْ تُتَوَس َّط ُ حَال َتَا تَرْكِهِ وَعِتَا ب ِهِ ف َيُسَامِ حُ ب ِا ل ْمُتَارَك َةِ وَيُسْتَصْل َ حُ ب ِا ل ْمُعَاتَبَةِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُسَامَ حَة َ وَا لِاسْتِصْل َاحَ إذ َا اجْتَمَعَا ل َمْ<br />
يَل ْبَث ْ مَعَهُمَا نُف ُو رٌ ، وَ ل َمْ يَبْقَ مَعَهُمَا وَجْ دٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ل َا تُك ْثِرَن َّ مُعَاتَبَة َ إخْوَان ِك ، ف َيَهُون َ عَل َيْه ِمْ سَخَط ُك .<br />
وَق َال َمَنْ صُو رٌ ا لن َّمَر ِي ُّ<br />
:<br />
أ َق ْلِل ْ عِتَابَ مَنْ اسْتَرَبْت ب ِوُد ِّهِ ل َيْسَتْ تُنَال ُ مَوَد َّة ٌ ب ِعِتَاب ِ وَق َال َ بَش َّا رُ بْنُ بُرْدٍ<br />
: إذ َا ك ُنْت فِي<br />
ك ُ ل ِّ ال ْأ ُمُور ِ مُعَاتِبًا صَدِ يق َك ل َمْ تَل ْقَ ال َّذِي ل َا تُعَاتِبُهْ وَإ ِن ْ أ َ نْتَ ل َمْ تَشْرَبْ مِرَارً ا عَل َى ال ْق َذ َى ظ َمِئ ْتَ وَ أ َي ُّ ا لن َّا س ِ تَصْف ُو<br />
مَشَار ِبُهْ ف َعِشْ وَاحِدًا أ َوْ صِل ْ أ َخَاك ف َإ ِ ن َّهُ مُق َار ِفُ ذ َنْب ٍ مَر َّة ً وَمُجَان ِبُهْ ث ُ م َّ إن َّ مِنْ حَق ِّ ا ل ْإ ِخْوَانِ أ َن ْ تَغْفِرَ هَ ف ْوَتَهُمْ ، وَتَسْتُرَ<br />
زَ ل َّتَهُمْ ؛ لِأ َن َّ مَنْ رَ امَ بَر ِ يئ ًا مِنْ ال ْهَف َوَاتِ ، سَلِيمًا مِنْ الز َّ ل َّاتِ ، رَ امَ أ َمْرًا مُعْو ِزًا ، وَ اق ْتَرَحَ وَصْف ًا مُعْج ِزًا .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
:<br />
أ َي ُّ عَالِم ٍ ل َا يَهْف ُو ، وَ أ َي ُّ صَار ِم ٍ ل َا يَنْبُو ، وَ أ َي ُّ جَوَ ادٍ ل َا<br />
يَك ْبُو .<br />
وَق َال ُوا : مَنْ حَاوَل َ صَدِ يق ًا يَأ ْمَنُ زَ ل َّتَهُ وَيَدُومُ اغ ْتِبَاط ُهُ ب ِهِ ، ك َان َ ك َضَال ِّ ا لط َّر ِ يق ِ ال َّذِي ل َا يَزْدَ ادُ لِنَف ْسِهِ إتْعَابًا إل َّا ازْدَ ادَ<br />
مِنْ غ َا يَتِهِ بُعْدًا .<br />
وَقِي ل َ لِ خَالِدِ بْن ِ صَف ْوَان َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
أ َي ُّ إخْوَان ِك أ َحَب ُّ إل َيْك ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ غ َف َرَ زَل َلِي ، وَق َط َعَ عِل َلِي ، وَبَل َّغَن ِي أ َمَلِي .<br />
مَا كِدْتُ أ َف ْحَصُ عَنْ أ َخِي ثِق َةٍ إل َّا نَدِمْتُ عَوَ اقِبَ ا ل ْف َ حْص ِ وَأ َنْشَدْت عَنْ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ ضِيَ<br />
: أ ُحِب ُّ مِنْ ال ْإ ِخْوَانِ ك ُ ل َّ مَوَا تِي وَك ُ ل َّ غ َضِيض ِ ا لط َّرْفِ عَنْ عَث َرَاتِي يُوَافِق ُن ِي فِي ك ُ ل ِّ أ َمْر ٍ أ ُر ِ يدُهُ وَيَحْف َظ ُن ِي حَيا<br />
وَ بَعْدَ وَف َاتِي ف َمَنْ لِي ب ِهَذ َا ل َيْتَ أ َن ِّي أ َ صَبْته ف َق َاسَمْته مَا لِي مِنْ ال ْ حَسَنَاتِ تَصَف َّحْت إخْوَان ِي وَك َان َ أ َق َل ُّهُمْ عَل َى ك َث ْرَةِ<br />
ال ْإ ِخْوَانِ أ َهْ ل َ ثِق َا تِي وَ أ َنْشَدَ ث َعْل َبٌ : إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَسْتَق ْلِل ْا ل ْأ َمْرَ ل َمْ تَج ِدْ ب ِك َف َّيْك فِي إدْ بَار ِهِ مُتَعَل ِّق َا إذ َا أ َنْتَ ل َمْ تَتْرُكْ<br />
أ َخَاك وَزَ ل َّة ً إذ َا زَل َّهَا أ َوْشَك ْتُمَا أ َن ْ تَف َر َّق َا وَحَك َى ال ْأ َ صْمَعِي ُّ عَنْ بَعْض ِ ال ْأ َعْرَاب ِ أ َ ن َّهُ ق َال َ : تَنَا سَ مَسَاو ِئَ ال ْإ ِخْوَانِ يَدُمْ<br />
. ل َك وُد ُّهُمْ<br />
وَوَص َّى بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ أ َخًا ل َهُ ف َق َال َ : ك ُنْ لِل ْوُد ِّ حَافِظ ًا وَ إ ِن ْ ل َمْ تَ ج ِدْ مُحَافِظ ًا ، وَ لِل ْ خَ ل ِّ وَاصِل ًا وَ إ ِن ْ ل َمْ تَج ِدْ مُوَاصِل ًا<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ مِنْ إ يَادٍ لِيَز ِ يدَ بْن ِ ا ل ْمُهَل َّب ِ إذ َا ل َمْ تَجَاوَزْ عَنْ أ َخ ٍ عِنْدَ زَ ل َّةٍ ف َل َسْت غ َدًا عَنْ عَث ْرَتِي مُتَ جَاو ِزَ ا وَك َيْفَ<br />
.<br />
:<br />
يُرَج ِّيكَ ا ل ْبَعِيدُ لِنَف ْعِهِ إذ َا ك َان َ عَنْ مَوْ ل َاك خَيْرُك عَاج ِزَا ظ َل َمْت أ َخًا ك َل َّف ْته ف َوْ قَ وُسْعِهِ وَهَ ل ْ ك َانَتْال ْأ َخْل َا قُ إل َّا غ َرَ ائِزَ ا<br />
وَق َال َ أ َبُو مَسْعُودٍ ، ك َاتِب ا لر َّضِي ِّ : ك ُن َّا فِي مَ جْلِس ِ ا لر َّضِي ِّ ف َشَك َا رَجُ ل ٌ مِنْ أ َخِيهِ ، ف َأ َنْشَدَ ا لر َّ ضِي ُّ : ا ُعْذ ُرْ أ َخَاك عَل َى<br />
ذ ُ نُو ب ِهِ وَاسْتُرْ وَغ َط ِّ عَل َى عُيُو ب ِهِ وَاصْب ِرْ عَل َى بَهْتِ ا لس َّفِيهِ وَ لِلز َّمَانِ عَل َى خُط ُو ب ِهِ وَدَ عْ ال ْجَوَابَ تَف َض ُّل ًا وَكِ ل ِ ا لظ َّل ُومَ إل َى<br />
حَسِيب ِهِ وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّال ْ حِل ْمَ عِنْدَا ل ْغَيْظِ<br />
:<br />
أ َحْسَنُ مِنْ رُك ُو ب ِهِ وَحُكِيَ عَنْ ب ِنْتِ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ مُطِيع ٍ أ َن َّهَا ق َال َتْ لِزَوْج ِهَا ط َل ْ حَة َ بْن ِ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ عَوْفٍ ا لز ُّهْر ِي َّ ،<br />
وَك َان َ أ َجْوَدَ ق ُرَيْش ٍ فِي زَمَا ن ِهِ مَا رَأ َيْت ق َوْمًا أ َ ل ْأ َمَ مِنْ إخْوَان ِك ، ق َال َ مَهْ وَلِمَ ذ َلِكَ ؟ ق َا ل َتْ أ َرَاهُمْ إذ َا أ َيْسَرْت<br />
ل َز ِمُوك ، وَإ ِذ َا أ َعْسَرْت تَرَك ُوك .<br />
:<br />
:<br />
ق َال َ هَذ َا وَا َ لل َّهِ مِنْ ك َرَمِه ِمْ ، يَأ ْتُونَنَا فِي حَال ِ ا ل ْق ُو َّةِ ب ِنَا عَل َيْه ِمْ ، وَيَتْرُك ُونَنَا فِي حَال ِ الض َّعْفِ<br />
ف َانْظ ُرْ ك َيْفَ تَأ َو َّل َ ب ِك َرْمِهِ هَذ َا ا لت َّأ ْو ِي ل َ حَت َّى جَعَ ل َ ق َب ِي حَ فِعْلِه ِمْ حَسَنًا ، وَظ َاهِرَ غ َدْر ِهِمْ وَف َاءً<br />
.<br />
ب ِنَا عَنْهُمْ .
:<br />
وَهَذ َا مَحْضُ ا ل ْك َرَم ِ وَ ل ُبَابُ ا ل ْف َضْ ل ِ ، وَ ب ِمِث ْ ل ِ هَذ َا يَل ْزَمُ ذ َو ِيا ل ْف َضْ ل ِ أ َن ْ يَتَأ َو َّ ل ُو ا ال ْهَف َوَاتِ مِنْإخْوَا ن ِه ِمْ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ إذ َا مَا بَدَتْ مِنْ صَاحِب ٍ ل َك زَ ل َّة ٌ ف َك ُنْ أ َ نْتَ مُحْتَال ًا لِزَ ل َّتِهِ عُذ ْرَا أ ُحِب ُّ ال ْف َتَى يَنْفِي ا ل ْف َوَاحِشَ<br />
سَمْعُهُ ك َأ َن َّ ب ِهِ عَنْ ك ُ ل ِّ ف َاحِشَةٍ وَق ْرَا سَلِيمُ دَوَ اعِي الص َّبْر ِ ل َا بَا سِط ٌ أ َذ ًى وَل َامَان ِعٌ خَيْرًا وَل َاق َائِ ل ٌ هَجْرَا وَالد َّاعِي إل َى<br />
هَذ َا ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ شَيْئ َانِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ أ َك ْث َمُ بْنُ صَيْفِي ٍّ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ شَب ِيبُ بْنُ شَيْبَة َ ال ْأ َدِيبُ<br />
: ا لت َّغَاف ُ ل ُ ال ْ حَادِث ُ عَنْ ا ل ْف َطِنَةِ ، وَا لت َّأ َ ل ُّفُ ا لص َّادِرُ عَنْ ا ل ْوَف َاءِ .<br />
وَجَدْت أ َك ْث َرَ أ ُمُور ِ الد ُّنْيَا ل َا تَ جُو زُ إل َّا ب ِالت َّغَاف ُ ِل .<br />
مَنْ شَد َّدَ نَف َّرَ ، وَمَنْ تَرَ اخَى تَأ َ ل َّفَ ، وَ الش َّرَفُ فِي ا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />
: ا ل ْعَاقِ ل ُ هُوَ ا ل ْف َطِنُ ا ل ْمُتَغَافِ ل ُ .<br />
وَق َال َ ا لط َّا ئِي ُّ : ل َيْسَ ا ل ْغَب ِي ُّ ب ِسَي ِّدٍ فِي ق َوْمِهِ ل َكِن َّ سَي ِّدَ ق َوْمِهِ ا ل ْمُتَغَاب ِي وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
:<br />
إن َّ فِي صِ ح َّةِ ا ل ْإ ِخَاءِ مِنْ ا لن َّا س ِ<br />
وَفِي خُل َّةِ ا ل ْوَف َاءِ ل َقِل َّهْ ف َال ْبَسْ ا لن َّا سَ مَا اسْتَط َعْت عَل َى ا لن َّق ْص ِ وَإ ِل َّا ل َمْ تَسْتَقِمْ ل َك خُل َّهْ عِشْ وَحِيدًا إن ْ ك ُنْت ل َا تَق ْبَ ل ُ<br />
ال ْعُذ ْرَ وَ إ ِن ْ ك ُنْت ل َا تَ جَاوَزُ زَل َّهْ مِنْ أ َب ٍ وَ احِدٍ وَ أ ُم ٍّ خُلِق ْنَا غ َيْرَ أ َن َّا فِي ا ل ْمَال ِ أ َوْ ل َادُ عِل َّهْ وَمِم َّا يَتْبَعُ هَذ َا<br />
ا ل ْف َصْ ل َ تَأ َ ل ُّفُ ال ْأ َعْدَاءِ ب ِمَا يُنْئِيه ِمْ عَنْ ال ْبَغْضَاءِ وَ يَعْطِف ُهُمْ عَل َى ا ل ْمَ حَب َّةِ .<br />
وَذ َ لِكَ ق َدْ يَك ُون ُ ب ِصُنُوفٍ مِنْ ال ْب ِر ِّ وَيَ خْتَلِفُ ب ِسَبَب ِ اخْتِل َافِا ل ْأ َحْوَال ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ مِنْ سِمَاتِا ل ْف َضْ ل ِ وَشُرُوطِ الس ُّؤْدُدِ ، ف َإ ِ ن َّهُ مَا أ َحَدٌ يَعْدَمُ عَدُوا وَل َا يَف ْقِدُ حَاسِدًا .<br />
وَ ب ِحَسَب ِ ق َدْر ِ ا لن ِّعْمَةِ تَك ْث ُرُ ال ْأ َعْدَاءُ وَا ل ْحَسَدَة ُ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ : وَ ل َنْ تَسْتَب ِينَ ا لد َّهْرَ مَوْقِعَ ن ِعْمَةٍ إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَدْل ُل ْ<br />
عَل َيْهَا ب ِ حَاسِدِ ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ تَأ َل ُّفَ ال ْأ َعْدَاءِ مَعَ وُف ُور ِ ا لن ِّعْمَةِ وَظ ُهُور ِ ا ل ْ حَسَدَةِ ، تَوَ ال َى عَل َيْهِ مِنْ مَك ْر ِ حَلِيمِه ِمْ ، وَ بَادِرَةِ<br />
سَفِيه ِه ِمْ ، مَا تَصِيرُ ب ِهِ الن ِّعْمَة ُ غ َرَ امًا وَا لز َّعَامَة ُ مَل َامًا .<br />
وَرَوَى ا بْنُ ا ل ْمُسَي ِّب ِ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ<br />
ا ل ْإ ِيمَانِ ب ِا َ لل َّهِ تَعَال َى ا لت َّوَد ُّدُ إل َى الن َّا س ِ<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ ، لِا بْن ِهِ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى الل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
:<br />
. {<br />
وَل َا تَسْتَقِ ل َّ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك عَ دُو ٌّ وَا حِ دٌ ، ف َال ْوَاحِدُ ك َثِيرٌ .<br />
ل َا تَسْتَك ْثِرْ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك أ َ ل ْفُ صَدِ يق ٍ ، ف َال ْأ َل ْفُ ق َلِي ل ٌ .<br />
} رَأ ْ سُ ا ل ْعَق ْ ل ِ بَعْدَ<br />
ف َنَظ َّمَ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : ف َك َث ِّرْ مِنْ ال ْإ ِخْوَانِ مَا اسْتَط َعْت إن َّهُمْ بُط ُون ٌ إذ َا اسْتَنْجَدْتَهُمْ وَظ ُهُو رُ وَ ل َيْسَ ك َثِيرًا<br />
أ َ ل ْفُ خِ ل ٍّ وَصَاحِب ٍ وَ إ ِن َّ عَدُوا وَاحِدًا ل َك َثِيرُ وَقِي ل َ لِعَبْدِ ا ل ْمَلِكِ بْن ِ مَرْوَ ان َ<br />
ا لر ِّجَال ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَا أ َف َدْت فِي مِل ْكِك هَذ َا ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مِنْ عَل َامَةِ ال ْإ ِق ْبَال ِ ا صْطِنَا عُ ا لر ِّجَال ِ .<br />
مَوَد َّة َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ اسْتَصْل َ حَ عَدُو َّهُ زَ ادَ فِي عَدَدِهِ ، وَمَنْ اسْتَف ْسَدَ صَدِ يق َهُ نَق َصَ مِنْ عَدَدِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : ا ل ْعَجَبُ مِم َّنْ يَط ْرَحُ عَاقِل ًا ك َافِيًا لِمَا يُضْمِرُهُ مِنْ عَدَ اوَ تِهِ ، وَيَصْط َن ِعُ عَاج ِزًا جَاهِل ًا لِمَا يُظ ْه ِرُهُ مِنْ<br />
مَ حَب َّتِهِ ، وَهُوَ ق َادِ رٌ عَل َىاسْتِصْل َاح ِ مَنْ يُعَادِ يهِ ب ِ حُسْن ِ صَنَا ئِعِهِ وَأ َ يَادِ يهِ .<br />
وَ أ َنْشَدَ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ الز ُّ بَيْر ِ ث َل َا ث َة َ أ َ بْيَاتٍ جَامِعَة ً لِك ُ ل ِّ مَا ق َا ل َتْهُ ا ل ْعَرَبُ ، وَهِيَ لِل ْأ َف ْوَهِ وَ اسْمُهُ صَل َاءَة ُ بْنُ عَمْر ٍو حَيْث ُ يَق ُول ُ<br />
: بَل َوْتُ الن َّا سَ ق َرْنًا بَعْدَ ق َرْنٍ ف َل َمْ أ َرَ غ َيْرَ خَت َّال ٍ وَق َالِي وَذ ُق ْتُ مَرَارَة َ ال ْأ َشْيَاءِ جَمْعًا ف َمَا ط َعْ مٌ أ َمَر ُّ مِنْ الس ُّؤَال ِ وَ ل َمْ أ َرَ فِي<br />
ال ْ خُط ُوب ِ أ َشَد َّ هَوْل ًا وَأ َ صْعَبَ مِنْ مُعَادَاةِ الر ِّجَال ِ وَق َال َ ال ْق َاضِي الت َّنُوخِي ُّ : إ ل ْقَ ا ل ْعَ دُو َّ ب ِوَجْهٍ ل َا ق ُط ُوبَ ب ِهِ يَك َادُ يَق ْط ُرُ<br />
مِنْ مَاءِ ا ل ْبَشَاشَاتِ ف َأ َحْزَمُ ا لن َّا س ِ مَنْ يَل ْق َى أ َعَادِ يهِ فِي ج ِسْم ِ حِق ْدٍ وَ ث َوْب ٍ مِنْ مَوَد َّ اتِ ا لر ِّف ْقُ يُمْنٌ وَخَيْرُ ا ل ْق َوْل ِ أ َصْدَق ُهُ<br />
وَك َث ْرَة ُ ا ل ْمَزْح ِ مِف ْتَاحُ ا ل ْعَدَ اوَ اتِ وَأ َنْشَدْت عَنْ ا لر َّب ِيع ِ ، لِلش َّافِعِي ِّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ل َم َّا عَف َوْتُ وَ ل َمْ أ َحْقِدْ عَل َى أ َحَدٍ<br />
:
أ َرَحْتُ نَف ْسِي مِنْ هَ م ِّ ا ل ْعَدَ اوَ اتِ إن ِّي أ ُحَي ِّي عَدُو ِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ لِأ َدْف َعَ ا لش َّر َّ عَن ِّي ب ِالت َّحِي َّاتِ وَ أ ُظ ْه ِرُ ال ْب ِشْرَ لِل ْإ ِنْسَانِ أ َ بْغَضُهُ<br />
ك َأ َن َّمَا ق َدْ حَشَى ق َل ْب ِي مَ حَب َّاتِ ا لن َّا سُ دَ اءٌ دَوَ اءُ ا لن َّا س ِ ق ُرْ بُهُمْ وَفِي اعْتِزَا لِه ِمْ ق َط ْعُ ال ْمَوَد َّاتِ وَل َيْسَ - وَ إ ِن ْ ك َان َ ب ِتَأ َ ل ُّفِ<br />
ال ْأ َعْدَ اءِ مَأ ْمُورًا ، وَإ ِل َى مُق َار ِ بَتِه ِمْ مَنْدُوبًا - يَنْبَغِي أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمْ رَاكِنًا ، وَ ب ِه ِمْ وَاثِق ًا ، بَل ْ يَك ُون َ مِنْهُمْ عَل َى حَذ َر ٍ ،<br />
وَمِنْ مَك ْر ِهِمْ عَل َى تَحَر ُّز ٍ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْعَدَ اوَة َ إذ َااسْتَحْك َمَتْ فِي ا لط ِّبَا ع ِ صَارَتْ<br />
ط َبْعًا ل َا يَسْتَحِيل ُ ، وَج ِب ِل َّة ً ل َا تَزُول ُ .<br />
وَإ ِن َّمَا يُسْتَك ْف َى ب ِا لت َّأ َ ل ُّفِ إظ ْهَارُهَا ،وَ يُسْتَدْف َعُ ب ِهِ أ َ ضْرَ ارُهَا ، ك َا لن َّار ِيُسْتَدْف َعُ ب ِا ل ْمَاءِ إحْرَاق ُهَا ، وَ يُسْتَف َادُ ب ِهِ إنْضَاجُهَا ،<br />
وَ إ ِن ْ ك َانَتْ مُ حْر ِق َة ً ب ِط َبْع ٍ ل َا يَزُول ُ وَجَوْهَر ٍ ل َا يَتَغَي َّرُ .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
ا لن ِّضَاجَ وَط َبْعُهَاا ل ْإ ِحْرَاقُ<br />
وَإ ِذ َا عَجَزْت عَنْ ا ل ْعَ دُو ِّ ف َدَ ار ِهِ وَامْزَحْ ل َهُ إن َّ ا ل ْمِزَاحَ و ِف َا قُ ف َالن َّارُ ب ِا ل ْمَاءِ ال َّذِي هُوَ ضِد ُّهَا تُعْطِي<br />
ا ل ْب ِر ُّ ف َصْ ل ٌ : وَ أ َم َّا ا ل ْب ِر ُّ ، وَهُوَ ال ْ خَامِسُ مِنْ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ ف َلِأ َ ن َّهُ يُوصِ ل ُ إل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ أ َ ل ْط َاف ًا ، وَ يُث ْن ِيهَا مَحَب َّة ً وَ ا نْعِط َاف ًا<br />
وَ لِذ َ لِكَ نَدَبَ ا لل َّهُ تَعَا ل َى إل َى ا لت َّعَاوُنِ ب ِهِ وَق َرَ نَهُ ب ِالت َّق ْوَى ل َهُ ف َق َال َ } وَ تَعَاوَنُوا عَل َىا ل ْب ِر ِّ وَالت َّق ْوَى لِأ َن َّ فِي الت َّق ْوَى<br />
ر ِضَى ا لل َّهِ تَعَال َى ، وَفِي ال ْب ِر ِّ ر ِضَى ا لن َّا س ِ .<br />
.<br />
{<br />
:<br />
.<br />
وَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ ر ِضَى ا لل َّهِ تَعَال َى وَر ِضَى ا لن َّا س ِ ف َق َدْ تَم َّتْ سَعَادَ تُهُ وَعَم َّتْ ن ِعْمَتُهُ .<br />
وَرَوَىا ل ْأ َعْمَشُ عَنْ خَيْث َمَة َ عَنْ ا بْن ِ مَسْعُودٍ ق َال َ : سَمِعْت رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ يَق ُول ُ : } جُب ِل َتْ<br />
ا ل ْق ُل ُوبُ عَل َى حُب ِّ مَنْ أ َحْسَنَ إل َيْهَا ، وَ بُغْض ِ مَنْ أ َسَاءَ إل َيْهَا { .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى دَاوُد -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ<br />
يُ حِب ُّون َ إل َّا مَنْ أ َحْسَنَ إل َيْه ِمْ<br />
- : ذ َك ِّرْ عِبَادِي إحْسَان ِي إل َيْه ِمْ لِيُ حِب ُّو ن ِي ف َإ ِ ن َّهُمْ ل َا<br />
وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ال ْحَسَن ِ ا ل ْهَاشِمِي ُّ : ا لن َّا سُ ك ُل ُّهُمْ عِيَال ُ ا لل َّهِ تَحْتَ ظِل َا لِهِ ف َأ َحَب ُّهُمْ ط ُرا إل َيْهِ أ َبَر ُّهُمْ لِعِيَا لِهِ وَال ْب ِر ُّ نَوْعَانِ<br />
صِل َة ٌ وَمَعْرُوفٌ .<br />
ف َأ َم َّا ا لص ِّل َة ُ ف َه ِيَ ا لت َّبَر ُّ عُ ب ِبَذ ْل ِ ا ل ْمَال ِ فِي ال ْ ج ِهَاتِ ا ل ْمَ حْمُودَةِ لِغَيْر ِ عِوَض ٍ مَط ْل ُوب ٍ .<br />
:<br />
:<br />
وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ سَمَاحَة ُ ا لن َّف ْس ِ وَسَخَاؤُهَا ، وَ يَمْنَعُ مِنْهُ شُح ُّهَا وَ إ ِبَاؤُهَا .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَمَنْ يُو قَ شُ ح َّ نَف ْسِهِ ف َأ ُو ل َئِكَ هُمْا ل ْمُف ْلِ حُون َ<br />
{<br />
:<br />
وَرَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ إ بْرَ اهِيمَ الت َّيْمِي ُّ ، عَنْ عُرْوَة َ بْن ِ<br />
ا لز ُّ بَيْر ِ ، عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ا لس َّخِي ُّ ق َر ِ يبٌ مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ، ق َر ِ يبٌ مِنْ ال ْ جَن َّةِ ، ق َر ِيبٌ مِنْ<br />
ا لن َّا س ِ ، بَعِي دٌ مِنْ ا لن َّار ِ ، وَال ْبَخِيل ُ بَعِي دٌ مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ، بَعِي دٌ مِنْ ال ْ جَن َّةِ ، بَعِي دٌ مِنْ الن َّا س ِ ،ق َر ِ يبٌ مِنْ ا لن َّار ِ<br />
. {<br />
}<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ لِعَدِي ِّ بْن ِ حَا تِم ٍ<br />
} وَ بَل َغَهُ صَل َّى<br />
:<br />
ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَنْ ا لز ُّ بَيْر ِإمْسَاكٌ ف َجَذ َبَ عِمَامَتَهُ إل َيْهِ وَق َال َ<br />
أ ُنْفِقْ عَل َيْك وَل َا تُوكِ ف َأ ُوكِ عَل َيْك<br />
رَف َعَ ا لل َّهُ عَنْ أ َ ب ِيك ا ل ْعَذ َابَ الش َّدِ يدَ لِسَ خَا ئِهِ<br />
. {<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
وَرَوَى أ َبُو الد َّرْدَ اءِ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
: ا لل َّهُ م َّ أ َعْطِ مُنْفِق ًا خَل ْف ًا وَمُمْسِك ًا تَل َف ًا { .<br />
وَ أ َ نْزَل َ فِي ذ َلِكَ ا ل ْق ُرْآن َ<br />
يَا زُ بَيْرُ أ َنَا رَسُول ُ ا لل َّهِ إل َيْك وَإ ِل َى غ َيْر ِك يَق ُول ُ أ َنْفِقْ<br />
} :<br />
} :<br />
مَا مِنْ يَوْم ٍ غ َرَبَتْ فِيهِ شَمْسُهُ إل َّا وَمَل َك َانِ يُنَادِيَانِ<br />
ف َأ َم َّا مَنْ أ َعْط َى وَات َّق َى وَصَد َّ قَ ب ِال ْحُسْنَى ف َسَنُيَس ِّرُهُ لِل ْيُسْرَى وَأ َم َّا مَنْ بَخِ ل َ وَاسْتَغْنَى<br />
وَك َذ َّبَ ب ِال ْحُسْنَى ف َسَنُيَس ِّرُهُ لِل ْعُسْرَى {<br />
.<br />
ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا يَعْن ِي مَنْ أ َعْط َى فِيمَا أ ُمِرَ وَات َّق َى فِيمَا حُظِرَ وَصَد َّ قَ ب ِال ْحُسْنَى يَعْن ِي ب ِال ْ خَل َفِ مِنْ عَط َا ئِهِ
.<br />
ف َعِنْدَ هَذ َا ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا : ل َسَادَ اتُ ا لن َّا س ِ : فِي الد ُّنْيَاا ل ْأ َسْ خِيَاءُ وَفِي ا ل ْآخِرَةِ ال ْأ َتْقِيَاءُ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْ جُودُ عَنْ مَوْجُودٍ .<br />
وَقِي ل َ فِي ا ل ْمَث ْ ل ِ<br />
: سُؤْدُدٌ ب ِل َا جُودٍ ، ك َمَلِكٍ ب ِل َا جُنُودٍ .<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ :ا ل ْ جُودُ حَار ِ سُ ا ل ْأ َعْرَاض ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَنْ جَادَ سَادَ ، وَمَنْ أ َ ضْعَفَ ازْدَادَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
: جُودُ الر َّجُ ل ِ يُ حَب ِّبُهُ إل َى أ َضْدَادِهِ ، وَبُ خْل ُهُ يُبَغ ِّضُهُ إل َى أ َوْل َادِهِ .<br />
: خَيْرُا ل ْأ َمْوَال ِ مَا اسْتَرَ ق َّ حُرا ، وَخَيْرُ ال ْأ َعْمَال ِ مَا اسْتَ حَق َّ شُك ْرًا .<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ : وَ يُظ ْه ِرُ عَيْبَا ل ْمَرْءِ فِي الن َّا س ِ بُ خْل ُهُ وَ يَسْتُرهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا سَ خَاؤُهُ تَغَط َّ ب ِأ َث ْوَاب ِ<br />
ا لس َّ خَاءِ ف َإ ِن َّن ِي أ َرَى ك ُ ل َّ عَيْب ٍ ف َا لس َّ خَاءُ غِط َاؤُهُ وَحَد ُّ الس َّخَاءِ بَذ ْل ُ مَا يُحْتَاجُ إ ل َيْهِ عِنْدَ ال ْحَاجَةِ ، وَ أ َن ْ يُو صَ ل َ إل َى<br />
مُسْتَ حِق ِّهِ ب ِق َدْر ِ ا لط َّاق َةِ وَ تَدْ ب ِيرُ ذ َلِكَ مُسْتَصْعَبٌ ، وَ ل َعَ ل َّ بَعْضَ مَنْ يُ حِب ُّ أ َن ْ يُنْسَبَ إل َى ال ْك َرَم ِ يُنْكِرُ حَ د َّ ا لس َّ خَاءِ ،<br />
وَ يَ جْعَ ل ُ تَق ْدِ يرَ ا ل ْعَطِي َّةِ فِيهِ نَوْعًا مِنْ ال ْبُخْ ِل<br />
، وَ أ َن َّ ال ْ جُودَ بَذ ْل ُ ا ل ْمَوْجُودِ ، وَهَذ َا تَك َل ُّفٌ يُف ْضِي إل َى ال ْ جَهْ ل ِ ب ِ حُدُودِ ا ل ْف َضَائِ ل ِ .<br />
وَ ل َوْ ك َان َ ال ْ جُودُ بَذ ْل ُ ا ل ْمَوْجُودِ ل َمَا ك َان َ لِلس َّرَفِ مَوْ ضِعٌ وَل َا لِلت َّبْذِير ِ مَوْقِ ٌع<br />
.<br />
وَق َدْ وَرَدَ ال ْكِتَابُ ب ِذ َم ِّه ِمَا وَجَاءَتْ الس ُّن َّة ُ ب ِا لن َّهْي ِ عَنْهُمَا .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا لس َّ خَاءُ مَحْدُودًا ف َمَنْ وَق َفَ عَل َى حَد ِّهِ سُم ِّيَ ك َر ِيمًا وَك َان َ لِل ْ حَمْدِ مُسْتَحِقًّا ، وَمَنْ ق َصُرَ عَنْهُ بَ خِيل ًا وَك َان َ<br />
لِل ذ َّم ِّ مُسْتَوْج ِبًا .<br />
} :<br />
{<br />
وَل َا يَ حْسَبَن َّ ال َّذِ ينَ يَبْ خَل ُون َ ب ِمَا آتَاهُمْ ا لل َّهُ مِنْ ف َضْلِهِ هُوَ خَيْرًا ل َهُمْ بَل ْ هُوَ شَر ٌّ ل َهُمْ سَيُط َو َّق ُون َ<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } أ َق ْسَمَ ا لل َّهُ ب ِعِز َّ تِهِ ل َا يُجَاو ِ رُهُبَ خِي ل ٌ { .<br />
مَا بَ خِل ُو ا ب ِهِ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } ط َعَامُ ال ْ جَوَ ادِ دَوَ اءٌ ، وَط َعَامُ ا ل ْبَ خِي ل ِ دَ اءٌ<br />
. {<br />
}<br />
وَسَمِعَ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ رَجُل ًا يَق ُول ُ : ا لش َّ حِي حُ أ َعْذ َرُ مِنْ ا لظ َّا لِم ِ ، ف َق َال َ<br />
ا لظ َّا لِمَ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ :ا ل ْبُ خْ ل ُ ج ِل ْبَابُا ل ْمَسْك َنَةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
ال ْبَخِيل ُ ل َيْسَ ل َهُ خَلِي ل ٌ .<br />
ال ْبَخِيل ُ حَار ِ سُ ن ِعْمَتِهِ ، وَخَاز ِن ُ وَرَ ث َتِهِ .<br />
ل َعَنَ ا لل َّهُ الش َّ حِي حَ وَ ل َعَنَ<br />
إذ َا ك ُنْت جَم َّاعًا لِمَا لِكَ مُمْسِك ًا ف َأ َنْتَ عَل َيْهِ خَا ز ِن ٌ وَ أ َمِينُ تُؤَد ِّ يهِ مَذ ْمُومًا إل َى غ َيْر ِ حَامِدٍ ف َيَأ ْك ُل ُهُ<br />
عَف ْوًا وَ أ َ نْتَ دَفِينُ وَ تَظ َاهَرَ بَعْضُ ذ َو ِي الن َّبَاهَةِ ب ِ حُب ِّ ا لث َّنَاءِ مَعَ إمْسَاكٍ فِيهِ ، ف َق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
أ َرَ اك تُؤَم ِّ ل ُ حُسْنَ :<br />
ا لث َّنَا وَ ل َمْ يَرْزُقْ ا لل َّهُ ذ َ اكَ ا ل ْبَ خِيل َا وَك َيْفَ يَسُودُ أ َخُو ب ِط ْنَةٍ يَمُن ُّ ك َثِيرًا وَيُعْطِي ق َلِيل ًا وَق َدْ بَي َّن َّا حُب َّ الث َّنَاءِ وَحُب َّ ا ل ْمَال ِ ،<br />
لِأ َن َّ الث َّنَاءَ يَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْبَذ ْل ِ وَحُب َّ ا ل ْمَال ِ يَمْنَعُ مِنْهُ ، ف َإ ِن ْ ظ َهَرَا ك َان َ حُب ُّ ا لث َّنَاءِ ك َاذِبًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
: جَمَعْت<br />
أ َمْرَ يْن ِ ضَا عَ ال ْحَزْمُ بَيْنَهُمَا تِيهُ ا ل ْمُل ُوكِ وَ أ َخْل َا قُ ا ل ْمَمَا لِيكِ أ َرَدْت شُك ْرًا ب ِل َا ب ِر ٍّ وَل َا صِل َةٍ ل َق َدْ سَل َك ْت ط َر ِ يق ًا غ َيْرَ مَسْل ُوكِ<br />
ظ َنَنْت عِرْضَك ل َمْ يُق ْرَعْ ب ِق َار ِعَةٍ وَمَا أ َرَ اك عَل َى حَال ٍ ب ِمَتْرُوكِ ل َئِنْ سَبَق ْتَ إل َى مَال ٍ حَظِيتَ ب ِهِ ف َمَا سَبَق ْتَ إل َى شَيْءٍ
سِوَى ا لن ُّوكِ وَق َدْ يَ حْدُث ُ عَنْ ال ْبُخْل ِ مِنْ ا ل ْأ َخْل َا ق ِا ل ْمَذ ْمُومَةِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ذ َر ِ يعَة ً إل َى ك ُ ل ِّ مَذ َم َّةٍ ، أ َرْ بَعَة ُ أ َخْل َا ق ٍ نَاهِيكَ<br />
ب ِهَا ذ َما وَهِيَ : ال ْحِرْصُ وَا لش َّرَهُ وَسُوءُ ا لظ َّن ِّ وَمَنْعُ ال ْ حُق ُو ق ِ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْحِرْصُ ف َهُوَ شِد َّة ُ ال ْك َدْح ِ وَال ْإ ِسْرَافِ فِي ا لط َّل َب ِ .<br />
وَأ َم َّا الش َّرَهُ ف َهُوَاسْتِق ْل َال ُ ال ْكِف َا يَةِ ، وَالِاسْتِك ْث َارُ لِغَيْر ِ حَاجَةٍ ، وَهَذ َا ف َرْ قُ مَا بَيْنَ ال ْ حِرْص ِ وَا لش َّرَهِ .<br />
وَق َدْ رَوَى ا ل ْعَل َاءُ بْنُ جَر ِ ير ٍ عَنْ أ َب ِيهِ عَنْ سَا لِم ِ بْن ِ مَسْرُو ق ٍ ق َال َ<br />
يَجْز ِ يهِ مِنْ ا ل ْعَيْش ِ مَا يَك ْفِيهِ ل َمْ يَ ج ِدْ مَا عَا شَ مَا يُغْن ِيهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا لش َّرَهُ مِنْ غ َرَ ا ئِز ِ ا لل ُّؤْم ِ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
. {<br />
.<br />
وَأ َم َّا سُوءُ ا لظ َّن ِّ ف َهُوَ عَدَمُ الث ِّق َةِ ب ِمَنْ هُوَ ل َهَاأ َهْ ل ٌ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ ب ِال ْ خَا لِق ِ ك َان َ شَكًّا يَئ ُول ُ إ ل َى ضَل َال ٍ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
مَنْ ل َا<br />
ب ِا ل ْمَ خْل ُو ق ِ ك َان َ اسْتِ خَا نَة ً يَصِيرُ ب ِهَا مُخْتَانًا وَخَو َّا نًا ، لِأ َن َّ ظ َن َّ ال ْإ ِنْسَانِ ب ِغَيْر ِهِ ب ِحَسَب ِ مَا يَرَ اهُ مِنْ نَف ْسِهِ ، ف َإ ِن ْ وَجَدَ فِيهَا<br />
خَيْرًا ظ َن َّهُ فِي غ َيْر ِهِ ، وَ إ ِن ْ رَأ َى فِيهَا سُوءًا اعْتَق َدَهُ فِي الن َّا س ِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي ا ل ْمَث َ ل ِ ك ُ ل ُّ إ نَاءٍ يَنْضَ حُ ب ِمَا فِيهِ<br />
.<br />
ف َإ ِن ْ قِي ل َ ق َدْ تَق َد َّمَ مِنْ ق َوْل ِ ال ْ حُك َمَاءِ أ َن َّال ْ حَزْمَ سُوءُ ا لظ َّن ِّ قِي ل َ تَأ ْو ِ يل ُهُ قِل َّة ُ الِاسْتِرْسَا ِل إل َيْه ِمْ ل َا اعْتِق َادُ ا لس ُّوءِ فِيه ِمْ .<br />
وَأ َم َّا مَنْعُ ا ل ْ حُق ُو ق ِ ف َإ ِن َّ نَف ْسَ ال ْبَخِيل ِ ل َا تَسْمَ حُ ب ِفِرَ ا ق ِ مَحْبُوب ِهَا .<br />
وَل َا تَنْق َادُ إل َى تَرْكِ مَط ْل ُوب ِهَا ، ف َل َا تُذ ْعِنُ لِ حَق ٍّ وَل َا تُ ج ِيبُ إل َى إنْصَافٍ .<br />
وَإ ِذ َا آل َ ال ْبَخِيل ُ إل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ هَذِهِا ل ْأ َخْل َا ق ِا ل ْمَذ ْمُومَةِ ، وَا لش ِّيَم ِ<br />
ا لل َّئِيمَةِ ، ل َمْ يَبْقَ مَعَهُ خَيْرٌمَرْ جُو ٌّ وَل َا صَل َا حٌمَأ ْمُو ل ٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ } ق َال َ لِل ْأ َنْصَار ِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ سَي ِّدك ُمْ ؟ ق َال ُوا<br />
: ال ْ حُر ُّ بْنُ ق َيْس ٍ عَل َى بُخْ ل ٍ فِيهِ .<br />
ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : وَ أ َي ُّ دَ اءٍ أ َدْوَ أ ُ مِنْ ال ْبُخْل ِ ؟ ق َال ُوا : وَك َيْفَ ذ َاكَ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ؟ ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ<br />
وَسَل َّمَ إن َّ ق َوْمًا نَزَ ل ُو ا ب ِسَاحِ ل ِا ل ْبَ حْر ِ ف َك َر ِهُو ا لِبُ خْلِه ِمْ نُزُول ُ ا ل ْأ َ ضْيَافِ ب ِه ِمْ ، ف َق َال ُوا : ل َيَبْعُد ا لر ِّجَال ُ مِن َّا عَنْ ا لن ِّسَاءِ<br />
حَت َّى يَعْتَذِرَ الر ِّجَال ُ إل َىا ل ْأ َ ضْيَافِ ب ِبُعْدِ ا لن ِّسَاءِ ، وَ تَعْتَذِرُ ا لن ِّسَاءُ ب ِبُعْدِ الر ِّجَال ِ ، ف َف َعَل ُو ا وَط َال َ ذ َ لِكَ ب ِه ِمْ ف َاشْتَغَ ل َ<br />
ا لر ِّجَال ُ ب ِالر ِّجَال ِ وَا لن ِّسَاءُ ب ِالن ِّسَاِء<br />
. {<br />
} :<br />
وَأ َم َّا الس َّرَفُ وَالت َّبْذِيرُ ف َإ ِن َّ مَنْ زَ ادَ عَل َى حَ د ِّ الس َّخَاءِ ف َهُوَمُ سْر ِفٌ وَمُبَذ ِّرٌ ، وَهُوَ ب ِال ذ َّم ِّ جَدِ يرٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَل َا تُسْر ِف ُو ا إ ن َّهُ ل َا يُحِب ُّ ا ل ْمُسْر ِفِينَ وَرُو ِيَ عَنْ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَا<br />
عَال َ مَنْ اق ْتَصَدَ {<br />
{<br />
.<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ل َا خَيْرَ فِي ا لس َّرَفِ وَل َا سَرَفَ فِيا ل ْخَيْر ِ .<br />
: صِد ِّ يقُ ا لر َّجُ ل ِ ق َصْدُهُ ، وَسَرَف ُهُ عَدُو ُّهُ .<br />
ل َا ك َثِيرَ مَعَ إسْرَ افٍ وَل َا ق َلِي ل َ مَعَ احْتِرَ افٍ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ الس َّرَفَ وَالت َّبْذِيرَ ق َدْ يَف ْتَر ِ قُ مَعْنَاهُمَا .<br />
ف َا لس َّرَفُ هُوَ ال ْجَهْل ُ ب ِمَق َادِير ِ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَا لت َّبْذِ يرُ<br />
:<br />
هُوَ ال ْجَهْل ُ ب ِمَوَ اقِع ِ ا ل ْ حُق ُو ق ِ .<br />
وَكِل َاهُمَامَ ذ ْمُومٌ ، وَذ َم ُّ الت َّبْذِير ِ أ َعْظ َمُ ؛ لِأ َن َّا ل ْمُسْر ِفَ يُ خْطِئ ُ فِي ا لز ِّ يَادَةِ ، وَا ل ْمُبَذ ِّ رُ يُ خْطِئ ُ فِيال ْ جَهْ ل ِ .<br />
وَمَنْ جَه ِ ل َ مَوَ اقِعَ ال ْ حُق ُو ق ِ وَمَق َادِيرَهَا ب ِمَا لِهِ وَأ َخْط َأ َهَا ، ف َهُوَ ك َمَنْ جَه ِل َهَا ب ِفِعَا لِهِ ف َتَعَد َّ اهَا وَك َمَا أ َ ن َّهُ ب ِتَبْذِ ير ِهِ ق َدْ يَضَعُ<br />
ا لش َّيْءَ فِي غ َيْر ِ مَوْ ضِعِهِ ، ف َهَك َذ َا ق َدْ يُعْدَل ُ ب ِهِ عَنْ مَوْ ضِعِهِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ أ َق َ ل ُّ مِنْ أ َن ْ
يُوضَعَ فِي ك ُ ل ِّ مَوْضِع ٍ مِنْ حَق ٍّ وَغ َيْر ِ حَق ٍّ .<br />
وَق َدْ ق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: ك ُ ل ّ سَرَفٍ ف َب ِإ ِزَا ئِهِ حَق ٌّ مُ ضَي َّعٌ .<br />
: ا ل ْ خَط َأ ُ فِي إعْط َاءِ مَا ل َا يَنْبَغِي وَمَنْعُ مَا يَنْبَغِي وَا حِ دٌ .<br />
وَق َال َ سُف ْيَان ُا لث َّوْ ر ِي ُّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ال ْ حَل َال ُ ل َا يَ حْتَمِ ل ُ ا لس َّرَفَ ، وَ ل َيْسَ يَتِم ُّ ا لس َّ خَاءُ ب ِبَذ ْل ِ مَا فِي يَدِهِ حَت َّى تَسْ خُوَ<br />
.<br />
:<br />
ق َال َ<br />
نَف ْسُهُ عَم َّا ب ِيَدِ غ َيْر ِهِ ف َل َا يَمِي ل ُ إل َى ط َل َب ٍ وَل َا يَك ُف ُّ عَنْ بَذ ْل ٍ<br />
وَق َدْ حُكِيَ أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى إبْرَاهِيمَ ال ْ خَلِي ل ِ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ - : أ َتَدْر ِي لِمَ ات َّخَذ ْتُك خَلِيل ًا ؟ ق َال َ<br />
ل َا يَا رَب ِّ .<br />
:<br />
لِأ َن ِّي رَأ َيْتُك تُ حِب ُّ أ َن ْ تُعْطِيَ وَل َا تُحِب ُّ أ َن ْ تَأ ْخُذ َ .<br />
وَرَوَى سَهْ ل ُ بْن سَعْدٍ الس َّاعِدِيّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ<br />
ا لل َّهِ مُرْن ِي ب ِعَمَ ل ٍ يُحِب ُّن ِي ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَيُحِب ُّن ِي ا لن َّا سُ .<br />
ف َق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
:<br />
أ َتَى رَ جُ ل ٌ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ<br />
ازْهَدْ فِي الد ُّنْيَا يُحِب ُّك ا لل َّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أ َيْدِي ا لن َّا س ِ يُحِب ُّك ا لن َّا سُ { .<br />
وَق َال َ أ َ ي ُّوبُ الس ِّخْتِيَان ِي ُّ<br />
وَقِي ل َ لِسُف ْيَان َ مَا الز ُّهْدُ فِي الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ<br />
وَك َتَبَ كِسْرَى إل َى ا بْن ِهِ هُرْمُزَ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
.<br />
: يَا رَسُول َ<br />
: ل َا يَنْبُ ل ُ ا لر َّجُ ل ُ حَت َّى يَك ُون َ فِيهِ خَصْل َتَانِ : ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ أ َمْوَ ال ِ ا لن َّا س ِ ، وَ ا لت َّ جَاوُ زُ عَنْهُمْ .<br />
الز ُّهْدُ فِي ا لن َّا س ِ .<br />
يَا بُنَي َّ اسْتَقِ ل َّ ال ْك َثِيرَ مِم َّا تُعْطِي ، وَاسْتَك ْثِرْ ا ل ْق َلِي ل َ مِم َّا تَأ ْخُذ ُ ، ف َإ ِن َّ ق ُر َّة َ عُيُونِ ا ل ْكِرَام ِ<br />
فِي ال ْإ ِعْط َاءِ وَسُرُورَ ا لل ِّئ َام ِ فِي ا ل ْأ َخْذِ ، وَل َا تَعُ د َّ الش َّحِي حَ أ َمِينًا وَل َا ال ْك َذ َّ ابَ حُرا ف َإ ِ ن َّهُ ل َا عِف َّة َ مَعَ الش ُّ ح ِّ وَل َا مُرُوءَة َ مَعَ<br />
ال ْك َذِب ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا لس َّ خَاءُ سَ خَاءَ انِ<br />
: أ َشْرَف ُهُمَا سَ خَاؤُك عَم َّا ب ِيَدِ غ َيْر ِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : الس َّ خَاءُ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِمَالِك مُتَبَر ِّعًا وَعَنْ مَال ِ غ َيْر ِك مُتَوَر ِّعًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لص ُّل َ حَاءِ :ا ل ْ جُودُ غ َا يَة ُ الز ُّهْدِ ، وَا لز ُّهْدُ غ َا يَة ُ ا ل ْ جُودِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا ل َمْ تَك ُنْ نَف ْسُ ا لش َّر ِ يفِ شَر ِ يف َة ً وَ إ ِن ْ ك َان َ ذ َا ق َدْر ٍ ف َل َيْسَ ل َهُ شَرَفُ<br />
وَال ْبَذ ْل ُ عَل َى وَجْهَيْن ِ أ َحَدُهُمَا مَا ا بْتَدَ أ َ ب ِهِ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ غ َيْر ِ سُؤَ ال ٍ ، وَالث َّان ِي مَا ك َان َ عَنْ ط َل َب ٍ وَسُؤَ ال ٍ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُبْتَدِئُ ب ِهِ ف َهُوَ أ َط ْبَعُهُمَا سَ خَاءً ، وَأ َشْرَف ُهُمَا عَط َاءً<br />
وَسُئِ ل َ عَلِي ٌّ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ - عَنْ ا لس َّ خَاءِ ف َق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
: أ َجَ ل ُّ ا لن َّوَ ال ِ مَا وُ صَ ل َ ق َبْ ل َ الس ُّؤَال ِ .<br />
ا لن َّوْ عُ مِنْ ا ل ْبَذ ْل ِ ق َدْ يَك ُون ُ لِتِسْعَةِ أ َسْبَاب ٍ .<br />
مَا ك َان َ مِنْهُ ابْتِدَاءٌ ف َأ َم َّا مَا ك َان َ عَنْ مَسْأ َ ل َةٍف َ حَيَاءٌ .<br />
وَف َتًى خَل َا مِنْ مَا لِهِ وَمِنْ ا ل ْمُرُوءَةِ غ َيْرُ خَالِي أ َعْط َاك ق َبْ ل َ سُؤَا لِهِ وَك َف َاك مَك ْرُوهَ الس ُّؤَال ِ وَهَذ َا<br />
ف َا لس َّبَبُ ا ل ْأ َو َّل ُ أ َن ْ يَرَى خَل َّة ً يَق ْدِرُ عَل َى سَد ِّهَا ، وَف َاق َة ً يَتَمَك َّنُ مِنْ إزَال َتِهَا ، ف َل َا يَدَعْهُ ا ل ْك َرَمُ وَ ا لت َّ دَ ي ُّنُ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ<br />
زَعِيمَ صَل َاحِهَا ، وَك َفِي ل َ نَ جَاحِهَا ، رَغ ْبَة ً فِيا ل ْأ َجْر ِ إن ْ تَدَ ي َّنَ وَفِي ا لش ُّك ْر ِ إن ْ تَك َر َّمَ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
:<br />
:<br />
مَا ا لن َّا سُ إل َّا آل َة ٌ مُعْتَمَل َهْ لِل ْخَيْر ِ وَا لش َّر ِّ جَمِيعًا ف َعَل َهْ وَالس َّبَبُ الث َّان ِي : أ َن ْ يَرَى فِي مَا لِهِ ف َضْل ًا عَنْ<br />
حَاجَتِهِ ، وَفِي يَدِهِ ز ِ يَادَة ً عَنْ كِف َا يَتِهِ ، ف َيَرَى ا نْتِهَازَ ا ل ْف ُرْ صَةِ ب ِهَا ف َيَضَعُهَا حَيْث ُ تَك ُون ُ ل َهُ ذ ُخْرًا<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ مَا أ َنْصَف َك مَنْ ك َل َّف َك إجْل َا لِهِ وَمَنَعَك مَا لِهِ .<br />
مُعَدا وَغ َنَمًا مُسْتَجَدا .
:<br />
وَقِي ل َ لِه ِنْدِ ب ِنْتِ ال ْ حَسَن ِ : مَنْ أ َعْظ َمُ ا لن َّا س ِ فِي عَيْنَك ؟ ق َال َتْ : مَنْ ك َان َ لِي إ ل َيْهِ حَا جَة ٌ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِر وَمَا ضَا عَ مَا ل ٌ وَر َّث َ ال ْ حَمْدَ أ َهْل َهُ وَل َكِن َّ أ َمْوَال َ ال ْبَخِيل ِ تَضِيعُ وَ الس َّبَبُ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ لِتَعْر ِيض ٍ :<br />
يَتَنَب َّهُ عَل َيْهِ لِفِط ْنَتِهِ ، وَإ ِشَارَةٍ يُسْتَدَل ُّ عَل َيْهَا ب ِك َرْمِهِ ، ف َل َا يَدَعْهُ ال ْك َرْمُ أ َن ْ يَغْف ُ ل َ وَل َا ال ْ حَيَاءُ أ َن ْ يَك ُف َّ .<br />
وَق َدْ حُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا سَايَرَ بَعْضَ ال ْوُل َاةِ ف َق َال َ<br />
:<br />
مَا أ َهْزَل َ ب ِرْذ َوْنَك ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
ال َّذِي بَل َغ َ مَا ل َا يَبْل ُغُهُ صَر ِ ي حُ الس ُّؤَال ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ أ َك ْث َمُ بْنُ صَيْفِي ٍّ : ا لس َّ خَاءُ حُسْنُ ا ل ْف َطِنَةِ وَالل ُّؤْمُ سُوءُ ا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />
يَدُهُ مَعَ أ َ يْدِ ينَا ف َوَ صَل َهُاك ْتِف َاءٌ ب ِهَذ َا ا لت َّعْر ِ يض ِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ عُبَيْدَ ا لل َّهِ بْنَ سُل َيْمَان َ ل َم َّا تَق َل َّدَ وَزَارَة َا ل ْمُعْتَضِدُ ك َتَبَ إل َيْهِ عُبَيْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ ط َاهِر ٍ<br />
إسْعَاف َنَا فِي نُف ُوسِنَا وَأ َسْعَف َنَا فِيمَنْ نُ حِب ُّ وَنُك ْر ِمُ ف َق ُل ْت ل َهُ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
أ َبَى دَهْرُنَا<br />
نُعْمَاك فِيه ِمْ أ َتِم َّهَا وَدَ عْ أ َمَرْنَا إن َّ ا ل ْمُه ِ م َّ مُق َد َّمُ ف َق َال َ عُبَيْدُ<br />
ا لل َّهِ مَا أ َحْسَنَ مَا شَك َا أ َمْرَهُ بَيْنَ أ َ ضْعَافِ مَدْحِهِ ، وَق َضَى حَاجَتَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَمَنْ ل َا يَرَى مِنْ نَف ْسِهِ مُذ َك ِّرًا ل َهَا رَأ َى ط َل َبَ ال ْمُسْتَنْج ِدِينَ ث َقِيل ًا وَ الس َّبَبُ الر َّاب ِعُ<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ<br />
ذ َ لِكَ ر ِعَا يَة ً لِيَدٍ أ َوْ جَزَ اءً عَل َى صَن ِيعَةِ ، ف َيَرَى تَأ ْدِ يَة َا ل ْ حَق ِّ عَل َيْهِ ط َوْعًا إم َّا أ َ نَف َة ً وَإ ِم َّا شُك ْرًا لِيَك ُون َ مِنْ أ َسْر ِ الِامْتِنَا ِن<br />
ط َلِيق ًا ، وَمِنْ ر ِ ق ِّ ال ْإ ِحْسَانِ وَعُبُودِي َّتِهِ عَتِيق ًا .<br />
ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ال ْإ ِحْسَان ُ ر ِ ق ٌّ ، وَا ل ْمُك َاف َأ َة ُ عِ تْقٌ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى :وَ ل َيْسَتْ أ َ يَادِي ا لن َّا س ِ عِنْدِي غ َن ِيمَة ً وَ رُب َّ يَدٍ عِنْدِي أ َشَد ُّ مِنْ ا ل ْأ َسْر ِ وَا لس َّبَبُ<br />
ال ْ خَامِسُ أ َن ْ يُؤْثِرَ ال ْإ ِذ ْعَان َ ب ِتَق ْدِيمِهِ ، وَال ْإ ِق ْرَارَ ب ِتَعْظِيمِهِ ، تَوْطِيدًا لِر ِ ئ َاسَةٍ هُوَ ل َهَا مُ حِب ٌّ ، وَعَل َى ط َل َب ِهَا مُكِب ٌّ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : حُب ُّ ا لر ِّ ئ َاسَةِ دَ اءٌ ل َا دَوَ اءَ ل َهُ وَق َل َّمَا تَ ج ِدُ ا لر َّ ا ضِينَ ب ِا ل ْق َسْم ِ ف َتُسْتَصْعَبُ عَل َيْهِ إجَا بَة ُ الن ُّف ُو س ِ ل َهُ ط َوْعًا<br />
إل َّاب ِا لِاسْتِعْط َافِ ، وَ إ ِذ ْعَانُهَا ل َهُ إل َّا ب ِا لر َّغ ْبَةِ وَا ل ْإ ِسْعَافِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
ب ِال ْإ ِحْسَانِ يَرْ تَب ِط ُ ال ْإ ِنْسَان ُ .<br />
مَنْ بَذ َل َ مَا ل َهُ أ َدْرَكَ آمَا ل َهُ .<br />
: أ َتَرْجُو أ َن ْ تَسُودَ ب ِل َا عَنَاءٍ وَك َيْفَ يَسُودُ ذ ُو ا لد َّعَةِ ال ْبَخِيل ُ وَ الس َّبَبُ الس َّادِ سُ : أ َن ْ يَدْف َعَ ب ِهِ<br />
سَط ْوَة َ أ َعْدَ ا ئِهِ ، وَيَسْتَك ْفِيَ ب ِهِ ن ِف َارَ خُصَمَا ئِهِ ،<br />
لِيَصِيرُو ا ل َهُ بَعْدَ ا ل ْخُصُومَةِ أ َعْوَا نًا ، وَ بَعْدَ ا ل ْعَدَ اوَةِ إخْوَانًا ، إم َّا لِصِيَا نَةِ عِرْض ٍ ، وَإ ِم َّا لِحِرَاسَةِ مَجْدٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : وَل َمْيَ جْتَمِعْ شَرْ قٌ وَغ َرْبٌ لِق َا صِدٍ وَل َا ال ْمَجْدُ فِي ك َف ِّ امْر ِئ ٍ وَالد َّرَاهِمُ وَ ل َمْ أ َرَ ك َا ل ْمَعْرُوفِ<br />
تُدْعَى حُق ُوق ُهُ مَغَار ِمَ فِي ا ل ْأ َ ق ْوَ ام ِ وَهِيَ مَغَان ِمُ وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : مَنْ عَظ ُمَتْ مَرَ افِق ُهُ أ َعْظ َمَهُ مُرَ افِق ُهُ .<br />
وَ الس َّبَبُ ا لس َّا ب ِعُ أ َن ْ يُرَب ِّيَ ب ِهِ سَا لِفَ صَن ِيعَةٍ أ َوْ ل َاهَا ، وَ يُرَ اعِيَ ب ِهِ ق َدِيمَ ن ِعْمَةٍ أ َسْدَ اهَا ، ك َيْ ل َا يُنْسَى مَا أ َوْ ل َاهُ أ َوْ يُضَا عُ<br />
مَا أ َسْدَ اهُ ، ف َإ ِن َّ مَق ْط ُو عَا ل ْب ِر ِّ ضَائِعٌ وَمُهْمَ ل ُا ل ْإ ِحْسَانِ ضَا ل ٌّ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
:<br />
: وَسَمْتُ امْرَ أ ً ب ِا ل ْب ِر ِّ ث ُ م َّ اط َّرَحْتُهُ وَمِنْ أ َف ْضَ ل ِا ل ْأ َشْيَاءِ رَب ُّ الص َّنَا ئِع ِ وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ دَاوُد ا ل ْأ َصْبَهَان ِي ُّ :<br />
بَدَأ ْت ب ِنُعْمَى أ َوْجَبَتْ لِي حُرْمَة ً عَل َيْك ف َعُدْ ب ِا ل ْف َضْ ل ِ ف َال ْعَوْدُ أ َحْمَدُ وَ الس َّبَبُ ا لث َّامِنُ : ا ل ْمَحَب َّة ُ يُؤْثِرُ ب ِهَاا ل ْمَحْبُوبُ عَل َى<br />
مَا لِهِ ف َل َا يَضَن ُّ عَل َيْهِ ب ِمَرْغ ُوب ٍ ، وَل َا يَتَنَف َّسُ عَل َيْهِ ب ِمَط ْل ُوب ٍ ، لِل ِّ ذ َّةِ ال َّتِي هِيَ عِنْدَهُ أ َحْظ َى ، وَإ ِل َى نَف ْسِهِ أ َشْهَى ؛ لِأ َن َّ<br />
ا لن َّف ْسَ إل َى مَحْبُوب ِهَا أ َشْوَ قُ وَإ ِل َى مَا يَلِيهِ أ َسْبَقُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ ف َمَا زُ رْتُك ُمْ عَمْدًا وَ ل َكِن َّ ذ َا ال ْهَوَى إل َى حَيْث ُ يَهْوَى ال ْق َل ْبُ تَهْو ِي ب ِهِ ا لر ِّجْ ل ُ وَهَذ َا وَ إ ِن ْ دَخَ ل َ فِي<br />
أ َق ْسَام ِ ا ل ْعَط َاءِف َ خَار ِ جٌ عَنْ حَ د ِّ الس َّ خَاءِ ، وَهَك َذ َا ا ل ْخَامِسُ وَا لس َّادِ سُ مِنْ هَذِهِ ال ْأ َسْبَا ِب .
وَإ ِن َّمَا ذ َك َرْ نَاهَا لِدُخُو لِهَا تَحْتَ أ َق ْسَام ِ ا ل ْعَط َاءِ .<br />
وَ الس َّبَبُ ا لت َّاسِعُ : وَ ل َيْسَ ب ِسَبَب ٍ أ َن ْ يَف ْعَ ل َ ذ َ لِكَ لِغَيْر ِ مَا سَبَب ٍ وَإ ِن َّمَا هِيَ سَج ِي َّة ٌ ق َدْ ف ُطِرَ عَل َيْهَا ، وَ شِيمَة ٌ ق َدْ ط ُب ِعَ ب ِهَا ،<br />
ف َل َا يُمَي ِّزُ بَيْنَ مُسْتَ حِق ٍّ وَمَ حْرُوم ٍ ، وَل َا يُف َر ِّ قُ بَيْنَ مَ حْمُودٍ وَمَذ ْمُوم ٍ ، ك َمَا ق َال َ بَش َّا رٌ : ل َيْسَ يُعْطِيك لِلر َّجَاءِ وَل َا لِل ْ خَوْفِ<br />
ل َكِنْ يَل َذ ُّ ط َعْمَ ا ل ْعَط َاءِ وَق َدْ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِي مِث ْل ِ<br />
.<br />
:<br />
هَذ َا هَل ْ يَك ُون ُ مَنْسُوبًا إل َى الس َّخَاءِ ف َيُ حْمَدُ ، أ َوْ خَار ِجًا عَنْهُ ف َيُذ َم ُّ<br />
وَق َال َ ق َوْمٌ هَذ َا هُوَ ا لس َّخِي ُّ ط َبْعًا وَال ْجَوَادُ ك َرَمًا وَهُوَ أ َحَق ُّ مَنْ ك َان َ ب ِهِ مَمْدُوحًا وَإ ِ ل َيْهِ مَنْسُوبًا ، وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ<br />
غ َيْر ِ مَا سَبَب ٍ يُدْن ِي ك َف َى سَبَبًا لِل ْحُر ِّ أ َن ْ يَجْتَدِي حُرا ب ِل َا سَبَب ِ وَق َال َ ا ل ْحَسَنُ بْنُ سَهْ ل ٍ<br />
أ َعْط َيْت غ َر ِيمًا .<br />
وَق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
الش َّرَفُ فِي ا لس َّرَفِ ، ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
وَل َا سَرَفَ فِي ال ْ خَيْر ِ<br />
.<br />
: ل َا خَيْرَ فِي الس َّرَفِ .<br />
وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ سَهْ ل ٍ : ا ل ْعَ جَبُ لِمَنْ يَرْجُو مَنْ ف َوْق َهُ ك َيْفَ يَ حْر ِمُ مَنْ دُو نَهُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
مِنْ<br />
إذ َا ل َمْ أ ُعْطِ إ ل َّا مُسْتَحِقًّا ف َك َأ َن َّ<br />
وَق َال َ بَ ش َّا رٌ وَمَا الن َّا سُ إل َّا صَاحِبَاك ف َمِنْهُمْ سَ خِي ٌّ وَمَغْل ُول ُا ل ْيَدَ يْن ِ مِنْ ال ْبُخْل ِ ف َسَامِحْ يَدًا مَا أ َمْك َنَتْك ف َإ ِن َّهَا تَقِ ُّل<br />
وَتَث ْر ِي وَال ْعَوَاذِل ُ فِي شُغْ ل ِ وَق َال َ آخَرُون َ هَذ َا خَار ِ جٌ مِنْ ا لس َّ خَاءِ ال ْمَحْمُودِ إل َى الس َّرَفِ وَالت َّبْذِير ِا ل ْمَذ ْمُوم ِ ؛ لِأ َن َّ<br />
ا ل ْعَط َاءَ إذ َا ك َان َ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ ك َان َ ال ْمَنْعُ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ يَقِ ل ُّ عَنْ ال ْ حُق ُو ق ِ وَ يُق َص ِّرُ عَنْ ا ل ْوَ اج ِبَاتِ ف َإ ِذ َا أ َعْط َى<br />
غ َيْرَ ا ل ْمُسْتَ حِق ِّ ف َق َدْ يَمْنَعُ مُسْتَحِقًّا وَمَا يَنَا ل ُهُ مِنْ ا ل ذ َّم ِّ ب ِمَنْع ِ ا ل ْمُسْتَ حِق ِّ أ َك ْث َرُ مِم َّا يَنَا ل ُهُ مِنْ ال ْ حَمْدِ لِإ ِعْط َاِء غ َيْر ِ ا ل ْمُسْتَ حِق ِّ<br />
.<br />
وَحَسْبُك ذ َما ب ِمَنْ ك َانَتْ أ َف ْعَا ل ُهُ تَصْدُ رُ عَنْ غ َيْر ِ تَمْي ِيز ٍ ، وَ تُوجَدُ لِغَيْر ِ عِل َّةٍ<br />
.<br />
} :<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَل َا تَجْعَل ْ يَدَكَ مَغْل ُو ل َة ً إل َى عُنُقِكَ وَل َا تَبْسُط ْهَا ك ُ ل َّا ل ْبَسْطِ ف َتَق ْعُدَ مَل ُومًا مَحْسُورًا { .<br />
ف َنَهَى عَنْ بَسْطِهَا سَرَف ًا ، ك َمَا نَهَى عَنْ ق َبْضِهَا بُخْل ًا ، ف َدَل َّ عَل َى اسْتِوَ اءِ ا ل ْأ َمْرَيْن ِ ذ َما وَعَل َى ات ِّف َاقِه ِمَا ل َوْمًا .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
وَك َان َ ا ل ْمَال ُ يَأ ْ تِينَا ف َك ُن َّا نُبَذ ِّرُهُ وَ ل َيْسَ ل َنَا عُق ُول ُ ف َل َم َّا أ َن ْ تَوَل َّى ا ل ْمَال ُ عَن َّا عَق َل ْنَا حِينَ ل َيْسَ ل َنَا ف ُضُول ُ<br />
ق َال ُوا : وَ لِأ َن َّ ا ل ْعَط َاءَ وَا ل ْمَنْعَ إذ َا ك َانَا لِغَيْر ِ عِل َّةٍ أ َف ْضَيَا إل َى ذ َم ِّ ال ْمَمْنُو ِع<br />
وَقِل َّةِ شُك ْر ِ ال ْمُعْطِي .<br />
أ َم َّا ال ْمَمْنُوعُ ف َلِأ َ ن َّهُ ق َدْ ف َض َّ ل َ عَل َيْهِ مَنْ سِوَ اهُ ، وَأ َم َّا ال ْمُعْطِي ف َإ ِ ن َّهُ وَجَدَ ذ َ لِكَ ات ِّف َاق ًا وَرُب َّمَا أ َمَ ل َ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ أ َ ضْعَاف ًا ، ف َصَارَ<br />
ذ َ لِكَ مُف ْضِيًا إل َى اجْتِل َاب ِ ال ذ َّم ِّ وَ إ ِحْبَاطِ ا لش ُّك ْر ِ .<br />
وَ ل َيْسَ فِيمَا أ َف ْضَى إل َى وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَيْرٌ يُرْجَى وَهُوَ جَدِ يرٌ أ َن ْ يَك ُون َ شَرا يُت َّق َى .<br />
وَ لِمِث ْ ل ِ هَذ َا ك َان َ مَنْعُ ا ل ْ جَمِيع ِ إرْ ضَاءً لِل ْ جَمِيع ِ وَعَط َاءً يَك ُون ُ ال ْمَنْعُ أ َرْضَى مِنْهُ خُسْرَ ان ُ مُب ِينٌ .<br />
ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْبَذ ْل ُ وَا ل ْعَط َاءُ عَنْ سُؤَ ال ٍ ف َشُرُوط ُهُ مُعْتَبَرَة ٌ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مُعْتَبَرًا فِي ا لس َّا ئِ ل ِ ف َث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ : ف َالش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ لِضَرُورَةٍ ارْ تَف َعَ عَنْهُ ا ل ْحَرَجُ وَسَق َط َ عَنْهُ ا لل َّوْمُ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
ا لس َّبْق ِ مِنْ غ َيْر ِ سَا ب ِق ِ وَق َال َ ال ْك ُمَيْتُ<br />
: ا لض َّرُورَة ُ تُوَق ِّ حُ ا لص ُّورَة َ .<br />
:<br />
.<br />
: أ َحَدُهُمَا فِي الس َّائِ ل ِ ، وَالث َّان ِي فِيا ل ْمَسْئ ُول ِ .<br />
أ َن ْ يَك ُون َ الس ُّؤَال ُ لِسَبَب ٍ ، وَا لط َّل َبُ لِمُوج ِب ٍ .<br />
: أ َل َا ق َب َّ حَ ا لل َّهُ الض َّرُورَة َ إن َّهَا تُك َل ِّفُ أ َعْل َى ال ْ خَل ْق ِ أ َدْنَى ال ْ خَل َا ئِق ِ وَ لِل َّهِ دَ ر ُّ ا لِا ت ِّسَا ع ِ ف َإ ِن َّهُ يُبَي ِّنُ ف َضْ ل َ<br />
: إذ َا ل َمْ تَك ُنْ إل َّا ا ل ْأ َسِن َّة ُ مَرْك َبًا ف َل َا رَأ ْيَ لِل ْمُضْط َر ِّ إل َّا رُك ُو بُهَا ف َإ ِن ْارْ تَف َعَتْ
الض َّرُورَة ُ وَدَعَتْ ال ْ حَاجَة ُ فِيمَا هُوَ أ َوْل َىا ل ْأ َمْرَ يْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ وَ إ ِن ْ جَازَ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ف َالن َّف ْسُ ال ْمُسَامِ حَة ُ تَغْلِبُ ال ْ حَاجَة َ ،<br />
وَ تَسْمَ حُ فِي ا لط َّل َب ِ ، وَتُرَ اعِي مَا اسْتَق َامَ ب ِهِ ال ْأ َمْرُ ، وَ إ ِن ْ نَا ل َهُ ذ ُ ل ٌّ وَل َ حِق َهُ وَهْنٌ ف َيَتَأ َو َّل ُ صَاحِبُهَا ق َوْل َا ل ْبُ حْتُر ِي ِّ وَرُب َّمَا :<br />
ك َان َ مَك ْرُوهُ ا ل ْأ ُمُور ِ إل َى مَحْبُوب ِهَا سَبَبًا مَا مِث ْل ُهُ سَبَبُ وَالن َّف ْسُ ا لش َّر ِيف َة ُ تَط ْل ُبُ ا لص ِّيَا نَة َ ، وَتُرَ اعِي ا لن َّزَ اهَة َ ، وَتَ حْتَمِ ل ُ مِنْ<br />
الض ُّر ِّ مَا احْتَمَل َتْ ، وَمِنْ ا لش ِّ د َّةِ مَا ط َاق َتْ ، ف َيَبْق َى تَحَم ُّل ُهَا وَيَدُومُ تَصَو ُّنُهَا ، ف َتَك ُون ُ ك َمَا ق َال َ الش َّاعِرُ : وَق َدْ يَك ْتَسِي<br />
ال ْمَرْءُ خَز َّ ا لث ِّيَاب ِ وَمِنْ<br />
:<br />
دُون ِهَا حَا ل ُهُ مُضْن ِيَهْ ك َمَا يَك ْتَسِي خَد ُّهُ حُمْرَة ً وَعِل َّتُهُ وَرَمٌ فِي الر ِّيَهْ ف َل َا يَرَى أ َن ْ يَتَدَ ن َّسَ ب ِمَط َا لِب ِ ا لش ُّؤْم ِ ، وَمَط َامِع ِ ا لل ُّؤْم ِ<br />
، ف َإ ِن َّ ا ل ْبَهَا ئِمَ ا ل ْوَحْشِي َّة َ تَأ ْبَى ذ َلِكَ وَ تَأ ْ نَفُ مِنْهُ ، ق َال َ الش َّاعِر : وَ ل َيْسَ ا لل َّيْث ُ مِنْ جُو ع ٍ ب ِغَادٍ عَل َى ج ِيَفٍ تُطِيفُ ب ِهَا<br />
ال ْكِل َابُ ف َك َيْفَ ب ِال ْإ ِنْسَانِ ا ل ْف َاضِ ل ِ ال َّذِي هُوَ أ َك ْرَمُ ال ْ حَيَوَ انِ ج ِنْسًا ، وَ أ َشْرَف ُهُ نَف ْسًا ، هَل ْ يَحْسُنُ ب ِهِ أ َن ْ يَرَى لِوَحْش ِ<br />
ا ل ْبَهَائِم ِ عَل َيْهِ ف َضْل ًا ، وَق َدْ ق َال َ ا لش َّاعِرُ : عَل َى ك ُ ل ِّ حَال ٍ يَأ ْك ُ ل ُ ال ْمَرْءُ زَ ادَهُ عَل َى ال ْبُؤْس ِ وَالض َّر َّاءِ وَ ال ْ حَدَ ث َانِ وَال ْف َضْل ُ فِي<br />
مِث ْ ل ِ مَا قِي ل َ لِبَعْض ِ ا لز ُّه َّادِ : ل َوْ سَأ َ ل ْتَ جَارَك أ َعْط َاك ؟ ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ مَا أ َسْأ َل ُ الد ُّنْيَا مِم َّنْ يَمْلِك ُهَا ف َك َيْفَ مِم َّنْ ل َا<br />
يَمْلِك ُهَا .<br />
وَوَ صَفَ بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ ق َوْمًا ف َق َال َ إذ َا اف ْتَرَق ُو ا أ َغ َض ُّو ا عَل َى الض ُّر ِّ خَشْيَة ً وَ إ ِن ْأ َ يْسَرُو ا عَادُوا سِرَ اعًا إل َى ا ل ْف َق ْر ِ ف َأ َم َّا<br />
مَنْ يَسْأ َل ُ مِنْ غ َيْر ِ ضَرُورَةٍ مَس َّتْ ، وَل َا حَاجَةٍ دَعَتْ ، ف َذ َلِكَ صَر ِي حُ ا لل ُّؤْم ِ وَمَحْضُ ا لد َّ نَاءَةِ .<br />
وَق َل َّمَا تَ ج ِدُ مِث ْل َهُ مَل ْحُوظ ًا أ َوْ مُمَو َّل ًا مَحْظ ُوظ ًا ؛ لِأ َن َّا ل ْحِرْمَان َ ق َادَهُ إل َى أ َ ضْيَق ِ ال ْأ َرْزَاق ِ ،وَالل ُّؤْمَ سَاق َهُ إل َى أ َخْبَثِ<br />
: أ َنْتَ<br />
:<br />
:<br />
ا ل ْمَط َاعِم ِ ، ف َل َمْ يَبْقَ لِوَجْه ِهِ مَاءٌ إل َّا أ َرَ اق َهُ ، وَل َا ذ ُ ل ٌّ إل َّا ذ َ اق َهُ ، ك َمَا ق َال َ عَبْدُ الص َّمَدِ بْنُ ا ل ْمُعَد َّل ِ لِأ َب ِي تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ِّ<br />
بَيْنَ ا ث ْنَتَيْن ِ تَبْرُ زُ لِلن َّا س ِ وَكِل ْتَاهُمَا ب ِوَجْهٍ مُذ َال ِ ل َسْت تَنْف َك ُّ ط َالِبًا لِو ِ صَال ٍ مِنْ حَب ِيب ٍ أ َوْ ط َالِبًا لِنَوَال ِ أ َي ُّ مَاءٍ لِ حُر ِّ وَجْه ِك<br />
يَبْق َى بَيْنَ ذ ُل ِّ ال ْهَوَى وَذ ُل ِّ الس ُّؤَال ِ وَ ل َوْاسْتَق ْبَ حَ ا ل ْعَارَ وَ أ َ ن ِفَ مِنْ ال ذ ُّل ِّ ل َوَجَدَ غ َيْرَ الس ُّؤَال ِ مُك ْتَسِبًا يُمَو ِّ نُهُ ، وَ ل َق َدِرَ عَل َى<br />
مَا يَصُو نَهُ ، وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ ل َا تَط ْل ُبَن َّ مَعِيشَة ً ب ِتَذ َل ُّ ل ٍ ف َل َيَأ ْ تِيَن َّكَ ر ِزْق ُك ا ل ْمَق ْدُو رُ وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّك آخِ ذ ٌ ك ُ ل َّ ال َّذِي ل َك فِي<br />
ال ْكِتَاب ِ مُق َد َّ رٌ مَسْط ُو رُ وَا لش َّرْط ُ الث َّان ِي مِنْ<br />
شُرُوطِ ا لس ُّؤَ ال ِ أ َن ْ يَضِيقُ ا لز َّمَان ُ عَنْ إرْجَا ئِهِ ، وَ يَق ْصُرَ ال ْوَق ْتُ عَنْ إ بْط َا ئِهِ ، ف َل َا يَج ِدُ لِنَف ْسِهِ فِي الت َّأ ْخِير ِ ف ُسْ حَة ً ، وَل َا<br />
فِي الت َّمَادِي مُهْل َة ً ، ف َيَصِيرُ مِنْا ل ْمَعْذ ُور ِ ينَ وَدَاخِل ًا فِي عِدَ ادِ ال ْمُضْط َر ِّينَ .<br />
ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْوَق ْتُ مُت َّسَعًا وَا لز َّمَان ُ مُمْتَدا ف َتَعْ ج ِي ل ُ الس ُّؤَال ِ ل ُؤْمٌ وَق ُنُوط ٌ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : أ َبَى لِي إغ ْضَاءُ ال ْ جُف ُونِ عَل َى ال ْق َذ َى يَقِين ِي أ َن ْ ل َا عُسْرَ إل َّا مُف َر َّجُ أ َل َا رُب َّمَا ضَا قَ ا ل ْف َضَاءُ ب ِأ َهْلِهِ وَ أ َمْك َنَ<br />
مِنْ بَيْنَ ا ل ْأ َسِن َّةِ مَ خْرَجُ وَا لش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ : اخْتِيَا رُ ا ل ْمَسْئ ُول ِ أ َن ْ يَك ُون َ مَرْجُو َّ ا ل ْإ ِجَا بَةِ مَأ ْمُول َ ا لن ُّ جْ ح ِ إم َّا لِ حُرْمَةِ ا لس َّائِ ل ِ<br />
أ َوْ ك َرَم ِ ا ل ْمَسْئ ُول ِ ف َإ ِن ْ سَأ َل َ ل َئِيمًا ل َا يَرْعَى حُرْمَة ً ، وَل َا يُوَل ِّي مَك ْرُمَة ً ، ف َهُوَ فِي اخْتِيَا ِرهِ مَل ُومٌ ، وَفِي سُؤَ ا لِهِمَ حْرُومٌ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ :ا ل ْمَ خْذ ُول ُ مَنْ ك َانَتْ ل َهُ إل َى ا لل ِّئ َام ِ حَا جَة ٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
.<br />
:<br />
أ َذ َل ُّ مِنْ ا لل َّئِيم ِ سَا ئِل ُهُ ، وَ أ َق َ ل ُّ مِنْ ال ْبَخِيل ِ نَا ئِل ُهُ<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ مَنْ ك َان َ يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ يَرَى مِنْ سَاقِطٍ نَيْل ًا سَن ِي َّا ف َل َق َدْ رَجَا أ َن ْ يَجْتَن ِي مِنْ عَوْسَ ج ٍ رُط َبًا جَن ِي َّا وَأ َم َّا<br />
ا لش ُّرُوط ُا ل ْمُعْتَبَرَة ُ فِي ا ل ْمَسْئ ُول ِف َث َل َاث َة ٌ .<br />
ا لش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ<br />
:<br />
: أ َن ْ يَك ْتَفِيَ ب ِا لت َّعْر ِيض ِ وَل َا يَل ْ جَأ ُ إل َى ا لس ُّؤَ ال ِ ا لص َّر ِي ح ِ ؛ ل َيَصُون َ ا لس َّا ئِ ل َ عَنْ ذ ُل ِّ ا لط َّل َب ِ ف َإ ِن َّ ال ْ حَال َ<br />
نَاطِق َة ٌ وَا لت َّعْر ِ يضَ ك َافٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ أ َق ُول ُ وَسِتْرُ الد ُّجَىمُسْب ِ ل ٌ ك َمَا ق َال َ حِينَ شَك َا الض ِّف ْدَ عُ ك َل َامِي إن ْ ق ُل ْتهضَائِعٌ وَفِي ا لص َّمْتِ حَتْفِي
:<br />
ف َمَا أ َ صْنَعُ وَرُب َّمَا ف َه ِمَا ل ْمَسْئ ُول ُ ا ل ْإ ِشَارَة َ ف َأ َل ْ جَأ َ إل َى ا لت َّصْر ِي ح ِ ب ِا ل ْعِبَارَةِ تَهْج ِينًا لِلس َّا ئِ ل ِ ف َيَ خْجَ ل ُ وَيَسْتَحِي ف َيَك ُف ُّ ك َمَا<br />
ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ مَنْ ك َان َ مَف ْق ُودَ ال ْ حَيَاءِ ف َوَجْهُهُ مِنْ غ َيْر ِ بَو َّاب ٍ ل َهُ بَو َّ ابُ وَ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />
وَ يُق َاب ِ ل َ ب ِا لط َّل َاق َةِ وَالت َّق ْر ِيب ِ ، لِيَك ُون َ<br />
مَشْك ُورًا إن ْ أ َعْط َى وَمَعْذ ُورً ا إن ْ مَنَعَ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ل َنْك َكَ<br />
:<br />
: إ ل ْق ِ صَاحِبَ ال ْ حَاجَةِ ب ِا ل ْب ِشْر ِ ف َإ ِن ْ عَدَمْتَ شُك ْرَهُ ل َمْ تَعْدَمْ عُذ ْ رَهُ .<br />
أ َن ْ يَل ْق َى ب ِا ل ْب ِشْر ِ وَالت َّرْحِيب ِ ،<br />
: إن َّ أ َبَا بَك ْر ِ بْنَ دُرَيْدٍ ق َصَدَ بَعْضَ ال ْوُزَرَاءِ فِي حَاجَةٍ ف َل َمْ يَق ْضِهَا ل َهُ وَظ َهَرَ ل َهُ مِنْهُ ضَ جَرٌ ، ف َق َال َ : ل َا<br />
تَدْخُل َن َّك ضَجْرَة ٌ مِنْ سَائِ ل ٍ ف َلِ خَيْر ِ دَهْر ِك أ َن ْ تُرَى مَسْئ ُول َا ل َا تَ جْبَهَن َّ ب ِا لر َّد ِّ وَجْهَ مُؤَم ِّ ل ٍ ف َبَق َاءُ عِز ِّك أ َن ْ تُرَى مَأ ْمُول َا تَل ْق َى<br />
ال ْك َر ِيمَ ف َتَسْتَدِل ُّ ب ِب ِشْر ِهِ وَتَرَى ا ل ْعُبُو سَ عَل َى الل َّئِيم ِ دَ لِيل َا وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّك عَنْ ق َلِي ل ٍ صَائِرٌ خَبَرًا ف َك ُنْ خَبَرًا يَرُو قُ جَمِيل َا<br />
وَ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ<br />
ف َا ل ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:تَصْدِ يقُ ا ل ْأ َمَ ل ِ وَتَ حْقِيقُ ا لظ َّن ِّ ب ِهِ ث ُ م َّ اعْتِبَا رُ حَا لِهِ وَحَال ِ سَا ئِلِهِ ف َإ ِن َّهَا ل َا تَخْل ُو مِنْ أ َرْبَع ِ أ َحْوَ ال ٍ :<br />
أ َن ْ يَك ُون َ الس َّا ئِ ل ُ مُسْتَوْج ِبًا وَال ْمَسْئ ُول ُ مُتَمَك ِّنًا .<br />
ف َا ل ْإ ِجَا بَة ُ هَهُنَا تَسْتَ حِق ُّ ك َرْمًا وَتَسْتَل ْز ِمُ مُرُوءَة ً وَ ل َيْسَ لِلر َّد ِّ سَب ِي ل ٌ إل َّا لِمَنْ اسْتَوْل َى عَل َيْهِ ا ل ْبُخْ ل ُ ، وَهَان َ عَل َيْهِ ا ل ذ َّم ُّ ،<br />
ف َيَك ُون ُ ك َمَا ق َال َ عَبْدُ الر َّحْمَن ِ بْنُ حَس َّان َ : إن ِّي رَأ َيْت مِنْ ا ل ْمَك َار ِم ِ حَسْبُك ُمْ أ َن ْ تَل ْبَسُو ا خَز َّ الث ِّيَاب ِ وَ تَشْبَعُو ا ف َإ ِذ َا<br />
تَذ َك َّرْتُ ا ل ْمَك َار ِمَ مَر َّة ً فِي مَ جْلِس ٍ أ َنْتُمْ ب ِهِ ف َتَق َن َّعُو ا ف َنَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ مِم َّنْ حَر َّمَ ث َرْوَة َ مَا لِهِ ، وَمَنَعَ حُسْنَ حَا لِهِ ، أ َن ْ يَك ُون َ<br />
مُسْتَوْدَعًا فِي صَن ِيع ٍ مَشْك ُور ٍ ، وَ ب ِر ٍّ مَذ ْخُور ٍ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِبَخِي ٍل لِمَ حَبَسْتَ مَال َك ؟ ق َال َ<br />
ف َقِي ل َ ل َهُ ق َدْ نَزَ ل َتْ ب ِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
: لِلن َّوَ ا ئِب ِ .<br />
مَا ل َك مِنْ مَالِكِ إل َّا ال َّذِي ق َد َّمْت ف َابْذ ُل ْ ط َائِعًا مَالِك َا تَق ُول ُ أ َعْمَا لِي وَ ل َوْ ف َت َّشُوا رَأ َيْت أ َعْمَال َك<br />
أ َعْمَى ل َك َا وَق َدْ أ َسْق َط َ حَق َّ نَف ْسِهِ ، وَرَف َعَ أ َسْبَابَ شُك ْر ِهِ ، ف َصَارَ ب ِأ َن ْ ل َا حَق َّ ل َهُ ، مَذ ْمُومًا ك َمَشْك ُور ٍ ، وَمَأ ْ ث ُومًا<br />
ك َمَأ ْجُور ٍ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ : خَزَن َ ال ْبَخِيل ُ عَل َي َّ صَالِ حَهُ إذ ْ ل َمْ يُث ْقِل ْ ب ِر ُّهُ ظ َهْر ِي مَا<br />
ف َاتَن ِي خَيْرُ امْر ِئ ٍ وَ ضَعَتْ عَن ِّي يَدَ اهُ مُؤْ نَة َ ا لش ُّك ْر ِ ف َإ ِذ َا ل َمْ يَك ُنْ لِلر َّد ِّ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِ ال ْ حَال ِ سَ ب ِي ل ٌ نَظ َرَ ف َإ ِن ْ ك َان َ الت َّأ ْخِيرُ<br />
مُضِرا عَ ج َّ ل َ بَذ ْ ل َهُ ، وَق َط َعَ مَط ْل َهُ<br />
وَك َانَتْ إجَابَتُهُ فِعْل ًا ، وَق َوْ ل ُهُ عَمَل ًا<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
مِنْ مُرُوءَةِ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ مِنْهُ أ َن ْ ل َا يَل ْ جَأ َ إل َى إل ْ حَاح ٍ عَل َيْهِ .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ حَاز ِم ٍ : وَمُنْتَظِرٌ سُؤَال َك ب ِا ل ْعَط َا يَا وَأ َشْرَفُ مِنْ عَط َا يَاهُ الس ُّؤَال ْ إذ َا ل َمْ يَأ ْتِك ا ل ْمَعْرُوفُ ط َوْعًا ف َدَعْهُ<br />
ف َا لت َّنَز ُّهُ عَنْهُ مَال ْ وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي ا ل ْوَق ْتِمُهْل َة ٌ ، وَفِي ا لت َّأ ْخِير ِف ُسْ حَة ٌ ، ف َق َدْ اخْتَل َف َتْ مَذ َ اهِبُ ا ل ْف ُضَل َاءِ فِيهِ<br />
.<br />
ف َذ َهَبَ بَعْضُهُمْ إل َى أ َن َّ ال ْأ َوْل َى تَعْج ِي ل ُا ل ْوَعْدِ ق َوْل ًا ، ث ُ م َّ يَعْق ُبُهُا ل ْإ ِنْ جَا زُ فِعْل ًا ، لِيَك ُون َ الس َّا ئِ ل ُ مَسْرُورًا ب ِتَعْ ج ِي ل ِ ا ل ْوَعْدِ ث ُ م َّ<br />
ب ِآج ِ ل ِ ال ْإ ِنْجَاز ِ ، وَيَك ُون ُ ا ل ْمَسْئ ُول ُ مَوْصُوف ًا ب ِا ل ْك َرَم ِ<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ سَهْ ل ٍ لِرَجُ ل ٍ سَأ َ ل َهُ حَاجَة ً<br />
مَل ْحُوظ ًا ب ِا ل ْوَف َاءِ .<br />
} ا ل ْعِدَة ُ عَطِي َّ ٌة :<br />
. {<br />
:<br />
أ َعِدُك ا ل ْيَوْمَ وَأ َحْبُوك غ َدًا ب ِال ْإ ِنْجَاز ِ لِتَذ ُو قَ حَل َاوَة َ ا ل ْأ َمَ ل ِ وَ أ َتَزَ ي َّنُ ب ِث ُبُوتِ<br />
ا ل ْوَف َاءِ .<br />
وَوَعَدَ يَحْيَى بْنُ خَا لِدٍ رَجُل ًا ب ِ حَاجَةٍ سَأ َ ل َهُ إي َّاهَا ف َقِي ل َ ل َهُ : تَعِدُ وَأ َ نْتَ ق َادِ رٌ ؟ ف َق َال َ : إن َّ ال ْ حَاجَة َ إذ َا ل َمْ يَتَق َد َّمْهَا وَعْ دٌ
:<br />
يَنْتَظِرُ صَاحِبُهُ نُ جْ حَهُ ل َمْ يَج ِدْ سُرُو رَهَا ؛ لِأ َن َّا ل ْوَعْدَ ط ُعْ مٌ وَال ْإ ِنْجَازَ ط َعَامٌ ، وَ ل َيْسَ مَنْ ف َاجَأ َهُ ا لط َّعَامُ ك َمَنْ يَج ِدُ ر ِيحَهُ<br />
وَ يَط ْعَمُهُ ف َدَ عْ ا ل ْحَاجَة َ تَ خْتَمِرُ ب ِا ل ْوَعْدِ ؛ لِيَك ُون َ ل َهَا ط َعْ مٌ عِنْدَا ل ْمُصْط َنَع ِ إ ل َيْهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ إذ َا أ َحْسَنْت ا ل ْق َوْل َ ف َأ َحْسِنْا ل ْفِعْ ل َ ؛ لِيَ جْتَمِعَ ل َك ث َمَرَة ُ ا لل ِّسَانِ وَ ث َمَرَة ُ ا ل ْإ ِحْسَانِ ، وَل َا تَق ُل ْ مَا ل َا<br />
تَف ْعَ ل ُ ف َإ ِن َّك ل َا تَخْل ُو فِي ذ َلِكَ مِنْ ذ َ نْب ٍ تَك ْسِبُهُ ، أ َوْ عَ جْز ٍ تَل ْتَز ِمُهُ .<br />
وَمِنْهُمْ مَنْ ذ َهَبَ إل َى أ َن َّ تَعْ ج ِي ل َا ل ْبَذ ْل ِ فِعْل ًا مِنْ غ َيْر ِ وَعْدٍ<br />
أ َوْل َى ، وَ تَق ْدِيمَهُ مِنْ غ َيْر ِ تَوْقِيتٍ وَل َا ا نْتِظ َار ٍ أ َحْرَى ، وَإ ِن َّمَا يُق َد ِّمُا ل ْوَعْدَ أ َحَدُ رَجُل َيْن ِ<br />
شَحِي حٌ يُرَو ِّ ضُ نَف ْسَهُ تَوْطِئ َة ً .<br />
:<br />
:<br />
إم َّا مَعُو زٌ يَنْتَظِرُ وَجْدَهُ ، وَإ ِم َّا<br />
وَ ل َيْسَ لِل ْوَعْدِ فِي غ َيْر ِ هَا تَيْن ِا ل ْحَا ل َتَيْن ِ وَ جْهٌ يَصِ ح ُّ وَل َارَ أ ْيٌ يَت َّضِ حُ ، مَعَ مَا يُغَي ِّرُهُ ا لل َّيْ ل ُ وَا لن َّهَا رُ وَ تَتَق َل َّبُ ب ِهِ ال ْ حَال ُ مِنْ<br />
يَسَار ٍ وَ إ ِعْسَار ٍ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : يَا أ َي ُّهَا ا ل ْمَلِكُ ا ل ْمُق َد َّمُ أ َمْرُهُ شَرْق ًا وَغ َرْبَا ا ُمْنُنْ ب ِ خَتْم ِ صَ حِيف َتِي مَا دَ امَ هَذ َا ا لط ِّينُ رَط ْبَا وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّ<br />
جَف َاف َهُ مِم َّا يُعِيدُ ا لس َّهْ ل َ صَعْبَا ق َال ُوا<br />
: وَ لِأ َن َّ فِي ا لر ُّجُو ع ِ عَنْهُ مِنْ ا لِا نْكِسَار ِ ، وَفِي تَوَق ُّع ِ ال ْوَعْدِ مِنْ مَرَ ارَةِ ا لِا نْتِظ َار ِ ،<br />
وَفِي ا ل ْعَوْدِ إ ل َيْهِ مِنْ ذِ ل َّةِ ا لِاق ْتِضَاءِ ، وَذِ ل َّةِ ا لِاجْتِدَ اءِ ، مَا يُك َد ِّ رُ ب ِر َّهُ ، وَيُوهِنُ شُك ْرَهُ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إن َّال ْ حَوَا ئِ جَ رُب َّمَا أ َزْرَى ب ِهَا عِنْدَ ال َّذِي تَق ْضِي ل َهُ تَط ْو ِ يل ُهَا ف َإ ِذ َا ضَمِنْتَ لِصَاحِب ٍ ل َك حَاجَة ً ف َاعْل َمْ ب ِأ َن َّ<br />
تَمَامَهَا تَعْ ج ِيل ُهَا وَال ْحَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّائِ ل ُ غ َيْرَ مُسْتَوْج ِب ٍ وَا ل ْمَسْئ ُول ُ غ َيْرُ مُتَمَك ِّن ٍ .<br />
ف َفِي ا لر َّد ِّف ُسْ حَة ٌ وَفِيا ل ْمَنْع ِ عُذ ْ رٌ .<br />
غ َيْرَ أ َ ن َّهُ يَلِينُ عِنْدَ ا لر َّد ِّ لِينًا يَقِيهِ ال ذ َّم َّ ، وَ يُظ ْه ِرُ عُذ ْرًا يَدْف َعُ عَنْهُ ا لل َّوْمَ .<br />
ف َل َيْسَ ك ُ ل ُّ مُقِ ل ٍّ يَعْر ِفُ وَل َا مَعْذ ُور ٍ يُنْصِفُ .<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ يَصِفُ ا لن َّا سَ : يَا رَب ِّ إن َّ ا لن َّا سَ ل َا يُنْصِف ُونَن ِي ف َك َيْفَ وَإ ِن ْ أ َنْصَف ْتُهُمْ ظ َل َمُو ن ِي ف َإ ِن ْ ك َان َ لِي شَ يْءٌ<br />
تَصَد َّوْا لِأ َخْذِهِ وَ إ ِن ْ ج ِئ ْتُ أ َبْغِي شَيْئ َهُمْ مَنَعُو ن ِي وَ إ ِن ْ نَال َهُمْ بَذ ْلِي ف َل َا شُك ْرَ عِنْدَهُمْ وَ إ ِن ْ أ َ نَا ل َمْ أ َبْذ ُل ْ ل َهُمْ شَتَمُون ِي وَ إ ِن ْ<br />
ط َرَق َتْن ِي نَك ْبَة ٌ ف َكِهُو ا ب ِهَا وَ إ ِن ْ صَحِبَتْن ِي ن ِعْمَة ٌ حَسَدُو ن ِي سَأ َمْنَعُ ق َل ْب ِي أ َن ْ يَ حِن َّ إل َيْه ِمْ وَ أ ُغ ْمِضُ عَنْهُمْ نَاظِر ِي وَجُف ُو ن ِي<br />
وَ أ َق ْط َعُ أ َي َّامِي ب ِيَوْم ِ سُهُو ل َةٍ أ َق ْضِي ب ِهَا عُمْر ِي وَ يَوْم ِ حُزُونِ أ َل َا إن َّ أ َصْف َى ا ل ْعَيْش ِ مَا ط َابَ غِب ُّهُ وَمَا<br />
ن ِل ْتَهُ فِي ل َذ َّةٍ وَسُك ُونِ وَال ْحَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّائِ ل ُ مُسْتَوْج ِبًا ، وَا ل ْمَسْئ ُول ُ غ َيْرَ مُتَمَك ِّن ٍ ، ف َيَأ ْتِي ب ِال ْ حِمْ ل ِ عَل َى<br />
ا لن َّف ْس ِ مَا أ َمْك َنَ مِنْ يَسِير ٍ يَسُ د ُّ ب ِهِ خَل َّة ً ، أ َوْ يَدْف َعُ ب ِهِ مَذ َم َّة ً أ َوْ يُوَض ِّ حُ مِنْ أ َعْذ َ ار ِ ال ْمُعْو ِز ِينَ وَ تَوَج ُّع ِا ل ْمُتَأ َ ل ِّمِينَ مَا يَ جْعَل ُهُ<br />
فِي ا ل ْمَنْع ِ مَعْذ ُورًا وَ ب ِالت َّوَج ُّع ِ مَشْك ُورًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو ا لن َّصْر ِ ال ْعُتْب ِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى : ا لل َّهُ يَعْل َمُ أ َن ِّي ل َسْت ذ َا بُخْ ل ٍ وَل َسْتُ مُل ْتَمِسًا فِي ال ْبُخْل ِ لِي عِل َل َا ل َكِن َّ<br />
ط َاق َة َ مِث ْلِي غ َيْرُ خَافِيَةٍ وَ الن َّمْ ل ُ يُعْذ َ رُ فِيا ل ْق َدْر ِ ال َّذِي حَمَل َا وَرُب َّمَا تَ حَس َّرَ ب ِ حُدُوثِ ا ل ْعَ جْز ِ بَعْدَ تَق ْدُمْ ا ل ْق ُدْرَةِ عَل َى ف َوْتِ<br />
الص َّن ِيعَةِ وَزَوَ ال ِ ا ل ْعَادَةِ حَت َّى صَارَ أ َضْنَى جَسَدًا وَأ َز ِيدَ ك َمَدًا ، ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ : وَك ُنْتُ ك َبَاز ِ الس ُّوءِ ق ُص َّ جَنَاحُهُ<br />
يَرَى حَسَرَاتٍ ك ُل َّمَا ط َارَ ط َا ئِرُ يَرَى ط َائِرَاتِ ال ْ جَو ِّ تَ خْفِقُ حَوْ ل َهُ ف َيَذ ْك ُرُ إذ ْ ر ِيشُا ل ْ جَنَاحَيْن ِ وَ افِرُ وَ ال ْ حَال ُ الر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ :<br />
يَك ُون َ ا لس َّائِ ل ُ غ َيْرَ مُسْتَوْج ِب ٍ وَال ْمَسْئ ُول ُ مُتَمَك ِّنًا ، وَعَل َى ال ْبَذ ْل ِ ق َادِرًا ، ف َيَنْظ ُرُ ف َإ ِن ْ خَافَ ب ِالر َّد ِّ ق َدْحَ عِرْض ٍ ، أ َوْ ق ُبْ حَ<br />
هِ جَاءٍ مُمْض ٍ ، ك َان َ ال ْبَذ ْل ُ مَنْدُوبًا صِيَا نَة ً ل َا جُودًا<br />
.<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَا وَق َى ب ِهِ ال ْمَرْءُ عِرْ ضَهُ ف َهُوَ ل َهُ صَدَق َ ٌة { .<br />
وَ إ ِن ْ أ َمِنَ مِنْ ذ َ لِكَ وَسَلِمَ مِنْهُ ف َمِنْ ا لن َّا س ِ مَنْ غ َل َّبَ ا ل ْمَسْأ َ ل َة َ وَ أ َمَرَب ِا ل ْبَذ ْل ِ لِئ َل َّا يُق َا ب ِ ل َ ا لر َّجَاءَ ب ِا ل ْخَيْبَةِ وَا ل ْأ َمَ ل َ ب ِال ْإ ِيَا ِس .
ث ُ م َّ لِمَا فِيهِ مِنْ اعْتِيَادِ ا لر َّد ِّوَ اسْتِسْهَال ِا ل ْمَنْع ِ ال ْمُف ْضِي إل َى الش ُّ ح ِّ .<br />
وَ أ َنْشَدَا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ ، عَنْا ل ْكِسَا ئِيّ : ك َأ َن َّك فِي ا ل ْكِتَاب ِ وَجَدْتَ ل َاءً مُ حَر َّمَة ً عَل َيْك ف َل َا تَحِ ُّل ف َمَا تَدْر ِي إذ َا أ َعْط َيْت مَال ًا<br />
أ َيُك ْثِرُ مِنْ سَمَاحِك أ َمْ يُقِ ل ُّ إذ َا حَضَرَ الش ِّتَاءُ ف َأ َ نْتَ شَمْ سٌ وَ إ ِن ْ حَضَرَ ا ل ْمَصِيفُ ف َأ َنْتَ ظِ ل ُّ وَمِنْ الن َّا س ِ مَنْ اعْتَبَرَ<br />
ال ْأ َسْبَا ِب<br />
وَغ َل َّبَ حَال َ الس َّا ئِ ل ِ وَنَدَبَ إل َى ا ل ْمَنْع ِ إذ َا ك َان َ ا ل ْعَط َاءُ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ لِيَق ْوَى عَل َى ال ْ حُق ُو ق ِ إذ َا عُر ِ ضَتْ ، وَل َا يَعْ ج ِزُ عَنْهَا<br />
إذ َا ل َز ِمَتْ وَ تَعَي َّنَتْ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
ل َا تَجُدْ ب ِا ل ْعَط َاءِ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ ل َيْسَ فِي مَنْع ِ غ َيْر ِ ذِيا ل ْ حَق ِّ بُخْ ل ُ إ ن َّمَا ال ْ جُودُ أ َن ْ تَ جُودَ عَل َى<br />
مَنْ هُوَ لِل ْ جُودِ وَالن َّدَى مِنْك أ َهْ ل ُ ف َأ َم َّا مَنْ أ َجَابَ ا لس ُّؤَ ال َ ، وَوَعَدَ ب ِال ْبَذ ْل ِ وَالن َّوَال ِ ، ف َق َدْ صَا رَ ب ِوَعْدِهِ مَرْهُونًا وَ صَارَ<br />
وَف َاؤُهُ ب ِا ل ْوَعْدِ مَق ْرُونًا .<br />
ف َالِاعْتِبَارُ ب ِ حَق ِّ الس َّائِ ل ِ بَعْدَ ا ل ْوَعْدِ وَل َا سَب ِي ل َ إل َى مُرَ اجَعَةِ نَف ْسِهِ فِي ا لر َّد ِّ ، ف َيَسْتَوْج ِبُ مَعَ ذ َم ِّا ل ْمَنْع ِ ل ُؤْمَ ال ْبُخْ ل ِ وَمَق ْتَ<br />
ا ل ْق َادِر ِ وَهُجْنَة َ ال ْك َذ ُوب ِ .<br />
ث ُ م َّ ل َا سَب ِي ل َ لِمَط ْلِهِ بَعْدَا ل ْوَعْدِ ؛ لِمَا فِيا ل ْمَط ْ ل ِ مِنْ تَك ْدِير ِ الص َّن ِيع ِ وَ تَمْحِيق ِ الش ُّك ْر ِ .<br />
وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ فِي أ َمْث َا لِهَا : ال ْمَط ْل ُ أ َحَدُا ل ْمَنْعَيْن ِ ، وَال ْيَأ ْسُ أ َحَدُ ا لن َّجَ حَيْن ِ .<br />
وَق َال َ بَش َّا رُ بْنُ بُرْدٍ<br />
: أ َظ َل َّتْ عَل َيْنَا مِنْك يَوْمًاغ َمَامَة ٌ أ َضَاءَتْ ل َنَا بَرْق ًا وَأ َبْط َا رَشَاشُهَا ف َل َا غ َيْمُهَا يَجْلِي ف َيَيْأ َ سُ ط َامِعٌ وَل َا<br />
غ َيْث ُهَا يَأ ْتِي ف َيَرْو ِي عِط َاشُهَا ث ُ م َّ إذ َا أ َنْ جَزَ وَعْدَهُ ، وَأ َوْف َى عَهْدَهُ ، ل َمْ يَتْبَعْ نَف ْسَهُ مَا أ َعْط َى وَيَس َّرَ إن ْ ك َانَتْ يَدُهُ ال ْعُل ْيَا .<br />
ف َق َدْ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
:<br />
} ا ل ْيَدُ ال ْعُل ْيَا خَيْرٌ مِنْ ا ل ْيَدِ الس ُّف ْل َى<br />
. {<br />
:<br />
ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي إذ َا جَاءَ سَائِ ل ٌ أ َ أ َنْتَ ب ِمَا تُعْطِيهِ أ َمْ هُوَ أ َسْعَدُ عَسَى سَائِ ل ٌ ذ ُو حَاجَةٍ إن ْ مَنَعْتَهُ مِنْا ل ْيَوْم ِ<br />
سُؤْل ًا أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ غ َ دٌ وَل ْيَك ُنْ مِنْ سُرُور ِهِ إذ ْ ك َانَتْا ل ْأ َرْ زَا قُ مُق َد َّرَة ً أ َن ْ تَك ُون َ عَل َى يَدِهِ جَار ِ يَة ٌ ، وَمِنْ ج ِهَتِهِ وَا صِل َة ٌ ، ل َا<br />
تَنْتَقِ ل ُ عَنْهُ ب ِمَنْع ٍ وَل َا تَتَ حَو َّل ُ عَنْهُ ب ِإ ِ يَا س ٍ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا شَك َا ك َث ْرَة َ عِيَا لِهِ إل َى بَعْض ِ ا لز ُّه َّادِ ف َق َال َ<br />
إل َى مَنْز ِلِي .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ا ُنْظ ُرْ مَنْ ك َان َ مِنْهُمْ ل َيْسَ ر ِ زْق ُهُ عَل َى ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ف َ حَو ِّ ل ْهُ<br />
وَق َال َ ا بْنُ سِير ِ ينَ لِرَجُ ل ٍ ك َان َ يَأ ْ تِيهِ عَل َى دَا ب َّةٍ ف َف َق َدَ الد َّاب َّة َ مَا ف َعَ ل َ ب ِرْذ َوْنُك ؟ ق َال َ اشْتَد َّتْ عَل َي َّ مُؤْ نَتُهُ ف َب ِعْتُهُ .<br />
ق َال َ : أ َف َتَرَاهُ خَل َّفَ ر ِزْق َهُ عِنْدَك ؟ وَق َال َ ا بْنُ الر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : إن َّ لِل َّهِ غ َيْرَ مَرْعَاك مَرْعًى يَرْ تَعِيهِ وَغ َيْرُ مَائِك مَاءْ إن َّ<br />
لِل َّهِ ب ِا ل ْبَر ِ ي َّةِ ل ُط ْف ًا سَبَقَ ال ْأ ُم َّهَاتِ وَال ْآبَاءْ<br />
ث ُ م َّ لِيَك ُنْ غ َا لِبُ عَط َا ئِهِ لِل َّهِ تَعَال َى وَ أ َك ْث َرُ ق َصْدِهِ ا بْتِغَاءَ مَا عِنْدَ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ك َا َل َّذِي حَك َاهُ أ َبُو بَك ْرَة َ ، عَنْ عُمَرَ بْن ِ<br />
ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا أ َتَاهُ ف َق َال َ : يَا عُمَرُ ال ْ خَيْر ِ جُز ِ يتَ ال ْجَن َّهْ ا ُك ْسُ بُنَي َّاتِي وَ أ ُم َّهُن َّهْ وَك ُنْ ل َنَا مِنْ ا لز َّمَانِ<br />
جُن َّهْ أ ُق ْسِمُ ب ِا َ لل َّهِ ل َتَف ْعَل َن َّهْ ف َق َال َ عُمَرُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ف َإ ِن ْ ل َمْ أ َف ْعَل ْ يَك ُون ُ مَاذ َا ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
إذ ًا أ َ بَا حَف ْص ٍ ل َأ َذ ْهَبَن َّهْ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
ف َإ ِذ َا ذ َهَبْتَ يَك ُون ُ مَاذ َا ؟ ف َق َال َ يَك ُون ُ عَنْ حَالِي ل َتُسْأ َ ل َن َّهْ يَوْمَ تَك ُون ُا ل ْأ ُعْط َيَاتُ هَن َّهْ وَمَوْقِفُ ا ل ْمَسْئ ُول ِ بَيْنَهُن َّهْ إم َّا إل َى<br />
نَار ٍ وَإ ِم َّا جَن َّهْ ف َبَك َى عُمَرُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ حَت َّى اخْضَل َّتْ لِ حْيَتَهُ ث ُ م َّ ق َال َ : يَا غ ُل َامُ أ َعْطِهِ ق َمِيصِي هَذ َا لِذ َلِكَا ل ْيَوْم ِ ل َا<br />
لِشِعْر ِهِ أ َمَا وَا َ لل َّهِ ل َا أ َمْلِكُ غ َيْرَهُ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ا ل ْعَط َاءُ عَل َى هَذ َا ا ل ْوَجْهِ خَل َا مِنْ ط َل َب ِ جَزَ اءٍ وَشُك ْر ٍ ، وَعَرَى عَنْ امْتِنَانٍ وَنَشْر ٍ ، ف َك َان َ ذ َلِكَ أ َشْرَفَ لِل ْبَاذِل ِ
، وَ أ َهْنَأ َ لِل ْق َا ب ِ ل ِ .<br />
وَأ َم َّا ال ْمُعْطِي إذ َا ال ْتَمَسَ ب ِعَط َا ئِهِ ال ْجَزَاءَ ، وَط َل َبَ ب ِهِ ا لش ُّك ْرَ وَالث َّنَاءَ ف َهُوَ خَا ر ِ جٌ ب ِعَط َا ئِهِ عَنْ حُك ْم ِ الس َّ خَاءِ ؛ لِأ َ ن َّهُ إن ْ<br />
ط َل َبَ ب ِهِ الش ُّك ْرَ وَالث َّنَاءَ ، ك َان َ صَاحِبَ سُمْعَةٍ وَر ِ يَاءٍ ، وَفِي هَذ َ يْن ِ مِنْ ال ذ َّم ِّ مَا يُنَافِي ا لس َّ خَاءَ .<br />
وَ إ ِن ْ ط َل َبَ ب ِهِ ال ْ جَزَ اءَ ك َان َ تَاج ِرًا مُتَرَب ِّحًا ل َا يَسْتَ حِق ُّ حَمْدًا وَل َا مَدْحًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى<br />
أ َف ْضَ ل َ مِنْهَا .<br />
وَك َان َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ يَق ُول ُ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ذ َلِكَ<br />
} :<br />
:<br />
وَل َا تَمْنُنْ تَسْتَك ْثِرْ { إ ن َّهُ ل َا يُعْطِي عَطِي َّة ً يَل ْتَمِسُ ب ِهَا<br />
ل َا تَمْنُنْ ب ِعَمَلِك تَسْتَك ْثِرْ عَل َى رَب ِّك .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ :وَ ل َيْسَتْ يَ دٌ أ َوْل َيْتَهَا ب ِغَن ِيمَةٍ إذ َا ك ُنْتَ تَرْجُو أ َن ْ تُعِ د َّ ل َهَا شُك ْرَا غِنَىا ل ْمَرْءِ مَا يَك ْفِيهِ مِنْ سَ د ِّ حَاجَةٍ<br />
ف َإ ِن ْ زَ ادَ شَيْئ ًا عَادَ ذ َ اكَ ال ْغِنَى<br />
ف َق ْرَا وَاعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْك َر ِيمَ يُجْتَدَى ب ِال ْك َرَ امَةِ وَالل ُّط ْفِ ، وَالل َّئِيمُ يَجْتَدِي ب ِا ل ْمَهَا نَةِ وَال ْعُنْفِ ، ف َل َا يَ جُودُ إل َّا خَوْف ًا ، وَل َا<br />
يُ ج ِيبُ إل َّا عُنْف ًا ، ك َمَا ق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
:<br />
رَأ َيْتُك مِث ْ ل َال ْ جَوْز ِ يَمْنَعُ ل ُب َّهُ صَحِيحًا وَيُعْطِي خَيْرَهُ حِينَ يُك ْسَرُ ف َاحْذ َرْ أ َن ْ<br />
تَك ُون َا ل ْمَهَا نَة ُ ط َر ِ يق ًا إل َى اجْتِدَ ائِك ، وَال ْخَوْفُ سَب ِيل ًا إل َى إعْط َائِك ، ف َيَجْر ِي عَل َيْك سَف َهُ ا لط َّعَام ِ ، وَ امْتِهَان ُ ا لل ِّئ َام ِ ،<br />
وَل ْيَك ُنْ جُودُك ك َرْمًا وَرَغ ْبَة ً ، ل َا ل ُؤْمًا وَرَهْبَة ً ، ك َيْ ل َا يَك ُون َ مَعَ ا ل ْوَ صْمَةِ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ بْنُ ال ْأ َحْنَفِ : صِرْتُ ك َأ َن ِّي<br />
ذ ُبَال َة ٌ نُصِبَتْ تُضِيءُ لِلن َّا س ِ وَهِيَ تَ حْتَر ِقُ<br />
وَأ َم َّا الن َّوْ عُ الث َّان ِي مِنْ ا ل ْب ِر ِّ ف َهُوَا ل ْمَعْرُوفُ وَ يَتَنَو َّ عُ أ َيْضًا نَوْعَيْن ِ ق َوْل ًا وَعَمَل ًا :<br />
ف َأ َم َّا ال ْق َوْل ُ ف َهُوَ طِيبُ ال ْك َل َام ِ وَحُسْنُا ل ْب ِشْر ِ وَ الت َّوَد ُّدُ ب ِ جَمِي ل ِ ا ل ْق َوْل ِ .<br />
وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ حُسْنُ ال ْ خُل ُق ِ وَر ِق َّة ُ ا لط َّبْع ِ .<br />
أ َمَل ًا<br />
.<br />
{<br />
وَ يَج ِبُ أ َن ْ يَك ُون َ مَحْدُودًا ك َا لس َّ خَاءِ ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ أ َسْرَفَ فِيهِ ك َان َ مَلِق ًا مَذ ْمُومًا ، وَ إ ِن ْ تَوَس َّط َ وَ اق ْتَصَدَ فِيهِ ك َان َ مَعْرُوف ًا<br />
وَب ِرا مَحْمُودًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ، فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى : } وَ ال ْبَاقِيَاتُ الص َّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَب ِّك ث َوَابًا وَخَيْرٌ<br />
إن َّهَا ا ل ْك َل َامُ ا لط َّي ِّبُ وَك َان َ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْر ٍ يَتَأ َو َّل ُ أ َن َّهَا ا لص َّل َوَ اتُ ال ْخَمْسُ .<br />
وَرَوَى سَعِي دٌ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
مِنْك ُمْ بَسْط ُ ال ْوُجُوهِ وَحُسْنُ ا ل ْ خُل ُق ِ<br />
:<br />
. {<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ ُنْشِدَ عِنْدَهُ ق َوْل ُا ل ْأ َعْرَا ب ِي ِّ هَذ َا<br />
:<br />
} إن َّك ُمْ ل َنْ تَسَعُو ا ا لن َّا سَ ب ِأ َمْوَالِك ُمْ ف َل ْيَسَعْهُمْ<br />
وَحَي ِّ ذ َو ِيا ل ْأ َ ضْغَانِ تَسْب ِ ق ُل ُوبَهُمْ تَحِي َّتَك<br />
ال ْحُسْنَى ف َق َدْ يُرْق َعُ ا لن َّعْ ل ُ ف َإ ِن ْ دَحَسُو اب ِا ل ْمَك ْر ِ ف َاعْفُ تَك َر ُّمًا وَ إ ِن ْ حَبَسُو ا عَنْك ال ْ حَدِ يث َ ف َل َا تَسْ ل ُ ف َإ ِن َّ ا ل َّذِي يُؤْذِيك<br />
مِنْهُ سَمَاعُهُ وَ إ ِن َّ ال َّذِي ق َال ُوا وَرَ اءَك ل َمْ يَق ْ ل ُ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ مِنْ الش ِّعْر ِ ل َحِك ْمَة ً ، وَ إ ِن َّ مِنْ<br />
ا ل ْبَيَانِ ل َسِحْرًا<br />
} :<br />
. {<br />
وَقِي ل َ لِل ْعَت َّاب ِي ِّ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
: إن َّك تَل ْق َى ا ل ْعَام َّة َ ب ِب ِشْر ٍ وَتَق ْر ِيب ٍ ، ق َال َ : دَف ْعُ صَن ِيعَةٍ ب ِأ َ يْسَر ِ مُؤْ نَةٍ وَ اك ْتِسَابُ إخْوَ انٍ ب ِأ َ يْسَر ِ مَبْذ ُول ٍ .<br />
مَنْ ق َ ل َّ حَيَاؤُهُ ق َ ل َّ أ َحِب َّاؤُهُ .<br />
: أ َ بُنَي َّ إن َّ ا ل ْب ِشْرَ شَ يْءٌ هَي ِّنٌ وَ جْهٌ ط َلِيقٌ وَك َل َامٌ ل َي ِّنٌ وَق َال َ بَعْضُهُمْ : ال ْمَرْءُ ل َا يُعْرَفُ مِق ْدَ ارُهُ مَا ل َمْ<br />
تَب ِنْ لِلن َّا س ِ أ َف ْعَا ل ُهُ وَك ُ ل ُّ مَنْ يَمْنَعُن ِي ب ِشْرَهُ ف َق َل َّمَا يَنْف َعُن ِي مَا ل ُهُ وَأ َم َّا ا ل ْعَمَ ل ُ ف َهُوَ بَذ ْل ُ
ال ْ جَاهِ وَا ل ْإ ِسْعَادُ ب ِا لن َّف ْس ِ وَا ل ْمَعُو نَة ُ فِي ا لن َّائِبَةِ .<br />
وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ حُب ُّ ال ْ خَيْر ِ لِلن َّا س ِ وَ إ ِيث َارُ الص َّل َاح ِ ل َهُمْ ، وَ ل َ يْسَ فِي هَذِهِ ا ل ْأ ُمُور ِ سَرَفٌ ، وَل َا لِغَا يَتِهَا حَ د ٌّ ، ب ِ خِل َافِ<br />
ا لن َّوْ ع ِ ا ل ْأ َو َّل ِ ؛ لِأ َن َّهَا وَ إ ِن ْ ك َث ُرَتْ ف َه ِيَ أ َف ْعَال ُ خَيْر ٍ تَعُودُ ب ِنَف ْعَيْن ِ :نَف ْعٌ عَل َى ف َاعِلِهَا فِي اك ْتِسَاب ِ ا ل ْأ َجْر ِ وَجَمِي ل ِ ا لذ ِّك ْر ِ ،<br />
وَ نَف ْعٌ عَل َى ا ل ْمُعَانِ ب ِهَا فِي الت َّخْفِيفِ عَنْهُ وَ ا ل ْمُسَاعَدَةِ ل َهُ .<br />
وَق َدْ رَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ ا ل ْمُنْك َدِر ِ عَنْ جَا ب ِر ٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } صَنَا ئِعُا ل ْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَار ِ عَ الس ُّوءِ<br />
:<br />
} ك ُ ل ُّ مَعْرُوفٍ صَدَق َ ٌة<br />
{<br />
. {<br />
:<br />
وَعَنْهُ عَل َيْهِ ا لص َّل َاة ُ وَا لس َّل َامُ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
{ا ل ْمَعْرُوفُ ك َاسْمِهِ وَ أ َو َّل ُ مَنْ يَدْخُ ل ُ ال ْ جَن َّة َ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِا ل ْمَعْرُوفُ وَ أ َهْل ُهُ<br />
، وَق َال َ ا لن َّب ِي ُّ<br />
. {<br />
:<br />
ل َا يُزْهِدَن َّك فِيا ل ْمَعْرُوفِ ك ُف ْرُ مَنْ ك َف َرَهُ ف َق َدْ يَشْك ُرُ الش َّاكِرُ ب ِأ َضْعَافِ<br />
جُ حُودِ ال ْك َافِر ِ .<br />
وَق َال َ ال ْ حُط َيْئ َة ُ : مَنْ يَف ْعَل ْ ال ْ خَيْرَ ل َا يَعْدَمْ جَوَا ئِزَهُ ل َا يَذ ْهَبُ ا ل ْعُرْفُ بَيْنَ ا لل َّهِ وَالن َّاس ِ وَ أ َنْشَدَ ا لر ِّ يَاشِي ُّ : يَدُ ا ل ْمَعْرُوفِ<br />
غ ُنْ مٌ حَيْث ُ ك َانَتْ تَحَم َّل َهَا ك َف ُو رٌ أ َمْ شَك ُو رُ ف َفِي شُك ْر ِ ا لش َّك ُور ِ ل َهَاجَزَ اءٌ وَعِنْدَ ا لل َّهِ مَا ك َف َرَ ال ْك َف ُو رُ ف َيَنْبَغِي لِمَنْ يَق ْدِرُ<br />
عَل َى ابْتِدَاءِ ا ل ْمَعْرُوفِ أ َن ْ يُعَ ج ِّل َهُ حَذ َرَ ف َوَ ا تِهِ ، وَيُبَادِرَ ب ِهِ خِيف َة ُ عَ جْز ِهِ .<br />
وَل ْيَعْل َمْ أ َ ن َّهُ مِنْ ف ُرَص ِ زَمَا ن ِهِ ، وَغ َنَائِم ِ إمْك َا ن ِهِ ، وَل َا يُهْمِل ُهُ ثِق َة ً ب ِق ُدْرَ تِهِ عَل َيْهِ ، ف َك َمْ وَا ثِق ٍ ب ِق ُدْرَةٍ ف َاتَتْ ف َأ َعْق َبَتْ نَدَمًا ،<br />
وَمُعَو ِّل ٍ عَل َى مُك ْنَةٍ زَال َتْ ف َأ َوْرَ ث َتْ خَجَل ًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : مَاز ِ ل ْتُ أ َسْمَعُ ك َمْ مِنْ وَ ا ثِق ٍ خَ ج ِ ل ٍ حَت َّى ا ُ بْتُلِيتُ ف َك ُنْتُا ل ْوَا ثِقَ ال ْخَج ِل َا وَ ل َوْ ف َطِنَ لِنَوَا ئِب ِ دَهْر ِهِ ،<br />
وَ تَ حَف َّظ َ مِنْ عَوَ اقِب ِ مَك ْر ِهِ ، ل َك َانَتْ مَغَا ن ِمُهُ مَذ ْخُورَة ً ، وَمَغَا ر ِمُهُ مَ خْبُورَة ً .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ ث َمَرَة ٌ وَ ث َمَرَة ُ ا ل ْمَعْرُوفِ تَعْ ج ِي ل ُ الس َّرَاح ِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َعْظ َمُ ا ل ْمَصَا ئِب ِ عِنْدَك ُمْ ؟ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ ان َ مَنْ أ َخ َّرَا ل ْف ُرْ صَة َ عَنْ وَق ْتِهَا ف َل ْيَك ُنْ عَل َى ثِق َةٍ مِنْ ف َوْتِهَا<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
.<br />
:<br />
أ َن ْ تَق ْدِرَ عَل َى ا ل ْمَعْرُوفِ وَل َا تَصْط َن ِعُهُ حَت َّى يَف ُوتَ .<br />
إذ َا هَب َّتْ ر ِ يَاحُك ف َاغ ْتَن ِمْهَا ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ خَافِق َةٍ سُك ُون ُ وَل َا تَغْف ُل ْ عَنْ ا ل ْإ ِحْسَانِ فِيهَا ف َمَا تَدْر ِي<br />
ا لس ُّك ُون ُ مَتَى يَك ُون ُ وَ إ ِن ْ دَر َّتْ ن ِيَاق ُك ف َاحْتَلِبْهَا ف َمَا تَدْر ِي ا ل ْف َصِي ل ُ لِمَنْ يَك ُون ُ وَرُو ِيَ أ َن َّ بَعْضَ وُزَرَ اءِ بَن ِي ا ل ْعَب َّا س ِ<br />
:<br />
:<br />
مَط َ ل َ رَاغِبًا إ ل َيْهِ فِي عَمَ ل ٍ يَسْتَك ْفِيهِ إ ي َّاهُ ، ف َك َتَبَ إ ل َيْهِ بَعْدَ ط ُول ِ ا ل ْمَط ْ ل ِ ب ِهِ أ َمَا يَدْعُوكَ ط ُول ُ الص َّبْر ِ مِن ِّي عَل َى اسْتِئ ْنَافِ<br />
مَنْف َعَتِي وَشُغْلِي وَعِل ْمُك أ َن َّ ذ َا الس ُّل ْط َان َ غ َادٍ عَل َى خَط َرَ يْن ِ مِنْ مَوْتٍ وَعَزْل ِ وَأ َن َّك إن ْ تَرَك ْتَ ق َضَاءَ حَق ِّي إل َى وَق ْتِ<br />
ا لت َّف َر ُّ غ ِ وَالت َّخَل ِّي سَتُصْب ِ حُ نَادِمًا أ َسَف ًا مُعَزى عَل َى ف َوْتِ ا لص َّن ِيعَةِ عِنْدَ مِث ْلِي وَك َتَبَ بَعْضُ ذِي ال ْ حُرُمَاتِ إل َى وَ ال ٍ ق َدْ<br />
ق َص َّرَ فِي ر ِعَا يَةِ حُرْمَتِهِ يَق ُول ُ أ َعَل َى الص ِّرَ اطِ تُر ِيدُ رَعِي َّة َ حُرْمَتِي أ َمْ فِي ا ل ْحِسَاب ِ تَمُن ُّ ب ِال ْإ ِنْعَام ِ لِلن َّف ْع ِ فِي الد ُّنْيَا أ َرَدْتُك<br />
ف َا نْتَب ِهْ لِحَوَائِج ِي مِنْ رَق ْدَةِ ا لن ُّوَ ام ِ وَك َتَبَ أ َبُو عَلِي ٍّ ا ل ْبَصِيرُ إل َى بَعْض ِ ال ْوُزَرَاءِ وَق َدْ اعْتَذ َرَ إ ل َيْهِ ب ِك َث ْرَةِ ا ل ْأ َشْغَال ِ يَق ُول ُ<br />
: ل َنَا<br />
ك ُ ل َّ يَوْم ٍ نَوْ بَة ٌ ق َدْ نَنُوبُهَا وَ ل َيْسَ ل َنَا ر ِزْ قٌ وَل َا عِنْدَنَا ف َضْ ل ُ ف َإ ِن ْ تَعْتَذِرْ ب ِا لش َّغْ ل ِ عَن َّا ف َإ ِ ن َّمَا تُنَاط ُ ب ِك ال ْ آمَال ُ مَا ات َّصَ ل َ ا لش ُّغْ ل ُ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْمَعْرُوفِ شُرُوط ًا ل َا يَتِم ُّ إل َّا ب ِهَا ، وَل َا يَك ْمُ ل ُ إل َّا مَعَهَا .<br />
ف َمِنْ ذ َ لِكَ سَتْرُهُ عَنْ إذ َ اعَةٍ يَسْتَطِي ل ُ ل َهَا ، وَ إ ِخْف َاؤُهُ عَنْ إشَاعَةٍ يَسْتَدِل ُّ ب ِهَا .<br />
ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
إذ َاا صْط َنَعَتْ ا ل ْمَعْرُوفَ ف َاسْتُرْهُ ، وَإ ِذ َا صُن ِعَ إل َيْك<br />
ف َا نْشُرْهُ .<br />
وَ ل َق َدْ ق َال َ دِعْب ِ ل ٌال ْ خُزَ اعِي ُّ : إذ َا ا نْتَق َمُو ا أ َعْل َنُو ا أ َمْرَهُمْ وَ إ ِن ْأ َ نْعَمُو اأ َ نْعَمُو ا ب ِاك ْتِتَام ِ يَق ُومُ ال ْق ُعُودُ إذ َا أ َق ْبَل ُو ا وَ تَق ْعُدُ هَيْبَتُهُمْ
ب ِا ل ْقِيَام ِ عَل َى أ َن َّ سَتْرَا ل ْمَعْرُوفِ مِنْ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِ ظ ُهُور ِهِ ، وَ أ َ بْل َغ َ دَوَ اعِي نَشْر ِهِ ؛ لِمَا جُب ِل َتْ عَل َيْهِ ا لن ُّف ُو سُ مِنْ إظ ْهَار ِ<br />
مَا خُف ِّي وَ إ ِعْل َان ُ مَا ك ُتِمَ .<br />
وَق َال َ سَهْ ل ُ بْنُ هَارُون َ : خِ ل ٌّ إذ َا ج ِئ ْتَهُ يَوْمًا لِتَسْأ َ ل َهُ أ َعْط َاك مَا مَل َك َتْ ك َف َّاهُ وَاعْتَذ َرَا يُخْفِي ضَا ئِعَهُ وَا َلل َّهُ يُظ ْه ِرُهَا إن َّ<br />
ال ْ جَمِي ل َ إذ َا أ َخْف َيْتَهُ ظ َهَرَا وَمِنْ شُرُوط ُ ا ل ْمَعْرُوفِ تَصْغِيرُهُ عَنْ أ َن ْ يَرَ اهُ مُسْتَك ْبَرًا ، وَ تَق ْلِيل ُهُ عَنْ أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَك ْثِرًا ،<br />
لِئ َل َّا يَصِيرَ ب ِهِ مُدِلًّا بَطِرًا وَمُسْتَطِيل ًا أ َشِرًا .<br />
وَق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمُط َّلِب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ل َا يَتِم ُّا ل ْمَعْرُوفُ إل َّا ب ِث َل َاثٍ خِصَال ٍ : تَعْ ج ِيل ُهُ وَتَصْغِيرُهُ وَسَتْرُهُ ، ف َإ ِذ َا<br />
عَ ج َّل ْتَهُ هَن َّأ ْ تَهُ ، وَإ ِذ َا صَغ َّرْ تَهُ عَظ َّمْتَهُ ، وَإ ِذ َا سَتَرْ تَهُ أ َ تْمَمْتَهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
مَ شْهُو رٌ خَطِيرُ وَمِنْ شُرُوطِا ل ْمَعْرُوفِ<br />
وَ إ ِحْبَاطِ ال ْأ َجْر ِ .<br />
.<br />
: زَادَكا ل ْمَعْرُوفُ عِنْدِي عِظ َمًا إ ن َّهُ عِنْدَكمَيْ سُو رٌ حَقِيرُ وَ تَنَاسَيْتَ ك َأ َن ْ ل َمْ تَأ ْ تِهِ وَهُوَ عِنْدَ الن َّا س ِ<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
: مُ جَا نَبَة ُ ا لِامْتِنَانِ ب ِهِ وَ تَرْكُ ا ل ْإ ِعْ جَاب ِ ب ِفِعْلِهِ ؛ لِمَا فِيه ِمَا مِنْ إسْق َاطِ الش ُّك ْر ِ ،<br />
} إي َّاك ُمْ وَا لِامْتِنَان َ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ ف َإ ِ ن َّهُ يُبْطِ ل ُ ا لش ُّك ْرَ ، وَ يَمْ حَقُ ا ل ْأ َجْرَ<br />
.<br />
ث ُ م َّ تَل َا : } ل َا تُبْطِل ُو ا صَدَق َاتِك ُمْ ب ِا ل ْمَن ِّ وَال ْأ َذ َى { { وَسَمِعَ ا بْنُ سِير ِ ينَ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِرَجُ ل ٍ : ف َعَل ْتُ إل َيْك وَف َعَل ْتُ .<br />
: ف َق َال َ ا بْنُ سِير ِ ينَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
ا ُسْك ُتْ ف َل َا خَيْرَ فِيا ل ْمَعْرُوفِ إذ َا أ ُحْصِيَ .<br />
:ا ل ْمَن ُّ مَف ْسَدَة ُ ا لص َّن ِيعَةِ .<br />
: ك َد َّرَ مَعْرُوف ًا امْتِنَان ٌ وَ ضَي َّعَ حَسَبًاامْتِهَان ٌ .<br />
مَنْ مَن َّ ب ِمَعْرُوفِهِ<br />
.<br />
:<br />
أ َسْق َط َ شُك ْر ِهِ ، وَمَنْ أ ُعْج ِبَ ب ِعَمَلِهِ أ ُحْب ِط َ أ َجْرُهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ ق ُو َّة ُ ا ل ْمِنَن ِ مِنْ ضَعْفِ ا ل ْمُنَن ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : أ َف ْسَدْتَ ب ِا ل ْمَن ِّ مَا أ َسْدَيْتَ مِنْ حُسْن ٍ ل َيْسَ ال ْك َر ِيمُ إذ َا أ َسْدَى ب ِمَن َّانِ وَق َال َ أ َبُو نُوَ ا س ٍ : ف َامْض ِ ل َا<br />
تَمْنُنْ عَل َي َّ يَدًا مَن َّك ا ل ْمَعْرُوفَ مِنْ ك َدَر ِهِ وَأ َ نْشَدْتُ عَنْ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
ل َا تَ حْمِل َن َّ لِمَنْ يَمُن ُّ مِنْ ال ْأ َنَا ِم<br />
عَل َيْك مِن َّهْ وَاخْتَرْ لِنَف ْسِك حَظ َّهَا وَاصْب ِرْ ف َإ ِن َّ الص َّبْرَ جُن َّهْ مِنَنُ ا لر ِّجَال ِ عَل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ أ َشَد ُّ مِنْ وَق ْع ِ ا ل ْأ َسِن َّهْ وَمِنْ شُرُوطِ<br />
ا ل ْمَعْرُوفِ أ َن ْ ل َا يَ حْتَقِرَ مِنْهُ شَيْئ ًا ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ق َلِيل ًا نَزْرًا إذ َا ك َان َ ا ل ْك َثِيرُ مَعُوزًا وَك ُنْت عَنْهُ عَاج ِزًا ، ف َإ ِن َّ مَنْ حَق َّرَ يَسِيرَهُ<br />
ف َمَنَعَ مِنْهُ أ َعْ جَزَهُ ك َثِيرُهُ ف َامْتَنَعَ عَنْهُ ، وَفِعْ ل ُ ق َلِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ أ َف ْضَ ل ُ مِنْ تَرْكِهِ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ جَعْف َر ٍ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
} :<br />
ل َا يَمْنَعُك ُمْ مِنْا ل ْمَعْرُوفِ صَغِيرُهُ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
ل َا تَسْتَ ح ِ مِنْ ا ل ْق َلِي ل ِ ف َإ ِن َّا ل ْمَنْعَ أ َق َ ل ُّ مِنْهُ ، وَل َا تَجْبُنْ عَنْ ا ل ْك َثِير ِ ف َإ ِن َّك أ َك ْث َرُ مِنْهُ .<br />
اعْمَل ْال ْ خَيْرَ مَااسْتَط َعْتَ وَ إ ِن ْ ك َان َ ق َلِيل ًا ف َل َنْ تُ حِيط َ ب ِك ُل ِّهِ وَمَتَى تَف ْعَ ل ُ ال ْك َثِيرَ مِنْ ال ْخَيْر ِ إذ َا ك ُنْتَ<br />
تَار ِك ًا لِأ َق َل ِّهِ عَل َى أ َن َّ مِنْ ا ل ْمَعْرُوفِ مَا ل َا ك ُل ْف َة َ عَل َى مُو لِيهِ ، وَل َا مَشَق َّة َ عَل َى مُسْدِ يهِ ، وَإ ِ ن َّمَا هُوَ جَاهٌ يَسْتَظِ ل ُّ ب ِهِ ال ْأ َدْنَى<br />
وَ يَرْ تَفِقُ ب ِهِ ا لت َّا ب ِعُ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
: ظِ ل ُّ ال ْف َتَى يَنْف َعُ مَنْ دُو نَهُ وَمَا ل َهُ فِي ظِل ِّهِ حَظ ُّ وَاعْل َمْ أ َن َّك ل َنْ تَسْتَطِيعَ أ َن ْ تَسَعَ جَمِيعَ ا لن َّا س ِ مَعْرُوف ُك<br />
وَل َا أ َن ْ تُو لِيَهُمْ إحْسَانَك ، ف َاعْتَمِدْ ب ِذ َلِكَ أ َهْ ل َ ا ل ْف َضْ ل ِ مِنْهُمْ وَال ْحِف َاظِ وَاق ْصِدْ ب ِهِ ذ َو ِي ا لر ِّعَا يَةِ وَا ل ْو ِدَادِ ؛ لِيَك ُون َ<br />
مَعْرُوف ُك فِيه ِمْ نَامِيًا ، وَ صَن ِيعُك عِنْدَهُمْ زَاكِيًا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ
وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ل َا تَنْف َعُ الص َّن ِيعَة ُ إل َّا عِنْدَ ذِي حَسَب ٍ وَدِ ين ٍ { .<br />
وَق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى الل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ }<br />
وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ ث َاب ِتٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
إذ َا أ َرَ ادَ ا لل َّهُ ب ِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَ ل َ صَنَا ئِعَهُ فِي أ َهْ ل ِ ال ْ حِف َاظِ { .<br />
صَن ِيعَة ً ف َاعْمَل ْ ب ِهَا لِل َّهِ أ َوْ لِذ َو ِيا ل ْق َرَا بَةِ أ َوْ دَعْ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ<br />
إن َّ الص َّن ِيعَة َ ل َا تَك ُون ُ صَن ِيعَة ً حَت َّى يُصَابَ ب ِهَا ط َر ِ يقُ ا ل ْمَصْنَع ِ ف َإ ِذ َا صَنَ عْتَ<br />
: ل َا خَيْرَ فِي مَعْرُوفٍ إل َى غ َيْر ِ عَرُوفٍ .<br />
وَق َدْ ضَرَبَ الش َّاعِرُ ب ِهِ مَث َل ًا ق َال َ : ك َ حِمَار ِ ا لس ُّوءِ إن ْأ َشْبَعْتَهُ رَمَ حَ ا لن َّا سَ وَإ ِن ْ جَا عَ نَهَقْ وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ : عَل َى<br />
ق َدْر ِ ا ل ْمَغَار ِ س ِ يَك ُون ُ اجْتِنَاءُ ا ل ْغَار ِ س ِ ، ف َأ َخَذ َهُ بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ ل َعَمْرُك مَا ا ل ْمَعْرُوفُ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ وَفِي أ َهْلِهِ إل َّا<br />
:<br />
ك َبَعْض ِ ا ل ْوَدَا ئِع ِ ف َمُسْتَوْدَ عٌ ضَا عَ ال َّذِي ك َان َ عِنْدَهُ وَمُسْتَوْدَ عٌ مَا عِنْدَهُ غ َيْرُ ضَائِع ِ وَمَا ا لن َّا سُ فِي شُك ْر ِ الص َّن ِيعَةِ عِنْدَهُمْ<br />
وَفِي ك ُف ْر ِهَا إل َّا ك َبَعْض ِ ا ل ْمَزَار ِ ع ِ ف َمَزْرَعَة ٌ ط َابَتْ وَأ َ ضْعَفَ نَبْتُهَا وَمَزْرَعَة ٌ أ َك ْدَتْ عَل َى ك ُ ل ِّ زَار ِ ع ِ وَأ َم َّا مَنْ أ ُسْدِيَ إ ل َيْهِ<br />
ا ل ْمَعْرُوفُ وَ ا صْط ُن ِعَ إ ل َيْهِ ال ْإ ِحْسَان ُ ف َق َدْ صَارَ ب ِأ َسْر ِا ل ْمَعْرُوفِ مَوْث ُوق ًا ، وَفِي مِل ْكِا ل ْإ ِحْسَانِ مَرْق ُوق ًا ، وَ ل َز ِمَهُ ، إن ْ ك َان َ<br />
مِنْ أ َهْ ل ِ ا ل ْمُك َاف َأ َةِ ، أ َن ْ يُك َافِئ َ عَل َيْهَا .<br />
وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ مِنْ<br />
أ َهْلِهَا أ َن ْ يُق َا ب ِ ل َا ل ْمَعْرُوفَ ب ِنَشْر ِهِ ، وَ يُق َا ب ِ ل َ ا ل ْف َاعِ ل َ ب ِشُك ْر ِهِ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َق َدْ ك َف َرَهُ<br />
} :<br />
. {<br />
وَرَوَىا لز ُّهْر ِي ُّ عَنْ عُرْوَة َ عَنْ عَا ئِشَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا ق َال َتْ<br />
أ َ تَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َ يْن ِا ل ْبَيْتَيْن ِ<br />
:<br />
مَنْ أ َوْدَ عَ مَعْرُوف ًا ف َل ْيَنْشُرْهُ ف َإ ِن ْ نَشَرَهُ ف َق َدْ شَك َرَهُ ، وَ إ ِن ْ ك َتَمَهُ<br />
} دَخَ ل َ عَل َي َّ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَأ َنَا<br />
: ارْف َعْ ضَعِيف َك ل َا يَخُونُك ضَعْف ُهُ يَوْمًا ف َتُدْر ِك ُهُ ال ْعَوَاقِبُ ق َدْ نَمَا يُجْز ِيك أ َوْ يُث ْن ِي عَل َيْكَ وَ إ ِن َّ<br />
مَنْ أ َث ْنَى عَل َيْكَ ب ِمَا ف َعَل ْت ف َق َدْ جَزَى ف َق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
أ َ تَا ن ِي جَبْرَا ئِي ل ُ ب ِر ِسَا ل َةٍ مِنْ رَب ِّي تَعَال َى<br />
ك َاف َأ َهُ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
رُد ِّي عَل َي َّ ق َوْل َ ال ْيَهُودِي ِّ - ق َا تَل َهُ ا لل َّهُ<br />
- ل َق َدْ<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ<br />
:<br />
: الش ُّك ْرُ ق َيْدُ ا لن ِّعَم ِ .<br />
أ َي ُّمَا رَجُ ل ٍ صَنَعَ إل َى أ َخِيهِ صَن ِيعَة ً ف َل َمْ يَج ِدْ ل َهَا جَزَ اءً إل َّا ا لد ُّعَاءَ وَالث َّنَاءَ ف َق َدْ<br />
مَنْ ل َمْ يَشْك ُرْ ال ْإ ِنْعَامَ ف َاعْدُدْهُ مِنْ ال ْأ َنْعَام ِ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ قِيمَة ُ ك ُ ل ِّ ن ِعْمَةٍ شُك ْرُهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
: ك ُف ْرُ ا لن ِّعَم ِ مِنْ أ َمَارَاتِ ال ْبَط َر ِ وَأ َسْبَاب ِ ا ل ْغِيَر ِ .<br />
: ا ل ْك َر ِيمُ شَ ك ُو رٌ أ َوْمَشْ ك ُو رٌ ، وَا لل َّئِيمُ ك َف ُو رٌ أ َوْمَ ك ْف ُو رٌ .<br />
ل َا زَوَ ال َ لِلن ِّعْمَةِ مَعَ ا لش ُّك ْر ِ ، وَل َا بَق َاءَ ل َهَا مَعَ ال ْك ُف ْ ِر .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : شُك ْرُ ال ْإ ِ ل َهِ ب ِط ُول ِ الث َّنَاءِ وَشُك ْرُ ال ْوُل َاةِ ب ِصِدْ ق ِ ال ْوَل َاءِ وَشُك ْرُ ا لن َّظِير ِ ب ِ حُسْن ِ ال ْ جَزَ اءِ وَشُك ْرُك الد ُّون َ<br />
ب ِحُسْن ِ ا ل ْعَط َاءِ وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : ف َل َوْ ك َان َ يَسْتَغْن ِي عَنْ ا لش ُّك ْر ِ مَاج ِ دٌ لِعِز َّةِ مُل ْكٍ أ َوْ عُل ُو ِّ مَك َانِ ل َمَا أ َمَرَ ا لل َّهُ ا ل ْعِبَادَ<br />
ب ِشُك ْر ِهِ ف َق َال َ : ا ُشْك ُرُو ا لِي أ َي ُّهَا ا لث َّق َل َانِ ف َإ ِن َّ مَنْ شَك َرَ مَعْرُوفَ مَنْ أ َحْسَنَ إل َيْهِ ، وَ نَشَرَ أ َف ْضَال َ مَنْ أ َ نْعَمَ عَل َيْهِ ، ف َق َدْ<br />
أ َد َّى حَق َّ ا لن ِّعْمَةِ ، وَق َضَى مُوج ِب ِ الص َّن ِيعَة ، وَ ل َمْ يَبْقَ عَل َيْهِ إل َّا اسْتِدَ امَة ُ ذ َ لِكَ إتْمَامًا لِشُك ْر ِهِ لِيَك ُون َ لِل ْمَز ِيدِ مُسْتَحِقًّا<br />
وَ لِمُتَا بَعَةِا ل ْإ ِحْسَانِ مُسْتَوْج ِبًا .<br />
حُكِيَ أ َن َّ ال ْحَ ج َّاجَ أ ُتِيَ إ ل َيْهِ ب ِق َوْم ٍ مِنْ ال ْ خَوَار ِج ِ ، وَك َان َ فِيه ِمْ صَ دِ يقٌ ل َهُ ف َأ َمَرَ ب ِق َتْلِه ِمْ إل َّا ذ َلِكَ الص َّدِ يقُ ف َإ ِ ن َّهُ عَف َا عَنْهُ<br />
وَ أ َط ْل َق َهُ وَوَ صَل َهُ .<br />
ف َرَجَعَ الر َّجُ ل ُ إل َى ق َط َر ِي ِّ بْن ِ ا ل ْف ُ جَاءَةِ ف َق َال َ ل َهُ : عُدْ إل َى قِتَال ِ عَ دُو ِّ ا لل َّهِ .
ف َق َال َ هَيْهَاتَ ، غ َ ل َّ يَدًا مُط ْلِق ُهَا وَ اسْتَرَ ق َّ رَق َبَة ً مُعْتِق ُهَا .<br />
وَ أ َنْشَأ َ يَق ُول ُ : أ َ أ ُق َا تِل ُ<br />
ال ْحَ ج َّاجَ فِي سُل ْط َا ن ِهِ ب ِيَدٍ تُقِر ُّ ب ِأ َن َّهَا مَوْ ل َا تُهُ إن ِّي إذ ًا ل َأ َخُو الد َّنَاءَةِ وَا َل َّذِي شَه ِدَتْ ب ِأ َق ْبَ ح ِ فِعْلِهِ غ َدَ رَ ا تُهُ مَاذ َا أ َق ُول ُ إذ َا<br />
وَق َف ْتُ إزَ اءَهُ فِي ا لص َّف ِّ وَاحْتَج َّتْ ل َهُ ف َعَل َا تُهُ أ َ أ َق ُول ُ جَارَ عَل َي َّ ل َا إن ِّي إذ ًا ل َأ َحَق ُّ مَنْ جَارَتْ عَل َيْهِ وُ ل َا تُهُ وَتَ حَد َّث َال ْأ َق ْوَ امُ<br />
أ َن َّ صَنَا ئِعًا غ ُر ِسَتْ ل َدَي َّ ف َ حَنْظ َل َتْ نَ خَل َا تُهُ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ :ا ل ْمَعْرُوفُ ر ِ ق ٌّ ، وَ ا ل ْمُك َاف َأ َة ُعِتْقٌ .<br />
وَمِنْ أ َشْك َر ِ ا لن َّا س ِ ال َّذِي يَق ُول ُ : ل َأ َشْك ُرَ ن َّكَ مَعْرُوف ًا هَمَمْتَ ب ِهِ إن َّ اهْتِمَامَك ب ِا ل ْمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ وَل َا أ َل ُومَك إن ْ ل َمْ<br />
يُمْضِهِ ق َدَرٌ ف َالش َّيْءُ ب ِا ل ْق َدَر ِا ل ْمَحْتُوم ِ مَصْرُوفُ وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ا لش ُّك ْر ِ ال َّذِي يَتَعَ ج َّ ل ُا ل ْمَعْرُوفَ وَ يَتَق َد َّمُا ل ْب ِر َّ ق َدْ يَك ُون ُ<br />
عَل َى وُجُوهٍ<br />
:<br />
:<br />
ف َيَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ حُسْن ِ الث ِّق َةِ ب ِا ل ْمَشْك ُور ِ فِي وُ صُول ِ ب ِر ِّهِ وَإ ِسْدَاءِ عُرْفِهِ وَل َا رَ أ ْيَ لِمَنْ يُ حْسِنُ ب ِهِ ظ َن َّ شَاكِر ٍ<br />
أ َن ْ يُ خْلِفَ حُسْنَ ظ َن ِّهِ فِيهِ ، ف َيَك ُون ُ ك َمَا ق َال َا ل ْعَت َّاب ِي ُّ ق َدْ أ َوْرَق َتْ فِيك آمَالِي ب ِوَعْدِك لِي وَ ل َيْسَ فِي وَرَ ق ِ ا ل ْ آمَال ِ لِي<br />
ث َمَرُ وَق َدْ يَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ ف َرْطِ شُك ْر ِ الر َّاج ِي وَحُسْن ِ مُك َاف َأ َةِ ال ْ آمِ ل ِ ، ف َل َا يَرْضَى لِنَف ْسِهِ إل َّا ب ِتَعْج ِي ل ِ ال ْ حَق ِّ وَ إ ِسْل َافِ<br />
ا لش ُّك ْر ِ .<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ صَادَفَ لِمَعْرُوفِهِ مَعْدِنًا زَاكِيًا ، وَمُغْر ِسًا نَامِيًا ، أ َن ْ يُف َو ِّتَ نَف ْسَهُ غ ُنْمًا ، وَل َا يَحْر ِمَهَا ر ِبْحًا ف َهَذ َاوَ جْهٌ ث َانٍ .<br />
وَق َدْ يَك ُون ُ تَارَة ً ارْتِهَانًا لِل ْمَأ ْمُول ِ ، وَحُبا لِل ْمَسْئ ُول ِ .<br />
وَ ب ِحَسَب ِ مَا أ َسْل َفَ مِنْ ا لش ُّك ْر ِ يَك ُون ُ ال ذ َّم ُّ عِنْدَ ال ْإ ِ يَا س ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مِنْ حُك َمَاءِ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ<br />
ذ َما<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ<br />
:<br />
مَنْ شَك َرَكَ عَل َى مَعْرُوفٍ ل َمْ تُسْدِهِ إل َيْهِ ف َعَاج ِل ْهُ ب ِال ْب ِر ِّ وَإ ِل َّا ا نْعَك َسَ ف َصَارَ<br />
وَمَا ال ْحِق ْدُ إل َّا تَوْ أ َمُ الش ُّك ْر ِ فِي ال ْف َتَى وَ بَعْضُ الس َّجَايَا يُنْسَبْنَ إل َى بَعْض ِ ف َ حَيْث ُ تَرَى حِق ْدًا عَل َى<br />
ذِي إسَاءَةٍ ف َث َم َّ تَرَى شُك ْرًا عَل َى حُسْن ِا ل ْق َرْض ِ إذ َا ال ْأ َرْضُ أ َد َّتْ<br />
ر ِ يعَ مَا أ َنْتَزَ ار ِ عٌ مِنْ ال ْبَذ ْر ِ فِيهَا ف َه ِيَ نَاهِيك مِنْ أ َرْض ِ وَأ َم َّا مَنْ سَتَرَ مَعْرُوفَا ل ْمُنْعِم ِ وَل َمْ يَشْك ُرْهُ عَل َى مَا أ َوْ ل َاهُ مِنْ<br />
ن ِعَمِهِ ، ف َق َدْ ك َف َرَ ا لن ِّعْمَة َ وَجَ حَدَ الص َّن ِيعَة َ .<br />
وَ إ ِن َّ مِنْ أ َذ َم ِّ ال ْ خَل َا ئِق ِ ، وَأ َسْوَ أِ الط َّرَ ا ئِق ِ ، مَا يَسْتَوْج ِبُ ب ِهِ ق ُبْ حَ ا لر َّد ِّ وَسُوءَا ل ْمَنْع ِ .<br />
ف َق َدْ رَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاِء<br />
:<br />
مَنْ ل َمْ يَشْك ُرْ لِمُنْعِمِهِ اسْتَ حَق َّ ق َط ْعَ الن ِّعْمَةِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ مَنْ ك َف َرَ ن ِعْمَة َ ا ل ْمُفِيدِ اسْتَوْجَبَ حِرْمَان َ ا ل ْمَز ِيدِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ أ َ نْك َرَ الص َّن ِيعَة َ اسْتَوْجَبَ ق ُبْ حَ ال ْق َطِيعَةِ<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَا ذ َك َرَ أ َ ن َّهُ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ<br />
.<br />
} ل َا يَشْك ُرُ ا لل َّهَ مَنْ ل َا يَشْك ُرُ الن َّا سَ {<br />
- ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ - : مَنْ جَاوَزَ ا لن ِّعْمَة َ ب ِا لش ُّك ْر ِ ل َمْ يَ خْشَ<br />
عَل َى ا لن ِّعْمَةِ مُغْتَال َهَا ل َوْ شَك َرُو ا ا لن ِّعْمَة َ زَادَتْهُمْ مَق َا ل َة ُ الل َّهِ ال َّتِي ق َال َهَا ل َئِنْ شَك َرْتُمْ ل َأ َز ِيدَن َّك ُمْ ل َكِن َّمَا ك ُف ْرُهُمْ غ َال َهَاوَا ل ْك ُف ْرُ<br />
ب ِا لن ِّعْمَةِ يَدْعُو إل َى زَوَالِهَا وَ الش ُّك ْرُ أ َبْق َى ل َهَا وَهَذ َا آخِرُ مَا يَتَعَل َّقُ ب ِا ل ْق َاعِدَةِ ا لث َّا ن ِيَةِ مِنْ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ ال ْ جَامِعَةِ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ الث َّا لِث َة ُ<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
:<br />
} :<br />
ف َه ِيَ ا ل ْمَاد َّة ُ ا ل ْك َافِيَة ُ ؛ لِأ َن َّ حَاجَة َ ال ْإ ِنْسَانِ ل َاز ِمَة ٌ ل َا يُعَر َّى مِنْهَا بَشَرٌ .<br />
وَمَا جَعَل ْنَاهُمْ جَسَدًا ل َا يَأ ْك ُل ُون َ ا لط َّعَامَ وَمَا ك َانُوا خَالِدِ ينَ<br />
{<br />
ف َإ ِذ َا عَدَمَ ا ل ْمَاد َّة َ ال َّتِي هِيَ قِوَ امُ نَف ْسِهِ
ل َمْ تَدُمْ ل َهُ حَيَاة ٌ ، وَ ل َمْتَسْتَقِمْ ل َهُ دُنْيَا ، وَإ ِذ َا تَعَذ َّرَ شَ يْءٌ مِنْهَا عَل َيْهِ ل َ حِق َهُ مِنْ ا ل ْوَهْن ِ فِي نَف ْسِهِ وَ الِاخْتِل َال ِ فِي دُنْيَاهُ ب ِق َدْر ِ<br />
مَا تَعَذ َّرَ مِنْ ا ل ْمَاد َّةِ عَل َيْهِ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّيْءَ ا ل ْق َا ئِمَ ب ِغَيْر ِهِ يَك ْمُ ل ُ ب ِك َمَا لِهِ وَ يَخْتَ ل ُّ ب ِاخْتِل َا لِهِ .<br />
ث ُ م َّ ل َم َّا ك َانَتْ ال ْمَوَاد ُّ مَط ْل ُو بَة ً لِ حَاجَةِ ال ْك َاف َّةِ إل َيْهَا أ ُعْو ِزَتْ ب ِغَيْر ِ ط َل َب ٍ ، وَعُدِمَتْ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ .<br />
وَ أ َسْبَابُ ا ل ْمَوَد َّةِ مُخْتَلِف َة ٌ ، وَج ِهَاتُ ا ل ْمَك َاسِب ِ مُتَشَع ِّبَة ٌ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َافُ أ َسْبَا ب ِهَا عِل َّة َ ا لِا ئ ْتِل َافِ ب ِهَا ، وَتَشَع ُّبُ ج ِهَا تِهَا<br />
تَوْسِعَة ً لِط ُل َّاب ِهَا ، ك َيْ ل َا يَ جْتَمِعُو ا عَل َى سَبَب ٍ وَ احِدٍ ف َل َا يَل ْتَئِمُون َ ، أ َوْ يَشْتَر ِك ُو ا فِي ج ِهَةٍ وَ احِدَةٍ ف َل َا يَك ْتَف ُون َ .<br />
ث ُ م َّ هَدَاهُمْ إل َيْهَا ب ِعُق ُولِه ِمْ وَأ َرْشَدَهُمْ إل َيْهَا ب ِطِبَاعِه ِمْ حَت َّى ل َا يَتَك َل َّف ُو ا ائ ْتِل َاف َهُمْ فِي ا ل ْمَعَاي ِش ِ ا ل ْمُ خْتَلِف َةِ ف َيَعْ ج ِزُو ا وَل َا<br />
يُعَاوَنُوا ب ِتَق ْدِ ير ِ مَوَ اد ِّهِمْ ب ِا ل ْمَك َاسِب ِ ا ل ْمُتَشَع ِّبَةِ ، ف َيَخْتَل ُّو ا حِك ْمَة ً مِنْهُ سُبْ حَا نَهُ وَ تَعَال َى اط َّل َعَ ب ِهَا عَل َى عَوَ اقِب ِ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />
وَق َدْ أ َ نْبَأ َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى فِي كِتَا ب ِهِ ا ل ْعَز ِيز ِ أ َخْبَارً ا وَ إ ِذ ْك َارً ا ف َق َال َ - سُبْ حَا نَهُ وَ تَعَال َى<br />
خَل ْق َهُ ث ُ م َّ هَدَى { .<br />
اخْتَل َفَ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ذ َلِكَ ف َق َال َ ق َتَادَة ُ : أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءٍ مَا يَصْل ُ حُ ث ُ م َّ هَدَ اهُ .<br />
: وَق َال َ مُ جَاهِ دٌ<br />
:<br />
أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءِ زَوْجَة ً ث ُ م َّ هَدَ اهُ لِن ِك َاحِهَا .<br />
وَق َال َ تَعَال َى } يَعْل َمُون َ ظ َاهِرًا مِنْ ال ْ حَيَاةِ الد ُّنْيَا { .<br />
يَعْن ِي مَعَا ي ِشَهُمْ مَتَى يَزْرَعُون َ وَمَتَى يَغْر ِسُون َ وَهُمْ عَنْ ال ْ آخِرَةِ هُمْ غ َافِل ُون َ<br />
وَق َال َ تَعَال َى<br />
} :<br />
- : } ق َال َ رَب ُّنَا ال َّذِي أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءٍ<br />
. {<br />
{<br />
} :<br />
وَق َد َّرَ فِيهَا أ َق ْوَا تَهَا فِي أ َرْ بَعَةِ أ َي َّام ٍ سَوَ اءً لِلس َّا ئِلِينَ ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />
لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْض ٍ ب ِا لت ِّ جَارَةِ مِنْ بَل َدٍ إل َى بَل َدٍ .<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ وَعَبْدُ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ زَيْدٍ<br />
:<br />
:<br />
ق َد َّرَ فِي ك ُ ل ِّ بَل ْدَةٍ مِنْهَا مَا ل َمْ يَجْعَل ْهُ فِي ال ْأ ُخْرَى<br />
ق َد َّرَ أ َرْزَا قَ أ َهْلِهَا سَوَ اءً لِلس َّا ئِلِينَ ا لز ِّ يَادَة َ فِي أ َرْزَ اقِه ِمْ .<br />
ث ُ م َّ إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى جَعَ ل َ ل َهُمْ مَعَ مَا هَدَاهُمْ إ ل َيْهِ مِنْ مَك َاسِب ِه ِمْ وَأ َرْشَدَهُمْ إ ل َيْهِ مِنْ مَعَاي ِشِه ِمْ دِينًا يَك ُون ُ حُك ْمًا وَشَرْعًا<br />
يَك ُون ُ ق َي ِّمًا ؛ لِيَصِل ُو ا إل َى مَوَاد ِّهِمْ ب ِتَق ْدِ ير ِهِ ، وَ يَط ْل ُبُو ا أ َسْبَابَ مَك َاسِب ِه ِمْ ب ِتَدْ ب ِير ِهِ ، حَت َّى ل َا يَ نْف َر ِدُو ا ب ِإ ِرَ ادَ تِه ِمْ ف َيَتَغَال َبُوا ،<br />
وَتَسْتَوْلِي عَل َيْه ِمْ أ َهْوَ اؤُهُمْ ف َيَتَق َاط َعُوا .<br />
: } ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
وَل َوْ ا ت َّبَعَال ْ حَق ُّ أ َهْوَاءَهُمْ ل َف َسَدَتْ ا لس َّمَوَاتُ وَال ْأ َرْ ُض { ق َال َ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ :ا ل ْ حَق ُّ فِي هَذ َاا ل ْمَوْ ضِع ِ<br />
هُوَ ا لل َّهُ - جَ ل َّ جَل َا ل َهُ - ف َلِأ َجْ ل ِ ذ َلِكَ ل َمْ يَجْعَل ْ ال ْمَوَاد َّ مَط ْل ُو بَة ً ب ِال ْإ ِل ْهَام ِ حَت َّى جَعَ ل َ ال ْعَق ْ ل َ هَادِيًا إل َيْهَا ، وَالد ِّينَ ق َاضِيًا<br />
عَل َيْهَا ؛ لِتَتِم َّ ا لس َّعَادَة ُ وَ تَعُم َّا ل ْمَصْل َ حَة ُ .<br />
ث ُ م َّ إ ن َّهُ - جَل َّتْ ق ُدْرَ تُهُ - جَعَ ل َ سَ د َّ حَاجَتِه ِمْ وَ تَوَ ص ُّلِه ِمْ إل َى مَنَافِعِه ِمْ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمَاد َّة ُ ف َه ِيَ حَادِ ث َة ٌ عَنْ اق ْتِنَاءِ أ ُ صُول ٍ نَامِيَةٍ ب ِذ َوَاتِهَا .<br />
وَهِيَ شَيْئ َانِ : نَبْتٌ نَام ٍوَحَيَوَ ان ٌمُتَنَاسِ ل ٌ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : } وَ أ َ ن َّهُ هُوَ أ َغ ْنَى وَأ َق ْنَى<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
ق َال َ أ َبُو صَالِ ح ٍ أ َغ ْنَى خَل ْق َهُ ب ِا ل ْمَال ِ ، وَأ َق ْنَى جَعَ ل َ ل َهُمْ ق ُنْيَة ً وَهِيَ أ ُ صُول ُ ال ْأ َمْوَال ِ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمَك ْسَبُ ف َيَك ُون ُ ب ِال ْأ َف ْعَال ِ ا ل ْمُوَ ص ِّل َةِ إل َى ا ل ْمَاد َّةِ وَ الت َّصَر ُّفِ ال ْمُؤَد َّيْ إل َى ا ل ْحَاجَةِ .<br />
وَذ َ لِكَ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
: أ َحَدُهُمَا : تَق َل ُّبٌ فِي تِجَارَةٍ .<br />
وَالث َّان ِي : تَصَر ُّفٌ فِي صِنَاعَةٍ .<br />
وَهَذ َ انِ هُمَا ف َرْ عٌ لِوَجْهَيْ ا ل ْمَاد َّةِ ، ف َصَارَتْ أ َسْبَابُ ال ْمَوَاد ِّا ل ْمَأ ْ ل ُوف َةِ ، وَج ِهَاتُ ا ل ْمَك َاسِب ِ<br />
ب ِمَاد َّةٍ وَك َسْب ٍ .
ا ل ْمَعْرُوف َةِ ، مِنْ أ َرْ بَعَةِ أ َوْجُهٍ : نَمَاءُ ز ِرَ اعَةٍ ، وَ ن ِتَاجُ حَيَوَ انٍ ، وَر ِبْ حُ تِ جَارَةٍ ، وَك َسْبُ صِنَاعَةٍ .<br />
وَحَك َى ال ْحَسَنُ بْنُ رَجَاءٍ مِث ْ ل َ ذ َ لِكَ عَنْ ا ل ْمَأ ْمُونِ ق َال َ : سَمِعْتُهُ يَق ُول ُ<br />
وَصِنَاعَة ٌوَتِ جَا رَة ٌوَإ ِمَا رَة ٌ .<br />
ف َمَنْ خَرَجَ عَنْهَا ك َان َ ك َلًّا عَل َيْهَا<br />
.<br />
وَإ ِذ ْ ق َدْ تَق َر َّرَتْ أ َسْبَابُ ال ْمَوَاد ِّ ب ِمَا ذ َك َرْ نَاهُ ف َسَنَصِفُ حَال َ ك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْهَا ب ِق َوْل ٍ مُوجَز ٍ .<br />
أ َم َّا ال ْأ َو َّل ُ مِنْ أ َسْبَاب ِهَا وَهِيَ ا لز ِّرَ اعَة ُ<br />
وَأ َوْف َى ف َرْعًا<br />
:<br />
.<br />
وَ لِذ َ لِكَ ضَرَبَ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِهِ ا ل ْمَث َ ل َ ف َق َال َ<br />
: مَعَا ي ِشُ ا لن َّا س ِ عَل َى أ َرْ بَعَةِ أ َق ْسَام ٍ :ز ِرَ اعَة ٌ<br />
ف َه ِيَ مَاد َّة ُ أ َهْ ل ِ ال ْ حَضَر ِ وَسُك َّانِ ال ْأ َمْصَار ِ وَ ا ل ْمُدُنِ ، وَالِاسْ تِمْدَ ادُ ب ِهَا أ َعَم ُّ نَف ْعًا ،<br />
} :<br />
مَث َ ل ُ ال َّذِ ينَ يُنْفِق ُون َ أ َمْوَال َهُمْ فِي سَب ِي ل ِ ا لل َّهِ ك َمَث َ ل ِ حَب َّةٍأ َ نْبَتَتْ سَبْعَ سَنَاب ِ ل َ<br />
فِي ك ُ ل ِّ سُنْبُل َةٍ مِا ئ َة ُ حَب َّةٍ وَا َ لل َّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } خَيْرُ ا ل ْمَال ِعَيْنٌ سَاهِرَة ٌ لِعَيْن ٍ نَا ئِمَةٍ<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
مِت َّ<br />
. {<br />
:<br />
} :<br />
ن ِعْمَتْ ل َك ُمْ ا لن َّ خْل َة ُ تَشْرَبُ مِنْ عَيْن ٍ خَر َّ ارَةٍ وَ تُغْرَ سُ فِي أ َرْض ٍ خَو َّارَةٍ<br />
. {<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ {ا لن َّخْ ل ُ هِيَ ا لر َّ اسِ خَاتُ فِي ا ل ْوَحْ ل ِ ال ْمَط ْعِمَاتُ فِي ا ل ْمَ حَ ل ِّ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : خَيْرُ ا ل ْمَال ِعَيْنٌ خَر َّا رَة ٌ فِي أ َرْض ٍ خَو َّارَةٍ تَسْهَرُ إذ َا ن ِمْتَ ، وَ تَشْهَدُ إذ َا غِبْتَ ، وَتَك ُون ُ عُق ْبًا إذ َا<br />
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَة َ ، عَنْ عَا ئِشَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا ق َال َتْ<br />
ا لر ِّزْ قَ فِي خَبَا يَاا ل ْأ َرْض ِ<br />
يَعْن ِي ا لز َّرْ عَ .<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
. {<br />
وَحُكِيَ عَنْ ا ل ْمُعْتَضِدِ أ َ ن َّهُ ق َال َ : رَأ َ يْتُ عَلِي َّ بْنَ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ فِي ا ل ْمَنَام ِ يُنَاو ِل ُن ِيا ل ْمِسْ حَاة َ وَق َال َ<br />
ف َإ ِن َّهَا مَف َاتِي حُ خَزَا ئِن ِ ا ل ْأ َرْض ِ .<br />
وَق َال َ كِسْرَى لِل ْمُوبَدِ<br />
{ا ل ْتَمِسُو ا<br />
: خُذ ْهَا<br />
:<br />
مَا قِيمَة ُ تَاج ِي هَذ َا ؟ ف َأ َط ْرَ قَ سَاعَة ً ث ُ م َّ ق َال َ<br />
ف َإ ِن َّهَا تُصْلِ حُ مِنْ مَعَاي ِش ِ الر َّعِي َّةِ مَا تَك ُون ُ قِيمَتُهُ مِث ْ ل َ تَاج ِ ا ل ْمَلِكِ .<br />
وَ ل َقِيَ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ ا بْنَ شِهَاب ٍا لز ُّهْر ِي َّ ف َق َال َ ل َهُ<br />
ف َأ َ نْشَأ َ ا بْنُ شِهَاب ٍ يَق ُول ُ<br />
إذ َا مَا مِيَاهُ ا ل ْأ َرْض ِ غ َارَتْ<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َعْر ِفُ ل َهُ قِيمَة ً إل َّا أ َن ْ تَك ُون َ مَط ْرَة ٌ فِي نَيْسَان َ<br />
ا ُدْل ُل ْن ِي عَل َى مَا أ ُعَا لِ جُهُ .<br />
: تَتَب َّعْ خَبَا يَا ال ْأ َرْض ِ وَ ادْ عُ مَلِيك َهَا ل َعَل َّك يَوْمًا أ َن ْ تُ جَابَ ف َتُرْزَق َا ف َيُؤْ تِيك مَال ًا وَاسِعًا ذ َا مَتَا نَةٍ<br />
تَدَف َّق َا وَق َدْ اخْتَل َفَ الن َّا سُ فِي تَف ْضِي ل ِ ا لز َّرْ ع ِ وَ الش َّجَر ِ ب ِمَا ل َيْسَ يَت َّسِعُ كِتَا بُنَا هَذ َا لِبَسْطِ ال ْق َوْل ِ فِيهِ ، غ َيْرَ أ َن َّ مَنْ ف َض َّ ل َ<br />
ا لز َّرْ عَ ف َلِق ُرْب ِ مَدَ اهُ ، وَوُف ُور ِ جَدَ اهُ وَمَنْ ف َض َّ ل َ ا لش َّ جَرَ ف َلِث ُبُوتِ أ َ صْلِهِ وَ تَوَ الِي ث َمَر ِهِ .<br />
وَأ َم َّا الث َّان ِي مِنْ أ َسْبَا ب ِهَا وَهُوَ ن ِتَاجُ ال ْ حَيَوَ انِ<br />
:<br />
ف َهُوَ مَاد َّة ُ أ َهْ ل ِ ا ل ْف َل َوَاتِ وَسُك َّانِ ا ل ْخِيَام ِ ؛ لِأ َن َّهُمْ ل َم َّا ل َمْ تَسْتَقِر َّ ب ِه ِمْ دَ ا رٌ ،<br />
وَ ل َمْ تَضُم َّهُمْأ َمْ صَا رٌ اف ْتَق َرُو ا إل َىا ل ْأ َمْوَال ِا ل ْمُنْتَقِل َةِ مَعَهُمْ ، وَمَا ل َا يَنْق َطِعُ نَمَاؤُهُ ب ِالظ َّعْن ِ وَا لر ِّحْل َةِ ، ف َاق ْتَنَوْا ال ْ حَيَوَ ان َ ؛<br />
لِأ َ ن َّهُ يَسْتَقِ ل ُّ فِي الن َّق ْل َةِ ب ِنَف ْسِهِ ، وَيَسْتَغْن ِي عَنْ ال ْعُل ُوف َةِ ب ِرَعْي ِهِ .<br />
ث ُ م َّ هُوَمَرْك ُو بٌوَمَ حْل ُو بٌ ، ف َك َان َ اق ْتِنَاؤُهُ عَل َى أ َهْ ل ِ ال ْ خِيَام ِ أ َ يْسَرَ لِقِل َّةِ مُؤْ نَتِهِ وَتَسْه ِي ل ِ ال ْك ُل ْف َةِ ب ِهِ ، وَك َانَتْ جَدْوَ اهُ<br />
عَل َيْه ِمْ أ َك ْث َرَ لِوُف ُور ِ نَسْلِهِ وَ اق ْتِيَاتِ ر ِسْلِهِ إل ْهَامًا مِنْ ا لل َّهِ لِ خَل ْقِهِ فِي تَعْدِ ي ل ِ ا ل ْمَصَالِ ح ِ فِيه ِمْ ، وَإ ِرْشَادِ ا ل ْعِبَادِ فِي ق َسْم ِ
ا ل ْمَنَافِع ِ بَيْنَهُمْ .<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } خَيْرُ ا ل ْمَال ِمُهْرَة ٌمَأ ْمُو رَة ٌ وَسِك َّة ٌ مَأ ْ بُو رَة ٌ<br />
وَمَعْنَى ق َوْ لِهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَمُهْرَة ٌمَأ ْمُو رَة ٌ أ َيْ ك َثِيرَة ُ الن َّسْ ل ِ .<br />
وَمِنْهُ تَأ َو َّل َ ال ْ حَسَنُ وَق َتَادَة ُ ق َوْله تَعَال َى<br />
. {<br />
أ َمَرْنَا مُتْرَفِيهَا : }<br />
أ َيْ ك َث َّرْنَا عَدَدَهُمْ .<br />
وَأ َم َّا الس ِّك َّة ُ ال ْمَأ ْبُورَة ُ ف َه ِيَ الن َّخْ ل ُا ل ْمُؤَ ب َّرَة ُ ال ْ حُمُ ل ُ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ أ َب ِي ظ َبْيَان َ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
. {<br />
} :<br />
فِي ا ل ْغَنَم ِ سِمَنُهَا مَعَا شٌ ، وَصُوف ُهَا ر ِ يَا ش ٍ<br />
. {<br />
:<br />
ق َال َ لِي عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
:<br />
مَا مَال ُك يَا أ َبَا ظ َبْيَان َ ؟ ق َال َ ق ُل ْت : عَط َا ئِي<br />
أ َ ل ْف َانِ .<br />
ق َال َ ات َّخِذ ْ مِنْ هَذ َا ال ْ حَرْثِ وَالس َّائِبَاتِ ق َبْ ل َ أ َن ْ تَلِيَك غِل ْمَة ٌ مِنْ ق ُرَ يْش ٍ ل َا تَعُ د ُّ ا ل ْعَط َاءَ مَعَهُمْ مَا ل ًا ، وَالس َّائِبَاتُ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ<br />
الن ِّتَاجُ .<br />
} امْرَ أ َة ً أ َ تَتْ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َتْ : يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن ِّي ات َّخَذ ْت غ َنَمًا أ َبْتَغِي نَسْل َهَا وَر ِسْل َهَا<br />
وَأ َن َّهَا ل َا تَنْمِي .<br />
ف َق َال َ ل َهَا ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : مَا أ َ ل ْوَ انُهَا ؟ ق َال َتْ :<br />
: عَف ِّر ِي { .<br />
سُودٌ .<br />
ف َق َال َ<br />
وَهَذ َا مِث ْ ل ُ } ق َوْ لِهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ فِي مَنَاكِ ح ِ ال ْ آدَمِي ِّينَ :اغ ْتَر ِ بُو ا وَل َا تُضْوُو ا<br />
وَأ َم َّا الث َّالِث ُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهَا وَهِيَ ا لت ِّ جَارَة ُ<br />
. {<br />
:<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
الس َّائِبَاتِ<br />
وَهِيَ نَوْعَانِ<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
فِيهِ ذ َوُو ال ْأ َخْط َا ِر .<br />
ف َه ِيَ ف َرْ عٌ لِمَاد َّتَيْ ا لز َّرْ ع ِ وَالن ِّتَاج ِ .<br />
} تِسْعَة ُ أ َعْشَار ِ الر ِّزْ ق ِ فِي ا لت ِّ جَارَةِ وَ ال ْ حَرْثِ وَال ْبَاقِي فِي<br />
تُق َل َّبُ فِي ال ْحَضَر ِ مِنْ غ َيْر ِ قِل َّةٍ وَل َا سَف َر ٍ ، وَهَذ َا تَرَب ُّصٌوَ اخْتِ صَا رٌ وَق َدْ رَغِبَ عَنْهُ ذ َوُو ا لِاق ْتِدَ ار ِ وَزَهِدَ<br />
وَالث َّان ِي : تَق َل ُّبٌ ب ِا ل ْمَال ِ ب ِا ل ْأ َسْف َار ِ وَ نَق ْل ُهُ إل َى ا ل ْأ َمْصَار ِ ، ف َهَذ َا أ َ ل ْيَقُ ب ِأ َهْ ل ِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَ أ َعَم ُّ جَدْوَى وَمَنْف َعَة ً ، غ َيْرَ أ َ ن َّهُ أ َك ْث َرُ<br />
خَط َرًا ، وَ أ َعْظ َمُ غ َرَرًا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَعْن ِي عَل َى خَط َر ٍ ، وَفِي ا لت َّوْرَاةِ<br />
ق َال َ<br />
} :<br />
إن َّ ا ل ْمُسَافِرَ وَمَا ل َهُ ل َعَل َى ق َل َتٍ إل َّا مَا وَق َى ا لل َّهُ<br />
. {<br />
:<br />
يَا ا بْنَ آدَمَ أ َحْدِث ْ سَف َرًا أ ُحْدِث ُ ل َك ر ِزْق ًا .<br />
وَأ َم َّا الر َّا ب ِعُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهَا وَهُوَ ا لص ِّنَاعَة ُ : ف َق َدْ يَتَعَل َّقُ ب ِمَا مَضَى مِنْ ال ْأ َسْبَاب ِ ا لث َّل َا ث َةِ وَ تَنْق َسِمُ أ َق ْسَامًا ث َل َا ث َة ً :صِنَاعَة ٌ فِك ْر ٍ ،<br />
وَ صِنَاعَة ُ عَمَ ل ٍ ،وَصِنَاعَة ٌ مُشْتَرَك َة ٌ بَيْنَ فِك ْر ٍ وَعَمَ ل ٍ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ آل َا تٌ لِلص ِّنَاعَاتِ ، وَأ َشْرَف ُهُمْ نَف ْسًا مُتَهَي ِّئ لِأ َشْرَفِهَا<br />
ج ِنْسًا ، ك َمَا أ َن َّأ َرْذ َ ل َهُمْ نَف ْسًا مُتَهَي ِّئ لِأ َرْذ َلِهَا ج ِنْسًا ؛ لِأ َن َّ ا لط َّبْعَ يَبْعَث ُ عَل َى مَا يُل َا ئِمُهُ ، وَيَدْعُو إل َى مَا يُجَان ِسُهُ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّال ْإ ِسْك َنْدَرَ ل َم َّا أ َرَادَ ال ْ خُرُوجَ إل َى أ َق َاصِي ا ل ْأ َرْض ِ ق َال َ لأرسطاطاليس<br />
: ا ُخْرُجْ مَعِي .<br />
:<br />
ق َدْ نَحِ ل َ ج ِسْمِي وَ ضَعُف ْتُ عَنْ ا ل ْحَرَك َةِ ف َل َا تُزْعِجُن ِي .<br />
ق َال َ ف َمَا أ َ صْنَعُ فِي عُم َّالِي خَا ص َّة ً ؟ ق َال َ ا ُنْظ ُرْ إل َى مَنْ ك َان َ ل َهُ عَب ِيدٌ ف َأ َحْسَنَ سِيَاسَتِه ِمْ ف َوَ ل ِّهِ ال ْ جُنُودَ ، وَمَنْ ك َانَتْ ل َهُ
ضَيْعَة ٌ ف َأ َحْسَنَ تَدْب ِير ِهَا ف َوَ ل ِّهِ ا ل ْخَرَاجَ .<br />
ف َنَب َّهَ ب ِاعْتِبَار ِ ا لط ِّبَا ع ِ عَل َى مَا أ َغ ْنَاهُ عَنْ ك ُل ْف َةِ ا لت َّ جْر ِ بَةِ .<br />
وَ أ َشْرَفُ الص ِّنَاعَاتِ صِنَاعَة ُ ا ل ْفِك ْر ِ وَهِيَ مُدَ ب ِّرَة ٌ ، وَأ َرْذ َل ُهَا صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَمَ ل َ نَتِي جَة ُا ل ْفِك ْر ِ وَ تَدْ ب ِيرُهُ .<br />
ف َأ َم َّا صِنَاعَة ُا ل ْفِك ْر ِ ف َق َدْ تَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ<br />
: أ َحَدُهُمَا :<br />
مَا وَق َفَ عَل َى ا لت َّدْ ب ِيرَاتِ الص َّادِرَةِ عَنْ نَتَائِ ج ِ ا ل ْآرَ اءِ ا لص َّ حِي حَةِ<br />
ك َسِيَاسَةِ ا لن َّا س ِ وَ تَدْ ب ِير ِ ال ْب ِل َادِ .<br />
وَق َدْ أ َف ْرَدْنَا لِلس ِّيَاسَةِ كِتَابًا ل َخ َّصْنَا فِيهِ مِنْ جُمَلِهَا مَا ل َيْسَ يَ حْتَمِ ل ُ هَذ َا ا ل ْكِتَابُ ز ِ يَادَة ً عَل َيْهَا .<br />
: وَالث َّان ِي<br />
مَا أ َد َّتْ إل َى ا ل ْمَعْل ُومَاتِ ال ْ حَادِ ث َةِ عَنْ ا ل ْأ َف ْك َار ِ ا لن َّظ َر ِ ي َّةِ .<br />
وَق َدْ مَضَى فِي ف َضْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ مِنْ كِتَا ب ِنَا هَذ َا بَا بٌ أ َغ ْنَى مَا فِيهِ عَنْ ز ِ يَادَةِ ق َوْل ٍ فِيهِ<br />
.<br />
وَأ َم َّا صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ ل ِ ف َق َدْ تَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ : عَمَ ل ٌ صِنَاعِ ي ٌّ ، وَعَمَ ل ٌبَه ِيمِ ي ٌّ .<br />
ف َا ل ْعَمَ ل ُ ا لص ِّنَاعِي ُّ أ َعْل َاهَا رُ تْبَة ً ؛ لِأ َ ن َّهُ يَ حْتَاجُ إل َى مُعَاط َاةٍ فِي تَعَل ُّمِهِ ، وَمُعَا نَاةٍ فِي تَصَو ُّ ر ِهِ ، ف َصَارَ ب ِهَذِهِ ا لن ِّسْبَةِ مِنْ<br />
ا ل ْمَعْل ُومَاتِا ل ْفِك ْر ِ ي َّةِ .<br />
وَ ال ْ آخَرُ إن َّمَا هُوَ صِنَاعَة ُ ك َ د ٍّ وَآ ل َة ُ مِهْنَةٍ .<br />
وَهِيَ الص ِّنَاعَة ُ ال َّتِي تَق ْتَصِرُ عَل َيْهَا ا لن ُّف ُو س ِ ا لر َّذِ ل َة ُ ، وَ تَقِفُ عَل َيْهَا ا لط ِّبَا عُ ا ل ْخَاسِئ َة ُ .<br />
ك َمَا ق َال َ أ َك ْث َمُ بْنُ صَيْفِي ٍّ : لِك ُ ل ِّ سَاقِط َةٍ ل َاقِط َةٍ ، وَك َمَا ق َال َ ا ل ْمُتَل َم ِّسُ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَل َا يُقِيمُ عَل َى ضَيْم ٍ يُسَامُ ب ِهِ إل َّا ال ْأ َذ َل َّانِ عَيْرُ<br />
ال ْ حَي ِّ وَا ل ْوَ تِدُ هَذ َا عَل َى ال ْ خَسْفِمَرْبُوط ٌ ب ِرُم َّتِهِ وَذ َا يُشَ ج ُّ ف َل َا يَرْثِي ل َهُ أ َحَدُ وَأ َم َّا الص ِّنَاعَة ُا ل ْمُشْتَرَك َة ُ بَيْنَ ا ل ْفِك ْر ِ وَا ل ْعَمَ ل ِ<br />
ف َق َدْ تَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن ْ تَك ُون َ صِنَاعَة ُا ل ْفِك ْر ِ أ َغ ْل َبَ وَ ا ل ْعَمَ ل ُ تَبَعًا ك َا ل ْكِتَا بَةِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
: أ َن ْ تَك ُون َ صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ ل ِ أ َغ ْل َبَ وَال ْفِك ْرُ تَبَعًا ك َا ل ْب ِنَاءِ .<br />
أ َعْل َاهُمَا رُ تْبَة ً مَا ك َانَتْ صِنَاعَة ُ ا ل ْفِك ْر ِ أ َغ ْل َبُ عَل َيْهَا وَ ا ل ْعَمَ ل ُ تَبَعًا ل َهَا .<br />
ف َهَذِهِ أ َحْوَال ُ ال ْ خَل ْق ِ ال َّتِي رَك َّبَهُمْ ا لل َّهُ عَز َّ وَجَ ل َّ عَل َيْهَا فِي ارْ تِيَادِ مَوَاد ِّهِمْ ، وَوَك َل َهُمْ إل َى نَظ َر ِهِمْ فِي ط َل َب ِ مَك َاسِب ِه ِمْ ،<br />
وَف َر َّ قَ بَيْنَ هِمَمِه ِمْ فِيا ل ْتِمَاسِه ِمْ ؛ لِيَك ُون َ ذ َ لِكَ سَبَبًا لِأ ُ ل ْف َتِه ِمْ ، ف َسُبْ حَان َ مَنْ تَف َر َّدَ فِينَا ب ِل ُط ْفِ حِك ْمَتِهِ ، وَ أ َظ ْهَرَ فِط َنَنَا<br />
ب ِعَزَا ئِم ِ ق ُدْرَ تِهِ .<br />
.<br />
وَ إ ِذ ْ ق َدْ وَضَ حَ ال ْق َوْل ُ فِي أ َسْبَاب ِ ال ْمَوَاد ِّ وَج ِهَاتِ ال ْك َسْب ِ ، ف َل َيْسَ يَخْل ُو حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ فِيهَا مِنْ ث َل َا ث َةِ أ ُمُور ٍ : أ َحَدُهَا :<br />
أ َن ْ يَط ْل ُبَ مِنْهَا ق َدْرَ كِف َا يَتِهِ ، وَ يَل ْتَمِسَ وَف ْقَ حَاجَتِهِ ، مِنْ غ َيْر ِ أ َن ْ يَتَعَد َّى إل َى ز ِ يَادَةٍ عَل َيْهَا ، أ َوْ يَق ْتَصِرَ عَل َى نُق ْصَانٍ مِنْهَا<br />
ف َهَذِهِ أ َحَدُ أ َحْوَال ُ ا لط َّا لِب ِينَ ، وَ أ َعْدَل ُ مَرَ اتِب ِ ال ْمُق ْتَصِدِينَ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } أ َوْحَى ا لل َّهُ تَعَال َى إ ل َي َّ ك َلِمَاتٍ ف َدَخَل ْنَ فِي أ ُذ ُن ِي وَوَق َرْن َ<br />
: فِي ق َل ْب ِي<br />
مَنْ أ َعْط َى ف َضْ ل َ مَا لِهِ ف َهُوَ خَيْرٌ ل َهُ ، وَمَنْ أ َمْسَكَ ف َهُوَ شَر ٌّ ل َهُ ، وَل َا يَل ُمْ ا لل َّهُ عَل َى ك َف َافٍ<br />
وَرَوَىحُمَيْ دٌ عَنْ مُعَاو ِ يَة َ بْن ِ جنيدة ق َال َ<br />
وَ يَسْتُرُ عَوْرَتَك<br />
. {<br />
: } ق ُل ْت :<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ مَا يَك ْفِين ِي مِنْ الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ<br />
:<br />
.<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ ذ َ لِكَ ف َذ َاكَ وَ إ ِن ْ ك َان َ حَم َّادًا ف َبَ خ ٍ بَ خ ٍ ف َل ْقٌ مِنْ خُبْز ٍوَ جُزْءٌ مِنْ مَاءٍ وَ أ َ نْتَمَ سْئ ُو ل ٌ عَم َّا ف َوْ قَ ا ل ْإ ِزَار ِ<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ وَمُ جَاهِدٍ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
أ َن َّ ك ُ ل َّ مَنْ مَل َكَ بَيْتًا وَزَوْجَة ً وَخَادِمًا ف َهُوَ مَلِكٌ<br />
مَا يَسُ د ُّ جَوْعَتَك ،<br />
. {<br />
} :<br />
.<br />
إذ ْ جَعَ ل َ فِيك ُمْ أ َنْب ِيَاءَ وَجَعَل َك ُمْ مُل ُوك ًا<br />
. {
وَرَوَى زَ يْدُ بْنُ أ َسْل َمَ ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } مَنْ ك َان َ ل َهُبَيْتٌوَ خَادِمٌ ف َهُوَ مَلِكٌ { .<br />
وَهُوَ فِي ال ْمَعْنَى صَحِي حٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ ب ِا لز َّوْجَةِ وَا ل ْخَادِم ِ مُط َا عٌ فِي أ َمْر ِهِ ، وَفِي ا لد َّ ار ِ مَحْجُوبٌ إل َّا عَنْ إذ ْ ن ِهِ .<br />
وَ ل َيْسَ عَل َى مَنْ ط َل َبَ ال ْكِف َا يَة َ وَ ل َمْ يُجَاو ِزْ تَبَعَاتِ ا لز ِّيَادَةِ إل َّا تَوَخ ِّي ال ْ حَل َال َ مِنْهُ ، وَإ ِجْمَال َ ا لط َّل َب ِ فِيهِ ، وَمُ جَا نَبَة َ<br />
ا لش ُّبْهَةِ ا ل ْمُمَازَجَةِ ل َهُ .<br />
:<br />
وَق َدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ ا بْن ِ عُمَرَ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَ ال ْ حَرَ امُ بَي ِّنٌ ، ف َدَ عْ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك ، ف َل َنْ تَ ج ِدَ ف َق ْدَ شَيْءٍ تَرَك ْتَهُ لِل َّهِ<br />
:<br />
. {<br />
وَسُئِ ل َ رَسُول ُ }<br />
ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَنْ ا لز ُّهْدِ ف َق َال َ<br />
:<br />
{ال ْ حَل َال ُبَي ِّنٌ ،<br />
أ َمَا إ ن َّهُ ل َيْسَ ب ِإ ِ ضَاعَةِ ا ل ْمَال ِ ، وَل َا تَحْر ِيم ِ ال ْ حَل َال ِ ، وَ ل َكِنْ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِمَا<br />
ب ِيَدِ ا لل َّهِ أ َوْ ث َقُ مِنْك ب ِمَا فِي يَدِ يك ، وَ أ َن ْ يَك ُون َ ث َوَابُ ا ل ْمُصِيبَةِ أ َرْجَ حَ عِنْدَك مِنْ بَق َا ئِهَا { .<br />
وَحَك َى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْمُبَارَكِ ق َال َ : ك َتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْعَز ِيز ِ إل َى ال ْجَر َّاح ِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ ال ْ حَك َمِي ِّ : إن ْ اسْتَط َعْتَ أ َن ْ<br />
تَدَ عَ مِم َّا أ َحَ ل َّ ا لل َّهُ ل َك مَا يَك ُون ُ حَاج ِزًا بَيْنَك وَ بَيْنَ ال ْ حَرَ ام ِ ف َاف ْعَل ْ ، ف َإ ِ ن َّهُ مَنْ اسْتَوْعَبَ ال ْ حَل َال َ تَاق َتْ نَف ْسُهُ إل َى ا ل ْ حَرَ ام ِ<br />
.<br />
وَق َدْ اخْتَل َفَ أ َهْ ل ُ الت َّأ ْو ِي ل ِ فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } ف َإ ِن َّ ل َهُ مَعِيشَة ً ضَنْك ًا { .<br />
: ف َق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />
يَعْن ِي ك َسْبًا حَرَ امًا .<br />
وَق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ هُوَ إ نْف َا قُ مَنْ ل َا يُوقِنُ ب ِا ل ْ خَل َفِ .<br />
وَق َال َ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ : الد ِّرْهَمُ عَق ْرَبُ ف َإ ِن ْ أ َحْسَنْتَ رُق ْيَتَهَا وَإ ِل َّا ف َل َا تَأ ْخُذ ْهَا .<br />
وَقِي ل َ<br />
.<br />
:<br />
مَنْ ق َ ل َّ تَوَق ِّيهِ ك َث ُرَتْ مَسَاو ِ ئ ُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : خَيْرُ ال ْأ َمْوَال ِ مَا أ َخَذ ْ ته مِنْ ال ْ حَل َال ِ وَ صَرَف ْته فِي ا لن َّوَ ال ِ ، وَشَر ُّ ال ْأ َمْوَ ال ِ مَا أ َخَذ ْ ته مِنْ ال ْ حَرَ ام ِ ،<br />
وَ صَرَف ْته فِي ا ل ْآ ث َام ِ .<br />
وَك َان َ ال ْأ َوْزَاعِي ُّ ال ْف َقِيهُ ك َثِيرًا مَا يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذِهِ ال ْأ َبْيَاتِ :ا ل ْمَال ُ يُنْق َدُ حِل ُّهُ وَحَرَ امُهُ يَوْمًا وَيَبْق َى بَعْدَ ذ َ اكَ آث َامُهُ ل َيْسَ الت َّقِي ُّ<br />
ب ِمُت َّق ٍ لِإ ِ ل َه ِهِ حَت َّى يَطِيبَ شَرَا بُهُ وَط َعَامُهُ وَ يَطِيبَ مَا يَجْن ِي وَيَك ْسِبَ أ َهْل ُهُ وَ يَطِيبَ مِنْ ل َف ْظِ ا ل ْحَدِيثِ ك َل َامُهُ نَط َقَ ا لن َّب ِي ُّ ل َنَا<br />
ب ِهِ عَنْ رَ ب ِّهِ ف َعَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َا تُهُ وَسَل َامُهُ وَحُكِيَ عَنْ ا بْن ِ ا ل ْمُعْتَمِر ِ الس ُّل َمِ ي ِّ ق َال َ : ا لن َّا سُ ث َل َا ث َة ُ أ َصْنَافٍ : أ َغ ْن ِيَاءٌ وَف ُق َرَ اءُ<br />
وَ أ َوْسَاط ُ<br />
ف َال ْف ُق َرَاءُ مَوْتَى إل َّا مَنْ أ َغ ْنَاهُ ا لل َّهُ ب ِعِز ِّ ا ل ْق َنَاعَةِ ، وَال ْأ َغ ْن ِيَاءُ سُك َارَى إل َّا مَنْ عَصَمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ب ِتَوَق ُّع ِ ا ل ْغِيَر ِ .<br />
وَ أ َك ْث َرُ ا ل ْخَيْر ِ مَعَ أ َك ْث َر ِ ال ْأ َوْسَاطِ ، وَ أ َك ْث َرُ ا لش َّر ِّ مَعَ أ َك ْث َر ِ ال ْف ُق َرَاءِ وَال ْأ َغ ْن ِيَاءِ ؛ لِسُ خْفِ<br />
ا ل ْف َق ْر ِ وَ بَط ْر ِ ا ل ْغَن ِي ِّ .<br />
: وَال ْأ َمْرُ الث َّان ِي<br />
أ َن ْ يُق َص ِّرَ عَنْ ط َل َب ِ كِف َا يَتِهِ ، وَ يَزْهَدَ فِي ا ل ْتِمَا س ِ مَاد َّ تِهِ .<br />
وَهَذ َا ا لت َّق ْصِيرُ ق َدْ يَك ُون ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ : ف َيَك ُون ُ تَارَة ً ك َسَل ًا ، وَ تَارَة ً تَوَك ُّل ًا ، وَ تَارَة ً زُهْدًا وَتَق َن ُّعًا .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُهُ لِك َسَ ل ٍ ف َق َدْ حُر ِمَ ث َرْوَة ُ الن َّشَاطِ ، وَمَرَحُ الِاغ ْتِبَاطِ ، ف َل َنْ يَعْدَمَ أ َن ْ يَ ك ُون َ ك َلًّا ق َصِيا ، أ َوْ ضَائِعًا شَقِيا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} ك َادَ ا ل ْحَسَدُ أ َن ْ يَغْلِبَ ا ل ْق َدَرَ ، وَك َادَ ال ْف َق ْرُ أ َن ْ يَك ُون َ ك ُف ْرًا<br />
{<br />
.
وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ : إن ْ ك َان َ شَ يْءٌ ف َوْ قَ ال ْ حَيَاةِ ف َالص ِّ ح َّة ُ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ شَ يْءٌ مِث ْل َهَا ف َال ْغِنَى ، وَ إ ِن ْ ك َان َ شَ يْءٌ ف َوْ قَ ا ل ْمَوْتِ ف َا ل ْمَرَضُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ شَ يْءٌ مِث ْل َهُ ف َال ْف َق ْ ُر<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْق َبْرُ خَيْرٌ مِنْ ا ل ْف َق ْر ِ .<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَوُج ِدَ فِي ن ِي ل ِ مِصْرَمَ ك ْتُو بٌ عَل َى حَ جَر ٍ : عُق ْبُ ا لص َّبْر ِنَ جَا حٌ وَغِنًى وَ ر ِدَ اءُ ا ل ْف َق ْر ِ مِنْ نَسْ ج ِ ال ْك َسَ ل ِ وَق َال َ بَعْضُ<br />
ا لش ُّعَرَ اءِ أ َعُوذ ُ ب ِك ا لل َّهُ م َّ مِنْ بَط َر ِ ال ْغِنَى وَمِنْ نَك ْهَةِ ال ْبَل ْوَى وَمِنْ ذِ ل َّةِ ا ل ْف َق ْر ِ وَمِنْ أ َمَ ل ٍ يَمْتَ د ُّ فِي ك ُ ل ِّ شَار ِفٍ يُرْج ِعُن ِي<br />
مِنْهُ ب ِ حَظ ِّ يَدٍ صِف ْر ِ إذ َا ل َمْ تُدَن ِّسْن ِي الذ ُّ نُوبُ ب ِعَار ِهَا ف َل َسْتُ أ ُبَالِي مَا تَشَع َّث َ مِنْ أ َمْر ِي وَإ ِذ َا ك َان َ تَق ْصِيرُهُ لِتَوَك ُّ ل ٍ ف َذ َ لِكَ<br />
عَ جْزٌ ق َدْ أ َعْذ َرَ ب ِهِ نَف ْسَهُ ، وَ تَرْكُ حَزْم ٍ ق َدْ غ َي َّرَ اسْمَهُ ؛ لِأ َن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى أ َمَرَنَا ب ِا لت َّوَك ُّ ل ِ عِنْدَ ا نْقِط َا ع ِ ا ل ْحِيَ ل ِ وَالت َّسْلِيم ِ إل َى<br />
ا ل ْق َضَاءِ بَعْدَا ل ْإ ِعْوَاز ِ .<br />
} :<br />
:<br />
وَق َدْ رَوَى مَعْمَرٌ ، عَنْ أ َ ي ُّوبَ ، عَنْ أ َب ِي قِل َا بَة َ ، ق َال َ ذ ُكِرَ عِنْدَ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى الل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ رَجُ ل ٌ ف َذ َك َرَ فِيهِ خَيْرًا ،<br />
ف َق َال ُوا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ خَرَجَ مَعَنَا حَاجا ف َإ ِذ َا نَزَل ْنَا مُنْز ِل ًا ل َمْ يَزَل ْ يُصَل ِّي حَت َّى نَرْحَ ل َ ، ف َإ ِذ َا ارْ تَ حَل ْنَا ل َمْ يَزَل ْ يَذ ْك ُرُ ا لل َّهَ<br />
عَز َّ وَجَ ل َّ حَت َّى نَنْز ِل َ .<br />
ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : ف َمَنْ ك َان َ يَك ْفِيهِ عَل َفَ نَاق َتِهِ<br />
وَ صُنْعَ ط َعَامِهِ ؟ ق َال ُوا ك ُل ُّنَا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ<br />
ق َال َ : ك ُل ُّك ُمْ خَيْرٌ مِنْهُ<br />
.<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ل َيْسَ مِنْ تَوَك ُّ ل ِا ل ْمَرْءِ إ ضَاعَتُهُ لِل ْ حَزْم ِ ، وَل َا مِنْ ال ْ حَزْم ِ إ ضَاعَة ُ نَصِيب ِهِ مِنْ ا لت َّوَك ُّ ل ِ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُهُ لِزُهْدٍ وَ تَق َن ُّع ٍ ف َهَذِهِ حَال ُ مَنْ عَلِمَ ب ِمُ حَاسَبَةِ نَف ْسِهِ ب ِتَب ِعَاتِ ال ْغِنَى وَالث َّرْوَةِ ، وَخَافَ عَل َيْهَا بَوَ ا ئِقَ ال ْهَوَى<br />
وَال ْق ُدْرَةِ ، ف َآ ث َرَا ل ْف َق ْرَ عَل َى ال ْغِنَى ، وَزَجَرَ ا لن َّف ْسَ عَنْ رُك ُوب ِ ال ْهَوَى .<br />
} :<br />
ف َق َدْ رَوَى أ َبُو الد َّرْدَ اءِ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَا مِنْ يَوْم ٍ ط َل َعَتْ فِيهِ شَمْسُهُ إل َّا وَعَل َى<br />
جَنْبَتَيْهَا مَل َك َانِ يُنَادِيَانِ يَسْمَعُهُمَا خَل ْقُ ا لل َّهِ ك ُل ُّهُمْ إل َّا ا لث َّق َل َيْن ِ يَا أ َي ُّهَا الن َّا سُ هَل ُم ُّوا إل َى رَب ِّك ُمْ إن َّ مَا ق َ ل َّ وَك َف َى خَيْرٌ<br />
مِم َّا ك َث ُرَ وَأ َل ْهَى<br />
:<br />
. {<br />
. {<br />
:<br />
وَرَوَى زَ يْدُ بْنُ عَلِي ِّ بْن ِ ال ْحُسَيْن ِ عَنْ أ َ ب ِيهِ عَنْ جَد ِّهِ - رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمْ أ َجْمَعِينَ - أ َ ن َّهُ ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ<br />
عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ا نْتِظ َا رُا ل ْف َرْج ِ مِنْ ا لل َّهِ ب ِالص َّبْر ِعِبَادَة ٌ ، وَمَنْ رَضِيَ مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ مِنْ ا لر ِّزْ ق ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَز َّ<br />
وَجَ ل َّ مِنْهُ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ مِنْ ا ل ْعَمَ ل ِ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مِنْ نُبْ ل ِ ا ل ْف َق ْر ِ أ َن َّك ل َا تَج ِدُ أ َحَدًا يَعْصِي ا لل َّهَ لِيَف ْتَقِرَ .<br />
ف َأ َخَذ َهُمَ حْمُودٌ ا ل ْوَ ر َّا قُ ف َق َال َ : يَا عَا ئِبَا ل ْف َق ْر ِ أ َل َاتَزْدَج ِرْ عَيْبُ ا ل ْغَن ِي ِّ أ َك ْث َرُ ل َوْ تَعْتَب ِرْ مِنْ شَرَفِا ل ْف َق ْر ِ وَمِنْ ف َضْلِهِ عَل َى<br />
ال ْغِنَى إن ْ صَ ح َّ مِنْك الن َّظ َرْ أ َن َّك تَعْصِي لِتَنَال َ ال ْغِنَى وَل َسْتَ تَعْصِي ا لل َّهَ ك َيْ تَف ْتَقِرْ وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ : دَ لِيل ُك أ َن َّا ل ْف َق ْرَ<br />
خَيْرٌ مِنْ ال ْغِنَى وَ أ َن َّ ق َلِي ل َ ا ل ْمَال ِ خَيْرٌ مِنْ ال ْمُث ْر ِي لِق َاؤُك مَخْل ُوق ًا عَصَى ا لل َّهَ ب ِال ْغِنَى وَل َمْ تَرَ مَخْل ُوق ًا عَصَى ا لل َّهَ ب ِا ل ْف َق ْر ِ<br />
وَهَذِهِ ال ْ حَال ُ إن َّمَا تَصِ ح ُّ لِمَنْ نَصَ حَ نَف ْسَهُ ف َأ َط َاعَتْهُ ، وَصَد َّق َهَا ف َأ َجَابَتْهُ ،<br />
حَت َّى ل َان َ قِيَادُهَا ، وَهَان َ عِنَادُهَا .<br />
وَعَلِمَتْ أ َن َّ مَنْ ل َمْ يَق ْنَعْ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ ل َمْ يَق ْنَعْ ب ِال ْك َثِير ِ ، ك َمَا ك َتَبَ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ إل َى عُمَرَ بْن ِ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ رَضِيَ ا لل َّهُ<br />
عَنْهُمَا يَا أ َخِي ، مَنْ اسْتَغْنَى ب ِا َ لل َّهِ اك ْتَف َى ، وَمَنْ ا نْق َط َعَ إل َى غ َيْر ِهِ تَعَن َّى ، وَمَنْ ك َان َ مِنْ ق َلِي ل ِ الد ُّنْيَا ل َا يَشْبَعُ ، ل َمْ يُغْن ِهِ<br />
مِنْهَا ك َث ْرَة ُ مَا يَ جْمَعُ ، ف َعَل َيْك مِنْهَا ب ِال ْك َف َافِ ، وَأ َ ل ْزَمْ نَف ْسَك ال ْعَف َافِ ، وَإ ِ ي َّاكَ وَجَمْعَ ا ل ْف ُضُول ِ ، ف َإ ِن َّ حِسَا بَهُ يَط ُول ُ .
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : هَيْهَاتَ مِنْك ال ْغِنَى إن ْ ل َمْ يُق ْن ِعْك مَا حَوَيْت .<br />
ف َأ َم َّا مَنْ أ َعْرَ ضَتْ نَف ْسُهُ عَنْ ق َبُول ِ نُصْ حِهِ ، وَجَمَحَتْ ب ِهِ عَنْ ق َنَاعَةِ زُهْدِهِ ، ف َل َيْسَ إل َى إك ْرَاهِهَا سَب ِيل ٌ وَل َا لِل ْ حَمْ ل ِ<br />
عَل َيْهَا وَ جْهٌ إل َّا ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ وَا ل ْمُرُوءَةِ .<br />
وَ أ َن ْ يَسْتَنْز ِل َهَا إل َى ا ل ْيَسِير ِ ال َّذِي ل َا تَنْفِرُ مِنْهُ ف َإ ِذ َا اسْتَق َر َّتْ عَل َيْهِ أ َنْزَل َهَا إل َى مَا هُوَ أ َق َ ل ُّ مِنْهُ ؛ لِتَنْتَه ِيَ ب ِا لت َّدْر ِي ج ِ إل َى ا ل ْغَا يَةِ<br />
ا ل ْمَط ْل ُو بَةِ وَتَسْتَقِر ُّ ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ وَا لت َّمْر ِ ين ِ عَل َى ال ْ حَال ِا ل ْمَ حْبُو بَةِ .<br />
وَق َدْ تَق َد َّمَ ق َوْل ُ ال ْحُك َمَاءِ إن َّ ا ل ْمَك ْرُوهَ يَسْهُ ل ُ ب ِا لت َّمْر ِ ين ِ .<br />
ف َهَذ َا حُك ْمُ مَا فِيا ل ْأ َمْر ِ الث َّان ِي مِنْ الت َّق ْصِير ِ عَنْ ط َل َب ِ ال ْكِف َا يَةِ .<br />
: وَأ َم َّا ال ْأ َمْرُ ا لث َّا لِث ُ<br />
ف َهُوَ أ َن ْ ل َا يَق ْنَعَ ب ِا ل ْكِف َا يَةِ وَ يَط ْل ُبَ ا لز ِّ يَادَة َ وَال ْك َث ْرَة َ ، ف َق َدْ يَدْعُو إل َى ذ َلِكَ أ َرْ بَعَة ُ أ َسْبَاب ٍ<br />
أ َحَدُهَا :<br />
مُنَازَعَة ُ الش َّهَوَ اتِ ال َّتِي ل َا تُنَال ُ إل َّا ب ِز ِ يَادَةِ ا ل ْمَال ِ وَك َث ْرَةِ ا ل ْمَاد َّةِ ، ف َإ ِذ َا نَازَعَتْهُ ا لش َّهْوَة ُ ط َل َبَ مِنْ ا ل ْمَال ِ مَا يُوَ ص ِّل ُهُ .<br />
وَ ل َيْسَ لِلش َّهَوَ اتِ حَ د ٌّ مُتَنَاهٍ ف َيَصِيرُ ذ َلِكَ ذ َر ِ يعَة ً إل َى أ َن َّ مَا يَط ْل ُبُهُ مِنْ الز ِّ يَادَةِ غ َيْرُ مُتَنَاهٍ .<br />
:<br />
وَمَنْ ل َمْ يَتَنَاهَ ط َل َبُهُ اسْتَدَ امَ ك َد ُّهُ وَ تَعَبُهُ ، وَمَنْ اسْتَدَ امَا ل ْك َ د َّ وَا لت َّعَبَ ل َمْ يَفِ ال ْتِذ َاذ َهُ ب ِنَ يْ ل ِ شَهَوَ ا تِهِ ب ِمَا يُعَان ِيهِ مِنْ اسْتِدَ امَةِ<br />
ك َد ِّهِ وَ إ ِ تْعَا ب ِهِ ، مَعَ مَا ق َدْ ل َز ِمَهُ مِنْ ذ َم ِّ ا لِا نْقِيَادِ لِمُغَال َبَةِ الش َّهَوَ اتِ ، وَا لت َّعَر ُّض ِ لِاك ْتِسَاب ِ الت َّب ِعَاتِ ، حَت َّى يَصِيرَ ك َا ل ْبَه ِيمَةِ<br />
ال َّتِي ق َدْ انْصَرَفَ ط َل َبُهَا إل َى مَا تَدْعُو إ ل َيْهِ شَهْوَتُهَا ، ف َل َا تَنْزَج ِرُ عَنْهُ ب ِعَق ْ ل ٍ وَل َا تَنْك َف ُّ عَنْهُ ب ِق َنَاعَةٍ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ عَلِي ٍّ ، عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
مَنْ أ َرَادَ ا لل َّهُ ب ِهِ خَيْرًا حَال َ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَهْوَ تِهِ ،<br />
وَحَال َ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ ق َل ْب ِهِ ، وَإ ِذ َا أ َرَ ادَ ب ِهِ شَرا وَك َل َهُ إل َى نَف ْسِهِ { .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ وَإ ِن َّك إن ْ أ َعْط َيْتَ بَط ْنَك هَم َّهُ وَف َرْجَك نَال َا مُنْتَهَى ا ل ذ َّم ِّ أ َجْمَعَا وَ الس َّبَبُ الث َّان ِي<br />
أ َن ْ يَط ْل ُبَ ا لز ِّيَادَة َ :<br />
وَ يَل ْتَمِسَا ل ْك َث ْرَة َ لِيَصْر ِف َهَا فِي وُجُوهِ ال ْ خَيْر ِ ، وَ يَتَق َر َّبَ ب ِهَا فِي ج ِهَاتِ ال ْب ِر ِّ ، وَيَصْط َن ِعَ ب ِهَا ا ل ْمَعْرُوفَ ، وَ يُغِيث َ ب ِهَا<br />
ا ل ْمَل ْهُوفَ .<br />
ف َهَذ َا أ َعْذ َرُ وَ ب ِال ْ حَمْدِ أ َحْرَى وَأ َجْدَرُ ، إذ َاا نْصَرَف َتْ عَنْهُ تَب ِعَاتُ ا ل ْمَط َالِب ِ ، وَتَوَق َّى شُبُهَاتِ ال ْمَك َاسِب ِ ، وَ أ َحْسَنَ<br />
ا لت َّق ْدِ يرَ فِي حَال َتَيْ ف َائِدَ تِهِ وَ إ ِف َادَ تِهِ عَل َى ق َدْر ِ ا لز َّمَانِ ، وَ ب ِق َدْر ِ ال ْإ ِمْك َانِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ آل َة ٌ لِل ْمَك َار ِم ِ وَعَوْن ٌ عَل َى ا لد ِّ ين ِ<br />
وَمُتَأ َ ل ِّفٌ لِل ْإ ِخْوَ انِ ، وَمَنْ ف َق َدَهُ مِنْ أ َهْ ل ِ الد ُّنْيَا ق َل َّتْ الر َّغ ْبَة ُ فِيهِ وَالر َّهْبَة ُ مِنْهُ ،<br />
وَمَنْ ل َمْ يَك ُنْ مِنْهُمْ ب ِمَوْضِع ِ رَهْبَةٍ وَل َا رَغ ْبَةٍ اسْتَهَانُوا ب ِهِ .<br />
وَق َدْ رَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ بُرَيْدَة َ عَنْ أ َ ب ِيهِ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
:<br />
ا ل ْمَال ُ { .<br />
وَق َال َ مُ جَاهِ دٌ<br />
عَنْ ذِك ْر ِ رَب ِّي<br />
:<br />
ال ْخَيْرُ فِي ا ل ْق ُرْآنِ ك ُل ِّهِ ا ل ْمَال ُ<br />
:<br />
} وَ إ ِ ن َّهُ لِ حُب ِّال ْ خَيْر ِ ل َشَدِ يدٍ { يَعْن ِي ا ل ْمَال َ وَ<br />
{ يَعْن ِي ا ل ْمَال َ : } ف َك َاتِبُوهُمْ إن ْ عَلِمْتُمْ فِيه ِمْ خَيْرًا { يَعْن ِي مَال ًا .<br />
وَق َال َشُعَيْبٌ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ<br />
: إن ِّي أ َرَاك ُمْ ب ِ خَيْر ٍ يَعْن ِي ا ل ْمَال َ .<br />
:<br />
} :<br />
إن َّ حِسَابَ أ َهْ ل ِ الد ُّنْيَا هَذ َا<br />
} أ َحْبَبْتُ حُب َّا ل ْخَيْر ِ<br />
وَإ ِن َّمَا سَم َّى ا لل َّهُ تَعَا ل َى ا ل ْمَال َ خَيْرًا إذ َا ك َان َ فِي ال ْ خَيْر ِ مَصْرُوف ًا ؛ لِأ َن َّ مَا أ َد َّى إل َىال ْ خَيْر ِ ف َهُوَ فِي نَف ْسِهِ .<br />
وَق َدْ اخْتَل َفَ أ َهْ ل ُ الت َّأ ْو ِي ل ِ فِي ق َوْ لِهِ ق َوْله تَعَا ل َى وَمِنْهُمْ مَنْ يَق ُول ُ رَب َّنَا آتِنَا فِي الد ُّنْيَا حَسَنَة ً وَفِي ال ْ آخِرَةِ حَسَنَة ً وَقِنَا<br />
{ عَذ َ ابَ ا لن َّار ِ<br />
ف َق َال َ الس ُّ د ِّي ُّ وَعَبْدُ الر َّحْمَن ِ بْنُ زَيْدٍ<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ وَسُف ْيَان ُا لث َّوْر ِي ُّ<br />
وَق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ<br />
:<br />
: ا ل ْحَسَنَة ُ فِي الد ُّنْيَا وَفِي ال ْآخِرَةِ ال ْ جَن َّة ُ .<br />
فِي الد ُّنْيَا ال ْعِل ْمُ وَال ْعِبَادَة ُ وَفِي ا ل ْآخِرَةِ ال ْ جَن َّة ُ .<br />
: الد َّرَ اهِمُ وَالد َّنَان ِيرُ خَوَ اتِمُ ا لل َّهِ فِيا ل ْأ َرْض ِ ل َا تُؤْك َ ل ُ وَل َا تُشْرَبُ حَيْث ُ ق َصَدْتَ ب ِهَا ق َضَيْتَ حَاجَتَك .
وَق َال َ ق َيْسُ بْنُ سَعْدٍ : ا لل َّهُ م َّ ا ُرْزُق ْن ِي حَمْدًا وَمَجْدًا ف َإ ِ ن َّهُ ل َا حَمْدَ إل َّا ب ِفِعَال ٍ وَل َا مَ جْدَ إل َّا ب ِمَال ٍ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِأ َب ِي ا لز ِّنَادِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
: لِمَ تُ حِب ُّ ا لد َّرَ اهِمَ وَهِيَ تُدِينُك مِنْ الد ُّنْيَا ؟ ف َق َال َ : هِيَ وَ إ ِن ْ أ َدْنَتْن ِي مِنْهَا ف َق َدْ صَانَتْن ِي عَنْهَا .<br />
مَنْ أ َ صْل َ حَ مَا ل َهُ ف َق َدْ صَان َا ل ْأ َك ْرَمَيْن ِ<br />
مَنْ اسْتَغْنَى ك َرُمَ عَل َى أ َهْلِهِ<br />
.<br />
: ا لد ِّ ينُ وَال ْعِرْضُ .<br />
وَمَر َّ رَجُ ل ٌ مِنْ أ َرْ بَاب ِا ل ْأ َمْوَال ِ ب ِبَعْض ِ ا ل ْعُل َمَاءِ ف َتَ حَر َّكَ ل َهُ وَ أ َك ْرَمَهُ ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
ل َا .<br />
وَل َكِن ِّي رَأ َيْت ذ َا ا ل ْمَال ِ مَه ِيبًا<br />
.<br />
وَسَأ َل َ رَجُ ل ٌ مُ حَم َّ دَ بْنَ عُمَيْر ِ بْن ِ عُط َار ِدَ وَعَت َّابَ بْنَ وَرْق َاءَ فِي عَشْر ِ دِيَاتٍ ف َق َال َ مُ حَم َّ دٌ<br />
وَق َال َ عَت َّا بٌ<br />
ف َق َال َ مُ حَم َّ دٌ<br />
: ال ْبَاقِي عَل َي َّ .<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ<br />
:<br />
:<br />
: ن ِعْمَ ال ْعَوْن ُ ال ْيَسَا رُ عَل َى ا ل ْمَ جْدِ .<br />
: بَعْدَ ذ َلِكَ أ َك َانَتْ ل َك إل َى هَذ َا حَا جَة ٌ ؟ ق َال َ<br />
: عَل َي َّ دِ يَ ٌة .<br />
ف َل َوْ ك ُنْتُ مُث ْرًى ب ِمَال ٍ ك َثِير ٍ ل َ جُدْتُ وَك ُنْتُ ل َهُ بَاذِل َا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َا تُسْتَط َا عُ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ<br />
مَال ُهَا ف َاضِل ًا وَك َان َ يُق َال ُ : الد َّرَ اهِمُ مَرَاهِمُ ؛ لِأ َن َّهَا تُدَاو ِي ك ُ ل َّ جُرْح ٍ ، وَ يَطِيبُ ب ِهَا ك ُ ل ُّ صُل ْ ح ٍ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْ جَل َّال ِ : رُ ز ِق ْتُ مَال ًا وَل َمْ أ ُرْزَقْ مُرُوءَ تَهُ وَمَا ا ل ْمُرُوءَة ُ إل َّا ك َث ْرَة ُ ا ل ْمَال ِ إذ َا أ َرَدْتُ رُق َىا ل ْعَل ْيَاءِ يُق ْعِدُن ِي عَم َّا<br />
يُنَو ِّهُ ب ِاسْمِي ر ِق َّة ُ ال ْ حَال ِ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْف َق ْرُ مَخْذ َ ل َة ٌ ، وَا ل ْغِنَى مَجْدَ ل َة ٌ ،وَا ل ْبُؤْ سُ مَرْذ َ ل َة ٌ ، وَ الس ُّؤَال ُ مَبْذ َ ل َ ٌة .<br />
وَق َال َ أ َوْ سُ بْنُ حَجَر ٍ أ ُقِيمُ ب ِدَ ار ِا ل ْحَزْم ِ مَا دَ امَ حَزْمُهَا وَأ َحْرَى إذ َا حَال َتْ ب ِأ َن ْ أ َتَحَو َّل َا ف َإ ِن ِّي وَجَدْتُ ا لن َّا سَ إل َّا أ َق َل َّهُمْ<br />
خِف َافَ عُهُودٍ يُك ْثِرُون َ الت َّث َق ُّل َا بَن ِي أ ُم ِّ ذِي ا ل ْمَال ِ ال ْك َثِير ِ يَرَوْ نَهُ وَ إ ِن ْ ك َان َ عَبْدًا سَي ِّدَا ل ْأ َمْر ِ جَحْف َل َا وَهُمْ لِمُقِ ل ِّ ا ل ْمَال ِ أ َوْ ل َادُ<br />
عِل َّةٍ وَ إ ِن ْ ك َان َ مَحْضًا فِي ا ل ْعَشِيرَةِ مِخْوَل َا وَق َال َب ِشْرٌ الض َّر ِ يرُ : ك َف َى حُزْنًا أ َن ِّي أ َ رُوحُ وَأ َغ ْتَدِي وَمَا لِي مِنْ مَال ٍ أ َ صُون ُ<br />
ب ِهِ عِرْضِي وَ أ َك ْث َرُ مَا أ َل ْق َى الص َّدِ يقَ ب ِمَرْحَبًا وَذ َلِكَ ل َا يَك ْفِي ا لص َّدِ يقَ وَل َا يُرْضِي وَق َال َ آخَرُ : أ َجَل َّك ق َوْمٌ حِينَ صِرْتَ<br />
إل َى ال ْغِنَى وَك ُ ل ُّ غ َن ِي ٍّ فِي ا ل ْعُيُونِ جَلِي ل ُ وَل َيْسَ ال ْغِنَى إل َّا غِنًى زَ ي َّنَ ال ْف َتَى عَشِي َّة َ يُق ْر ِي أ َوْ غ َدَاة َ يُن ِي ل ُ وَق َدْ اخْتَل َفَ الن َّا سُ<br />
فِي تَف ْضِي ل ِ ال ْغِنَىوَ ا ل ْف َق ْر ِ مَعَ ا ت ِّف َاقِه ِمْ أ َن َّ مَا أ َحْوَجَ مِنْ ا ل ْف َق ْر ِمَ ك ْرُوهٌ ، وَمَا أ َ بْط َرَ مِنْ ا ل ْغِنَىمَ ذ ْمُومٌ ، ف َذ َهَبَق َوْمٌ إل َى<br />
تَف ْضِي ل ِ ال ْغِنَى عَل َىا ل ْف َق ْر ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْغَن ِي َّ مُق ْتَدِرٌ وَ ا ل ْف َقِيرَ عَا ج ِزٌ ، وَا ل ْق ُدْ رَة ُ أ َف ْضَ ل ُ مِنْ ال ْعَجْز ِ<br />
.<br />
وَهَذ َا مَذ ْهَبُ مَنْ غ َل َبَ عَل َيْهِ حُب ُّ ا لن َّبَاهَةِ .<br />
.<br />
:<br />
وَذ َهَبَ آخَرُون َ إل َى تَف ْضِي ل ِ ا ل ْف َق ْر ِ عَل َى ا ل ْغِنَى ؛ لِأ َن َّ ا ل ْف َقِيرَ تَا ر ِكٌ وَا ل ْغَن ِي َّمُل َاب ِ سٌ ، وَ تَرْكُ الد ُّنْيَا أ َف ْضَ ل ُ مِنْ مُل َابَسَتِهَا .<br />
وَهَذ َا مَذ ْهَبُ مَنْ غ َل َبَ عَل َيْهِ حُب ُّ ا لس َّل َامَةِ<br />
وَذ َهَبَ آخَرُون َ إل َى تَف ْضِي ل ِ الت َّوَس ُّطِ بَيْنَا ل ْأ َمْرَ يْن ِ ب ِأ َن ْ يَ خْرُجَ عَنْ حَ د ِّا ل ْف َق ْر ِ إل َى أ َدْنَى مَرَا تِب ِ ال ْغِنَى ؛ لِيَصِ ل َ إل َى ف َضِيل َةِ<br />
ا ل ْأ َمْرَ يْن ِ ، وَ يَسْل َمَ مِنْ مَذ َم َّةِ ال ْ حَال َيْن ِ ، وَهَذ َا مَذ ْهَبُ مَنْ يَرَى تَف ْضِي ل َ ا لِاعْتِدَال ِ ، وَ أ َن َّ خِيَارَ ا ل ْأ ُمُور ِ أ َوْسَاط ُهَا .<br />
وَق َدْ مَضَى شَوَ اهِدُ ك ُ ل ِّ ف َر ِ يق ٍ فِي مَوْ ضِعِهِ ب ِمَا أ َغ ْنَى عَنْ إعَادَ تِهِ .<br />
وَ الس َّبَبُ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَط ْل ُبَ ا لز ِّ يَادَة َ وَ يَق ْتَن ِيَ ال ْأ َمْوَال َ ؛ لِيَد َّخِرَهَا لِوَل َدِهِ ، وَيَخْل ُف ُهَا عَل َى وَرَث َتِهِ ، مَعَ شِد َّةِ ضَن ِّهِ عَل َى<br />
نَف ْسِهِ ، وَك َف ِّهِ عَنْ صَرْفِ ذ َلِكَ فِي حَق ِّهِ ، إشْف َاق ًا عَل َيْه ِمْ مِنْ ك َدْح ِ ا لط َّل َب ِ ، وَسُوءِا ل ْمُنْق َل َب ِ ، وَهَذ َا شَقِي ٌّ ب ِجَمْعِهَا ،<br />
مَأ ْ خُوذ ٌ ب ِو ِزْر ِهَا ، ق َدْ اسْتَ حَق َّ ا لل َّوْمَ مِنْ وُجُوهٍ ل َا تَخْف َى عَل َى ذِي ل ُب ٍّ .<br />
مِنْهَا : سُوءُ ظ َن ِّهِ ب ِ خَا لِقِهِ أ َ ن َّهُ ل َا يَرْ زُق ُهُمْ إل َّا مِنْ ج ِهَتِهِ .
وَق َدْ قِي ل َ : ق َتَ ل َ ا ل ْق ُنُوط ُ صَاحِبَهُ ، وَفِي حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِا َ لل َّهِ رَ احَة ُ ا ل ْق ُل ُوب ِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ : ك َيْفَ تَبْق َى عَل َى حَا ل َتِكَ وَا لد َّهْرُ فِي إحَا ل َتِكَ<br />
وَمِنْهَا الث ِّق َة ُ ب ِبَق َاءِ ذ َلِكَ عَل َى وَ ل َدِهِ مَعَ نَوَا ئِب ِ ا لز َّمَانِ وَمَصَا ئِب ِهِ .<br />
.<br />
:<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
: الد َّهْرُ حَ سُودٌ ل َا يَأ ْتِي عَل َى شَيْءٍ إل َّا غ َي َّرَهُ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: وَمِنْهَا<br />
: وَق َدْ قِي ل َ<br />
: ا ل ْمَال ُ مَل ُو ل ٌ .<br />
: الد ُّنْيَا إن ْ بَقِيَتْ ل َك ل َا تَبْق َى ل َهَا .<br />
مَا حُر ِمَ مِنْ مَنَافِع ِ مَا لِهِ ، وَسُلِبَ مِنْ وُف ُور ِ حَا لِهِ .<br />
إن َّمَا مَال ُك ل َك أ َوْ لِل ْوَار ِثِ أ َوْ لِل ْجَائِ حَةِ ف َل َا تَك ُنْ أ َشْق َى ا لث َّل َا ث َةِ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ اط ْرَحْ ك َوَ اذِبَ آمَالِك وَك ُنْ وَ ار ِث َ مَالِك .<br />
وَمِنْهَا مَا ل َ حِق َهُ مِنْ شَق َاءِ جَمْعِهِ ، وَ نَا ل َهُ مِنْ<br />
عَنَاءِ ك َد ِّهِ ، حَت َّى صَارَ سَاعِيًا مَحْرُومًا ، وَجَاهِدً ا مَذ ْمُومًا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ رُب َّ مَغْبُوطٍ ب ِمَسَر َّةٍ هِيَ دَ اؤُهُ ، وَمَرْحُوم ٍ مِنْ سَق َم ٍ هُوَ شِف َاؤُهُ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : وَمَنْ ك َل َّف َتْهُ ا لن َّف ْسُ ف َوْ قَ ك َف َافِهَا ف َمَا يَنْق َضِي حَت َّى ال ْمَمَاتِ عَنَاؤُهُ وَمِنْهَا<br />
وَآ ث َامِهِ ، وَيُ حَاسَبُ عَل َيْهِ مِنْ تَب ِعَا تِهِ وَ أ َجْرَ امِهِ .<br />
:<br />
مَا يُؤَ اخَذ ُ ب ِهِ مِنْ و ِزْر ِهِ<br />
وَق َدْ حُكِيَ أ َن َّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ ل َم َّا ث َق ُ ل َ بُك َاءُ وَ ل َدِهِ عَل َيْهِ ق َال َ ل َهُمْ : جَادَ ل َك ُمْ هِ شَامٌ ب ِالد ُّنْيَا وَجُدْتُمْ عَل َيْهِ ب ِال ْبُك َاءِ<br />
، وَ تَرَكَ ل َك ُمْ مَا ك َسَبَ وَ تَرَك ْتُمْ عَل َيْهِ مَا اك ْتَسَبَ ، مَا أ َسْوَ أ ُ حَال ِ هِشَام ٍ إن ْ ل َمْ يَغْفِرْ ا لل َّهُ ل َهُ<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَىمَ حْمُودٌ ا ل ْوَ ر َّا قُ ف َق َال َ<br />
.<br />
: تَمَت َّعْ ب ِمَالِك ق َبْ ل َ ال ْمَمَاتِ وَإ ِل َّا ف َل َا مَال َ إن ْ أ َ نْتَ مُت َّا شَقِيتَ ب ِهِ ث ُ م َّ خَل َّف ْتَهُ<br />
لِغَيْر ِك بُعْدًا وَسُحْق ًا وَمَق ْتَا ف َجَادُوا عَل َيْك ب ِزُور ِ ا ل ْبُك َاءِ وَجُدْتَ عَل َيْه ِمْ ب ِمَا ق َدْ جَمَعْتَاوَ أ َرْهَنْتَهُمْ ك ُ ل َّ مَا فِي يَدَيْك<br />
وَخَل َّوْك رَهْنًا ب ِمَا ق َدْ ك َسَبْتَا وَرُو ِيَ أ َن َّ } ا ل ْعَب َّا سَ بْنَ عَبْدِ ا ل ْمُط َّلِب ِ جَاءَ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ يَا رَسُول َ<br />
الل َّهِ وَل ِّن ِي .<br />
ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
يَا عَب َّا سُ يَا عَ م َّ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َلِي ل ٌ يَك ْفِيك خَيْرٌ مِنْ ك َثِير ٍ يُرْدِيك ،<br />
يَا عَب َّا سُ يَا عَ م َّ الن َّب ِي ِّنَف ْ سٌ تُنْج ِيهَاخَيْرٌ مِنْ إمَارَةٍ ل َا تُحْصِيهَا ، يَا عَب َّا سُ يَا عَ م َّ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ ا ل ْإ ِمَارَة َ<br />
أ َو َّل ُهَانَدَ امَة ٌ ، وَأ َوْسَط ُهَا مَل َامَة ٌ ، وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ .<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إل َّا مَنْ عَدَل َ .<br />
ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : ك َيْفَ تَعْدِ ل ُون َ مَعَ ا ل ْأ َق َار ِب ِ<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِل ْحَسَن ِ ال ْبَصْر ِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ إن ِّي أ َخَافُا ل ْمَوْتَ وَ أ َك ْرَهُهُ<br />
ف َق َال َ<br />
. {<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ<br />
إن َّك خَل َّف ْتَ مَال َك وَ ل َوْ ق َد َّمْتَهُ ل َسَر َّك ا لل ُّ حُو ق ِ ب ِهِ<br />
ال ْ حِك َم ِ ك َث ْرَة ُ مَال ِ ا ل ْمَي ِّتِ تُعَز ِّي وَرَ ث َتَهُ عَنْهُ .<br />
.<br />
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ ف َق َال َ وَزَ ادَ :أ َ بْق َيْتَ مَال َك مِيرَا ث ًا لِوَ ار ِ ثِهِ ف َل َيْتَ شِعْر ِي مَا أ َبْق َى ل َك ا ل ْمَال ُ ال ْق َوْمُ بَعْدَك<br />
فِي حَال ٍ تَسُر ُّهُمْ ف َك َيْفَ بَعْدَهُمْ حَال َتْ ب ِك ا ل ْحَال ُ مَل ُّوا ا ل ْبُك َاءَ ف َمَا يُبْكِيكَ مِنْ أ َحَدٍوَ اسْتَحْك َمَ ال ْق َوْل ُ فِي ا ل ْمِيرَاثِ<br />
وَال ْق َال ُ وَل َّتْهُمْ عَنْك دُنْيَا أ َق ْبَل َتْ ل َهُمْ وَأ َدْ بَرَتْ عَنْك وَال ْأ َي َّامُ أ َحْوَ ال ُ وَا لس َّبَبُ ا لر َّا ب ِعُ أ َن ْ يَ جْمَعَ ا ل ْمَال َ وَ يَط ْل ُبَهُ اسْتِ حْل َا ل ًا<br />
:
لِ جَمْعِهِ ، وَشَغَف ًا ب ِاحْتِرَ امِهِ .<br />
} :<br />
}<br />
ف َهَذ َا أ َسْوَ أ ُ ا لن َّا س ِ حَال ًا فِيهِ ، وَأ َشَد ُّهُمْ حُزْنًا ل َهُ ، ق َدْ تَوَج َّهَتْ إ ل َيْهِ سَا ئِرُ ا ل ْمَل َاو ِم ِ حَت َّى صَارَ وَ بَا ل ًا عَل َيْهِ وَمَ ذ َ ام َّ .<br />
وَفِي مِث ْلِهِ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَا َل َّذِينَ يَك ْن ِزُون َ الذ َّهَبَ وَا ل ْفِض َّة َ وَل َا يُنْفِق ُونَهَا فِي سَب ِي ل ِ ا لل َّهِ ف َبَش ِّرْهُمْ ب ِعَذ َ اب ٍ أ َ لِيم ٍ<br />
ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
{<br />
:<br />
تَبا لِلذ َّهَب ِ تَبا لِل ْفِض َّةِ .<br />
:<br />
:<br />
ف َشَق َّ ذ َ لِكَ عَل َى أ َ صْحَاب ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال ُوا : أ َي ُّ مَال ٍ نَت َّخِذ ُ ؟ ف َق َال َ عُمَرُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َنَا أ َعْل َمُ<br />
ل َك ُمْ ذ َ لِكَ ، ف َق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن َّ أ َصْ حَابَك ق َدْ شَق َّ عَل َيْه ِمْ ف َق َال ُوا أ َي ُّ مَال ٍ نَت َّ خِذ ُ ؟ ف َق َال َ لِسَا نًا ذ َاكِرًا ، وَق َل ْبًا<br />
شَاكِرًا ، وَزَوْجَة ً مُؤْمِنَة ً تُعِينُ أ َحَدَك ُمْ عَل َى دِ ين ِهِ { .<br />
وَرَوَى شَهْرُ بْنُ حَوْشَب ٍ عَنْ أ َب ِي أ ُمَامَة َ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
} :<br />
ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : ك َي َّة ٌ .<br />
ث ُ م َّ مَاتَ آخَرُ ف َوُج ِدَ فِي مِئ ْزَر ِهِ دِ ينَارَ انِ ، ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ك َي َّتَانِ<br />
مَاتَ رَجُ ل ٌ مِنْ أ َهْ ل ِ ا لص ُّف َّةِ ف َوُج ِدَ فِي مِئ ْزَر ِهِدِ ينَا رٌ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى<br />
. {<br />
وَإ ِن َّمَا ذ َك َرَ ذ َ لِكَ فِيه ِمَا ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ق َدْ مَاتَ عَل َى عَهْدِهِ مَنْ تَرَكَ أ َمْوَال ًا جَم َّة ً ، وَأ َحْوَال ًا ضَ خْمَة ً ، ف َل َمْ يَك ُنْ فِيهِ مَا ك َان َ<br />
فِي هَذ َ يْن ِ ؛ لِأ َن َّهُمَا تَظ َاهَرَ ا ب ِا ل ْق َنَاعَةِ وَاحْتَجْنَا مَا ل َيْسَ ب ِه ِمَا إل َيْهِ حَا جَة ٌ ف َصَارَ مَا<br />
احْتَ جْنَاهُ و ِزْرًا عَل َيْه ِمَا ، وَعِق َا بًا ل َهُمَا .<br />
: وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
إذ َا ك ُنْتَ ذ َا مَال ٍ وَل َمْ تَك ُنْ ذ َا نَدًى ف َأ َ نْتَ إذ ًا وَا ل ْمُق ْتِرُون َ سَوَ اءُ عَل َى أ َن َّ فِي ال ْأ َمْوَال ِ يَوْمًا تِبَاعَة ً<br />
:<br />
عَل َى أ َهْلِهَا وَال ْمُق ْتِرُون َ بَرَ اءُ وَأ َ نْشَدْتُ عَنْ الر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ إن َّ ال َّذِي رُز ِ قَ ا ل ْيَسَارَ وَل َمْ يُصِبْ حَمْدًا<br />
وَل َا أ َجْرًا ل َغَيْرُ مُوَف َّق ِ وَ ال ْ ج ِ د ُّ يُدْن ِي ك ُ ل َّ شَيْءٍ شَاسِع ٍ وَا ل ْج ِ د ُّ يَف ْتَ حُ ك ُ ل َّ بَاب ٍ مُغْل َق ِ وَ أ َحَق ُّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ ب ِا ل ْهَ م ِّامْرُؤٌ ذ ُو هِم َّةٍ<br />
عُل ْيَا وَعَيْش ٍ ضَي ِّق ِ وَمِنْ ا لد َّ لِي ل ِ عَل َى ا ل ْق َضَاءِ وَك َوْ ن ِهِ بُؤْ سُ الل َّب ِيب ِ وَطِيبُ عَيْش ِ ال ْأ َحْمَق ِ ف َإ ِذ َا سَمِعْتَ ب ِأ َن َّ مَجْدُودًا<br />
حَوَى عُودًا ف َأ َوْرَ قَ فِي يَدَ يْهِ ف َ حَق ِّقْ وَإ ِذ َا سَمِعْتَ ب ِأ َن َّ مَخْذ ُول ًا أ َتَى مَاءً لِيَشْرَ بَهُ ف َ جَف َّ ف َصَد ِّ قْ ا لل ُّب ُّ ال ْعَق ْ ُل<br />
تَق ُول ُ :ل َب ِيبٌ ذ ُو ل ُب ٍّ .<br />
وَ ال ْ ج ِ د ُّ فِي ا لل ُّغَةِ ال ْ حَظ ُّ ، وَهُوَ ال ْبَخْتُ ، وَ ال ْجَ د ُّ أ َيْضًا ا ل ْعَظ َمَة ُ .<br />
وَمِنْهُ ق َوْله تَعَال َى<br />
.<br />
:<br />
} وَأ َ ن َّهُ تَعَا ل َى جَ د ُّ رَب ِّنَا<br />
. {<br />
وَ ال ْ جَ د ُّ مَصْدَ رُ جَ د َّ ا لش َّيْءُ إذ َا ق ُطِعَ وَ ال ْ ج ِ د ُّ ب ِال ْك َسْر ِ ا لِا نْكِمَا شُ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ أ َيْ ا لِاجْتِهَادُ فِيهَا ، وَهُوَ أ َيْضًا ال ْ حَق ُّ ضِ د ُّ<br />
ا ل ْهَزْل ِ .<br />
وَ ب ِال ْ حَاءِ إذ َا مَنَعَ ا لر ِّزْ قَ وَمَ جْدٌ مَ جْدُودٍ ل َا يُق َال ُ فِيه ِمَا إل َّا ب ِمَا ل َمْ يُسَ م َّ ف َاعِل ُهُ<br />
.<br />
وَآف َة ُ مَنْ بُلِيَ ب ِا ل ْ جَمْع ِ وَالِاسْتِك ْث َار ِ ، وَمُن ِيَ ب ِال ْإ ِمْسَاكِ وَا لِاد ِّخَار ِ ، حَت َّى ا نْصَرَفَ عَنْ رُشْدِهِ ف َغَوَى ، وَ انْ حَرَفَ عَنْ سُنَن ِ<br />
ق َصْدِهِ ف َهَوَى ، أ َن ْيَسْتَوْ لِيَ عَل َيْهِ حُب ُّ ا ل ْمَال ِ وَ بُعْدُ ا ل ْأ َمَ ل ِ ف َيَبْعَث ُهُ حُب ُّ ا ل ْمَال ِ عَل َىا ل ْحِرْص ِ فِي ط َل َب ِهِ ، وَ يَدْعُوهُ بُعْدُ<br />
ا ل ْأ َمَ ل ِ عَل َى الش ُّ ح ِّ ب ِهِ .<br />
وَال ْحِرْصُ وَا لش ُّ ح ُّأ َصْ ل ٌ لِك ُ ل ِّ ذ َم ٍّ ، وَسَبَبٌ لِك ُ ل ِّ ل ُؤْم ٍ ؛ لِأ َن َّ ا لش ُّ ح َّ يَمْنَعُ مِنْ أ َدَ اءِ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَيَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْق َطِيعَةِ<br />
وَال ْعُق ُو ِق .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْغَن ِي ُّ<br />
:<br />
} شَر ُّ مَا أ ُعْط َى ال ْعَبْدُ شُ ح ٌّهَالِعٌوَجُبْنٌ خَالِعٌ<br />
. {
ال ْبَخِيل ُ ك َا ل ْق َو ِي ِّ ال ْ جَبَانِ .<br />
وَأ َم َّا ال ْحِرْصُ ف َيَسْل ُبُ ف َضَائِ ل َ ا لن َّف ْس ِ ؛ لِاسْتِيل َا ئِهِ عَل َيْهَا ، وَ يَمْنَعُ مِنْ ا لت َّوَف ُّر ِ عَل َى ا ل ْعِبَادَةِ ؛ لِتَشَاغ ُلِهِ عَنْهَا ، وَ يَبْعَث ُ عَل َى<br />
ا لت َّوَر ُّطِ فِي ا لش ُّبُهَاتِ ؛ لِقِل َّةِ تَ حَر ُّز ِهِ مِنْهَا .<br />
وَهَذِهِ الث َّل َاث ُ خِصَال ُ هُن َّ جَامِعَاتُ ا لر َّذ َ ائِ ل ِ ، سَا لِبَاتُ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ ، مَعَ أ َن َّ ال ْ حَر ِ يصَ ل َا يَسْتَز ِيدُ ب ِ حِرْ صِهِ ز ِ يَادَة ً عَل َى ر ِزْقِهِ<br />
سِوَى إذ ْ ل َال ِ نَف ْسِهِ ، وَإ ِسْ خَاطِ خَا لِقِهِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : {ا ل ْحَر ِيصُ ال ْ جَاهِدُ وَال ْق َنُو عُ ا لز َّ ائِدُ يَسْتَوْفِيَانِ أ َك ْل َهُمَا غ َيْرُ مُنْتَقِص ٍ<br />
مِنْهُ شَ يْءٌ ، ف َعَل َامَ ا لت َّهَاف ُتُ فِي ا لن َّار ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
. {<br />
: ال ْحِرْصُ مَف ْسَدَة ٌ لِلد ِّ ين ِ وَا ل ْمُرُوءَةِ ، وَا َ لل َّهِ مَا عَرَف ْتُ مِنْ وَجْهِ رَجُ ل ٍ حِرْصًا ف َرَأ َ يْتُ أ َن َّ فِيهِ<br />
مُصْط َنَعًا .<br />
وَق َال َ آخَرُ :ا ل ْحَر ِيصُ أ َسِيرُ مَهَا نَةٍ ل َا يُف َك ُّ أ َسْرُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ا ل ْمَق َادِ يرُ ا ل ْغَا لِبَة ُ ل َا تُنَال ُ ب ِا ل ْمُغَا ل َبَةِ ، وَال ْأ َرْزَاقُا ل ْمَك ْتُو بَة ُ ل َا تُنَال ُ ب ِا لش ِّ د َّةِ وَا ل ْمُط َا ل َبَةِ ، ف َذ َ ل ِّ ل ْ لِل ْمَق َادِ ير ِ<br />
نَف ْسَك وَاعْل َمْ ب ِأ َن َّك غ َيْرُ نَائِ ل ٍ ب ِا ل ْحِرْص ِ إل َّا حَظ َّك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : رُب َّ حَظ ٍّ أ َدْرَك َهُ غ َيْرُ ط َالِب ِهِ ، وَدُ ر ٍّ أ َحْرَزَهُ غ َيْرُ جَا لِب ِهِ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِمُ حَم َّدِ بْن ِ حَاز ِم ٍ<br />
:<br />
.<br />
يَا أ َسِيرَ ا لط َّمَع ِ ا ل ْك َاذِب ِ فِي غِ ل ِّ ال ْهَوَانِ إن َّ عِز َّ ا ل ْيَأ ْ س ِ خَيْرٌ ل َك مِنْ ذ ُل ِّ<br />
ا ل ْأ َمَا ن ِي سَامِحْ الد َّهْرَ إذ َا عَز َّ وَخُذ ْ صَف ْوَ ا لز َّمَانِ إن َّمَا أ ُعْدِمَ ذ ُوال ْ حِرْص ِ وَأ ُ ث ْر ِيَ ذ ُوا ل ْتَوَا ن ِي وَل َيْسَ لِل ْ حَر ِ يص ِغ َايَة ٌ<br />
مَق ْ صُودَة ٌ يَقِفُ عِنْدَهَا ، وَل َان ِهَايَة ٌمَ حْ دُودَة ٌ يَق ْنَعُ ب ِهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ إذ َا وَصَ ل َ ب ِال ْ حِرْص ِ إل َى مَا أ َم َّ ل َ أ َغ ْرَ اهُ ذ َلِكَ ب ِز ِ يَادَةِ ال ْ حِرْص ِ<br />
وَ ا ل ْأ َمَ ل ِ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَصِ ل ْ رَأ َى إ ضَاعَة َ ال ْغِنَى ل ُؤْمًا ، وَالص َّبْرَ عَل َيْهِ حَزْمًا ، وَ صَارَ ب ِمَا سَل َفَ مِنْ رَجَا ئِهِ أ َق ْوَى رَجَاءً وَ أ َبْسَط َ<br />
أ َمَل ًا<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى<br />
ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } يَشِيبُ ا بْنُ آدَمَ وَيَبْق َى مَعَهُ خَصْل َتَانِ ال ْحِرْصُ وَ ا ل ْأ َمَ ل ُ<br />
. {<br />
.<br />
وَقِي ل َ لِل ْمَسِي ح ِ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ : مَا بَال ُ ا ل ْمَشَاي ِ خ ِ أ َحْر ِصُ عَل َى الد ُّنْيَا مِنْ الش َّبَاب ِ ؟ ق َال َ : ؛ لِأ َ ن َّهُمْ ذ َاق ُوا مِنْ ط َعْم ِ الد ُّنْيَا<br />
مَا ل َمْ يَذ ُق ْهُ الش َّبَابُ<br />
وَ ل َوْ صَدَ قَ ال ْحَر ِيصُ نَف ْسَهُ وَ اسْتَنْصَ حَ عَق ْل َهُ ل َعَلِمَ أ َن َّ مِنْ تَمَام ِ الس َّعَادَةِ وَحُسْن ِ الت َّوْفِيق ِ ا لر ِّ ضَاءَ ب ِا ل ْق َضَاءِ وَ ا ل ْق َنَاعَة َ<br />
ب ِا ل ْق َسْم ِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
حُر ِمْتُمُوهُ ف َل َنْ تَنَا ل ُوهُ وَ ل َوْ حَرَصْتُمْ<br />
وَرُو ِيَ<br />
:<br />
. {<br />
}<br />
} اق ْتَصِدُو ا فِي ا لط َّل َب ِ ف َإ ِن َّ مَا رُ ز ِق ْتُمُوهُ أ َشَد ُّ ط َل َبًا ل َك ُمْ مِنْك ُمْ ل َهُ وَمَا<br />
أ َن َّ ج ِبْر ِ ي ل َ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ ا لس َّل َامُ - هَبَط َ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ<br />
وَ تَعَال َى - يَق ْرَأ ُ عَل َيْك الس َّل َامَ وَ يَق ُول ُ ل َك اق ْرَأ ْ ب ِسْم ِ ا لل َّهِ ا لر َّحْمَن ِ ا لر َّحِيم ِ<br />
أ َزْوَ اجًا مِنْهُمْ زَهْرَة َ ال ْ حَيَاةِ الد ُّنْيَا لِنَف ْتِنَهُمْ فِيهِ وَر ِزْ قُ رَب ِّك خَيْرٌ وَأ َبْق َى<br />
- تَبَارَكَ إن َّ ا لل َّهَ :<br />
:<br />
:<br />
ف َأ َمَرَ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي<br />
. {<br />
:<br />
.<br />
وَقِي ل َ :مَ ك ْتُو بٌ فِي بَعْض ِ ا ل ْك ُتُب ِ : رُد ُّوا أ َبْصَارَك ُمْ عَل َيْك ُمْ ف َإ ِن َّ ل َك ُمْ فِيهَا شُغْل ًا .<br />
وَق َال َ مُ جَاهِ دٌ فِي تَأ ْو ِ ي ل ِ ق َوْله تَعَال َى<br />
} وَل َا تَمُ د َّن َّ عَيْنَيْكَ إل َى مَا مَت َّعْنَا ب ِهِ<br />
مَنْ ل َمْ يَتَأ َد َّبْ ب ِأ َدَب ِ ا لل َّهِ تَعَال َى تَق َط َّعَتْ نَف ْسُهُ عَل َى الد ُّنْيَا حَسَرَاتِ<br />
{<br />
:<br />
} ف َل َنُ حْي ِيَن َّهُ حَيَاة ً ط َي ِّبَة ً<br />
: ب ِا ل ْق َنَاعَةِ . ق َال َ {
:<br />
وَق َال َ أ َك ْث َمُ بْنُ صَيْفِي ٍّ : مَنْ بَا عَال ْ حِرْصَ ب ِا ل ْق َنَاعَةِ ظ َف َرَ ب ِال ْغِنَى وَا لث َّرْوَةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : ق َدْ يَ خِيبُ ال ْ جَاهِدُ الس َّاعِي ، وَ يَظ ْف َرُ ال ْوَادِعُ ال ْهَادِي .<br />
ف َأ َخَذ َهُا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ ف َق َال َ ل َمْ أ َ ل ْقَ مَق ْدُورًا عَل َىاسْتِ حْق َاقِهِ فِي ال ْ حَظ ِّ إم َّا نَاقِصًا أ َوْ زَائِدَا وَعَ ج ِبْتُ لِل ْمَ حْدُودِ يُ حْرَمُ نَا صِبًا<br />
ك َل َف ًا وَلِل ْمَ جْدُودِ يَغْنَمُ ق َاعِدَا مَا خَط ْبُ مَنْ حُر ِمَ ال ْإ ِرَ ادَة َ ق َاعِدًا<br />
خَط ْبُ ال َّذِي حُر ِمَ ا ل ْإ ِرَادَة َ جَاهِدَا وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
ف َقِيرًا وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
:<br />
مُك ْثِرًا .<br />
:<br />
إن َّ مَنْ ق َنَعَ ك َان َ غ َن ِيا وَ إ ِن ْ ك َان َ مُق ْتِرًا ، وَمَنْ ل َمْ يَق ْنَعْ ك َان َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ إذ َا ط َل َبْتَا ل ْعِز َّ ف َاط ْل ُبْهُ ب ِا لط َّاعَةِ ، وَإ ِذ َا ط َل َبْتَ ال ْغِنَى ف َاط ْل ُبْهُ ب ِا ل ْق َنَاعَةِ ، ف َمَنْ أ َط َا عَ ا لل َّهَ - عَز َّ وَجَ ل َّ<br />
- عَن َّ نَصْرُهُ ، وَمَنْ ل َز ِمَ ا ل ْق َنَاعَة َ زَ ال َ ف َق ْرُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاِء : ا ل ْق َنَاعَة ُ عِز ُّ ا ل ْمُعْسِر ِ ، وَ الص َّدَق َة ُ حِرْزُ ا ل ْمُوسِر ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ إن ِّي أ َرَى مَنْ ل َهُ ق ُنُو عٌ يُدْر ِكُ مَا نَال َ أ َوْ تَمَن َّى وَالر ِّزْقُ يَأ ْتِي ب ِل َا عَنَاءٍ وَرُب َّمَا ف َاتَ مَنْ تَعَن َّى وَا ل ْق َنَاعَة ُ<br />
ق َدْ تَك ُون ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ .<br />
.<br />
ف َال ْوَجْهُ ا ل ْأ َو َّل ُ : أ َن ْ يَق ْنَعَب ِا ل ْبُل ْغَةِ مِنْ دُ نْيَاهُ ، وَ يَصْر ِفَ نَف ْسَهُ عَنْ ا لت َّعَر ُّض ِ لِمَا سِوَ اهُ .<br />
وَهَذ َا أ َعْل َى مَنَاز ِل ِ ا ل ْق َنَاعَةِ<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
إذ َا شِئ ْتَ أ َن ْ تَ حْيَا غ َن ِيا ف َل َا تَك ُنْ عَل َى حَا ل َةٍ إل َّا رَ ضِيتَ ب ِدُون ِهَا وَق َال َ مَالِكُ بْنُ دِينَار ٍ : أ َزْهَدُ ا لن َّا س ِ مَنْ<br />
ل َا تَتَ جَاوَزُ رَغ ْبَتُهُ مِنْ الد ُّنْيَا بُل ْغَتِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : الر ِّضَى ب ِال ْك َف َافِ يُؤَد ِّي إل َى ال ْعَف َافِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاِء<br />
:<br />
يَا رُب َّ ضَي ِّق ٍ أ َف ْضَ ل ِ مِنْ سَعَةٍ ، وَعَنَاءٍ خَيْر ٍ مِنْ دَعَةٍ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ ، وَذ َك َرَ أ َ ن َّهُ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْه ِهِ - : أ َف َادَ تْن ِي ا ل ْق َنَاعَة ُ ك ُ ل َّ عِز ٍّ وَأ َي ُّ غِنًى<br />
أ َعَز ُّ مِنْ ال ْق َنَاعَهْ ف َصَي ِّرْهَا لِنَف ْسِك رَأ ْ سَ مَال ٍ وَصَي ِّرْ بَعْدَهَا الت َّق ْوَى ب ِضَاعَهْ تَ حَر َّزْ حِينَ تَغْنَى عَنْ ب ِ خَيْ ل ٍ وَ تَنَع َّمْ فِي ال ْ ج ِنَانِ<br />
ب ِصَبْر ِ سَاعَهْ وَال ْوَجْهُ الث َّان ِي<br />
:<br />
وَهَذِهِ أ َوْسَط ُ حَال ِ ا ل ْمُق ْتَن ِع ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ر ِ زْق ُهُ ،<br />
وَ إ ِن ْ هَتَكَ ا ل ْحِ جَابَ ل َمْ يَز ِدْ فِي ر ِزْقِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ<br />
أ َن ْ تَنْتَه ِيَ ب ِهِ ا ل ْق َنَاعَة ُ إل َى ا ل ْكِف َا يَةِ ، وَيَ حْذِفُ ا ل ْف ُضُول َ وَالز ِّيَادَة َ .<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
مَا ف َوْ قَ ا ل ْك َف َافِإسْرَ افٌ .<br />
مَنْ رَضِيَ ب ِا ل ْمَق ْدُور ِ ق َنَعَ ب ِا ل ْمَيْسُور ِ .<br />
مَا مِنْ عَبْدٍ إل َّا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ ر ِزْقِهِ حِ جَا بٌ ، ف َإ ِن ْ ق َنَعَ وَاق ْتَصَدَ أ َ تَاهُ<br />
: تَط ْل ُبُا ل ْأ َك ْث َرَ فِي الد ُّنْيَا وَق َدْ تَبْل ُغ ُ ا ل ْحَاجَة َ مِنْهَا ب ِال ْأ َق َ ل ِّ وَأ َ نْشَدْتُ لِإ ِ بْرَ اهِيمَ بْن ِ ا ل ْمُدَ ب َّر ِ : إن َّ ا ل ْق َنَاعَة َ<br />
:<br />
وَال ْعَف َافَ ل َيُغْن ِيَانِ عَنْ ال ْغِنَى ف َإ ِذ َا صَبَرْتَ عَنْ ال ْمُنَى ف َاشْك ُرْ ف َق َدْ ن ِل ْتَ ال ْمُنَى وَا ل ْوَجْهُ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ تَنْتَه ِيَ ب ِهِ ا ل ْق َنَاعَة ُ إل َى<br />
ال ْوُق ُوفِ عَل َى مَا سَنَ حَ ف َل َا يَك ْرَهُ مَا أ َ تَاهُ وَ إ ِن ْ ك َان َ ك َثِيرًا ، وَل َا يَط ْل ُبُ مَا تَعَذ َّرَ وَ إ ِن ْ ك َان َ يَسِيرًا .<br />
وَهَذِهِ ال ْ حَال ُ أ َدْنَى مَنَاز ِل ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْق َنَاعَةِ ؛ لِأ َ ن َّهَا مُشْتَرَك َة ٌ بَيْنَ رَغ ْبَةٍ وَرَهْبَةٍ .<br />
أ َم َّا الر َّغ ْبَة ُ ؛ ف َلِأ َ ن َّهُ ل َا يَك ْرَهُ ا لز ِّ يَادَة َ عَل َى ا ل ْكِف َا يَةِ إذ َا سَنَ حَتْ .<br />
وَأ َم َّا الر َّهْبَة ُ ؛ ف َلِأ َ ن َّهُ ل َا يَط ْل ُبُ ا ل ْمُتَعَذ َّرَ عَنْ نُق ْصَانِ ا ل ْمَاد َّةِ إذ َا تَعَذ َّرَتْ .
وَفِي مِث ْلِهِ ق َال َ ذ ُو ا لن ُّونِ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْهِ - : مَنْ ك َانَتْ ق َنَاعَتُهُ سَمِينَة ً ط َابَتْ ل َهُ ك ُ ل ُّ مَرَق َةٍ .<br />
} :<br />
:<br />
وَق َدْ رَوَى ال ْحَسَنُ بْنُ عَلِي ٍّ عَنْ أ َ ب ِيهِ ، عَنْ جَد ِّهِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمْ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
الد ُّنْيَا دُوَ ل ٌ ف َمَا ك َان َ مِنْهَا ل َك أ َ تَاك عَل َى ضَعْفِك ، وَمَا ك َان َ مِنْهَا عَل َيْك ل َمْ تَدْف َعْهُ ب ِق ُو َّتِك ، وَمَنْ ا نْق َط َعَ رَجَاؤُهُ مِم َّا<br />
ف َاتَ اسْتَرَاحَ بَدَ نُهُ ، وَمَنْ رَضِيَ ب ِمَا رَزَق َهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ق َر َّتْ عَيْنُهُ<br />
. {<br />
وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍا ل ْأ َعْرَجُ وَجَدْتُ شَيْئ َيْن ِ : شَيْئ ًا هُوَ لِي ل َنْ أ َعْ جَل َهُ ق َبْ ل َ أ َجَلِهِ وَ ل َوْ ط َل َبْتُهُ ب ِق ُو َّةِ الس َّمَوَ اتِوَ ا ل ْأ َرْض ِ ، وَشَيْئ ًا<br />
هُوَ لِغَيْر ِي وَذ َلِكَ مِم َّا ل َمْ أ َ نَل ْهُ فِيمَا مَضَى وَل َا أ َنَا ل ُهُ فِيمَا بَقِيَ يَمْنَعُ ال َّذِي لِي مِنْ غ َيْر ِي ك َمَا يَمْنَعُ ال َّذِي لِغَيْر ِي مِن ِّي ،<br />
ف َفِي أ َي ِّ هَذ َ يْن ِ أ ُف ْن ِي عُمْر ِي وَ أ ُهْلِكُ نَف ْسِي .<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ<br />
:<br />
ل َا تَأ ْخُذ ُون ِي ب ِا لز َّمَانِ وَل َيْسَ لِي<br />
تَبَعًا وَل َسْتُ عَل َى الز َّمَانِ ك َفِيل َا مَنْ ك َان َ مَرْعَى عَزْمِهِ وَهُمُومِهِ رَوْضَ ا ل ْأ َمَان ِي ل َمْ يَزَل ْ مَهْزُول َا ل َوْ جَارَ سُل ْط َان ُ ال ْق ُنُو ع ِ<br />
وَحُك ْمِهِ فِي ال ْ خَل ْق ِ مَا ك َان َ ا ل ْق َلِي ل ُ ق َلِيل َا ا لر ِّ زْ قُ ل َا تَك ْمَدْ عَل َيْهِ ف َإ ِ ن َّهُ يَأ ْتِي وَ ل َمْ تَبْعَث ْ عَل َيْهِ رَسُول َا وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ<br />
ا ل ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ الر ُّومِي ِّ : جَرَى ق َل َمُ ا ل ْق َضَاءِ ب ِمَا يَك ُون ُ ف َسِي َّانِ ا لت َّ حَر ُّكُ وَا لس ُّك ُون ُ جُنُون ٌ مِنْك أ َن ْ تَسْعَى لِر ِزْ ق ٍ وَيُرْزَ قُ فِي<br />
غِشَاوَ تِهِ ا ل ْجَن ِينُ وَنَ حْنُ نَسْأ َل ُ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َك ْرَمَ مَسْئ ُول ٍ ، وَ أ َف ْضَ ل َ مَأ ْمُول ٍ ، أ َن ْ يُحْسِنَ إل َيْنَا الت َّوْفِيقَ فِيمَا مَنَ حَ ، وَيَصْر ِفَ<br />
عَن َّا ا لر َّغ ْبَة َ فِيمَا مَنَعَ ؛اسْتِك ْف َاف ًا لِتَب ِعَاتِ ا لث َّرْوَةِ ، وَمُو ب ِق َاتِ الش َّهْوَةِ .<br />
رَوَى شَر ِ يكُ بْنُ أ َب ِي نَمِر ٍ ، عَنْ أ َب ِيال ْ ج ِذ ْ ع ِ ، عَنْ أ َعْمَامِهِ وَ أ َجْدَ ادِهِ ، عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
{<br />
خَيْرُ أ ُم َّتِي ال َّذِينَ ل َمْ يُعْط ُو ا حَت َّى يَبْط َرُو ا ، وَل َمْ يُق ْتِرُو ا حَت َّىيَسْأ َ ل ُو ا وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ : عِنْدِي مِنْ ال ْأ َي َّام ِ مَا ل َوْ أ َ ن َّهُ<br />
أ َضْحَى ب ِشَار ِب ٍ مُرْقِدٍ مَا غ َم َّضَا ل َا تَط ْل ُبَن َّ ا لر ِّزْ قَ بَعْدَ شِمَاسِهِ ف َتَرُومَهُ شِبَعًا إذ َا مَا غ َي َّضَا مَا عُو ِّ ضَ الص َّبْرَامْرُؤٌ إل َّا رَأ َى<br />
مَا ف َا تَهُ دُون َ ال َّذِي ق َدْ عُو ِّضَا<br />
ا ل ْبَابُ ال ْخَامِسُ أ َدَبُ ا لن َّف ْس ِ اعْل َمْ أ َن َّ ا لن َّف ْسَمَ جْبُول َة ٌ عَل َى شِيَم ٍ مُهْمَل َةٍ ، وَأ َخْل َا ق ٍ مُرْسَل َةٍ ، ل َا يَسْتَغْن ِي مَحْمُودُهَا عَنْ<br />
ا لت َّأ ْدِ يب ِ ، وَل َا يَك ْتَفِي ب ِال ْمُرْضِي مِنْهَا عَنْ ا لت َّهْذِيب ِ ؛ لِأ َن َّ لِمَ حْمُودِهَا أ َ ضْدَ ادً ا مُق َا ب ِل َة ً يُسْعِدُهَا هَوًى مُط َا عٌ وَشَهْوَة ٌ غ َا لِبَ ٌة<br />
، ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ تَأ ْدِ يبَهَا تَف ْو ِيضًا إل َىا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ تَوَك ُّل ًا عَل َى أ َن ْ تَنْق َادَ إل َى ال ْأ َحْسَن ِ ب ِا لط َّبْع ِ أ َعْدَمَهُا لت َّف ْو ِ يضُ دَرَكَ ال ْمُجْتَه ِدِينَ<br />
، وَ أ َعْق َبَهُ ا لت َّوَك ُّ ل ُ نَدَمَ ال ْ خَا ئِب ِينَ ، ف َصَارَ مِنْ ا ل ْأ َدَب ِ عَاطِل ًا ، وَفِي صُورَةِ ال ْ جَهْ ل ِ دَاخِل ًا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْأ َدَبَ مُك ْتَسَبٌ ب ِا لت َّ جْر ِبَةِ<br />
، أ َوْ مُسْتَ حْسَنٌ ب ِا ل ْعَادَةِ ، وَ لِك ُ ل ِّ ق َوْم ٍ مُوَ ا ضَعَ ٌة .<br />
وَذ َ لِكَ ل َا يُنَال ُ ب ِتَوْقِيفِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَل َا ب ِا لِا نْقِيَادِ لِلط َّبْع ِ حَت َّى يُك ْتَسَبَ ب ِالت َّجْر ِ بَةِ وَا ل ْمُعَا نَاةِ ، وَ يُسْتَف َادَ ب ِا لد ُّرْ بَةِ وَ ا ل ْمُعَاط َاةِ .<br />
ث ُ م َّ يَك ُون ُ ال ْعَق ْل ُ عَل َيْهِ ق َي ِّمًا وَزَكِي ُّ ا لط َّبْع ِ إ ل َيْهِ مُسَل ِّمًا .<br />
وَ ل َوْ ك َان َ ال ْعَق ْل ُ مُغْن ِيًا عَنْ ا ل ْأ َدَب ِ ل َك َان َ أ َنْب ِيَاءُ ا لل َّهِ تَعَال َى عَنْ أ َدَ ب ِهِ مُسْتَغْن ِينَ ، وَ ب ِعُق ُولِه ِمْ مُك ْتَفِينَ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } بُعِث ْتُ لِأ ُ تَم ِّمَ مَك َار ِمَ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ { .<br />
وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ يَمَ - عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ<br />
:<br />
- : مَنْ أ َد َّبَك ؟ ق َال َ : مَا أ َد َّبَن ِي أ َحَدٌ وَل َكِن ِّي رَأ َ يْتُ جَهْ ل َ ال ْ جَاهِ ل ِ<br />
ف َ جَا نَبْتُهُ .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى جَعَ ل َ مَك َار ِمَ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَمَ حَاسِنَهَا وَصْل ًا بَيْنَهُوَ بَيْنَك ُمْ ،<br />
ف َ حَسْبُ ا لر َّجُ ل ِ أ َن ْ يَت َّصِ ل َ مِنْ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ب ِ خُل ُق ٍ مِنْهَا .<br />
وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ بْنُ بَا بَكَ<br />
:<br />
مِنْ ف َضِيل َةِ ا ل ْأ َدَب ِ أ َ ن َّهُمَمْ دُو حٌ ب ِك ُ ل ِّ لِسَانٍ ، وَمُتَزَ ي َّنٌ ب ِهِ فِي ك ُ ل ِّ مَك َان ، وَبَا ق ٍ ذِك ْرُهُ عَل َى أ َ ي َّام ِ
ا لز َّمَانِ .<br />
:<br />
وَق َال َمَهْبُودٌ : شُب ِّهَ ا ل ْعَا لِمُ ا لش َّر ِ يفُ ا ل ْق َدِيمُ ا ل ْأ َدَب ِ ب ِال ْبُنْيَانِ ا ل ْخَرَاب ِ ال َّذِي ك ُل َّمَا عَل َا سُمْك ُهُ ك َان َ أ َشَد َّ<br />
لِوَحْشَتِهِ وَ ب ِا لن َّهْر ِ ا ل ْيَاب ِس ِ ال َّذِي ك ُل َّمَا ك َان َ أ َعْرَضَ وَأ َعْمَقَ ك َان َ أ َشَد َّ لِوُعُورَ تِهِ ، وَب ِا ل ْأ َرْض ِ ال ْ جَي ِّدَةِ ا ل ْمُعَط َّل َةِ ال َّتِي ك ُل َّمَا<br />
ط َال َ خَرَ ابُهَا ازْدَادَ نَبَا تُهَا غ َيْرَا ل ْمُنْتَف َع ِ ب ِهِ ال ْتِف َاف ًا وَ صَارَ لِل ْهَوَ ام ِّ مَسْك َنًا .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ مَا نَ حْنُ إل َى مَا نَتَق َو َّى ب ِهِ عَل َى حَوَ اس ِّنَا مِنْ ا ل ْمَط ْعَم ِ وَا ل ْمَشْرَب ِ ب ِأ َحْوَج ِ مِن َّا إل َى ال ْأ َدَب ِ ال َّذِي هُوَ<br />
لِق َاحُ عُق ُو لِنَا ، ف َإ ِن َّ ال ْ حَب َّة َا ل ْمَدْف ُو نَة َ فِي الث َّرَى ل َا تَق ْدِرُ أ َن ْ تَط ْل ُعَ زَهْرَتُهَا وَنَضَارَ تُهَا إ ل َّا ب ِا ل ْمَاءِ ال َّذِي يَعُودُ إل َيْهَا مِنْ<br />
مُسْتَوْدَعِهَا .<br />
وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى أ َن َّ أ َعْرَ اب ِيا ق َال َ لِا بْن ِهِ<br />
:<br />
يَا بُنَي َّ ال ْعَق ْل ُ ب ِل َا أ َدَب ٍ ك َالش َّجَر ِ ا ل ْعَاقِر ِ ، وَمَعَ ا ل ْأ َدَب ِ دِعَامَة ٌ<br />
أ َي َّدَ ا لل َّهُ ب ِهَا ال ْأ َل ْبَابَ ، وَحِل ْيَة ٌ زَ ي َّنَ ا لل َّهُ ب ِهَا عَوَ اطِ ل َ ا ل ْأ َحْسَاب ِ ، ف َا ل ْعَاقِ ل ُ ل َا يَسْتَغْن ِي وَ إ ِن ْ صَح َّتْ غ َر ِ يزَ تُهُ ، عَنْ ا ل ْأ َدَب ِ<br />
ا ل ْمُ خْر ِج ِ زَهْرَ تُهُ ، ك َمَا ل َا تَسْتَغْن ِي ال ْأ َرْضُ وَ إ ِن ْ عَذ ُ بَتْ تُرْبَتُهَا عَنْ ا ل ْمَاءِ ا ل ْمُ خْر ِج ِ ث َمَرَتُهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْأ َدَبُ صُورَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ ف َصَو ِّرْ عَق ْل َك ك َيْفَ شِئ ْتَ .<br />
وَق َال َ آخَرُ : ال ْعَق ْل ُ ب ِل َا أ َدَب ٍ ك َا لش َّ جَر ِ ا ل ْعَاقِر ِ ، وَمَعَ ا ل ْأ َدَب ِ ك َالش َّجَر ِ ا ل ْمُث ْمِر ِ .<br />
وَقِي ل َ ال ْأ َدَبُ أ َحَدُا ل ْمَنْصِبَيْن ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءُ<br />
:<br />
ال ْف َضْل ُ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْأ َدَب ِ ، ل َاب ِا ل ْأ َصْ ل ِ وَ ال ْحَسَب ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ سَاءَ أ َدَ بُهُ ضَا عَ نَسَبُهُ ، وَمَنْ ق َ ل َّ عَق ْل ُهُ<br />
ضَ ل َّ أ َ صْل ُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءُ : ذ َك ِّ ق َل ْبَك ب ِا ل ْأ َدَب ِ ك َمَا تُذ َك َّى الن َّا رُ ب ِال ْ حَط َب ِ ، وَاِت َّ خِذ ْ ا ل ْأ َدَبَ غ ُنْمًا ، وَ ال ْ حِرْصَ عَل َيْهِ حَظًّا ،<br />
يَرْتَ ج ِيكَ رَ اغِبٌ ، وَ يَخَافُ صَوْل َتَك رَ اهِبٌ ، وَ يُؤَم ِّ ل ُ نَف ْعَكَ ، وَيُرْجَى عَدْل ُك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءُ فِيهِ<br />
:<br />
: ا ل ْأ َدَبُ وَ سِيل َة ٌ إل َى ك ُ ل ِّ ف َضِيل َةٍ ،وَذ َر ِ يعَة ٌ إل َى ك ُ ل ِّ شَر ِيعَةٍ .<br />
: ا ل ْأ َدَبُ يَسْتُرُ ق َب ِي حَ الن َّسَب ِ .<br />
ف َمَا خَل َقَ ا لل َّهُ<br />
مِث ْ ل َ ال ْعُق ُول ِ وَل َا اك ْتَسَبَ الن َّا سُ مِث ْ ل َا ل ْأ َدَبْ وَمَا ك َرَمُ ا ل ْمَرْءِ إل َّا الت ُّق َى وَل َا حَسَبُ ا ل ْمَرْءِ إ ل َّا الن َّسَبْ وَفِي ا ل ْعِل ْم ِزَ يْنٌ<br />
لِأ َهْ ل ِ ال ْحِجَا وَآف َة ُ ذِي ال ْ حِل ْم ِ ط َيْشُا ل ْغَضَبْ وَ أ َنْشَدَا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : وَ إ ِن ْ يَكُ ال ْعَق ْل ُ مَوْل ُودًا ف َل َسْتُ أ َرَى ذ َا<br />
ا ل ْعَق ْ ل ِ مُسْتَغْن ِيًا عَنْ حَادِثِا ل ْأ َدَبْ إن ِّي رَ أ َ يْتُهُمَا ك َا ل ْمَاءِ مُخْتَلِط ًا ب ِالت ُّرْب ِ تَظ ْهَرُ مِنْهُ زَهْرَة ُ ال ْعُشَبْ وَك ُ ل ُّ مَنْ أ َخْط َأ َ تْهُ فِي<br />
مَوَ الِدِهِ غ َر ِ يزَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ حَاك َى ال ْبُهْمَ فِي ال ْ حَسَبْ وَالت َّأ ْدِيبُ يَل ْزَمُ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا مَا ل َز ِمَا ل ْوَا لِدَ لِوَ ل َدِهِ فِي صِغَر ِهِ .<br />
وَالث َّان ِي مَا ل َز ِمَ ال ْإ ِنْسَان َ فِي نَف ْسِهِ عِنْدَ نُشُو ئِهِ وَكِبَر ِهِ .<br />
ف َأ َم َّا ا لت َّأ ْدِ يبُ ا لل َّاز ِمُ لِل ْأ َب ِ ف َهُوَ أ َن ْ يَأ ْخُذ َ وَل َدَهُ ب ِمَبَادِئ ِ ا ل ْآدَاب ِ لِيَأ ْ نَسَ ب ِهَا ، وَ يَنْشَأ َ عَل َيْهَا ، ف َيَسْهُ ل َ عَل َيْهِ ق َبُول ُهَا عِنْدَ<br />
ال ْكِبْر ِ لِاسْتِئ ْنَاسِهِ ب ِمَبَادِئِهَا فِي ا لص ِّغَر ِ ؛ لِأ َن َّ نُشُوءَ ا لص ِّغَر ِ عَل َى الش َّيْءِ يَ جْعَل ُهُ مُتَط َب ِّعًا ب ِهِ .<br />
}<br />
وَمَنْ أ ُغ ْفِ ل َ تَأ ْدِ يبُهُ فِي الص ِّغَر ِ ك َان َ تَأ ْدِيبُهُ فِي ال ْكِبَر ِ عَسِيرًا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَا نَ حَ ل َوَ الِ دٌ وَ ل َدَهُ ن ِ حْل َة ً أ َف ْضَ ل َ مِنْ أ َدَب ٍ حَسَن ٍ يُفِيدُهُ إ ي َّاهُ ، أ َوْ<br />
جَهْ ل ٍ ق َب ِي ح ٍ يَك ْفِهِ عَنْهُ وَ يَمْنَعُهُ مِنْهُ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
بَادِرُوا ب ِتَأ ْدِ يب ِ ال ْأ َط ْف َا ِل ق َبْ ل َ تَرَ اك ُم ِا ل ْأ َشْغَال ِ وَ تَف َر ُّ ق ِ ا ل ْبَال ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ إن َّ ا ل ْغُصُون َ إذ َا ق َو َّمْتَهَا اعْتَدَ ل َتْ وَل َا يَلِينُ إذ َا ق َو َّمْتَهُ ا ل ْخَشَبُ ق َدْ يَنْف َعُ ا ل ْأ َدَبُ ال ْأ َحْدَاث َ فِي صِغَر ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ
وَ ل َيْسَ يَنْف َعُ عِنْدَ ا لش َّيْبَةِ ا ل ْأ َدَبُ وَق َال َ آخَرُ : يَنْشُو ا لص َّغِيرُ عَل َى مَا ك َان َ وَا لِدُهُ إن َّ ال ْأ ُ صُول َ عَل َيْهَا تَنْبُتُ الش َّ جَرُ وَأ َم َّا<br />
ا ل ْأ َدَبُ ا لل َّاز ِمُ لِل ْإ ِنْسَانِ عِنْدَ نُشُو ئِهِ وَكِبَر ِهِ ف َأ َدَبَانِ<br />
ف َأ َم َّا أ َدَبُ ا ل ْمُوَا ضَعَةِ وَا لِا صْطِل َاح ِ ف َيُؤْخَذ ُ<br />
:<br />
تَق ْلِيدً ا عَل َى مَا اسْتَق َر َّ عَل َيْهِ ا صْطِل َاحُ ال ْعُق َل َاءِ ، وَ ا ت َّف َقَ عَل َيْهِ اسْتِ حْسَان ُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
أ َدَبُ مُوَا ضَعَةٍ وَا صْطِل َاح ٍ ، وَ أ َدَبُ ر ِ يَا ضَةٍوَ اسْتِصْل َاح ٍ<br />
.<br />
.<br />
وَ ل َيْسَ لِا صْطِل َاحِه ِمْ عَل َى وَ ضْعِهِتَعْلِي ل ٌ مُسْتَنْبَط ٌ ، وَل َا لِا ت ِّف َاقِه ِمْ عَل َى اسْتِ حْسَا ن ِهِدَلِي ل ٌ مُو ج ِبٌ ، ك َا صْطِل َاحِه ِمْ عَل َى<br />
مُوَ ا ضَعَاتِ ا ل ْ خِط َاب ِ ، وَا ت ِّف َاقِه ِمْ عَل َى هَيْئ َاتِ ا لل ِّبَا س ِ ، حَت َّى إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ا ل ْ آن َ إذ َا تَ جَاوَزَ مَا ا ت َّف َق ُوا عَل َيْهِ مِنْهَا صَارَ<br />
مُجَان ِبًا لِل ْأ َدَب ِ ، مُسْتَوْج ِبًا لِل ذ َّم ِّ<br />
.<br />
.<br />
لِأ َن َّ فِرَا قَ ال ْمَأ ْل ُوفِ فِي ا ل ْعَادَةِ ، وَمُ جَا نَبَة َ مَا صَارَ مُت َّف َق ًا عَل َيْهِ ب ِا ل ْمُوَ ا ضَعَةِ ، مُف ْض ٍ إل َى اسْتِحْق َا ق ِ ال ذ َّم ِّ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مَا ل َمْ يَك ُنْ<br />
لِمُ خَا ل َف َتِهِ عِل َّة ٌ ظ َاهِرَة ٌ وَمَعْنًى حَادِ ث ٌ .<br />
وَق َدْ ك َان َ جَائِزًا فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يُوضَعَ ذ َلِكَ عَل َى غ َيْر ِ مَا ات َّف َق ُوا عَل َيْهِ ف َيَرَوْ نَهُ حَسَنًا ، وَ يَرَوْن َ مَا سِوَاهُ ق َب ِيحًا ، ف َصَارَ هَذ َا<br />
مُشَار ِك ًا لِمَا وَجَبَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ حَيْث ُ تَوَج ُّهُ ال ذ َّم ِّ عَل َى تَار ِكِهِ وَمُ خَالِف ًا ل َهُ مِنْ حَيْث ُ أ َ ن َّهُ ك َان َ جَائِزًا فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يُو ضَعَ<br />
عَل َى خِل َافِهِ<br />
وَأ َم َّا أ َدَبُ الر ِّ يَا ضَةِ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ ف َهُوَ مَا ك َان َ مَحْمُول ًا عَل َى حَال ٍ ل َا يَ جُو زُ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِ خِل َافِهَا ، وَل َا أ َن ْ<br />
تَ خْتَلِفَ ال ْعُق َل َاءُ فِي صَل َاحِهَا وَف َسَادِهَا<br />
.<br />
وَمَا ك َان َ ك َذ َ لِكَ ف َتَعْلِيل ُهُ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مُسْتَنْبَط ٌ ، وَوُ ضُوحُ صِح َّتِهِ ب ِالد َّلِي ل ِ مُرْ تَب ِ ٌط .<br />
وَ لِلن َّف ْس ِ عَل َى مَا يَأ ْتِي مِنْ ذ َ لِكَ شَاهِ دٌ أ َل ْهَمَهَا ا لل َّهُ تَعَا ل َى إرْشَادًا ل َهَا .<br />
: } ق َال َ الل َّهُ تَعَا ل َى<br />
ف َأ َل ْهَمَهَا ف ُ جُو رَهَا وَ تَق ْوَ اهَا { ق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ا لش َّر ِّ .<br />
وَسَنَذ ْك ُرُ تَعْلِي ل َ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ فِي مَوْ ضِعِهِ ، ف َإ ِ ن َّهُ أ َوْل َى ب ِهِ وَأ َحَق ُّ .<br />
:<br />
بَي َّنَ ل َهَا مَا تَأ ْتِي مِنْ ا ل ْخَيْر ِ وَتَذ َرُ مِنْ<br />
ف َأ َو َّل ُ مُق َد َّمَاتِ أ َدَب ِ ا لر ِّ يَا ضَةِ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ أ َن ْ ل َا يَسْب ِقَ إل َى حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِنَف ْسِهِ ، ف َيَخْف َى عَنْهُ مَذ ْمُومُ شِيَمِهِ وَمَسَاو ِئُ<br />
أ َخْل َاقِهِ ؛ لِأ َن َّ ا لن ُّف ُو سَ ب ِا لش َّهَوَ اتِ آمِرَة ٌ ، وَعَنْ ا لر ُّشْدِ زَاج ِرَ ٌة .<br />
وَق َدْ<br />
}<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى :<br />
إن َّ ا لن َّف ْسَل َأ َم َّا رَة ٌ ب ِا لس ُّوءِ<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَدَعَتْ أ َعْرَاب ِي َّة ٌ لِرَجُ ل ٍ ف َق َال َتْ<br />
ف َأ َخَذ َهُ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ<br />
. {<br />
} :<br />
أ َعْدَى أ َعْدَا ئِك نَف ْسُك ال َّتِي بَيْنَ جَنْبَيْك ، ث ُ م َّ أ َهْل ُك ، ث ُ م َّ عِيَا ل ُك { .<br />
.<br />
:<br />
: ك َبَتَ ا لل َّهُ ك ُ ل َّ عَ دُو ٍّ ل َك إل َّا نَف ْسَك<br />
ق َل ْب ِي إل َى مَا ضَر َّن ِي دَاعِي يُك ْثِرُ أ َسْق َامِي وَ أ َوْجَاعِي ك َيْفَ احْتِرَ اسِي مِنْ عَدُو ِّي إذ َا ك َان َ<br />
عَدُو ِّي بَيْنَ أ َ ضْل َاعِي ف َإ ِذ َا ك َانَتْ ا لن َّف ْسُ ك َذ َلِكَ ف َ حُسْنُ ا لظ َّن ِّ ب ِهَاذ َ ر ِ يعَة ٌ إل َى تَ حْكِيمِهَا ، وَ تَحْكِيمُهَا دَا ع ٍ إل َى سَل َاط َتِهَا<br />
وَف َسَادِ ال ْأ َخْل َا ق ِ ب ِهَا .<br />
ف َإ ِذ َا صَرَفَ حُسْنَ ا لظ َّن ِّ عَنْهَا وَتَوَس َّمَهَا ب ِمَا هِيَ عَل َيْهِ مِنْ ا لت َّسْو ِ يفِ وَا ل ْمَك ْر ِ ف َازَ ب ِط َاعَتِهَا ،وَ انْ حَازَ عَنْ مَعْصِيَتِهَا .<br />
وَق َدْ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ :<br />
ف َأ َم َّا سُوءُ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا ف َق َدْ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ<br />
مَنْ سَا سَ نَف ْسَهُ سَادَ نَاسَهُ .<br />
: ا ل ْعَاج ِزُ مَنْ عَ جَزَ عَنْ سِيَاسَةِ نَف ْسِهِ .<br />
فِيهِ ، ف َمِنْهُمْ مَنْ ك َر ِهَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ ا ت ِّهَام ِ ط َاعَتِهَا ، وَرَد ِّ مُنَاصَحَتِهَا .
ف َإ ِن َّ ا لن َّف ْسَ وَ إ ِن ْ ك َان َ ل َهَامَ ك ْرٌ يُرْدِي ف َل َهَانُصْ حٌ يُهْدِي .<br />
ف َل َم َّا ك َان َ حُسْنُ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا يُعْمِي عَنْ مَسَاو ِ ئِهَا ، ك َان َ سُوءُ الظ َّن ِّ ب ِهَا يُعْمِي عَنْ مَ حَاسِن ِهَا .<br />
وَمَنْ عَمِيَ عَنْ مَ حَاسِن ِ نَف ْسِهِ ك َان َ ك َمَنْ عَمِيَ عَنْ مَسَاو ِ ئِهَا ، ف َل َمْ يَنْفِ عَنْهَا ق َب ِي حًا وَل َمْ يَهْدِ إل َيْهَا حَسَنًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ<br />
: يَ ج ِبُ أ َن ْ يَك ُون َ فِي الت ُّهْمَةِ لِنَف ْسِهِ مُعْتَدِل ًا ، وَفِي حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا مُق ْتَصِدًا ، ف َإ ِ ن َّهُ<br />
إن ْ تَجَاوَزَ مِق ْدَ ارَ ال ْ حَق ِّ فِي الت ُّهْمَةِ ظ َل َمَهَا ف َأ َوْدَعَهَا ذِ ل َّة َا ل ْمَظ ْل ُومِينَ ، وَ إ ِن ْ تَجَاوَزَ ب ِهَا ال ْ حَق َّ فِي مِق ْدَ ار ِ حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ<br />
أ َوْدَعَهَا تَهَاوُن َ ال ْ آمَن ِينَ ، وَلِك ُ ل ِّ ذ َ لِكَمِق ْ دَا رٌ مِنْ ا لش ُّغْ ل ِ ، وَلِك ُ ل ِّ شُغْ ل ٍمِق ْدَ ا رٌ مِنْ ا ل ْوَهْن ِ ، وَلِك ُ ل ِّ وَهْن ٍمِق ْدَ ا رٌ مِنْ<br />
ال ْ جَهْ ل ِ .<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ظ َل َمَ نَف ْسَهُ ك َان َ<br />
لِغَيْر ِهِ أ َظ ْل َمَ ، وَمَنْ هَدَمَ دِ ينَهُ ك َان َ لِمَ جْدِهِ أ َهْدَمَ .<br />
وَذ َهَبَ ق َوْمٌ إل َى أ َن َّ سُوءَ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا أ َ بْل ُغ ُ فِي صَل َاحِهَا ، وَ أ َوْف َرُ فِي اجْتِهَادِهَا ؛ لِأ َن َّ لِلن َّف ْس ِ جَوْرًا ل َا يَنْف َك ُّ إل َّا ب ِا لس َّ خَطِ<br />
عَل َيْهَا ، وَغ ُرُو رً ا ل َا يَنْك َشِفُ إل َّا ب ِالت ُّهْمَةِ ل َهَا ؛ لِأ َن َّهَامَ حْبُوبَة ٌ تَ جُو رُ إدْل َال ًا وَ تَغُر ُّ مَك ْرًا ، ف َإ ِن ْ ل َمْ يُسِئ ْ ا لظ َّن َّ ب ِهَا غ َل َبَ<br />
عَل َيْهِ جَوْرُهَا ، وَ تَمَو َّهَ عَل َيْهِ غ ُرُو رُهَا ف َصَارَ ب ِمَيْسُور ِهَا ق َان ِعًا ، وَب ِالش ُّبْهَةِ مِنْ أ َف ْعَا لِهَا رَا ضِيًا .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ مَنْ رَ ضِيَ عَنْ نَف ْسِهِ أ َسْ خَط َ عَل َيْهِ ا لن َّا سَ .<br />
وَق َال َ ك ُشَاج ِمُ<br />
: ل َمْ أ َرْضَ عَنْ نَف ْسِي مَ خَاف َة َ سُخْطِهَا وَر ِضَا ال ْف َتَى عَنْ نَف ْسِهِ إغ ْضَابُهَا وَ ل َوْ أ َن َّن ِي عَنْهَا رَضِيتُ ل َق َص َّرَتْ<br />
عَم َّا تَز ِ يدُ ب ِمِث ْلِهِ آدَابُهَا وَ تَبَي َّنَتْ آ ث َارَ ذ َ اكَ ف َأ َك ْث َرَتْ عَذ ْلِي عَل َيْهِ ف َط َال َ فِيهِ عِتَا بُهَا وَق َدْا ُسْتُ حْسِنَ ق َوْل ُ أ َب ِي تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ِّ<br />
وَ يُسِيءُ ب ِا ل ْإ ِحْسَانِ ظ َنا ل َا ك َمَنْ هُوَ ب ِابْن ِهِ وَ ب ِشَعْر ِهِ مَف ْتُون ُ ف َل َمْ يَرَوْا إسَاءَة َ ظ َن ِّهِ ب ِال ْإ ِحْسَانِ ذ َما وَل َا اسْتِق ْل َال َ عِل ْمِهِ ل َوْمًا ،<br />
بَل ْ رَأ َوْا ذ َ لِكَ أ َ بْل َغ َ فِيا ل ْف َضْ ل ِ وَأ َ بْعَث َ عَل َى ا لِازْدِ يَادِ ف َإ ِذ َا عَرَفَ مِنْ نَف ْسِهِ مَا تُ ج ِن ُّ ، وَ تَصَو َّ رَ مِنْهَا مَا تُكِن ُّ ، وَ ل َمْ<br />
يُط َاو ِعْهَا فِيمَا تُ حِب ُّ إذ َا ك َان َ غ َيا ، وَل َا صَرَفَ عَنْهَا مَا تَك ْرَهُ إذ َا ك َان َ رُشْدًا ، ف َق َدْ مَل َك َهَا بَعْدَ أ َن ْ ك َان َ فِي مِل ْكِهَا ،<br />
وَغ َل َبَهَا بَعْدَ أ َن ْ ك َان َ فِي غ َل ْب ِهَا .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َبُو حَاز ِم ٍ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ<br />
نَف ْسَهُ<br />
:<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ عَوْن ُ بْنُ عَبْدِ ا لل َّهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
ف َ حِينَئِذٍ يَأ ْخُذ ُ نَف ْسَهُ عِنْدَ مَعْر ِف َةِ<br />
} الش َّدِ يدُ مَنْ غ َل َبَ<br />
إذ َا عَصَتْكَ نَف ْسُك فِيمَا ك َر ِهْتَ ف َل َا تُطِعْهَا فِيمَا أ َحَب َّتْ ، وَل َا يَغُر َّن َّكث َنَاءٌ مَنْ جَه ِ ل َ أ َمْرَك .<br />
مَنْ ق َو ِيَ عَل َى نَف ْسِهِ تَنَاهَى فِي ا ل ْق ُو َّةِ ، وَمَنْ صَبَرَ عَنْ شَهْوَ تِهِ بَا ل َغ َ فِي ا ل ْمُرُو َّةِ .<br />
مَا أ َك َن َّتْ ، وَخِبْرَةِ مَا أ َجَن َّتْ ب ِتَق ْو ِيم ِ عِوَج ِهَا وَإ ِ صْل َاح ِ ف َسَادِهَا .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ عَا ئِشَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا أ َن َّهَا ق َال َتْ } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ مَتَى يَعْر ِفُ ال ْإ ِنْسَان ُ رَ ب َّهُ ؟ ق َال َ إذ َا عَرَفَ نَف ْسَهُ { .<br />
ث ُ م َّ يُرَاعِي مِنْهَا مَا صَل ُ حَ وَ اسْتَق َامَ مِنْ زَ يْع ٍ يَ حْدُث ُ عَنْ إغ ْف َال ٍ ، أ َوْ مَيْ ل ٍ يَك ُون ُ عَنْ إهْمَال ٍ ؛ لِيَتِم َّ ل َهُ الص َّل َاحُ وَتَسْتَدِيمَ ل َهُ<br />
ا لس َّعَادَة ُ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُغَف َّ ل َ بَعْدَ ا ل ْمُعَا نَاةِ ضَائِعٌ ، وَ ا ل ْمُهْمِ ل َ بَعْدَ ا ل ْمُرَ اعَاةِ زَائِغ ٌ .<br />
وَسَنَذ ْك ُرُ مِنْ أ َحْوَال ِ أ َدَب ِ الر ِّ يَا ضَةِ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ ف ُصُول ًا تَحْتَو ِي عَل َى مَا يَل ْزَمُ مُرَ اعَا تُهُ مِنْا ل ْأ َخْل َا ق ِ ، وَيَ ج ِبُ مُعَا نَا تُهُ<br />
مِنْ ا ل ْأ َدَب ِ ، وَهِيَ سِت َّة ُ ف ُصُول ٍ مُتَف َر ِّعَةٍ .
مُ جَانَبَة ُ ال ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ ال ْف َصْل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي مُ جَا نَبَةِا ل ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ : لِأ َ ن َّهُمَا يَسْل ُبَانِ ا ل ْف َضَائِ ل َ ، وَ يُك ْسِبَانِ ا لر َّذ َ ائِ ل َ .<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ اسْتَوْل َيَا عَل َيْهِإ صْغَاءٌ لِنُصْ ح ٍ ، وَل َا ق َبُو ل ٌ لِتَأ ْدِ يب ٍ ؛ لِأ َن َّ ال ْكِبْرَ يَك ُون ُب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ ، وَال ْعُجْبَ يَك ُون ُ ب ِا ل ْف َضِيل َةِ .<br />
ف َا ل ْمُتَك َب ِّرُ يُج ِ ل ُّ نَف ْسَهُ عَنْ رُ تْبَةِ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ ، وَ ا ل ْمُعْجَبُ يَسْتَك ْثِرُ ف َضْل َهُ عَنْ اسْتِزَ ادَةِ ا ل ْمُتَأ َد ِّ ب ِينَ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ وَجَبَ تَق ْدِيمُا ل ْق َوْل ِ فِيه ِمَا ب ِإ ِ بَا نَةِ مَا يُك ْسِبَا ن ِهِ مِنْ ذ َم ٍّ ، وَ يُوج ِبَا ن ِهِ مِنْ ل َوْم ٍ<br />
ف َنَق ُول ُ<br />
ذ َم ِّهِ<br />
.<br />
:<br />
.<br />
} وَ لِذ َ لِكَ<br />
أ َم َّا ا ل ْكِ بْرُ ف َيُك ْسِبُ ا ل ْمَق ْتَ وَيُل ْه ِي عَنْ ا لت َّأ َ ل ُّفِ وَ يُوغِرُ صُدُورَ ال ْإ ِخْوَ انِ ، وَحَسْبُك ب ِذ َلِكَ سُوءًا عَنْ اسْتِق ْصَاءِ<br />
ق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ لِعَم ِّهِ ا ل ْعَب َّا س ِ أ َ نْهَاك عَنْ ا لش ِّرْكِ ب ِا َلل َّهِ وَا ل ْكِبْر ِ ، ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ يَ حْتَ ج ِبُ مِنْهُمَا { .<br />
وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ بْنُ بَا بَكَ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مَا ال ْكِبْرُ إل َّا ف َضْ ل ُ حُمْق ٍ ل َمْ يَدْر ِ صَاحِبُهُ أ َ يْنَ يَذ ْهَبُ ب ِهِ ف َيَصْر ِف ُهُ إل َى ال ْكِبْر ِ .<br />
وَمَا أ َشْبَهَ مَا ق َال َب ِال ْ حَق ِّ .<br />
وَحُكِيَ عَنْ مُط َر ِّفِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ الش ِّ خ ِّير ِ نَظ َرَ إل َى ا ل ْمُهَل َّب ِ بْن ِ أ َب ِي صُف ْرَة َ وَعَل َيْهِ حُل َّة ٌ يَسْحَبُهَا وَ يَمْشِي ال ْ خُيَل َاءَ<br />
يَا أ َبَا عَبْدِ ا لل َّهِ ، مَا هَذِهِ ا ل ْمِشْيَة ُ ال َّتِي يُبْغِضُهَا ا لل َّهُ وَرَسُو ل ُهُ ؟ ف َق َال َ ال ْمُهَل َّبُ<br />
:<br />
أ َمَا تَعْر ِف ُن ِي ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
بَل ْ أ َعْر ِف ُك<br />
، أ َو َّل ُكنُط ْف َة ٌ مَذِرَة ٌ ، وَآخِرُك ج ِيف َة ٌ ق َذِرَة ٌ ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذ َ لِكَبَوْ ل ٌ وَعَذِرَ ٌة .<br />
ف َأ َخَذ َ ا بْنُ عَوْفٍ هَذ َا ا ل ْك َل َامَ ف َنَظ َمَهُ شِعْرًا ف َق َال َ : عَ ج ِبْتُ مِنْ مُعْ جَب ٍ ب ِصُورَ تِهِ وَك َان َ ب ِا ل ْأ َمْس ِ نُط ْف َة ً مَذِرَهْ وَفِي غ َدٍ بَعْدَ<br />
حُسْن ِ صُورَ تِهِ يَصِيرُ فِي ا لل َّحْدِ ج ِيف َة ً ق َذِرَهْ وَهُوَ عَل َى تِيه ِهِ وَنَ خْوَ تِهِ مَا بَيْنَ ث َوْبَيْهِ يَ حْمِ ل ُ ا ل ْعَذِرَهْ وَق َدْ ك َان َ ا ل ْمُهَل َّبُ<br />
أ َف ْضَ ل َ مِنْ أ َن ْ يَخْدَ عَ نَف ْسَهُ ب ِهَذ َا ال ْجَوَاب ِ غ َيْر ِ ا لص َّوَ اب ِ ، وَل َكِن َّهَا زَ ل َّة ٌ مِنْ زَل َّاتِ<br />
الِاسْتِرْسَال ِ ، وَخَطِيئ َة ٌ مِنْ خَط َايَا ال ْإ ِدْل َا ِل .<br />
ف َأ َم َّا ال ْ حُمْقُ ا لص َّر ِي حُ ، وَال ْجَهْل ُ ا ل ْق َب ِي حُ ، ف َهُوَ مَا حُكِيَ عَنْ نَافِع ِ بْن ِ جُبَيْر ِ بْن ِ مُط ْعِم ٍ أ َ ن َّهُ جَل َسَ فِي حَل ْق َةِ ا ل ْعَل َاءِ بْن ِ عَبْدِ<br />
ا لر َّحْمَن ِ ال ْ خِرَقِي ِّ وَهُوَ يُق ْر ِئُ الن َّا سَ ، ف َل َم َّا ف َرَ غ َ ق َال َ : أ َتَدْرُون َ لِمَ جَل َسْتُ إل َيْك ُمْ ؟ ق َال ُوا : جَل َسْتَ لِتَسْمَعَ .<br />
ق َال َ ل َا وَل َكِن ِّي أ َرَدْتُ أ َن ْ أ َ تَوَا ضَعَ لِل َّهِ ب ِال ْ جُل ُو س ِ إل َيْك ُمْ .<br />
ف َهَ ل ْ يُرْجَى مِنْ هَذ َا ف َضْ ل ٌ أ َوْ يَنْف َعُ فِيهِ عَذ َل ٌ ، وَق َدْ ق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ<br />
اسْتَعَانُوا ب ِال ْكِبْر ِ لِيُعَظ ِّمَ صَغِيرًا ، وَ يَرْف َعَ حَقِيرًا<br />
، وَ ل َيْسَ ب ِف َاعِ ل ٍ .<br />
:<br />
ل َم َّا عَرَفَ أ َهْ ل ُ ا لن َّق ْص ِ حَال َهُمْ عِنْدَ ذ َو ِي ا ل ْك َمَال ِ<br />
وَأ َم َّاال ْإ ِعْ جَابُ ف َيُخْفِي ا ل ْمَ حَاسِنَ وَ يُظ ْه ِرُ ا ل ْمَسَاو ِئَ وَ يُك ْسِبُ ال ْمَذ َام َّ وَ يَصُد ُّ عَنْ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إن َّ ال ْعُجْبَ ل َيَأ ْك ُ ل ُ ال ْ حَسَنَاتِ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الن َّا رُ ال ْ حَط َبَ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
. {<br />
} :<br />
: ال ْإ ِعْجَابُ ضِ د ُّ ا لص َّوَ اب ِ وَآف َة ُ ال ْأ َ ل ْبَاب ِ .<br />
وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ : ا لن ِّعْمَة ُ ال َّتِي ل َا يُ حْسَدُ صَاحِبُهَا عَل َيْهَا ا لت َّوَا ضُعُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : عُ جْبُ ا ل ْمَرْءِ ب ِنَف ْسِهِ أ َحَدُ حُس َّادِ عَق ْلِهِ<br />
.<br />
، وَا ل ْبَل َاءُ ال َّذِي ل َا يُرْحَمُ صَاحِبُهُ مِنْهُا ل ْعُ جْبُ .<br />
وَ ل َيْسَ إل َى مَا يُك ْسِبُهُ ال ْكِبْرُ مِنْ ا ل ْمَق ْتِ حَ د ٌّ ، وَل َا إل َى مَا يَنْتَه ِي إ ل َيْهِ ا ل ْعُ جْبُ مِنْ ال ْ جَهْ ل ِغ َايَة ٌ ، حَت َّى إ ن َّهُ ل َيُط ْفِئ َ مِنْ<br />
ا ل ْمَ حَاسِن ِ مَا ا نْتَشَرَ ، وَ يَسْل ُبَ مِنْ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِ مَا اشْتَهَرَ .<br />
وَ نَاهِيَك ب ِسَي ِّئ َةٍ تُ حْب ِط ُ ك ُ ل َّ حَسَنَةٍ وَ ب ِمَذ َم َّةِ تَهْدِمُ ك ُ ل َّ ف َضِيل َةٍ ، مَعَ مَا يُثِيرُهُ مِنْ حَنَق ٍ وَيُك ْسِبُهُ مِنْ حِق ْدٍ .<br />
حَك َى عُمَرُ بْنُ حَف ْص ٍ ق َال َ<br />
أ َرْ بَعَةٍ ف َتَق َر َّ بْتُ إ ل َيْهِ ب ِدِمَا ئِه ِمْ<br />
:<br />
قِي ل َ لِل ْحَ ج َّاج ِ ك َيْفَ وَجَدْت مَنْز ِل َك ب ِا ل ْعِرَا ق ِ ؟ ق َال َ : خَيْرُ مَنْز ِل ٍ ل َوْ ك َان َ ا لل َّهُ بَل َّغَن ِي ق َتْ ل َ<br />
: مُق َا تِ ل ُ بْنُ مُسْمِع ٍ وَلِي سِج ِسْتَان َ ف َأ َ تَاهُ الن َّاسُ
.<br />
ف َأ َعْط َاهُمْ ال ْأ َمْوَال َ ، ف َل َم َّا عُز ِل َ دَخَ ل َ مَسْ ج ِدَا ل ْبَصْرَةِ ف َبَسَط َ ا لن َّا سُ ل َهُ أ َرْدِ يَتَهُمْ ف َمَشَى عَل َيْهَا ، وَق َال َ لِرَجُ ل ٍ يُمَاشِيهِ :<br />
لِمِث ْ ل ِ هَذ َا ف َل ْيَعْمَل ْ ا ل ْعَامِل ُون َ<br />
وَعَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ز ِ يَادِ بْن ِ ظ َبْيَان َ الت َّيْمِي ُّ خَو َّفَ أ َهْ ل َ ا ل ْبَصْرَةِأ َمْرٌ ف َ خَط َبَ خُط ْبَة ً أ َوْجَزَ فِيهَا ، ف َنَادَى ا لن َّا سُ مِنْ أ َعْرَاض ِ<br />
ا ل ْمَسْج ِدِ<br />
: أ َك ْث َرَ ا لل َّهُ فِينَا مِث ْل َك .<br />
ف َق َال َ : ل َق َدْ ك َل َّف ْتُمْ ا لل َّهَ شَط َط ًا .<br />
وَمَعْبَدُ بْنُ زُرَ ارَة َ ك َان َ ذ َات يَوْم ٍ جَالِسًا فِي ط َر ِ يق ٍ ف َمَر َّتْ ب ِهِ امْرَ أ َة ٌ ف َق َال َتْ ل َهُ<br />
ك َذ َا ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
يَا هَنَاهُ مِث ْلِي يَك ُون ُ مِنْ عَب ِيدِ ا لل َّهِ .<br />
يَا عَبْدَ ا لل َّهِ ك َيْفَ ا لط َّر ِ يقُ إل َى مَوْ ضِع ِ<br />
وَأ َبُو شِمَال ٍ ال ْأ َسَدِي ُّ أ َضَ ل َّ رَاحِل َتَهُ ف َا ل ْتَمَسَهَا الن َّا سُ ف َل َمْ يَج ِدُوهَا ، ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ إن ْ ل َمْ يَرُد َّ إ ل َي َّ رَاحِل َتِي ل َا صَل َّيْتُ ل َهُ<br />
صَل َاة ً أ َبَدًا .<br />
ف َال ْتَمَسَهَا ا لن َّا سُ ف َوَجَدُوهَا ، ف َق َال ُوا ل َهُ : ق َدْ رَد َّ ا لل َّهُ رَاحِل َتَك ف َصَ ل ِّ .<br />
: ف َق َال َ<br />
إن َّ يَمِين ِي يَمِينُ مُصِر ٍّ .<br />
ف َانْظ ُرْ إل َى هَؤُ ل َاءِ ك َيْفَ أ َف ْضَيْ ب ِه ِمْا ل ْعُ جْبُ إل َى حُمْق ٍ صَارُوا ب ِهِ نَك َا ل ًا فِي ا ل ْأ َو َّ لِينَ ، وَمَث َل ًا فِي ال ْ آخَر ِ ينَ .<br />
وَ ل َوْ تَصَو َّرَا ل ْمُعْ جَبُ ا ل ْمُتَك َب ِّرُ مَا ف ُطِرَ عَل َيْهِ مِنْ ج ِب ِل َّةٍ ، وَ بُلِيَ ب ِهِ مِنْ مِهْنَةٍ ، ل َ خَف َضَ جَنَاحَ نَف ْسِهِ وَاسْتَبْدَل َ لِينًا مِنْ عُتُو ِّهِ<br />
، وَسُك ُو تًا مِنْ نُف ُور ِهِ .<br />
:<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ : عَ ج ِبْتُ لِمَنْ جَرَى فِي مَجْرَى ا ل ْبَوْل ِ مَر َّتَيْن ِ ك َيْفَ يَتَك َب َّرُ ، وَق َدْ وَ صَفَ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
ال ْإ ِنْسَان َ ف َق َال َ يَا مُظ ْه ِرَا ل ْكِبْر ِ إعْجَابًا ب ِصُورَ تِهِ ا ُنْظ ُرْ خَل َاكَ ف َإ ِن َّ ا لن َّتْنَ تَث ْر ِيبُ ل َوْ ف َك َّرَ ا لن َّا سُ فِيمَا فِي بُط ُون ِه ِمْ مَا<br />
اسْتَشْعَرَا ل ْكِبْرَ شُب َّان ٌ وَل َا شِيبُ هَل ْ فِي ا بْن ِ آدَمَ مِث ْ ل ُ ا لر َّأ ْ س ِ مَك ْرُمَة ً وَهُوَ ب ِ خَمْس ٍ مِنْ ال ْأ َق ْذ َار ِ مَضْرُوبُأ َ نْفٌ يَسِي ل ُ<br />
وَأ ُذ ْن ٌ ر ِيحُهَا سَه ِكٌ وَال ْعَيْنُمُرْف َ ض َّة ٌ وَالث َّغْرُ مَل ْعُوبُ يَا ا بْنَ ا لت ُّرَاب ِ وَمَأ ْك ُول َ ا لت ُّرَ اب ِ غ َدًا أ َق ْصِرْ ف َإ ِن َّكمَأ ْك ُو ل ٌ وَمَشْرُوبُ<br />
وَ أ َحَق ُّ مَنْ ك َان َ<br />
لِل ْكِبْر ِ مُجَان ِبًا ، وَ لِل ْإ ِعْجَاب ِ مُبَاي ِنًا ، مَنْ جَ ل َّ فِي الد ُّنْيَا ق َدْ رُهُ ، وَعَظ ُمَ فِيهَا خَط َرُهُ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ يَسْتَقِ ل ُّ ب ِعَالِي هِم َّتِهِ ك ُ ل َّ<br />
ك َثِير ٍ ، وَ يَسْتَصْغِرُ مَعَهَا ك ُ ل َّ ك َب ِير ٍ .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَلِي ٍّ :<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لس َّم َّاكِ لِعِيسَى بْن ِ مُوسَى<br />
:<br />
وَك َان َ يُق َال ُ : اسْمَانِ مُتَضَاد َّ انِ ب ِمَعْنًى وَاحِدٍ<br />
ل َا يَنْبَغِي لِلش َّر ِ يفِ أ َن ْ يَرَى شَيْئ ًا مِنْ الد ُّنْيَا لِنَف ْسِهِ خَطِيرًا ف َيَك ُون ُ ب ِهَا نَاب ِهًا .<br />
تَوَا ضُعُك فِي شَرَفِك أ َشْرَفُ ل َك مِنْ شَرَفِك .<br />
: ا لت َّوَ اضُعُ وَ الش َّرَفُ .<br />
وَ لِل ْكِبْر ِأ َ سْبَا بٌ : ف َمِنْ أ َق ْوَى أ َسْبَا ب ِهِ عُل ُو ُّ ا ل ْيَدِ ، وَ نُف ُوذ ُا ل ْأ َمْر ِ ، وَقِل َّة ُ مُ خَا ل َط َةِ ال ْأ َك ْف َاءِ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ق َوْمًا مَشَوْا خَل ْفَ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َق َال َ : أ َ بْعِدُو ا عَن ِّي خَف ْقَ ن ِعَالِك ُمْ ف َإ ِن َّهَا مُف ْسِدَة ٌ لِق ُل ُوب ِ<br />
نَوْك َى ا لر ِّجَال ِ .<br />
}<br />
:<br />
وَمَشَوْا خَل ْفَ ا بْن ِ مَسْعُودٍ ف َق َال َ ارْج ِعُوا ف َإ ِن َّهَا ز ِ ل َّة ٌ لِلت َّا ب ِع ِ وَفِتْنَة ٌ لِل ْمَتْبُوع ِ .<br />
وَرَوَى ق َيْسُ بْنُ حَاز ِم ٍ أ َن َّ رَجُل ًا أ ُ تِيَ ب ِهِ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َأ َصَابَتْهُ ر ِعْدَة ٌ ، ف َق َال َ ل َهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
هَو ِّن ْ عَل َيْك ف َإ ِن َّمَا أ َنَا ا بْنُ امْرَأ َةٍ ك َانَتْ تَأ ْك ُ ل ُ ا ل ْق َدِيدَ<br />
. {<br />
وَإ ِن َّمَا ق َال َ ذ َ لِكَ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ حَسْمًا لِمَوَاد ِّ ال ْكِبْر ِ ، وَق َط ْعًا لِذ َرَ ا ئِع ِ ال ْإ ِعْجَاب ِ ، وَك َسْرًا لِأ َشَر ِ الن َّف ْس ِ ، وَتَذ ْلِيل ًا<br />
لِسَط ْوَةِا لِاسْتِعْل َاءِ .<br />
وَمِث ْ ل ُ ذ َلِكَ مَا رُو ِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ نَادَى الص َّل َاة ُ جَامِعَة ٌ ف َل َم َّا اجْتَمَعَ ا لن َّا سُ صَعِدَا ل ْمِنْبَرَ
:<br />
.<br />
ف َ حَمِدَ ا لل َّهَ وَأ َث ْنَى عَل َيْهِ وَصَل َّى عَل َى نَب ِي ِّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ث ُ م َّ ق َال َ : أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ ل َق َدْ رَأ َيْتُن ِي أ َرْعَى عَل َى خَا ل َاتِ لِي<br />
مِنْ بَن ِي مَ خْزُوم ٍ ف َيَق ْب ِضُ لِي ا ل ْق َبْضَة َ مِنْ ا لت َّمْر ِ وَا لز َّ ب ِيب ِ ف َأ َظ َ ل ُّ ال ْيَوْمَ وَ أ َي َّ يَوْم ٍ .<br />
ف َق َال َ ل َهُ عَبْدُ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ عَوْفٍ وَا َلل َّهِ يَا أ َمِيرَ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ مَا ز ِدْتَ عَل َى أ َن ْ ق َص َّرْتَ ب ِنَف ْسِك<br />
ف َق َال َ عُمَرُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ وَيْحَك يَا ا بْنَ عَوْفٍ إن ِّي خَل َوْت ف َحَد َّث َتْن ِي نَف ْسِي ، ف َق َال َتْ أ َ نْتَ أ َمِيرُ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ ف َمَنْ ذ َا<br />
أ َف ْضَ ل ُ مِنْك ف َأ َرَدْتُ أ َن ْ أ ُعَر ِّف َهَا نَف ْسَهَا .<br />
وَ لِل ْإ ِعْ جَاب ِأ َسْبَا بٌ : ف َمِنْ أ َق ْوَى أ َسْبَا ب ِهِ ك َث ْرَة ُ مَدِي ح ِا ل ْمُتَق َر ِّ ب ِينَ وَإ ِط ْرَاءِ ا ل ْمُتَمَل ِّقِينَ ال َّذِ ينَ جَعَل ُو ا الن ِّف َا قَ عَادَة ً وَمَك ْسَبًا ،<br />
وَ ا لت َّمَل ُّقَ خَدِ يعَة ً وَمَل ْعَبًا ، ف َإ ِذ َا وَجَدُوهُ مَق ْبُول ًا فِي ال ْعُق ُول ِ الض َّعِيف َةِ أ َغ ْرَوْا أ َرْ بَا بَهَا ب ِاعْتِق َادِ ك َذِ ب ِه ِمْ ، وَجَعَل ُو ا ذ َ لِكَ ذ َر ِ يعَة ً<br />
إل َى ا لِاسْتِهْزَ اءِ ب ِه ِمْ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } أ َ ن َّهُ سَمِعَ رَجُل ًا يُزَك ِّي رَجُل ًا ف َق َال َ ل َهُ : ق َط َعْتَ مَط َاهُ ل َوْ سَمِعَهَا مَا أ َف ْل َ حَ<br />
بَعْدَهَا { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ال ْمَدْحُ ذ َ بْ حُ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ : ق َا ب ِ ل ُ ا ل ْمَدْح ِ ك َمَادِح ِ نَف ْسِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َل ْيَق ُل ْ أ َحْسَبُ وَل َا أ ُزَك ِّي عَل َى ا لل َّهِ أ َحَدًا { .<br />
مَنْ رَضِيَ أ َن ْ يُمْدَحَ ب ِمَا ل َيْسَ فِيهِ ف َق َدْ أ َمْك َنَ الس َّاخِرَ مِنْهُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
} إي َّاك ُمْ وَالت َّمَادُحَ ف َإ ِ ن َّهُا لذ َّبْ حُ إن ْ ك َان َ أ َحَدُك ُمْ مَادِحًا أ َخَاهُ ل َا مَحَا ل َة َ<br />
وَقِي ل َ فِيمَا أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ عَز َّ وَجَ ل َّ مِنْ ا ل ْك ُتُب ِ ا لس َّا لِف َةِ : عَج ِبْت لِمَنْ قِي ل َ فِيهِ ال ْخَيْرُ وَل َيْسَ فِيهِ ك َيْفَ يَف ْرَحُ ، وَعَج ِبْت<br />
لِمَنْ قِي ل َ فِيهِ ا لش َّر ُّ وَهُوَ فِيهِ ك َيْفَ يَغْضَبُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ يَا جَاهِل ًا غ َر َّهُ إف ْرَاط ُ مَادِحِهِ ل َا يَغْلِبَن َّ جَهْ ل ُ مَنْ أ َط ْرَاك عِل ْمُك ب ِك أ َث ْنَى وَق َال َ ب ِل َا عِل ْم ٍ أ َحَاط َ ب ِهِ<br />
وَ أ َ نْتَ أ َعْل َمُ ب ِا ل ْمَ حْصُول ِ مِنْ ر ِيَب ِك وَهَذ َاأ َمْرٌ يَنْبَغِي لِل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ يَضْب ِط َ نَف ْسَهُ عَنْ أ َن ْ يَسْتَفِز َّهَا ، وَيَمْنَعَهَا مِنْ تَصْدِ يق ِ<br />
ا ل ْمَدْح ِ ل َهَا ، ف َإ ِن َّ لِلن َّف ْس ِ مَيْل ًا لِ حُب ِّ الث َّنَاءِ وَسَمَا ع ِ ال ْمَدْح ِ .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
يَهْوَى الث َّنَاءَ مُبَر ِّ زٌ وَمُق َص ِّرٌ حُب ُّ ا لث َّنَاءِ ط َب ِيعَة ُ ال ْإ ِنْسَانِ ف َإ ِذ َا سَامَحَ<br />
نَف ْسَهُ فِي مَدْح ِ الص َّبْوَةِ ، وَ تَا بَعَهَا عَل َى هَذِهِ ا لش َّهْوَةِ ، تَشَاغ َ ل َ ب ِهَا عَنْ ا ل ْف َضَا ئِ ل ِا ل ْمَمْدُوحَةِ ، وَ ل َهَا ب ِهَا عَنْ ا ل ْمَ حَاسِن ِ<br />
ا ل ْمَمْنُوحَةِ ، ف َصَارَ ا لظ َّاهِرُ مِنْ مَدْحِهِ ك َذِبًا ، وَا ل ْبَاطِنُ مِنْ ذ َم ِّهِ صِدْق ًا ، وَعِنْدَ تَق َا بُلِه ِمَا يَك ُون ُ الص ِّدْ قُ أ َ ل ْزَمَال ْأ َمْرَ يْن ِ .<br />
وَهَذِهِ خُ دْعَة ٌ ل َا يَرْ تَضِيهَا عَاقِ ل ٌ وَل َا يَنْ خَدِ عُ ب ِهَامُمَي ِّزٌ .<br />
وَل ْيَعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْمُتَق َر ِّبَ ب ِا ل ْمَدْح ِ يُسْر ِفُ مَعَ ا ل ْق َبُول ِ وَيَك ُف ُّ مَعَ ال ْإ ِبَاءِ ، ف َل َا يَغْلِبُهُ حُسْنُ الظ َّن ِّ عَل َى تَصْدِ يق ِ مَدْح ٍ هُوَ<br />
أ َعْرَفُ ب ِ حَقِيق َتِهِ وَل ْتَك ُنْ تُهْمَة ُ ا ل ْمَادِح ِ أ َغ ْل َبَ عَل َيْهِ<br />
.<br />
ف َق َ ل َّ مَدْ حٌ ك َان َ جَمِيعُهُ صِدْق ًا ، وَق َ ل َّث َنَاءٌ ك َان َ ل َهُ حَقًّا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ك َر ِهَ أ َهْ ل ُا ل ْف َضْ ل ِ أ َن ْ يُط ْلِق ُو ا أ َل ْسِنَتَهُمْ ب ِا لث َّنَاءِ وَ ا ل ْمَدْح ِ تَحَر ُّزًا مِنْ ا لت َّ جَاوُز ِ فِيهِ ، وَ تَنْز ِ يهًا عَنْ ا لت َّمَل ُّق ِ ب ِهِ .<br />
وَق َدْ رَوَىمَك ْ حُو ل ٌ ق َال َ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
. {<br />
ل َا تَك ُونُوا عَي َّا ب ِينَ وَل َا تَك ُونُوا ل َع َّا ن ِينَ وَل َا<br />
مُتَمَادَحِينَ وَل َا مُتَمَاو ِ تِينَ<br />
وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ أ َن َّ أ َبَا بَك ْر ٍ الص ِّد ِّ يقَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ك َان َ إذ َا مَدَحَ ق َال َ : ا لل َّهُ م َّ أ َ نْتَ أ َعْل َمُ ب ِي مِنْ نَف ْسِي ، وَأ َنَا أ َعْل َمُ
:<br />
ب ِنَف ْسِي مِنْهُمْ ، ا لل َّهُ م َّ اجْعَل ْن ِي خَيْرًا مِم َّا يَ حْسَبُون َ وَاغ ْفِرْ لِي مَا ل َا يَعْل َمُون َ ، وَل َا تُؤَاخِذ ْن ِي ب ِمَا يَق ُو ل ُون َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ إذ َا ال ْمَرْءُ ل َمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فِعَا لِهِ ف َمَادِحُهُ يَهْذِي وَ إ ِن ْ ك َان َ مُف ْصِحَا وَرُب َّمَا آل َ حُب ُّ ا ل ْمَدْح ِ<br />
ب ِصَاحِب ِهِ إل َى أ َن ْ يَصِيرَ مَادِحَ نَف ْسِهِ ، إم َّا لِتَوَه ُّمِهِ أ َن َّ ا لن َّا سَ ق َدْ غ َف َل ُو ا عَنْ ف َضْلِهِ ، وَ أ َخَل ُّو ا ب ِ حَق ِّهِ .<br />
وَإ ِم َّا لِيَ خْدَعَهُمْ ب ِتَدْلِيس ِ نَف ْسِهِ ب ِا ل ْمَدْح ِوَ ال ْإ ِط ْرَ اءِ ، ف َيَعْتَقِدُون َ أ َن َّ ق َوْ ل َهُ حَق ٌّمُت َّبَعٌ ، وَصِدْ قٌ مُسْتَمَ ٌع .<br />
وَإ ِم َّا لِتَل َذ ُّذِهِ ب ِسَمَا ع ِ ا لث َّنَاءِ وَسُرُور ِ نَف ْسِهِب ِا ل ْمَدْح ِ وَال ْإ ِط ْرَاءِ ، مَا يَتَغَن َّى ب ِنَف ْسِهِ ط َرَبًا إذ َا ل َمْ يَسْمَعْ صَوْتًا مُط ْر ِبًا وَل َا غِنَاءً<br />
مُمْتِعًا .<br />
وَ لِأ َي ِّ ذ َلِكَ ك َان َ ف َهُوَ ال ْجَهْل ُ ا لص َّر ِي حُ ، وَ الن َّق ْصُ ا ل ْف َضِي حُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
وَمَا شَرَفٌ أ َن ْ يَمْدَحَ ال ْمَرْءُ نَف ْسَهُ وَل َكِن َّ أ َعْمَا ًلا تَ ذ ُم ُّ وَ تَمْدَحُ وَمَا ك ُ ل ُّ حِين ٍ يَصْدُ قُ ال ْمَرْءُ ظ َن ُّهُ<br />
وَل َا ك ُ ل ُّ أ َصْ حَاب ِ ا لت ِّ جَارَةِ يَرْبَ حُ وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ تَرْجُو لِغَيْب ِك حَافِظ ًا وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ ضَ م َّ ا ل ْوَدِ يعَة َ يَصْل ُ حُ وَيَنْبَغِي لِل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ<br />
يَسْتَرْشِدَ إخْوَ ان َ الص ِّدْ ق ِ ال َّذِينَ هُمْ أ َ صْفِيَاءُ ا ل ْق ُل ُوب ِ ، وَمُرَا ئِي ا ل ْمَ حَاسِن ِ وَا ل ْعُيُوب ِ ، عَل َى مَا يُنَب ِّهُونَهُ عَل َيْهِ مِنْ مَسَاو ِ ئِهِ<br />
ال َّتِي صَرَف َهُ حَسَنُ ا لظ َّن ِّ عَنْهَا .<br />
ف َإ ِ ن َّهُمْ أ َمْك َنُ نَظ َرًا ، وَ أ َسْل َمُ فِك ْرًا ، وَيَ جْعَل ُون َ مَا يُنَب ِّهُو نَهُ عَل َيْهِ مِنْ مَسَاو ِ ئِهِ عِوَضًا عَنْ تَصْدِ يق ِا ل ْمَدْح ِ فِيهِ .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ {ا ل ْمُؤْمِنُ مِرْآة ُ ا ل ْمُؤْمِن ِ إذ َا رَأ َى فِيهِ عَيْبًا أ َ صْل َ حَهُ<br />
:<br />
. {<br />
وَك َان َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ يَق ُول ُ<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ<br />
: رَحِمَ ا لل َّهُ امْرَ أ ً أ َهْدَى إل َيْنَا مَسَاو ِ ئ َنَا .<br />
: أ َتُ حِب ُّ أ َن ْ تُهْدَى إل َيْك عُيُوبُك ؟ ق َال َ : نَعَمْ ، مِنْ نَاصِ ح ٍ .<br />
وَمِم َّا يُق َار ِبُ مَعْنَى هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ مَا رُو ِيَ عَنْ عُمَرَ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
نُوَ ل ِّيَهُ حِمْصَ ؟ ف َق َال َ<br />
ق َال َ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
تَك ُون ُ أ َ نْتَ ذ َ لِكَ ا لر َّجُ ل َ .<br />
ل َا تَنْتَفِعُ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
رَجُل ًا صَ حِي حًا مِنْك ، صَ حِي حًا ل َك .<br />
ب ِي مَعَ سُوءِ ظ َن ِّي ب ِك وَسُوءِ ظ َن ِّك ب ِي .<br />
مَنْ أ َظ ْهَرَ عَيْبَ نَف ْسِهِ ف َق َدْ زَك َّاهَا .<br />
مَنْ تَرَى أ َن ْ<br />
ف َإ ِذ َا ق َط َعَ أ َسْبَابَا ل ْكِبْر ِ وَحَسَمَ مَوَاد َّ ال ْعُجْب ِ اعْتَاضَ ب ِال ْكِبْر ِ تَوَا ضُعًا وَب ِال ْعُجْب ِ تَوَد ُّدًا .<br />
وَذ َلِكَ مِنْ أ َوْك َدَ أ َسْبَاب ِ ا ل ْك َرَ امَةِ وَأ َق ْوَى مَوَ اد ِّ ا لن ِّعَم ِ وَ أ َ بْل َغ ِ شَافِع ٍ إل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ يَعْطِف ُهَا إل َى ال ْمَ حَب َّةِ وَ يُث ْن ِيهَا عَنْ ال ْبُغْ ِض .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
وَمَنْ بَر ِئَ مِنْ ال ْبُخْل ِ نَال َ ا لش َّرَفَ .<br />
وَمَنْ بَر ِئَ مِنْ ا ل ْكِبْر ِ نَال َ ال ْك َرَ امَة َ .<br />
وَق َال َ مُصْعَبُ بْنُ ا لز ُّبَيْر ِ<br />
مَنْ بَر ِئَ مِنْ ث َل َاثٍ نَال َ ث َل َا ث ًا<br />
:<br />
:<br />
:<br />
: ا لت َّوَا ضُعُ مَصَائِدُ الش َّرَفِ .<br />
مَنْ بَر ِئَ مِنْ الس َّرَفِ نَال َا ل ْعِز َّ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ دَ امَ تَوَا ضُعُهُ ك َث ُرَ صَدِ يق ُهُ .<br />
وَق َدْ تُحْدِث ُ ا ل ْمَنَاز ِل ُ وَا ل ْو ِل َا يَاتُ لِق َوْم ٍ أ َخْل َاق ًا مَذ ْمُومَة ً يُظ ْه ِرُهَا سُوءُ طِبَاعِه ِمْ ، وَ لِآخَر ِ ينَ ف َضَا ئِ ل َ مَ حْمُودَة ً يَبْعَث ُ عَل َيْهَا<br />
زَك َاءُ شِيَمِه ِمْ ؛ لِأ َن َّ تَق َل ُّبَ ال ْأ َحْوَال ِ سَك َرَة ٌ تُظ ْه ِرُ مِنْ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ مَك ْنُونَهَا ، وَمِنْ الس َّرَ ا ئِر ِ مَخْزُونَهَا ، ل َا سِي َّمَا إذ َا هَ جَمَتْ<br />
مِنْ غ َيْر ِ تَدْر ِي ج ٍ وَط َرَق َتْ مِنْ غ َيْر ِ تَأ َه ُّب ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ فِي تَق َل ُّب ِ ال ْأ َحْوَال ِ تُعْرَفُ جَوَ اهِرُ ا لر ِّجَال ِ .
وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ سَهْ ل ٍ : مَنْ ك َانَتْ و ِ ل َايَتُهُ ف َوْ قَ ق ُدْرَةٍ تَك َب َّرَ ل َهَا ، وَمَنْ ك َانَتْ و ِ ل َايَتُهُ دُون َ ق ُدْرَةٍ تَوَا ضَعَ ل َهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَدَ نَاءَ تِهِ .<br />
: الن َّا سُ فِي ا ل ْو ِ ل َا يَةِ رَجُل َانِ : رَ جُ ل ٌ يُج ِ ل ُّ ا ل ْعَمَ ل َ ب ِف َضْلِهِ وَمُرُوءَ تِهِ ، وَرَجُ ل ٌ يَج ِ ل ُّ ب ِا ل ْعَمَ ل ِ لِنَق ْصِهِ<br />
ف َمَنْ جَ ل َّ عَنْ عَ مَلِهِ ازْدَ ادَ ب ِهِ تَوَا ضُعًا وَب ِشْرًا ، وَمَنْ جَ ل َّ عَنْهُ عَمَل ُهُ ازْدَ ادَ ب ِهِ تَجَب ُّرًا وَتَك َب ُّرًا .<br />
حُسْنُ ال ْ خُل ُق ِ ال ْف َصْل ُ الث َّان ِي فِي حُسْن ِ ال ْ خُل ُق ِ رُو ِيَ عَنْ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ل َك ُمْ ا ل ْإ ِسْل َامَ دِينًا ف َأ َك ْر ِمُوهُ ب ِ حُسْن ِ ا ل ْ خُل ُق ِ وَا لس َّ خَاءِ ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَك ْمُ ل ُ إل َّا ب ِه ِمَا<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ<br />
ق َال َ ال ْ خُل ُقُ ال د َّن ِي ُّ وَالل ِّسَان ُ ال ْبَذِي ُّ .<br />
: أ َل َا أ ُخْب ِرُك ُمْ ب ِأ َدْوَ أِ ا لد َّ اءِ ؟ ق َال ُوا بَل َى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ سَاءَ خُل ُق ُهُ ضَا قَ ر ِ زْق ُهُ<br />
وَعِل َّة ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ ظ َاهِرَ ٌة .<br />
} :<br />
. {<br />
.<br />
:<br />
:<br />
إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى اخْتَارَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ال ْحَسَنُ ال ْ خُل ُق ِ مَنْ نَف ْسُهُ فِي رَاحَةٍ ، وَ الن َّا سُ مِنْهُ فِي سَل َامَةٍ .<br />
وَ الس َّي ِّئ ُ ال ْ خُل ُق ِ ا لن َّا سُ مِنْهُ فِي بَل َاءٍ ، وَهُوَ مِنْ نَف ْسِهِ فِي عَنَاءٍ ، وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : عَاشِرْ أ َهْل َك ب ِأ َحْسَن ِ أ َخْل َاقِك<br />
ف َإ ِن َّ ا لث َّوَ اءَ فِيه ِمْ ق َلِي ل ٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : إذ َا ل َمْ تَت َّسِعْ أ َخْل َا قُ ق َوْم ٍ تَضِيقُ ب ِه ِمْ ف َسِي حَاتُ ال ْب ِل َادِ إذ َا مَا ال ْمَرْءُ ل َمْ يُ خْل َقُ ل َب ِيبًا ف َل َيْسَ ا لل ُّب ُّ<br />
عَنْ قِدَم ِ ال ْو ِل َادِ ف َإ ِذ َا حَسُنَتْ أ َخْل َا قُ ال ْإ ِنْسَانِ ك َث ُرَ مُصَاف ُوهُ ، وَق َ ل َّ مُعَادُوهُ ، ف َتَسَه َّل َتْ عَل َيْهِ ا ل ْأ ُمُو رُ الص ِّعَابُ ، وَل َانَتْ ل َهُ<br />
ا ل ْق ُل ُوبُ ا ل ْغِضَابُ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } حُسْنُ ال ْ خُل ُق ِ وَحُسْنُ ال ْ جُوَ ار ِ يُعَم ِّرَ انِ ا لد ِّ يَارَ وَ يَز ِيدَ انِ فِي<br />
ال ْأ َعْمَار ِ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مِنْ سَعَةِ ال ْأ َخْل َاق ِ ك ُنُو زُ ال ْأ َرْزَا ِق .<br />
وَسَبَبُ ذ َلِكَ مَا ذ َك َرْنَا مِنْ ك َث ْرَةِ ال ْأ َصْفِيَاءِ ال ْمُسْعِدِينَ ، وَقِل َّةِ ال ْأ َعْدَاءِا ل ْمُجْ حِفِينَ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } أ َحَب ُّك ُمْ إ ل َي َّ أ َحْسَنك ُمْ أ َخْل َاق ًا ، ال ْمُوَط َّئ ُون َ أ َك ْنَاف ًا ، ال َّذِينَ يَأ ْ ل َف ُون َ وَيُؤْل َف ُو َن<br />
. {<br />
وَحُسْنُ ال ْ خَل ْق ِ أ َن ْ يَك ُون َ سَهْ ل َ ا ل ْعَر ِيك َةِ ، ل َي ِّنَ ا ل ْجَا ن ِب ِ ، ط َلِيقَا ل ْوَجْهِ ، ق َلِي ل َ ا لن ُّف ُور ِ ، ط َي ِّبَ ال ْك َلِمَةِ .<br />
وَق َدْ بَي َّنَ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ هَذِهِ ا ل ْأ َوْ صَافَ ف َق َال َ } أ َهْ ل ُ ا ل ْجَن َّةِ ك ُل ُّ<br />
:<br />
:<br />
هَي ِّن ٍ ل َي ِّن ٍ سَهْ ل ٍ ط َل ْق ٍ { .<br />
وَل َم َّا ذ َك َرْنَا مِنْ هَذِهِ ا ل ْأ َوْ صَافِ حُدُودً ا مُق َد َّرَة ً وَمَوَا ضِعَ مُسْتَ حَق َّة ً ، مَا ق َال َ الش َّاعِرُ : أ َصْف ُو وَ أ َك ْدُرُ أ َحْيَا نًا لِمُخْتَب ِر ِي<br />
وَ ل َيْسَ مُسْتَحْسَنًا صَف ْوٌ ب ِل َا ك َدَر ِ وَ ل َيْسَ يُر ِ يدُ ب ِال ْك َدَر ِ ال َّذِي هُوَ ال ْبَذ َاءُ وَشَرَ اسَة ُ ال ْ خُل ُق ِ ، ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ ذ َم ٌّ ل َا يُسْتَحْسَنُ<br />
وَعَيْبٌ ل َا يَرْتَضِي .<br />
وَ إ ِ ن َّمَا يُر ِ يدُ ال ْك َف َّ وَ الِا نْقِبَاضَ فِي مَوْ ضِع ٍ يُل َامُ فِيهِ ا ل ْمُسَاعِدُ وَيُذ َم ُّ فِيهِ ال ْمُوَافِقُ ، ف َإ ِذ َا ك َانَتْ لِمَ حَاسِن ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ حُ دُودٌ<br />
مُق َد َّرَة ٌ وَمَوَاضِعُ مُسْتَ حَق َّة ٌ ف َإ ِن ْ تَجَاوَزَ ب ِهَا ال ْحَ د َّ صَارَتْ مَل َق ًا وَ إ ِن ْ عَدْل َ ب ِهَا عَنْ مَوَا ضِعِهَا صَارَتْ ن ِف َاق ًا .<br />
وَ ا ل ْمَل َقُ ذ ُ ل ٌّ ، وَ الن ِّف َا قُ ل ُؤْمٌ ، وَ ل َيْسَ لِمَنْ وُسِمَ ب ِه ِمَا وُد ٌّمَبْرُو رٌ وَل َا أ َث َرٌمَ شْ ك ُو رٌ .<br />
وَق َدْ رَوَى حَ كِي مٌ عَنْ جَاب ِر ِ بْن ِ عَبْدِ ا لل َّهِ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } شَر ُّ ا لن َّا س ِ ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ<br />
:
ال َّذِي يَأ ْتِي هَؤُل َاءِ ب ِوَجْهٍ وَهَؤُل َاءِ ب ِوَجْهٍ { .<br />
وَرَوَىمَك ْ حُو ل ٌ عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ<br />
وَج ِيهًا عِنْد ا لل َّهِ تَعَا ل َى { .<br />
وَق َال َ سَعِيدُ بْنُ عُرْوَة َ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
ل َا يَنْبَغِي لِذِي ا ل ْوَجْهَيْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ<br />
: ل َأ َن ْ يَك ُون َ لِي ن ِصْفُ وَجْهٍ وَن ِصْفُ لِسَانٍ عَل َى مَا فِيه ِمَا مِنْ ق ُبْ ح ِ ا ل ْمَنْظ َر ِ وَعَ جْز ِا ل ْمَ خْبَر ِ أ َحَب ُّ<br />
إل َي َّ مِنْ أ َن ْ أ َك ُون َ ذ َا وَجْهَيْن ِ وَذ َا لِسَا نَيْن ِ وَذ َا ق َوْ ل َيْن ِ مُ خْتَلِف َيْن ِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : خَ ل ِّ الن ِّف َا قَ لِأ َهْلِهِ وَعَل َيْك ف َا ل ْتَمِسْ الط َّر ِيق َا وَارْغ َبْ ب ِنَف ْسِك أ َن ْ تُرَى إل َّا عَدُوا أ َوْ صَدِ يق َا وَق َال َ إبْرَ اهِيمُ<br />
بْنُ مُ حَم َّدٍ : وَك َمْ مِنْ صَدِ يق ٍ وُد ُّهُ ب ِلِسَا ن ِهِ خَئ ُون ٌ ب ِظ َهْر ِ ا ل ْغَيْب ِ ل َا يَتَذ َم َّمُ يُضَاحِك ُن ِي عَجَبًا إذ َا مَا ل َقِيتُهُ وَيَصْدُف ُن ِي مِنْهُ إذ َا<br />
غِبْتُ أ َسْهُمُ ك َذ َلِكَ ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ يُرْضِيك شَاهِدًا وَفِي غ َيْب ِهِ إن ْ غ َابَ صَا بٌ وَعَل ْق َمُ وَرُب َّمَا تَغَي َّرَ حُسْنُ ا ل ْ خُل ُق ِ وَا ل ْوَط َاءُ<br />
إل َى الش َّرَاسَةِ وَال ْبَذ َاءِ لِأ َسْبَاب ٍ عَار ِ ضَةٍ ، وَ أ ُمُور ٍ<br />
ط َار ِ ئ َةٍ ، تَ جْعَ ل ُ ا لل ِّينَ خُشُو نَة ً وَال ْوَط َاءَ غِل ْظ َة ً وَ ا لط َّل َاق َة َ عُبُوسًا .<br />
ف َمِنْ أ َسْبَاب ِ ذ َلِكَ ال ْو ِل َايَة ُ ال َّتِي تُحْدِث ُ فِيا ل ْأ َخْل َا ق ِ تَغَي ُّرًا ، وَعَل َى ال ْ خُل َط َاءِ تَنَك ُّرًا ، إم َّا مِنْ ل ُؤْم ِ ط َبْع ٍ ، وَإ ِم َّا مِنْ ضِيق ِ<br />
صَدْر ٍ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ : مَنْ تَاهَ فِي و ِ ل َا يَتِهِ ذ َل َّ فِي عَزْ لِهِ .<br />
وَقِي ل َ<br />
:<br />
:<br />
ذ ُ ل ُّا ل ْعَزْل ِ يُضْحِكُ مِنْ تِيهِ ا ل ْو ِ ل َا يَةِ .<br />
وَمِنْهَا ال ْعَزْل ُ ف َق َدْ يَسُوءُ ب ِهِ ال ْ خُل ُقُ وَ يَضِيقُ ب ِهِ الص َّدْ رُ إم َّا لِشِد َّةِ أ َسَفٍ أ َوْ لِقِل َّةِ صَبْر ٍ .<br />
حَك َىحُمَيْ دٌ ا لط َّو ِ ي ل ُ أ َن َّ عَم َّارَ بْنَ يَاسِر ٍ عُز ِل َ عَنْ و ِ ل َا يَةٍ ف َاشْتَ د َّ ذ َلِكَ عَل َيْهِ ، وَق َال َ إن ِّي وَجَدْهت َا حُل ْوَة َ الر َّ ضَا ع ِ مَر َّة َ<br />
ا ل ْفِط َام ِ .<br />
وَمِنْهَا<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْغِنَى ف َق َدْ تَتَغَي َّرُ ب ِهِ أ َخْل َا قُ ا لل َّئِيم ِ بَط َرًا ، وَتَسُوءُ ط َرَا ئِق ُهُ أ َشَرًا .<br />
مَنْ نَال َ اسْتَط َال َ .<br />
:<br />
وَ أ َنْشَدَ ا لر ِّيَاشِي ُّ : غ َضْبَان ُ يَعْل َمُ أ َن َّ ا ل ْمَال َ سَا ق ٍ ل َهُ مَا ل َمْ يَسْقِهِ ل َهُ دِ ينٌ وَل َا خُل ُقُ ف َمَنْ يَك ُنْ عَنْ كِرَ ام ِ ا لن َّا س ِ يَسْأ َل ُن ِي<br />
ف َأ َك ْرَمُ ا لن َّا س ِ مَنْ ك َانَتْ ل َهُ وَر ِ قُ وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : ف َإ ِن ْ تَك ُنْ الد ُّنْيَا أ َ نَا ل َتْك ث َرْوَة ً ف َأ َصْبَحْت ذ َا يُسْر ٍ وَق َدْ ك ُنْت ذ َا<br />
عُسْر ِ ل َق َدْ ك َشَفَ ال ْإ ِث ْرَاءُ مِنْك خَل َا ئِق ًا مِنْ ا لل ُّؤْم ِ ك َانَتْ تَ حْتَ ث َوْب ٍ مِنْ ا ل ْف َق ْر ِ وَ ب ِحَسَب ِ مَا أ َف ْسَدَهُ ال ْغِنَى ك َذ َلِكَ يُصْلِ حُهُ<br />
ال ْف َق ْرُ .<br />
وَك َتَبَ ق ُتَيْبَة ُ بْنُ مُسْلِم ٍ إل َى ال ْ حَج َّاج ِ أ َن َّ أ َهْ ل َ ا لش َّام ِ ق َدْ ال ْتَاث ُوا عَل َيْهِ ف َك َتَبَ إ ل َيْهِ أ َن ْ اق ْط َعْ عَنْهُمْ ال ْأ َرْزَاقَ ، ف َف َعَ ل َ ف َسَاءَتْ<br />
حَا ل ُهُمْ ف َاجْتَمَعُو ا إل َيْهِ ف َق َال ُوا أ َقِل ْنَا .<br />
ف َك َتَبَ إل َى ا ل ْحَ ج َّاج ِ فِيه ِمْ ف َك َتَبَ إ ل َيْهِ<br />
:<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْف َق ْرَ جُنْدُ الل َّهِا ل ْأ َك ْبَرَ يُذِ ل ُّ ب ِهِ ك ُ ل َّ جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ يَتَك َب َّرُ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ال ْف َق ْرُ ، وَا ل ْمَرَضُ ، وَال ْمَوْ ُت { .<br />
وَمِنْهَا<br />
}<br />
إن ْ ك ُنْت آنَسْتَ مِنْهُمْ رُشْدًا ف َأ َجْر ِ عَل َيْه ِمْ مَا ك ُنْتَ تُجْر ِي .<br />
ل َوْل َا أ َن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َذ َل َّ ا بْنَ آدَمَ ب ِث َل َاثٍ مَا ط َأ ْط َأ َ رَأ ْسَهُ لِشَيْءٍ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْف َق ْرُ ف َق َدْ يَتَغَي َّرُ ب ِهِ ال ْ خُل ُقُ إم َّا أ َ نَف َة ً مِنْ ذ ُل ِّ الِاسْتِك َا نَةِ أ َوْ أ َسَف ًا عَل َى ف َا ئِتِ ال ْغِنَى .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ك َادَ ال ْف َق ْرُ أ َن ْ يَك ُون َ ك ُف ْرًا ، وَك َادَ ا ل ْحَسَدُ أ َن ْ يَغْلِبَ ا ل ْق َدَرَ { .<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : وَ أ َعْ جَبُ حَا ل َاتِ ا بْن ِ آدَمَ خَل ْق ُهُ يَضِ ل ُّ إذ َا ف َك َّرْتَ فِي ك ُنْه ِهِ ال ْفِك ْرُ ف َيَف ْرَحُ ب ِا لش َّيْءِ ا ل ْق َلِي ل ِ بَق َاؤُهُ
:<br />
وَ يَجْزَ عُ مِم َّا صَارَ وَهُوَ ل َهُ ذ ُخْرُ وَرُب َّمَا تَسَل َّى مِنْ هَذِهِ ال ْ حَا ل َةِ ب ِال ْأ َمَان ِي ، وَ إ ِن ْ ق َ ل َّ صِدْق ُهَا .<br />
ف َق َدْ قِي ل َ ق َل َّمَا تَصْدُ قُ ال ْأ ُمْن ِي َّة ُ وَل َكِنْ ق َدْ يُعْتَا ضُ ب ِهَا سَل ْوَة ً مِنْ هَ م ٍّ أ َوْ مَسَر َّةٍ ب ِرَجَاءٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ : حَر ِّكْ مُنَاك إذ َا اغ ْتَمَمْت ف َإ ِ ن َّهُن َّ مَرَ او ِحُ وَق َال َ آخَرُ : إذ َا تَمَن َّيْت ب ِت َّ ا لل َّيْ ل َ مُغْتَب ِط ًا إن َّ ال ْمُنَى<br />
رَأ ْ سُ أ َمْوَ ال ِ ا ل ْمَف َا لِيس ِ وَمِنْهَا ا ل ْهُمُومُ ال َّتِي تُذ ْهِ ل ُ ا لل ُّب َّ ، وَ تَشْغَ ل ُ ا ل ْق َل ْبَ ، ف َل َا تَتْبَعُ الِاحْتِمَال َ وَل َا تَق ْوَى عَل َى صَبْر ٍ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
: ا ل ْهَ م ُّ ك َالس ُّ م ِّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:ال ْ حُزْن ُ ك َا لد َّ اءِ ا ل ْمَ خْزُونِ فِي ف ُؤَ ادِ ا ل ْمَ حْزُونِ .<br />
هُمُومُك ب ِا ل ْعَيْش ِمَق ْرُونَة ٌ ف َمَا تَق ْط َعُا ل ْعَيْشَ إ ل َّا ب ِه ِمْ إذ َا تَ م َّأ َمْرٌ بَدَا نَق ْصُهُ تَرَق َّبْ زَوَال ًا إذ َا قِي ل َ تَمْ<br />
إذ َا ك ُنْتَ فِي ن ِعْمَةٍ ف َارْعَهَا ف َإ ِن َّ ا ل ْمَعَا صِيَ تُز ِي ل ُ الن ِّعَمْ وَحَام ِ عَل َيْهَا ب ِشُك ْر ِ ا ل ْإ ِ ل َهِ ف َإ ِن َّ ا ل ْإ ِل َهَ سَر ِيعُ الن ِّق َمْ حَل َاوَة ُ دُنْيَاك<br />
مَ سْمُومَة ٌ ف َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الش َّهْدَ إل َّا ب ِسُمْ ف َك َمْ ق َدَرٌ دَب َّ فِي مُهْل َةٍ ف َل َمْ يَعْل َمْ ا لن َّا سُ حَت َّى هَجَمْ وَمِنْهَا ا ل ْأ َمْرَا ضُ ال َّتِي يَتَغَي َّرُ ب ِهَا<br />
ا لط َّبْعُ مَا يَتَغَي َّرُ ب ِهَا ال ْج ِسْمُ ، ف َل َا تَبْق َىال ْأ َخْل َا قُ عَل َى اعْتِدَ ال ٍ وَل َا يُق ْدَرُ مَعَهَا عَل َى احْتِمَال ٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />
الض َّعْفَ مَل َّا وَإ ِذ َا ل َمْ تَ ج ِدْ<br />
: آ ل َة ُا ل ْعَيْش ِ صِ ح َّة ٌ وَشَبَابُ ف َإ ِذ َا وَل َّيَا عَنْ ا ل ْمَرْءِ وَل َّى وَإ ِذ َا الش َّيْ خُ ق َال َ أ ُف ٍّ ف َمَا مَ ل َّ حَيَاة ً وَإ ِن َّمَا<br />
مِنْ ا لن َّا س ِ ك ُف ُئ ًا ذ َاتَ خِدْر ٍ أ َرَادَتْا ل ْمَوْتَ بَعْل َا أ َبَدًا تَسْتَر ِد ُّ مَا تَهَبُ الد ُّنْيَا ف َيَا ل َيْتَ جُودَهَا ك َان َ بُخْل َا وَمِنْهَا عُل ُو ُّ ا لس ِّن ِّ<br />
وَحُدُوث ُ ال ْهَرَم ِ لِتَأ ْ ثِير ِهِ فِي آ ل َةِ ال ْ جَسَدِ ك َذ َلِكَ يَك ُون ُ تَأ ْثِيرُهُ فِي أ َخْل َا ق ِ ا لن َّف ْس ِ ، ف َك َمَا يَضْعُفُ ال ْ جَسَدُ عَنْ احْتِمَال ِ مَا<br />
ك َان َ يُطِيق ُهُ مِنْ أ َ ث ْق َال ٍ ف َك َذ َ لِكَ تَعْ ج ِزُ ا لن َّف ْسُ عَنْ أ َ ث ْق َال ِ مَا ك َانَتْ تَصْب ِرُ عَل َيْهِ مِنْ مُ خَا ل َف َةِ ال ْو ِف َا ق ِ ، وَمَضِيق ِ ا لش ِّق َا ق ِ .<br />
وَك َذ َلِكَ مَا ضَاهَاهُ .<br />
وَق َال َمَنْ صُو رٌ ا لن َّمَر ِي ُّ<br />
:<br />
مَا ك ُنْتُ أ ُوفِي شَبَاب ِي ك ُنْهَ عِز َّ تِهِ حَت َّى مَضَى ف َإ ِذ َا الد ُّنْيَا ل َهُ تَبَعُ أ َصْبَحْتُ ل َمْ تُط ْعِمِي ث ُك ْ ل َ<br />
ا لش َّبَاب ِ وَ ل َمْ تَشْجَيْ لِغُص َّتِهِ ف َا ل ْعُذ ْ رُ ل َا يَق َعُ مَا ك َان َ أ َق ْصَرَ أ َي َّام ِ الش َّبَاب ِ وَمَا أ َبْق َى حَل َاوَة َ ذِك ْرَ اهُ ال َّتِي تَدَ عُ مَا وَاجَهَ<br />
ا لش َّيْبُ مِنْ عَيْن ٍ وَ إ ِن ْ رَمَق َتْ إل َّا ل َهَا نَبْوَة ٌ عَنْهُ وَمُرْتَدَ عُ ق َدْ كِدْت تَق ْضِي عَل َى ف َوْتِ ا لش َّبَاب ِ أ َسًى ل َوْل َا يُعَز ِّيك أ َن َّ ال ْعُمْ َر<br />
مُنْق َطِعُ ف َهَذِهِ سَبْعَة ُ أ َسْبَاب ٍأ َحْدَ ث َتْ سُوءَ خُل ُق ٍ ك َان َ عَاما<br />
.<br />
وَهَا هُنَا سَبَبٌ خَاص ٌّ يُ حْدِث ُ سُوءَ خُل ُق ٍ خَاص ٍّ وَهُوَ ا ل ْبُغْضُ ال َّذِي تَنْفِرُ مِنْهُ ا لن َّف ْسُ ف َتُ حْدِث ُ نُف ُو رً ا عَل َىا ل ْمُبْغَض ِ ،<br />
ف َيَؤُول ُ إل َى سُوءِ خُل ُق ٍ يَخُص ُّهُ دُون َ غ َيْر ِهِ .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ سُوءُ ال ْ خُل ُق ِ حَادِث ًا ب ِسَبَب ٍ ك َان َ زَوَ ا ل ُهُ مَق ْرُونًا ب ِزَوَ ال ِ ذ َ لِكَ الس َّبَب ِ ، ث ُ م َّ ب ِا لض ِّ د ِّ .<br />
ال ْ حَيَاءُ ال ْف َصْل ُ الث َّالِث ُ فِي ال ْ حَيَاءِ<br />
:<br />
:<br />
اعْل َمْ أ َن َّ ال ْ خَيْرَ وَ الش َّر َّ مَعَانٍ ك َامِنَة ٌ تُعْرَفُ ب ِسِمَاتٍ دَال َّةٍ ك َمَا ق َال َتْ ا ل ْعَرَبُ فِي<br />
أ َمْث َالِهَا : تُ خْب ِرُ عَنْ مَ جْهُو لِهِ مَرَآ تُهُ وَك َمَا ق َال َ سَل َمُ بْنُ عَمْر ٍو ا لش َّاعِر ِ ، ل َا تَسْأ َل ْا ل ْمَرْءَ عَنْ خَل َا ئِقِهِ فِي وَجْه ِهِ شَاهِ دٌ مِنْ<br />
ال ْ خَبَر ِ ف َسِمَة ُا ل ْخَيْر ِ ا لد َّعَة ُ وَا ل ْحَيَاءُ ، وَسِمَة ُ الش َّر ِّ ا ل ْقِ حَة ُ وَال ْبَذ َاءُ .<br />
وَك َف َى ب ِال ْ حَيَاءِ خَيْرًا أ َن ْ يَك ُون َ عَل َى ال ْ خَيْر ِ دَ لِيل ًا ، وَك َف َى ب ِا ل ْقِ حَةِ وَ ال ْبَذ َ اءِ شَرا أ َن ْ يَك ُونَا إل َى ا لش َّر ِّ سَب ِيل ًا .<br />
وَق َدْ رَوَى حَس َّان ُ بْنُ عَطِي َّة َ عَنْ أ َب ِي أ ُمَامَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ا ل ْإ ِيمَانِ ، وَال ْبَذ َاءُ وَال ْبَيَان ُ شُعْبَتَانِ مِنْ ا لن ِّف َا ق ِ { .<br />
:<br />
وَ يُشْب ِهُ أ َن ْ يَك ُون َا ل ْعِي ُّ فِي مَعْنَى ا لص َّمْتِ ، وَال ْبَيَان ُ فِي مَعْنَى ا لت َّشَادُ ق ِ ، ك َمَا جَاءَ فِي ال ْ حَدِ يثِ ال ْآخَر ِ<br />
إل َي َّ ا لث َّرْ ث َارُون َ ال ْمُتَف َيْه ِق ُون َ ا ل ْمُتَشَد ِّق ُون َ<br />
وَرَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
. {<br />
} ال ْ حَيَاءُ وَا ل ْعِي ُّ شُعْبَتَانِ مِنْ<br />
} إن َّ أ َ بْغَضَك ُمْ<br />
} ال ْ حَيَاءُ مِنْ ال ْإ ِيمَانِ
وَ ا ل ْإ ِيمَان ُ فِي ا ل ْجَن َّةِ ، وَ ال ْبَذ َ اءُ مِنْ ا ل ْ جَف َاءِ وَال ْجَف َاءُ فِي ا لن َّار ِ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ ا ل ْعُل َمَاءُ<br />
:<br />
مَنْ ك َسَاهُ ا ل ْحَيَاءُ ث َوْ بَهُ ل َمْ يَرَ ا لن َّا سُ عَيْبَهُ .<br />
: حَيَاة ُ ا ل ْوَجْهِ ب ِ حَيَا ئِهِ ، ك َمَا أ َن َّ حَيَاة َ ا ل ْغَرْ س ِ ب ِمَا ئِهِ .<br />
:<br />
يَا عَجَبًا ك َيْفَ ل َا تَسْتَحْي ِي مِنْ ك َث ْرَةِ مَا ل َا تَسْتَحْي ِي وَتَبْق َى مِنْ ط ُول ِ مَا ل َا تَبْق َى .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ، وَهُوَ صَالِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ إذ َا ق َ ل َّ مَاءُ ا ل ْوَجْهِ ق َ ل َّ حَيَاؤُهُ وَل َا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إذ َا ق َ ل َّ مَاؤُهُ<br />
حَيَاؤُك ف َاحْف َظ ْهُ عَل َيْك وَإ ِن َّمَا يَ دُ ل ُّ عَل َى فِعْ ل ِ ا ل ْك َر ِيم ِ حَيَاؤُهُ وَ ل َيْسَ لِمَنْ سُلِبَ ال ْ حَيَاءَ صَاد ٌّ عَنْ ق َب ِيح ٍ وَل َا زَا ج ِرٌ عَنْ<br />
مَ حْظ ُور ٍ ، ف َهُوَ يَق ْدَمُ عَل َى مَا يَشَاءُ وَيَأ ْتِي مَا<br />
يَهْوَى ، وَب ِذ َلِكَ جَاءَ ا ل ْخَبَرُ .<br />
:<br />
رَوَى شُعْبَة ُ عَنْ مَنْصُور ِ بْن ِ ر ِ بْعِي ٍّ عَنْ أ َب ِي مَنْصُور ٍا ل ْبَدْر ِي ِّ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
أ َدْرَكَ ا لن َّا سَ مِنْ ك َل َام ِ ا لن ُّبُو َّةِ ال ْأ ُول َى يَا ا بْنَ آدَمَ إذ َا ل َمْ تَسْتَ ح ِ ف َاصْنَعْ مَا شِئ ْتَ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
وَ ل َيْسَ هَذ َا ال ْق َوْل ُ إغ ْرَ اءً ب ِفِعْ ل ِ ا ل ْمَعَاصِي عِنْدَ قِل َّةِ ا ل ْحَيَاءِ ك َمَا تَوَه َّمَهُ بَعْضُ مَنْ جَه ِ ل َ مَعَا ن ِيَ ال ْك َل َام ِ وَمُوَ ا ضَعَاتِ<br />
إن َّ مِم َّا<br />
ال ْ خِط َاب ِ ، وَفِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ال ْ خَبَر ِ ق َوْل ُ الش َّاعِر ِ إذ َا ل َمْ تَ خْشَ عَاقِبَة َ الل َّيَالِي وَ ل َمْ تَسْتَ ح ِ ف َاصْنَعْ مَا تَشَاءُ ف َل َا وَا َلل َّهِ مَا فِي<br />
ا ل ْعَيْش ِ خَيْرٌ وَل َا الد ُّنْيَا إذ َا ذ َهَبَ ال ْ حَيَاءُ يَعِيشُ ال ْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا ب ِخَيْر ٍ وَ يَبْق َى ا ل ْعُودُ مَا بَقِيَ ا لل ِّ حَاءُ وَ اخْتَل َفَ أ َهْ ل ُا ل ْعِل ْم ِ<br />
فِي مَعْنَى هَذ َا ال ْ خَبَر ِ ، ف َق َال َ أ َبُو بَك ْر ِ بْنُ مُ حَم َّدٍ ا لش َّاشِي ُّ فِي أ ُ صُول ِا ل ْفِق ْهِ<br />
تَرْكُ ا ل ْحَيَاءِ إل َى أ َن ْ يَعْمَ ل َ مَا يَشَاءُ ل َا يَرْدَعُهُ عَنْهُرَ ادِ عٌ .<br />
ف َلِيَسْتَحِي ال ْمَرْءُ ف َإ ِن َّ ا ل ْحَيَاءَ يَرْدَعُهُ .<br />
:<br />
مَعْنَى هَذ َا ال ْحَدِ يثِ أ َن َّ مَنْ ل َمْ يَسْتَ ح ِ دَعَاهُ<br />
وَسَمِعْت مَنْ يَحْكِي عَنْ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لر َّ از ِي ِّ مِنْ أ َصْ حَاب ِ أ َب ِي حَن ِيف َة َ أ َن َّ ال ْمَعْنَى فِيهِ إذ َا عُر ِ ضَتْ عَل َيْك أ َف ْعَا ل ُك ال َّتِي<br />
هَمَمْت ب ِفِعْلِهَا ف َل َمْ تَسْتَ ح ِ مِنْهَا لِحُسْن ِهَا وَجَمَا لِهَا ف َاصْنَعْ مَا شِئ ْت مِنْهَا .<br />
ف َ جَعَ ل َ ال ْ حَيَاءَ حَك َمًا عَل َى أ َف ْعَا لِهِ وَكِل َاا ل ْق َوْ ل َيْن ِ حَسَنٌ .<br />
وَال ْأ َو َّل ُ أ َشْبَهُ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َل َامَ خَرَجَ مِنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَخْرَجَ ا ل ذ َّم ِّ ل َا مَ خْرَجَا ل ْمَدْح ِ .<br />
ل َكِنْ ق َدْ جَاءَا ل ْحَدِيث ُ ب ِمَا يُضَاهِيا ل ْق َوْل َ الث َّان ِي وَهُوَ ق َوْ ل ُهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
مَا أ َحْبَبْت أ َن ْ تَسْمَعَهُ أ ُذ ُ نَاك ف َأ ْ تِهِ<br />
، وَمَا ك َر ِهْت أ َن ْ تَسْمَعَهُ أ ُذ ُ نَاك ف َاجْتَن ِبْهُ { .<br />
وَ يَ جُو زُ أ َن ْ يُ حْمَ ل َ هَذ َاال ْ حَدِ يث ُ عَل َى ال ْمَعْنَى الص َّر ِ ي ح ِ فِيهِ وَيَك ُون ُا لت َّأ ْو ِ ي ل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي ال ْحَدِ يثِ ال ْمُتَق َد ِّم ِ أ َصَ ح َّ إذ ْ ل َيْسَ<br />
يَل ْزَمُ أ َن ْ تَك ُون َ أ َحَادِ يث ُ رَسُول ِ ا لل َّهِ<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ك ُل ُّهَا مُت َّفِق َة َ ا ل ْمَعَان ِي بَل ْ اخْتِل َافُ مَعَان ِيهَا أ َدْخَ ل ُ فِي ال ْ حِك ْمَةِ وَأ َ بْل َغ ُ فِي ا ل ْف َصَاحَةِ إذ َا ل َمْ يُضَاد َّ<br />
بَعْضُهَا بَعْضًا .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ ال ْ حَيَاءَ فِي ال ْإ ِنْسَانِ ق َدْ يَك ُون ُ مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ<br />
وَالث َّان ِي<br />
وَ ا لث َّا لِثِ<br />
: حَيَاؤُهُ مِنْ الن َّا س ِ .<br />
: حَيَاؤُهُ مِنْ نَف ْسِهِ .<br />
ف َأ َم َّا حَيَاؤُهُ مِنْ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ف َيَك ُون ُ ب ِامْتِث َال ِ أ َوَ امِر ِهِوَ ال ْك َف ِّ عَنْ زَوَ اج ِر ِهِ .<br />
:<br />
:<br />
: أ َحَدِهَا : حَيَاؤُهُ مِنْ ا لل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
وَرَوَى ا بْنُ مَسْعُودٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ } اسْتَحْيُوا مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ حَق َّ ا ل ْحَيَاءِ .<br />
ف َقِي ل َ يَا رَسُول ُ ا لل َّهِ ف َك َيْفَ نَسْتَحِي مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ حَق َّ ال ْ حَيَاءِ ؟ ق َال َ مَنْ حَفِظ َ ا لر َّأ ْ سَ وَمَا حَوَى ،وَا ل ْبَط ْنَ وَمَا<br />
:
:<br />
وَعَى ، وَ تَرَكَ ز ِ ينَة َ الد ُّنْيَا ، وَذ َك َرَا ل ْمَوْتَ وَال ْب ِل َى ، ف َق َدْ اسْتَحَى مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ حَق َّ ا ل ْحَيَاءِ { .<br />
وَهَذ َاال ْ حَدِ يث ُ مِنْ أ َ بْل َغ ِ ا ل ْوَصَا يَا .<br />
وَق َال َ أ َبُو ال ْ حَسَن ِا ل ْمَاوَرْدِي ُّ ، مُصَن ِّفُ ا ل ْكِتَاب ِ : رَ أ َيْتُ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ فِي ا ل ْمَنَام ِ ذ َاتَ ل َيْل َةٍ ف َق ُل ْتُ<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َوْصِن ِي<br />
ث ُ م َّ ق َال َ<br />
ق ُل ْتُ<br />
:<br />
:<br />
: وَك َيْفَ<br />
تَغَي َّرَ ا لن َّا سُ .<br />
ف َق َال َ<br />
: اسْتَ ح ِ مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ حَق َّ ال ْ حَيَاءِ .<br />
ذ َ لِكَ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ؟ ق َال َ : ك ُنْتُ أ َ نْظ ُرُ إل َى الص َّب ِي ِّ ف َأ َرَى مِنْ وَجْه ِهِا ل ْب ِشْرَ وَ ال ْ حَيَاءَ ، وَأ َنَا أ َ نْظ ُرُ إ ل َيْهِ<br />
ا ل ْيَوْمَ ف َل َا أ َرَى ذ َ لِكَ فِي وَجْه ِهِ .<br />
ث ُ م َّ تَك َل َّمَ بَعْدَ ذ َلِكَ ب ِوَ صَايَا وَعِظ َاتٍ تَصَو َّرْتُهَا ، وَأ َذ ْهَل َن ِي ا لس ُّرُو رُ عَنْ حِف ْظِهَا وَوَدِدْت أ َن ِّي ل َوْ حَفِظ ْتهَا .<br />
ف َل َمْ يَبْدَأ ْ ب ِشَيْءٍ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َبْ ل َ ا ل ْوَ صِي َّةِ ب ِال ْ حَيَاءِ مِنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ، وَجَعَ ل َ مَا سَل َبَهُ الص َّب ِي ُّ مِنْا ل ْب ِشْر ِ<br />
وَ ال ْ حَيَاءِ سَبَبًا لِتَغَي ُّر ِ الن َّا س ِ ، وَخَص َّ الص َّب ِي َّ ؛ لِأ َن َّ مَا يَأ ْ تِيهِ ب ِا لط َّبْع ِ مِنْ غ َيْر ِ تَك َل ُّفٍ .<br />
ف َصَل َّى ا لل َّهَ وَسَلِمْ عَل َى مَنْ هَدَى أ ُم َّتَهُ ، وَ تَابَعَ إنْذ َارَهَا ،<br />
وَق َط َعَ أ َعْذ َارَهَا ، وَ أ َوْ صَ ل َ تَأ ْدِيبَهَا ، وَحَفِظ َ تَهْذِ يبَهَا ، وَجَعَ ل َ لِك ُ ل ِّ عَصْر ٍ حَظًّا مِنْ زَوَاج ِر ِهِ ، وَ نَصِيبًا مِنْ أ َوَ امِر ِهِ<br />
أ َعَا نَنَا ا لل َّهُ عَل َى ق َبُولِهَا ب ِا ل ْعَمَ ل ِ ، وَعَل َى اسْتِدَ امَتِهَا ب ِالت َّوْفِيق ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ أ َن َّ عَل ْق َمَة َ بْنَ عُل َا ث َة َ ق َال َ<br />
.<br />
:<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ عِظ ْن ِي .<br />
ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } اسْتَ ح ِ مِنْ ا لل َّهِ تَعَا ل َى اسْتِ حْيَاءَك مِنْ ذ َو ِي ا ل ْهَيْبَةِ مِنْ ق َوْمِك { .<br />
وَهَذ َا ال ْ حَيَاءُ يَك ُون ُ مِنْ ق ُو َّةِ الد َّ يْن ِ وَ صِ ح َّةِ ا ل ْيَقِين ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
قِل َّة ُ ال ْ حَيَاءِ ك ُف ْرٌ : }<br />
. {<br />
:<br />
يَعْن ِي مِنْ ا لل َّهِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ مُ خَا ل َف َةِ أ َوَ امِر ِهِ .<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ال ْ حَيَاءُ ن ِظ َامُ ا ل ْإ ِيمَانِ ف َإ ِذ َا انْحَ ل َّ ن ِظ َامُ ا لش َّيْءِ تَبَد َّدَ مَا فِيهِ وَتَف َر َّ قَ { .<br />
وَأ َم َّا حَيَاؤُهُ مِنْ ا لن َّا س ِ ف َيَك ُون ُ ب ِك َف ِّ ال ْأ َذ َى وَ تَرْكِ ا ل ْمُجَاهَرَةِ ب ِا ل ْق َب ِي ح ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
مَنْ ات َّق َى ا لل َّهَ ات َّق َى ا لن َّا سَ<br />
. {<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ حُذ َيْف َة َ بْنَ ا ل ْيَمَانِ أ َتَى ال ْ جُمُعَة َ ف َوَجَدَ ا لن َّا سَ ق َدْا نْصَرَف ُو ا ف َتَنْك َب َّ ا لط َّر ِ يقَ عَنْ ا لن َّا س ِ ، وَق َال َ<br />
ل َا يَسْتَحِي مِنْ ا لن َّا س ِ .<br />
ل َا خَيْرَ فِيمَنْ :<br />
وَق َال َ بَش َّا رُ بْنُ بُرْدٍ : وَ ل َق َدْ أ َ صْر ِفُ ال ْف ُؤَادَ عَنْ الش َّيْءِ حَيَاءً وَحُب ُّهُ فِي الس َّوَادِ أ ُمْسِكُ ا لن َّف ْسَ ب ِا ل ْعَف َافِ وَأ ُمْسِي ذ َاكِرًا<br />
فِي غ َدٍ حَدِيث َ ال ْأ َعَادِي وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ال ْ حَيَاءِ ق َدْ يَك ُون ُ مِنْ ك َمَال ِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَحُب ِّ ا لث َّنَاءِ<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَنْ أ َل ْق َى ج ِل ْبَابَ ا ل ْحَيَاءِ ف َل َا غِيبَة َ ل َهُ<br />
يَعْن ِي -وَا َلل َّهُ أ َعْل َمُ<br />
وَرَوَى ا ل ْحَسَنُ عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ<br />
وَمَ جْلِسُهُ وَإ ِ ل ْف ُهُ وَجَلِيسُهُ { .<br />
.<br />
. {<br />
} :<br />
:<br />
- لِقِل َّةِ مُرُوءَ تِهِ ، وَظ ُهُور ِ شَهْوَ تِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَرُب َّ ق َب ِي حَةٍ مَا حَال َ بَيْن ِي<br />
ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
إن َّ مُرُوءَة َ الر َّجُ ل ِ مَمْشَاهُ وَمَدْخَل ُهُ وَمَ خْرَجُهُ<br />
:<br />
وَ بَيْنَ رُك ُوب ِهَا إل َّا ال ْ حَيَاءُ إذ َا رُز ِ قَ ال ْف َتَى وَجْهًا وَق َاحًا تَق َل َّبَ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ك َمَا يَشَاءُ وَق َال َ آخَرُ إذ َا ل َمْ تَصُنْ عِرْضًا وَ ل َمْ<br />
تَخْشَ خَالِق ًا وَتَسْتَحِي مَخْل ُوق ًا ف َمَا شِئ ْت ف َاصْنَعْ وَأ َم َّا حَيَاؤُهُ مِنْ نَف ْسِهِ ف َيَك ُون ُ ب ِا ل ْعِف َّةِ وَصِيَا نَةِ ال ْخَل َوَا ِت .
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : لِيَك ُنْ اسْتِحْيَاؤُك مِنْ نَف ْسِك أ َك ْث َرَ مِنْاسْتِ حْيَائِك مِنْ غ َيْر ِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَدَعَا ق َوْمٌ رَجُل ًا ك َان َ يَأ ْ ل َفُ عِشْرَ تَهُمْ ، ف َل َمْ يُج ِبْهُمْ ، وَق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
مَنْ عَمِ ل َ فِي ا لس ِّر ِّ عَمَل ًا يَسْتَحِي مِنْهُ فِي ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ ف َل َيْسَ لِنَف ْسِهِ عِنْدَهُ ق َدْ رٌ .<br />
: إن ِّي دَخَل ْت ال ْبَار ِحَة َ فِيا ل ْأ َرْ بَعِينَ وَأ َنَا أ َسْتَحِي مِنْ سِن ِي .<br />
ف َسِر ِّي ك َإ ِعْل َان ِي وَ تِل ْكَ خَلِيق َتِي وَظ ُل ْمَة ُ ل َيْلِي مِث ْ ل ُ ضَوْءِ نَهَار ِي وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ال ْ حَيَاءِ ق َدْ يَك ُون ُ<br />
مِنْ ف َضِيل َةِ ا لن َّف ْس ِ وَحُسْن ِ الس َّر ِ يرَةِ .<br />
ف َمَتَى ك َمُ ل َ حَيَاءُ ال ْإ ِنْسَانِ مِنْ وُجُوهِهِ الث َّل َا ث َةِ ، ف َق َدْ ك َمُل َتْ فِيهِ أ َسْبَابُ ال ْ خَيْر ِ ، وَ انْتَف َتْ عَنْهُ أ َسْبَابُ ا لش َّر ِّ ، وَ صَارَ<br />
ب ِا ل ْف َضْ ل ِ مَشْهُورًا ، وَ ب ِا ل ْ جَمِي ل ِ مَذ ْك ُورًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَإ ِن ِّي لِيُث ْن ِيَن ِي عَنْ ال ْ جَهْ ل ِ وَال ْخَنَى وَعَنْ شَتْم ِ ذِي ال ْق ُرْبَى خَل َا ئِقُ أ َرْ بَعُ حَيَاءٌوَإ ِ سْل َامٌ وَ تَق ْوَى<br />
وَط َاعَة ٌ لِرَب ِّي وَمِث ْلِي مَنْ يَضُر ُّ وَ يَنْف َعُ وَ إ ِن ْ أ َخَ ل َّ ب ِأ َحَدِ وُجُوهِ ال ْ حَيَاءِ ل َ حِق َهُ مِنْ الن َّق ْص ِ ب ِإ ِخْل َا لِهِ ب ِق َدْر ِ مَا ك َان َ يَل ْ حَق ُهُ مِنْ<br />
ا ل ْف َضْ ل ِ ب ِك َمَا لِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لر ِّ يَاشِي ُّ<br />
:<br />
يُق َال ُ أ َن َّ أ َبَا بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يقَ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ك َان َ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َا ا لش َّعْر ِ :وَ حَا جَة ٌ دُون َ أ ُخْرَى ق َدْ سَ خَتْ<br />
ل َهَا جَعَل ْتُهَا لِل َّتِي أ َخْف َيْتُ عُنْوَانَا إن ِّي ك َأ َن ِّي أ َرَى مَنْ ل َا حَيَاءَ ل َهُ وَل َا أ َمَا نَة َ وَسْط َ ا ل ْق َوْم ِ عُرْ يَانَا<br />
ال ْحِل ْمُ وَا ل ْغَضَبُ ال ْف َصْل ُ ا لر َّ اب ِعُ فِي ال ْ حِل ْم ِ وَا ل ْغَضَب ِ<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
رَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ حَار ِثٍا ل ْه ِل َا لِي ُّ } أ َن َّ ج ِبْر ِي ل َ نَزَل َ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ<br />
يَا مُ حَم َّدُ إن ِّي أ َتَيْتُك ب ِمَك َار ِم ِ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ فِي الد ُّنْيَا وَ ال ْ آخِرَةِ<br />
:<br />
} خُذ ْا ل ْعَف ْوَ وَأ ْمُرْ ب ِال ْعُرْفِ<br />
وَ أ َعْر ِضْ عَنْ ال ْ جَاهِلِينَ { .<br />
وَرَوَى سُف ْيَان ُ بْنُ عُيَيْنَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ حِينَ نَزَ ل َتْ هَذِهِ ال ْ آ يَة ُ ق َال َ : يَا ج ِبْر ِ ي ل ُ مَا هَذ َا ق َال َ : ل َا أ َدْر ِي<br />
حَت َّى أ َسْأ َل َ ا ل ْعَالِمَ .<br />
ث ُ م َّ عَادَ ج ِبْر ِي ل ُ ، وَق َال َ<br />
:<br />
يَا مُ حَم َّدُ إن َّ رَب َّك يَأ ْمُرُك أ َن ْ تَصِ ل َ مَنْ ق َط َعَك ، وَ تُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ ، وَ تَعْف ُوَ عَم َّنْ ظ َل َمَكَ<br />
{<br />
.<br />
وَرَوَى هِ شَامٌ عَنْ ال ْ حَسَن ِ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
خَرَجَ مِنْ مَنْز ِ لِهِ ق َال َ<br />
:<br />
: ا لل َّهُ م َّ إن ِّي تَصَد َّق ْتُ ب ِعِرْضِي عَل َى عِبَادِك { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : }<br />
وَق َال َ عَل َيْهِ ا لص َّل َاة ُ وَالس َّل َامُ مَنْ حَلِمَ سَادَ ، وَمَنْ تَف َه َّمَ ازْدَ ادَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
} :<br />
} أ َ يَعْ ج ِزُ أ َحَدُك ُمْ أ َن ْ يَك ُون َ ك َأ َب ِي ضَمْضَم ٍ ك َان َ إذ َا<br />
إن َّ ا لل َّهَ يُحِب ُّ ال ْ حَلِيمَ ال ْ حَي ِي َّ ، وَ يُبْغِضُ ا ل ْف َاحِشَ ال ْبَذِيءُ { .<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
مَنْ غ َرَ سَ شَ جَرَة َال ْ حِل ْم ِ اجْتَنَى ث َمَرَة َ ا لس ِّل ْم ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَا ذ َ ب ٌّ عَنْ ا ل ْأ َعْرَاض ِ ك َالص َّف ْ ح ِ وَال ْإ ِعْرَاض ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : أ ُحِب ُّ مَك َار ِمَ ال ْأ َخْل َاق ِ جَهْدِي وَ أ َك ْرَهُ أ َن ْ أ َعِيبَ وَ أ َن ْ أ ُعَابَا وَ أ َ صْف َ حُ عَنْ سِبَاب ِ ا لن َّا س ِ حِل ْمًا وَشَر ُّ<br />
ا لن َّا س ِ مَنْ يَهْوَى الس ِّبَابَا وَمَنْ هَابَ الر ِّجَال َ تَهَي َّبُوهُ وَمَنْ حَق َرَ ا لر ِّجَال َ ف َل َنْ يُهَابَا ف َا ل ْ حِ ل ْمُ مِنْ أ َشْرَفِا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَأ َحَق ِّهَا<br />
ب ِذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ سَل َامَةِ ا ل ْعِرْض ِ وَرَاحَةِ ا ل ْجَسَدِ وَ اجْتِل َاب ِا ل ْ حَمْدِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ - : أ َو َّل ُ عِوَض ِ ال ْ حَلِيم ِ عَنْ حِل ْمِهِ أ َن َّ ا لن َّا سَ أ َ نْصَا رُهُ .<br />
وَحَدُا ل ْ حِل ْم ِ ضَبْط ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ<br />
هَيَ جَانِ ا ل ْغَضَب ِ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ عَنْ بَاعِثٍ وَسَبَب ٍ .
:<br />
وَ أ َسْبَابُا ل ْ حِل ْم ِ ال ْبَاعِث َة ُ عَل َى ضَبْطِ ا لن َّف ْس ِ عَشَرَة ٌ : أ َحَدُهَا : ا لر َّحْمَة ُ لِل ْجُه َّال ِ وَذ َ لِكَ مِنْ خَيْر ٍ يُوَ افِقُ ر ِق َّة ً .<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مِنْ أ َوْك َدِا ل ْ حِل ْم ِ رَحْمَة ُ ال ْ جُه َّال ِ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ اءِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ لِرَجُ ل ٍ أ َسْمَعَهُ ك َل َامًا يَا هَذ َا ل َا تُغْر ِق َن َّ فِي سَب ِّنَا ، وَدَ عْ لِلص ُّل ْ ح ِ مَوْضِعًا ، ف َإ ِن َّا ل َا<br />
نُك َافِئ ُ مَنْ عَصَى ا لل َّهَ فِينَا ب ِأ َك ْث َرَ مِنْ أ َن ْ نُطِيعَ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ فِيهِ .<br />
شِف َاءً<br />
وَشَتَمَ رَجُ ل ٌ الش َّعْب ِي َّ ف َق َال َ إن ْ ك ُنْت مَا ق ُل ْت ف َغَف َرَ ا لل َّهُ لِي ، وَ إ ِن ْ ل َمْ أ َك ُنْ ك َمَا ق ُل ْت ف َغَف َرَ ا لل َّهُ ل َك .<br />
وَاغ ْتَاظ َتْ عَائِشَة ُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا عَل َى خَادِم ٍ ل َهَا ث ُ م َّ رَجَعَتْ إل َى نَف ْسِهَا ف َق َال َتْ لِل َّهِ دَ ر ُّ الت َّق ْوَى مَا تَرَك َتْ لِذِي غ َيْظٍ<br />
:<br />
.<br />
وَق َس َّمَ مُعَاو ِ يَة ُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ قِط َاف ًا ف َأ َعْط َى شَيْخًا مِنْ أ َهْ ل ِ دِمَشْقَ ق َطِيف َة ً ف َل َمْ تُعْج ِبْهُ ، ف َ حَل َفَ أ َن ْ يَضْر ِبَ ب ِهَا رَأ ْ سَ<br />
مُعَاو ِ يَة َ .<br />
ف َأ َتَاهُ ف َأ َخْبَرَهُ ف َق َال َ ل َهُ مُعَاو ِ يَة ُ : أ َوْفِ ب ِنَذ ْر ِك وَل ْيَرْف ُقْ ا لش َّيْ خُ ب ِالش َّيْ خ ِ .<br />
: وَالث َّان ِي<br />
مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ ا ل ْق ُدْ رَة ُ عَل َى ا لِا نْتِصَار ِ وَذ َ لِكَ<br />
مِنْ سَعَةِ الص َّدْر ِ وَحُسْن ِ ا لث ِّق َةِ .<br />
} :<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إذ َا ق َدَرْت عَل َى عَدُو ِّك ف َاجْعَل ْ ا ل ْعَف ْوَ شُك ْرًا لِل ْق ُدْرَةِ عَل َيْهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ل َيْسَ مِنْ ال ْك َرَم ِ عُق ُو بَة ُ مَنْ ل َا يَج ِدْ امْتِنَاعًا مِنْ ا لس َّط ْوَةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
: أ َحْسَنُ ا ل ْمَك َار ِم ِ عَف ْوُ ا ل ْمُق ْتَدِر ِ ، وُجُودُا ل ْمُف ْتَقِر ِ .<br />
وَالث َّالِث ُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ : ا لت َّرَف ُّعُ عَنْ الس ِّبَاب ِ وَذ َلِكَ مِنْ شَرَفِ ا لن َّف ْس ِ وَعُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ .<br />
ك َمَا ق َال َتْ ال ْ حُك َمَاءُ : شَرَفُ ا لن َّف ْس ِ أ َن ْ تَ حْمِ ل َ ا ل ْمَك َار ِهَ ك َمَا تَ حْمِ ل ُ ا ل ْمَك َار ِمَ<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
. {<br />
.<br />
:<br />
:<br />
: وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى سَم َّى يَحْيَى عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ سَي ِّدًا لِ حِل ْمِهِ .<br />
ل َا يَبْل ُغ ُ ا ل ْمَ جْدَأ َق ْوَ امٌ<br />
وَ إ ِن ْ ك َرَمُو ا حَت َّى يَذِ ل ُّو ا وَ إ ِن ْ عَز ُّوا لِأ َق ْوَ ام ِ وَ يَشْتُمُو ا ف َتَى ال ْأ َل ْوَانِ مُسْفِرَة ً ل َا صَف ْ حَ ذ ُل ٍّ وَل َكِنْ صَف ْ حَ أ َحْل َام ِ وَالر َّاب ِعُ مِنْ<br />
أ َسْبَا ب ِهِ :ا لِاسْتِهَا نَة ُ ب ِا ل ْمُسِيءِ وَذ َلِكَ عَنْ ضَرْب ٍ مِنْ ال ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ ، مَا حُكِيَ عَنْ مُصْعَب ِ بْن ِ ا لز ُّ بَيْر ِ أ َ ن َّهُ ل َم َّا وَ لِيَ<br />
ا ل ْعِرَا قَ جَل َسَ يَوْمًا لِعَط َاءِ ال ْجُنْدِ وَ أ َمَرَ مُنَادِ يَهُ ف َنَادَى أ َ يْنَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوز ٍ ، وَهُوَ ال َّذِي ق َتَ ل َ أ َ بَاهُا لز ُّ بَيْرُ ، ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
أ َي ُّهَا ا ل ْأ َمِيرُ إ ن َّهُ ق َدْ تَبَاعَدَ فِيا ل ْأ َرْض ِ .<br />
ف َق َال َ أ َوَ يَظ ُن ُّ ا ل ْجَاهِ ل ُ أ َن ِّي أ ُقِيدُهُ ب ِأ َب ِي عَبْدِ ا لل َّهِ ؟ ف َل ْيَظ ْهَرْ آمِنًا لِيَأ ْخُذ َ عَط َاءَهُ مُوَف َّرًا .<br />
:<br />
:<br />
ف َعَد َّ ا لن َّا سُ ذ َ لِكَ مِنْ مُسْتَ حْسَن ِا ل ْكِبْر ِ .<br />
:<br />
وَمِث ْ ل ُ ذ َلِكَ ق َوْل ُ بَعْض ِ الز ُّعَمَاءِ فِي شِعْر ِهِ أ َوَك ُل َّمَا ط َن َّ ا لذ ُّ بَابُ ط َرَدْ تُهُ إن َّ ا لذ ُّ بَابَ إذ ًا عَل َي َّ ك َر ِيمُ وَ أ َك ْث َرُ رَجُ ل ٌ مِنْ<br />
سَب ِّ ال ْأ َحْنَفِ وَهُوَ ل َا يُ ج ِيبُهُ ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ مَا مَنَعَهُ مِنْ جَوَ اب ِي إل َّا هَوَ ان ِي عَل َيْهِ<br />
وَفِي مِث ْلِهِ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ<br />
ف َق َال َ ل َهُ الر َّجُ ل ُ<br />
ف َق َال َ ل َهُ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
إي َّاكَ أ َعَنَى .<br />
وَعَنْك أ ُعْر ِضْ .<br />
وَفِي مِث ْلِهِ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ<br />
:<br />
: نَجَا ب ِكَ ل ُؤْمُكَ مَنْجَى ا لذ ُّ بَاب ِ حَمَتْهُ مَق َاذِ يرُهُ أ َن ْ يُنَال َا وَأ َسْمَعَ رَ جُ ل ٌ ا بْنَ هُبَيْرَة َ ف َأ َعْرَضَ عَنْهُ<br />
ف َاذ ْهَبْ ف َأ َنْتَ ط َلِيقُ عِرْ ضِكَ إ ن َّهُ عِرْ ضٌ عَزَزْتَ ب ِهِ وَ أ َ نْتَ ذ َ لِي ل ُ وَق َال َ عَمْرُو بْنُ عَلِي ٍّ<br />
نَط َقَ ا لس َّفِيهُ ف َل َا تُ ج ِبْهُ ف َخَيْرٌ مِنْ إجَا بَتِهِ ا لس ُّك ُوتُ سَك َت ُّ عَنْ الس َّفِيهِ ف َظ َن َّ أ َن ِّي عَي ِيتُ عَنْ ال ْجَوَاب ِ وَمَا عَي ِيتُ<br />
وَ ال ْ خَامِسُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ :الِاسْتِ حْيَاءُ مِنْ جَزَ اءِ ال ْجَوَا ِب .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ صِيَا نَةِ الن َّف ْس ِ وَك َمَال ِ ا ل ْمُرُوءَةِ .<br />
إذ َا :
:<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : احْتِمَال ُ ا لس َّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ الت َّحَل ِّي ب ِصُورَتِهِ ، وَال ْإ ِغ ْضَاءُ عَنْ ا ل ْجَاهِ ل ِخَيْرٌ مِنْ مُشَاك َل َتِهِ .<br />
مَا أ َف ْحَشَ حَلِي مٌ وَل َا أ َوْحَشَ ك َر ِيمٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ وَق ُل ْ لِبَن ِي سَعْدٍ ف َمَا لِي وَمَا ل َك ُمْ<br />
وَق َال َ ل َقِيط ُ بْنُ زُرَارَة َ تُر ِق ُّون َ مِن ِّي مَا اسْتَط َعْتُمْ وَ أ َعْتِقُ أ َغ َر َّك ُمْ أ َن ِّي ب ِأ َحْسَن ِ شِيمَةٍ بَصِيرٌ وَأ َن ِّي ب ِا ل ْف َوَاحِش ِ أ َخْرَ قُ وَإ ِن ْ تَكُ ق َدْ ف َاحَشْتَن ِي ف َق َهَرْتَن ِي<br />
هَن ِيئ ًا مَر ِيئ ًا أ َ نْتَ ب ِال ْف ُحْش ِ أ َحْذ َ قُ .<br />
وَ الس َّادِ سُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ : الت َّف َض ُّ ل ُ عَل َى الس ِّبَاب ِ .<br />
ف َهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ا ل ْك َرَم ِ وَحُب ِّ ا لت َّأ َ ل ُّفِ ، ك َمَا قِي ل َلِل ْإ ِسْك َنْدَر ِ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
إن َّ ف ُل َانًا وَف ُل َا نًا يُنْقِصَا ن ِك وَ يَث ْل ُبَا ن ِكَ ف َل َوْ عَاق َبْتَهُمَا<br />
.<br />
:<br />
هُمَا بَعْدَ ا ل ْعُق ُو بَةِ أ َعْذ َرُ فِي تَنَق ُّصِي وَث َل ْب ِي .<br />
ف َك َان َ هَذ َا تَف َض ُّل ًا مِنْهُ وَتَأ َل ُّف ًا .<br />
وَق َدْ حُكِيَ عَنْ ا ل ْأ َحْنَفِ بْن ِ ق َيْس ٍ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
مَا عَادَان ِي أ َحَدٌ ق َط ُّ إل َّا أ َخَذ ْت فِي أ َمْر ِهِ ب ِإ ِحْدَى ث َل َاثِ خِصَال ٍ<br />
أ َعْل َى مِن ِّي عَرَف ْت ل َهُ ق َدْرَهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ دُون ِي رَف َعْت ق َدْر ِي عَنْهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ نَظِير ِي تَف َض َّل ْت عَل َيْهِ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
إن ْ ك َان َ<br />
ف َأ َخَذ َهُ ال ْ خَلِي ل ُ ، ف َنَظ َمَهُ شِعْرًا ف َق َال َ : سَأ ُ ل ْز ِمُ نَف ْسِي ا لص َّف ْ حَ عَنْ ك ُ ل ِّ مُذ ْ ن ِب ٍ وَ إ ِن ْ ك َث ُرَتْ مِنْهُ إل َي َّ ال ْ جَرَ ائِمُ ف َمَا ا لن َّا سُ إل َّا<br />
وَ احِ دٌ مِنْ ث َل َا ث َةٍ شَر ِ يفٌوَمَ شْرُوفٌ وَمِث ْ ٌل مُق َاو ِمُ ف َأ َم َّا ال َّذِي ف َوْقِي ف َأ َعْر ِفُ ق َدْرَهُ وَ أ َ تْبَعُ فِيهِ ال ْ حَق َّ وَ ال ْ حَق ُّ ل َاز ِمُ وَأ َم َّا ال َّذِي<br />
دُون ِي ف َأ َحْل ُمُ دَائِبًا أ َ صُون ُ ب ِهِ عِرْضِي وَ إ ِن ْ ل َامَ ل َا ئِمُ وَأ َم َّا ال َّذِي مِث ْلِي ف َإ ِن ْ زَل َّ أ َوْ هَف َا تَف َض َّل ْت إن َّ ال ْف َضْ ل َ ب ِا ل ْف َ خْر ِ حَاكِمُ .<br />
وَ الس َّا ب ِعُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ اسْتِنْك َافُ الس ِّبَاب ِ وَق َط ْعُ الس ِّبَاب ِ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ال ْ حَزْم ِ ، ك َمَا حُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ لِضِرَار ِ بْن ِ ال ْق َعْق َا ِع<br />
ف َق َال َ ل َهُ ضِرَ ا رٌ<br />
:وَا َلل َّهِ ل َوْ ق ُل ْت عَشْرًا ل َمْ تَسْمَعْ وَ احِدَة ً .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ عَلِي َّ بْنَ أ َب ِي ط َالِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ ق َال َ لِعَامِر ِ بْن ِ مُر َّة َا لز ُّهْر ِي ِّ<br />
أ َعْق َ ل ُ الن َّا س ِ .<br />
ق َال َ<br />
:<br />
: صَدَق ْت ، ف َمَنْ أ َعْق َ ل ُ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال َ مَنْ ل َمْ يَتَجَاوَزْ الص َّمْتَ فِي عُق ُو بَةِ ا ل ْجُه َّال ِ .<br />
وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />
: وَا َ لل َّهِ ل َوْ ق ُل ْت وَ احِدَة ً ل َسَمِعْت عَشْرًا .<br />
مَنْ أ َحْمَقُ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
مَا أ َدْرَك ْت أ ُم ِّي :<br />
:<br />
ف َأ َبَر ُّهَا ، وَل َكِنْ ل َا أ َسُب ُّ أ َحَدًا ف َيَسُب ُّهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ فِي إعْرَاضِك صَوْن ُ أ َعْرَا ضِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
نَدَ امَة ٌ ك َمَا نَدِمَ ا ل ْمَغْبُون ُ ل َم َّا تَف َر َّق َا وَق َال َ آخَرُ<br />
وَالث َّامِنُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ<br />
:<br />
مَنْ ظ َن َّ أ َ ن َّهُ<br />
وَفِيا ل ْ حِل ْم ِ رَدْ عٌ لِلس َّفِيهِ عَنْ ال ْأ َذ َى وَفِيا ل ْخَرْ ق ِإغ ْرَ اءٌ ف َل َا تَكُ أ َخْرَق َا ف َتَنْدَمَ إذ ْ ل َا تَنْف َعَن َّكَ<br />
: ال ْخَوْفُ مِنْ ا ل ْعُق ُو بَةِ عَل َى ال ْجَوَا ِب .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ضَعْفِ الن َّف ْس ِ وَرُب َّمَا أ َوْجَبَهُا لر َّأ ْيُ وَ اق ْتَضَاهُ ال ْحَزْمُ<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
وَالت َّاسِعُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
ال ْحِل ْمُ حِجَابُ ا ل ْ آف َاتِ .<br />
ق ُل ْ مَا بَدَا ل َك مِنْ زُور ٍ وَمِنْ ك َذِب ِ حِل ْمِي أ َصَم ُّ وَأ ُذ ْن ِي غ َيْرُ صَم َّاءِ .<br />
: ا ُرْف ُقْ إذ َا خِف ْتَ مِنْ ذِي هَف ْوَةٍ خَرَق ًا ل َيْسَ ال ْ حَلِيمُ ك َمَنْ فِي أ َمْر ِهِ خَرَ قُ .<br />
: ا لر ِّعَا يَة ُ لِيَدٍ سَا لِف َةٍ ، وَحُرْمَةٍ ل َاز ِمَةٍ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ا ل ْوَف َاءِ وَحُسْن ِا ل ْعَهْدِ ، وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : أ َك ْرَمُ ا لش ِّيَم ِ أ َرْعَاهَا لِلذ ِّمَم ِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إن َّ ا ل ْوَف َاءَ عَل َى ا ل ْك َر ِيم ِف َر ِ ي ضَة ٌ وَالل ُّؤْمُمَق ْرُون ٌ ب ِذِي ال ْإ ِخْل َافِ وَتَرَى ا ل ْك َر ِيمَ لِمَنْ يُعَاشِرُ مُنْصِف ًا وَتَرَى
ا لل َّئِيمَ مُ جَا ن ِبَ ال ْإ ِنْصَافِ .<br />
.<br />
وَال ْعَاشِرُ مِنْ أ َسْبَا ب ِهِ : ال ْمَك ْرُ وَ تَوَق ُّعُ ا ل ْف ُرَص ِ ال ْ خَل ْفِي َّةِ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ ا لد َّهَاءِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
مَنْ ظ َهَرَ غ َضَبُهُ ق َ ل َّ ك َيْدُهُ .<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : غ َضَبُ ال ْ جَاهِ ل ِ فِي ق َوْ لِهِ ، وَغ َضَبُ ا ل ْعَاقِ ل ِ فِي فِعْلِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ إذ َا سَك َت َّ عَنْ ال ْ جَاهِ ل ِ ف َق َدْ أ َوْسَعْتَهُ جَوَا بًا وَ أ َوْجَعْتَهُ عِق َا بًا .<br />
وَق َال َ إ يَا سُ بْنُ ق َتَادَة َ : تُعَاقِبُ أ َ يْدِ ينَا وَيَ حْل ُمُ رَأ ْيُنَا وَنَشْتُمُ ب ِا ل ْأ َف ْعَال ِ ل َا ب ِا لت َّك َل ُّم ِ وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَ ل َل ْك َف ُّ عَنْ شَتْم ِ<br />
ا لل َّئِيم ِ تَك َر ُّمًا أ َ ضَر ُّ ل َهُ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يَشْتُمُ .<br />
ف َهَذِهِ عَشْرَة ُ أ َسْبَاب ٍ تَدْعُو إل َى ال ْ حِل ْم ِ .<br />
وَ بَعْضُ ال ْأ َسْبَاب ِ أ َف ْضَ ل ُ مِنْ بَعْض ِ .<br />
وَ ل َيْسَ إذ َا ك َان َ بَعْضُ أ َسْبَا ب ِهِ<br />
مَف ْضُول ًا مَا يَق ْتَضِي أ َن ْ تَك ُون َ نَتِي جَتُهُ مِنْ ال ْ حِل ْم ِ مَذ ْمُومَة ً .<br />
وَأ َم َّا ال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ أ َن ْ يَدْعُوَهُ ل َل ْ حِل ْم ِ أ َف ْضَ ل ُ أ َسْبَا ب ِهِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْحِل ْمُ ك ُل ُّهُ ف َضْل ًا .<br />
وَ إ ِن ْ عَر ِيَ عَنْ أ َحَدِ هَذِهِ ال ْأ َسْبَاب ِ ك َان َ ذ ُلًّا وَ ل َمْ يَك ُنْ حِل ْمًا ، لِأ َن َّنَا ق َدْ ذ َك َرْنَا فِي حَ د ِّ ال ْحِل ْم ِ أ َ ن َّهُ ضَبْط ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ<br />
هَيَ جَانِ ا ل ْغَضَب ِ ، ف َإ ِذ َا ف َق َدَ ا ل ْغَضَبَ لِسَمَا ع ِ مَا يُغْضِبُ ك َان َ ذ َلِكَ مِنْ ذ ُل ِّ الن َّف ْس ِ وَقِل َّةِ ال ْ حَمِي َّةِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ حُك َمَاءُ : ث َل َاث َة ٌ ل َا يُعْرَف ُون َ إل َّا فِي ث َل َا ث َةِ مَوَ اطِنَ : ل َا يُعْرَفُال ْ جَوَ ادُ إل َّا فِيا ل ْعُسْرَةِ ، وَا لش ُّ جَا عُ إل َّا فِي ال ْ حَرْب ِ<br />
، وَ ال ْ حَلِيمُ إل َّا فِي ا ل ْغَضَب ِ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ ل َيْسَتْ ال ْأ َحْل َامُ فِي حَال ِ الر ِّضَى إن َّمَا ال ْأ َحْل َامُ فِي حَال ِ ا ل ْغَضَب ِ وَق َال َ آخَرُ مَنْ يَد َّعِي ال ْ حِل ْمَ أ َغ ْضِبْهُ<br />
لِتَعْر ِف َهُ ل َا يُعْرَفُ ال ْحِل ْمُ إل َّا سَاعَة َ ا ل ْغَضَب ِ وَأ َ نْشَ دَ ا لن َّا ب ِغَة ُ ال ْ جَعْدِي ُّ ب ِ حَضْرَةِ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَل َا خَيْرَ<br />
:<br />
فِي حِل ْم ٍ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ بَوَ ادِرُ تَحْمِي صَف ْوَهُ أ َن ْ يُك َد َّرَا وَل َا خَيْرَ فِي جَهْ ل ٍ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ حَلِي مٌ إذ َا مَا أ َوْرَدَ ال ْأ َمْرَ<br />
أ َصْدَرَا ف َل َمْ يُنْكِرْ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َوْ ل َهُ عَل َيْهِ<br />
.<br />
وَمَنْ ف َق َدَ ا ل ْغَضَبَ فِيا ل ْأ َشْيَاءِا ل ْمُغْضِبَةِ حَت َّىاسْتَوَتْ حَال َتَاهُ ق َبْ ل َ ال ْإ ِغ ْضَاب ِ وَ بَعْدَهُ ، ف َق َدْ عَ دِمَ مِنْ ف َضَائِ ل ِ الن َّف ْس ِ<br />
ا لش َّ جَاعَة َ ، وَا ل ْأ َ نَف َة َ ، وَ ال ْ حَمِي َّة َ ، وَا ل ْغَيْرَة َ ، وَ الد ِّف َا عَ ، وَا ل ْأ َخْذ َ ب ِا لث َّأ ْر ِ ؛ لِأ َن َّهَا خِ صَا ل ٌ مُرَك َّبَة ٌ مِنْ ا ل ْغَضَب ِ .<br />
ف َإ ِذ َا عَدِمَهَا ال ْإ ِنْسَان ُ هَان َ ب ِهَا وَل َمْ يَك ُنْ لِبَاقِي ف َضَا ئِلِهِ فِي ا لن ُّف ُو س ِ مَوْ ضِعٌ ، وَل َا لِوُف ُور ِ حِل ْمِهِ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ مَوْقِ ٌع .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: إذ َا ك َان َ ال ْحِل ْمُ مَف ْسَدَة ً ك َان َ ال ْعَف ْوُ مَعْ جَزَة ً .<br />
: ال ْعَف ْوُ يُف ْسِدُ مِنْ ا لل َّئِيم ِ ب ِق َدْر ِ إ صْل َاحِهِ مِنْ ال ْك َر ِيم ِ .<br />
وَق َال َ عَمْرُو بْنُ ا ل ْعَاص ِ : أ َك ْر ِمُو ا سُف َهَاءَك ُمْ ف َإ ِ ن َّهُمْ يَق ُونَك ُمْ<br />
ا ل ْعَارَ وَ الش َّنَارَ .<br />
وَق َال َ مُصْعَبُ بْنُ ا لز ُّبَيْر ِ : مَا ق َ ل َّ سُف َهَاءُ ق َوْم ٍ إل َّا ذ َل ُّوا .<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ<br />
:<br />
وَال ْحَرْبُ تَرْك َبُ رَأ ْسَهَا فِي مَشْهَدٍ عَدْل ُ ا لس َّفِيهِ ب ِهِ ب ِأ َ ل ْفِ حَلِيم ِ وَ ل َيْسَ هَذ َا ال ْق َوْل ُإغ ْرَ اءٌ<br />
ب ِتَحَك ُّم ِ ا ل ْغَضَب ِ وَا لِا نْقِيَادِ إ ل َيْهِ عِنْدَ حُدُوثِ مَا يُغْضِبُ ، ف َيَك ْسِبُ ب ِا لِا نْقِيَادِ لِل ْغَضَب ِ مِنْ الر َّذ َائِ ل ِ أ َك ْث َرَ مِم َّا يَسْل ُبُهُ عَدَمُ<br />
ا ل ْغَضَب ِ مِنْ ا ل ْف َضَائِ ل ِ .
وَل َكِنْ إذ َا ث َارَ ب ِهِ ا ل ْغَضَبُ عِنْدَ هُ جُوم ِ مَا يُغْضِبُهُ ك َف َّ سَوْرَ تَهُ ب ِ حَزْمِهِ ، وَ أ َط ْف َأ َ ث َائِرَ تَهُ ب ِ حِل ْمِهِ ، وَوَك َّ ل َ مَنْ اسْتَ حَق َّ<br />
ا ل ْمُق َا بَل َة َ إل َى غ َيْر ِهِ .<br />
وَ ل َمْ يَعْدَمْ مُسِيئ ًا مُك َافِيًا ك َمَا ل َمْ يَعْدَمْ مُحْسِنًا مُ جَاز ِيًا .<br />
: وَ ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ<br />
دَخَ ل َ بَيْتًا مَا أ ُخْر ِجَ مِنْهُ .<br />
:<br />
:<br />
أ َيْ إن ْ أ ُخْر ِجَ مِنْهُ خَيْرٌ دَخَل َهُ خَيْرٌ ، وَ إ ِن ْ أ ُخْر ِجَ مِنْهُ شَر ٌّ دَخَل َهُ شَر ٌّ .<br />
وَ أ َنْشَدَ ا بْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أ َب ِي حَاتِم ٍ إذ َا أ َمِنَ ال ْ جُه َّال ُ جَهْل َك مَر َّة ً ف َعِرْضُك لِل ْ جُه َّال ِغ ُنْ مٌ مِنْ ال ْغُنْم ِ ف َعَم ِّ عَل َيْهِ ال ْ حِل ْمَ<br />
وَ ال ْ جَهْ ل َ وَ ا ل ْقِهِ ب ِمَنْز ِ ل َةٍ بَيْنَ ا ل ْعَدَ اوَةِ وَ الس ِّل ْم ِ إذ َا أ َ نْتَ جَازَيْت الس َّفِيهَ ك َمَا جَزَى ف َأ َ نْتَ سَفِيهٌ مِث ْل ُهُ غ َيْرُ ذِي حِل ْم ِ وَل َا<br />
تُغْضِبَن َّ عِرْضَ الس َّفِيهِ وَدَار ِهِ ب ِ حِل ْم ٍ ف َإ ِن ْ أ َعْيَا عَل َيْك ُمْ ف َب ِالص َّرْم ِ ف َيَرْجُوك تَارَ اتٍ وَ يَخْشَاك تَارَة ً وَ يَأ ْخُذ ُ فِيمَا بَيْنَ ذ َلِكَ<br />
ب ِال ْ حَزْم ِ ف َإ ِن ْ ل َمْ تَج ِدْ بُدا مِنْ ال ْ جَهْ ل ِ ف َاسْتَعِنْ عَل َيْهِ ب ِجُه َّال ٍ ف َذ َ اكَ مِنْ ا ل ْعَزْم ِ وَهَذِهِ مِنْ أ َحْك َم ِ أ َ بْيَاتٍ وَجَدْتُهَا فِي تَدْب ِير ِ<br />
ال ْ حِل ْم ِ وَا ل ْغَضَب ِ .<br />
وَهَذ َاا لت َّدْ ب ِيرُ إن َّمَا يُسْتَعْمَ ل ُ فِيمَا ل َا يَج ِدُ ال ْإ ِنْسَان ُ بُدا مِنْ مُق َارَنَتِهِ ، وَل َا سَب ِي ل َ إل َى إط ْرَاحِهِ وَمُتَارَك َتِهِ ، إم َّا لِ خَوْفِ شَر ِّهِ<br />
أ َوْ لِل ُّزُوم ِ أ َمْر ِهِ .<br />
ف َأ َم َّا مَنْ أ َمْك َنَ إط ْرَاحُهُ وَل َمْ يَضُر َّ إ بْعَادُهُ ، ف َال ْهَوَان ُ ب ِهِ أ َوْل َى وَال ْإ ِعْرَاضُ عَنْهُ أ َ صْوَبُ .<br />
ف َإ ِذ َا ك َان َ عَل َى مَا وَ صَف ْتُ اسْتَف َادَ ب ِتَ حْر ِيكِ ا ل ْغَضَب ِ ف َضَا ئِل َهُ وَ أ َمِنَ ب ِك َف ِّ نَف ْسِهِ عَنْ ا لِا نْقِيَادِ ل َهُ<br />
رَذ َا ئِل َهُ ، وَ صَارَ ال ْحِل ْمُ مُدَب ِّرًا لِل ْأ ُمُور ِ ا ل ْمُغْضِبَةِ ب ِق َدْر ٍ ل َا يَعْتَر ِ يهِنَق ْصٌ ب ِعَدَم ِ ا ل ْغَضَب ِ ، وَل َا يَل ْ حَق ُهُز ِيَادَة ٌ ب ِف َق ْدِال ْ حِل ْم ِ .<br />
وَ ل َوْ عَزَبَ عَنْهُ ال ْحِل ْمُ حَت َّى ا نْق َادَ لِغَضَب ِهِ ضَ ل َّ عَنْهُ وَجْهُ الص َّوَاب ِ فِيهِ ، وَ ضَعُفَ رَأ ْ يُهُ عَنْ خِيرَةِ أ َسْبَا ب ِهِ وَدَوَ اعِيهِ ، حَت َّى<br />
يَصِيرَ بَلِيدَ ا لر َّأ ْي ِ ، مَغْمُورَ ا لر َّو ِ ي َّةِ ، مَق ْط ُو عَ ال ْحُ ج َّةِ ، مَسْل ُوبَ ال ْعَزَاءِ ، ق َلِي ل َ ال ْ حِيل َةِ ، مَعَ مَا يَنَا ل ُهُ مِنْ أ َ ث َر ِ ذ َلِكَ فِي<br />
نَف ْسِهِ وَجَسَدِهِ حَت َّى يَصِيرَ أ َ ضَر َّ عَل َيْهِ مِم َّا غ َضِبَ ل َهُ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ك َث ُرَ شَط َط ُهُ ك َث ُرَ غ َل َط ُهُ<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ سَل ْمَان َ ق َال َ لِعَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
.<br />
:<br />
مَا ال َّذِي يُبَاعِدُن ِي عَنْ غ َضَب ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ؟ ق َال َ<br />
: أ َق ْرَبُ مَا يَك ُون ُ ال ْعَبْدُ مِنْ غ َضَب ِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ، إذ َا غ َضِبَ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ عِظ ْن ِي .<br />
:<br />
مَنْ رَد َّ غ َضَبَهُ هَ د َّ مَنْ أ َغ ْضَبَهُ .<br />
مَا هَي َّ جَ جَأ ْشَك ك َغَيْظٍ أ َجَاشَكَ .<br />
ل َا تَغْضَبْ .<br />
ق َال َ ل َا تَغْضَبْ .<br />
ف َيَنْبَغِي لِذِي ا لل ُّب ِّ الس َّو ِي ِّ وَال ْ حَزْم ِ ا ل ْق َو ِي ِّ أ َن ْ يَتَل َق َّى ق ُو َّة َ ا ل ْغَضَب ِ ب ِ حِل ْمِهِ ف َيَصُد َّهَا ، وَ يُق َاب ِ ل َ دَوَ اعِيَ شِر َّ تِهِ ب ِ حَزْمِهِ<br />
ف َيَرُد ُّهَا ، لِيَحْظ َى ب ِأ َجَ ل ِّا ل ْخِبْرَةِ وَيَسْعَدَ ب ِ حَمِيدِ ا ل ْعَاقِبَةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ فِي إغ ْضَاب ِك رَاحَة ُ أ َعْصَا ب ِك .<br />
وَسَبَبُ ا ل ْغَضَب ِ هُ جُومُ مَا تَك ْرَهُهُ الن َّف ْسُ مِم َّنْ دُونَهَا ، وَسَبَبُ ال ْحُزْنِ هُ جُومُ مَا تَك ْرَهُهُ ا لن َّف ْسُ مِم َّنْ ف َوْق َهَا<br />
وَ ا ل ْغَضَبُ يَتَ حَر َّكُ مِنْ دَ اخِ ل ِ ال ْجَسَدِ إل َى خَار ِج ِهِ ،وَ ال ْ حُزْن ُ يَتَحَر َّك مِنْ خَار ِج ِ ا ل ْجَسَدِ إل َى دَاخِلِهِ<br />
.<br />
.<br />
ف َلِذ َ لِكَ ق َتَ ل َال ْ حُزْن ُ وَل َمْ يَق ْتُل ْ ا ل ْغَضَبُ لِبُرُوز ِ ا ل ْغَضَب ِ وَك ُمُونِ ال ْحُزْنِ .<br />
وَ صَارَ ال ْ حَادِث ُ عَنْ ا ل ْغَضَب ِ الس َّط ْوَة َ وَا لِا نْتِق َامَ لِبُرُوز ِهِ ، وَال ْحَادِث ُ عَنْ ال ْحُزْنِ ا ل ْمَرَضَ وَا ل ْأ َسْق َامَ لِك ُمُو ن ِهِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ أ َف ْضَىال ْ حُزْن ُ إل َىا ل ْمَوْتِ وَل َمْ يُفِضْ
إ ل َيْهِ ا ل ْغَضَبُ .<br />
ف َهَذ َا ف َرْ قٌ مَا بَيْنَ ال ْحُزْنِ وَ ا ل ْغَضَب ِ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِتَسْكِين ِ ا ل ْغَضَب ِ إذ َا هَجَمَ أ َسْبَا بًا يُسْتَعَان ُ ب ِهَا عَل َىا ل ْ حِل ْم ِ مِنْهَا<br />
:<br />
ال ْ خَوْفِ مِنْهُ ، وَ يَبْعَث ُهُ ال ْخَوْفُ مِنْهُ عَل َى ا لط َّاعَةِ ل َهُ ، ف َيَرْج ِعُ إل َى أ َدَ ب ِهِ وَ يَأ ْخُذ ُ ب ِنَدْ ب ِهِ .<br />
ف َعِنْدَ ذ َ لِكَ يَزُول ُ ا ل ْغَضَبُ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَاذ ْك ُرْ رَب َّك إذ َا نَسِيتَ<br />
وَق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
{<br />
} :<br />
: ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />
} :<br />
وَإ ِم َّا يَنْزَغ َن َّكَ مِنْ الش َّيْط َانِنَزْ غ ٌ ف َاسْتَعِذ ْ ب ِا َ لل َّهِ<br />
يَعْن ِي إذ َا غ َضِبْتَ .<br />
{<br />
إ ن َّهُ هُوَ الس َّمِيعُ ا ل ْعَلِيمُ يَعْن ِي أ َ ن َّهُ سَمِيعٌ ب ِجَهْ ل ِ مَنْ جَه ِ ل َ ، عَلِي مٌ ب ِمَا يُذ ْهِبُ عَنْك ا ل ْغَضَبَ .<br />
أ َن ْ يَذ ْك ُرَ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ ف َيَدْعُوهُ ذ َ لِكَ إل َى<br />
وَمَعْنَى ق َوْ لِهِ يَنْزَغ َن َّكَ أ َيْ يُغْضِبَن َّكَ ، ف َاسْتَعِذ ْ ب ِا َ لل َّهِ<br />
وَذ ُكِرَ أ َن َّ فِي الت َّوْرَ اةِ مَك ْتُوبًا يَا ا بْنَ آدَمَ ا ُذ ْك ُرْن ِي حِينَ تَغْضَبُ أ َذ ْك ُرُك حِينَ أ َغ ْضَبُ ، ف َل َا أ َمْحَق ُك فِيمَنْ أ َمْ حَقُ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ بَعْضَ مُل ُوكِ ال ْف ُرْس ِ ك َتَبَ كِتَا بًا وَدَف َعَهُ إل َى وَز ِ ير ٍ ل َهُ وَق َال َ : إذ َا غ َضِبْتُ ف َنَاو ِ ل ْن ِيهِ .<br />
وَك َان َ فِيهِ<br />
.<br />
:<br />
مَا ل َك وَ ا ل ْغَضَبُ إن َّمَا أ َنْتَ بَشَرٌ ، ارْحَمْ مَنْ فِي ال ْأ َرْض ِ يَرْحَمْك مَنْ فِي الس َّمَاءِ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ذ َك َرَ ق ُدْرَة َ ا لل َّهِ ل َمْ يَسْتَعْمِل ْ ق ُدْرَ تَهُ فِي ظ ُل ْم ِ عِبَادِ ا لل َّهِ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مُسْلِم ِ بْن ِ مُ حَار ِب ٍ لِهَارُون َ ا لر َّشِيدِ يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ أ َسْأ َل ُك ب ِا َل َّذِي أ َنْتَ بَيْنَ يَدَ يْهِ أ َذ َل ُّ مِن ِّي بَيْنَ<br />
يَدَيْك ، وَب ِا َل َّذِي هُوَ أ َق ْدَرُ عَل َى عِق َاب ِك مِنْك عَل َى عِق َاب ِي ل َمَا عَف َوْتَ عَن ِّي .<br />
ف َعَف َا عَنْهُ ل َم َّا ذ َك َّرَهُ ق ُدْرَة َ ا لل َّهِ تَعَال َى .<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ } رَجُل ًا شَك َا إل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَا ل ْق َسْوَة َ ف َق َال َ : اط َّلِعْ فِي ا ل ْق ُبُور ِ وَ اعْتَب ِرْ ب ِا لن ُّشُور ِ { .<br />
وَك َان َ بَعْضُ مُل ُوكِ ا لط َّوَ ا ئِفِ إذ َا غ َضِبَ أ ُل ْقِيَ عِنْدَهُ مَف َا تِي حُ تُرَب ِ ا ل ْمُل ُوكِ ف َيَزُول ُ غ َضَبُهُ ، وَلِذ َلِكَ ق َال َ عُمَرُ رَضِيَ ا لل َّهُ<br />
عَنْهُ<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ أ َك ْث َرَ مِنْ ذِك ْر ِ ا ل ْمَوْتِ رَ ضِيَ مِنْ الد ُّنْيَا ب ِا ل ْيَسِير ِ .<br />
أ َن ْ يَنْتَقِ ل َ عَنْ<br />
ال ْ حَا ل َةِ ال َّتِي هُوَ فِيهَا إل َى حَا ل َةٍ غ َيْر ِهَا ، ف َيَزُول ُ عَنْهُ ا ل ْغَضَبُ ب ِتَغَي ُّر ِ ال ْأ َحْوَ ال ِ وَا لت َّنَق ُّ ل ِ مِنْ حَال ٍ إل َى حَال ٍ .<br />
وَك َان َ هَذ َا مَذ ْهَبَ ا ل ْمَأ ْمُونِ إذ َا غ َضِبَ أ َوْ شُتِمَ .<br />
وَك َانَتْا ل ْف ُرْ سُ تَق ُول ُ<br />
وَمِنْهَا<br />
: إذ َا غ َضِبَ ا ل ْق َائِمُ ف َل ْيَجْلِسْ وَإ ِذ َا غ َضِبَ ال ْجَالِسُ ف َل ْيَق ُمْ .<br />
أ َن ْ يَتَذ َك َّرَ مَا يَئ ُول ُ إ ل َيْهِ ا ل ْغَضَبُ مِنْ ا لن َّدَم ِ وَمَذ َم َّةِ ا لِا نْتِق َام ِ .<br />
وَك َتَبَ إبْرُو ِيزُ إل َى ا بْن ِهِ شِيرَوَ يْهِ<br />
:<br />
إن َّ ك َلِمَة ً مِنْك تَسْفِكُ دَمًا وَأ ُخْرَى مِنْك تَ حْقِنُ دَمًا ، وَ إ ِن َّ نَف َاذ َ أ َمْر ِك مَعَ ك َل َامِك ،<br />
ف َاحْتَر ِ سْ ، فِي غ َضَب ِك ، مِنْ ق َوْلِك أ َن ْ تُ خْطِئ َ ، وَمِنْ ل َوْن ِك أ َن ْ يَتَغَي َّرَ ، وَمِنْ جَسَدِك أ َن ْ يَ خِف َّ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُل ُوكَ تُعَاقِبُ<br />
ق ُدْرَة ً ، وَتَعْف ُو حِل ْمًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْغَضَبُ عَل َى مَنْ ل َا تَمْلِكُ عَجْزٌ ، وَعَل َى مَنْ تَمْلِكُل ُؤْمٌ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
إي َّاكَ وَعِز َّة َ ا ل ْغَضَب ِ ف َإ ِن َّهَا تُف ْضِي إل َى ذ ُل ِّ ال ْعُذ ْ ِر .<br />
وَإ ِذ َا مَا اعْتَرَتْك فِي ا ل ْغَضَب ِ ا ل ْعِز َّة ُ ف َاذ ْك ُرْ تَذ َل ُّ ل َ ا لِاعْتِذ َ ار ِ وَمِنْهَا<br />
:<br />
أ َن ْ يَذ ْك ُرَ ث َوَ ابَا ل ْعَف ْو ِ ،<br />
وَجَزَ اءَ ا لص َّف ْ ح ِ ، ف َيَق ْهَرُ نَف ْسَهُ عَل َى ا ل ْغَضَب ِ رَغ ْبَة ً فِي ال ْ جَزَ اءِ وَا لث َّوَ اب ِ ، وَحَذ َرًا مِنْ اسْتِ حْق َا ق ِ ا ل ذ َّم ِّ وَال ْعِق َا ِب .<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َيَق ُومُ ا ل ْعَاف ُون َ عَنْ ا لن َّا س ِ .<br />
}<br />
يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ ا ل ْقِيَامَةِ<br />
:<br />
مَنْ ل َهُأ َ جْرٌ عَل َى ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ ف َل ْيَق ُمْ .
ث ُ م َّ تَل َا : } ف َمَنْ عَف َا وَ أ َ صْل َ حَ ف َأ َجْرُهُ عَل َى ا لل َّهِ { { .<br />
وَق َال َ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَة َ لِعَبْدِ ا ل ْمَلِكِ بْن ِ مَرْوَ ان َ ، فِي أ ُسَارَى ا بْن ِا ل ْأ َشْعَثِ<br />
ا لل َّهَ مَا يُ حِب ُّ مِنْ ا ل ْعَف ْو ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا رَضِيَ ل َمْ يُدْخِل ْهُ ر ِضَاهُ فِي بَاطِ ل ٍ ، وَإ ِذ َا غ َضِبَ ل َمْ يُخْر ِجْهُ غ َضَبُهُ<br />
مِنْ حَق ٍّ ، وَإ ِذ َا ق َدَرَ عَف َا<br />
. {<br />
وَ أ َسْمَعَ رَ جُ ل ٌ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ ك َل َامًا ف َق َال َ عُمَرُ<br />
تَنَا ل ُهُ مِن ِّي غ َدًا انْصَر ِفْ رَحِمَك ا لل َّهُ<br />
.<br />
:<br />
إن َّ ا لل َّهَ ق َدْ أ َعْط َاك مَا تُ حِب ُّ مِنْ ا لظ َّف َر ِ ف َأ َعْطِ<br />
} ال ْخَيْرُ ث َل َاث ُ خِصَال ٍ ف َمَنْ ك ُن َّ فِيهِ ف َق َدْ اسْتَك ْمَ ل َ ال ْإ ِيمَا َن : مَنْ<br />
: أ َرَدْتَ أ َن ْ يَسْتَفِز َّن ِي ا لش َّيْط َان ُ لِعِز َّةِ الس ُّل ْط َانِ ف َأ َنَال ُ مِنْكا ل ْيَوْمَ مَا<br />
وَمِنْهَا أ َن ْ يَذ ْك ُرَ ا نْعِط َافَ ا ل ْق ُل ُوب ِ عَل َيْهِ ، وَمَيْ ل َ ا لن ُّف ُو س ِ إل َيْهِ ، ف َل َا يَرَى إ ضَاعَة َ ذ َلِكَ ب ِتَغَي ُّر ِ ا لن َّا س ِ عَنْهُ ف َيَرْغ َبُ فِي<br />
ا لت َّأ َ ل ُّفِ وَجَمِي ل ِ الث َّنَاءِ .<br />
وَرَوَى ا بْنُ أ َب ِي ل َيْل َى ، عَنْ عَطِي َّة َ ، عَنْ أ َب ِي سَعِيدٍ ، ق َال َ<br />
ب ِعَف ْو ٍ إل َّا عِزا ، ف َاعْف ُوا يُعِز ُّك ُمْ ا لل َّهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ لِإ ِ بْرَ اهِيمَ بْن ِ ا ل ْمَهْدِي ِّ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
: ل َيْسَ مِنْ عَادَةِ ال ْكِرَ ام ِ سُرْعَة ُ ا لِا نْتِق َام ِ ، وَل َا مِنْ شُرُوطِ ال ْك َرَم ِ إزَا ل َة ُ ا لن ِّعَم ِ .<br />
مَا ازْدَ ادَ أ َحَ ٌد<br />
: إن ِّي شَاوَرْتُ فِي أ َمْر ِك ف َأ َشَارُوا عَل َي َّ ب ِق َتْلِك إل َّا أ َن ِّي وَجَدْتُ ق َدْرَك ف َوْ قَ ذ َنْب ِك<br />
ف َك َر ِهْتُا ل ْق َتْ ل َ لِل َاز ِم ِ حُرْمَتِك .<br />
ف َق َال َ يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ إن َّ ا ل ْمُشِيرَ أ َشَارَ ب ِمَا جَرَتْ ب ِهِ ا ل ْعَادَة ُ فِي الس ِّيَاسَةِ<br />
حَيْث ُ عَو َّدَ تْهُ مِنْ ا ل ْعَف ْو ِ ف َإ ِن ْ عَاق َبْت ف َل َكَ نَظِيرٌ ، وَ إ ِن ْ عَف َوْتَ ف َل َا نَظِيرَ ل َك .<br />
، إل َّا أ َن َّك أ َبَيْت أ َن ْ تَط ْل ُبَ ا لن َّصْرَ إل َّا مِنْ<br />
وَ أ َنْشَأ َ يَق ُول ُ :ا ل ْب ِر ُّ ب ِي مِنْكَ وَط َّا ال ْعُذ ْرَ عِنْدَكَ لِي فِيمَا ف َعَل ْتَ ف َل َمْ تَعْذِل ْ وَل َمْ تَل ُمْ وَق َامَ عِل ْمُكَ ب ِي ف َاحْتَ ج َّ عِنْدَكَ لِي<br />
مَق َامُ شَاهِدٍ عَدْل ٍ غ َيْر ِ مُت َّهَم ِ ل َئِنْ جَحَدْتُكَ مَعْرُوف ًا مَنَنْتَ ب ِهِ إن ِّي ل َفِي ا لل ُّؤْم ِ أ َحْظ َى مِنْكَ ب ِال ْ ك َرَم ِ تَعْف ُو ب ِعَدْل ٍ وَتَسْط ُو إن ْ<br />
سَط َوْتَ ب ِهِ ف َل َا عَدِمْنَاكَ مِنْ عَافٍ وَمُنْتَقِم ِ<br />
الص ِّدْ قُ وَا ل ْك َذِبُ .<br />
ال ْف َصْل ُ ال ْ خَامِسُ فِي الص ِّدْ ق ِ وَا ل ْك َذِب ِ<br />
:<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَهُوَ أ َ صْدَ قُ ا ل ْق َا ئِلِينَ<br />
:<br />
ال ْك َاذِ ب ِينَ { .<br />
وَق َال َ تَعَال َى<br />
:<br />
:<br />
} ث ُ م َّنَبْتَه ِ ل ْ ف َنَ جْعَ ل ْ ل َعْنَة َ ا لل َّهِ عَل َى<br />
} إ ن َّمَا يَف ْتَر ِي ا ل ْك َذِبَ ال َّذِينَ ل َا يُؤْمِنُون َ ب ِآ يَاتِ ا لل َّهِ { وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
. {<br />
} :<br />
لِل ْ حَسَن ِ بْن ِ عَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا } دَعْ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك ف َإ ِن َّ ا ل ْك َذِبَ ر ِ يبَة ٌ وَ الص ِّدْ قَ ط ُمَأ ْن ِينَة ٌ<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ رَحِمَ ا لل َّهُ امْرَ أ ً أ َ صْل َ حَ مِنْ لِسَا ن ِهِ ، وَ أ َق ْصَرَ مِنْ عِنَا ن ِهِ ، وَأ َ ل ْزَمَ ط َر ِ يقَ<br />
ال ْ حَق ِّ مِق ْوَ ل َهُ ، وَ ل َمْ يُعَو ِّدْ ا ل ْ خَط َ ل َ مَف ْصِل َهُ<br />
وَرَوَى صَف ْوَ ان ُ بْنُ سُل َيْم ٍ ق َال َ<br />
قِي ل َ أ َف َيَك ُون ُ بَ خِيل ًا ؟ ق َال َ<br />
قِي ل َ<br />
. {<br />
} :<br />
: نَعَمْ .<br />
:<br />
:<br />
أ َف َيَك ُون ُ ك َذ َّابًا ؟ ق َال َ<br />
ل َا :<br />
قِي ل َ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
. {<br />
: أ َ يَك ُون ُا ل ْمُؤْمِنُ جَبَا نًا ؟ ق َال َ : نَعَمْ .<br />
وَق َال َ ابْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا فِي ق َوْله تَعَال َى وَل َا تَل ْب ِسُو ا ال ْ حَق َّ ب ِا ل ْبَاطِ ل ِ { أ َيْ ل َا تَ خْلِط ُو ا الص ِّدْ قَ ب ِا ل ْك َذِب ِ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْك َذ َّ ابُ لِص ٌّ ؛ لِأ َن َّ ا لل ِّص َّ يَسْر ِ قُ مَال َك ، وَا ل ْك َذ َّابُ يَسْر ِ قُ عَق ْل َك<br />
.
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْخَرَ سُ خَيْرٌ مِنْ ال ْك َذِب ِ وَصِدْ قُ ا لل ِّسَانِ أ َو َّل ُ الس َّعَادَةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
الص َّادِ قُ مُصَان ٌ خَلِي ل ٌ ، وَ ال ْك َاذِبُ مُهَان ٌذ َلِي ل ٌ .<br />
ل َا سَيْفَ ك َال ْ حَق ِّ ، وَل َا عَوْن َ ك َا لص ِّدْ ق ِ .<br />
وَمَا شَ يْءٌ إذ َا ف َك َّرْتَ فِيهِ ب ِأ َذ ْهَبَ لِل ْمُرُوءَةِ وَ ال ْ جَمَال ِ مِنْ ا ل ْك َذِب ِ ال َّذِي ل َا خَيْرَ فِيهِ وَ أ َ بْعَدَ ب ِا ل ْبَهَاءِ<br />
مِنْ ا لر ِّجَال ِ وَا ل ْك َذِبُ ج ِمَا عُ ك ُ ل ِّ شَر ٍّ ، وَأ َ صْ ل ُ ك ُ ل ِّ ذ َم ٍّ لِسُوءِ عَوَ اقِب ِهِ ، وَخُبْثِ نَتَائِ ج ِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يُنْتِ جُ ا لن َّمِيمَة َ ، وَالن َّمِيمَة ُ<br />
تُنْتِ جُ ال ْبَغْضَاءَ ، وَا ل ْبَغْضَاءُ تُؤَو َّل ُ إل َى ا ل ْعَدَ اوَةِ ، وَ ل َيْسَ مَعَ ا ل ْعَدَ اوَةِأ َمْنٌ وَل َا رَا حَة ٌ .<br />
: وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
مَنْ ق َ ل َّ صِدْق ُهُ ق َ ل َّ صَدِ يق ُهُ .<br />
وَ الص ِّدْ قُ وَا ل ْك َذِبُ يَدْخُل َانِ ال ْأ َخْبَارَ ا ل ْمَا ضِيَة َ ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْوَف َاءَ وَال ْخُل ْفَ يَدْخُل َانِ ا ل ْمَوَ اعِيدَا ل ْمُسْتَق ْبَل َة َ .<br />
ف َا لص ِّدْ قُ هُوَ ال ْإ ِخْبَارُ عَنْ الش َّيْءِ عَل َى مَا هُوَ عَل َيْهِ ، وَ ا ل ْك َذِبُ هُوَ ال ْإ ِخْبَارُ عَنْ الش َّيْءِ ب ِ خِل َافِ مَا هُوَ عَل َيْهِ<br />
وَ لِك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْهَا دَوَ ا ع ٍ .<br />
.<br />
ف َدَوَ اعِي ا لص ِّدْ ق ِ ل َاز ِمَة ٌ ، وَدَوَ اعِي ا ل ْك َذِب ِ عَار ِ ضَة ٌ ؛ لِأ َن َّ الص ِّدْ قَ يَدْعُو إل َيْهِ عَق ْ ل ٌ مُو ج ِبٌ وَشَرْ عٌ مُؤَك َّ دٌ ، ف َا ل ْك َذِبُ<br />
يَمْنَعُ مِنْهُ ال ْعَق ْل ُ وَيَصُد ُّ عَنْهُ ا لش َّرْ عُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ جَازَ أ َن ْ تَسْتَفِيضَ ال ْأ َخْبَارُ ا لص َّادِق َة ُ حَت َّى تَصِيرَ مُتَوَ اتِرَة ً ، وَل َمْ يَجُزْ أ َن ْ تَسْتَفِيضَ ال ْأ َخْبَا رُا ل ْك َاذِ بَة ُ ؛ لِأ َن َّ ا ت ِّف َا قَ<br />
ا لن َّا س ِ فِي ا لص ِّدْ ق ِ وَ ال ْك َذِب ِ إ ن َّمَا هُوَ لِا ت ِّف َا ق ِ الد َّوَاعِي ، ف َدَوَ اعِي ا لص ِّدْ ق ِ يَ جُو زُ أ َن ْ يَت َّفِقَ ال ْجَمْعُ ا ل ْك َثِيرُ عَل َيْهَا ، حَت َّى<br />
إذ َا تَل َق َّوْا خَبَرًا ، وَك َانُوا عَدَدًا يَنْتَفِي عَنْ مِث ْلِه ِمْ ا ل ْمُوَاط َأ َة ُ ، وَق َعَ فِي الن َّف ْس ِ صِدْق ُهُ ؛ لِأ َن َّ الد َّوَ اعِيَ إ ل َيْهِ نَافِعَة ٌ ، وَات ِّف َاقُ<br />
ا لن َّا س ِ فِي الد َّوَاعِي ا لن َّافِعَةِمُمْ كِنٌ .<br />
وَل َا يَ جُو زُ أ َن ْ يَت َّفِقَ ا ل ْعَدَدُ ا ل ْك َثِيرُ ، ال َّذِي ل َا يُمْكِنُ مُوَ اط َأ َة ُ مِث ْلِه ِمْ ، عَل َى نَق ْ ل ِ خَبَر ٍ يَك ُون ُ ك َذِبًا ؛ لِأ َن َّ ا لد َّوَ اعِيَ إ ل َيْهِ غ َيْرُ<br />
نَافِعَةٍ ، وَرُب َّمَا ك َانَتْ ضَار َّة ً .<br />
وَ ل َيْسَ فِي جَار ِي ا ل ْعَادَةِ أ َن ْ يَت َّفِقَ ال ْجَمْعُ ا ل ْك َثِيرُ عَل َى دَوَ ا ع ٍ غ َيْر ِ نَافِعَةٍ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ جَازَ ا ت ِّف َا قُ الن َّا س ِ عَل َى ا لص ِّدْ ق ِ ؛ لِ جَوَاز ِ ا ت ِّف َا ق ِ دَوَ اعِيه ِمْ ، وَ ل َمْ يَجُزْ أ َن ْ يَت َّفِق ُوا عَل َى ال ْك َذِب ِ لِامْتِنَا ع ِ ا ت ِّف َا ق ِ<br />
. دَوَ اعِيه ِمْ<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ لِلص ِّدْ ق ِ وَا ل ْك َذِب ِ دَوَ ا ع ٍ ف َل َا بُ د َّ مِنْ ذِك ْر ِ مَا سَنَ حَ ب ِهِ ال ْ خَاطِرُ مِنْ دَوَاعِيه ِمَا .<br />
أ َم َّا دَوَ اعِي الص ِّدْ ق ِ ف َمِنْهَا : ال ْعَق ْل ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ مُو ج ِبٌ لِق ُبْ ح ِ ال ْك َذِب ِ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ل َمْ يَجْلِبْ نَف ْعًا وَ ل َمْ يَدْف َعْ ضَرَرًا .<br />
وَال ْعَق ْل ُ يَدْعُو إل َى فِعْ ل ِ مَا ك َان َ مُسْتَحْسَنًا ، وَ يَمْنَعُ مِنْ إ تْيَانِ مَا ك َان َ<br />
مُسْتَق ْبَحًا .<br />
وَ ل َيْسَ مَاا ُسْتُ حْسِنَ مِنْ مُبَا ل َغَاتِ ا لش ُّعَرَ اءِ ، حَت َّى صَارَ ك َذِبًا صُرَاحًا ، اسْتِحْسَانًا لِل ْك َذِب ِ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ك َا َل َّذِي أ َنَشَدَ ن ِيهِ<br />
ا ل ْأ َزْدِي ُّ لِبَعْض ِ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
تَوَه َّمَهُ فِك ْر ِي ف َأ َ صْبَ حَ خَد ُّهُ وَفِيهِ مَك َان ُا ل ْوَهْم ِ مِنْ فِك ْرَتِي أ َ ث َرُ وَ صَاف َ حَهُ ك َف ِّي ف َآ ل َمَ ك َف َّهُ ف َمِنْ<br />
ل َمْس ِ ك َفِي فِي أ َ نَامِلِهِ عَق ْرُ وَمَر َّ ب ِق َل ْب ِي خَاطِرًا ف َ جَرَحْتُهُ وَ ل َمْ أ َرَ شَيْئ ًا ق َط ُّ يَجْرَحُهُ ال ْفِك ْرُ وَك َق َوْل ِ ا ل ْعَب َّا س ِ بْن ِا ل ْأ َحْنَفِ وَ إ ِن ْ<br />
ك َان َ دُون َ هَذِهِ ا ل ْمُبَا ل َغَةِ تَق ُول ُ وَق َدْ ك َتَبْتُ دَقِيقَ خَط ِّي إل َيْهَا : لِمَ تَ جَن َّبْتَ ال ْ جَلِيل َا ف َق ُل ْت ل َهَا : نَ حِل ْتُ ف َصَارَ خَط ِّي<br />
مُسَاعَدَة ً لِك َا تِب ِهِ نَ حِيل َا لِأ َ ن َّهُ خَرَجَ مُخْرَجَ ا ل ْمُبَا ل َغَةِ فِي الت َّشْب ِيهِ وَ ا لِاق ْتِدَار ِ عَل َى صَنْعَةِ ا لش َّ عْر ِ ، وَ أ َن َّ شَوَ اهِدَ ال ْ حَال ِ تُ خْر ِجُهُ<br />
عَنْ تَل ْب ِيس ِ ال ْك َذِب ِ<br />
وَمِنْهَا<br />
، وَك َذ َلِكَ مَاا ُسْتُ حْسِنَ فِي الص َّنْعَةِ وَل َمْ يُسْتَق ْبَحْ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْك َذِبُ مُسْتَق ْبَحًا فِيهِ .<br />
: الد ِّ ينُا ل ْوَار ِدُ ب ِا ت ِّبَا ع ِ ا لص ِّدْ ق ِ وَحَظ ْر ِ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّرْ عَ ل َا يَ جُو زُ أ َن ْ يَر ِدَ ب ِإ ِرْخَاص ِ مَا حَظ َرَهُ ال ْعَق ْل ُ ، بَل ْ ق َدْ
.<br />
جَاءَ الش َّرْ عُ زَائِدًا عَل َى مَا اق ْتَضَاهُ ال ْعَق ْل ُ مِنْ حَظ ْر ِ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِأ َن َّ الش َّرْ عَ وَرَدَ ب ِ حَظ ْر ِ ال ْك َذِب ِ وَإ ِن ْ جَر َّ نَف ْعًا أ َوْ دَف َعَ<br />
ضَرَرًا .<br />
وَال ْعَق ْل ُ إن َّمَا حَظ ْرَ مَا ل َا يَ جْلِبُ نَف ْعًا وَل َا يَدْف َعُ ضَرَرًا .<br />
وَمِنْهَا : ا ل ْمُرُوءَة ُ ف َإ ِن َّهَا مَا ن ِعَة ٌ مِنْ ا ل ْك َذِب ِ بَاعِث َة ٌ عَل َى ا لص ِّدْ ق ِ ؛ لِأ َن َّهَا ق َدْ تَمْنَعُ مَنْ ف َعَ ل َ مَا ك َان َ مُسْتَك ْرَهًا ، ف َأ َوْل َى مَنْ<br />
ف َعَ ل َ مَا ك َان َ مُسْتَق ْبَحًا .<br />
وَمِنْهَا : حُب ُّ ا لث َّنَاءِ وَالِ اشْتِهَار ِ ب ِا لص ِّدْ ق ِ حَت َّى ل َا يُرَد َّ عَل َيْهِ ق َوْ ل ٌ وَل َا يَل ْ حَق ُهُ نَدَ ٌم .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
: لِيَك ُنْ مَرْج ِعُك إل َى ال ْ حَق ِّ وَمَنْزَعُكَ إل َى الص ِّدْ ق ِ ، ف َال ْ حَق ُّ أ َق ْوَى مُعِين ٍ ، وَ الص ِّدْ قُ أ َف ْضَ ل ُ ق َر ِ ين ٍ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : عَو ِّدْ لِسَانَك ق َوْل َ الص ِّدْ ق ِ تَ حْظ َ ب ِهِ إن َّ ا لل ِّسَان َ لِمَا عَو َّدْتَ مُعْتَادُ مُوَك َّل ٌ<br />
ب ِتَق َا ضِي مَا سَنَنْتَ ل َهُ فِيال ْ خَيْر ِ وَا لش َّر ِّ ف َانْظ ُرْ ك َيْفَ تَرْ تَادُ .<br />
وَأ َم َّا دَوَ اعِي ال ْك َذِب ِ ف َمِنْهَا<br />
: اجْتِل َابُ الن َّف ْع ِ وَاسْتِدْف َا عُ الض ُّر ِّ ، ف َيَرَى أ َن َّ ا ل ْك َذِبَ أ َسْل َمُ وَ أ َغ ْنَمُ ف َيُرَخ ِّصُ لِنَف ْسِهِ فِيهِ<br />
اغ ْتِرَارً ا ب ِال ْ خُدَ ع ِ ، وَاسْتِشْف َاف ًا لِلط َّمَع ِ .<br />
وَرُب َّمَا ك َان َ ا ل ْك َذِبُ أ َ بْعَدَ لِمَا يُؤَم ِّ ل ُ وَ أ َق ْرَبَ لِمَا يَ خَافُ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َب ِي حَ ل َا يَك ُون ُ حَسَنًا وَ الش َّر َّ ل َا يَصِيرُ خَيْرًا .<br />
وَ ل َيْسَ يُجْنَى مِنْ الش َّوْكِ ا ل ْعِنَبُ وَل َا مِنْ ا ل ْك َرْم ِ ال ْ حَنْظ َ ل ُ .<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } تَحَر َّوْا الص ِّدْ قَ وَ إ ِن ْ رَأ َيْتُمْ أ َن َّ فِيهِ ا ل ْهَل َك َة َ ف َإ ِن َّ فِيهِ الن َّجَاة َ ،<br />
وَ تَجَن َّبُو ا ا ل ْك َذِبَ وَ إ ِن ْ رَأ َيْتُمْ أ َن َّ فِيهِ الن َّ جَاة َ ف َإ ِن َّ فِيهِ ا ل ْهَل َك َة َ { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
: ل َأ َن ْ يَضَعَن ِي الص ِّدْ قُ وَق َل َّمَا يَف ْعَ ل ُ ، أ َحَب ُّ إ ل َ ي َّ مِنْ أ َن ْ يَرْف َعَن ِي ا ل ْك َذِبُ وَق َل َّمَا<br />
يَف ْعَ ل ُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا لص ِّدْ قُ مُنْج ِيك وَ إ ِن ْ خِف ْته ، وَ ال ْك َذِبُ مُرْدِيك وَ إ ِن ْ أ َمِنْته .<br />
وَق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ<br />
:<br />
: الص ِّدْ قُ وَا ل ْوَف َاءُ تَوْ أ َمَانِ ، وَ الص َّبْرُ وَال ْحِل ْمُ تَوْ أ َمَانِ فِيه ِن َّ تَمَامُ ك ُ ل ِّ دِ ين ٍ ، وَ صَل َاحُ ك ُ ل ِّ دُنْيَا ،<br />
وَ أ َضْدَادُهُن َّ سَبَبُ ك ُ ل ِّ ف ُرْق َةٍ وَأ َ صْ ل ُ ك ُ ل ِّ ف َسَادٍ .<br />
وَمِنْهَا أ َن ْ يُؤْ ثِرَ أ َن ْ يَك ُون َ حَدِ يث ُهُ مُسْتَعْذ َبًا وَك َل َامُهُ مُسْتَظ ْرَف ًا ، ف َل َا يَج ِدُ صِدْق ًا يُعْذ َبُ وَل َا حَدِ يث ًايُسْتَظ ْرَفُ ، ف َيَسْتَحْلِي<br />
ال ْك َذِبَ ال َّذِي ل َيْسَتْ غ َرَا ئِبُهُ مَعُوزَة ً ، وَل َا ظ َرَ ا ئِف ُهُ مُعْ ج ِزَة ً .<br />
وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ أ َسْوَ أ ُ حَال ًا مِم َّا ق َبْ ل ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَصْدُ رُ عَنْ مَهَا نَةِ الن َّف ْس ِ وَدَ نَاءَةِ ال ْه ِم َّةِ<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />
وَمِنْهَا<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ل َمْ يَك ْذِبْ أ َحَدٌ ق َط ُّ إل َّا لِصِغَر ِ ق َدْر ِ نَف ْسِهِ عِنْدَهُ .<br />
ل َا تَتَهَاوَن ْ ب ِإ ِرْسَال ِا ل ْكِذ ْ بَةِ مِنْ ال ْهَزْل ِ ف َإ ِن َّهَا تُسْر ِ عُ إل َى إ بْط َال ِ ال ْ حَق ِّ .<br />
أ َن ْ يَق ْصِدَ ب ِال ْك َذِب ِ ا لت َّشَف ِّيَ مِنْ عَدُو ِّهِ ف َيُسَم ِّهِ ب ِق َبَائِ حَ يَخْتَر ِعُهَا عَل َيْهِ ، وَ يَصِف ُهُ ب ِف َضَائِ حَ يَنْسُبُهَا إل َيْهِ<br />
وَيَرَى أ َن َّ مَعَر َّة َ ال ْك َذِب ِغ ُنْمٌ<br />
وَ أ َن َّ إرْسَال َهَا فِيا ل ْعَ دُو ِّسَهْ مٌ وَسُ م ٌّ .<br />
وَهَذ َا أ َسْوَ أ ُ حَال ًا مِنْا لن َّوْعَيْن ِ ا ل ْأ َو َّ لِينَ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ جَمَعَ بَيْنَ ا ل ْك َذِب ِ ا ل ْمُعِر ِّ وَا لش َّر ِّ ا ل ْمُضِر ِّ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ وَرَدَ الش َّرْ عُ ب ِرَد ِّ شَهَادَةِ ا ل ْعَ دُو ِّ عَل َى عَدُو ِّهِ .<br />
.
:<br />
وَمِنْهَا : أ َن ْ تَك ُون َ دَوَ اعِي ال ْك َذِب ِ ق َدْ تَرَ ادَف َتْ عَل َيْهِ حَت َّى أ َلِف َهَا ، ف َصَارَ ا ل ْك َذِبُ ل َهُ عَادَة ً ، وَ نَف ْسُهُ إ ل َيْهِمُنْق َادَة ٌ ، حَت َّى<br />
ل َوْ رَ امَ مُجَا نَبَة َ ال ْك َذِب ِ عَسِرَ عَل َيْهِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَادَة َ ط َبْعٌ ث َانٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ مَنْ اسْتَحْل َى رَ ضَا عَ ال ْك َذِب ِ عَسِرَ فِط َامُهُ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
ل َا يَل ْزَمُ ا ل ْك َذ َّابَ شَ يْءٌ إل َّا غ َل َبَ عَل َيْهِ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْك َذ َّاب ِ ق َبْ ل َ خِبْرَ تِهِ أ َمَارَ اتٍ دَال َّة ً عَل َيْهِ<br />
ف َمِنْهَا أ َن َّك إذ َا ل َق َّنْتَهُ ا ل ْحَدِيث َ تَل َق َّنَهُ وَل َمْ يَك ُنْ بَيْنَ مَا ل َق َّنْته وَ بَيْنَ مَا أ َوْرَدَهُ ف َرْ قٌ عِنْدَهُ .<br />
وَمِنْهَا<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
:<br />
أ َن َّك إذ َا شَك َّك ْتَهُ فِيهِ تَشَك َّكَ حَت َّى يَك َادَ يَرْج ِعُ فِيهِ ، وَ ل َوْل َاك مَا تَ خَال َ جَهُ ا لش َّك ُّ فِيهِ .<br />
أ َن َّك إذ َا رَدَدْت عَل َيْهِ ق َوْ ل َهُ حُصِرَ وَ ارْ تَبَكَ وَ ل َمْ يَك ُنْ عِنْدَهُ نُصْرَة ُ ا ل ْمُ حْتَ ج ِّينَ ، وَل َا بُرْهَان ُ الص َّادِقِينَ .<br />
.<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ : ال ْك َذ َّ ابُ ك َا لس َّرَاب ِ<br />
وَمِنْهَا مَا يَظ ْهَرُ عَل َيْهِ مِنْ ر ِ يبَةِا ل ْك َذ َّا ب ِينَ وَ يَنُم ُّ عَل َيْهِ مِنْ ذِ ل َّةِ ا ل ْمُتَوَه ِّمِينَ ؛ لِأ َن َّ هَذِهِ أ ُمُو رٌ ل َا يُمْكِنُ ال ْإ ِنْسَان ُ دَف ْعَهَا عَنْ<br />
نَف ْسِهِ ؛ لِمَا فِي ا لط َّبْع ِ مِنْ آث َار ِهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َتْ ال ْ حُك َمَاءُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
: ال ْعَيْنَانِ أ َنَم ُّ مِنْ ا لل ِّسَانِ .<br />
: ا ل ْوُجُوهُ مَرَايَا تُر ِيك أ َسْرَارَ ال ْبَرَايَا .<br />
تُر ِ يكَ أ َعْيُنُهُمْ مَا فِي صُدُور ِهِمْ إن َّ ا ل ْعُيُون َ يُؤَد ِّي سِر َّهَا ا لن َّظ َرُ وَإ ِذ َا ا ت َّسَمَ ب ِا ل ْك َذِب ِ نُسِبَتْ إل َيْهِ<br />
شَوَار ِدُ ا ل ْك َذِب ِا ل ْمَجْهُو ل َة ُ ، وَأ ُضِيف َتْ إل َى أ َك َاذِ يب ِهِ ز ِ يَادَ اتٌ مُف ْتَعَل َة ٌ حَت َّى يَصِيرَ ال ْك َاذِبُ مَك ْذ ُوبًا عَل َيْهِ ، ف َيَ جْمَعُ بَيْنَ<br />
مَعَر َّةِ ال ْك َذِب ِ مِنْهُ<br />
وَمَضَر َّةِ ا ل ْك َذِب ِ عَل َيْهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : حَسْبُ ال ْك َذ ُوب ِ مِنْ ا ل ْبَلِي َّةِ بَعْضُ مَا يُحْك َى عَل َيْهِ ف َإ ِذ َا سَمِعْت ب ِكِذ ْ بَةٍ مِنْ غ َيْر ِهِ نُسِبَتْ إل َيْهِ ث ُ م َّ إ ن َّهُ<br />
إن ْ تَحَر َّى ا لص ِّدْ قَ ا ُ ت ُّه ِمَ ، وَ إ ِن ْ جَا نَبَ ال ْك َذِبَ ك ُذ ِّبَ ، حَت َّى ل َا يُعْتَق َدُ ل َهُ حَدِ يث ٌ يُصَد َّ قُ ، وَل َا ك َذِ بٌ مُسْتَنْك َ ٌر .<br />
: وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
إذ َا عُر ِفَ ال ْك َذ َّابُ ب ِال ْك َذِب ِ ل َمْ يَك َدْ يُصَد َّ قُ فِي شَيْءٍ وَ إ ِن ْ ك َان َ صَادِق َا وَمِنْ آف َةِ ا ل ْك َذ َّاب ِ ن ِسْيَان ُ<br />
كِذ ْ ب ِهِ وَ تَل ْق َاهُ ذ َا حِف ْظٍ إذ َا ك َان َ صَادِق َا وَق َدْ وَرَدَتْ ا لس ُّن َّة ُ ب ِإ ِرْخَاص ِ ا ل ْك َذِب ِ فِيال ْ حَرْب ِ وَ إ ِ صْل َاح ِ ذ َاتِ ال ْبَيْن ِ عَل َى وَجْهِ<br />
ا لت َّوْر ِ يَةِ ، وَا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ دُون َ ا لت َّصْر ِ ي ح ِ ب ِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا لس ُّن َّة َ ل َا يَ جُو زُ أ َن ْ تَر ِدَ ب ِإ ِ بَاحَةِ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ ا لت َّنْفِير ِ ، وَإ ِن َّمَا ذ َ لِكَ عَل َى ط َر ِ يق ِ ا لت َّوْر ِ يَةِ وَالت َّعْر ِيض ِ ، ك َمَا<br />
سُئِ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَق َدْ تَط َر َّفَ ب ِر ِدَ اءٍ وَ ا نْف َرَدَ عَنْ أ َصْ حَا ب ِهِ ، ف َق َال َ ل َهُ رَ جُ ل ٌ<br />
}<br />
: مِم َّنْ أ َ نْتَ ؟ ق َال َ :<br />
{<br />
مِنْ مَاءٍ ، ف َوَر َّى عَنْ ا ل ْإ ِخْبَار ِ ب ِنَسَب ِهِ ب ِأ َمْر ٍ يَحْتَمِ ل ُ .<br />
ف َظ َن َّ ا لس َّائِ ل ُ أ َ ن َّهُ عَنَى ا ل ْق َب ِيل َة َا ل ْمَنْسُو بَة َ إل َى ذ َلِكَ ، وَإ ِن َّمَا أ َرَ ادَ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ مِنْ ا ل ْمَاءِ ال َّذِي<br />
يُ خْل َقُ مِنْهُ ال ْإ ِنْسَان ُ ، ف َبَل َغ َ مَا أ َحَب َّ مِنْ إخْف َاءِ نَف ْسِهِ وَ صَدَ قَ فِي خَبَر ِهِ .<br />
وَك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ك َان َ يَسِيرُ خَل ْفَ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ حِينَ<br />
هَاجَرَ مَعَهُ ف َتَل ْق َاهُ ا ل ْعَرَبُ وَهُمْ يَعْر ِف ُون َ أ َبَا بَك ْر ٍ وَل َا يَعْر ِف ُون َ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َيَق ُو ل ُون َ يَا أ َ بَا بَك ْر ٍ مَنْ<br />
هَذ َا ؟ ف َيَق ُول ُ<br />
:<br />
:<br />
هَادٍ يَهْدِين ِي ا لس َّب ِي ل َ ف َيَظ ُن ُّون َ أ َ ن َّهُ يَعْن ِي هِدَ ا يَة َ ا لط َّر ِ يق ِ ، وَهُوَ إن َّمَا يُر ِ يدُ هِدَ ا يَة َ سَب ِي ل ِ ال ْ خَ يْر ِ ، ف َيَصْدُ قُ فِي<br />
ق َوْ لِهِ وَيُوَر ِّي عَنْ مُرَ ادِهِ<br />
.<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ
: } إن َّ فِي ا ل ْمَعَار ِيض ِ ل َمَنْدُوحَة ً عَنْ ال ْك َذِب ِ { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ أ َهْ ل ِ الت َّأ ْو ِ ي ل ِ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
أ َ ن َّهُ ل َمْ يَنْسَ وَ ل َكِن َّهُ مَعَار ِ يضُ ا ل ْك َل َام ِ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ سِير ِ ينَ<br />
:<br />
}<br />
إن َّ فِي ا ل ْمَعَار ِ يض ِ مَا يَك ْفِي أ َن ْ يَعِف َّ الر َّجُ ل َ عَنْ ا ل ْك َذِب ِ .<br />
ل َا تُؤَاخِذ ْن ِي ب ِمَا نَسِيتُ<br />
: ال ْك َل َامُ أ َوْسَعُ مِنْ أ َن ْ يُصَر َّحَ فِيهِ ب ِال ْك َذِب ِ .<br />
. {<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ مِنْ ا لص ِّدْ ق ِ مَا يَق ُومُ مَق َامَ ا ل ْك َذِب ِ فِي ال ْق ُبْح ِ وَا ل ْمَعَر َّةِ وَيَز ِيدُ عَل َيْهِ فِي ال ْأ َذ َى وَ ا ل ْمَضَر َّةِ ، وَهِيَ ال ْغِيبَة ُ<br />
وَالن َّمِيمَة ُ وَا لس ِّعَا يَة ُ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْغِيبَة ُ ف َإ ِن َّهَاخِيَانَة ٌ وَهَتْكُ سِتْر ٍ يَحْدُ ث َانِ عَنْ حَسَدٍ وَغ َدْر ٍ .<br />
} :<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَل َا يَغْتَبْ بَعْضُك ُمْ بَعْضًا أ َيُ حِب ُّ أ َحَدُك ُمْ أ َن ْ يَأ ْك ُ ل َ ل َحْمَ أ َخِيهِ مَيْتًا<br />
يَعْن ِي أ َ ن َّهُ ك َمَا ل َا يَحِ ل ُّ ل َ حْمُهُ مَي ِّتًا ل َا تَحِ ل ُّ غِيبَتُهُ حَيا .<br />
وَرُو ِيَ<br />
. {<br />
}<br />
أ َن َّ امْرَأ َ تَيْن ِ صَامَتَا عَل َى عَهْدِ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَجَعَل َتَا تَغْتَا بَانِ ا لن َّا سَ ف َأ ُخْب ِرَ ب ِذ َلِكَ ا لن َّب ِي ُّ<br />
. {<br />
:<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ : صَامَتَا عَم َّا أ ُحِ ل َّ ل َهُمَا ، وَأ َف ْط َرَتَا عَل َى مَا حُر ِّمَ عَل َيْه ِمَا<br />
وَرَوَتْ أ َسْمَاءُ ب ِنْتُ يَز ِيدَ ق َال َتْ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَنْ ذ َب َّ عَنْ ل َحْم ِ أ َخِيهِ ب ِظ َهْر ِ ا ل ْغَيْب ِ ك َان َ<br />
حَقًّا عَل َى ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ أ َن ْ يُ حَر ِّمَ ل َ حْمَهُ عَل َى ا لن َّار ِ<br />
وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ حَا تِم ٍ : ال ْغِيبَة ُ رَعْيُ الل ِّئ َام ِ .<br />
وَك َان َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى ، يَق ُول ُ<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِا بْن ِ سِير ِ ينَ رَحِمَهُ ا لل َّهُ<br />
} :<br />
. {<br />
: ال ْغِيبَة ُ ف َاكِهَة ُ ا لن ِّسَاءِ .<br />
: إن ِّي اغ ْتَبْتُك ف َاجْعَل ْن ِي فِي حِ ل ٍّ .<br />
ف َق َال َ مَا أ ُحِب ُّ أ َن ْ أ َحِ ل َّ ل َك مَا حَر َّمَ ا لل َّهُ عَل َيْك .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لس َّم َّاكِ : ل َا تُعِنْ الن َّا سَ عَل َى عَيْب ِك ب ِسُوءِ غ َيْب ِك .<br />
: وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
ل َا تَل ْتَمِسْ مِنْ مَسَاو ِي ا لن َّا س ِ مَا سَتَرُو ا ف َيَهْتِكَ ا لل َّهُ سِتْرًا مِنْ مَسَاو ِيك َا وَاذ ْك ُرْ مَ حَاسِنَ مَا فِيه ِمْ إذ َا<br />
ذ ُكِرُوا وَل َا تَعِبْ أ َحَدًا مِنْهُمْ ب ِمَا فِيك َا وَرُب َّمَا عَذ َرَا ل ْمُغْتَابُ نَف ْسَهُ ب ِأ َ ن َّهُ يَق ُول ُ حَقًّا وَ يُعْلِنُ فِسْق ًا<br />
وَ يَسْتَشْه ِدُ ب ِمَا رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ال ْ خَمْر ِ وَا ل ْمُعْلِنُ ب ِفِسْقِهِ<br />
.<br />
:<br />
. {<br />
ف َيَبْعُدُ مِنْ ا لص َّوَ اب ِ وَ يُجَا ن ِبُ ا ل ْأ َدَبَ ؛ لِأ َ ن َّهُ وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
} ث َل َاث َة ٌ ل َيْسَتْ غِيبَتُهُمْ ب ِغِيبَةٍ ال ْإ ِمَامُ ال ْ جَا ئِرُ وَشَار ِبُ<br />
ب ِا ل ْغِيبَةِ صَادِق ًا ف َق َدْ هَتَكَ سِتْرًا ك َان َ ب ِصَوْ ن ِهِ أ َوْل َى وَجَاهَرَ مَنْ أ َسَر َّ وَ أ َخْف َى .<br />
وَرُب َّمَا دَعَاا ل ْمُغْتَابَ ذ َ لِكَ إل َى إظ ْهَار ِ مَا ك َان َ يَسْتُرُهُ ، وَا ل ْمُجَاهَرَةِ ب ِمَا ك َان َ يُضْمِرُهُ ، ف َل َمْ يَفِدْ ذ َلِكَ إل َّا ف َسَادَ أ َخْل َاقِهِ<br />
مِنْ غ َيْر ِ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهِ صَل َا حٌ لِغَيْر ِهِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ ان<br />
فِيهِ خَيْرًا .<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
مَا ال َّذِي ل َا خَيْرَ فِيهِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
ل َا تُبْدِ مِنْ ا ل ْعُيُوب ِ مَا سَتَرَهُ عَل َّامُ ا ل ْغُيُوب ِ .<br />
:<br />
:<br />
مَا ضَر َّن ِي وَل َمْ يَنْف َعْ غ َيْر ِي ، أ َوْ ضَر َّ غ َيْر ِي وَل َمْ يَنْف َعْن ِي ، ف َل َا أ َعْل َمُ<br />
وَق َدْ رَوَى ال ْعَل َاءُ بْنُ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ ، عَنْ أ َ ب ِيهِ ، عَنْ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ } سُئِ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَنْ<br />
ا ل ْغِيبَةِ ف َق َال َ هِيَ أ َن ْ تَق ُول َ لِأ َخِيك مَا فِيهِ ف َإ ِن ْ ك ُنْتَ صَادِق ًا ف َق َدْ اغ ْتَبْتَهُ ، وَ إ ِن ْ ك ُنْتَ ك َاذِبًا ف َق َدْ بَهَتَهُ { .
وَق َال َ عَبْدُ الر َّحْمَن ِ بْنُ زَيْدٍ فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } يَا أ َي ُّهَا ال َّذِينَ آمَنُوا ل َا يَسْخَرْ ق َوْمٌ مِنْ ق َوْم ٍ عَسَى أ َن ْ يَك ُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ<br />
{ إ ن َّهُ اسْتِهْزَاءُا ل ْمُسْلِم ِ ب ِمَنْ أ َعْل َنَ ب ِفِسْقِهِ .<br />
} وَدَخَل َتْ امْرَ أ َة ٌ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مُسْتَف ْتِيَة ً ف َل َم َّا خَرَجَتْ ق َال َتْ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا : يَا رَسُول َ<br />
ا لل َّهِ مَا أ َق ْصَرَهَا .<br />
ف َق َال َ<br />
ف َق َال َتْ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مَهْل ًا إ ي َّاكِ وَ ا ل ْغِيبَة َ .<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن َّمَا ق ُل ْت مَا فِيهَا .<br />
: أ َجَ ل ْ وَل َوْل َا ذ َلِكَ ل َك َان َ بُهْتَانًا { .<br />
وَسُئِ ل َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ عَنْ صِف َةِ ا لل َّئِيم ِ ، ف َق َال َ<br />
: الل َّئِيمُ إذ َا غ َابَ عَابَ ، وَإ ِذ َا حَضَرَ اغ ْتَابَ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْ خَبَرُ ف َمَحْمُول ٌ عَل َى ال ْإ ِنْك َار ِ لِأ َف ْعَال ِ هَؤُ ل َاءِ وَل َا يَك ُون ُا ل ْإ ِنْك َا رُ غِيبَة ً ؛ لِأ َ ن َّهُنَهْ يٌ عَنْ مُنْك َر ٍ ، وَف َرْ قٌ بَيْنَ إ نْك َار ِ<br />
ا ل ْمُ جَاهِر ِ وَغِيبَةِ ا ل ْمُسَا تَر ِ .<br />
: وَأ َم َّا الن َّمِيمَة ُ<br />
ف َه ِيَ أ َن ْ تَ جْمَعَ إل َى مَذ َم َّةِ ا ل ْغِيبَةِ رَدَ اءَة ً وَشَرا ، وَ تَضُ م َّ إل َى ل ُؤْمِهَا دَ نَاءَة ً وَغ َدْرًا .<br />
ث ُ م َّ تُؤَو َّل ُ إل َى تَق َاط ُع ِ ا ل ْمُتَوَا صِلِينَ ، وَ تَبَاغ ُض ِ<br />
ا ل ْمُتَ حَا ب ِّينَ .<br />
وَرَوَى شَهْرُ بْنُ حَوْشَب ٍ عَنْ أ َسْمَاءَ ب ِنْتِ يَز ِ يدَ عَنْ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ق َال ُوا<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ<br />
.<br />
مِنْ شِرَار ِك ُمْ ا ل ْمَش َّاءُون َ ب ِا لن َّمِيمَةِ ، ا ل ْمُف ْسِدُون َ بَيْنَ ا ل ْأ َحِب َّةِ ا ل ْبَاغ ُون َ ا ل ْعُيُوبَ { .<br />
وَرَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ عَمْر ٍو ، عَنْ أ َب ِي سَل َمَة َ ، عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ ق َال َ<br />
:<br />
} أ َ ل َا أ ُخْب ِرُك ُمْ ب ِشِرَار ِك ُمْ ؟<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
.<br />
{مَل ْعُون ٌ<br />
ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ ،مَل ْعُون ٌ ذ ُو ا لل ِّسَا نَيْن ِمَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ شَف َّار ٍ ،مَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ ق َت َّاتٍ ،مَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ مَن َّانٍ { .<br />
ا لش َّف َّا رُ ا ل ْمُحَر ِّ شُ بَيْنَ الن َّا س ِ يُل ْقِي بَيْنَهُمْ ا ل ْعَدَ اوَة َ ، وَال ْق َت َّاتُ ا لن َّم َّامُ وَقِي ل َ ا لن َّم َّامُ ال َّذِي يَك ُون ُ مَعَا ل ْق َوْم ِ يَتَحَد َّ ث ُون َ ف َيَنُم ُّ<br />
حَدِيث َهُمْ ، وَال ْق َت َّاتُ هُوَ ال َّذِي يَسْتَمِعُ عَل َيْه ِمْ وَهُمْ ل َا يَعْل َمُون َ ف َيَنُم ُّ حَدِيث َهُمْ ، وَال ْمَن َّان ُ هُوَ ال َّذِي يَصْنَعُ ال ْ خَيْرَ وَ يَمُن ُّ ب ِهِ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
الن َّمِيمَة ُ سَيْفٌق َاتِ ل ٌ .<br />
ل َمْ يَمْش ِ مَا ش ٍ شَر ٌّ مِنْ وَا ش ٍ .<br />
ف َأ َم َّا ا لس ِّعَا يَة ُ ف َه ِيَ شَر ُّ الث َّل َا ث َةِ ؛ لِأ َن َّهَا تَ جْمَعُ إل َى مَذ َم َّةِ ا ل ْغِيبَةِ وَ ل ُؤْم ِ ا لن َّمِيمَةِ ، الت َّغْر ِيرَ ب ِالن ُّف ُو س ِ وَال ْأ َمْوَال ِ ، وَ ا ل ْق َدَحَ فِي<br />
ا ل ْمَنَاز ِل ِوَا ل ْأ َحْوَال ِ .<br />
وَرَوَى ا بْنُ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ : } ال ْ جَن َّة ُ ل َا يَدْخُل ُهَا دَي ُّو ث ٌ وَل َا ق َل َّا عٌ { .<br />
الد َّ ي ُّوث ُ هُوَ ال َّذِي يَ جْمَعُ بَيْنَ ا لر ِّجَال ِ وَا لن ِّسَاءِ ، سُم ِّيَ ب ِذ َلِكَ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَدُث ُّ بَيْنَهُمْ .<br />
وَال ْق َل َّاعُ هُوَ الس َّاعِي ال َّذِي يَق َعُ فِي ا لن َّا س ِ عِنْدَ ال ْأ ُمَرَاءِ ، سُم ِّيَ ب ِذ َلِكَ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَأ ْتِي ا لر َّجُ ل َ ا ل ْمُتَمَك ِّنَ عِنْدَ ا ل ْأ َمِير ِ ف َل َا يَزَال ُ<br />
يَق َعُ فِيهِ حَت َّى يَق ْل َعَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
ك َذ َبَ ف َ خَا ل َفَ ا ل ْمُرُوءَة َ<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: الس َّاعِي بَيْنَ مَنْز ِل َتَيْن ِ ق َب ِيحَتَيْن ِ : إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ صَدَ قَ ف َق َدْ خَان َ ا ل ْأ َمَا نَة َ ، وَإ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ
: ا لص ِّدْ قُ يُزَ ي ِّنُ ك ُ ل َّ أ َحَدٍ إل َّا ا لس ُّعَاة َ ، ف َإ ِن َّ ا لس َّاعِيَ أ َذ َم ُّ وَآث َمُ مَا يَك ُون ُ إذ َا صَدَ قَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
أ َهْل َهُمَا<br />
:<br />
.<br />
الن َّمِيمَة ُدَنَاءَة ٌ وَا لس ِّعَا يَة ُرَدَ اءَة ٌ ، وَهُمَا رَأ ْ سُا ل ْغَدْر ِ وَأ َسَا سُ الش َّر ِّ ف َتَجَن َّبْ سُبُل َهُمَا ،وَ اجْتَن ِبْ<br />
وَوَق َعَ ال ْف َضْل ُ بْنُ سَهْ ل ٍ عَل َى قِص َّةِ سَا ع ٍ سَعَى إ ل َيْهِ : نَ حْنُ نَرَى ق َبُول َ ا لس ِّعَا يَةِ شَرا مِنْهَا ؛ لِأ َن َّ الس ِّعَا يَة َدَل َال َة ٌ ، وَال ْق َبُول َ<br />
إ جَا زَة ٌ ، ف َات َّق ُوا الس َّاعِيَ ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ ك َان َ فِي سِعَايَتِهِ صَادِق ًا ك َان َ فِي صِدْقِهِ آثِمًا ، إذ ْ ل َمْ يَحْف َظ ْ ا ل ْ حُرْمَة َ وَيَسْتُرْ ا ل ْعَوْرَة َ .<br />
وَق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ لِرَجُ ل ٍ سَعَى إ ل َيْهِ ب ِرَجُ ل ٍ : أ َتُ حِب ُّ أ َن ْ نَق ْبَ ل َ مِنْك مَا تَق ُول ُ فِيهِ عَل َى أ َن ْ نَق ْبَ ل َ مِنْهُ مَا يَق ُول ُ فِيك ؟ ق َال َ<br />
:<br />
ل َا .<br />
ق َال َ<br />
: ف َك ُف َّ عَنْ ا لش َّر ِّ يَك ُف َّ عَنْك ا لش َّر ُّ .<br />
:<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ ا لل َّهَ أ َوْحَى إل َى مُوسَى -عَل َى نَب ِيّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ - أ َن َّ فِي بَل َدِك سَاعِيًا وَ ل َسْتُ أ ُخْب ِرُك<br />
ق َال َ يَا رَب ِّ دُل َّن ِي عَل َيْهِ حَت َّى أ ُخْر ِجَهُ ف َق َال َ يَا مُوسَى أ َك ْرَهُ الن َّمِيمَة َ وَ أ َنُم ُّ .<br />
ال ْ حَسَدُ وَ ا ل ْمُنَاف َسَة ُ .<br />
:<br />
وَهُوَ فِي أ َرْضِك .<br />
ال ْف َصْل ُ ا لس َّادِ سُ فِي ال ْ حَسَدِ وَا ل ْمُنَاف َسَةِ اعْل َمْ أ َن َّ ال ْ حَسَدَ خُل ُقٌ ذ َمِي مٌ مَعَ إضْرَار ِهِ ب ِا ل ْبَدَنِ وَف َسَادِهِ لِلد َّ يْن ِ ، حَت َّى ل َق َدْ<br />
أ َمَرَ ا لل َّهُ ب ِا لِاسْتِعَاذ َةِ مِنْ شَر ِّهِ ، ف َق َال َ تَعَا ل َى : } وَمِنْ شَر ِّ حَاسِدٍ إذ َا حَسَدَ { وَ نَاهِيكَ ب ِ حَال ِ ذ َ لِكَ شَرا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
. {<br />
.<br />
دَب َّ إل َيْك ُمْ دَ اءُ ا ل ْأ ُمَم ِ ق َبْل َك ُمْ ا ل ْبَغْضَاءُ وَ ال ْحَسَدُ هِيَ ال ْ حَا لِق َة ُ حَا لِق َة ُ<br />
الد ِّ ين ِ ل َا حَا لِق َة ُ ا لش َّعْر ِ وَا َل َّذِي نَف ْسُ مُ حَم َّدٍ ب ِيَدِهِ ل َا تُؤْمِنُو ا حَت َّى تَحَاب ُّوا أ َل َا أ ُ نَب ِّئ ُك ُمْ ب ِأ َمْر ٍ إذ َا ف َعَل ْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ا ُف ْشُوَا<br />
ا لس َّل َامَ بَيْنَك ُمْ<br />
ف َأ َخْبَرَ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ب ِ حَال ِ ال ْحَسَدِ وَ أ َن َّ ا لت َّ حَا بُبَ يَنْفِيهِ وَ أ َن َّ ا لس َّل َامَ يَبْعَث ُ عَل َى ا لت َّ حَابُب ِ ، ف َصَارَ الس َّل َامُ إذ ًا<br />
نَافِيًا لِل ْ حَسَدِ<br />
وَق َدْ جَاءَ كِتَابُ ا لل َّهِ تَعَال َى ب ِمَا يُوَ افِقُ هَذ َاا ل ْق َوْل َ وَق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
عَ دَ اوَة ٌ ك َأ َ ن َّهُ وَ لِي ٌّ حَمِي مٌ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
} :<br />
{<br />
:<br />
ق َال َمُ جَاهِ دٌ<br />
: مَعْنَاهُ ادْف َعْ ب ِالس َّل َام ِ إسَاءَة َ ا ل ْمُسِيءِ .<br />
ادْف َعْ ب ِا َل َّتِي هِيَ أ َحْسَنُ ف َإ ِذ َا ال َّذِي بَيْنَك وَ بَيْنَهُ<br />
ق َدْ يَل ْبَث ُ ا لن َّا سُ حِينًا ل َيْسَ بَيْنُهُمْ وُد ٌّ ف َيَزْرَعُهُ الت َّسْلِيمُ وَالل ُّط ْفُ وَق َال َ بَعْضُ ا لس َّل َفِ : ال ْحَسَدُ أ َو َّل ُ<br />
ذ َ نْب ٍ عُصِيَ ا لل َّهُ ب ِهِ فِي ا لس َّمَاءِ ، يَعْن ِي حَسَدَ إ بْلِيسَ لِ آدَمَ عَل َيْهِ الس َّل َامُ وَ أ َو َّل ُ ذ َ نْب ٍ عُصِيَ ا لل َّهُ ب ِهِ فِيا ل ْأ َرْض ِ ، يَعْن ِي<br />
حَسَدَ ا بْن ِ آدَمَ لِأ َخِيهِ حَت َّى ق َتَل َهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ رَضِيَ ب ِق َضَاءِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى ل َمْ يَسْخَط ْهُ أ َحَدٌ ، وَمَنْ ق َنَعَ ب ِعَط َا ئِهِ ل َمْ يَدْخُل ْهُ حَسَ ٌد .<br />
: الن َّا سُ حَا سِ دٌوَمَ حْ سُودٌ ، وَ لِك ُ ل ِّ ن ِعْمَةٍ حَ سُودٌ .<br />
مَا رَأ َ يْتُ ظ َالِمًا أ َشْبَهَ ب ِمَظ ْل ُوم ٍ مِنْ ا ل ْحَسُودِ نَف َسٌدَائِ مٌ ، وَهَم ٌّ ل َا ز ِمٌ ، وَق َل ْبٌهَائِ مٌ .<br />
ف َأ َخَذ َهُ بَ عْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : إن َّ ا ل ْحَسُودَ ا لظ َّل ُومَ فِي ك َرْب ٍ يَ خَا ل ُهُ<br />
مَنْ يَرَ اهُ مَظ ْل ُومَا ذ َا نَف َس ٍ دَا ئِم ٍ عَل َى نَف َس ٍ يُظ ْه ِرُ مِنْهَا مَا ك َان َ مَك ْتُومَا وَ ل َوْ ل َمْ يَك ُنْ مِنْ ذ َم ِّ ال ْحَسَدِ إل َّا أ َ ن َّهُ خُل ُقٌ دَن ِ يءٌ<br />
يَتَوَج َّهُ نَحْوَ ال ْأ َك ْف َاءِ وَا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَيَ خْتَص ُّ ب ِا ل ْمُ خَا لِطِ وَا ل ْمُصَاحِب ِ ، ل َك َانَتْ ا لن َّزَ اهَة ُ عَنْهُ ك َرَمًا ، وَا لس َّل َامَة ُ مِنْهُ مَغْنَمًا .<br />
ف َك َيْفَ وَهُوَ ب ِا لن َّف ْس ِ مُ ضِر ٌّ ، وَعَل َىا ل ْهَ م ِّ مُ صِر ٌّ ، حَت َّى رُب َّمَا أ َف ْضَى ب ِصَاحِب ِهِ إل َى الت َّل َفِ مِنْ غ َيْر ِ ن ِك َا يَةٍ فِي عَ دُو ٍّ وَل َا<br />
إضْرَار ٍ ب ِمَحْسُودِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ل َيْسَ فِي خِصَال ِ ا لش َّر ِّ أ َعْدَل ُ مِنْ ال ْحَسَدِ ، يَق ْتُ ل ُ ال ْ حَاسِدَ ق َبْ ل َ أ َن ْ يَصِ ل َ إل َى
ا ل ْمَ حْسُودِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : يَك ْفِيك مِنْ ا ل ْ حَاسِدِ أ َ ن َّهُ يَغْتَم ُّ فِي وَق ْتِ سُرُو ر ِك .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : عُق ُو بَة ُ ال ْ حَاسِدِ مِنْ نَف ْسِهِ<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ : ق ُل ْتُلِأ َعْرَ اب ِي ٍّ<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِشُرَيْ ح ٍ ال ْق َاضِي<br />
ف َق َال َ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
.<br />
مَا نَف َعَك ا لل َّهُ ب ِذ َ لِكَ وَل َا ضَر َّن ِي .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
مَا أ َط ْوَل َ عُمُرَك ، ق َال َ<br />
: تَرَك ْتُ ال ْ حَسَدَ ف َبَقِيتُ .<br />
: إن ِّي ل َأ َحْسُدُك عَل َى مَا أ َرَى مِنْ صَبْر ِك عَل َى ال ْخُصُوم ِ ، وَوُق ُوفِك عَل َى غ َامِض ِ ال ْحُك ْ ِم .<br />
: اصْب ِرْ عَل َى ك َيْدِا ل ْحَسْو ِ دِ ف َإ ِن َّ صَبْرَكَ ق َا تِل ُهُ ف َا لن َّا رُ تَأ ْك ُ ل ُ بَعْضَهَا إن ْ ل َمْ<br />
تَج ِدْ مَا تَأ ْك ُل ُهُ وَحَقِيق َة ُ ال ْ حَسَدِ شِد َّة ُ ال ْأ َسَى عَل َى ال ْ خَيْرَ اتِ تَك ُون ُ لِلن َّا س ِ ا ل ْأ َف َا ضِ ل ِ وَهُوَ غ َيْرُ ا ل ْمُنَاف َسَةِ ، وَرُب َّمَا غ َلِط َ ق َوْمٌ<br />
ف َظ َن ُّو ا أ َن َّ ا ل ْمُنَاف َسَة َ فِيا ل ْخَيْر ِ هِيَ ال ْ حَسَدُ ، وَ ل َيْسَ ال ْأ َمْرُ عَل َى مَا ظ َن ُّوا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُنَاف َسَة َ ط َل َبُ ا لت َّشَب ُّهِ ب ِا ل ْأ َف َاضِ ل ِ مِنْ غ َيْر ِ<br />
إدْخَال ِ ضَرَر ٍ عَل َيْه ِمْ .<br />
وَ ال ْ حَسَدُمَ صْرُوفٌ إل َى الض َّرَ ر ِ ؛ لِأ َن َّ غ َايَتَهُ أ َن ْ يَعْدَمَ ا ل ْأ َف َا ضِ ل ُ ف َضْل َهُمْ ، مِنْ غ َيْر ِ أ َن ْ يَصِيرَ ال ْف َضْل ُ ل َهُ ، ف َهَذ َا ال ْف َرْقُ بَيْنَ<br />
ا ل ْمُنَاف َسَةِ وَ ال ْ حَسَدِ .<br />
ف َا ل ْمُنَاف َسَة ُ إذ ًاف َ ضِيل َة ٌ ؛ لِأ َن َّهَا دَ اعِيَة ٌ إل َى اك ْتِسَاب ِ ا ل ْف َضَائِ ل ِ وَالِاق ْتِدَاءِ ب ِأ َخْيَار ِ ا ل ْأ َف َاضِل ِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ {ا ل ْمُؤْمِنُ يَغْب ِط ُ وَال ْمُنَافِقُ يَ حْسُدُ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ نَافِسْ عَل َى ال ْ خَيْرَ اتِ أ َهْ ل َ ال ْعُل َا ف َإ ِن َّمَا الد ُّنْيَا أ َحَادِ يث ُ ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ فِي شَأ ْ ن ِهِ ك َادِ حٌف َوَ ار ِ ث ٌ مِنْهُمْ<br />
وَمَوْرُوث ُ وَاعْل َمْ أ َن َّ دَوَ اعِيَ ال ْ حَسَدِث َل َاث َة ٌ<br />
ف َيُثِيرُ حَسَدًا ق َدْ خَامَرَ بُغْضًا .<br />
وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ ل َا يَك ُون ُ عَاما وَ إ ِن ْ ك َان َ أ َضَر َّهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َيْسَ يُبْغِضُ ك ُ ل َّ ا لن َّا س ِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
. عَنْهُ<br />
: أ َحَدُهُمَا : بُغْضُا ل ْمَحْسُودِ ف َيَأ ْسَى عَل َيْهِ ب ِف َضِيل َةٍ تَظ ْهَرُ ، أ َوْ مَنْق َبَةٍ تُشْك َرُ ،<br />
: أ َن ْ يَظ ْهَرَ مِنْا ل ْمَحْسُودِ ف َ ضْ ل ٌ يَعْج ِزُ عَنْهُ ف َيَك ْرَهُ تَق َد ُّمَهُ فِيهِ وَ اخْتِصَا صَهُ ب ِهِ ، ف َيُثِيرُ ذ َ لِكَ حَسَدًا ل َوْل َاهُ ل َك َف َّ<br />
وَهَذ َا أ َوْسَط ُهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َا يَحْسُدُ ال ْأ َك ْف َاءُ مَنْ دَنَا ، وَإ ِن َّمَا يَ خْتَص ُّ ب ِ حَسَدِ مِنْ عَل َا .<br />
وَق َدْ يَمْتَز ِجُ ب ِهَذ َا الن َّوْ ع ِ ضَرْ بٌ مِنْ ا ل ْمُنَاف َسَةِ وَل َكِن َّهَا مَعَ عَ جْز ٍ ف َلِذ َلِكَ صَارَتْ حَسَدًا .<br />
: وَالث َّالِث ُ<br />
أ َن ْ يَك ُون َ فِي ال ْ حَاسِدِ شُ ح ٌّ ب ِا ل ْف َضَائِ ل ِ ،وَبُخْ ل ٌ ب ِا لن ِّعَم ِ وَ ل َيْسَتْ إ ل َيْهِ ف َيَمْنَعُ مِنْهَا ، وَل َا ب ِيَدِهِ ف َيَدْف َعُ عَنْهَا ؛ لِأ َن َّهَا<br />
مَوَ اهِبُ ق َدْ مَنَحَهَا ا لل َّهُ مَنْ شَاءَ ف َيَسْ خَط ُ عَل َى ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ فِي ق َضَا ئِهِ ، وَيَحْسُدُ عَل َى مَا مَنَ حَ مِنْ عَط َا ئِهِ ، وَ إ ِن ْ<br />
ك َانَتْ ن ِعَمُ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ عِنْدَهُ أ َك ْث َرَ ، وَمِنَ حُهُ عَل َيْهِ أ َظ ْهَرَ .<br />
وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ال ْ حَسَدِ أ َعَم َّهَا وَأ َخْبَث ُهَا إذ ْ ل َيْسَ لِصَاحِب ِهِ رَا حَة ٌ ، وَل َا لِر ِ ضَاهُغ َايَة ٌ ، ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِشَر ٍّ وَق ُدْرَةٍ ك َان َ بُورًا<br />
وَ ا نْتِق َامًا ، وَ إ ِن ْ صَادَفَ عَجْزًا وَمَهَا نَة ً ك َان َ ك َمَدًا وَسَق َامًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ : ال ْحَسُودُ مِنْ ا ل ْهَ م ِّ ك َسَاقِي الس ُّ م ِّ ، ف َإ ِن ْ سَرَى سُم ُّهُ زَال َ عَنْهُ غ َم ُّهُ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ ب ِ حَسَب ِ ف َضْ ل ِ ال ْإ ِنْسَانِ وَظ ُهُور ِ ا لن ِّعْمَةِ عَل َيْهِ يَك ُون ُ حَسَدُ ا لن َّا س ِ ل َهُ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َث ُرَ ف َضْل ُهُ ك َث ُرَ حُس َّادُهُ ، وَ إ ِن ْ ق َ ل َّ ق َل ُّوا ؛ لِأ َن َّ ظ ُهُورَ ا ل ْف َضْ ل ِ يُثِيرُ ا ل ْحَسَدَ ،
وَحُدُوث َ الن ِّعْمَةِ يُضَاعِفُ ا ل ْك َمَدَ .<br />
:<br />
:<br />
} اسْتَعِينُوا عَل َى ق َضَاءِ ال ْ حَوَ ائِ ج ِ ب ِسَتْر ِهَا ف َإ ِن َّ ك ُ ل َّ ذِي ن ِعْمَةٍمَحْ سُودٌ { .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَا ك َانَتْ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َى أ َحَدٍ إل َّا وَجَدَ ل َهَا حَاسِدًا ، ف َل َوْ ك َان َ ا لر َّجُ ل ُ أ َق ْوَمَ<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ مِنْ ا ل ْق َدْح ِ ل َمَا عَدِمَ غ َامِزًا .<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ إن ْ يَ حْسُدُو ن ِي ف َإ ِن ِّي غ َيْرُ ل َا ئِمِه ِمْ ق َبْلِي مِنْ ا لن َّا س ِ أ َهْ ل ُا ل ْف َضْ ل ِ ق َدْ حُسِدُو ا ف َدَ امَ لِي وَ ل َهُمْ مَا ب ِي وَمَا<br />
ب ِه ِمْ وَمَاتَ أ َك ْث َرُنَا غ َيْظ ًا ب ِمَا يَج ِدُ وَرُب َّمَا ك َان َ ال ْ حَسَدُ مُنَب ِّهًا عَل َى ف َضْ ل ِ ا ل ْمَ حْسُودِ وَ نَق ْص ِ ال ْ حَسُودِ ، ك َمَا ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ<br />
ا لط َّا ئِي ُّ<br />
ف َمِنْهَا<br />
:<br />
وَإ ِذ َا أ َرَادَ ا لل َّهُ نَشْرَ ف َضِيل َةٍ ط ُو ِيَتْ أ َتَاحَ ل َهَا لِسَان َ حَسُودِ ل َوْل َا اشْتِعَال ُ ا لن َّار ِ فِيمَا جَاوَرَتْ مَا ك َان َ يُعْرَفُ<br />
طِيبُ عَرْفِ ا ل ْعُودِ ل َوْل َا الت َّ خَو ُّفُ لِل ْعَوَ اقِب ِ ل َمْ يَزَل ْ لِل ْحَاسِدِ الن ُّعْمَى عَل َى ا ل ْمَ حْسُودِ ف َأ َم َّا مَا يَسْتَعْمِل ُهُ مَنْ ك َان َ غ َالِبًا<br />
عَل َيْهِ ا ل ْحَسَدُ ، وَك َان َ ط َبْعُهُ إ ل َيْهِ مَائِل ًا لِيَنْفِيَ عَنْهُ وَ يُك ْف َاهُ وَ يَسْل َمُ مِنْ ضَرَر ِهِ وَعَدَ اوَ تِهِ ، ف َأ ُمُو رٌ هِيَ ل َهُ حَ سْ مٌ إن ْ صَادَف َهَا<br />
عَزْمٌ .<br />
: ا ت ِّبَا عُ ا لد ِّ ين ِ فِي اجْتِنَا ب ِهِ ، وَالر ُّجُوع ِ إل َى ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ فِي آدَا ب ِهِ ، ف َيَق ْهَرُ نَف ْسَهُ عَل َى مَذ ْمُوم ِ خُل ُقِهَا ، وَيَنْق ُل ُهَا<br />
عَنْ ل َئِيم ِ ط َبْعِهَا .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ نَق ْ ل ُ ا لط ِّبَا ع ِ عَسِرًا ل َك ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ وَا لت َّدْر ِ ي ج ِ يَسْهُ ل ُ مِنْهَا مَا ا ُسْتُصْعِبَ ، وَيُ حَب َّبُ مِنْهَا مَا أ َ تْعَبَ وَ إ ِن ْ تَق َد َّمَ ق َوْل ُ<br />
: ا ل ْق َا ئِ ل ِ<br />
مَنْ رَ ب ُّهُ خَل َق َهُ ك َيْفَ يُخَل ِّي خَل ْق َهُ ، غ َيْرَ أ َ ن َّهُ إذ َا عَانَى تَهْذِ يبَ نَف ْسِهِ تَظ َاهَرَ ب ِا لت َّ خَل ُّق ِ دُون َ ال ْ خُل ُق ِ ، ث ُ م َّ ب ِا ل ْعَادَةِ<br />
يَصِيرُ ك َا ل ْ خُل ُق ِ .<br />
ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : ف َل َمْ أ َج ِدْ ا ل ْأ َخْل َا قَ إل َّا تَخَل ُّق ًا وَ ل َمْ أ َج ِدْ ال ْأ َف ْضَال َ إل َّا تَف َض ُّل َا وَمِنْهَا : ال ْعَق ْل ُ ال َّذِييَسْتَق ْب ِ حُ ب ِهِ مِنْ<br />
نَتَائِ ج ِ ال ْ حَسَدِ مَا ل َا يُرْ ضِيهِ ،وَ يَسْتَنْكِفُ<br />
مِنْ هُ جْنَةِ مُسَاو ِ يهِ ، ف َيُذ َل ِّ ل ُ نَف ْسَهُ أ َ نَف َة ً ، وَيَق ْهَرُهَا حَمِي َّة ً ، ف َتُذ ْعِنُ لِرُشْدِهَا ، وَ تُج ِيبُ إل َى صَل َاحِهَا .<br />
وَهَذ َا إن َّمَا يَصِ ح ُّ لِذِي ا لن َّف ْس ِ ال ْأ َ ب ِي َّةِ ، وَ ا ل ْه ِم َّةِ ا ل ْعَلِي َّةِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ذ ُو ال ْه ِم َّةِ يَج ِ ل ُّ عَنْ دَنَاءَةِ ا ل ْحَسَدِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
: أ َ ب ِي ٌّ ل َهُ نَف ْسَانِنَف ْ سٌ زَكِي َّة ُ وَ نَف ْسٌ إذ َا مَا خَاف َتْ ا لظ ُّل ْمَ تُشْمِسُ وَمِنْهَا : أ َن ْيَسْتَدْفِعَ ضَرَرَهُ ، وَيَتَوَق َّى<br />
أ َ ث َرَهُ ، وَ يَعْل َمَ أ َن َّ مَك َا نَتَهُ فِي نَف ْسِهِ أ َ بْل ُغ ُ وَمِنْ ال ْ حَسَدِ أ َ بْعَدُ ، ف َيَسْتَعْمِ ل ُ ال ْ حَزْمَ فِي دَف ْع ِ مَا ك َد َّهُ وَ أ َك ْمَدَهُ لِيَك ُون َ أ َط ْيَبَ<br />
نَف ْسًا وَ أ َهْنَأ َ عَيْشًا .<br />
وَق َدْ قِي ل َ : ا ل ْعَ جَبُ لِغَف ْل َةِ ال ْ حُس َّادِ عَنْ سَل َامَةِ ال ْأ َجْسَادِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
: بَصِيرٌ ب ِأ َعْق َاب ِ ا ل ْأ ُمُور ِ ك َأ َن َّمَا يَرَى ب ِصَوَاب ِ ا لر َّأ ْي ِ مَا هُوَ وَ اقِعُ وَمِنْهَا : مَا يَرَى مِنْ نُف ُور ِ الن َّا س ِ عَنْهُ<br />
وَ بُعْدِهِمْ مِنْهُ ف َيَ خَاف ُهُمْ إم َّا عَل َى نَف ْسِهِ مِنْ عَدَ اوَةٍ ، أ َوْ عَل َى عِرْ ضِهِ مِنْ مَل َامَةٍ ، ف َيَتَأ َ ل َّف ُهُمْ ب ِمُعَال َ جَةِ نَف ْسِهِ وَيَرَاهُمْ إن ْ<br />
صَل َ حُو ا أ َجْدَى نَف ْعًا وَ أ َخْل َصُ وُدا .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْعَمِيدِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى : دَاو ِي جَوًى ب ِجَوًى وَ ل َيْسَ ب ِ حَاز ِم ٍ مَنْ يَسْتَكِف ُّ ا لن َّارَ ب ِال ْ حَل ْف َاءِ وَق َال َ ا ل ْمُؤَم َّ ل ُ بْنُ<br />
أ ُمَيْ ل ٍ : ل َا تَ حْسَبُو ن ِي غ َن ِيا عَنْ مَوَد َّ تِك ُمْ إن ِّي إل َيْك ُمْ وَ إ ِن ْ أ َيَسَرْتُ مُف ْتَقِرُ وَمِنْهَا : أ َن ْ يُسَاعِدَ ا ل ْق َضَاءَ وَ يَسْتَسْلِمَ لِل ْمَق ْدُور ِ ،<br />
وَل َا يَرَى أ َن ْ يُغَا لِبَ ق َضَاءَ ا لل َّهِ ف َيَرْج ِعُ مَغْل ُوبًا ، وَل َا أ َن ْ يُعَار ِ ضَهُ فِي أ َمْر ِهِ ف َيُرَد ُّ مَحْرُومًا مَسْل ُوبًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َزْدَشِيرُ بْنُ بَا بَكَ<br />
: إذ َا ل َمْ يُسَاعِدْنَا ا ل ْق َضَاءُ سَاعَدْ نَاهُ .<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ : ق َدْرُ ا لل َّهِك َائِنٌ حِينَ يَق ْضِي وُ رُودُهُ ق َدْ مَضَى فِيك عِل ْمُهُ وَانْتَهَى مَا يُر ِيدُهُ ف َأ َر ِدْ مَا يَك ُون ُ إن ْ ل َمْ<br />
يَك ُنْ مَا تُر ِ يدُهُ ف َإ ِن ْأ َظ ْف َرَ تْهُ ا لس َّعَادَة ُ ب ِأ َحَدِ هَذِهِ ال ْأ َسْبَاب ِ ، وَهَدَ تْهُا ل ْمَرَاشِدُ إل َى اسْتِعْمَال ِ ا لص َّوَ اب ِ ، سَلِمَ مِنْ سَق َامِهِ ،<br />
وَخَل ُصَ مِنْ
غ َرَ امِهِ ، وَ اسْتَبْدَل َ ب ِا لن َّق ْص ِ ف َضْل ًا وَ اعْتَاضَ مِنْ ا ل ذ َّم ِّ حَمْدًا .<br />
وَ ل َمَنْ اسْتَنْزَل َ نَف ْسَهُ عَنْ مَذ َم َّةٍ ف َصَرَف َهَا عَنْ ل َا ئِمَةٍ هُوَ أ َظ ْهَرُ حَزْمًا وَأ َق ْوَى عَزْمًا مِم َّنْ ك َف َتْهُ ا لن َّف ْسُ ج ِهَادَهَا ، وَ أ َعْط َتْهُ<br />
قِيَادَهَا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : خِيَا رُك ُمْ ك ُ ل ُّ مُف َت َّن ٍ تَو َّاب ٍ<br />
.<br />
وَ إ ِن ْ صَد َّ تْهُ ا لش َّهْوَة ُ عَنْ مَرَ اشِدِهِ ، وَأ َ ضَل َّهُال ْ حِرْمَان ُ عَنْ مَق َاصِدِهِ ، ف َا نْق َادَ لِلط َّبْع ِ الل َّئِيم ِ ، وَغ َل َبَ عَل َيْهِ ال ْ خُل ُقُ ا لذ َّمِيم ِ ،<br />
حَت َّى ظ َهَرَ حَسَدُهُ وَاشْتَ د َّ ك َمَدُهُ ، ف َق َدْ بَاءَ ب ِأ َرْبَع ِ مَ ذ َ ام َّ :إحْدَ اهُن َّ : حَسَرَ اتُ ال ْ حَسَدِ وَسَق َامُ ال ْ جَسَدِ ، ث ُ م َّ ل َا يَ ج ِدُ<br />
لِحَسْرَ تِهِ ا نْتِهَاءً ، وَل َا يُؤَم ِّ ل ُ لِسَق َامِهِ شِف َاءً .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ<br />
: ا ل ْحَسَدُ دَ اءُ ال ْ جَسَدِ .<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ :انْ خِف َا ضُ ا ل ْمَنْز ِ ل َةِ وَانْحِط َاط ُا ل ْمَرْ تَبَةِ لِانْ حِرَ افِ ا لن َّا س ِ عَنْهُ ، وَ نُف ُور ِهِمْ مِنْهُ وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ<br />
ال ْ حَسُودُ ل َا يَسُودُ .<br />
:<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ : مَق ْتُ ا لن َّا س ِ ل َهُ حَت َّى ل َا يَ ج ِدَ فِيه ِمْ مُحِبا ، وَعَدَ اوَتُهُمْ ل َهُ حَت َّى ل َا يَرَى فِيه ِمْ وَلِيا ، ف َيَصِيرُ ب ِا ل ْعَدَ اوَةِ مَأ ْ ث ُورًا ،<br />
وَ ب ِا ل ْمَق ْتِ مَزْجُورًا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } شَر ُّ الن َّا س ِ مَنْ يُبْغِضُ ا لن َّا سَ وَ يُبْغِضُوهُ { .<br />
وَالر َّاب ِعَة ُ : إسْ خَاط ُ ا لل َّهِ تَعَال َى فِي مُعَارَ ضَتِهِ ، وَ اجْتِنَاءِا ل ْأ َوْزَار ِ فِي مُخَا ل َف َتِهِ ، إذ ْ ل َيْسَ يَرَى ق َضَاءَ ا لل َّهِ عَدْل ًا ، وَل َا لِن ِعَمِهِ<br />
مِنْ ا لن َّا س ِ أ َهْل ًا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } ال ْ حَسَدُ يَأ ْك ُ ل ُ ال ْحَسَنَاتِ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ ا لن َّا رُ ا ل ْ حَط َبَ { .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْمُعْتَز ِّ : ا ل ْحَاسِدُمُغْتَاظ ٌ عَل َى مَنْ ل َا ذ َ نْبَ ل َهُ ، بَخِي ل ٌ ب ِمَا ل َا يَمْلِك ُهُ ، ط َا لِبُ مَا ل َا يَج ِدُهُ .<br />
وَإ ِذ َا بُلِيَ ال ْإ ِنْسَان ُ ب ِمَنْ هَذِهِ حَا ل ُهُ مِنْ حُس َّادِ ا لن ِّعَم ِ وَأ َعْدَاءِ ا ل ْف َضْ ل ِ اسْتَعَاذ َ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ شَر ِّهِ ، وَتَوَق َّى مَصَار ِ عَ ك َيْدِهِ ،<br />
وَ تَحَر َّزَ مِنْ غ َوَ ائِ ل ِ حَسَدِهِ ،<br />
وَ أ َ بْعَدَ عَنْ مُل َا بَسَتِهِ .<br />
وَ إ ِدْ نَا ئِهِ لِعَضْ ل ِ دَ ا ئِهِ ، وَإ ِعْوَاز ِ دَوَ ا ئِهِ .<br />
ف َق َدْ قِي ل َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ<br />
:<br />
:<br />
: حَاسِدُ ا لن ِّعْمَةِ ل َا يُرْضِيهِ إل َّا زَوَا ل ُهَا .<br />
مَنْ ضَر َّ ب ِط َبْعِهِ ف َل َا تَأ ْنَسْ ب ِق ُرْ ب ِهِ ، ف َإ ِن َّ ق َل ْبَ ا ل ْأ َعْيَانِ صَعْبُ ال ْمَرَام ِ .<br />
أ َسَدٌ تُق َا ر ِ بُهُخَيْرٌ مِنْ حَسُودٍ تُرَ اقِبُهُ .<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ : أ َعْط َيْتُ ك ُ ل َّ ا لن َّا س ِ مِنْ نَف ْسِي ا لر ِّضَى إل َّا ا ل ْحَسُودَ ف َإ ِ ن َّهُ أ َعْيَان ِي مَا إن َّ لِي ذ َنْبًا إ ل َيْهِ عَلِمْتُهُ إل َّا<br />
تَظ َاهَرَ ن ِعْمَة َ ا لر َّحْمَن ِ وَأ َبَى ف َمَا يُرْ ضِيهِ إل َّا ذِل َّتِي وَذ َهَابُ أ َمْوَ الِي وَق َط ْعُ لِسَا ن ِي وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ<br />
: وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} ث َل َاث َة ٌ ل َا يَسْل َمُ أ َحَدٌ مِنْهُن َّ : ا لط ِّيَرَة ُ وَسُوءُ ا لظ َّن ِّ ، وَا ل ْحَسَدُ .<br />
ف َإ ِذ َا تَط َي َّرْت ف َل َا تَرْج ِعْ ، وَإ ِذ َا ظ َنَنْتَ ف َل َا تَتَ حَق َّقْ ، وَإ ِذ َا حَسَدْتَ ف َل َا تَبْغ ِ {<br />
ا ل ْمُوَا ضَعَة ُ وَا ل ْإ ِ صْل َاحُ .<br />
ف َ صْ ل ٌ<br />
.<br />
:<br />
وَأ َم َّا آدَ ابُ ا ل ْمُوَا ضَعَةِ وَا لِا صْطِل َاح ِ ف َضَرْ بَانِ<br />
لِأ ُ صُو لِهِ .<br />
وَالث َّان ِي مَا تَك ُون ُا ل ْمُوَا ضَعَة ُ فِي ف ُرُوعِهِ وَ أ ُ صُو لِهِ .<br />
: أ َحَدُهُمَا مَا تَك ُون ُا ل ْمُوَا ضَعَة ُ فِي ف ُرُوعِهِ ، وَال ْعَق ْل ُ مُو ج ِبٌ
وَذ َ لِكَ مُت َّضِ حٌ فِي ا ل ْف ُصُول ِ ال َّتِي نَذ ْك ُرُهَا إذ َا سُب ِرَتْ وَهِيَ ث َمَا ن ِيَ ٌة .<br />
:<br />
ال ْف َصْل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي ال ْك َل َام ِ وَ الص َّمْتِ اعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْك َل َامَتَرْ جُمَان ٌ يُعَب ِّرُ عَنْ مُسْتَوْدَعَاتِ ا لض َّمَا ئِر ِ ، وَيُ خْب ِرُ ب ِمَك ْنُو نَاتِ<br />
ا لس َّرَا ئِر ِ ، ل َا يُمْكِنُ اسْتِرْجَاعُ بَوَ ادِر ِهِ ، وَل َا يُق ْدَ رُ عَل َى رَد ِّ شَوَار ِدِهِ .<br />
ف َ حَق ٌّ عَل َى ا ل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ يَحْتَر ِزَ مِنْ زَ ل َلِهِ ب ِال ْإ ِمْسَاكِ عَنْهُ أ َوْب ِا ل ْإ ِق ْل َال ِ مِنْهُ<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ لِمُعَاذٍ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
} رَحِمَ ا لل َّهُ مَنْ ق َال َ خَيْرًا ف َغَن ِمَ ، أ َوْ سَك َتَ ف َسَلِمَ { .<br />
} يَا مُعَاذ ُ أ َنْتَ سَالِ مٌ مَا سَك َت َّ ، ف َإ ِذ َا تَك َل َّمْتَ ف َعَل َيْك أ َوْ ل َك { .<br />
: ا لل ِّسَان ُمِعْيَا رٌ أ َط َاشَهُ ال ْجَهْل ُ وَأ َرْجَ حَهُ ال ْعَق ْ ُل .<br />
: ال ْزَمْ الص َّمْتَ تُعَ د ُّ حَكِيمًا ، جَاهِل ًا ك ُنْتَ أ َوْ عَالِمًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : سَعِدَ مَنْ لِسَا نُهُ صَمُو تٌ ، وَك َل َامُهُ ق ُو تٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ مِنْ أ َعْوَذِ مَا يَتَك َل َّمُ ب ِهِ ا ل ْعَاقِ ل ُ أ َن ْ ل َا يَتَك َل َّمَ إل َّا لِ حَاجَتِهِ أ َوْ مَحَ ج َّتِهِ ، وَل َا يُف َك ِّرُ إل َّا<br />
آخِرَ تِهِ .<br />
:<br />
فِي عَاقِبَتِهِ أ َوْ فِي<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ ال ْزَمْ الص َّمْتَ ف َإ ِ ن َّهُ يُك ْسِبُك صَف ْوَ ال ْمَ حَب َّةِ ، وَيُؤْمِنُك سُوءَ ا ل ْمَغَب َّةِ ، وَيُل ْب ِسُك ث َوْبَ ا ل ْوَق َار ِ ،<br />
وَ يَك ْفِيكَ مَئ ُو نَة َ ا لِاعْتِذ َار ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ<br />
:<br />
اعْقِل ْ لِسَانَك إل َّا عَنْ حَق ٍّ تُوَ ض ِّ حُهُ ، أ َوْ بَاطِ ل ٍ تَدْحَضُهُ ، أ َوْ حِك ْمَةٍ تَنْشُرُهَا ، أ َوْ ن ِعْمَةٍ تَذ ْك ُرُهَا<br />
.<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : رَ أ َ يْتُ ا ل ْعِز َّ فِي أ َدَب ٍ وَعَق ْ ل ٍ وَفِي ال ْ جَهْ ل ِ ا ل ْمَذ َ ل َّة ُ وَال ْهَوَان ُ وَمَا حُسْنُ ا لر ِّجَال ِ ل َهُمْ ب ِحُسْن ٍ إذ َا ل َمْ<br />
يُسْعِدْ ال ْحُسْنَ ا ل ْبَيَان ُ ك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ عَيْبًا أ َن ْ تَرَ اهُ ل َهُ وَ جْهٌ وَ ل َيْسَ ل َهُ لِسَان ُ وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْك َل َام ِ شُرُوط ًا ل َا يَسْل َمُ ا ل ْمُتَك َل ِّمُ مِنْ<br />
ا لز َّ ل َ ل ِ إل َّا ب ِهَا ، وَل َا يَعْرَى مِنْ ا لن َّق ْص ِ إل َّا بَعْدَ أ َن ْ يَسْتَوْفِيَهَا وَهِيَ أ َرْ بَعَ ٌة : ف َا لش َّرْط ُ ال ْأ َو َّل ُ<br />
إ ل َيْهِ إم َّا فِي اجْتِل َاب ِ نَف ْع ٍ أ َوْ دَف ْع ِ ضَرَر ٍ .<br />
وَ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />
وَ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
أ َن ْ يَأ ْتِيَ ب ِهِ فِي مَوْ ضِعِهِ ، وَيَتَوَخ َّى ب ِهِ إ صَا بَة َ ف ُرْ صَتِهِ .<br />
أ َن ْ يَق ْتَصِرَ مِنْهُ عَل َى ق َدْر ِ حَاجَتِهِ .<br />
وَ الش َّرْط ُ ا لر َّا ب ِعُ أ َن ْ يَتَ خَي َّرَ ا لل َّف ْظ َ ال َّذِي يَتَك َل َّمُ ب ِهِ .<br />
ف َهَذِهِ أ َرْ بَعَة ُ شُرُوطٍ مَتَى أ َخَ ل َّ ا ل ْمُتَك َل ِّمُ ب ِشَرْطٍ مِنْهَا ف َق َدْ أ َوْهَنَ ف َضِيل َة َ بَاقِيهَا .<br />
وَسَنَذ ْك ُرُ تَعْلِي ل َ ك ُ ل ِّ شَرْطٍ مِنْهَا ب ِمَا يُنَب ِّئ ُ عَنْ ل ُزُومِهِ .<br />
.<br />
:<br />
أ َن ْ يَك ُون َ ا ل ْك َل َامُ لِدَا ع ٍ يَدْعُو<br />
ف َأ َم َّا الش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ وَهُوَ الد َّاعِي إل َى ا ل ْك َل َام ِ ؛ ف َلِأ َن َّ مَا ل َا دَ اعِيَ ل َهُهَ ذ َيَان ٌ ، وَمَا ل َا سَبَبَ ل َهُ هَجْرٌ<br />
وَمَنْ سَامَ حَ نَف ْسَهُ فِي ال ْك َل َام ِ ، إذ َا عَن َّ وَ ل َمْ يُرَا ع ِ صِ ح َّة َ دَوَ اعِيهِ ، وَإ ِ صَا بَة َ مَعَا ن ِيهِ ، ك َان َ ق َوْ ل ُهُ مَرْذ ُول ًا ، وَرَ أ ْ يُهُ مَعْل ُول ًا ،<br />
ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ ا بْن ِ عَا ئِشَة َ أ َن َّ شَابا ك َان َ يُجَالِسُ ال ْأ َحْنَفَ وَ يُطِي ل ُ الص َّمْتَ ، ف َأ َعْ جَبَ ذ َ لِكَ ا ل ْأ َحْنَفَ ف َ خَل َتْا ل ْ حَل ْق َة ُ<br />
يَوْمًا ف َق َال َ ل َهُا ل ْأ َحْنَفُ : تَك َل َّمْ يَا ا بْنَ أ َخِي .<br />
ف َق َال َ يَا عَ م ِّ ل َوْ أ َن َّ رَجُل ًا سَق َط َ مِنْ شُرَفِ هَذ َاا ل ْمَسْ ج ِدِ هَل ْ ك َان َ يَضُر ُّهُ شَ يْءٌ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
مَسْتُورًا .<br />
يَا ا بْنَ أ َخِي ل َيْتَنَا تَرَك ْنَاك<br />
ث ُ م َّ تَمَث َّ ل َا ل ْأ َحْنَفُ ب ِق َوْل ِا ل ْأ َعْوَر ِ الش َّن ِّي ُّ :وَك َائِنٌ تَرَى مِنْ صَاحِب ٍ ل َكمُعْج ِبٌ ز ِيَادَ تُهُ أ َوْ نَق ْصُهُ فِي ا لت َّك َل ُّم ِ لِسَان ُ ال ْف َتَى<br />
ن ِ صْفٌ وَن ِصْفٌ ف ُؤَ ادُهُ ف َل َمْ يَبْقَ إل َّا صُورَة ُ ا لل َّحْم ِ وَا لد َّم ِ وَك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ أ َب ِي يُوسُفَ ا ل ْف َقِيهِ أ َن َّ رَجُل ًا ك َان َ يَ جْلِسُ إل َيْهِ
ف َيُطِيل ُ ا لص َّمْتَ ، ف َق َال َ ل َهُ أ َبُو يُوسُفَ : أ َل َا تَسْأ َل ُ ؟ ق َال َ : بَل َى .<br />
مَتَى يُف ْطِرُ ا لص َّائِمُ ؟ ق َال َ<br />
ا لش َّمْسُ .<br />
إذ َا غ َرَبَتْ :<br />
ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ تَغْرُبْ إل َى ن ِصْفِ ا لل َّيْ ل ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
ف َتَبَس َّمَ أ َبُو يُوسُفَ رَحِمَهُ ا لل َّهُ وَ تَمَث َّ ل َ ب ِبَيْتِي ِّ ال ْ خَط َفِي ِّ جَ د ِّ جَر ِ ير ٍ : عَ ج ِبْتُ<br />
لِإ ِزْرَ اءِ ا ل ْعَي ِي ِّ ب ِنَف ْسِهِ وَ صَمْتِ ال َّذِي ق َدْ ك َان َب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َعْل َمَا وَفِي ا لص َّمْتِ سِتْرٌ لِل ْغَب ِي ِّ وَ إ ِ ن َّمَا صَ حِيف َة ُ ل ُب ِّا ل ْمَرْءِ أ َن ْ يَتَك َل َّمَا<br />
وَمِم َّا أ ُط ْر ِف ُك ب ِهِ عَن ِّي أ َن ِّي ك ُنْتُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِي ب ِال ْبَصْرَةِ وَأ َنَامُق ْب ِ ل ٌ عَل َى تَدْر ِيس ِ أ َصْ حَاب ِي إذ ْ دَخَ ل َ عَل َي َّ رَجُ ل ٌ مُ سِن ٌّ<br />
ق َدْ نَاهَزَ ا لث َّمَا ن ِينَ أ َوْ جَاوَزَهَا .<br />
: ف َق َال َ لِي<br />
:<br />
ق َدْ ق َصَدْتُك ب ِمَسْأ َ ل َةٍ اخْتَرْتُك ل َهَا .<br />
ف َق ُل ْت اسْأ َل ْ -عَاف َاك ا لل َّهُ - وَظ َنَنْتُهُ يَسْأ َل ُ عَنْ حَادِثٍ نَزَل َ ب ِهِ ، ف َق َال َ<br />
هُوَ ؟ ف َإ ِن َّ هَذ َ يْن ِ لِعِظ َم ِ شَأ ْن ِه ِمَا ل َا يُسْأ َل ُ عَنْهُمَا إل َّا عُل َمَاءُ ا لد ِّ ين ِ<br />
:<br />
.<br />
أ َخْب ِرْن ِي عَنْ نَ جْم ِ إ بْلِيسَ ، وَنَ جْم ِ آدَمَ ، مَا<br />
ف َعَ ج ِبْتُ وَعَج ِبَ مَنْ فِي مَجْلِسِي مِنْ سُؤَا لِهِ وَبَدَرَ إ ل َيْهِ ق َوْمٌ مِنْهُمْ ب ِال ْإ ِنْك َار ِ وَ الِاسْتِ خْف َافِ ف َك َف َف ْتُهُمْ وَق ُل ْتُ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
هَذ َا ل َا يَق ْنَعُ<br />
مَعَ مَا ظ َهَرَ مِنْ حَا لِهِ إل َّا ب ِ جَوَاب ٍ مِث ْلِهِ<br />
ف َأ َق ْبَل ْتُ عَل َيْهِ ، وَ ق ُل ْتُ يَا هَذ َا إن َّ ا ل ْمُنَ ج ِّمِينَ يَزْعُمُون َ أ َن َّ نُجُومَ ا لن َّا س ِ ل َا تُعْرَفُ إل َّا ب ِمَعْر ِف َةِ مَوَا لِيدِهِمْ ف َإ ِن ْ ظ َف َرْتَ ب ِمَنْ<br />
يَعْر ِفُ ذ َلِكَ ف َاسْأ َل ْهُ .<br />
ف َ حِينَئِذٍ أ َق ْبَ ل َ عَل َي َّ وَق َال َ<br />
ث ُ م َّ ا نْصَرَفَ مَسْرُورًا .<br />
ف َل َم َّا ك َان َ بَعْدَ أ َ ي َّام ٍ عَادَ وَق َال َ<br />
: جَزَاك ا لل َّهُ خَيْرًا .<br />
:<br />
مَا وَجَدْت إل َى وَق ْتِي هَذ َا مَنْ يَعْر ِفُ مَوْ لِدَ هَذ َ يْن ِ<br />
.<br />
ف َانْظ ُرْ إل َى هَؤُ ل َاءِ ك َيْفَ أ َبَانُوا ب ِا ل ْك َل َام ِ عَنْ جَهْلِه ِمْ ، وَ أ َعْرَ بُو ا ب ِالس ُّؤَال ِ عَنْ نَق ْصِه ِمْ ، إذ ْ ل َمْ يَك ُنْ ل َهُمْ دَ ا ع ٍ إ ل َيْهِ ، وَل َا<br />
رَو ِ ي َّة ٌ فِيمَا تَك َل َّمُوا ب ِهِ .<br />
وَ ل َوْ صَدَرَ عَنْ رَو ِ ي َّةٍ وَدَعَا إ ل َيْهِ دَا ع ٍ ل َسَلِمُو ا مِنْ شَيْن ِهِ ، وَ بَر ِ ئ ُو ا مِنْ عَيْب ِهِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
تَك َل َّمَ وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
عَل َيْهِ أ َمْسَكَ .<br />
:<br />
:<br />
وَق َل ْبُ ا ل ْ جَاهِ ل ِ مِنْ وَرَ اءِ لِسَا ن ِهِ يَتَك َل َّمُ ب ِك ُ ل ِّ مَا عَرَضَ ل َهُ { .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ مَنْ ل َمْ يَعُ د َّ ك َل َامَهُ مِنْ عَمَلِ هِ ك َث ُرَتْ خَط َايَاهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : عَق ْ ل ُا ل ْمَرْءِمَ خْبُوءٌ تَ حْتَ لِسَا ن ِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
} لِسَان ُ ا ل ْعَاقِ ل ِ مِنْ وَرَ اءِ ق َل ْب ِهِ ف َإ ِذ َا أ َرَادَ ال ْك َل َامَ رَجَعَ إل َى ق َل ْب ِهِ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َهُ<br />
احْب ِسْ لِسَا نَك ق َبْ ل َ أ َن ْ يُطِي ل َ حَبْسَك أ َوْ يُتْلِفَ نَف ْسَك ، ف َل َا شَيْءَ أ َوْل َى ب ِط ُول ِ حَبْس ٍ مِنْ لِسَانٍ<br />
يَق ْصُرُ عَنْ الص َّوَاب ِ ، وَ يُسْر ِ عُ إل َى ال ْ جَوَ اب ِ .<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ وَمِم َّا ك َانَتْ ال ْ حُك َمَاءُ ق َال َتْ لِسَان ُ ا ل ْمَرْءِ مِنْ تَبَع ِ ا ل ْف ُؤَادِ وَك َان َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ يَ حْسِمُ<br />
ا لر ُّخْصَة َ فِي ا ل ْك َل َام ِ وَ يَق ُول ُ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا جَال َسْت ال ْ جُه َّال َ ف َأ َنْصِتْ ل َهُمْ ، وَإ ِذ َا جَال َسْت ا ل ْعُل َمَاءَ ف َأ َ نْصِتْ ل َهُمْ ، ف َإ ِن َّ فِي<br />
إنْصَاتِك لِل ْجُه َّال ِ ز ِ يَادَة ً فِي ال ْ حِل ْم ِ ، وَفِي إنْصَاتِك لِل ْعُل َمَاءِ ز ِ يَادَة ً فِي ا ل ْعِل ْم ِ .<br />
وَأ َم َّا الش َّرْط ُ الث َّان ِي ف َهُوَ أ َن ْ يَأ ْتِيَ ب ِا ل ْك َل َام ِ فِي مَوْ ضِعِهِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َل َامَ فِي غ َيْر ِ حِين ِهِ ل َا يَق َعُ مَوْقِعَ ا لِانْتِف َا ع ِ ب ِهِ ، وَمَا ل َا
يَنْف َعُ مِنْ ال ْك َل َام ِ ف َق َدْ تَق َد َّمَ ال ْق َوْل ُ ب ِأ َ ن َّهُهَذ َيَان ٌ وَهَجْرٌ ، ف َإ ِن ْ ق َد َّمَ مَا يَق ْتَضِي ا لت َّأ ْخِيرَ ك َان َ عَ جَل َة ً وَخَرَق ًا وَ إ ِن ْ أ َخ َّرَ مَا<br />
يَق ْتَضِي الت َّق ْدِيمَ ك َان َ تَوَ ان ِيًا وَعَجْزًا ؛ لِأ َن َّ لِك ُ ل ِّ مَق َام ٍ ق َوْل ًا ، وَفِي ك ُ ل ِّ زَمَانٍ عَمَل ًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : تَضَعُ ا ل ْحَدِيث َ عَل َى مَوَ ا ضِعِهِ وَك َل َامُهَا مِنْ بَعْدِهَا نَزْرُ وَأ َم َّا ا لش َّرْط ُ ا لث َّالِث ُ : وَهُوَ أ َن ْ يَق ْتَصِرَ مِنْهُ<br />
عَل َى ق َدْر ِ حَاجَتِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا ل ْك َل َامَ إن ْ ل َمْ يَنْ حَصِرْ ب ِا ل ْحَاجَةِ ، وَل َمْ يُق َد َّرْ ب ِا ل ْكِف َا يَةِ ، ل َمْ يَك ُنْ لِحَد ِّهِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِق َدْر ِهِن ِهَايَة ٌ .<br />
وَمَا ل َمْ يَك ُنْ مِنْ ا ل ْك َل َام ِ مَحْصُورًا ك َان َ حَصْرًا إن ْ ق َصُرَ ، وَهَذ ْرًا إن ْ ك َث ُرَ .<br />
} وَرُو ِيَ<br />
أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا تَك َل َّمَ عِنْدَ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَط َو َّل َ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى الل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : ك َمْ دُون َ<br />
لِسَا ن ِك مِنْ حِ جَاب ٍ ؟ ق َال َ<br />
: شَف َتَايَ<br />
:<br />
وَ أ َسْنَا ن ِي .<br />
ق َال َ ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ يَك ْرَهُ ا لِا نْب ِعَا قَ فِي ا ل ْك َل َام ِ<br />
. {<br />
ف َنَض َّرَ ا لل َّهُ وَجْهَ امْر ِئ ٍ أ َوْجَزَ فِي ك َل َامِهِ ، ف َاق ْتَصَرَ عَل َى حَاجَتِهِ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ بَعْضَ ال ْ حُك َمَاءِ رَأ َى رَجُل ًا يُك ْثِرُ ا ل ْك َل َامَ وَ يُقِ ل ُّ الس ُّك ُوتَ ف َق َال َ<br />
وَاحِدًا لِيَك ُون َ مَا تَسْمَعُهُ ضِعْفَ مَا تَتَك َل َّمُ ب ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ك َث ُرَ ك َل َامُهُ ك َث ُرَتْ آ ث َامُهُ .<br />
إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى إن َّمَا خَل ْقَ ل َك أ ُذ ُ نَيْن ِ وَلِسَا نًا<br />
وَق َال َ ا بْنُ مَسْعُودٍ : أ ُنْذِ رُك ُمْ ف ُضُول َا ل ْمَنْطِق ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : ك َل َامُ ا ل ْمَرْءِ بَيَان ُ ف َضْلِهِ ، وَ تَرْجُمَان ُ عَق ْلِهِ ، ف َاق ْصُرْهُ عَل َى ال ْ جَمِي ل ِ وَ اق ْتَصِرْ مِنْهُ عَل َى ا ل ْق َلِي ل ِ ،<br />
وَإ ِي َّاكَ مَا يُسْ خِط ُ سُل ْط َانَك ، وَ يُوحِشُ إخْوَانَك ، ف َمَنْ أ َسْ خَط َ سُل ْط َا نَهُ تَعَر َّضَ لِل ْمَن ِي َّةِ وَمَنْ أ َوْحَشَ إخْوَا نَهُ تَبَر َّ أ َ مِنْ<br />
ال ْ حُر ِّ ي َّةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَز ِن ْ ا ل ْك َل َامَ إذ َا نَط َق ْتَ ف َإ ِن َّمَا يُبْدِي عُيُوبَ ذ َو ِي ا ل ْعُيُوب ِ ا ل ْمَنْطِقُ وَ لِمُ خَا ل َف َةِ ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ مِنْ<br />
ال ْك َل َام ِ حَا ل َتَانِ<br />
: تَق ْصِيرٌ يَك ُون ُ حَصْرًا ، وَ تَك ْثِيرٌ يَك ُون ُ هَذ ْرًا ، وَكِل َاهُمَا شَيْنٌ .<br />
وَشَيْنُ ا ل ْهَذ َر ِ أ َشْنَعُ ، وَرُب َّمَا ك َان َ فِي ا ل ْغَا لِب ِ أ َخْوَفَ .<br />
. {<br />
:<br />
ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } وَهَ ل ْ يَك ُب ُّ الن َّا سَ عَل َى مَنَاخِر ِهِمْ فِي نَار ِ جَهَن َّمَ إل َّا حَصَائِدُ أ َل ْسِنَتِه ِمْ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مَق ْتَ ل ُ ا لر َّجُ ل ِ بَيْنَ ف َك َّيْهِ ، وَق َال َ بَعْضُ ال ْبُل َغَاءِ ال ْحَصْرُ خَيْرٌ مِنْ ال ْهَذ ْر ِ ؛ لِأ َن َّال ْ حَصْرَ يُضَع ِّفُ<br />
ال ْحُ ج َّة َ ، وَا ل ْهَذ ْرَ يُتْلِفُ ا ل ْمَحَ ج َّة َ .<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ : رَأ َيْت ا لل ِّسَان َ عَل َى أ َهْلِهِ إذ َا سَاسَهُ ال ْجَهْل ُ ل َيْث ًا مُغِيرَا وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : يَا رُب َّ أ َ ل ْسِنَةٍ ك َا لس ُّيُوفِ<br />
تَق ْط َعُ أ َعْنَا قَ أ َصْ حَاب ِهَا .<br />
وَمَا يَنْق ُصُ مِنْ هَيْئ َاتِ ا لر ِّجَال ِ يَز ِ يدُ فِي ب ِهَائِهَا وَ أ َل ْبَاب ِهَا .<br />
وَق َدْ ذ َهَبَ بَعْضُهُمْ إل َى أ َن َّ ال ْك َل َامَ إذ َا ك َث ُرَ عَنْ ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ ، وَزَ ادَ عَل َى حَ د ِّ ال ْكِف َا يَةِ ، وَك َان َ صَوَابًا ل َا يَشُو بُهُ<br />
خَط َ ل ٌ ، وَسَلِيمًا ل َا يَتَعَو َّدُهُ زَل َ ل ٌ ، ف َهُوَ ال ْبَيَان ُ وَا لس َّ حَرُ ال ْ حَل َال ُ .<br />
.<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ ، وَق َدْ ذ ُم َّ ا ل ْك َل َامُ فِي مَ جْلِسِهِ : ك َلًّا إن َّ مَنْ تَك َل َّمَ ف َأ َحْسَنَ ق َدَرَ عَل َى أ َن ْ يَسْك ُتَ ف َيُ حْسِنَ<br />
، وَ ل َيْسَ مَنْ سَك َتَ ف َأ َحْسَنَ ق َدَرَ عَل َى أ َن ْ يَتَك َل َّمَ ف َيُحْسِنَ<br />
وَوَ صَفَ بَعْضُهُمْ ال ْك َاتِبَ ف َق َال َ : ال ْك َا تِبُ مَنْ إذ َا أ َخَذ َ شِبْرًا ك َف َاهُ ، وَإ ِذ َا وَجَدَ ط ُومَارًا أ َمْل َاهُ .
وَ أ َنْشُدَ بَعْضُهُمْ فِي خُط َبَاءِ إ يَادٍ : يَرْمُون َ ب ِال ْ خُط َب ِ ا لط ِّوَ ال ِ وَتَارَة ً وَحْيَ ا ل ْمَل َاحِظِ خِيف َة َ ا لر ُّق َبَاءِ وَق َال َ ال ْهَيْث َمُ بْنُ صَا لِ ح ٍ<br />
لِا بْن ِهِ<br />
ف َق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
: يَا بُنَي َّ إذ َا أ َق ْل َل ْتَ مِنْ ا ل ْك َل َام ِ أ َك ْث َرْتَ مِنْ الص َّوَاب ِ .<br />
يَا أ َ بَتِ ف َإ ِن ْ أ َنَا أ َك ْث َرْتُ وَأ َك ْث َرْت يَعْن ِي ك َل َامًا وَصَوَابًا .<br />
يَا بُنَي َّ مَا رَأ َ يْتُ مَوْعُوظ ًا أ َحَق َّ ب ِأ َن ْ يَك ُون َ وَاعِظ ًا مِنْك .<br />
وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ<br />
تَق ُو ل ُهُ ف َصَمْتُكَ عَنْ غ َيْر ِ ا لس َّدَ ادِ سَدَادُ وَقِي ل َ لِإ ِيَاس ِ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ<br />
صَوَا بًا أ َوْ خَط َأ ً ؟ ق َال ُوا<br />
ق َال َ<br />
:<br />
: تَك َل َّمْ وَسَد ِّدْ مَا اسْتَط َعْت ف َإ ِن َّمَا ك َل َامُكَ حَ ي ٌّ وَا لس ُّك ُوتُ جَمَادُ ف َإ ِن ْ ل َمْ تَ ج ِدْ ق َوْل ًا سَدِ يدًا<br />
مَا فِيكعَيْبٌ إل َّا ك َث ْرَة ُ ال ْك َل َام ِ ، ف َق َال َ<br />
: أ َف َتَسْمَعُون َ<br />
:<br />
:<br />
ف َالز ِّيَادَة ُ مِنْ ال ْ خَيْر ِ خَيْرٌ .<br />
ل َا بَل ْ صَوَ ابًا .<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ أ َبُو عُث ْمَان َ ا ل ْجَاحِظ ُ لِل ْك َل َام ِغ َايَة ٌ ، وَلِنَشَاطِ الس َّامِعِينَن ِهَايَة ٌ .<br />
وَمَا ف َضَ ل َ عَنْ مِق ْدَ ار ِ ا لِاحْتِمَال ِ ، وَدَعَا إل َى الِاسْتِث ْق َال ِ وَا ل ْمَل َال ِ ، ف َذ َلِكَ ا ل ْف َا ضِ ل ُ هُوَ ال ْهَذ ْرُ .<br />
وَ صَدَ قَ أ َبُو عُث ْمَان َ ؛ لِأ َن َّا ل ْإ ِك ْث َارَ مِنْهُ وَ إ ِن ْ ك َان َ صَوَابًا يُمِ ل ُّ ا لس َّامِعَ وَ يُكِ ل ُّ ال ْ خَاطِرَ وَهُوَ صَادِ رٌ عَنْ إعْجَاب ٍ ب ِهِ ل َوْ ل َاهُ<br />
ق َصُرَ عَنْهُ<br />
وَمَنْ أ ُعْ ج ِبَ ب ِك َل َامِهِ اسْتَرْسَ ل َ فِيهِ ، وَال ْمُسْتَرْسِل ُ فِي ا ل ْك َل َام ِ ك َثِيرُ ا لز َّل َ ل ِ دَا ئِمُ ا ل ْعِث َار ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ أ ُعْ ج ِبَ ب ِق َوْ لِهِ أ ُ صِيبَ ب ِعَق ْلِهِ<br />
.<br />
وَ ل َيْسَ لِك َث ْرَةِ ال ْهَذ ْر ِ رَجَاءٌ يُق َاب ِ ل ُ خَوْف َهُ ، وَل َانَف ْعٌ يُوَاز ِي ضُر َّهُ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَ خَافُ<br />
مِنْ نَف ْسِهِ ا لز َّل َ ل َ ، وَمِنْ سَامِعِيهِ ا ل ْمَل َ ل َ .<br />
وَ ل َيْسَ فِي مُق َا بَل َةِ هَذ َ يْن ِ حَا جَة ٌ دَاعِيَة ٌ وَل َانَف ْعٌمَرْ جُو ٌّ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَسَأ َل َ رَجُ ل ٌ حَكِيمًا ف َق َال َ مَتَى أ َ تَك َل َّمُ ؟ ق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَتَى أ َ صْمُتُ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ جَعْف َرُ بْنُ يَحْيَى<br />
:<br />
:<br />
إذ َا اشْتَهَيْتَ ا ل ْك َل َامَ .<br />
{أ َ بْغَضُك ُمْ إ ل َي َّ ا ل ْمُتَف َيْه ِقُا ل ْمِك ْث َا رُ وَا ل ْمُلِ ح ُّ ال ْمِهْذ َارُ { .<br />
إذ َااشْتَهَيْتَ الص َّمْتَ .<br />
إذ َا ك َان َ ال ْإ ِيجَازُ ك َافِيًا ك َان َا ل ْإ ِك ْث َا رُ عِيا ، وَ إ ِن ْ ك َان َا ل ْإ ِك ْث َا رُ وَاج ِبًا ك َان َ ا لت َّق ْصِيرُ عَجْزًا<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إذ َا تَ م َّ ال ْعَق ْل ُ نَق َصَ ال ْك َل َامُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَنْ أ َط َال َ صَمْتَهُ اجْتَل َبَ مِنْ ا ل ْهَيْبَةِ مَا يَنْف َعُهُ ، وَمِنْ ا ل ْوَحْشَةِ مَا ل َا يَضُر ُّهُ .<br />
.<br />
.<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : عِ ي ٌّ تَسْل َمُ مِنْهُخَيْرٌ مِنْ مَنْطِق ٍ تَنْدَمُ عَل َيْهِ ف َاق ْتَصِرْ مِنْ ال ْك َل َام ِ عَل َى مَا يُقِيمُ حُج َّتَك ، وَ يُبَل ِّغ ُ<br />
حَاجَتَك ، وَإ ِ ي َّاكَ وَف ُضُو ل َهُ ف َإ ِ ن َّهُ يُز ِ ل ُّ ا ل ْق َدَمَ ، وَ يُور ِث ُ ا لن َّدَمَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ ف َمُ ا ل ْعَاقِ ل ِ مُل َ ج َّ مٌ إذ َا هَ م َّ ب ِال ْك َل َام ِ أ َحْ جَمَ ، وَف َمُ ال ْ جَاهِ ل ِمُط ْل َقٌ ك ُل َّمَا شَاءَ أ َط ْل َقَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
.<br />
:<br />
إن َّ ا ل ْك َل َامَ يَغُر ُّ ا ل ْق َوْمَ ج ِل ْوَ تُهُ حَت َّى يَلِ ج َّ ب ِهِ عِ ي ٌّ وَ إ ِك ْث َا رُ وَأ َم َّا الش َّرْط ُ ا لر َّ اب ِعُ<br />
:<br />
وَهُوَ اخْتِيَا رُ ا لل َّف ْظِ<br />
ال َّذِي يَتَك َل َّمُ ب ِهِ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لل ِّسَان َ عُنْوَ ان ُ ال ْإ ِنْسَانِ يُتَرْج ِمُ عَنْ مَ جْهُو لِهِ ، وَ يُبَرْهِنُ عَنْ مَ حْصُو لِهِ ، ف َيَل ْزَمُ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِتَهْذِيب ِ<br />
أ َ ل ْف َاظِهِ حَر ِيا وَ ب ِتَق ْو ِيم ِ لِسَا ن ِهِ مَلِيا .<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ } ق َال َ لِعَم ِّهِ ا ل ْعَب َّا س ِ<br />
:<br />
: لِسَا نُهُ { .<br />
:<br />
:<br />
يُعْج ِبُن ِي جَمَال ُك .<br />
ق َال َ وَمَا جَمَال ُ ا لر َّجُ ل ِ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ مَا ال ْإ ِنْسَان ُ ل َوْل َا ا لل ِّسَان ُ هَل ْ إل َّابَه ِيمَة ٌ مُهْمَل َة ٌ أ َوْ صُو رَة ٌ مُمَث َّل َة ٌ ؟ وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
ا لل ِّسَان ُ وَ ز ِ يرُ ال ْإ ِنْسَانِ .<br />
:
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : ك َل َامُ ا ل ْمَر ِيدِ وَ افِدُ أ َدَ ب ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : يُسْتَدَل ُّ عَل َى عَق ْ ل ِ ا لر َّجُ ل ِ ب ِق َوْ لِهِ ، وَعَل َى أ َ صْلِهِ ب ِفِعْلِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَ إ ِن َّ لِسَان َا ل ْمَرْءِ مَا ل َمْ تَك ُنْ ل َهُ حَ صَاة ٌ عَل َى عَوْرَا تِهِ ل َدَ لِي ل ُ وَ ل َيْسَ يَصِ ح ُّ اخْتِيَا رُ ا ل ْك َل َام ِ ل َا لِمَنْ<br />
أ َخَذ َ نَف ْسَهُ ب ِا ل ْبَل َاغ َةِ ، وَك َل َّف َهَا ل ُزُومَ ا ل ْف َصَاحَةِ ، حَت َّى يَصِيرَ مُتَدَر ِّبًا ب ِهَا مُعْتَادًا ل َهَا ، ف َل َا يَأ ْ تِيَ ب ِك َل َام ٍ مُسْتَك ْرَهِ ا لل َّف ْظِ وَل َا<br />
مُ خْتَ ل ِّ ال ْمَعْنَى ؛ لِأ َن َّ ا ل ْبَل َاغ َة َ ل َيْسَتْ عَل َى مَعَانٍ مُف ْرَدَةٍ وَل َا لِأ َ ل ْف َاظِهَاغ َايَة ٌ ، وَإ ِن َّمَا ا ل ْبَل َاغ َة ُ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِال ْمَعَان ِي الص َّ حِي حَةِ<br />
مُسْتَوْدَعَة ٌ فِي أ َ ل ْف َاظٍ ف َصَيْ حَةٍ .<br />
ف َتَك ُون ُ ف َصَاحَة ُ ال ْأ َل ْف َاظِ مَعَ صِ ح َّةِ ا ل ْمَعَان ِي هِيَ ا ل ْبَل َاغ َة ُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِل ْيُو نَا ن ِي ِّ ؛ مَا ا ل ْبَل َاغ َة ُ ؟ ق َال َ<br />
وَقِي ل َ ذ َلِكَ لِلر ُّومِي ِّ ، ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِل ْه ِنْدِي ِّ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِل ْعَرَب ِي ِّ ف َق َال َ<br />
:<br />
وَقِي ل َ لِل ْبَدْو ِي ِّ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ لِل ْحَضَر ِي ِّ ف َق َال َ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />
: اخْتِيَا رُ ال ْك َل َام ِ وَ تَصْ حِي حُ ال ْأ َق ْسَا ِم .<br />
: حَسَنُ ا لِاخْتِصَار ِ عِنْدَ ا ل ْبَدِ يهَةِ وَال ْغَزَارَة ُ يَوْمَ ا ل ْإ ِط َا ل َةِ .<br />
: مَعْر ِف َة ُ ا ل ْف َصْ ل ِ مِنْا ل ْوَصْ ل ِ .<br />
مَا حَسُنَ إيجَا زُهُ وَق َ ل َّ مَ جَا زُهُ .<br />
:<br />
:<br />
مَا دُون َ الس َّحَر ِ وَف َوْ قَ ا لش ِّعْر ِ ، يَف ُت ُّا ل ْخَرْدَل َ وَ يَ حُط ُّ ال ْ جَنْدَل َ .<br />
مَا ك َث ُرَ إعْ جَا زُهُ وَتَنَاسَبَتْ صُدُورُهُ وَ أ َعْجَا زُهُ .<br />
: ال ْبَل َاغ َة ُ قِل َّة ُ ا ل ْ حَصْر ِ وَ ال ْ جَرَ اءَة ُ عَل َى ال ْبَشَر ِ .<br />
:<br />
وَسَأ َل َ ال ْ حَج َّاجُ ا بْنَ ا ل ْق َرْ يَةِ عَنْ ا ل ْإ ِيجَاز ِ ق َال َ أ َن ْ تَق ُول َ ف َل َا تُبْطِئ َ وَأ َن تُصِيبَ ف َل َا تُ خْطِئ َ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : خَيْرُ ال ْك َل َام ِ ق َلِي ل ٌ عَل َى ك َثِير ٍ دَ لِي ل ُ وَال ْعِي ُّ مَعْنًى ق َصِيرٌ يَ حُو بُهُل َف ْظ ٌ ط َو ِي ل ُ وَفِي ا ل ْك َل َام ِ ف ُ ضُو ل ٌ وَفِيهِ ق َا ل ٌ<br />
وَقِي ل ُ وَأ َم َّا صِ ح َّة ُ ا ل ْمَعَان ِي ف َتَك ُون ُ مِنْ ث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ<br />
وَالث َّان ِي : اسْتِيف َاءُ تَق ْسِيمِهَا حَت َّى ل َا يَدْخُ ل َ فِيهَا مَا ل َيْسَ<br />
مِنْهَا وَل َا يَ خْرُجَ عَنْهَا مَا هُوَ فِيهَا .<br />
وَالث َّالِث ُ<br />
: صِ ح َّة ُ مُق َا بَل َا تِهَا .<br />
وَ ا ل ْمُق َا بَل َة ُ تَك ُون ُ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
.<br />
: أ َحَدُهَا : إيضَاحُ تَف ْسِير ِهَا حَت َّى ل َا تَك ُون َ مُشْكِل َة ً وَل َا مُ جْمَل َة ً .<br />
: أ َحَدُهُمَا مُق َا بَل َة ُ ال ْمَعْنَى ب ِمَا يُوَ افِق ُهُ وَحَقِيق َة ُ هَذِهِ ال ْمُق َارَ بَةِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَعَان ِيَ تَصِيرُ مُتَشَاكِل َة ً .<br />
وَالث َّان ِي مُق َا بَل َتُهُ ب ِمَا يُضَاد ُّهُ وَهُوَ حَقِيق َة ُ ا ل ْمُق َا بَل َةِ<br />
وَ ل َيْسَ لِل ْمُق َا بَل َةِ إل َّا أ َحَدُ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ : ا ل ْمُوَ اف َق َة ُ فِي ا لِا ئ ْتِل َافِ وَا ل ْمُضَاد َّة ُ مَعَ الِاخْتِل َافِ<br />
ف َأ َم َّا ف َصَاحَة ُ ال ْأ َل ْف َاظِ ف َتَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ أ َوْجُهٍ<br />
وَالث َّان ِي<br />
عَام ِّ ي ٌّ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
.<br />
أ َحَدُهَا<br />
: مُجَا نَبَة ُ ال ْغَر ِيب ِا ل ْوَحْشِي ِّ حَت َّى ل َا يَمُ ج َّهُ سَمْعٌ وَل َا يَنْفِرُ مِنْهُ ط َبْعٌ .<br />
: تَنَك ُّبُ ا لل َّف ْظِا ل ْمُسْتَبْذ َل ِ ، وَال ْعُدُول ُ عَنْ ال ْك َل َام ِا ل ْمُسْتَرْذ َل ِ ، حَت َّى ل َايَسْتَسْقِط َهُ خَاص ِّ ي ٌّ وَل َا يَنْبُوَ عَنْ ف َهْمِهِ<br />
ك َمَا ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ فِي كِتَاب ِ ال ْبَيَانِ<br />
: أ َم َّا أ َنَا ف َل َمْ أ َرَ ق َوْمًا أ َمْث َ ل َ ط َر ِ يق َة ً فِي ا ل ْبَل َاغ َةِ مِنْ ال ْك ُت َّاب ِ وَذ َلِكَ أ َن َّهُمْ ق َدْا ل ْتَمَسُو ا<br />
مِنْ ال ْأ َل ْف َاظِ مَا ل َمْ يَك ُنْ مُتَوَع ِّرًا وَحْشِيا وَل َا سَاقِط ًا عَام ِّيا .<br />
وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ بَيْنَ ال ْأ َل ْف َاظِ ك َا ل ْق َوَا لِب ِ لِمَعَان ِيهَا ف َل َا تَز ِ يدُ عَل َيْهَا وَل َا تَنْق ُصُ عَنْهَا<br />
وَق َال َ ب ِشْرُ بْنُ ا ل ْمُعْتَمِر ِ ، فِي وَ صِي َّتِهِ فِي ا ل ْبَل َاغ َةِ<br />
.<br />
:<br />
إذ َا ل َمْ تَج ِدْ ا لل َّف ْظ َة َ وَ اقِعَة ً مَوْقِعَهَا ، وَل َا صَا ئِرَة ً إل َى مُسْتَق َر ِّهَا ، وَل َا<br />
حَا ل َّة ً فِي مَرْك َز ِهَا ، بَل ْ وَجَدْهت َا ق َلِق َة ً فِي مَك َان ِهَا ، نَافِرَة ً عَنْ مَوْضِعِهَا ، ف َل َا تُك ْر ِهُهَا عَل َى ال ْق َرَار ِ فِي غ َيْر ِ مَوْضِعِهَا ،<br />
ف َإ ِن َّك إن ْ ل َمْ تَتَعَاط َ ق َر ِيضَ الش ِّعْر ِ ال ْمَوْزُونِ ، وَل َمْ تَتَك َل َّفْ اخْتِيَارَ ال ْك َل َام ِ ال ْمَنْث ُور ِ ، ل َمْ يَعِبْك ب ِتَرْكِ ذ َ لِكَ أ َحَ ٌد .
وَإ ِذ َا أ َ نْتَ تَك َل َّف ْتَهُمَا وَل َمْ تَك ُنْ حَاذِق ًا فِيه ِمَا عَابَك مَنْ أ َ نْتَ أ َق َ ل ُّ عَيْبًا مِنْهُ ، وَأ َزْرَى عَل َيْك مَنْ أ َ نْتَ ف َوْق َهُ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُنَاسَبَة ُ ف َه ِيَ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمَعْنَى يَلِيقُ ب ِبَعْض ِ ال ْأ َ ل ْف َاظِ إم َّا لِعُرْفٍ مُسْتَعْمَ ل ٍ ، أ َوْ لِا ت ِّف َا ق ٍ مُسْتَ حْسَن ٍ ، حَت َّى إذ َا<br />
ذ َك َرْت تِل ْكَ ا ل ْمَعَا ن ِيَ بَعْدَ تِل ْكَ ال ْأ َل ْف َاظِ ك َانَتْ نَافِرَة ً عَنْهَا ، وَ إ ِن ْ ك َانَتْ أ َف ْصَ حَ وَ أ َوْضَ حَ لِاعْتِيَادِ مَا سِوَ اهَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
ل َا يَك ُون ُ ال ْبَلِيغ ُ بَلِيغًا حَت َّى يَك ُون َ مَعْنَى ك َل َامُهُ أ َسْبَقَ إل َى ف َهْمِك مِنْ ل َف ْظِهِ إل َى سَمْعِك<br />
.<br />
:<br />
}<br />
وَأ َم َّا مُعَاط َاة ُ ال ْإ ِعْرَاب ِ وَتَ جَن ُّبُ ا لل َّ حَن ِ ف َإ ِن َّمَا هُوَ مِنْ صِف َاتِ ا لص َّوَ اب ِ وَال ْبَل َاغ َة ُ أ َعْل َى مِنْهُ رُ تْبَة ً ، وَأ َشْرَفُ مَنْز ِ ل َة ً .<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ ل َ حَنَ فِي ك َل َامِهِمُ دْخَ ل ٌ فِي ال ْأ ُدَبَاءِ ف َضْل ًا عَنْ أ َن ْ يَك ُون َ فِي عِدَ ادِ ا ل ْبُل َغَاءُ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِل ْك َل َام ِ آدَابًا إن ْ أ َغ ْف َل َهَا ا ل ْمُتَك َل ِّمُ أ َذ ْهَبَ رَوْ نَقَ ك َل َامِهِ ، وَط َمَسَ بَهْ جَة َ بَيَا ن ِهِ ، وَل َهَا الن َّا سَ عَنْ مَ حَاسِن ِ ف َضْلِهِ<br />
ب ِمُسَاو ِي أ َدَ ب ِهِ ، ف َعَدَ ل ُو ا عَنْ مَنَاقِب ِهِ ب ِذِك ْر ِ مَث َا لِب ِهِ .<br />
ف َمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ ل َا يَتَ جَاوَزَ فِي مَدْح ٍ وَل َا يُسْر ِفَ فِي ذ َم ٍّ وَ إ ِن ْ ك َانَتْ الن َّزَ اهَة ُ عَنْ ال ذ َّم ِّ ك َرَمًا وَ الت َّجَاوُ زُ فِيا ل ْمَدْح ِ مَل َق ًا<br />
يَصْدُ رُ عَنْ مَهَا نَةٍ .<br />
وَ الس َّرَفُ فِي ا ل ذ َّم ِّ ا نْتِق َامٌ يَصْدُ رُ عَنْ شَر ٍّ ، وَكِل َاهُمَا شَيْنٌ وَ إ ِن ْ سَلِمَ مِنْ ا ل ْك َذِب ِ .<br />
يُرْوَى أ َ ن َّهُ ل َم َّا ق َدِمَ عَل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَف ْدُ تَمِيم ٍ سَأ َل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَمْرَو<br />
بْنَ ا ل ْأ َهْتَم ِ عَنْ ق َيْس ِ بْن ِ عَا صِم ٍ ف َمَدَحَهُ ، ف َق َال َق َيْ سٌ : وَا َ لل َّهِ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ل َق َدْ عَلِمَ أ َن ِّي خَيْرٌ مِم َّا وَ صَفَ وَل َكِنْ<br />
حَسَدَن ِي ، ف َذ َم َّهُ عَمْرٌو وَق َال َ<br />
:<br />
وَا َلل َّهِ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ل َق َدْ صَدَق ْت فِي ال ْأ ُول َى وَمَا ك َذ َ بْت فِي ال ْأ ُخْرَى ؛ لِأ َن ِّي رَضِيتُ فِي<br />
ال ْأ ُول َى ف َق ُل ْت أ َحْسَنَ مَا عَلِمْت وَسَخِط ْت فِي ال ْأ ُخْرَى ف َق ُل ْت أ َق ْبَ حَ مَا عَلِمْت<br />
ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ مِنْ ال ْبَيَانِ ل َسِحْرًا { .<br />
عَل َى أ َن َّ ا لس َّل َامَة َ<br />
.<br />
:<br />
مِنْ ال ْك َذِب ِ فِيا ل ْمَدْح ِ وَ ال ذ َّم ِّ مُتَعَذ ِّرَة ٌ ل َا سِي َّمَا إذ َا مَدَحَ تَق َر ُّبًا وَذ َم َّ تَحَن ُّق ًا .<br />
وَحُكِيَ عَنْ ا ل ْأ َحْنَفِ بْن ِ ق َيْس ٍ أ َ ن َّهُ ق َال َ : سَه ِرْت ل َيْل َتِي أ ُف َك ِّرُ فِي ك َلِمَةٍ أ ُرْضِي ب ِهَا سُل ْط َان ِي وَل َا أ ُسْ خِط ُ ب ِهَا رَ ب ِّي ف َمَا<br />
وَجَدْهت َا .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مَسْعُودٍ<br />
قِي ل َ<br />
:<br />
:<br />
إن َّ الر َّجُ ل َ ل َيَدْخُ ل ُ عَل َى الس ُّل ْط َانِ وَمَعَهُ دِ ينُهُ ف َيَ خْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ .<br />
: وَك َيْفَ ذ َلِكَ ؟ ق َال َ يُرْضِيهِ ب ِمَا يُسْ خِط ُ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ .<br />
وَسَمِعَ ا بْنُ الر ُّومِي ِّ رَجُل ًا يَصِفُ رَجُل ًا وَ يُبَا لِغ ُ فِي مَدْحِهِ ف َأ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : إذ َا مَا وَ صَف ْتَ امْرَ أ ً لِامْر ِئ ٍ ف َل َا تَغْ ل ُ فِي وَ صْفِهِ<br />
وَاق ْصِدْ ف َإ ِن َّك إن ْ تَغْ ل ُ تَغْ ل ُ ا لظ ُّنُون ُ فِيهِ إل َى ال ْأ َمَدِا ل ْأ َ بْعَدِ ف َيَضْأ َل ُ مِنْ حَيْث ُ عَظ َّمْتَهُ<br />
لِف َضْ ل ِ ا ل ْمَغِيب ِ عَل َى ا ل ْمَشْهَدِ<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ ل َا تَبْعَث َهُ ا لر َّغ ْبَة ُ وَا لر َّهْبَة ُ عَل َى الِاسْتِرْسَال ِ فِي وَعْدٍ أ َوْ وَعِيدٍ يَعْج ِزُ عَنْهُمَا وَل َا يَق ْدِرُ عَل َى ا ل ْوَف َاءِ ب ِه ِمَا .<br />
ف َإ ِن َّ مَنْ أ َط ْل َقَ ب ِه ِمَا لِسَا نَهُ وَأ َرْسَ ل َ فِيه ِمَا عِنَا نَهُ ، وَ ل َمْ يَسْتَث ْقِل ْ مِنْ ا ل ْق َوْل ِ مَا يَسْتَث ْقِل ُهُ مِنْ ا ل ْعَمَ ل ِ ، صَارَ وَعْدُهُ نَك ْث ًا<br />
وَوَعِيدُهُ عَجْزًا .<br />
ق َال َ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ ، مَر َّ ب ِعُصْف ُور ٍ يَدُو رُ حَوْل َ عُصْف ُورَةٍ ف َق َال َ لِأ َصْ حَا ب ِهِ<br />
ل َهَا ؟ ق َال ُوا ل َا يَا نَب ِي َّ ا لل َّهِ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
: إ ن َّهُ يَخْط ُبُهَا لِنَف ْسِهِ وَ يَق ُول ُ ل َهَا زَو ِّج ِين ِي نَف ْسَك أ ُسْكِنُكِ أ َي َّ غ ُرَفِ دِمَشْقَ شِئ ْتِ .<br />
هَل ْ تَدْرُون َ مَا يَق ُول ُ<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ : ك َذ َبَ ا ل ْعُصْف ُو رُ ف َإ ِن َّ غ ُرَفَ دِمَشْقَ مَبْن ِي َّة ٌ ب ِالص ُّ خُور ِ ل َا يَق ْدِرُ أ َن ْ يُسْكِنَهَا هُنَاكَ ، وَل َكِنْ ك ُ ل ُّ خَاطِب ٍ
ك َاذِ بٌ .<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ<br />
ا ضْطِرَا رٌ .<br />
} :<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إن ْ ق َال َ ق َوْل ًا حَق َّق َهُ ب ِفِعْلِهِ ، وَإ ِذ َا تَك َل َّمَ ب ِك َل َام ٍ صَد َّق َهُ ف َعَمِل َهُ ، ف َإ ِن َّ إرْسَال َ ا ل ْق َوْل ِ اخْتِ يَا رٌ ، وَا ل ْعَمَ ل َ ب ِهِ<br />
وَ ل َئِنْ يَف ْعَ ل َ مَا ل َمْ يَق ُل ْ أ َجْمَ ل ُ مِنْ أ َن ْ يَق ُول َ مَا ل َمْ يَف ْعَل ْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : أ َحْسَنُ ا ل ْك َل َام ِ مَا ل َا يُ حْتَاجُ فِيهِ إل َى ا ل ْك َل َام ِ أ َيْ يَك ْتَفِي ب ِا ل ْفِعْ ل ِ مِنْ ا ل ْق َوْل ِ .<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ : ال ْق َوْل ُ مَا صَد َّق َهُ ال ْفِعْل ُ وَال ْفِعْل ُ مَا وَك َّدَهُ ال ْعَق ْل ُ ل َا يَث ْبُتُ ال ْق َوْل ُ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ يُقِل ُّهُ مِنْ تَ حْتِهِ<br />
ال ْأ َصْ ُل<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ يُرَ اعِيَ مَ خَار ِجَ ك َل َامِهِ ب ِحَسَب ِ مَق َا صِدِهِ وَأ َغ ْرَا ضِهِ ف َإ ِن ْ ك َان َ تَرْغِيبًا ق َرَ نَهُ ب ِا لل ِّين ِ وَالل ُّط ْفِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
تَرْهِيبًا خَل َط َهُ ب ِال ْخُشُو نَةِ وَال ْعُنْفِ ، ف َإ ِن َّ لِينَ ا لل َّف ْظِ فِي الت َّرْهِيب ِ وَخُشُو نَتُهُ فِي ا لت َّرْغِيب ِ خُرُو جٌ عَنْ مَوْضِعِه ِمَاوَتَعْطِي ل ٌ<br />
لِل ْمَق ْصُودِ ب ِه ِمَا ، ف َيَصِيرُ ال ْك َل َامُ ل َغْوًا وَا ل ْغَرَضُا ل ْمَق ْصُودُ ل َهْوًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ ا لد ُّؤَ لِي ُّ لِا بْن ِهِ : يَا بُنَي َّ إن ْ ك ُنْت فِي ق َوْم ٍ ف َل َا تَتَك َل َّمْ ب ِك َل َام ِ مَنْ هُوَ ف َوْق َك ف َيَمْق ُتُوك ، وَل َا ب ِك َل َام ِ مَنْ<br />
هُوَ دُونَك ف َيَزْدَرُوك .<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ ل َا يَرْف َعَ ب ِك َل َامِهِ صَوْتًا مُسْتَنْك َرًا وَل َا يَنْزَعِ جَ ل َهُ ا نْز ِعَاجًا مُسْتَهْجَنًا ، وَ ل ْيَك ُف َّ عَنْ حَرَك َةٍ تَك ُون ُ ط َيْشًا<br />
وَعَنْ حَرَك َةٍ تَك ُون ُ عِيا ، ف َإ ِن َّ نَق ْصَ ا لط َّيْش ِ أ َك ْث َرُ مِنْ ف َضْ ل ِ ا ل ْبَل َاغ َةِ .<br />
وَق َدْ حُكِيَ أ َن َّ ال ْحَ ج َّاجَ ق َال َلِأ َعْرَ اب ِي ٍّ :أ َ خَطِيبٌ أ َنَا ؟ ق َال َ : نَعَمْ ل َوْل َا أ َن َّك تُك ْثِرُ ا لر َّد َّ ، وَ تُشِيرُ ب ِال ْيَدِ ، وَ تَق ُول ُ أ َم َّا بَعْدُ .<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ يَتَ جَاف َى هَ جَرَا ل ْق َوْل ِ وَمُسْتَق ْبَ حَ ا ل ْك َل َام ِ ، وَل ْيَعْدِل ْ إل َى ال ْكِنَا يَةِ عَم َّا يُسْتَق ْبَ حُ صَر ِيحُهُ وَ يُسْتَهْ جَنُ ف َصِي حُهُ<br />
؛ لِيَبْل ُغ َ ا ل ْغَرَضَ وَ لِسَا نُهُ نَز ِهٌ وَ أ َدَ بُهُ مَ صُون ٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَلِي ٍّ فِي ق َوْله تَعَا ل َى وَإ ِذ َا مَر ُّوا ب ِا لل َّغْو ِ مَر ُّوا كِرَ امًا<br />
ق َال َ : ك َانُوا إذ َا ذ َك َرُو ا ا ل ْف ُرُوجَ ك َن َّوْا عَنْهَا .<br />
وَك َمَا أ َ ن َّهُ يَصُون ُ لِسَا نَهُ عَنْ ذ َ لِكَ ف َهَك َذ َا يَصُون ُ عَنْهُ سَمْعَهُ ، ف َل َا يَسْمَعُ خَنَاءً وَل َا يُصْغِي إل َى ف ُحْش ٍ ف َإ ِن َّ سَمَا عَ ال ْف ُحْ ِش<br />
. {<br />
دَا ع ٍ إل َى إظ ْهَار ِهِ ، وَذ َر ِ يعَة ٌ إل َى إنْك َار ِهِ .<br />
وَإ ِذ َا وَجَدَ عَنْ ال ْف ُحْش ِ مَعْر ِضًا ك َف َّ ق َا ئِل ُهُ وَك َان َ إعْرَ ا ضُهُ أ َحَدَ ا لن َّكِيرَ يْن ِ ، ك َمَا أ َن َّ سَمَاعَهُ أ َحَ دُ ا ل ْبَاعِث َيْن ِ<br />
وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ال ْحَسَن ِ بْنُ ال ْ حَار ِثِ ا ل ْهَاشِمِي ُّ : تَ حَر َّ مِنْ ا لط ُّرُ ق ِ أ َوْسَاط َهَا وَعُدْ عَنْ ا ل ْمَوْ ضِع ِ ال ْمُشْتَب ِهْ وَسَمْعَك صُنْ عَنْ<br />
ق َب ِيح ِ ال ْك َل َا م ِ ك َصَوْنِ ا لل ِّسَانِ عَنْ ا لن ُّط ْق ِ ب ِهِ ف َإ ِن َّك عِنْدَ اسْتِمَا ع ِ ا ل ْق َب ِي ح ِ شَر ِ ي كٌ لِق َا ئِلِهِ ف َا نْتَب ِهْ وَمِم َّا يَجْر ِي مَجْرَى ف ُ حْش ِ<br />
ا ل ْق َوْل ِ وَهَ جْر ِهِ فِي وُجُوب ِ اجْتِنَا ب ِهِ ، وَل ُزُوم ِ تَنَك ُّب ِهِ ، مَا ك َان َ شَن ِيعَ ا ل ْبَدِ يهَةِ مُسْتَنْك َرَ ا لظ َّاهِر ِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ عَقِبَ ا لت َّأ َم ُّ ل ِ<br />
سَلِيمًا ، وَ بَعْدَا ل ْك َشْفِ وَا لر َّو ِ ي َّةِ مُسْتَقِيمًا ، ك َا َل َّذِي رَوَ اهُا ل ْأ َزْدِي ُّ عَنْ ا لص ُّو لِي ِّ لِبَعْض ِ ا ل ْمُتَك َل ِّفِينَ مِنْ ا لش ُّعَرَ اءِ إن َّن ِي شَيْ خٌ<br />
ك َب ِيرٌ ك َافِرٌ ب ِا َ لل َّهِ سِير ِي أ َ نْتِ رَب ِّي وَإ ِل َه ِي رَ از ِ قُ ا لط ِّف ْ ل ِ الص َّغِير ِ يُر ِ يدُ ب ِق َوْ لِهِ ك َافِرٌ أ َيْل َاب ِ سٌ ؛ لِأ َن َّ ال ْك ُف ْرَ الت َّغْطِيَة ُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ سُم ِّيَ ال ْك َافِرُ ب ِا َ لل َّهِ ك َافِرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ غ َط َّى ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ ب ِمَعْصِيَتِهِ .<br />
وَق َوْ ل ُهُ ب ِا َ لل َّهِ سِير ِي يُق ْسِمُ عَل َيْهَا أ َن ْ تَسِيرَ .<br />
وَق َوْ ل ُهُ أ َ نْتَ رَب ِّي يَعْن ِي رَب ِّي وَل َدَك مِنْ ا لت َّرْ ب ِيَةِ .<br />
.
وَإ ِل َه ِي رَ از ِ قُ ا لط ِّف ْ ل ِ ا لص َّغِير ِ ك َمَا أ َ ن َّهُ رَ از ِ قُ ال ْوَل َدِ ال ْك َب ِير ِ .<br />
ف َانْظ ُرْ إل َى هَذ َا الت َّك َل ُّفِ ا لش َّن ِيع ِ ، وَ الت َّعَم ُّق ِ ا ل ْبَشِيع ِ ، مَا اعْتَاضَ مِنْ حَيْث ُ<br />
ال ْبَدِيهَة ُ إذ َا سَل َّمَ بَعْدَ ا ل ْفِك ْر ِ وَا لر َّو ِ ي َّةِ إل َّا ل ُؤْمًا إن ْ حَسُنَ فِيهِ ا لظ َّن ُّ ، أ َوْ ذ َما إن ْ ق َو ِيَ فِيهِ الِارْتِيَابُ .<br />
وَق َل َّمَا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ إل َّا مِنْ خَلِيع ٍ بَطِر ٍ أ َوْ مُرْ تَاب ٍ أ َشِر ٍ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْ حَدِ يث ُا ل ْمَرْو ِي ُّ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
الت َّل ْب ِيس ِ .<br />
وَفِي تَأ ْو ِ يلِهِ وَجْهَانِ<br />
:<br />
ل َا تُصَل ُّوا عَل َى ا لن َّب ِي ِّ }ف َ خَار ِ جٌ مِنْ هَذ َا الن َّوْ ع ِ مِنْ<br />
أ َحَدُهُمَا أ َ ن َّهُ أ َرَ ادَ ا لن َّهْيَ عَنْ ا لص َّل َاةِ فِي ا ل ْمَك َانِا ل ْمُرْ تَفِع ِا ل ْمُحْدَوْدِب ِ ،مَأ ْ خُوذ ٌ مِنْ الن َّبْوَةِ .<br />
وَالث َّان ِي أ َ ن َّهُ أ َرَادَ ا لط َّر ِ يقَ ، وَمِنْهُ سُم ِّيَ رُسُ ل ُ ا لل َّهِ أ َ نْب ِيَاءَ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ ا لط ُّرُ قُ إ ل َيْهِ .<br />
إن َّمَا زَ ال َ عَنْهُ الت َّل ْب ِيسُ إذ َا ق َا ل َهُ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ .<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ مِنْ ق َوْل ِ غ َيْر ِهِ تَل ْب ِيسًا شَن ِيعًا ؛ لِأ َن َّ مَوْضُوعَ خِط َا ب ِهِ وَشَوَ اهِدَ أ َحْوَا لِهِ يَصْر ِف َانِ ك َل َامَهُ عَنْ ا لت َّ جَو ُّز ِ وَالِاسْتِرْسَا ِل<br />
فِي أ َمْر ٍ أ َوْ نَهْي ٍ إل َى مَا يَ جُو زُ أ َن ْ يَر ِدَ ب ِهِ شَرْ عٌ وَيَنْهَى عَنْهُ نَب ِي ٌّ .<br />
وَ ل َيْسَ يَمْتَن ِعُ ذ َلِكَ فِي غ َيْر ِهِ وَلِذ َلِكَ اف ْتَرَ قَ وُجُودُهُ مِنْهُ وَمِنْ غ َيْر ِهِ<br />
.<br />
وَمِنْ آدَ ا ب ِهِ أ َن ْ يَ جْتَن ِبَ أ َمْث َال َ ا ل ْعَام َّةِ ا ل ْغَوْغ َاءِ وَيَتَخَص َّصَ ب ِأ َمْث َال ِ ا ل ْعُل َمَاءِ ال ْأ ُدَبَاءِ ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ صِنْفٍ مِنْ الن َّا س ِ أ َمْث َا ل ًا<br />
تُشَاكِل ُهُمْ ، ف َل َا تَ ج ِدْ لِسَاقِطٍ إل َّا مَث َل ًا سَاقِط ًا وَتَشْب ِيهًا مُسْتَق ْبَحًا .<br />
وَ لِلس ُّق َّاطِ أ َمْ ث َا ل ٌ ف َمِنْهَا تَمَث ُّل ُهُمْ لِلش َّيْءِ ال ْمُر ِيب ِ ، ك َمَا ق َال َ ا لص َّنَوْ بَر ِي ُّ : إذ َا مَا ك ُنْتَ ذ َا بَوْل ٍ صَ حِي ح ٍ أ َل َا ف َاضْر ِبْ ب ِهِ<br />
وَجْهَ ا لط َّب ِيب ِ وَلِذ َلِكَ عِل َّتَانِ .<br />
: إحْدَاهُمَا<br />
:<br />
أ َن َّ ال ْأ َمْث َال َ مِنْ هَوَ اج ِس ِ ا ل ْه ِمَم ِ وَخَطِرَاتِ الن ُّف ُو س ِ ، وَل َمْ يَك ُنْ لِذِي ا ل ْه ِم َّةِ ا لس َّاقِط َةِ إل َّا مَث َ ل ٌ مَرْذ ُول ٌ ،<br />
وَتَشْب ِيهٌمَعْل ُو ل ٌ .<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن َّ ال ْأ َمْث َال َ مُسْتَخْرَجَة ٌ مِنْ أ َحْوَ ال ِ ا ل ْمُتَمَث ِّلِينَ ب ِهَا ، ف َب ِ حَسَب ِ مَا هُمْ عَل َيْهِ تَك ُون ُ أ َمْث َا ل ُهُمْ .<br />
ف َلِهَا تَيْن ِ ا ل ْعِل َّتَيْن ِ وَق َعَ ال ْف َرْقُ بَيْنَ أ َمْث َال ِ ا ل ْ خَا ص َّةِ وَ أ َمْث َال ِ ا ل ْعَام َّةِ .<br />
وَرُب َّمَا أ َ ل َّفَ ا ل ْمُتَخَص ِّصُ مَث َل ًا عَام ِّيا أ َوْ تَشْب ِيهًا رَكِيك ًا ؛ لِك َث ْرَةِ مَا يَط ْرُ قُ سَمْعَهُ مِنْ مُ خَا ل َط َةِ ا ل ْأ َرَاذِل ِ ف َيَسْتَرْسِ ل ُ فِي ضَرْ ب ِهِ<br />
مَث َل ًا ف َيَصِيرُ ب ِهِ مَث َل ًا ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ أ َن َّ ا لر َّشِيدَ سَأ َ ل َهُ يَوْمًا عَنْ أ َ نْسَاب ِ بَعْض ِ ا ل ْعَرَب ِ ف َق َال َ : عَل َى ا ل ْخَب ِير ِ<br />
سَق َط ْتَ يَا أ َمِيرَ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ .<br />
ف َق َال َ ل َهُ ال ْف َضْل ُ بْنُ ا لر َّ ب ِيع ِ : أ َسْق َط َ ا لل َّهُ جَنْبَيْك أ َ تَخَاط َبُ أ َمِيرَ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ ب ِمِث ْ ل ِ هَذ َا ال ْ خِط َاب ِ ؟ ف َك َان َ ال ْف َضْل ُ بْنُ ا لر َّ ب ِيع ِ<br />
، مَعَ قِل َّةِ عِل ْمِهِ أ َعْل َمَ ب ِمَا يُسْتَعْمَ ل ُ مِنْ ال ْك َل َام ِ فِي مُ حَاوَرَةِ ال ْ خُل َف َاءِ مِنْ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ ال َّذِي هُوَ وَ احِدُ عَصْر ِهِ وَق َر ِيعُ دَهْر ِهِ .<br />
وَلِل ْأ َمْث َال ِ مِنْ ا ل ْك َل َام ِ مَوْقِعٌ فِي ال ْأ َسْمَاع ِ وَ تَأ ْثِيرٌ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ ل َا يَك َادُ ا ل ْك َل َامُا ل ْمُرْسَ ل ُ يَبْل ُغ ُ مَبْل َغَهَا ، وَل َا يُؤَث ِّرُ تَأ ْثِيرَهَا ؛ لِأ َن َّ<br />
ا ل ْمَعَان ِيَ ب ِهَا ل َا ئِ حَة ٌ ، وَا لش َّوَ اهِدَ ب ِهَا وَاضِ حَة ٌ ، وَا لن ُّف ُو سَ ب ِهَا وَ امِق َة ٌ ، وَال ْق ُل ُوبَ ب ِهَا وَا ثِق َة ٌ ، وَال ْعُق ُول ُ ل َهَا مُوَ افِق َ ٌة .<br />
ف َلِذ َ لِكَ ضَرَبَ ا لل َّهُ ال ْأ َمْث َال َ فِي كِتَا ب ِهِ ال ْعَز ِيز ِ<br />
وَجَعَل َهَا مِنْ دَ ل َائِ ل ِ رُسُلِهِ وَ أ َوْضَ حَ ب ِهَا ال ْحُ ج َّة َ عَل َى خَل ْقِهِ ؛ لِأ َن َّهَا فِي ال ْعُق ُول ِ مَعْق ُول َة ٌ ، وَفِي ا ل ْق ُل ُوب ِمَق ْبُول َة ٌ .<br />
وَل َهَا أ َرْ بَعَة ُ شُرُوطٍ<br />
وَالث َّان ِي<br />
: أ َحَدُهَا : صِ ح َّة ُ الت َّشْب ِيهِ .<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ ال ْعِل ْمُ ب ِهَا سَاب ِق ًاوَا ل ْك ُ ل ُّ عَل َيْهَا مُوَافِق ًا .
وَالث َّالِث ُ : أ َن ْ يُسْر ِ عَ وُصُول ُهَا لِل ْف َهْم ِ ، وَ يُعَج َّ ل َ تَصَو ُّرُهَا فِيا ل ْوَهْم ِ ، مِنْ غ َيْر ِ ارْ تِيَاءٍ فِياسْتِ خْرَ اج ِهَا وَل َا ك َ د ٍّ فِي<br />
اسْتِنْبَاطِهَا .<br />
وَالر َّاب ِعُ :<br />
أ َن ْ تُنَاسِبَ حَال َ ا لس َّامِع ِ لِتَك ُون َ أ َ بْل َغ َ تَأ ْثِيرًا وَأ َحْسَنَ مَوْقِعًا<br />
.<br />
:<br />
ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ فِي ال ْأ َمْث َال ِ ا ل ْمَضْرُو بَةِ هَذِهِ الش ُّرُوط ُا ل ْأ َرْ بَعَة ُ ك َانَتْ ز ِ ينَة ً لِل ْك َل َام ِ وَجَل َاءً لِل ْمَعَان ِي وَتَدَب ُّرًا لِل ْأ َف ْهَا ِم .<br />
الص َّبْرُ وَا ل ْجَزَ عُ ال ْف َصْل ُ الث َّان ِي فِي الص َّبْر ِ وَال ْ جَزَ ع ِ اعْل َمْ أ َن َّ مِنْ حُسْن ِ الت َّوْفِيق ِ وَ إ ِمَارَاتِ الس َّعَادَةِ الص َّبْرُ عَل َى<br />
ال ْمُلِم َّاتِ وَا لر ِّف ْق ِ عِنْدَ الن َّوَاز ِل ِ ، وَ ب ِهِ نَزَل َ ال ْكِتَابُ وَجَاءَتْ ا لس ُّن َّة ُ .<br />
: } ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
يَا أ َي ُّهَا ال َّذِينَ آمَنُوا اصْب ِرُوا وَصَاب ِرُوا وَرَاب ِط ُوا وَات َّق ُوا ا لل َّهَ ل َعَل َّك ُمْ تُف ْلِ حُون َ<br />
يَعْن ِي اصْب ِرُوا عَل َى مَا اف ْتَرَضَ ا لل َّهُ عَل َيْك ُمْ ، وَصَاب ِرُوا عَدُو َّك ُمْ ، وَرَابَط ُوا فِيهِ تَأ ْو ِ يل َانِ<br />
وَالث َّان ِي : عَل َى ا نْتِظ َار ِ الص َّل َوَاتِ .<br />
وَعَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
الد َّرَجَاتِ ؟ ق َال ُوا<br />
. {<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا : عَل َى ال ْ ج ِهَادِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
: بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ .<br />
} أ َل َا أ َدُ ل ُّك ُمْ عَل َى مَا يُحْب ِط ُ ا لل َّهُ ب ِهِ ال ْ خَط َايَا وَ يَرْف َعُ ب ِهِ<br />
ق َال َ : إسْبَا غ ُ ا ل ْوُ ضُوءِ عِنْدَ ا ل ْمَك َار ِهِ وَك َث ْرَة ُ ال ْخُط َى إل َى ا ل ْمَسْج ِدِ وَ انْتِظ َارُ الص َّل َاةِ بَعْدَ الص َّل َاةِ ف َذ َلِك ُمْ ا لر ِّ بَاط ُ { .<br />
ف َنَزَل َ ال ْكِتَابُ ب ِتَأ ْكِيدِ الص َّبْر ِ فِيمَا أ َمَرَ ب ِهِ وَ نَدَبَ إل َيْهِ ، وَجَعَل َهُ مِنْ عَزَ ا ئِم ِ الت َّق ْوَى فِيمَا اف ْتَرَ ضَهُ وَحَث َّ عَل َيْهِ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
.<br />
:<br />
} ا لص َّبْرُ سِتْرٌ مِنْ ال ْك ُرُوب ِ وَعَوْن ٌ عَل َى ا ل ْ خُط ُوب ِ<br />
. {<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ : ا لص َّبْرُ مَطِي َّة ٌ ل َا تَك ْبُو ، وَا ل ْق َنَاعَة ُ سَيْفٌ ل َا يَنْبُو .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ ل َمْ أ َسْمَعْ أ َعْ جَبَ مِنْ ق َوْل ِ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ل َوْ أ َن َّ ا لص َّبْرَ وَا لش ُّك ْرَ يُعَي ِّرَ انِ مَا<br />
بَال َيْت أ َي َّهُمَا رَكِبْتُ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ،<br />
:<br />
مِنْ خَيْر ِ خِل َا لِك ا لص َّبْرُ عَل َى اخْتِل َا لِك .<br />
أ َف ْضَ ل ُ ا ل ْعُد َّةِ ا لص َّبْرُ عَل َى الش ِّ د َّةِ .<br />
مَنْ أ َحَب َّ ا ل ْبَق َاءَ ف َل ْيُعِد َّ لِل ْمَصَا ئِب ِ ق َل ْبًا صَبُورًا .<br />
: ب ِا لص َّبْر ِ عَل َى مَوَ اقِع ِ ال ْك ُرْهِ تُدْ رَكُ ا ل ْ حُظ ُوظ ُ .<br />
وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ ا ل ْأ َ بْرَص ِ : صَب ِّرْ ا لن َّف ْسَ عِنْدَ ك ُ ل ِّ مُلِ م ٍّ إن َّ فِي ا لص َّبْر ِ حِيل َة َا ل ْمُحْتَال ِ ل َا تُضَي ِّق َن َّ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ف َق َدْ تُك ْشَفُ<br />
غِمَاؤُهَا ب ِغَيْر ِ احْتِيَال ِ رُب َّمَا تَ جْزَ عُ ا لن ُّف ُو سُ مِنْ ا ل ْأ َمْر ِ ل َهُف ُرْ جَة ٌ ك َحِ ل ِّ ال ْعِق َال ِ وَق َال َ ا بْنُ ال ْمُق َف َّع ِ فِي كِتَاب ِ ا ل ْيَتِيمَةِ<br />
: الص َّبْرُ<br />
:<br />
صَبْرَ انِ ف َالل ِّئ َامُ أ َ صْبَرُ أ َجْسَامًا ، وَال ْكِرَامُ أ َ صْبَرُ نُف ُوسًا .<br />
وَل َيْسَ الص َّبْرُ ال ْمَمْدُوحُ صَاحِبُهُ أ َن ْ يَك ُون َ الر َّجُ ل ُ ق َو ِي َّ ال ْجَسَدِ عَل َى ال ْك َ د ِّ وَ ا ل ْعَمَ ل ِ ؛ لِأ َن َّ هَذ َا مِنْ صِف َاتِ ال ْ حَمِير ِ ،<br />
وَ ل َكِنْ أ َن ْ يَك ُون َ لِلن َّف ْس ِ غ َل ُوبًا ، وَ لِل ْأ ُمُور ِ مُتَحَم ِّل ًا ، وَ لِ جَأ ْشِهِ عِنْدَ ال ْ حِف َاظِ مُرْتَب ِط ًا .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ الص َّبْرَ عَل َى سِت َّةِ أ َق ْسَام ٍ ، وَهُوَ فِي ك ُ ل ِّ قِسْم ٍ مِنْهَامَ حْمُودٌ .<br />
ف َأ َو َّل ُ أ َق ْسَامِهِ وَ أ َوْ ل َاهَا :ا لص َّبْرُ عَل َى امْتِث َال ِ مَا أ َمَرَ ا لل َّهُ - تَعَا ل َى - ب ِهِ ، وَالِانْتِهَاءُ عَم َّا نَهَى ا لل َّهُ عَنْهُ ؛ لِأ َن َّ ب ِهِ تَ خْل ُصُ<br />
ا لط َّاعَة ُ وَب ِهَا يَصِ ح ُّ ا لد ِّ ينُ وَتُؤَد َّى ا ل ْف ُرُو ضُ وَيُسْتَ حَق ُّ الث َّوَابُ ، ك َمَا ق َال َ فِي مُ حْكِم ِ ا ل ْكِتَاب ِ<br />
:<br />
:<br />
} إن َّمَا يُوَف َّى الص َّاب ِرُو َن<br />
أ َجْرَهُمْ ب ِغَيْر ِ حِسَاب ٍ { وَلِذ َلِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } ا لص َّبْرُ مِنْ ا ل ْإ ِيمَانِ ب ِمَنْز ِ ل َةِ ا لر َّأ ْ س ِ مِنْ ال ْجَسَدِ<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ ق َ ل َّ صَبْرُهُ عَل َى ط َاعَةٍ حَظ ٌّ مِنْ ب ِر ٍّ وَل َا نَصِيبٌ مِنْ صَل َاح ٍ ، وَمَنْ ل َمْ يَرَ لِنَف ْسِهِ صَبْرًا يُك ْسِبُهَا ث َوَابًا .<br />
. {
.<br />
.<br />
وَ يَدْف َعُ عَنْهَا عِق َابًا ، ك َان َ مِنْ سُوءِ الِاخْتِيَار ِ بَعِيدً ا مِنْ ا لر َّشَادِ حَقِيق ًا ب ِالض َّل َا ِل .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
تَط ْل ُبُهُ<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
: يَا مَنْ يَط ْل ُبُ مِنْ الد ُّنْيَا مَا ل َا يَل ْ حَق ُهُ أ َتَرْجُو أ َن ْ تَل ْ حَقَ مِنْ ال ْ آخِرَةِ مَا ل َا<br />
: أ َرَ اك امْرَ أ ً تَرْجُو مِنْ ا لل َّهِ عَف ْوَهُ وَأ َ نْتَ عَل َى مَا ل َا يُ حِب ُّ مُقِيمُ تَدُ ل ُّ عَل َى الت َّق ْوَى<br />
وَ أ َ نْتَ مُق َ ص ِّرٌ ف َيَا مَنْ يُدَاو ِي الن َّا سَ وَهُوَ سَقِيمُ وَهَذ َا ا لن َّوْ عُ مِنْ ا لص َّبْر ِ إن َّمَا يَك ُون ُ لِف َرْطِ<br />
ال ْ جَزَ ع ِ وَشِد َّةِ ال ْ خَوْفِ ف َإ ِن َّ مَنْ خَافَ ا لل َّهَ - عَز َّ وَجَ ل َّ - وَ صَبَرَ عَل َى ط َاعَتِهِ ، وَمَنْ جَزَ عَ مِنْ عِق َا ب ِهِ وَق َفَ عِنْدَ أ َوَ امِر ِهِ<br />
وَال ْقِسْمُ الث َّان ِي : ا لص َّبْرُ عَل َى مَا تَق ْتَضِيهِ أ َوْق َا تُهُ مِنْ رَز ِ ي َّةٍ ق َدْ أ َجْهَدَهُ ال ْ حُزْن ُ عَل َيْهَا ، أ َوْ حَادِ ث َةٍ ق َدْ ك َد َّهُا ل ْهَ م ُّ ب ِهَا ف َإ ِن َّ<br />
الص َّبْرَ عَل َيْهَا يَعْق ُبُهُ ا لر َّ احَة ُ مِنْهَا ، وَ يُك ْسِبُهُ ا ل ْمَث ُو بَة َ عَنْهَا .<br />
ف َإ ِن ْ صَبَرَ ط َائِعًا وَإ ِل َّا احْتَمَ ل َ هَم َّا ل َاز ِمًا وَصَبَرَ ك َار ِهًا آثِمًا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَق ُول ُ ا لل َّهُ تَعَا ل َى :<br />
ف َل ْيَخْتَرْ رَبا سِوَ ايَ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ لِل ْأ َشْعَثِ بْن ِ ق َيْس ٍ<br />
} :<br />
. {<br />
جَز ِعْتَ جَرَى عَل َيْك ا ل ْق َل َمُ وَ أ َ نْتَمَأ ْزُو رٌ .<br />
:<br />
مَنْ ل َمْ يَرْضَ ب ِق َضَائِي وَ يَصْب ِرْ عَل َى بَل َائِي<br />
: إن َّك إن ْ صَبَرْت جَرَى عَل َيْك ا ل ْق َل َمُ وَ أ َ نْتَمَأ ْ جُو رٌ ، وَ إ ِن ْ<br />
وَق َدْ ذ َك َرَ ذ َ لِكَ أ َبُو تَم َّام ٍ فِي شَعْر ِهِ ف َق َال َ وَق َال َ عَلِي ٌّ فِي الت َّعَاز ِي لِأ َشْعَث َ وَخَافَ عَل َيْهِ بَعْضَ تِل ْكَ ا ل ْمَآ ثِم ِ : أ َ تَصْب ِرُ<br />
لِل ْبَل ْوَى عَزَ اءً وَخَشْيَة ً ف َتُؤْجَرُ أ َوْ تَسْل ُو سُل ُو َّ ال ْبَهَائِمْ وَق َال َ شَب ِيبُ بْنُ شَيْبَة َ لِل ْمَهْدِي ِّ إن َّ أ َحَق َّ مَا تَصْب ِرُ عَل َيْهِ مَا ل َمْ تَج ِدْ<br />
إل َى دَف ْعِهِ سَب ِيل ًا .<br />
:<br />
وَ أ َنْشَدَ : وَ ل َئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَة ٌ ف َاصْب ِرْ ل َهَا عَظ ُمَتْ مُصِيبَة ُ مُبْتَ ل ٍ ل َا يَصْب ِرُ وَق َال َ آخَرُ : تَصَب َّرْتُ مَغْل ُوبًا وَإ ِن ِّي ل َمُو جَعٌ ك َمَا<br />
صَبَرَ ا لظ َّمْ آن ُ فِي ا ل ْبَل َدِ ا ل ْق َف ْر ِ وَ ل َيْسَ ا صْطِبَار ِي عَنْك صَبْرَ اسْتِط َاعَةٍ وَ ل َكِن َّهُ صَبْرٌ أ َمَر ُّ مِنْ الص َّبْر ِ<br />
وَال ْقِسْمُ ا لث َّا لِث ُ : ا لص َّبْرُ عَل َى مَا ف َاتَ إدْرَ اك ُهُ مِنْ رَغ ْبَةٍ مَرْجُو َّةٍ ، وَ أ َعْوَزَ نَيْل ُهُ مِنْ مَسَر َّةٍ مَأ ْمُو ل َةٍ ف َإ ِن َّ ا لص َّبْرَ عَنْهَا يُعْقِبُ<br />
ا لس َّل ْوَ مِنْهَا ، وَا ل ْأ َسَفُ بَعْدَ ال ْيَأ ْ س ِ خَرَ ٌق .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َأ ُو ل َئِكَ ل َهُمْ ال ْأ َمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
} :<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
مَنْ أ ُعْطِيَ ف َشَك َرَ ، وَمُن ِعَ ف َصَبَرَ ، وَظ ُلِمَ ف َغَف َرَ ، وَظ َل َمَ ف َاسْتَغْف َرَ ،<br />
: اجْعَل ْ مَا ط َل َبْته مِنْ الد ُّنْيَا ف َل َمْ تَنَل ْهُ مِث ْ ل َ مَا ل َا يَ خْط ُرُ ب ِبَا لِك ف َل َمْ تَق ُل ْهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ إذ َا مَل َكَ ا ل ْق َضَاءُ عَل َيْك أ َمْرًا ف َل َيْسَ يَ حِل ُّهُ غ َيْرُ ا ل ْق َضَاءِ ف َمَا ل َك وَا ل ْمُق َامُ ب ِدَار ِ ذ ُل ٍّ وَدَ ا رُ ا ل ْعِز ِّ<br />
وَ اسِعَة ُ ا ل ْف َضَاءِ وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ إن ْ ك ُنْت تَ جْزَ عُ عَل َى مَا ف َاتَ مِنْ يَدِك ف َاجْزَعْ عَل َى مَا ل َا يَصِ ل ُ إل َيْك .<br />
ف َأ َخَذ َهُ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ<br />
حُزْنًا لِمَا ل َمْ يَك ُنْ<br />
:<br />
ل َا تُطِل ْ ال ْحُزْن َ عَل َى ف َا ئِتٍ ف َق َل َّمَا يُجْدِي عَل َيْكَ ال ْ حَزَن ْ سِي َّانِمَ حْزُون ٌ عَل َى ف َا ئِتٍ وَمُضْمِ ٌر<br />
وَال ْقِسْمُ ا لر َّا ب ِعُ : ا لص َّبْرُ فِيمَا يُخْشَى حُدُو ث ُهُ مِنْ رَهْبَةٍ يَ خَاف ُهَا ، أ َوْ يَحْذ َرُ حُل ُو ل َهُ مِنْ نَك ْبَةٍ يَ خْشَاهَا ف َل َا يَتَعَج َّل ْ هَ م َّ مَا<br />
ل َمْ يَأ ْتِ ، ف َإ ِن َّ أ َك ْث َرَ ا ل ْهُمُوم ِ ك َاذِ بَة ٌ وَ إ ِن َّ ال ْأ َغ ْل َبَ مِنْ ا ل ْ خَوْفِمَ دْف ُو عٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} ب ِا لص َّبْر ِ يُتَوَق َّعُ ال ْف َرْجُ وَمَنْ يُدْمِنُ ق َرْ عَ بَاب ٍ يَلِ جُ { .
:<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ : ل َا تَ حْمِل َن َّ عَل َى يَوْمِك هَ م َّ غ َدِك ، ف َ حَسْبُ ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ هَم ُّهُ .<br />
وَ أ َنْشَدَ ا ل ْجَاحِظ ُ لِ حَار ِ ث َة َ بْن ِ زَيْدٍ إذ َا ا ل ْهَ م ُّ أ َمْسَى وَهُوَ دَ اءٌ ف َأ َمْضِهِ وَ ل َسْتَ ب ِمُمْضِيهِ وَ أ َنْتَ تُعَاذِل ُهْ وَل َا تُنْز ِ ل َن َّ أ َمْرَ<br />
ا لش َّدِيدَةِ ب ِامْر ِئ ٍ إذ َا هَ م َّ أ َمْرًا عَو َّق َتْهُ عَوَاذِل ُهْ وَق ُل ْ لِل ْف ُؤَ ادِ إن ْ تَج ِدْ ب ِك ث َوْرَة ً مِنْ ا لر َّوْ ع ِ ف َاف ْرَحْ أ َك ْث َرُ ال ْهَ م ِّ بَاطِل ُهْ<br />
وَال ْقِسْمُ ا ل ْخَامِسُ :ا لص َّبْرُ فِيمَا يَتَوَق َّعُهُ مِنْ رَغ ْبَةٍ يَرْجُوهَا ، وَ يَنْتَظِرُ مِنْ ن ِعْمَةٍ يَأ ْمُل ُهَا ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ أ َدْهَشَهُ ا لت َّوَق ُّعُ ل َهَا ، وَ أ َذ ْهَل َهُ<br />
ا لت َّط َل ُّعُ إل َيْهَا انْسَد َّتْ عَل َيْهِ سُبُ ل ُ ا ل ْمَط َالِب ِ وَ اسْتَف َز َّهُ تَسْو ِي ل ُ ا ل ْمَط َامِع ِ ف َك َان َ أ َ بْعَدَ لِرَجَا ئِهِ وَ أ َعْظ َمَ لِبَل َا ئِهِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ مَعَ ا لر َّغ ْبَةِ وَق ُورًا وَعِنْدَ ا لط َّل َب ِ صَبُورًا انْ جَل َتْ عَنْهُ عَمَا يَة ُ الد َّهَش ِ وَانْجَابَتْ عَنْهُ حِيرَة ُ ا ل ْوَ ل َهِ ، ف َأ َبْصَرَ رُشْدَهُ<br />
وَعَرَفَ ق َصْدَهُ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
يَعْن ِي -وَا َلل َّهُ أ َعْل َمُ<br />
وَق َال َ أ َك ْث َمُ بْنُ صَيْفِي ٍّ<br />
:<br />
:<br />
{ا لص َّبْرُ ضِيَاءٌ { .<br />
- أ َ ن َّهُ يَك ْشِفُ ظ ُل ْمَ ال ْ حِيرَةِ ، وَ يُوَض ِّ حُ حَق َا ئِقَ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />
مَنْ صَبَرَ ظ َفِرَ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ : ك َان َ مَك ْتُوبًا فِي ق َصْر ِ أ َزْدَشِير ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
: ب ِ حُسْن ِ الت َّأ َن ِّي تَسْهُ ل ُ ا ل ْمَط َا لِبُ .<br />
: الص َّبْرُ مِف ْتَاحُ ا لد َّرَكِ .<br />
مَنْ صَبَرَ نَال َ ال ْمُنَى ، وَمَنْ شَك َرَ حَص َّنَ الن ُّعْمَى .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ بَشِير ٍ : إن َّ ا ل ْأ ُمُورَ إذ َا سُد َّتْ مَط َا لِبُهَا ف َالص َّبْرُ يَف ْتَقُ مِنْهَا ك ُ ل َّ مَا ارْتَتَجَا ل َا تَيْأ َسَن َّ وَ إ ِن ْ ط َال َتْ مُط َا ل َبَة ٌ إذ َا<br />
اسْتَعَنْتَ ب ِصَبْر ٍ أ َن ْ تَرَى ف َرَجَا أ َخْلِقْ ب ِذِي الص َّبْر ِ أ َن ْ يَحْظ َى ب ِ حَاجَتِهِ وَمُدْمِن ِ ا ل ْق َرْ ع ِ لِل ْأ َبْوَاب ِ أ َن ْ يَلِجَا<br />
وَال ْقِسْمُ ا لس َّادِ سُ<br />
.<br />
: الص َّبْرُ عَل َى مَا نَزَل َ مِنْ مَك ْرُوهٍ أ َوْ حَ ل َّ مِنْ أ َمْر ٍ مَ خُوفٍ .<br />
} :<br />
ف َب ِا لص َّبْر ِ فِي هَذ َا تَنْف َتِ حُ وُجُوهُ ال ْ آرَ اءِ ، وَ تُسْتَدْف َعُ مَك َا ئِدُ ال ْأ َعْدَاءِ ، ف َإ ِن َّ مَنْ ق َ ل َّ صَبْرُهُ عَزَبَ رَ أ ْ يُهُ ،وَ اشْتَ د َّ جَزَعُهُ ،<br />
ف َصَارَ صَر ِ يعَ هُمُومِهِ ، وَف َر ِيسَة َ غ ُمُومِهِ<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَاصْب ِرْ عَل َى مَا أ َ صَابَك إن َّ ذ َ لِكَ مِنْ عَزْم ِ ا ل ْأ ُمُور ِ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
ب ِالر ِّضَى فِي ال ْيَقِين ِ ف َاف ْعَل ْ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ تَسْتَطِعْ ف َاصْب ِرْ ف َإ ِن َّ فِي الص َّبْر ِ عَل َى مَا تَك ْرَهُ خَيْرًا ك َثِيرًا<br />
إن ْ اسْتَط َعْت أ َن ْ تَعْمَ ل َ لِل َّهِ<br />
. {<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ الن َّصْرَ مَعَ الص َّبْر ِ ، وَا ل ْف َرَجَ مَعَ ال ْك َرْب ِ ، وَال ْيُسْرَ مَعَ ال ْعُسْ ِر .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ا لص َّبْرُ مُسْتَأ ْصِ ل ُ ال ْحِدْ ث َانِ ، وَال ْ جَزَ عُ مِنْ أ َعْوَ انِ الز َّمَانِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: ب ِمِف ْتَاح ِ عَز ِ يمَةِ ا لص َّبْر ِ تُعَا ل َ جُ مَغَا لِيقُ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : عِنْدَ انْسِدَادِ ا ل ْف َرَج ِ تَبْدُو مَط َالِعُ ا ل ْف َرَج ِ .<br />
وَرَوَى ا بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ دَاوُد عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ ل َم َّا اسْتَك َد َّ شَيَاطِينَهُ فِي ال ْب ِنَاءِ شَك َوْا ذ َ لِكَ إل َى<br />
إ بْلِيسَ ، ل َعَنَهُ ا لل َّهُ ، ف َق َال َ<br />
ف َق َال َ<br />
:<br />
أ َل َسْتُمْ تَذ ْهَبُون َ ف َرْغ ًا وَ تَرْج ِعُون َ مَشَاغِي ل َ ؟ ق َال ُوا<br />
. بَل َى :<br />
:<br />
:<br />
ق َال َ ف َفِي ذ َ لِكَ رَا حَة ٌ .<br />
ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ سُل َيْمَان َ -عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ الس َّل َامُ -ف َشَغْل َهُمْ ذ َ اهِب ِينَ وَرَاج ِعِينَ ف َشَك َوْا ذ َلِكَ إل َى إ بْلِيسَ ، ل َعَنَهُ ا لل َّهُ ،<br />
أ َل َسْتُمْ تَسْتَر ِيحُون َ ب ِا لل َّيْ ل ِ ؟ ق َال ُوا<br />
. بَل َى :<br />
ق َال َ ف َفِي هَذ َارَ ا حَة ٌ ل َك ُمْ ن ِصْفُ دَهْر ِك ُمْ .<br />
ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ سُل َيْمَان َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َشَغْل َهُمْ ب ِا لل َّيْ ل ِ وَالن َّهَار ِ ، ف َشَك َوْا ذ َ لِكَ إل َى إ بْلِيسَ ، ل َعَنَهُ ا لل َّهُ ، ف َق َال َ : ال ْ آن َ
ف َإ ِذ َا<br />
جَاءَك ُمْ ا ل ْف َرَجُ ، ف َمَا ل َب ِث َ أ َن ْ أ ُ صِيبَ سُل َيْمَان ُ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ مَي ِّتًا عَل َى عَصَاهُ .<br />
ك َان َ هَذ َا فِي نَب ِي ٍّ مِنْ أ َ نْب ِيَاءِ ا لل َّهِ يَعْمَ ل ُ ب ِأ َمْر ِهِ وَ يَقِفُ عَل َى حَد ِّهِ ف َك َيْفَ ب ِمَا جَرَتْ ب ِهِ ال ْأ َق ْدَارُ مِنْ أ َيْدٍ عَادِ يَةٍ ، وَسَاق َهُ<br />
ا ل ْق َضَاءُ مِنْ حَوَ ادِث َ نَاز ِ ل َةٍ ، هَل ْ تَك ُون ُ مَعَ الت َّنَاهِي إل َّا مُنْق َر ِ ضَة ً وَعِنْدَ بُل ُو غ ِ ا ل ْغَا يَةِ إل َّا مُنْ حَسِرَة ً ؟ وَ أ َ نْشَدَ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
لِعُث ْمَان َ بْن ِ عَف َّان َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : خَلِيل َي َّ ل َا وَا َلل َّهِ مَا مِنْ مُلِم َّةٍ تَدُومُ عَل َى حَي ٍّ وَ إ ِن ْ هِيَ جَل َّتْ ف َإ ِن ْ نَزَ ل َتْ يَوْمًا ف َل َا<br />
تَخْضَعَن َّ ل َهَا وَل َا تُك ْثِرْ الش َّك ْوَى إذ َا الن َّعْ ل ُ زَل َّتْ ف َك َمْ مِنْ ك َر ِيم ٍ ق َدْ بُلِي ب ِنَوَ ا ئِبَ ف َصَا بَرَهَا حَت َّى مَضَتْ وَا ضْمَ حَل َّتْ وَك َمْ<br />
غ َمْرَةٍ هَاجَتْ ب ِأ َمْوَ اج ِ غ َمْرَةٍ تَل َق َّيْتهَا ب ِا لص َّبْر ِ حَت َّى تَ جَل َّتْ وَك َانَتْ عَل َى ال ْأ َي َّام ِ نَف ْسِيعَز ِ يزَة ٌ ف َل َم َّا رَأ َتْ صَبْر ِي عَل َى ال ذ ُّل ِّ<br />
: ذ َل َّتْ ف َق ُل ْتُ ل َهَا<br />
يَا نَف ْسُ مُوتِي ك َر ِيمَة ً ف َق َدْ ك َانَتْ الد ُّنْيَا ل َنَا ث ُ م َّ وَل َّتْ<br />
وَلِتَسْه ِيل ِ ا ل ْمَصَا ئِب ِ وَ تَ خْفِيفِ الش َّدَ ائِدِأ َسْبَا بٌ إذ َا ق َارَنْت حَزْمًا ، وَصَادَف ْت عَزْمًا .<br />
هَان َ وَق ْعُهَا ، وَق َ ل َّ تَأ ْثِيرُهَا وَضَرَرُهَا .<br />
ف َمِنْهَا<br />
: إشْعَا رُ الن َّف ْس ِ ب ِمَا تَعْل َمُهُ مِنْ نُزُول ِ ا ل ْف َنَاءِ وَتَق َض ِّي ا ل ْمُسِر ِّ وَ أ َن َّ ل َهَا آجَال ًا مُنْصَر ِمَة ٌ وَمُدَدًا مُنْق َضِيَة ٌ ، إذ ْ ل َيْسَ<br />
لِلد ُّنْيَا حَا ل ٌ تَدُومُ وَل َا لِمَ خْل ُو ق ٍ فِيهَابَق َاءٌ .<br />
وَرَوَى ا بْنُ مَسْعُودٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَا مَث َلِي وَمَث َ ل ُ الد ُّنْيَا إل َّا ك َمَث َ ل ِ رَ اكِب ٍ<br />
مَال َ إل َى ظِ ل ِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْم ٍ صَا ئِفٍ ث ُ م َّ رَ احَ وَتَرَك َهَا<br />
. {<br />
وَسُئِ ل َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ الد ُّنْيَا ف َق َال َ<br />
وَسَأ َل َ بَعْضُ خُل َف َاءِ بَن ِي ا ل ْعَب َّا س ِ جَلِيسًا ل َهُ عَنْ الد ُّنْيَا ف َق َال َ<br />
وَق َال َ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ<br />
:<br />
:<br />
الد ُّنْيَا أ َمَدٌ وَا ل ْآخِرَة ُ أ َبَ ٌد .<br />
: تَغُر ُّ وَتَضُر ُّ وَ تَمُر ُّ .<br />
: إذ َا أ َق ْبَل َتْ أ َدْبَرَتْ .<br />
وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ إن ْ أ َحْبَبْت أ َن ْ ل َا تَغْتَم َّ ف َل َا تَق ْتَن ِ مَا ب ِهِ تَهْتَم ُّ .<br />
ف َأ َخَذ َهُ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : أ َل َمْ تَرَ أ َن َّ الد َّهْرَ مِنْ سُوءِ فِعْلِهِ يُك َد ِّ رُ مَا أ َعْط َى وَيَسْل ُبُ مَا أ َسْدَى ف َمَنْ سَر َّهُ أ َن ْ ل َا يَرَى<br />
مَا يَسُوءُهُ ف َل َا يَت َّخِذ ْ شَيْئ ًا يَ خَافُ ل َهُ ف َق ْدَا وَأ َ نْشَدَ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: لِحَكِيمِنَا بُق ْرَ اط َ خَيْرُ ق َضِي َّةٍ وَوَ صِي َّةٍ تَنْفِي ال ْهُمُومَ<br />
الر ُّك َّدَا ق َال َ ا ل ْهُمُومُ تَك ُون ُ مِنْ ط َبْع ِ ال ْوَرَى فِي ل ُبْثِ مَا فِي ط َبْعِهِ أ َن ْ يَنْف َدَا ف َإ ِذ َا اق ْتَنَيْتَ مِنْ ا لز ُّجَاجَةِ ق َاب ِل ًا لِل ْك َسْر ِ<br />
ف َا نْك َسَرَتْ ف َل َا تَكُ مُك ْمَدَا وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِسَعِيدِ بْن ِ مُسْلِم ٍ<br />
رَخَاءٍ وَرَ خَاءٌ بَعْدَ شِد َّهْ وَل َم َّا ق ُتِ ل َ بَزَرْجَمْهَرُ وُج ِدَ فِي جَيْب ِ ق َمِيصِهِ رُق ْعَة ٌ فِيهَامَك ْتُو بٌ<br />
وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ لِل ْأ َمْر ِ دَوَ امٌ ف َفِيمَ الس ُّرُو رُ ، وَإ ِذ َا ل َمْ يُر ِدْ ا لل َّهُ دَوَ امَ مُل ْ كٌ ف َفِيمَ ال ْ حِيل َة ُ .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ : رَأ َ يْتُ<br />
: إن َّمَا الد ُّنْيَا هِبَا تٌ وَعَوَ ار ٍ مُسْتَرَد َّهْ شِد َّة ٌ بَعْدَ<br />
: إذ َا ل َمْ يَك ُنْ جَ د ٌّ ف َفِيمَا ل ْك َ د ُّ ،<br />
حَيَاة َا ل ْمَرْءِ رَهْنًا ب ِمَوْ تِهِ وَصِ ح َّتُهُ رَهْنًا ك َذ َ لِكَ ب ِالس َّق َم ِ إذ َا ط َابَ لِيعَيْ شٌ تَنَغ َّصَ طِيبُهُ ب ِصِدْ ق ِ يَقِين ِي أ َن ْ سَيَذ ْهَبُ<br />
ك َال ْحُل ْم ِ وَمَنْ ك َان َ فِي عَيْش ٍ يُرَاعِي زَوَا ل َهُ ف َذ َلِكَ فِي بُؤْ س ٍ وَ إ ِن ْ ك َان َ فِي ن ِعَم ِ وَمِنْهَا<br />
:<br />
أ َن ْ يَتَصَو َّرَ انْ ج ِل َاءَ ا لش َّدَا ئِدِ<br />
وَ انْكِشَافَ ا ل ْهُمُوم ِ ، وَأ َن َّهَا تُق َد َّ رُ ب ِأ َوْق َاتٍ ل َا تَنْصَر ِمُ ق َبْل َهَا ، وَل َا تَسْتَدِيمُ بَعْدَهَا ، ف َل َا تَق ْصُرُ ب ِجَزَ ع ٍ وَل َا تَط ُول ُ ب ِصَبْر ٍ ،<br />
وَ أ َن َّ ك ُ ل َّ يَوْم ٍ يَمُر ُّ ب ِهَا يَذ ْهَبُ مِنْهَا ب ِشَط ْر ٍ وَ يَأ ْخُذ ُ مِنْهَا ب ِنَصِيب ٍ ، حَت َّى تَنْ جَلِيَ وَهُوَ عَنْهَاغ َافِ ل ٌ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ الر َّشِيدَ حَبَسَ رَجُل ًا ث ُ م َّ سَأ َل َ عَنْهُ بَعْدَ زَمَانٍ ، ف َق َال َ لِل ْمُتَوَك ِّ ل ِ ب ِهِ<br />
مِنْ بُؤْسِي مِث ْل ُهُ ، وَال ْأ َمْرُ ق َر ِ يبٌوَال ْ حُك ْمُ لِل َّهِ تَعَا ل َى .<br />
:<br />
ق ُل ْ ل َهُ ك ُ ل ُّ يَوْم ٍ يَمْضِي مِنْ ن ِعَمِهِ يَمْضِي
ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ ف َق َال َ : ل َوْ أ َن َّ مَا أ َنْتُمُو فِيهِ يَدُومُ ل َك ُمْ ظ َنَنْتُ مَا أ َنَا فِيهِ دَائِمًا أ َبَدَا ل َكِن َّن ِيعَالِ مٌ أ َن ِّي<br />
وَ أ َن َّك ُمْ سَنَسْتَجْدِي خِل َافَال ْ حَال َتَيْن ِ غ َدَا وَأ َ نْشَدَ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ حِينَ حَضَرَ تْهُ ا ل ْوَف َاة ُ : أ َل َمْ تَرَ أ َن َّ<br />
رَب َّك ل َيْسَ تُحْصَى أ َيَادِ يهِال ْ حَدِ يث َة ُ وَا ل ْق َدِيمَهْ تَسَ ل َّ عَنْ ا ل ْهُمُوم ِ ف َل َيْسَ شَ يْءٌ يَق ُومُ وَل َا هُمُومُكَ ب ِا ل ْمُقِيمَهْ ل َعَ ل َّ ا لل َّهَ يَنْظ ُرُ<br />
بَعْدَ هَذ َا إل َيْك ب ِنَظ ْرَةٍ مِنْهُ رَحِيمَهْ وَمِنْهَا<br />
.<br />
:<br />
أ َن ْ يَعْل َمَ أ َن َّ فِي مَا وُقِيَ مِنْ الر َّزَايَا ، وَك ُفِيَ مِنْ ال ْ حَوَ ادِثِ ، مَا هُوَ أ َعْظ َمُ مِنْ<br />
رَز ِ ي َّتِهِ وَ أ َشَد ُّ مِنْ حَادِ ث َتِهِ ؛ لِيَعْل َمَ أ َ ن َّهُمَمْنُو حٌ ب ِحُسْن ِ الد ِّف َا ع ِ<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ لِل َّهِ تَعَال َى فِي أ َث ْنَاءِ ك ُ ل ِّ مِحْنَةٍ مِنْ حَ ٌة { .<br />
} :<br />
وَقِي ل َ لِلش َّعْب ِي ِّ فِي نَا ئِبَةٍ ك َيْفَ أ َصْبَحْت ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
هَل َعَهُ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
: بَيْنَ ن ِعْمَتَيْن ِ :خَيْرٌمَنْ شُو رٌ وَشَر ٌّمَسْتُو رٌ .<br />
ل َا تَك ْرَهْ ا ل ْمَك ْرُوهَ عِنْدَ حَوْ لِهِ إن َّ ا ل ْعَوَ اقِبَ ل َمْ تَزَل ْ مُتَبَا ي ِنَهْ ك َمْ ن ِعْمَةٍ ل َا تَسْتَقِ ُّل<br />
ب ِشُك ْر ِهَا لِل َّهِ فِي ط َي ِّ ا ل ْمَك َار ِهِ ك َامِنَهْ وَمِنْهَا أ َن ْ يَتَأ َس َّى ب ِذ َو ِي ا ل ْغِيَر ِ ، وَيَتَسَل َّى ب ِأ ُولِي ا ل ْعِبَر ِ .<br />
وَ يَعْل َمَ أ َن َّهُمْا ل ْأ َك ْث َرُون َ عَدَدًا وَال ْأ َسْرَعُون َ مَدَدًا ، ف َيَسْتَ ج ِد َّ مِنْ سَل ْوَةِ ال ْأ َسَى وَحُسْن ِ ال ْعَزَا مَا يُ خَف ِّفُ شَ جْوَهُ ، وَ يُقِ ُّل<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : أ َل ْصِق ُو ا ب ِذ َو ِي ا ل ْغِيَر ِ تَت َّسِعْ ق ُل ُو بُك ُمْ<br />
وَعَل َى مِث ْ ل ِ ذ َلِكَ ك َانَتْ مَرَ اثِي الش ُّعَرَ اءِ<br />
ق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ<br />
.<br />
.<br />
:<br />
ف َل َا عُ جْبَ لِل ْأ ُسْدِ إن ْ ظ َفِرَتْ ب ِهَا كِل َابُ ال ْأ َعَادِي مِنْ ف َصِي ح ٍ وَأ َعْجَمِي ف َ حَرْ بَة ُ وَحْشِي ٍّ سَق َتْ حَمْزَة َ<br />
الر َّدَى وَمَوْتُ عَلِي ٍّ مِنْ حُسَام ِ ا بْن ِ مُل ْ ج ِم ِ وَق َال َ أ َبُو نُوَ ا س ٍ : ال ْمَرْءُ بَيْنَ مَصَا ئِب ل َا تَنْق َضِي حَت َّى يُوَارَى ج ِسْمُهُ فِي<br />
رَمْسِهِ ف َمُؤَج َّ ل ٌ يَل ْق َى الر َّدَى فِي أ َهْلِهِ وَمُعَ ج َّ ل ٌ يَل ْق َى الر َّدَى فِي نَف ْسِهِ وَمِنْهَا أ َن ْ يَعْل َمَ أ َن َّ ا لن ِّعَمَ زَا ئِرَة ٌ ، وَأ َن َّهَا ل َا مَ حَا ل َة َ<br />
:<br />
زَا ئِل َة ٌ ، وَ أ َن َّ الس ُّرُورَ ب ِهَا إذ َا أ َق ْبَل َتْ مَ شُو بٌ ب ِال ْ حَذ َر ِ مِنْ فِرَ اقِهَا إذ َا أ َدْبَرَتْ ، وَأ َن َّهَا ل َا تَف ْرَحُ ب ِإ ِق ْبَا لِهَا ف َرَحًا حَت َّى تُعْقِبَ<br />
ب ِفِرَ اقِهَا تَرَحًا ، ف َعَل َى ق َدْر ِ الس ُّرُور ِ يَك ُون ُ ال ْ حُزْن ُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ :ا ل ْمَف ْرُوحُ ب ِهِ هُوَا ل ْمَ حْزُون ُ عَل َيْهِ .<br />
: وَقِي ل َ<br />
مَنْ بَل َغ َ غ َا يَة َ مَا يُ حِب ُّ ف َل ْيَتَوَق َّعْ غ َا يَة َ مَا يَك ْرَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَمِنْهَا<br />
:<br />
:<br />
مَنْ عَلِمَ أ َن َّ ك ُ ل َّ نَائِبَةٍ إل َى ا نْقِضَاءٍ حَسُنَ عَزَ اؤُهُ عِنْدَ نُزُول ِ ا ل ْبَل َاءِ .<br />
وَقِي ل َ لِل ْحَسَن ِ ا ل ْبَصْر ِي ِّ رَحِمَهُ الل َّهُ : ك َيْفَ تَرَى الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ : شَغَل َن ِي تَوَق ُّعُ بَل َائِهَا عَنْ ا ل ْف َرَح ِ ب ِرَخَا ئِهَا .<br />
ف َأ َخَذ َهُ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ ف َق َال َ : تَز ِيدُهُ ال ْأ َي َّامُ إن ْ أ َق ْبَل َتْ شِد َّة َ خَوْفٍ لِتَصَار ِيفِهَا ك َأ َن َّهَا فِي حَال ِ إسْعَافِهَا تُسْمِعْهُ وَق ْعَ تَ خْو ِ يفِهَا<br />
أ َن ْ يَعْل َمَ أ َن َّ سُرُورَهُمَق ْرُون ٌ ب ِمُسَاءَةِ غ َيْر ِهِ ، وَك َذ َلِكَ حُزْ نُهُمَق ْرُون ٌ ب ِسُرُور ِ غ َيْر ِهِ .<br />
إذ ْ ك َانَتْ الد ُّنْيَا تَنْق ُ ل ُ مِنْ صَاحِب ٍ إل َى صَاحِب ٍ ، وَتَصِ ل ُ صَاحِبًا<br />
ب ِفِرَا ق ِ صَاحِب ٍ .<br />
ف َتَك ُون ُ سُرُو رً ا لِمَنْ وَ صَل َتْهُ وَحُزْنًا لِمَنْ ف َارَق َتْهُ<br />
.<br />
} :<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَا ق َرَعْت عَصَا عَل َى عَصَا إل َّا ف َر ِحَ ل َهَا ق َوْمٌ وَحَز ِن َ آخَرُون َ<br />
وَق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ مَتَى أ َرَتْ الد ُّنْيَا نَبَاهَة َ خَامِ ل ٍ ف َل َا تَرْ تَقِبْ إل َّا خُمُول َ نَب ِيهِ وَق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
مَصَا ئِبُ ق َوْم ٍ عِنْدَ ق َوْم ٍ ف َوَائِدُ وَأ َ نْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ<br />
: ب ِذ َا ق َضَتْ ال ْأ َي َّامُ مَا بَيْنَ أ َهْلِهَا<br />
: أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا غ َضَارَة ُ أ َيْك َةٍ إذ َا اخْضَر َّ مِنْهَا جَان ِبٌ جَف َّ<br />
جَا ن ِبُ ف َل َا تَف ْرَحَن َّ مِنْهَا لِشَيْءٍ تُفِيدُهُ سَيَذ ْهَبُ يَوْمًا مِث ْ ل َ مَا أ َ نْتَ ذ َ اهِبُ وَمَا هَذِهِ ال ْأ َي َّامُ إل َّاف َ جَائِعٌ وَمَا ال ْعَيْشُ وَا لل َّذ َّ اتُ<br />
إل َّا مَصَا ئِبُ وَمِنْهَا أ َن ْ يَعْل َمَ أ َن َّ ط َوَار ِ قَ ا ل ْإ ِ نْسَانِ مِنْ دَل َائِ ل ِ ف َضْلِهِ ، وَمِ حَنَهُ مِنْ شَوَ اهِدِ نُبْلِهِ .
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ إحْدَى عِل َّتَيْن ِ : إم َّا ؛ لِأ َن َّ ال ْك َمَال َمُعْو ِ زٌ وَ الن َّق ْصُ ل َا ز ِمٌ ، ف َإ ِذ َا تَوَ اتَرَ ال ْف َضْل ُ عَل َيْهِ صَارَ ا لن َّق ْصُ فِيمَا سِوَ اهُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ مَنْ زَ ادَ فِي عَق ْلِهِ نَق َصَ مِنْ ر ِزْقِهِ .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ<br />
} :<br />
مَا انْتَق َصَتْ جَار ِحَة ٌ مِنْ إنْسَانٍ إل َّا ك َانَتْ ذ َك َاءً فِي عَق ْلِهِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
مَا جَاوَزَ ال ْمَرْءُ مِنْ أ َط ْرَ افِهِ ط َرَف ًا إل َّا تَ خَو َّ نَهُ ا لن ُّق ْصَان ُ مِنْ ط َرَفِ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ال ْأ َدَب ِ ،<br />
لِإ ِ بْرَ اهِيمَ بْن ِ هِل َال ٍ ا ل ْك َا تِب ِ إذ َا جَمَعَتْ بَيْنَ امْرَأ َ يْن ِ صِنَاعَة ٌ ف َأ َحْبَبْتَ أ َن ْ تَدْر ِيَ ال َّذِي هُوَ أ َحْذ َ قُ ف َل َا تَتَف َق َّدْ مِنْهُمَا غ َيْرَ<br />
مَا جَرَتْ ب ِهِ ل َهُمَاا ل ْأ َرْ زَا قُ حِينَ تُف َر َّ قُ ف َ حَيْث ُ يَك ُون ُ ا لن َّق ْصُ ف َا لر ِّزْ قُ وَا سِعٌ وَحَيْث ُ يَك ُون ُ ال ْف َضْ ُل ف َا لر ِّزْ قُ ضَي ِّقُ وَإ ِم َّا ؛<br />
لِأ َن َّ ذ َاا ل ْف َضْ ل ِمَحْ سُودٌ ، وَب ِا ل ْأ َذ َىمَق ْ صُودٌ ، ف َل َا يَسْل َمُ فِي ب ِر ِّهِ مِنْ مُعَادٍ وَاشْتِط َاطِ مُنَاو ٍ .<br />
: وَق َال َ الص َّنَوْبَر ِي ُّ<br />
مِ حَنُ ال ْف َتَىيُ خْب ِرْن َ عَنْ ف َضْ ل ِ ال ْف َتَى ك َالن َّار ِ مُ خْب ِرَة ٌ ب ِف َضْ ل ِا ل ْعَنْبَر ِ وَق َل َّمَا تَك ُون ُ مِ حْنَة ُ<br />
ف َا ضِ ل ٍ إل َّا مِنْ ج ِهَةِ نَاقِص ٍ ، وَبَل ْوَى عَالِم ٍ إل َّا عَل َى يَدِ جَاهِ ل ٍ .<br />
وَذ َ لِكَ لِاسْتِحْك َام ِ ا ل ْعَدَ اوَةِ بَيْنَهُمَا ب ِا ل ْمُبَا يَنَةِ ، وَحُدُوثِ ا لِا نْتِق َام ِ ؛ لِأ َجَ ل ِ الت َّق َد ُّم ِ .<br />
: وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
ف َل َا غ َرْوَ أ َن ْ يُمْنَى عَلِي مٌ ب ِ جَاهِ ل ِ ف َمِنْ ذ َ نَب ِ ا لت ِّن ِّين ِ تَنْك َسِفُ ا لش َّمْسُ وَمِنْهَا<br />
:<br />
مَا يَعْتَا ضُهُ مِنْ الِارْ تِيَاض ِ<br />
ب ِنَوَا ئِب ِ عَصْر ِهِ ، وَ يَسْتَفِيدُهُ مِنْا ل ْحُنْك َةِ ب ِبَل َاءِ دَهْر ِهِ ، ف َيَصْل ُبُ عُودُهُ وَيَسْتَقِيمُ عَمُودُهُ ، وَيَك ْمُ ل ُ ب ِأ َدْنَى شِد َّ تِهِ وَرَخَا ئِهِ ،<br />
وَ يَت َّعِظ ُ ب ِ حَال َتَيْ عَف ْو ِهِ وَ بَل َا ئِهِ .<br />
حُكِيَ عَنْ ث َعْل َب ٍ ق َال َ<br />
:<br />
دَخَل ْت عَل َى عُبَيْدِ ا لل َّهِ بْن ِ سُل َيْمَان َ بْن ِ وَهْب ٍ وَعَل َيْهِ خُل َعُ الر ِّضَا بَعْدَ ا لن َّك ْبَةِ ف َل َم َّا مَث ُل ْت بَيْنَ<br />
يَدَ يْهِ ق َال َ لِي : يَا أ َبَا ا ل ْعَب َّا س ِ اسْمَعْ مَا أ َق ُول ُ : نَوَا ئِبُ ا لد َّهْر ِ أ َد َّبَتْن ِي وَإ ِن َّمَا يُوعَظ ُ ال ْأ َدِيبُ ق َدْ ذ ُق ْتُ حُل ْوًا وَذ ُق ْتُ مُرا<br />
ك َذ َ اك عَيْشُ ال ْف َتَى ضُرُوبُ ل َمْ يَمْض ِبُؤْ سٌ وَل َا نَعِي مٌ إل َّا وَلِيَ فِيه ِمَا نَصِيبُ ك َذ َاكَ مَنْ صَاحَبَ ا لل َّيَا لِي تَغْدُوهُ مِنْ دَر ِّهَا<br />
ال ْ خُط ُوبُ ف َق ُل ْت<br />
:<br />
: لِمَنْ هَذِهِ ال ْأ َبْيَاتُ ؟ ق َال َ : لِي .<br />
وَمِنْهَا أ َن ْ يَ خْتَب ِرَ أ ُمُورَ زَمَا ن ِهِ ، وَيَتَنَب َّهُ عَل َى صَل َاح ِ شَأ ْ ن ِهِ ، ف َل َا يَغْتَر ُّ ب ِرَخَاءٍ ، وَل َا يَط ْمَعُ فِي اسْتِوَ اءٍ ، وَل َا يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ تَبْق َى<br />
الد ُّنْيَا عَل َى حَا ل َةٍ ، أ َوْ تَخْل ُو مِنْ تَق َل ُّب ٍ وَ اسْتِ حَا ل َةٍ ، ف َإ ِن َّ مَنْ عَرَفَ الد ُّنْيَا وَخَبَرَ أ َحْوَا ل َهَا هَان َ عَل َيْهِ بُؤْسُهَا وَ نَعِيمُهَا .<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
إن ِّي رَأ َ يْتُ عَوَ اقِبَ الد ُّنْيَا ف َتَرَك ْتُ مَا أ َهْوَى لِمَا أ َخْشَى ف َك َّرْتُ فِي الد ُّنْيَا وَعَا ل َمِهَا ف َإ ِذ َا جَمِيعُ<br />
أ ُمُو ر ِهَا تَف ْنَى وَ بَل َوْتُ أ َك ْث َرَ أ َهْلِهَا ف َإ ِذ َا ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ فِي شَأ ْ ن ِهِ يَسْعَى أ َسْنَى مَنَاز ِ لِهَا وَ أ َرْف َعُهَا فِيا ل ْعِز ِّ أ َق ْرَبُهَا مِنْ ال ْمَهْوَى<br />
تَعْف ُو مَسَاو ِيهَا مَحَاسِنَهَا ل َا ف َرْ قَ بَيْنَ ا لن َّعْي ِ وَال ْبُشْرَى وَ ل َق َدْ مَرَرْتُ عَل َى ا ل ْق ُبُور ِ ف َمَا مَي َّزْتُ بَيْنَ ا ل ْعَبْدِ وَال ْمَوْل َى أ َتُرَاكَ<br />
تَدْر ِي ك َمْ رَ أ َ يْتَ مِنْ ال ْأ َحْيَاءِ ث ُم َّ<br />
رَأ َ يْتُهُمْ مَوْتَى ف َإ ِذ َا ظ َفِرَ ا ل ْمُصَابُ ب ِأ َحَدِ هَذِهِ ال ْأ َسْبَاب ِ تَ خَف َّف َتْ عَنْهُ أ َحْزَا نُهُ ، وَ تَسَه َّل َتْ عَل َيْهِ أ َشْ جَا نُهُ ، ف َصَارَ وَشْيَك<br />
ا لس َّل ْوَةِ ق َلِي ل َ ال ْ جَزَ ع ِ حَسَنَ ال ْعَزَاءِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ حَاذ َرَ ل َمْ يَهْل َعْ ، وَمَنْ رَ اق َبَ ل َمْ يَجْزَعْ ، وَمَنْ ك َان َ مُتَوَق ِّعًا ل َمْ يَك ُنْ مُتَوَج ِّعًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
مَا يَك ُون ُ ال ْأ َمْرُ سَهْل ًا ك ُل ُّهُ إن َّمَا الد ُّنْيَا سُرُو رٌ وَحُزُون ُ هَو ِّن ْ ا ل ْأ َمْرَ تَعِشْ فِي رَاحَةٍ ق َ ل َّ مَا هَو َّنْتَ إل َّا<br />
سَيَهُون ُ تَط ْل ُبُ ا لر َّ احَة َ فِي دَ ار ِ ال ْف َنَا ضَ ل َّ مَنْ يَط ْل ُبُ شَيْئ ًا ل َا يَك ُون ُ ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ نَف ْسَهُ عَنْ دَوَاعِي ا لس َّل ْوَةِ وَمَنَعَهَا مِنْ<br />
أ َسْبَاب ِ ا لص َّبْر ِ ، تَضَاعَفَ عَل َيْهِ مِنْ شِد َّةِ ال ْأ َسَى وَهَم ِّ ال ْ جَزَ ع ِ مَا ل َا يُطِيقُ عَل َيْهِ صَبْرًا وَل َا يَ ج ِدُ عَنْهُ سَل ْوًا .<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ<br />
: إن َّ ال ْبَل َاءَ يُط َا قُ غ َيْرُ مُضَاعَفٍ ف َإ ِذ َا تَضَاعَفَ صَارَ غ َيْرَ مُط َا ق ِ ف َإ ِذ َا سَاعَدَهُ جَزَعُهُ ب ِال ْأ َسْبَاب ِ ال ْبَاعِث َةِ<br />
عَل َيْهِ ، وَ أ َمَد َّهُ هَل َعُهُ ب ِا لذ َّرَا ئِع ِ ا لد َّ اعِيَةِ إ ل َيْهِ ، ف َق َدْ سَعَى فِي حَتْفِهِ وَ أ َعَان َ عَل َى تَل َفِهِ .<br />
ف َمِنْ أ َسْبَاب ِ ذ َلِكَ : تَذ َك ُّرُ ا ل ْمُصَاب ِ حَت َّى ل َا يَتَنَاسَاهُ ، وَ تَصَو ُّرُهُ حَت َّى ل َا يَعْزُبَ عَنْهُ ، وَل َا يَ ج ِدُ مِنْ الت َّذ ْك َار ِ سَل ْوَة ً ، وَل َا
يَ خْلِط ُ مَعَ ا لت َّصَو ُّر ِ تَعْز ِ يَة ً .<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ل َا تَسْتَفِز ُّو ا الد ُّمُو عَ ب ِا لت َّذ َك ُّر ِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ وَل َا يَبْعَث ُ ال ْأ َحْزَان َ مِث ْ ل ُ الت َّذ َك ُّر ِ وَمِنْهَا : ال ْأ َسَفُ وَشِد َّة ُال ْ حَسْرَةِ ف َل َا يَرَى مِنْ مُصَا ب ِهِ خَل َف ًا ، وَل َا يَ ج ِدُ<br />
لِمَف ْق ُودِهِ بَدَل ًا ، ف َيَزْدَ ادُ ب ِا ل ْأ َسَفِ وَل َهًا ،وَ ب ِال ْحَسْرَةِ هَل َعًا .<br />
:<br />
:<br />
} لِك َيْل َا تَأ ْسَوْا عَل َى مَا ف َاتَك ُمْ وَل َا تَف ْرَحُو ا ب ِمَا آتَاك ُمْ { .<br />
وَلِذ َ لِكَ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى إذ َا بُلِيتَ ف َثِقْ ب ِا َ لل َّهِ وَ ارْضَ ب ِهِ إن َّ ال َّذِي يَك ْشِفُ ال ْبَل ْوَى هُوَ ا لل َّهُ إذ َا ق َضَى ا لل َّهُ ف َاسْتَسْلِمْ لِق ُدْرَ تِهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ مَا لِامْر ِئ ٍ حِيل َة ٌ فِيمَا ق َضَى ا لل َّهُ<br />
ال ْيَأ ْسُ يَق ْط َعُ أ َحْيَانًا ب ِصَاحِب ِهِ ل َا تَيْأ َسَن َّ ف َإ ِن َّ ا لص َّا ن ِعَ ا لل َّهُ وَمِنْهَا<br />
} :<br />
ف َق َدْ قِي ل َ فِي ق َوْله تَعَال َى ف َاصْب ِرْ صَبْرًا جَمِيل ًا<br />
إ ن َّهُ ا لص َّبْرُ ال َّذِي ل َا شَك ْوَى فِيهِ وَل َا بَث َّ .<br />
. {<br />
رَوَى أ َ نَسُ بْنُ مَالِكٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
} :<br />
: ك َث ْرَة ُ الش َّك ْوَى وَ بَث ُّ ال ْ جَزَ ع ِ .<br />
مَا صَبَرَ مَنْ بَث َّ<br />
وَحَك َى ك َعْبُ ال ْأ َحْبَار ِ أ َ ن َّهُمَ ك ْتُو بٌ فِي الت َّوْرَ اةِ<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ أ َعْرَ ا ب ِي َّة ً دَخَل َتْ مِنْ ا ل ْبَادِ يَةِ ف َسَمِعَتْ صُرَاخًا فِي دَار ٍ ف َق َال َتْ<br />
ف َق َال َتْ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
مَنْ أ َصَا بَتْهُ مُصِيبَة ٌ ف َشَك َا إل َى الن َّا س ِ ف َإ ِن َّمَا يَشْك ُو رَ ب َّهُ .<br />
مَا هَذ َا ؟ ف َقِي ل َ ل َهَا<br />
:<br />
:<br />
مَا أ َرَاهُمْ إل َّا مِنْ رَب ِّه ِمْ يَسْتَغِيث ُون َ ، وَ ب ِق َضَا ئِهِ يَتَبَر َّمُون َ ، وَعَنْ ث َوَ ا ب ِهِ يَرْغ َبُون َ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
الد ُّنْيَا مَعَ الس َّق َم ِ وَمِنْهَا<br />
صَبْرٌ ، وَل َا يَت َّسِعُ ل َهَا صَدْ رٌ .<br />
: وَق َدْ قِي ل َ<br />
وَق َال َ ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ<br />
مَنْ ضَا قَ ق َل ْبُهُ ا ت َّسَعَ لِسَا نُهُ .<br />
مَاتَ ل َهُمْإنْ سَان ٌ .<br />
: ل َا تُك ْثِرْ الش َّك ْوَى إل َى ا لص َّدِ يق ِ وَارْج ِعْ إل َى ا ل ْخَا لِق ِ ل َا ا ل ْمَ خْل ُو ق ِ ل َا يَخْرُجُ ال ْغَر ِيقُ ب ِال ْغَر ِيق ِ<br />
ل َا تَشْكُ دَهْرَكَ مَا صَحَ حْتَ ب ِهِ إن َّ ال ْغِنَى هُوَ صِ ح َّة ُا ل ْج ِسْم ِ هَبْكَ ا ل ْ خَلِيف َة َ ك ُنْتَ مُنْتَفِعًا ب ِغَضَارَةِ<br />
: ال ْيَأ ْسُ مِنْ خَيْر ِ مُصَا ب ِهِ ، وَدَرَكِ ط ُل َّا ب ِهِ ، ف َيَق ْتَر ِن ُ ب ِ حُزْنِ ا ل ْحَادِ ث َةِ ق ُنُوط ُ ال ْإ ِيَاس ِ ف َل َا يَبْق َى مَعَهَا<br />
ال ْمُصِيبَة ُ ب ِا لص َّبْر ِ أ َعْظ َمُ ا ل ْمُصِيبَتَيْن ِ .<br />
: اصْب ِر ِي أ َي َّتُهَا ا لن َّف ْسُ ف َإ ِن َّ الص َّبْرَ أ َحْجَى رُب َّمَا خَابَ رَ جَاءٌ وَأ َتَى مَا ل َيْسَ يُرْجَى وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ<br />
ا ل ْعِل ْم ِ : أ َتَ حْسَبُ أ َن َّ ال ْبُؤْسَ لِل ْ حُر ِّدَ ائِ مٌ وَ ل َوْ دَ امَ شَ يْءٌ عَد َّهُ ا لن َّا سُ فِي ا ل ْعَ جَبْ ل َق َدْ عَر َّف َتْكَ ال ْ حَادِ ث َاتُ ب ِبُؤْسِهَا وَق َدْ<br />
أ ُد ِّبْتَ إن ْ ك َان َ يَنْف َعُكَ ال ْأ َدَبْ وَ ل َوْ ط َل َبَ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ صَرْفِ دَهْر ِهِ دَوَ امَ ال َّذِي يَخْشَى ل َأ َعْيَاهُ مَا ط َل َبْ وَمِنْهَا أ َن ْ<br />
يَعْرَى ب ِمُل َاحَظ َةِ مِنْ حِيط َتْ سَل َامَتُهُ وَحُر ِسَتْ<br />
:<br />
ن ِعْمَتُهُ حَت َّى ا ل ْتَ حَفَب ِا ل ْأ َمْن ِ وَا لد َّعَةِ ، وَاسْتَمْتَعَ ب ِا لث َّرْوَةِ وَا لس َّعَةِ .<br />
وَيَرَى أ َ ن َّهُ ق َدْ خُص َّ مِنْ بَيْن ِه ِمْ ب ِالر َّز ِ ي َّةِ بَعْدَ أ َن ْ ك َان َ مُسَاو ِيًا ، وَ أ ُف ْر ِدَ ب ِال ْ حَادِ ث َةِ بَعْدَ أ َن ْ ك َان َ مُك َافِيًا ، ف َل َا يَسْتَطِيعُ صَبْرًا<br />
عَل َى بَل ْوَى ، وَل َا يَل ْزَمُ شُك ْرًا عَل َى نُعْمَى .<br />
وَ ل َوْ ق َا بَ ل َ ب ِهَذِهِ ا لن َّظ ْرَةِ مُل َاحَظ َة َ مَنْ شَارَك َهُ فِي ا لر َّز ِ ي َّةِ وَسَاوَاهُ فِي ال ْ حَادِ ث َةِ ل َتَك َاف َأ َ ا ل ْأ َمْرَ انِ ف َهَان َ عَل َيْهِ ا لص َّبْرُ وَحَان َ مِنْهُ<br />
ا ل ْف َرَجُ .<br />
وَ أ َنْشَدْتُ لِامْرَ أ َةٍ مِنْ ا ل ْعَرَب ِ<br />
: أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ُ صَبْرًا إن َّ بَعْدَ ال ْعُسْر ِ يُسْرَا ك َمْ رَأ َيْنَاا ل ْيَوْمَ حُرا ل َمْ يَكُ ب ِا ل ْأ َمْس ِ حُر َّا مَل َكَ<br />
الص َّبْرَ ف َأ َضْحَى مَالِك ًا خَيْرًا وَشَر َّا اشْرَبْ الص َّبْرَ وَ إ ِن ْ ك َان َ مِنْ ا لص َّبْر ِ أ َمَر َّا وَ أ َنْشَدْتُ لِبَعْض ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ : يُرَا عُ ال ْف َتَى<br />
لِل ْ خَط ْب ِ تَبْدُو صُدُو رُهُ ف َيَأ ْسَى وَفِي عُق ْبَاهُ يَأ ْتِي سُرُورُهُ أ َل َمْ تَرَ أ َن َّ ا لل َّيْ ل َ ل َم َّا تَرَ اك َمَتْ دُجَاهُ بَدَا وَجْهُ الص َّبَاح ِ وَ نُورُهُ ف َل َا
.<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
تَصْ حَبَن َّ ال ْيَأ ْ سَ إن ْ ك ُنْتَ عَالِمًا ل َب ِيبًا ف َإ ِن َّ ا لد َّهْرَ شَت َّى أ ُمُو رُهُ وَاعْل َمْ أ َ ن َّهُ ق َ ل َّ مَنْ صَبَرَ عَل َى حَادِ ث َةٍ وَ تَمَاسَكَ فِي نَك ْبَةٍ إل َّا<br />
أ َن َّ انْكِشَاف َهَا وَشِيك ًا ، وَك َان َ ا ل ْف َرَجُ مِنْهُ ق َر ِيبًا .<br />
أ َخْبَرَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ أ َن َّ أ َبَا أ َ ي ُّوبَ ا ل ْك َا تِبَ حُب ِسَ فِي الس ِّ جْن ِ خَمْسَ عَشْرَة َ سَنَة ً حَت َّى ضَاق َتْ حِيل َتُهُ وَق َ ل َّ صَ بْرُهُ<br />
ف َك َتَبَ إل َى بَعْض ِ إخْوَ ا ن ِهِ يَشْك ُو ل َهُ ط ُول َ حَبْسِهِ ، ف َرَد َّ عَل َيْهِ جَوَابَ رُق ْعَتُهُ ب ِهَذ َا : صَبْرًا أ َبَا أ َ ي ُّوبَ صَبْرٌ مُبَر ِّحُ ف َإ ِذ َا<br />
عَجَزْت عَنْ ال ْ خُط ُوب ِ ف َمَنْ ل َهَا إن َّ ال َّذِي عَق َدَ ال َّذِي ا نْعَق َدَتْ ل َهُ عُق َدُ ا ل ْمَك َار ِهِ فِيكَ يَمْلِكُ حَل َّهَا صَبْرًا ف َإ ِن َّ ا لص َّبْرَ<br />
يُعْقِبُ رَاحَة ً وَل َعَل َّهَا أ َن ْ تَنْجَلِي وَل َعَل َّهَا ف َأ َجَا بَهُ أ َبُو أ َ ي ُّوبَ يَق ُول ُ : صَب َّرْتَن ِي وَوَعَظ ْتَن ِي وَأ َنَا ل َهَا وَسَتَنْجَلِي بَل ْ ل َا أ َق ُول ُ ل َعَل َّهَا<br />
وَيَحُل ُّهَا مَنْ ك َان َ صَاحِبَ عَق ْدِهَا ك َرَمًا ب ِهِ إذ ْ ك َان َ يَمْلِكُ حَل َّهَا ف َل َمْ يَل ْبَث ْ بَعْدَ ذ َلِكَ<br />
فِي ا لس َّ جْن ِ إل َّا أ َي َّامًا حَت َّى أ ُط ْلِقَ مُك َر َّمًا<br />
وَ أ َنْشَدَ ا بْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أ َب ِي حَاتِم ٍ إذ َا اشْتَمَل َتْ عَل َى ا ل ْيَأ ْ س ِ ا ل ْق ُل ُوبُ وَضَا قَ لِمَا ب ِهِ ا لص َّدْ رُ ا لر َّحِيبُ وَ أ َوْط َنَتْ ا ل ْمَك َار ِهُ<br />
وَ اط ْمَأ َن َّتْ وَ أ َرْسَتْ فِي مَك َا نَتِهَا ال ْ خُط ُوبُ وَ ل َمْ تَرَ لِا نْكِشَافِ ا لض ُّر ِّ وَجْهًا وَل َا أ َغ ْنَى ب ِحِيل َتِهِ ال ْأ َر ِ يبُ أ َ تَاك عَل َى ق ُنُوطٍ<br />
مِنْك غ َوْ ث ٌ يَمُن ُّ ب ِهِ ا لل َّطِيفُ ال ْمُسْتَج ِيبُ وَك ُ ل ُّ ال ْ حَادِ ث َاتِ إذ َا تَنَاهَتْف َمَوْ صُو ل ٌ ب ِهَا ا ل ْف َرَجُ ال ْق َر ِيبُ .<br />
ال ْف َصْل ُ ا لث َّا لِث ُ فِي ا ل ْمَشُورَةِ اعْل َمْ أ َن َّ مِنْ ال ْ حَزْم ِ لِك ُ ل ِّ ذِي ل ُب ٍّ أ َن ْ ل َا يُبْر ِمَ أ َمْرًا وَل َا يُمْضِيَ عَزْمًا إل َّا ب ِمَشُورَةِ ذِي ا لر َّأ ْي ِ<br />
ا لن َّاصِ ح ِ ، وَمُط َا ل َعَةِ ذِي ا ل ْعَق ْ ل ِ ا لر َّاج ِ ح ِ .<br />
ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َمَرَ ب ِا ل ْمَشُورَةِ نَب ِي َّهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَعَ مَا تَك َف َّ ل َ ب ِهِ مِنْ إرْشَادِهِ ، وَوَعَدَ ب ِهِ مِنْ تَأ ْ ي ِيدِهِ ، ف َق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
تَعَال َى وَشَاو ِرْهُمْ فِي ا ل ْأ َمْر ِ<br />
ق َال َ ق َتَادَة ُ<br />
وَق َال َ الض َّح َّاكُ<br />
وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ تَعَال َى<br />
أ َمَرَهُ ب ِمُشَاوَرَ تِه ِمْ تَأ َل ُّف ًا ل َهُمْ وَتَط ْي ِيبًالِأ َ نْف ُسِه ِمْ .<br />
أ َمَرَهُ ب ِمُشَاو ِرَتِه ِمْ لِمَا عَلِمَ فِيهَا مِنْ ا ل ْف َضْ ل ِ .<br />
:<br />
:<br />
أ َمَرَهُ ب ِمُشَاوَرَ تِه ِمْ لِيَسْتَن َّ ب ِهِ ا ل ْمُسْلِمُون َ وَ يَتْبَعَهُ فِيهَا ال ْمُؤْمِنُون َ وَ إ ِن ْ ك َان َ عَنْ<br />
مَشُورَ تِه ِمْ غ َن ِيا .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } ا ل ْمَشُورَة ُ حِ صْنٌ مِنْ الن َّدَ امَةِ ،وَأ َمَان ٌ مِنْ ا ل ْمَل َامَةِ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ن ِعْمَ ا ل ْمُؤَ ازَرَة ُ ا ل ْمُشَاوَرَة ُ وَ ب ِئ ْسَ ا لِ اسْتِعْدَادُالِاسْتِبْدَ ادُ .<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : الر ِّجَال ُث َل َاث َة ٌ : رَجُ ل ٌ تَر ِدُ عَل َيْهِ ا ل ْأ ُمُو رُ ف َيُسَد ِّدُهَا ب ِرَأ ْ ي ِهِ ، وَرَجُ ل ٌ يُشَاو ِرُ فِيمَا<br />
أ َشْك َ ل َ عَل َيْهِ وَ يَنْز ِل ُ حَيْث ُ يَأ ْمُرُهُ أ َهْ ل ُ ا لر َّأ ْي ِ ، وَرَجُ ل ٌحَائِرٌ ب ِأ َمْر ِهِ ل َا يَأ ْ تَمِرُ رُشْدًا وَل َا يُطِيعُ مُرْشِدًا .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ إن َّ ا ل ْمَشُورَة َ وَا ل ْمُنَاظ َرَة َ بَابَا رَحْمَةٍ وَمِف ْتَاحَا بَرَك َةٍ ل َا يَضِ ل ُّ مَعَهُمَارَ أ ْيٌ وَل َا يُف ْق َدُ مَعَهُمَا<br />
حَزْمٌ<br />
وَق َال َ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَن َ مَنْ أ ُعْ ج ِبَ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ ل َمْ يُشَاو ِرْ ، وَمَنْ اسْتَبَد َّ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ ك َان َ مِنْ الص َّوَاب ِ بَعِيدً ا .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ال ْ حَمِيدِ : ا ل ْمُشَاو ِرُ فِي رَ أ ْ ي ِهِ نَاظِرٌ مِنْ وَرَ ا ئِهِ .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْمُشَاوَرَة ُ رَا حَة ٌ ل َك وَ تَعَبٌ عَل َى غ َيْر ِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا لِاسْتِشَارَة ُ عَيْنُ ا ل ْه ِدَا يَةِ وَق َدْ خَاط َرَ مَنْ اسْتَغْنَى ب ِرَ أ ْ ي ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَا خَابَ مَنْ اسْتَ خَارَ ، وَل َا نَدِمَ مَنْ اسْتَشَارَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ : مِنْ حَق ِّ ا ل ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ يُضِيفَ إل َى رَ أ ْ ي ِهِ آرَ اءَ ال ْعُق َل َاءِ ، وَيَ جْمَعَ إل َى عَق ْلِهِ عُق ُول َ ال ْ حُك َمَاءِ ، ف َا لر َّأ ْيُ
ا ل ْف َ ذ ُّ رُب َّمَا زَل َّ وَال ْعَق ْل ُ ال ْف َرْدُ رُب َّمَا ضَ ل َّ .<br />
:<br />
وَق َال َ بَش َّا رُ بْنُ بُرْدٍ إذ َا بَل َغ َ الر َّ أ ْيُ ا ل ْمَشُورَة َ ف َاسْتَعِنْ ب ِرَ أ ْي ِ نَصِي ح ٍ أ َوْ نَصِي حَةِ حَاز ِم ِ وَل َا تَجْعَل ْ الش ُّورَى عَل َيْك<br />
غ َضَا ضَة ً ف َإ ِن َّ ا ل ْ خَوَ افِيَ ق ُو َّة ٌ لِل ْق َوَادِم ِ<br />
ف َإ ِذ َا عَزَمَ عَل َى ا ل ْمُشَاوَرَةِ ارْ تَادَ ل َهَا مِنْ أ َهْلِهَا مَنْ ق َدْاسْتَك ْمَل َتْ فِيهِ خَمْسُ خِصَال ٍ :إحْ دَ اهُن َّ :عَق ْ ل ٌ ك َامِ ل ٌ مَعَ تَجْر ِ بَةٍ<br />
سَا لِف َةٍ ف َإ ِن َّ ب ِك َث ْرَةِ ا لت َّ جَار ِب ِ تَصِ ح ُّ الر َّو ِ ي َّة ُ .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َبُو ا لز ِّ نَادِ عَنْ ال ْأ َعْرَج ِ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : {اسْتَرْشِدُو ا ا ل ْعَاقِ ل َ<br />
تَرْشُدُو ا وَل َا تَعْصُوهُ ف َتَنْدَمُو ا<br />
. {<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ال ْ حَسَن ِ لِا بْن ِهِ مُ حَم َّدٍ<br />
:<br />
:<br />
احْذ َرْ مَشُورَة َ ال ْ جَاهِ ل ِ وَ إ ِن ْ ك َان َ نَاصِحًا ك َمَا تَ حْذ َرُ عَدَ اوَة َ ا ل ْعَاقِ ل ِ إذ َا ك َان َ<br />
عَدُوا ف َإ ِ ن َّهُ يُوشِكُ أ َن ْ يُوَر ِّط َك ب ِمَشُورَ تِهِ ف َيَسْب ِقَ إل َيْك مَك ْرُ ا ل ْعَاقِ ل ِ وَتَوْر ِيط ُ ال ْ جَاهِ ل ِ .<br />
وَقِي ل َ لِرَجُ ل ٍ مِنْ عَبْس ٍ مَا أ َك ْث َرُ صَوَاب ِك ُمْ ؟ ق َال َ : نَ حْنُ أ َ ل ْفُ رَجُ ل ٍ وَفِينَا حَا ز ِمٌ وَنَ حْنُ نُطِيعُهُ ف َك َأ َن َّا أ َ ل ْفُ حَاز ِم ٍ .<br />
وَك َان َ يُق َال ُ<br />
.<br />
: إ ي َّاكَ وَمُشَاوَرَة َ رَجُل َيْن ِ : شَا ب ٌّمُعْ جَبٌ ب ِنَف ْسِهِ ق َلِي ل ُ ا لت َّ جَار ِب ِ فِي غ َيْر ِهِ ، أ َوْ ك َب ِيرٌ ق َدْ أ َخَذ َ ا لد َّهْرُ مِنْ<br />
عَق ْلِهِ ك َمَا أ َخَذ َ مِنْ ج ِسْمِهِ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إل َى ال ْعَق ْ ل ِ ، وَال ْعَق ْل ُ يَ حْتَاجُ إل َى ا لت َّ جَار ِب ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ ا لد ُّؤَ لِي ُّ<br />
:<br />
: ال ْأ َي َّامُ تَهْتِكُ ل َك عَنْ ال ْأ َسْتَار ِ ا ل ْك َامِنَةِ .<br />
: ا لت َّ جَار ِبُ ل َيْسَ ل َهَاغ َايَة ٌ ، وَال ْعَاقِل ُ مِنْهَا فِي ز ِ يَادَةٍ .<br />
مَنْ اسْتَعَان َ ب ِذ َو ِي ال ْعُق ُول ِ ف َازَ ب ِدَرَكِ ا ل ْمَأ ْمُول ِ .<br />
وَمَا ك ُ ل ُّ ذِي نُصْ ح ٍ ب ِمُؤْ تِيك نُصْ حَهُ وَل َا ك ُ ل ُّ مُؤْتٍ نُصْ حَهُ ب ِل َب ِيب ِ وَل َكِنْ إذ َا مَا اسْتَجْمَعَا<br />
عِنْدَ صَاحِب ٍ ف َ حُق َّ ل َهُ مِنْ ط َاعَةٍ ب ِنَصِيب ِ وَا ل ْخَصْل َة ُ الث َّان ِيَة ُ<br />
وَ بَابُ ك ُ ل ِّ نَ جَاح ٍ .<br />
:<br />
وَمَنْ غ َل َبَ عَل َيْهِ ا لد ِّ ينُ ف َهُوَ مَأ ْمُون ُ الس َّر ِ يرَةِ مُوَف َّقُ ا ل ْعَز ِيمَةِ .<br />
رَوَى عِك ْر ِمَة ُ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ق َال َ<br />
:<br />
أ َن ْ يَك ُون َ ذ َا دِ ين ٍ وَتُق ًى ، ف َإ ِن َّ ذ َلِكَ عِمَادُ ك ُ ل ِّ صَل َاح ٍ<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
:<br />
مَنْ أ َرَ ادَ<br />
أ َمْرًا ف َشَاوَرَ فِيهِ امْرَ أ ً مُسْلِمًا وَف َّق َهُ ا لل َّهُ لِأ َرْشَدَ أ ُمُور ِهِ { .<br />
وَ ال ْ خَصْل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ نَاصِحًا وَدُودًا ، ف َإ ِن َّ ا لن ُّصْ حَ وَ ا ل ْمَوَد َّة َ يُصَد ِّق َانِ ا ل ْفِك ْرَة َ وَ يُمَح ِّضَانِ ا لر َّأ ْيَ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
رَأ ْ يَهُن َّ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إل َى ال ْأ َف ْن ِ ، وَعَزْمَهُن َّ إل َىا ل ْوَهْن ِ .<br />
ل َا تُشَاو ِرْ إل َّا ال ْ حَاز ِمَ غ َيْرَ ال ْ حَسُودِ ، وَالل َّب ِيبَ غ َيْرَ ال ْ حَق ُودِ ، وَإ ِي َّاكَ وَمُشَاوَرَة َ ا لن ِّسَاءِ ف َإ ِن َّ<br />
مَشُورَة ُ ا ل ْمُشْفِق ِ ال ْ حَاز ِم ِ ظ َف َرٌ ، وَمَشُورَة ُ غ َيْر ِ ال ْ حَاز ِم ِ خَط َرٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : أ َ صْفِ ضَمِيرًا لِمَنْ تُعَاشِرُهُ وَاسْك ُنْ إل َى نَاصِ ح ٍ تُشَاو ِرُهُ وَ ارْضَ مِنْ ا ل ْمَرْءِ فِي مَوَد َّ تِهِ ب ِمَا يُؤَد ِّي<br />
إل َيْك ظ َاهِرُهُ مَنْ يَك ْشِفْ ا لن َّا سَ ل َا يَج ِدْ أ َحَدًا تَصِ ح ُّ مِنْهُمْ ل َهُ سَرَ ائِرُهُ أ َوْشَكَ أ َن ْ ل َا يَدُومَ وَ صْ ل ُ أ َخ ٍ فِي ك ُ ل ِّ زَ ل َّا تِهِ تُنَافِرُهُ<br />
وَ ال ْ خَصْل َة ُ ا لر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ سَلِيمَ ا ل ْفِك ْر ِ مِنْ هَ م ٍّ ق َاطِع ٍ ، وَغ َم ٍّ شَاغِ ل ٍ ، ف َإ ِن َّ مَنْ عَارَ ضَتْ فِك ْرَهُ شَوَا ئِبُ ا ل ْهُمُوم ِ ل َا<br />
يَسْل َمُ ل َهُرَ أ ْيٌ وَل َا يَسْتَقِيمُ ل َهُ خَاطِرٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إل َى ا ل ْعَق ْ ل ِ وَال ْعَق ْل ُ يَ حْتَاجُ إل َى ا لت َّ جَار ِب ِ .<br />
وَك َان َ كِسْرَى إذ َا دَهَمَهُأ َمْرٌ بَعَث َ إل َى مَرَاز ِبَتِهِ ف َاسْتَشَارَهُمْ ف َإ ِن ْ ق َص َّرُوا فِي ا لر َّ أ ْي ِ ضَرَبَ ق َهَار ِمَتِهِ وَق َال َ<br />
: أ َبْط َأ ْتُمْ
ب ِأ َرْزَ اقِه ِمْ ف َأ َخْط َئ ُو ا فِي آرَا ئِه ِمْ .<br />
:<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ وَل َا مُشِيرَ ك َذِي نُصْ ح ٍ وَمَق ْدِرَةٍ فِي مُشْكِ ل ِ ا ل ْأ َمْر ِ ف َاخْتَرْ ذ َ اكَ مُنْتَصِحًا وَ ال ْخَصْل َة ُ<br />
ال ْ خَامِسَة ُ : أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ل َهُ فِيا ل ْأ َمْر ِ ال ْمُسْتَشَار ِ غ َرَضٌ يُتَا ب ِعُهُ ، وَل َا هَوًى يُسَاعِدُهُ ، ف َإ ِن َّ ال ْأ َغ ْرَاضَ جَاذِ بَة ٌ وَال ْهَوَى صَاد ٌّ<br />
، وَالر َّأ ْيُ إذ َا عَارَ ضَهُ ال ْهَوَى وَجَاذ َبَتْهُا ل ْأ َغ ْرَا ضُ ف َسَدَ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ ا ل ْعَب َّا س ِ بْن ِ عُتْبَة َ بْن ِ أ َب ِي ل َهَب ٍ : وَق َدْ يَ حْك ُمُ ال ْأ َي َّامَ مَنْ ك َان َ جَاهِل ًا وَيُرْدِي ال ْهَوَى ذ َا الر َّ أ ْي ِ وَهُوَ<br />
ل َب ِيبُ وَيُ حْمَدُ فِي ا ل ْأ َمْر ِ ال ْف َتَى<br />
وَهُوَمُ خْطِ ئ ٌ وَ يُعْذ َل ُ فِيا ل ْإ ِحْسَانِ وَهُوَ مُصِيبُ ف َإ ِذ َااسْتَك ْمَل َتْ هَذِهِ ا ل ْخِصَال ُ ال ْخَمْسُ فِي رَجُل ٍ ك َان َ أ َهْل ًا لِل ْمَشُورَةِ<br />
وَمَعْدِنًا لِلر َّ أ ْي ِ ، ف َل َا تَعْدِل ْ عَنْ اسْتِشَارَ تِهِ اعْتِمَادً ا عَل َى مَا تَتَوَه َّمُهُ مِنْ ف َضْ ل ِ رَأ ْي ِك ، وَ ثِق َة ً ب ِمَا تَسْتَشْعِرُهُ مِنْ صِ ح َّةِ<br />
رَو ِي َّتِك ، ف َإ ِن َّ رَ أ ْيَ غ َيْر ِ ذِي ال ْ حَاجَةِ أ َسْل َمُ ، وَهُوَ مِنْ ا لص َّوَ اب ِ أ َق ْرَبُ ، لِ خُل ُوص ِ ا ل ْفِك ْر ِ وَخُل ُو ِّ ا ل ْخَاطِر ِ مَعَ عَدَم ِ ال ْهَوَى<br />
وَ ارْ تِف َا ع ِ الش َّهْوَةِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} رَ أ ْ سُ ا ل ْعَق ْ ل ِ بَعْدَ ا ل ْإ ِيمَانِ ب ِا َ لل َّهِ الت َّوَد ُّدُ إل َى ا لن َّا س ِ ، وَمَا اسْتَغْنَى<br />
مُسْتَب ِد ٌّ ب ِرَأ ْ ي ِهِ ، وَمَا هَل َكَ أ َحَ دٌ عَنْ مَشُورَةٍ ، ف َإ ِذ َا أ َرَ ادَ ا لل َّهُ ب ِعَبْدٍ هَل َك َة ً ك َان َ أ َو َّل ُ مَا يُهْلِك ُهُ رَأ ْ يَهُ<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ا لِاسْتِشَارَة ُ عَيْنُ ا ل ْه ِدَا يَةِ وَق َدْ خَاط َرَ مَنْ اسْتَغْنَى ب ِرَ أ ْ ي ِهِ .<br />
وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ ال ْحَكِيمُ لِابْن ِهِ<br />
. {<br />
:<br />
: شَاو ِرْ مَنْ جَر َّبَ ا ل ْأ ُمُورَ ف َإ ِ ن َّهُ يُعْطِيك مِنْ رَ أ ْ ي ِهِ مَا ق َامَ عَل َيْهِ ب ِا ل ْغَل َاءِ وَ أ َ نْتَ تَأ ْخُذ ُهُ مَ ج َّا نًا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ن ِصْفُ رَأ ْي ِك مَعَ أ َخِيك ف َشَاو ِرْهُ لِيَك ْمُ ل َ ل َك الر َّ أ ْيُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ مَنْ اسْتَغْنَى ب ِرَ أ ْ ي ِهِ ضَ ل َّ ، وَمَنْ اك ْتَف َى ب ِعَق ْلِهِ زَل َّ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
.<br />
: ال ْ خَط َأ ُ مَعَ الِاسْتِرْشَادِ أ َحْمَدُ مِنْ الص َّوَاب ِ مَعَ الِاسْتِبْدَادِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ : خَلِيل َي َّ ل َيْسَا لر َّ أ ْيُ فِي صَدْر ِ وَ احِدٍ أ َشِيرَا عَل َي َّ ب ِا َل َّذِي تَرَيَانِ وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَتَصَو َّرَ فِي نَف ْسِهِ أ َ ن َّهُ إن ْ<br />
شَاوَرَ فِي أ َمْر ِهِ ظ َهَرَ لِلن َّا س ِ ضَعْفُ رَ أ ْ ي ِهِ ، وَف َسَادُ رَو ِي َّتِهِ ، حَت َّى اف ْتَق َرَ إل َى رَ أ ْي ِ غ َيْر ِهِ .<br />
ف َإ ِن َّ هَذِهِ مَعَاذِ يرُ الن َّوْك َى وَ ل َيْسَ يُرَ ادُا لر َّ أ ْيُ لِل ْمُبَاهَاةِ ب ِهِ وَإ ِن َّمَا يُرَ ادُ لِلِا نْتِف َا ع ِ ب ِنَتِي جَتِهِ وَا لت َّ حَر ُّ ز ِ مِنْ ال ْ خَط َأِ عِنْدَ زَ ل َلِهِ<br />
وَك َيْفَ يَك ُون ُ عَارًا مَا أ َد َّى إل َى صَوَ اب ٍ وَ صَد َّ عَنْ خَط َأٍ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى<br />
ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
.<br />
} :<br />
:<br />
:<br />
ل َق ِّحُوا عُق ُول َك ُمْ ب ِا ل ْمُذ َ اك َرَةِ ، وَاسْتَعِينُوا عَل َى أ ُمُور ِك ُمْ ب ِا ل ْمُشَاوَرَةِ { .<br />
مِنْ ك َمَال ِ عَق ْلِك اسْتِظ ْهَارُك عَل َى عَق ْلِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ إذ َا أ َشْك َل َتْ عَل َيْك ا ل ْأ ُمُو رُ وَ تَغَي َّرَ ل َك ال ْ جُمْهُو رُ ف َارْج ِعْ إل َى رَ أ ْي ِ ال ْعُق َل َاءِ ، وَاف ْزَعْ إل َى اسْتِشَارَةِ<br />
ا ل ْعُل َمَاءِ ، وَل َا تَأ ْنَفْ مِنْ الِاسْتِرْشَادِ ، وَل َا تَسْتَنْكِفْ مِنْ ا لِاسْتِمْدَ ادِ .<br />
ف َل َأ َن ْ تَسْأ َل َ وَتَسْل َمَ خَيْرٌ ل َك مِنْ أ َن ْ تَسْتَب ِد َّ وَ تَنْدَمَ<br />
.<br />
وَيَنْبَغِي أ َن ْ تُك ْثِرَ مِنْ اسْتِشَارَةِ ذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ ل َا سِي َّمَا فِيا ل ْأ َمْر ِ ال ْ جَلِي ل ِ ف َق َل َّمَا يَضِ ل ُّ عَنْ ا ل ْ جَمَاعَةِرَ أ ْيٌ ، أ َوْ يَذ ْهَبُ عَنْهُمْ<br />
صَوَا بٌ ، لِإ ِرْسَال ِ ا ل ْ خَوَ اطِر ِ الث َّاقِبَةِ وَ إ ِجَا ل َةِا ل ْأ َف ْك َار ِ ا لص َّادِق َةِ ف َل َا يَعْزُبُ عَنْهَامُمْ كِنٌ وَل َا يَخْف َى عَل َيْهَاجَائِزٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
:<br />
مَنْ أ َك ْث َرَ ا ل ْمَشُورَة َ ل َمْ يَعْدَمْ عِنْدَ ا لص َّوَ اب ِ مَادِحًا ، وَعِنْدَ ال ْ خَط َأِ عَاذِرًا ، وَإ ِن ْ ك َان َ ا ل ْ خَط َأ ُ<br />
مِنْ ا ل ْ جَمَاعَةِ بَعِيدً ا .<br />
ف َإ ِذ َا اسْتَشَارَ ا ل ْ جَمَاعَة َ ف َق َدْ اخْتَل َفَ أ َهْ ل ُ ا لر َّ أ ْي ِ فِياجْتِمَاعِه ِمْ عَل َيْهِ وَانْفِرَادِ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ب ِهِ .
ف َمَذ ْهَبُ ال ْف ُرْس ِ أ َن َّ ال ْأ َوْل َىاجْتِمَاعُهُمْ عَل َى ا لِارْتِيَاءِ وَ إ ِجَا ل َةِا ل ْفِك ْر ِ لِيَذ ْك ُرَ ك ُ ل ُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا ق َدَحَهُ خَاطِرُهُ ، وَ أ َ نْتَ جَهُ<br />
فِك ْرُهُ حَت َّى إذ َا ك َان َ فِيهِ ق َ دْ حٌ عُور ِضَ ، أ َوْ تَوَج َّهَ عَل َيْهِ رَد ٌّ نُوقِضَ ، ك َال ْ جَدَل ِ ال َّذِي تَك ُون ُ فِيهِ ال ْمُنَاظ َرَة ُ ، وَ تَق َعُ فِيهِ<br />
ال ْمُنَازَعَة ُ وَ ا ل ْمُشَاجَرَة ُ ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَبْق َى فِيهِ مَعَ اجْتِمَا ع ِ ا ل ْق َرَ ائِ ح ِ عَل َيْهِ خَل َ ل ٌ إل َّا ظ َهَرَ ، وَ ل َا زَ ل َ ل ٌ إل َّا بَان َ .<br />
وَذ َهَبَ غ َيْرُهُمْ مِنْ أ َصْنَافِ ا ل ْأ ُمَم ِ إل َى أ َن َّ ال ْأ َوْل َىاسْتِسْرَا رُ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ ب ِا ل ْمَشُورَةِ ل َيُج ِيل َ ك ُ ل ُّ وَ احِدٍ مِنْهُمْ فِك ْرَهُ فِي<br />
ا لر َّ أ ْي ِ ط َمَعًا فِيا ل ْ حُظ ْوَةِ ب ِا لص َّوَ اب ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْق َرَا ئِ حَ إذ َا ا نْف َرَدَتْ اسْتَك َد َّهَا ال ْفِك ْرُ وَاسْتَف ْرَغ َهَا ا لِاجْتِهَادُ ، وَإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ<br />
ف َو َّ ضَتْ وَك َان َ ال ْأ َو َّل ُ مِنْ ب ِدَ ائِهَا<br />
مَتْبُوعًا .<br />
وَ لِك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْا ل ْمَذ ْهَبَيْن ِ وَ جْهٌ ، وَوَجْهُ الث َّان ِي أ َظ ْهَرُ .<br />
وَا َل َّذِي أ َ رَ اهُ فِي ال ْأ َوْل َى غ َيْرُ هَذ َ يْن ِا ل ْمَذ ْهَبَيْن ِ عَل َى ا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ ، وَ ل َكِنْ يُنْظ َرُ فِي الش ُّورَى ف َإ ِن ْ ك َانَتْ فِي حَال ٍ وَ احِدَةٍ هَل ْ<br />
هِيَ صَ وَ ا بٌ أ َمْ خَط َأ ٌ ك َان َ اجْتِمَاعُهُمْ عَل َيْهَا أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ مَا تَرَد َّدَ بَيْنَ أ َمْرَ يْن ِ ف َال ْمُرَادُ مِنْهُ الِاعْتِرَ ا ضُ عَل َى ف َسَادِهِ ، أ َوْ<br />
ظ ُهُو رُ ال ْ حُ ج َّةِ فِي صَل َاحِهِ .<br />
وَهَذ َا مَعَ ا لِاجْتِمَا ع ِ أ َ بْل َغ ُ ، وَعِنْدَ ا ل ْمُنَاظ َرَةِ أ َوْضَ حُ ، وَ إ ِن ْ ك َانَتْ الش ُّورَى فِي خَط ْب ٍ ق َدْاسْتُبْه ِمَ صَوَ ا بُهُ ،وَ اسْتُعْج ِمَ<br />
جَوَا بُهُ ، مِنْ أ ُمُور ٍ خَافِيَةٍ وَأ َحْوَال ٍ غ َامِضَةٍ ل َمْ يَحْصُرْهَا عَدَدٌ وَل َمْ يَجْمَعْهَاتَق ْ سِي مٌ وَل َا عُر ِفَ ل َهَا جَوَا بٌ يَك ْشِفُ عَنْ<br />
خَط َئِهِ وَصَوَا ِبهِ .<br />
ف َال ْأ َوْل َى فِي مِث ْلِهِ انْفِرَادُ ك ُ ل ِّ وَ احِدٍ ب ِفِك ْر ِهِ ، وَخُل ُو ِّهِ ب ِ خَاطِر ِهِ ، لِيَ جْتَه ِدَ فِي ال ْجَوَاب ِ ث ُ م َّ يَق َعَ ال ْك َشْفُ عَنْهُ أ َخَط َأ ٌ هُوَ أ َمْ<br />
صَوَا بٌ ، ف َيَك ُون َ ا لِاجْتِهَادُ فِي ال ْجَوَاب ِ مُنْف َر ِدًا وَال ْك َشْفُ عَنْ ا لص َّوَ اب ِ مُجْتَمِعًا ؛ لِأ َن َّ الِانْفِرَادَ فِي ا لِاجْتِهَادِ أ َصَ ح ُّ ،<br />
وَ ا لِاجْتِمَا عَ عَل َى ا ل ْمُنَاظ َرَةِ أ َ بْل َغ ُ ، ف َهَك َذ َا .<br />
هَذ َا وَيَنْبَغِي أ َن ْ يَسْل َمَ أ َهْ ل ُ الش ُّورَى مِنْ حَسَدٍ أ َوْ تَنَاف ُس ٍ ، ف َيَمْنَعَهُمْ مِنْ تَسْلِيم ِ ا لص َّوَ اب ِ لِصَاحِب ِهِ .<br />
ث ُ م َّ يَعْر ِضُا ل ْمُسْتَشِيرُ ذ َلِكَ عَل َى نَف ْسِهِ مَعَ مُشَارَك َتِه ِمْ فِي ا لِارْ تِيَاءِ وَ ا لِاجْتِهَادِ ف َإ ِذ َا تَصَف َّ حَ أ َق َاو ِي ل َ جَمِيعِه ِمْ ك َشَفَ عَنْ<br />
أ ُ صُو لِهَا وَأ َسْبَا ب ِهَا ، وَ بَحَث َ عَنْ نَتَائِ ج ِهَا وَعَوَ اقِب ِهَا ، حَت َّى ل َا يَك ُون َ فِي ال ْأ َمْر ِ مُق َل ِّدًا وَل َا فِي الر َّ أ ْي ِ مُف َو ِّضًا ، ف َإ ِ ن َّهُ يَسْتَفِيدُ<br />
ب ِذ َ لِكَ مَعَ ارْ تِيَا ضِهِ ب ِالِاجْتِهَادِ ث َل َاث َ خِصَال ٍ :إحْدَ اهُن َّ : مَعْر ِف َة ُ عَق ْلِهِ وَ صِ ح َّةِ رَو ِي َّتِهِ<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
: مَعْر ِف َة ُ عَق ْ ل ِ صَاحِب ِهِ وَ صَوَاب ِ رَ أ ْ ي ِهِ .<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ : وُ ضُوحُ مَااسْتَعْ جَمَ مِنْ الر َّ أ ْي ِ وَاف ْتِتَاحُ مَا أ ُغ ْلِقَ مِنْ ا لص َّوَاب ِ .<br />
ف َإ ِذ َا تَق َر َّرَ ل َهُا لر َّأ ْيُ أ َمْضَاهُ ف َل َمْ<br />
.<br />
يُؤَاخِذ ْهُمْ ب ِعَوَ اقِب ِ ال ْإ ِك ْدَاءِ فِيهِ ، ف َإ ِن َّ مَا عَل َى ا لن َّاصِ ح ِ ا لِاجْتِهَادُ ، وَل َ يْسَ عَل َيْهِ ضَمَان ُ الن ُّجْ ح ِ ل َا سِي َّمَا وَا ل ْمَق َادِ يرُ غ َا لِبَ ٌة .<br />
وَمَتَى عُر ِفَ مِنْهُ تَعَق ُّبُ ا ل ْمُشِير ِ وَك َ ل َ إل َى رَ أ ْ ي ِهِ ، وَأ َسْل َمَ إل َى نَف ْسِهِ ، ف َصَارَ ف َرْدًا ل َا يُعَان ُ ب ِرَأ ْي ٍ وَل َا يُمَ د ُّ ب ِمَشُورَةٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ا ل ْف ُرْ سُ فِي حِك َمِهَا : أ َ ضْعَفُ ال ْ حِيل َةِ خَيْرٌ مِنْ أ َق ْوَى ا لش ِّ د َّةِ .<br />
وَ أ َق َ ل ُّ الت َّأ َن ِّي خَيْرٌ مِنْ أ َك ْث َر ِ ا ل ْعَ جَل َةِ ، وَا لد َّوْ ل َة ُ رَسُول ُ ا ل ْق َضَاءِا ل ْمُبْرَم ِ .<br />
وَإ ِذ َا اسْتَبَد َّ ا ل ْمَلِكُ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ عَمِيَتْ عَل َيْهِ ال ْمَرَاشِدُ .<br />
وَإ ِذ َا ظ َفِرَ ب ِرَأ ْي ٍ مِنْ خَامِ ل ٍ ل َا يَرَ اهُ لِلر َّأ ْي ِ أ َهْل ًا وَل َا لِل ْمَشُورَةِ مُسْتَوْج ِبًا اغ ْتَنَمَهُ عَف ْوًا ف َإ ِن َّ ا لر َّأ ْيَ ك َالض َّال َّةِ تُؤْخَذ ُ أ َ يْنَ<br />
وُج ِدَتْ ، وَل َا يَهُون ُ لِمَهَا نَةِ صَاحِب ِهِ ف َيُط ْرَحُ ، ف َإ ِن َّ ا لد ُّ ر َّة َ ل َا يَضَعُهَا مُهَا نَة ً غ َائِصُهَا ، وَا لض َّا ل َّة َ ل َا تُتْرَكُ لِذِ ل َّةِ وَاج ِدِهَا .<br />
وَ ل َيْسَ يُرَادُ الر َّ أ ْيُ لِمَك َانِ ا ل ْمُشِير ِ ب ِهِ ف َيُرَ اعَى ق َدْرُهُ وَإ ِن َّمَا يُرَادُ لِا نْتِف َا ع ِ ا ل ْمُسْتَشِير ِ .<br />
وَ أ َنْشَدَ أ َبُو ال ْعَيْنَاءِ عَنْ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ :ا لن ُّصْ حُ أ َرْخَصُ مَا بَا عَ ا لر ِّجَال ُ ف َل َا تَرْدُدْ عَل َى نَاصِ ح ٍ نُصْحًا وَل َا تَل ُمْ إن َّ ا لن َّصَائِ حَ ل َا
:<br />
تَخْف َى مَنَاهِ جُهَا عَل َى ا لر ِّجَال ِ ذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ وَ ا ل ْف َهْم ِ ث ُ م َّ ل َا وَجْهَ لِمَنْ تَق َر َّرَ ل َهُرَ أ ْيٌ أ َن ْ يَن ِيَ فِي إمْضَا ئِهِ ، ف َإ ِن َّ ا لز َّمَان َ<br />
غ َادِ رٌ وَ ا ل ْف ُرَصُ مُنْتَهَزَة ٌ وَ الث ِّق َة ُ عَ جْزٌ .<br />
وَقِي ل َ لِمَلِكٍ زَ ال َ عَنْهُ مِل ْك ُهُ مَا ال َّذِي سَل َبَك مِل ْك َك ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ<br />
:<br />
:<br />
وَإ ِنْف َاذ ُ ذِي الر َّ أ ْي ِ ا ل ْعَز ِيمَة َ أ َرْشَدَا<br />
تَأ ْخِير ِي عَمَ ل َا ل ْيَوْم ِ لِغَدٍ .<br />
إذ َا ك ُنْت ذ َا رَ أ ْي ٍ ف َك ُنْ ذ َا عَز ِيمَةٍ وَل َا تَكُ ب ِالت َّرْدَ ادِ لِلر َّ أ ْي ِ مُف ْسِدَا ف َإ ِن ِّي رَأ َيْت الر َّ يْبَ فِي ا ل ْعَزْم ِ هُ جْنَة ً<br />
وَيَنْبَغِي لِمَنْ أ ُ نْز ِل َ مَنْز ِ ل َة َ ا ل ْمُسْتَشَار ِ وَأ ُحِ ل َّ مَ حَ ل َّ ا لن َّاصِ ح ِ ال ْمَوَاد ِّ حَت َّى صَارَ مَأ ْمُول َ الن ُّجْ ح ِ ، مَرْجُو َّ الص َّوَاب ِ ، أ َن ْ يُؤَد ِّيَ<br />
حَق َّ هَذِهِ الن ِّعْمَةِ ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لس َّر ِ يرَةِ ، وَ يُك َافِئ َ عَل َى ا لِاسْتِسْل َام ِ ب ِبَذ ْل ِ ا لن ُّصْ ح ِ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
إن َّ مِنْ حَق ِّ ال ْمُسْلِم ِ عَل َى ا ل ْمُسْلِم ِ إذ َا اسْتَنْصَ حَهُ أ َن ْ يَنْصَ حَهُ<br />
{<br />
.<br />
وَرُب َّمَاأ َ بْط َرَ تْهُ ا ل ْمُشَاوَرَة ُ ف َأ ُعْ ج ِبَ ب ِرَ أ ْ ي ِهِ ف َاحْذ َرْهُ فِي ا ل ْمُشَاوَرَةِ ف َل َيْسَ لِل ْمُعْ جَب ِرَ أ ْيٌ صَ حِي حٌ وَل َا رَو ِ ي َّة ٌ سَلِيمَة ٌ ، وَرُب َّمَا<br />
شَ ح َّ فِي ا لر َّ أ ْي ِ لِعَدَاوَةٍ أ َوْ حَسَدٍ ف َوَر َّى أ َوْ مَك َرَ ف َاحْذ َرْا ل ْعَ دُو َّ وَل َا تَثِقْ ب ِ حَسُودٍ .<br />
وَل َا عُذ ْرَ لِمَنْ اسْتَشَارَهُ عَ دُو ٌّ أ َوْ صَ دِ يقٌ أ َن ْ يَك ْتُمَ رَأ ْيًا وَق َدْا ُسْتُرْشِدَ وَل َا أ َن ْ يَ خُون َ وَق َدْ ا ُؤْتُمِنَ .<br />
رَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ ا ل ْمُنْك َدِر ِ عَنْ عَا ئِشَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ {ا ل ْمُسْتَشِيرُ وَال ْمُسْتَشَارُ<br />
مُؤْ تَمَنٌ<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ دُرَ يْدٍ : وَأ َج ِبْ أ َخَاكَ إذ َا اسْتَشَارَكَ نَاصِحًا وَعَل َى أ َخِيكَ نَصِي حَة ً ل َا تَرْدُدْ وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يُشِيرَ ق َبْ ل َ أ َن ْ<br />
يُسْتَشَارَ إل َّا فِيمَا مَس َّ ، وَل َا أ َن ْ يَتَبَر َّ عَ ب ِالر َّ أ ْي ِ إل َّا فِيمَا ل َز ِمَ ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَنْف َك ُّ مِنْ أ َن ْ يَ ك ُون َ رَ أ ْ يُهُ مُت َّهَمًا أ َوْ مُط ْرَحًا ، وَفِي<br />
أ َي ِّ هَذ َ يْن ِ ك َان َ وَ صْمَة ً<br />
.<br />
وَإ ِن َّمَا يَك ُون ُ الر َّ أ ْيُ مَق ْبُول ًا إذ َا ك َان َ عَنْ رَغ ْبَةٍ وَط َل َب ٍ ، أ َوْ ك َان َ لِبَاعِثٍ وَسَبَب ٍ .<br />
رَوَى أ َبُو ب ِل َال ٍا ل ْعِ جْلِي ُّ ، عَنْ حُذ َ يْف َة َ بْن ِ ا ل ْيَمَانِ ، عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } ق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِابْن ِهِ : يَا<br />
بُنَي َّ إذ َا ا ُسْتُشْه ِدْتَ ف َاشْهَدْ ، وَإ ِذ َا ا ُسْتُعِنْتَ ف َأ َعِنْ ، وَإ ِذ َا ا ُسْتُشِرْتَ ف َل َا تُعَج ِّل ْ حَت َّى تَنْظ ُرَ<br />
وَق َال َ بَيْهَسٌال ْكِل َاب ِي ُّ<br />
ل َيْسَ أ َهْل َهُ ف َل َا<br />
. {<br />
:<br />
أ َ نْتَمَ حْمُودٌ وَل َاا لر َّ أ ْيُ نَافِعُهْ<br />
كِتْمَان ُ ا لس ِّر ِّ ال ْف َصْل ُ ا لر َّ اب ِعُ فِي كِتْمَانِ الس ِّر ِّ<br />
:<br />
مِنْ ا لن َّا س ِ مَنْ إن ْيَسْتَشِرْكَ ف َتَجْتَه ِدْ ل َهُ ا لر َّ أ ْيَيَسْتَغْشِشْك مَا ل َا تُبَاي ِعُهْ ف َل َا تَمْنَ حَن َّ ا لر َّ أ ْيَ مَنْ<br />
اعْل َمْ أ َن َّ كِتْمَان َ ال ْأ َسْرَار ِ مِنْ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِ الن َّجَاح ِ ، وَ أ َدْوَم ِ لِأ َحْوَال ِ<br />
الص َّل َاح ِ .<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } اسْتَعِينُوا عَل َى ال ْ حَاجَاتِ ب ِال ْكِتْمَانِ ف َإ ِن َّ ك ُ ل َّ ذِي ن ِعْمَةٍمَ حْ سُودٌ { .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
:<br />
: سِر ُّك أ َسِيرُك ف َإ ِن ْ تَك َل َّمْت ب ِهِ صِرْت أ َسِيرَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ لِا بْن ِهِ يَا بُنَي َّ ك ُنْ جَوَ ادً ا ب ِا ل ْمَال ِ فِي مَوْ ضِع ِ ال ْ حَق ِّ ، ضَن ِينًاب ِا ل ْأ َسْرَار ِ عَنْ جَمِيع ِ ال ْ خَل ْق ِ<br />
ف َإ ِن َّ أ َحْمَدَ جُودِ ا ل ْمَرْءِ ال ْإ ِنْف َا قُ فِي وَجْهِ ا ل ْب ِر ِّ ،وَ ال ْبُخْ ل ُ ب ِمَك ْتُوم ِ الس ِّر ِّ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ك َتَمَ سِر َّهُ ك َان َ ال ْ خِيَا رُ إل َيْهِ ، وَمَنْ أ َف ْشَاهُ ك َان َ ا ل ْخِيَا رُ عَل َيْهِ .<br />
مَا أ َسَر َّك مَا ك َتَمْت سِر َّك<br />
.
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْف ُصَ حَاءِ : مَا ل َمْ تُغَي ِّبْهُ ال ْأ َضَالِعُ ف َهُوَمَ ك ْ شُوفٌ ضَائِعٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ، وَهُوَ أ َنَسُ بْنُ أ ُسَيْدٍ : وَل َا تُف ْش ِ سِر َّك إل َّا إل َيْك ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ نَصِي ح ٍ نَصِي حَا ف َإ ِن ِّي رَ أ َ يْتُ وُشَاة َ<br />
ا لر ِّجَال ِ ل َا يَتْرُك ُون َ أ َدِيمًا صَ حِي حَا وَك َمْ مِنْ إظ ْهَار ِ سِر ٍّ أ َرَا قَ دَمَ صَاحِب ِهِ ، وَمَنَعَ مِنْ نَيْ ل ِ مَط َا لِب ِهِ ، وَ ل َوْ ك َتَمَهُ ك َان َ مِنْ<br />
سَط ْوَ تِهِ آمِنًا ، وَفِي عَوَ اقِب ِهِ سَالِمًا ، وَ لِنَ جَاح ِ حَوَائِ ج ِهِ رَاج ِيًا .<br />
وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ مَنْ حَص َّنَ سِر َّهُ ف َل َهُ ب ِتَحْصِين ِهِ خَصْل َتَانِ : ا لظ َّف َرُ ب ِ حَاجَتِهِ ، وَا لس َّل َامَة ُ مِنْ الس َّط َوَاتِ .<br />
وَ إ ِظ ْهَا رُ الر َّجُ ل ِ سِر َّ غ َيْر ِهِ أ َق ْبَ حُ مِنْ إظ ْهَار ِهِ سِر َّ نَف ْسِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يَبُوءُ ب ِإ ِحْدَى وَ صْمَتَيْن ِ :ا ل ْخِيَا نَة ُ إن ْ ك َان َ مُؤْتَمَنًا ، أ َوْ<br />
الن َّمِيمَة ُ إن ْ ك َان َ مُسْتَوْدَعًا .<br />
ف َأ َم َّا ا لض َّرَرُ ف َرُب َّمَا اسْتَوَيَا فِيهِ وَ تَف َا ضَل َا .<br />
وَكِل َاهُمَامَ ذ ْمُومٌ ، وَهُوَ فِيه ِمَا مَل ُو مٌ .<br />
وَفِي الِاسْتِرْسَال ِ ب ِإ ِبْدَ اءِ ا لس ِّر ِّ دَ ل َا ئِ ل ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ أ َحْوَ ال ٍ مَذ ْمُومَةٍ<br />
ل َمْ يَت َّسِعْ لِسِر ٍّ ، وَل َمْ يَق ْدِرْ عَل َى صَبْر ٍ .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إحْدَاهَا : ضِيقُ ا لص َّدْر ِ ، وَقِل َّة ُ ا لص َّبْر ِ ، حَت َّى أ َ ن َّهُ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ إذ َا ال ْمَرْءُ أ َف ْشَى سِر َّهُ ب ِلِسَا ن ِهِ وَ ل َامَ عَل َيْهِ غ َيْرَهُ ف َهُوَ أ َحْمَقُ إذ َا ضَا قَ صَدْرُ ا ل ْمَرْءِ عَنْ سِر ِّ نَف ْسِهِ ف َصَدْرُ<br />
ال َّذِي يُسْتَوْدَ عُ الس ِّر َّ أ َ ضْيَقُ وَا لث َّا ن ِيَة ُ :ا ل ْغَف ْل َة ُ عَنْ تَ حَذ ُّر ِ ال ْعُق َل َاءِ ، وَا لس َّهْوُ عَنْ يَقِظ َةِ ال ْأ َذ ْكِيَاءِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
.<br />
:ا نْف َر ِدْ ب ِسِر ِّك وَل َا تُودِعْهُ حَاز ِمًا ف َيَز ِل َّ ، وَل َا جَاهِل ًا ف َيَ خُون َ .<br />
مَا ارْتَك َبَهُ مِنْ ا ل ْغَدْر ِ ، وَاسْتَعْمَل َهُ مِنْ ا ل ْ خَط َر ِ .<br />
: سِر ُّك مِنْ دَمِك ف َإ ِذ َا تَك َل َّمْت ب ِهِ ف َق َدْ أ َرَق ْتَهُ .<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ مِنْ ا ل ْأ َسْرَار ِ مَا ل َا يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْ مُط َا ل َعَةِ صَدِ يق ٍ مُسَاهِم ٍ ، وَاسْتِشَارَةِ نَاصِ ح ٍ مُسَالِم ٍ .<br />
ف َل ْيَخْتَرْ ا ل ْعَاقِ ل ُ لِسِر ِّهِ أ َمِينًا إن ْ ل َمْ يَج ِدْ إل َى ك َتْمِهِ سَب ِيل ًا ، وَل ْيَتَ حَر َّ فِي اخْتِيَار ِ مَنْ يَأ ْ تَمِنُهُ عَل َيْهِ وَ يَسْتَوْدِعُهُ إ ي َّاهُ .<br />
ف َل َيْسَ ك ُ ل ُّ مَنْ ك َان َ عَل َى ا ل ْأ َمْوَال ِ أ َمِينًا ك َان َ عَل َىا ل ْأ َسْرَار ِ مُؤْتَمَنًا .<br />
وَال ْعِف َّة ُ عَنْ ال ْأ َمْوَال ِ أ َ يْسَرُ مِنْ ا ل ْعِف َّةِ عَنْ إذ َ اعَةِ ال ْأ َسْرَ ار ِ ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ يُذِ يعَ سِر َّ نَف ْسِهِ ب ِبَادِرَةِ لِسَا ن ِهِ ، وَسَق َطِ ك َل َامِهِ<br />
، وَ يَشُ ح ُّ ب ِا ل ْيَسِير ِ مِنْ مَا لِهِ ، حِف ْظ ًا ل َهُ وَضَنا ب ِهِ ، وَل َا يَرَى مَا أ َذ َا عَ مِنْ سِر ِّهِ ك َب ِيرًا فِي جَنْب ِ مَا حَفِظ َهُ مِنْ يَسِير ِ مَا لِهِ مَعَ<br />
عِظ َم ِ الض َّرَر ِ الد َّاخِ ل ِ عَل َيْهِ<br />
ف َمِنْ أ َجْ ل ِ ذ َلِكَ ك َان َ أ ُمَنَاءُ ال ْأ َسْرَار ِ أ َشَد َّ تَعَذ ُّرًا وَ أ َق َ ل َّ وُجُودً ا مِنْ أ ُمَنَاءِا ل ْأ َمْوَال ِ .<br />
وَك َان َ حِف ْظ ُ ا ل ْمَال ِ أ َيْسَرَ مِنْ ك َتْم ِا ل ْأ َسْرَار ِ ؛ لِأ َن َّ إحْرَ ازَا ل ْأ َمْوَال ِ مَن ِيعَة ٌ وَإ ِحْرَ ازَا ل ْأ َسْرَار ِ بَار ِزَة ٌ يُذِيعُهَالِ سَان ٌ نَاطِقٌ ،<br />
وَ يُشِيعُهَا ك َل َامٌ سَاب ِقٌ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ا ل ْق ُل ُوبُ أ َوْعِيَة ُ ال ْأ َسْرَ ار ِ ، وَا لش ِّف َاءُ أ َق ْف َا ل ُهَاوَ ا ل ْأ َ ل ْسُنُ مَف َاتِيحُهَا ، ف َل ْيَحْف َظ ْ<br />
ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ مِف ْتَاحَ سِر ِّهِ .<br />
وَمِنْ صِف َاتِ أ َمِين ِ ا لس ِّر ِّ أ َن ْ يَك ُون َ ذ َا عَق ْل ٍ<br />
صَاد ٍّ ، وَدِ ين ٍ حَاج ِز ٍ ، وَ نُصْ ح ٍ مَبْذ ُول ٍ ، وَوُد ٍّ مَوْف ُور ٍ ، وَك َتُومًا ب ِا لط َّبْع ِ .<br />
ف َإ ِن َّ هَذِهِ ا ل ْأ ُمُورَ تَمْنَعُ مِنْ ا ل ْإ ِذ َ اعَةِ ، وَ تُوج ِبُ حِف ْظ َ ا ل ْأ َمَا نَةِ ، ف َمَنْ ك َمُل َتْ فِيهِ ف َهُوَ عَنْق َاءُ مُغْر ِب ٍ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ق ُل ُوبُ ال ْعُق َل َاءِ حُصُون ُ ال ْأ َسْرَار ِ .<br />
وَل ْيَحْذ َرْ صَاحِبُ ا لس ِّر ِّ أ َن ْ يُودِ عَ سِر َّهُ مَنْ يَتَط َل َّعُ إ ل َيْهِ ، وَ يُؤْ ثِرُ ال ْوُق ُوفَ عَل َيْهِ ، ف َإ ِن َّ ط َا لِبَ ا ل ْوَدِ يعَةِ خَائِنٌ .<br />
.<br />
:
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ل َا تُنْكِحْ خَاطِبَ سِر ِّك .<br />
:<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ ل َا تَدَ عْ سِرا إل َى ط َا لِب ِهِ مِنْك ف َا لط َّا لِبُ لِلس ِّر ِّ مُذِيعُ وَل ْيَحْذ َرْ ك َث ْرَة َا ل ْمُسْتَوْدَعِينَ لِسِر ِّهِ<br />
ف َإ ِن َّ ك َث ْرَ تَهُمْ سَبَبُ ا ل ْإ ِذ َ اعَةِ ،وَط َر ِ يقٌ إل َى ا ل ْإ ِشَاعَةِ ؛ لِأ َمْرَ يْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن َّ اجْتِمَا عَ هَذِهِ ا لش ُّرُوطِ فِي ا ل ْعَدَدِ ا ل ْك َثِير ِمُعْو ِزٌ<br />
، وَل َا بُ د َّ إذ َا ك َث ُرُو ا مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ فِيه ِمْ مَنْ أ َخَ ل َّ ب ِبَعْضِهَا .<br />
:<br />
.<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّ ك ُ ل َّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَ ج ِدُ سَب ِيل ًا إل َى نَف ْي ِا ل ْإ ِذ َ اعَةِ عَنْ نَف ْسِهِ ، وَ إ ِحَا ل َةِ ذ َلِكَ عَل َى غ َيْر ِهِ ، ف َل َا يُضَافُ إ ل َيْهِذ َنْبٌ<br />
، وَل َا يَتَوَج َّهُ عَل َيْهِعَتْبٌ<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
: ك ُل َّمَا ك َث ُرَتْ خِزَ ان ُا ل ْأ َسْرَار ِ ازْدَادَتْ ضَيَاعًا .<br />
وَسِر ُّك مَا ك َان َ عِنْدَ امْر ِئ ٍ وَسِر ُّ ا لث َّل َا ث َةِ غ َيْرُ ال ْخَفِي وَق َال َ آخَرُ<br />
:<br />
ف َل َا تَنْطِقْ ب ِسِر ِّك ك ُ ل ُّ سِر ٍّ إذ َا مَا<br />
جَاوَزَا لِا ث ْنَيْن ِ ف َاشِي ث ُ م َّ ل َوْ سَلِمَ مِنْ إذ َ اعَتِه ِمْ ل َمْ يَسْل َمْ مِنْ إدْ ل َا لِه ِمْ وَ اسْتِط َا ل َتِه ِمْ ، ف َإ ِن َّ لِمَنْ ظ َفِرَ ب ِسِر ٍّ مِنْ ف َرْطِ ال ْإ ِدْل َال ِ<br />
وَك َث ْرَةِ الِاسْتِط َا ل َةِ ، مَا إن ْ ل َمْ يَحْج ِزْهُ عَنْهُ عَق ْ ل ٌ وَل َمْ يَك ُف َّهُ عَنْهُ ف َضْ ل ٌ ، ك َان َ أ َشَد َّ مِنْ ذ ُل ِّ الر ِّ ق ِّ وَخُضُو ع ِا ل ْعَبْدِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ أ َف ْشَى سِر َّهُ ك َث ُرَ عَل َيْهِ ا ل ْمُتَأ َم ِّرُون َ .<br />
ف َإ ِذ َا اخْتَارَ وَأ َرْجُو أ َن ْ يُوَف َّقَ لِلِاخْتِيَار ِ ،وَ ا ضْط َر َّ إل َى اسْتِيدَا ع ِ سِر ِّهِ وَ ل َيْتَهُ ك ُفِيَ ا لِا ضْطِرَ ارُ ، وَجَبَ عَل َىا ل ْمُسْتَوْدَ ع ِ ل َهُ<br />
أ َدَ اءُ<br />
ا ل ْأ َمَا نَةِ فِيهِ ب ِالت َّ حَف ُّظِ وَالت َّنَاسِي ل َهُ حَت َّى ل َا يَ خْطِرَ ل َهُ ب ِبَال ٍ وَل َا يَدُورَ ل َهُ فِي خَل َدٍ .<br />
ث ُ م َّ يَرَى ذ َلِكَ حُرْمَة ً يَرْعَاهَا وَل َا يُ دِ ل ُّ إدْل َال َ ا لل ِّئ َام ِ .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ رَجُل ًا أ َسَر َّ إل َى صَدِ يق ٍ ل َهُ حَدِيث ًا ث ُ م َّ ق َال َ : أ َف َه ِمْت ؟ ق َال َ : بَل ْ جَه ِل ْتُ .<br />
أ َحَفِظ ْت ؟ ق َال َ<br />
: بَل ْ نَسِيتُ .<br />
وَقِي ل َ لِرَجُ ل ٍ : ك َيْفَ كِتْمَا نُك لِلس ِّر ِّ ؟ ق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
: ا بْنُهُ<br />
: أ َجْ حَدُ ال ْ خَبَرَ وَأ َحْلِفُلِل ْمُسْتَ خْب ِر ِ .<br />
: وَ ل َوْ ق َدَرْتُ عَل َى ن ِسْيَانِ مَااشْتَمَل َتْ مِن ِّي ا لض ُّل ُو عُ عَل َى ا ل ْأ َسْرَ ار ِ وَال ْ خَبَر ِ ل َك ُنْتُ أ َو َّل َ مَنْ يَنْسَى<br />
سَرَا ئِرَهُ إذ َا ك ُنْتُ مِنْ نَشْر ِهَا يَوْمًا عَل َى خَط َر ِ وَحُكِيَ أ َن َّ عَبْدَ ا لل َّهِ بْنَ ط َاهِر ٍ تَذ َ اك َرَ الن َّا سُ فِي مَ جْلِسِهِ حِف ْظ َ الس ِّر ِّ ف َق َال َ<br />
وَمُسْتَوْدَعِي سِرا تَضَم َّنْتُ سِر َّهُ ف َأ َوْدَعْتُهُ مِنْ مُسْتَق َر ِّ ال ْحَشَى ق َبْرَا وَل َكِن َّن ِي أ ُخْفِيهِ عَن ِّي ك َأ َن َّن ِي مِنْ الد َّهْر ِ يَوْمًا مَا<br />
أ َحَط ْتُ ب ِهِ خُبْرَا وَمَا الس ِّر ُّ فِي ق َل ْب ِي ك َمَيْتٍ ب ِ حُف ْرَةٍ لِأ َن ِّي أ َرَىا ل ْمَدْف ُون َ يَنْتَظِرُ الن َّشْرَا<br />
ال ْمِزَاحُ وَا لض َّحِكُ ال ْف َصْل ُ ال ْ خَامِسُ فِي ال ْمِزَاح ِ وَ الض َّحِكِ<br />
ا ل ْق َطِيعَةِ وَال ْعُق ُوق ِ ، يَصِمُ ا ل ْمَاز ِحَ وَيُؤْذِي ا ل ْمُمَازَحَ .<br />
:<br />
اعْل َمْ أ َن َّ لِل ْمِزَ اح ِ إزَاحَة ً عَنْ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَمَخْرَجًا إل َى<br />
ف َوَ صْمَة ُ ا ل ْمَاز ِح ِ أ َن ْ يُذ ْهِبَ عَنْهُ ال ْهَيْبَة َ وَال ْبَهَاءَ ، وَ يُجْر ِيَ عَل َيْهِ ا ل ْغَوْغ َاءَ وَا لس ُّف َهَاءَ .<br />
وَأ َم َّا أ َذِ ي َّة ُ ا ل ْمُمَاز ِح ِ ف َلِأ َ ن َّهُ مَعْق ُوقٌ ب ِق َوْل ٍ ك َر ِ يهٍ وَفِعْ ل ٍ مُمْض ٍ إن ْ أ َمْسَكَ عَنْهُ أ َحْزَن َ ق َل ْبَهُ ، وَ إ ِن ْ ق َا بَ ل َ عَل َيْهِ جَا نَبَ أ َدَ بَهُ .<br />
ف َ حُق َّ عَل َى ال ْعَاقِ ل ِ أ َن ْ يَت َّقِيَهُ وَيُنَز ِّهَ نَف ْسَهُ عَنْ وَ صْمَةِ مَسَاو ِ ئِهِ .<br />
} :<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ ا ل ْمِزَاحُ اسْتِدْ رَا جٌ مِنْ ا لش َّيْط َانِوَ اخْتِدَ ا عٌ مِنْ ال ْهَوَى<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ : ات َّق ُوا ا ل ْمِزَاحَ ف َإ ِن َّهَا حِمْق َة ٌ تُور ِث ُ ضَغِينَة ً .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَقِي ل َ<br />
وَق َال َ إ بْرَاهِيمُ الن َّ خَعِي ُّ<br />
: إن َّمَا ال ْمِزَاحُ سِبَا بٌ إل َّا أ َن َّ صَاحِبَهُ يُضْحِكُ .<br />
. {<br />
:<br />
إن َّمَا سُم ِّيَ ال ْمِزَاحُ مِزَ احًا لِأ َ ن َّهُ يُز ِ ي حُ عَنْ ال ْ حَق ِّ .<br />
:ا ل ْمِزَاحُ مِنْ سُ خْفٍ أ َوْ بَط َر ٍ .
:<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْمِزَاحُ يَأ ْك ُ ل ُ ا ل ْهَيْبَة َ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الن َّا رُ ال ْ حَط َبَ .<br />
مَنْ ك َث ُرَ مِزَاحُهُ زَال َتْ هَيْبَتُهُ ، وَمَنْ ذ َك َرَ خِل َاف َهُ ط َابَتْ غ َيْبَتُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ق َ ل َّ عَق ْل ُهُ ك َث ُرَ هَزْ ل ُهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ .<br />
وَذ َك َرَ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ ا ل ْمِزَاحَ ف َق َال َ : يَصُك ُّ أ َحَدُك ُمْ صَاحِبَهُ ب ِأ َشَد َّ مِنْ ال ْ جَنْدَل ِ ، وَ يُنْشِق ُهُ أ َحْرَ قَ مِنْا ل ْخَرْدَل ِ ،<br />
وَ يُف ْر ِ غ ُ عَل َيْهِ أ َحَر َّ مِنْ ا ل ْمِرْجَ ل ِ ، ث ُ م َّ يَق ُول ُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
إن َّمَا ك ُنْتُ أ ُمَاز ِحُك .<br />
: خَيْرُ ال ْمِزَاح ِ ل َا يُنَال ُ ، وَشَر ُّهُ ل َا يُق َال ُ .<br />
ف َنَظ َمَهُ ا لن َّيْسَا بُور ِي ُّ فِي ق َصِيدَ تِهِ ال ْ جَامِعَةِ لِل ْ آدَ اب ِ ف َق َال َ وَزَادَ<br />
يُق َال ُ ك َث ْرَة ُ ال ْمِزَاح ِ مِنْ ال ْف َتَى تَدْعُو إل َى ا لت َّل َاح ِ إن َّ ال ْمِزَاحَ بَدْؤُهُ حَل َاوَهْ ل َكِن َّمَا آخِرُهُ<br />
: شَر ُّ مِزَ اح ِا ل ْمَرْءِ ل َا يُق َال ُ وَخَيْرُهُ يَا صَاح ِ ل َا يُنَال ُ وَق َدْ<br />
عَدَاوَهْ يَ حْتَد ُّ مِنْهُ الر َّجُ ل ُ الش َّر ِ يفُ وَيَجْتَر ِي ب ِسُخْفِهِ ا لس َّ خِيفُ وَق َال َ أ َبُو نُوَا س ٍ : خَ ل ِّ جَنْبَيْك لِرَ ام ٍ وَ امْض ِ عَنْهُ ب ِسَل َام ِ<br />
مُتْ ب ِدَ اءِ ا لص َّمْتِ خَيْرٌ ل َك مِنْ دَ اءِ ال ْك َل َام ِ إن َّمَا ا لس َّالِمُ مَنْ أ َ ل ْجَمَ ف َاهُ ب ِلِ جَام ِ رُب َّمَااسْتَف ْتَ حَب ِا ل ْمَزْح ِ مَغَا لِيقَ ا ل ْ حِمَام ِ<br />
وَال ْمَنَا يَا آكِل َا تٌشَا ر ِبَا تٌ لِل ْأ َ نَام ِ وَاعْل َمْ أ َ ن َّهُ ق َل َّمَا يَعْرَى مِنْ ا ل ْمِزَاح ِ مَنْ ك َان َ سَهْل ًا ف َا ل ْعَاقِ ل ُ يَتَوَخ َّى ب ِمِزَاحِهِ إحْدَى<br />
حَا ل َتَيْن ِ ل َا ث َا لِث َ ل َهُمَا : إحْدَاهُمَا : إ ينَا سُ ا ل ْمُصَاحِب ِينَ وَا لت َّوَد ُّدُ إل َى ا ل ْمُ خَا لِطِينَ .<br />
وَهَذ َا يَك ُون ُ ب ِمَا أ َ ن ِسَ مِنْ جَمِي ل ِ ا ل ْق َوْل ِ ، وَ بُسِط َ مِنْ مُسْتَحْسَن ِ ا ل ْفِعْ ل ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ سَعِيدُ بْنُ ا ل ْعَاص ِ لِا بْن ِهِ :اق ْتَصِدْ فِي مِزَاحِك ف َإ ِن َّ ال ْإ ِف ْرَ اط َ فِيهِ يُذ ْهِبُ ا ل ْبَهَاءَ ، وَ يُ جَر ِّئُ عَل َيْك الس ُّف َهَاءَ ، وَ إ ِن َّ<br />
ا لت َّق ْصِيرَ فِيهِ يَف ُض ُّ عَنْك ا ل ْمُؤَ ان ِسِينَ ، وَ يُوحِشُ مِنْك ا ل ْمُصَاحِب ِينَ .<br />
وَ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَنْفِيَ ب ِال ْمِزَاح ِ مَا ط َرَ أ َ عَل َيْهِ مِنْ سَأ َم ٍ ، وَ أ َحْدَث َ ب ِهِ مِنْ هَ م ٍّ .<br />
: ف َق َدْ قِي ل َ<br />
ل َا بُ د َّ لِل ْمَصْدُور ِ أ َن ْ يَنْف ُث َ .<br />
وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ : أ َف ْدِ ط َبْعَكا ل ْمَك ْدُودَ ب ِا ل ْج ِ د ِّ رَ احَة ً يُجَ م ُّ وَعَل ِّل ْهُ ب ِشَيْءٍ مِنْ ا ل ْمَزْح ِ وَل َكِنْ إذ َا أ َعْط َيْتَهُ<br />
ا ل ْمَزْحَ ف َل ْيَك ُنْ ب ِمِق ْدَار ِ مَا تُعْطِي ا لط َّعَامَ مِنْ ا ل ْمِل ْ ح ِ وَق َدْ ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ يَمْزَحُ عَل َى هَذ َاا ل ْوَجْهِ .<br />
رُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ف َمِنْ مِزَ احِهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَا رُو ِيَ<br />
}<br />
} :<br />
إن ِّي ل َأ َمْزَحُ وَل َا أ َق ُول ُ إل َّا حَقًّا { .<br />
أ َن َّ عَجُوزًا مِنْا ل ْأ َنْصَار ِ أ َتَتْهُ ف َق َال َتْ<br />
ف َق َال َ أ َمَا عَلِمْت أ َن َّ ال ْ جَن َّة َ ل َا يَدْخُل ُهَا ا ل ْعَ جَا ئِزُ ، ف َصَرَخَتْ .<br />
ف َتَبَس َّمَ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَق َال َ أ َمَا ق َرَأ ْت ق َوْل َ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
أ َبْك َارً ا عُرُبًا أ َتْرَابًا { { .<br />
}<br />
وَ أ َ تَتْهُ أ ُخْرَى فِي حَاجَةٍ لِزَوْج ِهَا ف َق َال َ ل َهَا : وَمَنْ زَوْجُك ؟ ف َق َال َتْ<br />
ف َق َال َ ل َهَا : ا ل َّذِي فِي عَيْن ِهِبَيَا ضٌ ؟ ف َق َال َتْ<br />
: ف ُل َان ٌ .<br />
: ل َا .<br />
ف َق َال َ : بَل َى .<br />
ف َا نْصَرَف َتْ عَجْل َى إل َى زَوْج ِهَا وَجَعَل َتْ تَتَأ َم َّ ل ُ عَيْنَيْهِ ف َق َال َ ل َهَا<br />
عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َن َّ فِي عَيْنَيْك بَيَاضًا .<br />
ف َق َال َ أ َم َّا تَرَ يْنَ بَيَاضَ عَيْنَي َّ أ َك ْث َرَ مِنْ سَوَادِهَا ،<br />
وَأ َتَى رَجُ ل ٌ عَلِي َّ بْنَ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ ف َق َال َ<br />
:<br />
مَا شَأ ْنُك ؟ ف َق َال َتْ<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
إن ِّي احْتَل َمْتُ عَل َى أ ُم ِّي .<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َدْ عُ لِي ب ِا ل ْمَغْفِرَةِ .<br />
} إن َّا أ َنْشَأ ْنَاهُن َّ إ نْشَاءً ف َ جَعَل ْنَاهُن َّ<br />
أ َخْبَرَن ِي رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ
:<br />
ف َق َال َ : أ َقِيمُوهُ فِي الش َّمْس ِ وَاضْر ِبُوا ظِل َّهُ ال ْ حَ د َّ .<br />
وَسُئِ ل َ الش َّعْب ِي ُّ عَنْ أ َك ْ ل ِ ل َحْم ِ ا لش َّيْط َانِ ف َق َال َ<br />
وَقِي ل َ ل َهُ<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِغُل َام ٍ<br />
.<br />
:<br />
: نَ حْنُ نَرْضَى مِنْهُ ب ِا ل ْك َف َافِ .<br />
مَا اسْمُ امْرَ أ َةِ إ بْلِيسَ - ل َعَنَهُ ا لل َّهُ -؟ ف َق َال َ : ذ َ اكَن ِ ك َا حٌ مَا شَه ِدْ نَاهُ .<br />
ف َق َال َ ل َهُ أ َحْسِنْ ق َلِيل ًا<br />
ق َال َ : ف َأ َ صُومُ الِا ث ْنَيْن ِ وَال ْخَمِيسَ .<br />
: ب ِك َمْ تَعْمَ ل ُ مَعِي ؟ ق َال َ : ب ِط َعَامِي .<br />
:<br />
وَحُكِيَ عَنْ أ َب ِي صَالِ ح ِ بْن ِ حَس َّان َ ، وَك َان َ مُحَد ِّث ًا ، أ َ ن َّهُ ق َال َ يَوْمًا لِأ َصْ حَا ب ِهِ<br />
: أ َف ْق َهُ ا لن َّا س ِ وَ ض َّاحُ ا ل ْيَمَن ِ فِي ق َوْ لِهِ : إذ َا<br />
ق ُل ْت هَاتِي نَو ِّلِين ِي تَبَر َّمَتْ وَق َال َتْ مَعَاذ َ ا لل َّهِ مِنْ فِعْ ل ِ مَا حَرُمْ ف َمَا نَو َّ ل َتْ حَت َّى تَضَر َّعْتُ عِنْدَهَا وَأ َنْبَأ ْتُهَا مَا رَخ َّصَ ا لل َّهُ<br />
فِي الل َّمَمْ ف َأ َم َّا ا ل ْخُرُوجُ إل َى حَ د ِّ ا ل ْ خَل َاعَةِ ف َهُ جْنَة ٌ وَمَذ َم َّة ٌ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ أ َب ِي مُعَاو ِ يَة َ الض َّر ِير ِ ، وَك َان َ مُحَد ِّث ًا ، أ َ ن َّهُ<br />
خَرَجَ يَوْمًا إل َى أ َصْ حَا ب ِهِ وَهُوَ يَق ُول ُ وَإ ِذ َا ا ل ْمَعِدَة ُ جَاشَتْ ف َارْمِهَا ب ِال ْمَنْجَن ِيق ِ ب ِث َل َاثٍ مِنْ نَب ِيذٍ ل َيْسَ ب ِال ْحُل ْو ِ الر َّقِيق ِ أ َمَا<br />
تَرَى ك َيْفَ ط َرَ قَ ب ِ خَل َاعَتِهِ ا لت ُّهْمَة َ عَل َى نَف ْسِهِ ب ِهَذ َا ا ل ْمَزْح ِ فِيمَا ل َعَل َّهُ بَر ِيءٌ مِنْهُ ،وَبَعِي دٌ عَنْهُ<br />
.<br />
وَق َدْ ك َان َ أ َبُو هُرَيْرَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ مُسْتَرْسِل ًا فِي مِزَاحِهِ .<br />
رَوَى ا بْنُ ق ُتَيْبَة َ فِي ا ل ْمَعَار ِفِ أ َن َّ مَرْوَ ان َ رُب َّمَا ك َان َيَسْتَ خْلِف ُهُ عَل َى ا ل ْمَدِ ينَةِ ف َيَرْك َبُ حِمَارً ا ق َدْ<br />
شَ د َّ عَل َيْهِ بَرْذ َعَة ً ف َيَسِيرُ ف َيَل ْق َى ا لر َّجُ ل َ ف َيَق ُول ُ<br />
. {<br />
: ا لط َّر ِ يقُ ق َدْ جَاءَ ال ْأ َمِيرُ .<br />
وَرُب َّمَا أ َتَى الص ِّبْيَان َ وَهُمْ يَل ْعَبُون َ ل ُعْبَة َ ا ل ْأ َعْرَاب ِ ف َل َا يَشْعُرُون َ حَت َّى يُل ْقِيَ نَف ْسَهُ بَيْنَهُمْ وَيَضْر ِبَ ب ِر ِجْلِهِ ف َيَف ْزَ عُ الص ِّبْيَان ُ<br />
ف َيَنْفِرُون َ ، وَهَذ َا خُرُو جٌ عَنْ ا ل ْق َدْر ِا ل ْمُسْتَسْمَ ح ِ ب ِهِ وَ يُوشِكُ أ َن ْ يَك ُون َ لِهَذ َاا ل ْفِعْ ل ِ مِنْهُتَأ ْو ِي ل ٌسَائِغ ٌ .<br />
وَق َدْ } ك َان َ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ مَز َّاحًا ف َق َال َ ل َهُ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : أ َ تَأ ْك ُ ل ُ تَمْرًا وَب ِك رَمَدٌ ؟ ف َق َال َ يَا رَسُول َ<br />
ا لل َّهِ إن َّمَا أ َمْضُغ ُ عَل َى ا لن َّاحِيَةِ ال ْأ ُخْرَى<br />
وَإ ِن َّمَا اسْتَ جَازَصُهَيْبٌ أ َن ْ يُعَر ِّضَ لِرَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ب ِا ل ْمَزْح ِ فِي جَوَا ب ِهِ ؛ لِأ َن َّاسْتِ خْبَارَهُ صَل َّى ا لل َّهُ<br />
عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َدْ ك َان َ يَتَضَم َّنُ ا ل ْمَزْحَ ، ف َأ َجَا بَهُ عَنْ اسْتِ خْبَار ِهِ ب ِمَا يُوَ افِق ُهُ مُسَاعِدَة ً لِغَرَ ضِهِ ، وَ تَق َر ُّبًا مِنْ ق َل ْب ِهِ ، وَإ ِل َّا ف َل َيْسَ<br />
لِأ َحَدٍ أ َن ْ يَ جْعَ ل َ جَوَابَ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَزْحًا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَزْحَ هَزْ ل ٌ ، وَمَنْ جَعَ ل َ جَوَابَ رَسُول ِ ا لل َّهِ<br />
صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ا ل ْمُبَي ِّن ِ عَنْ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ أ َحْك َامَهُ ، ال ْمُؤَد ِّي إل َى خَل ْقِهِ أ َوَ امِرَهُ ، هَزْل ًا وَمَزْحًا ف َق َدْ عَصَى ا لل َّهَ<br />
وَرَسُو ل َهُ ، وَ صُهَيْبٌ ك َان َ أ َط َوْ عَ لِل َّهِ سُبْ حَا نَهُ وَ تَعَا ل َى مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَذِهِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
. {<br />
أ َنَا سَا ب ِقُ ا ل ْعَرَب ِ ، وَ صُهَيْبٌ سَا ب ِقُ الر ُّومَ ، وَسَل ْمَان ُ سَا ب ِقُ ال ْف ُرْسَ ،وَب ِل َا ل ٌ سَا ب ِقُ<br />
ال ْ حَبَش ِ<br />
وَمِنْ مُسْتَ حْسَن ِا ل ْمَزْح ِ وَمُسْتَسْمَ ح ِ ا لد ُّعَا بَةِ مَا حَك َى الز ُّ بَيْرُ بْنُ بَك َّار ٍ عَنْ ال ْكِنْدِي ِّ أ َن َّ ا ل ْق ُشَيْر ِي َّ وَق َفَ عَل َى شَيْ خ ٍ مِنْ<br />
ال ْأ َعْرَاب ِ ف َق َال َ<br />
:<br />
ق َال َ مِنْ أ َي ِّ عَقِي ل ٍ ؟ ق َال َ<br />
ف َق َال َ ا ل ْق ُشَيْر ِي ُّ<br />
ف َق َال َ ا ل ْأ َعْرَاب ِي ُّ<br />
:<br />
:<br />
: يَاأ َعْرَ اب ِي ُّ مِم َّنْ أ َ نْتَ ؟ ف َق َال َ : مِنْ عَقِي ل ٍ .<br />
مِنْ بَن ِي خَف َاجَة َ .<br />
: رَأ َيْت شَيْخًا مِنْ بَن ِي خَف َاجَة َ .<br />
مَا شَأ ْ نُهُ ؟ ق َال َ<br />
إذ َا جَن َّ ا لظ َّل َامُ حَا جَة ٌ<br />
ف َق َال َ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ مَا هِيَ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
.<br />
:<br />
ل َهُ<br />
: ك َ حَاجَةِ الد ِّيكِ إل َى ا لد َّجَاجَةِ .
ف َاسْتَعْبَرَ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ ضَاحِك ًا ، وَق َال َ : -ق َاتَل َك ا لل َّهُ - مَا أ َعْرَف َك ب ِسَرَ ا ئِر ِ ا ل ْق َوْم ِ .<br />
ف َانْظ ُرْ ك َيْفَ بَل َغ َ ب ِهَذ َا ا ل ْمَزْحَ غ َا يَتَهُ ، وَلِسَا نُهُ نَز ِهٌ ، وَعِرْ ضُهُ مَ صُون ٌ .<br />
وَهَذ َا غ َا يَة ُ مَا يَتَسَامَ حُ ب ِهِ ا ل ْف ُضَل َاءُ مِنْ ال ْ خَل َاعَةِ وَ إ ِن ْ ك َان َ مُسْتَك ْرَهَ ال ْف َحْوَى وَا لن َّزَ اهَة ُ عَنْ مِث ْلِهِ أ َوْل َى .<br />
وَل ْيَحْذ َرْ أ َن ْ يَسْتَرْسِ ل َ فِي مُمَازَحَةِ عَ دُو ٍّ ف َيَ جْعَ ل َ ل َهُ ط َر ِ يق ًا إل َى إعْل َانِ ا ل ْمَسَاو ِئ ِ وَهُوَ مُ ج ِ د ٌّ ، وَ يُف ْسِ حَ ل َهُ فِي الت َّشَف ِّي<br />
مَزْحًا وَهُوَ مُ حِق ٌّ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : إذ َا مَازَحْت عَدُو َّك ظ َهَرَتْ ل َهُ عُيُو بُك .<br />
وَأ َم َّا الض َّ حِكُ ف َإ ِن َّ اعْتِيَادَهُ شَاغِ ل ٌ عَنْ ا لن َّظ َر ِ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ا ل ْمُه ِم َّةِ ،مُ ذ ْهِ ل ٌ عَنْ ا ل ْفِك ْر ِ فِي الن َّوَا ئِب ِ ا ل ْمُلِم َّةِ<br />
وَ ل َيْسَ لِمَنْ أ َك ْث َرَ مِنْهُ هَيْبَة ٌ وَل َا وَق َا رٌ ، وَل َا لِمَنْ وُصِمَ ب ِهِ خَط َرٌ وَل َامِق ْ دَا رٌ .<br />
رَوَى أ َبُو إدْر ِيسَال ْ خَوْ ل َان ِي ُّ ، عَنْ أ َب ِي ذ َ ر ٍّ ا ل ْغِف َا ر ِي ِّ ق َال َ<br />
الض َّحِكِ ف َإ ِ ن َّهُ يُمِيتُ ا ل ْق َل ْبَ وَيُذ ْهِبُ ب ِنُور ِا ل ْوَجْهِ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />
.<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
} :<br />
مَا لِهَذ َا ا ل ْكِتَاب ِ ل َا يُغَادِرُ صَغِيرَة ً وَل َا ك َب ِيرَة ً إل َّا أ َحْصَاهَا<br />
الض َّحِكُ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : مَنْ ك َث ُرَ ضَ حِك ُهُ ق َل َّتْ هَيْبَتُهُ .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
:<br />
إذ َا ضَحِكَ ا ل ْعَا لِمُ ضِ حْك َة ً مَ ج َّ مِنْ ا ل ْعِل ْم ِ مَ ج َّة ً<br />
.<br />
.<br />
إ ي َّاكَ وَك َث ْرَة َ<br />
{ إن َّ الص َّغِيرَة َ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ضِ حْك َة ُ ا ل ْمُؤْمِن ِ غ َف ْل َة ٌ مِنْ ق َل ْب ِ هِ<br />
وَال ْق َوْل ُ فِي الض َّ حِكِ ك َا ل ْق َوْل ِ فِي ا ل ْمِزَاح ِ إن ْ تَ جَاف َاهُ ا ل ْإ ِنْسَان ُ نَف َرَ عَنْهُ وَ أ َوْحَشَ مِنْهُ ، وَ إ ِن ْ أ َ لِف َهُ ك َانَتْ حَا ل ُهُ مَا وَصَف ْنَا .<br />
ف َل ْيَك ُنْ بَدَل ُ ا لض َّحِكِ عِنْدَ ا ل ْإ ِينَا س ِ تَبَس ُّمًا .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَهَذ َا<br />
: الت َّبَس ُّ مُدُعَابَة ٌ .<br />
أ َ بْل َغ ُ فِي ال ْإ ِينَا س ِ مِنْ ا لض َّحِكِ ال َّذِي هُوَ ق َدْ يَك ُون ُ اسْتِهْزَاءً وَتَعَج ُّبًا .<br />
وَ ل َيْسَ يُنْك َرُ مِنْهُ ا ل ْمَر َّة َ ا لن َّادِرَة َ لِط َار ِئ ٍاسْتَغْف َ ل َ ا لن َّف ْسَ عَنْ دَف ْعِهِ<br />
.<br />
هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَهُوَ أ َمْل َكُا ل ْ خَل ْق ِ لِنَف ْسِهِ ، ق َدْ تَبَس َّمَ حَت َّى بَدَتْ نَوَ اج ِذ ُهُ .<br />
وَإ ِن َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ مِنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَل َى ا ل ْوَجْهِ ال َّذِي ذ َك َرْ نَاهُ .<br />
ال ْف َصْل ُ ا لس َّادِ سُ فِي ا لط ِّيَرَةِ وَا ل ْف َأ ْل ِ<br />
: اعْل َمْ أ َ ن َّهُ ل َيْسَ شَ يْءٌ أ َ ضَر َّ ب ِا لر َّأ ْي ِ وَل َا أ َف ْسَدَ لِلت َّدْب ِير ِ مِنْ اعْتِق َادِ ا لط ِّيَرَةِ ، وَمَنْ ظ َن َّ<br />
أ َن َّ خُوَارَ بَق َرَةٍ أ َوْ نَعِيبَ غ ُرَ اب ٍ يَرُد ُّ ق َضَاءً أ َوْ يَدْف َعُ مَق ْدُورًا ف َق َدْ جَه ِ ل َ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ ل َا عَدْوَى وَل َا طِيَرَة َ وَل َا هَامَة َ وَل َا صَف َرَ<br />
. {<br />
} :<br />
ف َال ْعَدْوَى مَا يَظ ُن ُّهُ الن َّا سُ مِنْ تَعَد ِّي ا ل ْعِل َ ل ِ وَال ْأ َمْرَاض ِ ف َأ َخْبَرَ أ َن َّهَا ل َا تُعْدِي ، ف َقِي ل َ<br />
ال ْ جَرَب ِ فِي مِشْف َر ِ ال ْبَعِير ِ ف َتَتَعَد َّى إل َى جَمِيعِهِ .<br />
ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َمَا أ َعْدَى ا ل ْأ َو َّل َ ؟<br />
:<br />
{<br />
:<br />
ا ل ْق َتِي ل َ إذ َا ط َ ل َّ دَمُهُ ف َل َمْ يُدْرَك ب ِث َأ ْ ر ِهِ صَاحَتْ هَامَتُهُ فِي ا ل ْق َبْر ِ<br />
} يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن َّا نَرَى ا لن ُّق ْط َة َ مِنْ<br />
وَأ َم َّا ا ل ْهَامَة ُ ف َهُوَ مَا ك َانَتْ ا ل ْعَرَبُ فِي ال ْ جَاهِلِي َّةِ تَعْتَقِدُهُ مِنْ أ َن َّ<br />
: اسْق ُون ِي .<br />
ق َال َ ا لز ِّ بْر ِق َان ُ بْنُ بَدْر ٍ يَعْن ِيهَا : يَا عَمْرُو إل َّا تَدَ عْ شَتْمِي وَمَنْق َصَتِيأ َ ضْر ِبْكَ حَت َّى تَق ُول َ ال ْهَامَة ُ اسْق ُون ِي وَق َال َ إبْرَ اهِيمُ بْنُ<br />
هَرْمَة َ : وَك َيْفَ وَق َدْ صَارُوا عِظ َامًا وَأ َق ْبُرًا يَصِي حُ صَدَ اهَا ب ِا ل ْعَشِي ِّ وَهَامُهَا تَف َانَوْا وَل َمْ يَبْق َوْا وَك ُ ل ُّ ق َب ِيل َةٍ سَر ِ يعٌ إل َى و ِرْدِ
ا ل ْفِنَاءِ كِرَ امُهَا وَأ َم َّا الص َّف َرُ ف َهُوَ ك َال ْ حَي َّةِ يَك ُون ُ فِيا ل ْ جَوْفِ يُصِيبُ ا ل ْمَاشِيَة َ وَالن َّاسَ ، وَهُوَ أ َعْدَى عِنْدَهُمْ مِنْ ا ل ْجَرَب ِ .<br />
وَفِيهِ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ<br />
عَنْهُ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ<br />
ف َامْضُوا وَعَل َى ا لل َّهِ ف َتَوَك َّل ُو ا<br />
:<br />
. {<br />
:<br />
: ل َا يُمْسِكُ الس َّا قَ مِنْ أ َ يْن ٍ وَل َا وَصَب ٍ وَل َا يَعَض ُّ عَل َى شُرْسُوفِهِ الص َّف َرُ وَرَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ<br />
} إذ َا ظ َنَنْتُمْ ف َل َا تُ حَق ِّق ُو ا ، وَإ ِذ َا حَسَدْتُمْ ف َل َا تَبْغُوا ، وَإ ِذ َا تَط َي َّرْتُمْ<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ طِيَرَة ُ ا لن َّا س ِ ل َا تَرُد ُّ ق َضَاءً ف َاعْذ ُرْ ا لد َّهْرَ ل َا تُشَب ِّهْ ب ِل َوْم ِ أ َي ُّ يَوْم ٍ تَ خُص ُّهُ ب ِسُعُودٍ وَال ْمَنَايَا يَنْز ِ ل ْنَ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ِ<br />
ل َيْسَيَوْمٌ إل َّا وَفِيهِ سُعُودٌوَنُ حُوسٌ<br />
تَجْر ِي لِق َوْم ٍ وَق َوْم ِ وَق َدْ ك َانَتْ ا ل ْف ُرْ سُ أ َك ْث َرَ ا لن َّا س ِ طِيَرَة ً .<br />
وَك َانَتْ ا ل ْعَرَبُ إذ َا أ َرَادَتْ سَف َرًا نَف َّرَتْ أ َو َّل َ ط َا ئِر ٍ تَل ْق َاهُ ف َإ ِن ْ ط َارَ يَمْنَة ً سَارَتْ وَ تَيَم َّنَتْ ، وَإ ِذ َا ط َارَ يَسْرَة ً رَجَعَتْ<br />
. {<br />
} :<br />
وَ تَشَاءَمَتْ ، ف َنَهَى الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَنْ ذ َ لِكَ وَق َال َ أ َقِر ُّو ا ا لط َّيْرَ عَل َى وُك ُنَاتِهَا<br />
وَحَك َى عِك ْر ِمَة ُ ق َال َ : ك ُن َّا جُل ُوسًا عِنْدَ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا ، ف َمَر َّ ط َائِرٌ يَصِي حُ ف َق َال َ رَ جُ ل ٌ مِنْا ل ْق َوْم ِ<br />
ف َق َال َ ا بْنُ عَب َّا س ٍ<br />
:خَيْرٌ .<br />
:<br />
:<br />
ل َا خَيْرَ وَل َا شَر َّ .<br />
وَق َال َل َب ِي دٌ ل َعَمْرُك مَا تَدْر ِي الض َّوَار ِبُ ب ِال ْحَصَى وَل َا زَاج ِرَاتُ ا لط َّيْر ِ مَا ا لل َّهُ صَا ن ِعُ وَاعْل َمْ أ َ ن َّهُ ق َل َّمَا يَخْل ُو مِنْ ا لط ِّيَرَةِ<br />
أ َحَدٌ ل َا سِي َّمَا مَنْ عَارَ ضَتْهُا ل ْمَق َادِيرُ فِي إرَ ادَ تِهِ ، وَصَد َّهُ ا ل ْق َضَاءُ عَنْ ط َلِبَتِهِ ، ف َهُوَ يَرْجُو وَال ْيَأ ْسُ عَل َيْهِ أ َغ ْل َبُ ، وَ يَأ ْمُ ل ُ<br />
وَال ْخَوْفُ إ ل َيْهِ أ َق ْرَبُ .<br />
ف َإ ِذ َا عَاق َهُ ا ل ْق َضَاءُ ، وَخَا نَهُ ا لر َّجَاءُ ، جَعَ ل َ ا لط ِّيَرَة َ عُذ ْرَ خَيْبَتِهِ ، وَغ َف َ ل َ عَنْ ق َضَاءِ ا لل َّهِ عَز َّ وَجَ ل َّ وَمَشِيئ َتِهِ ، ف َإ ِذ َا تَط َي َّرَ<br />
أ َحْ جَمَ عَنْ ال ْإ ِق ْدَام ِ وَ يَئِسَ مِنْ ا لظ َّف َر ِ وَظ َن َّ أ َن َّ ا ل ْقِيَا سَ فِيهِ مُط َّر ِدٌ وَ أ َن َّ ا ل ْعِبْرَة َ فِيهِ مُسْتَمِر َّ ٌة .<br />
ث ُ م َّ يَصِيرُ ذ َلِكَ ل َهُ عَادَة ً ف َل َا يَنْجَ حُ ل َهُ سَعْ يٌ ، وَل َا يَتِم ُّ ل َهُ ق َ صْ دٌ .<br />
ف َأ َم َّا مَنْ سَاعَدَ تْهُا ل ْمَق َادِ يرُ وَوَ اف َق َهُ ا ل ْق َضَاءُ ف َهُوَ ق َلِي ل ُ ا لط ِّيَرَةِ لِإ ِق ْدَ امِهِ ثِق َة ً ب ِإ ِق ْبَا لِهِ وَ تَعْو ِ يل ًا عَل َى سَعَادَ تِهِ ، ف َل َا يَصُد ُّهُ خَوْفٌ<br />
وَل َا يَك ُف ُّهُ حُزْن ٌ وَل َا يَئ ُوبُ ، إل َّا ظ َافِرًا ، وَل َا يَعُودُ إل َّا مُنْج ِحًا ؛ لِأ َن َّ ال ْغُنْمَ ب ِال ْإ ِق ْدَام ِ ، وَ ال ْ خَيْبَة َ مَعَ ا ل ْإ ِحْ جَام ِ ، ف َصَارَتْ<br />
ا لط ِّيَرَة ُ مِنْ سِمَاتِ ال ْإ ِدْبَار ِ وَاط ِّرَاحُهَا مِنْ إمَارَاتِ ال ْإ ِق ْبَا ِل .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ مُن ِيَ ب ِهَا وَ بُلِيَ أ َن ْ يَصْر ِفَ عَنْ نَف ْسِهِ وَسَاو ِ سَ الن َّوْك َى وَدَوَ اعِيَال ْ خَيْبَةِ وَذ َرَا ئِعَا ل ْحِرْمَانِ ، وَل َا يَ جْعَ ل َ<br />
لِلش َّيْط َانِ سُل ْط َانًا فِي نَق ْض ِ عَزَ ا ئِمِهِ وَمُعَارَ ضَةِ خَا لِقِهِ .<br />
وَ يَعْل َمَ أ َن َّ ق َضَاءَ ا لل َّهِ تَعَال َى عَل َيْهِغ َالِبٌ ، وَ أ َن َّ ر ِزْق َهُ ل َهُط َالِبٌ ، إل َّا أ َن َّ ال ْ حَرَك َة َ سَبَبٌ ف َل َا يُث ْن ِيهِ عَنْهَا مَا ل َا يَضُر ُّ مَخْل ُوق ًا<br />
وَل َا يَدْف َعُ مَق ْدُورًا .<br />
:<br />
وَ ل ْيَمْض ِ فِي عَزَا ئِمِهِ وَاثِق ًا ب ِا َ لل َّهِ تَعَا ل َى إن ْ أ ُعْطِيَ وَرَا ضِيًا ب ِهِ إن ْ مُن ِعَ .<br />
ف َق َدْ رَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
إن َّ فِي ال ْإ ِنْسَانِ ث َل َا ث َة ً<br />
:<br />
ف َمَ خْرَجُهُ مِنْ ا لط ِّيَرَةِ أ َن ْ ل َا يَرْج ِعَ وَمَخْرَجُهُ مِنْ ا لظ َّن ِّ أ َن ْ ل َا يَتَ حَق َّقَ وَمَ خْرَجُهُ مِنْ ال ْ حَسَدِ أ َن ْ ل َا يَبْغِيَ { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } ك َف َّارَة ُ ا لط ِّيَرَةِ الت َّوَك ُّ ل ُ عَل َى ا لل َّهِ تَعَال َى<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْخَيْرُ فِي تَرْكِ ا لط ِّيَرَةِ .<br />
. {<br />
:<br />
ا لط ِّيَرَة ُ وَا لظ َّن ُّ وَا ل ْ حَسَدُ<br />
وَل ْيَق ُل ْ إن ْ عَارَ ضَهُ فِي ا لط ِّيَرَةِرَ يْبٌ ، أ َوْ خَامَرَهُ فِيهَا وَهْ مٌ ، مَا رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
.<br />
مَنْ<br />
تَط َي َّرَ ف َل ْيَق ُل ْ : ا لل َّهُ م َّ ل َا يَأ ْتِي ب ِال ْ خَيْرَ اتِ إل َّا أ َ نْتَ وَل َا يَدْف َعُ الس َّي ِّئ َاتِ إل َّا أ َ نْتَ ، وَل َا حَوْل َ وَل َا ق ُو َّة َ إل َّا ب ِا َ لل َّهِ {<br />
وَق َدْ رُو ِيَ أ َن َّ رَجُل ًا جَاءَ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َق َال َ } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ إن َّا نَزَل ْنَا دَارًا ف َك َث ُرَ فِيهَا عَدَدُنَا ،<br />
:
:<br />
وَك َث ُرَتْ فِيهَا أ َمْوَ ال ُنَا ، ث ُ م َّ تَحَو َّل ْنَا عَنْهَا إل َى أ ُخْرَى ف َق َل َّتْ فِيهَا أ َمْوَا ل ُنَا ، وَق َ ل َّ فِيهَا عَدَدُنَا .<br />
ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ذ َرُوهَا ف َه ِيَ ذ َمِيمَة ٌ { .<br />
وَ ل َيْسَ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ عَل َى وَجْهِ ا لط ِّيَرَةِ وَ ل َكِنْ عَل َى ط َر ِ يق ِ ا لت َّبَر ُّكِ ب ِمَا ف َارَ قَ وَتَرْكِ مَا اسْتَوْحَشَ<br />
مِنْهُ إل َى مَا أ َن ِسَ ب ِهِ .<br />
وَأ َم َّا ا ل ْف َأ ْل ُ ف َفِيهِ تَق ْو ِ يَة ٌ لِل ْعَزْم ِوَبَاعِث ٌ عَل َى ال ْج ِ د ِّ وَمَعُونَة ٌ عَل َى ا لظ َّف َر ِ .<br />
ف َق َدْ تَف َاءَل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ فِي غ َزَوَ ا تِهِ وَحُرُو ب ِهِ .<br />
وَرَوَى أ َبُو هُرَ يْرَة َ<br />
}<br />
وَسَل َّمَ سَمِعَ ك َلِمَة ً ف َأ َعْ جَبَتْهُ ف َق َال َ<br />
أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ<br />
: أ َخَذ ْنَا ف َأ ْل َكَ مِنْ فِيكَ { .<br />
ف َيَنْبَغِي لِمَنْ تَف َاءَل َ أ َن ْ يَتَأ َو َّل َ ا ل ْف َأ ْل َ ب ِأ َحْسَن ِ تَأ ْو ِ يل َا تِهِ وَل َا يَ جْعَ ل َ لِسُوءِ ا لظ َّن ِّ عَل َى نَف ْسِهِ سَب ِيل ًا .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ ال ْبَل َاءَ مُوَك َّ ل ٌ ب ِا ل ْمَنْطِق ِ { .<br />
} :<br />
رُو ِيَ أ َن َّ يُوسُفَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ شَك َا إل َى ا لل َّهِ تَعَا ل َى ط ُول َ ال ْ حَبْس ِ ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ تَعَا ل َى إ ل َيْهِ يَا يُوسُفُ أ َ نْتَ حَبَسْت نَف ْسَك<br />
حَيْث ُ ق ُل ْت رَب ِّ ا لس ِّجْنُ أ َحَب ُّ إ ل َي َّ وَ ل َوْ ق ُل ْت ا ل ْعَافِيَة ُ أ َحَب ُّ إل َي َّ ل َعُوفِيت .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ بْنَ أ ُمَيْ ل ٍ ا لش َّاعِرَ ل َم َّا ق َال َ يَوْمَ ال ْ حِيرَةِ : شَف َّ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ يَوْمَ ال ْ حِيرَةِ ا لن َّظ َرُ ل َيْتَ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ ل َمْ يُخْل َقْ ل َهُ<br />
بَصَرُ عَمِيَ ف َأ َ تَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ ف َق َال َ ل َهُ<br />
:<br />
{<br />
هَذ َا مَا ط َل َبْت .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ ال ْوَ لِيدَ بْنَ يَز ِ يدَ بْن ِ عَبْدِ ا ل ْمَلِكِ تَف َاءَل َ يَوْمًا فِيا ل ْمُصْ حَفِ ف َ خَرَجَ ل َهُ ق َوْله تَعَا ل َى : {وَاسْتَف ْتَ حُو ا وَخَابَ ك ُ ل ُّ<br />
جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ ف َمَز َّ قَا ل ْمُصْ حَفَ وَ أ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : أ َ تُوعِدُ ك ُ ل َّ جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ ف َهَا أ َنَا ذ َ اكَ جَب َّا رٌ عَن ِيدُ إذ َا مَا ج ِئ ْت رَب َّك يَوْمَ<br />
حَشْر ٍ ف َق ُل ْ يَا رَب ِّ مَز َّق َن ِي ال ْوَلِيدُ ف َل َمْ يَل ْبَث ْ إل َّا أ َي َّامًا حَت َّى ق ُتِ ل َ شَر َّ قِتْل َةٍ ، وَ صُلِبَ رَأ ْسُهُ عَل َى ق َصْر ِهِ ، ث ُ م َّ عَل َى سُور ِ<br />
بَل َدِهِ .<br />
ف َنَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ مِنْ ا ل ْبَغْي ِ وَمَصَار ِعِهِ ، وَ الش َّيْط َانِ وَمَك َائِدِهِ ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَعَل َيْهِ تَوَك ُّل ُنَا .<br />
ال ْف َصْل ُ ا لس َّا ب ِعُ فِي ا ل ْمُرُوءَةِ اعْل َمْ أ َن َّ مِنْ شَوَ اهِدِا ل ْف َضْ ل ِ وَدَل َائِ ل ِ ال ْك َرَم ِ ا ل ْمُرُوءَة َ ال َّتِي هِيَ حِل ْيَة ُ الن ُّف ُو س ِ وَز ِ ينَة ُ ا ل ْه ِمَم ِ<br />
.<br />
} :<br />
ف َا ل ْمُرُوءَة ُ مُرَ اعَاة ُا ل ْأ َحْوَال ِ ال َّتِي تَك ُون ُ عَل َى أ َف ْضَلِهَا حَت َّى ل َا يَظ ْهَرَ مِنْهَا ق َب ِيحٌ عَنْ ق َصْدٍ وَ ل َا يَتَوَج َّهُ إل َيْهَا ذ َم ٌّ ب ِاسْتِ حْق َا ق ٍ .<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَنْ عَامَ ل َ الن َّا سَ ف َل َمْ يَظ ْلِمْهُمْ ، وَحَد َّ ث َهُمْ ف َل َمْ يَك ْذِبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ<br />
ف َل َمْ يُخْلِف ْهُمْ ، ف َهُوَ مِم َّنْ ك َمُل َتْ مُرُوءَ تُهُ وَظ َهَرَتْ عَدَا ل َتُهُ وَوَجَبَتْ أ ُخُو َّ تُهُ {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
.<br />
:<br />
مِنْ شَرَا ئِطِ ا ل ْمُرُوءَةِ أ َن ْ يَتَعَف َّفَ عَنْ ال ْ حَرَ ام ِ ، وَ يَتَصَل َّفَ عَنْ ا ل ْآ ث َام ِ ، وَ يُنْصِفَ فِي ا ل ْحِك َم ِ ،<br />
وَ يَك ُف َّ عَنْ ا لظ ُّل ْم ِ ، وَل َا يَط ْمَعَ فِيمَا ل َا يَسْتَ حِق ُّ ، وَل َا يَسْتَطِيل َ عَل َى مَنْ ل َا يَسْتَر ِ ق ُّ ، وَل َا يُعِينَ ق َو ِيا عَل َى ضَعِيفٍ ، وَل َا<br />
يُؤْ ثِرَ دَن ِيا عَل َى شَر ِ يفٍ ، وَل َا يُسِر َّ مَا يَعْق ُبُهُ ال ْو ِزْرُ وَال ْإ ِث ْمُ ، وَل َا يَف ْعَ ل َ مَا يُق َب ِّ حُ الذ ِّك ْرَ وَا لِاسْمَ .<br />
وَسُئِ ل َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ عَنْ ا ل ْف َرْ ق ِ بَيْنَا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْمُرُوءَةِ ف َق َال َ : ال ْعَق ْل ُ يَأ ْمُرُك ب ِا ل ْأ َ نْف َع ِ ، وَا ل ْمُرُوءَة ُ تَأ ْمُرُك ب ِا ل ْأ َجْمَ ل ِ .<br />
وَ ل َنْ تَج ِدَ ال ْأ َخْل َا قَ عَل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ حَ د ِّ ا ل ْمُرُوءَةِ مُنْط َب ِعَة ً ، وَل َا عَنْ ا ل ْمُرَ اعَاةِ مُسْتَغْن ِيَة ً ، وَ إ ِ ن َّمَاا ل ْمُرَ اعَاة ُ هِيَ ا ل ْمُرُوءَة ُ<br />
ل َا مَا ا نْط َبَعَتْ عَل َيْهِ مِنْ ف َضَا ئِ ل ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ ؛ لِأ َن َّ غ ُرُورَ ال ْهَوَى وَ نَاز ِ عَ الش َّهْوَةِ يَصْر ِف َانِ الن َّف ْسَ أ َن ْ تَرْك َبَ ال ْأ َف ْضَ ل َ مِنْ<br />
خَل َا ئِقِهَا ،وَ ا ل ْأ َجْمَ ل َ مِنْ ط َرَا ئِقِهَا ، وَ إ ِن ْ سَلِمَتْ مِنْهَا ،وَبَعِي دٌ أ َن ْ تَسْل َمَ إل َّا لِمَنْ اسْتَك ْمَ ل َ شَرَفَا ل ْأ َخْل َا ق ِ ط َبْعًا ،<br />
وَاسْتَغْنَى عَنْ تَهْذِ يب ِهَا تَك َل ُّف ًا وَتَط َب ُّعًا .
وَق َال َ الش َّاعِرُ : مَنْ ل َك ب ِا ل ْمَحْض ِ وَ ل َيْسَ مَحْضٌ يَ خْبُث ُبَعْضٌ وَ يَطِيبُ بَعْضُ ث ُ م َّ ل َوْ اسْتَك ْمَ ل َ ا ل ْف َضْ ل َ ط َبْعًا ، وَفِي<br />
ا ل ْمُعْو ِز ِ أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَك ْمِل ًا ، ل َك َان َ فِيا ل ْمُسْتَ حْسَن ِ مِنْ عَادَ اتِ دَهْر ِهِ<br />
، وَال ْمَوْضُوع ِ مِنْ ا صْطِل َاح ِ عَصْر ِهِ ، مِنْ حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَشُرُوطِهَا مَا ل َا يَتَوَ ص َّ ل ُ إ ل َيْهِ إل َّا ب ِا ل ْمُعَانَاةِ وَل َا يُوق َفُ عَل َيْهِ إل َّا<br />
ب ِا لت َّف َق ُّدِ وَا ل ْمُرَ اعَاةِ .<br />
ف َث َبُتَ أ َن َّ مُرَ اعَاة َ ا لن َّف ْس ِ عَل َى أ َف ْضَ ل ِ أ َحْوَ الِهَا هِيَ ا ل ْمُرُوءَة ُ .<br />
وَإ ِذ َا ك َانَتْ ك َذ َ لِكَ ف َل َيْسَ يَنْق َادُ ل َهَا مَعَ ثِق َ ل ِ ك ُل َفِهَا إل َّا مَنْ تَسَه َّل َتْ عَل َيْهِ ا ل ْمَشَا ق ُّ رَغ ْبَة ً فِيال ْ حَمْدِ ، وَهَانَتْ عَل َيْهِ<br />
ا ل ْمَل َاذ ُ حَذ َرًا مِنْ ا ل ذ َّم ِّ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
:<br />
: سَي ِّدُا ل ْق َوْم ِ أ َشْق َاهُمْ .<br />
:<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ وَال ْحَمْدُ شَهْ دٌ ل َا يُرَى مُشْتَارَهُ يَ جْن ِيهِ إل َّا مِنْ نَقِيع ِ ال ْ حَنْظ َ ل ِ غ ُ ل ٌّ لِ حَامِلِهِ وَيَ حْسَبُهُ ال َّذِي ل َمْ يُوهِ<br />
عَا تِق َهُ خَفِيفَا ل ْمَ حْمَ ل ِ وَق َدْ ل َ حَظ َ ال ْمُتَنَب ِّي ذ َ لِكَ فِي ق َوْ لِهِ ل َوْل َا ا ل ْمَشَق َّة ُ سَادَ الن َّا سُ ك ُل ُّهُمْ ال ْ جُودُ يُف ْقِرُ وَال ْإ ِق ْدَامُ ق َت َّال ُ<br />
: وَ ل َهُ أ َيْضًا<br />
عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ<br />
وَالث َّان ِي شَرَفُ ا لن َّف ْس ِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َانَتْ الن ُّف ُو سُ كِبَارً ا تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا ال ْأ َجْسَامُ وَالد َّاعِي إل َىاسْتِسْهَال ِ ذ َلِكَ شَيْئ َا ِن<br />
: أ َحَدُهُمَا :<br />
} :<br />
.<br />
أ َم َّا عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ ف َلِأ َ ن َّهُ بَاعِث ٌ عَل َى الت َّق َد ُّم ِ وَدَا ع ٍ إل َى ا لت َّخْصِيص ِ أ َ نَف َة ً مِنْ خُمُول ِ ا لض َّعَةِ ، وَاسْتِنْك َارً ا لِمَهَا نَةِ ا لن َّق ْص ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ إن َّ ا لل َّهَ يُ حِب ُّ مَعَالِيَ ا ل ْأ ُمُور ِ وَ أ َشْرَ اف َهَا ، وَيَك ْرَهُ دَن ِي َّهَا وَسَف ْسَاف َهَا { .<br />
وَرُو ِيَ عَنْ عُمَرَ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ : ل َا تُصَغ ِّرَن َّ هِم َّتَك ُمْ ف َإ ِن ِّي ل َمْ أ َرَ أ َق ْعَدَ عَنْ ا ل ْمَك ْرُمَاتِ مِنْ صِغَر ِ<br />
. ا ل ْه ِمَم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَأ َم َّا شَرَفُ الن َّف ْس ِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
: ا ل ْه ِم َّة ُ رَا يَة ُا ل ْج ِ د ِّ .<br />
: عُل ُو ِّ ا ل ْه ِمَم ِ بَذ ْرُ ا لن ِّعَم ِ .<br />
إذ َا ط َل َبَ رَجُل َانِ أ َمْرًا ظ َفِرَ ب ِهِ أ َعْظ َمُهُمَا مُرُوءَة ً .<br />
مَنْ تَرَكَ ا ل ْتِمَا سَ ا ل ْمَعَا لِي ب ِسُوءِ ا لر َّجَاءِ ل َمْ يَنَ ل ْ جَسِيمًا .<br />
ف َإ ِن َّ ب ِهِ يَك ُون ُ ق َبُول ُ الت َّأ ْدِ يب ِ ، وَاسْتِق ْرَ ارُ<br />
ا لت َّق ْو ِيم ِ وَالت َّهْذِيب ِ ، لِأ َن َّ ا لن َّف ْسَ رُب َّمَا جَمَ حَتْ عَنْ ا ل ْأ َف ْضَ ل ِ وَهِيَ ب ِهِ عَار ِف َة ٌ ، وَ نَف َرَتْ عَنْ الت َّأ ْدِ يب ِ وَهِيَ ل َهُ مُسْتَ حْسِنَة ٌ ؛<br />
لِأ َن َّهَا عَل َيْهِ غ َيْرُ مَط ْبُوعَةٍ ، وَ ل َهُ غ َيْرُ مُل َا ئِمَةٍ ، ف َتَصِيرُ مِنْهُ أ َ نْف َرَ ، وَلِضِد ِّهِ ا ل ْمُل َائِم ِ آ ث َرَ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ مَا أ َك ْث َرُ مَنْ يَعْر ِفُ ال ْ حَق َّ وَل َا يُطِيعُهُ .<br />
وَإ ِذ َا شَرُف َتْ الن َّف ْسُ ك َانَتْ لِل ْآدَاب ِ ط َالِبَة ً ، وَفِي ا ل ْف َضَائِ ل رَاغِبَة ً ، ف َإ ِذ َا مَازَحَهَا صَارَتْ ط َبْعًا مُل َائِمًا ف َنَمَا وَ اسْتَق َر َّ .<br />
ف َأ َم َّا مَنْ مُن ِيَ ب ِعُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ وَسُلِبَ شَرَفُ الن َّف ْس ِ ف َق َدْ صَارَ عُرْ ضَة ً لِأ َمْر ٍ أ َعْوَزَ تْهُ آ ل َتُهُ ، وَ أ َ ف ْسَدَ تْهُ جَهَال َتُهُ ، ف َصَارَ ك َضَر ِير ٍ<br />
يَرُومُ تَعَل ُّمَ ا ل ْكِتَا بَةِ ، وَأ َخْرَ سَ يُر ِ يدُال ْ خُط ْبَة َ ، ف َل َا يَز ِيدُهُ ا لِاجْتِهَادُ إل َّا عَجْزًا وَا لط َّل َبُ إل َّا عَوَزًا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَا هَل َكَامْرُؤٌ عَرَفَ ق َدْرَهُ {<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ<br />
مَق ْدِرَ تُهُ<br />
وَق َال َ أ ُف ْنُون ُ الت َّغْلِب ِي ُّ<br />
.<br />
} :<br />
:<br />
مَنْ أ َسْوَ أ ُ ا لن َّا س ِ حَال ًا ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
مَنْ بَعُدَتْ هِم َّتُهُ ، وَا ت َّسَعَتْ أ ُمْن ِي َّتُهُ ، وَق َصُرَتْ آ ل َتُهُ ، وَق َل َّتْ<br />
وَل َا خَيْرَ فِيمَا يَك ْذِبُ ال ْمَرْءُ نَف ْسَهُ وَ تِق ْوَا لِهِ لِلش َّيْءِ يَا ل َيْتَ ذ َا لِيَا ل َعَمْرُك مَا يَدْر ِيامْرُؤٌ ك َيْفَ
.<br />
:<br />
يَت َّقِي إذ َا هُوَ ل َمْ يَجْعَل ْ ل َهُ ا لل َّهُ وَاقِيَا وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : تَ جَن َّبُو ا ال ْمُنَى ف َإ ِن َّهَا تَذ ْهَبُ ب ِبَهْ جَةِ مَا خُو ِّل ْتُمْ ،<br />
وَ تَسْتَصْغِرُون َ ب ِهَا ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ عَل َيْك ُمْ<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْمُنَى مِنْ بَضَا ئِع ِ الن َّوْك َى .<br />
ف َإ ِن ْ صَادَفَ ب ِه ِم َّتِهِ حَظًّا نَال َ ب ِهِ أ َمَل ًا ك َان َ فِيمَا نَا ل َهُ ك َا ل ْمُغْتَصِب ِ ، وَفِيمَا وَصَ ل َ إل َيْهِ ك َا ل ْمُتَغَل ِّب ِ ، إذ ْ ل َيْسَ فِي ال ْ حُظ ُوظِ<br />
تَق ْدِ يرٌ لِ حَق ٍّ ، وَل َاتَمْي ِيزٌ لِمُسْتَ حِق ٍّ ، وَإ ِن َّمَا هِيَ ك َالس َّ حَاب ِ ال َّذِي يَمْسِكُ عَنْ مَنَاب ِتِ ا ل ْأ َشْ جَار ِ إل َى مَغَاي ِص ِ ال ْب ِحَار ِ وَ يَتْرُكُ<br />
حَيْث ُ صَادَفَ مِنْ خَب ِيثٍ وَط َي ِّب ٍ ، ف َإ ِن ْ صَادَفَ أ َرْضًا ط َي ِّبَة ً نَف َعَ وَ إ ِن ْ صَادَفَ أ َرْضًا خَب ِيث َة ً ضَر َّ .<br />
ك َذ َلِكَ ال ْ حَظ ُّ إن ْ صَادَفَ نَف ْسًا شَر ِ يف َة ً نَف َعَ ، وَك َان َ ن ِعْمَة ً عَام َّة ً ، وَ إ ِن ْ صَادَفَ نَف ْسًا دَ ن ِي َّة ً ضَر َّ وَك َان َ ن ِق ْمَة ً ط َام َّة ً .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ مُوسَى بْنَ عِمْرَ ان َ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ دَعَا عَل َى ق َوْم ٍ ب ِا ل ْعَذ َاب ِ ف َأ ُوحِيَ إل َيْهِ ق َدْ مَل َك ْت سُف ْل َهَا عَل َى أ َعْل َاهَا ف َق َال َ<br />
: يَا<br />
رَب ِّ ك ُنْتُ أ ُحِب ُّ ل َهُمْ عَذ َابًا عَاج ِل ًا ، ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ تَعَال َى إ ل َيْهِ أ َوَ ل َيْسَ هَذ َا ك ُ ل َّ ا ل ْعَذ َاب ِ ا ل ْعَاج ِ ل ِ ال ْأ َ لِيم ِ ؟ ف َأ َم َّا شَرَفُ<br />
ا لن َّف ْس ِ إذ َا تَ جَر َّدَ عَنْ عُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ ف َإ ِن َّ ا ل ْف َضْ ل َ ب ِهِ عَاطِ ل ٌ ، وَ ا ل ْق َدْرَ ب ِهِ خَامِ ل ٌ ، وَهُوَ ك َا ل ْق ُو َّةِ فِيا ل ْ ج ِل ْدِ ال ْك َسِ ل ِ ، وَا ل ْجَبَانِ<br />
ا ل ْف َشِ ل ِ ، تَضِيعُ ق ُو َّ تُهُ ب ِك َسَلِهِ ، وَجَل َدُهُ ب ِف َشَلِهِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ<br />
دَ امَ ك َسَل ُهُ خَابَ أ َمَل ُهُ .<br />
: نَك َ حَ ال ْعَجْزُ الت َّوَان ِي ف َ خَرَجَ مِنْهُمَا الن َّدَ امَة ُ ، وَ نَك َ حَ ا لش ُّؤْمُ ا ل ْك َسَ ل َ ف َ خَرَجَ مِنْهُمَاال ْ حِرْمَان ُ .<br />
إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَعْر ِفْ لِنَف ْسِكَ حَق َّهَا هَوَانًا ب ِهَا ك َانَتْ عَل َى ا لن َّا س ِ أ َهْوَنَا ف َنَف ْسَكَ أ َك ْر ِمْهَا وَ إ ِن ْ ضَا قَ<br />
مَسْك َنٌ عَل َيْك ل َهَا ف َاط ْل ُبْ لِنَف ْسِكَ مَسْك َنَا وَإ ِ ي َّاكَ وَالس ُّك ْنَى ب ِمَنْز ِل ِ ذِ ل َّةٍ يُعَ د ُّ مُسِيئ ًا فِيهِ مَنْ ك َان َ مُحْسِنَا وَشَرَفُ الن َّف ْس ِ<br />
مَعَ صِغَر ِ ا ل ْه ِم َّةِ أ َوْل َى مِنْ عُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ مَعَ دَ نَاءَةِ ا لن َّف ْس ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ عَل َتْ هِم َّتُهُ مَعَ دَ نَاءَةِ نَف ْسِهِ ك َان َ مُتَعَد ِّيًا إل َى ط َل َب ِ مَا<br />
ل َا يَسْتَ حِق ُّهُ ، وَمُتَخَط ِّيًا إل َى ال ْتِمَا س ِ مَا ل َا يَسْتَوْج ِبُهُ .<br />
وَمَنْ شَرُف َتْ نَف ْسُهُ مَعَ صِغَر ِ هِم َّتِهِ ف َهُوَ تَا ر ِكٌ لِمَا يَسْتَ حِق ُّ وَمُق َص ِّرٌ عَم َّا يَ ج ِبُ ل َهُ .<br />
وَف َضْ ل ُ مَا بَيْنَا ل ْأ َمْرَ يْن ِ ظ َاهِرٌ وَ إ ِن ْ ك َان َ لِك ُ ل ِّ وَ احِدٍ مِنْهُمَا مِنْ ا ل ذ َّم ِّنَ صِيبٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَا أ َ صْعَبُ شَيْءٍ عَل َى ال ْإ ِنْسَانِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
أ َن ْ يَعْر ِفَ نَف ْسَهُ وَيَك ْتُمَ ا ل ْأ َسْرَارَ .<br />
ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَ ال ْأ َمْرَ انِ وَ اق ْتَرَن َ ب ِشَرَفِ ا لن َّف ْس ِ عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ ك َان َ ال ْف َضْل ُ ب ِه ِمَا ظ َاهِرًا ، وَ ال ْأ َدَبُ ب ِه ِمَا<br />
وَافِرًا ، وَمَشَا ق ُّال ْ حَمْدِ بَيْنَهُمَا مُسَه َّل َة ً ، وَشُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ بَيْنَهُمَا مُتَبَي َّنَة ً .<br />
وَق َدْ ق َال َ ال ْ حُصَيْنُ بْنُ ا ل ْمُنْذِر ِ ا لر َّق َاشِي ُّ إن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َيْسَ يُدْر ِك ُهَاامْرُؤٌ وَر ِث َ ا ل ْمَك َار ِمَ عَنْ أ َب ٍ ف َأ َ ضَاعَهَا أ َمَرَ تْهُنَف ْ سٌ<br />
ب ِالد َّ نَاءَةِ وَال ْخَنَا وَ نَهَتْهُ عَنْ سُبُ ل ِ ال ْعُل َا ف َأ َط َاعَهَا ف َإ ِذ َا أ َ صَابَ مِنْ ا ل ْمَك َار ِم ِ خَل َّة ً يَبْن ِي ال ْك َر ِيمُ ب ِهَا ا ل ْمَك َار ِمَ بَاعَهَا وَاعْل َمْ أ َن َّ<br />
حُق ُو قَ ا ل ْمُرُوءَةِ أ َك ْث َرُ مِنْ أ َن ْ تُحْصَى ، وَأ َخْف َى مِنْ أ َن ْ تَظ ْهَرَ ؛ لِأ َن َّ مِنْهَا مَا يَق ُومُ فِي ا ل ْوَهْم ِ حِسا ، وَمِنْهَا مَا يَق ْتَضِيهِ<br />
شَاهِدُ ال ْ حَال ِ حَدْسًا ، وَمِنْهَا مَا يَظ ْهَرُ ب ِا ل ْفِعْ ل ِ وَيَخْف َى ب ِا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ أ َعْوَزَ اسْتِيف َاءُ شُرُوطِهَا إل َى جُمَ ل ٍ يَتَنَب َّهُ ا ل ْف َاضِ ل ُ عَل َيْهَا ب ِيَقِظ َتِهِ ، وَ يَسْتَدِل ُّ ا ل ْعَاقِ ل ُ عَل َيْهَا ب ِفِط ْرَ تِهِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ<br />
جَمِيعُ مَا تَضَم َّنَهُ كِتَا بُنَا هَذ َا مِنْ حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَشُرُوطِهَا .<br />
وَإ ِن َّمَا نَذ ْك ُرُ فِي هَذ َا ا ل ْف َصْ ل ِ ا ل ْأ َشْهَرَ مِنْ ق َوَ اعِدِهَا وَ أ ُ صُو لِهَا ،وَ ا ل ْأ َظ ْهَرَ مِنْ شُرُوطِهَا وَحُق ُوقِهَا ، مَحْصُورًا فِي تَق ْسِيم ٍ<br />
جَامِع ٍ وَهُوَ يَنْق َسِمُ قِسْمَيْن ِ<br />
وَالث َّان ِي<br />
: شُرُوط ُهَا فِي غ َيْر ِهِ .<br />
: أ َحَدُهُمَا : شُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ فِي نَف ْسِهِ .
:<br />
ف َأ َم َّا شُرُوط ُهَا فِي نَف ْسِهِ بَعْدَ ال ْتِزَ ام ِ مَا أ َوْجَبَهُ ا لش َّرْ عُ مِنْ أ َحْك َامِهِ ف َيَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ أ ُمُور ٍ وَهِيَ : ا ل ْعِف َّة ُ وَا لن َّزَ اهَة ُ وَ الص ِّيَا نَة ُ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ ف َنَوْعَانِ<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ ا ل ْمَحَار ِم ِ ف َنَوْعَانِ<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ ا ل ْمَ حَار ِم ِ وَالث َّان ِي ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ ا ل ْمَآ ثِم ِ .<br />
أ َحَدُهُمَا ضَبْط ُ ا ل ْف َرْج ِ عَنْ ال ْ حَرَ ام ِ ، وَالث َّان ِي ك َف ُّ ا لل ِّسَانِ عَنْ ال ْأ َعْرَاض ِ .<br />
} :<br />
ف َأ َم َّا ضَبْط ُا ل ْف َرْج ِ عَنْ ال ْ حَرَ ام ِ ف َلِأ َ ن َّهُ مَعَ وَعِيدِ الش َّرْ ع ِ وَزَ اج ِر ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ مَعَر َّة ٌ ف َاضِ حَة ٌ ، وَهَتْك َة ٌ وَ اضِ حَ ٌة .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَنْ وُقِيَ شَر َّ ذ َ بْذ َ ب ِهِ وَ ل َق ْل َقِهِ وَق َبْق َب ِهِ ف َق َدْ وُقِيَ<br />
يُر ِيدُ ب ِذ َ بْذ َ ب ِهِا ل ْف َرْجَ ، وَ ب ِل َق ْل َقِهِ ا لل ِّسَان َ ، وَ ب ِق َبْق َب ِهِ ال ْبَط ْنَ<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
. {<br />
.<br />
:<br />
{<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ مُعَاو ِ يَة َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ سَأ َل َ عُمَرَ عَنْ ا ل ْمُرُوءَةِ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
} أ َحَب ُّ ال ْعَف َافِ إل َى ا لل َّهِ تَعَا ل َى عَف َافُا ل ْف َرْج ِ وَ ا ل ْبَط ْن ِ .<br />
تَق ْوَى ا لل َّهِ تَعَا ل َى وَ صِل َة ُ ا لر َّحِم ِ .<br />
وَسَأ َل َ ا ل ْمُغِيرَة َ ف َق َال َ هِيَ ا ل ْعِف َّة ُ عَم َّا حَر َّمَ ا لل َّهُ تَعَال َى وَ ال ْ حِرْف َة ُ فِيمَا أ َحَ ل َّ ا لل َّهُ تَعَال َى .<br />
وَسَأ َل َ يَز ِيدَ ف َق َال َ هِيَ ا لص َّبْرُ عَل َى ال ْبَل ْوَى ، وَ الش ُّك ْرُ عَل َى الن ُّعْمَى ، وَال ْعَف ْوُ عِنْدَا ل ْق ُدْرَةِ ، ف َق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ<br />
حَقًّا .<br />
وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ لِابْن ِهِ هُرْمُزَ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَقِي ل َ<br />
:<br />
مَنْ ال ْك َامِ ل ُ ا ل ْمُرُوءَةِ ؟ ف َق َال َ<br />
:<br />
:<br />
: عَا رُ ا ل ْف َضِي حَةِ يُك َد ِّ رُ ل َذ َّتَهَا .<br />
وَق َدْ أ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْل ِ<br />
ا ل ْأ َدَب ِ لِل ْ حَسَن ِ بْن ِ عَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا<br />
وَهَذ َا جَار ِي وَالد َّاعِي إل َى ذ َ لِكَ شَيْئ َا ِن<br />
مَنْ أ َحَب َّ ا ل ْمَك َار ِمَ اجْتَنَبَ ا ل ْمَحَار ِمَ .<br />
:<br />
مَنْ حَص َّنَ دِ ينَهُ وَوَ صَ ل َ رَحِمَهُ وَ أ َك ْرَمَإخْوَا نَهُ .<br />
: أ َنْتَ مِن ِّي<br />
ال ْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُك ُوب ِ ا ل ْعَار ِ وَال ْعَارُخَيْرٌ مِنْ دُخُول ِ ا لن َّار ِ وَا َ لل َّهُ مِنْ هَذ َا<br />
: أ َحَدُهُمَا : إرْسَال ُ ا لط َّرْفِ .<br />
وَالث َّان ِي : ا ت ِّبَا عُ ا لش َّهْوَةِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ أ َ ن َّهُ ق َال َ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
ال ْأ ُول َى ل َك وَا لث َّا ن ِيَة َ عَل َيْك<br />
:<br />
. {<br />
وَفِي ق َوْ لِهِ ل َا تُتْب ِعْ الن َّظ ْرَة َ ا لن َّظ ْرَة َ تَأ ْو ِ يل َانِ<br />
. فِتْنَة ً<br />
} يَا عَلِي ُّ ل َا تُتْب ِعْ الن َّظ ْرَة َ ا لن َّظ ْرَة َ ف َإ ِن َّ<br />
: أ َحَدُهُمَا ل َا تُتْب ِعْ نَظ َرَ عَيْنَيْك نَظ َرَ ق َل ْب ِك ، وَالث َّان ِي ل َا تُتْب ِعْ ال ْأ ُول َى ال َّتِي وَق َعَتْ<br />
سَهْوًا ب ِا لن َّظ ْرَةِ ا لث َّا ن ِيَةِ ال َّتِي تُوقِعُهَا عَمْدًا .<br />
وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ : إي َّاك ُمْ وَا لن َّظ ْرَة َ بَعْدَ ا لن َّظ ْرَةِ ف َإ ِن َّهَا تَزْرَ عُ فِيا ل ْق َل ْب ِ ا لش َّهْوَة َ ، وَك َف َى ب ِهَا لِصَاحِب ِهَا<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ - ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ أ َرْسَ ل َ ط َرْف َهُ اسْتَدْعَى حَتْف َهُ .<br />
- : ا ل ْعُيُون ُ مَصَائِدُ الش َّيْط َانِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَك ُنْتَ مَتَى أ َرْسَل ْتَ ط َرْف َك رَائِدًا لِق َل ْب ِك يَوْمًا أ َ تْعَبَتْكَ ا ل ْمَنَاظِرُ رَأ َ يْتَ ال َّذِي ل َا ك ُل َّهُ أ َ نْتَ ق َادِ رٌ<br />
عَل َيْهِ وَل َا عَنْ بَعْضِهِ أ َ نْتَ صَاب ِرُ وَأ َم َّا ا لش َّهْوَة ُ ف َه ِيَ خَادِعَة ُ ال ْعُق ُول ِ وَغ َادِرَة ُ ال ْأ َل ْبَاب ِ ، وَمُ حَس ِّنَة ُ ا ل ْق َبَائِ ح ِ ، وَمُسَو ِّ ل َة ُ<br />
ا ل ْف َضَائِ ح ِ .<br />
وَ ل َيْسَ عَط َبٌ إل َّا وَهِيَ ل َهُ سَبَبٌ ، وَعَل َيْهِ أ َل َب ُّ<br />
.<br />
:<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ } أ َرْ بَعٌ مَنْ ك ُن َّ فِيهِ وَجَبَتْ ل َهُ ال ْ جَن َّة ُ وَحُفِظ َ مِنْ ا لش َّيْط َانِ<br />
يَرْغ َبُ ، وَحِينَ يَرْهَبُ ، وَحِينَ يَشْتَه ِي ، وَحِينَ يَغْضَبُ<br />
وَق َهْرُهَا عَنْ هَذِهِ ا ل ْأ َحْوَال ِ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ أ ُمُور ٍ<br />
:<br />
. {<br />
مَنْ مَل َكَ نَف ْسَهُ حِينَ<br />
: أ َحَدُهَا غ َض ُّ ا لط َّرْفِ عَنْ إث َارَتِهَا ، وَك َف ُّهُ عَنْ مُسَاعَدَتِهَا .
ف َإ ِ ن َّهُ ا لر َّ ائِدُ ا ل ْمُ حَر ِّكُ ، وَال ْق َائِدُ ا ل ْمُهْلِكُ .<br />
رَوَى سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أ َنَس ِ بْن ِ<br />
مَا لِكٍ ، عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ق َال ُوا وَمَا هِيَ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ؟ ق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
تَق َب َّل ُو ا إ ل َي َّ ب ِسِت ٍّ أ َ تَق َب َّ ل ُ إل َيْك ُمْ ب ِال ْ جَن َّةِ .<br />
. {<br />
إذ َا حَد َّث َ أ َحَدُك ُمْ ف َل َا يَك ْذِبُ ، وَإ ِذ َا وَعَدَ ف َل َا يُ خْلِفُ ، وَإ ِذ َا ا ُؤْ تُمِنَ ف َل َا يَ خُون ُ ،<br />
غ ُض ُّوا أ َبْصَارَك ُمْ ، وَاحْف َظ ُوا ف ُرُوجَك ُمْ ، وَك ُف ُّواأ َ يْدِ يَك ُمْ<br />
وَالث َّان ِي : تَرْغِيبُهَا فِي ال ْ حَل َال ِ عِوَضًا ، وَ إ ِق ْنَاعُهَا ب ِا ل ْمُبَاح ِ بَدَل ًا ، ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ مَا حَر َّمَ شَيْئ ًا إل َّا وَأ َغ ْنَى عَنْهُ ب ِمُبَاح ٍ مِنْ ج ِنْسِهِ<br />
لِمَا عَلِمَهُ مِنْ نَوَ از ِ ع ِ ا لش َّهْوَةِ ، وَ تَرْكِيب ِ ا ل ْفِط ْرَةِ ، لِيَك ُون َ ذ َلِكَ عَوْنًا عَل َى ط َاعَتِهِ ، وَحَاج ِزً ا عَنْ مُ خَا ل َف َتِهِ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
:<br />
مَا أ َمَرَ ا لل َّهُ تَعَال َى ب ِشَيْءٍ إل َّا وَ أ َعَان َ عَل َيْهِ ، وَل َا نَهَى عَنْ شَيْءٍ إل َّا وَأ َغ ْنَى عَنْهُ .<br />
وَالث َّالِث ُ : إشْعَا رُ الن َّف ْس ِ تَق ْوَى ا لل َّهِ تَعَا ل َى فِي أ َوَ امِر ِهِ ، وَات ِّق َاءَهُ فِي زَوَاج ِره ، وَإ ِ ل ْزَ امُهَا مَا أ َ ل ْزَمَ مِنْ ط َاعَتِهِ ، وَ تَحْذِيرُهَا<br />
مَا حَذ َّرَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَ إ ِعْل َامُهَا أ َ ن َّهُ ل َا يَخْف َى عَل َيْهِ ضَمِيرٌ ، وَل َا يَعْزُبُ عَنْهُ قِط ْمِيرٌ<br />
وَ أ َ ن َّهُ يُجَاز ِيا ل ْمُحْسِنَ وَ يُك َافِئ ُ ا ل ْمُسِيءَ ، وَب ِذ َلِكَ نَزَ ل َتْ ك ُتُبُهُ وَ بَل َّغَتْ رُسُل ُهُ .<br />
رَوَى ا بْنُ مَسْعُودٍ أ َن َّ آخِرَ مَا نَزَل َ مِنْ ا ل ْق ُرْآنِ<br />
وَهُمْ ل َا يُظ ْل َمُون َ<br />
.<br />
} :<br />
. {<br />
وَآخِرَ مَا نَزَل َ مِنْ ا لت َّوْرَ اةِ<br />
وَآخِرَ مَا نَزَل َ مِنْا ل ْإ ِنْ ج ِي ل ِ<br />
وَآخِرَ مَا نَزَل َ مِنْ ا لز َّبُور ِ<br />
:<br />
: إذ َا ل َمْ تَسْتَ ح ِ ف َاصْنَعْ مَا شِئ ْت .<br />
وَات َّق ُوا يَوْمًا تُرْجَعُون َ فِيهِ إل َى ا لل َّهِ ث ُ م َّ تُوَف َّى ك ُ ل ُّ نَف ْس ٍ مَا ك َسَبَتْ<br />
: شَر ُّ ا لن َّا س ِ مَنْ ل َا يُبَالِي أ َن ْ يَرَ اهُ ا لن َّا سُ مُسِيئ ًا .<br />
مَنْ يَزْرَعْ خَيْرًا حَصَدَ زَرْعَهُ غِبْط َة ً .<br />
ف َإ ِذ َا أ َشْعَرهَا مَا وَ صَف ْتُ انْق َادَتْ إل َى ال ْك َف ِّ وَ أ َذ ْعَنَتْ ب ِالِا ت ِّق َاءِ ف َسَلِمَ دِ ينُهُ وَظ َهَرَتْ مُرُوءَ تُهُ .<br />
ف َهَذ َا شَرْط ٌ وَأ َم َّا ك َف ُّ ا لل ِّسَانِ عَنْ ال ْأ َعْرَاض ِ ف َلِأ َ ن َّهُ مَل َاذ ُ ا لس ُّف َهَاءِ ، وَانْتِق َامُ أ َهْ ل ِا ل ْغَوْغ َاءِ ، وَهُوَ مُسْتَسْهَ ل ُ ا ل ْك َل َفِ<br />
إذ َا ل َمْ يَق ْهَرْ نَف ْسَهُ عَنْهُ ب ِرَ ادِ ع ٍ ك َافٍ وَزَ اج ِر ٍ صَاد ٍّ تَل َب َّط َ ب ِمَعَار ِّهِ ، وَتَ خَب َّط َ ب ِمَضَار ِّهِ ، وَظ َن َّ أ َ ن َّهُ لِتَ جَافِي ا لن َّا س ِ عَنْهُ حِمًى<br />
يُت َّق َى ، وَرُ تْبَة ً تُرْتَق َى ، ف َهَل َكَ وَ أ َهْل َكَ .<br />
ف َلِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
} أ َل َا إن َّ دِمَاءَك ُمْ وَأ َمْوَال َك ُمْ وَأ َعْرَاضَك ُمْ حَرَ امٌ عَل َيْك ُمْ حَرَ امٌ عَل َيْك ُمْ { .<br />
ف َ جَمَعَ بَيْنَ الد َّم ِ وَ ا ل ْعِرْض ِ لِمَا فِيهِ مِنْ إ يغَار ِ ا لص ُّدُور ِ ، وَإ ِبْدَاءِ ا لش ُّرُور ِ ، وَ إ ِظ ْهَار ِ ال ْبَذ َاءِ ، وَاك ْتِسَاب ِ ا ل ْأ َعْدَاءِ ، وَل َا<br />
يَبْق َى مَعَ هَذِهِ ال ْأ ُمُور ِ وَ زْن ٌ لِمَوْمُوق ٍ وَل َا مُرُوءَة ٌ لِمَل ْ حُوظٍ ث ُ م َّ هُوَ ب ِهَامَوْتُو رٌمَوْزُو رٌ ؛ وَ لِأ َجْلِهَامَهْ جُو رٌمَزْ جُو رٌ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
} شَر ُّ الن َّا س ِ مَنْ أ َك ْرَمَهُ ا لن َّا سُ ا ت ِّق َاءَ لِسَا ن ِهِ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : إن َّمَا هَل َكَ ا لن َّا سُ ب ِف ُضُول ِ ال ْك َل َام ِ وَف ُضُول ِ ا ل ْمَال ِ .<br />
وَمَا ق َدَحَ فِي ال ْأ َعْرَاض ِ مِنْ ال ْك َل َام ِ نَوْعَانِ أ َحَدُهُمَا مَا ق َدَحَ فِي عِرْض ِ صَاحِب ِهِ وَل َمْ يَتَ جَاوَزْهُ إل َى غ َيْر ِهِ ، وَذ َ لِكَ<br />
شَيْئ َانِ<br />
:<br />
: ا ل ْك َذِبُ وَف ُ حْشُا ل ْق َوْل ِ .<br />
:<br />
:<br />
وَالث َّان ِي مَا تَ جَاوَزَهُ إل َى غ َيْر ِهِ ، وَذ َلِكَ أ َرْ بَعَة ُ أ َشْيَاءَ ال ْغِيبَة ُ وَالن َّمِيمَة ُ وَ الس ِّعَا يَة ُ وَ الس َّب ُّ ب ِق َذ ْفٍ أ َوْ شَتْم ٍ .<br />
وَرُب َّمَا ك َان َ ا لس َّب ُّ أ َنْك َاهَا لِل ْق ُل ُوب ِ وَأ َبْل َغَهَا أ َث َرًا فِي ا لن ُّف ُو س ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ زَجَرَ ا لل َّهُ عَنْهُ ب ِال ْ حَ د ِّ تَغْلِيظ ًا وَب ِالت َّف ْسِيق ِ تَشْدِ يدً ا وَتَصْعِيبًا .<br />
وَق َدْ يَك ُون ُ ذ َلِكَ لِأ َحَدِ شَيْئ َيْن ِ إم َّاا نْتِق َامٌ يَصْدُ رُ عَنْ سَف َهٍ أ َوْبَذ َ اءٌ يَ حْدُث ُ عَنْ ل ُؤْم ٍ .<br />
وَق َدْ رَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ أ َب ِي هُرَ يْرَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ق َال َ {ا ل ْمُؤْمِنُ غِر ٌّ ك َر ِيمٌ وَال ْف َاج ِرُ خِب ٌّ ل َئِيمٌ { .<br />
:
وَق َال َ ا بْنُ ا ل ْمُق َف َّع ِ : الِاسْتِط َا ل َة ُ لِسَان ُ ال ْجُه َّال ِ .<br />
وَك َف ُّ ا لن َّف ْس ِ عَنْ هَذِهِ ال ْ حَال ِ ب ِمَا يَصُد ُّهَا مِنْ الز َّوَاج ِر ِ أ َسْل َمُ وَهُوَ ب ِذ َو ِي ا ل ْمُرُوءَةِ أ َجْمَ ل ُ .<br />
ف َهَذ َا شَرْط ٌ وَأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ ا ل ْمَآ ثِم ِ<br />
ف َنَوْعَانِ<br />
تَعَال َى<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا :ا ل ْك َف ُّ عَنْ ا ل ْمُ جَاهَرَةِ ب ِا لظ ُّل ْم ِ ، وَالث َّان ِي<br />
: زَجْرُ الن َّف ْس ِ عَنْ ال ْإ ِسْرَار ِ ب ِ خِيَا نَةٍ .<br />
.<br />
} :<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُجَاهَرَة ُ ب ِا لظ ُّل ْم ِ ف َعُتُو ٌّمُهْلِ كٌوَط ُغْيَان ٌمُتْلِفٌ ، وَهُوَ يَئ ُول ُ إن ْ اسْتَمَر َّ إل َى فِتْنَةٍ أ َوْ جَل َاءٍ<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْفِتْنَة ُ فِي ا ل ْأ َغ ْل َب ِ ف َتُحِيط ُ ب ِصَاحِب ِهَا ، وَ تَنْعَكِسُ عَنْ ا ل ْبَادِئ ِ ب ِهَا ، ف َل َا تَنْك َشِفُ إل َّا وَهُوَ ب ِهَامَ صْرُو عٌ ك َمَا ق َال َ ا لل َّهُ<br />
وَل َا يَحِيقُ ال ْمَك ْرُ الس َّي ِّئِ إل َّا ب ِأ َهْلِهِ<br />
. {<br />
وَرُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
{ا ل ْفِتْنَة ُ نَا ئِمَة ٌ ف َمَنْ أ َيْق َظ َهَا صَارَ ط َعَامًا ل َهَا<br />
وَق َال َ جَعْف َرُ بْنُ مُ حَم َّدٍ :ا ل ْفِتْنَة ُ حَ صَادٌ لِلظ َّا لِمَيْن ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : صَاحِبُ ا ل ْفِتْنَةِ أ َق ْرَبُ شَيْءٍ أ َجَل ًا وَ أ َسْوَ أ ُ شَيْءٍ عَمَل ًا<br />
. {<br />
.<br />
.<br />
وَق َال َ بَعْضُ الش ُّعَرَ اءِ : وَك ُنْتَ ك َعَنْز ِ الس ُّوءِ ق َامَتْ لِحَتْفِهَا إل َى مُدْ يَةٍ تَ حْتَ الث َّرَى تَسْتَثِيرُهَا وَأ َم َّا ال ْ جَل َاءُ ف َق َدْ يَك ُون ُ مِنْ<br />
ق ُو َّةِ ا لظ َّالِم ِ وَ تَط َاوُل ِ مُد َّ تِهِ ف َيَصِيرُ ظ ُل ْمُهُ مَعَ ا ل ْمُك ْنَةِ جَل َاءً وَف َنَاءٍ ، ك َالن َّار ِ إذ َا وَق َعَتْ فِي يَاب ِس ِ الش َّ جَر ِ ف َل َا تُبْقِي مَعَهَا مَعَ<br />
تَمَك ُّن ِهَا شَيْئ ًا حَت َّى إذ َا أ َف ْنَتْ مَا وَجَدَتْا ضْمَ حَل َّتْ وَخَمَدَتْ .<br />
ف َك َذ َا حَال ُ ا لظ َّا لِم ِمُهْلِ كٌ ث ُ م َّهَالِ كٌ .<br />
:<br />
وَال ْبَاعِث ُ عَل َى ذ َ لِكَ شَيْئ َانِ : ال ْجَرَاءَة ُ وَا ل ْق َسْوَة ُ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ } ا ُط ْل ُبُو ا ا ل ْف َضْ ل َ وَا ل ْمَعْرُوفَ عِنْدَ ا لر ُّحَمَاءِ مِنْ أ ُم َّتِي تَعِيشُوا فِي أ َك ْنَافِه ِمْ<br />
. {<br />
وَ الص َّاد ُّ عَنْ ذ َ لِكَ أ َن ْ يَرَى آ ث َارَ ا لل َّهِ تَعَال َى فِي الظ َّا لِمِينَ ف َإ ِن َّ ل َهُ فِيه ِمْ عِبَرًا ، وَ يَتَصَو َّرَ عَوَ اقِبَ ظ ُل ْمِه ِمْ ف َإ ِن َّ فِيهَا مُزْدَجَرًا<br />
.<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَنْ أ َصْبَ حَ وَل َمْ يَنْو ِ ظ ُل ْمَ أ َحَدٍ غ َف َرَ ا لل َّهُ ل َهُ مَا اجْتَرَمَ { .<br />
وَرَوَى جَعْف َرُ بْنُ مُ حَم َّدٍ ، عَنْ أ َ ب ِيهِ ، عَنْ جَد ِّهِ ، ق َال َ<br />
:<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
دَعْوَة َ ا ل ْمَظ ْل ُوم ِ ف َإ ِ ن َّهُ إن َّمَا يَسْأ َل ُ ا لل َّهَ حَق َّهُ وَ إ ِن َّ ا لل َّهَ ل َا يَمْنَعُ ذ َا حَق ٍّ حَق َّهُ { .<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ :وَيْ ل ٌ لِلظ َّالِم ِ مِنْ يَوْم ِ ا ل ْمَظ َالِم ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ جَارَ حُك ْمُهُ أ َهْل َك َهُ ظ ُل ْمُهُ<br />
} :<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
ال ْ خِيَا نَةِ مَه ِينٌ ، وَ لِقِل َّةِ ا لث ِّق َةِ ب ِهِ مُسْتَكِينٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ يَخُنْ يَهُنْ .<br />
وَق َال َ خَالِ دٌ ا لر َّ بَعِي ُّ<br />
:<br />
:<br />
يَا عَلِي ُّ ا ت َّق ِ<br />
وَمَا مِنْ يَدٍ إل َّا يَدُ ا لل َّهِ ف َوْق َهَا وَل َا ظ َا لِم ٍ إل َّا سَيُبْل َى ب ِظ َا لِم ِ وَأ َم َّاا لِاسْتِسْرَ ارُ ب ِال ْ خِيَا نَةِ ف َضِعَة ٌ لِأ َ ن َّهُ ب ِذ ُل ِّ<br />
ق َرَأ ْت فِي بَعْض ِ ا ل ْك ُتُب ِ ا لس َّا لِف َةِ أ َن َّ مِم َّا تُعَ ج ِّ ل ُ عُق ُو بَة ً وَل َا تُؤَخ ِّرُ ال ْأ َمَانَة ُ تُخَان ُ وَال ْإ ِحْسَان ُ يُك ْف َرُ<br />
وَالر َّحِمُ تُق ْط َعُ وَال ْبَغْيُ عَل َى ا لن َّا س ِ .<br />
وَ ل َوْ ل َمْ يَك ُنْ مِنْ ذ َم ِّ ا ل ْخِيَا نَةِ إل َّا مَا يَج ِدُهُا ل ْ خَا ئِنُ فِي نَف ْسِهِ مِنْ ا ل ْمَذ َ ل َّةِ ل َك َف َاهُ زَاج ِرًا ، وَ ل َوْ تَصَو َّرَ عُق ْبَى أ َمَا نَتِهِ وَجَدْوَى<br />
ثِق َتِهِ ل َعَلِمَ أ َن َّ ذ َ لِكَ مِنْ أ َرْبَ ح ِ بَضَا ئِع ِ جَاهِهِ وَأ َق ْوَى شُف َعَاءِ تَق َد ُّمِهِ مَعَ مَا يَ ج ِدُهُ فِي نَف ْسِهِ مِنْ ا ل ْعِز ِّ وَ يُق َا بَ ل ُ عَل َيْهِ مِنْ<br />
ال ْإ ِعْظ َا ِم .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } أ َد ِّ ا ل ْأ َمَا نَة َ إل َى مَنْ ائ ْتَمَنَك وَل َا تَخُنْ مَنْ خَانَك { .
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْر ٍ ق َال َ : ل َم َّا نَزَ ل َتْ هَذِهِ ال ْ آ يَة ُ : } وَمِنْ أ َهْ ل ِ ا ل ْكِتَاب ِ مَنْ إن ْ تَأ ْمَنْهُ ب ِقِنْط َار ٍ يُؤَد ِّهِ إل َيْك وَمِنْهُمْ مَنْ إن ْ<br />
تَأ ْمَنْهُ ب ِدِ ينَار ٍ ل َا يُؤَد ِّهِ إل َيْك إل َّا مَا دُمْتَ عَل َيْهِ ق َائِمًا ذ َ لِكَ ب ِأ َ ن َّهُمْ ق َال ُوا ل َيْسَ عَل َيْنَا فِي ا ل ْأ ُم ِّي ِّينَ سَب ِي ل ٌ<br />
يَعْنُون َ أ َن َّ أ َمْوَ ال َ ا ل ْعَرَب ِ حَل َا ل ٌ ل َهُمْ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ مِنْ غ َيْر ِ أ َهْ ل ِ ا ل ْكِتَاب ِ .<br />
ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
. {<br />
:<br />
ا ل ْأ َمَا نَة َ ف َإ ِن َّهَامُؤَد َّ اة ٌ إل َى ا ل ْبَر ِّ وَ ا ل ْف َاج ِر ِ وَل َا يَ جْعَ ل ُ مَا يَتَظ َاهَرُ ب ِهِ مِنْ ا ل ْأ َمَا نَةِ زُورًا<br />
} ك َذ َبَ أ َعْدَ اءُ ا لل َّهِ مَا مِنْ شَيْءٍ ك َان َ فِي ال ْ جَاهِلِي َّةِ إل َّا وَهُوَ تَحْتَ ق َدَمِي إل َّا<br />
وَل َا مَا يُبْدِ يهِ مِنْ ا ل ْعِف َّةِ غ ُرُورً ا ف َيَنْهَتِكَ ا لز ُّو رُ وَ يَنْك َشِفُ ا ل ْغُرُو رُ ف َيَك ُون ُ مَعَ هَتْكِهِ لِلت َّدْ لِيس ِ أ َق ْبَ حَ وَ لِمَعَر َّةِ ا لر ِّ يَاءِ أ َف ْضَ حَ<br />
{<br />
.<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
:<br />
ل َا تَزَال ُ أ ُم َّتِي ب ِ خَيْر ٍ مَا ل َمْ تَرَ ا ل ْأ َمَا نَة َ مَغْنَمًا وَ الص َّدَق َة َ مَغْرَمًا { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ا ل ْتَمَسَ أ َرْبَعًا ب ِأ َرْبَع ٍ ال ْتَمَسَ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ ا ل ْتَمَسَ ال ْجَزَ اءَ ب ِا لر ِّيَاءِ ا ل ْتَمَسَ مَا ل َا يَك ُون ُ ،<br />
وَمَنْ ا ل ْتَمَسَ مَوَد َّة َ ا لن َّا س ِب ِا ل ْغِل ْظ َةِ ا ل ْتَمَسَ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ ال ْتَمَسَ وَف َاءَ ال ْإ ِخْوَانِ ب ِغَيْر ِ وَف َاءٍ ا ل ْتَمَسَ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ<br />
ا ل ْتَمَسَ ا ل ْعِل ْمَ ب ِرَاحَةِ ا ل ْجَسَدِ ا ل ْتَمَسَ مَا ل َا يَك ُون ُ .<br />
وَالد َّاعِي إل َى ال ْ خِيَا نَةِ شَيْئ َانِ : ا ل ْمَهَا نَة ُ وَقِل َّة ُ ا ل ْأ َمَا نَةِ ، ف َإ ِذ َا حَسَمَهُمَا عَنْ نَف ْسِهِ ب ِمَا وَ صَف ْتُ ظ َهَرَتْ مُرُوءَ تُهُ ، ف َهَذ َا<br />
شَرْط ٌ ق َدْ اسْتَوْف َيْنَا فِيهِ أ َق ْسَامَ ا ل ْعِف َّةِ .<br />
وَأ َم َّا الن َّزَ اهَة ُ ف َنَوْعَانِ<br />
: أ َحَدُهُمَا : ا لن َّزَ اهَة ُ عَنْ ا ل ْمَط َامِع ِ ا لد َّ ن ِي َّةِ .<br />
وَالث َّان ِي ا لن َّزَ اهَة ُ عَنْ مَوَ اقِفِ ا لر ِّ يبَةِ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمَط َامِعُ ا لد َّ ن ِي َّة ُ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لط َّمَعَ ذ ُ ل ٌّ وَ الد َّنَاءَة َ ل ُؤْمٌ ، وَهُمَا أ َدْف َعُ شَيْءٍ لِل ْمُرُوءَةِ .<br />
وَق َدْ ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ يَق ُول ُ فِي دُعَا ئِهِ<br />
:<br />
} ا لل َّهُ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِنْ ط َمَع ٍ يَهْدِي إل َى ط َبْع ٍ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ ل َا تَخْضَعَن َّ لِمَ خْل ُو ق ٍ عَل َى ط َمَع ٍ ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَنَق ْصٌ مِنْك فِي ا لد ِّ ين ِ وَاسْتَرْز ِقْ ا لل َّهَ مِم َّا فِي خَزَا ئِن ِهِ<br />
ف َإ ِن َّمَا هُوَ بَيْنَ ال ْك َافِ وَا لن ُّونِ وَا ل ْبَاعِث ُ عَل َى ذ َلِكَ شَيْئ َانِ الش َّرَهُ وَقِل َّة ُ ال ْأ َ نَف َةِ ف َل َا يَق ْنَعُ ب ِمَا أ ُو تِيَ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ك َثِيرًا ؛<br />
لِأ َجْ ل ِ شَرَهِهِ ، وَل َا يَسْتَنْكِفُ مِم َّا مُن ِعَ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ حَقِيرًا لِقِل َّةِ أ َ نَف َتِهِ .<br />
وَهَذِهِ حَال ُ مَنْ ل َا يَرَى لِنَف ْسِهِ ق َدْرًا ، وَيَرَى ا ل ْمَال َ أ َعْظ َمَ خَط َرًا ، ف َيَرَى بَذ ْل َ أ َهْوَنِا ل ْأ َمْرَ يْن ِ لِأ َجَل ِّه ِمَا مَغْنَمًا ، وَ ل َيْسَ<br />
لِمَنْ ك َان َ ا ل ْمَال ُ عِنْدَهُ أ َجَ ل َّ وَ نَف ْسُهُ عَل َيْهِ أ َق َ ل َّإ صْغَاءٌ لِتَأ ْن ِيب ٍ ، وَل َا ق َبُو ل ٌ لِتَأ ْدِ يب ٍ .<br />
وَرُو ِيَ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ أ َوْصِن ِي .<br />
ق َال َ : عَل َيْك ب ِا ل ْيَأ ْ س ِ مِم َّا فِي أ َيْدِي الن َّا س ِ ، وَ إ ِ ي َّاكَ وَ ا لط َّمَعَ ف َإ ِ ن َّهُ ف َق ْرٌ حَاضِرٌ ، وَإ ِذ َا صَل َّيْت صَل َاة ً ف َصَ ل ِّ صَل َاة َ مُوَد ِّ ع ٍ ،<br />
وَإ ِي َّاكَ وَمَا يُعْتَذ َرُ مِنْهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَمَنْ ك َانَتْ الد ُّنْيَا مُنَاهُ وَهَم ُّهُ سَبَتْهُ ال ْمُنَىوَاسْتَعْبَدَ تْهُ ا ل ْمَط َامِعُ وَحَسْمُ هَذِهِ ا ل ْمَط َامِع ِ شَيْئ َانِ :<br />
ال ْيَأ ْسُ وَا ل ْق َنَاعَة ُ .<br />
} :<br />
وَق َدْ رَوَى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ إن َّ رُوحَ ا ل ْق ُدُ س ِ نَف َث َ فِي رَوْعِي أ َن َّ نَف ْسًا<br />
ل َنْ تَمُوتَ حَت َّى تَسْتَوْفِيَ ر ِزْق َهَا ، ف َات َّق ُوا ا لل َّهَ وَأ َجْمِل ُو ا فِي ا لط َّل َب ِ ، وَل َايَ حْمِل َن َّك ُمْ إ بْط َاءُ ا لر ِّزْ ق ِ عَل َى أ َن ْ تَط ْل ُبُوهُ<br />
ب ِمَعَاصِي ا لل َّهِ تَعَال َى ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ عَز َّ وَجَ ل َّ ل َا يُدْ رَكُ مَا عِنْدَهُ إل َّا
ب ِط َاعَتِهِ { .<br />
ف َهَذ َا شَرْط ٌ .<br />
وَأ َم َّا مَوَ اقِفُ الر ِّ يبَةِ ف َه ِيَ الت َّرَد ُّدُ بَيْنَ مَنْز ِ ل َتَيْ حَمْدٍ وَذ َم ٍّ ، وَال ْوُق ُوفُ بَيْنَ حَا ل َتَيْ سَل َامَةٍ وَسَق َم ٍ ، ف َتَتَوَج َّهُ إ ل َيْهِ ل َا ئِمَة ُ<br />
ا ل ْمُتَوَه ِّمِينَ ، وَ يَنَا ل ُهُ ذِ ل َّة ُ ا ل ْمُر ِ يب ِينَ ، وَك َف َى ب ِصَاحِب ِهَا مَوْقِف ًا إن ْ صَ ح َّ اف ْتَضَ حَ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ يَصِ ح َّ ا ُمْتُه ِنَ .<br />
} :<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ دَعْ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك<br />
وَسُئِ ل َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَلِي ٍّ عَنْ ا ل ْمُرُوءَةِ ف َق َال َ<br />
وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ أ َب ِي سِنَانٍ<br />
قِي ل َ ل َهُ : وَك َيْفَ ؟ ق َال َ<br />
. {<br />
:<br />
:<br />
وَالد َّاعِي إل َى هَذِهِ ا ل ْحَال ِ شَيْئ َانِ<br />
وَال ْمَان ِعُ مِنْهُمَا شَيْئ َانِ<br />
أ َن ْ ل َا تَعْمَ ل َ فِي ا لس ِّر ِّ عَمَل ًا تَسْتَحِي مِنْهُ فِي ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ .<br />
مَا وَجَدْت شَيْئ ًا هُوَ أ َهْوَن ُ مِنْ ا ل ْوَرَ ع ِ .<br />
إذ َاارْتَبْتَ ب ِشَيْءٍ تَرَك ْتُهُ .<br />
: ال ْ حَيَاءُ ، وَ ال ْ حَذ َرُ .<br />
: الِاسْتِرْسَال ُ ، وَحُسْنُ ا لظ َّن ِّ .<br />
وَرُب َّمَاا نْتَف َتْ ا لر ِّ يبَة ُ ب ِ حُسْن ِ ا لث ِّق َةِ وَارْ تَف َعَتْ ا لت ُّهْمَة ُ ب ِط ُول ِال ْ خِبْرَةِ .<br />
وَق َدْ حُكِيَ عَنْ عِيسَى ا بْن ِ مَرْيَمَ عَل َيْهِ ا لس َّل َامُ أ َ ن َّهُ رَآهُ بَعْضُا ل ْ حَوَ ار ِ ي ِّينَ وَق َدْ خَرَجَ مِنْ مَنْز ِل ِ امْرَ أ َةٍ ذ َ اتِ ف ُ جُور ٍ ف َق َال َ<br />
يَا رُوحَ ا لل َّهِ مَا تَصْنَعُ هُنَا ؟ ف َق َال َ الط َّب ِيبُ إن َّمَا يُدَاو ِي ال ْمَرْضَى .<br />
:<br />
:<br />
وَ ل َكِنْ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يُ جْعَ ل َ ذ َ لِكَ ط َر ِ يق ًا إل َى الِاسْتِرْسَال ِ وَل ْيَك ُنْ ال ْ حَذ َرُ عَل َيْهِ أ َغ ْل َبَ ، وَإ ِل َىال ْ خَوْفِ مِنْ تَصْدِ يق ِ ا لت ُّهَم ِ<br />
أ َق ْرَبَ ، ف َمَا ك ُ ل ُّ ر ِيبَةٍ يَنْفِيهَا حُسْنُ ا لث ِّق َةِ .<br />
هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ وَهُوَ أ َ بْعَدُ خَل ْق ِ ا لل َّهِ مِنْ ا لر ِّ يَب ِ وَأ َ صْوَنُهُمْ مِنْ الت ُّهَم ِ ، } وَق َفَ مَعَ زَوْجَتِهِ صَفِي َّة َ<br />
ذ َ اتَ ل َيْل َةٍ عَل َى بَاب ِ مَسْ ج ِدٍ يُحَادِث ُهَا وَك َان َ مُعْتَكِف ًا ف َمَر َّ ب ِهِ رَجُل َانِ مِنْ ال ْأ َنْصَار ِ ف َل َم َّا رَ أ َ يَاهُ أ َسْرَعَا ف َق َال َ ل َهُمَا<br />
: عَل َى<br />
ر ِسْلِك ُمَا إن َّهَا صَفِي َّة ُ ب ِنْتُ حُيَي ٍّ .<br />
ف َق َا ل َا : سُبْ حَان َ ا لل َّهِ أ َوَفِيكَ شَ ك ٌّ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ ؟ ف َق َال َ : مَهْ إن َّ الش َّيْط َان َ يَجْر ِي مِنْ أ َحَدِك ُمْ مَجْرَى ل َ حْمِهِ وَدَمِهِ<br />
ف َ خَشِيتُ<br />
أ َن ْ يَق ْذِفَ فِي ق َل ْبَيْك ُمَا سُوءًا<br />
. {<br />
ف َك َيْفَ مَنْ تَ خَا ل َجَتْ فِيهِ الش ُّك ُوكُ وَ تَق َا بَل َتْ فِيهِ ا لظ ُّنُون ُ ف َهَ ل ْ يَعْرَى مَنْ فِي مَوَ اقِفِ ا لر ِّ يَب ِ مِنْ ق َادِح ٍ مُ حَق َّق ٍ ، وَل َائِم ٍ<br />
مُصَد َّ ق ٍ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
} :<br />
إذ َا ل َمْ يَشْقَ ال ْمَرْءُ إل َّا ب ِمَا عَمِ ل َ ف َق َدْ سَعِدَ<br />
. {<br />
وَإ ِذ َااسْتَعْمَ ل َ ال ْ حَزْمَ وَغ َل َّبَ ال ْحَذ َرَ وَ تَرَكَ مَوَ اقِفَ الر ِّيَب ِ وَمَظ َان َّ ا لت ُّهَم ِ ، وَل َمْ يَقِفْ مَوْقِفَ ا لِاعْتِذ َار ِ وَل َا عُذ ْرَ لِمُ خْتَار ٍ<br />
ل َمْيَ خْتَلِ جْ فِي نَزَ اهَتِهِ شَ ك ٌّ وَ ل َمْ يَق ْدَحْ فِي عِرْ ضِهِ إف ْ كٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
: أ َصُونُك أ َن ْ أ ُدِل َّ عَل َيْك ظ َنا لِأ َن َّ ا لظ َّن َّ مِف ْتَاحُ ا ل ْيَقِين ِ وَق َال َ سَهْ ل ُ بْنُ هَارُون َ : مُؤْ نَة ُ ا ل ْمُتَوَق ِّفِ أ َ يْسَرُ<br />
مِنْ تَك َل ُّفِ ا ل ْمُعَس َّفِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مَنْ حَسُنَ ظ َن ُّهُ ب ِمَنْ ل َا يَ خَافُ ا لل َّهَ تَعَا ل َى ف َهُوَمَ خْ دُو عٌ .<br />
وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ ، لِأ َب ِي بَك ْر ٍ الص ُّولِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ق َوْ ل َهُ<br />
:<br />
ل َا آمَنُ ا لن َّا سَ بَعْدَ هَذ َا مَا ال ْخَوْفُ إ ل َّا مِنْ ال ْأ َمَانِ ف َهَذ َاشَرْط ٌ اسْتَوْف َيْنَا فِيهِ نَوْعَيْ الن َّزَ اهَةِ .<br />
أ َحْسَنْتُ ظ َن ِّي ب ِأ َهْ ل ِ دَهْر ِي ف َ حُسْنُ ظ َن ِّي ب ِه ِمْ دَهَان ِي
وَأ َم َّا الص ِّيَا نَة ُ وَهِيَ ا لث َّا لِث ُ مِنْ شُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ ف َنَوْعَانِ : أ َحَدُهُمَا : صِيَا نَة ُ ا لن َّف ْس ِ ب ِا ل ْتِمَا س ِ كِف َا يَتِهَا وَتَق ْدِير ِ مَاد َّتِهَا .<br />
وَالث َّان ِي : صِيَا نَتُهَا عَنْ تَ حَم ُّ ل ِ ا ل ْمِنَن ِ مِنْ ا لن َّا س ِ وَالِاسْتِرْسَال ِ فِي ا لِاسْتِعَا نَةِ .<br />
وَأ َم َّا ال ْتِمَا سُ ال ْكِف َا يَةِ وَتَق ْدِيرُ ا ل ْمَاد َّةِ ؛ ف َلِأ َن َّ ا ل ْمُ حْتَاجَ إل َى الن َّا س ِ ك ُ ل ُّ مُهْتَضَم ٍ وَذ َ لِي ل ٍ مُسْتَث ْق َ ل ٍ .<br />
وَهُوَ لِمَا ف ُطِرَ عَل َيْهِ ،مُ حْتَا جٌ إل َى مَا يَسْتَمِد ُّهُ لِيُقِيمَ أ َوَدَ نَف ْسِهِ ، وَ يَدْف َعَ ضَرُورَة َ وَق ْتِهِ<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ا ل ْعَرَبُ فِي أ َمْث َالِهَا<br />
وَمَا يَسْتَمِد ُّهُ نَوْعَانِ<br />
:ل َا ز ِمٌ وَ نَدْبٌ .<br />
:ك َل ْبٌ جَو َّا ل ٌ خَيْرٌ مِنْ أ َسَدٍ رَ اب ِض ٍ .<br />
ف َأ َم َّا ا لل َّاز ِمُ ف َمَا أ َق َامَ ب ِال ْكِف َا يَةِ وَأ َف ْضَى إل َى سَ د ِّ ال ْ خَل َّةِ .<br />
وَعَل َيْهِ فِي ط َل َب ِهِ ث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ<br />
.<br />
:<br />
وَاحِدُهَا :اسْتِط َا بَتُهُ مِنْ ا ل ْوُجُوهِ ا ل ْمُبَاحَةِ وَتَوَق ِّيا ل ْمَ حْظ ُورَةِ ف َإ ِن َّ ال ْمَوَاد َّ ا ل ْمُحَر َّمَة َ<br />
مُسْتَخْبَث َة ُ ا ل ْأ ُ صُول ِ ، مَمْ حُوق َة ُا ل ْمَحْصُول ِ ، إن ْ صَرَف َهَا فِي ب ِر ٍّ ل َمْ يُؤْجَرْ ، وَ إ ِن ْ صَرَف َهَا فِي مَدْح ٍ ل َمْ يُشْك َرْ ، ث ُ م َّ هُوَ<br />
لِأ َوْزَ ار ِهَا مُ حْتَقِبٌ ، وَعَل َيْهَا مُعَاق َبٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَ إ ِن ْ أ َمْسَك َهُ ف َهُوَ زَ ادُهُ إل َى ا لن َّار ِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
} :<br />
. {<br />
ل َا يُعْج ِبُك رَجُ ل ٌ ك َسَبَ مَال ًا مِنْ غ َيْر ِ حِل ِّهِ ف َإ ِن ْ أ َ نْف َق َهُ ل َمْ يُق ْبَل ْ مِنْهُ ،<br />
: شَر ُّ ا ل ْمَال ِ مَا ل َز ِمَك إث ْمُ مَك ْسَب ِهِ وَحُر ِمْتَ أ َجْرَ إ نْف َاقِهِ .<br />
وَ نَظ َرَ بَعْضُ ال ْخَوَ ار ِج ِ إل َى رَجُ ل ٍ مِنْ أ َ صْ حَاب ِ ا لس ُّل ْط َانِ يَتَصَد َّ قُ عَل َى مِسْكِين ٍ ، ف َق َال َ<br />
: ا ُنْظ ُرْ إل َيْه ِمْ حَسَنَا تُهُمْ مِنْ<br />
سَي ِّئ َا تِه ِمْ .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ ال ْ جَهْم ِ : سُر َّ مَنْ عَا شَ مَا ل ُهُ ف َإ ِذ َا حَاسَبَهُ ا لل َّهُ سَر َّهُال ْإ ِعْدَ امُ وَا لث َّان ِي : ط َل َبُهُ مِنْ أ َحْسَن ِ ج ِهَا تِهِ ال َّتِي ل َا<br />
يَل ْ حَق ُهُ فِيهَا غ َض ٌّ ، وَل َا يَتَدَن َّسُ ل َهُ ب ِهَا عِرْ ضٌ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَال َ يُرَ ادُ لِصِيَا نَةِ ا ل ْأ َعْرَاض ِ ل َا لِا بْتِذ َالِهَا ، وَ لِعِز ِّ الن ُّف ُو س ِ ل َا لِإ ِذ ْ ل َا لِهَا<br />
.<br />
وَق َال َ عَبْدُ الر َّحْمَن ِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ ا لل َّهُ<br />
: عَنْهُ<br />
ف َق َال َ<br />
يَا حَب َّذ َا ا ل ْمَال ُ أ َ صُون ُ ب ِهِ عِرْضِي وَأ ُرْضِي ب ِهِ رَب ِّي .<br />
وَق َال َ أ َبُو ب ِشْر ٍ ا لض َّر ِ يرُ : ك َف َى حُزْنًا أ َن ِّي أ َ رُوحُ وَأ َغ ْتَدِي وَمَا لِي مِنْ مَال ٍ أ َ صُون ُ ب ِهِ عِرْضِي وَ أ َك ْث َرُ مَا أ َل ْق َى ا لص َّدِ يقَ<br />
ب ِمَرْحَبًا وَذ َ لِكَ ل َا يَك ْفِي ا لص َّدِ يقَ وَل َا يُرْضِي وَسُئِ ل َ ا بْنُ عَا ئِشَة َ عَنْ ق َوْل ِ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
ال ْحَوَائِجَ مِنْ حِسَانِ ال ْوُجُوهِ { .<br />
: مَعْنَاهُ مِنْ أ َحْسَن ِ ا ل ْوُجُوهِ ال َّتِي تَحِ ُّل .<br />
:<br />
:<br />
} ا ُط ْل ُبُو ا<br />
وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَتَأ َن َّى فِي تَق ْدِ ير ِ مَاد َّ تِهِ وَتَدْ ب ِير ِ كِف َا يَتِهِ ب ِمَا ل َا يَل ْ حَق ُهُ خَل َ ل ٌ وَل َا يَنَا ل ُهُ زَل َ ل ٌ ، ف َإ ِن َّ يَسِيرَ ا ل ْمَال ِ مَعَ حُسْن ِ<br />
ا لت َّق ْدِ ير ِ ، وَ إ ِصَا بَةِ ا لت َّدْ ب ِير ِ ، أ َجْدَى نَف ْعًا وَأ َحْسَنُ مَوْقِعًا مِنْ ك َثِير ِهِ مَعَ سُوءِ ا لت َّدْ ب ِير ِ ، وَف َسَادِ ا لت َّق ْدِ ير ِ ، ك َال ْبَذ ْر ِ فِي<br />
ا ل ْأ َرْض ِ إذ َا رُوعِيَ يَسِيرُهُ زَك َا ، وَ إ ِن ْ أ ُهْمِ ل َ ك َثِيرُهُ ا ضْمَحَ ل َّ .<br />
وَق َال َ مُ حَم َّدُ بْنُ عَلِي ٍّ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ : ال ْك َمَال ُ فِي ث َل َا ث َةٍ : ا ل ْعِف َّة ُ فِي الد ِّ ين ِ ، وَ الص َّبْرُ عَل َى ا لن َّوَ ا ئِب ِ ، وَحُسْنُ ا لت َّدْ ب ِير ِ<br />
فِي ا ل ْمَعِيشَةِ .<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ : ف ُل َان ٌ غ َن ِي ٌّ<br />
.<br />
:<br />
ف َق َال َ ل َا أ َعْر ِفُ ذ َ لِكَ مَا ل َمْ أ َعْر ِفْ تَدْ ب ِيرَهُ فِي مَا لِهِ .<br />
ف َإ ِذ َا اسْتَك ْمَ ل َ هَذِهِ ا لش ُّرُوط َ فِيمَا يَسْتَمِد ُّهُ مِنْ ق َدْر ِ ال ْكِف َا يَةِ ف َق َدْ أ َد َّى حَق َّ ا ل ْمُرُوءَةِ فِي نَف ْسِهِ .<br />
وَسُئِ ل َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ عَنْ ا ل ْمُرُوءَةِ ف َق َال َ<br />
: ا ل ْعِف َّة ُ وَال ْ حِرْف َة ُ .
وَق َال َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ لِا بْن ِهِ : يَا بُنَي َّ ل َا تَك ُنْ عَل َى أ َحَدٍ ك َلًّا ف َإ ِن َّك تَزْدَ ادُ ذ ُلًّا ، وَاضْر ِبْ فِيا ل ْأ َرْض ِ عَوْدًا وَبَدْءًا ، وَل َا<br />
تَأ ْسَفْ لِمَال ٍ ك َان َ ف َذ َهَبَ ، وَل َا تَعْجَزْ عَنْ ا لط َّل َب ِ لِوَ صَب ٍ وَل َا نَصَب ٍ .<br />
ف َهَذ َا حَال ُ ا لل َّاز ِم ِ وَق َدْ ك َان َ ذ َوُو ال ْه ِمَم ِ ا ل ْعَلِي َّةِ وَ الن ُّف ُو س ِ ا ل ْأ َ ب ِي َّةِ يَرَوْن َ مَا وَ صَ ل َ إل َى ال ْإ ِنْسَانِ ك َسْبًا أ َف ْضَ ل َ مِم َّا وَ صَ ل َ إ ل َيْهِ<br />
إرْث ًا ؛ لِأ َ ن َّهُ فِي ا ل ْإ ِرْثِ فِي جَدْوَى غ َيْر ِهِ وَ ب ِا ل ْك َسْب ِ مُجْدٍ إل َى غ َيْر ِهِ ، وَف َرْ قُ مَا بَيْنَهُمَا فِي ا ل ْف َضْ ل ِ ظ َاهِرٌ .<br />
: ك ُشَاج ِمُ<br />
ل َا أ َسْتَلِ ُّذا ل ْعَيْشَ ل َمْ أ َدْأ َبْ ل َهُ ط َل َبًا وَسَعْيًا فِي ا ل ْهَوَاج ِر ِ وَا ل ْغَل َسْ وَأ َرَى حَرَ امًا أ َن ْ يُؤَاتِيَن ِي ال ْغِنَى حَت َّى يُ حَاوَل َ<br />
ب ِا ل ْعَنَاءِ وَ يُل ْتَمَسْ ف َاصْر ِفْ نَوَ ال َكَ عَنْ أ َخِيكَ مُوَف ِّرًا ف َا لل َّيْث ُ ل َيْسَ يُسِيغ ُ إل َّا مَا اف ْتَرَ سْ وَأ َم َّا ا لن َّدْبُ ف َهُوَ مَا ف َضَ ل َ عَنْ<br />
ال ْكِف َا يَةِ ، وَزَ ادَ عَل َى ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ ، ف َإ ِن َّا ل ْأ َمْرَ فِيهِ مُعْتَبَرٌ ب ِحَال ِ ط َا لِب ِهِ ف َإ ِن ْ ك َان َ مِم َّنْ تَق َاعَدَ عَل َى مَرَ ا تِب ِ ا لر ُّؤَسَاءِ ،<br />
وَ تَق َاصَرَ عَنْ مُط َاوَ ل َةِ ا لن ُّظ َرَ اءِ ، وَا نْق َبَضَ عَنْ مُنَاف َسَةِ ال ْأ َك ْف َاءِ ، ف َ حَسْبُهُ مَا ك َف َاهُ ف َل َيْسَ فِي الز ِّ يَادَةِ إل َّا شَرَهٌ وَل َا فِي<br />
ا ل ْف ُضُول ِ إل َّا نَهَمٌ ، وَكِل َاهُمَامَ ذ ْمُومٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
:<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ مَسْعُودٍ<br />
} خَيْرُ ا لر ِّزْ ق ِ مَا يَك ْفِي وَخَيْرُ ا لذ ِّك ْر ِ ال ْ خَفِي ُّ<br />
: الد ُّنْيَا ك َ ل ٌّ عَل َى ا ل ْعَاقِ ل ِ .<br />
. {<br />
:<br />
ال ْمُسْتَغْن ِي عَنْ الد ُّنْيَا ب ِالد ُّنْيَا ك َمُط ْفِئِ ا لن َّار ِ ب ِا لت ِّبْن ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : اشْتَر ِ مَاءَ وَجْه ِك ب ِا ل ْق َنَاعَةِ وَتَسَ ل َّ عَنْ الد ُّنْيَا لِتَجَافِيهَا عَنْ ال ْكِرَ ام ِ<br />
.<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ مِم َّنْ مُن ِيَ ب ِعُل ُو ِّ ا ل ْه ِمَم ِ وَتَ حَر َّك َتْ فِيهِ أ َرْيَ حِي َّة ُ ا ل ْك َرَم ِ وَآ ث َرَ أ َن ْ يَك ُون َ رَأ ْسًا وَمُق َد َّمًا ، وَ أ َن ْ يُرَى فِي ا لن ُّف ُو س ِ<br />
مُعَظ َّمًا وَمُف َخ َّمًا ف َا ل ْكِف َا يَة ُ ل َا تُقِل ُّهُ حَت َّى يَك ُون َ مَا ل ُهُ ف َاضِل ًا ، وَ نَا ئِل ُهُ ف َائِضًا .<br />
ف َق َدْ قِي ل َ لِبَعْض ِ ا ل ْعَرَب ِ<br />
:<br />
مَا ا ل ْمُرُوءَة ُ فِيك ُمْ ؟ ق َال َ<br />
: ط َعَامٌمَأ ْك ُو ل ٌ ،وَنَائِ ل ٌمَبْ ذ ُو ل ٌ ، وَ ب ِشْرٌ مَق ْبُو ل ٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ : ف َل َوْ مُ د َّ سَرْو ِي ب ِمَال ٍ ك َثِير ٍ ل َجُدْتُ وَك ُنْتُ ل َهُ بَاذِل َا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َا تُسْتَط َا عُ إذ َا ل َمْ يَك ُنْ<br />
مَال ُهَا ف َاضِل َا وَأ َم َّا صِيَانَتُهَا عَنْ تَ حَم ُّ ل ِ ا ل ْمِنَن ِ وَالِاسْتِرْسَال ِ فِيا لِاسْتِعَا نَةِ ؛ ف َلِأ َن َّ ا ل ْمِن َّة َ اسْتِرْق َا قُ ال ْأ َحْرَار ِ تُحْدِث ُ ذِ ل َّة ً فِي<br />
ال ْمَمْنُونِ عَل َيْهِ وَسَط ْوَة ً فِي ا ل ْمَان ِّ ب ِهِ .<br />
وَالِاسْتِرْسَال ُ فِي ا لِاسْتِعَا نَةِ<br />
تَث ْقِي ل ٌ وَمَنْ ث َق َّ ل َ عَل َى ا لن َّا س ِ هَان َ ، وَل َا ق َدْرَ عِنْدَهُمْ لِمُهَانٍ .<br />
وَق َال َ رَجُ ل ٌ لِعُمَرَ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
ف َق َال َ<br />
: أ َغ ْنَان ِي ا لل َّهُ عَنْهُمْ .<br />
:<br />
: خَدَمَك بَنُوك .<br />
وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ لِا بْن ِهِ ال ْ حَسَن ِ فِي وَ صِي َّتِهِ ل َهُ يَا بُنَي َّ إن ْ اسْتَط َعْتَ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ بَيْنَك وَبَيْنَ ا لل َّهِ<br />
ذ ُو ن ِعْمَةٍ ف َاف ْعَل ْ ، وَل َا تَك ُنْ عَبْدَ غ َيْر ِك وَق َدْ جَعَل َك ا لل َّهُ حُرا ، ف َإ ِن َّ ا ل ْيَسِيرَ مِنْ ا لل َّهِ تَعَال َى أ َك ْرَمُ وَ أ َعْظ َمُ مِنْ ا ل ْك َثِير ِ مِنْ<br />
غ َيْر ِهِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ك ُ ل ٌّ مِنْهُ ك َثِيرًا .<br />
وَق َال َ ز ِيَادٌ لِبَعْض ِ الد َّهَاقِين ِ : مَا ا ل ْمُرُوءَة ُ فِيك ُمْ ؟ ق َال َ : اجْتِنَابُ الر ِّ يَب ِ ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَنْبُ ل ُ مُر ِ يبٌ ، وَإ ِ صْل َاحُ ا لر َّجُ ل ِ مَا ل َهُ ف َإ ِ ن َّهُ<br />
مِنْ مُرُوءَ تِهِ وَقِيَامِهِ ب ِ حَوَائِ ج ِهِ وَحَوَائِ ج ِ أ َهْلِهِ ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يَنْبُ ل ُ مَنْ احْتَاجَ إل َى أ َهْلِهِ وَل َا مَنْ احْتَاجَ أ َهْل ُهُ إل َى غ َيْر ِهِ .<br />
: وَ أ َنْشَدَ ث َعْل َبٌ<br />
مَنْ عَف َّ خَف َّ عَل َى ا لص َّدِ يق ِ لِق َاؤُهُ وَأ َخُو ال ْحَوَائِج ِ وَجْهُهُ مَمْل ُول ُ وَأ َخُوك مَنْ وَف َّرْتَ مَا فِي كِيسِهِ ف َإ ِذ َا<br />
عَبَث ْتَ ب ِهِ ف َأ َ نْتَ ث َقِي ل ُ وَ إ ِن ْ ك َان َ ا لن َّا سُ ل ُ حْمَة ً ل َا يَسْتَغْنُون َ عَنْ ا لت َّعَاوُنِ وَل َا يَسْتَقِل ُّون َ عَنْ ا ل ْمُسَاعِدِ وَ ا ل ْمُظ َافِر ِ ، ف َإ ِن َّمَا<br />
ذ َ لِكَ تَعَاوُن ُ ائ ْتِل َافٍ يَتَك َاف َئ ُون َ فِيهِ وَل َا يَتَف َا ضَل ُون َ وَرُب َّمَا ك َان َا ل ْمُسْتَعِينُ فِيهِ مُف َض َّل ًا ، وَال ْمُعِينُ مُسْتَف ْضِل ًا ك َاسْتِعَا نَةِ
.<br />
:<br />
ا لس ُّل ْط َانِ ب ِجُنْدِهِ وَال ْمُزَار ِع ِ ب ِأ َك َرَ تِهِ ف َل َيْسَ مِنْ هَذ َا بُ د ٌّ وَل َا لِأ َحَدٍ عَنْهُ غِنًى ، وَإ ِن َّمَا ال َّذِي يَتَصَو َّن ُ عَنْهُ ال ْكِرَ امُ تَعَاوُن ُ<br />
ا لت َّف ْضِي ل ِ ف َيَنْق َب ِضُون َ عَنْ أ َن ْ يَسْتَعِينُوا لِئ َل َّا يَك ُون َ عَل َيْه ِمْ يَ دٌ ، وَ يُسَار ِعُون َ أ َن ْ يُعِينُوا ل َأ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمْ يَ دٌ .<br />
وَمَنْ أ َق ْدَمَ مِنْ غ َيْر ِ ا ضْطِرَار ٍ عَل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ ب ِ جَاهٍ أ َوْ ب ِمَال ٍ ف َق َدْ أ َوْهَى مُرُوءَ تَهُ ، وَاسْتَبْذ َل َ صِيَا نَتَهُ ، وَمَنْ دَعَاهُ ا لِا ضْطِرَ ارُ<br />
لِنَائِب ٍ أ َل َم َّ أ َوْ حَادِثٍ هَ جَمَ إل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ ب ِمَنْ يَتَنَف َّسُ ب ِهِ مِنْ خِنَا ق ِ ك َرْ ب ِهِ ، وَ يَتَ خَل َّصُ ب ِهِ مِنْ<br />
و ِ ث َا ق ِ نَوَا ئِب ِهِ ، ف َل َا ل َوْمَ عَل َى مُضْط َر ٍّ<br />
ف َإ ِن ْ أ َغ ْنَتْهُ ا لِاسْتِعَا نَة ُ ب ِا ل ْجَاهِ عَنْ ا لِاسْتِعَا نَةِ ب ِال ْمَا ل ِ ، ف َل َا عُذ ْرَ ل َهُ فِي ا لت َّعَر ُّض ِ لِل ْمَال ِ ، وَ يَعْدِل ُ إل َى وُ ل َاةِ ا ل ْأ ُمُور ِ ف َإ ِن َّ<br />
ال ْحَوَائِجَ عِنْدَهُمْ أ َنْ جَ حُ وَهِيَ عَل َيْه ِمْ أ َسْهَ ل ُ ، وَهُمْ لِذ َ لِكَ مَنْدُو بُون َ ، ف َهُمْ ل َا يَ ج ِدُون َ ل َهُمْ مُسَاو ِيًا وَ لِيَصْب ِرَن َّ عَل َى<br />
إ بْط َا ئِه ِمْ ف َإ ِن َّ تَرَ اك ُمَ ال ْأ ُمُور ِ عَل َيْه ِمْيَشْغَل ُهُمْ إل َّا عَنْ ا ل ْمُلِ ح ِّ الص َّبُور ِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
وَق َال َ أ َبُو سَارَة َ سُحَيْمُ بْنُا ل ْأ َعْرَفِ<br />
ق َد ِّمْ لِ حَاجَتِك بَعْضَ ل َ جَاجَتِك .<br />
: تُعِ د ُّ ق َرَا بَة ً وَ تُعِد ُّ صِهْرًا وَيَسْعَدُ ب ِا ل ْق َرَ ا بَةِ مَنْ رَعَاهَا وَمَا زُرْنَاك مِنْ عَدَم ٍ وَ ل َكِنْ<br />
يَهَش ُّ إل َى ا ل ْإ ِمَارَةِ مَنْ رَجَاهَا وَأ َيا مَا ف َعَل ْتَ ف َإ ِن َّ نَف ْسِي تَعُ د ُّ صَل َاحَ نَف ْسِك مِنْ غِنَاهَا ف َإ ِن ْ تَعَذ َّرَ عَل َيْهِ صَل َاحُ حَا لِهِ إل َّا<br />
ب ِمَال ٍ يَسْتَعِينُ ب ِهِ عَل َى نَوَا ئِب ِهِ ك َان َ ل َهُ مَعَ الض َّرُورَةِف ُ سْ حَة ٌ .<br />
ل َكِنْ إن ْ وَجَدَهُ ق َرْضًا مَرْدُودًا ل َمْ يَأ ْخُذ ْهُ صِل َة ً وَجُودًا ، ف َإ ِن َّا ل ْق َرْضَ مُسْتَسْمَ حٌ ب ِهِ فِي ال ْمُرُوآت .<br />
هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ مَعَ مَا أ َعْل َى ا لل َّهُ مِنْ ق َدْر ِهِ وَف َض َّل َهُ عَل َى خَل ْقِهِ ، ق َدْ اق ْتَرَضَ ث ُ م َّ ق َضَى ف َأ َحْسَنَ ،<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
وَق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ<br />
قِي ل َ<br />
} :<br />
} :<br />
مَنْ أ َعْيَاهُ ر ِزْ قُ ا لل َّهِ تَعَا ل َى حَل َا ل ًاف َل ْيَسْتَدِن ْ عَل َى ا لل َّهِ وَعَل َى رَسُو لِهِ<br />
ال ْمُسْتَدِينُ تَاج ِرُ ا لل َّهِ فِي أ َرْ ضِهِ<br />
. {<br />
. {<br />
:<br />
إن ْ ل َمْ يَك ُنْك ُث ْرٌ ف َق ُل ْ عَطِي َّة ٌ يَبْل ُغ ْ ب ِهَا بَاغِي الر ِّضَا بَعْضَ الر ِّضَا أ َوْ ل َمْ يَك ُنْ هِبَة ٌ ف َق َرْضٌ يُس ِّرَتْ أ َسْبَا بُهُ<br />
وَك َوَ اهِب ٍ مَنْ أ َق ْرَضَا وَ ل َئِنْ ك َان َ الد َّ يْنُ ر ِقًّا ف َهُوَ أ َسْهَ ل ُ مِنْ ر ِ ق ِّا ل ْإ ِف ْضَال ِ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَنْ أ َرَ ادَ ا ل ْبَق َاءَ وَل َا بَق َاءَ ف َل ْيُبَاكِرْ ال ْغَدَاءَ وَل ْيُخَف ِّفْ ا لر ِّدَ اءَ .<br />
:<br />
:<br />
وَمَا فِي خِف َّةِ الر ِّدَاءِ مِنْ ال ْبَق َاءِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
ف َإ ِن ْ أ َعْوَزَهُ ذ َلِكَ إل َّا اسْتِسْمَاحًا ف َهُوَ ا لر ِّ ق ُّا ل ْمُذِ ل ُّ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
: ل َا مُرُوءَة َ لِمُقِ ل ٍّ .<br />
:<br />
قِل َّة ُ ا لد َّ يْن ِ .<br />
مَنْ ق َب ِ ل َ صِل َتَك ف َق َدْ بَاعَك مُرُوءَ تَهُ وَ أ َذ َل َّ لِق َدْر ِك عِز َّهُ وَجَل َا ل َتَهُ .<br />
وَا َل َّذِي يَتَمَاسَكُ ب ِهِ ال ْبَاقِي مِنْ مُرُوءَةِ ا لر َّ اغِب ِينَ ، وَ ال ْيَسِير ِ ا لت َّافِهِ مِنْ صِيَا نَةِ ا لس َّا ئِلِينَ ، وَإ ِن ْ ل َمْ يَبْقَ لِذِي رَغ ْبَةٍ مُرُوءَة ٌ وَل َا<br />
لِسَا ئِ ل ٍ تَصَو ُّ ٌن أ َرْ بَعَة ُ أ ُمُور ٍ هِيَ جَهْدُ ال ْمُضْط َر ِّ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَتَ جَاف َى ضَرَ عَ ا لس َّا ئِلِينَ ، وَ أ ُب َّهَة َ ا ل ْمُسْتَقِل ِّينَ .<br />
ف َيَذِل َّ ب ِا لض َّرَ ع ِ وَ يُحْرَمَ ب ِال ْأ ُ ب َّهَةِ ، وَل ْيَك ُنْ مِنْ ا لت َّ جَم ُّ ل ِ عَل َى مَا يَق ْتَضِيهِ حَال ُ مِث ْلِهِ مِنْ ذ َو ِي ال ْ حَاجَاتِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ<br />
:<br />
مَنْ يُف ْ حِشُ زَوَ ال َ ا لن ِّعَم ِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
إذ َا زَال َ مَعَهَا ا لت َّ جَم ُّ ل ُ .<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ ال ْ جَهْم ِ هِيَ ا لن َّف ْسُ مَا حَم َّل ْتهَا تَتَ حَم َّ ل ُ وَ لِلد َّهْر ِأ َ ي َّامٌ تَ جُو رُ وَ تَعْدِل ُ وَعَاقِبَة ُ ا لص َّبْر ِ<br />
ال ْ جَمِي ل ِ جَمِيل َة ٌ وَ أ َحْسَنُ أ َخْل َا ق ِ الر ِّجَال ِ ا لت َّف َض ُّ ل ُ وَل َا عَارَ إن ْ زَال َتْ عَنْ ال ْ حُر ِّ ن ِعْمَة ٌ وَل َكِن َّ عَارًا أ َن ْ يَزُول َ ا لت َّ جَم ُّ ل ُ<br />
وَالث َّان ِي<br />
:<br />
: أ َن ْ يَق ْتَصِرَ فِي ا لس ُّؤَ ال ِ عَل َى مَا دَعَتْهُ إل َيْهِ الض َّرُورَة ُ ، وَق َادَ تْهُ إ ل َيْهِ ال ْ حَاجَة ُ ، وَل َا يَ جْعَ ل َ ذ َ لِكَ ذ َر ِ يعَة ً إل َى<br />
ا لِاغ ْتِنَام ِ ف َيَ حْرُمُ ب ِاغ ْتِنَامِهِ ، وَل َا يُعْذ َ رُ فِي ضَرُورَ تِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ أ َ لِفَا ل ْمَسْأ َ ل َة َ أ َ لِف َهُ ال ْمَنْعُ .
وَالث َّا لِث ُ : أ َن ْ يَعْذ ُرَ فِي ا ل ْمَنْع ِ وَ يَشْك ُرَ عَل َى ال ْإ ِجَا بَةِ ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ مُن ِعَ ف َعَم َّا ل َا يَمْلِكُ ، وَ إ ِن ْ أ ُج ِيبَ ف َإ ِل َى مَا ل َا يَسْتَ حِق ُّ .<br />
ف َق َدْ ق َال َ ا لن َّمِرُ بْنُ تَوْ ل َب ٍ : ل َا تَغْضَبَن َّ عَل َى امْر ِئ ٍ فِي مَا لِهِ وَعَل َى ك َرَا ئِم ِ صُل ْب ِ مَالِكَ ف َاغ ْضَبْ وَالر َّاب ِ ُع : أ َن ْ يَعْتَمِدَ عَل َى<br />
سُؤَال ِ مَنْ ك َان َ لِل ْمَسْأ َ ل َةِ أ َهْل ًا ، وَك َان َ ا لن ُّ جْ حُ عِنْدَهُ مَأ ْمُول ًا ، ف َإ ِن َّ ذ َو ِيا ل ْمُك ْنَةِ ك َثِيرٌ وَال ْمُعِينُ مِنْهُمْ ق َلِي ل ٌ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
ال ْخَيْرُ ك َثِيرٌ وَق َلِي ل ٌ ف َاعِل ُهُ { .<br />
وَال ْمَرْجُو ُّ لِل ْإ ِجَا بَةِ مَنْ تَك َامَل َتْ فِيهِ خِصَال ُهَا وَهِيَ ث َل َا ث ٌ : إحْ دَ اهُن َّ<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
وَ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
:<br />
:<br />
ال ْمَخْ ذ ُول ُ مَنْ ك َانَتْ ل َهُ إل َى ا لل ِّئ َام ِ حَا جَة ٌ .<br />
: سَل َامَة ُ ا لص َّدْر ِ ف َإ ِن َّا ل ْعَ دُو َّإ ل ْبٌ عَل َى نَك ْبَتِك ، وَحَرْبٌ فِي نَائِبَتِك .<br />
: ك َرَمُ ا لط َّبْع ِ ف َإ ِن َّ ال ْك َر ِيمَ مُسَاعِ دٌ ، وَالل َّئِيمَمُعَان ِ دٌ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ مَنْ أ َوْغ َرْت صَدْرَهُ اسْتَدْعَيْت شَر َّهُ ، ف َإ ِن ْ رَ ق َّ ل َك ب ِك َرَم ِ ط َبْعِهِ ، وَرَحِمَك ب ِحُسْن ِ ظ َف َر ِهِ ، ف َأ َعْظِمْ ب ِهَا مِنْ حَة ً<br />
أ َن ْ يَصِيرَ عَدُو ُّك ل َك رَاحِمًا .<br />
: وَق َدْ ق َال َ الش َّاعِرُ<br />
وَحَسْبُك مِنْ حَادِثٍ ب ِامْر ِئ ٍ تَرَى حَاسِدِ يهِ ل َهُ رَاحِمَيْنَا وَ ال ْ خَامِسُ<br />
:<br />
:<br />
ظ ُهُو رُ ا ل ْمُك ْنَةِ ف َإ ِن َّ مَنْ سَأ َل َ مَا<br />
ل َا يُمْكِنُ ف َق َدْ أ َحَال َ ، وَك َان َ ك َمُسْتَنْه ِض ِ ا ل ْمَسْ جُونِ ، وَمُسْتَسْعِفِ ال ْمَدْيُونِ ، وَك َان َ ب ِالر َّد ِّ خَلِيق ًا ، وَب ِال ْحِرْمَانِ حَقِيق ًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ مَنْ ل َا يَعْر ِفُ ل َا حَت َّى يُق َال َ ل َهُ ل َا ف َهُوَ أ َحْمَقُ<br />
وَوَص َّى عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُا ل ْأ َهْتَم ِ ابْنَهُ ف َق َال َ<br />
.<br />
:<br />
:<br />
يَا بُنَي َّ ل َا تَط ْل ُبْ ال ْ حَوَ ائِ جَ مِنْ غ َيْر ِ أ َهْلِهَا ، وَل َا تَط ْل ُبْهَا فِي غ َيْر ِ حِين ِهَا ، وَل َا<br />
تَط ْل ُبْ مَا ل َسْتَ ل َهُ مُسْتَحِقًّا ف َإ ِن َّك إن ْ ف َعَل ْتَ ذ َ لِكَ ك ُنْتَ حَقِيق ًا ب ِال ْحِرْمَانِ .<br />
وَق َال َ الش َّاعِرُ وَل َا تَسْأ َ ل َن َّ امْرَ أ ً حَاجَة ً يُ حَاو ِل ُ مِنْ رَ ب ِّهِ مِث ْل َهَا ف َيَتْرُكَ مَا ك ُنْتَ حَم َّل ْتَهُ وَ يَبْدَ أ ُ ب ِ حَاجَتِهِ ق َبْل َهَا ف َهَذ َا مَا<br />
يَ خْتَص ُّ ب ِشُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ فِي نَف ْسِهِ .<br />
وَأ َم َّا شُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ فِي غ َيْر ِهِف َث َل َاث َة ٌ<br />
أ َم َّا ا ل ْمُؤَ ازَرَة ُ ف َنَوْعَانِ أ َحَدُهُمَا<br />
:<br />
:ا ل ْمُؤَازَرَة ُ وَ ا ل ْمُيَاسَرَة ُ وَ ال ْإ ِف ْضَال ُ .<br />
:ال ْإ ِسْعَافُ ب ِا ل ْجَاهِ ، وَالث َّان ِيا ل ْإ ِسْعَافُ فِي الن َّوَا ئِب ِ .<br />
ف َأ َم َّاا ل ْإ ِسْعَافُ ب ِال ْ جَاهِ ف َق َدْ يَك ُون ُ مِنْ ال ْأ َعْل َى ق َدْرًا ،وَا ل ْأ َ نْف َذِ أ َمْرًا ، وَهُوَ أ َرْخَصُ ا ل ْمَك َار ِم ِ ث َمَنًا وَ أ َ ل ْط َفُ ا لص َّنَائِع ِ مَوْقِعًا ،<br />
وَرُب َّمَا ك َان َ أ َعْظ َمَ مِنْ ا ل ْمَال ِ نَف ْعًا .<br />
وَهُوَ ا لظ ِّ ل ُّ ال َّذِي يَل ْ جَأ ُ إل َيْهِ ا ل ْمُضْط َر ُّون َ ، وَال ْحِمَى ال َّذِي يَأ ْو ِي إ ل َيْهِ ال ْ خَا ئِف ُون َ .<br />
ف َإ ِن ْ أ َوَط ْأ َهُ ا ت َّسَعَ ب ِك َث ْرَةِ ال ْأ َنْصَار ِ وَ الش ِّيَع ِ ، وَ إ ِن ْ ق َبَضَهُ ا نْق َط َعَ ب ِنُف ُور ِ ا ل ْغَاشِيَةِ وَا لت َّبَع ِ ، ف َهُوَ ب ِا ل ْبَذ ْل ِ يُنَم َّى وَيَز ِيدُ ،<br />
وَ ب ِال ْك َف ِّ يَنْق ُصُ وَ يَب ِيدُ ، ف َل َا عُذ ْرَ لِمَنْ مُن ِ حَ جَاهًا أ َن ْ يَبْخَ ل َ ب ِهِ ف َيَك ُون َ أ َسْوَ أ َ حَال ًا مِنْ ال ْبَخِيل ِ ب ِمَا لِهِ ال َّذِي ق َدْ يُعِد ُّهُ<br />
لِنَوَا ئِب ِهِ ، وَيَسْتَبْقِيهِ لِل َذ َّ تِهِ ، وَيَك ْن ِزُهُ لِذ ُر ِّي َّتِهِ .<br />
وَ ب ِضِد ِّ ذ َلِكَ مَنْ بَخِ ل َ ب ِ جَاهِهِ ؛ لِأ َ ن َّهُ ق َدْ أ َ ضَاعَهُ ب ِالش ُّ ح ِّ وَ بَد َّدَهُ ب ِال ْبُخْل ِ وَحَرَمَ نَف ْسَهُ غ َن ِيمَة َ مُك ْنَتِهِ ، وَف ُرْ صَة َ ق ُدْرَ تِهِ ، ف َل َمْ<br />
يُعْقِبْهُ إل َّا نَدَمًا عَل َى ف َا ئِتٍ وَأ َسَف ًا عَل َى ضَائِع ٍ وَمَق ْتًايَسْتَ حْكِمُ فِي ا لن ُّف ُو س ِ وَذ َما ق َدْ يَنْتَشِرُ<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
صَن ِيعًا إل َى عِيَا لِهِ<br />
:<br />
. {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
فِي الن َّا س ِ .<br />
} ال ْخَل ْقُ ك ُل ُّهُمْ عِيَال ُ ا لل َّهِ وَأ َحَب ُّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ تَعَا ل َى إ ل َيْهِأ َحْسَنُهُمْ<br />
: اصْنَعْ ال ْ خَيْرَ عِنْدَ إمْك َا ن ِهِ يَبْق َى ل َك حَمْدُهُ عِنْدَ زَوَا لِهِ ، وَ أ َحْسِنْ وَ الد َّوْ ل َة ُ ل َك يُحْسَنُ ل َك ،<br />
وَ الد َّوْ ل َة ُ عَل َيْك ، وَاجْعَل ْ زَمَان َ رَخَائِك عُد َّة ً لِزَمَانِ بَل َائِك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مِنْ عَل َامَةِ ال ْإ ِق ْبَال ِ ا صْطِنَا عُ ا لر ِّجَال ِ .
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : بَذ ْل ُ ا ل ْجَاهِ أ َحَدُال ْ حِبَاءَ يْن ِ .<br />
وَق َال َ ا بْنُا ل ْأ َعْرَا ب ِي ِّ : ا ل ْعَرَبُ تَق ُول ُ<br />
وَ بَذ ْل ُ ال ْ جَاهِ ق َدْ<br />
:<br />
مَنْ أ َم َّ ل َ شَيْئ ًا هَا بَهُ وَمِنْ جَه ِ ل َ شَيْئ ًا عَا بَهُ .<br />
يَك ُون ُ مِنْ ك َرَم ِ ا لن َّف ْس ِ وَشُك ْر ِ الن ِّعْمَةِ وَ ضِد ُّهُ مِنْ ضِد ِّهِ وَ ل َيْسَ بَذ ْل ُ ال ْ جَاهِ لِال ْتِمَا س ِ ال ْ جَزَ اءِ بَذ ْل ًا مَشْك ُورًا ، وَإ ِن َّمَا هُوَ<br />
بَا ئِعُ جَاهِهِ وَمُعَاو ِضُ عَل َى ن ِعَم ِ ا لل َّهِ تَعَال َى وَآ ل َا ئِهِ ف َك َان َ ب ِا ل ذ َّم ِّ أ َحَق َّ<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ لِعَلِي ِّ بْن ِ عَب َّا س ٍ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ل َا يَبْذ ُل ُ ال ْعُرْفَ حِينَ يَبْذ ُ ل ُهُ ك َمُشْتَر ِيال ْ حَمْدِ أ َوْ ك َمُعْتَا ضِهِ<br />
بَل ْ يَف ْعَ ل ُ ال ْعُرْفَ حِينَ يَف ْعَل ُهُ لِ جَوْهَر ِ ال ْعُرْفِ ل َا لِأ َعْرَا ضِهِ وَعَل َى مَنْ أ ُسْعِدَ ب ِ جَاهِهِ ث َل َا ث َة ُ حُق ُو ق ٍيَسْتَك ْثِرُ ب ِهَا الش ُّك ْرَ<br />
وَ يَسْتَمِ د ُّ ب ِهَا ا ل ْمَز ِيدَ مِنْ ا ل ْأ َجْر ِ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَسْتَسْه ِ ل َ ا ل ْمَعُو نَة َ مَسْرُورًا ، وَل َا يَسْتَث ْقِل َهَا ك َار ِهًا ، ف َيَك ُون َ ب ِن ِعَم ِ ا لل َّهِ<br />
تَعَال َى مُتَبَر ِّمًا وَ لِإ ِحْسَا ن ِهِ مُسْخِط ًا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } مَنْ عَظ ُمَتْ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ تَعَال َى عَل َيْهِ عَظ ُمَتْ مَئ ُو نَة ُ ا لن َّا س ِ عَل َيْهِ {<br />
.<br />
:<br />
:<br />
.<br />
.<br />
ف َمَنْ ل َمْ يَ حْتَمِ ل ْ تِل ْكَ ا ل ْمَئ ُو نَة َ عَرَضَ تِل ْكَ ا لن ِّعْمَة َ لِلز َّوَ ال ِ .<br />
وَالث َّان ِي : مُ جَا نَبَة ُ ا لِاسْتِط َا ل َةِ وَتَرْكُ الِامْتِنَانِ ف َإ ِن َّهُمَا مِنْ ل ُؤْم ِ ا لط َّبْع ِ وَ ضِيق ِ ا لص َّدْر ِ وَفِيه ِمَا هَدْمُ الص َّن ِيع ِ ، وَإ ِحْبَاط ُ الش ُّك ْر ِ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ عَاشَرَ ا لن َّا سَ ب ِعُبُو س ِ وَجْه ِهِ وَ اسْتَط َال َ<br />
مَنْ أ َ ضْيَقُ ا لن َّا س ِ ط َر ِ يق ًا وَ أ َق َل ُّهُمْ صَدِ يق ًا ؟ ق َال َ وَق َدْ قِي ل َ لِل ْحَكِيم ِا ل ْيُو نَا ن ِي ِّ عَل َيْه ِمْ ب ِنَف ْسِهِ .<br />
أ َن ْ ل َا يَق ْر ِن َ ب ِمَشْك ُور ِ سَعْي ِهِ تَق ْر ِ يعًا ب ِذ َ نْب ٍ وَل َا تَوْ ب ِي خًا عَل َى هَف ْوَةٍ ف َل َا يَفِي مَضَضُ الت َّوْ ب ِي خ ِ ب ِإ ِدْرَ اكِ ا لن ُّجْ ح ِ<br />
وَالث َّالِث ُ وَ يَصِيرُ ا لش ُّك ْرُ وَجْدًا وَال ْحَمْدُ عَيْبًا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } أ َقِيل ُوا ذ َو ِي ال ْهَيْئ َاتِ عَث َرَا تِه ِمْ { .<br />
وَق َال َ ا لن َّا ب ِغَة ُال ْ جَعْدِي ُّ : أ َل َمْ تَعْل َمَا أ َن َّ ا ل ْمَل َامَة َ نَف ْعُهَا ق َلِي ل ٌ إذ َا مَا الش َّيْءُ وَل َّى ف َأ َدْبَرَا وَأ َم َّا ال ْ إ ِسْعَافُ فِي ا لن َّوَ ا ئِب ِ ف َلِأ َن َّ<br />
ال ْأ َي َّامَ غ َادِرَة ٌ ، وَالن َّوَاز ِل َ غ َا ئِرَة ٌ ، وَ ال ْ حَوَادِث َ عَار ِ ضَة ٌ ،<br />
وَالن َّوَائِبَ رَ اكِضَة ٌ ، ف َل َا يَعْذ ُ رُ فِيهَا إل َّا عَلِي مٌ ، وَل َا يَسْتَنْقِذ ُهُ مِنْهَا إل َّا سَلِي مٌ .<br />
وَق َدْ ق َال َ عَدِي ُّ بْنُ حَا تِم ٍ : ك َف َى زَاج ِرًا لِل ْمَرْءِ أ َ ي َّامُ دَهْر ِهِ تَرُوحُ ل َهُ ب ِا ل ْوَ اعِظ َاتِ وَتَغْتَدِي ف َإ ِذ َا وُج ِدَ ال ْك َر ِيمُ مُصَابًا<br />
ب ِ حَوَ ادِث دَهْر ِهِ حَث َّهُ ال ْك َرْمُ وَشُك ْرُ الن ِّعَم ِ عَل َىا ل ْإ ِسْعَافِ فِيهَا ب ِمَا اسْتَط َا عَ سَب ِيل ًا إ ل َيْهِ وَوَجَدَ ق ُدْرَة ً عَل َيْهِ<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ :خَيْرٌ مِنْ ال ْخَيْرُ مُعْطِيهِ وَشَر ٌّ مِنْ الش َّر ِّ ف َاعِل ُهُ<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ هَل ْ شَ يْءٌ خَيْرٌ مِنْ ا لذ َّهَب ِ وَ ا ل ْفِض َّةِ ؟ ق َال َ<br />
وَال ْإ ِسْعَافُ فِي ا لن َّوَ ا ئِب ِ نَوْعَانِ :وَ اج ِبٌ وَ تَبَر ُّ عٌ .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْوَاج ِبُ ف َمَا اخْتَص َّ ب ِث َل َا ث َةِ أ َ صْنَافٍ وَهُمْ ال ْأ َهْل ُ وَال ْإ ِخْوَان ُوَ ال ْ ج ِيرَ ان ُ .<br />
.<br />
.<br />
: مُعْطِيه ِمَا .<br />
:<br />
:<br />
:<br />
أ َم َّا ال ْأ َهْل ُ ف َلِمُمَاس َّةِ الر َّحِم ِ وَ تَعَاط ُفِ ا لن َّسَب ِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ ل َمْ يَسُدْ مَنْ احْتَاجَ أ َهْل ُهُ إل َى غ َيْر ِهِ .<br />
وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ ث َاب ِتٍ : وَ إ ِن َّ امْرَ أ ً نَال َ ال ْمُنَى ث ُ م َّ ل َمْ يَنَ ل ْ ق َر ِ يبًا وَل َا ذ َا حَاجَةٍ ل َزَهِيدُ وَ إ ِن َّ امْرَ أ ً عَادَى ا لر ِّجَال َ عَل َى<br />
وَ ل َمْ يَسْأ َل ْ ا لل َّهَ ال ْغِنَى ل َحَسُودُ وَأ َم َّا ال ْإ ِخْوَان ُ ف َلِمُسْتَ حْك َم ِا ل ْوُد ُّ وَمُتَأ َك ِّدُ ا ل ْعَهْدِ .<br />
ال ْغِنَى
سُئِ ل َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ عَنْ ا ل ْمُرُوءَةِ ف َق َال َ : صِدْ قُ ا لل ِّسَانِ وَمُؤَاسَاة ُ ال ْإ ِخْوَانِ وَذِك ْرُ ا لل َّهِ تَعَا ل َى فِي ك ُ ل ِّ مَك َان .<br />
وَق َال َ بَعْضُ حُك َمَاءِ ال ْف ُرْ س ِ : صِف َة ُ ا لص َّدِ يق ِ أ َن ْ يَبْذ ُل َ ل َك مَا ل َهُ عِنْدَ ا ل ْ حَاجَةِ ، وَ نَف ْسَهُ عِنْدَ ا لن َّك ْبَةِ ، وَيَحْف َظ َك عِنْدَ<br />
ا ل ْمَغِيب ِ .<br />
وَرَأ َى بَعْضُ ا ل ْحُك َمَاءِ رَجُل َيْن ِ يَصْط َ حِبَانِ ل َا يَف ْتَر ِق َانِ ف َسَأ َل َ عَنْهُمَا ف َقِي ل َ<br />
:<br />
:<br />
ف َق َال َ مَا بَال ُ أ َحَدِهِمَا ف َقِيرٌ وَا ل ْآخَر ِ غ َن ِي ٌّ .<br />
وَأ َم َّا ال ْ جَا رُ ف َلِدُ نُو ِّ دَ ار ِهِ وَ ات ِّصَال ِ مَزَ ار ِهِ .<br />
ق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ ا لل َّهُ وَجْهَهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
هُمَا صَدِ يق َانِ .<br />
: ل َيْسَ حُسْنُ ال ْجُوَار ِ ك َف َّ ال ْأ َذ َى بَل ْ الص َّبْرُ عَل َى ال ْأ َذ َى .<br />
مَنْ أ َجَارَ جَارَهُ أ َعَا نَهُ ا لل َّهُ وَأ َجَارَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ مَنْ أ َحْسَنَ إل َى جَار ِهِ ف َق َدْ دَل َّ عَل َى حُسْن ِ ن ِ جَار ِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَ لِل ْ جَار ِ حَق ٌّ ف َاحْتَر ِزْ مِنْ إذ َ ا ئِهِ وَمَا خَيْرُ جَار ٍ ل َا يَزَال ُ مُؤَاذِيًا ف َيَج ِبُ فِي حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَشُرُوطِ<br />
ال ْك َرَم ِ فِي هَؤُ ل َاءِ الث َّل َا ث َةِ تَ حَم ُّ ل ُ أ َ ث ْق َا لِه ِمْ ، وَ إ ِسْعَاف ُهُمْ فِي نَوَ ا ئِب ِه ِمْ وَل َا ف ُسْ حَة َ لِذِي مُرُوءَةٍ مَعَ ظ ُهُور ِا ل ْمُك ْنَةِ أ َن ْ يَكِل َهُمْ<br />
إل َى غ َيْر ِهِ ، أ َوْ يُل ْج ِئ َهُمْ إل َى سُؤَ ا لِهِ ، وَل ْيَك ُنْ سَا ئِ ل َ ك َرَم ِ نَف ْسِهِ عَنْهُمْ ف َإ ِ ن َّهُمْ عِيَال ُ ك َرَمِهِ وَ أ َضْيَافُ مُرُوءَ تِهِ ، ف َك َمَا أ َ ن َّهُ ل َا<br />
يَحْسُنُ أ َن ْ يُل ْج ِئ َ عِيَا ل َهُ وَ أ َضْيَاف َهُ إل َى ا لط َّل َب ِ وَ ا لر َّغ ْبَةِ ف َهَك َذ َا مَنْ عَا ل َهُ ك َرَمُهُ وَ أ َضَاف َتْهُ مُرُوءَ تُهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : حَق ٌّ عَل َى الس َّي ِّ دِ ال ْمَرْجُو ِّ نَا ئِل ُهُ وَال ْمُسْتَجَار ِ ب ِهِ فِي ا ل ْعَرَب ِ وَ ا ل ْعَجَم ِ أ َن ْ ل َا يُن ِي ل َ ا ل ْأ َق َاصِيَ صَوْبَ<br />
رَاحَتِهِ حَت َّى يَ خُص َّ ب ِهِ ال ْأ َدْنَى مِنْ ال ْ خَدَم ِ إن َّ ا ل ْف ُرَاتَ إذ َا جَاشَتْ غ َوَا ر ِ بُهُ رَو َّى الس َّوَاحِ ل َ ث ُ م َّ امْتَ د َّ فِي ا ل ْأ ُمَم ِ وَأ َم َّا ا لت َّبَر ُّ عُ<br />
فِيمَنْ عَدَا هَؤُ ل َاءِ ا لث َّل َا ث َةِ مِنْ ال ْبُعَدَاءِ ال َّذِ ينَ ل َا يُدْ ل ُون َ ب ِنَسَب ٍ ، وَل َا يَتَعَل َّق ُون َ ب ِسَبَب ٍ ، ف َإ ِن ْ تَبَر َّ عَ ب ِف َضْ ل ِ ا ل ْك َرَم ِ وَف َا ئِض ِ<br />
ا ل ْمُرُوءَةِ ف َنَهَضَ فِي حَوَ ادِ ثِه ِمْ ، وَ تَك َف َّ ل َ ب ِنَوَ ائِب ِه ِمْ ، ف َق َدْ زَ ادَ عَل َى شُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ وَتَ جَاوَزَهَا إل َى شُرُوطِ ا لر ِّ ئ َاسَةِ .<br />
وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ أ َي ُّ شَيْءٍ مِنْ أ َف ْعَال ِ ا لن َّا س ِ يُشْب ِهُ أ َف ْعَال َ ال ْإ ِ ل َهِ ؟ ق َال َ : ال ْإ ِحْسَان ُ إل َى ا لن َّا س ِ ، وَ إ ِن ْ ك َف َّ تَشَاغ ُل ًا<br />
ب ِمَا ل َز ِمَ ف َل َا ل َوْمَ مَا ل َمْ يَل ْجَأ ْ إ ل َيْهِمُ ضْط َر ٌّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْقِيَامَب ِال ْك ُ ل ِّمُعْو ِ زٌ وَ ا لت َّك َف ُّ ل َ ب ِال ْ جَمِيع ِ مُتَعَذ ِّ ٌر .<br />
ف َهَذ َا حُك ْمُ ا ل ْمُؤَازَرَةِ<br />
.<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُيَاسَرَةِ ف َنَوْعَانِ : أ َحَدُهُمَا : ال ْعَف ْوُ عَنْ ال ْهَف َوَاتِ ، وَالث َّان ِي ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ .<br />
ف َأ َم َّا ال ْعَف ْوُ عَنْ ال ْهَف َوَاتِ : ف َلِأ َ ن َّهُ ل َا مُبَر َّ أ َ مِنْ سَهْو ٍ وَزَ ل َ ل ٍ ، وَل َا سَلِيمَ مِنْ نَق ْص ٍ أ َوْ خَل َ ل ٍ ، وَمَنْ رَ امَ سَلِيمًا مِنْ هَف ْوَةٍ ،<br />
وَ ا ل ْتَمَسَ بَر ِ يئ ًا مِنْ نَبْوَةٍ ، ف َق َدْ تَعَد َّى عَل َى الد َّهْر ِ ب ِشَط َطِهِ ، وَخَادَ عَ نَف ْسَهُ ب ِغَل َطِهِ ، وَك َان َ مِنْ وُجُودِ بُغْيَتِهِ بَعِيدً ا وَصَارَ<br />
ب ِاق ْتِرَاحِهِ ف َرْدًا وَحِيدً ا .<br />
:<br />
.<br />
:<br />
:<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ ل َا صَدِ يقَ لِمَنْ أ َرَ ادَ صَدِ يق ًا ل َا عَيْبَ فِيهِ .<br />
وَقِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ ان َ هَل ْ مِنْ أ َحَدٍ ل َا عَيْبَ فِيهِ ؟ ق َال َ مَنْ ل َا مَوْتَ ل َهُ ، وَإ ِذ َا ك َان َ الد َّهْر ِ ل َا يُوج ِدُهُ مَا ط َل َبَ ، وَل َا يُن ِيل ُهُ<br />
مَا أ َحَب َّ ، وَك َان َ ا ل ْوَحِيدُ فِي ا لن َّا س ِ مَرْف ُوضًا ق َصِيا ، وَا ل ْمُنْق َطِعُ عَنْهُمْ وَحْشِيا ، ل َز ِمَهُ مُسَاعِدَة ُ زَمَا ن ِهِ فِي ا ل ْق َضَاءِ ،<br />
وَمُيَاسَرَة ُ إخْوَ ا ن ِهِ فِي ا لص َّف ْ ح ِ وَال ْإ ِغ ْضَاءِ<br />
رُو ِيَ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ا ل ْف َرَ ائِض ِ<br />
} :<br />
. {<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ ا بْنُ الر ُّومِي ِّ<br />
:<br />
:<br />
ث َل َاث ُ خِصَال ٍ ل َا تَ جْتَمِعُ إل َّا فِي ك َر ِيم ٍ<br />
إن َّ ا لل َّهَ تَعَال َى أ َمَرَن ِي ب ِمُدَارَاةِ الن َّا س ِ ك َمَا أ َمَرَن ِي ب ِأ َدَ اءِ<br />
: حُسْنُ ا ل ْمَحْضَر ِ وَاحْتِمَال ُ ا لز َّ ل َّةِ وَقِل َّة ُ ا ل ْمَل َال ِ .<br />
ف َعُذ ْرُكمَبْ سُوط ٌ لِذ َ نْب ٍ مُق َد َّم ٍ وَوُد ُّكمَق ْبُو ل ٌ ب ِأ َهْ ل ٍ وَمَرْحَب ِ وَ ل َوْ بَل َّغَتْن ِي عَنْكَ أ ُذ ْن ِي أ َق َمْتُهَا ل َدَي َّ
مَق َامَ ا ل ْك َاشِ ح ِ ا ل ْمُتَك َذ ِّب ِ ف َل َسْتُ ب ِتَق ْلِيب ِ ا لل ِّسَانِ مُصَار ِمًا خَلِيل ًا إذ َا مَا ال ْق َل ْبُ ل َمْ يَتَق َل َّبْ وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْإ ِغ ْضَاءُ حَتْمًا<br />
وَ الص َّف ْ حُ ك َرَمًا تَرَت َّبَ ب ِ حَسَب ِ ا ل ْهَف ْوَةِ وَ تَنَز َّل ُ ب ِق َدْر ِ ا لذ َّ نْب ِ .<br />
وَال ْهَف َوَاتُ نَوْعَانِ : صَغَا ئِرُ وَك َبَا ئِرُ .<br />
ف َا لص َّغَا ئِرُ مَغْف ُورَة ٌ ، وَالن ُّف ُوسُ ب ِهَامَعْ ذ ُورَة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ مَعَ أ َط ْوَ ار ِهِمْا ل ْمُ خْتَلِف َةِ ، وَأ َخْل َاقِه ِمْ ا ل ْمُتَف َا ضِل َةِ ، ل َا يَسْل َمُون َ<br />
مِنْهَا .<br />
ف َك َان َ ال ْوَجْدُ فِيهَا مُط َّرَحًا ، وَال ْعَتْبُ مُسْتَق ْبَحًا .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ا ل ْعُل َمَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ هَ جَرَ أ َخَاهُ مِنْ غ َيْر ِ ذ َ نْب ٍ ك َان َ ك َمَنْ زَرَ عَ زَرْعًا ث ُ م َّ حَصَدَهُ فِي غ َيْر ِ أ َوَا ن ِهِ .<br />
وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ وَشَر ُّ ال ْأ َخِل َّاءِ مَنْ ل َمْ يَزَل ْ يُعَا تِبُ ط َوْرًا وَط َوْرًا يَذ ُمْ يُر ِيك ا لن َّصِي حَة َ عِنْدَ ا لل ِّق َاءِ وَ يَبْر ِ يك فِي ا لس ِّر ِّ<br />
بَرْيَا ل ْق َل َمْ وَأ َم َّا ال ْك َبَا ئِرُ ف َنَوْعَانِ أ َن ْ يَهْف ُوَ ب ِهَا خَاطِئ ًا ، وَ يَز ِل َّ ب ِهَا سَاهِيًا ، ف َال ْ حَرَجُ فِيهَامَرْف ُو عٌ ، وَال ْعَتْبُ عَنْهَا<br />
مَوْ ضُو عٌ ؛ لِأ َن َّ هَف ْوَة َ ا ل ْخَاطِر ِ هَدَرٌ وَ ل َوْمَهُ هَذ ْ رٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ بْنُ ق َيْس ٍ : حَق ُّ الص َّدِ يق ِ أ َن ْ تَ حْتَمِ ل َ ل َهُ ث َل َا ث ًا<br />
.<br />
:<br />
ل َا تَق ْط َعْ أ َخَاك إل َّا بَعْدَ عَ جْز ِ ال ْ حِيل َةِ عَنْ اسْتِصْل َاحِهِ .<br />
وَحَك َى ا بْنُ عَوْنٍ أ َن َّ غ ُل َامًا هَاشِمِيا عَرْبَدَ عَل َى ق َوْم ٍ ف َأ َرَ ادَ عَم ُّهُ أ َن ْ يُسِيءَ ب ِهِ ف َق َال َ<br />
: ظ ُل ْمَ ا ل ْغَضَب ِ ، وَظ ُل ْمَ الد َّال َّةِ ، وَظ ُل ْمَا ل ْهَف ْوَةِ .<br />
: يَا عَ م ِّ إن ِّي ق َدْ أ َسَأ ْت وَ ل َيْسَ مَعِي<br />
عَق ْلِي ف َل َا تُسِئ ْ ب ِي وَمَعَك عَق ْل ُك<br />
وَق َال َ أ َبُو نُوَا س ٍ ل َمْ أ ُؤَاخِذ ْكَ إذ ْ جَنَيْتَ لِأ َن ِّيوَاثِقٌ مِنْك ب ِا ل ْإ ِخَاءِ الص َّ حِي ح ِ ف َ جَمِي ل ُ ا ل ْعَ دُو ِّ غ َيْرُ جَمِي ل ٍ وَق َب ِيحُ ا لص َّدِ يق ِ<br />
غ َيْرُ ق َب ِيح ِ ف َإ ِن ْ تَشَب َّهَ خَط َؤُهُ ب ِا ل ْعَمْدِ ، وَسَهْوُهُ ب ِا ل ْق َصْدِ ، تَث َب َّتَ وَ ل َمْ يَل ُمْ ب ِا لت َّوَه ُّم ِ ف َيَك ُون َ مَل ُومًا ، وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ : ا لت َّث َب ُّتُ<br />
ن ِصْفُا ل ْعَف ْو ِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ل َا يُف ْسِدُك ا لظ َّن ُّ عَل َى صَدِ يق ٍ أ َصْل َحَك ا ل ْيَقِينُ ل َهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ شُعَرَ اءِ هُذ َ يْ ل ٍ : ف َبَعْضُ ا ل ْأ َمْر ِ تُصْلِ حُهُ ب ِبَعْض ٍ ف َإ ِن َّ ا ل ْغَث َّ يَ حْمِل ُهُ ا لس َّمِينُ وَل َا تَعْجَل ْ ب ِظ َن ِّك ق َبْ ل َ خُبْر ٍ ف َعِنْدَ<br />
ال ْخُبْر ِ تَنْق َطِعُ ا لظ ُّنُون ُ تَرَى بَيْنَ ا لر ِّجَال ِ ال ْعَيْنُ ف َضْل ًا وَفِيمَا أ َ ضْمَرُو ا ال ْف َضْل ُ ا ل ْمُب ِينُ ك َل َوْنِ ا ل ْمَاءِ مُشْتَبَهًاوَ ل َيْسَتْ تُخْب ِرُ<br />
عَنْ مَذ َ اق َتِهِ ا ل ْعُيُون ُ وَالث َّان ِي<br />
وَل َا يَخْل ُو فِيمَا أ َ تَاهُ مِنْ أ َرْ بَع ِ أ َحْوَال ٍ : ف َال ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى<br />
: أ َن ْ يَعْتَمِدَ مَا اجْتَرَمَ مِنْ ك َبَا ئِر ِهِ ، وَ يَق ْصِدَ مَا اجْتَرَحَ مِنْ سَي ِّئ َا تِهِ .<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ مَوْتُورًا ق َدْ ق َا بَ ل َ عَل َى وَ تْرَ تِهِ<br />
وَك َاف َأ َ عَل َى مُسَاءَ تِهِ ف َا لل َّا ئِمَة ُ عَل َى مَنْ وَ تَرَهُ عَا ئِدَة ٌ ، وَإ ِل َى ا ل ْبَادِئ ِ ب ِهَا رَ اج ِعَة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُك َافِئ َ أ َعَذ ْرُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ الص َّف ْ حُ<br />
أ َجْمَ ل َ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } إي َّاك ُمْ وَال ْمُشَار َّة َ ف َإ ِن َّهَا تُمِيتُ ا ل ْغَيْرَة َ وَتُحْي ِي ا ل ْغُر َّة َ { .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَنْ ف َعَ ل َ<br />
وَق َال َ صَا لِ حُ بْنُ عَبْدِ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />
:<br />
مَا شَاءَ ل َقِيَ مَا ل َمْ يَشَأ ْ .<br />
مَنْ نَا ل َتْهُ إسَاءَتُك هَم َّهُ مُسَاءَتُك .<br />
مَنْ أ ُو لِعَ ب ِق ُبْ ح ِ ا ل ْمُعَامَل َةِ أ ُوج ِعَ ب ِق ُبْ ح ِ ا ل ْمُق َا بَل َةِ .<br />
إذ َا وَتَرْت امْرَ أ ً ف َاحْذ َرْ عَدَ اوَ تَهُ مَنْ يَزْرَعْ ا لش َّوْكَ ل َا يَحْصُدْ ب ِهِ عِنَبَا إن َّا ل ْعَ دُو َّ وَ إ ِن ْ<br />
أ َبْدَى مُسَا ل َمَة ً إذ َا رَأ َى مِنْك يَوْمًا ف ُرْ صَة ً وَث َبَا وَال ْإ ِغ ْضَاءُ عَنْ هَذ َا أ َوْجَبُ ، وَ إ ِن ْ ل َمْ تَك ُنْ ا ل ْمُك َاف َأ َة ُ ذ َنْبًا لِأ َ ن َّهُ ق َدْ رَأ َى<br />
عُق ْبَى إسَاءَ تِهِ ، ف َإ ِن ْ وَ اصَ ل َ ا لش َّر َّ وَاصَل ْته ا ل ْمُك َاف َأ َة ُ .
:<br />
:<br />
وَق َدْ قِي ل َ : ب ِاعْتِزَ الِك الش َّر َّ يَعْتَز ِل ُك وَب ِ حُسْن ِ ا لن َّصَف َةِ يَك ُون ُا ل ْمُوَا صِل ُون َ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ مَنْ ك ُنْت سَبَبًا لِبَل َا ئِهِ وَجَبَ عَل َيْك الت َّل َط ُّفُ ل َهُ فِي عِل َاج ِهِ مِنْ دَ ا ئِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ أ َوْ سُ بْنُ حَجَر ٍ إذ َا ك ُنْت ل َمْ تُعْر ِضْ عَنْ ا ل ْجَهْ ل ِ وَال ْخَنَا أ َصَبْت حَلِيمًا أ َوْ أ َ صَا بَك جَاهِ ل ُ وَال ْحَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />
أ َن ْ يَك ُون َ عَدُوا ق َدْاسْتَحْك َمَتْ شَحْنَاؤُهُ ،وَ اسْتَوْعَرَتْ سَر َّ اؤُهُ ،وَ اسْتَخْشَنَتْ ضَر َّ اؤُهُ ، ف َهُوَ يَتَرَب َّصُ ب ِدَوَا ئِر ِ ا لس َّوْءِ<br />
:<br />
ا نْتِهَازَ ف ُرَ صِهِ ، وَ يَتَ جَر َّ عُ ب ِمَهَا نَةِ ا ل ْعَ جْز ِ مَرَ ارَة َ غ ُصَصِهِ ، ف َإ ِذ َا ظ َفِرَ ب ِنَا ئِبَةٍ سَاعَدَهَا ، وَإ ِذ َا شَاهَدَ ن ِعْمَة ً عَانَدَهَا ، ف َا ل ْبُعْدُ<br />
مِنْهُ حَذ َرًا أ َسْل َمُ ، وَا ل ْك َف ُّ عَنْهُ مُتَارَك َة ً أ َغ ْنَمُ ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا يُسْل َمُ مِنْ عَوَ اقِب ِ شَر ِّهِ ، وَل َا يُف ْل َتُ مِنْ غ َوَ ائِ ل ِ مَك ْر ِهِ .<br />
وَق َدْ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِا بْن ِهِ<br />
:<br />
:<br />
ل َا تَعْر ِ ضَن َّ لِعَدُو ِّك فِي دَوْ ل َتِهِ ف َإ ِذ َا زَال َتْ ك ُفِيَتْ شَر َّهُ .<br />
يَا بُنَي َّ ك َذ َبَ مَنْ ق َال َ إن َّ<br />
ا لش َّر َّ ب ِا لش َّر ِّ يُط ْف َأ ُ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ صَادِق ًا ف َل ْيُوقِدْ نَارَ يْن ِ وَل ْيَنْظ ُرْ هَل ْ تُط ْفِئ ُ إحْدَاهُمَا ال ْأ ُخْرَى ، وَإ ِن َّمَا يُط ْفِئ ُ ال ْخَيْرُ ا لش َّر َّ ك َمَا<br />
يُط ْفِئ ُ ا ل ْمَاءُ ا لن َّارَ .<br />
وَق َال َ جَعْف َرُ بْنُ مُ حَم َّدٍ<br />
قِي ل َ<br />
:<br />
: ك َف َاك مِنْ ا لل َّهِ نَصْرًا أ َن ْ تَرَى عَدُو َّك يَعْصِي ا لل َّهَ فِيك .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ب ِا لس ِّيرَةِ ا ل ْعَادِ ل َةِ يُق ْهَرُ ال ْمُعَادِي .<br />
وَق َال َ ا ل ْبُ حْتُر ِي ُّ : وَ أ ُق ْسِمُ ل َا أ َجْز ِ يكَ ب ِالش َّر ِّ مِث ْل َهُ ك َف َى ب ِا َل َّذِي جَازَيْتن ِي ل َك جَاز ِيَا وَال ْحَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />
:<br />
.<br />
أ َن ْ يَك ُون َ ل َئِيمَ ا لط َّبْع ِ<br />
خَب ِيث َا ل ْأ َصْ ل ِ ق َدْ أ َغ ْرَ اهُ ل ُؤْمُ ا لط َّبْع ِ عَل َى سُوءِ ا لِاعْتِق َادِ ، وَ بَعَث َهُ خُبْث ُا ل ْأ َ صْ ل ِ عَل َى إ تْيَانِ ال ْف َسَادِ ، ف َهُوَ ل َا يَسْتَق ْب ِ حُ الش َّر َّ<br />
وَل َا يَك ُف َّ عَنْ ا ل ْمَك ْرُوهِ .<br />
ف َهَذِهِ ال ْ حَا ل َة ُ أ َط َم ُّ ؛ لِأ َن َّ ال ْأ َضْرَارَ ب ِهَا أ َعَم ُّ ، وَل َا سَل َامَة َ مِنْ مِث ْلِهِ إل َّا ب ِال ْبُعْدِ وَالِانْقِبَاض ِ ، وَل َا خَل َاصَ مِنْهُ إل َّا ب ِالص َّف ْ ح ِ<br />
وَال ْإ ِعْرَاض ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ ك َالس َّبُع ِ الض َّار ِي فِي سَوَ ار ِح ِ ا ل ْغَنَم ِ وَك َالن َّار ِ ا ل ْمُتَأ َج ِّ جَةِ فِي يَا ب ِس ِ ال ْ حَط َب ِ ل َا يَق ْرَبُهَا إل َّاتَالِفٌ وَل َا يَدْنُو<br />
مِنْهَا إل َّاهَالِ كٌ<br />
رَوَىمَك ْ حُو ل ٌ عَنْ أ َب ِي أ ُمَامَة َ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
وَق َال َ<br />
} ا لن َّا سُ ك َشَ جَرَةٍ ذ َ اتِ جَنًى<br />
وَ يُوشِكُ أ َن ْ يَعُودُوا ك َشَ جَرَةٍ ذ َ اتِ شَوْكٍ إن ْ نَاق َدْتَهُمْ نَاق َدُوكَ ، وَ إ ِن ْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ ط َل َبُوكَ ، وَ إ ِن ْ تَرَك ْتَهُمْ ل َمْ يَتْرُك ُوكَ<br />
يَا رَسُول َ ا لل َّهِ وَك َيْفَ ا ل ْمَ خْرَجُ ؟ ق َال َ : أ َق ْر ِضْهُمْ مِنْ عَرْضِك لِيَوْم ِ ف َاق َتِك { .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا لل َّهِ بْنُ ا ل ْعَب َّا س ِ : ا ل ْعَاقِ ل ُ ا ل ْك َر ِيمُ صَدِ يقُ ك ُ ل ِّ أ َحَدٍ إل َّا مَنْ ضَر َّهُ ، وَ ال ْ جَاهِ ل ُ الل َّئِيمُ عَ دُو ُّ ك ُ ل ِّ أ َحَدٍ إل َّا مَنْ نَف َعَهُ<br />
: شَر ُّ مَا فِي ال ْك َر ِيم ِ أ َن ْ يَمْنَعَك خَيْرَهُ ، وَخَيْرُ مَا فِي ا لل َّئِيم ِ أ َن ْ يَك ُف َّ عَنْك شَر َّهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَوَص َّى بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ ابْنَهُ ف َق َال َ<br />
:<br />
: أ َعْدَ اؤُك دَاؤُك وَفِي ال ْبُعْدِ عَنْهُمْ شِف َاؤُك .<br />
: شَرَفُ ال ْك َر ِيم ِ تَغَاف ُل ُهُ عَنْ الل َّئِيم ِ .<br />
يَا بُنَي َّ إذ َا سَلِمَ ا لن َّا سُ مِنْك ف َل َا عَل َيْك أ َن ْ ل َا تَسْل َمَ مِنْهُمْ ف َإ ِ ن َّهُ ق َ ل َّ مَا اجْتَمَعَتْ هَا تَانِ<br />
الن ِّعْمَتَانِ .<br />
وَق َال َ عَبْدُ ا ل ْمَسِي ح ِ بْنُ نُف َيْل َة َ : ال ْخَيْرُ وَ الش َّر ُّ مَق ْرُو نَانِ فِي ق َرْنٍ ف َال ْخَيْرُ مُسْتَتْبَعٌ وَا لش َّر ُّ مَ حْذ ُو رُ وَا ل ْحَال ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ : أ َن ْ<br />
يَك ُون َ صَدِ يق ًا ق َدْ اسْتَحْدَث َ نَبْوَة ً وَتَغَي ُّرًا ، أ َوْ أ َخًا ق َدْ اسْتَجَد َّ جَف ْوَة ً وَتَنَك ُّرًا ، ف َأ َبْدَى صَف ْ حَة َ عُق ُوقِهِ ، وَ اط َّرَحَ ل َاز ِمَ<br />
حُق ُوقِهِ ، وَعَدَل َ عَنْ ب ِر ِّ ا ل ْإ ِخَاءِ إل َى جَف ْوَةِ ال ْأ َعْدَاءِ<br />
.<br />
ف َهَذ َا ق َدْ يَعْر ِضُ فِي ا ل ْمَوَد َّاتِا ل ْمُسْتَقِيمَةِ ك َمَا تَعْر ِضُ ال ْأ َمْرَاضُ فِي ا ل ْأ َجْسَام ِ الس َّلِيمَةِ ف َإ ِن ْ عُولِ جَتْ أ َق ْل َعَتْ ، وَ إ ِن ْ
أ ُهْمِل َتْ أ َسْق َمَتْ ث ُ م َّ أ َ تْل َف َتْ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َتْ ال ْ حُك َمَاءُ<br />
وَق َال َ ك ُشَاج ِمُ<br />
:<br />
: دَوَ اءُ ا ل ْمَوَد َّةِ ك َث ْرَة ُ الت َّعَاهُدِ .<br />
: أ َقِ ل ْ ذ َاا ل ْوُد ِّ عَث َرْ تَهُ وَقِف ْهُ عَل َى سُنَن ِ ا لط َّر ِ يق ِ ال ْمُسْتَقِيمَهْ وَل َا تُسْر ِعْ ب ِمَعْتَبَةٍ إل َيْهِ ف َق َدْ يَهْف ُو وَن ِي َّتُهُ سَلِيمَهْ<br />
وَمِنْ ا لن َّا س ِ مَنْ يَرَى أ َن َّ مُتَارَك َة َ ال ْإ ِخْوَ انِ إذ َا نَف َرُو ا أ َ صْل َ حُ ، وَاط ِّرَاحَهُمْ إذ َا ف َسَدُو ا أ َوْل َى ، ك َأ َعْضَاءِ ا ل ْجَسَدِ إذ َا<br />
ف َسَدَتْ ك َان َ ق َط ْعُهَا أ َسْل َمَ ف َإ ِن ْ شَ ح َّ ب ِهَا سَرَتْ إل َى نَف ْسِهِ ، وَك َا لث َّوْب ِ إذ َا خَلِقَ ك َان َ اط ِّرَاحُهُ ب ِا ل ْجَدِيدِ ل َهُ أ َجْمَ ل َ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ رَغ ْبَتُك فِيمَنْ يَزْهَدُ فِيك ذ ُ ل ُّ نَف ْس ٍ ، وَزُهْدُك فِيمَنْ يَرْغ َبُ فِيك صِغَرُ هِم َّةٍ .<br />
وَق َدْ ق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ<br />
:<br />
:<br />
مَنْ تَغَي َّرَ عَل َيْك فِي مَوَد َّ تِهِ ف َدَعْهُ حَيْث ُ ك َان َ ق َبْ ل َ مَعْر ِف َتِهِ .<br />
وَق َال َ نَصْرُ بْنُ أ َحْمَدَ ال ْ خُبْزُ أ َرُ ز ِّي ٍّ : صِل ْ مَنْ دَنَا وَ تَنَا سَ مَنْ بَعُدَا ل َا تُك ْر ِهَن َّ عَل َى ال ْهَوَى أ َحَدَا ق َدْ أ َك ْث َرَتْ حَو َّ اءُ إذ ْ<br />
وَ ل َدَتْ ف َإ ِذ َا جَف َا وَ ل َ دٌ ف َخُذ ْ وَل َدَا ف َهَذ َا مَذ ْهَبُ مَنْ ق َ ل َّ وَف َاؤُهُ ، وَ ضَعُفَ إخَاؤُهُ ، وَسَاءَتْ ط َرَ ا ئِق ُهُ ، وَضَاق َتْ خَل َا ئِق ُهُ ،<br />
وَ ل َمْ يَك ُنْ فِيهِ ف َضْ ل ُ الِاحْتِمَال ِ ، وَل َا صَبْرٌ عَل َى ال ْإ ِدْل َال ِ ، ف َق َابَ ل َ عَل َى ال ْ جَف ْوَةِ ،<br />
وَعَاق َبَ عَل َى ال ْهَف ْوَةِ ، وَ اط َّرَحَ سَا لِفَ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَق َابَ ل َ ال ْعُق ُوقَ ب ِال ْعُق ُوق ِ ، ف َل َا ب ِا ل ْف َضْ ل ِ أ َخَذ َ وَل َا إل َى ا ل ْعَف ْو ِ أ َخْل َدَ .<br />
وَق َدْ عَلِمَ أ َن َّ نَف ْسَهُ ق َدْ تَط ْغَى عَل َيْهِ ف َتُرْدِيهِ ، وَ أ َن َّ ج ِسْمَهُ ق َدْ يَسْق َمُ عَل َيْهِ ف َيُؤْ لِمُهُ وَيُؤْذِ يهِ ، وَهُمَا أ َخَص ُّ ب ِهِ وَأ َحْنَى عَل َيْهِ<br />
مِنْ صَدِ يق ٍ ق َدْ تَمَي َّزَ ب ِذ َ ا تِهِ ، وَا نْف َصَ ل َ ب ِأ َدَوَا تِهِ ف َيُر ِيدُ مِنْ غ َيْر ِهِ لِنَف ْسِهِ مَا ل َا يَج ِدُهُ مِنْ نَف ْسِهِ لِنَف ْسِهِ .<br />
هَذ َا عَيْنُ ا ل ْمُ حَال ِ وَمَ حْضُ ال ْ جَهْ ل ِ مَعَ أ َن َّ مَنْ ل َمْيَ حْتَمِ ل ْ بَقِيَ ف َرْدًا وَا نْق َل َبَ الص َّدِ يقُ ف َصَارَ عَدُوا .<br />
وَعَدَ اوَة ُ مَنْ ك َان َ صَدِ يق ًا أ َعْظ َمُ مِنْ عَدَ اوَةِ مَنْ ل َمْ يَزَل ْ عَدُوا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } أ َوْ صَا ن ِي رَب ِّي ب ِسَبْع ٍ : ال ْإ ِخْل َاصُ فِي ا لس ِّر ِّ وَ ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ وَ أ َن ْ أ َعْف ُوَ عَم َّنْ<br />
ظ َل َمَن ِي وَ أ ُعْطِيَ مَنْ حَرَمَن ِي وَأ َ صِ ل َ مَنْ ق َط َعَن ِي وَ أ َن ْ يَك ُون َ صَمْتِي فِك ْرًا ، وَنُط ْقِي ذِك ْرًا وَنَظ َر ِي عِبْرَة ً<br />
. {<br />
:<br />
وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِا بْن ِهِ يَا بُنَي َّ ل َا تَتْرُكْ صَدِ يق َك ا ل ْأ َو َّل َ ف َل َا يَط ْمَئِن َّ إل َيْك الث َّان ِي ، يَا بُنَي َّ ات َّ خَذ َ أ َ ل ْفَ صَدِ يق ٍ وَال ْأ َل ْفُ ق َلِي ل ٌ وَل َا<br />
تَت َّخِذ ْ عَدُوا وَاحِدًا وَا ل ْوَاحِدُ ك َثِيرٌ .<br />
وَقِي ل َ لِل ْمُهَل َّب ِ بْن ِ أ َب ِي صُف ْرَة َ<br />
:<br />
مَا تَق ُول ُ فِيا ل ْعَف ْو ِ وَا ل ْعُق ُو بَةِ ؟ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
.<br />
هُمَا ب ِمَنْز ِ ل َةِ ال ْ جُودِ وَال ْبُخْل ِ ف َتَمَس َّكْ ب ِأ َي ِّه ِمَا شِئ ْتَ<br />
وَ أ َنْشَدَ ث َعْل َبٌ إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَسْتَق ْب ِل ْ ا ل ْأ َمْرَ ل َمْ تَج ِدْ ب ِك َف َّيْكَ فِي إدْ بَار ِهِ مُتَعَل ِّق َا إذ َا أ َ نْتَ ل َمْ تَتْرُكْ أ َخَاكَ وَزَ ل َّة ً إذ َا زَل َّهَا<br />
أ َوْشَك ْتُمَا أ َن ْ تَف َر َّق َا ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْأ َمْرُ عَل َى مَا وَ صَف ْتُ ف َمِنْ حُق ُو ق ِ ا لص َّف ْ ح ِ ال ْك َشْفُ عَنْ سَبَب ِا ل ْهَف ْوَةِ لِيَعْر ِفَ ا لد َّ اءَ<br />
ف َيُعَا لِ جَهُ ف َإ ِن ْ ل َمْ يَعْر ِفْ الد َّ اءَ ل َمْ يَقِفْ عَل َى الد َّوَ اءِ ك َمَا ق َدْ ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />
:<br />
عَل َى ف َسَادِ وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ ك َذ َلِكَ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ الس َّبَب ِ مِنْ أ َن ْ يَك ُون َ لِمِل َ ل ٍ أ َوْ زَ ل َ ل ٍ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ<br />
لِمِل َ ل ٍ ف َمَوَد َّ اتُ ا ل ْمَل ُول ِ ظِ ل ُّ ا ل ْغَمَام ِ وَحُل ْمُ ا لن ِّيَام ِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />
ا ل ْإ ِخَاءَ .<br />
.<br />
:<br />
ف َإ ِن َّ ال ْجُرْحَ يَنْفِرُ بَعْدَ حِين ٍ إذ َا ك َان َ ال ْب ِنَاُء<br />
ل َا تَأ ْمَنَن َّ لِمَل ُول ٍ ، وَ إ ِن ْ تَحَل َّى ب ِا لص ِّل َةِ وَعِل َاجُهُ أ َن ْ يُتْرَكَ عَل َى مَل َلِهِ ف َيَمَ ل َّ ال ْ جَف َاءَ ك َمَا مَ ل َّ<br />
وَ إ ِن ْ ك َان َ لِزَل َ ل ٍ ل ُوحِظ َتْ أ َسْبَا بُهُ ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َهَا مَدْخَ ل ٌ فِي ا لت َّأ ْو ِي ل ِ وَشُبْهَة ٌ تَئ ُول ُ إل َى جَمِي ل ٍ حَمَل َهُ عَل َى أ َجْمَ ل ِ تَأ ْو ِ يلِهِ<br />
وَ صَرَف َهُ إل َى أ َحْسَن ِ ج ِهَةٍ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ خَا لِدِ بْن ِ صَف ْوَ ان َ أ َ ن َّهُ مَر َّ ب ِهِ صَدِ يق َانِ ل َهُ ف َعَرَجَ عَل َيْهِ أ َحَدُهُمَا وَط َوَ اهُ ا ل ْآخَرُ<br />
، ف َقِي ل َ ل َهُ فِي ذ َلِكَ ف َق َال َ : نَعَمْ عَرَجَ عَل َيْنَا هَذ َا ب ِف َضْلِهِ ، وَط َوَا نَا ذ َاكَ ب ِثِق َتِهِ ب ِنَا .
:<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِمُ حَم َّدِ بْن ِ دَاوُد ال ْأ َصْف َهَان ِي ِّ : وَتَزْعُمُ لِل ْوَاشِينَ أ َن ِّي ف َاسِ دٌ عَل َيْكَ وَأ َن ِّي ل َسْتُ فِيمَا عَه ِدْتَن ِي<br />
وَمَا ف َسَدَتْ لِي يَعْل َمُ ا لل َّهُ ن ِي َّة ٌ عَل َيْكَ وَل َكِنْ خُنْتَن ِي ف َات َّهَمْتَن ِي غ َدَرْتَ ب ِعَهْدِي عَامِدًا وَأ َخَف ْتَن ِي ف َ خِف ْتُ وَل َوْ آمَنْتَن ِي ل َأ َمِنْتَن ِي<br />
.<br />
وَ إ ِن ْ ل َمْ يَك ُنْ لِزَ ل َلِهِ فِي ا لت َّأ ْو ِي ل ِ مَدْخَ ل ٌ نَظ َرَ بَعْدَ زَل َلِهِ ف َإ ِن ْ ظ َهَرَ نَدَمُهُ وَ بَان َ خَ جَل ُهُ ف َا لن َّدَمُ تَوْ بَة ٌ وَا ل ْخَجَ ل ُإنَابَة ٌ ، وَل َا ذ َ نْبَ<br />
لِتَائِب ٍ وَل َا ل َوْمَ عَل َى مُن ِيب ٍ ، وَل َا يُك َل َّفُ عُذ ْرًا عَم َّا سَل َفَ ، ف َيُل ْ جَأ َ إل َى ذ ُل ِّ ا لت َّ حْر ِ يفِ ، أ َوْ خَجَ ل ِ الت َّعْن ِيفِ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } إي َّاك ُمْ وَ ا ل ْمَعَاذِرَ ف َإ ِن َّ أ َك ْث َرَهَا مَف َاج ِرُ { .<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ مُسْلِمُ بْنُ ق ُتَيْبَة َ لِرَجُ ل ٍ اعْتَذ َرَ إ ل َيْهِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : ا ل ْك َر ِيمُ مَنْ<br />
: ك َف َى ب ِمَا يُعْتَذ َرُ مِنْهُ تُهْمَة ً .<br />
ل َا يَدْعُوَن َّكَأ َمْرٌ ق َدْ تَخَل َّصْت مِنْهُ إل َى الد ُّخُول ِ فِي أ َمْر ٍ ل َعَل َّك ل َا تَ خْل ُصُ مِنْهُ .<br />
: شَفِيعُا ل ْمُذ ْ ن ِب ِ إق ْرَا رُهُ ، وَ تَوْبَتُهُ اعْتِذ َ ارُهُ .<br />
مَنْ ل َمْ يَق ْبَل ْ الت َّوْبَة َ عَظ ُمَتْ خَطِيئ َتُهُ ، وَمَنْ ل َمْ يُحْسِنْ إل َى ا لت َّا ئِب ِ ق َبُ حَتْ إسَاءَ تُهُ .<br />
أ َوْسَعَا ل ْمَغْفِرَة َ إذ َا ضَاق َتْب ِا ل ْمُذ ْ ن ِب ِا ل ْمَعْذِرَة ُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ :ا ل ْعُذ ْ رُ يَل ْ حَق ُهُ ا لت َّحْر ِ يفُ وَ ال ْك َذِبُ وَ ل َيْسَ فِي غ َيْر ِ مَا يُرْضِيك لِي أ َرَبُ وَق َدْ أ َسَأ ْتُ ف َب ِالن ُّعْمَى ال َّتِي<br />
سَل َف َتْ إل َّا مَنَنْتَ ب ِعَف ْو ٍ مَا ل َهُ سَبَبُ وَ إ ِن ْ عَج َّ ل َ ال ْعُذ ْرَ ق َبْ ل َ تَوْ بَتِهِ وَق َد َّمَ الت َّنَص ُّ ل َ ق َبْ ل َ إ نَا بَتِهِ ف َا ل ْعُذ ْ رُ تَوْ بَ ٌة وَا لت َّنَص ُّ ل ُإنَابَة ٌ ف َل َا<br />
يَك ْشِفُ عَنْ بَاطِن ِ عُذ ْر ِهِ ، وَل َا يُعَن َّفُ ب ِظ َاهِر ِ غ َدْر ِهِ ، ف َيَك ُون َ ل َئِيمَ ا لظ َّف َر ِ سِيءَ ا ل ْمُك َاف َأ َةِ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ مَنْ غ َل َبَتْهُ ا ل ْحِدَة ُ ف َل َا تَغْتَر َّ ب ِمَوَد َّ تِهِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : شَافِعُا ل ْمُذ ْ ن ِب ِ خُضُوعُهُ إل َى عُذ ْر ِهِ<br />
.<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ اق ْبَل ْ مَعَاذِيرَ مَنْ يَأ ْ تِيكَ مُعْتَذِرًا إن ْ بَر َّ عِنْدَك فِيمَا ق َال َ أ َوْ ف َجَرَا ف َق َدْ أ َط َاعَكَ مَنْ يُرْ ضِيكَ ظ َاهِرُهُ<br />
وَق َدْ أ َجَل َّكَ مَنْ يَعْصِيكَ مُسْتَتِرَا وَ إ ِن ْ تَرَكَ نَف ْسَهُ فِي زَ ل َلِهِ ، وَ ل َمْ يَتَدَارَكْ ب ِعُذ ْر ِهِ وَ تَنَص ُّلِهِ ، وَل َا مَحَاهُ ب ِتَوْ بَتِهِ ، وَإ ِ نَابَتِهِ ،<br />
رَاعَيْت فِي ا ل ْمُتَارَك َةِ ف َسَتَ ج ِدُهُ ل َا يَنْف َك ُّ فِيهَا مِنْ أ ُمُور ٍ ث َل َا ث َةٍ<br />
أ َحَدُهَا :<br />
سَا لِفِ زَ ل َلِهِ ، ف َا ل ْك َف ُّ إحْدَىا لت َّوْ بَتَيْن ِ ، وَال ْإ ِق ْل َاعُ أ َحَدُ ال ْعُذ ْرَيْ ِن .<br />
:<br />
ف َك ُنْ أ َ نْتَا ل ْمُعْتَذِرُ عَنْهُ ب ِصَف ْحِك وَ ا ل ْمُتَنَص ِّ ل ُ ل َهُ ب ِف َضْلِك .<br />
ف َق َدْ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ :ا ل ْمُ حْسِنُ عَل َى ا ل ْمُسِيءِ أ َمِيرٌ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
.<br />
:<br />
:<br />
أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ ك َف َّ عَنْ سَي ِّئِ عَمَلِهِ ، وَ أ َق ْل َعَ عَنْ<br />
: أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ وَق َفَ عَل َى مَا أ َسْل َفَ مِنْ زَ ل َلِهِ غ َيْرَ تَار ِكٍ وَل َا مُتَ جَاو ِز ٍ ف َوُق ُوفُ ا ل ْمَرَض ِ أ َحَدُ البرأين ، وَك َف ُّهُ عَنْ<br />
ا لز ِّ يَادَةِ إحْدَىا ل ْحُسْنَيَيْن ِ ، وَق َدْ اسْتَبْق َى ب ِال ْوُق ُوفِ عَنْ ا ل ْمُتَ جَاو ِز ِ أ َحَدَ شَط ْرَ يْهِ ف َعَو َّل َ ب ِهِ عَل َى صَل َاح ِ شَط ْر ِهِ ا ل ْآخَر ِ .<br />
وَإ ِي َّاكَ وَ إ ِرْجَاءَهُ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِرْجَاءَ يُف ْسِدُ شَط ْرَ صَل َاحِهِ ، وَا لت َّل َافِيَ يُصْلِ حُ شَط ْرَ ف َسَادِهِ ، ف َإ ِن َّ مَنْ سَقِمَ مِنْ ج ِسْمِهِ مَا ل َمْ<br />
يُعَالِ جْهُ سَرَى الس َّق َمُ إل َى صِ ح َّتِهِ ، وَ إ ِن ْ عَال َ جَهُ سَرَتْ<br />
الص ِّ ح َّة ُ إل َى سَق َمِهِ<br />
وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَتَ جَاوَزَ مَعَا ل ْأ َوْق َاتِ ف َيَز ِيدَ فِيهِ عَل َى مُرُور ِ ال ْأ َي َّام ِ ، ف َهَذ َا هُوَ ا لد َّ اءُ ا ل ْعُضَال ُ ف َإ ِن ْ أ َمْك َنَاسْتِدْرَاك ُهُ وَتَأ َت َّى<br />
اسْتِصْل َاحُهُ ، وَذ َ لِكَب ِاسْتِنْزَا لِهِ عَنْهُ إن ْ عَل َا ، وَ ب ِإ ِرْغ َا ب ِهِ إن ْ دَنَا ، وَ ب ِعِتَا ب ِهِ إن ْ سَاوَى ، وَإ ِل َّا<br />
وَمَنْ بَل َغَتْ ب ِهِ ال ْأ َعْذ َارُ إل َى غ َايَتِهَا ف َل َا ل َا ئِمَة َ عَل َيْهِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ<br />
مَنْ سَ ل َّ سَيْفَا ل ْبَغْي ِ أ َغ ْمَدَهُ فِي رَ أ ْسِهِ ف َهَذ َاشَرْط ٌ .<br />
وَال ْمُقِيمُ عَل َى شِق َاقِهِ بَا غ ٍمَصْرُو عٌ .<br />
ف َآخِرُ ا لد َّ اءِ ا ل ْعَيَاءِ ال ْك َي ُّ .
:<br />
وَأ َم َّا ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لِاسْتِيف َاءَ مُوحِ شٌ وَا لِاسْتِق ْصَاءَ مُنَف ِّرٌ وَمَنْ أ َرَ ادَ ك ُ ل َّ حَق ِّهِ مِنْ ا لن ُّف ُو س ِا ل ْمُسْتَصْعَبَةِ<br />
ب ِشُ ح ٍّ أ َوْ ط َمَع ٍ ل َمْ يَصِ ل ْ إ ل َيْهِ إل َّا ب ِا ل ْمُنَاف َرَةِ وَا ل ْمُشَاق َّةِ ، وَل َمْ يَق ْدِرْ عَل َيْهِ إل َّا ب ِا ل ْمُ خَاشَنَةِ وَال ْمُشَاح َّةِ ؛ لِمَا اسْتَق َر َّ فِي ا لط ِّبَا ع ِ<br />
مِنْ مَق ْتِ مَنْ شَاق َّهَا وَ نَاف َرَهَا ، وَ بُغْض ِ مَنْ شَاح َّهَا وَ نَازَعَهَا ، ك َمَا اسْتَق َر َّ حُب ُّ مَنْ يَاسَرَهَا وَسَامَ حَهَا ف َك َان َ أ َ ل ْيَقُ لِأ ُمُور ِ<br />
ا ل ْمُرُوءَةِاسْتِل ْط َافَ ا لن ُّف ُو س ِ ب ِا ل ْمُيَاسَرَةِ وَا ل ْمُسَامَ حَةِ ، وَتَأ َل ُّف َهَا ب ِا ل ْمُق َارَ بَةِ وَا ل ْمُسَاهَل َةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : مَنْ عَاشَرَ إخْوَا نَهُ ب ِا ل ْمُسَامَ حَةِ دَامَتْ ل َهُ مَوَد َّا تُهُمْ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ إذ َا أ َخَذ ْت عَف ْوَ ا ل ْق ُل ُوب ِ زَك َا ر ِيعُك ، وَ إ ِن ْ اسْتَق ْصَيْت أ َك ْدَ يْتَ .<br />
وَ ا ل ْمُسَامَ حَة ُ نَوْعَانِ فِي عُق ُودٍ وَحُق ُو ق ٍ .<br />
ق َال َ<br />
:<br />
ف َأ َم َّا ال ْعُق ُودُ ف َهُوَ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهَا سَهْ ل َ ا ل ْمُنَاجَزَةِ ، ق َلِي ل َ ا ل ْمُ حَاجَزَةِ مَأ ْمُون َ ا ل ْغَيْبَةِ بَعِيدً ا مِنْ ا ل ْمَك ْر ِ وَ ال ْخَدِ يعَةِ .<br />
رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } أ َجْمِل ُو ا فِي ط َل َب ِ ال د ُّنْيَا ف َإ ِن َّ ك ُلًّا مُيَ س َّرٌ لِمَا ك ُتِبَ ل َهُ مِنْهَا<br />
وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َل َا أ َدُ ل ُّك ُمْ عَل َى شَيْءٍ يُ حِب ُّهُ ا لل َّهُ تَعَال َى وَرَسُو ل ُهُ ؟ ق َال ُوا بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ .<br />
: ا لت َّغَا بُنُ لِلض َّعِيفِ { .<br />
وَحَك َى ا بْنُ عَوْنٍ أ َن َّ<br />
. {<br />
:<br />
} :<br />
عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ ا لل َّهِ اشْتَرَى لِل ْ حَسَن ِا ل ْبَصْر ِي ِّ إزَارًا ب ِسِت َّةِ دَرَ اهِمَ وَ ن ِصْفٍ ف َأ َعْط َى ا لت َّاج ِرَ سَبْعَة َ دَرَ اهِمَ ، ف َق َال َ<br />
دَرَ اهِمَ وَن ِصْفٌ .<br />
:<br />
:<br />
ث َمَنُهُ سِت َّة ُ<br />
ف َق َال َ إن ِّي اشْتَرَيْته لِرَجُ ل ٍ ل َا يُق َاسِمُ أ َخَاهُ دِرْهَمًا .<br />
وَمِنْ ا لن َّا س ِ مَنْ يَرَى أ َن َّ ا ل ْمُسَاهَل َة َ فِي ال ْعُق ُودِ عَ جْزٌ ، وَ أ َن َّ الِاسْتِق ْصَاءَ فِيهَا حَزْمٌ ، حَت َّى أ َ ن َّهُ ل َيُنَافِسُ فِي ا ل ْ حَقِير ِ ، وَ إ ِن ْ<br />
جَادَ ب ِال ْ جَلِي ل ِ ا ل ْك َثِير ِ ك َا َل َّذِي حُكِيَ عَنْ عَبْدِ ا لل َّهِ بْن ِ جَعْف َر ٍ وَق َدْ مَاك َسَ فِي دِرْهَم ٍ ، وَهُوَ يَ جُودُ ب ِمَا يَ جُودُ ب ِهِ ، ف َقِي ل َ ل َهُ<br />
فِي ذ َ لِكَ ف َق َال َ : ذ َ لِكَ مَالِي أ َجْوَدُ ب ِهِ وَهَذ َا عَق ْلِي بَخِل ْت ب ِهِ .<br />
وَهَذ َا إن َّمَا يَنْسَا عُ مِنْ أ َهْ ل ِ ا ل ْمُرُوءَةِ فِي دَف ْع ِ مَا يُخَادِعُهُمْ ب ِهِ ال ْأ َدْن ِيَاءُ ، وَ يُغَاب ِنُهُمْ ب ِهِ ا ل ْأ َشِ ح َّاءُ ، وَهَك َذ َا ك َانَتْ حَال ُ عَبْدِ<br />
ا لل َّهِ بْن ِ جَعْف َر ٍ .<br />
ف َأ َم َّا مُمَاك َسَة ُ الِاسْتِنْزَال ِوَ ا لِاسْتِسْمَاح ِ ف َك َل َّا ؛ لِأ َ ن َّهُ مُنَافٍ لِل ْك َرْم ِوَمُبَاي ِنٌ لِل ْمُرُوءَةِ .<br />
وَأ َم َّا ال ْ حُق ُو قُ ف َتَتَنَو َّ عُ ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِيهَا نَوْعَيْن ِ<br />
: أ َحَدُهُمَا فِيا ل ْأ َحْوَال ِ ، وَالث َّان ِي فِي ال ْأ َمْوَا ِل .<br />
ف َأ َم َّا ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِي ال ْأ َحْوَال ِ ف َهُوَ إط ْرَاحُ ا ل ْمُنَازَعَةِ فِي ا لر ُّ تَب ِ وَ تَرْكُ ا ل ْمُنَاف َسَةِ فِي الت َّق َد ُّم ِ .<br />
ف َإ ِن َّ مُشَاح َّة َ ا لن ُّف ُو س ِ فِيهَا أ َعْظ َمُ وَا ل ْعِنَادَ عَل َيْهَا أ َك ْث َرُ ، ف َإ ِن ْ سَامَ حَ فِيهَا وَل َمْ يُنَافِسْ ك َان َ مَعَ أ َخْذِهِ ب ِأ َف ْضَ ل ِ ال ْأ َخْل َا ِق<br />
وَ اسْتِعْمَا لِهِ لِأ َحْسَن ِ ا ل ْ آدَ اب ِ أ َوْق َعَ فِي الن ُّف ُو س ِ مِنْ إف ْضَا لِهِ ب ِرَغ َا ئِب ِ ال ْأ َمْوَال ِ ، ث ُ م َّ هُوَ أ َزْ يَدُ فِي رُ تْبَتِهِ وَ أ َ بْل َغ ُ فِي تَق َد ُّمِهِ .<br />
وَ إ ِن ْ شَاح َّ فِيهَا وَ نَازَ عَ ك َان َ مَعَ ارْتِك َا ب ِهِ لِأ َخْشَن ِ ال ْأ َخْل َا ق ِ وَاسْتِعْمَا لِهِ لِأ َهْ جَن ِ ا ل ْآدَاب ِ أ َنْك َى فِي ا لن ُّف ُو س ِ مِنْ حَ د ِّ الس َّيْفِ<br />
وَط َعْن ِ ا لس ِّنَانِ ، ث ُ م َّ هُوَ أ َخْف َضُ لِل ْمَرْ تَبَةِ وَ أ َمْنَعُ مِنْ ا لت َّق َد ُّم ِ<br />
.<br />
حُكِيَ أ َن َّ ف َتًى مِنْ بَن ِي هَاشِم ٍ تَخَط َّى ر ِق َابَ ا لن َّا س ِ عِنْدَ ا بْن ِ أ َب ِي دُؤَ ادٍ ف َق َال َ<br />
وَ ل َسْتُ أ َرَى عِنْدَك<br />
مَنْ سَل َفِك إرْث ًا .<br />
وَ أ َم َّا ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِي ال ْأ َمْوَال ِ ف َتَتَنَو َّ عُ ث َل َا ث َة َ أ َ نْوَا ع ٍ<br />
:<br />
لِعُسْرَةٍ .<br />
: يَا بُنَي َّ إن َّ ال ْ آدَ ابَ مِيرَ اث ُا ل ْأ َشْرَافِ<br />
مُسَامَ حَة ُ إسْق َاطٍ لِعُدْم ٍ ، وَمُسَامَ حَة ُ تَ خْفِيفٍ لِعَ جْز ٍ ، وَمُسَامَ حَة ُ إنْك َار ٍ
وَهِيَ مَعَ اخْتِل َافِ أ َسْبَاب ِهَا تَف َض ُّ ل ٌمَأ ْث ُو رٌوَتَ آل ُفٌمَشْ ك ُو رٌ .<br />
وَ إ ِذ َا ك َان َ ا ل ْك َر ِيمُ ق َدْ يَ جُودُ ب ِمَا تَ حْو ِ يهِ يَدُهُ ، وَ يَنْف ُذ ُ فِيهِ تَصَر ُّف ُهُ ، ك َان َ أ َوْل َى أ َن ْ يَ جُودَ ب ِمَا خَرَجَ عَنْ يَدِهِ ف َط َابَ نَف ْسًا<br />
ب ِفِرَ اقِهِ .<br />
وَق َدْ تَصِ ل ُ ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ إل َى مَنْ ل َا يَق ْبَ ل ُا ل ْب ِر َّ وَ يَأ ْبَى الص ِّل َة َ ف َيَك ُون ُ أ َحْسَنَ مَوْقِعًا وَأ َزْك َى مَحَلًّا .<br />
وَرُب َّمَا ك َانَتْ ا ل ْمُسَامَ حَة ُ فِيهَا آمَنُ مِنْ رَد ِّ ا لس َّائِ ل ِ وَمَنْع ِ ال ْمُجْتَدِي ؛ لِأ َن َّ الس َّائِ ل َ ك َمَا اجْتَرَأ َ عَل َى سُؤَالِك ف َسَيَ جْتَر ِئُ<br />
عَل َى سُؤَ ال ِ غ َيْر ِك إن ْ رَدَدْ ته .<br />
وَ ل َيْسَ ك ُ ل ُّ مَنْ صَارَ أ َسِيرَ حَق ِّك ، وَرَهِينَ دَيْن ِك يَج ِدُ بُدا مِنْ مُسَامَحَتِك وَمُيَاسَرَ تِك ، ث ُ م َّ ل َك مَعَ ذ َلِكَ حُسْنُ الث َّنَاِء<br />
وَجَز ِي ل ُا ل ْأ َجْر ِ .<br />
:<br />
وَق َال َمَ حْمُودٌ ال ْوَر َّاقُ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ال ْمَرْءُ بَعْدَ ا ل ْمَوْتِ أ ُحْدُوث َة ٌ يَف ْنَى وَتَبْق َى مِنْهُ آث َارُهْ ف َأ َحْسَنُ ال ْ حَا ل َاتِ حَال ُ امْر ِئ ٍ<br />
تَطِيبُ بَعْدَ ا ل ْمَوْتِ أ َخْبَارُهْ ف َهَذِهِ حَال ُ ا ل ْمُيَاسَرَةِ .<br />
وَأ َم َّاال ْإ ِف ْضَال ُ ف َنَوْعَانِ<br />
:<br />
: إف ْضَال ُ ا صْطِنَا ع ٍ ، وَ إ ِف ْضَال ُ اسْتِك ْف َافٍ وَدِف َا ع ٍ .<br />
ف َأ َم َّا إف ْضَال ُ ا لِا صْطِنَا ع ِ ف َنَوْعَانِ : أ َحَدُهُمَا : مَا أ َسَدَ اهُ جُودًا فِي شَك ُور ٍ .<br />
وَالث َّان ِي مَا تَأ َ ل َّفَ ب ِهِ نَبْوَة َ نُف ُور ٍ .<br />
وَكِل َاهُمَا مِنْ شُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ لِمَا فِيه ِمَا مِنْ ظ ُهُور ِ ا لِا صْطِنَا ع ِ ، وَتَك َاث ُر ِ ال ْأ َشْيَاع ِ وَال ْأ َتْبَاع ِ .<br />
وَمَنْ ق َل َّتْ صَنَا ئِعُهُ فِي الش َّاكِر ِ ينَ ، وَ أ َعْرَضَ عَنْ تَأ َ ل ُّفِ الن َّافِر ِ ينَ ، ك َان َ ف َرْدًا مَهْجُورًا ، وَتَا ب ِعًا مَحْق ُورًا .<br />
وَل َا مُرُوءَة َ لِمَتْرُوكٍ مُط َّرَح ٍ ، وَل َا ق َدْرَ لِمَ حْق ُور ٍ مُهْتَضَم ٍ .<br />
وَق َال َ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
مَا ط َاوَعَن ِي ا لن َّا سُ عَل َى شَيْءٍ أ َرَدْ تُهُ مِنْ ال ْ حَق ِّ حَت َّى بَسَط ْتُ ل َهُمْ ط َرَف ًا مِنْ الد ُّنْيَا .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ أ َق َ ل ُّ مَا يَج ِبُ لِل ْمُنْعِم ِ ب ِ حَق ِّ ن ِعْمَتِهِ أ َن ْ ل َا يَتَوَ ص َّ ل َ ب ِهَا إل َى مَعْصِيَتِهِ .<br />
وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ ال ْأ َعْرَاب ِ مَنْ جَمَعَ ا ل ْمَال َ وَ ل َمْ يَجُدْ ب ِهِ وَ تَرَكَ ا ل ْمَال َ لِعَام ِ جَدْ ب ِهِ هَان َ عَل َى الن َّا س ِ هَوَ ان َ ك َل ْب ِهِ يَبْق َى<br />
ا لث َّنَاءُ وَ تَذ ْهَبُ ال ْأ َمْوَال ُ وَ لِك ُ ل ِّ دَهْر ٍ دَوْ ل َة ٌ وَ ر ِجَال ُ مَا نَال َ مَ حْمَدَة َ الر ِّجَال ِ وَشُك ْرَهُمْ إل َّا ال ْجَوَادُ ب ِمَا لِهِا ل ْمِف ْضَال ُ ل َا تَرْضَ<br />
مِنْ رَجُ ل ٍ حَل َاوَة َ ق َوْ لِهِ حَت َّى يُصَد ِّ قَ مَا يَق ُول ُ فِعَال ُ ف َإ ِن ْ ضَاق َتْ ب ِهِ ا ل ْ حَال ُ عَنْ ا لِا صْطِنَا ع ِ ب ِمَا لِهِ ف َق َدْ عَدِمَ مِنْ آ ل َةِ ا ل ْمَك َار ِم ِ<br />
عِمَادَهَا ، وَف َق َدَ مِنْ شُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ سِنَادَهَا ، ف َل ْيُوَا س ِ ب ِنَف ْسِهِ مُوَاسَاة َ ا ل ْمُسَاعِفِ وَل ْيَسْعَدْ ب ِهَا إسْعَادَا ل ْمُتَأ َ ل ِّفِ .<br />
ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي ف َل ْيُسْعِدْ ا لن ُّط ْقُ إن ْ ل َمْ تُسْعَدْ ال ْ حَال ُ وَ إ ِن ْ ك َان َ ل َا يَرَ اهَا ، وَ إ ِن ْ أ َجْهَدَهَا إل َّا تَبَعًا لِل ْمُف ْضِلِينَ ق َلِيل َة ً بَيْنَ<br />
ال ْمُك ْثِر ِينَ ف َإ ِن َّ الن َّا سَ ل َا يُسَاوَوْن َ بَيْنَ ال ْمُعْطِي وَا ل ْمَان ِع ِ ، وَل َا يُق ْن ِعُهُمْ ال ْق َوْل ُ دُون َ ا ل ْفِعْ ل ِ ، وَل َا يُغْن ِيه ِمْ ال ْك َل َامُ عَنْ ا ل ْمَال ِ ،<br />
وَ يَرَوْ نَهُ ك َالص َّدَى إن ْ رَد َّ صَوْتًا ل َمْ يَ ج ِدْ نَف ْعًا ، ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ<br />
: يَ جُودُ ب ِا ل ْوَعْدِ وَل َكِن َّهُ يَدْهُنُ مِنْ ق َارُورَةٍ ف َار ِغ َهْ<br />
ف َ ك ُ ل ُّ مَا خَرَجَ عِنْدَهُمْ عَنْ ا ل ْمَال ِ ك َان َ ف َار ِغ ًا ، وَك ُ ل ُّ مَا عَدَا ال ْإ ِف ْضَال َ ب ِهِ ك َان َ هَي ِّنًا ، وَق َدْ ق َ د َّمْنَا مِنْا ل ْق َوْل ِ فِي شُرُوطِ<br />
ال ْإ ِف ْضَال ِ مَا أ َق ْنَعَ .<br />
وَأ َم َّا إف ْضَال ُا لِاسْتِك ْف َافِ ؛ ف َلِأ َن َّ ذ َا ا ل ْف َضْ ل ِ ل َا يَعْدَمُ حَاسِدَ ن ِعْمَةٍ وَمُعَا ن ِدَ ف َضِيل َةٍ يَعْتَر ِ يهِ ال ْجَهْل ُ ب ِإ ِظ ْهَار ِ عِنَادِهِ ، وَ يَبْعَث ُهُ<br />
ا لل ُّؤْمُ عَل َى ال ْبَذ َاءِ ب ِسَف َه ِهِ ف َإ ِن ْ غ َف َ ل َ عَنْ اسْتِك ْف َافِ الس ُّف َهَاءِ ، وَ أ َعْرَضَ عَنْ اسْتِدْف َا ع ِ أ َهْ ل ِ ال ْبَذ َاءِ ، صَارَ عِرْ ضُهُ هَدَف ًا<br />
لِل ْمَث َا لِب ِ ، وَحَا ل ُهُ عُرْ ضَة ً لِلن َّوَا ئِب ِ ، وَإ ِذ َا اسْتَك ْف َى ا لس َّفِيهَوَ اسْتَدْف َعَ ا ل ْبَذِيءَ صَان َ عَرْ ضَهُ وَحَمَى ن ِعْمَتَهُ .<br />
} :<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ مَا وَق َى ب ِهِ ال ْمَرْءُ عِرْ ضَهُ ف َهُوَ صَدَق َ ٌة<br />
وَق َال َتْ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهَا ذ ُب ُّوا ب ِأ َمْوَالِك ُمْ عَنْ أ َحْسَاب ِك ُمْ .<br />
. {<br />
:
وَ امْتَدَحَ رَجُ ل ٌا لز ُّهْر ِي َّ ف َأ َعْط َاهُ ق َمِيصَهُ ، ف َق َال َ ل َهُ رَ جُ ل ٌ : أ َتُعْطِي عَل َى ك َل َام ِ الش َّيْط َانِ ؟ ف َق َال َ : مَنْ ابْتَغَى ال ْ خَيْرَ ات َّق َى<br />
ا لش َّر َّ .<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ : } مَنْ أ َرَ ادَ ب ِر َّا ل ْوَ الِدَ يْن ِ ف َل ْيُعْطِ الش ُّعَرَ اءَ { .<br />
وَهَذ َا صَحِي حٌ ؛ لِأ َن َّ الش َّعْرَ سَاتِرٌ يَسْتُرُ ب ِهِ مَا ضَمِنَ مِنْ مَدْح ٍ أ َوْ هِجَاءٍ وَمِنْ أ َجْ ل ِ ذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
يَمْدَحُك ب ِث َمَن ٍ وَ يَهْ جُوك مَج َّانًا ، وَ لِاسْتِك ْف َافِ الس ُّف َهَاءِ ب ِال ْإ ِف ْضَال ِ شَرْط َانِ<br />
مَط َامِعُ الس ُّف َهَاءِ ف َيَتَوَص َّل ُون َ إل َى اجْتِذ َا ب ِهِ ب ِسَب ِّهِ ، وَإ ِل َى مَا لِهِ ب ِث َل ْب ِهِ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
ال ْبَذ َاءِ .<br />
: ل َا تُؤَ اخ ِ شَاعِرًا ف َإ ِ ن َّهُ<br />
: أ َحَدُهُمَا : أ َن ْ يُ خْفِيَهُ حَت َّى ل َا يَنْتَشِرَ فِيهِ<br />
: أ َن ْ يَتَط َل َّبَ ل َهُ فِي ا ل ْمُجَامَل َةِ وَجْهًا وَيَ جْعَل َهُ فِي ال ْإ ِف ْضَال ِ عَل َيْهِ سَبَبًا ؛ لِأ َ ن َّهُ ل َا يَرَى أ َ ن َّهُ عَل َى ا لس َّف َهِ وَ اسْتِدَ امَةِ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّك مَا حَي ِيتَ مَل ْ حُوظ ُ ا ل ْمَ حَاسِن ِ مَ حْف ُوظ ُ ا ل ْمَسَاو ِئ ِ .<br />
ث ُ م َّ مِنْ بَعْدِ ذ َ لِكَحَ دِيث ٌ مُنْتَشِرٌ ل َا يُرَاقِبُك صَدِ يقٌ ، وَل َا يُحَامِي عَنْك شَقِيقٌ ، ف َك ُنْ أ َحْسَنَ حَدِ يثٍ يُنْشَرُ يَك ُنْ<br />
سَعْيُك فِي ا لن َّا س ِ مَشْك ُورًا ، وَأ َجْرُك عِنْدَ ا لل َّهِ مَذ ْخُورًا .<br />
:<br />
:<br />
.<br />
ف َق َدْ رَوَى ز ِيَادُ بْنُ ا ل ْجَر َّاح ِ ، عَنْ عُمَرَ بْن ِ مَيْمُونٍ ، أ َ ن َّهُ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ } اغ ْتَن ِمْ خَمْسًا<br />
ق َبْ ل َ خَمْس ٍ : شَبَابَكَ ق َبْ ل َ هِرَمِكَ وَصِ ح َّتَكَ ق َبْ ل َ سَق َمِكَ وَغِنَاكَ ق َبْ ل َ ف َق ْر ِكَ وَف َرَ اغ َكَ ق َبْ ل َ شُغْلِكَ وَحَيَاتَكَ ق َبْ ل َ مَوْتِكَ {<br />
ف َهَذ َا مَا اق ْتَضَاهُ هَذ َا ال ْف َصْل ُ مِنْ شُرُوطِ ا ل ْمُرُوءَةِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ك ُ ل ُّ كِتَا ب ِنَا هَذ َا مِنْ شُرُوطِهَا وَمَا ات َّصَ ل َ ب ِ حُق ُوقِهَا ، وَا َلل َّهُ<br />
سُبْ حَا نَهُ وَ تَعَال َى أ َعْل َمُ .<br />
آدَ ا بٌ مَنْث ُورَة ٌ ال ْف َصْل ُ ا لث َّامِنُ فِي آدَاب ٍ مَنْث ُورَةٍ<br />
:<br />
اعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْ آدَ ابَ مَعَ اخْتِل َافِهَا ب ِتَنَق ُّ ل ِ ال ْأ َحْوَال ِ وَ تَغَي ُّر ِ ا ل ْعَادَ اتِ ل َا يُمْكِنُ<br />
اسْتِيعَابُهَا ، وَل َا يُق ْدَ رُ عَل َى حَصْر ِهَا ، وَإ ِن َّمَا يَذ ْك ُرُ ك ُ ل ُّ إ نْسَانٍ مَا بَل َغَهُ ا ل ْوُسْعُ مِنْ آدَ اب ِ زَمَان ِهِ ، وَاسْتَ حْسَنَ ب ِال ْعُرْفِ مِنْ<br />
عَادَ اتِ دَهْر ِهِ ، وَ ل َوْ أ َمْك َنَ ذ َ لِكَ ل َك َان َ ا ل ْأ َو َّل ُ ق َدْ أ َغ ْنَى ا لث َّان ِيَ عَنْهَا ، وَ ا ل ْمُتَق َد ِّمُ ق َدْ ك َف َى ا ل ْمُتَأ َخ ِّرَ تَك َل ُّف َهَا ، وَإ ِن َّمَا حَظ ُّ<br />
ا ل ْأ َخِير ِ أ َن ْ يَتَعَانَى حِف ْظ َ ا لش َّار ِدِ وَجَمْعَ ا ل ْمُف ْتَر ِ ق ِ .<br />
ث ُ م َّ يَعْر ِضَ مَا تَق َد َّمَ عَل َى حُك ْم ِ زَمَا ن ِهِ ، وَعَادَ اتِ وَق ْتِهِ ، ف َيُث ْب ِتَ مَا ك َان َ مُوَافِق ًا ، وَ يَنْفِيَ مَا ك َان َ مُخَالِف ًا ، ث ُ م َّ يَسْتَمِد َّ<br />
خَاطِرَهُ فِي اسْتِنْبَاطِ ز ِ يَادَةٍ وَ اسْتِخْرَاج ِ ف َا ئِدَةٍ ف َإ ِن ْ أ َسْعَفَ ب ِشَيْءٍ ف َازَ ب ِدَرَكِهِ ، وَحَظِيَ ب ِف َضِيل َتِهِ ، ث ُ م َّ يُعَب ِّرُ عَنْ ذ َلِكَ ك ُل ِّهِ<br />
ب ِمَا ك َان َ مَأ ْل ُوف ًا مِنْ ك َل َام ِ ا ل ْوَق ْتِ وَعُرْفِ أ َهْلِهِ ف َإ ِن َّ لِأ َهْ ل ِ ك ُ ل ِّ وَق ْتٍ فِي ا ل ْك َل َام ِ عَادَة ً تُؤْ ل َفُ ، وَعِبَارَة ً تُعْرَفُ ؛ لِيَك ُون َ<br />
أ َوْق َعَ فِي ا لن ُّف ُو س ِ وَأ َسْبَقَ إل َى ال ْأ َف ْهَا ِم .<br />
ث ُ م َّ يُرَ ت ِّبُ ذ َ لِكَ عَل َى أ َوَ ا ئِلِهِ وَمُق َد ِّمَا تِهِ ، وَ يُث ْب ِتُهُ عَل َى أ ُ صُو لِهِ وَق َوَ اعِدِهِ حَسْبَمَا يَق ْتَضِيهِ ال ْج ِنْسُ ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ نَوْ ع ٍ مِنْ ا ل ْعُل ُوم ِ<br />
ط َر ِ يق َة ً هِيَ أ َوْضَ حُ مَسْل َك ًا وَ أ َسْهَ ل ُ مَأ ْخَذ ًا .<br />
ف َهَذِهِ خَمْسَة ُ شُرُوطٍ هِيَ حَظ ُّ ا ل ْأ َخِير ِ فِيمَا يُعَا ن ِيهِ .<br />
وَك َذ َلِكَ ال ْق َوْل ُ فِي ك ُ ل ِّ تَصْن ِيفٍ مُسْتَحْدَثٍ وَل َوْل َا ذ َ لِكَ ل َك َان َ تَعَاطِي مَا تَق َد َّمَ ب ِهِ ا ل ْأ َو َّل ُ عَنَاءً ضَائِعًا وَتَك َل ُّف ًا مُسْتَهْجَنًا .<br />
وَنَرْجُو ا لل َّهَ أ َن ْ يُمِد َّنَا ب ِالت َّوْفِيق ِ لِتَأ ْدِ يَةِ هَذِهِ ا لش ُّرُوطِ ، وَتُنْه ِضَنَاا ل ْمَعُو نَة ُ ب ِتَوْفِيَةِ هَذِهِ ال ْ حُق ُو ق ِ ، حَت َّى نَسْل َمَ مِنْ ذ َم ِّ<br />
ا لت َّك َل ُّفِ وَ نَبْرَ أ َ مِنْ عُيُوب ِ ا لت َّق ْصِير ِ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ا ل ْيَسِيرُ مَغْف ُورًا وَ ال ْ خَاطِئ ُ مَعْذ ُورًا .<br />
ف َق َدْ قِي ل َ<br />
وَق َدْ<br />
:<br />
مَنْ صَن َّفَ كِتَابًا ف َق َدْ اسْتَهْدَفَ ف َإ ِن ْ أ َحْسَنَ ف َق َدْاسْتَعْط َفَ ، وَ إ ِن ْ أ َسَاءَ ف َق َدْاسْتَق ْذ َفَ .
مَضَتْأ َ بْوَا بٌ تَضَم َّنَتْ ف ُصُو ل ًا رَ أ َيْتُ إتْبَاعَهَا ب ِمَا ل َمْ أ ُحِب َّا ل ْإ ِخْل َال َ ب ِهِ .<br />
ف َمِنْ ذ َ لِكَ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ فِي مَأ ْك َلِهِ وَمَشْرَ ب ِهِ ف َإ ِن َّ الد َّ اعِيَ إل َى ذ َلِكَ شَيْئ َانِ<br />
ف َأ َم َّا ال ْ حَاجَة ُ ف َتَدْعُو إل َى مَا سَ د َّ ال ْ جُو عَ وَسَك َّنَ ا لظ َّمَأ َ .<br />
وَهَذ َامَنْ دُو بٌ إ ل َيْهِ عَق ْل ًا وَشَرْعًا ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ حِف ْظِ ا لن َّف ْس ِ وَحِرَ اسَةِ ال ْ جَسَدِ .<br />
: حَا جَة ٌ مَاس َّة ٌ وَشَهْوَة ٌ بَاعِث َ ٌة .<br />
وَ لِذ َ لِكَ وَرَدَ الش َّرْ عُ ب ِا لن َّهْي ِ عَنْ ا ل ْو ِصَال ِ بَيْنَ صَوْم ِا ل ْيَوْمَيْن ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ يُضْعِفُ ال ْ جَسَدَ وَ يُمِيتُ ا لن َّف ْسَ وَ يُعْ ج ِزُ عَنْ ا ل ْعِبَادَةِ .<br />
وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ يَمْنَعُ مِنْهُ ا لش َّرْ عُ وَيَدْف َعُ عَنْهُ ال ْعَق ْل ُ ، وَ ل َيْسَ لِمَنْ مَنَعَ نَف ْسَهُ ق َدْرَ ال ْ حَاجَةِ حَظ ٌّ مِنْ ب ِر ٍّ ، وَل َا نَصِيبٌ مِنْ زُهْدٍ<br />
؛ لِأ َن َّ مَا حَرَمَهَا مِنْ فِعْ ل ِ ا لط َّاعَاتِ ب ِا ل ْعَ جْز ِ وَ الض َّعْفِ أ َك ْث َرُ ث َوَا بًا وَ أ َعْظ َمُ أ َجْرًا ، إذ ْ ل َيْسَ فِي تَرْكِ ا ل ْمُبَاح ِث َوَا بٌ يُق َاب ِ ل ُ<br />
فِعْ ل َ ا لط َّاعَاتِ ، وَ إ ِتْيَان َ ا ل ْق ُرَب ِ ، وَمَنْ أ َخْسَرَ نَف ْسَهُ ر ِبْحًا مَوْف ُورًا ، أ َوْ أ َحْرَمَهَا أ َجْرًا مَذ ْخُورًا ، ك َان َ زُهْدُهُ فِي ال ْ خَيْر ِ<br />
أ َق ْوَى مِنْ رَغ ْبَتِهِ وَ ل َمْ يَبْقَ عَل َيْهِ مِنْ هَذ َا الت َّك ْلِيفِ إل َّا ا لش َّهْوَة ُ ب ِر ِ يَا ئِهِ وَسُمْعَتِهِ .<br />
وَأ َم َّا الش َّهْوَة ُ ف َتَتَنَو َّ عُ نَوْعَيْن ِ : شَهْوَة ٌ فِيا ل ْإ ِك ْث َار ِ وَا لز ِّيَادَةِ وَشَهْوَة ٌ فِي تَنَاوُل ِ ال ْأ َل ْوَانِ ا ل ْمُلِذ َّةِ .<br />
:<br />
ف َأ َم َّا ا لن َّوْ عُ ا ل ْأ َو َّل ُ وَهُوَ شَهْوَة ُ الز ِّ يَادَةِ عَل َى ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ ، وَال ْإ ِك ْث َار ِ عَل َى مِق ْدَ ار ِ ا ل ْكِف َا يَةِ ، ف َهُوَمَمْنُو عٌ مِنْهُ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ<br />
وَ الش َّرْ ع ِ ؛ لِأ َن َّ تَنَاوُل َ مَا زَ ادَ عَل َى ال ْكِف َا يَةِ نَهَمٌ مُعَر ٍّ وَشَرَهٌ مُضِر ٌّ .<br />
وَق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ } إي َّاك ُمْ وَا ل ْب ِط ْنَة َ ف َإ ِن َّهَا مُف ْسِدَة ٌ لِلد ِّ ين ِ مُور ِ ث َة ٌ لِلس َّق َم ِ مُك ْسِل َة ٌ عَنْ<br />
{ . ا ل ْعِبَادَةِ<br />
وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
:<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ : الر ُّعْبُ ل ُؤْمٌ<br />
إن ْ ك ُنْتَ بَطِنًا ف َعُ د َّ نَف ْسَك زَمِنًا .<br />
أ َق ْلِل ْ ط َعَامًا تُحْمَدْ مَنَامًا .<br />
وَالن َّهَمُ شُؤْمٌ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ : أ َك ْبَرُ الد َّوَ اءِ تَق ْدِيرُ ال ْغِذ َاءِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : ف َك َمْ مِنْ ل ُق ْمَةٍ مَنَعَتْ أ َخَاهَا ب ِل َذ َّةِ سَاعَةٍ أ َك َل َاتِ دَهْر ِ وَك َمْ مِنْ ط َا لِب ٍ يَسْعَى لِأ َمْر ٍ وَفِيهِ هَل َاك ُهُ ل َوْ<br />
ك َان َ يَدْر ِي وَق َال َ آخَرُ : ك َمْ دَخَل َتْ أ َك ْل َة ٌ حَشَا شَر ِهٍ ف َأ َخْرَجَتْ رُوحَهُ مِنْ ا ل ْجَسَدِ ل َا بَارَكَ ا لل َّهُ فِي ا لط َّعَام ِ إذ َا ك َان َ<br />
هَل َاكُ ا لن ُّف ُو س ِ فِي ا ل ْمَعِدِ وَرُب َّ أ َك ْل َةٍ هَاضَتْ آكِل ًا وَحَرَمَتْهُ مَ آكِ ل َ .<br />
رَوَى أ َبُو يَز ِيدَ ا ل ْمَدَن ِي ُّ ، عَنْ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ ا ل ْمُرَق َّع ِ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
} :<br />
:<br />
يَخْل ُقْ و ِعَاءً مَلِيئ ًا شَرا مِنْ بَط ْن ٍ ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َا بُ د َّ ف َاعِل ًا ف َاجْعَل ُوا ث ُل ُث ًا لِلط َّعَام ِ وَث ُل ُث ًا لِلش َّرَ اب ِ وَث ُل ُث ًا لِلر ِّي ح ِ<br />
. {<br />
:<br />
إن َّ ا لل َّهَ ل َمْ<br />
وَأ َم َّا الن َّوْ عُ الث َّان ِي وَهُوَ شَهْوَة ُ ال ْأ َشْيَاءِ ا ل ْمَل َذ َّةِ وَمُنَازَعَة ُ ا لن ُّف ُو س ِ إل َى ط َل َب ِ ال ْأ َنْوَاع ِ الش َّه ِي َّةِ ف َمَذ َ اهِبُ ا لن َّا س ِ فِي تَمْكِين ِ<br />
ا لن َّف ْس ِ فِيهَا مُخْتَلِف َة ٌ .<br />
ف َمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أ َن َّ صَرْفَ ا لن َّف ْس ِ عَنْهَا أ َوْل َى ، وَق َهْرَهَا عَنْ ا ت ِّبَا ع ِ شَهَوَا تِهَا أ َحْرَى ، لِيَذِل َّ ل َهُ قِيَادُهَا .<br />
وَ يَهُون َ عَل َيْهِ عِنَادُهَا ؛ لِأ َن َّ تَمْكِينَهَا وَمَا تَهْوَى بَط َرٌ يُط ْغِي وَأ َشَرٌ يُرْدِي ؛ لِأ َن َّ شَهَوَاتِهَا غ َيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ ف َإ ِذ َا أ َعْط َاهَا ال ْمُرَادَ<br />
مِنْ شَهَوَ اتِ وَق ْتِهَا تَعَد َّتْهَا إل َى شَهَوَاتٍ ق َدْ اسْتَحْدَث َتْهَا ، ف َيَصِيرُ ال ْإ ِنْسَان ُ أ َسِيرَ شَهَوَاتٍ ل َا تَنْق َضِي ، وَعَبْدَ هَوًى ل َا<br />
يَنْتَه ِي .<br />
وَمَنْ ك َان َ ب ِهَذِهِ ا ل ْحَال ِ ل َمْ يُرْجَ ل َهُ صَل َا حٌ وَل َمْ يُوجَدْ فِيهِ ف َ ضْ ل ٌ .<br />
وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ يَا خَادِمَ ال ْج ِسْم ِ ك َمْ تَشْق َى ب ِخِدْمَتِهِ لِتَط ْل ُبَ الر ِّبْ حَ مِم َّا فِيهِ خُسْرَ ان ُ أ َق ْب ِل ْ عَل َى ا لن َّف ْس ِ
وَاسْتَك ْمِل ْ ف َضَا ئِل َهَا ف َأ َ نْتَ ب ِالن َّف ْس ِ ل َا ب ِال ْج ِسْم ِ إ نْسَان ُ وَ لِل ْحَذ َر ِ مِنْ هَذِهِ ال ْ حَال ِ مَا حُكِيَ أ َن َّ أ َبَا حَزْم ٍ رَحِمَهُ ا لل َّهُ ك َان َ يَمُر ُّ<br />
عَل َى ا ل ْف َاكِهَةِ ف َيَشْتَه ِيهَا ف َيَق ُول ُ<br />
وَق َال َ آخَرُ<br />
:<br />
مَوْعِدُك ا ل ْجَن َّة ُ .<br />
: تَمْكِينُ ا لن َّف ْس ِ مِنْ ل َذ َّاتِهَا أ َوْل َى ، وَ إ ِعْط َاؤُهَا مَااشْتَهَتْ مِنْ ا ل ْمُبَاحَاتِ أ َحْرَى ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ ارْ تِيَاح ِ الن َّف ْس ِ<br />
ب ِنَيْ ل ِ شَهَوَاتِهَا ، وَ نَشَاطِهَا ب ِإ ِدْرَ اكِ ل َذ َّاتِهَا ، ف َتَنْ حَسِرُ عَنْهَا ذِ ل َّة ُا ل ْمَق ْهُور ِ ، وَ بَل َادَة ُ ال ْمَجْبُور ِ ، وَل َا تَق ْصُرُ عَنْ دَرَكٍوَل َا<br />
تَعْصِي فِي نَهْضَةٍ وَل َا تَكِ ل ُّ عَنْ اسْتِعَا نَةٍ .<br />
وَق َال َ آخَرُون َ : بَل ْ تَوَس ُّط ُا ل ْأ َمْرَ يْن ِ أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ فِي إعْط َائِهَا ك ُ ل َّ شَهَوَ اتِهَابَل َادَة ٌ وَالن َّف ْسُ ال ْبَلِيدَة ُ عَاج ِزَ ٌة ، وَفِي مَنْعِهَا<br />
عَنْ ا ل ْبَعْض ِ ك َف ٌّ ل َهَا عَنْ<br />
الس َّل َاط َةِ ، وَفِي تَمْكِين ِهَا مِنْا ل ْبَعْض ِ حَ سْ مٌ ل َهَا عَنْ ا ل ْبَل َادَةِ .<br />
وَهَذ َا ل َعَمْر ِي أ َشْبَهُ ا ل ْمَوَاهِب ِ ب ِا لس َّل َام ِ ؛ لِأ َن َّ ا لت َّوَس ُّط َ فِي ال ْأ ُمُور ِ أ َحْمَدُ .<br />
وَ إ ِذ ْ ق َدْ مَضَى ال ْك َل َامُ فِي ا ل ْمَأ ْك ُول ِ وَال ْمَشْرُوب ِ ف َيَنْبَغِي<br />
أ َن ْ يُتْبَعَ ب ِذِك ْر ِ ا ل ْمَل ْبُو س ِ .<br />
} :<br />
اعْل َمْ أ َن َّ ال ْ حَاجَة َ ، وَ إ ِن ْ ك َانَتْ فِي ا ل ْمَأ ْك ُول ِ وَا ل ْمَشْرُوب ِ أ َدْعَى ف َه ِيَ إل َىا ل ْمَل ْبُو س ِ مَاس َّة ٌ وَب ِهَا إل َيْهِ ف َاق َة ٌ ؛ لِمَا فِي<br />
ا ل ْمَل ْبُو س ِ مِنْ حِف ْظِ ال ْ جَسَدِ وَدَف ْع ِ ال ْأ َذ َى وَسَتْر ِ ا ل ْعَوْرَةِ وَحُصُول ِ الز ِّ ينَةِ .<br />
ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى يَا بَن ِي آدَمَ ق َدْ أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ لِبَاسًا يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ وَر ِيشًا وَ لِبَا سُ الت َّق ْوَى ذ َ لِكَ خَيْرٌ<br />
ف َمَعْنَى ق َوْ لِهِ<br />
. {<br />
) :<br />
أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ لِبَاسًا<br />
(<br />
:<br />
، أ َيْ خَل َق ْنَا<br />
ل َك ُمْ مَا تَل ْبَسُون َ مِنْ الث ِّيَاب ِ .<br />
يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ أ َيْ يَسْتُرُ عَوْرَاتِك ُمْ وَسُم ِّيَتْ ا ل ْعَوْرَة ُ سَوْأ َة ؛ لِأ َ ن َّهُ يَسُوءُ صَاحِبَهَا انْكِشَاف ُهَا<br />
وَق َوْ ل ُهُ : وَر ِ يشًا ، فِيهِ أ َرْ بَعَةِ تَأ ْو ِ يل َاتٍ<br />
مِنْ جَسَدِهِ .<br />
: أ َحَدُهَا أ َ ن َّهُا ل ْمَال ُ وَهُوَ ق َوْل ُ مُجَاهِدٍ ، وَالث َّان ِي أ َ ن َّهُ ا لل ِّبَا سُ وَال ْعَيْشُ وَا لن ِّعَمُ وَهُوَ<br />
ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا وَالث َّالِث ُ أ َ ن َّهُ ا ل ْمَعَا شُ وَهُوَ ق َوْل ُ مَعْبَدٍ ال ْ جُهَن ِي ِّ ، وَالر َّاب ِعُ أ َ ن َّهُ ا ل ْ جَمَال ُ وَهُوَ ق َوْل ُ عَبْدِ<br />
ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ زَ يْدٍ .<br />
وَق َوْ ل ُهُ } وَ لِبَا سُ الت َّق ْوَى {<br />
وَالث َّان ِي<br />
وَالث َّالِث ُ<br />
وَالر َّاب ِعُ :<br />
وَ ال ْ خَامِسُ<br />
: وَ الس َّادِ سُ<br />
:<br />
، فِيهِ سِت َّة ُ تَأ ْو ِ يل َاتٍ<br />
: أ َ ن َّهُ ا ل ْعَمَ ل ُ ا لص َّالِ حُ وَهُوَ ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا .<br />
: أ َ ن َّهُ ا لس َّمْتُ ال ْ حَسَنُ وَهُوَ ق َوْل ُ عُث ْمَان َ بْن ِ عَف َّان َ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ .<br />
هُوَ خَشْيَة ُ ا لل َّهِ تَعَال َى وَهُوَ ق َوْل ُ عُرْوَة َ بْن ِ الز ُّ بَيْر ِ .<br />
: أ َ ن َّهُ ال ْ حَيَاءُ وَهَذ َا ق َوْل ُ مَعْبَدٍ ا ل ْجُهَن ِي ِّ .<br />
:<br />
هُوَ سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ وَهَذ َا ق َوْل ُ عَبْدِ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ زَيْدٍ .<br />
:<br />
: أ َحَدُهَا : أ َن َّ لِبَا سَ الت َّق ْوَى هُوَ ال ْإ ِيمَان ُ وَهُوَ ق َوْل ُ ق َتَادَة َ وَ الس ُّد ِّي ِّ .<br />
:<br />
وَق َوْ ل ُهُ ذ َ لِكَخَيْرٌ فِيهِ تَأ ْو ِ يل َانِ أ َحَدُهُمَا أ َن َّ ذ َلِكَ رَا ج ِعٌ إل َى جَمِيع ِ مَا تَق َد َّمَ مِنْ ق َوْ لِهِ ق َدْ أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ لِبَاسًا<br />
يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ وَر ِيشًا وَ لِبَا سُ الت َّق ْوَى ، ث ُ م َّ ق َال َ : ذ َ لِكَخَيْرٌ ، أ َيْ ذ َ لِكَ ال َّذِي ذ َك َرْ تُهُ خَيْرٌ ك ُل ُّهُ .<br />
وَالث َّان ِي : أ َن َّ ذ َلِكَ رَا ج ِعٌ إل َى لِبَا س ِ الت َّق ْوَى وَمَعْنَى<br />
ال ْك َل َام ِ ، وَ إ ِن َّ لِبَا سَ الت َّق ْوَى خَيْرٌ مِنْ ا لر ِّ يَا ش ِ وَالل ِّبَاس ِ وَهَذ َا ق َوْل ُ ق َتَادَة َ وَالس ُّ د ِّي ِّ .<br />
ف َل َم َّا وَ صَفَ ا لل َّهُ تَعَال َى حَال َ ا لل ِّبَا س ِ وَ أ َخْرَجَهُ مَخْرَجَ ا لِامْتِنَانِ عُلِمَ أ َ ن َّهُمَعُونَة ٌ مِنْهُ لِشِد َّةِ ال ْ حَاجَةِ إل َيْهِ .<br />
وَإ ِذ َا ك َان َ ك َذ َ لِكَ ف َفِي ا لل ِّبَا س ِ ث َل َا ث َة ُ أ َشْيَاءَ<br />
وَالث َّان ِي<br />
:<br />
: سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ .<br />
أ َحَدُهَا دَف ْعُ ال ْأ َذ َى .
وَالث َّالِث ُ :ال ْ جَمَال ُ وَا لز ِّ ينَة ُ .<br />
} :<br />
ف َأ َم َّا دَف ْعُ ال ْأ َذ َى ب ِهِف َوَ اج ِبٌ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَق ْ ل َ يُوج ِبُ دَف ْعَ ا ل ْمَضَا ر ِّ وَ اجْتِل َابَ ا ل ْمَنَافِع ِ .<br />
وَق َدْ ق َال َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى وَا َلل َّهُ جَعَ ل َ ل َك ُمْ مِم َّا خَل َقَ ظِل َا ل ًا وَجَعَ ل َ ل َك ُمْ مِنْ ال ْ ج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا وَجَعَ ل َ ل َك ُمْ سَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْ<br />
ال ْ حَر َّ وَسَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْ بَأ ْسَك ُمْ<br />
. {<br />
ف َأ َخْبَرَ ب ِ حَا لِهَا وَل َمْ يَأ ْمُرْ ب ِهَا اك ْتِف َاءً ب ِمَا يَق ْتَضِيهِ ال ْعَق ْل ُ ، وَاسْتِغْنَاءً ب ِمَا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ ا لط َّبْعُ .<br />
وَيَعْن ِي ب ِا لظ ِّل َال ِ الش َّ جَرَ وَ ب ِا ل ْأ َك ْنَانِ جَمْع ِ كِن ٍّ وَهُوَ ا ل ْمَوْ ضِعُ ال َّذِي يُسْتَك َنُ فِيهِ ، وَيَعْن ِي ب ِق َوْلِهِ سَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْال ْ حَر َّ ثِيَابَ<br />
ال ْق ُط ْن ِ وَ ال ْك َت َّانِ وَ الص ُّوفِ ، وَ ب ِق َوْ لِهِ وَسَرَاب ِيل َ تَقِيك ُمْ بَأ ْسَك ُمْ الد ُّرُو عَ ال َّتِي تَقِيا ل ْبَأ ْ سَ وَهُوَ<br />
ف َإ ِن ْ قِي ل َ : ك َيْفَ ق َال َ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
ال ْحَرْ ُب .<br />
تَقِيه ِمْ ال ْ حَر َّ وَل َمْ يَذ ْك ُرْا ل ْبَرْدَ ، وَق َال َ : جَعَ ل َ ل َك ُمْ مِنْ ا ل ْج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا وَ ل َمْ يَذ ْك ُرْ الس َّهْ ل َ ، ف َعَنْ<br />
ذ َ لِكَ جَوَا بَانِ أ َحَدُهُمَا أ َن َّا ل ْق َوْمَ ك َانُوا أ َصْ حَابَ ج ِبَال ٍ وَخِيَام ٍ ف َذ َك َرَ ل َهُمْ ال ْ ج ِبَال َ وَك َانُوا أ َصْ حَابَ حَر ٍّ دُون َ بَرْدٍ<br />
ف َذ َك َرَ ل َهُمْ ن ِعْمَتَهُ عَل َيْه ِمْ فِيمَا هُوَمُ خْتَص ٌّ ب ِه ِمْ وَهَذ َا ق َوْل ُ عَط َاءٍ .<br />
وَال ْجَوَابُ الث َّان ِي<br />
: أ َ ن َّهُاك ْتِف َاءٌ ب ِذِك ْر ِ أ َحَدِهِمَا عَنْ ذِك ْر ِ ال ْ آخَر ِ إذ ْ ك َان َ مَعْل ُومًا أ َن َّ ا لس َّرَ اب ِي ل َ ال َّتِي تَقِي ال ْ حَر َّ أ َيْضًا تَقِي<br />
ا ل ْبَرْدَ وَمَنْ ات َّ خَذ َ مِنْ ال ْ ج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا ات َّ خَذ َ مِنْ ا لس َّهْ ل ِ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ال ْ جُمْهُور ِ .<br />
وَأ َم َّا سَتْرُ ا ل ْعَوْرَةِ ف َق َدْ اخْتَل َفَ ا لن َّا سُ فِيهِ هَل ْ وَجَبَ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ ب ِا لش َّرْ ع ِ ؟ ف َق َال َتْ ط َا ئِف َ ٌة<br />
ظ ُهُور ِهَا مِنْ ال ْق ُبْح ِ ، وَمَا ك َان َ ق َب ِي حًا ف َال ْعَق ْل ُمَان ِعٌ مِنْهُ<br />
:<br />
.<br />
وَجَبَ سَتْرُهَا ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ لِمَا فِي<br />
أ َل َا تَرَى أ َن َّ آدَمَ وَحَو َّ اءَ ل َم َّا أ َك َل َا مِنْ ا لش َّ جَرَةِ ال َّتِي نُه ِيَا عَنْهَا بَدَتْ ل َهُمَا سَوْآتُهُمَا وَط َفِق َا يَ خْصِف َانِ عَل َيْه ِمَا مِنْ وَرَ ق ِ<br />
ال ْ جَن َّةِ تَنْب ِيهًا لِعُق ُو لِه ِمَا فِي سَتْر ِ مَا رَأ َيَاهُ مُسْتَق ْبَحًا مِنْ سَوْآتِه ِمَا ؛ لِأ َن َّهُمَا ل َمْ يَك ُونَا ق َدْ ك ُل ِّف َا سَتْرَ مَا ل َمْ يَبْدُ ل َهُمَا .<br />
وَل َا ك ُل ِّف َاهُ بَعْدَ أ َن ْ بَدَتْ ل َهُمَا وَق َبْ ل َ سَتْر ِهَا .<br />
:<br />
وَق َال َتْ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى بَل ْ سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ وَ اج ِبٌ ب ِالش َّرْ ع ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ بَعْضُ ال ْجَسَدِ ال َّذِي ل َا يُوج ِبُ ال ْعَق ْل ُ سَتْرَ بَاقِيهِ ، وَإ ِ ن َّمَا<br />
اخْتَص َّتْا ل ْعَوْرَة ُ ب ِحُك ْم ٍ شَرْعِي ٍّ ف َوَجَبَ أ َن ْ يَك ُون َ مَا يَل ْزَمُ مِنْ سَتْر ِهَا حُك ْمًا شَرْعِيا .<br />
وَق َدْ ك َانَتْ ق ُ رَيْ شٌ وَ أ َك ْث َرُ ا ل ْعَرَب ِ مَعَ مَا ك َانُوا عَل َيْهِ مِنْ وُف ُور ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَصِ ح َّةِ ال ْأ َل ْبَاب ِ يَط ُوف ُون َ ب ِال ْبَيْتِ عُرَاة ً وَيُ حَر ِّمُون َ<br />
عَل َى نُف ُوسِه ِمْ ا لل َّ حْمَ وَا ل ْوَدَكَ .<br />
وَ يَرَوْن َ ذ َلِكَ أ َ بْل َغ َ فِيا ل ْق ُرْ بَةِ ، وَإ ِن َّمَا ا ل ْق ُرَبُ مَا ا ُسْتُحْسِنَتْ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ حَت َّى أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ تَعَا ل َى<br />
ز ِ ينَتَك ُمْ عِنْدَ ك ُ ل ِّ مَسْ ج ِدٍ وَك ُل ُو ا وَاشْرَبُوا وَل َا تُسْر ِف ُو ا إ ن َّهُ ل َا يُ حِب ُّ ا ل ْمُسْر ِفِينَ<br />
:<br />
. {<br />
} يَا بَن ِي آدَمَ خُذ ُو ا<br />
يَعْن ِي ب ِق َوْ لِهِ : خُذ ُو ا ز ِ ينَتَك ُمْ ، ا لث ِّيَابَ ال َّتِي تَسْتُرُ عَوْرَاتِك ُمْ ، وَك ُل ُو ا وَاشْرَبُوا مَا حَر َّمْتُمُوهُ عَل َىأ َ نْف ُسِك ُمْ مِنْ ا لل َّ حْم ِ<br />
وَ ا ل ْوَدَكِ .<br />
وَفِي ق َوْله تَعَال َى : وَل َا تُسْر ِف ُو ا تَأ ْو ِ يل َانِ : أ َحَدُهُمَا : ل َا تُسْر ِف ُو ا فِي ا لت َّ حْر ِيم ِ وَهَذ َا ق َوْل ُ الس ُّ د ِّي ِّ .<br />
وَالث َّان ِي<br />
: ل َا تَأ ْك ُل ُو ا حَرَ امًا ف َإ ِ ن َّهُإ سْرَافٌ وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ زَيْدٍ .<br />
ف َأ َوْجَبَ ب ِهَذِهِ ا ل ْآ يَةِ سَتْرَ ا ل ْعَوْرَةِ بَعْدَ أ َن ْ ل َمْ يَك ُنْ ال ْعَق ْل ُ مُوج ِبًا ل َهُ ف َدَل َّ ذ َلِكَ عَل َى أ َن َّ سَتْرَهَا وَجَبَ ب ِا لش َّرْ ع ِ دُون َ ا ل ْعَق ْ ل ِ<br />
.<br />
وَأ َم َّا ال ْ جَمَال ُ وَالز ِّينَة ُ ف َهُوَ مُسْتَحْسَنٌ ب ِال ْعُرْفِ وَا ل ْعَادَةِ مِنْ غ َيْر ِ أ َن ْ يُوج ِبَهُ عَق ْ ل ٌ أ َوْ شَرْ عٌ<br />
وَفِي هَذ َا ا لن َّوْ ع ِ ق َدْ يَق َعُ ا لت َّ جَاوُ زُ وَ الت َّق ْصِيرُ وَا لت َّوَس ُّط ُ ا ل ْمَط ْل ُوبُ فِيهِ مُعْتَبَرٌ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
.<br />
: أ َحَدُهُمَا :<br />
وَك َيْفِي َّتِهِ .<br />
فِي صِف َةِا ل ْمَل ْبُو س ِ
وَالث َّان ِي : فِي ج ِنْسِهِ وَقِيمَتِهِ .<br />
:<br />
ف َأ َم َّا صِف َتُهُ ف َمُعْتَبَرَة ٌ ب ِال ْعُرْفِ مِنْ وَجْهَيْن ِ أ َحَدُهُمَا عُرْفُ ال ْب ِل َادِ ف َإ ِن َّ لِأ َهْ ل ِ ا ل ْمَشْر ِ ق ِ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَ لِأ َهْ ل ِ ا ل ْمَغْر ِب ِ ز ِ يا<br />
مَأ ْل ُوف ًا ، وَك َذ َلِكَ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ ا ل ْب ِل َادِ ا ل ْمُ خْتَلِف َةِعَادَا تٌ فِي ا لل ِّبَا س ِ مُ خْتَلِف َة ٌ .<br />
وَالث َّان ِي : عُرْفُ ال ْأ َجْنَاس ِ ف َإ ِن َّ لِل ْأ َجْنَادِ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَ لِلت ُّ ج َّار ِ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَك َذ َ لِكَ لِمَنْ سِوَ اهُمَا مِنْ ال ْأ َجْنَاس ِا ل ْمُ خْتَلِف َةِ<br />
عَادَ ا تٌ فِي ا لل ِّبَا س ِ .<br />
وَإ ِن َّمَااخْتَل َف َتْ عَادَاتُ ا لن َّا س ِ فِي ا لل ِّبَا س ِ مِنْ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َاف ُهُمْ سِمَة ً يَتَمَي َّزُون َ ب ِهَا ، وَعَل َامَة ً ل َا يَ خْف ُون َ<br />
مَعَهَا ، ف َإ ِن ْ عَدَل َ أ َحَ دٌ عَنْ عُرْفِ بَل َدِهِ وَج ِنْسِهِ ك َان َ ذ َلِكَ مِنْهُ خَرَق ًا وَحُمْق ًا .<br />
وَ لِذ َ لِكَ قِي ل َ<br />
:ا ل ْعُرْيُ ا ل ْف َادِحُخَيْرٌ مِنْ ا لز ِّي ِّ ا ل ْف َاضِ ح ِ .<br />
وَأ َم َّا ج ِنْسُ ا ل ْمَل ْبُو س ِ وَقِيمَتُهُ ف َمُعْتَبَرٌ مِنْ وَجْهَيْن ِ<br />
، وَ لِل ْمُعْسِر ِ دُو نَهُ .<br />
:<br />
أ َحَدُهُمَا :ب ِا ل ْمُك ْنَةِ مِنْ ال ْيَسَار ِ وَ ال ْإ ِعْسَار ِ ف َإ ِن َّ لِل ْمُوسِر ِ فِي الز ِّي ِّ ق َدْرًا<br />
وَالث َّان ِي :ب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ وَال ْحَال ِ ف َإ ِن َّ لِذِيا ل ْمَنْز ِ ل َةِ ا لر َّفِيعَةِ فِي ا لز ِّي ِّ ق َدْرًا ، وَ لِل ْمُنْ خَفِض ِ عَنْهُ دُو نَهُ لِيَتَف َاضَ ل َ فِيهِ عَل َى حَسَب ِ<br />
تَف َاضُ ل ِأ َحْوَا لِه ِمْ ف َيَصِيرُو ا ب ِهِ مُتَمَي ِّز ِينَ .<br />
ف َإ ِن ْ عَدَل َ ا ل ْمُوسِرُ إل َى ز ِي ِّ ا ل ْمُعْسِر ِ ك َان َ شُحا وَبُخْل ًا ، وَ إ ِن ْ عَدَل َ ا لر َّفِيعُ إل َى ز ِي ِّ ا لد َّ ن ِيءِ ك َان َ مَهَا نَة ً وَذ ُلًّا ، وَ إ ِن ْ عَدَل َ<br />
ا ل ْمُعْسِرُ إل َى ز ِي ِّ ا ل ْمُوسِر ِ ك َان َ تَبْذِ يرً ا وَسَرَف ًا ، وَ إ ِن ْ عَدَل َ الد َّن ِيءُ إل َى ز ِي ِّ ا لر َّفِيع ِ ك َان َ جَهْل ًا وَتَخَل ُّف ًا .<br />
وَ ل ُزُومُ ال ْعُرْفِ ا ل ْمَعْهُودِ ، وَاعْتِبَارُا ل ْحَ د ِّا ل ْمَق ْصُودِ ، أ َدَل ُّ عَل َى ا ل ْعَق ْل ِ<br />
. وَ أ َمْنَعُ مِنْ ال ذ َّم ِّ<br />
وَ لِذ َ لِكَ ق َال َ عُمَرُ بْنُ ال ْ خَط َّاب ِ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
:<br />
:<br />
إي َّاك ُمْ ل ُبْسَتَيْن ِ<br />
: ل ُبْ سَة ٌمَ شْهُو رَة ٌ وَل ُبْسَة ٌمَ حْق ُو رَة ٌ .<br />
: ال ْبَسْ مِنْ الث ِّيَاب ِ مَا ل َا يَزْدَر ِ يك فِيهِ ا ل ْعُظ َمَاءُ ، وَل َا يَعِيبُهُ عَل َيْك ال ْ حُك َمَاءُ .<br />
إن َّ ا ل ْعُيُون َ رَمَتْك إذ ْ ف َاجَأ َتْهَا وَعَل َيْك مِنْ شَهْر ِ الث ِّيَاب ِ لِبَا سُ أ َم َّا ا لط َّعَامُ ف َك ُل ْ لِنَف ْسِك مَا تَشَا<br />
وَاجْعَل ْ لِبَاسَك مَا اشْتَهَاهُ ا لن َّا سُ وَاعْل َمْ أ َن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْإ ِنْسَان ُ مُعْتَدِل َ ال ْحَال ِ فِي مُرَ اعَاةِ لِبَاسِهِ مِنْ غ َيْر ِ إك ْث َار ٍ<br />
وَل َا اط ِّرَ اح ٍ ، ف َإ ِن َّ اط ِّرَاحَ مُرَاعَاتِهَا وَتَرْكَ تَف َق ُّدِهَامَهَانَة ٌ وَذ ُ ل ٌّ ، وَك َث ْرَة َ مُرَاعَاتِهَا وَصَرْفَ ا ل ْه ِم َّةِ إل َى ا ل ْعِنَا يَةِ ل َهَادَنَاءَة ٌ<br />
وَ نَق ْصٌ .<br />
وَرُب َّمَا تَوَه َّمَ بَعْضُ مَنْ خَل َا مِنْ ف َضْ ل ٍ ، وَعَر ِيَ عَنْ تَمْي ِيز ٍ أ َن َّ ذ َ لِكَ هُوَ ا ل ْمُرُوءَة ُ ال ْك َامِل َة ُ ، وَ الس ِّيرَة ُ ا ل ْف َا ضِل َة ُ ؛ لِمَا يَرَى<br />
مِنْ تَمَي ُّز ِهِ ب ِذ َ لِكَ عَنْ ال ْأ َك ْث َر ِينَ ، وَخُرُوج ِهِ عَنْ جُمْل َةِ ال ْعَوَامّا ل ْمُسْتَرْذ َ لِينَ .<br />
وَخَفِيَ عَل َيْهِ أ َ ن َّهُ إذ َا تَعَد َّى ط َوْرَهُ ، وَتَ جَاوَزَ ق َدْرَهُ ، ك َان َ أ َق ْبَ حَ لِذِك ْر ِهِ ، وَأ َ بْعَث َ عَل َى ذ َم ِّهِ .<br />
ف َك َان َ ك َمَا ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي ل َا يُعْج ِبَن َّ مُضِيمًا حُسْنُ ب ِز َّ تِهِ وَهَ ل ْ يَرُو قُ دَفِينًا جَوْدَة ُ ا ل ْك َف َن ِ وَحَك َى ا ل ْمُبَر ِّدُ أ َن َّ رَجُل ًا مِنْ<br />
ق ُرَ يْش ٍ ك َان َ إذ َا ا ت َّسَعَ ل َب ِسَ أ َرَث َّ ثِيَا ب ِهِ ، وَإ ِذ َا ضَا قَ ل َب ِسَ أ َحْسَنَهَا ، ف َقِي ل َ ل َهُ فِي ذ َ لِكَ ، ف َق َال َ<br />
:<br />
إذ َا ات َّسَعْتُ تَزَ ي َّنَتْ<br />
ب ِال ْ جُودِ ، وَإ ِذ َا ضِق ْتُ ف َب ِال ْهَيْئ َةِ .<br />
وَق َدْ أ َتَى ا بْنُ ا لر ُّومِي ِّ ب ِأ َ بْل َغ َ مِنْ هَذ َا ال ْمَعْنَى فِي شَعْر ِهِ ف َق َال َ : وَمَا ال ْ حُلِي ُّ إل َّاز ِ ينَة ٌ لِنَقِيصَةٍ يُتَم ِّمُ مِنْ حُسْن ٍ إذ َا ال ْحُسْنُ<br />
ق َص َّرَا ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْ جَمَال ُ مُوَف ِّرًا لِ حُسْن ِكَ ل َمْ يَحْتَجْ إل َى أ َن ْ يُزَو َّرَا وَ لِذ َ لِكَ ق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
ا ل ْب ِز َّةِ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ : وَتَرَى سَفِيهَا ل ْق َوْم ِ يُدَ ن ِّسُ عِرْ ضَهُ سَف َهًا وَ يَمْسَحُ<br />
:<br />
ل َيْسَتْ ا ل ْعِز َّة ُ حُسْنَ
نَعْل َهُ وَشِرَ اك َهَا وَإ ِذ َا اشْتَ د َّ ك َل َف ُهُ ب ِمُرَ اعَاةِ لِبَاسِهِ ق َط َعَهُ ذ َ لِكَ عَنْ مُرَ اعَاةِ نَف ْسِهِ وَ صَارَا ل ْمَل ْبُو سُ عِنْدَهُ أ َ نْف َسَ ، وَهُوَ عَل َى<br />
مُرَ اعَا تِهِ أ َحْرَصُ .<br />
وَق َدْ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْبَسْ مِنْ الث ِّيَاب ِ مَا يَخْدُمُك وَل َا يَسْتَخْدِمُك .<br />
وَق َال َ خَالِدُ بْنُ صَف ْوَ ان َ لِإ ِيَاس ِ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ<br />
ث َوْب ٍ أ َقِيهِ ب ِنَف ْسِي .<br />
ف َك َمَا أ َ ن َّهُ ل َا يَك ُون ُ شَدِيدَ ا ل ْك َل َفِ ب ِهَا ف َك َذ َلِكَ ل َا يَك ُون ُ شَدِيدَ ا لِاط ِّرَ اح ِ ل َهَا .<br />
ف َق َدْ حُكِيَ عَنْ ا بْن ِ عَا ئِشَة َ<br />
ق َال َ<br />
}<br />
:<br />
:<br />
مِنْ ك ُ ل ِّ ا ل ْمَال ِ ق َدْ آتَان ِي ا لل َّهُ .<br />
: أ َرَاك ل َا تُبَالِي مَا ل َب ِسْت ؟ ف َق َال َ : أ َ ل ْبَسُ ث َوْبًا أ َقِي ب ِهِ نَف ْسِي أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ<br />
أ َن َّ رَجُل ًا جَاءَ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ ف َنَظ َرَ إ ل َيْهِ رَث َّ ال ْهَيْئ َةِ ف َق َال َ : مَا مَال ُك ؟<br />
ف َق َال َ إن َّ ا لل َّهَ تَعَا ل َى يُحِب ُّ إذ َا أ َ نْعَمَ عَل َى امْر ِئ ٍ ن ِعْمَة ً أ َن ْ يَنْظ ُرَ إل َى أ َث َر ِهَا عَل َيْهِ<br />
وَق َدْ قِي ل َ : ا ل ْمُرُوءَة ُ ا لظ َّاهِرَة ُ فِي الث ِّيَاب ِ ا لط َّاهِرَةِ .<br />
. {<br />
وَهَك َذ َا ال ْق َوْل ُ فِي غِل ْمَا ن ِهِ وَحَشَمِهِ إن ْ اشْتَ د َّ ك َل َف ُهُ ب ِه ِمْ صَارَ عَل َيْه ِمْ ق َي ِّمًا وَ ل َهُمْ خَادِمًا ، وَ إ ِن ْ اط َّرَحَهُمْ ق َ ل َّ رَشَادُهُمْ<br />
وَظ َهَرَ ف َسَادُهُمْ ف َصَارُوا سَبَبًا لِمَق ْتِهِ ، وَط َر ِ يق ًا إل َى ذ َم ِّهِ ، ل َكِنْ يَك ُف ُّهُمْ عَنْ سَي ِّئِا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَ يَأ ْخُذ ُهُمْ ب ِأ َحْسَن ِ ال ْ آدَاب ِ<br />
لِيَك ُونُوا ك َمَا ق َال َ فِيه ِمْ الش َّاعِرُ : سَهْ ل ُ ا ل ْفِنَاءِ إذ َا مَرَرْتَ ب ِبَا ب ِهِ ط َل ْقُ ا ل ْيَدَ يْن ِ مُؤَد َّبُ ال ْخُد َّ ام ِ وَل ْيَك ُنْ فِي تَف َق ُّدِأ َحْوَا لِه ِمْ<br />
عَل َى مَا يَ حْف َظ ُ تَ جَم ُّل َهُ وَ يَصُون ُ مُبْتَذ َ ل َهُ .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
، وَ أ َحْسِنُو ا إل َى مَمَا لِيكِك ُمْ ف َإ ِ ن َّهُ أ َك ْبَتُ لِعَدُو ِّك ُمْ { .<br />
} :<br />
اد َّهِنُوا يَذ ْهَبْا ل ْبُؤْ سُ عَنْك ُمْ ، وَال ْبَسُوا تَظ ْهَرْ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ عَل َيْك ُمْ<br />
وَ ل ْيَتَوَس َّط ْ فِيه ِمْ مَا بَيْنَ حَا ل َتَيْ ا لل ِّين ِ وَال ْ خُشُو نَةِ ف َإ ِ ن َّهُ إن ْ ل َان َ هَان َ عَل َيْه ِمْ ، وَ إ ِن ْ خَشُنَ مَق َتُوهُ وَك َان َ عَل َى خَط َر ٍ مِنْهُمْ .<br />
حُكِيَ أ َن َّ ا ل ْمُؤَ ب َّذ ُ سَمِعَ ضَ حِكَ ال ْ خَد َّ ام ِ فِي<br />
مَ جْلِس ِ أ َ نُوشِرْوَان َ ف َق َال َ<br />
:<br />
أ َمَا تَمْنَعُ هَؤُ ل َاءِا ل ْغِل ْمَانِ ؟ ف َق َال َ أ َ نُوشِرْوَ ان َ<br />
: إن َّمَا ب ِه ِمْ يَهَا بُنَا أ َعْدَ اؤُ نَا .<br />
وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ الط َّا ئِي ُّ : حَشَمُ ا لص َّدِ يق ِ عُيُونُهُمْبَ ح َّاث َة ٌ لِصَدِ يقِهِ عَنْ صِدْقِهِ وَ ن ِف َاقِهِ ف َل ْيَنْظ ُرَن َّ ال ْمَرْءُ مِنْ غِل ْمَا ن ِهِ ف َهُمْ<br />
خَل َا ئِف ُهُ عَل َى أ َخْل َاقِهِ<br />
وَاعْل َمْ أ َن َّ لِلن َّف ْس ِ حَال َتَيْن ِ : حَا ل َة ُ اسْتِرَاحَةٍ إن ْ حَر َّمْتُهَا إ ي َّاهَا ك َل َّتْ ، وَحَا ل َة ُ تَصَر ُّفٍ إن ْ أ َرَحْتهَا فِيهَا تَ خَل َّتْ .<br />
ف َال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ تَق ْدِ يرُ حَال َيْهِ : حَال ُ نَوْمِهِ وَدَعَتِهِ ، وَحَال ُ تَصَر ُّفِهِ وَ يَقِظ َتِهِ ، ف َإ ِن َّ ل َهُمَا ق َدْرًا مَحْدُودًا وَزَمَانًا مَخْصُوصًا<br />
يَضُر ُّ ب ِا لن َّف ْس ِ<br />
مُجَاوَزَة ُ أ َحَدِهِمَا ، وَ تَغَي ُّرُ زَمَا ن ِه ِمَا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
لِل ْ حَاجَةِ<br />
:<br />
.<br />
. {<br />
وَق َال َ عَبْدُ الل َّهِ بْنُ عَب َّا س ٍ رَ ضِيَ ا لل َّهُ عَنْهُمَا : ا لن َّوْمُث َل َاث َة ٌ<br />
} نَوْمَة ُ ا لص ُّبْ حَةِ مَعْ جَزَة ٌ مَنْف َ خَة ٌ مَك ْسَل َة ٌ مَوْرَمَة ٌ مَف ْشَل َة ٌ مَنْسَأ َ ٌة<br />
: نَوْمُ خَرَ ق ٍ وَهِيَ ا لص ُّبْ حَة ُ ، وَ نَوْمُ خَل َق ٍ وَهِيَ ا ل ْق َا ئِل َة ُ ، وَ نَوْمُ<br />
حُمْق ٍ وَهُوَ ا ل ْعَشِي ُّ<br />
وَق َدْ رَوَى مُ حَم َّدُ بْنُ يَزْدَ ان َ ، عَنْ مَيْمُونِ بْن ِ مِهْرَان َ ، عَنْ ابْن ِ عَب َّا س ٍ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ<br />
نَوْمُ الض ُّحَى خَرَ قٌ ، وَا ل ْق َيْل ُو ل َةِ خَل َقٌ ، وَ نَوْمُ ا ل ْعَشِي ِّ حُمْقٌ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ ل َز ِمَ ا لر ُّق َادَ عَدِمَ ال ْمُرَادَ .<br />
ف َإ ِذ َا أ َعْط َى ا لن َّف ْسَ حَق َّهَا مِنْ ا لن َّوْم ِ وَ الد َّعَةِ ، وَاسْتَوْف َى حَق َّهُ ب ِا لت َّصَر ُّفِ وَا ل ْيَقِظ َةِ ، خَل َصَ ب ِالِاسْتِرَاحَةِ مِنْ عَجْز ِهَا
وَك َل َا لِهَا ، وَسَلِمَ ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ مِنْ بَل َادَ تِهَا وَف َسَادِهَا .<br />
وَحُكِيَ أ َن َّ عَبْدَ ا لل َّهِ بْنَ عُمَرَ بْن ِ عَبْدِ ال ْعَز ِيز ِ دَخَ ل َ عَل َى أ َ ب ِيهِ ف َوَجَدَهُ نَائِمًا ف َق َال َ<br />
يَا بُنَي َّ نَف ْسِي مَطِي َّتِي وَ أ َك ْرَهُ أ َن ْ أ ُتْعِبَهَا ف َل َا تَق ُومَ ب ِي .<br />
: يَا أ َبَتِ أ َتَنَامُ وَالن َّاسُ ب ِال ْبَاب ِ ؟ ف َق َال َ :<br />
وَيَنْبَغِي أ َن ْ يُق َس ِّمَ حَا ل َة َ تَصَر ُّفِهِ وَيَقِظ َتِهِ عَل َى ا ل ْمُه ِ م ِّ مِنْ حَاجَا تِهِ ف َإ ِن َّ حَاجَة َ ال ْإ ِنْسَانِ ل َاز ِمَة ٌ وَ الز َّمَان ُ يَق ْصُرُ عَنْ اسْتِيعَاب ِ<br />
ا ل ْمُه ِ م ِّ ، ف َك َيْفَ ب ِهِ إن ْ تَ جَاوَزَ إل َى مَا ل َيْسَ ب ِمُه ِم ٍّ هَل ْ يَك ُون ُ إل َّا : ك َتَار ِك َةٍ بَيْضَهَا ب ِال ْعَرَاءِ وَمُل ْب ِسَةٍ بَيْضَ أ ُخْرَى جَنَاحَا ث ُ م َّ<br />
عَل َيْهِ أ َن ْ يَتَصَف َّ حَ فِي ل َيْلِهِ مَا صَدَرَ مِنْ أ َف ْعَال ِ نَهَار ِهِ ، ف َإ ِن َّ<br />
ا لل َّيْ ل َ أ َخْط َرُ لِل ْ خَاطِر ِ وَأ َجْمَعُ لِل ْفِك ْر ِ .<br />
ف َإ ِن ْ ك َان َ مَحْمُودًا أ َمْضَاهُ وَأ َ تْبَعَهُ ب ِمَا شَاك َل َهُ وَ ضَاهَاهُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ مَذ ْمُومًااسْتَدْرَك َهُ إن ْ أ َمْك َنَ وَانْتَهَى عَنْ مِث ْلِهِ فِي<br />
ا ل ْمُسْتَق ْبَ ل ِ .<br />
ف َإ ِ ن َّهُ إذ َا ف َعَ ل َ ذ َ لِكَ وَجَدَ أ َف ْعَا ل َهُ ل َا تَنْف َك ُّ مِنْ أ َرْ بَعَةِ أ َحْوَال ٍ : إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ أ َ صَابَ فِيهَا ا ل ْغَرَضَ ا ل ْمَق ْصُودَ ب ِهَا ، أ َوْ<br />
يَ ك ُون َ ق َدْ أ َخْط َأ َ فِيهَا ف َوَضَعَهَا فِي غ َيْر ِ مَوْضِعِهَا ، أ َوْ يَك ُون َ ق َص َّرَ فِيهَا ف َنَق َصَتْ عَنْ حُدُودِهَا ، أ َوْ يَك ُون َ ق َدْ زَ ادَ فِيهَا<br />
حَت َّى تَ جَاوَزَتْ مَحْدُودَهَا .<br />
وَهَذ َا ا لت َّصَف ُّ حُ إن َّمَا هُوَاسْتِظ ْهَا رٌ بَعْدَ تَق ْدِيم ِ ا ل ْفِك ْر ِ ق َبْ ل َا ل ْفِعْ ل ِ لِيَعْل َمَ ب ِهِ مَوَ اقِعَ ا ل ْإ ِ صَا بَةِ وَ يَنْتَه ِزَ ب ِهِاسْتِدْرَاكَ ال ْ خَط َأِ .<br />
: وَق َدْ قِي ل َ<br />
مَنْ ك َث ُرَ اعْتِبَارُهُ ق َ ل َّ عِث َا رُهُ .<br />
وَك َمَا يَتَصَف َّ حُ أ َحْوَ ال َ نَف ْسِهِ ف َك َذ َا يَ ج ِبُ أ َن ْ يَتَصَف َّ حَ أ َحْوَ ال َ غ َيْر ِهِ ، ف َرُب َّمَا ك َان َ اسْتِدْرَ اك ُهُ ا لص َّوَ ابَ مِنْهَا أ َسْهَ ل َ ب ِسَل َامَةِ<br />
ا لن َّف ْس ِ مِنْ شُبْهَةِ ال ْهَوَى ، وَخُل ُو ِّ ال ْ خَاطِر ِ مِنْ حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ، ف َإ ِن ْ ظ َفِرَ ب ِصَوَ اب ٍ وَجَدَهُ مِنْ غ َيْر ِهِ ، أ َوْ أ َعْ جَبَهُ جَمِي ل ٌ مِنْ<br />
فِعْلِهِ زَ ي َّنَ نَف ْسَهُ ب ِال ْعَمَ ل ِ ب ِهِ .<br />
وَق َال َ<br />
ف َإ ِن َّ ا لس َّعِيدَ مَنْ تَصَف َّ حَ أ َف ْعَال َ غ َيْر ِهِ ف َاق ْتَدَى ب ِأ َحْسَن ِهَا وَانْتَهَى عَنْ سَي ِّئِهَا .<br />
وَق َدْ رَوَى زَيْدُ بْنُ خَا لِدٍ ال ْ جُهَن ِي ُّ عَنْ رَسُول ِ ا لل َّهِ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ : } الس َّعِيد مَنْ وُعِظ َ ب ِغَيْر ِهِ { .<br />
ال ْ حُسَيْن ِ<br />
` الش َّاعِرُ : إن َّ ا لس َّعِيدَ ل َهُ مِنْ غ َيْر ِهِ عِظ َة ٌ وَفِي ا لت َّ جَار ِب ِتَحْ كِي مٌ وَمُعْتَبَرُ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِط َاهِر ِ بْن ِ<br />
: إذ َا أ َعْجَبَتْك خِصَال ُ امْر ِئ ٍ ف َك ُنْهُ يَك ُنْ مِنْك مَا يُعْج ِبُكْ ف َل َيْسَ عَل َى ا ل ْمَ جْدِ وَا ل ْمَك ْرُمَاتِ إذ َا ج ِئ ْتَهَا حَا ج ِبٌ<br />
يَحْ جُبُكْ ف َأ َم َّا مَا يَرُومُهُ مِنْ أ َعْمَا لِهِ ، وَ يُؤْ ثِرُ ال ْإ ِق ْدَامَ عَل َيْهِ مِنْ مَط َا لِب ِهِ ، ف َيَ ج ِبُ أ َن ْ يُق َ د ِّمَا ل ْفِك ْرَ فِيهِ ق َبْ ل َ دُخُو لِهِ ف َإ ِن ْ ك َان َ<br />
ا لر َّجَاءُ فِيهِ أ َغ ْل َبَ مِنْ ال ْإ ِيَاس ِ مِنْهُ وَحُمِدَتْ ا ل ْعَافِيَة ُ<br />
فِيهِ سَل َك َهُ مِنْ أ َسْهَ ل ِ مَط َا لِب ِهِ وَأ َ ل ْط َفِ ج ِهَا تِهِ .<br />
وَ ب ِق َدْر ِ شَرَفِهِ يَك ُون ُ ال ْإ ِق ْدَامُ ، وَ إ ِن ْ ك َان َ ال ْإ ِيَاسُ أ َغ ْل َبَ عَل َيْهِ مِنْ ا لر َّجَاءِ مَعَ شِد َّةِ الت َّغْر ِير ِ وَدَ نَاءَةِا ل ْأ َمْر ِ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ<br />
ف َل ْيَحْذ َرْ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ مُتَعَر ِّضًا .<br />
ف َق َدْ رُو ِيَ عَنْ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ عَل َيْهِ وَسَل َّمَ أ َ ن َّهُ ق َال َ<br />
ك َان َ غ َيا ف َا نْتَهِ عَنْهُ<br />
وَق َال َتْ ال ْحُك َمَاءُ<br />
} :<br />
. {<br />
:<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا لش ُّعَرَ اءِ<br />
:<br />
وَل َيْسَ ل َهُ مِنْ سَا ئِر ِ ا لن َّا س ِ عَاذِرُ<br />
ط َل َبُ مَا ل َا يُدْ رَكُ عَجْزٌ .<br />
إذ َا هَمَمْت ب ِأ َمْر ٍ ف َف َك ِّرْ فِي عَاقِبَتِهِ ف َإ ِن ْ ك َان َ رُشْدًا ف َأ َمْضِهِ ، وَ إ ِن ْ<br />
ف َإ ِي َّاكَوَ ا ل ْأ َمْرَ ال َّذِي إن ْ تَوَس َّعَتْ مَوَ ا ر ِدُهُ ضَاق َتْ عَل َيْك ا ل ْمَصَادِرُ ف َمَا حَسَنٌ أ َن ْ يَعْذ ُرَ ال ْمَرْءُ نَف ْسَهُ
وَل ْيَعْل َمْ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ حِين ٍ مِنْ أ َ ي َّام ِ عُمُر ِهِ خُل ُق ًا ، وَفِي ك ُ ل ِّ وَق ْتٍ مِنْ أ َوْق َاتِ دَهْر ِهِ عَمَل ًا ف َإ ِن ْ تَ خَل َّقَ فِي كِبَر ِهِ ب ِأ َخْل َاق ِ الص ِّغَر ِ<br />
، وَ تَعَاط َى أ َف ْعَال َ ا ل ْف ُك َاهَةِ وَ ا ل ْبَط َر ِ ، اسْتَصْغَرَهُ مَنْ هُوَ أ َ صْغَرُ وَحَق َّرَهُ مَنْ هُوَ أ َق َ ل ُّ وَ أ َحْق َرُ ، وَك َان َ ك َا ل ْمَث َ ل ِ ا ل ْمَضْرُوب ِ<br />
ب ِق َوْل ِ الش َّاعِر : وَك ُ ل ُّ بَاز ٍ يَمَس ُّهُ هَرَمٌ تَخَر َّا عَل َى رَ أ ْسِهِ ا ل ْعَصَافِيرُ ف َك ُنْ أ َي ُّهَا ا ل ْعَاقِ ل ُ مُق ْب ِل ًا عَل َى شَان ِكَ ، رَاضِيًا عَنْ<br />
زَمَان ِك ، سِل ْمًا لِأ َهْ ل ِ دَهْر ِك ، جَار ِيًا عَل َى عَادَةِ عَصْر ِك ، مُنْق َادًا لِمَنْ ق َد َّمَهُ الن َّا سُ عَل َيْك ، مُتَ حَن ِّنًا عَل َى مَنْ ق َد َّمَك<br />
ا لن َّا سُ عَل َيْهِ ، وَل َا تُبَاي ِنْهُمْب ِا ل ْعُزْ ل َةِ عَنْهُمْ ف َيَمْق ُتُوك ، وَل َا تُجَاهِرْهُمْ ب ِا ل ْمُ خَا ل َف َةِ ل َهُمْ ف َيُعَادُوك ، ف َإ ِ ن َّهُ ل َا عَيْشَ لِمَمْق ُوتٍ وَل َا<br />
رَاحَة َ لِمُعَادِي .<br />
وَ أ َنْشَدَ بَعْضُ أ َهْ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِلِبَعْضِه ِمْ<br />
عَل َى عَق ْلِهِ أ َ ن َّهُ ف َاسِدُ<br />
:<br />
إذ َا اجْتَمَعَ ا لن َّا سُ فِي وَ احِدٍ وَخَا ل َف َهُمْ فِي الر ِّضَا وَ احِدُ ف َق َدْ دَل َّإجْمَاعُهُمْ دُو نَهُ<br />
وَاجْعَل ْ نُصْ حَ نَف ْسِك غ َن ِيمَة َ عَق ْلِك ، وَل َا تُدَاهِنْهَا ب ِإ ِخْف َاءِ عَيْب ِك وَ إ ِظ ْهَار ِ عُذ ْر ِك ، ف َيَصِرْ عَدُو ُّك أ َحْظ َى مِنْك فِي زَجْر ِ<br />
نَف ْسِهِ ب ِإ ِ نْك َار ِك وَمُ جَاهَرَ تِك مِنْ نَف ْسِك ال َّتِي هِيَ أ َخَص ُّ ب ِك لِإ ِغ ْرَ ائِك ل َهَا ب ِأ َعْذ َار ِك وَمُسَاءَ تِك .<br />
ف َحَسْبُك سُوءًا رَجُ ل ٌ يَنْف َعُ عَدُو َّهُ وَ يَضُر ُّ نَف ْسَهُ .<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْ حُك َمَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ا ل ْبُل َغَاءِ<br />
وَق َال َ بَعْضُ ال ْأ ُدَبَاءِ<br />
:<br />
:<br />
: أ َصْلِحْ نَف ْسَك لِنَف ْسِك يَك ُنْ ا لن َّا سُ تَبَعًا ل َك .<br />
مَنْ أ َ صْل َ حَ نَف ْسَهُ أ َرْغ َمَ أ َ نْفَ أ َعَادِ يهِ ، وَمَنْ أ َعْمَ ل َ ج ِد َّهُ بَل َغ َ ك ُنْهَ أ َمَا ن ِيهِ .<br />
مَنْ عَرَفَ مَعَا بَهُ ف َل َا يَل ُمْ مَنْ عَا بَهُ<br />
.<br />
وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ث َا ب ِتٍا لن َّ حْو ِي ُّ لِبَعْض ِ ا لش ُّعَرَ اءِ :وَمَ صْرُوف َة ٌ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْب ِ نَف ْسِهِ وَ ل َوْ بَان َعَيْبٌ مِنْ أ َخِيهِ ل َأ َبْصَرَا وَ ل َوْ<br />
ك َان َ ذ َا ال ْإ ِنْسَان ُ يُنْصِفُ نَف ْسَهُ ل َأ َمْسَكَ عَنْ عَيْب ِ ا لص َّدِ يق ِ وَق َص َّرَا ف َهَذ ِّبْ أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ُ نَف ْسَك ب ِأ َف ْك َار ِ عُيُو ب ِك وَانْف َعْهَا<br />
ك َنَف ْعِك لِعَدُو ِّك ف َإ ِن َّ مَنْ ل َمْ يَك ُنْ ل َهُ مِنْ نَف ْسِهِوَ اعِظ ٌ ل َمْ تَنْف َعْهُ ال ْمَوَاعِظ ُ<br />
.<br />
أ َعَا نَنَا ا لل َّهُ ، وَ إ ِي َّاكَ عَل َى ا ل ْق َوْل ِ ب ِا ل ْعَمَ ل ِ وَعَل َى ا لن ُّصْ ح ِ ب ِا ل ْق َبُول ِ وَحَسْبُنَا ا لل َّهُ وَك َف َى .<br />
| ٢٠١٠ ISLAMICBOOK.WS<br />
جميع الحقوق مت احة لجميع ا لمسلم ين