08.11.2014 Views

كتاب : أدب الدنيا والدين

كتاب : أدب الدنيا والدين

كتاب : أدب الدنيا والدين

SHOW MORE
SHOW LESS

Transform your PDFs into Flipbooks and boost your revenue!

Leverage SEO-optimized Flipbooks, powerful backlinks, and multimedia content to professionally showcase your products and significantly increase your reach.

كتاب : أدب الدنيا والدين<br />

مُق َد ِّمَة ُ ا ل ْمُؤَل ِّفِ‏ ال ْحَمْدُ‏ لِل َّهِ‏ ذِي ا لط َّوْل ِ وَ‏ ال ْ آل َاءِ‏ ، وَصَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َى سَي ِّدِنَا مُ‏ حَم َّدٍ‏ خَاتَم ِ الر ُّسُ‏ ل ِ وَال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ ، وَعَل َى آ لِهِ‏<br />

وَ‏ أ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏ ال ْأ َتْقِيَاءِ‏<br />

.<br />

أ َم َّا بَعْدُ‏ ف َإ ِن َّ شَرَفَ‏ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ ب ِشَرَفِ‏ نَتَائِ‏ ج ِهِ‏ ، وَعِظ َم ِ خَط َر ِهِ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ مَنَافِعِهِ‏ ، وَب ِ حَسَب ِ مَنَافِعِهِ‏ تَ‏ ج ِبُ‏ ا ل ْعِنَا يَة ُ ب ِهِ‏ ، وَعَل َى<br />

ق َدْر ِ ا ل ْعِنَا يَةِ‏ ب ِهِ‏ يَك ُون ُ اجْتِنَاءُ‏ ث َمَرَ‏ تِهِ‏ ، وَ‏ أ َعْظ َمُ‏ ال ْأ ُمُور ِ خَط َرًا وَق َدْرًا وَأ َعُم ُّهَا نَف ْعًا وَر ِف ْدًا مَا اسْتَق َامَ‏ ب ِهِ‏ الد ِّ ينُ‏ وَالد ُّنْيَا<br />

وَ‏ ا نْتَظ َمَ‏ ب ِهِ‏ صَل َاحُ‏ ا ل ْآخِرَةِ‏ وَال ْأ ُول َى ؛ لِأ َن َّ ب ِاسْتِق َامَةِ‏ الد ِّ ين ِ تَصِ‏ ح ُّ ا ل ْعِبَادَة ُ ، وَ‏ ب ِصَل َاح ِ الد ُّ نْيَا تَتِم ُّ الس َّعَادَة ُ .<br />

وَق َدْ‏ تَوَخ َّيْت ب ِهَذ َا ا ل ْكِتَاب ِ ا ل ْإ ِشَارَة َ إل َى آدَاب ِه ِمَا ، وَ‏ تَف ْصِي ل َ مَا أ ُجْمِ‏ ل َ مِنْ‏ أ َحْوَا لِه ِمَا ، عَل َى أ َعْدَل ِا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ مِنْ‏ إيجَاز ٍ<br />

وَ‏ بَسْطٍ‏ أ َجْمَعُ‏ فِيهِ‏ بَيْنَ‏ تَ‏ حْقِيق ِ ا ل ْف ُق َهَاءِ‏ ، وَ‏ تَرْقِيق ِ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ ، ف َل َا يَنْبُو عَنْ‏ ف َهْم ٍ ، وَل َا يَدِ‏ ق ُّ فِي وَهْم ٍ ، مُسْتَشْه ِدًا مِنْ‏ كِتَاب ِ<br />

ا لل َّهِ‏ - جَ‏ ل َّ اسْمُهُ‏<br />

:<br />

- ب ِمَا يَق ْتَضِيهِ‏ ، وَمِنْ‏ سُنَن ِ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ - صَل َوَ‏ اتُ‏ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - ب ِمَا يُضَاهِيهِ‏ ، ث ُ م َّ مُتْب ِعًا ذ َلِكَ‏ ب ِأ َمْث َا ِل<br />

ال ْ حُك َمَاءِ‏ ، وَآدَاب ِ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ، وَأ َق ْوَال ِ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق ُل ُوبَ‏ تَرْتَاحُ‏ إل َى ا ل ْف ُنُونِا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏ وَ‏ تَسْأ َمُ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َن ِّ ا ل ْوَاحِدِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إن َّ ا ل ْق ُل ُوبَ‏ تَمَ‏ ل ُّ ك َمَا تَمَ‏ ل ُّ ال ْأ َبْدَان ُ ف َاهْدُوا إل َيْهَا ط َرَا ئِفَ‏ ال ْحِك ْمَةِ‏<br />

.<br />

ف َك َأ َن َّ هَذ َا ا ل ْأ ُسْل ُوبَ‏ ، يُ‏ حِب ُّ ا لت َّنَق ُّ ل َ فِي ا ل ْمَط ْل ُوب ِ ، مِنْ‏ مَك َان إل َى مَك َان وَك َان َا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ، يَتَنَق َّ ل ُ<br />

ك َثِيرًا فِي دَار ِهِ‏ مِنْ‏ مَك َان إل َى مَك َان وَ‏ يُنْشِدُ‏ ق َوْل َ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

:<br />

إل َى حَال ِ وَجَعَل ْت مَا تَضَم َّنَهُ‏ هَذ َا ا ل ْكِتَابُ‏ خَمْسَة َ أ َبْوَاب ٍ : ا ل ْبَاب ِ ا ل ْأ َو َّل ِ<br />

ا ل ْبَاب ِ الث َّان ِي فِي أ َدَب ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />

ا ل ْبَاب ِ<br />

ا لث َّا لِثِ‏<br />

ا ل ْبَاب ِ ا لر َّا ب ِع ِ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

فِي أ َدَب ِا لد َّ يْن ِ .<br />

:<br />

ا ل ْبَاب ِ ا ل ْخَامِس ِ<br />

فِي أ َدَب ِ الد ُّنْيَا .<br />

:<br />

فِي أ َدَب ِ ا لن َّف ْس ِ .<br />

ل َا يُصْلِ‏ حُ‏ ا لن َّف ْسَ‏ إذ ْ ك َانَتْ‏ مُدَ‏ ب ِّرَة ً إل َّا ا لت َّنَق ُّ ل ُ مِنْ‏ حَال ٍ<br />

فِي ف َضْ‏ ل ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَذ َم ِّ ال ْهَوَى .<br />

وَإ ِن َّمَا أ َسْتَمِد ُّ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى حُسْنَ‏ مَعُو نَتِهِ‏ ‏،وَ‏ أ َسْتَوْدِعُهُ‏ حِف َاظ َ مَوْهِبَتِهِ‏ ، ب ِ حَوْ‏ لِهِ‏ وَمَشِيئ َتِهِ‏ ، وَهُوَ‏ حَسْب ِي مِنْ‏ مُعِين ٍ<br />

وَحَفِيظٍ‏ .<br />

ا ل ْبَابُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ ف َضْ‏ ل ُا ل ْعَق ْ ل ِ وَذ َم ُّ ال ْهَوَى اعْل َمْ‏ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ ف َضِيل َةٍ‏ أ ُسا وَلِك ُ ل ِّ أ َدَب ٍ يَنْبُوعًا ، وَأ ُ س ُّ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ وَيَنْبُوعُ‏ ال ْ آدَ‏ اب ِ<br />

هُوَ‏ ال ْعَق ْل ُ ال َّذِي جَعَل َهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى لِلد ِّ ين ِ أ َصْل ًا وَلِلد ُّنْيَا عِمَادً‏ ا ، ف َأ َوْجَبَ‏ ا لد ِّ ينَ‏ ب ِك َمَا لِهِ‏ وَجَعَ‏ ل َ الد ُّنْيَا مُدَب َّرَة ً ب ِأ َحْك َامِهِ‏ ،<br />

وَ‏ أ َ ل َّفَ‏ ب ِهِ‏ بَيْنَ‏ خَل ْقِهِ‏ مَعَ‏ اخْتِل َافِ‏ هِمَمِه ِمْ‏ وَمَ‏ آر ِ ب ِه ِمْ‏ ، وَ‏ تَبَا يُن ِ أ َغ ْرَا ضِه ِمْ‏ وَمَق َاصِدِهِمْ‏ ، وَجَعَ‏ ل َ مَا تَعَب َّدَهُمْ‏ ب ِهِ‏ قِسْمَيْن ِ :<br />

قِسْمًا وَجَبَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ف َوَك َّدَهُ‏ الش َّرْ‏ عُ‏ ، وَقِسْمًا جَازَ‏ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ ف َأ َوْجَبَهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ ف َك َان َ ال ْعَق ْل ُ ل َهُمَا عِمَادً‏ ا<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

عَنْ‏ رَدًى<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

.<br />

} :<br />

:<br />

. {<br />

تَك ُون ُ عِبَادَ‏ تُهُ‏ لِرَ‏ ب ِّهِ‏ أ َمَا سَمِعْتُمْ‏ ق َوْل َ ا ل ْف ُ ج َّار ِ<br />

مَا اك ْتَسَبَ‏ ال ْمَرْءُ‏ مِث ْ ل َ عَق ْ ل ٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ‏ إل َى هُدًى ، أ َوْ‏ يَرُد ُّهُ‏<br />

} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ عُمِ‏ ل َ دِعَامَة ٌ وَدِعَامَة ُ عَمَ‏ ل ِ ا ل ْمَرْءِ‏ عَق ْل ُهُ‏ ف َب ِق َدْر ِ عَق ْلِهِ‏<br />

} ل َوْ‏ ك ُن َّا نَسْمَعُ‏ أ َوْ‏ نَعْقِ‏ ل ُ مَا ك ُن َّا فِي أ َصْ‏ حَاب ِ ا لس َّعِير ِ { { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : أ َ صْ‏ ل ُ ا لر َّجُ‏ ل ِ عَق ْل ُهُ‏ ، وَحَسَبُهُ‏ دِ‏ ينُهُ‏ ، وَمُرُوءَ‏ تُهُ‏ خُل ُق ُهُ‏<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ مَااسْتَوْدَ‏ عَ‏ ا لل َّهُ‏ أ َحَدًا عَق ْل ًا إل َّا اسْتَنْق َذ َهُ‏ ب ِهِ‏ يَوْمًا مَا .<br />

.<br />

:


وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ال ْعَق ْل ُ أ َف ْضَ‏ ل ُ مَرْجُو ٍّ ، وَال ْجَهْل ُ أ َنْك َى عَ‏ دُو ٍّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

: صَدِ‏ يقُ‏ ك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ عَق ْل ُهُ‏ وَعَدُو ُّهُ‏ جَهْل ُهُ‏ .<br />

: خَيْرُ‏ ا ل ْمَوَ‏ اهِب ِ ال ْعَق ْل ُ ، وَشَر ُّ ا ل ْمَصَا ئِب ِ ال ْجَهْ‏ ُل .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ، وَهُوَ‏ إبْرَ‏ اهِيمُ‏ بْنُ‏ حَس َّان َ<br />

: يَز ِ ينُ‏ ال ْف َتَى فِي ا لن َّا س ِ صِ‏ ح َّة ُ عَق ْلِهِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مَحْظ ُورًا عَل َيْهِ‏ مَك َاسِبُهْ‏<br />

يَشِينُ‏ ال ْف َتَى فِي ا لن َّا س ِ قِل َّة ُ عَق ْلِهِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َرُمَتْ‏ أ َعْرَ‏ اق ُهُ‏ وَمَنَاسِبُهْ‏ ١٨ يَعِيشُ‏ ال ْف َتَى ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ فِي ا لن َّا س ِ إ ن َّهُ‏ عَل َى ا ل ْعَق ْ ل ِ يَجْر ِي<br />

عِل ْمُهُ‏ وَتَجَار ِبُهْ‏ وَ‏ أ َف ْضَل ُ<br />

ق َسْم ِ ا لل َّهِ‏ لِل ْمَرْءِ‏ عَق ْل ُهُ‏ ف َل َيْسَ‏ مِنْ‏ ال ْأ َشْيَاءِ‏ شَ‏ يْءٌ‏ يُق َار ِبُهْ‏ إذ َا أ َك ْمَ‏ ل َ ا لر َّحْمَنُ‏ لِل ْمَرْءِ‏ عَق ْل َهُ‏ ف َق َدْ‏ ك َمُل َتْ‏ أ َخْل َاق ُهُ‏ وَمَآر ِبُهْ‏ وَاعْل َمْ‏<br />

أ َن َّ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ تُعْرَفُ‏ حَق َا ئِقُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ وَ‏ يُف ْصَ‏ ل ُ بَيْنَ‏ ال ْ حَسَنَاتِ‏ وَالس َّي ِّئ َاتِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ يَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ : غ َر ِ يز ِي ٍّ وَمُك ْتَسَب ٍ .<br />

ف َال ْغَر ِيز ِي ُّ هُوَ‏ ال ْعَق ْل ُ ال ْ حَقِيقِي ُّ .<br />

وَ‏ ل َهُ‏ حَ‏ د ٌّ يَتَعَل َّقُ‏ ب ِهِ‏ ا لت َّك ْلِيفُ‏ ل َا يُ‏ جَاو ِ زُهُ‏ إل َى ز ِ يَادَةٍ‏ وَل َا يَق ْصُرُ‏ عَنْهُ‏ إل َى نُق ْصَانٍ‏ .<br />

وَ‏ ب ِهِ‏ يَمْتَا زُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ عَنْ‏ سَا ئِر ِ ا ل ْحَيَوَ‏ انِ‏ ، ف َإ ِذ َا تَ‏ م َّ فِي ال ْإ ِنْسَانِ‏ سُم ِّيَ‏ عَاقِل ًا وَخَرَجَ‏ ب ِهِ‏ إل َى حَ‏ د ِّ ال ْك َمَال ِ ك َمَا ق َال َ صَالِ‏ حُ‏ بْنُ‏<br />

عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ إذ َا تَ‏ م َّ عَق ْ ل ُا ل ْمَرْءِ‏ تَم َّتْ‏ أ ُمُو رُهُ‏ وَ‏ تَم َّتْ‏ أ َمَا ن ِيهِ‏ وَ‏ تَم َّ ب ِنَاؤُهُ‏ وَرَوَى الض َّح َّاكُ‏ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

ك َان َ حَيا<br />

{ أ َيْ‏ مَنْ‏ ك َان َ عَاقِل ًا وَ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِيهِ‏ وَفِي صِف َتِهِ‏ عَل َى مَذ َ اهِبَ‏ شَت َّى .<br />

: } لِيُنْذ َرَ‏ مَنْ‏<br />

:<br />

ف َق َال َ ق َوْمٌ‏ هُوَ‏ جَوْهَرٌ‏ ل َطِيفٌ‏ يُف ْصَ‏ ل ُ ب ِهِ‏ بَيْنَ‏ حَق َا ئِق ِ ا ل ْمَعْل ُومَاتِ‏ .<br />

وَمَنْ‏ ق َال َ ب ِهَذ َا ا ل ْق َوْل ِ اخْتَل َف ُو ا فِي مَ‏ حَل ِّهِ‏ .<br />

ف َق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ مِنْهُمْ‏ مَ‏ حَل ُّهُ‏ ا لد ِّمَا غ ُ ؛ لِأ َن َّ الد ِّمَا غ َ مَحَ‏ ل ُّا ل ْحِس ِّ .<br />

وَق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى مِنْهُمْ‏ مَ‏ حَل ُّهُ‏ ال ْق َل ْبُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ‏ مَعْدِن ُ ال ْ حَيَاةِ‏ وَمَاد َّة ُا ل ْ حَوَا س ِّ .<br />

وَهَذ َا ال ْق َوْل ُ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ب ِأ َ ن َّهُ‏ جَوْهَرٌ‏ ل َطِيفٌ‏ ف َا سِ‏ دٌ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ : أ َحَدِهِمَا : إن َّ ال ْ جَوَ‏ اهِرَ‏ مُتَمَا ثِل َة ٌ ف َل َا يَصِ‏ ح ُّ أ َن ْ يُوج ِبَ‏<br />

بَعْضُهَا مَا ل َا يُوج ِبُ‏ سَائِرُهَا .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ أ َوْجَبَ‏ سَائِرُهَا مَا يُوج ِبُ‏ بَعْضُهَا ل َاسْتَغْنَى ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ ب ِوُجُودِ‏ نَف ْسِهِ‏ عَنْ‏ وُجُودِ‏ عَق ْلِهِ‏<br />

.<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْ جَوْهَرَ‏ يَصِ‏ ح ُّ قِيَامُهُ‏ ب ِذ َ ا تِهِ‏ .<br />

ف َل َوْ‏ ك َان َ ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا ل َ جَازَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ عَق ْ ل ٌ ب ِغَيْر ِ عَاقِ‏ ل ٍ ك َمَا جَازَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ج ِسْ‏ مٌ‏ ب ِغَيْر ِ عَق ْ ل ٍ ف َامْتَنَعَ‏ ب ِهَذ َ يْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ<br />

ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا .<br />

وَق َال َ آخَرُون َ : ال ْعَق ْل ُ هُوَا ل ْمُدْر ِكُ‏ لِل ْأ َشْيَاءِ‏ عَل َى مَا هِيَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ حَق َا ئِق ِ ال ْمَعْنَى .<br />

وَهَذ َا ال ْق َوْل ُ وَإ ِن ْ ك َان َ<br />

أ َق ْرَبَ‏ مِم َّا ق َبْل َهُ‏ ف َبَعِيدٌ‏ مِنْ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ مِنْ‏ وَجْهٍ‏ وَاحِدٍ‏ وَهُوَ‏ أ َن َّ ا ل ْإ ِدْرَاكَ‏ مِنْ‏ صِف َاتِال ْ حَي ِّ ، وَال ْعَق ْل ُ عَرَضٌ‏ يَسْتَحِيل ُ ذ َ لِكَ‏<br />

مِنْهُ‏ ك َمَا يَسْتَ‏ حِي ل ُ أ َن ْ يَك ُون َ مُتَل َذ ِّذ ًا أ َوْ‏ آلِمًا أ َوْ‏ مُشْتَه ِيًا .<br />

وَق َال َ آخَرُون َ مِنْ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ‏ ال ْعَق ْل ُ هُوَ‏ جُمْل َة ُ عُل ُوم ٍ ضَرُور ِ ي َّةٍ‏ وَهَذ َاال ْ حَ‏ د ُّ غ َيْرُ‏ مَ‏ حْصُور ٍ لِمَا تَضَم َّنَهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِجْمَال ِ ،<br />

وَ‏ يَتَأ َو َّ ل ُهُ‏ مِنْ‏ ا لِاحْتِمَال ِ .<br />

:<br />

وَ‏ ال ْ حَ‏ د ُّ إن َّمَا هُوَ‏ بَيَان ُ ا ل ْمَ‏ حْدُودِ‏ ب ِمَا يَنْفِي عَنْهُا ل ْإ ِجْمَال َ وَا لِاحْتِمَال َ .<br />

وَق َال َ آخَرُون َ ، وَهُوَ‏ ال ْق َوْل ُ ا لص َّ حِي حُ‏ إن َّا ل ْعَق ْ ل َ هُوَ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ب ِا ل ْمُدْرَك َاتِ‏ الض َّرُور ِ ي َّةِ‏ .


:<br />

وَذ َ لِكَ‏ نَوْعَانِ‏ : أ َحَدُهُمَا مَا وَق َعَ‏ عَنْ‏ دَرَكِ‏ ال ْحَوَاس ِّ .<br />

وَالث َّان ِي مَا ك َان َ مُبْتَدِئ ًا فِي الن ُّف ُو س ِ .<br />

ف َأ َم َّا مَا ك َان َ وَاقِعًا عَنْ‏ دَرَكِ‏ ال ْحَوَاس ِّ ف َمِث ْ ل ُ ال ْمَرْئِي َّاتِ‏ ال ْمُدْ‏ رَك َةِ‏ ب ِا لن َّظ َر ِ ‏،وَا ل ْأ َ صْوَاتِ‏ ا ل ْمُدْرَك َةِ‏ ب ِالس َّمْع ِ ، وَالط ُّعُوم ِ<br />

ا ل ْمُدْرَك َةِ‏ ب ِا لذ َّوْ‏ ق ِ ، وَالر َّوَائِح ِ ا ل ْمُدْرَك َةِ‏ ب ِالش َّ م ِّ ، وَال ْأ َجْسَام ِا ل ْمُدْرَك َةِ‏ ب ِا لل َّمْس ِ ، ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْإ ِنْسَان ُ مِم َّنْ‏ ل َوْ‏ أ َدْرَكَ‏<br />

ب ِ حَوَ‏ اس ِّهِ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َشْيَاءَ‏ ث َبَتَ‏ ل َهُ‏ هَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ؛ لِأ َن َّ خُرُوجَهُ‏ فِي حَال ِ تَغْمِيض ِ عَيْنَيْهِ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يُدْر ِكَ‏ ب ِه ِمَا وَ‏ يَعْل َمَ‏ ل َا<br />

يُخْر ِجُهُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ك َامِ‏ ل َا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ‏ حَيْث ُ عُلِمَ‏ مِنْ‏ حَا لِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َوْ‏ أ َدْرَكَ‏ ل َعَلِمَ‏ .<br />

وَأ َم َّا مَا ك َان َ مُبْتَدِئ ًا فِي ا لن ُّف ُو س ِ ف َك َا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َن َّ ا لش َّيْءَ‏ ل َا يَخْل ُو مِنْ‏ وُجُودٍ‏ أ َوْ‏ عَدَم ٍ ، وَ‏ أ َن َّ ا ل ْمَوْجُودَ‏ ل َا يَخْل ُو مِنْ‏ حُدُوثٍ‏<br />

أ َوْ‏ قِدَم ٍ ، وَ‏ أ َن َّ مِنْ‏ ا ل ْمُ‏ حَال ِ اجْتِمَا عَ‏ الض ِّد َّ يْن ِ ، وَ‏ أ َن َّ ا ل ْوَ‏ احِدَ‏ أ َق َ ل ُّ مِنْا لِاث ْنَيْن ِ .<br />

عَل َى<br />

وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ل َا يَجُو زُ‏ أ َن ْ يَنْتَفِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ مَعَ‏ سَل َامَةِ‏ حَا لِهِ‏ ، وَك َمَال ِ عَق ْلِهِ‏ ، ف َإ ِذ َا صَارَ‏ عَالِمًا ب ِا ل ْمُدْرَك َاتِ‏<br />

الض َّرُور ِ ي َّةِ‏ مِنْ‏ هَذ َ يْن ِ الن َّوْعَيْن ِ ف َهُوَ‏ ك َامِ‏ ل ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَسُم ِّيَ‏ ب ِذ َ لِكَ‏ تَشْب ِيهًا ب ِعَق ْ ل ِ الن َّاق َةِ‏ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ يَمْنَعُ‏ ال ْإ ِنْسَان َ مِنْ‏ ال ْإ ِق ْدَام ِ<br />

شَهَوَا تِهِ‏ إذ َا ق َبُ‏ حَتْ‏ ، ك َمَا يَمْنَعُ‏ ال ْعَق ْل ُ ا لن َّاق َة َ مِنْ‏ ا لش ُّرُودِ‏ إذ َا نَف َرَتْ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عَامِرُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ : إذ َا عَق ْل ُك عَق َل َك عَم َّا ل َا يَنْبَغِي ف َأ َ نْتَ‏ عَاقِ‏ ل ٌ .<br />

. {<br />

وَق َدْ‏ جَاءَتْ‏ ا لس ُّن َّة ُ ب ِمَا يُؤَي ِّدُ‏ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَهُوَ‏ مَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

فِي ا ل ْق َل ْب ِ يُف َر ِّ قُ‏ بَيْنَ‏ ال ْ حَق ِّ وَ‏ ال ْبَاطِ‏ ل ِ<br />

وَك ُ ل ُّ مَنْ‏ نَف َى أ َن ْ يَك ُون َ ال ْعَق ْل ُ جَوْهَرًا أ َ ث ْبَتَ‏ مَ‏ حَل َّهُ‏ فِي ا ل ْق َل ْب ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ‏ مَ‏ حَ‏ ل ُّ ا ل ْعُل ُوم ِ ك ُل ِّهَا<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

: } أ َف َل َمْ‏ يَسِيرُو ا فِيا ل ْأ َرْض ِ ف َتَك ُون َ ل َهُمْ‏ ق ُل ُو بٌ‏ يَعْقِل ُون َ ب ِهَا { .<br />

ف َدَ‏ ل َّتْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ آ يَة ُ عَل َى أ َمْرَ‏ يْن ِ أ َحَدِهِمَا أ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ عِل ْ مٌ‏ ، وَالث َّان ِي<br />

وَفِي ق َوْله تَعَال َى يَعْقِل ُون َ ب ِهَا ، تَأ ْو ِ يل َانِ‏ أ َحَدُهُمَا<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

{<br />

:<br />

} :<br />

ف َهَذِهِ‏ جُمْل َة ُ ا ل ْق َوْل ِ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْغَر ِيز ِي ِّ .<br />

أ َن َّ مَ‏ حَل َّهُ‏ ال ْق َل ْبُ‏ .<br />

: يَعْل َمُون َ ب ِهَا ، وَالث َّان ِي يَعْتَب ِرُون َ ب ِهَا .<br />

وَأ َم َّا ال ْعَق ْل ُا ل ْمُك ْتَسَبُ‏ ف َهُوَ‏ نَتِي جَة ُا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ وَهُوَ‏ ن ِهَا يَة ُ ا ل ْمَعْر ِف َةِ‏ ، وَصِ‏ ح َّة ُ الس ِّيَاسَةِ‏ ، وَإ ِ صَا بَة ُا ل ْفِك ْرَةِ‏<br />

} ال ْعَق ْل ُ نُو رٌ‏<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِهَذ َا حَ‏ د ٌّ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَنْمُو إن ْا ُسْتُعْمِ‏ ل َ وَيَنْق ُصُ‏ إن ْ أ ُهْمِ‏ ل َ .<br />

وَ‏ نَمَاؤُهُ‏ يَك ُون ُ ب ِأ َحَدِ‏ وَجْهَيْن ِ إم َّا ب ِك َث ْرَةِا لِاسْتِعْمَال ِ إذ َا ل َمْ‏ يُعَار ِ ضْهُمَان ِعٌ‏ مِنْ‏ هَوًى وَل َا صَاد ٌّ مِنْ‏ شَهْوَةٍ‏ ، ك َا َل َّذِي<br />

يَحْصُ‏ ل ُ لِذ َو ِي ا ل ْأ َسْنَانِ‏ مِنْ‏ ا ل ْ حُنْك َةِ‏ وَصِ‏ ح َّةِ‏ ا لر َّو ِ ي َّةِ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ ا لت َّ جَار ِب ِ وَمُمَارَسَةِ‏ ال ْأ ُمُور ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ حَمِدَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ آرَ‏ اءَ‏ ا لش ُّيُوخ ِ حَت َّى ق َال َ بَعْضُهُمْ‏ ‏:ا ل ْمَشَاي ِ خُ‏ أ َشْجَا رُ‏ ا ل ْوَق َار ِ ، وَمَنَاج ِعُا ل ْأ َخْبَار ِ ، ل َا يَطِيشُ‏ ل َهُمْ‏<br />

سَهْ‏ مٌ‏ ، وَل َا يَسْق ُط ُ ل َهُمْ‏ وَهْ‏ مٌ‏ ، إن ْ رَأ َوْك فِي ق َب ِيح ٍ صَد ُّوك ، وَ‏ إ ِن ْ أ َ بْصَرُوك عَل َى جَمِي ل ٍ أ َمَد ُّوك .<br />

وَقِي ل َ : عَل َيْك ُمْ‏ ب ِ آرَ‏ اءِ‏ الش ُّيُوخ ِ ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ إن ْ ف َق َدُو ا ذ َك َاءَ‏ ا لط َّبْع ِ ف َق َدْ‏ مَر َّتْ‏ عَل َى عُيُو ن ِه ِمْ‏ وُجُوهُا ل ْعِبْر ِ ، وَتَصَد َّتْ‏ لِأ َسْمَاعِه ِمْ‏<br />

آ ث َا رُا ل ْغَيْر ِ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : مَنْ‏ ط َال َ عُمُرُهُ‏ نَق َصَتْ‏ ق ُو َّة ُ بَدَ‏ ن ِهِ‏ وَزَادَتْ‏ ق ُو َّة ُ عَق ْلِهِ‏ .<br />

: وَقِي ل َ فِيهِ‏<br />

ل َا تَدَ‏ عُ‏ ال ْأ َي َّامُ‏ جَاهِل ًا إل َّا أ َد َّ بَتْهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ك َف َى ب ِا لت َّ جَار ِب ِ تَأ َد ُّبًا وَ‏ ب ِتَق َل ُّب ِ ال ْأ َي َّام ِ عِظ َة ً .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : الت َّجْر ِ بَة ُ مِرْآة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ ، وَال ْغِر َّة ُ ث َمَرَة ُال ْ جَهْ‏ ل ِ .


وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : ك َف َى مُخَب ِّرًا عَم َّا بَقِيَ‏ مَا مَضَى وَك َف َى عِبَرًا لِأ ُولِي ال ْأ َل ْبَا ِب مَا جَر َّبُوا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : أ َ ل َمْ‏ تَرَ‏ أ َن َّ ا ل ْعَق ْ ل َزَ‏ يْنٌ‏ لِأ َهْلِهِ‏ وَ‏ ل َكِنْ‏ تَمَامُا ل ْعَق ْ ل ِ ط ُول ُ ا لت َّ جَار ِب ِ وَق َال َ آخَرُ‏<br />

فِي غ َيْر ِ آف َةٍ‏ أ َف َادَتْ‏ ل َهُ‏ ال ْأ َي َّامُ‏ فِي ك َر ِّهَا عَق ْل َا وَأ َم َّا ال ْوَجْهُ‏ الث َّان ِي ف َق َدْ‏ يَك ُون ُ ب ِف َرْطِ‏ ا لذ َّك َاءِ‏ وَحُسْن ِ ا ل ْفِط ْنَةِ‏ .<br />

: إذ َا ط َال َ عُمْرُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏<br />

وَذ َ لِكَ‏ جَوْدَة ٌا ل ْحَدْ‏ س ِ فِي زَمَانٍ‏ غ َيْر ِ مُهْمِ‏ ل ٍ لِل ْحَدْ‏ س ِ ، ف َإ ِذ َا امْتَزَجَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ صَارَتْ‏ نَتِيجَتُهُمَا نُمُو َّا ل ْعَق ْ ل ِ<br />

ا ل ْمُك ْتَسَب ِ ك َا َل َّذِي يَك ُون ُ فِي ال ْأ َحْدَاثِ‏<br />

مِنْ‏ وُف ُور ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَجَوْدَةِ‏ ا لر َّأ ْي ِ ، حَت َّى ق َال َ هَر ِمُ‏ بْنُ‏ ق ُط ْبَة َ حِينَ‏ تَنَاف َرَ‏ إ ل َيْهِ‏ عَامِرُ‏ بْنُ‏ الط ُّف َيْ‏ ل ِ وَعَل ْق َمَة ُ بْنُ‏ عُل َا ث َة َ<br />

ب ِال ْ حَدِ‏ يثِ‏ ا لس ِّن ِّ ، ال ْ حَدِ‏ يدِ‏ ا لذ ِّهْن ِ .<br />

وَ‏ ل َعَ‏ ل َّ هَر ِمًا أ َرَ‏ ادَ‏ أ َن ْ يَدْف َعَهُمَا عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ف َاعْتَذ َرَ‏ ب ِمَا ق َال َ .<br />

: عَل َيْك ُمْ‏<br />

ل َكِنْ‏ ل َمْ‏ يُنْكِرَا ق َوْ‏ ل َهُ‏ إذ ْعَانًا لِل ْ حَق ِّ ف َصَارَ‏ ا إل َى أ َب ِي جَهْ‏ ل ٍ لِحَدَا ث َةِ‏ سِن ِّهِ‏ ، وَحِد َّةِ‏ ذِهْن ِهِ‏ ، ف َأ َبَى أ َن ْ يَحْك ُمَ‏ بَيْنَهُمَا ف َرَجَعَا إل َى<br />

هَر ِم ٍ ف َ حَك َمَ‏ بَيْنَهُمَا .<br />

وَفِيهِ‏ ق َال َ ل َب ِيدٌ‏<br />

:<br />

: يَا هَر ِمُ‏ ا بْنَا ل ْأ َك ْرَمِينَ‏ مَنْصِبًا إن َّك ق َدْ‏ أ ُو تِيتَ‏ حُك ْمًا مُعْج ِبَا وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ عَل َيْك ُمْ‏ ب ِمُشَاوَرَةِ‏ الش َّبَاب ِ<br />

ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ يُنْتِ‏ جُون َ رَأ ْيًا ل َمْ‏ يَنَل ْهُ‏ ط ُول ُ ا ل ْقِدَم ِ ، وَل َا اسْتَوْل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ رُط ُو بَة ُ ا ل ْهَر ِم ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : رَأ َيْت ا ل ْعَق ْ ل َ ل َمْ‏ يَك ُن ِ ا نْتِهَا بَا وَل َمْ‏ يُق ْسَمْ‏ عَل َى عَدَدِ‏ الس ِّن ِينَا وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّ ا لس ِّن ِينَ‏ تَق َاسَمَتْهُ‏ حَوَىا ل ْآ بَاءُ‏<br />

أ َنْصِبَة َ ال ْبَن ِينَا وَحَك َىا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َال َ : ق ُل ْت لِغُل َام ٍ حَدَثٍ‏ مِنْ‏ أ َوْ‏ ل َادِ‏ ا ل ْعَرَب ِ ك َان َ يُحَادِث ُن ِي ف َأ َمْتَعَن ِي ب ِف َصَاحَةٍ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَمَل َاحَةٍ‏ أ َيَسُر ُّكَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك مِا ئ َة ُ أ َ ل ْفِ‏ دِرْهَم ٍ ، وَأ َ نْتَ‏ أ َحْمَقُ‏ ؟ ق َال َ ل َا وَا َلل َّهِ‏<br />

ق َال َ ف َق ُل ْت : وَ‏ لِمَ‏ ؟ ق َال َ أ َخَافُ‏ أ َن ْ يَجْن ِيَ‏ عَل َي َّ حُمْقِي ج ِنَا يَة ً تَذ ْهَبُ‏ ب ِمَالِي وَيَبْق َى عَل َي َّ حُمْقِي .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ إل َى هَذ َا الص َّب ِي ِّ ك َيْفَ‏ اسْتَخْرَجَ‏ ب ِف َرْطِ‏ ذ َك َا ئِهِ‏ ، وَ‏ اسْتَنْبَط َ ب ِ جَوْدَةِ‏ ق َر ِيحَتِهِ‏ مَا ل َعَل َّهُ‏ يَدِ‏ ق ُّ عَل َى مَنْ‏ هُوَ‏ أ َك ْبَرُ‏ مِنْهُ‏ سِنا<br />

، وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ تَ‏ جْر ِ بَة ً .<br />

وَ‏ أ َحْسَنُ‏ مِنْ‏ هَذ َا الذ َّك َاءِ‏ وَ‏ ا ل ْف َطِنَةِ‏ مَا حَك َى ا بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ عُمَرَ‏ بْنَ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ مَر َّ ب ِصِبْيَانٍ‏ يَل ْعَبُون َ وَفِيه ِمْ‏<br />

عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا لز ُّبَيْر ِ ف َهَرَ‏ بُو ا مِنْهُ‏ إل َّا عَبْدَ‏ ا لل َّهِ‏<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ عُمَرُ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

.<br />

:<br />

ف َأ َخَاف ُك ، وَل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ا لط َّر ِ يقُ‏ ضَي ِّق ًا ف َأ ُوَس ِّعُ‏<br />

مَا ل َك ؟ لِمَ‏ ل َا تَهْرَبُ‏ مَعَ‏ أ َصْ‏ حَا ب ِك ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

ل َك .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ مَا تَضَم َّنَهُ‏ هَذ َا ال ْجَوَابُ‏ مِنْ‏ ا ل ْفِط ْنَةِ‏ وَق ُو َّةِ‏ ا ل ْمِن َّةِ‏ وَحُسْن ِ ا ل ْبَدِ‏ يهَةِ‏ .<br />

يَا أ َمِيرَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ ل َمْ‏ أ َك ُنْ‏ عَل َى ر ِ يبَةٍ‏<br />

ك َيْفَ‏ نَف َى عَنْهُ‏ ا لل َّوْمَ‏ ، وَأ َ ث ْبَتَ‏ ل َهُ‏ ال ْ حُ‏ ج َّة َ ف َل َيْسَ‏ لِلذ َّك َاءِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِ‏ جُودَةِ‏ ا ل ْق َر ِيحَةِ‏ ن ِهَا يَة ٌ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ أ َمَرَا ل ْف َرَزْدَ‏ قَ‏ ب ِضَرْب ِ أ َعْنَا ق ِ أ ُسَارَى مِنْ‏ الر ُّوم ِ ف َاسْتَعْف َاهُا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ ف َل َمْ‏ يَف ْعَل ْ ،<br />

وَ‏ أ َعْط َاهُ‏ سَيْف ًا ل َا يَق ْط َعُ‏ شَيْئ ًا ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ بَل ْأ َ ضْرَبُهُمْ‏ ب ِسَيْفِ‏ أ َب ِي رَغ ْوَ‏ ان َ مُ‏ جَاشِع ِ ، يَعْن ِي سَيْفَ‏ نَف ْسِهِ‏ ، ف َق َامَ‏ ف َضَرَبَ‏<br />

ب ِهِ‏ عُنُقَ‏ رُومِي ٍّ مِنْهُمْ‏ ف َنَبَا الس َّيْفُ‏ عَنْهُ‏ ، ف َضَحِكَ‏ سُل َيْمَان ُ وَمَنْ‏ حَوْ‏ ل َهُ‏ ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ : أ َ يَعْجَبُ‏ الن َّا سُ‏ أ َن ْ أ َضْحَك ْت<br />

سَي ِّدَهُمْ‏ خَلِيف َة َ ا لل َّهِ‏ يُسْتَسْق َى ب ِهِ‏ ا ل ْمَط َرُ‏ ل َمْ‏ يَنْبُ‏ سَيْفِي مِنْ‏ رُعْب ٍ وَل َا دَهَش ٍ عَنْ‏ ا ل ْأ َسِير ِ وَل َكِنْ‏ أ َخ َّرَ‏ ا ل ْق َدَرُ‏ وَ‏ ل َنْ‏ يُق َد ِّمَ‏<br />

نَف ْسًا ق َبْ‏ ل َ مِيتَتِهَا جَمْعُ‏ ال ْيَدَ‏ يْن ِ وَل َا الص َّمْصَامَة ُ الذ َّك َرُ‏ ث ُ م َّ غ َمَدَ‏ سَيْف َهُ‏ وَهُوَ‏ يَق ُول ُ<br />

:<br />

مَا إن ْ يُعَابُ‏ سَي ِّ دٌ‏ إذ َا صَبَا وَل َا يُعَابُ‏<br />

صَا ر ِمٌ‏ إذ َا نَبَا وَل َا يُعَابُ‏ شَاعِرٌ‏ إذ َا ك َبَا ث ُ م َّ جَل َسَ‏ وَهُوَ‏ يَق ُول ُ : ك َأ َن َّ ب ِا بْن ِ ا ل ْمَرَ‏ اغ َةِ‏ ق َدْ‏ هَجَان ِي ف َق َال َ : ب ِسَيْفِ‏ أ َب ِي رَغ ْوَ‏ ان َ<br />

سَيْفِ‏ مُ‏ جَاشِع ٍ ضَرَبْت وَ‏ ل َمْ‏ تَضْر ِبْ‏ ب ِسَيْفِ‏ ا بْن ِ ظ َالِم ِ ث ُ م َّ ق َامَ‏ ف َا نْصَرَفَ‏ وَحَضَرَ‏ جَر ِ يرٌ‏ وَخُب ِّرَ‏ ب ِا ل ْخَبَر ِ وَل َمْ‏ يُنْشَدْ‏ ل َهُ‏ الش ِّعْرُ‏


ف َق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ف َأ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : ب ِسَيْفِ‏ أ َب ِي رَغ ْوَان َ سَيْفِ‏ مُجَاشِع ٍ ضَرَبْت وَل َمْ‏ تَضْر ِبْ‏ ب ِسَيْفِ‏ ا بْن ِ ظ َالِم ِ ث ُ م َّ ق َال َ : يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ ك َأ َن َّ<br />

ب ِا بْن ِا ل ْق َيْن ِ وَق َدْ‏ أ َجَا بَن ِي ف َق َال َ وَل َا نَق ْتُ‏ ل ُ ال ْأ َسْرَى وَ‏ ل َكِنْ‏ نَف ُك ُّهُمْ‏ إذ َا أ َ ث ْق َ ل َ ال ْأ َعْنَاقَ‏ حَمْ‏ ل ُ ا ل ْمَغَار ِم ِ ف َاسْتَحْسَنَ‏ سُل َيْمَان ُ<br />

حَدْ‏ سَ‏ ا ل ْف َرَزْدَ‏ ق ِ عَل َى جَر ِ ير ٍ ث ُ م َّ أ َخْبَرَا ل ْف َرَزْدَ‏ قَ‏ ب ِشِعْر ِ جَر ِ ير ٍ وَ‏ ل َمْ‏ يُخْب ِرْهُ‏ ب ِحَدْسِهِ‏ ف َق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ : ك َذ َاك سُيُوفُ‏ ا ل ْه ِنْدِ‏<br />

تَنْبُو ظ ُبَاتُهَا وَ‏ تَق ْط َعُ‏ أ َحْيَانًا مَنَاط َ ا لت َّمَائِم ِ وَ‏ ل َنْ‏ نَق ْتُ‏ ل َ ال ْأ َسْرَى وَل َكِنْ‏ نَف ُك ُّهُمْ‏ إذ َا أ َ ث ْق َ ل َ ا ل ْأ َعْنَا قَ‏ حَمْل ُ<br />

ا ل ْمَغَار ِم ِ وَهَ‏ ل ْ ضَرْ‏ بَة ُ ا لر ُّومِي ِّ جَاعِل َة ٌ ل َك ُمْ‏ أ َبًا عَنْ‏ ك ُل َيْب ٍ أ َوْ‏ أ َخًا مِث ْ ل َ دَ‏ ار ِم ِ ف َشَا عَ‏ حَدِ‏ يث ُا ل ْف َرَزْدَ‏ ق ِ ب ِهَذ َا حَت َّى حُكِيَ‏ أ َن َّ<br />

ا ل ْمَهْدِي َّ أ َتَى ب ِأ َسْرَى مِنْ‏ ا لر ُّوم ِ ف َأ َمَرَ‏ ب ِق َتْلِه ِمْ‏ وَك َان َ عِنْدَهُ‏ شَب ِيبُ‏ بْنُ‏ شَيْبَة َ ف َق َال َ ل َهُ‏ : اضْر ِبْ‏ عُنُقَ‏ هَذ َا ا ل ْعِل ْ ج ِ .<br />

يَا أ َمِيرَ‏ ال ْمُؤْمِن ِينَ‏ ق َدْ‏ عَلِمْت مَا ا ُ بْتُلِيَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ ف َعُي ِّرَ‏ ب ِهِ‏ ق َوْمٌ‏ إل َى ا ل ْيَوْم ِ .<br />

إن َّمَا أ َرَدْت تَشْر ِ يف َك وَق َدْ‏ أ َعْف َيْتُك .<br />

وَك َان َ أ َبُوا ل ْهَوْل ِ الش َّاعِرُ‏ حَاضِرًا ف َق َال َ : جَز ِعْت مِنْ‏ ا لر ُّومِي ِّ وَهُوَ‏ مُق َي َّ دٌ‏ ف َك َيْفَ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ل َاق َيْتَهُ‏ وَهُوَ‏ مُط ْل َقُ‏ دَعَاك أ َمِيرُ‏<br />

ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ لِق َتْلِهِ‏ ف َك َادَ‏ شَب ِيبٌ‏ عِنْدَ‏ ذ َلِكَ‏ يَف ْرَ‏ قُ‏ تَنَ‏ ح َّ شَب ِيبًا عَنْ‏ قِرَ‏ ا ع ِ ك َتِيبَةٍ‏ وَ‏ ادْن ُ شَب ِيبًا مِنْ‏ ك َل َام ٍ يُل َف َّقُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ا ل ْعَجَبُ‏ مِنْ‏<br />

ك َل َام ِ ا ل ْف َرَزْدَ‏ ق ِ إن ْ صَ‏ ح َّ مِنْ‏ جَوْدَةِا ل ْق َر ِيحَتَيْن ِ وَل َكِنْ‏ مِنْ‏ ا ت ِّف َا ق ِ ال ْ خَاطِرَ‏ يْن ِ .<br />

؟ ق َال َ<br />

وَ‏ لِمِث ْ ل ِ ذ َ لِكَ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ : آ يَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ سُرْعَة ُا ل ْف َهْم ِ ، وَغ َايَتُهُ‏ إ صَا بَة ُ ا ل ْوَهْم ِ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ مُن ِ حَ‏ جَوْدَة ُ ا ل ْق َر ِيحَةِ‏ وَسُرْعَة ُ<br />

ال ْ خَاطِر ِعَ‏ جْزٌ‏ عَنْ‏ جَوَ‏ اب ٍ وَ‏ إ ِن ْ أ ُعْضِ‏ ل َ ، ك َمَا قِي ل َ لِعَلِي ٍّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ك َيْفَ‏ يُ‏ حَاسِبُ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْعِبَادَ‏ عَل َى ك َث ْرَةِ‏ عَدَدِهِمْ‏<br />

: ك َمَا يَرْ‏ زُق ُهُمْ‏ عَل َى ك َث ْرَةِ‏ عَدَدِهِمْ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِعَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ عَب َّا س ٍ : أ َ يْنَ‏ تَذ ْهَبُ‏ ا ل ْأ َرْوَ‏ احُ‏ إذ َا ف َارَق َتْ‏ ال ْأ َجْسَادَ‏ ؟ ق َال َ : أ َ يْنَ‏ تَذ ْهَبُ‏ نَا رُ‏ ا ل ْمَصَا ب ِي ح ِ عِنْدَ‏ ف َنَاءِ‏<br />

ال ْأ َدْهَانِ‏ ؟ وَهَذ َ انِا ل ْ جَوَ‏ ابَانِ‏ جَوَا بَا إسْك َاتٍ‏ تَضَم َّنَا دَلِيل َيْ‏ إذ ْعَانٍ‏ وَحُ‏ ج َّتَيْ‏ ق َهْر ٍ .<br />

وَمِنْ‏ غ َيْر ِ هَذ َا ا ل ْف َن ِّ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مُسْكِتًا<br />

ف َق َال َ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏<br />

أ َل َسْت تَق ُول ُ أ َ ن َّهُ‏ ل َنْ‏ يُصِيبَك إل َّا مَا ك َتَبَهُ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َيْك ؟ ق َال َ<br />

مَا حُكِيَ‏ عَنْ‏ إ بْلِيسَ‏ - ل َعَنَهُ‏ ا لل َّهُ‏ - أ َ ن َّهُ‏ حِينَ‏ ظ َهَرَ‏ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

: نَعَمْ‏ .<br />

:<br />

: ف َارْم ِ نَف ْسَك مِنْ‏ ذ ُرْوَةِ‏ هَذ َا ال ْ جَبَ‏ ل ِ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ يُق َد ِّرْ‏ ل َك ا لس َّل َامَة َ تَسْل َمْ‏ .<br />

يَا مَل ْعُون ُ إن َّ لِل َّهِ‏ أ َن ْ<br />

يَ‏ خْتَب ِرَ‏ عِبَادَهُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ لِل ْعَبْدِ‏ أ َن ْ يَ‏ خْتَب ِرَ‏ رَ‏ ب َّهُ‏ .<br />

وَمِث ْ ل ُ هَذ َا ال ْ جَوَ‏ اب ِ ل َا يُسْتَغْرَبُ‏ مِنْ‏ أ َنْب ِيَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ال َّذِ‏ ينَ‏ أ َمَد َّهُمْ‏ ب ِوَحْي ِهِ‏ ، وَأ َ ي َّدَهُمْ‏ ب ِنَصْر ِهِ‏ ، وَإ ِن َّمَايُسْتَغْرَبُ‏ مِم َّنْ‏<br />

يَل ْ جَأ ُ إل َى خَاطِر ِهِ‏ وَ‏ يُعَو ِّل ُ عَل َى بَدِ‏ يهَتِهِ‏ .<br />

وَرَوَى ق ُث َمُ‏ بْنُ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ق َال َ<br />

ق َال َ : دَعْوَ‏ ٌةمُ‏ سْتَ‏ جَابَة ٌ .<br />

قِي ل َ : ف َك َمْ‏ بَيْنَا ل ْمَشْر ِ ق ِ وَا ل ْمَغْر ِب ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

قِي ل َ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ك َمْ‏ بَيْنَ‏ الس َّمَاءِ‏ وَ‏ ال ْأ َرْض ِ ؟<br />

مَسِيرَة ُ يَوْم ٍ لِلش َّمْس ِ .<br />

ف َك َان َ هَذ َا ا لس ُّؤَ‏ ال ُ مِنْ‏ سَا ئِلِهِ‏ إم َّا اخْتِبَارً‏ ا ، وَإ ِم َّا اسْتِبْصَارًا ف َصَدَرَ‏ عَنْهُ‏ مِنْ‏ ال ْجَوَاب ِ مَا أ َسْك َتَ‏ .<br />

ف َأ َم َّا إذ َا اجْتَمَعَ‏ هَذ َ انِا ل ْوَجْهَانِ‏ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ وَهُوَ‏ مَا يُنَم ِّيهِ‏ ف َرْط ُ ا لذ َّك َاءِ‏ ب ِ جَوْدَةِ‏ ا ل ْحَدْ‏ س ِ وَصِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْق َر ِيحَةِ‏<br />

ب ِحُسْن ِ ا ل ْبَدِيهَةِ‏ ، مَعَ‏ مَا يُنَم ِّيه ا لِاسْتِعْمَال ُ ب ِط ُول ِ ا لت َّ جَار ِب ِ وَمُرُور ِ ا لز َّمَانِ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ الِاخْتِبَار ِ ، ف َهُوَ‏ ال ْعَق ْل ُ ال ْك َامِ‏ ل ُ عَل َى<br />

ا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ فِي ا لر َّجُ‏ ل ِ ا ل ْف َا ضِ‏ ل ِ ا لِاسْتِ‏ حْق َا ق ِ .<br />

}<br />

رَوَى أ َ نَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ : أ ُ ث ْن ِيَ‏ عَل َى رَجُ‏ ل ٍ عِنْدَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ب ِخَيْر ٍ ف َق َال َ<br />

ك َيْفَ‏ عَق ْل ُهُ‏ ؟ ق َال ُوا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن َّ مِنْ‏ عِبَادَ‏ تِهِ‏ ، إن َّ مِنْ‏ خُل ُقِهِ‏ ، إن َّ مِنْ‏ ف َضْلِهِ‏ ، إن َّ مِنْ‏ أ َدَ‏ ب ِهِ‏<br />

:<br />

.<br />

:


ف َق َال َ : ك َيْفَ‏ عَق ْل ُهُ‏ ؟ ق َال ُوا : يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ نُث ْن ِي عَل َيْهِ‏ ب ِا ل ْعِبَادَةِ‏ ، وَأ َ صْنَافِا ل ْ خَيْر ِ وَتَسْأ َل ُنَا عَنْ‏ عَق ْلِهِ‏ ؟ ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

عَل َى ق َدْر ِ عُق ُو لِه ِمْ‏ { .<br />

:<br />

إن َّ ا ل ْأ َحْمَقَ‏ ا ل ْعَا ب ِدَ‏ يُصِيبُ‏ ب ِجَهْلِهِ‏ أ َعْظ َمَ‏ مِنْ‏ ف ُ جُور ِ ا ل ْف َاج ِر ِ وَإ ِن َّمَا يَق ْرَبُ‏ ا لن َّا سُ‏ مِنْ‏ رَ‏ ب ِّه ِمْ‏ ب ِا لز ُّ ل َفِ‏<br />

وَ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ إذ َا تَنَاهَى وَزَ‏ ادَ‏ هَل ْ يَك ُون ُ ف َضِيل َة ً أ َمْ‏ ل َا ف َق َال َ ق َوْمٌ‏<br />

ا ل ْف َضَائِ‏ ل َ هَيْئ َاتٌ‏ مُتَوَس ِّط َة ٌ بَيْنَ‏ ف َضِيل َتَيْن ِ نَاقِصَتَيْن ِ ، ك َمَا أ َن َّ ال ْ خَيْرَ‏ تَوَس ُّ ٌط<br />

بَيْنَ‏ رَذِ‏ يل َتَيْن ِ ف َمَا جَاوَزَ‏ الت َّوَس ُّط َ خَرَجَ‏ عَنْ‏ حَ‏ د ِّ ا ل ْف َضِيل َةِ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُلِل ْإ ِسْك َنْدَر ِ<br />

:<br />

.<br />

:<br />

أ َي ُّهَا ا ل ْمَلِكُ‏ عَل َيْك ب ِالِاعْتِدَ‏ ال ِ فِي ك ُ ل ِّ ا ل ْأ ُمُور ِ ،<br />

هَذ َا مَعَ‏ مَا وَرَدَتْ‏ ب ِهِ‏ ا لس ُّن َّة ُ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ل َا يَك ُون ُ ف َضِيل َة ً ؛ لِأ َن َّ<br />

ف َإ ِن َّ ا لز ِّ يَادَة َعَيْبٌ‏ وَ‏ الن ُّق ْصَان َعَ‏ جْزٌ‏ .<br />

: } خَيْرُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ أ َوْسَاط ُهَا { .<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : خَيْرُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ ا لن َّمَط ُ ال ْأ َوْسَط ُ ، إ ل َيْهِ‏ يَرْج ِعُ‏ ال ْعَالِي ، وَمِنْهُ‏ يَل ْ حَقُ‏ الت َّالِي .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ ل َا تَذ ْهَبَن َّ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ف َرَط َا ل َا تَسْأ َ ل َن َّ إن ْ سَأ َل ْت شَط َط َا وَك ُنْ‏ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ جَمِيعًا وَسَط َا ق َال ُوا : لِأ َن َّ ز ِيَادَة َ<br />

ا ل ْعَق ْ ل ِ تُف ْضِي ب ِصَاحِب ِهَا إل َى ا لد َّهَاءِ‏ وَ‏ ا ل ْمَك ْر ِ وَذ َلِكَمَ‏ ذ ْمُومٌ‏ وَ‏ صَاحِبُهُ‏ مَل ُومٌ‏<br />

.<br />

:<br />

وَق َدْ‏ أ َمَرَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َبَا مُوسَى ال ْأ َشْعَر ِي َّ أ َن ْ يَعْز ِل َ ز ِ يَادً‏ ا عَنْ‏ و ِ ل َا يَتِهِ‏ ف َق َال َز ِيَادٌ‏ : يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏<br />

أ َعَنْ‏ مُوج ِدَةٍ‏ أ َوْ‏ خِيَا نَةٍ‏ ؟ ف َق َال َ ل َا عَنْ‏ وَ‏ احِدَةٍ‏ مِنْهُمَا ، وَل َكِنْ‏ خِف ْت أ َن ْ أ َحْمِ‏ ل َ عَل َى ا لن َّا س ِ ف َضْ‏ ل َ عَق ْلِك<br />

وَ‏ لِأ َجْ‏ ل ِ هَذ َا ا ل ْمَ‏ حْكِي ِّ عَنْ‏ عُمَرَ‏ مَا قِي ل َ ق َدِيمًا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ آخَرُون َ ، وَهُوَ‏ أ َ صَ‏ ح ُّا ل ْق َوْ‏ ل َيْن ِ<br />

: إف ْرَ‏ اط ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ مُ‏ ضِر ٌّ ب ِا ل ْ جَسَدِ‏ .<br />

: ك َف َاك مِنْ‏ عَق ْلِك مَا دَل َّك عَل َى سَب ِي ل ِ رُشْدِك .<br />

: ق َلِي ل ٌ يَك ْفِي خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ك َثِير ٍ يُط ْغِي .<br />

.<br />

:<br />

ز ِ يَادَة ُا ل ْعَق ْ ل ِف َ ضِيل َة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُك ْتَسَبَ‏ غ َيْرُ‏ مَ‏ حْدُودٍ‏ ، وَإ ِن َّمَا تَك ُون ُ ز ِ يَادَة ُ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ<br />

ا ل ْمَ‏ حْمُودَةِ‏ نَق ْصًا مَذ ْمُومًا ؛ لِأ َن َّ مَا جَاوَزَ‏ ال ْ حَ‏ د َّ ل َا يُسَم َّى ف َضِيل َة ً ك َالش ُّجَاع ِ إذ َا زَ‏ ادَ‏ عَل َى حَ‏ د ِّ الش َّ جَاعَةِ‏ نُسِبَ‏ إل َى<br />

ا لت َّهَو ُّر ِ ، وَا لس َّ خِي ُّ إذ َا زَ‏ ادَ‏ عَل َى حَ‏ د ِّ الس َّ خَاءِ‏ نُسِبَ‏ إل َى ا لت َّبْذِ‏ ير ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ ك َذ َلِكَ‏ حَال ُ ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ ؛ لِأ َن َّ ا لز ِّ يَادَة َ فِيهِ‏ ز ِ يَادَة ُ عِل ْم ٍ ب ِا ل ْأ ُمُور ِ وَحُسْنُ‏ إ صَا بَةٍ‏ ب ِا لظ ُّنُونِ‏ وَمَعْر ِف َة ُ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏<br />

إل َى مَا يَك ُون ُ ، وَذ َ لِكَف َ ضِيل َة ٌ<br />

ل َانَق ْصٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } أ َف ْضَ‏ ل ُ ا لن َّا س ِ أ َعْق َ ل ُ ا لن َّا س ِ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

} :<br />

ال ْعَق ْل ُ حَيْث ُ ك َان َمَأ ْل ُوفٌ‏ { .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى ق ُل ْ ك ُ ل ٌّ يَعْمَ‏ ل ُ عَل َى شَاكِل َتِهِ‏ { أ َيْ‏ ب ِ حَسَب ِ عَق ْلِهِ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْق َاسِمُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ك َانَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ عَق ْل ُهُ‏ أ َغ ْل َبَ‏ خِصَال ِال ْ خَيْر ِ عَل َيْهِ‏ ، ك َان َ حَتْف ُهُ‏ فِي أ َغ ْل َب ِ<br />

خِصَال ِ ال ْ خَيْر ِ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ‏ إذ َا ك َث ُرَ‏ رَخُصَ‏ إل َّاا ل ْعَق ْ ل َ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إذ َا ك َث ُرَ‏ غ َل َا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ إن َّ ا ل ْعَاقِ‏ ل َ مَنْ‏ عَق ْل ُهُ‏ فِي إرْشَادٍ‏ ، وَمَنْ‏ رَ‏ أ ْ يُهُ‏ فِي إمْدَادٍ‏ ، ف َق َوْ‏ ل ُهُ‏ سَدِ‏ ي دٌ‏ ، وَفِعْل ُهُ‏ حَمِي دٌ‏ ، وَال ْجَاهِ‏ ُل<br />

مَنْ‏ جَهْل ُهُ‏ فِي إغ ْوَ‏ اءٍ‏ ، وَمَنْ‏ هَوَ‏ اهُ‏ فِي إغ ْرَ‏ اءٍ‏ ، ف َق َوْ‏ ل ُهُ‏ سَقِي مٌ‏ ، وَفِعْل ُهُ‏ ذ َمِي مٌ‏ ، وَأ َنْشَدَن ِي ا بْنُ‏ ل َنْك َكَ‏ لِأ َ ب ِيهِ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ أ َك ْث َرَ‏ عَق ْل َهُ‏ أ َهْل َك َهُ‏ أ َك ْث َرُ‏ مَا فِيهِ‏ ف َأ َم َّا الد َّهَاءُ‏ وَال ْمَك ْرُ‏ ف َهُوَمَ‏ ذ ْمُومٌ‏ ؛ لِأ َن َّ صَاحِبَهُ‏ صَرَفَ‏ ف َضْ‏ ل َ عَق ْلِهِ‏ إل َى الش َّر ِّ<br />

وَ‏ ل َوْ‏ صَرَف َهُ‏ إل َىال ْ خَيْر ِ ل َك َان َ مَحْمُودًا .


.<br />

وَق َدْ‏ ذ َك َرَ‏ ا ل ْمُغِيرَة ُ بْنُ‏ شُعْبَة َ عُمَرَ‏ بْنَ‏ ال ْ خَط َّاب ِ ف َق َال َ : ك َان َ وَا َلل َّهِ‏ أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏ أ َن ْ يُ‏ خْدَ‏ عَ‏ ، وَ‏ أ َعْق َ ل َ مِنْ‏ أ َن ْ يُخْدَ‏ عَ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ : ل َسْتُ‏ ب ِال ْ خِب ِّ وَل َا يَخْدَعُن ِيال ْ خِب ُّ .<br />

وَ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِيمَنْ‏ صَرَفَ‏ ف َضْ‏ ل َ عَق ْلِهِ‏ إل َى ا لش َّر ِّ ك َز ِ يَادٍ‏ ، وَ‏ أ َشْبَاهِهِ‏ مِنْ‏ ا لد ُّهَاةِ‏ ، هَل ْ يُسَم َّى الد َّ اهِيَة ُ مِنْهُمْ‏ عَاقِل ًا أ َمْ‏ ل َا<br />

ف َق َال َ بَعْضُهُمْ‏<br />

: وَق َال َ آخَرُون َ<br />

: أ ُسَم ِّيهِ‏ عَاقِل ًا ؛ لِوُجُودِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْهُ‏ .<br />

ل َا أ ُسَم ِّيهِ‏ عَاقِل ًا حَت َّى يَك ُون َ خَي ِّرًا دَي ِّنًا ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَيْرَ‏ وَالد ِّينَ‏ مِنْ‏ مُوج ِبَاتِ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />

ف َأ َم َّا ا لش ِّر ِّيرُ‏ ف َل َا أ ُسَم ِّيهِ‏ عَاقِل ًا وَإ ِن َّمَا أ ُسَم ِّيهِ‏ صَاحِبَ‏ رَو ِ ي َّةٍ‏ وَفِك ْر ٍ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ مَنْ‏ عَق َ ل َ عَنْ‏ ا لل َّهِ‏ أ َمْرَهُ‏ وَ‏ نَهْيَهُ‏ حَت َّى ق َال َ أ َصْ‏ حَابُ‏ ا لش َّافِعِي ِّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ فِيمَنْ‏ أ َوْصَى ب ِث ُل ُثِ‏ مَا لِهِ‏<br />

لِأ َعْق َ ل ِ ا لن َّا س ِ أ َ ن َّهُ‏ يَك ُون ُ مَصْرُوف ًا فِي ا لز ُّه َّادِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ‏ انْق َادُوا لِل ْعَق ْ ل ِ وَل َمْ‏ يَغْتَر ُّو ا ب ِا ل ْأ َمَ‏ ل ِ .<br />

وَرَوَى ل ُق ْمَان ُ بْنُ‏ أ َب ِي عَامِر ٍ عَنْ‏ أ َب ِي الد َّرْدَ‏ اءِ‏ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

مِنْ‏ رَب ِّك ق ُرْبًا .<br />

:<br />

:<br />

} يَا عُوَيْمِرُ‏ ازْدَدْ‏ عَق ْل ًا تَزْدَدْ‏<br />

ق ُل ْت ب ِأ َب ِي أ َ نْتَ‏ وَأ ُم ِّي ، وَمَنْ‏ لِي ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؟ ق َال َ ‏:اجْتَن ِبْ‏ مَ‏ حَار ِمَ‏ ا لل َّهِ‏ ، وَ‏ أ َد ِّ ف َرَائِضَ‏ ا لل َّهِ‏ تَك ُنْ‏ عَاقِل ًا ث ُ م َّ تَنَف َّ ل َ<br />

ب ِصَا لِحَاتِ‏ ال ْأ َعْمَال ِ تَزْدَدْ‏ فِي الد ُّ نْيَا عَق ْل ًا وَ‏ تَزْدَدْ‏ مِنْ‏ رَب ِّك ق ُرْبًا وَ‏ ب ِهِ‏ عِزا { .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ هَذِهِ‏ ال ْأ َبْيَاتِ‏ ، وَذ َك َرَ‏ أ َن َّهَا لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

إن َّ ا ل ْمَك َار ِمَأ َ خْل َا قٌ‏ مُط َه َّرَ ٌة<br />

ف َال ْعَق ْل ُ أ َو َّل ُهَا وَا لد ِّ ينُ‏ ث َان ِيهَا وَال ْعِل ْمُ‏ ث َالِث ُهَا وَال ْحِل ْمُ‏ رَاب ِعُهَا وَال ْجُودُ‏ خَامِسُهَاوَ‏ ا ل ْعُرْفُ‏ سَادِيهَا وَا ل ْب ِر ُّ سَا ب ِعُهَا وَ‏ الص َّبْرُ‏ ث َامِنُهَا<br />

وَ‏ الش ُّك ْرُ‏ تَاسِعُهَا وَالل ِّينُ‏ عَاشِيهَا وَا لن َّف ْسُ‏ تَعْل َمُ‏ أ َن ِّي ل َا أ ُصَد ِّق ُهَا وَل َسْت أ َرْشُ‏ دُ‏ إل َّا حِينَ‏ أ َعْصِيهَا وَال ْعَيْنُ‏ تَعْل َمُ‏ فِي عَيْنَيْ‏<br />

مُحَد ِّثِهَا مَنْ‏ ك َان َ مِنْ‏ حِزْب ِهَا أ َوْ‏ مِنْ‏ أ َعَادِيهَا عَيْنَاك ق َدْ‏ دَل َّتَا عَيْنَي َّ مِنْك عَل َى أ َشْيَاءَ‏ ل َوْ‏ ل َاهُمَا مَا ك ُنْت تُبْدِيهَا وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ<br />

ا ل ْعَق ْ ل َ ا ل ْمُك ْتَسَبَ‏ ل َا يَ‏ نْف َك ُّ عَنْ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ ال ْغَر ِيز ِي ِّ ؛ لِأ َ ن َّهُنَتِي جَة ٌ مِنْهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ يَنْف َك ُّ ال ْعَق ْل ُ ال ْغَر ِيز ِي ُّ عَنْ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمُك ْتَسَب ِ ف َيَك ُون َ صَاحِبُهُ‏ مَسْل ُوبَ‏ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ ، مَوْف ُورَ‏ الر َّذ َا ئِ‏ ل ِ ، ك َا ل ْأ َ نْوَكِ‏ ال َّذِي<br />

ل َا يَ‏ ج ِدُ‏ ل َهُ‏ ف َضِيل َة ً ، وَ‏ ا ل ْأ َحْمَقُ‏ ال َّذِي ق َ ل َّ مَا يَخْل ُو مِنْ‏ رَذِ‏ يل َةٍ‏<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

.<br />

:<br />

‏{ا ل ْأ َحْمَقُ‏ ك َا ل ْف َ خ َّار ِ ل َا يُرَق َّعُ‏ وَل َا يُشَع َّبُ‏<br />

. {<br />

:<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْأ َحْمَقُ‏ أ َ بْغَضُ‏ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ إ ل َيْهِ‏ ، إذ ْ حَرَمَهُ‏ أ َعَز َّا ل ْأ َشْيَاءِ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْحَاجَة ُ إل َىا ل ْعَق ْ ل ِ أ َق ْبَ‏ حُ‏ مِنْ‏ ا ل ْحَاجَةِ‏ إل َى ا ل ْمَال ِ ، وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : دَوْ‏ ل َة ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ عِبْرَة ُ<br />

ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ، وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ لِبَزَرْجَمْهَرَ‏ :<br />

أ َي ُّ ال ْأ َشْيَاءِ‏ خَيْرٌ‏ لِل ْمَرْءِ‏ ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ؟ ق َال َ ‏:ف َمَا ل ٌ<br />

ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ سَا بُورُ‏ بْنُ‏ أ َرْدَشِيرَ‏<br />

‏:عَق ْ ل ٌ يَعِيشُ‏ ب ِهِ‏ .<br />

: ف َإ ِ خْوَ‏ ان ٌ يَسْتُرُون َ عَيْبَهُ‏ .<br />

يَتَ‏ حَب َّبُ‏ ب ِهِ‏ إل َى ا لن َّا س ِ .<br />

. {<br />

:<br />

ف َعِي ٌّ صَامِتٌ‏ .<br />

: ف َمَوْتٌ‏ جَا ر ِفٌ‏ .<br />

: ال ْعَق ْل ُ نَوْعَانِ‏ : أ َحَدُهُمَامَط ْبُو عٌ‏ ، وَا ل ْآخَرُمَ‏ سْمُو عٌ‏ .<br />

وَل َا يَصْل ُ حُ‏ وَا حِ‏ دٌ‏ مِنْهُمَا إل َّا ب ِصَاحِب ِهِ‏ ، ف َأ َخَذ َ ذ َ لِكَ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : رَ‏ أ َيْتُ‏ ا ل ْعَق ْ ل َ نَوْعَيْن ِ ف َمَسْمُوعٌ‏ وَمَط ْبُو عُ‏ وَل َا


يَنْف َعُمَ‏ سْمُو عٌ‏ إذ َا ل َمْ‏ يَكُ‏ مَط ْبُو عُ‏ ك َمَا ل َا تَنْف َعُ‏ الش َّمْسُ‏ وَ‏ ضَوْءُ‏ ا ل ْعَيْن ِ مَمْنُو عُ‏ وَق َدْ‏ وَ‏ صَفَ‏ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل َ ب ِمَا فِيهِ‏<br />

مِنْ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ ، وَا ل ْأ َحْمَقَ‏ ب ِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ ا لر َّذ َا ئِ‏ ل ِ ، ف َق َال َ : ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ إذ َا وَال َى بَذ َل َ فِي ا ل ْمَوَد َّةِ‏ نَصْرَهُ‏ ، وَإ ِذ َا عَادَى رَف َعَ‏ عَنْ‏<br />

ا لظ ُّل ْم ِ ق َدْرَهُ‏ ، ف َيُسْعِدُ‏ مَوَ‏ الِيَهُ‏ ب ِعَق ْلِهِ‏ ، وَ‏ يَعْتَصِمُ‏ مُعَادِ‏ يهِ‏ ب ِعَدْ‏ لِهِ‏ .<br />

إن ْ أ َحْسَنَ‏ إل َى أ َحَدٍ‏ تَرَكَ‏ ا ل ْمُط َا ل َبَة َ ب ِا لش ُّك ْر ِ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َسَاءَ‏ إ ل َيْهِ‏ مُسِ‏ يءٌ‏ سَب َّبَ‏ ل َهُ‏ أ َسْبَابَ‏ ال ْعُذ ْ ِر<br />

وَ‏ ا ل ْأ َحْمَقُ‏ ضَا ل ٌّ مُ‏ ضِ‏ ل ٌّ إن ْ أ ُون ِسَ‏ تَك َب َّرَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ ُوحِشَ‏ تَك ْدَرَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ا ُسْتُنْطِقَ‏ تَ‏ خَل َّفَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تُر ِكَ‏ تَك َل َّفَ‏<br />

مُ‏ جَال َسَتُهُ‏ مِهْنَة ٌ ، وَمُعَا تَبَتُهُ‏ مِ‏ حْنَة ٌ ، وَمُ‏ حَاوَرَ‏ تُهُ‏ تَعَر ٍّ ، وَمُوَا ل َا تُهُ‏ تَضُر ُّ ، وَمُق َارَ‏ بَتُهُ‏ عَمَى ، وَمُق َارَ‏ نَتُهُ‏ شَق َا .<br />

وَك َانَتْ‏ مُل ُوكُ‏ ال ْف ُرْس ِ إذ َا غ َضِبَتْ‏ عَل َى عَاقِ‏ ل ٍ حَبَسَتْهُ‏ مَعَ‏ جَاهِ‏ ل ٍ .<br />

.<br />

، أ َوْ‏ مَنَ‏ حَهُ‏ الص َّف ْ حَ‏ وَ‏ ا ل ْعَف ْوَ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْأ َحْمَقُ‏ يُسِيءُ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ وَ‏ يَظ ُن ُّ أ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ أ َحْسَنَ‏ إ ل َيْهِ‏ ف َيُط َا لِبُهُ‏ ب ِا لش ُّك ْر ِ ، وَيُ‏ حْسِنُ‏ إ ل َيْهِ‏ ف َيَظ ُن ُّ أ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ أ َسَاءَ‏ ف َيُط َالِبُهُ‏ ب ِا ل ْوَ‏ تَر ِ .<br />

ف َمَسَاو ِئُ‏ ا ل ْأ َحْمَق ِ ل َا تَنْق َضِي وَعُيُو بُهُ‏ ل َا تَتَنَاهَى وَل َا يَقِفُ‏ ا لن َّظ َرُ‏ مِنْهَا إل َى غ َا يَةٍ‏ إل َّا ل َو َّحَتْ‏ مَا وَرَ‏ اءَهَا مِم َّا هُوَ‏ أ َدْنَى مِنْهَا ،<br />

وَأ َرْدَى ، وَ‏ أ َمَر ُّ ، وَأ َدْهَى .<br />

ف َمَا أ َك ْث َرَ‏ ا ل ْعِبْرَ‏ لِمَنْ‏ نَظ َرَ‏ ، وَأ َ نْف َعَهَا لِمَنْ‏<br />

اعْتَبَرَ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ : مِنْ‏ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ يُ‏ حْف َظ ُ ا ل ْأ َحْمَقُ‏ إل َّا مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

إن َّ الد ُّنْيَا رُب َّمَا أ َق ْبَل َتْ‏ عَل َى ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ، وَ‏ أ َدْبَرَتْ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ب ِا لِ‏ اسْتِ‏ حْق َا ق ِ .<br />

ف َإ ِن ْ أ َتَتْك مِنْهَا سُهْمَة ٌ مَعَ‏ جَهْ‏ ل ٍ ، أ َوْ‏ ف َاتَتْك مِنْهَابُغْيَة ٌ مَعَ‏ عَق ْ ل ٍ ، ف َل َا يَ‏ حْمِل َن َّكَ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى الر َّغ ْبَةِ‏ فِيال ْ جَهْ‏ ل ِ ، وَالز ُّهْدِ‏<br />

فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />

ف َدَوْ‏ ل َة ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ مِنْ‏ ال ْمُمْكِنَاتِ‏ ، وَدَوْ‏ ل َة ُ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ مِنْ‏ ا ل ْوَ‏ اج ِبَاتِ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ مَنْ‏ أ َمْك َنَهُ‏ شَ‏ يْءٌ‏ مِنْ‏ ذ َا تِهِ‏ ، ك َمَنْ‏ اسْتَوْجَبَهُ‏ ب ِآ ل َتِهِ‏ ، وَأ َدَوَاتِهِ‏ .<br />

وَ‏ بَعْدُ‏ ف َدَوْ‏ ل َة ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ك َال ْغَر ِيب ِ ال َّذِي يَ‏ حِن ُّ إل َى الن ُّق ْل َةِ‏ ، وَدَوْ‏ ل َة ُ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ك َالن َّسِيب ِ ال َّذِي يَ‏ حِن ُّ إ ل َىا ل ْوَ‏ صْل َةِ‏ .<br />

ف َل َا يَف ْرَحُ‏ ال ْمَرْءُ‏ ب ِ حَا ل َةٍ‏ جَلِيل َةٍ‏ نَال َهَا ب ِغَيْر ِ عَق ْ ل ٍ ، وَمَنْز ِ ل َةٍ‏ رَفِيعَةٍ‏ حَل َّهَا ب ِغَيْر ِ ف َضْ‏ ل ٍ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْجَهْ‏ ل َ يُنْز ِ ل ُهُ‏ مِنْهَا ، وَ‏ يُز ِ يل ُهُ‏ عَنْهَا ، وَيَ‏ حُط ُّهُ‏ إل َى رُ‏ تْبَتِهِ‏ ، وَ‏ يَرُد ُّهُ‏ إل َى قِيمَتِهِ‏ ، بَعْدَ‏ أ َن ْ تَظ ْهَرَ‏ عُيُو بُهُ‏ ، وَ‏ تَك ْث ُرَ‏ ذ ُ نُو بُهُ‏ ،<br />

وَ‏ يَصِيرَ‏ مَادِحُهُ‏ هَاج ِيًا ، وَوَ‏ لِي ُّهُ‏ مُعَادِيًا .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ ب ِحَسَب ِ مَا يُنْشَرُ‏ مِنْ‏ ف َضَائِ‏ ل ِ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ، ك َذ َ لِكَ‏ يَظ ْهَرُ‏ مِنْ‏ رَذ َا ئِ‏ ل ِ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ، حَت َّى يَصِيرَ‏ مَث َل ًا فِي ال ْغَاب ِر ِينَ‏ ،<br />

وَحَدِ‏ يث ًا فِي ال ْأ َخِر ِينَ‏ ، مَعَ‏ هَتْكِهِ‏ فِي عَصْر ِهِ‏ ، وَق ُبْ‏ ح ِ ذِك ْر ِهِ‏ فِي دَهْر ِهِ‏ ، ك َا َل َّذِي رَوَ‏ اهُ‏ عَط َاءٌ‏ عَنْ‏ جَا ب ِر ٍ ق َال َ : ك َان َ فِي بَن ِي<br />

إسْرَ‏ ائِي ل َ رَ‏ جُ‏ ل ٌ ل َهُ‏ حِمَا رٌ‏ .<br />

ف َق َال َ يَا رَب ِّ ل َوْ‏ ك َان َ ل َك حِمَا رٌ‏ ل َعَل َف ْته مَعَ‏ حِمَار ِي .<br />

ف َهَم َّ ب ِهِ‏ نَب ِي ٌّ مِنْ‏ أ َنْب ِيَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ ، ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ‏ إل َيْهِ‏<br />

:<br />

إن َّمَا أ ُ ثِيبُ‏ ك ُ ل َّ إ نْسَانٍ‏ عَل َى ق َدْر ِ عَق ْلِهِ‏ .<br />

وَ‏ اسْتَعْمَ‏ ل َ مُعَاو ِ يَة ُ رَجُل ًا مِنْ‏ ك َل ْب ٍ ف َذ ُكِرَ‏ ا ل ْمَ‏ جُو سُ‏ يَوْمًا عِنْدَهُ‏ ف َق َال َ<br />

أ ُعْطِيتُ‏ عَشْرَة َ آل َافِ‏ دِرْهَم ٍ مَا نَك َحْت أ ُم ِّي .<br />

ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ‏ مُعَاو ِ يَة َ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

- ق َب َّ حَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ‏-أ َ تَرَوْ‏ نَهُ‏ ل َوْ‏ زَ‏ ادُوهُ‏ ف َعَ‏ ل َ ؟ وَعَزَ‏ ل َهُ‏<br />

ل َعَنَ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْمَ‏ جُو سَ‏ يَنْكِ‏ حُون َ أ ُم َّهَاتِه ِمْ‏ ، وَا َ لل َّهِ‏ ل َوْ‏<br />

وَوَل َّى ا لر َّ ب ِيعَ‏ ا ل ْعَامِر ِي َّ - وَك َان َ مِنْ‏ الن َّوْك َى ‏-عَل َى سَا ئِر ِ ال ْيَمَامَةِ‏ ف َأ َق َادَ‏ ك َل ْبًا ب ِك َل ْب ٍ ف َق َال َ فِيهِ‏ الش َّاعِرُ‏ : شَه ِدْت ب ِأ َن َّ<br />

ا لل َّهَ‏ حَقًّا لِق َاؤُهُ‏ وَ‏ أ َن َّ ا لر َّب ِيعَ‏ ا ل ْعَامِر ِي َّ رَقِيعُ‏ أ َق َادَ‏ ل َنَا ك َل ْبًا ب ِك َل ْب ٍ وَ‏ ل َمْ‏ يَدَ‏ عْ‏ دِمَاءَ‏ كِل َاب ِ ا ل ْمُسْلِمِينَ‏ تَضِيعُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَعَا ر ِّ


ال ْ جَهْ‏ ل ِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِمَضَا ر ِّ ال ْحُمْق ِن ِهَايَة ٌ .<br />

ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : لِك ُ ل ِّ دَ‏ اءٍ‏ دَوَ‏ اءٌ‏ يُسْتَط َب ُّ ب ِهِ‏ إل َّا ا ل ْ حَمَاق َة َ أ َعْيَتْ‏ مَنْ‏ يُدَاو ِيهَا<br />

: ال ْهَوَى ‏:ف َ صْ‏ ل ٌ<br />

وَأ َم َّا ال ْهَوَى ف َهُوَ‏ عَنْ‏ ال ْخَيْر ِ صَاد ٌّ ، وَ‏ لِل ْعَق ْ ل ِ مُ‏ ضَاد ٌّ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يُنْتِ‏ جُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َخْل َاق ِ ق َبَائِ‏ حَهَا ، وَ‏ يُظ ْه ِرُ‏ مِنْ‏<br />

ا ل ْأ َف ْعَال ِ ف َضَائِ‏ حَهَا ، وَ‏ يَ‏ جْعَ‏ ل ُ سِتْرَ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ مَهْتُوك ًا ، وَمَدْخَ‏ ل َ ا لش َّر ِّ مَسْل ُوك ًا .<br />

ق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

ث ُ م َّ تَل َا ‏{أ َف َرَأ َ يْتَ‏ مَنْ‏ ات َّ خَذ َ إ ل َهَهُ‏ هَوَ‏ اهُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

{<br />

:<br />

يَعْن ِيب ِا لت َّوْ‏ بَةِ‏ { ‏{وَ‏ تَرَ‏ ب َّصْتُمْ‏<br />

} وَارْتَبْتُمْ‏ {<br />

ال ْهَوَى إل َهٌ‏ يُعْبَدُ‏ مِنْ‏ دُونِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

وَق َال َ عِك ْر ِمَة ُ فِي ق َوْله تَعَال َى } وَل َكِن َّك ُمْ‏ ف َتَنْتُمْأ َ نْف ُسَك ُمْ‏<br />

} يَعْن ِي فِي أ َمْر ِ ا لل َّهِ‏<br />

{<br />

يَعْن ِي ا ل ْمَوْتَ‏ } وَغ َر َّك ُمْ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ ا ل ْغَرُو رُ‏ {<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

يَعْن ِي الش َّيْط َان َ .<br />

} :<br />

{ يَعْن ِي ب ِالش َّهَوَ‏ اتِ‏<br />

وَغ َر َّتْك ُمْا ل ْأ َمَا ن ِي ُّ { يَعْن ِي ب ِا لت َّسْو ِ يفِ‏ } حَت َّى جَاءَ‏ أ َمْرُ‏ ا لل َّهِ‏<br />

ط َاعَة ُ ا لش َّهْوَةِ‏ دَ‏ اءٌ‏ ، وَعِصْيَا نُهَا دَوَ‏ اءٌ‏<br />

. {<br />

:<br />

اق ْدَعُوا هَذِهِ‏ ا لن ُّف ُو سَ‏ عَنْ‏ شَهَوَ‏ اتِهَا ف َإ ِن َّهَا ط َل َّاعَة ٌ تَنْز ِ عُ‏ إل َى شَر ِّ غ َا يَةٍ‏ .<br />

إن َّ هَذ َاال ْ حَق َّ ث َقِي ل ٌ مَر ِي ٌّ ، وَ‏ إ ِن َّ ا ل ْبَاطِ‏ ل َ خَفِيفٌ‏ وَ‏ ب ِي ٌّ ، وَتَرْكُ‏ ا ل ْ خَطِيئ َةِ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ مُعَال َ جَةِ‏ ا لت َّوْ‏ بَةِ‏ وَ‏ رُب َّ نَظ ْرَةٍ‏ زَرَعَتْ‏ شَهْوَة ً<br />

، وَشَهْوَةِ‏ سَاعَةٍ‏ أ َوْرَث َتْ‏ حُزْنًا ط َو ِ يل ًا .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : أ َخَافُ‏ عَل َيْك ُمْ‏ ا ث ْنَيْن ِ : ا ت ِّبَا عَ‏ ال ْهَوَى وَط ُول َ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ت ِّبَا عَ‏ ال ْهَوَى يَصُ‏ د ُّ عَنْ‏ ال ْ حَق ِّ وَط ُول َ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ يُنْسِي ا ل ْآخِرَة َ<br />

وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />

وَق َال َأ َعْرَاب ِ ي ٌّ<br />

.<br />

: إن َّمَا سُم ِّيَ‏ ال ْهَوَى هَوًى ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَهْو ِي ب ِصَاحِب ِهِ‏ .<br />

: ال ْهَوَى هَوَ‏ ان ٌ وَ‏ ل َكِنْ‏ غ َلِط َ ب ِاسْمِهِ‏ ، ف َأ َخَذ َهُ‏ ا لش َّاعِرُ‏ وَق َال َ : إن َّ ال ْهَوَ‏ ان َ هُوَ‏ ال ْهَوَى ق ُلِبَ‏ اسْمُهُ‏ ف َإ ِذ َا<br />

هَو ِ يتَ‏ ف َق َدْ‏ ل َقِيت هَوَانَا وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َط َا عَ‏ هَوَ‏ اهُ‏ ، أ َعْط َى عَدُو َّهُ‏ مُنَاهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ال ْعَق ْل ُ صَدِ‏ يقٌمَق ْط ُو عٌ‏ ، وَال ْهَوَى عَ‏ دُو ٌّ مَتْبُوعٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ أ َف ْضَل ُ<br />

ا لن َّا س ِ مَنْ‏ عَصَى هَوَاهُ‏ ، وَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْهُ‏ مَنْ‏ رَف َضَ‏ دُ‏ نْيَاهُ‏ .<br />

وَق َال َ هِشَامُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْن ِ مَرْوَ‏ ان َ<br />

:<br />

:<br />

إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَعْص ِ ال ْهَوَى ق َادَك ال ْهَوَى إل َى ك ُ ل ِّ مَا فِيهِ‏ عَل َيْك مَق َال ُ ق َال َ ا بْنُ‏<br />

ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : ل َمْ‏ يَق ُل ْ هِشَامُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ سِوَى هَذ َاا ل ْبَيْتِ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إذ َا مَا رَأ َيْتا ل ْمَرْءَ‏ يَعْتَادُهُ‏ ال ْهَوَى ف َق َدْ‏ ث َكِل َتْهُ‏ عِنْدَ‏ ذ َاكَ‏ ث َوَاكِل ُهْ‏ وَق َدْ‏ أ َشْمَتَ‏ ال ْأ َعْدَاءَ‏ جَهْل ًا ب ِنَف ْسِهِ‏ وَق َدْ‏<br />

وَجَدَتْ‏ فِيهِ‏ مَق َا ل ًا عَوَاذِل ُهْ‏ وَمَا يَرْدَ‏ عُ‏ ا لن َّف ْسَ‏ ا لل َّ جُوجَ‏ عَنْ‏ ال ْهَوَى مِنْ‏ ا لن َّا س ِ إل َّا حَاز ِمُ‏ الر َّ أ ْي ِ ك َامِل ُهْ‏ ف َل َم َّا ك َان َ ال ْهَوَى<br />

غ َالِبًا وَإ ِل َى سَب ِيل ِ ا ل ْمَهَا لِكِ‏ مَوْر ِدًا جَعَ‏ ل َا ل ْعَق ْ ل َ عَل َيْهِ‏ رَقِيبًا مُجَاهِدًا يُل َاحِظ ُ عَث ْرَة َ غ َف ْل َتِهِ‏ ، وَ‏ يَدْف َعُ‏ بَادِرَة َ سَط ْوَ‏ تِهِ‏ ، وَيَدْف َعُ‏<br />

خِدَ‏ ا عَ‏ حِيل َتِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ سُل ْط َان َ ال ْهَوَى ق َو ِي ٌّ ، وَمَدْخَ‏ ل ٌ مَك ْر ِهِ‏ خَفِي ٌّ .<br />

وَمِنْ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ يُؤْتَى ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ حَت َّى تَنْف ُذ َ أ َحْك َامُ‏ ال ْهَوَى عَل َيْهِ‏ أ َعْن ِي ب ِأ َحَدِا ل ْوَجْهَيْن ِ<br />

:<br />

ق ُو َّة َ سُل ْط َا ن ِهِ‏ وَ‏ ب ِا ل ْآخَر ِ خَف َاءَ‏<br />

مَك ْر ِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْوَجْهُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ ف َهُوَ‏ أ َن ْ يَق ْوَى سُل ْط َان ُ ال ْهَوَى ب ِك َث ْرَةِ‏ دَوَ‏ اعِيهِ‏ حَت َّى يَسْتَوْلِيَ‏ عَل َيْهِ‏ مُغَا ل َبَة ُ الش َّهَوَ‏ اتِ‏ ف َيَكِ‏ ل ُّ ال ْعَق ْل ُ عَنْ‏<br />

دَف ْعِهَا ، وَ‏ يَضْعُفُ‏ عَنْ‏ مَنْعِهَا ، مَعَ‏ وُ‏ ضُوح ِ ق ُبْحِهَا فِي ا ل ْعَق ْ ل ِا ل ْمَق ْهُور ِ ب ِهَا ، وَهَذ َا يَك ُون ُ فِي ال ْأ َحْدَ‏ اثِ‏ أ َك ْث َرَ‏ وَعَل َى<br />

ا لش َّبَاب ِ أ َغ ْل َبَ‏ ؛ لِق ُو َّةِ‏ شَهَوَ‏ اتِه ِمْ‏ ؛ وَك َث ْرَةِ‏ دَوَ‏ اعِي ال ْهَوَى ا ل ْمُتَسَل ِّطِ‏ عَل َيْه ِمْ‏ وَ‏ إ ِن َّهُمْ‏ رُب َّمَا جَعَل ُوا ا لش َّبَابَ‏ عُذ ْرًا ل َهُمْ‏ ،<br />

ك َمَا ق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ بَشِير ٍ : ك ُ ل ٌّ يَرَى أ َن َّ ا لش َّبَابَ‏ ل َهُ‏ فِي ك ُ ل ِّ مَبْل َغ ِ ل َذ َّةٍ‏ عُذ ْرَا وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ ال ْهَوَى<br />

:


مَلِكٌ‏ غ َ شُومٌ‏ ، وَمُتَسَل ِّط ٌ ظ َل ُومٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْهَوَى عَ‏ سُوفٌ‏ ، وَال ْعَدْل ُمَأ ْل ُوفٌ‏ .<br />

يَا عَاقِل ًا أ َرْدَى ال ْهَوَى عَق ْل َهُ‏ مَال َك ق َدْ‏ سُد َّتْ‏ عَل َيْك ا ل ْأ ُمُو رُ‏ أ َتَ‏ جْعَ‏ ل ُا ل ْعَق ْ ل َ أ َسِيرَ‏ ال ْهَوَى إن َّمَا ال ْعَق ْ ُل<br />

عَل َيْهِ‏ أ َمِيرُ‏ وَحَسْمُ‏ ذ َ لِكَ‏ أ َن ْ يَسْتَعِينَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ عَل َى الن َّف ْس ِ ا لن ُّف ُورَةِ‏ ف َيُشْعِرُهَا مَا فِي عَوَ‏ اقِب ِ ال ْهَوَى مِنْ‏ شِد َّةِ‏ ا لض َّرَر ِ ،<br />

وَق ُبْ‏ ح ِ ال ْأ َ ث َر ِ ، وَك َث ْرَةِ‏ ال ْإ ِجْرَام ِ ، وَتَرَاك ُم ِ ا ل ْآ ث َام ِ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } حُف َّتْ‏ ا ل ْجَن َّة ُ ب ِا ل ْمَك َار ِهِ‏ وَحُف َّتْ‏ ا لن َّا رُ‏ ب ِا لش َّهَوَاتِ‏<br />

أ َخْبَرَ‏ أ َن َّ ا لط َّر ِ يقَ‏ إل َى ال ْ جَن َّةِ‏ احْتِمَال ُ ا ل ْمَك َار ِهِ‏ ، وَا لط َّر ِ يقَ‏ إل َى الن َّار ِ ا ت ِّبَا عُ‏ ا لش َّهَوَاتِ‏ .<br />

ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

. {<br />

: إي َّاك ُمْ‏ وَتَحْكِيمَ‏ الش َّهَوَاتِ‏ عَل َى أ َ نْف ُسِك ُمْ‏ ف َإ ِن َّ عَاج ِل َهَا ذ َمِي مٌ‏ ، وَآج ِل َهَا وَ‏ خِي مٌ‏<br />

، ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَرَهَا تَنْق َادُ‏ ب ِا لت َّحْذِ‏ ير ِ وَال ْإ ِرْهَاب ِ ، ف َسَو ِّف ْهَا ب ِا لت َّأ ْمِي ل ِ وَا ل ْإ ِرْغ َاب ِ ، ف َإ ِن َّ ا لر َّغ ْبَة َ وَ‏ ا لر َّهْبَة َ إذ َا اجْتَمَعَا عَل َى ا لن َّف ْس ِ<br />

ذ َل َّتْ‏ ل َهُمَا وَانْق َادَتْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ ا لس َّم َّاكِ‏ : ك ُنْ‏ لِهَوَ‏ اك مُسَو ِّف ًا ، وَلِعَق ْلِك مُسْعِف ًا ، وَانْظ ُرْ‏ إل َى مَا تَسُوءُ‏ عَاقِبَتُهُ‏ ف َوَط ِّنْ‏ نَف ْسَك عَل َى مُ‏ جَا نَبَتِهِ‏<br />

ف َإ ِن َّ تَرْكَ‏ الن َّف ْس ِ وَمَا تَهْوَى دَاؤُهَا ، وَ‏ تَرْكَ‏ مَا تَهْوَى دَوَ‏ اؤُهَا ، ف َاصْب ِرْ‏ عَل َى ا لد َّوَ‏ اءِ‏ ، ك َمَا تَ‏ خَافُ‏ مِنْ‏ ا لد َّ اءِ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : صَبَرْتُ‏ عَل َى ال ْأ َي َّام ِ حَت َّى تَوَ‏ ل َّتْوَ‏ أ َ ل ْزَمْتُ‏ نَف ْسِي صَبْرَهَا ف َاسْتَمَر َّتْ‏ وَمَا ا لن َّف ْسُ‏ إل َّا حَيْث ُ يَجْعَل ُهَا ال ْف َتَى<br />

ف َإ ِن ْ ط َمِعَتْ‏ تَاق َتْ‏ وَإ ِل َّا تَسَل َّتْ‏ ف َإ ِذ َا انْق َادَتْ‏ ا لن َّف ْسُ‏ لِل ْعَق ْ ل ِ ب ِمَا ق َدْأ ُشْعِرَتْ‏ مِنْ‏ عَوَ‏ اقِب ِ ا ل ْهَوَى ل َمْ‏ يَل ْبَث ْ ال ْهَوَى أ َن ْ يَصِيرَ‏<br />

ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مَدْحُورًا ، وَ‏ ب ِالن َّف ْس ِ مَق ْهُورًا ، ث ُ م َّ ل َهُال ْ حَظ ُّ ال ْأ َوْف َى فِي ث َوَاب ِ ا ل ْخَا لِق ِ وَ‏ ث َنَاءِ‏ ال ْمَخْ ُلوقِينَ‏<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَأ َم َّا مَنْ‏ خَافَ‏ مَق َامَ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ وَنَهَى ا لن َّف ْسَ‏ عَنْ‏ ال ْهَوَى ف َإ ِن َّ ال ْ جَن َّة َ هِيَ‏ ال ْمَأ ْوَى<br />

.<br />

{<br />

} :<br />

: أ َف ْضَ‏ ل ُ ال ْ ج ِهَادِ‏ ج ِهَادُ‏ ال ْهَوَى .<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ أ َعَز ُّا ل ْعِز ِّ ا لِامْتِنَا عُ‏ مِنْ‏ مِل ْكِ‏ ال ْهَوَى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : خَيْرُ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ أ َخْرَجَ‏ الش َّهْوَة َ مِنْ‏ ق َل ْب ِهِ‏ ، وَعَصَى<br />

هَوَ‏ اهُ‏ فِي ط َاعَةِ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

.<br />

مَنْ‏ أ َمَاتَ‏ شَهْوَ‏ تَهُ‏ ، ف َق َدْ‏ أ َحْيَا مُرُوءَ‏ تَهُ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْحَسَنُ‏ ا ل ْبَصْر ِي ُّ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ رَك َّبَ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْمَل َائِك َة َ مِنْ‏ عَق ْ ل ٍ ب ِل َا شَهْوَةٍ‏ ، وَرَك َّبَ‏ ا ل ْبَهَائِمَ‏ مِنْ‏ شَهْوَةٍ‏ ب ِل َا عَق ْ ل ٍ ، وَرَك َّبَ‏ ا بْنَ‏ آدَمَ‏<br />

مِنْ‏ كِل َيْه ِمَا ؛ ف َمَنْ‏ غ َل َّبَ‏ عَ‏ ق ْل َهُ‏ عَل َى شَهْوَ‏ تِهِ‏ ف َهُوَ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَل َا ئِك َةِ‏ ، وَمَنْ‏ غ َل َبَتْ‏ شَهْوَ‏ تُهُ‏ عَل َى عَق ْلِهِ‏ ف َهُوَ‏ شَر ٌّ مِنْ‏ ا ل ْبَهَا ئِم ِ<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ : مَنْ‏ أ َشْ‏ جَعُ‏ ا لن َّا س ِ ، وَأ َحْرَاهُمْ‏ ب ِا لظ َّف َر ِ فِي مُ‏ جَاهَدَ‏ تِهِ‏ ؟ ق َال َ : مَنْ‏ جَاهَدَ‏ ال ْهَوَى ط َاعَة ً لِرَ‏ ب ِّهِ‏ ،<br />

وَ‏ احْتَرَ‏ سَ‏ فِي مُ‏ جَاهَدَ‏ تِهِ‏ مِنْ‏ وُرُودِ‏ خَوَ‏ اطِر ِ ال ْهَوَى عَل َى ق َل ْب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

ق َدْ‏ يُدْر ِكُ‏ ال ْ حَاز ِمُ‏ ذ ُو ا لر َّ أ ْي ِ ال ْمُنَى ب ِط َاعَةِ‏ ال ْ حَزْم ِ وَعِصْيَانِ‏ ال ْهَوَى وَأ َم َّا ال ْوَجْهُ‏ الث َّان ِي<br />

:<br />

:<br />

ف َهُوَ‏ أ َن ْ<br />

يُ‏ خْفِيَ‏ ال ْهَوَى ب ِك ُرْهٍ‏ حَت َّى تَتَمَو َّهَ‏ أ َف ْعَا ل ُهُ‏ عَل َىا ل ْعَق ْ ل ِ ف َيَتَصَو َّرُ‏ ا ل ْق َب ِي حَ‏ حَسَنًا وَ‏ الض َّرَرَ‏ نَف ْعًا .<br />

وَهَذ َا يَدْعُو إ ل َيْهِ‏ أ َحَدُ‏ شَيْئ َيْن ِ إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِلن َّف ْس ِمَيْ‏ ل ٌ إل َى ذ َ لِكَ‏ ا لش َّيْءِ‏ ف َيَخْف َى عَنْهَا ا ل ْق َب ِي حُ‏ لِ‏ حُسْن ِ ظ َن ِّهَا وَ‏ تَتَصَو َّرُهُ‏<br />

حَسَنًا لِشِد َّةِ‏ مَيْلِهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ؛<br />

أ َيْ‏ يُعْمِي عَنْ‏ ا لر ُّشْدِ‏ وَ‏ يُصِم ُّ عَنْ‏ ا ل ْمَوْعِظ َةِ‏<br />

.<br />

} حُب ُّك ا لش َّيْءَ‏ يُعْمِي وَيُصِم ُّ { .


:<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ال ْهَوَى عَمًى .<br />

ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : حَسَنٌ‏ فِي ك ُ ل ِّ عَيْن ٍ مَنْ‏ تَوَد ُّ وَق َال َ عُبَيْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مُعَاو ِ يَة َ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ جَعْف َر ِ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

عَنْهُ‏ وَل َسْت ب ِرَ‏ اءٍ‏ عَيْبَ‏ ذِيا ل ْوُد ِّ ك ُل ِّهِ‏ وَل َا بَعْضَ‏ مَا فِيهِ‏ إذ َا ك ُنْت رَاضِيَا ف َعَيْنُ‏ الر ِّضَى عَنْ‏ ك ُ ل ِّ عَيْب ٍ ك َ لِيل َة ٌ وَ‏ ل َكِن َّ<br />

عَيْنَ‏ ا لس ُّ خْطِ‏ تُبْدِي ا ل ْمَسَاو ِ يَا وَأ َم َّا ا لس َّبَبُ‏ الث َّان ِي<br />

:<br />

اسْتَسْهَ‏ ل َ حَت َّى يَظ ُن َّ أ َن َّ ذ َلِكَ‏ أ َوْف َقُ‏ أ َمْرَ‏ يْهِ‏ ، وَ‏ أ َحْمَدُ‏ حَال َيْهِ‏ ، اغ ْتِرَارً‏ ا ب ِأ َن َّا ل ْأ َسْهَل َ<br />

ف َهُوَ‏ اشْتِغَال ُ ا ل ْفِك ْر ِ فِي تَمْي ِيز ِ مَا اشْتَبَهَ‏ ف َيَط ْل ُبُ‏ ا لر َّ احَة َ فِي ا ت ِّبَا ع ِ مَا<br />

مَ‏ حْمُودٌ‏ ا وَ‏ ل ْأ َعْسَرَمَ‏ ذ ْمُومٌ‏ ف َل َنْ‏ يَعْدَمَ‏ أ َن ْ يَتَوَر َّط َ ب ِخِدَ‏ ع ِ ال ْهَوَى وَر ِ يبَةِ‏ ا ل ْمَك ْر ِ فِي ك ُ ل ِّ مَ‏ خُوفٍ‏ حَذِر ٍ ، وَمَك ْرُوهٍ‏ عَسِر ٍ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عَامِرُ‏ بْنُ‏ ا لظ َّر ِب ِ<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ وَهْب ٍ<br />

:<br />

ال ْهَوَى يَق ْظ َان ُ وَال ْعَق ْل ُ رَ‏ اقِ‏ دٌ‏ ف َمِنْ‏ ث َ م َّ غ َل َبَ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْهَوَى أ َمْنَعُ‏ ، وَالر َّأ ْيُ‏ أ َ نْف َعُ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي ا ل ْمَث َ ل ِ : ال ْعَق ْل ُ وَز ِ يرٌنَاصِ‏ حٌ‏ ، وَال ْهَوَى وَكِي ل ٌ ف َاضِ‏ حٌ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إذ َا ال ْمَرْءُ‏ أ َعْط َى نَف ْسَهُ‏ ك ُل َّمَااشْتَهَتْ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَنْهَهَا تَاق َتْ‏ إل َى ك ُ ل ِّ بَاطِ‏ ل ِ وَسَاق َتْ‏ إ ل َيْهِا ل ْإ ِث ْمَ‏ وَا ل ْعَارَ‏ ب ِا َل َّذِي<br />

دَعَتْهُ‏ إ ل َيْهِ‏ مِنْ‏ حَل َاوَةِ‏ عَاج ِ ل ِ وَحَسْمُ‏ ا لس َّبَب ِ ال ْأ َو َّل ِ أ َن ْ يَ‏ جْعَ‏ ل َ فِك ْرَ‏ ق َل ْب ِهِ‏ حَك َمًا عَل َى نَظ َر ِ عَيْن ِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْعَيْنَ‏ رَا ئِدُ‏ الش َّهْوَةِ‏ ، وَا لش َّهْوَة َ مِنْ‏ دَوَ‏ اعِي ال ْهَوَى ، وَا ل ْق َل ْبَ‏ رَ‏ ائِدُ‏ ال ْ حَق ِّ وَا ل ْ حَق َّ مِنْ‏ دَوَ‏ اعِيا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ نَظ َرُ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ب ِعَيْن ِهِ‏ وَ‏ نَاظِر ِهِ‏ ، وَ‏ نَظ َرُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ب ِق َل ْب ِهِ‏ وَخَاطِر ِهِ‏<br />

.<br />

ث ُ م َّ يَت َّه ِمُ‏ نَف ْسَهُ‏ فِي صَوَ‏ اب ِ مَا أ َحَب َّتْ‏ وَ‏ تَحْسِين ِ مَااشْتَهَتْ‏ ؛ لِيَصِ‏ ح َّ ل َهُ‏ ا لص َّوَ‏ ابُ‏ وَ‏ يَتَبَي َّنَ‏ ل َهُ‏ ال ْ حَق ُّ ، ف َإ ِن َّ ال ْ حَق َّ أ َ ث ْق َ ل ُ<br />

مَحْمَل ًا ، وَ‏ أ َ صْعُبُ‏ مَرْك َبًا ف َإ ِن ْ أ َشْك َ ل َ عَل َيْهِ‏ أ َمْرَ‏ انِاجْتَن ِبْ‏ أ َحَب َّهُمَا إل َيْهِ‏ ، وَ‏ تَرَكَ‏ أ َسْهَل َهُمَا عَل َيْهِ‏<br />

ف َإ ِن َّ ا لن َّف ْسَ‏ عَنْ‏ ال ْ حَق ِّ أ َ نْف َرُ‏ ، وَلِل ْهَوَى آث َرُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمُط َّلِب ِ<br />

.<br />

:<br />

إذ َا اشْتَبَهَ‏ عَل َيْك أ َمْرَ‏ انِ‏ ف َدَ‏ عْ‏ أ َحَب َّهُمَا إل َيْك ، وَخُذ ْ أ َث ْق َل َهُمَا عَل َيْك .<br />

وَعِل َّة ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ هُوَ‏ أ َن َّ الث َّقِيل َ يُبْطِئ ُ ا لن َّف ْسَ‏ عَنْ‏ ا لت َّسَر ُّ ع ِ إ ل َيْهِ‏ ف َيَت َّضِ‏ حُ‏ مَعَ‏ ال ْإ ِبْط َاءِ‏ وَ‏ تَط َاوُل ِ ا لز َّمَانِ‏ صَوَ‏ ابُ‏ مَا اسْتَعْجَمَ‏<br />

، وَظ ُهُو رُ‏ مَااسْتَبْهَمَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ تَف َك َّرَ‏ أ َبْصَرَ‏ وَا ل ْمَحْبُوبُ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ شَيْءٍ‏ تُسْر ِ عُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ إ ل َيْهِ‏ ، وَ‏ تُعَج ِّ ل ُ ب ِال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َيْهِ‏ ،<br />

ف َيَق ْصُرُ‏ الز َّمَان ُ عَنْ‏ تَصَف ُّ حِهِ‏ وَ‏ يَف ُوتُ‏ اسْتِدْرَ‏ اك ُهُ‏ لِتَق ْصِير ِ فِعْلِهِ‏ ف َل َا يَنْف َعُ‏ ا لت َّصَف ُّ حُ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ وَل َا الِاسْتِبَا نَة ُ<br />

بَعْدَا ل ْف َوْتِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مَا ك َان َ عَنْك مُعْر ِضًا ، ف َل َا تَك ُنْ‏ ب ِهِ‏ مُتَعَر ِّضًا .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : أ َ ل َيْسَ‏ طِل َابُ‏ مَا ق َدْ‏ ف َاتَ‏ جَهْل ًا وَذِك ْرُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ مَا ل َا يَسْتَطِيعُ‏ وَ‏ ل َق َدْ‏ وَ‏ صَفَ‏ بَعْضُ‏ ال ْبُل َغَاءِ‏ حَال َ ا ل ْهَوَى وَمَا<br />

يُق َار ِ نُهُ‏ مِنْ‏ مِ‏ حَن ِ الد ُّنْيَا ف َق َال َ ال ْهَوَى مَطِي َّة ُا ل ْفِتْنَةِ‏ ، وَالد ُّنْيَا دَ‏ ا رُا ل ْمِحْنَةِ‏ ، ف َانْز ِل ْ عَنْ‏ ال ْهَوَى تَسْل َمْ‏ ، وَاعْر ِضْ‏ عَنْ‏<br />

الد ُّنْيَا تَغْنَمْ‏ ، وَل َا يَغُر َّ ن َّكَ‏ هَوَاك ب ِط َي ِّب ِ ا ل ْمَل َاهِي وَل َا تَف ْتِنُك دُنْيَاك ب ِحُسْن ِ ال ْعَوَار ِيّ‏ .<br />

ف َمُد َّة ُ ا لل َّهْو ِ تَنْق َطِعُ‏ وَعَار ِ ي َّة ُ الد َّهْر ِ تُرْتَ‏ جَعُ‏ ، وَيَبْق َى عَل َيْك مَا تَرْ‏ تَكِبُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَ‏ حَار ِم ِ ، وَ‏ تَك ْتَسِبُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَ‏ آثِم ِ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ال ْ جَعْف َر ِي ُّ : سَمِعَتْن ِي امْرَ‏ أ َة ٌ ب ِا لط َّوَافِ‏ ، وَأ َنَا أ ُنْشِدُ‏ أ َهْوَى هَوَى الد ِّ ين ِ وَالل َّذ َّاتُ‏ تُعْج ِبُن ِي<br />

ف َك َيْفَ‏ لِي ب ِهَوَى ا لل َّذ َّاتِ‏ وَا لد ِّ ين ِ ف َق َال َتْ‏ هُمَا ضَر َّ تَانِ‏ ف َذ َرْ‏ أ َي َّهُمَا شِئ ْت وَخُذ ْ ال ْأ ُخْرَى .<br />

ف َأ َم َّا ف َرْ‏ قُ‏ مَا بَيْنَ‏ ال ْهَوَى وَا لش َّهْوَةِ‏ مَعَ‏ اجْتِمَاعِه ِمَا فِي ا ل ْعِل َّةِ‏ وَا ل ْمَعْل ُول ِ ، وَات ِّف َاقِه ِمَا فِي الد َّ ل َا ل َةِ‏ وَال ْمَدْل ُول ِ ، ف َهُوَ‏ أ َن َّ<br />

ال ْهَوَىمُ‏ خْتَص ٌّ ب ِا ل ْآرَ‏ اءِ‏ وَا لِاعْتِق َادَ‏ اتِ‏ ، وَ‏ الش َّهْوَة َمُخْتَ‏ ص َّة ٌ ب ِنَيْ‏ ل ِ ا لل َّذ َّةِ‏ .<br />

ف َصَارَتْ‏ الش َّهْوَة ُ مِنْ‏ نَتَائِ‏ ج ِ ال ْهَوَى وَهِيَ‏ أ َخَص ُّ ، وَال ْهَوَىأ َ صْ‏ ل ٌ هُوَ‏ أ َعَم ُّ .


وَ‏ نَحْنُ‏ نَسْأ َل ُ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى أ َن ْ يَك ْفِيَنَا دَوَ‏ اعِيَ‏ ال ْهَوَى ، وَيَصْر ِفَ‏ عَن َّا سُبُ‏ ل َ الر َّدَى ، وَ‏ يَ‏ جْعَ‏ ل َ ا لت َّوْفِيقَ‏ ل َنَا ق َائِدًا ، وَ‏ ا ل ْعَق ْ ل َ ل َنَا<br />

مُرْشِدًا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى عِيسَى عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ : عِظ ْ نَف ْسَك ف َإ ِن ْ ا ت َّعَظ َتْ‏ ف َعِظ ْ ا لن َّا سَ‏ وَإ ِل َّا ف َاسْتَحْي ِ مِن ِّي .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ ك ُنَاسَة َ<br />

:<br />

مَا مَنْ‏ رَوَى أ َدَبًا ف َل َمْ‏ يَعْمَل ْ ب ِهِ‏ وَيَك ُف َّ عَنْ‏ زَ‏ يْغ ِ ال ْهَوَى ب ِأ َدِ‏ يب ِ حَت َّى يَك ُون َ ب ِمَا تَعَل َّمَ‏ عَامِل ًا مِنْ‏<br />

صَالِ‏ ح ٍ ف َيَك ُون َ غ َيْرَ‏ مَعِيب ِ وَل َق َل َّمَا تُغْن ِي إصَا بَة ُ ق َائِ‏ ل ٍ أ َف ْعَا ل ُهُ‏ أ َف ْعَال ُ غ َيْر ِ مُصِيب ِ وَق َال َ آخَرُ‏<br />

يَا أ َي ُّهَا ا لر َّجُل ُ :<br />

ا ل ْمُعَل ِّمُ‏ غ َيْرَهُ‏ هَل َّا لِنَف ْسِك ك َان َ ذ َا الت َّعْلِيمُ‏ تَصِفُ‏ الد َّوَ‏ اءَ‏ لِذِي ا لس ِّق َام ِ وَذِي الض َّنَى ك َيْمَا يَصِ‏ ح َّ ب ِهِ‏ وَأ َ نْتَ‏ سَقِيمُ‏ ابْدَأ ْ<br />

ب ِنَف ْسِك ف َانْهَهَا عَنْ‏ غ َي ِّهَا ف َإ ِذ َا ا نْتَهَتْ‏ عَنْهُ‏ ف َأ َ نْتَ‏ حَكِيمُ‏ ف َهُنَاكَ‏ تُعْذ َ رُ‏ إن ْ وَعَظ ْتَ‏ وَيُق ْتَدَى ب ِال ْق َوْل ِ مِنْك وَ‏ يُق ْبَ‏ ل ُ ا لت َّعْلِيمُ‏ ل َا<br />

تَنْهَ‏ عَنْ‏ خُل ُق ٍ وَ‏ تَأ ْ تِيَ‏ مِث ْل َهُ‏ عَا رٌ‏ عَل َيْك إذ َا ف َعَل ْت عَظِيمُ‏ حَك َى أ َبُو ف َرْوَة َ أ َن َّ ط َار ِق ًا صَاحِبَ‏ شُرْط َةِ‏ خَالِدٍا ل ْق َسْر ِي ِّ مَر َّ ب ِا بْن ِ<br />

شُبْرُمَة َ وَط َار ِ ق ٍ فِي مَوْكِب ِهِ‏ ف َق َال َ ا بْنُ‏ شُبْرُمَة َ<br />

دِين ِي وَ‏ ل َهُمْ‏ دُنْيَاهُمْ‏ .<br />

:<br />

:<br />

أ َرَ‏ اهَا وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ تَ‏ خُب ُّ ك َأ َن َّهَا سَ‏ حَا بَة ُ صَيْفٍ‏ عَنْ‏ ق َر ِ يب ٍ تَق َش َّعُ‏ ا لل َّهُ‏ م َّ لِي<br />

ف َاسْتُعْمِ‏ ل َ ا بْنُ‏ شُبْرُمَة َ بَعْدَ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى ا ل ْق َضَاءِ‏ ف َق َال َ ل َهُ‏ ا بْنُهُ‏ أ َبُو بَك ْر ٍ : أ َتَذ ْك ُرُ‏ ق َوْل َك يَوْمَ‏ ك َذ َا إذ ْ مَر َّ ب ِك ط َار ِ قٌ‏ فِي مَوْكِب ِهِ‏<br />

؟ ف َق َال َ يَا بُنَي َّ إن َّهُمْ‏ يَ‏ ج ِدُون َ مِث ْ ل َ أ َب ِيك وَل َا يَ‏ ج ِدُ‏ أ َبُوك مِث ْل َهُمْ‏ .<br />

إن َّ أ َ بَاك أ َك َ ل َ مِنْ‏ حَل َاوَ‏ تِه ِمْ‏ ، ف َ حَط َّ فِي أ َهْوَا ئِه ِمْ‏<br />

.<br />

أ َمَا تَرَى هَذ َا ا لد َّ ي ِّنَ‏ ا ل ْف َاضِ‏ ل َ ك َيْفَ‏ عُوج ِ ل َ ب ِالت َّق ْر ِيع ِ وَق ُو ب ِ ل َ ب ِا لت َّوْ‏ ب ِي خ ِ مِنْ‏ أ َخَص ِّ ذ َو ِ يهِ‏ ، وَ‏ ل َعَل َّهُ‏ مِنْ‏ أ َ بَر ِّ بَن ِيهِ‏ .<br />

ف َك َيْفَ‏ ب ِنَا وَنَ‏ حْنُ‏ أ َط ْل َقُ‏ مِنْهُ‏ عَنَا نًا ، وَ‏ أ َق ْل َقُ‏ مِنْهُ‏ جَنَا نًا .<br />

إذ َا رَمَق َتْنَا أ َعْيُنُ‏ ا ل ْمُتَتَب ِّعِينَ‏ ، وَتَنَاوَل َتْنَا أ َ ل ْسُنُ‏ ا ل ْمُتَعَت ِّب ِينَ‏ .<br />

هَل ْ نَ‏ ج ِدُ‏ غ َيْرَ‏ تَوْفِيق ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى مَل َاذ ً ا ، وَسِوَى عِصْمَتِهِ‏ مَعَاذ ً ا ؟<br />

ا ل ْبَابُ‏ الث َّان ِي أ َدَبُا ل ْعِل ْم ِ اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ أ َشْرَفُ‏ مَا رَغ َّبَ‏ فِيهِ‏ ا لر َّ اغِبُ‏ ، وَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ مَا ط َل َبَ‏ وَجَ‏ د َّ فِيهِ‏ ا لط َّا لِبُ‏ ، وَأ َ نْف َعُ‏ مَا<br />

ك َسَبَهُ‏ وَاق ْتَنَاهُ‏ ال ْك َاسِبُ‏ ؛ لِأ َن َّ شَرَف َهُ‏ يُث ْمِرُ‏ عَل َى صَاحِب ِهِ‏ ، وَف َضْل َهُ‏ يُنْمِي عَل َى ط َا لِب ِهِ‏ .<br />

: } ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

خُص َّ ب ِهِا ل ْعَا لِمُ‏ مِنْ‏ ف َضِيل َةِ‏ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

ق ُل ْ هَل ْ يَسْتَو ِي ال َّذِينَ‏ يَعْل َمُون َ وَا َل َّذِينَ‏ ل َا يَعْل َمُون َ<br />

{<br />

} :<br />

{<br />

} :<br />

ف َمَنَعَا ل ْمُسَاوَ‏ اة َ بَيْنَ‏ ا ل ْعَا لِم ِ وَال ْ جَاهِ‏ ل ِ لِمَا ق َدْ‏<br />

وَق َال َ تَعَال َى وَمَا يَعْقِل ُهَا إل َّا ا ل ْعَا لِمُون َ ف َنَف َى أ َن ْ يَك ُون َ غ َيْرُ‏ ا ل ْعَا لِم ِ يَعْقِ‏ ل ُ عَنْهُ‏ أ َمْرًا ، أ َوْ‏ يَف ْهَمُ‏ مِنْهُ‏ زَجْرًا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ أ ُوحِيَ‏ إل َى إ بْرَ‏ اهِيمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ أ َن ِّي عَلِي مٌ‏ أ ُحِب ُّ ك ُ ل َّ عَلِيم ٍ {<br />

وَرَوَى أ َبُو أ ُمَامَة َ ق َال َ<br />

.<br />

:<br />

} سُئِ‏ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَنْ‏ رَجُل َيْن ِ أ َحَدُهُمَاعَالِ‏ مٌ‏ وَ‏ ال ْ آخَرُعَاب ِ دٌ‏ ف َق َال َ صَل َّى<br />

ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َضْ‏ ل ُ ا ل ْعَا لِم ِ عَل َى ا ل ْعَاب ِدِ‏ ك َف َضْلِي عَل َى أ َدْنَاك ُمْ‏ رَجُل ًا<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ا لن َّا سُ‏ أ َبْنَاءُ‏ مَا يُ‏ حْسِنُون َ .<br />

وَق َال َ مُصْعَبُ‏ بْنُ‏ ا لز ُّبَيْر ِ<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْنُ‏ مَرْوَ‏ ان َ لِبَن ِيهِ‏<br />

سُوق َة ً عِشْتُمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

: تَعَل َّمْا ل ْعِل ْمَ‏ ف َإ ِن ْ يَك ُنْ‏ ل َك مَا ل ٌ ك َان َ ل َك جَمَا ل ًا وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َك مَا ل ٌ ك َان َ ل َك مَال ًا .<br />

يَا بَن ِي َّ تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ‏ ف َإ ِن ْ ك ُنْتُمْ‏ سَادَة ً ف ُق ْتُمْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك ُنْتُمْ‏ وَسَط ًا سُدْتُمْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك ُنْتُمْ‏<br />

: ال ْعِل ْمُ‏ شَرَفٌ‏ ل َا ق َدْرَ‏ ل َهُ‏ ، وَ‏ ا ل ْأ َدَبُ‏ مَا ل ٌ ل َا خَوْفَ‏ عَل َيْهِ‏ .<br />

ال ْعِل ْمُ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ خَل َفٍ‏ ، وَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ب ِهِ‏ أ َك ْمَ‏ ل ُ شَرَفٍ‏ .<br />

: تَعَل َّمْا ل ْعِل ْمَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُق َو ِّمُك وَيُسَد ِّدُك صَغِيرًا ، وَيُق َد ِّمُك وَيُسَو ِّدُك ك َب ِيرًا ، وَيُصْلِ‏ حُ‏ زَيْف َك وَف َاسِدَك ،


وَ‏ يُرْغِمُ‏ عَدُو َّك وَحَاسِدَك ، وَ‏ يُق َو ِّمُ‏ عِوَجَك وَمَيْل َك ، وَ‏ يُصَح ِّ حُ‏ هِم َّتَك ، وَأ َمَل َك .<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ‏<br />

: ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى عَنْهُ‏<br />

قِيمَة ُ ك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ مَا يُحْسِنُ‏<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ ال ْ خَلِي ل ُ ف َنَظ َّمَهُ‏ شَعْرًا ف َق َال َ<br />

.<br />

:<br />

ل َا يَك ُون ُ ا ل ْعَلِي ُّ مِث ْ ل َ ال د َّن ِي ِّ ل َا وَل َا ذ ُو الذ َّك َاءِ‏ مِث ْ ل َ ا ل ْغَب ِي ِّ قِيمَة ُ ا ل ْمَرْءِ‏ ق َدْرُ‏ مَا يُ‏ حْسِنُ‏<br />

ال ْمَرْءُ‏ ق َ ضَاءٌ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِمَام ِ عَلِي ِّ وَ‏ ل َيْسَ‏ يَ‏ جْهَ‏ ل ُ ف َضْ‏ ل َا ل ْعِل ْم ِ إل َّا أ َهْ‏ ل ُا ل ْجَهْ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ف َضْ‏ ل َا ل ْعِل ْم ِ إن َّمَا يُعْرَفُ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَهَذ َا أ َ بْل َغ ُ فِي ف َضْلِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ف َضْل َهُ‏ ل َا يُعْل َمُ‏ إل َّا ب ِهِ‏ .<br />

ف َل َم َّا عَدِمَ‏ ا ل ْ جُه َّال ُ ا ل ْعِل ْمَ‏ ال َّذِي ب ِهِ‏ يَتَوَص َّل ُون َ إل َى ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ جَه ِل ُو ا ف َضْل َهُ‏ ‏،وَ‏ اسْتَرْذ َ ل ُو ا أ َهْل َهُ‏ ، وَ‏ تَوَه َّمُو ا أ َن َّ مَا تَمِي ل ُ<br />

إ ل َيْهِ‏ نُف ُوسُهُمْ‏ مِنْ‏ ال ْأ َمْوَال ِ ال ْمُق ْتَنَاةِ‏ ، وَ‏ ا لط ُّرَفِ‏ ا ل ْمُشْتَهَاةِ‏ ، أ َوْل َى أ َن ْ يَك ُون َ إق ْبَا ل ُهُمْ‏ عَل َيْهَا ، وَأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ اشْتِغَا ل ُهُمْ‏<br />

ب ِهَا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ ‏:ا ل ْعَالِمُ‏ يَعْر ِفُ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل َ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ك َان َ جَاهِل ًا ، وَا ل ْجَاهِ‏ ل ُ ل َا يَعْر ِفُ‏ ا ل ْعَا لِمَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏<br />

يَك ُنْ‏ عَالِمًا .<br />

:<br />

وَهَذ َا صَحِي حٌ‏ ، وَلِأ َجْلِهِا نْصَرَف ُو ا عَنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَأ َهْلِهِ‏ انْصِرَ‏ افَ‏ الز َّاهِدِينَ‏ ، وَانْ‏ حَرَف ُو ا عَنْهُ‏ وَعَنْهُمْ‏ انْ‏ حِرَ‏ افَ‏ ال ْمُعَان ِدِينَ‏ ؛<br />

لِأ َن َّ مَنْ‏ جَه ِ ل َ شَيْئ ًا عَادَ‏ اهُ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي ا بْنُ‏ ل َنْك َكَ‏ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَيْدٍ‏ : جَه ِل ْت ف َعَادَ‏ يْت ا ل ْعُل ُومَ‏ وَأ َهْل َهَا ك َذ َ اك يُعَادِي ال ْعِل ْمَ‏ مَنْ‏ هُوَ‏ جَاهِل ُهْ‏ وَمَنْ‏ ك َان َ<br />

يَهْوَى أ َن ْ يُرَى مُتَصَد ِّرًا وَيَك ْرَهُ‏ ل َا أ َدْر ِي أ ُصِيبَتْ‏ مَق َاتِل ُهْ‏ وَقِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ‏ : ال ْعِل ْمُ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ أ َمْ‏ ا ل ْمَال ُ ؟ ف َق َال َ : بَل ْ ال ْعِل ْمُ‏ .<br />

قِي ل َ ف َمَا بَال ُنَا نَرَى ا ل ْعُل َمَاءَ‏ عَل َى أ َبْوَاب ِ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ‏ وَل َا نَك َادُ‏ نَرَى ال ْأ َغ ْن ِيَاءَ‏ عَل َى أ َ بْوَاب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ؟ ف َق َال َ ذ َ لِكَ‏ لِمَعْر ِف َةِ‏<br />

ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ب ِمَنْف َعَةِ‏ ا ل ْمَال ِ وَجَهْ‏ ل ِ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ‏ لِف َضْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ لِمَ‏ ل َا يَجْتَمِعُ‏ ا ل ْعِل ْمُ‏ وَال ْمَال ُ ؟ ف َق َال َ لِعِز ِّ ال ْك َمَال ِ .<br />

ف َأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ أ َهْ‏ ل ِ هَذ َا ا ل ْعَصْر ِ وَفِيا ل ْجَهْ‏ ل ِ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْمَوْتِ‏ مَوْ‏ تٌ‏ لِأ َهْلِهِ‏ ف َأ َجْسَامُهُمْ‏<br />

نَادَى<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ق َبْ‏ ل َ ا ل ْق ُبُور ِ ق ُبُو رُ‏ وَ‏ إ ِن ْ امْرَ‏ أ ً ل َمْ‏ يَحْيَ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ مَي ِّتٌ‏ ف َل َيْسَ‏ ل َهُ‏ حَت َّى ا لن ُّشُور ِ نُشُو رُ‏ وَوَق َفَ‏ بَعْضُ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ‏ ب ِبَاب ِ عَالِم ٍ ث ُ م َّ<br />

: تَصَد َّق ُو ا عَل َيْنَا ب ِمَا ل َا يُتْعِبُ‏ ضِرْسًا ، وَل َا يُسْقِمُ‏ نَف ْسًا .<br />

ف َأ َخْرَجَ‏ ل َهُ‏ ط َعَامًا وَ‏ نَف َق َة ً .<br />

ف َق َال َ ف َاق َتِي إل َى ك َل َامِك ُمْ‏ ، أ َشَد ُّ مِنْ‏ ف َاق َتِي إل َى ط َعَامِك ُمْ‏ ، إن ِّي ط َالِبُ‏ هُدًى ل َا سَا ئِ‏ ل ُ نَدًى .<br />

ف َأ َذِن َ ل َهُ‏ ا ل ْعَا لِمُ‏ ، وَ‏ أ َف َادَهُ‏ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ مَا سَأ َل َ عَنْهُ‏ ف َ خَرَجَ‏ جَذِل ًا ف َر ِحًا ، وَهُوَ‏ يَق ُول ُ ‏:عِل ْ مٌ‏ أ َوْضَ‏ حَ‏ ل َبْسًا ، خَيْرٌ‏ مِنْ‏ مَال ٍ أ َغ ْنَى<br />

نَف ْسًا .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ك ُ ل َّ ا ل ْعُل ُوم ِ شَر ِ يف َة ٌ ، وَلِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ مِنْهَاف َ ضِيل َة ٌ ، وَال ْإ ِحَاط َة ُ ب ِ جَمِيعِهَا مُ‏ حَا ل ٌ .<br />

قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ يَعْر ِفُ‏ ك ُ ل َّ ا ل ْعُل ُوم ِ ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

} :<br />

: ك ُ ل ُّ ا لن َّا س ِ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَنْ‏ ظ َن َّ أ َن َّ لِل ْعِل ْم ِ غ َا يَة ً ف َق َدْ‏ بَخَسَهُ‏ حَق َّهُ‏ ، وَوَ‏ ضَعَهُ‏ فِي غ َيْر ِ مَنْز ِ ل َتِهِ‏<br />

ال َّتِي وَ‏ صَف َهُ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهَا حَيْث ُ يَق ُول ُ وَمَا أ ُو تِيتُمْ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا ق َلِيل ًا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

. {<br />

:<br />

ل َوْ‏ ك ُن َّا نَط ْل ُبُا ل ْعِل ْمَ‏ لِنَبْل ُغ َ غ َا يَتَهُ‏ ك ُن َّا ق َدْ‏ بَدَأ ْنَاا ل ْعِل ْمَ‏ ب ِا لن َّقِيصَةِ‏ ، وَل َكِن َّا نَط ْل ُبُهُ‏ لِنَنْق ُصَ‏ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ<br />

مِنْ‏ ا ل ْ جَهْ‏ ل ِ وَنَزْدَادَ‏ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ : ا ل ْمُتَعَم ِّقُ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ك َالس َّاب ِ ح ِ فِي ال ْبَحْر ِ ل َيْسَ‏ يَرَى أ َرْضًا ، وَل َا يَعْر ِف ط ُول ًا وَل َا عَرْضًا .


:<br />

وَقِي ل َ لِ‏ حَم َّادٍ‏ ا لر َّ او ِ يَةِ‏ : أ َمَا تَشْبَعُ‏ مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْعُل ُوم ِ ؟ ف َق َال َ : اسْتَف ْرَغ ْنَا فِيهَا ا ل ْمَ‏ جْهُودَ‏ ، ف َل َمْ‏ نَبْل ُغ ْ مِنْهَا ا ل ْمَ‏ حْدُودَ‏ ، ف َنَ‏ حْنُ‏<br />

ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏ إذ َا ق َط َعْنَا عِل ْمًا بَدَا عِل ْمُ‏ وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر َّشِيدُ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَهْدِي ِّبَيْتَيْن ِ وَق َال َ أ َظ ُن ُّهُمَا ل َهُ‏ يَا نَف ْسُ‏ خُوضِي :<br />

ب ِ حَارَا ل ْعِل ْم ِ أ َوْ‏ غ ُوصِي ف َا لن َّا سُ‏ مَا بَيْنَ‏ مَعْمُوم ٍ وَمَ‏ خْصُوص ِ ل َا شَيْءَ‏ فِي هَذِهِ‏ الد ُّنْيَا نُ‏ حِيط ُ ب ِهِ‏ إل َّا إحَاط َة َ مَنْق ُوص ٍ ب ِمَنْق ُوص ِ<br />

وَإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ إل َى مَعْر ِف َةِ‏ جَمِيع ِ ا ل ْعُل ُوم ِ سَب ِيل ٌ وَجَبَ‏ صَرْفُ‏ ا لِاهْتِمَام ِ إل َى مَعْر ِف َةِ‏ أ َهَم ِّهَا وَا ل ْعِنَا يَةِ‏ ب ِأ َوْ‏ ل َاهَا ، وَأ َف ْضَلِهَا .<br />

وَأ َوْل َى ا ل ْعُل ُوم ِ ، وَأ َف ْضَل ُهَا عِل ْمُ‏ ا لد ِّ ين ِ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ‏ ب ِمَعْر ِف َتِهِ‏ يَرْشُدُون َ ، وَ‏ ب ِجَهْلِهِ‏ يَضِل ُّون َ .<br />

إذ ْ ل َا يَصِ‏ ح ُّ أ َدَ‏ اءُ‏ عِبَادَةٍ‏ جَه ِ ل َ ف َاعِل ُهَا صِف َاتِ‏ أ َدَائِهَا ، وَ‏ ل َمْ‏ يَعْل َمْ‏ شُرُوط َ إجْزَائِهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ؛ } ف َضْ‏ ل ُ ا ل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْعِبَادَةِ‏<br />

. {<br />

{<br />

وَإ ِن َّمَا ك َان َ ك َذ َ لِكَ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْعِبَادَةِ‏ وَا ل ْعِبَادَة ُ مَعَ‏ خُل ُو ِّ ف َاعِلِهَا مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِهَا ق َدْ‏ ل َا تَك ُون ُ عِبَادَة ً ،<br />

ف َل َز ِمَ‏ عِل ْمُ‏ الد ِّ ين ِ ك ُ ل َّ مُك َل َّفٍ‏ .<br />

وَك َذ َلِكَ‏ ق َال َ الن َّب ِي ُّ : صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ط َل َبُ‏ ا ل ْعِل ْم ِف َر ِ ي ضَة ٌ عَل َى ك ُ ل ِّ مُسْلِم ٍ .<br />

وَفِيهِ‏ تَأ ْو ِ يل َانِ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا : عِل ْمُ‏ مَا ل َا يَسَعُ‏ جَهْل ُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِبَادَ‏ اتِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي : جُمْل َة ُ ا ل ْعِل ْم ِ إذ َا ل َمْ‏ يَق ُمْ‏ ب ِط َل َب ِهِ‏ مَنْ‏ فِيهِكِف َايَة ٌ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ عِل ْمُ‏ ا لد ِّ ين ِ ق َدْ‏ أ َوْجَبَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ف َرْضَ‏ بَعْضِهِ‏ عَل َى ال ْأ َعْيَانِ‏ ، وَف َرْضَ‏ جَمِيعِهِ‏ عَل َى ال ْ ك َاف َّةِ‏ ك َان َ أ َوْل َى مِم َّا ل َمْ‏<br />

يَج ِبْ‏ ف َرْ‏ ضُهُ‏ عَل َى ال ْأ َعْيَانِ‏<br />

} :<br />

وَل َا عَل َى ا ل ْك َاف َّةِ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

وَرَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عُمَرَ‏<br />

}<br />

يَحْذ َرُون َ {<br />

ف َل َوْل َا نَف َرَ‏ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ فِرْق َةٍ‏ مِنْهُمْ‏ ط َا ئِف َة ٌ لِيَتَف َق َّهُو ا فِي ا لد ِّ ين ِ وَ‏ لِيُنْذِرُو ا ق َوْمَهُمْ‏ إذ َا رَجَعُو ا إل َيْه ِمْ‏ ل َعَل َّهُمْ‏<br />

أ َحَدُهُمَا يَذ ْك ُرُون َ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى ، وَ‏ ال ْ آخَرُ‏ يَتَف َق َّهُو َن .<br />

أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ دَخَ‏ ل َ ا ل ْمَسْج ِدَ‏ ف َإ ِذ َا هُوَ‏ ب ِمَ‏ جْلِسَيْن ِ ،<br />

ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : كِل َاا ل ْمَ‏ جْلِسَيْن ِ عَل َى خَيْر ٍ ، وَأ َحَدُهُمَا أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ‏ صَاحِب ِهِ‏ .<br />

أ َم َّا هَؤُ‏ ل َاءِ‏ ف َيَسْأ َ ل ُون َ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى وَ‏ يَذ ْك ُرُو نَهُ‏ ف َإ ِن ْ شَاءَ‏ أ َعْط َاهُمْ‏ وَ‏ إ ِن ْ شَاءَ‏ مَنَعَهُمْ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمَ‏ جْلِسُ‏ ا ل ْآخَرُ‏ ف َيَتَعَل َّمُون َ ا ل ْفِق ْهَ‏ وَ‏ يُعَل ِّمُون َ ال ْ جَاهِ‏ ل َ .<br />

وَإ ِن َّمَا بُعِث ْتُ‏ مُعَل ِّمًا وَجَل َسَ‏ إل َى أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْفِق ْهِ‏ { .<br />

وَرَوَى مَرْوَ‏ ان ُ بْنُ‏ جَنَاح ٍ عَنْ‏ يُونُسَ‏ بْن ِ مَيْسَرَة َ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ل َ جَا جَة ٌ وَمَنْ‏ يُر ِدْ‏ الل َّهُ‏ ب ِهِ‏ خَيْرًا يُف َق ِّهْهُ‏ فِي الد ِّ ين ِ<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

} خِيَا رُ‏ أ ُم َّتِي عُل َمَاؤُهَا وَخِيَا رُ‏ عُل َمَا ئِهَا ف ُق َهَاؤُهَا<br />

} ال ْخَيْرُ‏ عَادَة ٌ وَا لش َّر ُّ<br />

. {<br />

:<br />

وَرَوَى مُعَاذ ُ بْنُ‏ ر ِف َاعَة َ ، عَنْ‏ إ بْرَ‏ اهِيمَ‏ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ ال ْعُذ ْر ِي ِّ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

لِيَحْمِل هَذ َا ا ل ْعِل ْمَ‏ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ خَل َفٍ‏ عُدُو ل ُهُ‏ يَنْف ُون َ عَنْهُ‏ تَ‏ حْر ِ يفَ‏ ا ل ْغَا لِينَ‏ ، وَا نْتِ‏ حَال َ ا ل ْمُبْطِلِينَ‏ ، وَتَأ ْو ِيل َ ال ْ جَاهِلِينَ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

} عَل َي َّ ب ِ خُل َف َا ئِي .<br />

ق َال ُوا : وَمَنْ‏ خُل َف َاؤُك ؟ ق َال َ<br />

وَرَوَىحُمَيْ‏ دٌ‏ عَنْ‏ أ َ نَس ٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

وَعَل ِّمُو ا وَ‏ تَف َق َّهُو ا وَل َا تَمُوتُوا جُه َّال ًا<br />

: ال َّذِ‏ ينَ‏ يُ‏ حْيُون َ سُن َّتِي وَ‏ يُعَل ِّمُونَهَا عِبَادَ‏ ا لل َّهِ‏ { .<br />

:<br />

. {<br />

} ا لت َّف َق ُّهُ‏ فِي الد ِّ ين ِ حَق ٌّ عَل َى ك ُ ل ِّ مُسْلِم ٍ أ َل َا ف َتَعَل َّمُو ا<br />

} :<br />

وَرَوَى سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ يَسَار ٍ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ مَا عُب ِدَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِشَيْءٍ‏ أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏ فِق ْهٍ‏ فِي<br />

الد ِّ ين ِ ، وَل َف َقِيهٌ‏ وَا حِ‏ دٌ‏ أ َشَد ُّ عَل َى الش َّيْط َانِ‏ مِنْ‏ أ َ ل ْفِ‏ عَاب ِدٍ‏ ، وَلِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ عِمَادٌ‏ وَعِمَادُ‏ ا لد ِّ ين ِ ال ْفِق ْ ‏ُه { .


وَرُب َّمَا مَال َ بَعْضُ‏ ا ل ْمُتَهَاو ِ ن ِينَ‏ ب ِا لد ِّ ين ِ إل َى ا ل ْعُل ُوم ِا ل ْعَق ْلِي َّةِ‏ وَرَأ َى أ َن َّهَا أ َحَق ُّ ب ِا ل ْف َضِيل َةِ‏ ، وَأ َوْل َى ب ِا لت َّق ْدِمَةِ‏ اسْتِث ْق َا ل ًا لِمَا تَضَم َّنَهُ‏<br />

الد ِّ ينُ‏ مِنْ‏ ا لت َّك ْلِيفِ‏ ، وَاسْتِرْذ َال ًا لِمَا جَاءَ‏ ب ِهِ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا لت َّعَب ُّدِ‏ وَالت َّوْقِيفِ‏ .<br />

وَ‏ ال ْك َل َامُ‏ مَعَ‏ مِث ْ ل ِ هَذ َا فِي أ َصْ‏ ل ٍ ، ل َا يَت َّسِعُ‏ ل َهُ‏ هَذ َا ال ْف َصْ‏ ُل .<br />

وَ‏ ل َنْ‏ تَرَى ذ َلِكَ‏ فِيمَنْ‏ سَلِمَتْ‏ فِط ْنَتُهُ‏ ، وَ‏ صَح َّتْ‏ رَو ِي َّتُهُ‏ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َا ل ْإ ِ نْسَان ُ<br />

هَمَل ًا أ َوْ‏ سُدًى .<br />

يَعْتَمِدُون َ عَل َى آرَا ئِه ِمْ‏ ا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏ وَ‏ يَنْق َادُون َ لِأ َهْوَ‏ ا ئِه ِمْ‏ ا ل ْمُتَشَع ِّبَةِ‏ لِمَا تُؤَو َّل ُ إ ل َيْهِ‏ أ ُمُو رُهُمْ‏ مِنْ‏ ا لِاخْتِل َافِ‏ وَ‏ الت َّنَازُ‏ ع ِ ،<br />

وَيُف ْضِي إ ل َيْهِأ َحْوَ‏ ا ل ُهُمْ‏ مِنْ‏ ا لت َّبَا يُن ِ وَا لت َّق َاط ُع ِ .<br />

ف َل َمْ‏ يَسْتَغْنُوا عَنْ‏ دِ‏ ين ٍ يَتَأ َ ل َّف ُون َ ب ِهِ‏ وَ‏ يَت َّفِق ُون َ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

ث ُ م َّ ال ْعَق ْل ُ مُو ج ِبٌ‏ ل َهُ‏ أ َوْمَان ِعٌ‏ وَ‏ ل َوْ‏ تَصَو َّرَ‏ هَذ َا ال ْمُخْتَل ُّ ا لت َّصَو ُّرَ‏ أ َن َّ الد ِّ ينَ‏ ضَرُو رَة ٌ فِي ا ل ْعَ‏ ق ْ ل ِ ، وَ‏ أ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ فِي ا لد ِّ ين ِأ َ صْل ٌ<br />

، ل َق َص َّرَ‏ عَنْ‏ ا لت َّق ْصِير ِ ، وَ‏ أ َذ ْعَنَ‏ لِل ْ حَق ِّ وَ‏ ل َكِنْ‏ أ َهْمَ‏ ل َ نَف ْسَهُ‏ ف َضَ‏ ل َّ وَأ َ ضَ‏ ل َّ .<br />

وَق َدْ‏ يَتَعَل َّقُ‏ ب ِالد ِّ ين ِ عُل ُومٌ‏ ق َدْ‏ بَي َّنَ‏ ا لش َّافِعِي ُّ ف َضِيل َة َ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ مِنْهَا ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ تَعَل َّمَ‏ ا ل ْق ُرْآن َ عَظ ُمَتْ‏ قِيمَتُهُ‏ ، وَمَنْ‏ تَعَل َّمَ‏<br />

ا ل ْفِق ْهَ‏ نَبُ‏ ل َ مِق ْدَ‏ ارُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ك َتَبَ‏ ال ْحَدِ‏ يث َ ق َو ِ يَتْ‏ حُ‏ ج َّتُهُ‏ ، وَمَنْ‏ تَعَل َّمَ‏ ال ْ حِسَابَ‏ جَزَل َ رَ‏ أ ْ يُهُ‏ ، وَمَنْ‏ تَعَل َّمَ‏ ا ل ْعَرَب ِي َّة َ رَ‏ ق َّ ط َبْعُهُ‏<br />

، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَصُنْ‏ نَف ْسَهُ‏ ل َمْ‏ يَنْف َعْهُ‏ عَمَل ُهُ‏ .<br />

وَل َعَمْر ِي إن َّ صِيَا نَة َ ا لن َّف ْس ِ أ َصْ‏ ل ُ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ أ َهْمَ‏ ل َ صِيَا نَة َ نَف ْسِهِ‏ ثِق َة ً ب ِمَا مَنَ‏ حَهُ‏ ال ْعِل ْمُ‏ مِنْ‏ ف َضِيل َتِهِ‏ ، وَتَوَك ُّل ًا عَل َى<br />

مَا يَل ْزَمُ‏ ا لن َّا سَ‏ مِنْ‏ صِيَا نَتِهِ‏ ، سَل َوْهُ‏ ف َضِيل َة َ عِل ْمِهِ‏ وَوَسَمُوهُ‏ ب ِق َب ِي ح ِ تَبَذ ُّ لِهِ‏ ، ف َل َمْ‏ يَفِ‏ مَا أ َعْط َاهُ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ب ِمَا سَل َبَهُ‏ الت َّبَذ ُّل ُ ؛ لِأ َن َّ<br />

ا ل ْق َب ِي حَ‏ أ َ نَم ُّ مِنْ‏ ا ل ْ جَمِي ل ِ وَا لر َّذِ‏ يل َة ُ أ َشْهَرُ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َضِيل َةِ‏ ؛ لِأ َن َّ الن َّا سَ‏ لِمَا فِي ط َبَا ئِعِه ِمْ‏ مِنْا ل ْب ِغْضَةِ‏ وَال ْ حَسَدِ‏ وَن ِزَاع ِ ا ل ْمُنَاف َسَةِ‏<br />

تَنْصَر ِفُ‏ عُيُو نُهُمْ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ إل َى ا ل ْمَسَاو ِئ ِ ، ف َل َا يُنْصِف ُون َ مُحْسِنًا وَل َا يُحَا بُون َ مُسِيئ ًا ل َا سِي َّمَا مَنْ‏ ك َان َ ب ِا ل ْعِل ْم ِ<br />

مَوْسُومًا وَ‏ إ ِل َيْهِ‏ مَنْسُوبًا ، ف َإ ِن َّ زَ‏ ل َّتَهُ‏ ل َا تُق َال ُ وَهَف ْوَ‏ تَهُ‏ ل َا تُعْذ َ رُ‏ إم َّا لِق ُبْ‏ ح ِ أ َث َر ِهَا وَ‏ اغ ْتِرَار ِ ك َثِير ٍ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ ب ِهَا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إن َّ زَ‏ ل َّة َ ا ل ْعَالِم ِ ك َا لس َّفِينَةِ‏ تَغْرَ‏ قُ‏ وَ‏ يَغْرَ‏ قُ‏ مَعَهَا خَل ْقٌ‏ ك َثِيرٌ‏ ، وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

ا لس َّل َامُ‏ مَنْ‏ أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ فِتْنَة ً ؟ ق َال َ<br />

ف َهَذ َا وَ‏ جْهٌ‏ .<br />

:<br />

زَ‏ ل َّة ُ ا ل ْعَالِم ِ إذ َا زَل َّ زَل َّ ب ِزَ‏ ل َّتِهِ‏ عَا ل َ مٌ‏ ك َثِ‏ ‏ٌير .<br />

وَإ ِم َّا لِأ َن َّ ال ْ جُه َّال َ ب ِذ َم ِّهِ‏ أ َغ ْرَى ، وَعَل َى تَنَق ُّصِهِ‏ أ َحْرَى ؛ لِيَسْل ُبُوهُ‏ ف َضِيل َة َ الت َّق َد ُّم ِ وَ‏ يَمْنَعُوهُ‏ مُبَا ي ِنَة َ ا لت َّ خْصِيص ِ عِنَادً‏ ا لِمَا<br />

جَه ِل ُوهُ‏ وَمَق ْتًا لِمَا بَا يَنُوهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ جَاهِ‏ ل َ يَرَىا ل ْعِل ْمَ‏ تَك َل ُّف ًا وَل َوْمًا ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْعَالِمَ‏ يَرَىال ْ جَهْ‏ ل َ تَخَل ُّف ًا وَذ َما .<br />

وَأ َنْشَدْت عَنْ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : وَمَنْز ِ ل َة ُ ا لس َّفِيهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َقِيهِ‏ ك َمَنْز ِ ل َةِ‏ ال ْف َقِيهِ‏ مِنْ‏<br />

ا لس َّفِيهِ‏ ف َهَذ َا زَ‏ اهِ‏ دٌ‏ فِي ق ُرْب ِ هَذ َا وَهَذ َا فِيهِ‏ أ َزْهَدُ‏ مِنْهُ‏ فِيهِ‏ إذ َا غ َل َبَ‏ ا لش َّق َاءُ‏ عَل َى سَفِيهٍ‏ تَق َط َّعَ‏ فِي مُ‏ خَا ل َف َةِ‏ ال ْف َقِيهِ‏ وَق َال َ<br />

يَحْيَى بْنُ‏ خَا لِدٍ‏ لِابْن ِهِ‏ : عَل َيْك ب ِك ُ ل ِّ نَوْ‏ ع ٍ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ف َخُذ ْ مِنْهُ‏ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَرْءَ‏ عَ‏ دُو ُّ مَا جَه ِ ل َ ، وَأ َنَا أ َك ْرَهُ‏ أ َن ْ تَك ُون َ عَ‏ دُو َّ<br />

شَيْءٍ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَأ َ نْشَدَ‏<br />

: تَف َن َّنْ‏ وَخُذ ْ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ ف َإ ِن َّمَا يَف ُو قُامْرُؤٌ‏ فِي ك ُ ل ِّ ف َن ٍّ ل َهُ‏ عِل ْمُ‏ ف َأ َ نْتَ‏ عَ‏ دُو ٌّ لِل َّذِي أ َ نْتَ‏ جَاهِ‏ ل ٌ<br />

ب ِهِ‏ وَ‏ لِعِل ْم ٍ أ َ نْتَ‏ تُتْقِنُهُ‏ سِل ْمُ‏ وَإ ِذ َا صَان َ ذ ُو ا ل ْعِل ْم ِ نَف ْسَهُ‏ حَق َّ صِيَا نَتِهَا ، وَل َازَمَ‏ فِعْ‏ ل َ مَا يَل ْزَمُهَا أ َمِنَ‏ تَعْي ِيرَا ل ْمَوَا لِي وَتَنْقِيصَ‏<br />

ال ْمُعَادِي ، وَجَمَعَ‏ إل َى ف َضِيل َةِا ل ْعِل ْم ِ جَمِي ل َ الص ِّيَا نَةِ‏ وَعِز َّ ا لن َّزَ‏ اهَةِ‏ ف َصَارَ‏ ب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ ال َّتِي يَسْتَحِق ُّهَا ب ِف َضَا ئِلِهِ‏<br />

وَرَوَى أ َبُو الد َّرْدَ‏ اءِ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

دِرْهَمًا وَإ ِن َّمَا وَر َّث ُوا ا ل ْعِل ْمَ‏<br />

.<br />

:<br />

. {<br />

‏{ا ل ْعُل َمَاءُ‏ وَرَ‏ ث َة ُ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ لِأ َن َّ ال ْأ َنْب ِيَاءَ‏ ل َمْ‏ يُوَر ِّ ث ُو ا دِينَارًا وَل َا


. {<br />

وَرَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } لِل ْأ َنْب ِيَاءِ‏ عَل َى ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ف َضْ‏ ل ُ دَرَجَتَيْن ِ وَلِل ْعُل َمَاءِ‏ عَل َى ا لش ُّهَدَ‏ اءِ‏<br />

ف َضْ‏ ل ُ دَرَجَةٍ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

إن َّ مِنْ‏ الش َّر ِ يعَةِ‏ أ َن ْ تُ‏ ج ِ ل َّ أ َهْ‏ ل َ ا لش َّر ِ يعَةِ‏ ، وَمِنْ‏ الص َّن ِيعَةِ‏ أ َن ْ تَرُب َّ حُسْنَ‏ الص َّن ِيعَةِ‏ .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ اسْتَدَل َّ ب ِفِط ْرَ‏ تِهِ‏ عَل َى اسْتِحْسَانِ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ ، وَاسْتِق ْبَاح ِ ا لر َّذ َ ائِ‏ ل ِ ، أ َن ْ يَنْفِيَ‏ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ رَذ َ ائِ‏ ل َال ْ جَهْ‏ ل ِ ب ِف َضَا ئِ‏ ل ِ<br />

ا ل ْعِل ْم ِ وَغ َف ْل َة َ ا ل ْإ ِهْمَال ِ ب ِاسْتِيق َاظِ‏ ا ل ْمُعَا نَاةِ‏ ، وَيَرْغ َبَ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ رَغ ْبَة َ مُتَ‏ حَق ِّق ٍ لِف َضَا ئِلِهِ‏ وَا ثِق ٍ ب ِمَنَافِعِهِ‏ ، وَل َا يُل ْه ِيهِ‏ عَنْ‏ ط َل َب ِهِ‏<br />

ك َث ْرَة ُ مَال ٍ وَجَدَهُ‏ وَل َا نُف ُوذ ُ أ َمْر ٍ وَعُل ُو ُّ مَنْز ِ ل َةٍ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ مَنْ‏<br />

:<br />

نَف َذ َ أ َمْرُهُ‏ ف َهُوَ‏ إل َى ا ل ْعِل ْم ِ أ َحْوَجُ‏ ، وَمَنْ‏ عَل َتْ‏ مَنْز ِ ل َتُهُ‏ ف َهُوَ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َحَق ُّ .<br />

وَرَوَى أ َ نَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

} إن َّ ال ْحِك ْمَة َ تَز ِيدُ‏ ا لش َّر ِ يفَ‏ شَرَف ًا ، وَتَرْف َعُ‏ ا ل ْعَبْدَ‏ ال ْمَمْل ُوكَ‏ حَت َّى تُ‏ جْلِسَهُ‏ مَ‏ جَا لِسَ‏ ا ل ْمُل ُوكِ‏ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ عُل َمَاءِ‏ ا لس َّل َفِ‏<br />

:<br />

:<br />

: ك ُ ل ُّ عِز ٍّ ل َا يُوَط ِّدُهُ‏ عِل ْ مٌ‏ مَذ َ ل َّة ٌ ، وَك ُ ل ُّ عِل ْم ٍ ل َا يُؤَ‏ ي ِّدُهُ‏ عَق ْ ل ٌ مَضَل َّ ٌة .<br />

إذ َا أ َرَ‏ ادَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِالن َّاس ِ خَيْرًا جَعَ‏ ل َا ل ْعِل ْمَ‏ فِي مُل ُوكِه ِمْ‏ ، وَال ْمُل ْكَ‏ فِي عُل َمَا ئِه ِمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ال ْعِل ْمُ‏ عِصْمَة ُ ا ل ْمُل ُوكِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَمْنَعُهُمْ‏ مِنْ‏ ا لظ ُّل ْم ِ ، وَيَرُد ُّهُمْ‏ إل َى ال ْ حِل ْم ِ ، وَيَصُد ُّهُمْ‏ عَنْ‏ ال ْأ َذِ‏ ي َّةِ‏ ،<br />

وَ‏ يُعَط ِّف ُهُمْ‏ عَل َى ا لر َّعِي َّةِ‏ .<br />

ف َمِنْ‏ حَق ِّه ِمْ‏ أ َن ْ يَعْر ِف ُو ا حَق َّهُ‏ ‏،وَ‏ يَسْتَبْطِنُو ا أ َهْل َهُ‏<br />

.<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمَال ُ ف َظِ‏ ل ٌّزَائِ‏ ل ٌوَعَار ِ ي َّة ٌ مُسْتَرْجَعَة ٌ وَل َيْسَ‏ فِي ك َث ْرَ‏ تِهِف َ ضِيل َة ٌ ، وَ‏ ل َوْ‏ ك َانَتْ‏ فِيهِ‏ ف َضِيل َة ٌ ل َخَص َّ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ مَنْ‏ ا صْط َف َاهُ‏<br />

لِر ِسَا ل َتِهِ‏ ، وَاجْتَبَاهُ‏ لِنُبُو َّ تِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ أ َك ْث َرُ‏ أ َنْب ِيَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى مَعَ‏ مَا خَص َّهُمْ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ك َرَ‏ امَتِهِ‏ وَف َض َّل َهُمْ‏ عَل َى سَا ئِر ِ خَل ْقِهِ‏ ، ف ُق َرَ‏ اءَ‏ ل َا يَ‏ ج ِدُون َ بُل ْغَة ً<br />

وَل َا يَق ْدِرُون َ عَل َى شَيْءٍ‏ حَت َّى صَارُوا فِي ا ل ْف َق ْر ِ مَث َل ًا ، ف َق َال َ ال ْبُحْتُر ِي ُّ ‏:ف َق ْرٌ‏ ك َف َق ْر ِ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ وَغ ُرْ‏ بَة ٌوَصَبَابَة ٌ ل َيْسَ‏ ا ل ْبَل َاءُ‏<br />

ب ِوَاحِدِ‏ وَ‏ لِعَدَم ِ ا ل ْف َضِيل َةِ‏ فِي ا ل ْمَال ِ مَنَ‏ حَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْك َافِرَ‏ وَحَرَمَهُا ل ْمُؤْمِنَ‏<br />

.<br />

ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : ك َمْ‏ ك َافِر ٍ ب ِا َ لل َّهِ‏ أ َمْوَا ل ُهُ‏ تَزْدَ‏ ادُ‏ أ َ ضْعَاف ًا عَل َى ك ُف ْر ِهِ‏ وَمُؤْمِن ٍ ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ دِرْهَمٌ‏ يَزْدَادُ‏ إيمَانًا عَل َى ف َق ْر ِهِ‏ يَا ل َائِمَ‏<br />

الد َّهْر ِ وَ‏ أ َف ْعَا لِهِ‏ مُشْتَغِل ًا يَزْر ِي عَل َى دَهْر ِهِ‏ ا لد َّهْرُمَأ ْمُو رٌ‏ ل َهُ‏ آمِرٌ‏ يَنْصَر ِفُ‏ الد َّهْرُ‏ عَل َى أ َمْر ِهِ‏ وَق َدْ‏ بَي َّنَ‏ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َالِب ٍ<br />

رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َضْ‏ ل َ مَا بَيْنَ‏ ا ل ْعِل ْم ِ وَال ْمَال ِ ف َق َال َ<br />

ال ْعِل ْمُ‏ يَحْرُسُك ، وَ‏ أ َ نْتَ‏ تَحْرُ‏ سُ‏ ا ل ْمَال ِ .<br />

ال ْعِل ْمُ‏ حَاكِ‏ مٌ‏ وَا ل ْمَال ُمَ‏ حْ‏ ك ُومٌ‏ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

: ال ْعِل ْمُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَال ِ .<br />

مَاتَ‏ خَز َّ ان ُ ال ْأ َمْوَال ِ وَ‏ بَقِيَ‏ خَز َّ ان ُ ا ل ْعِل ْم ِأ َعْيَا نُهُمْ‏ مَف ْق ُودَة ٌ ، وَأ َشْ‏ خَا صُهُمْ‏ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ<br />

مَوْجُودَة ٌ .<br />

وَسُئِ‏ ل َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

:<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />

:<br />

أ َي ُّمَا أ َف ْضَ‏ ل ُ ا ل ْمَال ُ أ َمْ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

: ال ْ جَوَ‏ ابُ‏ عَنْ‏ هَذ َا أ َي ُّمَا أ َف ْضَ‏ ل ُ ا ل ْمَال ُ أ َمْ‏ ال ْعَق ْ ُل .<br />

ل َا خَيْرَ‏ فِيمَنْ‏ ك َان َ خَيْرُ‏ ث َنَا ئِهِ‏ فِي الن َّا س ِ ق َوْل َهُمْ‏ غ َن ِي ٌّ وَ‏ اج ِدُ‏<br />

وَرُب َّمَا امْتَنَعَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ‏ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِكِبَر ِ سِن ِّهِ‏ وَاسْتِ‏ حْيَا ئِهِ‏ مِنْ‏ تَق ْصِير ِهِ‏ فِي صِغَر ِهِ‏ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ‏ فِي كِبْر ِهِ‏ ، ف َرَ‏ ضِيَ‏ ب ِال ْ جَهْ‏ ل ِ<br />

أ َن ْ يَك ُون َ مَوْسُومًا ب ِهِ‏ وَآ ث َرَهُ‏ عَل َى ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَصِيرَ‏ مُبْتَدِئ ًا ب ِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا مِنْ‏ خِدَ‏ ع ِا ل ْجَهْ‏ ل ِ وَغ ُرُور ِ ال ْك َسَ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعِل ْمَ‏ إذ َا ك َان َ ف َضِيل َة ً ف َرَغ ْبَة ُ ذ َو ِي ال ْأ َسْنَانِ‏ فِيهِ‏ أ َوْل َى .


وَالِابْتِدَاءُ‏ ب ِا ل ْف َضِيل َةِف َ ضِيل َة ٌ .<br />

:<br />

:<br />

وَ‏ ل َأ َن ْ يَك ُون َ شَيْخًا مُتَعَل ِّمًا أ َوْل َى مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ شَيْخًا جَاهِل ًا .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ بَعْضَ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ رَأ َى شَيْخًا ك َب ِيرًا يُ‏ حِب ُّ ا لن َّظ َرَ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ وَيَسْتَحِي ف َق َال َ ل َهُ‏ : يَا هَذ َا أ َتَسْتَحِي أ َن ْ تَك ُون َ فِي<br />

آخِر ِ عُمُر ِك أ َف ْضَ‏ ل َ مِم َّا ك ُنْتَ‏ فِي أ َو َّ لِهِ‏ ، وَذ ُكِرَ‏ أ َن َّ إبْرَ‏ اهِيمَ‏ بْنَ‏ ا ل ْمَهْدِي ِّ دَخَ‏ ل َ عَل َىا ل ْمَأ ْمُونِ‏ وَعِنْدَهُ‏ جَمَاعَة ٌ يَتَك َل َّمُون َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

فِي ا ل ْفِق ْهِ‏ ف َق َال َ يَا عَ‏ م ِّ مَا عِنْدَك فِيمَا يَق ُول ُ هَؤُل َاءِ‏ ف َق َال َ<br />

ف َق َال َ لِمَ‏ ل َا نَتَعَل َّمُهُ‏ ا ل ْيَوْمَ‏ ؟ ق َال َ أ َوْ‏ يَ‏ حْسُنُ‏ ب ِمِث ْلِي ط َل َبُ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />

وَا َلل َّهِ‏ ل َأ َن ْ تَمُوتَ‏ ط َالِبًا لِل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َن ْ تَعِيشَ‏ ق َان ِعًا ب ِا ل ْجَهْ‏ ل ِ .<br />

ق َال َ<br />

:<br />

يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ شَغَل ُونَا فِي الص ِّغَر ِ وَاشْتَغَل ْنَا فِي ا ل ْكِبَر ِ .<br />

نَعَمْ‏ .<br />

:<br />

وَإ ِل َى مَتَى يَحْسُنُ‏ ب ِي ط َل َبُا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

مَا حَسُنَتْ‏ ب ِك ال ْ حَيَاة ُ ؛ وَ‏ لِأ َن َّ ا لص َّغِيرَ‏ أ َعَذ ْرُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ فِي ال ْ جَهْ‏ ل ِ<br />

عُذ ْ رٌ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ تَط ُل ْ ب ِهِ‏ مُد َّة ُ ا لت َّف ْر ِ يطِ‏ وَل َااسْتَمَر َّتْ‏ عَل َيْهِ‏ أ َ ي َّامُ‏ ا ل ْإ ِهْمَال ِ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : جَهْ‏ ل ُ الص َّغِير ِمَعْ‏ ذ ُو رٌ‏ ، وَعِل ْمُهُمَ‏ حْق ُو رٌ‏ ، ف َأ َم َّا ال ْك َب ِيرُ‏ ف َال ْجَهْل ُ ب ِهِ‏ أ َق ْبَ‏ حُ‏ ، وَ‏ نَق ْصُهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

أ َف ْضَ‏ حُ‏ ؛ لِأ َن َّ عُل ُو َّ ا لس ِّن ِّ إذ َا ل َمْ‏ يُك ْسِبْهُ‏ ف َضْل ًا وَل َمْ‏ يُفِدْهُ‏ عِل ْمًا وَك َانَتْ‏ أ َ ي َّامُهُ‏ فِي ال ْ جَهْ‏ ل ِ مَاضِيَة ً ، وَمِنْ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ خَا لِيَة ً ،<br />

ك َان َ ا لص َّغِيرُ‏ أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّجَاءَ‏ ل َهُ‏ أ َك ْث َرُ‏ ، وَا ل ْأ َمَ‏ ل َ فِيهِ‏ أ َظ ْهَرُ‏ ، وَحَسْبُك نَق ْصًا فِي رَجُ‏ ل ٍ يَك ُون ُ ا لص َّغِيرُ‏ ال ْمُسَاو ِي<br />

ل َهُ‏ فِي ال ْ جَهْ‏ ل ِ أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْهُ‏ .<br />

وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ<br />

:<br />

إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مَر ُّ ا لس ِّن ِينَ‏ مُتَرْج ِمًا عَنْ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ فِي ال ْإ ِنْسَانِ‏ سَم َّيْته طِف ْل َا وَمَا تَنْف َعُ‏ ال ْأ َي َّامُ‏<br />

حِينَ‏ يَعُد ُّهَا وَ‏ ل َمْيَسْتَفِدْ‏ فِيه ِن َّ عِل ْمًا وَل َا ف َضْل َا أ َرَى الد َّهْرَ‏ مِنْ‏ سُوءِ‏ الت َّصَر ُّفِ‏ مَائِل ًا إل َى ك ُ ل ِّ ذِي جَهْ‏ ل ٍ ك َأ َن َّ ب ِهِ‏ جَهْل َا<br />

وَرُب َّمَا امْتَنَعَ‏ مِنْ‏ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِتَعَذ ُّر ِ ا ل ْمَاد َّةِ‏ وَشَغَل َهُ‏ اك ْتِسَابُهَا عَنْ‏ ا ل ْتِمَا س ِا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَهَذ َا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ أ َعْذ َرَ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ مَعَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َ ل َّ مَا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ‏ إل َّا عِنْدَ‏ ذِي شَرَهٍ‏ وَعَيْب ٍ وَشَهْوَةٍ‏ مُسْتَعْب ِدَةٍ‏ ، ف َيَنْبَغِي أ َن ْ<br />

يَصْر ِفَ‏ إل َى ا ل ْعِل ْم ِ حَظًّا مِنْ‏ زَمَا ن ِهِ‏ .<br />

ف َل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ الز َّمَانِ‏ زَمَان َ اك ْتِسَاب ٍ .<br />

وَل َا بُ‏ د َّ لِل ْمُك ْتَسِب ِ مِنْ‏ أ َوْق َاتِ‏ اسْتِرَاحَةٍ‏ ، وَأ َ ي َّام ِ عُط ْل َةٍ‏<br />

.<br />

وَمَنْ‏ صَرَفَ‏ ك ُ ل َّ نَف ْسِهِ‏ إل َىا ل ْك َسْب ِ حَت َّى ل َمْ‏ يَتْرُكْ‏ ل َهَا ف َرَ‏ اغ ًا إل َى غ َيْر ِهِ‏ ، ف َهُوَ‏ مِنْ‏ عَب ِيدِ‏ الد ُّ نْيَا ، وَأ ُسَرَ‏ اءِا ل ْحِرْص ِ<br />

.<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ ف َتْرَة ٌ ، ف َمَنْ‏ ك َانَتْ‏ ف َتْرَ‏ تُهُ‏ إل َىا ل ْعِل ْم ِ ف َق َدْ‏ نَجَا {<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ك ُونُوا عُل َمَاءَ‏ صَا لِ‏ حِينَ‏ ، ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَك ُونُوا عُل َمَاءَ‏ صَا لِ‏ حِينَ‏ ف َجَالِسُوا<br />

ا ل ْعُل َمَاءَ‏ وَاسْمَعُوا عِل ْمًا يَدُ‏ ل ُّك ُمْ‏ عَل َى ال ْهُدَى ، وَيَرُد ُّك ُمْ‏ عَنْ‏ الر َّدَى {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َحَب َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ أ َحَاط َتْ‏ ب ِهِ‏ ف َضَا ئِل ُهُ‏ .<br />

مَنْ‏ صَاحَبَ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ وُق ِّرَ‏ ، وَمَنْ‏ جَال َسَ‏ الس ُّف َهَاءَ‏ حُق ِّرَ‏ .<br />

وَرُب َّمَا مَنَعَهُ‏ مِنْ‏ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ مَا يَظ ُن ُّهُ‏ مِنْ‏ صُعُو بَتِهِ‏ ، وَ‏ بُعْدِ‏ غ َا يَتِهِ‏ ، وَيَخْشَى مِنْ‏ قِل َّةِ‏ ذِهْن ِهِ‏ وَ‏ بُعْدِ‏ فِط ْنَتِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا ا لظ َّن ُّ اعْتِذ َ ا رُ‏ ذ َو ِي ا لن َّق ْص ِ وَخِيف َة ُ أ َهْ‏ ل ِا ل ْعَ‏ جْز ِ ؛ لِأ َن َّ ال ْأ َخْبَارَ‏ ق َبْ‏ ل َ الِاخْتِبَار ِ جَهْ‏ ل ٌ ، وَ‏ ال ْخَشْيَة َ ق َبْ‏ ل َ ا لِا بْتِل َاءِ‏ عَ‏ جْزٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ ل َا تَك ُو نَن َّ لِل ْأ ُمُور ِ هَيُوبًا ف َإ ِل َى خَيْبَةٍ‏ يَصِيرُ‏ ال ْهَيُوبُ‏ وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِأ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : أ ُ ر ِيدُ‏ أ َن ْ<br />

أ َ تَعَل َّمَا ل ْعِل ْمَ‏ ، وَأ َخَافُ‏ أ َن ْ أ ُضَي ِّعَهُ‏ .<br />

ف َق َال َ : ك َف َى ب ِتَرْكِ‏ ا ل ْعِل ْم ِ إضَاعَة ٌ<br />

.


وَ‏ ل َيْسَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تَف َا ضَل َتْ‏ ال ْأ َذ ْهَان ُ وَ‏ تَف َاوَ‏ تَتْ‏ ا ل ْف َطِنُ‏ ، يَنْبَغِي لِمَنْ‏ ق َ ل َّ مِنْهَا حَظ ُّهُ‏ أ َن ْ يَيْأ َ سَ‏ مِنْ‏ نَيْ‏ ل ِ ا ل ْق َلِي ل ِ وَإ ِدْرَاكِ‏ ا ل ْيَسِير ِ<br />

ال َّذِي يَ‏ خْرُجُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ حَ‏ د ِّ ا ل ْجَهَا ل َةِ‏ إل َى أ َدْنَى مَرَا تِب ِ ا لت َّ خْصِيص ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْمَاءَ‏ مَعَ‏ لِين ِهِ‏ يُؤَ‏ ث ِّرُ‏ فِي صَ‏ م ِّ ا لص ُّ خُور ِ ف َك َيْفَ‏ ل َا يُؤَ‏ ث ِّرُ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ا لز َّكِي ُّ فِي نَف ْس ِ رَ‏ اغِب ٍ شَه ِي ٍّ ، وَط َا لِب ٍ خَلِي ٍّ ، ل َا سِي َّمَا<br />

وَط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ مُعَان ٌ .<br />

ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

{<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

إن َّ ا ل ْمَل َا ئِك َة َ ل َتَضَعُ‏ أ َجْن ِحَتَهَا لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ ر ِضًا ب ِمَا يَط ْل ُبُ‏ .<br />

وَرُب َّمَا مَنَعَ‏ ذ َا الس َّف َاهَةِ‏ مِنْ‏ ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يُصَو ِّرَ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ حِرْف َة َ أ َهْلِهِ‏ وَ‏ تَضَا يُقَ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ مَعَ‏ ا لِاشْتِغَال ِ ب ِهِ‏ حَت َّى يَسِمَهُمْ‏<br />

ب ِال ْإ ِدْبَار ِ وَ‏ يَتَوَس َّمَهُمْ‏ ب ِال ْ حِرْمَانِ‏ ، ف َإ ِن ْ رَأ َى مَ‏ حْبَرَة ً تَط َي َّرَ‏ مِنْهَا وَ‏ إ ِن ْ رَأ َى كِتَا بًا أ َعْرَضَ‏ عَنْهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ رَأ َى مُتَحَل ِّيًاب ِا ل ْعِل ْم ِ<br />

هَرَبَ‏ مِنْهُ‏ ك َأ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَرَ‏ عَالِمًا مُق ْب ِل ًا وَجَاهِل ًا مُدْب ِرًا .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ رَأ َيْت مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا لط َّبَق َةِ‏ جَمَاعَة ً ذ َو ِي مَنَاز ِل ِ ، وَأ َحْوَال ٍ ك ُنْت أ ُخْفِي عَنْهُمْ‏ مَا يَصْحَبُن ِي مِنْ‏ مَ‏ حْبَرَةٍ‏ وَكِتَاب ٍ لِئ َل َّا<br />

أ َك ُون َ عِنْدَهُمْ‏ مُسْتَث ْق َل ًا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َا ل ْبُعْدُ‏ عَنْهُمْ‏ مُؤْن ِسًا وَمُصْلِحًا ‏،وَ‏ ا ل ْق ُرْبُ‏ مِنْهُمْ‏ مُوحِشًا وَمُف ْسِدًا .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ بَزَرْجَمْهَرَ‏ : ال ْجَهْل ُ فِي ال ْق َل ْب ِ ك َا لن َّز ِّ فِيا ل ْأ َرْض ِ ، يُف ْسِدُ‏ مَا حَوْ‏ ل َهُ‏ .<br />

ل َكِنْ‏ ات َّبَعْتُ‏ فِيه ِمْ‏ ال ْ حَدِ‏ يث َا ل ْمَرْو ِي َّ عَنْ‏ أ َب ِي ال ْأ َشْعَثِ‏ عَنْ‏ أ َب ِي عُث ْمَان َ عَنْ‏ ث َوْ‏ بَان َ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏<br />

} خَالِط ُوا ا لن َّا سَ‏ ب ِأ َخْل َاقِه ِمْ‏ وَخَا لِف ُوهُمْ‏ فِي أ َعْمَالِه ِمْ‏ { .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ رُب َّ جَهْ‏ ل ٍ وُقِيَتْ‏ ب ِهِ‏ عُل َمَاءُ‏ ، وَسَف َهٍ‏ حُمِيَتْ‏ ب ِهِ‏ حُل َمَاءُ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ الط َّبَق َة ُ مِم َّنْ‏ ل َا يُرْجَى ل َهَا صَل َا حٌ‏ ، وَل َا يُؤْمَ‏ ل ُ ل َهَا ف َل َا حٌ‏ .<br />

لِأ َن َّ مَنْ‏ اعْتَق َدَ‏ أ َن َّا ل ْعِل ْمَ‏ شَيْنٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ تَرْك َهُزَ‏ يْنٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ لِل ْ جَهْ‏ ل ِ إق ْبَال ًا مُجْدِيًا ، وَ‏ لِل ْعِل ْم ِ إدْبَارًا مُك ْدِيًا ، ك َان َ ضَل َا ل ُهُ‏<br />

مُسْتَحْكِمًا وَرَشَادُهُ‏ مُسْتَعْبَدَا ، وَك َان َ هُوَ‏ ال ْ خَامِسُا ل ْهَا لِكُ‏ ال َّذِي ق َال َ فِيهِ‏ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

عَالِمًا أ َوْ‏ مُتَعَل ِّمًا أ َوْ‏ مُسْتَمِعًا أ َوْ‏ مُحِبا وَل َا تَك ُنْ‏ ا ل ْخَامِسَ‏ ف َتَهْلِكَ‏ { .<br />

} ا ُغ ْدُ‏<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رَوَ‏ اهُخَالِ‏ دٌ‏ ال ْحَذ َّ اءُ‏ عَنْ‏ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ أ َب ِي بَك ْر ٍ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مُسْنَدًا وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ هَذِهِ‏ حَا ل ُهُ‏<br />

فِي ا ل ْعَذ ْل ِنَف ْعٌ‏ وَل َا فِيا ل ْإ ِ صْل َاح ِ مَط ْمَعٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ‏<br />

:<br />

:<br />

مَا ل َك ُمْ‏ ل َا تُعَا تِبُون َ ال ْ جُه َّال َ ؟ ف َق َال َ<br />

نُك َل ِّفُ‏ ال ْعُمْيَ‏ أ َن ْ يُبْصِرُوا ، وَل َا ا لص ُّ م َّ أ َن ْ يَسْمَعُو ا .<br />

إن َّا ل َا :<br />

وَهَذِهِ‏ الط َّا ئِف َة ُ ال َّتِي تَنْفِرُ‏ مِنْا ل ْعِل ْم ِ هَذ َا ا لن ُّف ُورَ‏ ، وَ‏ تُعَا ن ِدُ‏ أ َهْل َهُ‏ هَذ َا ا ل ْعِنَادَ‏ ، تَرَى ال ْعَق ْ ل َ ب ِهَذِهِ‏ ا ل ْمَث َا بَةِ‏ وَ‏ تَنْفِرُ‏ مِنْ‏ ال ْعُق َل َاِء<br />

هَذ َا ا لن ُّف ُورَ‏ ، وَ‏ تَعْتَقِدُ‏ أ َن َّ ا ل ْعَاقِ‏ ل َ مُحَا رَفٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ ا ل ْأ َحْمَقَمَ‏ حْظ ُوظ ٌ .<br />

وَ‏ نَاهِيكَ‏ ب ِضَل َال ِ مَنْ‏ هَذ َا اعْتِق َادُهُ‏ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْعِل ْم ِ هَل ْ يَك ُون ُ لِ‏ خَيْر ٍ أ َهْل ًا ، أ َوْ‏ لِف َضِيل َةٍ‏ مَوْ‏ ضِعًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

: أ َخْبَث ُ ا لن َّا س ِ ال ْمُسَاو ِي بَيْنَ‏ ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ وَا ل ْمَسَاو ِئ ِ ؛ وَعِل َّة ُ هَذ َا أ َن َّهُمْ‏ رُب َّمَا رَأ َوْا عَاقِل ًا غ َيْرَ‏<br />

مَ‏ حْظ ُوظٍ‏ ، وَعَا لِمًا غ َيْرَ‏ مَرْزُو ق ٍ ، ف َظ َن ُّو ا أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ وَ‏ ا ل ْعَق ْ ل َ هُمَا الس َّبَبُ‏ فِي قِل َّةِ‏ حَظ ِّهِ‏ وَر ِزْقِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ انْصَرَف َتْ‏ عُيُو نُهُمْ‏ عَنْ‏ حِرْمَانِ‏ أ َك ْث َر ِ الن َّوْك َى وَإ ِدْبَار ِ أ َك ْث َر ِ ال ْ جُه َّال ِ ؛ لِأ َن َّ فِي ال ْعُق َل َاءِ‏ وَال ْعُل َمَاءِ‏ قِل َّة ً وَعَل َيْه ِمْ‏ مِنْ‏<br />

ف َضْلِه ِمْ‏ سِمَ‏ ٌة .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ ‏:ا ل ْعُل َمَاءُ‏ غ ُرَ‏ بَاءُ‏ لِك َث ْرَةِ‏ ال ْ جُه َّال ِ .<br />

ف َإ ِذ َا ظ َهَرَتْ‏ سِمَة ُ ف َضْلِه ِمْ‏ وَ‏ صَادَفَ‏ ذ َ لِكَ‏ قِل َّة َ حَظ ِّ بَعْضِه ِمْ‏ تَنَو َّهُو ا ب ِالت َّمْي ِيز ِ وَاشْتُه ِرُو ا ب ِا لت َّعْي ِين ِ ، ف َصَارُوا مَق ْصُودِ‏ ينَ‏


ب ِإ ِشَارَةِ‏ ا ل ْمُتَعَن ِّتِينَ‏ ، مَل ْ حُوظِينَ‏ ب ِإ ِيمَاءِ‏ الش َّامِتِينَ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ جُه َّال ُ وَال ْحَمْق َى ل َم َّا ك َث ُرُو ا وَ‏ ل َمْ‏ يَتَخَص َّصُو اا نْصَرَف َتْ‏ عَنْهُمْ‏ ا لن ُّف ُو سُ‏ ف َل َمْ‏ يَل ْحَظ ْا ل ْمَ‏ حْرُومُ‏ مِنْهُمْ‏ ب ِط َرَفِ‏ شَامِتٍ‏ ، وَل َا<br />

ق َصَدَ‏ ا ل ْمَجْدُودُ‏ مِنْهُمْ‏ ب ِإ ِشَارَةِ‏ عَا ئِب ٍ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ ظ َن َّ ال ْ جَاهِ‏ ل ُا ل ْمَرْ‏ زُو قُ‏ أ َن َّا ل ْف َق ْرَ‏ وَا لض ِّيقَمُ‏ خْتَص ٌّ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ، وَ‏ ا ل ْعَق ْ ل َ دُون َا ل ْجَهْ‏ ل ِ وَال ْحُمْق ِ وَ‏ ل َوْ‏ ف َت َّشَتْ‏ أ َحْوَال َ<br />

ا ل ْعُل َمَاءِ‏ وَال ْعُق َل َاءِ‏ ، مَعَ‏ قِل َّتِه ِمْ‏ ، ل َوَجَدْت ال ْإ ِق ْبَال َ فِي أ َك ْث َر ِهِمْ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ اخْتَبَرْت أ ُمُورَ‏ ال ْ جُه َّال ِ وَال ْحَمْق َى ، مَعَ‏ ك َث ْرَ‏ تِه ِمْ‏ ، ل َوَجَدَتْ‏ ال ْ حِرْمَان َ فِي أ َك ْث َر ِهِمْ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا يَصِيرُ‏ ذ ُو ا ل ْ حَال ِ ا ل ْوَاسِعَةِ‏ مِنْهُمْ‏ مَل ْحُوظ ًا مُشْتَه ِرًا ؛ لِأ َن َّ حَظ َّهُ‏ عَج ِيبٌ‏ وَ‏ إ ِق ْبَا ل َهُ‏ مُسْتَغْرَ‏ بٌ‏ .<br />

ك َمَا أ َن َّ حِرْمَان َ ا ل ْعَاقِل ِ<br />

ا ل ْعَا لِم ِ غ َر ِيبٌ‏ وَ‏ إ ِق ْل َا ل َهُ‏ عَج ِيبٌ‏ .<br />

وَ‏ ل َمْ‏ تَزَل ْ ا لن َّا سُ‏ عَل َى سَا لِفِ‏ الد ُّهُور ِ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ مُتَعَج ِّب ِينَ‏ وَ‏ ب ِهِ‏ مُعْتَب ِر ِينَ‏ حَت َّى قِي ل َ لِبَزَرْجَمْهَرَ‏ : مَا أ َعْجَبُ‏ ال ْأ َشْيَاءِ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

: نُجْ‏ حُ‏ ا ل ْجَاهِ‏ ل ِ وَإ ِك ْدَاءُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ .<br />

:<br />

ل َكِن َّ الر ِّزْ‏ قَ‏ ب ِال ْ حَظ ِّ وَ‏ ال ْجَ‏ د ِّ ، ل َا ب ِا ل ْعِل ْم ِ وَا ل ْعَق ْ ل ِ ، حِك ْمَة ً مِنْهُ‏ تَعَا ل َى يَ‏ دُ‏ ل ُّ ب ِهَا عَل َى ق ُدْرَ‏ تِهِ‏ وَإ ِجْرَ‏ اءِ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ عَل َى مَشِيئ َتِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ ل َوْ‏ جَرَتْ‏ ال ْأ َق ْسَامُ‏ عَل َى ق َدْر ِ ال ْعُق ُول ِ ل َمْ‏ تَعِشْ‏ ال ْبَهَائِمُ‏ .<br />

ف َنَظ َمَهُ‏ أ َبُو تَم َّام ٍ ف َق َال َ<br />

:<br />

يَنَال ُ ال ْف َتَى مِنْ‏ عَيْشِهِ‏ وَهُوَ‏ جَاهِ‏ ل ُ وَيُك ْدِي ال ْف َتَى مِنْ‏ دَهْر ِهِ‏ وَهُوَ‏ عَا لِمُ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ك َانَتْا ل ْأ َرْ‏ زَا قُ‏<br />

تَجْر ِي عَل َى ال ْحِجَا هَل َك ْنَ‏ إذ َن ْ مِنْ‏ جَهْلِه ِن َّ ال ْبَهَا ئِمُ‏ وَق َال َ ك َعْبُ‏ بْنُ‏ زُهَيْر ِ بْنُ‏ أ َب ِي سُل ْمَى : ل َوْ‏ ك ُنْت أ َعْجَبُ‏ مِنْ‏ شَيْءِ‏<br />

ل َأ َعْجَبَن ِي سَعْيُ‏ ال ْف َتَى وَهُوَمَ‏ خْبُوءٌ‏ ل َهُ‏ ا ل ْق َدَرُ‏ يَسْعَى ال ْف َتَى لِأ ُمُور ٍ ل َيْسَ‏ يُدْر ِك ُهَا وَا لن َّف ْسُ‏ وَ‏ احِدَة ٌ وَا ل ْهَ‏ م ُّ مُنْتَشِرُ‏ عَل َى أ َن َّ<br />

ا ل ْعِل ْمَ‏ وَا ل ْعَق ْ ل َ سَعَادَة ٌوَإ ِق ْبَا ل ٌ ، وَ‏ إ ِن ْ ق َ ل َّ مَعَهُمَا ا ل ْمَال ُ ، وَضَاق َتْ‏ مَعَهُمَا ال ْ حَال ُ<br />

.<br />

.<br />

وَ‏ ال ْ جَهْ‏ ل َ وَال ْحُمْقَحِرْمَان ٌوَإ ِدْبَا رٌ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َث ُرَ‏ مَعَهُمَا ا ل ْمَال ُ ، وَ‏ ات َّسَعَتْ‏ فِيه ِمَا ا ل ْحَال ُ ؛ لِأ َن َّ الس َّعَادَة َ ل َيْسَتْ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ ا ل ْمَال ِ<br />

ف َك َمْ‏ مِنْ‏ مُك ْثِر ٍ شَقِي ٌّ وَمُقِ‏ ل ٍّ سَعِي دٌ‏ .<br />

وَك َيْفَ‏ يَك ُون ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ُ ا ل ْغَن ِي ُّ سَعِيدًا وَال ْجَهْل ُ يَضَعُهُ‏ .<br />

أ َمْ‏ ك َيْفَ‏ يَك ُون ُا ل ْعَالِمُ‏ ا ل ْف َقِيرُ‏ شَقِيا وَال ْعِل ْمُ‏ يَرْف َعُهُ‏ ؟ وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ : ك َمْ‏ مِنْ‏ ذ َ لِي ل ٍ أ َعَز َّهُ‏ عِل ْمُهُ‏ ، وَمِنْ‏ عَز ِ يز ٍ<br />

أ َذ َ ل َّهُ‏ جَهْل ُهُ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ لِبَن ِيهِ‏<br />

يُ‏ ذ َم َّ الز َّمَان ُ ب ِك ُمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ :<br />

: ا ل ْجَاهِ‏ ل ُ ك َرَوْ‏ ضَةٍ‏ عَل َى مَزْ‏ بَل َةٍ‏ .<br />

: ك ُل َّمَا حَسُنَتْ‏ ن ِعْمَة ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ازْدَ‏ ادَ‏ ق ُبْحًا .<br />

: يَا بَن ِي َّ تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ‏ ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَنَال ُوا ب ِهِ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا حَظًّا ف َل َأ َن ْ يُ‏ ذ َم َّ الز َّمَان ُ ل َك ُمْ‏ أ َحَب ُّ إ ل َي َّ مِنْ‏ أ َن ْ<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَفِدْب ِا ل ْعِل ْم ِ مَال ًا ك َسَبَ‏ ب ِهِ‏ جَمَا ل ًا ، وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ال ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ ط َبَاط َبَا : حَ‏ سُودٌ‏ مَر ِيضُا ل ْق َل ْب ِ يُخْفِي أ َن ِينَهُ‏<br />

وَيَضْحَى ك َئِيبَ‏ ال ْبَال ِ عِنْدِي حَز ِ ينَهُ‏ يَل ُومُ‏ عَل َي َّ أ َن ْ رُحْت لِل ْعِل ْم ِ ط َالِبًا أ َجْمَعُ‏ مِنْ‏ عِنْدِ‏ ا لر ُّوَ‏ اةِ‏ ف َنُو نَهُ‏ ف َأ َعْر ِفُ‏ أ َ بْك َارَ‏ ا ل ْك َل َام ِ<br />

وَعَوْ‏ نَهُ‏ وَ‏ أ َحْف َظ ُ مِم َّا أ َسْتَفِيدُ‏ عُيُو نَهُ‏ وَ‏ يَزْعُمُ‏ أ َن َّ ال ْعِل ْمَ‏ ل َا يُك ْسِبُ‏ ال ْغِنَى وَيُ‏ حْسِنُ‏ ب ِال ْ جَهْ‏ ل ِ الذ َّمِيم ِ ظ ُنُو نَهُ‏ ف َيَا ل َائِمِي دَعْن ِي<br />

أ ُغ َالِي ب ِقِيمَتِي ف َقِيمَة ُ ك ُ ل ِّ ا لن َّا س ِ مَا يُ‏ حْسِنُو نَهُ‏ وَأ َنَا أ َسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ خِدَ‏ ع ِ ال ْ جَهْ‏ ل ِ ا ل ْمُ‏ ذِ‏ ل َّةِ‏ ، وَ‏ بَوَ‏ ادِر ِ ال ْحُمْق ِ ا ل ْمُضِل َّةِ‏<br />

.


وَ‏ أ َسْأ َ ل ُهُ‏ الس َّعَادَة َ ب ِعَق ْ ل ٍ رَ‏ ادِ‏ ع ٍ يَسْتَقِيمُ‏ ب ِهِ‏ مَنْ‏ زَل َّ ، وَعِل ْم ٍ نَافِع ٍ يَسْتَهْدِي ب ِهِ‏ مَنْ‏ ضَ‏ ل َّ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

إذ َا اسْتَرْذ َل َ ا لل َّهُ‏ عَبْدًا حَظ َرَ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ زَهِدَ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهِ‏ رَاغِبًا وَ‏ لِمَنْ‏ رَغِبَ‏ فِيهِ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ‏ ط َالِبًا ، وَ‏ لِمَنْ‏ ط َل َبَهُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ مِنْهُ‏<br />

مُسْتَك ْث َرًا ، وَ‏ لِمَنْاسْتَك ْث َرَ‏ مِنْهُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهِ‏ عَامِل ًا ، وَل َا يَط ْل ُبُ‏ لِتَرْكِهِ‏ احْتِ‏ جَاجًا وَل َا لِلت َّق ْصِير ِ فِيهِ‏ عُذ ْرًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ ف َل َا تَعْذِرَ‏ ان ِي فِي ا ل ْإ ِسَاءَةِ‏ إ ن َّهُ‏ شِرَا رُ‏ الر ِّجَال ِ مَنْ‏ يُسِيءُ‏ ف َيُعْذ َرُ‏ وَل َا يُسَو ِّفُ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِا ل ْمَوَ‏ اعِيدِ‏ ا ل ْك َاذِ‏ بَةِ‏<br />

وَ‏ يُمَن ِّيهَا ب ِا نْقِط َا ع ِ ال ْأ َشْغَال ِ ا ل ْمُت َّصِل َةِ‏ ، ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ وَق ْتٍ‏ شُغْل ًا وَلِك ُ ل ِّ زَمَانٍ‏ عُذ ْرًا .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

نَرُوحُ‏ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا وَحَاجَة ُ مَنْ‏ عَا شَ‏ ل َا تَنْق َضِي تَمُوتُ‏ مَعَ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ حَاجَا تُهُ‏ وَتَبْق َى ل َهُ‏ حَا جَة ٌ مَا بَقِيَ‏<br />

وَ‏ يَق ْصِدُ‏ ط َل َبَ‏ ا ل ْعِل ْم ِ وَاثِق ًا ب ِتَيْسِير ِ ا لل َّهِ‏ ق َاصِدًا وَجْهَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ب ِن ِي َّةٍ‏ خَالِصَةٍ‏ وَعَز ِيمَةٍ‏ صَادِق َةٍ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ا لن َّار ِ<br />

} :<br />

. {<br />

وَرَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

أ َهْلِهِ‏<br />

ف َإ ِن َّ أ َحَدَك ُمْ‏ ل َا يَدْر ِي مَتَى يَ‏ حْتَاجُ‏ إ ل َيْهِ‏ أ َوْ‏ مَتَى يَ‏ حْتَاجُ‏ إل َى مَا عِنْدَهُ‏<br />

:<br />

.<br />

مَنْ‏ تَعَل َّمَ‏ عِل ْمًا لِغَيْر ِ ا لل َّهِ‏ وَأ َرَ‏ ادَ‏ ب ِهِ‏ غ َيْرَ‏ ا لل َّهِ‏ ف َل ْيَتَبَو َّ أ ْ مَق ْعَدَهُ‏ مِنْ‏<br />

. {<br />

} تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ‏ ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ يُرْف َعَ‏ ، وَرَف ْعُهُ‏ ذ َهَابُ‏<br />

وَل ْيَحْذ َرْ‏ أ َن ْ يَط ْل ُبَهُ‏ لِمِرَ‏ اءٍ‏ أ َوْ‏ ر ِيَاءٍ‏ ف َإ ِن َّ ا ل ْمُمَار ِيَ‏ ب ِهِمَهْ‏ جُو رٌ‏ ل َا يَنْتَفِعُ‏ ، وَا ل ْمُرَا ئِيَ‏ ب ِهِمَ‏ حْق ُو رٌ‏ ل َا يَرْ‏ تَفِعُ‏ .<br />

} :<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ل َا تَعَل َّمُو ا ا ل ْعِل ْمَ‏ لِتُمَارُوا ب ِهِ‏ ا لس ُّف َهَاءَ‏ ، وَل َا تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ‏ لِتُجَادِل ُوا<br />

ب ِهِ‏ ا ل ْعُل َمَاءَ‏ ، ف َمَنْ‏ ف َعَ‏ ل َ ذ َ لِكَ‏ مِنْك ُمْ‏ ف َا لن َّا رُ‏ مَث ْوَ‏ اهُ‏ { .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ ال ْمُمَار ِي ب ِهِ‏ هُوَ‏ ا ل ْمُنَاظِرُ‏ فِيهِ‏ ط َل َبًا لِلص َّوَ‏ اب ِ مِنْهُ‏ ، وَل َكِن َّهُ‏ ا ل ْق َا صِدُ‏ لِدَف ْع ِ مَا يَر ِدُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ف َاسِدٍ‏ أ َوْ‏ صَ‏ حِي ح ٍ<br />

وَفِيه ِمْ‏ جَاءَتْ‏ الس ُّن َّة ُ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ل َا يُ‏ جَادِل ُ إل َّامُنَافِقٌ‏ أ َوْمُرْتَا بٌ‏ {<br />

وَق َال َ ال ْأ َوْزَاعِي ُّ إذ َا أ َرَ‏ ادَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِق َوْم ٍ شَرا أ َعْط َاهُمْ‏ ال ْ جَدَل َ ، وَمَنَعَهُمْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل َ .<br />

.<br />

.<br />

} :<br />

:<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر ِّيَاشِي ُّ لِمُصْعَب ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

: أ ُجَادِل ُ ك ُ ل َّ مُعْتَر ِ ض ٍ ظ َن ِين ِ وَأ َجْعَ‏ ل ُ دِ‏ ينَهُ‏ غ َرَضًا لِدِ‏ ين ِي وَأ َ تْرُكُ‏ مَا عَمِل ْتُ‏ لِرَ‏ أ ْي ِ<br />

غ َيْر ِي وَ‏ ل َيْسَ‏ الر َّ أ ْيُ‏ ك َا ل ْعِل ْم ِ ا ل ْيَقِين ِ وَمَا أ َنَا وَ‏ ال ْخُصُومَة ُ وَهِيَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ يُصْرَفُ‏ فِي الش ِّمَال ِ وَفِي ا ل ْيَمِين ِ ف َأ َم َّا مَا عَلِمْت ف َق َدْ‏<br />

:<br />

ك َف َا ن ِي وَأ َم َّا مَا جَه ِل ْت ف َ جَن ِّبُون ِي وَق َدْ‏ بَي َّنَ‏ ذ َلِكَ‏ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ف َق َال َ لِصَاحِب ِهِ‏ ل َا يَمْنَعَن َّكَ‏ حَذ َرُ‏ ال ْمِرَاءِ‏ مِنْ‏ حُسْن ِ<br />

ا ل ْمُنَاظ َرَةِ‏ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُمَار ِيَ‏ هُوَ‏ ال َّذِي ل َا يُر ِيدُ‏ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ‏ مِنْهُ‏ أ َحَدٌ‏ وَل َا يَرْجُو أ َن ْ يَتَعَل َّمَ‏ مِنْ‏ أ َحَدٍ‏ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ مَط ْل ُوب ٍ بَاعِث ًا .<br />

وَال ْبَاعِث ُ عَل َىا ل ْمَط ْل ُوب ِ شَيْئ َانِ‏ : رَغ ْبَة ٌ أ َوْ‏ رَهْبَة ٌ ، ف َل ْيَك ُنْ‏ ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ رَاغِبًا رَاهِبًا .<br />

أ َم َّا الر َّغ ْبَة ُ ف َفِي ث َوَاب ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى لِط َا لِب ِي مَرْ‏ ضَا تِهِ‏ ، وَحَافِظِي مُف ْتَرَضَا تِهِ‏ .<br />

وَأ َم َّا الر َّهْبَة ُ ف َمِنْ‏ عِق َاب ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى لِتَار ِكِي أ َوَ‏ امِر ِهِ‏ ، وَمُهْمَلِي زَوَاج ِر ِهِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ‏ الر َّغ ْبَة ُ وَ‏ الر َّهْبَة ُ أ َد َّيَا إل َى ك ُنْهِا ل ْعِل ْم ِ وَحَقِيق َةِ‏ الز ُّهْدِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّغ ْبَة َ أ َق ْوَى ال ْبَاعِث َيْن ِ عَل َى ا ل ْعِل ْم ِ ، وَ‏ ا لر َّهْبَة َ<br />

أ َق ْوَى<br />

ا لس َّبَبَيْن ِ فِي ا لز ُّهْدِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

: أ َصْ‏ ل ُا ل ْعِل ْم ِ ا لر َّغ ْبَة ُ وَ‏ ث َمَرَ‏ تُهُ‏ الس َّعَادَة ُ ، وَ‏ أ َصْ‏ ل ُ ا لز ُّهْدِ‏ ا لر َّهْبَة ُ وَ‏ ث َمَرَ‏ تُهُ‏ ا ل ْعِبَادَة ُ ف َإ ِذ َا اق ْتَرَن َ ا لز ُّهْدُ‏


وَال ْعِل ْمُ‏ ف َق َدْ‏ تَم َّتْ‏ الس َّعَادَة ُ وَعَم َّتْ‏ ا ل ْف َضِيل َة ُ ، وَ‏ إ ِن ْ اف ْتَرَق َا ف َيَا وَ‏ يْ‏ حَ‏ مُف ْتَرَق َيْن ِ مَا أ َضَر َّ اف ْتِرَ‏ اق َهُمَا ، وَ‏ أ َق ْبَ‏ حَ‏ ا نْفِرَ‏ ادَهُمَا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَزْدَدْ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ إل َّا بُعْدًا { .<br />

وَق َال َ مَا لِكُ‏ بْنُ‏ دِ‏ ينَار ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

ا لت َّعَل ُّمُ‏ ‏:ف َصْ‏ ل ٌ<br />

} :<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يُؤْتَ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ مَا يَق ْمَعُهُ‏ ، ف َمَا أ ُو تِيَ‏ مِنْهُ‏ ل َا يَنْف َعُهُ‏ .<br />

: ال ْف َقِيهُ‏ ب ِغَيْر ِ وَرَ‏ ع ٍ ك َا لس ِّرَاج ِ يُضِيءُ‏ ال ْبَيْتَ‏ وَيُ‏ حْر ِ قُ‏ نَف ْسَهُ‏ .<br />

مَنْ‏ ازْدَ‏ ادَ‏ فِي ال ْعِل ْم ِ رُشْدًا ، ف َل َمْ‏ يَزْدَدْ‏ فِي الد ُّنْيَا زُهْدًا ، ل َمْ‏<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْعُل ُوم ِ أ َوَ‏ ائِ‏ ل َ تُؤَد ِّي إل َى أ َوَاخِر ِهَا ، وَمَدَ‏ اخِ‏ ل َ تُف ْضِي إل َى حَق َا ئِقِهَا .<br />

ف َل ْيَبْتَدِئْ‏ ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َوَائِلِهَا لِيَنْتَه ِيَ‏ إل َى أ َوَ‏ اخِر ِهَا ، وَ‏ ب ِمَدَ‏ اخِلِهَا لِتُف ْضِيَ‏ إل َى حَق َا ئِقِهَا .<br />

وَل َا يَط ْل ُبُ‏ ا ل ْآخِرَ‏ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْأ َو َّل ِ ، وَل َا ا ل ْ حَقِيق َة َ ق َبْ‏ ل َا ل ْمَدْخَ‏ ل ِ .<br />

ف َل َا يُدْ‏ ر ِكُ‏ ا ل ْآخِرَ‏ وَل َا يَعْر ِفُ‏ ال ْ حَقِيق َة َ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْب ِنَاءَ‏ عَل َى غ َيْر ِ أ ُ س ٍّ ل َا يُبْنَى ، وَ‏ الث َّمَرُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ غ َرْ‏ س ٍ ل َا يُجْنَى .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَأ َ سْبَا بٌ‏ ف َاسِدَة ٌ وَدَوَا ع ٍ وَ‏ اهِيَ‏ ٌة .<br />

: ف َمِنْهَا<br />

أ َن ْ يَك ُون َ فِي ا لن َّف ْس ِأ َغ ْرَا ضٌ‏ تَ‏ خْتَص ُّ ب ِنَوْ‏ ع ٍ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ف َيَدْعُو ا ل ْغَرَضُ‏ إل َى ق َصْدِ‏ ذ َلِكَ‏ ا لن َّوْ‏ ع ِ وَ‏ يَعْدِل ُ عَنْ‏ مُق َد ِّمَا تِهِ‏<br />

، ك َرَجُ‏ ل ٍ يُؤْ‏ ثِرُ‏ ا ل ْق َضَاءَ‏ وَيَتَصَد َّى لِل ْحُك ْم ِ ف َيَق ْصِدُ‏ مِنْ‏ عِل ْم ِ ا ل ْفِق ْهِ‏ أ َدَبَ‏ ال ْق َاضِي وَمَا يَتَعَل َّقُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ الد َّعْوَى وَال ْبَي ِّنَاتِ‏ ، أ َوْ‏<br />

يُحِب ُّ ا لِا ت ِّسَامَ‏ ب ِالش َّهَادَةِ‏ ف َيَتَعَل َّمُ‏ كِتَابَ‏ الش َّهَادَاتِ‏ ف َيَصِيرُ‏ مَوْسُومًا ب ِ جَهْ‏ ل ِ مَا يُعَان ِي .<br />

ف َإ ِذ َا أ َدْرَكَ‏ ذ َلِكَ‏ ظ َن َّ أ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ حَازَ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ جُمْهُورَهُ‏ ، وَ‏ أ َدْرَكَ‏ مِنْهُ‏ مَشْهُورَهُ‏ ، وَل َمْ‏ يَرَ‏ مَا بَقِيَ‏ مِنْهُ‏ إل َّا غ َامِضًا ط َل َبُهُ‏ عَنَاءٌ‏<br />

، وَغ َو ِ يصًااسْتِ‏ خْرَاجُهُ‏ ف َنَاءٌ‏ ؛ لِق ُصُور ِ هِم َّتِهِ‏ عَل َى مَا أ َدْرَكَ‏ ، وَ‏ انْصِرَ‏ افِهَا عَم َّا تَرَكَ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ نَصَ‏ حَ‏ نَف ْسَهُ‏ ل َعَلِمَ‏ أ َن َّ مَا تَرَكَ‏ أ َهَم ُّ مِم َّا أ َدْرَكَ‏ ؛ لِأ َن َّ بَعْضَ‏ ا ل ْعِل ْم ِ مُرْ‏ تَب ِط ٌ ب ِبَعْض ٍ ، وَلِك ُ ل ِّ بَاب ٍ مِنْهُ‏ تَعَل ُّقٌ‏ ب ِمَا ق َبْل َهُ‏ ف َل َا<br />

تَق ُومُ‏ ال ْأ َوَاخِرُ‏ إل َّا ب ِأ َوَا ئِلِهَا .<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

:<br />

.<br />

.<br />

وَق َدْ‏ يَصِ‏ ح ُّ قِيَامُ‏ ا ل ْأ َوَ‏ ائِ‏ ل ِ ب ِأ َنْف ُسِهَا ف َيَصِيرُ‏ ط َل َبُ‏ ا ل ْأ َوَاخِر ِ ب ِتَرْكِا ل ْأ َوَ‏ ائِ‏ ل ِ تَرْك ًا لِل ْأ َوَا ئِ‏ ل ِ وَا ل ْأ َوَ‏ اخِر ِ ف َإ ِذ َن ْ ل َيْسَ‏ يُعَر َّى مِنْ‏ ل َوْم ٍ<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ تَار ِكُ‏ ال ْ آخَر ِ أ َ ل ْوَمَ‏ .<br />

أ َن ْ يُ‏ حِب َّ ا لِاشْتِهَارَ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ إم َّا لِتَك َس ُّب ٍ أ َوْ‏ لِتَ‏ جَم ُّ ل ٍ ف َيَق ْصِدُ‏ مِنْا ل ْعِل ْم ِ مَا ا ُشْتُه ِرَ‏ مِنْ‏ مَسَائِ‏ ل ِ ال ْ جَدَل ِ وَط َر ِ يق ِ ا لن َّظ َر ِ<br />

وَ‏ يَتَعَاط َى عِل ْمَ‏ مَا ا ُخْتُلِفَ‏ فِيهِ‏ دُون َ مَا ا ُ ت ُّفِقَ‏ عَل َيْهِ‏ ؛ لِيُنَاظِرَ‏ عَل َى ال ْ خِل َافِ‏ وَهُوَ‏ ل َا يَعْر ِفُ‏ ا ل ْو ِف َا قَ‏ ، وَ‏ يُجَادِل َ ال ْ خُصُومَ‏ وَهُوَ‏<br />

ل َا يَعْر ِفُ‏ مَذ ْهَبًا مَخْصُوصًا .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ رَأ َيْت مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا لط َّبَق َةِ‏ عَدَدًا ق َدْ‏ تَ‏ حَق َّق ُو ا ب ِا ل ْعِل ْم ِ تَ‏ حَق ُّقَ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّفِينَ‏ ، وَ‏ اشْتُه ِرُو ا ب ِهِ‏ اشْتِهَارَ‏ ال ْمُتَبَح ِّر ِينَ‏ .<br />

إذ َا أ َخَذ ُو ا فِي مُنَاظ َرَةِ‏ ا ل ْخُصُوم ِ ظ َهَرَ‏ ك َل َامُهُمْ‏ ، وَإ ِذ َا سُئِل ُو ا عَنْ‏ وَ‏ اضِ‏ ح ِ مَذ ْهَب ِه ِمْ‏ ضَل َّتْ‏ أ َف ْهَامُهُمْ‏ ، حَت َّى إن َّهُمْ‏ ل َيَخْب ِط ُون َ<br />

فِي ال ْجَوَاب ِ خَبْط َ عَشْوَ‏ اءِ‏ ف َل َا يَظ ْهَرُ‏ ل َهُمْ‏ صَوَ‏ ا بٌ‏ ، وَل َا يَتَق َر َّ رُ‏ ل َهُمْ‏ جَوَا بٌ‏ .<br />

وَل َا يَرَوْن َ ذ َ لِكَ‏ نَق ْصًا إذ َا نَم َّق ُوا فِي ا ل ْمَ‏ جَالِس ِ ك َل َامًا مَوْصُوف ًا ، وَ‏ ل َف َّق ُو ا عَل َى ا ل ْمُ‏ خَا لِفِ‏ حِ‏ جَابًا مَأ ْل ُوف ًا .<br />

وَق َدْ‏ جَه ِل ُو ا مِنْ‏ ا ل ْمَذ َ اهِب ِ مَا يَعْل َمُ‏ ا ل ْمُبْتَدِئُ‏ وَيَتَدَ‏ اوَ‏ ل ُهُ‏ ا لن َّاشِئ ُ .<br />

ف َهُمْ‏ دَائِمًا فِي ل َغَطٍ‏ مُضِ‏ ل ٍّ ، أ َوْ‏ غ َل َطٍ‏ مُ‏ ذِل ٍّ وَرَأ َيْت ق َوْمًا مِنْهُمْ‏ يَرَوْن َ ا لِاشْتِغَال َ ب ِا ل ْمَذ َ اهِب ِ تَك َل ُّف ًا ، وَالِاسْتِك ْث َارَ‏ مِنْهُ‏ تَخَل ُّف ًا<br />

وَحَاج َّن ِي بَعْضُهُمْ‏ عَل َيْهِ‏ ف َق َال َ لِأ َن َّ عِل ْمَ‏ حَافِظِ‏ ا ل ْمَذ َ اهِب ِمَ‏ سْتُو رٌ‏ ، وَعِل ْمُ‏ ا ل ْمَنَاظِر ِ عَل َيْهِمَ‏ شْهُو رٌ‏ .<br />

ف َق ُل ْت : ف َك َيْفَ‏ يَك ُون ُ عِل ْمُ‏ حَافِظِ‏ ا ل ْمَذ ْهَب ِ مَسْتُورًا وَهُوَ‏ سَر ِ يعٌ‏ عَل َيْهِ‏ ال ْ جَوَ‏ ابُ‏ ، ك َثِيرُ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ ؟ ف َق َال َ<br />

لِأ َ ن َّهُ‏ إن ْ ل َمْ‏ :


يُسْأ َل ْ سَك َتَ‏ ف َل َمْ‏ يُعْرَفْ‏ ، وَا ل ْمَنَاظِرُ‏ إن ْ ل َمْ‏ يَسْأ َل ْ سَائِ‏ ل ٌ يُعْرَفُ‏ .<br />

ف َق ُل ْت<br />

ق ُل ْت<br />

: أ َ ل َيْسَ‏ إذ َا سُئِ‏ ل َ ال ْ حَافِظ ُ ف َأ َ صَابَ‏ بَان َ ف َضْل ُهُ‏ ؟ ق َال َ : نَعَمْ‏ .<br />

: أ َف َل َيْسَ‏ إذ َا سُئِ‏ ل َ ا ل ْمَنَاظِرُ‏ ف َأ َخْط َأ َ بَان َ نَق ْصُهُ‏ ، وَق َدْ‏ قِي ل َ : عِنْدَ‏ ا لِامْتِحَانِ‏ يُك ْرَمُ‏ ال ْمَرْءُ‏ أ َوْ‏ يُهَان ُ ؟ ف َأ َمْسَكَ‏ عَنْ‏<br />

جَوَا ب ِي ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ إن ْ أ َ نْك َرَ‏ ك َا بَرَ‏ ال ْمَعْق ُول َ ، وَ‏ ل َوْ‏ اعْتَرَفَ‏ ل َز ِمَتْهُ‏ ا ل ْحُ‏ ج َّة ُ .<br />

وَال ْإ ِمْسَاكُإذ ْعَان ٌ وَ‏ الس ُّك ُوتُ‏ ر ِضًى ، وَ‏ أ َن ْ يَنْق َادَ‏ إل َى ال ْ حَق ِّ أ َوْل َى مِنْ‏ أ َن ْ<br />

يَسْتَفِز َّهُ‏ ال ْبَاطِ‏ ل ُ .<br />

وَهَذِهِ‏ ط َر ِ يق َة ُ مَنْ‏<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َزُهَيْرٌ‏<br />

يَق ُول ُ اعْرَف ُون ِي وَهُوَ‏ غ َيْرُ‏ عَرُوفٍ‏ وَل َا مَعْرُوفٍوَبَعِي دٌ‏ مِم َّنْ‏ ل َا يَعْر ِفُ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ أ َن ْ يَعْر ِف َهُ‏ .<br />

وَمَهْمَا تَك ُنْ‏ عِنْدَ‏ امْر ِئ ٍ مِنْ‏ خَلِيق َةٍ‏ وَ‏ إ ِن ْ خَال َهَا تَخْف َى عَل َى ا لن َّا س ِ تُعْل َمْ‏ .<br />

وَمِنْ‏ أ َسْبَاب ِ الت َّق ْصِير ِ أ َيْضًا أ َن ْ يَغْف ُ ل َ عَنْ‏ الت َّعَل ُّم ِ فِي ا لص ِّغَر ِ ، ث ُ م َّ يَشْتَغِ‏ ل َ ب ِهِ‏ فِي ال ْكِبَر ِ ف َيَسْتَحِي أ َن ْ يَبْتَدِئَ‏ ب ِمَا يَبْتَدِئُ‏<br />

الص َّغِيرُ‏ ، وَ‏ يَسْتَنْكِفُ‏ أ َن ْ يُسَاو ِ يَهُ‏ ا ل ْحَدَث ُ ال ْغَر ِيرُ‏ ، ف َيَبْدَ‏ أ ُ ب ِأ َوَ‏ اخِر ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ، وَ‏ أ َط ْرَافِهَا ، وَيَهْتَم ُّ ب ِحَوَاشِيهَا ، وَ‏ أ َك ْنَافِهَا ؛<br />

لِيَتَق َد َّمَ‏ عَل َى ا لص َّغِير ِ ال ْمُبْتَدِي ، وَيُسَاو ِيَ‏ ا ل ْك َب ِيرَ‏ ال ْمُنْتَه ِي .<br />

وَهَذ َا مِم َّنْ‏ رَضِيَ‏ ب ِ خِدَ‏ ا ع ِ نَف ْسِهِ‏ ، وَق َنَعَ‏ ب ِمُدَ‏ اهَنَةِ‏ حِس ِّهِ‏ ؛ لِأ َن َّ مَعْق ُول َهُ‏ إن ْ أ َحَس َّ وَمَعْق ُول َ ك ُ ل ِّ ذِي حِس ٍّ يَشْهَدُ‏ ب ِف َسَادِ‏<br />

هَذ َا ا لت َّصَو ُّر ِ ، وَ‏ يَنْطِقُ‏ ب ِاخْتِل َال ِ هَذ َا ا لت َّ خَي ُّ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ شَ‏ يْءٌ‏ ل َا يَق ُومُ‏ فِي وَهْم ٍ .<br />

وَجَهْ‏ ل ُ مَا يَبْتَدِئُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ أ َق ْبَ‏ حُ‏ مِنْ‏ جَهْ‏ ل ِ مَا يَنْتَه ِي إل َيْهِ‏ ا ل ْعَالِمُ‏<br />

.<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ تَرَ‏ ق َّ إل َى صَغِير ِا ل ْأ َمْر ِ حَت َّى يُرَق ِّيَك ا لص َّغِيرُ‏ إل َى ال ْك َب ِير ِ ف َتَعْر ِفَ‏ ب ِا لت َّف َك ُّر ِ فِي صَغِير ٍ ك َب ِيرًا بَعْدَ‏ مَعْر ِف َةِ‏<br />

الص َّغِير ِ وَلِهَذ َا ال ْمَعْنَى ، وَ‏ أ َشْبَاهِهِ‏ ك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ فِي الص ِّغَر ِ أ َحْمَدَ‏ .<br />

رَوَى مَرْوَ‏ ان ُ بْنُ‏ سَالِم ٍ عَنْ‏ إسْمَاعِي ل َ بْن ِ أ َب ِي الد َّرْدَ‏ اءِ‏ ق َال َ<br />

:<br />

.<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ؛ } مِث ْ ل ُ ال َّذِي<br />

يَتَعَل َّمُ‏ فِي صِغَر ِهِ‏ ك َالن َّق ْش ِ عَل َى ا لص َّ خْر ِ وَا َل َّذِي يَتَعَل َّمُ‏ فِي كِبَر ِهِ‏ ك َا َل َّذِي يَك ْتُبُ‏ عَل َى ا ل ْمَاءِ‏ .<br />

. {<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ : ق َل ْبُ‏ ال ْ حَدَثِ‏ ك َا ل ْأ َرَاضِي ِ ال ْ خَا لِيَةِ‏ مَا أ ُ ل ْقِيَ‏ فِيهَا مِنْ‏ شَيْءٍ‏ ق َب ِل َتْهُ‏ وَإ ِن َّمَا ك َان َ<br />

ك َذ َلِكَ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لص َّغِيرَ‏ أ َف ْرَ‏ غ ُ ق َل ْبًا ، وَ‏ أ َق َ ل ُّ شُغْل ًا ، وَ‏ أ َيْسَرُ‏ تَبَذ ُّل ًا ، وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ تَوَا ضُعًا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ا ل ْمُتَوَا ضِعُ‏ مِنْ‏ ط ُل َّاب ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َك ْث َرُهُمْ‏ عِل ْمًا ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْمَك َان َا ل ْمُنْ‏ خَفِضَ‏ أ َك ْث َرُ‏ ا ل ْب ِق َا ع ِ مَاءً‏<br />

ف َأ َم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ا لص َّغِيرُ‏ أ َضْبَط َ مِنْ‏ ا ل ْك َب ِير ِ إذ َا عَر ِيَ‏ مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْمَوَان ِع ِ ، وَأ َوْعَى مِنْهُ‏ إذ َا خَل َا مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْق َوَ‏ اطِع ِ ف َل َا<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ ال ْأ َحْنَفَ‏ بْنَ‏ ق َيْس ٍ سَمِعَ‏ رَجُل ًا يَق ُول ُ :<br />

ا لت َّعْلِيمُ‏ فِي الص ِّغَر ِ ك َا لن َّق ْش ِ عَل َى ال ْ حَجَر ِ<br />

ف َق َال َ ال ْأ َحْنَفُ‏<br />

.<br />

.<br />

: ا ل ْك َب ِيرُ‏ أ َك ْث َرُ‏ عَق ْل ًا وَ‏ ل َكِن َّهُ‏ أ َشْغَ‏ ل ُ ق َل ْبًا .<br />

وَل َعَمْر ِي ل َق َدْ‏ ف َ حَصَا ل ْأ َحْنَفُ‏ عَنْ‏ ال ْمَعْنَى وَ‏ نَب َّهَ‏ عَل َى ا ل ْعِل َّةِ‏ ؛ لِأ َن َّ ق َوَاطِعَ‏ ا ل ْك َب ِير ِ ك َثِيرَ‏ ٌة<br />

: ف َمِنْهَا :<br />

.<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ‏ أ َحْمَدَ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ رَ‏ ق َّ وَجْهُهُ‏ رَ‏ ق َّ عِل ْمُهُ‏<br />

.<br />

: يَرْتَعُ‏ ال ْجَهْل ُ بَيْنَ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ وَا ل ْكِبَر ِ فِي ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

مَا ذ َك َرْنَا مِنْ‏ الِاسْتِحْيَاءِ‏


وَمِنْهَا : وُف ُو رُ‏ شَهَوَ‏ ا تِهِ‏ وَ‏ تَق َس ُّمُ‏ أ َف ْك َار ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : صَرْفُ‏ ال ْهَوَى عَنْ‏ ذِي ال ْهَوَى عَز ِ يزُ‏ إن َّ ال ْهَوَى ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ تَمْي ِيزُ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْبُل َغَاءِ‏<br />

ك َا لر َّهْن ِ إذ َا غ ُلِقَ‏<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

.<br />

: ا لط َّوَ‏ ار ِ قُا ل ْمُزْعِ‏ جَة ُ وَال ْهُمُومُا ل ْمُذ ْهِل َة ُ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

: ال ْهَ‏ م ُّ ق َيْدُ‏ ال ْحَوَاس ِّ .<br />

مَنْ‏ بَل َغ َ أ َشُد َّهُ‏ ل َاقِي مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ أ َشُد َّهُ‏ .<br />

: ك َث ْرَة ُ اشْتِغَا لِهِ‏ وَ‏ تَرَ‏ ادُفُ‏ حَا ل َا تِهِ‏ حَت َّى أ َن َّهَاتَسْتَوْعِبُ‏ زَمَا نَهُ‏ وَتَسْتَنْفِدُ‏ أ َ ي َّامَهُ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ ذ َا ر ِ ئ َاسَةٍ‏ أ َل ْهَتْهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ذ َا مَعِيشَةٍ‏ ق َط َعَتْهُ‏<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ بَزَرْجَمْهَر<br />

.<br />

:<br />

تَف َق َّهُو ا ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ تَسُودُوا .<br />

‏:ا لش َّغْ‏ ل ُ مَجْهَدَة ٌ وَال ْف َرَاغ ُ مَف ْسَدَ‏ ٌة .<br />

ف َيَنْبَغِي لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا يَن ِيَ‏ فِي ط َل َب ِهِ‏ وَ‏ يَنْتَه ِزَ‏ ا ل ْف ُرْ‏ صَة َ ب ِهِ‏ ، ف َرُب َّمَا شَ‏ ح َّ الز َّمَان ُ ب ِمَا سَمَ‏ حَ‏ وَ‏ ضَن َّ ب ِمَا مَنَ‏ حَ‏ .<br />

إن َّ ا ل ْق َل ْبَ‏ إذ َا عَلِقَ‏<br />

وَ‏ يَبْتَدِئُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِأ َو َّ لِهِ‏ وَيَأ ْتِيهِ‏ مِنْ‏ مُدْخَلِهِ‏ وَل َا يَتَشَاغ َ ل ُ ب ِط َل َب ِ مَا ل َا يَضُر ُّ جَهْل ُهُ‏ ف َيَمْنَعُهُ‏ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ إدْرَاكِ‏ مَا ل َا يَسَعُهُ‏<br />

جَهْل ُهُ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍ ف ُصُول ًا مُذ ْهِل َة ً وَشُذ ُو رً‏ ا مُشْغِل َة ً ، إن ْ صَرَفَ‏ إل َيْهَا نَف ْسَهُ‏ ق َط َعَتْهُ‏ عَم َّا هُوَ‏ أ َهَم ُّ مِنْهَا<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ال ْعِل ْمُ‏ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يُحْصَى ف َ خُذ ُو ا مِنْ‏ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ أ َحْسَنَهُ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ال ْعِل ْمُ‏ بَار ِعًا ف َبُط ُون ُ الص ُّ حُفِ‏ أ َوْل َى ب ِهِ‏ مِنْ‏ ق ُل ُوب ِ ا لر ِّجَال ِ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ب ِتَرْكِ‏ مَا ل َا يَعْن ِيك تُدْ‏ ر ِكُ‏ مَا يُغْن ِيك .<br />

وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَدْعُوهُ‏ ذ َلِكَ‏ إل َى تَرْكِ‏ مَا ا ُسْتُصْعِبَ‏ عَل َيْهِ‏ إشْعَارًا لِنَف ْسِهِ‏ أ َن َّ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ف ُضُول ِ عِل ْمِهِ‏ وَ‏ إ ِعْذ َ ارً‏ ا ل َهَا فِي تَرْكِ‏<br />

ا لِاشْتِغَال ِ ب ِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ‏ مَطِي َّة ُ الن َّوْك َى وَعُذ ْ رُ‏ ال ْمُق َص ِّر ِينَ‏ .<br />

وَمَنْ‏ أ َخَذ َ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ مَا تَسَه َّ ل َ وَ‏ تَرَكَ‏ مِنْهُ‏ مَا تَعَذ َّرَ‏ ك َان َ ك َا ل ْق َن َّاص ِ إذ َا امْتَنَعَ‏ عَل َيْهِ‏ الص َّيْدُ‏ تَرَك َهُ‏ ف َل َا يَرْج ِعُ‏ إل َّا خَائِبًا إذ ْ<br />

ل َيْسَ‏ يَرَى ا لص َّيْدَ‏ إل َّا مُمْتَن ِعًا .<br />

ك َذ َلِكَ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ك ُل ُّهُ‏ صَعْبٌ‏ عَل َى مَنْ‏ جَه ِل َهُ‏ ، سَهْ‏ ل ٌ عَل َى مَنْ‏ عَلِمَهُ‏ ؛ لِأ َن َّ مَعَا ن ِيَهُ‏ ال َّتِي يُتَوَ‏ ص َّ ل ُ إل َيْهَا مُسْتَوْدَعَة ٌ فِي ك َل َام ٍ<br />

مُتَرْجَم ٍ عَنْهَا .<br />

وَك ُ ل ُّ ك َل َام ٍ مُسْتَعْمَ‏ ل ٍ ف َهُوَ‏ يَ‏ جْمَعُ‏ ل َف ْظ ًا مَسْمُوعًا وَمَعْنًى مَف ْهُومًا ، ف َا لل َّف ْظ ُ ك َل َامٌ‏ يُعْق َ ل ُ ب ِالس َّمْع ِ وَال ْمَعْنَى تَ‏ حْتَ‏ ا لل َّف ْظِ‏<br />

يُف ْهَمُب ِا ل ْق َل ْب ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْعُل ُومُ‏ مَط َا لِعُهَا مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏<br />

‏:ق َل ْبٌ‏ مُف َك ِّرُ‏ ‏،وَلِ‏ سَان ٌ مُعَب ِّرٌ‏ ‏،وَبَيَان ٌ مُ‏ صَو ِّ رٌ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا عَق َ ل َ ال ْك َل َامَ‏ ب ِسَمْعِهِ‏ ف َه ِمَ‏ مَعَا ن ِيَهُ‏ ب ِق َل ْب ِهِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ف َه ِمَ‏ ال ْمَعَان ِيَ‏ سَق َط َ عَنْهُ‏ ك ُل ْف َة ُ اسْتِ‏ خْرَاج ِهَا وَ‏ بَقِيَ‏ عَل َيْهِ‏ مُعَا نَاة ُ حِف ْظِهَا وَ‏ اسْتِق ْرَار ِهَا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَعَا ن ِيَ‏ شَوَ‏ ار ِدُ‏ تَضِ‏ ُّل<br />

ب ِا ل ْإ ِغ ْف َال ِ ، وَا ل ْعُل ُومُ‏ وَحْشِي َّة ٌ تَنْفِرُ‏ ب ِا ل ْإ ِرْسَال ِ<br />

ف َإ ِذ َا حَفِظ َهَا بَعْدَا ل ْف َهْم ِ أ َن ِسَتْ‏ ،<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

وَإ ِذ َا ذ َك َرَهَا بَعْدَ‏ ال ْأ ُنْس ِ رَسَتْ‏ .<br />

مَنْ‏ أ َك ْث َرَ‏ ا ل ْمُذ َ اك َرَة َ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ل َمْ‏ يَنْسَ‏ مَا عَلِمَ‏ وَاسْتَف َادَ‏ مَا ل َمْ‏ يَعْل َمْ‏ .


وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : إذ َا ل َمْ‏ يُذ َاكِرْ‏ ذ ُو ا ل ْعُل ُوم ِ ب ِعِل ْمِهِ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَسْتَفِدْ‏ عِل ْمًا نَسِيَ‏ مَا تَعَل َّمَا ف َك َمْ‏ جَامِع ٍ لِل ْك ُتُب ِ فِي ك ُ ل ِّ مَذ ْهَب ٍ<br />

يَز ِيدُ‏ مَعَ‏ ال ْأ َي َّام ِ فِي جَمْعِهِ‏ عَمَى<br />

وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَف ْهَمْ‏ مَعَا ن ِيَ‏ مَا سَمِعَ‏ ك َشَفَ‏ عَنْ‏ الس َّبَب ِ ا ل ْمَا ن ِع ِ مِنْهَا لِيَعْل َمَ‏ ا ل ْعِل َّة َ فِي تَعَذ ُّر ِ ف َهْمِهَا ف َإ ِ ن َّهُ‏ ب ِمَعْر ِف َةِ‏ أ َسْبَاب ِا ل ْأ َشْيَاءِ‏<br />

وَعِل َلِهَا يَصِ‏ ل ُ إل َى تَل َافِي مَا شَ‏ ذ َّ وَ‏ صَل َاح ِ مَا ف َسَدَ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَخْل ُو ا لس َّبَبُ‏ ا ل ْمَا ن ِعُ‏ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َق ْسَام ٍ<br />

وَ‏ إ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ‏ فِي ال ْمَعْنَىا ل ْمُسْتَوْدَ‏ ع ِ فِيهَا .<br />

وَإ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ‏ فِي الس َّامِع ِا ل ْمُسْتَ‏ خْر ِج ِ .<br />

:<br />

:<br />

إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ لِعِل َّةٍ‏ فِي ا ل ْك َل َام ِا ل ْمُتَرْجَم ِ عَنْهَا .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لس َّبَبُ‏ ا ل ْمَا ن ِعُ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهَا لِعِل َّةٍ‏ فِي ال ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْجَم ِ عَنْهَا ل َمْ‏ يَخْ‏ ل ُ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ث َل َاث َةِ‏ أ َحْوَ‏ ال ٍ<br />

لِتَق ْصِير ِ ا لل َّف ْظِ‏ عَنْ‏ ال ْمَعْنَى ف َيَصِيرُ‏ تَق ْصِيرُ‏ ا لل َّف ْظِ‏ عَنْ‏ ذ َ لِكَ‏ ال ْمَعْنَى سَبَبًا مَان ِعًا مِنْ‏ ف َهْم ِ ذ َ لِكَ‏ ال ْمَعْنَى .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ أ َحَدِ‏ وَجْهَيْن ِ إم َّا مِنْ‏ حَصْر ِ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ وَعِي ِّهِ‏ ، وَإ ِم َّا مِنْ‏ بَل َادَ‏ تِهِ‏ وَقِل َّةِ‏ ف َهْمِهِ‏<br />

ال ْ حَال ُ الث َّان ِي<br />

.<br />

:<br />

أ َن ْ يَك ُون َ لِز ِ يَادَةِ‏ ا لل َّف ْظِ‏ عَل َى ال ْمَعْنَى ف َتَصِيرُ‏ ا لز ِّيَادَة ُ عِل َّة ً مَا ن ِعَة ً مِنْ‏ ف َهْم ِ ا ل ْمَق ْصُودِ‏ مِنْهُ‏<br />

وَهَذ َا ق َدْ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ أ َحَدِ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

وَ‏ ال ْ حَال ُ ا لث َّا لِث ُ<br />

: أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَك ُون َ<br />

.<br />

:<br />

إم َّا مِنْ‏ هَذ ْر ِ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ وَ‏ إ ِك ْث َار ِهِ‏ ، وَإ ِم َّا لِسُوءِ‏ ظ َن ِّهِ‏ ب ِف َهْم ِ سَامِعِهِ‏ .<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ لِمُوَا ضَعَةٍ‏ يَق ْصِدُهَا ا ل ْمُتَك َل ِّمُ‏ ب ِك َل َامِهِ‏ ، ف َإ ِذ َا ل َمْ‏ يَعْر ِف ْهَا ا لس َّامِعُ‏ ل َمْ‏ يَف ْهَمْ‏ مَعَا ن ِيَهَا .<br />

وَأ َم َّا تَق ْصِيرُ‏ ا لل َّف ْظِ‏ وَز ِ يَادَ‏ تُهُ‏ ف َمِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْخَا ص َّةِ‏ دُون َ ا ل ْعَام َّةِ‏ ؛ لِأ َن َّك ل َسْت تَ‏ ج ِدُ‏ ذ َ لِكَ‏ عَاما فِي ك ُ ل ِّ ال ْك َل َام ِ ، وَإ ِن َّمَا<br />

تَج ِدُهُ‏ فِي بَعْضِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن ْ عَدَل ْت عَنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُق َص ِّر ِ إل َى ال ْك َل َام ِ ال ْمُسْتَوْفِي ، وَعَنْ‏ ا لز َّا ئِدِ‏ إل َى ال ْك َافِي أ َرَحْت نَف ْسَك مِنْ‏ تَك َل ُّفِ‏ مَا يَكِد ُّ<br />

خَاطِرَك .<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ َق َمْت عَل َى اسْتِ‏ خْرَ‏ اج ِهِ‏ إم َّا لِضَرُورَةٍ‏ دَعَتْك إ ل َيْهِ‏ عِنْدَ‏ إعْوَاز ِ غ َيْر ِهِ‏ ، أ َوْ‏ لِ‏ حَمِي َّةٍ‏ دَاخَل َتْك عِنْدَ‏ تَعَذ ُّر ِ ف َهْمِهِ‏ ، ف َانْظ ُرْ‏<br />

فِي سَبَب ِ ا لز ِّيَادَةِ‏ وَا لت َّق ْصِير ِ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لت َّق ْصِيرُ‏<br />

لِحَصْر ٍ وَا لز ِّ يَادَة ُ لِهَذ ْر ٍ سَهُ‏ ل َ عَل َيْكاسْتِخْرَاجُ‏ ال ْمَعْنَى مِنْهُ‏ ؛ لِأ َن َّ مَا ل َهُ‏ مِنْ‏ ال ْك َل َام ِمَحْ‏ صُو ل ٌ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمُخْتَ‏ ُّل<br />

مِنْهُ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِنْ‏ الص َّحِي ح ِ وَفِي ا ل ْأ َك ْث َر ِ عَل َى ا ل ْأ َق َ ل ِّدَلِي ل ٌ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ ز ِ يَادَة ُ ا لل َّف ْظِ‏ عَل َى ال ْمَعْنَى دَلِيل ًا لِسُوءِ‏ ظ َن ِّ ا ل ْمُتَك َل ِّم ِ ب ِف َهْم ِ ا لس َّامِع ِ ك َان َ اسْتِخْرَاجُهُ‏ أ َسْهَ‏ ل َ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُ‏ ا لل َّف ْظِ‏ عَنْ‏ ال ْمَعْنَى لِسُوءِ‏ ف َهْم ِ ال ْمُتَك َل ِّم ِ ف َهُوَ‏ أ َ صْعَبُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ حَال ًا ، وَأ َبْعَدُهَااسْتِ‏ خْرَ‏ اجًا ؛ لِأ َن َّ مَا ل َمْ‏<br />

يَف ْهَمْهُ‏ مُك َل ِّمُك ف َأ َ نْتَ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهِ‏ أ َ بْعَدُ‏ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ ب ِف َرْطِ‏ ذ َك َا ئِك وَجَوْدَةِ‏ خَاطِر ِك تَتَنَب َّهُ‏ ب ِإ ِشَارَ‏ تِهِ‏ عَل َى اسْتِنْبَاطِ‏ مَا عَ‏ جَزَ‏<br />

عَنْهُ‏ وَ‏ اسْتِ‏ خْرَاج ِ مَا ق َص َّرَ‏ فِيهِ‏ ف َتَك ُون ُ ف َضِيل َة ُ ا لِاسْتِيف َاءِ‏ ل َك وَحَق ُّ ا لت َّق َد ُّم ِ ل َهُ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُوَ‏ ا ضَعَة ُ ف َضَرْ‏ بَانِ‏<br />

: عَام َّة ٌ وَ‏ خَا ص َّة ٌ .<br />

أ َم َّا ا ل ْعَام َّة ُ ف َه ِيَ‏ مُوَا ضَعَة ُ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ فِيمَا جَعَل ُوهُ‏ أ َ ل ْق َا بًا لِمَعَانٍ‏ ل َا يَسْتَغْن ِي ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ عَنْهَا وَل َا يَقِفُ‏ عَل َى مَعْنَى ك َل َامِه ِمْ‏ إل َّا ب ِهَا<br />

، ك َمَا جَعَ‏ ل َ ال ْمُتَك َل ِّمُون َ ال ْ جَوَ‏ اهِرَ‏ ، وَال ْأ َعْرَاضَ‏ وَال ْأ َجْسَامَ‏ أ َ ل ْق َا بًا تَوَا ضَعُوهَا لِمَعَانٍ‏ ات َّف َق ُوا عَل َيْهَا .<br />

وَل َسْت تَج ِدُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعُل ُوم ِ عِل ْمًا يَخْل ُو مِنْ‏ هَذ َا<br />

.<br />

وَهَذِهِ‏ ا ل ْمُوَا ضَعَة ُ ا ل ْعَام َّة ُ تُسَم َّى عُرْف ًا .<br />

وَأ َم َّا ال ْ خَا ص َّة ُ ف َمُوَا ضَعَة ُ ا ل ْوَ‏ احِدِ‏ يَق ْصِدُ‏ ب ِبَاطِن ِ ك َل َامِهِ‏ غ َيْرَ‏ ظ َاهِر ِهِ‏ .


ف َإ ِذ َا ك َانَتْ‏ فِي ال ْك َل َام ِ ك َانَتْ‏ رَمْزًا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ فِي الش ِّعْر ِ ك َانَتْ‏ ل ُغْزًا .<br />

ف َأ َم َّا ا لر َّمْزُ‏ ف َل َسْت تَج ِدُهُ‏ فِي عِل ْم ٍ مَعْنَو ِي ٍّ ، وَل َا فِي ك َل َام ٍ ل ُغَو ِي ٍّ وَإ ِن َّمَا يَ‏ خْتَص ُّ غ َالِبًا ب ِأ َحَ‏ دِ‏ شَيْئ َيْن ِ إم َّا ب ِمَذ ْهَب ٍ شَن ِيع ٍ :<br />

يُ‏ خْفِيهِ‏ مُعْتَقِدُهُ‏ وَيَ‏ جْعَ‏ ل ُ الر َّمْزَ‏ سَبَبًا لِتَط َل ُّع ِ الن ُّف ُو س ِ إ ل َيْهِ‏ وَاحْتِمَال ِ ا لت َّأ ْو ِي ل ِ فِيهِ‏ سَبَبًا لِدَف ْع ِ ا لت ُّهْمَةِ‏ عَنْهُ‏ .<br />

وَإ ِم َّا لِمَا يَد َّعِيأ َ رْ‏ بَا بُهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ عِل ْ مٌمُعْو ِ زٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ إدْرَ‏ اك َهُبَ‏ دِيعٌمُعْ‏ ج ِزٌ‏ ، ك َا لص َّنْعَةِ‏ ال َّتِي وَ‏ ضَعَهَا أ َرْ‏ بَا بُهَا اسْمًا لِعِل ْم ِ ال ْكِيمْيَاءِ‏<br />

ف َرَمَزُو ا ب ِأ َوْ‏ صَافِهِ‏ ، وَأ َخْف َوْا مَعَا ن ِيَهُ‏ ؛ لِيُوهِمُوا الش ُّ ح َّ ب ِهِ‏ وَ‏ ال ْأ َسَفَ‏ عَل َيْهِ‏ خَدِ‏ يعَة ً لِل ْعُق ُول ِ ال ْوَ‏ اهِيَةِ‏ وَال ْآرَاءِ‏ ا ل ْف َاسِدَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : مُن ِعْتُ‏ شَيْئ ًا ف َأ َك ْث َرْت ال ْوَل ُوعَ‏ ب ِهِ‏ أ َحَب ُّ شَيْءٍ‏ إل َى ال ْإ ِنْسَانِ‏ مَا مُن ِعَا ث ُ م َّ لِيَك ُونُوا بُرَ‏ اءً‏ مِنْ‏ عُهْدَةِ‏ مَا<br />

ق َا ل ُوهُ‏ إذ َا جُر ِّبَ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ك َان َ مَا تَضَم َّنَ‏ هَذ َ يْن ِا لن َّوْعَيْن ِ ، وَأ َشْبَاهِه ِمَا مِنْ‏ الر ُّمُوز ِ مَعْنًى صَ‏ حِي حًا وَعِل ْمًا مُسْتَف َادً‏ ا ل َ خَرَجَ‏ مِنْ‏ الر َّمْز ِ ا ل ْ خَفِي ِّ<br />

إل َى ا ل ْعِل ْم ِ ال ْ جَلِي ِّ ، ف َإ ِن َّ أ َغ ْرَاضَ‏ ا لن َّا س ِ مَعَ‏ اخْتِل َافِ‏ أ َهْوَ‏ ائِه ِمْ‏ ل َا تَت َّفِقُ‏ عَل َى سَتْر ِ سَلِيم ٍ وَإ ِخْف َاءِ‏ مُفِيدٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َزُهَيْرٌ‏ : ا لس َّتْرُ‏ دُون َ ا ل ْف َاحِشَاتِ‏ وَل َا يَل ْق َاك دُون َال ْ خَيْر ِ مِنْ‏ سَتْر ِ وَرُب َّمَا ا ُسْتُعْمِ‏ ل َ ا لر َّمْزُ‏ مِنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ فِيمَا يُرَ‏ ادُ‏<br />

تَف ْ خِيمُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَعَا ن ِي ، وَ‏ تَعْظِيمُهُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ ؛ لِيَك ُون َ أ َحْل َى فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ مَوْقِعًا ، وَ‏ أ َجَ‏ ل َّ فِي الن ُّف ُو س ِ مَوْضِعًا ، ف َيَصِيرُ‏<br />

ب ِا لر َّمْز ِ سَائِرًا وَفِي الص ُّ حُفِ‏ مُخَل َّدًا .<br />

ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ فِيث َاغ ُورْ‏ سَ‏ فِي وَ‏ صَايَاهُ‏ ا ل ْمَرْمُوزَةِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : احْف َظ ْ مِيزَانَك مِنْ‏ ا ل ْبَذِيءِ‏ ، وَ‏ أ َوْزَ‏ انَك مِنْ‏ ا لص َّدِيءِ‏ .<br />

يُر ِيدُ‏ ب ِ حِف ْظِ‏ ا ل ْمِيزَ‏ انِ‏ مِنْ‏ ال ْبَذِيءِ‏ حِف ْظ َ ا لل ِّسَانِ‏ مِنْ‏ ال ْخَنَا ، وَحِف ْظِ‏ ال ْأ َوْزَانِ‏ مِنْ‏<br />

الص َّدَى حِف ْظ َ ا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ‏ ال ْهَوَى .<br />

ف َصَارَ‏ ب ِهَذ َا ا لر َّمْز ِ مُسْتَحْسَنًا وَمُدَو َّنًا وَ‏ ل َوْ‏ ق َا ل َهُ‏ ب ِا لل َّف ْظِ‏ الص َّر ِ ي ح ِ وَال ْمَعْنَى الص َّ حِي ح ِ ، ل َمَا سَارَ‏ عَنْهُ‏ ، وَل َاا ُسْتُ‏ حْسِنَ‏ مِنْهُ‏ .<br />

وَعِل َّة ُ ذ َ لِكَ‏ أ َن َّ ا ل ْمَحْ‏ جُوبَ‏ عَنْ‏ ال ْأ َف ْهَام ِ ك َا ل ْمَحْ‏ جُوب ِ عَنْ‏ ال ْأ َبْصَار ِ فِيمَا يَحْصُ‏ ل ُ ل َهُ‏ فِي ا لن ُّف ُو س ِ مِنْ‏ الت َّعْظِيم ِ ، وَفِي<br />

ا ل ْق ُل ُوب ِ مِنْ‏ الت َّف ْخِيم ِ .<br />

وَمَا ظ َهَرَ‏ مِنْهَا وَل َمْيَ‏ حْتَ‏ ج ِبْ‏ هَان َ وَاسْتُرْذِل َ ، وَهَذ َا إن َّمَا يَصِ‏ ح ُّاسْتِ‏ حْل َاؤُهُ‏ فِيمَا ق َ ل َّ وَهُوَ‏ ب ِالل َّف ْظِ‏ الص َّر ِي ح ِ مُسْتَق َ ٌّل .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْعُل ُومُ‏ ا ل ْمُنْتَشِرَة ُ ال َّتِي تَتَط َل َّعُ‏ ا لن ُّف ُو سُ‏ إل َيْهَا ف َق َدْ‏ اسْتَغْنَتْ‏ ب ِق ُو َّةِ‏ ا ل ْبَاعِثِ‏ عَل َيْهَا وَشِد َّةِ‏ الد َّاعِي إل َيْهَا عَنْ‏ ا لِاسْتِدْعَاءِ‏<br />

إل َيْهَا ب ِرَمْز ٍ مُسْتَ‏ حْ‏ ل ٍ وَ‏ ل َف ْظٍ‏ مُسْتَغْرَب ٍ .<br />

بَل ْ ذ َ لِكَ‏ مُنَف ِّرٌ‏ عَنْهَا ؛ لِمَا فِي ا لت َّشَاغ ُ ل ِ ب ِاسْتِخْرَاج ِ رُمُو ز ِهَا مِنْ‏ ال ْإ ِبْط َاءِ‏ عَنْ‏ إدْرَاكِهَا ، ف َهَذ َا حَال ُ ا لر َّمْز ِ .<br />

وَأ َم َّا ا لل ُّغْزُ‏ ف َهُوَ‏ تَحَر ِّي أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْف َرَا غ ِ وَشُغْ‏ ل ُ ذ َو ِي ال ْبَط َا ل َةِ‏ ؛ لِيَتَنَاف َسُوا فِي تَبَا يُن ِ ق َرَائِ‏ حِه ِمْ‏ ، وَيَتَف َاخَرُوا فِي سُرْعَةِ‏<br />

خَوَ‏ اطِر ِهِمْ‏ ، ف َيَسْتَكِد ُّو ا خَوَ‏ اطِرَ‏ ق َدْ‏ مُن ِ حُو ا صِح َّتَهَا فِيمَا ل َا يُجْدِي نَف ْعًا وَل َا يُفِيدُ‏ عِل ْمًا ، ك َأ َهْ‏ ل ِ الص ِّرَا ع ِ ال َّذِينَ‏ ق َدْ‏<br />

صَرَف ُو ا مَا مُن ِ حُوهُ‏ مِنْ‏ صِ‏ ح َّةِأ َجْسَامِه ِمْ‏ إل َى صِرَا ع ٍ ك َدُودٍ‏ يَصْرَ‏ عُ‏ عُق ُول َهُمْ‏ وَيَه ِد ُّ أ َجْسَامَهُمْ‏ وَل َا يُك ْسِبُهُمْ‏ حَمْدًا وَل َا<br />

يُجْدِي عَل َيْه ِمْ‏ نَف ْعًا .<br />

ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى ق َوْل ِ الش َّاعِر : رَ‏ جُ‏ ل ٌ مَاتَ‏ وَخَل َّفَ‏ رَجُل ًا ا بْنَ‏ أ ُم ِّ ا بْنَ‏ أ َب ِي أ ُخْتِ‏ أ َ ب ِيهِ‏ مَعَهُ‏ أ ُم ُّ بَن ِي أ َوْل َادِهِ‏ وَأ َبَا أ ُخْتِ‏ بَن ِي عَ‏ م ِّ أ َخِيهِ‏<br />

أ َخْبَرَن ِي عَنْ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْبَيْتَيْن ِ وَق َدْ‏ رَو َّعَك صُعُو بَة ُ مَا تَضَم َّنَهُمَا مِنْ‏ الس ُّؤَال ِ .<br />

إذ َا سْتَك ْدَ‏ يْتَا ل ْفِك ْرَ‏ فِي اسْتِ‏ خْرَ‏ اج ِهِ‏ ف َعَلِمْت أ َ ن َّهُ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ مَيْتًا خَل َّفَ‏ أ َبًا وَزَوْجَة ً وَعَما ، مَا ال َّذِي أ َف َادَك مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ وَنَف َى<br />

عَنْك مِنْ‏ ا ل ْجَهْ‏ ل ِ ؟ أ َل َسْت بَعْدَ‏ عِل ْمِهِ‏ تَ‏ جْهَ‏ ل ُ مَا ك ُنْت جَاهِل ًا مِنْ‏ ق َبْلِهِ‏ ؟ وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّ ا لس َّا ئِ‏ ل َ ق َل َبَ‏ ل َك الس ُّؤَال َ ف َأ َخ َّرَ‏ مَا ق ُد ِّمَ‏<br />

وَق َد َّمَ‏ مَا أ ُخ ِّرَ‏ ل َك ُنْت فِيال ْ جَهْ‏ ل ِ ب ِهِ‏ ق َبْ‏ ل َاسْتِدْرَاج ِهِ‏ ك َمَا ك ُنْت فِي ال ْجَهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َو َّل ِ وَق َدْ‏ ك َدَدْت نَف ْسَك ، وَأ َتْعَبْت خَاطِرَك<br />

ث ُ م َّ ل َا تَعْدَمُ‏ أ َن ْ يَر ِدَ‏ عَل َيْك مِث ْ ل ُ هَذ َا مِم َّا تَ‏ جْهَل ُهُ‏ ف َتَك ُون ُ فِيهِ‏ ك َمَا ك ُنْت ق َبْل َهُ‏<br />

ف َاصْر ِفْ‏ نَف ْسَك - تَوَل َّى ا لل َّهُ‏ رُشْدَك - عَنْ‏ عُل ُوم ِ الن َّوْك َى وَ‏ تَك َل ُّفِ‏ ا ل ْبَط َّا لِينَ‏ .<br />

.


ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مِنْ‏ حُسْن ِ إسْل َام ِا ل ْمَرْءِ‏ تَرْك ُهُ‏ مَا ل َا يَعْن ِيهِ‏ { .<br />

ث ُ م َّ اجْعَل ْ مَا مَن َّ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ عَل َيْك مِنْ‏ صِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْق َر ِيحَةِ‏ وَسُرْعَةِ‏ ال ْ خَاطِر ِ مَصْرُوف ًا إل َى عِل ْم ِ مَا يَك ُون ُ إ نْف َا قُ‏ خَاطِر ِك فِيهِ‏<br />

مَذ ْخُورًا ، وَك َد ُّ فِك ْر ِك فِيهِ‏ مَشْك ُورًا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى<br />

سَعِيدُ‏ بْنُ‏ أ َب ِي هِنْدٍ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ق َال َ<br />

فِيه ِمَا ك َثِيرٌ‏ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ الص ِّ ح َّة ُ وَال ْف َرَاغ ُ<br />

:<br />

ق َال َ : رَسُول ُ الل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} ن ِعْمَتَانِمَغْبُون ٌ<br />

:<br />

. {<br />

وَ‏ نَ‏ حْنُ‏ نَسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ أ َن ْ نُغْبَنَ‏ ب ِف َضْ‏ ل ِ ن ِعْمَتِهِ‏ عَل َيْنَا ، وَ‏ نَجْهَ‏ ل َ نَف ْعَ‏ إحْسَا ن ِهِ‏ إل َيْنَا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏ ال ْف َرَاغ ِ تَك ُون ُ ا لص َّبْوَة ُ .<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ أ َمْضَى يَوْمَهُ‏ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ ق َضَاهُ‏ ، أ َوْ‏ ف َرْض ٍ أ َد َّ اهُ‏ ، أ َوْ‏ مَ‏ جْدٍ‏ أ َ ث َّل َهُ‏ أ َوْ‏ حَمْدٍ‏ حَص َّل َهُ‏ ، أ َوْ‏ خَيْر ٍ<br />

أ َس َّسَهُ‏ أ َوْ‏ عِل ْم ٍ اق ْتَبَسَهُ‏ ، ف َق َدْ‏ عَق َّ يَوْمَهُ‏ وَظ َل َمَ‏ نَف ْسَهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

: ل َق َدْ‏ أ َهَاجَ‏ ا ل ْف َرَا غ ُ عَل َيْك شُغْل ًا وَأ َسْبَابُ‏ ا ل ْبَل َاءِ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َرَا غ ِ ف َهَذ َا تَعْلِي ل ُ مَا فِي ا ل ْك َل َام ِ مِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ<br />

ا ل ْمَا ن ِعَةِ‏ مِنْ‏ ف َهْم ِ مَعَا ن ِيهِ‏ حَت َّى خَرَجَ‏ ب ِنَا ا لِاسْتِيف َاءُ‏ وَال ْك َشْفُ‏ إل َى ال ْإ ِغ ْمَا ِض .<br />

وَأ َم َّا ال ْقِسْمُ‏ الث َّان ِي<br />

مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َق ْسَام ٍ<br />

:<br />

:<br />

وَهُوَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّبَبُا ل ْمَا ن ِعُ‏ مِنْ‏ ف َهْم ِ ا لس َّامِع ِ لِعِل َّةٍ‏ فِي ال ْمَعْنَىا ل ْمُسْتَوْدَ‏ ع ِ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ ال ْمَعْنَى<br />

إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَقِلًّا ب ِنَف ْسِهِ‏ ، أ َوْ‏ يَك ُون َ مُق َد ِّمَة ً لِغَيْر ِهِ‏ ، أ َوْ‏ يَك ُون َ نَتِي جَة ً مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏<br />

.<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُسْتَقِ‏ ل ُّ ب ِنَف ْسِهِ‏ ف َضَرْ‏ بَانِ‏ : جَلِي ٌّ وَخَفِي ٌّ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْ جَلِي ُّ ف َهُوَ‏ يَسْب ِقُ‏ إل َى ف َهْم ِ مُتَصَو ِّر ِهِ‏ مِنْ‏ أ َو َّل ِ وَهْل َةٍ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ هُوَ‏ مِنْ‏ أ َق ْسَام ِ مَا يُشْكِ‏ ل ُ عَل َى مَنْ‏ تَصَو َّرَهُ‏<br />

.<br />

وَأ َم َّا ال ْ خَفِي ُّ ف َيَ‏ حْتَاجُ‏ فِي إدْرَ‏ اكِهِ‏ إل َى ز ِيَادَةِ‏ تَأ َم ُّ ل ٍ وَف َضْ‏ ل ِ مُعَا نَاةٍ‏ لِيَنْ‏ جَلِيَ‏ عَم َّا أ َخْف َى وَ‏ يَنْك َشِفَ‏ عَم َّا أ ُغ ْمِضَ‏ ، وَب ِاسْتِعْمَال ِ<br />

ا ل ْفِك ْر ِ فِيهِ‏ يَك ُون ُا لِارْ‏ تِيَا ضُ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ ب ِالِارْ‏ تِيَاض ِ ب ِهِ‏ يَسْهُ‏ ل ُ مِنْهُ‏ مَا ا ُسْتُصْعِبَ‏ وَ‏ يَق ْرَبُ‏ مِنْهُ‏ مَا بَعُ‏ دَ‏ ، ف َإ ِن َّ لِلر ِّ يَا ضَةِ‏ جَرَ‏ اءَة ً<br />

وَ‏ لِلد ِّرَ‏ ا يَةِ‏ تَأ ْثِيرًا ، وَأ َم َّا مَا ك َان َ مُق َد ِّمَة ً لِغَيْر ِهِ‏ ف َضَرْ‏ بَانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : أ َن ْ تَق ُومَ‏ ا ل ْمُق َد ِّمَة ُ ب ِنَف ْسِهَا وَ‏ إ ِن ْ تَعَد َّتْ‏ إل َى غ َيْر ِهَا ،<br />

ف َتَك ُون ُ ك َا ل ْمُسْتَقِ‏ ل ِّ ب ِنَف ْسِهِ‏ فِي تَصَو ُّر ِهِ‏ وَف َهْمِهِ‏ مُسْتَدْعِيًا لِنَتِي جَتِهِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ مُف ْتَقِرًا إل َى نَتِي جَتِهِ‏ ف َيَتَعَذ َّرُ‏ ف َهْمُ‏ ال ْمُق َد ِّمَةِ‏ إل َّا ب ِمَا يَتْبَعُهَا مِنْ‏ الن َّتِي جَةِ‏ ؛ لِأ َن َّهَا تَك ُون ُ بَعْضًا وَتَبْعِيضُ‏<br />

ال ْمَعْنَى أ َشْك َ ل ُ ل َهُ‏ وَ‏ بَعْضُهُ‏ ل َا يُغْن ِي عَنْ‏ ك ُل ِّهِ‏ ، وَأ َم َّا مَا ك َان َ نَتِي جَة ً لِغَيْر ِهِ‏ ف َهُوَ‏ ل َا يُدْرَكُ‏ إ ل َّا ب ِأ َو َّ لِهِ‏ وَل َا يُتَصَو َّرُ‏ عَل َى حَقِيق َتِهِ‏<br />

إل َّا ب ِمُق َد ِّمَتِهِ‏ وَا لِاشْتِغَال ُ ب ِهِ‏ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْمُق َد ِّمَةِ‏ عَنَاءٌ‏ ، وَإ ِتْعَابُا ل ْفِك ْر ِ فِياسْتِنْبَاطِهِ‏ ق َبْ‏ ل َ ق َاعِدَ‏ تِهِإ يذ َ اءٌ‏ .<br />

ف َهَذ َا يُوَض ِّ حُ‏ تَعْلِي ل َ مَا فِي ا ل ْمَعَا ن ِي مِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهَا<br />

وَأ َم َّا ال ْقِسْمُ‏ ا لث َّا لِث ُ<br />

أ َحَدُهُمَا مِنْ‏ ذ َ ا تِهِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

.<br />

:<br />

:<br />

. مِنْ‏ ط َار ِئ ٍ عَل َيْهِ‏ :<br />

ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مِنْ‏ ذ َ ا تِهِ‏ ف َيَتَنَو َّ عُ‏ نَوْعَيْن ِ<br />

بَعْدَ‏ تَصَو ُّر ِهِ‏ وَف َهْمِهِ‏<br />

:<br />

وَهُوَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّبَبُ‏ ا ل ْمَا ن ِعُ‏ لِعِل َّةٍ‏ فِيا ل ْمُسْتَمِع ِ ف َذ َ لِكَ‏ ضَرْبَانِ‏ .<br />

: أ َحَدَهُمَا<br />

مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ‏ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى ، وَ‏ الث َّان ِيَ‏<br />

:<br />

.<br />

ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ‏ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى وَف َهْمِهِ‏ ف َهُوَ‏ ا ل ْبَل َادَة ُ وَقِل َّة ُ ا ل ْفِط ْنَةِ‏ وَهُوَ‏ ا لد َّ اءُ‏ ا ل ْعَيَاءُ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

مَا ك َان َ مَان ِعًا مِنْ‏ حِف ْظِهِ‏<br />

إذ َا ف َق َدَ‏ ا ل ْعَالِمُ‏ الذ ِّهْنَ‏ ق َ ل َّ عَل َى ال ْأ َضْدَادِ‏ احْتِ‏ جَاجُهُ‏ ، وَك َث ُرَ‏ إل َى ا ل ْك ُتُب ِ احْتِيَاجُهُ‏ .


:<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ بُلِيَ‏ ب ِهِ‏ إل َّا الص َّبْرُ‏ وَال ْإ ِق ْل َال ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ عَل َى ا ل ْق َلِي ل ِ أ َق ْدَ‏ رُ‏ ، وَب ِالص َّبْر ِ أ َحْرَى أ َن ْ يَنَال َ وَ‏ يَظ ْف َرَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ق َد ِّمْ‏ لِ‏ حَاجَتِك بَعْضَ‏ ل َ جَاجَتِك .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَق ْدِرُ‏ عَل َى ا لص َّبْر ِ مَنْ‏ هَذ َا حَا ل ُهُ‏ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ غ َا لِبَ‏ الش َّهْوَةِ‏ ، بَعِيدَ‏ ا ل ْه ِم َّةِ‏ ، ف َيُشْعِرُ‏ ق َل ْبَهُ‏ الص َّبْرَ‏ ؛ لِق ُو َّةِ‏ شَهْوَ‏ تِهِ‏ ،<br />

وَجَسَدَهُ‏ احْتِمَال َ ا لت َّعَب ِ ؛ لِبُعْدِ‏ هِم َّتِهِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا تَل َو َّحَ‏ ل َهُ‏ ال ْمَعْنَى ب ِمُسَاعَدَةِ‏ الش َّهْوَةِ‏ أ َعْق َبَهُ‏ ذ َلِكَ‏ إل ْ حَاحُ‏ ا ل ْ آمِلِينَ‏ وَ‏ نَشَاط ُا ل ْمُدْر ِكِينَ‏ ف َق َ ل َّ عِنْدَهُ‏ ك ُ ل ُّ ك َثِير ٍ ، وَسَهُ‏ ل َ<br />

عَل َيْهِ‏ ك ُ ل ُّ عَسِير ٍ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

مَا تَهْوُون َ إل َّا ب ِتَرْكِ‏ مَا تَشْتَهُون َ<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

ل َا تَنَا ل ُون َ مَا تُحِب ُّون َ إل َّا ب ِالص َّبْر ِ عَل َى مَا تَك ْرَهُون َ ، وَل َا تَبْل ُغُون َ<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ أ َتْعِبْ‏ ق َدَمَك ، ف َإ ِن ْ تَعِبَ‏ ق َد َّمَك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ إذ َا اشْتَ‏ د َّ ا ل ْك َل َفُ‏ ، هَانَتْ‏ ال ْك ُل َفُ‏ ، وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

وَجْهَهُ‏<br />

:<br />

- : ل َا تَعْ‏ ج ِزَن َّ وَل َا يَدْخُل ْك مُضْ‏ ج ِرَة ٌ ف َا لن ُّ جْ‏ حُ‏ يَهْلِكُ‏ بَيْنَا ل ْعَ‏ جْز ِ وَا لض َّ جَر ِ<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمَا ن ِعُ‏ مِنْ‏ حِف ْظِهِ‏ بَعْدَ‏ تَصَو ُّر ِهِ‏ وَف َهْمِهِ‏ ف َهُوَ‏ ا لن ِّسْيَان ُ ال ْ حَادِث ُ عَنْ‏ غ َف ْل َةِ‏ ا لت َّق ْصِير ِ وَإ ِهْمَال ِ الت َّوَان ِي .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ بُلِيَ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يَسْتَدْر ِكَ‏ تَق ْصِيرَهُ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ الد َّرْ‏ س ِ وَ‏ يُوقِظ َ غ َف ْل َتَهُ‏ ب ِإ ِدَ‏ امَةِ‏ ا لن َّظ َر ِ .<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ ل َا يُدْ‏ ر ِكُ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ مَنْ‏ ل َا يُطِي ل ُ دَرْسَهُ‏ ، وَيَك ُد ُّ نَف ْسَهُ‏ .<br />

وَك َث ْرَة ُ الد َّرْ‏ س ِ ك َ دُودٌ‏ ل َا يَصْب ِرُ‏ عَل َيْهِ‏ إل َّا مَنْ‏ يَرَى ا ل ْعِل ْمَ‏ مَغْنَمًا ، وَ‏ ال ْ جَهَا ل َة َ مَغْرَمًا .<br />

ف َيَ‏ حْتَمِ‏ ل ُ تَعَبَ‏ ا لد َّرْ‏ س ِ لِيُدْر ِكَ‏ رَ‏ احَة َا ل ْعِل ْم ِ وَيَنْفِي عَنْهُ‏ مَعَر َّة َال ْ جَهْ‏ ل ِ .<br />

.<br />

ف َإ ِن َّ نَيْ‏ ل َ ا ل ْعَظِيم ِ ب ِأ َمْر ٍ عَظِيم ٍ ، وَعَل َى ق َدْر ِ ا لر َّغ ْبَةِ‏ تَك ُون ُا ل ْمَط َالِبُ‏ ، وَب ِ حَسَب ِ ا لر َّ احَةِ‏ يَك ُون ُ ا لت َّعَبُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ ط َل َبُ‏ ا لر َّ احَةِ‏ قِل َّة ُ الِاسْتِرَاحَةِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : أ َك ْمَ‏ ل ُ ا لر َّ احَةِ‏ مَا ك َانَتْ‏ عَنْ‏ ك َ د ِّ ا لت َّعَب ِ ، وَ‏ أ َعَز ُّا ل ْعِل ْم ِ مَا ك َان َ عَنْ‏ ذ ُل ِّ ا لط َّل َب ِ .<br />

وَرُب َّمَااسْتَث ْق َ ل َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ الد َّرْ‏ سَ‏ وَال ْ حِف ْظ َ وَ‏ ات َّك َ ل َ بَعْدَ‏ ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي عَل َى ا لر ُّجُو ع ِ إل َى ال ْك ُتُب ِ وَا ل ْمُط َا ل َعَةِ‏ فِيهَا عِنْدَ‏<br />

ال ْ حَاجَةِ‏ ف َل َا يَك ُون ُ إل َّا ك َمَنْ‏ أ َط ْل َقَ‏ مَا صَادَهُ‏ ثِق َة ً ب ِا ل ْق ُدْرَةِ‏ عَل َيْهِ‏ بَعْدَ‏ ا لِامْتِنَا ع ِ مِنْهُ‏ ف َل َا تُعْقِبُهُ‏ ا لث ِّق َة ُ إل َّا خَجَل ًا وَا لت َّف ْر ِ يط ُ إل َّا<br />

نَدَمًا .<br />

وَهَذِهِ‏ حَا ل ٌ ق َدْ‏ يَدْعُو إل َيْهَا أ َحَدُ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َشْيَاءِ‏ : إم َّا الض َّ جَرُ‏ مِنْ‏ مُعَا نَاةِال ْ حِف ْظِ‏ وَمُرَ‏ اعَا تِهِ‏ وَط ُول ِ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ فِي الت َّوَف ُّر ِ عَل َيْهِ‏ عِنْدَ‏<br />

نَشَاطِهِ‏ وَف َسَادِ‏ ا لر َّ أ ْي ِ فِي عَز ِيمَتِهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَعْل َمُ‏ أ َن َّ ا لض َّ جُورَ‏ خَائِبٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ ا لط َّو ِي ل َ ال ْأ َمَ‏ ل ِمَغْرُو رٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ ا ل ْف َاسِدَ‏ ا لر َّأ ْي ِ مُ‏ صَا بٌ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ فِي أ َمْث َا لِهَا ‏:حَرْفٌ‏ فِي ق َل ْب ِك ، خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َل ْفٍ‏ فِي ك ُتُب ِك .<br />

: وَق َال ُوا<br />

ل َا خَيْرَ‏ فِي عِل ْم ٍ ل َا يَعْبُرُ‏ مَعَك ا ل ْوَ‏ ادِيَ‏ ، وَل َا يُعَم ِّرُ‏ ب ِك ا لن َّادِيَ‏ ، وَأ َنْشَدْت عَنْ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

: عِل ْمِي مَعِي حَيْث ُ مَا يَم َّمْتُ‏ يَنْف َعُن ِي ق َل ْب ِي و ِعَاءٌ‏ ل َهُ‏ ل َا بَط ْنُ‏ صُنْدُوقِي إن ْ ك ُنْت فِي ال ْبَيْتِ‏ ك َان َ ال ْعِل ْمُ‏ فِيهِ‏<br />

مَعِي أ َوْ‏ ك ُنْت فِي ا لس ُّو ق ِ ك َان َ ال ْعِل ْمُ‏ فِي الس ُّو ق ِ وَرُب َّمَا اعْتَنَى ا ل ْمُتَعَل ِّمُب ِال ْ حِف ْظِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَصَو ُّ ر ٍ وَل َا ف َهْم ٍ حَت َّى يَصِيرَ‏<br />

حَافِظ ًا لِأ َ ل ْف َاظِ‏ ا ل ْمَعَان ِي ق َي ِّمًا ب ِتِل َاوَتِهَا .<br />

وَهُوَ‏ ل َا يَتَصَو َّرُهَا وَل َا يَف ْهَمُ‏ مَا تَضَم َّنَهَا يَرْو ِي ب ِغَيْر ِ رَو ِ ي َّةٍ‏ ، وَيُ‏ خْب ِرُ‏ عَنْ‏ غ َيْر ِ خِبْرَةٍ‏ .<br />

ف َهُوَ‏ ك َا ل ْكِتَاب ِ ال َّذِي ل َا يَدْف َعُ‏ شُبْهَة ً ، وَل َا يُؤَي ِّدُ‏ حُ‏ ج َّة ً .


وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َن َّهُ‏ ق َال َ : } هِم َّة ُ الس ُّف َهَاءِ‏ الر ِّوَا يَة ُ وَهِم َّة ُ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ا لر ِّعَا يَة ُ { .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ك ُونُوا لِل ْعِل ْم ِ رُعَاة ً ، وَل َا تَك ُونُوا ل َهُ‏ رُوَاة ً ، ف َق َدْ‏ يَرْعَو ِي مَنْ‏ ل َا يَرْو ِي ، وَيَرْو ِي مَنْ‏<br />

ل َا يَرْعَو ِي .<br />

وَحَد َّث َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ ب ِحَدِ‏ يثٍ‏ ف َق َال َ ل َهُ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ<br />

: يَا أ َبَا سَعِيدٍ‏ ، عَم َّنْ‏ ؟ ق َال َ : مَا تَصْنَعُ‏ ب ِعَم َّنْ‏ ، أ َم َّا أ َ نْتَ‏ ف َق َدْ‏ نَال َتْك<br />

عِظ َتُهُ‏ ، وَق َامَتْ‏ عَل َيْك حُ‏ ج َّتُهُ‏ .<br />

وَرُب َّمَا اعْتَمَدَ‏ عَل َى حِف ْظِهِ‏ وَ‏ تَصَو ُّر ِهِ‏ ، وَ‏ أ َغ ْف َ ل َ تَق ْي ِيدَ‏ ا ل ْعِل ْم ِ فِي ك ُتُب ِهِ‏ ثِق َة ً ب ِمَا اسْتَق َر َّ فِي ذِهْن ِهِ‏ وَهَذ َا خَط َأ ٌ مِنْهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّك ْل َ<br />

مُعْتَر ِضٌ‏ وَا لن ِّسْيَان َ ط َار ِ قٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َنَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ<br />

نَسِيتَ‏ إل َى مَا ك َتَبْتَ‏<br />

} :<br />

ق َي ِّدُوا ا ل ْعِل ْمَ‏ ب ِا ل ْكِتَاب ِ<br />

. {<br />

. {<br />

} رَجُل ًا شَك َا إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ا لن ِّسْيَان َ ف َق َال َ ل َهُ‏ : اسْتَعْمِل ْ يَدَك ، أ َيْ‏ ا ُك ْتُبْ‏ حَت َّى تَرْج ِعَ‏ إذ َا<br />

وَق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ‏ أ َحْمَدَ‏<br />

: اجْعَل ْ مَا فِي ال ْك ُتُب ِ رَأ ْ سَ‏ ا ل ْمَال ِ ، وَمَا فِيا ل ْق َل ْب ِ ا لن َّف َق َة َ .<br />

وَق َال َمَهْبُودٌ‏ .<br />

ل َوْل َا مَا عَق َدَ‏ تْهُ‏ ال ْك ُتُبُ‏ مِنْ‏ تَ‏ جَار ِب ِ ا ل ْأ َو َّ لِينَ‏ ، ل َانْحَ‏ ل َّ مَعَ‏ الن ِّسْيَانِ‏ عُق ُودُ‏ ا ل ْآخِر ِ ينَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

وَأ َم َّا ا لط َّوَ‏ ار ِئُ‏ ف َنَوْعَانِ‏<br />

إن َّ هَذِهِ‏ ال ْ آدَابَ‏ نَوَ‏ افِرُ‏ تَن ِد ُّ عَنْ‏ عَق ْ ل ِ ال ْأ َذ ْهَانِ‏ ف َاجْعَل ُوا ال ْك ُتُبَ‏ عَنْهَا حُمَاة ً ، وَال ْأ َق ْل َامَ‏ ل َهَا<br />

رُعَاة ً .<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا ‏:شُبْهَة ٌ تَعْتَر ِ ضُ‏ ال ْمَعْنَى ف َتَمْنَعُ‏ عَنْ‏<br />

نَف َس ِ تَصَو ُّر ِهِ‏ وَ‏ تَدْف َعُ‏ عَنْ‏ إدْرَ‏ اكِ‏ حَقِيق َتِهِ‏ ، ف َيَنْبَغِي أ َن ْ يُز ِ ي ل َ تِل ْكَ‏ ا لش ُّبْهَة َ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ب ِالس ُّؤَال ِ وَا لن َّظ َر ِ ؛ لِيَصِ‏ ل َ إل َى تَصَو ُّر ِ<br />

ال ْمَعْنَى وَإ ِدْرَاكِ‏ حَقِيق َتِهِ‏ .<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ل َا تُخْ‏ ل ِ ق َل ْبَك مِنْ‏ ا ل ْمُذ َاك َرَةِ‏ ف َتَعُدْ‏ عَقِيمًا ، وَل َا تُعْفِ‏ ط َبْعَك مِنْ‏ ا ل ْمُنَاظ َرَةِ‏ ف َيَعُدْ‏ سَقِيمًا .<br />

وَق َال َ بَش َّا رُ‏ بْنُ‏ بُرْدٍ‏ : شِف َاءُ‏ ال ْعَمَى ط ُول ُ ا لس ُّؤَ‏ ال ِ وَإ ِن َّمَا دَوَ‏ امُ‏ ال ْعَمَى ط ُول ُ ا لس ُّك ُوتِ‏ عَل َى ال ْ جَهْ‏ ل ِ ف َك ُنْ‏ سَائِل ًا عَم َّا عَنَاك<br />

ف َإ ِن َّمَا دُعِيتَ‏ أ َخَا عَق ْ ل ٍ لِتَبْ‏ حَث َ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَالث َّان ِي<br />

: أ َف ْك َا رٌ‏ تُعَار ِ ضُ‏ ا ل ْخَاطِر ِ ف َيَذ ْهَ‏ ل ُ عَنْ‏ تَصَو ُّر ِ ال ْمَعْنَى .<br />

وَهَذ َا سَبَبٌ‏ ق َل َّمَا يَعْرَى مِنْهُ‏ أ َحَدٌ‏ ل َا سِي َّمَا فِيمَنْ‏ ا نْبَسَط َتْ‏ آمَا ل ُهُ‏ وَا ت َّسَعَتْ‏ أ َمَا ن ِيهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ يَقِ‏ ُّل فِيمَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ فِي غ َيْر ِ ا ل ْعِل ْم ِ أ َرَبٌ‏ ، وَل َا فِيمَا سِوَ‏ اهُ‏ هِم َّة ٌ ، ف َإ ِن ْ ط َرَ‏ أ َتْ‏ عَل َى ال ْإ ِنْسَانِ‏ ل َمْ‏ يَق ْدِرْ‏ عَل َى مُك َابَرَةِ‏<br />

نَف ْسِهِ‏ عَل َى ا ل ْف َهْم ِ وَغ َل َبَةِ‏ ق َل ْب ِهِ‏ عَل َى ا لت َّصَو ُّر ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْق َل ْبَ‏ مَعَ‏ ال ْإ ِك ْرَاهِ‏ أ َشَد ُّ نُف ُو رً‏ ا ، وَأ َ بْعَدُ‏ ق َبُول ًا .<br />

وَق َدْ‏ جَاءَ‏ ا ل ْأ َ ث َرُ‏ ب ِأ َن َّ ا ل ْق َل ْبَ‏ إذ َا أ ُك ْر ِهَ‏ عَمِيَ‏ ، وَ‏ ل َكِنْ‏ يَعْمَ‏ ل ُ فِي دَف ْع ِ مَا ط َرَ‏ أ َ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ هَ‏ م ٍّ مُذ ْهِ‏ ل ٍ أ َوْ‏ فِك ْر ٍ ق َاطِع ٍ لِيَسْتَج ِي ‏َب<br />

ل َهُ‏ ال ْق َل ْبُ‏ مُطِيعًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِمُغْن ٍ فِي ا ل ْمَوَد َّةِ‏ شَافِعٌ‏ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ بَيْنَ‏ الض ُّل ُو ع ِ شَفِيعُ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْحُك َمَاءِ‏ : إن َّ لِهَذِهِ‏<br />

ا ل ْق ُل ُوب ِ تَنَاف ُرَ‏ ك َتَنَاف ُر ِا ل ْوَحْش ِ ف َتَأ َل َّف ُوهَا ب ِا لِاق ْتِصَادِ‏ فِي الت َّعْلِيم ِ ، وَا لت َّوَس ُّطِ‏ فِي الت َّق ْدِيم ِ ؛ لِتَحْسُنَ‏ ط َاعَتُهَا ، وَيَدُومَ‏<br />

نَشَاط ُهَا .<br />

ف َهَذ َا تَعْلِي ل ُ مَا فِي ا ل ْمُسْتَمِع ِ مِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ‏ مِنْ‏ ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي .<br />

وَهَا هُنَا قِ‏ سْ‏ مٌ‏ رَاب ِعٌ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ مَعْر ِف َةِ‏ ا ل ْك َل َام ِ وَف َهْم ِ مَعَان ِيهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َكِن َّهُ‏ ق َدْ‏ يُعَر َّى مِنْ‏ بَعْض ِ ا ل ْك َل َام ِ ، ف َلِذ َلِكَ‏ ل َمْ‏ يَدْخُل ْ فِي جُمْل َةِ‏ أ َق ْسَامِهِ‏ ، وَ‏ ل َمْنَسْتَ‏ ج ِزْا ل ْإ ِخْل َال َ ب ِذِك ْر ِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ مِنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ<br />

مَا ك َان َ مَسْمُوعًا ل َا يَحْتَاجُ‏ فِي ف َهْمِهِ‏ إل َى تَأ َم ُّ ل ِال ْ خَط ِّ ب ِهِ‏ .


وَال ْمَان ِعُ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهِ‏ هُوَ‏ عَل َى مَا ذ َك َرْنَا مِنْ‏ أ َق ْسَامِهِ‏ وَمِنْهُ‏ مَا ك َان َ مُسْتَوْدَعًا ب ِال ْ خَط ِّ ، مَحْف ُوظ ًا ب ِا ل ْكِتَا بَةِ‏ ، مَأ ْخُوذ ًا<br />

ب ِا لِاسْتِ‏ خْرَ‏ اج ِ ، ف َك َان َ ال ْ خَط ُّ حَافِظ ًا ل َهُ‏ وَمُعَب ِّرًا عَنْهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } أ َوْ‏ أ َ ث َارَةٍ‏ مِنْ‏ عِل ْم ٍ { ق َال َ : يَعْن ِيال ْ خَط َّ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ مُ‏ جَاهِدٍ‏ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

ك َثِيرًا<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ<br />

} :<br />

{<br />

يَعْن ِي ال ْخَط َّ .<br />

وَق َال َ جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ يَحْيَى<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />

يُؤْتِيال ْ حِك ْمَة َ مَنْ‏ يَشَاءُ‏<br />

‏:ال ْ خَط ُّ أ َحَدُ‏ ا لل ِّسَا نَيْن ِ ، وَحُسْنُهُ‏ أ َحَدُا ل ْف َصَاحَتَيْن ِ .<br />

‏:ال ْ خَط ُّ سَمْط ُال ْ حِك ْمَةِ‏ ب ِهِ‏ يُف ْصَ‏ ل ُ شُذ ُو رُهَا ، وَ‏ يُنَظ َّمُ‏ مَنْث ُورُهَا .<br />

{ يَعْن ِي ال ْ خَط َّ } وَمَنْ‏ يُؤْتَ‏ ال ْ حِك ْمَة َ ف َق َدْ‏ أ ُو تِيَ‏ خَيْرًا<br />

: ا لل ِّسَان ُ مَ‏ ق ْ صُو رٌ‏ عَل َى ال ْق َر ِيب ِ ا ل ْحَاضِر ِ وَ‏ ا ل ْق َل َمُ‏ عَل َى ا لش َّاهِدِ‏ وَا ل ْغَا ئِب ِ وَهُوَ‏ لِل ْغَا ب ِر ِ ال ْك َا ئِن ِ مِث ْل ُهُ‏<br />

لِل ْق َا ئِم ِ الد َّا ئِم ِ .<br />

وَق َال َ حَكِيمُ‏ ا لر ُّوم ِ ‏:ال ْ خَط ُّ هَنْدَسَة ٌرُو حَان ِي َّة ٌ ، وَ‏ إ ِن ْ ظ َهَرَتْ‏ ب ِ آ ل َةٍ‏ جُسْمَان ِي َّةٍ‏ .<br />

وَق َال َ حَكِيمُ‏ ا ل ْعَرَب ِ<br />

‏:ال ْ خَط ُّأ َ صْ‏ ل ٌ فِي ا لر ُّوح ِ وَ‏ إ ِن ْ ظ َهَرَ‏ ب ِ حَوَا س ِّ ا ل ْجَسَدِ‏ .<br />

وَ‏ اخْتُلِفَ‏ فِي أ َو َّل ِ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ال ْ خَط َّ ف َذ َك َرَ‏ ك َعْبُ‏ ال ْأ َحْبَار ِ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ آدَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ك َتَبَ‏ سَا ئِرَ‏ ال ْك ُتُب ِ ق َبْ‏ ل َ<br />

مَوْ‏ تِهِ‏ ب ِث َل َا ثِمِا ئ َةِ‏ سَنَةٍ‏ فِي طِين ٍ ث ُ م َّ ط َبَ‏ خَهُ‏ ف َل َم َّا غ َر ِق َتْ‏ ال ْأ َرْضُ‏ فِي أ َ ي َّام ِ نُوح ٍ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ - بَقِيَتْ‏ ال ْكِتَا بَة ُ<br />

ف َأ َصَابَ‏ ك ُ ل ُّ ق َوْم ٍ كِتَابَهُمْ‏ .<br />

وَ‏ بَقِيَ‏ ا ل ْكِتَابُ‏ ا ل ْعَرَ‏ ب ِي ُّ إل َى أ َن ْ خَص َّ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِهِ‏ إسْمَاعِي ل َ ف َأ َ صَا بَهُ‏ وَتَعَل َّمَهَا .<br />

وَحَك َى ا بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ إدْ‏ ر ِيسُ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ - وَك َانَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تُعَظ ِّمُ‏ ق َدْرَ‏ ال ْ خَط ِّ وَ‏ تَعُد ُّهُ‏ مِنْ‏<br />

أ َجَ‏ ل ِّ نَافِع ٍ حَت َّى ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />

: بَل َغ َ فِدَ‏ اءُ‏ أ َهْ‏ ل ِ بَدْر ٍ أ َرْ‏ بَعَة ُ آ ل َافٍ‏ حَت َّى إن َّ الر َّجُ‏ ل َ لِيُف َادَى عَل َى أ َ ن َّهُ‏ يُعَل ِّمُا ل ْ خَط َّ ، لِمَا هُوَ‏<br />

مُسْتَقِر ٌّ فِي نُف ُوسِه ِمْ‏ مِنْ‏ عِظ َم ِ خَط َر ِهِ‏ وَجَل َا ل َةِ‏ ق َدْر ِهِ‏ وَظ ُهُور ِ نَف ْعِهِ‏ وَأ َ ث َر ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى لِنَب ِي ِّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ اق ْرَأ ْ وَرَب ُّك ا ل ْأ َك ْرَمُ‏ ال َّذِي عَل َّمَ‏ ب ِا ل ْق َل َم ِ<br />

. {<br />

} :<br />

ف َوَ‏ صَفَ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِال ْك َرَم ِ ، وَ‏ أ َعَد َّ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ ا ل ْعِظ َام ِ ، وَمِنْ‏ آ يَا تِهِ‏ ال ْ ج ِسَام ِ ، حَت َّى أ َق ْسَمَ‏ ب ِهِ‏ فِي كِتَا ب ِهِ‏ ف َق َال َ سُبْحَا نَهُ‏<br />

: وَ‏ تَعَال َى<br />

} ن وَ‏ ا ل ْق َل َم ِ وَمَا يَسْط ُرُون َ<br />

ف َأ َق ْسَمَ‏ ب ِا ل ْق َل َم ِ وَمَا يُ‏ خَط ُّ ب ِا ل ْق َل َم ِ .<br />

. {<br />

وَ‏ اخْتُلِفَ‏ فِي أ َو َّل ِ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِا ل ْعَرَ‏ ب ِي َّةِ‏ ف َذ َك َرَ‏ ك َعْبُ‏ ال ْأ َحْبَار ِ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِهِ‏ آدَم عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ث ُ م َّ وَجَدَهَا بَعْدَ‏<br />

ا لط ُّوف َانِ‏ إسْمَاعِي ل ُ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ‏-وَحَك َى ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِهَا وَوَضَعَهَا<br />

إسْمَاعِي ل ُ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ عَل َى ل َف ْظِهِ‏ وَمَنْطِقِهِ‏ .<br />

وَحَك َى عُرْوَة ُ بْنُ‏ ا لز ُّ بَيْر ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِهَا ق َوْمٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َوَائِ‏ ل ِ أ َسْمَاؤُهُمْ‏ أ َ بْجَدُ‏ ، وَهَو َّزُ‏ ، وَحُط ِّي ،<br />

وَك َل َمُنْ‏ ، وَسَعْف َص ، وَق َرْشَت ، وَك َانُوا مُل ُوكَ‏ مَدْ‏ يَنَ‏<br />

.<br />

وَحَك َى ا بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ فِي ا ل ْمَعَار ِفِ‏ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِا ل ْعَرَ‏ ب ِي ِّ مُرَ‏ امِرُ‏ بْنُ‏ مُر َّة َ مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ال ْأ َنْبَار ِ وَمِنْ‏ ال ْأ َنْبَار ِ انْتَشَرَتْ‏ .<br />

وَحَك َى ا ل ْمَدَا ئِن ِي ُّ أ َن َّ أ َو َّل َ مَنْ‏ ك َتَبَ‏ ب ِهَا مُرَ‏ امِرُ‏ بْنُ‏ مُر َّة َ ، وَ‏ أ َسْل َمُ‏ بْنُ‏ سَدْرَة َ وَعَامِرُ‏ بْنُ‏ حَدْ‏ رَة َ .<br />

ف َمُرَ‏ امِرُ‏ وَ‏ ضَعَ‏ الص ُّوَرَ‏ ، ، وَأ َسْل َمُ‏ ف َص َّ ل َ وَوَصَ‏ ل َ ، وَعَامِرٌ‏ وَ‏ ضَعَ‏ ال ْإ ِعْجَاَم .


وَل َم َّا ك َان َ ال ْ خَط ُّ ب ِهَذ َا ال ْ حَال ِ وَجَبَ‏ عَل َى مَنْ‏ أ َرَادَ‏ حِف ْظ َا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَعْبَأ َ ب ِأ َمْرَ‏ يْن ِ : أ َحَدِهِمَا : تَق ْو ِيمُ‏ ا ل ْحُرُوفِ‏ عَل َى<br />

أ َشْك َا لِهَا ا ل ْمَوْ‏ ضُوعَةِ‏ ل َهَا .<br />

وَالث َّان ِي : ضَبْط ُ مَا اشْتَبَهَ‏ مِنْهَا ب ِا لن ُّق َطِ‏ وَال ْأ َشْك َال ِ ا ل ْمُمَي َّزَةِ‏ ل َهَا .<br />

ث ُ م َّ مَا زَ‏ ادَ‏ عَل َى هَذ َ يْن ِ مِنْ‏ تَحْسِين ِا ل ْ خَط ِّ وَمَل َاحَةِ‏ نَظ ْمِهِ‏ ف َإ ِن َّمَا هُوَ‏ ز ِ يَادَة ُ حَذِ‏ ق ٍ ب ِصَنْعَتِهِ‏ وَ‏ ل َ يْسَ‏ ب ِشَرْطٍ‏ فِي صِ‏ ح َّتِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ عُبَيْدَة َ<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَب َّا س ِ ا ل ْمُبَر ِّدُ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏<br />

:<br />

: حُسْنُال ْ خَط ِّ لِسَان ُ ال ْيَدِ‏ وَ‏ بَهْ‏ جَة ُ ا لض َّمِير ِ .<br />

: رَدَ‏ اءَة ُال ْ خَط ِّ زَمَا نَة ُ ال ْأ َدَب ِ .<br />

ال ْبَيَان ُ فِي ا لل ِّسَانِ‏ وَا ْلخَط ُّ فِي ا ل ْبَنَانِ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِأ َحَدِ‏ شُعَرَ‏ اءِ‏ ال ْبَصْرَةِ‏<br />

:<br />

ا ُعْذ ُرْ‏ أ َخَاك عَل َى نَذ َ ا ل َةِ‏ خَط ِّهِ‏ وَاغ ْفِرْ‏ نَذ َ ال َتَهُ‏ لِ‏ جَوْدَةِ‏ ضَبْطِهِ‏ ف َإ ِذ َا أ َ بَان َ<br />

عَنْ‏ ا ل ْمَعَا ن ِي ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ تَحْسِينُهُ‏ إل َّا ز ِ يَادَة َ شَرْطِهِ‏ وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّا ل ْ خَط َّ ل َيْسَ‏ يُرَادُ‏ مِنْ‏ تَرْكِيب ِهِ‏ إل َّا تَبَي ُّنُ‏ سِمْطِهِ‏ وَمَحَ‏ ل ُّ مَا زَ‏ ادَ‏<br />

عَل َى ا ل ْ خَط ِّ ا ل ْمَف ْهُوم ِ مِنْ‏ تَصْ‏ حِي ح ِ ا ل ْحُرُوفِ‏ وَحُسْن ِ الص ُّورَةِ‏ مَ‏ حَ‏ ل ُّ مَا زَ‏ ادَ‏ عَل َى ا ل ْك َل َام ِا ل ْمَف ْهُوم ِ مِنْ‏ ف َصَاحَةِ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏<br />

وَصِ‏ ح َّةِ‏ ال ْإ ِعْرَاب ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ : حُسْنُ‏ ال ْ خَط ِّ أ َحَدُا ل ْف َصَاحَتَيْن ِ .<br />

وَك َمَا أ َ ن َّهُ‏ ل َا يُعْذ َ رُ‏ مَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ا لت َّق َد ُّمَ‏ فِي ال ْك َل َام ِ أ َن ْ يَط ْرَحَ‏ ا ل ْف َصَاحَة َ وَال ْإ ِعْرَابَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ف َه ِمَ‏<br />

، وَ‏ أ َف ْهَمَ‏ .<br />

ك َذ َلِكَ‏ ل َا يُعْذ َرُ‏ مَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ا لت َّق َد ُّمَ‏ فِي ال ْ خَط ِّ أ َن ْ يَط ْرَحَ‏ تَصْحِي حَ‏ ال ْ حُرُوفِ‏ وَ‏ تَحْسِينَ‏ ا لص ُّورَةِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ف َه ِمَ‏ ، وَ‏ أ َف ْهَمَ‏ .<br />

وَرُب َّمَا تَق َد َّمَ‏ ب ِال ْ خَط ِّ مَنْ‏ ك َان َ ال ْ خَط ُّ مِنْ‏ جُ‏ ل ِّ ف َضَا ئِلِهِ‏ ، وَ‏ أ َشْرَفِ‏ خَصَا ئِلِهِ‏ ، حَت َّى صَارَ‏ عَا لِمًا مَشْهُورًا ، وَسَي ِّدًا مَذ ْك ُورًا<br />

.<br />

غ َيْرَ‏ أ َن َّ ا ل ْعُل َمَاءَ‏ أ َط ْرَحُو ا صَرْفَ‏ ا ل ْه ِم َّةِ‏ إل َى تَحْسِين ِ ال ْ خَط ِّ ؛ لِأ َ ن َّهُيَشْغَل ُهُمْ‏ عَنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ وَ‏ يَق ْط َعُهُمْ‏ عَنْ‏ الت َّوَف ُّر ِ عَل َيْهِ‏<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ تَج ِدُ‏ خُط ُوط َ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ فِي ا ل ْأ َغ ْل َب ِ رَدِ‏ يئ َة ً ل َا يَ‏ خُط ُّ إل َّا مَنْ‏ أ َسْعَدَهُ‏<br />

ا ل ْق َضَاءُ‏<br />

.<br />

.<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ<br />

:<br />

.<br />

مِنْ‏ سَعَادَةِ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ أ َن ْ يَك ُون َ رَدِيءَ‏ ال ْ خَط ِّ ؛ لِأ َن َّ ا لز َّمَان َ ال َّذِي يُف ْن ِيهِ‏ ب ِا ل ْكِتَا بَةِ‏ يَشْغَل ُهُ‏ ب ِال ْحِف ْظِ‏<br />

وَ‏ ا لن َّظ َر ِ<br />

وَ‏ ل َيْسَتْ‏ رَدَاءَة ُ ال ْ خَط ِّ هِيَ‏ ا لس َّعَادَة َ ، وَإ ِن َّمَا الس َّعَادَة ُ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ل َهُ‏ صَار ِفٌ‏ عَنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَعَادَة ُ ذِي ال ْ خَط ِّ ال ْ حَسَن ِ أ َن ْ يَتَشَاغ َ ل َ ب ِتَ‏ حْسِين ِ خَط ِّهِ‏ عَنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ف َمِنْ‏ هَذ َا ا ل ْوَجْهِ‏ صَارَ‏ ب ِرَدَ‏ اءَةِ‏ خَط ِّهِ‏ سَعِيدً‏ ا ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏<br />

تَك ُنْ‏ رَدَ‏ اءَة ُ ال ْ خَط ِّ سَعَادَة ً .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ‏ ك َذ َ لِكَ‏ ف َق َدْ‏ يَعْر ِضُ‏ لِل ْ خَط ِّأ َ سْبَا بٌ‏ تَمْنَعُ‏ مِنْ‏ قِرَ‏ اءَ‏ تِهِ‏ وَمَعْر ِف َتِهِ‏ ك َمَا يَعْر ِضُ‏ لِل ْ ك َل َام ِأ َ سْبَا بٌ‏ تَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهِ‏<br />

وَصِ‏ ح َّتِهِ‏ .<br />

وَال ْأ َسْبَابُ‏ ا ل ْمَا ن ِعَة ُ مِنْ‏ قِرَ‏ اءَةِ‏ ال ْ خَط ِّ وَف َهْم ِ مَا تَضَم َّنَهُ‏ ق َدْ‏ تَك ُون ُ مِنْ‏ ث َمَا ن ِيَةِ‏ أ َوْجُهٍ‏ أ َحَدُهَا : إسْق َاط ُهُ‏ أ َ ل ْف َاظٍ‏ مِنْ‏ أ َ ث ْنَاءِ‏<br />

ال ْك َل َام ِ يَصِيرُ‏ ال ْبَاقِي ب ِهَا مَبْتُورًا ل َا يُعْرَفُاسْتِ‏ خْرَ‏ اجُهُ‏ ، وَل َا يُف ْهَمُ‏ مَعْنَاهُ‏ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ إم َّا مِنْ‏ سَهْو ِ ا ل ْك َا تِب ِ أ َوْ‏ مِنْ‏ ف َسَادِ‏ نَق ْلِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا يَسْهُ‏ ل ُ اسْتِنْبَاط ُهُ‏ عَل َى مَنْ‏ ك َان َ مُرْتَاضًا ب ِذ َلِكَ‏ ا لن َّوْ‏ ع ِ ف َيَسْتَدِل ُّ ب ِ حَوَ‏ اشِي ال ْك َل َام ِ وَمَا سَلِ‏ مَ‏ مِنْهُ‏ عَل َى مَا سَق َط َ أ َوْ‏<br />

ف َسَدَ‏ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ق َ ل َّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َلِمَة َ تَسْتَدْعِي مَا يَلِيهَا وَمَعْر ِف َة ُ ال ْمَعْنَى تُوَض ِّ حُ‏ عَنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْج ِم ِ عَنْهُ‏<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ ك َان َ ق َلِي ل َ ا لِارْتِيَاض ِ ب ِذ َ لِكَ‏ ا لن َّوْ‏ ع ِ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يَصْعُبُ‏ عَل َيْهِ‏ اسْتِنْبَاط ُ ال ْمَعْنَى مِنْهُ‏ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ك َان َ ك َثِيرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏<br />

.<br />

:


:<br />

يَ‏ حْتَاجُ‏ فِي ف َهْم ِ ا ل ْمَعَا ن ِي إل َى ا ل ْفِك ْرَةِ‏ وَا لر َّو ِ ي َّةِ‏ فِيمَا ق َدْ‏ اسْتَ‏ خْرَجَهُ‏ ب ِا ل ْكِتَا بَةِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا هُوَ‏ ل َمْ‏ يَعْر ِفْ‏ تَمَامَ‏ ا ل ْك َل َام ِ ا ل ْمُتَرْج ِم ِ عَنْ‏ ال ْمَعْنَى ق َصُرَ‏ ف َهْمُهُ‏ عَنْ‏ إدْرَ‏ اكِهِ‏ وَضَ‏ ل َّ فِك ْرُهُ‏ عَنْ‏ اسْتِنْبَاطِهِ‏ .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ الث َّان ِي ز ِيَادَة ُ أ َ ل ْف َاظٍ‏ فِي أ َ ث ْنَاءِ‏ ا ل ْك َل َام ِ يَشْك ُ ل ُ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ ا لص َّ حِي ح ِ غ َيْر ِ ا لز َّ ائِدِ‏ مِنْ‏ مَعْر ِف َةِ‏ ا لس َّقِيم ِ الز َّا ئِدِ‏ ف َيَصِيرُ‏<br />

ال ْ ك ُ ل ُّ مُشْك َل ًا .<br />

وَهَذ َا ل َا يَك َادُ‏ يُوجَدُ‏ ك َثِيرًا إل َّا أ َن ْ يَق ْصِدَ‏ ال ْك َا تِبُ‏ تَعْمِيَة َ ك َل َامِهِ‏ ف َيُدْخِ‏ ل ُ فِي أ َ ث ْنَا ئِهِ‏ مَا يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهِ‏ ، ف َيَصِيرُ‏ ذ َ لِكَ‏ رَمْزًا<br />

يُعْرَفُ‏ ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا وُق ُوعُهُ‏ سَهْوًا ف َق َدْ‏ يَك ُون ُ ب ِال ْك َلِمَةِ‏ وَ‏ ا ل ْك َلِمَتَيْن ِ وَذ َلِكَ‏ ل َا يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ف َهْمِهِ‏ عَل َى ال ْمُرْتَاض ِ وَغ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ ا لث َّا لِث ُ<br />

ف َيَقِ‏ ل ُّ ، وَ‏ تَارَة ً مِنْ‏ ضَعْفِ‏ ال ْه ِجَاءِ‏<br />

:<br />

ف َيَك ْث ُرُ‏ .<br />

: إسْق َاط ُ حُرُوفٍ‏ مِنْ‏ أ َ ث ْنَاءِ‏ ال ْك َلِمَةِ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ اسْتِ‏ خْرَ‏ اج ِهَا عَل َى الص ِّ ح َّةِ‏ وَق َدْ‏ يَك ُون ُ هَذ َا تَارَة ً مِنْ‏ الس َّهْو ِ<br />

وَال ْق َوْل ُ فِيهِ‏ ك َا ل ْق َوْل ِ فِيا ل ْوَجْهِ‏ ا ل ْأ َو َّل ِ .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ الر َّا ب ِعُ‏ ز ِيَادَة ُ حُرُوفٍ‏ فِي أ َ ث ْنَاءِ‏ ال ْك َلِمَةِ‏ يَشْك ُ ل ُ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ الص َّ حِي ح ِ مِنْ‏ حُرُوفِهَا .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ‏ سَهْو ِ ا ل ْك َا تِب ِ ف َيَقِ‏ ل ُّ ف َل َا يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ اسْتِخْرَاج ِ الص َّ حِي ح ِ ، وَ‏ يَك ُون ُ تَارَة ً لِتَعْمِيَةٍ‏ وَمُوَا ضَعَةٍ‏ يَق ْصِدُ‏ ب ِهَا<br />

ال ْك َا تِبُ‏ إخْف َاءَ‏ غ َرَ‏ ضِهِ‏ ف َيَك ْث ُرُ‏ ك َا لت َّرَ‏ اج ِم ِ .<br />

وَ‏ يَك ُون ُ ال ْق َوْل ُ فِيهِ‏ ك َا ل ْق َوْل ِ فِيا ل ْوَجْهِ‏ الث َّان ِي .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ ال ْ خَامِسُ‏ : وَصْ‏ ل ُ ا ل ْحُرُوفِا ل ْمَف ْصُو ل َةِ‏ وَف َصْ‏ ل ُ ا ل ْحُرُوفِا ل ْمَوْ‏ صُو ل َةِ‏ ، ف َيَدْعُو ذ َلِكَ‏ إل َىا ل ْإ ِشْك َال ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َلِمَة َ<br />

يُنَب ِّهُ‏ عَل َيْهَا وَصْ‏ ل ُ حُرُوفِهَا وَ‏ يَمْنَعُ‏ ف َصْل ُهَا مِنْ‏ مُشَارَك َةِ‏ غ َيْر ِهَا .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ سَهْو ٍ ق َ ل َّ ف َسَهُ‏ ل َاسْتِخْرَاجُهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ قِل َّةِ‏ مَعْر ِف َةٍ‏ ب ِا ل ْ خَط ِّ أ َوْ‏ مَشْق ًا تَشْبَقُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْيَدُ‏ ك َثِيرًا<br />

ف َصَعُبَ‏ اسْتِخْرَاجُهُ‏ إل َّا عَل َىا ل ْمُرْتَاض ِ ب ِهِ‏ ، وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : شَر ُّ ا ل ْكِتَا بَةِ‏ ا لش َّبَقُ‏ ك َمَا أ َن َّ<br />

شَر َّ ا ل ْقِرَ‏ اءَةِا ل ْهَذ ْرَمَة ُ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ لِلت َّعْمِيَةِ‏ وَ‏ الر َّمْز ِ ل َمْ‏ يُعْرَفْ‏ إل َّا ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ‏ .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ الس َّادِ‏ سُ‏<br />

شَك ْ ل ِ الر َّ اءِ‏ .<br />

: قِي ل َ<br />

: تَغْي ِيرُ‏ ال ْ حُرُوفِ‏ عَنْ‏ أ َشْك َا لِهَا وَإ ِ بْدَ‏ الِهَا ب ِأ َغ ْيَار ِهَا حَت َّى يَك ْتُبَ‏ ال ْ حَاءَ‏ عَل َى شَك ْ ل ِ ال ْبَاءِ‏ ، وَ‏ الص َّادَ‏ عَل َى<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ فِي رُمُوز ِ ا لت َّرَاج ِم ِ وَل َا يُوق َفُ‏ عَل َيْهِ‏ إل َّا ب ِا ل ْمُوَا ضَعَةِ‏ إل َّا لِمَنْ‏ ق َدْ‏ زَادَ‏ فِيهِ‏ الذ َّك َاءُ‏ ف َق َدَرَ‏ عَل َى اسْتِخْرَاج ِ ال ْمَعْنَى<br />

.<br />

وَال ْوَجْهُ‏ الس َّاب ِعُ‏ : ضَعْفُال ْ خَط ِّ عَنْ‏ تَق ْو ِيم ِ ال ْ حُرُوفِ‏ عَل َى ال ْأ َشْك َال ِ الص َّحِي حَةِ‏ وَ‏ إ ِ ث ْبَا تِهَا عَل َى ال ْأ َوْصَافِ‏ ال ْ حَقِيقِي َّةِ‏ حَت َّى ل َا<br />

تَك َادَ‏ ال ْ حُرُوفُ‏ تَمْتَا زُ‏ عَنْ‏ أ َغ ْيَار ِهَا حَت َّى تَصِيرَ‏ ال ْعَيْنُا ل ْمَوْ‏ صُو ل َة ُ ك َا ل ْف َاءِ‏ وَال ْمَف ْصُول َة ُ ك َال ْ حَاءِ‏ .<br />

وَهَذ َا يَ‏ ك ُون ُ مِنْ‏ رَدَ‏ اءَةِال ْ خَط ِّ وَ‏ ضَعْفِ‏ ا ل ْيَدِ‏ ، وَ‏ اسْتِخْرَاجُ‏ ذ َلِكَمُمْ‏ كِنٌ‏ ب ِف َضْ‏ ل ِ ا ل ْمُعَا نَاةِ‏ وَشِد َّةِ‏ ا لت َّأ َم ُّ ل ِ ، وَرُب َّمَا أ َ ضْجَرَ‏<br />

ق َار ِ ئ َهُ‏ ، وَأ َوْهَى مَعَا ن ِيَهُ‏ ، وَلِذ َلِكَ‏<br />

إن َّ ال ْ خَط َّ ال ْ حَسَنَ‏ ل َيَز ِيدُ‏ ال ْ حَق َّ وُ‏ ضُوحًا .<br />

وَال ْوَجْهُ‏ ا لث َّامِنُ‏ : إغ ْف َال ُ ا لن ُّق َطِ‏ وَا ل ْأ َشْك َال ِ ال َّتِي تَتَمَي َّزُ‏ ب ِهَا ال ْ حُرُوفُ‏ ا ل ْمُشْتَب ِهَة ُ .<br />

وَهَذ َا أ َ يْسَرُ‏ أ َمْرًا ، وَ‏ أ َخَف ُّ حَال ًا ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ ك َان َ مُمَي َّزًا ب ِصِ‏ ح َّةِا لِاسْتِخْرَاج ِ وَمَعْر ِف َةِ‏ ال ْ خَط ِّ ل َمْ‏ تَ‏ خْفَ‏ عَل َيْهِ‏ مَعْر ِف َة ُ ا ل ْ خَط ِّ


وَف َهْمُ‏ مَا تَضَم َّنَهُ‏ مَعَ‏ إغ ْف َال ِ ا لن ُّق َطِ‏ وَال ْأ َشْك َال ِ ، بَل ْاسْتَق ْبَ‏ حَ‏ ا ل ْك ُت َّابُ‏ ذ َ لِكَ‏ فِيا ل ْمُك َا تَبَاتِ‏ وَرَأ َوْهُ‏ مِنْ‏ تَق ْصِير ِ ا ل ْك َا تِب ِ أ َوْ‏<br />

سُوءِ‏ ظ َن ِّهِ‏ ب ِف َهْم ِ ا ل ْمُك َا تَب ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َاسْتِق ْبَاحُهُمْ‏ ل َهُ‏ فِي مُك َا تَبَةِ‏ ا لر ُّؤَسَاءِ‏ أ َك ْث َرَ‏ .<br />

حَك َى ق ُدَ‏ امَة ُ بْنُ‏ جَعْف َر ٍ أ َن َّ بَعْضَ‏ ك ُت َّاب ِ ا لد َّوَ‏ او ِ ين ِ حَاسَبَ‏ عَامِل ًا ف َشَك َا ا ل ْعَامِ‏ ل ُ مِنْهُ‏ إل َى عُبَيْدِ‏ الل َّهِ‏ بْن ِ سُل َيْمَان َ وَك َتَبَ‏<br />

رُق ْعَة ً يَذ ْك ُرُ‏ فِيهَا احْتِ‏ جَاجًا لِصِ‏ ح َّةِ‏ دَعْوَاهُ‏ ، وَوُ‏ ضُوح ِ شَك ْوَ‏ اهُ‏ .<br />

ف َوَق َعَ‏ فِيهَا عُبَيْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ سُل َيْمَان َ هَذ َا ، هَذ َا ، ف َأ َخَذ َهَا ا ل ْعَامِ‏ ل ُ وَق َرَأ َهَا ف َظ َن َّ أ َن َّ عُبَيْدَ‏ الل َّهِ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ب ِهَذ َا هَذ َا إث ْبَاتًا لِصِ‏ ح َّةِ‏<br />

دَعْوَ‏ اهُ‏ وَصِدْ‏ ق ِ ق َوْ‏ لِهِ‏ ، ك َمَا يُق َال ُ فِي إث ْبَاتِ‏ الش َّيْءِ‏ هُوَ‏ هُوَ‏ ، ف َ حَمَ‏ ل َ ا لر ُّق ْعَة َ إل َى ك َا تِب ِ الد ِّيوَانِ‏ ، وَأ َ رَ‏ اهُ‏ خَط َّ عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

: وَق َال َ ل َهُ‏<br />

إن َّ عُبَيْدَ‏ ا لل َّهِ‏ ق َدْ‏ صَد َّ قَ‏ ق َوْلِي ، وَصَح َّ حَ‏ مَا ذ َك َرْتُ‏ .<br />

ف َ خَفِيَ‏ عَل َى ال ْك َا تِب ِ ذ َلِكَ‏ ، وَ‏ أ ُطِيفَ‏ ب ِهِ‏ عَل َى ك ُت َّاب ِ ا لد َّوَ‏ او ِ ين ِ ف َل َمْ‏ يَقِف ُو ا عَل َى مُرَ‏ ادِ‏ عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏ .<br />

وَ‏ رُد َّ إل َيْهِ‏ لِيُسْأ َل َ عَنْ‏ مُرَ‏ ادِهِ‏ ب ِهِ‏ ف َشَد َّدَ‏ عُبَيْدُ‏ ا لل َّهِ‏ ال ْك َلِمَة َ ا لث َّا ن ِيَة َ وَك َتَبَ‏ تَحْتَهَا وَا َلل َّهُا ل ْمُسْتَعَان ُ اسْتِعْظ َامًا مِنْهُ‏ لِتَق ْصِير ِهِمْ‏<br />

فِي اسْتِ‏ خْرَاج ِ مُرَ‏ ادِهِ‏ حَت َّى احْتَاجَ‏ إل َى إ بَانَتِهِ‏ ب ِا لش َّك ْ ل ِ .<br />

ف َهَذِهِ‏ حَال ُ ال ْك ُت َّاب ِ فِياسْتِق ْبَاحِه ِمْ‏ إعْ‏ جَام ِا ل ْمُك َا تَبَاتِ‏ ب ِا لن ُّق َطِ‏ وَا ل ْأ َشْك َال ِ .<br />

.<br />

ف َأ َم َّا غ َيْرُ‏ ا ل ْمُك َا تَبَاتِ‏ مِنْ‏ سَا ئِر ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ف َل َمْ‏ يَرَوْهُ‏ ق َب ِي حًا بَل ْ اسْتَحْسَنُوهُ‏ ل َا سِي َّمَا فِي ك ُتُب ِ ا ل ْأ َدَب ِ ال َّتِي يُق ْصَدُ‏ ب ِهَا مَعْر ِف َة ُ<br />

صِيغَةِ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ وَك َيْفِي َّةِ‏ مَ‏ خَار ِج ِهَا مِث ْ ل ِ ك ُتُب ِ<br />

ا لن َّ حْو ِ وَا لل ُّغَةِ‏ وَ‏ الش ِّعْر ِ ا ل ْغَر ِيب ِ ف َإ ِن َّ ال ْ حَاجَة َ إل َى ضَبْطِهَا ب ِا لش َّك ْ ل ِ وَال ْإ ِعْجَام ِ أ َك ْث َرُ‏ ، وَهِيَ‏ فِيمَا سِوَ‏ اهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعُل ُوم ِ أ َ يْسَرُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لن ُّو ر ِي ُّ ‏:ال ْ خُط ُوط ُا ل ْمُعْ‏ جَمَة ُ ك َال ْبُرُودِ‏ ا ل ْمُعَل َّمَةِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : إعْجَامُ‏ ال ْ خَط ِّ يَمْنَعُ‏ مِنْاسْتِعْ‏ جَامِهِ‏ ، وَشَك ْل ُهُ‏ يُؤَم ِّنُ‏ مِنْ‏ إشْك َا لِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاِء : رُب َّ عِل ْم ٍ ل َمْ‏ تُعْجَمْ‏ ف ُصُو ل ُهُ‏ ف َاسْتُعْج ِمَ‏ مَحْصُو ل ُهُ‏ .<br />

وَك َمَا اسْتَق ْبَ‏ حَ‏ ا ل ْك ُت َّابُ‏ ا لش َّك ْ ل َ وَال ْإ ِعْجَامَ‏ فِيا ل ْمُك َاتَبَاتِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي ك ُتُب ِ ا ل ْعُل ُوم ِ مُسْتَحْسَنًا ، ف َك َذ َ لِكَ‏ اسْتَحْسَنُو ا<br />

مَشْقَ‏ ال ْ خَط ِّ فِي ا ل ْمُك َاتَبَاتِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي ك ُتُب ِ ا ل ْعُل ُوم ِ مُسْتَق ْبَحًا .<br />

وَسَبَبُ‏ ذ َلِكَ‏ أ َن َّهُمْ‏ لِف َرْطِإدْ‏ ل َا لِه ِمْ‏ فِي الص َّنْعَةِ‏ وَ‏ تَق َد ُّمِه ِمْ‏ فِي ال ْكِتَا بَةِ‏ يَك ْتَف ُون َ ب ِا ل ْإ ِشَارَةِ‏ وَيَق ْتَصِرُون َ عَل َى ا لت َّل ْو ِي ح ِ ، وَيَرَوْن َ<br />

ال ْ حَاجَة َ إل َى اسْتِيف َاءِ‏ شُرُوطِ‏ ا ل ْإ ِ بَا نَةِ‏ تَق ْصِيرًا وَ‏ لِف َصْ‏ ل ِ مَا يَعْتَقِدُونَهُ‏ مِنْ‏ ا لت َّق َد ُّم ِ ب ِهَذ َا ا ل ْحَال ِ رَأ َوْا مَا نُب ِّهَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ سَوَ‏ ادِ‏<br />

ال ْمِدَادِ‏ أ َث َرًا جَمِيل ًا ، وَعَل َى ا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَا لت َّ خْصِيص ِ دَ‏ لِيل ًا .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ عُبَيْدَ‏ ا لل َّهِ‏ بْنَ‏ سُل َيْمَان َ رَأ َى عَل َى بَعْض ِ ثِيَا ب ِهِ‏ أ َ ث َرَ‏ صُف ْرَةٍ‏ ف َأ َخَذ َ مِنْ‏ مِدَ‏ ادِ‏ الد َّوَ‏ اةِ‏ ف َط َل َاهُ‏ ب ِهِ‏ ث ُ م َّ ق َال َ ‏:ا ل ْمِدَادُ‏ ب ِنَا<br />

أ َحْسَنُ‏ مِنْ‏ الز َّعْف َرَانِ‏ ، وَأ َ نْشَدَ‏<br />

: إن َّمَا ا لز َّعْف َرَ‏ ان ُ عِط ْرُ‏ ا ل ْعَذ َارَى وَمِدَ‏ ادُ‏ ا ل د ُّو ِي ِّ عِط ْرُ‏ ا لر ِّجَال ِ ف َهَذِهِ‏ جُمْل َة ٌ ك َافِيَة ٌ فِي<br />

ا ل ْإ ِ بَا نَةِ‏ عَل َىا ل ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ‏ مِنْ‏ ف َهْم ِ ال ْك َل َام ِ وَمَعْر ِف َةِ‏ مَعَا ن ِيهِ‏ ل َف ْظ ًا ك َان َ أ َوْ‏ خَطًّا ، وَا َلل َّهُ‏ وَلِي ُّ الت َّوْفِيق ِ<br />

.<br />

.<br />

ف َيَنْبَغِي لِط َا لِب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يَك ْشِفَ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَا ن ِعَةِ‏ عَنْ‏ ف َهْم ِ ال ْمَعْنَى لِيَسْهُ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ ا ل ْوُ‏ صُول ُ إ ل َيْهِ‏ ، ث ُ م َّ يَك ُون ُ مِنْ‏ بَعْدِ‏<br />

ذ َ لِكَ‏ سَائِسًا لِنَف ْسِهِ‏ مُدَب ِّرًا ل َهَا فِي حَال ِ تَعَل ُّمِهِ‏<br />

ف َإ ِن َّ لِلن َّف ْس ِ نُف ُورً‏ ا يُف ْضِي إل َى تَق ْصِير ٍ وَوُف ُورً‏ ا يَئ ُول ُ إل َى سَرَفٍ‏ وَقِيَادُهَا عَسِرٌ‏ وَل َهَاأ َ حْوَا ل ٌ ث َل َا ث ٌ : ف َ حَال ُ عَدْل ٍ وَ‏ إ ِنْصَافٍ‏<br />

، وَحَال ُ غ ُل ُو ٍّ وَإ ِسْرَافٍ‏ ، وَحَال ُ تَق ْصِير ٍ وَإ ِجْحَافٍ‏ .<br />

ف َأ َم َّا حَال ُا ل ْعَدْل ِ وَال ْإ ِنْصَافِ‏ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ تَ‏ خْتَلِفَ‏ ق ُوَى ا لن َّف ْس ِ مِنْ‏ ج ِهَتَيْن ِ مُتَق َا ب ِل َتَيْن ِ : ط َاعَة ٌ مُسْعِدَة ٌ وَشَف َق َة ٌ ك َاف َّة ٌ<br />

ف َط َاعَتُهَا تَمْنَعُ‏ ا لت َّق ْصِيرَ‏ ، وَشَف َق َتُهَا تَرُد ُّ عَنْ‏ ا لس َّرَفِ‏ وَا لت َّبْذِ‏ ير ِ .<br />

وَهَذِهِ‏ أ َحْمَدُ‏ ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ ؛ لِأ َن َّ مَا مُن ِعَ‏ مِنْ‏ ا لت َّق ْصِير ِ نَمَا ، وَمَا صُ‏ د َّ عَنْ‏ ا لس َّرَفِ‏ مُسْتَدِيمٌ‏ .<br />

.


وَا لن ُّمُو ُّ إذ َا اسْتَدَ‏ امَ‏ ف َأ َخْلِقْ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يُسْتَك ْمَ‏ ل َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : إ ي َّاكَ‏ وَمُف َارَق َة َ ا لِاعْتِدَال ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُسْر ِفَ‏ مِث ْ ل ُ ا ل ْمُق َص ِّر ِ فِي ال ْ خُرُوج ِ عَنْ‏ ا ل ْحَ‏ د ِّ .<br />

وَأ َم َّا حَال ُ ا ل ْغُل ُو ِّوَا ل ْإ ِسْرَافِ‏ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ تَ‏ خْتَص َّ الن َّف ْسُ‏ ب ِق ُوَى ا لط َّاعَةِ‏ وَ‏ تُق َد ِّمَ‏ ق َو َّى الش َّف َق َةِ‏ ف َيَبْعَث َهَا اخْتِصَاصُ‏ ا لط َّاعَةِ‏ عَل َى<br />

إف ْرَا غ ِ ال ْجُهْدِ‏ ، وَيُف ْضِي إف ْرَا غ ُ ال ْجُهْدِ‏ إل َى عَجْز ِ ال ْك َل َال ِ ، ف َيُؤَد ِّي عَ‏ جْزُ‏ ا ل ْك َل َال ِ إل َى الت َّرْكِ‏ وَا ل ْإ ِهْمَال ِ ، ف َتَصِيرُ‏ ا لز ِّيَادَة ُ<br />

نُق ْصَانًا ، وَا لر ِّبْ‏ حُ‏ خُسْرَانًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ : ط َا لِبُا ل ْعِل ْم ِ وَعَامِ‏ ل ُ ا ل ْب ِر ِّ ك َ آكِ‏ ل ِ ا لط َّعَام ِ إن ْ أ َخَذ َ مِنْهُ‏ ق ُوتًا عَصَمَهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َسْرَفَ‏ فِيهِ‏ أ َبْشَمَهُ‏ .<br />

وَرُب َّمَا ك َان َ فِيهِ‏ مَن ِي َّتُهُ‏ ك َأ َخْذِ‏ ال ْأ َدْو ِ يَةِ‏ ال َّتِي فِيهَا شِف َاءٌ‏ وَمُ‏ جَاوَزَة ُا ل ْق َصْدِ‏ فِيهَا الس ُّ م ُّ ال ْمُمِيتُ‏ ، وَأ َم َّا حَال ُ ا لت َّق ْصِير ِ<br />

وَال ْإ ِجْحَافِ‏ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ تَخْتَص َّ ا لن َّف ْسُ‏ ب ِق ُوَى ا لش َّف َق َةِ‏ وَ‏ تَعْدَمَ‏ ق ُوَى ا لط َّاعَةِ‏ ف َيَدْعُوهَا ال ْإ ِشْف َاقُ‏ إل َىا ل ْمَعْصِيَةِ‏<br />

ا ل ْمَعْصِيَة ُ مِنْ‏ ا ل ْإ ِجَا بَةِ‏ ف َل َا تَط ْل ُبُ‏ شَار ِدًا ، وَل َا تَق ْبَ‏ ل ُ عَائِدًا ، وَل َا تَ‏ حْف َظ ُ مُسْتَوْدَعًا .<br />

وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَط ْل ُبْ‏<br />

ا لش َّار ِدَ‏ ‏،وَ‏ يَق ْبَ‏ ل ْ ا ل ْعَا ئِدَ‏ ‏،وَ‏ يَ‏ حْف َظ ْا ل ْمُسْتَوْدَ‏ عَ‏ ف َق َدَ‏ ال ْمَوْجُودَ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَج ِدْ‏ ا ل ْمَف ْق ُودَ‏ .<br />

وَمَنْ‏ ف َق َدَ‏ مَا وَجَدَ‏ ف َهُوَ‏ مُ‏ صَا بٌمَ‏ حْزُون ٌ ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَ‏ ج ِدْ‏ مَا ف َق َدَ‏ ف َهُوَ‏ خَائِبٌمَغْبُون ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ال ْعَجْزُ‏ مَعَ‏ ال ْوَان ِي ، وَال ْف َوْتُ‏ مَعَ‏ الت َّوَان ِي .<br />

، وَتَمْنَعُهَا<br />

وَق َدْ‏ يَك ُون ُ لِلن َّف ْس ِ مَعَ‏ ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ ا لث َّل َاثِ‏ حَال َتَانِ‏ مُشْتَرَك َتَانِ‏ ب ِغَل َبَةِ‏ إحْدَىا ل ْق ُو َّ تَيْن ِ ، ف َيَك ُون ُ لِلن َّف ْس ِ ط َاعَة ٌوَإ ِ شْف َا قٌ‏ ،<br />

وَأ َحَدُهُمَا أ َغ ْل َبُ‏ مِنْ‏ ا ل ْآخَر ِ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َانَتْ‏ ا لط َّاعَة ُ أ َغ ْل َبَ‏ ك َانَتْ‏ إل َى ال ْوُف ُور ِ أ َمْيَ‏ ل َ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْإ ِشْف َاقُ‏ أ َغ ْل َبَ‏ ك َانَتْ‏ إل َى الت َّق ْصِير ِ أ َق ْرَبَ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا عَرَفَ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ق َدْرَ‏ ط َاعَتِهَا ، وَخَبَرَ‏ مِنْهَا ك ُنْهَ‏ إشْف َاقِهَا رَاضَ‏ نَف ْسَهُ‏ لِتَث ْبُتَ‏ عَل َى أ َحَدِ‏ حَال َاتِهَا .<br />

وَق َدْ‏ أ َشَارَ‏ إل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ‏ حَال ِ ا لن َّف ْس ِ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏ فِي ق َوْلِهِ‏ : لِك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ نَف ْسَانِنَف ْ سٌ‏ ك َر ِيمَة ٌ وَأ ُخْرَى يُعَاصِيهَا ال ْف َتَى<br />

وَ‏ يُطِيعُهَا وَنَف ْسُك مِنْ‏ نَف ْسَيْك تَشْف َعُ‏ لِلن َّدَى إذ َا ق َ ل َّ مِنْ‏ إحْرَاز ِهِن َّ شَفِيعُهَا وَ‏ إ ِن ْ أ َهْمَ‏ ل َ سِيَاسَتَهَا ، ف َأ َغ ْف َ ل َ ر ِ يَا ضَتَهَا ، وَرَ‏ امَ‏<br />

أ َن ْ يَأ ْخُذ َهَا ب ِال ْعُنْفِ‏ ، وَيَق ْهَرَهَاب ِا ل ْعَسْفِ‏ ، اسْتَشَاط َتْ‏ نَافِرَة ً وَ‏ ل َح َّتْ‏ مُعَان ِدَة ً ف َل َمْ‏ تَنْق َدْ‏ إل َى ط َاعَةٍ‏ وَ‏ ل َمْ‏ تَنْك َف َّ عَنْ‏ مَعْصِيَةٍ‏<br />

وَق َال َ سَاب ِقٌا ل ْبَرْ‏ بَر ِي ُّ<br />

: إذ َا زَجَرْت ل َجُوجًا ز ِدْته عَل َق ًا وَل َ ج َّتْ‏ ا لن َّف ْسُ‏ مِنْهُ‏ فِي تَمَادِيهَا ف َعُدْ‏ عَل َيْهِ‏ إذ َا مَا نَف ْسُهُ‏ جَنَ‏ حَتْ‏<br />

ب ِا لل ِّين ِ مِنْك ف َإ ِن َّ ا لل ِّينَ‏ يُث ْن ِيهَا ف َإ ِذ َااسْتَصْعَبَ‏ عَل َيْهِ‏ قِيَادُ‏ نَف ْسِهِ‏ وَدَ‏ امَ‏ مِنْهُ‏ نُف ُو رُ‏ ق َل ْب ِهِ‏ مَعَ‏ سِيَاسَتِهَا ، وَمُعَا نَاةِ‏ ر ِ يَا ضَتِهَا ،<br />

تَرَك َهَا تَرْكَ‏ رَ‏ احَةٍ‏ ، ث ُ م َّ عَاوَدَهَا بَعْدَ‏ الِاسْتِرَاحَةِ‏ ، ف َإ ِن َّ إجَابَتَهَا تُسْر ِ عُ‏ ، وَط َاعَتُهَا تَرْج ِعُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏<br />

تَأ ْتُوهَا مِنْ‏ قِبَ‏ ل ِ ف َتْرَتِهَا .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

} :<br />

إن َّا ل ْق َل ْبَ‏ يَمُوتُ‏ وَيَحْيَى وَ‏ ل َوْ‏ بَعْدَ‏ حِين ٍ {<br />

: لِل ْق ُل ُوب ِ شَهْوَة ٌوَإ ِق ْبَا ل ٌ وَف َتْرَ‏ ٌةوَإ ِدْبَا رٌ‏ ف َأ ْتُوهَا مِنْ‏ قِبَ‏ ل ِ شَهْوَتِهَا وَل َا<br />

.<br />

:<br />

وَمَا سُم ِّيَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ إل َّا لِأ ُنْسِهِ‏ وَل َا ال ْق َل ْبُ‏ إل َّا أ َ ن َّهُ‏ يَتَق َل َّبُ‏ ف َأ َم َّا الش ُّرُوط ُ ال َّتِي يَتَوَف َّرُ‏ ب ِهَا عِل ْمُ‏ ا لط َّا لِب ِ<br />

وَيَنْتَه ِي مَعَهَا ك َمَال ُ ا لر َّ اغِب ِ مَعَ‏ مَا يُل َاحَظ ُ ب ِهِ‏ مِنْ‏ الت َّوْفِيق ِ وَ‏ يَمُد ُّ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَعُو نَةِ‏ ف َتِسْعَة ُ شُرُوطٍ‏<br />

يُدْ‏ ر ِكُ‏ ب ِهِ‏ حَق َا ئِقَ‏ ال ْأ ُمُور ِ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

‏:ا ل ْفِط ْنَة ُ ال َّتِي يَتَصَو َّرُ‏ ب ِهَا غ َوَ‏ امِضَ‏ ا ل ْعُل ُوم ِ .<br />

وَالث َّالِث ُ : ا لذ َّك َاءُ‏ ال َّذِي يَسْتَقِر ُّ ب ِهِ‏ حِف ْظ ُ مَا تَصَو َّرَهُ‏ وَف َهْمُ‏ مَا عَلِمَهُ‏<br />

وَالر َّاب ِعُ‏ : الش َّهْوَة ُ ال َّتِي يَدُومُ‏ ب ِهَا الط َّل َبُ‏ وَل َا يُسْر ِ عُ‏ إل َيْهِ‏ ال ْمَل َ ل ُ .<br />

:<br />

.<br />

أ َحَدُهَا<br />

: ال ْعَق ْل ُ ال َّذِي


وَ‏ ال ْ خَامِسُ‏ : ا لِاك ْتِف َاءُ‏ ب ِمَاد َّةٍ‏ تُغْن ِيهِ‏ عَنْ‏ ك َل َفِ‏ ا لط َّل َب ِ .<br />

وَ‏ الس َّادِ‏ سُ‏<br />

وَ‏ الس َّا ب ِعُ‏<br />

: وَالث َّامِنُ‏<br />

: ا ل ْف َرَا غ ُ ال َّذِي يَك ُون ُ مَعَهُ‏ ا لت َّوَف ُّرُ‏ وَيَ‏ حْصُ‏ ل ُ ب ِهِ‏ الِاسْتِك ْث َارُ‏ .<br />

: عَدَمُ‏ ا ل ْق َوَاطِع ِا ل ْمُذ ْهِل َةِ‏ مِنْ‏ هُمُوم ٍ ، وَأ َمْرَاض ٍ .<br />

ط ُول ُ ا ل ْعُمُر ِ وَ‏ ات ِّسَا عُ‏ ا ل ْمُد َّةِ‏ ؛ لِيَنْتَه ِيَ‏ ب ِالِاسْتِك ْث َار ِ إل َى مَرَا تِب ِ ا ل ْك َمَال ِ .<br />

وَالت َّاسِعُ‏ : ا لظ َّف َرُ‏ ب ِعَالِم ٍ سَمْ‏ ح ٍ ب ِعِل ْمِهِ‏ مُتَأ َن ٍّ فِي تَعْلِيمِهِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا اسْتَك ْمَ‏ ل َ هَذِهِ‏ ا لش ُّرُوط َ الت ِّسْعَة َ ف َهُوَ‏ أ َسْعَدُ‏ ط َا لِب ٍ ، وَأ َ نْجَ‏ حُ‏ مُتَعَل ِّم ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ‏ : يَ‏ حْتَاجُ‏ ط َا لِبُ‏ ا ل ْعِل ْم ِ إل َى أ َرْ‏ بَع ٍ<br />

وَ‏ تَمَامُهَا فِي ا ل ْخَامِسَةِ‏ مُعَل ِّ مٌ‏ نَاصِ‏ حٌ‏ .<br />

: مُد َّة ٌ وَج ِد َّة ٌ وَق َر ِيحَة ٌ وَشَهْوَ‏ ٌة .<br />

أ َدَبُ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ ف َصْ‏ ل ٌ : وَسَأ َذ ْك ُرُ‏ ط َرَف ًا مِم َّا يَتَأ َد َّبُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ وَيَك ُون ُ عَل َيْهِ‏ ا ل ْعَا لِمُ‏ .<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ تَمَل ُّق ًا وَتَذ َل ُّل ًا ف َإ ِن ْ اسْتَعْمَل َهُمَا غ َن ِمَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تَرَك َهُمَا حُر ِمَ‏ ؛ لِأ َن َّ الت َّمَل ُّقَ‏ لِل ْعَا لِم ِ يُظ ْه ِرُ‏ مَك ْنُون َ عَمَلِهِ‏ ،<br />

وَا لت َّذ َل ُّ ل َ ل َهُ‏ سَبَبٌ‏ لِإ ِدَ‏ امَةِ‏ صَبْر ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ب ِإ ِظ ْهَار ِ مَك ْنُو ن ِهِ‏ تَك ُون ُ ا ل ْف َائِدَة ُ وَ‏ ب ِاسْتِدَ‏ امَةِ‏ صَبْر ِهِ‏ يَك ُون ُا ل ْإ ِك ْث َا رُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى مُعَاذ ٌ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ل َيْسَ‏ مِنْ‏ أ َخْل َا ق ِا ل ْمُؤْمِن ِ ا ل ْمَل َقُ‏ إل َّا فِي ط َل َب ِا ل ْعِل ْم ِ { .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

} :<br />

ذ َل َل ْت ط َالِبًا ف َعَزَزْت مَط ْل ُوبًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ل َمْيَ‏ حْتَمِ‏ ل ْ ذ ُل َّ ا لت َّعَل ُّم ِ سَاعَة ً بَقِيَ‏ فِي ذ ُل ِّ ال ْ جَهْ‏ ل ِ أ َبَدًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ حُك َمَاءِ‏ ال ْف ُرْس ِ ؛ إذ َا ق َعَدْت ، وَ‏ أ َنْتَ‏ صَغِيرٌ‏ حَيْث ُ تُ‏ حِب ُّ ق َعَدْت ، وَ‏ أ َنْتَ‏ ك َب ِيرٌ‏ حَيْث ُ ل َا تُ‏ حِب ُّ .<br />

ث ُ م َّ لِيَعْر ِفَ‏ ل َهُ‏ ف َضْ‏ ل َ عِل ْمِهِ‏ وَ‏ لِيَشْك ُرَ‏ ل َهُ‏ جَمِي ل َ فِعْلِهِ‏ ف َق َدْ‏ رَوَتْ‏ عَا ئِشَة ُ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَنْ‏ وَق َّرَ‏ عَالِمًا ف َق َدْ‏ وَق َّرَ‏ رَ‏ ب َّهُ‏ { .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ل َا يَعْر ِفُ‏ ف َضْ‏ ل َ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا أ َهْ‏ ل ُا ل ْف َضْ‏ ل ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : إن َّ ا ل ْمُعَل ِّمَ‏ وَالط َّب ِيبَ‏ كِل َاهُمَا ل َا يَنْصَ‏ حَانِ‏ إذ َا هُمَا ل َمْ‏ يُك ْرَمَا ف َاصْب ِرْ‏ لِدَ‏ ائِك إن ْ أ َهَنْت ط َب ِيبَهُ‏<br />

وَاصْب ِرْ‏ لِجَهْلِك إن ْ جَف َوْت مُعَل ِّمَا وَل َا يَمْنَعُهُ‏ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ عُل ُو ُّ مَنْز ِ ل َتِهِ‏ إن ْ ك َانَتْ‏ ل َهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َا ل ْعَالِمُ‏ خَامِل ًا ؛ ف َإ ِن َّ ا ل ْعُل َمَاءَ‏<br />

ب ِعِل ْمِه ِمْ‏ ق َدْ‏ اسْتَ‏ حَق ُّو ا ا لت َّعْظِيمَ‏ ل َا ب ِا ل ْق ُدْرَةِ‏ وَا ل ْمَال ِ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ‏ يْدٍ‏ ل َا تَ‏ حْقِرَن َّ عَالِمًا وَ‏ إ ِن ْ خَلِق َتْأ َ ث ْوَا بُهُ‏<br />

:<br />

ذِي أ َدَب ٍ مُهَذ َّب ِ ا لر َّ أ ْي ِ فِي ط َرَ‏ ا ئِقِهِ‏ ف َال ْمِسْكُ‏ بَي ِّنًا تَرَ‏ اهُ‏ مُمْتَهَنًا ب ِفِهْر ِ عَط َّار ِهِ‏<br />

فِي عُيُونِ‏ رَ‏ امِقِهِ‏ وَانْظ ُرْ‏ إ ل َيْهِ‏ ب ِعَيْن ِ<br />

وَسَاحِقِهِ‏ حَت َّى تَرَ‏ اهُ‏ فِي عَار ِضَيْ‏ مَلِكٍ‏ وَمَوْضِعُ‏ ا لت َّاج ِ مِنْ‏ مَف َار ِقِهِ‏ وَل ْيَك ُنْ‏ مُق ْتَدِيًا ب ِه ِمْ‏ فِي أ َخْل َاقِه ِمْ‏ ، مُتَشَب ِّهًا ب ِه ِمْ‏ فِي<br />

جَمِيع ِ أ َف ْعَالِه ِمْ‏ ؛ لِيَصِيرَ‏ ل َهَا آلِف ًا ، وَعَل َيْهَا نَاشِئ ًا ، وَلِمَا خَال َف َهَا مُجَان ِبًا .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

} خِيَا رُ‏ شُب َّان ِك ُمْ‏ ا ل ْمُتَشَب ِّهُون َ ب ِشُيُوخِك ُمْ‏ وَشِرَ‏ ا رُ‏ شُيُوخِك ُمْ‏ ا ل ْمُتَشَب ِّهُون َ ب ِشُب َّان ِك ُمْ‏<br />

. {<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ عُمَرَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } مَنْ‏ تَشَب َّهَ‏ ب ِق َوْم ٍ ف َهُوَ‏ مِنْهُمْ‏ { .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ‏ يْدٍ‏ ‏:ا ل ْعَالِمُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ ا بْنُ‏ نَف ْسِهِ‏ أ َغ ْنَاهُ‏ ج ِنْسُ‏ عِل ْمِهِ‏ عَنْ‏ ج ِنْسِهِ‏ ك ُنْ‏ ا بْنَ‏ مَنْ‏<br />

شِئ ْت وَك ُنْ‏ مُؤَد َّبًا ف َإ ِن َّمَا ال ْمَرْءُ‏ ب ِف َضْ‏ ل ِ ك َيْسِهِ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ مَنْ‏ تُك ْر ِمُهُ‏ لِغَيْر ِهِ‏ مِث ْ ل َ ال َّذِي تُك ْر ِمُهُ‏ لِنَف ْسِهِ‏ وَل ْيَحْذ َرْ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمُا ل ْبَسْط َ<br />

عَل َى مَنْ‏ يُعَل ِّمُهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ آ نَسَهُ‏ ، وَال ْإ ِدْل َال َ عَل َيْهِ‏ وَ‏ إ ِن ْ تَق َد َّمَتْ‏ صُ‏ حْبَتُهُ‏ .


قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ : مَنْ‏ أ َذ َل ُّ الن َّا س ِ ؟ ف َق َال َ ‏:عَالِ‏ مٌ‏ يَجْر ِي عَل َيْهِ‏ حُك ْمُ‏ جَاهِ‏ ل ٍ .<br />

} وَك َل َّمَتْ‏ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ جَار ِ يَة ٌ مِنْ‏ الس َّبْي ِ ف َق َال َ ل َهَا<br />

:<br />

حَاتِم ٍ .<br />

ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َ نْتِ‏ ؟ ف َق َال َتْ‏<br />

: ب ِنْتُ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ ال ْجَوَادِ‏<br />

ارْحَمُوا عَز ِ يزَ‏ ق َوْم ٍ ذ َل َّ ، ارْحَمُوا غ َن ِيا اف ْتَق َرَ‏ ، ارْحَمُوا عَالِمًا ضَا عَ‏ بَيْنَ‏ ال ْ جُه َّال ِ<br />

. {<br />

وَل َا يُظ ْه ِرُ‏ ل َهُ‏ الِاسْتِك ْف َاءَ‏ مِنْهُ‏ وَالِاسْتِغْنَاءَ‏ عَنْهُ‏ ، ف َإ ِن َّ فِي ذ َ لِكَ‏ ك ُف ْرًا لِن ِعْمَتِهِ‏ ، وَ‏ اسْتِ‏ خْف َاف ًا ب ِ حَق ِّهِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا وَجَدَ‏ بَعْضُ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ‏ ق ُو َّة ً فِي نَف ْسِهِ‏ لِ‏ جَوْدَةِ‏ ذ َك َا ئِهِ‏ وَحِدَةِ‏ خَاطِر ِهِ‏ ، ف َق َصَدَ‏ مَنْ‏ يُعَل ِّمُهُ‏ ب ِا ل ْإ ِعْنَاتِ‏ ل َهُ‏ وَا لِاعْتِرَ‏ اض ِ<br />

عَل َيْهِ‏ إزْرَاءً‏ ب ِهِ‏ وَتَبْكِيتًا ل َهُ‏ ، ف َيَك ُون ُ ك َمَنْ‏ تَق َد َّمَ‏ فِيهِ‏ ا ل ْمَث َ ل ُ ا لس َّا ئِرُ‏ لِأ َب ِي ال ْبَط ْحَاءِ‏<br />

سَاعِدُهُ‏ رَمَان ِي وَهَذِهِ‏ مِنْ‏ مَصَا ئِب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

أ ُعَل ِّمُهُ‏ ا لر ِّمَا يَة َ ك ُ ل َّ يَوْم ٍ ف َل َم َّا اشْتَ‏ د َّ<br />

وَانْعِك َاس ِ حُظ ُوظِه ِمْ‏ أ َن ْ يَصِيرُو ا عِنْدَ‏ مَنْ‏ يُعَل ِّمُوهُ‏ مُسْتَ‏ جْهَلِينَ‏ ، وَعِنْدَ‏ مَنْ‏ ق َد َّمُوهُ‏ مُسْتَرْذ َ لِينَ‏ .<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ : وَ‏ إ ِن َّ عَنَاءً‏ أ َن ْ تُعَل ِّمَ‏ جَاهِل ًا ف َيَ‏ حْسَبُ‏ أ َهْل ًا أ َ ن َّهُ‏ مِنْك أ َعْل َمُ‏ مَتَى يَبْل ُغ ُ ال ْبُنْيَان ُ يَوْمًا تَمَامَهُ‏ إذ َا<br />

ك ُنْت تَبْن ِيهِ‏ وَغ َيْرُك يَهْدِمُ‏ مَتَى يَنْتَه ِي عَنْ‏ سَي ِّئٍ‏ مَنْ‏ أ َتَى ب ِهِ‏ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْهُ‏ عَل َيْهِ‏ تَنَد ُّمُ‏ وَق َدْ‏ رَج َّ حَ‏ ك َثِيرُ‏ مِنْ‏ ال ْحُك َمَاءِ‏ حَق َّ<br />

ا ل ْعَا لِم ِ عَل َى حَق ِّا ل ْوَا لِدِ‏ حَت َّى ق َال َ بَعْضُهُمْ‏ يَا ف َاخِرًا لِلس َّف َاهِ‏ ب ِا لس َّل َفِ‏ وَ‏ تَار ِك ًا لِل ْعَل َاءِ‏ وَ‏ الش َّرَفِ‏ آ بَاءُ‏ أ َجْسَادِ‏ نَا هُمْ‏ سَبَبٌ‏<br />

ل َأ َن ْ جُعِل ْنَا عَرَا ئِضَ‏ ا لت َّل َفِ‏ مَنْ‏ عَل َّمَ‏ ا لن َّا سَ‏ ك َان َ خَيْرَ‏ أ َب ٍ ذ َ اكَ‏ أ َبُو ا لر ُّوح ِ ل َا أ َبُو ا لن ُّط َفِ‏ وَل َا يَنْبَغِي لِل ْمُتَعَل ِّم ِ أ َن ْ يَبْعَث َهُ‏<br />

مَعْر ِف َة ُ ا ل ْ حَق ِّ ل َهُ‏ عَل َى ق َبُول ِ الش ُّبْهَةِ‏ مِنْهُ‏ ، وَل َا يَدْعُوهُ‏ تَرْكُ‏ ال ْإ ِعْنَاتِ‏ ل َهُ‏ عَل َى ا لت َّق ْلِيدِ‏ فِيمَا أ َخَذ َ عَنْهُ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ رُب َّمَا غ َل َا بَعْضُ‏<br />

ال ْأ َتْبَاع ِ فِي عَا لِمِه ِمْ‏ حَت َّى يَرَوْا أ َن َّ ق َوْ‏ ل َهُدَلِي ل ٌ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَسْتَدِل َّ ، وَ‏ أ َن َّ اعْتِق َادَهُ‏ حُ‏ ج َّة ٌ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَ‏ حْتَ‏ ج َّ ، ف َيُف ْضِي ب ِه ِمْ‏<br />

ال ْأ َمْرُ‏ إل َى الت َّسْلِيم ِ ل َهُ‏ فِيمَا أ َخَذ َ مِنْهُ‏ ف َل َا يَبْعُدُ‏ أ َن ْ تَبْط ُ ل َ تِل ْكَ‏ ا ل ْمَق َا ل َة َ إن ْا نْف َرَدَتْ‏ أ َوْ‏ يَ‏ خْرُجَ‏ أ َهْل ُهَا مِنْ‏ عِدَ‏ ادِ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ فِيمَا<br />

شَارَك َتْ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ ل َا يَرَى ل َهُمْ‏ مَنْ‏ يَأ ْخُذ ُ عَنْهُمْ‏ مَا ك َانُوا يَرَوْ‏ نَهُ‏ لِمَنْ‏ أ َخَذ ُو ا عَنْهُ‏ ف َ يُط َا لِبُهُمْ‏ ب ِمَا ق َص َّرُوا فِيهِ‏ ف َيَضْعُف ُو ا عَنْ‏<br />

إ بَا نَتِهِ‏ ، وَ‏ يَعْ‏ ج ِزُو ا عَنْ‏ نُصْرَ‏ تِهِ‏ ، ف َيَذ ْهَبُو ا ضَا ئِعِينَ‏ وَ‏ يَصِيرُو ا عَ‏ جَزَة ً مَضْعُوفِينَ‏ .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ رَأ َيْت مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا لط َّبَق َةِ‏ رَجُل ًا يُنَاظِرُ‏ فِي مَ‏ جْلِس ِ حَف ْ ل ٍ وَق َدْ‏ اسْتَدَل َّ عَل َيْهِ‏ ال ْخَصْمُ‏ ب ِدَ‏ ل َا ل َةٍ‏ صَ‏ حِي حَةٍ‏ ف َك َان َ جَوَ‏ ا بُهُ‏ عَنْهَا<br />

: أ َن ْ ق َال َ<br />

إن َّ هَذِهِدَل َال َة ٌ ف َاسِدَة ٌ ، وَجْهُ‏ ف َسَادِهَا أ َن َّ شَيْخِي ل َمْ‏ يَذ ْك ُرْهَا وَمَا ل َمْ‏ يَذ ْك ُرْهُ‏ ا لش َّيْ‏ خُ‏ ل َا خَيْرَ‏<br />

ف َأ َمْسَكَ‏ عَنْهُ‏ ا ل ْمُسْتَدِل ُّ تَعَج ُّبًا<br />

وَق َدْ‏<br />

؛ وَلِأ َن َّ شَيْ‏ خَهُ‏ ك َان َ مُحْتَشِمًا .<br />

فِيهِ‏ .<br />

حَضَرَتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ يَرَوْن َ فِيهِ‏ مِث ْ ل َ مَا رَأ َى هَذ َا ا ل ْ جَاهِ‏ ل ُ ، ث ُ م َّ أ َق ْبَ‏ ل َ ا ل ْمُسْتَدِل ُّ عَل َي َّ وَق َال َ لِي ‏:وَا َلل َّهِ‏ ل َق َدْ‏ أ َف ْحَمَن ِي ب ِ جَهْلِهِ‏<br />

وَ‏ صَارَ‏ سَائِرُ‏ الن َّا س ِ ا ل ْمُبَر َّ ئِينَ‏ مِنْ‏<br />

هَذِهِ‏ ا ل ْجَهَا ل َةِ‏ مَا بَيْنَ‏ مُسْتَهْز ِئ ٍ وَمُتَعَج ِّب ٍ ، وَمُسْتَعِيذٍ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ جَهْ‏ ل ٍ مُغْر ِب ٍ .<br />

ف َهَ‏ ل ْ رَأ َيْت ك َذ َ لِكَ‏ عَالِمًا أ َوْغ َ ل َ فِيال ْ جَهْ‏ ل ِ ، وَ‏ أ َدَل َّ عَل َى قِل َّةِ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ مُعْتَدِل َ ا لر َّ أ ْي ِ فِيمَنْ‏ يَأ ْخُذ ُ عَنْهُ‏ ، مُتَوَس ِّط َ ا لِاعْتِق َادِ‏ مِم َّنْ‏ يَتَعَل َّمُ‏ مِنْهُ‏ ، حَت َّى ل َا يَ‏ حْمِل َهُ‏ ال ْإ ِعْنَاتُ‏ عَل َى<br />

اعْتِرَاض ِ ا ل ْمُبَك ِّتِينَ‏ ، وَل َا يَبْعَث ُهُ‏ ا ل ْغُل ُو ُّ عَل َى تَسْلِيم ِ ال ْمُق َل َّدِينَ‏ ، بَر ِئَ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَذ َم َّتَيْن ِ ،<br />

:<br />

وَسَلِمَ‏ ا ل ْعَا لِمُ‏ مِنْ‏ ال ْ ج ِهَتَيْن ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ ك َث ْرَة ُ الس ُّؤَال ِ فِيمَا ال ْتَبَسَ‏ إعْنَاتًا ، وَل َا ق َبُول ُ مَا صَ‏ ح َّ فِي ا لن َّف ْس ِ تَق ْلِيدً‏ ا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ال ْعِل ْمُ‏ خَزَائِنُ‏ وَمِف ْتَاحُهُ‏ الس ُّؤَال ُ ف َاسْأ َل ُوا - رَحِمَك ُمْ‏ ا لل َّهُ‏ -<br />

ف َإ ِن َّمَا يُؤْجَرُ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِث َل َاث َة ٌ<br />

‏:ا ل ْق َائِ‏ ل ُ وَا ل ْمُسْتَمِعُ‏ وَا ل ْآخِذ ُ { .<br />

. {<br />

} :<br />

وَق َال َ عَل َيْهِ‏ ا لص َّل َاة ُ وَالس َّل َامُ‏ هَل َّا سَأ َ ل ُو ا إذ َا ل َمْ‏ يَعْل َمُو ا ف َإ ِن َّمَا شِف َاءُ‏ ا ل ْعِي ِّ الس ُّؤَ‏ ال ُ<br />

ف َأ َمَرَ‏ ب ِالس ُّؤَال ِ وَحَث َّ عَل َيْهِ‏ ، وَنَهَى آخَر ِ ينَ‏ عَنْ‏ الس ُّؤَال ِ وَزَجَرَ‏ عَنْهُ‏ ، ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

أ َنْهَاك ُمْ‏ عَنْ‏ قِي ل َ


وَق َال َ وَك َث ْرَةِ‏ ا لس ُّؤَ‏ ال ِ وَإ ِ ضَاعَةِ‏ ا ل ْمَال ِ { .<br />

:<br />

وَق َال َ عَل َيْهِ‏ ا لص َّل َاة ُوَالس َّل َامُ‏ } إي َّاك ُمْ‏ وَك َث ْرَة َ الس ُّؤَال ِ ف َإ ِن َّمَا هَل َكَ‏ مَنْ‏ ق َبْل َك ُمْ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ ا لس ُّؤَ‏ ال ِ { .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا مُخَالِف ًا لِل ْأ َو َّل ِ وَإ ِن َّمَا أ َمَرَ‏ ب ِالس ُّؤَال ِ مَنْ‏ ق َصَدَ‏ ب ِهِ‏ عِل ْمَ‏ مَا جَه ِ ل َ ، وَنَهَى عَنْهُ‏ مَنْ‏ ق َصَدَ‏ ب ِهِ‏ إعْنَاتَ‏ مَا سَمِعَ‏ ،<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا لس ُّؤَ‏ ال ُ فِي مَوْ‏ ضِعِهِ‏ أ َزَال َ الش ُّك ُوكَ‏ وَنَف َى الش ُّبْهَة َ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

وَرَوَى نَافِعٌ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ<br />

:<br />

ب ِمَ‏ ن ِل ْت هَذ َا ا ل ْعِل ْمَ‏ ؟ ق َال َ<br />

عُمَرَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا ل ْمُبَر ِّدُ‏ عَنْ‏ أ َب ِي سُل َيْمَان َ ا ل ْغَنَو ِي ِّ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.<br />

ب ِلِسَانٍ‏ سَئ ُول ٍ وَق َل ْب ٍ عُق ُول ٍ .<br />

} حُسْنُ‏ الس ُّؤَال ِ ن ِصْفُ‏ ا ل ْعِل ْم ِ { .<br />

: ف َسَ‏ ل ْ ال ْف َقِيهَ‏ تَك ُنْ‏ ف َقِيهًا مِث ْل َهُ‏ ل َا خَيْرَ‏ فِي عِل ْم ٍ ب ِغَيْر ِ تَدَب ُّر ِ وَإ ِذ َا تَعَس َّرَتْ‏ ا ل ْأ ُمُو رُ‏<br />

ف َأ َرْج ِهَا وَعَل َيْك ب ِا ل ْأ َمْر ِ ال َّذِي ل َمْ‏ يَعْسِر ِ وَل ْيَأ ْخُذ ْ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ حَظ َّهُ‏ مِم َّنْ‏ وَجَدَ‏ ط ُل ْبَتَهُ‏ عِنْدَهُ‏ مِنْ‏ نَب ِيهٍ‏ وَخَامِ‏ ل ٍ ، وَل َا يَط ْل ُبُ‏<br />

الص ِّيتَ‏ وَحُسْنَ‏ الذ ِّك ْر ِ ب ِا ت ِّبَا ع ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ مِنْ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ إذ َا ك َان َ ا لن َّف ْعُ‏ ب ِغَيْر ِهِمْ‏ أ َعَم َّ ، إل َّا أ َن ْ يَسْتَو ِيَ‏ ا لن َّف ْعَانِ‏ ف َيَك ُون ُ<br />

ال ْأ َخْذ ُ عَم َّنْ‏ ا ُشْتُه ِرَ‏ ذِك ْرُهُ‏ وَارْ‏ تَف َعَ‏ ق َدْ‏ رُهُ‏ أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ ا لِانْتِسَابَ‏ إ ل َيْهِ‏ أ َجْمَ‏ ل ُ وَا ل ْأ َخْذ َ عَنْهُ‏ أ َشْهَرُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ إذ َا أ َنْتَ‏ ل َمْ‏ يُشْه ِرْك عِل ْمُك ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ لِعِل ْمِك مَخْل ُوق ًا مِنْ‏ ا لن َّا س ِ يَق ْبَل ُهْ‏ وَ‏ إ ِن ْ صَانَك ال ْعِل ْمُ‏ ال َّذِي ق َدْ‏<br />

حَمَل ْته أ َ تَاك ل َهُ‏ مَنْ‏ يَجْتَن ِيهِ‏ وَيَ‏ حْمِل ُهْ‏ وَإ ِذ َا ق َرُبَ‏ مِنْك ال ْعِل ْمُ‏ ف َل َا تَط ْل ُبُ‏ مَا بَعُدَ‏ ، وَإ ِذ َا سَهُ‏ ل َ مِنْ‏ وَجْهٍ‏ ف َل َا تَط ْل ُبُ‏ مَا صَعُبَ‏<br />

وَإ ِذ َا حَمِدْتَ‏ مَنْ‏ خَب َّرْ‏ تَهُ‏ ف َل َا تَط ْل ُبُ‏ مَنْ‏ ل َمْتَ‏ خْتَب ِرْهُ‏ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْعُدُول َ عَنْ‏ ال ْق َر ِيب ِ إل َى ا ل ْبَعِيدِعَنَاءٌ‏ ، وَ‏ تَرْكَا ل ْأ َسْهَ‏ ل ِ<br />

ب ِا ل ْأ َ صْعَب ِ بَل َاءٌ‏ ، وَالِانْتِق َال َ مِنْ‏ ا ل ْمَخْبُور ِ إل َى غ َيْر ِهِ‏ خَط َ ‏ٌر .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

: عُق ْبَىا ل ْأ َخْرَ‏ ق ِ مَضَر َّة ٌ ، وَا ل ْمُتَعَس ِّفُ‏ ل َا تَدُومُ‏ ل َهُ‏ مَسَر َّ ٌة .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ال ْق َصْدُ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ مِنْ‏ الت َّعَس ُّفِ‏ ، وَا ل ْك َف ُّ أ َوْدَ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا لت َّك َل ُّفِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا تَتْبَعُ‏ نَف ْسُ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ مَنْ‏ بَعُدَ‏ عَنْهُ‏ اسْتِهَا نَة ً ب ِمَنْ‏ ق َرُبَ‏ مِنْهُ‏ ، وَط َل َبَ‏ مَا صَعُبَ‏ احْتِق َارًا لِمَا سَهُ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ ، وَا نْتَق َ ل َ إل َى<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يُخْب ِرْهُ‏ مَل َل ًا لِمَنْ‏ خَبَرَهُ‏ ، ف َل َا يُدْر ِكْ‏ مَحْبُوبًا وَل َا يَظ ْف َرْ‏ ب ِط َائِ‏ ل ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ فِي أ َمْث َالِهَا : ا ل ْعَالِمُ‏ ك َال ْك َعْبَةِ‏ يَأ ْ تِيهَا ال ْبُعَدَاءُ‏ ، وَ‏ يَزْهَدُ‏ فِيهَا ال ْق ُرَبَاءُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ شُيُوخِنَا لِمَسِي ح ِ بْن ِ حَاتِم ٍ ل َا تَرَى عَالِمًا يَحِ‏ ل ُّ ب ِق َوْم ٍ ف َيُ‏ حِل ُّوهُ‏ غ َيْرَ‏ دَ‏ ار ِ ال ْهَوَانِ‏ ق َ ل َّ مَا تُوجَدُ‏ ا لس َّل َامَة ُ<br />

وَ‏ الص ِّ ح َّة ُ مَ‏ جْمُوعَتَيْن ِ فِي إنْسَانِ‏ ف َإ ِذ َا حَل َّتَا مَك َا نًا سَ‏ حِيق ًا ف َهُمَا فِي ا لن ُّف ُو س ِ مَعْشُوق َتَانِ‏ هَذِهِ‏ مَك َّة ُ ا ل ْمَن ِيعَة ُ بَيْتُ‏ ا لل َّهِ‏ يَسْعَى<br />

لِحَج ِّهَا ا لث َّق َل َانِ‏ وَيُرَى أ َزْهَدُ‏ ا ل ْبَر ِ ي َّةِ‏ فِيا ل ْحَ‏ ج ِّ ل َهَا أ َهْل َهَا لِق ُرْب ِ ا ل ْمَك َانِ‏<br />

ف َ صْ‏ ل ٌ ف َأ َم َّا مَا يَ‏ ج ِبُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ عَل َيْهِ‏ ا ل ْعُل َمَاءُ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ ال َّتِي ب ِه ِمْ‏ أ َ ل ْيَقُ‏ ، وَ‏ ل َهُمْ‏ أ َ ل ْزَمُ‏ ، ف َا لت َّوَاضُعُ‏ وَمُجَا نَبَة ُ ال ْعُجْب ِ ؛<br />

لِأ َن َّ الت َّوَا ضُعَ‏ عَط ُوفٌ‏ وَال ْعُجْبَ‏ مُنَف ِّرٌ‏ .<br />

وَهُوَ‏ ب ِك ُ ل ِّ أ َحَدٍ‏ ق َب ِيحٌ‏ وَب ِا ل ْعُل َمَاءِ‏ أ َق ْبَ‏ حُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ‏ ب ِه ِمْ‏ يَق ْتَدُون َ وَك َثِيرًا مَا يُدَاخِل ُهُمْ‏ ال ْإ ِعْ‏ جَابُ‏ لِتَوَح ُّدِهِمْ‏ ب ِف َضِيل َةِ‏ ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّهُمْ‏ نَظ َرُو ا حَق َّ ا لن َّظ َر ِ وَعَمِل ُو ا ب ِمُوج ِب ِ ا ل ْعِل ْم ِ ل َك َان َ ا لت َّوَا ضُعُ‏ ب ِه ِمْ‏ أ َوْل َى ، وَمُجَا نَبَة ُ ا ل ْعُجْب ِ ب ِه ِمْ‏ أ َحْرَى ؛ لِأ َن َّ<br />

ال ْعُجْبَنَق ْصٌ‏ يُنَافِي ا ل ْف َضْ‏ ل َ ل َا سِي َّمَا مَعَ‏ ق َوْل ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ ال ْعُجْبَ‏ ل َيَأ ْك ُ ل ُ ال ْ حَسَنَاتِ‏ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ<br />

ا لن َّا رُ‏ ا ل ْ حَط َبَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

ف َل َا يَفِي مَا أ َدْ‏ رَك ُوهُ‏ مِنْ‏ ف َضِيل َةِ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِمَا ل َ حِق َهُمْ‏ مِنْ‏ نَق ْص ِ ال ْعُجْ‏ ِب .


وَق َدْ‏ رَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عُمَرَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } ق َلِي ل ُا ل ْعِل ْم ِ خَيْرٌ‏ مِنْ‏<br />

ك َثِير ِ ا ل ْعِبَادَةِ‏ .<br />

وَك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ‏ عِل ْمًا إذ َا عَبَدَ‏ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ، وَك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ‏ جَهْل ًا إذ َا أ ُعْج ِبَ‏ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

:<br />

تَعَل َّمُو اا ل ْعِل ْمَ‏ وَ‏ تَعَل َّمُو ا لِل ْعِل ْم ِ ا لس َّكِينَة َوَ‏ ال ْ حِل ْمَ‏ وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ‏ تُعَل ِّمُون َ<br />

وَل ْيَتَوَاضَعْ‏ ل َك ُمْ‏ مَنْ‏ تُعَل ِّمُو نَهُ‏ ، وَل َا تَك ُونُوا مِنْ‏ جَبَا ب ِرَةِ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ف َل َا يَق ُومُ‏ عِل ْمُك ُمْ‏ ب ِجَهْلِك ُمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ مَنْ‏ تَك َب َّرَ‏ ب ِعِل ْمِهِ‏ وَ‏ تَرَف َّعَ‏ وَ‏ ضَعَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ ، وَمَنْ‏ تَوَا ضَعَ‏ ب ِعِل ْمِهِ‏ رَف َعَهُ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَعِل َّة ُ إعْ‏ جَا ب ِه ِمْ‏ انْصِرَ‏ افُ‏ نَظ َر ِهِمْ‏ إل َى ك َث ْرَةِ‏ مَنْ‏ دُونَهُمْ‏ مِنْ‏ ال ْ جُه َّال ِ ، وَانْصِرَافُ‏ نَظ َر ِهِمْ‏ عَم َّنْ‏ ف َوْق َهُمْ‏ مِنْ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏<br />

ل َيْسَ‏ مُتَنَاهٍ‏ فِيا ل ْعِل ْم ِ إل َّا وَسَيَ‏ ج ِدُ‏ مَنْ‏ هُوَ‏ أ َعْل َمُ‏ مِنْهُ‏ إذ ْ ال ْعِل ْمُ‏ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يُحِيط َ ب ِهِ‏ بَشَرٌ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

يَعْن ِي فِيا ل ْعِل ْم ِ<br />

: } نَرْف َعُ‏ دَرَجَاتٍ‏ مَنْ‏ نَشَاءُ‏ { .<br />

:<br />

} وَف َوْ‏ قَ‏ ك ُ ل ِّ ذِي عِل ْم ٍ عَلِي مٌ‏<br />

ق َال َ {<br />

أ َهْ‏ ل ُ ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ : ف َوْ‏ قَ‏ ك ُ ل ِّ ذِي عِل ْم ٍ مَنْ‏ هُوَ‏ أ َعْل َمُ‏ مِنْهُ‏ حَت َّى يَنْتَه ِيَ‏ ذ َ لِكَ‏ إل َى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ا ل ْحُك َمَاءِ‏<br />

ك ُ ل َّ ا ل ْعِل ْم ِ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />

: ك ُ ل ُّ الن َّا س ِ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَا رَأ َيْت مِث ْلِي وَمَا أ َشَاءُ‏ أ َن ْ أ َل ْق َى رَجُل ًا أ َعْل َمَ‏ مِن ِّي إل َّا ل َقِيتُهُ‏ .<br />

ل َمْ‏ يَذ ْك ُرْا لش َّعْب ِي ُّ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ تَف ْضِيل ًا لِنَف ْسِهِ‏ ف َيُسْتَق ْبَ‏ حُ‏ مِنْهُ‏ ، وَإ ِن َّمَا ذ َك َرَهُ‏ تَعْظِيمًا لِل ْعِل ْم ِ عَنْ‏<br />

أ َن ْ يُ‏ حَاط َ ب ِهِ‏ .<br />

مَنْ‏ يَعْر ِفُ‏<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ عَلِمَ‏ أ َن ْ يَنْظ ُرَ‏ إل َى نَف ْسِهِ‏ ب ِتَق ْصِير ِ مَا ق َص َّرَ‏ فِيهِ‏ لِيَسْل َمَ‏ مِنْ‏ عُ‏ جْب ِ مَا أ َدْرَكَ‏ مِنْهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إذ َا عَلِمْت ف َل َا تُف َك ِّرْ‏ فِي ك َث ْرَةِ‏ مَنْ‏ دُونَك مِنْ‏ ال ْ جُه َّال ِ ، وَل َكِنْ‏ ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى مَنْ‏ ف َوْق َك مِنْ‏<br />

ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ، وَأ َنْشَدْت لِا بْن ِ ا ل ْعَمِيدِ‏<br />

ب ِهِ‏<br />

:<br />

.<br />

مَنْ‏ شَاءَ‏ عَيْشًا هَن ِيئ ًا يَسْتَفِيدُ‏ ب ِهِ‏ فِي دِين ِهِ‏ ث ُ م َّ فِي دُ‏ نْيَاهُ‏ إق ْبَال َا ف َل ْيَنْظ ُرَن َّ إل َى مَنْ‏ ف َوْق َهُ‏<br />

أ َدَبًاوَ‏ ل ْيَنْظ ُرَن َّ إل َى مَنْ‏ دُو نَهُ‏ مَال َا وَق َل َّمَا تَج ِدُ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ مُعْجَبًا وَب ِمَا أ َدْرَكَ‏ مُف ْتَخِرًا ، إل َّا مَنْ‏ ك َان َ فِيهِ‏ مُقِلًّا وَمُق َص ِّرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏<br />

يَجْهَ‏ ل ُ ق َدْرَهُ‏ ، وَيَ‏ حْسَبُ‏ أ َ ن َّهُ‏ نَال َ ب ِالد ُّخُول ِ فِيهِ‏ أ َك ْث َرَهُ‏ .<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ ك َان َ فِيهِ‏ مُتَوَج ِّهًا وَمِنْهُ‏ مُسْتَك ْثِرًا ف َهُوَ‏ يَعْل َمُ‏ مِنْ‏ بُعْدِ‏ غ َا يَتِهِ‏ ، وَ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ عَنْ‏ إدْرَ‏ اكِ‏ ن ِهَا يَتِهِ‏ ، مَا يَصُد ُّهُ‏ عَنْ‏ ال ْعُجْ‏ ِب<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّعْب ِي ُّ : ال ْعِل ْمُ‏ ث َل َا ث َة ُ أ َشْبَار ٍ ف َمَنْ‏ نَال َ مِنْهُ‏ شِبْرًا شَمَ‏ خَ‏ ب ِأ َ نْفِهِ‏ وَظ َن َّ أ َن َّهُ‏ نَا ل َهُ‏ .<br />

وَمَنْ‏ نَال َ الش ِّبْرَ‏ ا لث َّان ِيَ‏ صَغَرَتْ‏ إل َيْهِ‏ نَف ْسُهُ‏ وَعَلِمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَنَل ْهُ‏ ، وَأ َم َّا ا لش ِّبْرُ‏ الث َّالِث ُ ف َهَيْهَاتَ‏ ل َا يَنَا ل ُهُ‏ أ َحَدٌ‏ أ َبَدًا .<br />

وَمِم َّا أ ُنْذِرُك ب ِهِ‏ مِنْ‏ حَالِي أ َن َّن ِي صَن َّف ْت فِي ا ل ْبُيُو ع ِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ‏ مَا اسْتَط َعْت مِنْ‏ ك ُتُب ِ ا لن َّا س ِ ، وَأ َجْهَدْت فِيهِ‏<br />

نَف ْسِي وَك َدَدْت فِيهِ‏ خَاطِر ِي ، حَت َّى إذ َا تَهَذ َّبَ‏ وَ‏ اسْتَك ْمَ‏ ل َ وَكِدْت أ َعْ‏ جَبُ‏ ب ِهِ‏ وَتَصَو َّرْت أ َن َّن ِي أ َشَد ُّ الن َّا س ِ ا ضْطِل َاعًا<br />

ب ِعِل ْمِهِ‏ ، حَضَرَن ِي ، وَأ َنَا فِي<br />

مَجْلِسِي أ َعْرَا ب ِي َّانِ‏ ف َسَأ َ ل َان ِي عَنْ‏ بَيْع ٍ عَق َدَاهُ‏ فِي ال ْبَادِ‏ يَةِ‏ عَل َى شُرُوطٍ‏ تَضَم َّنَتْ‏ أ َرْ‏ بَعَ‏ مَسَائِ‏ ل ِ ل َمْ‏ أ َعْر ِفْ‏ لِوَ‏ احِدَةٍ‏ مِنْهُن َّ<br />

جَوَا بًا ، ف َأ َط ْرَق ْت مُف َك ِّرًا ، وَب ِ حَالِي وَحَا لِه ِمَا مُعْتَبَرًا ف َق َا ل َا<br />

؟ ف َق ُل ْت ل َا<br />

ف َق َا ل َا<br />

:<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَاهًا ل َك ، وَانْصَرَف َا .<br />

مَا عِنْدَك فِيمَا سَأ َل ْنَاك جَوَ‏ ا بٌ‏ ، وَأ َ نْتَ‏ زَعِيمُ‏ هَذِهِ‏ ال ْ جَمَاعَةِ‏<br />

ث ُ م َّ أ َتَيَا مَنْ‏ يَتَق َد َّمُهُ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ك َثِيرٌ‏ مِنْ‏ أ َصْ‏ حَاب ِي ف َسَأ َ ل َاهُ‏ ف َأ َجَا بَهُمَا مُسْر ِعًا ب ِمَا أ َق ْنَعَهُمَا وَا نْصَرَف َا عَنْهُ‏ رَا ضِيَيْن ِ ب ِ جَوَا ب ِهِ‏<br />

حَامِدَ‏ يْن ِ لِعِل ْمِهِ‏ ، ف َبَقِيت مُرْتَب ِك ًا ، وَب ِ حَالِه ِمَا وَحَالِي مُعْتَب ِرًا وَإ ِن ِّي ل َعَل َى مَا ك ُنْت عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَسَائِ‏ ل ِ إل َى وَق ْتِي ، ف َك َان َ


ذ َ لِكَ‏ زَاج ِرَ‏ نَصِي حَةٍ‏ وَنَذِيرَ‏ عِظ َةٍ‏ تَذ َ ل َّ ل َ ب ِهَا قِيَادُ‏ ا لن َّف ْس ِ ، وَ‏ انْ‏ خَف َضَ‏ ل َهَا جَنَاحُ‏ ال ْعُجْب ِ ، تَوْفِيق ًا مُن ِ حْتَهُ‏ وَرُشْدًا أ ُو تِيتَهُ‏ .<br />

وَحَق ٌّ عَل َى مَنْ‏ تَرَكَ‏ ال ْعُجْبَ‏ ب ِمَا يُحْسِنُ‏ أ َن ْ يَدَ‏ عَ‏ ا لت َّك َل ُّفَ‏ لِمَا ل َا يُ‏ حْسِنُ‏ .<br />

ف َق َدِيمًا نَهَى ا لن َّا سُ‏ عَنْهُمَا ، وَاسْتَعَاذ ُوا ب ِا َلل َّهِ‏ مِنْهُمَا .<br />

وَمِنْ‏ أ َوْضَ‏ ح ِ ذ َ لِكَ‏ بَيَا نًا اسْتِعَاذ َة ُ ال ْ جَاحِظِ‏ فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ‏ حَيْث ُ يَق ُول ُ : ا لل َّهُ‏ م َّ إن َّا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ فِتْنَةِ‏ ا ل ْق َوْل ِ ك َمَا نَعُوذ ُ<br />

ب ِك مِنْ‏ فِتْنَةِ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، وَ‏ نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ ا لت َّك َل ُّفِ‏ لِمَا ل َا نُحْسِنُ‏ ، ك َمَا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ ال ْعُجْب ِ ب ِمَا نُحْسِنُ‏ ، وَ‏ نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏<br />

شَر ِّ الس َّل َاط َةِ‏ وَا ل ْهَذ ْر ِ ، ك َمَا نَعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ شَر ِّا ل ْعِي ِّ وَال ْ حَصْر ِ .<br />

وَ‏ نَ‏ حْنُ‏ نَسْتَعِيذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ تَعَال َى مِث ْ ل َ مَا اسْتَعَاذ َ ف َل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ تَك َل َّفَ‏ مَا<br />

وَمَنْ‏ ك َان َ تَك َل ُّف ُهُ‏ غ َيْرَ‏ مَ‏ حْدُودٍ‏ ف َأ َخْلِقْ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يَضِ‏ ل َّ وَ‏ يُضِ‏ ل َّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

تَف ْهَمُ‏ .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ أ َحْسَن زُرَارَة ُ بْنُ‏ زَ‏ يْدٍ‏ حَيْث ُ يَق ُول ُ<br />

:<br />

ل َا يُ‏ حْسِنُغ َايَة ٌ يَنْتَه ِي إل َيْهَا وَل َا حَ‏ د ٌّ يَقِفُ‏ عِنْدَهُ‏ .<br />

مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا تَتَك َل َّمَ‏ فِيمَا ل َا تَعْل َمُ‏ ب ِك َل َام ِ مَنْ‏ يَعْل َمُ‏ ف َحَسْبُك جَهْل ًا مِنْ‏ عَق ْلِك أ َن ْ تَنْطِقَ‏ ب ِمَا ل َا<br />

إذ َا مَا انْتَهَى عِل ْمِي تَنَاهَيْتُ‏ عِنْدَهُ‏ أ َط َال َ ف َأ َمْل َى أ َوْ‏ تَنَاهَى ف َأ َق ْصَرَا وَيُخْب ِرُن ِي<br />

عَنْ‏ غ َا ئِب ِ ا ل ْمَرْءِ‏ فِعْل ُهُ‏ ك َف َى ال ْفِعْل ُ عَم َّا غ َي َّبَ‏ ال ْمَرْءُ‏ مُخْب ِرَا ف َإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ إل َى ا ل ْإ ِحَاط َةِب ِا ل ْعِل ْم ِ سَب ِي ل ٌ ف َل َا عَا رٌ‏ أ َن ْ يَجْهَ‏ ل َ<br />

بَعْضَهُ‏ ، وَإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ فِي جَهْ‏ ل ِ بَعْضِهِ‏ عَا رٌ‏ ل َمْ‏ يَق ْبُحْ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يَق ُول َ ل َا أ َعْل َمُ‏ فِيمَا ل َيْسَ‏ يَعْل َمُ‏ .<br />

أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ } وَرُو ِيَ‏<br />

:<br />

: يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َي ُّ ال ْب ِق َا ع ِ خَيْرٌ‏ ، وَأ َي ُّ ال ْب ِق َا ع ِ شَر ٌّ ؟ ف َق َال َ : ل َا أ َدْر ِي حَت َّى أ َسْأ َل َ ج ِبْر ِي ل َ { .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ وَمَا أ َبْرَدَهَا عَل َىا ل ْق َل ْب ِ إذ َا سُئِ‏ ل َ أ َحَدُك ُمْ‏ فِيمَا ل َا يَعْل َمُ‏ أ َن ْ يَق ُول َ ا لل َّهُ‏ أ َعْل َمُ‏ ،<br />

وَ‏ إ ِن َّ ا ل ْعَا لِمَ‏ مَنْ‏ عَرَفَ‏ أ َن َّ مَا يَعْل َمُ‏ فِيمَا ل َا يَعْل َمُ‏ ق َلِي ل ٌ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.<br />

هَل َكَ‏ مَنْ‏ تَرَكَ‏ ل َا أ َدْر ِي .<br />

إذ َا تَرَكَا ل ْعَا لِمُ‏ ق َوْل َ ل َا أ َدْر ِي أ ُصِيبَتْ‏ مَق َا تِل ُهُ‏ .<br />

: ل َيْسَ‏ لِي مِنْ‏ ف َضِيل َةِ‏ ا ل ْعِل ْم ِ إل َّا عِل ْمِي ب ِأ َن ِّي ل َسْت أ َعْل َمُ‏ .<br />

مَنْ‏ ق َال َ ل َا أ َدْر ِي عَلِمَ‏ ف َدَرَى ، وَمَنْ‏ ا نْتَ‏ حَ‏ ل َ مِم َّا ل َا يَدْر ِي أ ُهْمِ‏ ل َ ف َهَوَى ، وَل َا يَنْبَغِي لِلر َّجُ‏ ل ِ وَ‏ إ ِن ْ<br />

صَارَ‏ فِي ط َبَق َةِ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ال ْأ َف َاضِ‏ ل ِ أ َن ْيَسْتَنْكِفَ‏ مِنْ‏ تَعَل ُّم ِ مَا ل َيْسَ‏ عِنْدَهُ‏ لِيَسْل َمَ‏ مِنْ‏ الت َّك َل ُّفِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

عَلِمْت<br />

- : يَا صَاحِبَا ل ْعِل ْم ِ تَعَل َّمْ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ مَا جَه ِل ْت وَعَل ِّمْ‏ ال ْ جُه َّال َ مَا<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : خَمْ‏ سٌ‏ خُذ ُوهُن َّ عَن ِّي ف َل َوْ‏ رَكِبْتُمْ‏ ال ْف ُل ْكَ‏ مَا وَجَدْتُمُوهُن َّ إل َّا عِنْدِي<br />

يَرْجُوَن َّ أ َحَدٌ‏ إل َّا رَ‏ ب َّهُ‏ ، وَل َا<br />

أ َل َا ل َا :<br />

يَ‏ خَاف َن َّ إل َّا ذ َنْبَهُ‏ ، وَل َا يَسْتَنْكِفْ‏ ا ل ْعَالِمُ‏ أ َن ْ يَتَعَل َّمَ‏ لِمَا ل َيْسَ‏ عِنْدَهُ‏ وَإ ِذ َا سُئِ‏ ل َ أ َحَدُك ُمْ‏ عَم َّا ل َا يَعْل َمُ‏ ف َل ْيَق ُل ْ ل َا أ َعْل َمُ‏ ، وَمَنْز ِ ل َة ُ<br />

الص َّبْر ِ مِنْ‏ ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ب ِمَنْز ِ ل َةِ‏ ا لر َّ أ ْ س ِ مِنْ‏ ال ْجَسَدِ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ل َوْ‏ ك َان َ أ َحَدُك ُمْ‏ يَك ْتَفِي مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ل َاك ْتَف َى مِنْهُ‏ مُوسَى ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏<br />

ا لس َّل َامُ‏ - ل َم َّا ق َال َ : } هَل ْ أ َ ت َّب ِعُكَ‏ عَل َى أ َن ْ تُعَل ِّمَن ِ مِم َّا عُل ِّمْتَ‏ رُشْدًا { وَقِي ل َ لِل ْ خَلِي ل ِ بْن ِ أ َحْمَدَ‏ : ب ِمَ‏ أ َدْرَك ْت هَذ َا<br />

ا ل ْعِل ْمَ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرَ‏ :<br />

أ َن َّى ل َك هَذ َا ال ْعِل ْمُ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

: ك ُنْت إذ َا ل َقِيتُ‏ عَالِمًا أ َخَذ ْت مِنْهُ‏ ، وَ‏ أ َعْط َيْته .<br />

مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ ل َا تَ‏ حْتَقِرَ‏ شَيْئ ًا مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ، وَمِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ تَف ْضِي ل ُ جَمِيع ِا ل ْعِل ْم ِ وَق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ‏ لِشَر ِ يكٍ‏ :<br />

ل َمْ‏ أ َرْغ َبْ‏ عَنْ‏ ق َلِي ل ٍ أ َسْتَفِيدُهُ‏ ، وَل َمْ‏ أ َبْخَل ْ ب ِك َثِير ٍ أ ُفِيدُهُ‏ .


وَ‏ ل َنْ‏<br />

عَل َى أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ يَق ْتَضِي مَا بَقِيَ‏ مِنْهُ‏ وَيَسْتَدْعِي مَا تَأ َخ َّرَ‏ عَنْهُ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِلر َّ اغِب ِ فِيهِق َنَاعَة ٌ ب ِبَعْضِهِ‏ .<br />

وَرَوَى عَوْن ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ مَسْعُودٍ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : مَنْهُومَانِ‏ ل َا يَشْبَعَانِ‏ : ط َا لِبُ‏ عِل ْم ٍ وَط َا لِبُ‏ دُنْيَا .<br />

أ َم َّا ط َالِبُ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يَزْدَ‏ ادُ‏ لِلر َّحْمَن ِ ر ِضًى ، ث ُ م َّ ق َرَ‏ أ َ } إن َّمَا يَخْشَى ا لل َّهَ‏ مِنْ‏ عِبَادِهِ‏ ا ل ْعُل َمَاءُ‏ { .<br />

وَأ َم َّا ط َالِبُ‏ الد ُّنْيَا ف َإ ِ ن َّهُ‏ يَزْدَ‏ ادُ‏ ط ُغْيَانًا ث ُ م َّ ق َرَأ َ : } ك َلًّا إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ل َيَط ْغَى أ َن ْ رَآهُ‏ اسْتَغْنَى {<br />

وَل ْيَك ُنْ‏ مُسْتَقِلًّا لِل ْف َضِيل َةِ‏ مِنْهُ‏ لِيَزْدَ‏ ادَ‏ مِنْهَا ، وَمُسْتَك ْثِرًا لِلن َّقِيصَةِ‏ فِيهِ‏ لِيَنْتَه ِيَ‏ عَنْهَا ، وَل َا يَق ْنَعْ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ ب ِمَا أ َدْرَكَ‏ ؛ لِأ َن َّ<br />

ال ْق َنَاعَة َ فِيهِ‏ زُهْ‏ دٌ‏ ، وَ‏ لِلز ُّهْدِ‏ فِيهِتَرْكٌ‏ ، وَ‏ الت َّرْكُ‏ ل َهُ‏ جَهْ‏ ل ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : عَل َيْك ب ِا ل ْعِل ْم ِ وَا ل ْإ ِك ْث َار ِ مِنْهُ‏ ف َإ ِن َّ ق َلِيل َهُ‏ أ َشْبَهُ‏ شَيْءٍ‏ ب ِق َلِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ ، وَك َثِيرَهُ‏ أ َشْبَهُ‏ شَيْءٍ‏<br />

يَعِيبَا ل ْخَيْرَ‏ إل َّا ا ل ْقِل َّة ُ ، ف َأ َم َّا ك َث ْرَ‏ تُهُ‏ ف َإ ِن َّهَا أ ُمْن ِيَ‏ ٌة .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ِ عِل ْمِك اسْتِق ْل َا ل ُك لِعِل ْمِك ، وَمِنْ‏ ك َمَال ِ عَق ْلِك اسْتِظ ْهَارُك عَل َى عَق ْلِك<br />

وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَ‏ جْهَ‏ ل َ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مَبْل َغ َ عِل ْمِهَا ، وَل َا يَتَ‏ جَاوَزَ‏ ب ِهَا ق َدْرَ‏ حَق ِّهَا .<br />

ب ِك َثِير ِهِ‏ ،<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَ‏ ل َأ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَا مُق َص ِّرًا ف َيُذ ْعِنُ‏ ب ِا لِا نْقِيَادِ‏ ، أ َوْل َى مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَا مُجَاو ِزًا ، ف َيَك ُف ُّ عَنْ‏ ا لِ‏ ازْدِ‏ يَادِ‏ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ جَه ِ ل َ حَال َ<br />

نَف ْسِهِ‏ ك َان َ لِغَيْر ِهَا أ َجْهَ‏ ل َ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا : } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ، مَتَى يَعْر ِفُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ رَ‏ ب َّهُ‏ ؟ ق َال َ : إذ َا عَرَفَ‏ نَف ْسَهُ‏ { .<br />

وَق َدْ‏ ق َس َّمَ‏ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ‏ أ َحْمَدَ‏ أ َحْوَ‏ ال َ ا لن َّا س ِ فِيمَا عَلِمُوهُ‏ أ َوْ‏ جَه ِل ُوهُ‏ أ َرْ‏ بَعَة َ أ َ ق ْسَام ٍ مُتَق َا ب ِل َةٍ‏ ل َا يَخْل ُو ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْهَا ف َق َال َ :<br />

ا لر ِّجَال ُ أ َرْ‏ بَعَ‏ ٌة : رَجُ‏ ل ٌ يَدْر ِي وَيَدْر ِي أ َ ن َّهُ‏ يَدْر ِي ف َذ َ لِكَعَالِ‏ مٌ‏ ف َاسْأ َ ل ُوهُ‏ ، وَرَجُ‏ ل ٌ يَدْر ِي وَل َا يَدْر ِي أ َ ن َّهُ‏ يَدْر ِي ف َذ َلِكَ‏ نَا س ٍ<br />

ف َذ َك ِّرُوهُ‏ ، وَرَجُ‏ ل ٌ ل َا يَدْر ِي وَيَدْر ِي أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَدْر ِي ف َذ َ لِكَ‏ مُسْتَرْشِدٌ‏ ف َأ َ رْشِدُوهُ‏ ، وَرَجُ‏ ل ٌ ل َا يَدْر ِي وَل َا يَدْر ِي أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَدْر ِي<br />

ف َذ َ لِكَ‏ جَاهِ‏ ل ٌ ف َارْف ُضُوهُ‏ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ أ َبُو ا ل ْق َاسِم ِ ال ْ آمِدِي ُّ إذ َا ك ُنْت ل َا تَدْر ِي وَ‏ ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ ب ِا َل َّذِي يُسَائِ‏ ل ُ مَنْ‏ يَدْر ِي ف َك َيْفَ‏ إذ ًا تَدْر ِي جَه ِل ْت وَ‏ ل َمْ‏ تَعْل َمْ‏<br />

ب ِأ َن َّك جَاهِ‏ ل ٌ ف َمَنْ‏ لِي ب ِأ َن ْ تَدْر ِي ب ِأ َن َّك ل َا تَدْر ِي إذ َا ك ُنْت مِنْ‏ ك ُ ل ِّ ال ْأ ُمُور ِ مُعَم ِّيًا ف َك ُنْ‏ هَك َذ َا أ َرْضًا يَط َأ ْكَ‏ ال َّذِي يَدْر ِي<br />

وَمِنْ‏ أ َعْ‏ جَب ِ ال ْأ َشْيَاءِ‏ أ َن َّك ل َا تَدْر ِي<br />

وَأ َن َّك ل َا تَدْر ِي ب ِأ َن َّك ل َا تَدْر ِي<br />

}<br />

:<br />

وَل ْيَك ُنْ‏ مِنْ‏ شِيمَتِهِ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ب ِعِل ْمِهِ‏ ، وَحَث ُّ ا لن َّف ْس ِ عَل َى أ َن ْ تَأ ْ تَمِرَ‏ ب ِمَا يَأ ْمُرُ‏ ب ِهِ‏ ، وَل َا يَك ُنْ‏ مِم َّنْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى فِيه ِمْ‏ مَث َ ل ُ<br />

ال َّذِ‏ ينَ‏ حُم ِّل ُو ا ا لت َّوْرَ‏ اة َ ث ُ م َّ ل َمْ‏ يَحْمِل ُوهَا ك َمَث َ ل ِ ال ْ حِمَار ِ يَ‏ حْمِ‏ ل ُ أ َسْف َارً‏ ا { .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ق َتَادَة ُ فِي ق َوْله تَعَا ل َى } وَ‏ إ ِ ن َّهُ‏ ل َذ ُو عِل ْم ٍ لِمَا عَل َّمْنَاهُ‏ يَعْن ِي أ َ ن َّهُ‏ عَامِ‏ ل ٌ ب ِمَا عَلِمَ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏{وَيْ‏ ل ٌ لِ‏ جَم َّا ع ِ ا ل ْق َوْل ِوَ‏ يْ‏ ل ٌ لِل ْمُصِر ِّ ينَ‏ {<br />

يُر ِيدُ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ يَسْتَمِعُون َا ل ْق َوْل َ وَل َا يَعْمَل ُون َ ب ِهِ‏<br />

وَرَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ وَهْب ٍ عَنْ‏ سُف ْيَان َ أ َن َّ ال ْخَضِرَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ ‏-ق َال َ لِمُوسَى عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ يَا ا بْنَ‏<br />

عِمْرَ‏ ان َ تَعَل َّمْ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ لِتَعْمَ‏ ل َ ب ِهِ‏ ، وَل َا تَتَعَل َّمْهُ‏ لِتُحَد ِّث َ ب ِهِ‏ ف َيَك ُون ُ عَل َيْك بُو رُهُ‏ ، وَلِغَيْر ِك نُو رُهُ‏ .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ : إن َّمَا زَهِدَ‏ الن َّا سُ‏ فِي ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِمَا يَرَوْن َ مِنْ‏ قِل َّةِ‏ ا نْتِف َا ع ِ مَنْ‏ عَلِمَ‏ ب ِمَا عَلِمَ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ‏ اءِ‏ : أ َخْوَفُ‏ مَا أ َخَافُ‏ إذ َا وَق َف ْت بَيْنَ‏ يَدِي ا لل َّهِ‏ أ َن ْ يَق ُول َ : ق َدْ‏ عَلِمْت ف َمَاذ َ ا عَمِل ْت إذ ْ عَلِمْت ؟ وَك َان َ<br />

يُق َال ُ ‏:خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْق َوْل ِ ف َاعِل ُهُ‏ ، وَخَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ ق َا ئِل ُهُ‏ ، وَخَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ حَامِل ُهُ‏ .<br />

:<br />

.<br />

.<br />

: {<br />

:<br />

.


:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ل َمْ‏ يَنْتَفِعْ‏ ب ِعِل ْمِهِ‏ مَنْ‏ تَرَكَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل َ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

ث َمَرَة ُ ا ل ْعِل ْم ِ أ َن ْ يُعْمَ‏ ل َ ب ِهِ‏ ، وَ‏ ث َمَرَة ُ ال ْعَمَ‏ ل ِ أ َن ْ يُؤْجَرَ‏ عَل َيْهِ‏ .<br />

: ال ْعِل ْمُ‏ يَهْتِفُ‏ ب ِا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، ف َإ ِن ْ أ َجَا بَهُ‏ أ َق َامَ‏ وَإ ِل َّا ارْتَ‏ حَ‏ ل َ .<br />

: خَيْرُا ل ْعِل ْم ِ مَا نَف َعَ‏ ، وَخَيْرُا ل ْق َوْل ِ مَا رَدَ‏ عَ‏ .<br />

ث َمَرَة ُ ا ل ْعُل ُوم ِ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ب ِا ل ْعُل ُوم ِ .<br />

مِنْ‏ تَمَام ِ ا ل ْعِل ْم ِاسْتِعْمَا ل ُهُ‏ ، وَمِنْ‏ تَمَام ِ ا ل ْعَمَ‏ ل ِاسْتِق ْل َا ل ُهُ‏ .<br />

ف َمَنْ‏ اسْتَعْمَ‏ ل َ عِل ْمَهُ‏ ل َمْ‏ يَخْ‏ ل ُ مِنْ‏ رَشَادٍ‏ ، وَمَنْ‏ اسْتَق َ ل َّ عَمَل َهُ‏ ل َمْ‏ يَق ْصُرْ‏<br />

عَنْ‏ مُرَ‏ ادٍ‏<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ حَاتِ‏ مٌ‏ ا لط َّائِي ُّ : وَل َمْ‏ يَ‏ حْمَدُو ا مِنْ‏ عَا لِم ٍ غ َيْر ِ عَامِ‏ ل ٍ خِل َاف ًا وَل َا مِنْ‏ عَامِ‏ ل ٍ غ َيْر ِ عَالِم ِ رَأ َوْا ط ُرُق َاتِ‏ ا ل ْمَ‏ جْدِ‏ عِوَجًا ق َطِيعَة ً<br />

وَ‏ أ َف ْظ َعُ‏ عَ‏ جْز ٍ عِنْدَهُمْ‏ عَ‏ جْزُ‏ حَاز ِم ِ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا ك َان َ عِل ْمُهُ‏ حُ‏ ج َّة ً عَل َى مَنْ‏ أ َخَذ َ عَنْهُ‏ وَ‏ اق ْتَبَسَهُ‏ مِنْهُ‏ حَت َّى يَل ْزَمَهُ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ب ِهِ‏<br />

وَ‏ ا ل ْمَصِيرُ‏ إ ل َيْهِ‏ ك َان َ عَل َيْهِ‏ أ َحَ‏ ج َّ وَ‏ ل َهُ‏ أ َ ل ْزَمَ‏ ؛ لِأ َن َّ مَرْ‏ تَبَة َا ل ْعِل ْم ِ ق َبْ‏ ل َ مَرْ‏ تَبَةِا ل ْق َوْل ِ ، ك َمَا أ َن َّ مَرْ‏ تَبَة َا ل ْعِل ْم ِ ق َبْ‏ ل َ مَرْتَبَةِ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ اسْمَعْ‏ إل َى ا ل ْأ َحْك َام ِ تَحْمِل ُهَا ا لر ُّوَ‏ اة ُ إل َيْك عَنْك َا وَاعْل َمْ‏ هُدِ‏ يتَ‏ ب ِأ َن َّهَا حُجَ‏ جٌ‏ تَك ُون ُ<br />

عَل َيْك مِنْك َا ث ُ م َّ لِيَتَجَن َّب أ َن ْ يَق ُول َ مَا ل َا يَف ْعَ‏ ل ُ ، وَ‏ أ َن ْ يَأ ْمُرَ‏ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُ‏ ب ِهِ‏ ، وَ‏ أ َن ْ يُسِر َّ غ َيْرَ‏ مَا يُظ ْه ِرُ‏ ، وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل ُ ق َوْل َ<br />

ا لش َّاعِر ِ هَذ َا<br />

: اعْمَل ْ ب ِق َوْلِي وَ‏ إ ِن ْ ق َص َّرْت فِي عَمَلِي يَنْف َعْك ق َوْلِي وَل َا يَضْرُرْك تَق ْصِير ِي عُذ ْرًا ل َهُ‏ فِي تَق ْصِير ٍ يُضْمِرُهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ<br />

ل َمْ‏ يَضُر َّ غ َيْرَهُ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ إعْذ َ ارَ‏ ا لن َّف ْس ِ يُغْر ِيهَا وَ‏ يُحَس ِّنُ‏ ل َهَا مَسَاو ِ ئ َهَا .<br />

ف َإ ِن َّ مَنْ‏ ق َال َ مَا ل َا يَف ْعَ‏ ل ُ ف َق َدْ‏ مَك َرَ‏ ، وَمَنْ‏ أ َمَرَ‏ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُ‏ ف َق َدْ‏ خَدَ‏ عَ‏ ، وَمَنْ‏ أ َسَر َّ غ َيْرَ‏<br />

:<br />

مَا يُظ ْه ِرُ‏ ف َق َدْ‏ نَاف َقَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ال ْمَك ْرُ‏ وَال ْخَدِيعَة ُ وَ‏ صَاحِبَاهُمَا فِي ا لن َّار ِ { .<br />

عَل َى أ َن َّ أ َمْرَهُ‏ ب ِمَا ل َا يَأ ْ تَمِرُمُط ْرَ‏ حٌ‏ ، وَإ ِ نْك َارَهُ‏ مَا ل َا يُنْكِرُهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مُسْتَق ْبَ‏ حٌ‏ .<br />

بَل ْ رُب َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ‏ سَبَبًا لِإ ِغ ْرَ‏ اءِ‏ ا ل ْمَأ ْمُور ِ ب ِتَرْكِ‏ مَا أ ُمِرَ‏ ب ِهِ‏ عِنَادً‏ ا ، وَ‏ ارْ‏ تِك َاب ِ مَا نَهَى عَنْهُ‏ كِيَادً‏ ا .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ أ َعْرَاب ِيا أ َتَى ا بْنَ‏ أ َب ِي ذِ‏ ئ ْب ٍ ف َسَأ َ ل َهُ‏ عَنْ‏ مَسْأ َ ل َةِ‏ ط َل َا ق ٍ ف َأ َف ْتَاهُ‏ ب ِط َل َا ق ِ امْرَأ َ تِهِ‏ ، ف َق َال َ<br />

: ا ُنْظ ُرْ‏ حَسَنًا .<br />

ق َال َ : نَظ َرْتُ‏ وَق َدْ‏ بَانَتْ‏ ف َوَل َّى ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ وَهُوَ‏ يَق ُول ُ : أ َتَيْت ا بْنَ‏ ذِ‏ ئ ْب ٍ أ َبْتَغِيا ل ْفِق ْهَ‏ عِنْدَهُ‏ ف َط َل َّقَ‏ حَت َّىا ل ْبَت ِّ تَب َّتْ‏ أ َنَامِل ُهُ‏<br />

أ ُط َل ِّقُ‏ فِي<br />

ف َتْوَى ا بْن ِ ذِ‏ ئ ْب ٍ حَلِيل َتِي وَعِنْدَ‏ ا بْن ِ ذِئ ْب ٍ أ َهْل ُهُ‏ وَحَل َائِل ُهْ‏ ف َظ َن َّ ب ِ جَهْلِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَل ْزَمُهُ‏ ا لط َّل َا قُ‏ ب ِق َوْل ِ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَل ْتَز ِمْ‏ ا لط َّل َا قَ‏ .<br />

ف َمَا ظ َن ُّك ب ِق َوْل ٍ يَ‏ ج ِبُ‏ فِيهِ‏ اشْتِرَ‏ اكُ‏ ا ل ْ آمِر ِ وَال ْمَأ ْمُور ِ ك َيْفَ‏ يَك ُون ُ مَق ْبُول ًا مِنْهُ‏ وَهُوَ‏ غ َيْرُ‏ عَامِ‏ ل ٍ ب ِهِ‏ وَ‏ ل َا ق َا ب ِ ل ٍ ل َهُ‏ ك َلًّا .<br />

وَق َال َ أ َحْمَدُ‏ بْنُ‏ يُوسُفَ‏ ‏:وَعَامِ‏ ل ٌ ب ِا ل ْف ُ جُور ِ يَأ ْمُرُ‏ ب ِا ل ْب ِر ِّ ك َهَادٍ‏ يَ‏ خُو ضُ‏ فِي ا لظ ُّل َم ِ أ َوْ‏ ك َط َب ِيب ٍ ق َدْ‏ شَف َّهُ‏ سَق َمٌ‏ وَهُوَ‏ يُدَاو ِي<br />

مِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ الس َّق َم ِ يَا وَ‏ اعِظ َ ا لن َّا س ِ غ َيْرَ‏ مُت َّعِظٍ‏ ث َوْبَك ط َه ِّرْ‏ أ َو َّل ًا ف َل َا تَل ُمْ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ : عَو ِّدْ‏ لِسَا نَك قِل َّة َ ا لل َّف ْظِ‏ وَاحْف َظ ْ<br />

ك َل َامَك أ َي َّمَا حِف ْظِ‏ إ ي َّاكَ‏ أ َن ْ تَعِظ َ ا لر ِّجَال َ وَق َدْأ َ صْبَ‏ حْتَ‏ مُحْتَاجًا إل َىا ل ْوَعْظِ‏ وَأ َم َّاا لِا نْقِط َا عُ‏ عَنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ إل َى ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ،<br />

وَالِانْقِط َاعُ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ إل َىا ل ْعِل ْم ِ إذ َا عَمِ‏ ل َ ب ِمُوج ِب ِ ا ل ْعِل ْم ِ ، ف َق َدْ‏ حُكِيَ‏ عَنْ‏ ا لز ُّهْر ِي ِّ فِيهِ‏ مَا يُغْن ِي عَنْ‏ تَك َل ُّفِ‏ غ َيْر ِهِ‏ ،<br />

: وَهُوَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ال ْعِل ْمُ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ لِمَنْ‏ جَه ِ ل َ ، وَا ل ْعَمَ‏ ل ُ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْا ل ْعِل ْم ِ لِمَنْ‏ عَلِمَ‏<br />

.<br />

وَأ َم َّا ف َضْ‏ ل ُ مَا بَيْنَ‏ ا ل ْعِل ْم ِ وَ‏ ا ل ْعِبَادَةِ‏ إذ َا ل َمْ‏ يُ‏ خِ‏ ل َّ ب ِوَ‏ اج ِب ٍ وَ‏ ل َمْ‏ يُق َص ِّرْ‏ فِي ف َرْض ٍ ، ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : يُبْعَث ُا ل ْعَا لِمُ‏ وَا ل ْعَا ب ِدُ‏ ف َيُق َال ُ لِل ْعَاب ِدِ‏ : ا ُدْخُل ْ ال ْ جَن َّة َ ، وَ‏ يُق َال ُ لِل ْعَالِم ِ : ات َّئِدْ‏ حَت َّى تَشْف َعَ‏ لِلن َّا س ِ .


وَمِنْ‏ آدَ‏ اب ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ أ َن ْ ل َا يَبْ‏ خَل ُو ا ب ِتَعْلِيم ِ مَا يُ‏ حْسِنُون َ وَل َا يَمْتَن ِعُو ا مِنْ‏ إف َادَةِ‏ مَا يَعْل َمُون َ .<br />

ف َإ ِن َّ ال ْبُخْل َ ب ِهِل َوْمٌوَظ ُل ْ مٌ‏ ، وَال ْمَ‏ نْعُ‏ مِنْهُ‏ حَسَدٌ‏ وَ‏ إ ِث ْ ‏ٌم .<br />

وَك َيْفَ‏ يَسُو غ ُ ل َهُمْ‏ ال ْبُخْ‏ ل ُ ب ِمَا مُن ِ حُوهُ‏ جُودًا مِنْ‏ غ َيْر ِ بُ‏ خْ‏ ل ٍ ، وَ‏ أ ُو تُوهُ‏ عَف ْوًا مِنْ‏ غ َيْر ِ بَذ ْل ٍ .<br />

أ َمْ‏ ك َيْفَ‏ يَ‏ جُو زُ‏ ل َهُمْ‏ الش ُّ ح ُّ ب ِمَا إن ْ بَذ َ ل ُوهُ‏ زَ‏ ادَ‏ وَنَمَا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َتَمُوهُ‏ تَنَاق َصَ‏ وَوَهِيَ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ اسْتَن َّ ب ِذ َلِكَ‏ مَنْ‏ تَق َد َّمَهُمْ‏ ل َمَا وَ‏ صَ‏ ل َ ال ْعِل ْمُ‏ إل َيْه ِمْ‏ وَ‏ ل َا نْق َرَضَ‏ عَنْهُمْب ِا نْقِرَا ضِه ِمْ‏ ، وَ‏ ل َصَارُوا عَل َى مُرُور ِ ال ْأ َي َّام ِ جُه َّال ًا ،<br />

وَ‏ ب ِتَق َل ُّب ِ ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ وَتَنَاق ُصِهَا أ َرْذ َا ل ًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَ‏ إ ِذ ْ أ َخَذ َ ا لل َّهُ‏ مِيث َاقَ‏ ال َّذِينَ‏ أ ُوتُوا ال ْكِتَابَ‏ ل َتُبَي ِّنُن َّهُ‏ لِلن َّا س ِ وَل َا تَك ْتُمُو نَهُ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

، ث ُ م َّ ق َرَ‏ أ َ<br />

وَ‏ يَل ْعَنُهُمْ‏ ا لل َّاعِنُون َ<br />

. {<br />

} :<br />

:<br />

ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ‏ أ َهْل َهُ‏ ف َإ ِن َّ فِي ذ َ لِكَ‏ ف َسَادَ‏ دِين ِك ُمْ‏ وَال ْتِبَاسَ‏ بَصَا ئِر ِك ُمْ‏<br />

} إن َّ ال َّذِ‏ ينَ‏ يَك ْتُمُون َ مَا أ َنْزَل ْنَا مِنْ‏ ال ْبَي ِّنَاتِ‏ وَال ْهُدَى مِنْ‏ بَعْدِ‏ مَا بَي َّن َّاهُ‏ لِلن َّا س ِ فِي ال ْكِتَاب ِ أ ُو ل َئِكَ‏ يَل ْعَنُهُمْ‏ ا لل َّهُ‏<br />

. { {<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

عَل َى أ َهْ‏ ل ِا ل ْعِل ْم ِ ا ل ْعَهْدَ‏ أ َن ْ يُعَل ِّمُو ا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ك َتَمَ‏ عِل ْمًا يُ‏ حْسِنُهُ‏ أ َل ْ جَمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏ ب ِلِ‏ جَام ٍ مِنْ‏ نَار ٍ { .<br />

مَا أ َخَذ َ الل َّهُا ل ْعَهْدَ‏ عَل َى أ َهْ‏ ل ِا ل ْجَهْ‏ ل ِ أ َن ْ يَتَعَل َّمُو ا ، حَت َّى أ َخَذ َ<br />

إذ َا ك َان َ مِنْ‏ ق َوَ‏ اعِدِ‏ ال ْ حِك ْمَةِ‏ بَذ ْل ُ مَا يَنْق ُصُهُ‏ ال ْبَذ ْل ُ ف َأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ‏ ق َوَاعِدِهَا بَذ ْل ُ مَا<br />

يَز ِيدُهُ‏ ال ْبَذ ْ ُل .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ : ك َمَا أ َن َّ ا لِاسْتِف َادَة َ نَافِل َة ٌ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ ، ك َذ َلِكَ‏ ال ْإ ِف َادَة ُف َر ِي ضَة ٌ عَل َى ا ل ْمُعَل ِّم ِ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏<br />

صَف ْوَان َ<br />

:<br />

مَنْ‏ ك َتَمَ‏ عِل ْمًا ف َك َأ َ ن َّهُ‏ جَاهِ‏ ل ٌ .<br />

: إن ِّي ل َأ َف ْرَحُ‏ ب ِإ ِف َادَ‏ تِي ا ل ْمُتَعَل ِّمَ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِنْ‏ ف َرَحِي ب ِاسْتِف َادَ‏ تِي مِنْ‏ ا ل ْمُعَل ِّم ِ .<br />

ث ُ م َّ ل َهُ‏ ب ِا لت َّعْلِيم ِ نَف ْعَانِ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا مَا يَرْجُوهُ‏ مِنْ‏ ث َوَ‏ اب ِ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

ف َق َدْ‏ جَعَ‏ ل َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ الت َّعْلِيمَ‏ صَدَق َة ً ف َق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

} تَصَد َّق ُو ا عَل َى أ َخِيك ُمْ‏ ب ِعِل ْم ٍ يُرْشِدُهُ‏ ، وَرَأ ْي ٍ يُسَد ِّدُهُ‏ { .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ تَعَل َّمُو ا وَعَل ِّمُو ا ف َإ ِن َّ أ َجْرَ‏ ا ل ْعَا لِم ِ وَا ل ْمُتَعَل ِّم ِ سَوَ‏ اءٌ‏<br />

قِي ل َ وَمَا أ َجْرُهُمَا ؟ ق َال َ : مِا ئ َة ُ مَغْفِرَةٍ‏ وَمِا ئ َة ُ دَرَجَةٍ‏ فِي ا ل ْجَن َّةِ‏ .<br />

. {<br />

:<br />

: وَالن َّف ْعُ‏ الث َّان ِي<br />

ز ِيَادَة ُا ل ْعِل ْم ِ وَإ ِ تْق َان ُا ل ْ حِف ْظِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ال ْ خَلِي ل ُ بْنُ‏ أ َحْمَدَ‏<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ<br />

: اجْعَل ْ تَعْلِيمَك دِرَاسَة ً لِعِل ْمِك ، وَاجْعَل ْ مُنَاظ َرَة َ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ تَنْب ِيهًا عَل َى مَا ل َيْسَ‏ عِنْدَك .<br />

: ا لن َّا رُ‏ ل َا يَنْق ُصُهَا مَا أ ُخِذ َ مِنْهَا ، وَل َكِنْ‏ يُخْمِدُهَا أ َن ْ ل َا تَج ِدَ‏ حَط َبًا .<br />

ك َذ َلِكَ‏ ال ْعِل ْمُ‏ ل َا يُف ْن ِيهِ‏ ا لِاق ْتِبَا سُ‏ ، وَ‏ ل َكِن َّ ف َق ْدَ‏ ا ل ْحَامِلِينَ‏ ل َهُ‏ سَبَبُ‏ عَدَمِهِ‏ .<br />

ف َإ ِي َّاكَ‏ وَال ْبُخْل َ ب ِمَا تَعْل َمُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ : عَل ِّمْ‏ عِل ْمَك وَ‏ تَعَل َّمْ‏ عِل ْمَ‏ غ َيْر ِك .<br />

ف َإ ِذ َا عَلِمْت مَا جَه ِل ْت ، وَحَفِظ ْت مَا عَلِمْت ، ف َاعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ‏ ضَرْ‏ بَانِ‏<br />

: مُسْتَدْعًىوَط َالِبٌ‏ .<br />

.<br />

ف َأ َم َّا ال ْمُسْتَدْعَى إل َى ا ل ْعِل ْم ِ ف َهُوَ‏ مَنْ‏ اسْتَدْعَاهُا ل ْعَا لِمُ‏ إل َى ا لت َّعْلِيم ِ لِمَا ظ َهَرَ‏ ل َهُ‏ مِنْ‏ جَوْدَةِ‏ ذ َك َا ئِهِ‏ ، وَ‏ بَان َ ل َهُ‏ مِنْ‏ ق ُو َّةِ‏ خَاطِر ِهِ‏


ف َإ ِذ َا وَ‏ اف َقَ‏ اسْتِدْعَاءُ‏ ا ل ْعَالِم ِ شَهْوَة َ ا ل ْمُتَعَل ِّم ِ ك َانَتْ‏ نَتِيجَتُهَا دَرَكَ‏ الن ُّجَبَاءِ‏ ، وَظ َف َرَ‏ الس ُّعَدَاءِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَا لِمَ‏ ب ِاسْتِدْعَا ئِهِ‏ مُتَوَف ِّ ‏ٌر<br />

، وَ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ ب ِشَهْوَ‏ تِهِ‏ مُسْتَك ْثِرٌ‏ .<br />

وَأ َم َّا ط َالِبُ‏ ا ل ْعِل ْم ِ لِدَا ع ٍ يَدْعُوهُ‏ ، وَبَاعِثٍ‏ يَ‏ حْدُوهُ‏ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ الد َّاعِي دِين ِيا ، وَك َان َ ا ل ْمُتَعَل ِّمُ‏ ف َطِنًا ذ َكِيا ، وَجَبَ‏ عَل َى<br />

ا ل ْعَا لِم ِ أ َن ْ يَك ُون َ عَل َيْهِ‏ مُق ْب ِل ًا وَعَل َى تَعْلِيمِهِ‏ مُتَوَف ِّرًا ل َا يُخْفِي عَل َيْهِ‏ مَك ْنُو نًا ، وَل َا يَط ْو ِي عَنْهُ‏ مَخْزُونًا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ بَلِيدً‏ ا بَعِيدَ‏ ا ل ْفِط ْنَةِ‏ ف َيَنْبَغِي أ َن ْ ل َا يُمْنَعَ‏ مِنْ‏ ال ْيَسِير ِ ف َيَ‏ حْرُمُ‏ ، وَل َا يُ‏ حْمَ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ ب ِا ل ْك َثِير ِ ف َيُظ ْل َمُ‏ .<br />

وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل َ بَل َادَ‏ تَهُ‏ ذ َر ِ يعَة ً لِ‏ حِرْمَا ن ِهِ‏ ف َإ ِن َّ الش َّهْوَة َ بَاعِث َة ٌ وَا لص َّبْرَمُؤَ‏ ث ِّرٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َتَأ ْ ث َمُو ا<br />

} :<br />

:<br />

. {<br />

ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ‏ أ َهْل َهُ‏ ف َتَظ ْلِمُو ا ، وَل َا تَضَعُوهُ‏ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ل َا تَمْنَعُو اا ل ْعِل ْمَ‏ أ َحَدًا ف َإ ِن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ أ َمْنَعُ‏ لِ‏ جَا ن ِب ِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا إن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ الد َّاعِي دِين ِيا نَظ َرَ‏ فِيهِ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ مُبَاحًا ، ك َرَجُ‏ ل ٍ دَعَاهُ‏ إل َى ط َل َب ِ ا ل ْعِل ْم ِ حُب ُّ ا لن َّبَاهَةِ‏ وَط َل َبُ‏ ا لر ِّ ئ َاسَةِ‏<br />

ف َال ْق َوْل ُ فِيهِ‏ يُق َار ِبُا ل ْق َوْل َ ا ل ْأ َو َّل َ فِي تَعْلِيم ِ مَنْ‏ ق َب ِ ل َ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ يُعَط ِّف ُهُ‏ إل َى ا لد ِّ ين ِ فِي ث َان ِي حَال ٍ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مُبْتَدِئ ًا ب ِهِ‏<br />

فِي أ َو َّل ِ حَال ٍ .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ عَنْ‏ سُف ْيَان َ ا لث َّوْ‏ ر ِي ِّ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : تَعَل َّمْنَاا ل ْعِل ْمَ‏ لِغَ‏ يْر ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ف َأ َبَى أ َن ْ يَك ُون َ إل َّا لِل َّهِ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

:<br />

ط َل َبْنَاا ل ْعِل ْمَ‏ لِلد ُّنْيَا ف َدَل َّنَا عَل َى تَرْكِ‏ الد ُّنْيَا .<br />

الد َّاعِي مَحْظ ُورًا ، ك َرَجُ‏ ل ٍ دَعَاهُ‏ إل َى ط َل َب ِا ل ْعِل ْم ِ شَر ٌّ ك َامِنٌ‏ ، وَمَك َرٌ‏ بَاطِنٌ‏ يُر ِيدُ‏ أ َن ْ يَسْتَعْمِل َهُمَا فِي شُبَهٍ‏ دِ‏ ين ِي َّةٍ‏ ، وَحِيَ‏ ل ٍ<br />

فِق ْه ِي َّةٍ‏ ، ل َا تَ‏ ج ِدُ‏ أ َهْ‏ ل ُ ا لس َّل َامَةِ‏ مِنْهَا مُخَل ِّصًا ، وَل َا عَنْهَا مُدَافِعًا ك َمَا ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

رَجُل َانِ‏ ‏:عَالِ‏ مٌ‏ ف َا ج ِرٌ‏ وَ‏ جَاهِ‏ ل ٌ مُتَعَب ِّدٌ‏ .<br />

وَقِي ل َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َي ُّ ا لن َّا س ِ أ َشَر ُّ ؟ ق َال َ : ا ل ْعُل َمَاءُ‏ إذ َا ف َسَدُو ا<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

ف َيَنْبَغِي لِل ْعَا لِم ِ إذ َا رَأ َى مَنْ‏ هَذِهِ‏ حَا ل ُهُ‏ أ َن ْ يَمْنَعَهُ‏ عَنْ‏ ط ُل ْبَتِهِ‏ ، وَ‏ يَصْر ِف َهُ‏ عَنْ‏ بُغْيَتِهِ‏<br />

ف َل َا يُعِينُهُ‏ عَل َى إمْضَاءِ‏ مَك ْر ِهِ‏ ، وَإ ِعْمَال ِ شَر ِّهِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رَوَى أ َنَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ا لل ُّؤْ‏ ل ُؤَ‏ وَا ل ْ جَوْهَرَ‏ وَا لذ َّهَبَ‏ { .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

.<br />

:<br />

} أ َهْل َكُ‏ أ ُم َّتِي<br />

} وَا ضِعُا ل ْعِل ْم ِ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ‏ ك َمُق َل ِّدِ‏ ال ْ خَنَاز ِ ير ِ<br />

- : ل َا تُل ْق ُو اا ل ْ جَوْهَرَ‏ لِل ْخِنْز ِير ِ ف َال ْعِل ْمُ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ ا لل ُّؤْ‏ ل ُؤ ِ ، وَمَنْ‏ ل َا<br />

يَسْتَ‏ حِق ُّهُ‏ شَر ٌّ مِنْا ل ْخِنْز ِير ِ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ تِل ْمِيذ ًا سَأ َل َ عَالِمًا عَنْ‏ بَعْض ِ ا ل ْعُل ُوم ِ ف َل َمْ‏ يُفِدْهُ‏ ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏ : لِمَ‏ مَنَعْته ؟ ف َق َال َ : لِك ُ ل ِّ تُرْ‏ بَةٍ‏ غ َرْ‏ سٌ‏ ، وَلِك ُ ل ِّ ب ِنَاءٍ‏<br />

أ ُ س ٌّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

: لِك ُ ل ِّ ث َوْب ٍل َاب ِ سٌ‏ ، وَلِك ُ ل ِّ عِل ْم ٍق َاب ِ سٌ‏ .<br />

: إرْثِ‏ لِرَوْ‏ ضَةٍ‏ تَوَس َّط َهَاخِنْز ِ يرٌ‏ ، وَا بْكِ‏ لِعِل ْم ٍ حَوَ‏ اهُ‏ شِر ِّيرٌ‏ .<br />

وَيَنْبَغِي أ َن ْ يَك ُون َ لِل ْعَالِم ِفِرَ‏ ا سَة ٌ يَتَوَس َّمُ‏ ب ِهَا ا ل ْمُتَعَل ِّمَ‏ لِيَعْر ِفَ‏ مَبْل َغ َ ط َاق َتِهِ‏ ، وَق َدْرَ‏ اسْتِحْق َاقِهِ‏ لِيُعْطِيَهُ‏ مَا يَتَ‏ حَم َّل ُهُ‏ ب ِذ َك َا ئِهِ‏ ،<br />

أ َوْ‏ يَضْعُفُ‏ عَنْهُ‏ ب ِبَل َادَ‏ تِهِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ أ َرْوَحُ‏ لِل ْعَالِم ِ ، وَ‏ أ َنْجَ‏ حُ‏ لِل ْمُتَعَل ِّم ِ ، وَق َدْ‏ رَوَىث َاب ِتٌ‏ عَنْ‏ أ َنَس ِ بْن ِ مَالِكٍ‏ ق َال َ<br />

ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ لِل َّهِ‏ عِبَادً‏ ا يَعْر ِف ُون َ ا لن َّا سَ‏ ب ِا لت َّوَس ُّم ِ { .<br />

:<br />

} :<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

إذ َا أ َنَا ل َمْ‏ أ َعْل َمْ‏ مَا ل َمْ‏ أ َرَ‏ ف َل َا<br />

ق َال َ رَسُول ُ


عَلِمْت مَا رَأ َيْت .<br />

:<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا لز ُّ بَيْر ِ ل َا عَا شَ‏ ب ِ خَيْر ٍ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَرَ‏ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ مَا ل َمْ‏ يَرَ‏ ب ِعَ‏ يْنَيْهِ‏ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ : أ َ ل ْمَعِي ٌّ يَرَى ب ِأ َو َّل ِ رَ‏ أ ْي ٍ آخِرَ‏ ا ل ْأ َمْر ِ مِنْ‏ وَرَ‏ اءِ‏ ا ل ْمَغِيب ِ ل َوْذ َعِي ٌّ ل َهُ‏ ف ُؤَادٌ‏ ذ َكِي ٌّ مَا ل َهُ‏ فِي ذ َك َا ئِهِ‏ مِنْ‏<br />

ضَر ِ يب ِ ل َا يَرْو ِي وَل َا يُق َل ِّبُ‏ ط َرْف ًا وَ‏ أ َك ُف ُّ ا لر ِّجَال ِ فِي تَق ْلِيب ِ وَإ ِذ ْ ك َان َا ل ْعَالِمُ‏ فِي تَوَس ُّم ِ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ‏ ب ِهَذِهِ‏ الص ِّف َةِ‏ ، وَك َان َ<br />

ب ِق َدْر ِاسْتِ‏ حْق َاقِه ِمْ‏ خَب ِيرًا ، ل َمْ‏ يَضِعْ‏ ل َهُ‏ عَنَاءٌ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَ‏ خِبْ‏ عَل َى يَدَ‏ يْهِ‏ صَا حِبٌ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَتَوَس َّمُهُمْ‏ وَخَفِيَتْ‏ عَل َيْهِأ َحْوَا ل ُهُمْ‏ وَمَبْل َغ ُاسْتِ‏ حْق َاقِه ِمْ‏ ك َانُوا وَ‏ إ ِي َّاهُ‏ فِي عَنَاءٍ‏ مُكِ‏ د ٍّ وَ‏ تَعَب ٍ غ َيْر ِ مُج ِ د ٍّ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَعْدَمُ‏<br />

أ َن ْ يَك ُون َ فِيه ِمْ‏ ذ َكِي ٌّمُ‏ حْتَا جٌ‏ إل َى ا لز ِّ يَادَةِ‏ ‏،وَبَلِي دٌ‏ يَك ْتَفِي ب ِا ل ْق َلِي ل ِ ف َيَضْجَرُ‏ ال ذ َّكِي ُّ مِنْهُ‏ وَ‏ يَعْج ِزُ‏ ال ْبَلِيدُ‏ عَنْهُ‏ وَمَنْ‏ يُرَد ِّدُ‏<br />

أ َصْ‏ حَا بَهُ‏ بَيْنَ‏ عَ‏ جْز ٍ وَضَ‏ جَر ٍ مَل ُّوهُ‏ وَمَل َّهُمْ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ حَك َى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ وَهْب ٍ أ َن َّ سُف ْيَان َ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ق َال َ ق َال َ ا ل ْخَضِرُ‏ لِمُوسَى عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ‏ يَا ط َا لِبَا ل ْعِل ْم ِ إن َّ<br />

ا ل ْق َا ئِ‏ ل َ أ َق َ ل ُّ مَل َا ل َة ً مِنْ‏ ا ل ْمُسْتَمِع ِ ف َل َا تُمِ‏ ل َّ جُل َسَاءَك إذ َا حَد َّث ْتَهُمْ‏ يَا مُوسَى ، وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ق َل ْبَك و ِعَاءٌ‏ ف َانْظ ُرْ‏ مَا تَحْشُو فِي<br />

و ِعَا ئِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

: خَيْرُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ مَنْ‏ ل َا يُقِ‏ ل ُّ وَل َا يُمِ‏ ل ُّ .<br />

: ك ُ ل ُّ عِل ْم ٍ ك َث ُرَ‏ عَل َى ا ل ْمُسْتَمِع ِ وَ‏ ل َمْ‏ يُط َاو ِعْهُ‏ ال ْف َهْمُ‏ ازْدَادَ‏ ال ْق َل ْبُ‏ ب ِهِ‏ عَمًى .<br />

وَإ ِن َّمَا يَنْف َعُ‏ سَمْعُ‏ ا ل ْ آذ َ انِ‏ ، إذ َا ق َو ِيَ‏ ف َهْمُ‏ ا ل ْق ُل ُوب ِ فِي ال ْأ َبْدَانِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا ك َان َ لِبَعْض ِ ا لس َّل َاطِين ِ رَغ ْبَة ٌ فِي ال ْعِل ْم ِ لِف َضِيل َةِ‏ نَف ْسِهِ‏ ، وَك َرَم ِ ط َبْعِهِ‏ ف َل َا يَ‏ جْعَ‏ ل ُ ذ َلِكَ‏ ذ َر ِ يعَة ً فِي ا لِا نْب ِسَاطِ‏ عِنْدَهُ‏ ،<br />

وَال ْإ ِدْل َال ِ عَل َيْهِ‏ ، بَل ْ يُعْط َى مَا يَسْتَ‏ حِق ُّهُ‏ ب ِسُل ْط َا ن ِهِ‏ وَعُل ُو ِّ يَدِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ لِلس ُّل ْط َانِ‏ حَق َّ ا لط َّاعَةِ‏ وَال ْإ ِعْظ َام ِ ، وَلِل ْعَالِم ِ حَق َّ ا ل ْق َبُول ِ وَال ْإ ِك ْرَام ِ .<br />

ث ُ م َّ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَبْتَدِ‏ ئ َهُ‏ إل َّا بَعْدَا لِاسْتِدْعَاءِ‏ ، وَل َا يَز ِيدَهُ‏ عَل َى ق َدْر ِ ا لِاك ْتِف َاءِ‏ ، ف َرُب َّمَا أ َحَب َّ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ إظ ْهَارَ‏ عِل ْمِهِ‏<br />

لِلس ُّل ْط َانِ‏ ف َأ َك ْث َرَهُ‏ ف َصَارَ‏ ذ َلِكَ‏ ذ َر ِ يعَة ً إل َى مَل َ ل ٍ وَمُف ْضِيًا إل َى بُعْدِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ الس ُّل ْط َان َ مُتَق َس ِّمُ‏ ال ْأ َف ْك َار ِ مُسْتَوْعِبُ‏ الز َّمَانِ‏ ،<br />

ف َل َيْسَ‏ ل َهُ‏ فِي ا ل ْعِل ْم ِ ف َرَ‏ ا غ ُ ا ل ْمُنْق َطِعِينَ‏ إ ل َيْهِ‏ وَل َا صَبْرُ‏ ال ْمُنْف َر ِدِينَ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ حَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َال َ<br />

: ق َال َ لِي ا لر َّشِيدُ‏ :<br />

يَا عَبْدَ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ أ َ نْتَ‏ أ َعْل َمُ‏ مِن َّا وَنَ‏ حْنُ‏ أ َعْق َ ل ُ مِنْك ل َا تُعَل ِّمْنَا فِي<br />

مَل َاءٍ‏ ، وَل َا تُسْر ِعْ‏ إل َى تَذ ْكِير ِنَا فِي خَل َاءٍ‏ ، وَاتْرُك ْنَا حَت َّى نَبْتَدِئ َك ب ِا لس ُّؤَ‏ ال ِ ف َإ ِذ َا بَل َغْت مِنْ‏ ال ْجَوَاب ِ حَ‏ د َّ ا لِاسْتِ‏ حْق َا ق ِ ف َل َا<br />

تَز ِدْ‏ إل َّا أ َن ْ يُسْتَدْعَى ذ َلِكَ‏ مِنْك ، وَانْظ ُرْ‏ إل َى مَا هُوَ‏ أ َ ل ْط َفُ‏ فِي ا لت َّأ ْدِ‏ يب ِ ، وَأ َ نْصَفُ‏ فِي ا لت َّعْلِيم ِ ، وَ‏ بَل ِّغ ْ ب ِأ َوْجَز ِ ل َف ْظٍ‏ غ َا يَة َ<br />

ا لت َّق ْو ِيم ِ .<br />

. خَل َلِهِ‏<br />

وَل ْيَخْرُجْ‏ تَعْلِيمُهُ‏ مَ‏ خْرَجَ‏ ا ل ْمُذ َ اك َرَةِ‏ وَ‏ ا ل ْمُ‏ حَا ضَرَةِ‏ ل َا مَ‏ خْرَجَ‏ الت َّعْلِيم ِ وَا ل ْإ ِف َادَةِ‏ ؛ لِأ َن َّ لِتَأ ْخِير ِ ا لت َّعَل ُّم ِ خَ‏ جْل َة َ تَق ْصِير ٍ يُ‏ جَ‏ ل ُّ<br />

ا لس ُّل ْط َان ُ عَنْهَا ، ف َإ ِن ْ ظ َهَرَ‏ مِنْهُ‏ خَط َأ ٌ أ َوْ‏ زَل َ ل ٌ فِي ق َوْل ٍ أ َوْ‏ عَمَ‏ ل ٍ ل َمْ‏ يُ‏ جَاهِرْهُ‏ ب ِا لر َّد ِّ وَعَر َّضَ‏ ب ِ اسْتِدْرَ‏ اكِ‏ زَ‏ ل َلِهِ‏ ، وَ‏ إ ِ صْل َاح ِ<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عَبْدَ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْنَ‏ مَرْوَ‏ ان َ ق َال َ لِلش َّعْب ِي ِّ : ك َمْ‏ عَط َاؤُك ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ<br />

: أ َ ل ْف َيْن ِ .<br />

: ل َحَنْتَ‏ .<br />

ق َال َ ل َم َّا تَرَكَ‏ أ َمِيرُ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ ال ْإ ِعْرَابَ‏ ك َر ِهْت أ َن ْ أ ُعْر ِبَ‏ ك َل َامِي عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

ث ُ م َّ لِيَحْذ َرْ‏ ا ت ِّبَاعَهُ‏ فِيمَا يُ‏ جَان ِبُ‏ الد ِّ ينَ‏ وَيُضَاد ُّ ال ْ حَق َّ مُوَ‏ اف َق َة ً لِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ وَمُتَا بَعَة ً لِهَوَ‏ اهُ‏ ، ف َرُب َّمَا


:<br />

زَل َّتْ‏ أ َق ْدَ‏ امُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ فِي ذ َ لِكَ‏ رَغ ْبَة ً أ َوْ‏ رَهْبَة ً ف َضَل ُّو ا ، وَأ َ ضَل ُّو ا مَعَ‏ سُوءِ‏ ا ل ْعَاقِبَةِ‏ وَق ُبْ‏ ح ِ ال ْ آث َار ِ .<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رَوَى ال ْحَسَنُ‏ ا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ل َا تَزَ‏ ال ُ هَذِهِ‏ ا ل ْأ ُم َّة ُ تَ‏ حْتَ‏ يَدِ‏<br />

ا لل َّهِ‏ وَفِي ك َنَفِهِ‏ مَا ل َمْ‏ يُمَار ِ ق ُر َّاؤُهَا أ ُمَرَ‏ اءَهَا ، وَل َمْ‏ يُزْكِ‏ صُل َحَاؤُهَا ف ُج َّارَهَا ، وَل َمْ‏ يُمَار ِ أ َخْيَارُهَا أ َشْرَ‏ ارَهَا .<br />

ف َإ ِذ َا ف َعَل ُو ا ذ َ لِكَ‏ رَف َعَ‏ عَنْهُمْ‏ يَدَهُ‏ ث ُ م َّ سَل َّط َ عَل َيْه ِمْ‏ جَبَا ب ِرَ‏ تَهُمْ‏ ف َسَامُوهُمْ‏ سُوءَ‏ ال ْعَذ َاب ِ ، وَ‏ ضَرَبَهُمْ‏ ب ِا ل ْف َاق َةِ‏ وَا ل ْف َق ْر ِ وَمَل َأ َ<br />

ق ُل ُوبَهُمْ‏ رُعْبًا {<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِه ِمْ‏<br />

.<br />

: نَزَ‏ اهَة ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ‏ شُبَهِ‏ ا ل ْمَك َاسِب ِ ، وَال ْق َنَاعَة ُ ب ِا ل ْمَيْسُور ِ عَنْ‏ ك َ د ِّ ا ل ْمَط َا لِب ِ .<br />

ف َإ ِن َّ شُبْهَة َ ا ل ْمَك ْسَب ِإث ْ مٌ‏ وَك َد َّ ا لط َّل َب ِ ذ ُ ل ٌّ ، وَال ْأ َجْرُ‏ أ َجْدَرُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِث ْم ِ وَا ل ْعِز ُّ أ َ ل ْيَقُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ال ذ ُّل ِّ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ عَبْدِ‏ ا ل ْعَز ِيز ِ ال ْق َاضِي رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

:<br />

:<br />

يَق ُو ل ُون َ لِي فِيكا نْقِبَا ضٌ‏ وَإ ِن َّمَا رَأ َوْا رَجُل ًا<br />

عَنْ‏ مَوْقِفِ‏ ا ل ذ ُّل ِّ أ َحْجَمَا أ َرَى ا لن َّا سَ‏ مَنْ‏ دَانَاهُمْ‏ هَان َ عِنْدَهُمْ‏ وَمَنْ‏ أ َك ْرَمَتْهُ‏ عِز َّة ُ ا لن َّف ْس ِ أ ُك ْر ِمَا وَل َمْ‏ أ َق ْض ِ حَق َّ ا ل ْعِل ْم ِ إن ْ<br />

ك َان َ ك ُل َّمَا بَدَا ط َمَعٌ‏ صَي َّرْ‏ تُهُ‏ لِي سُل َّمَا وَمَا ك ُ ل ُّ بَرْ‏ ق ٍ ل َاحَ‏ لِي يَسْتَفِز ُّن ِي وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ‏ ل َاق َيْت أ َرْ‏ ضَاهُ‏ مُنْعِمَا إذ َا قِي ل َ هَذ َا<br />

مَنْهَ‏ ل ٌ ق ُل ْت ق َدْ‏ أ َرَى وَ‏ ل َكِن َّ نَف ْسَ‏ ال ْ حُر ِّ تَحْتَمِ‏ ل ُ الظ َّمَا انْهَهَا عَنْ‏ بَعْض ِ مَا ل َا يَشِينُهَا مَخَاف َة َ أ َق ْوَ‏ ال ِ ال ْعِدَا فِيمَ‏ أ َوْ‏ لِمَا وَ‏ ل َمْ‏<br />

أ َ بْتَذِل ْ فِي خِدْمَةِا ل ْعِل ْم ِ مُهْجَتِي لِأ َخْدُمَ‏ مَنْ‏ ل َاق َيْت ل َكِنْ‏ لِأ ُخْدَمَا أ َأ َشْق َى ب ِهِ‏ غ َرْسًا وَأ َجْن ِيهِ‏ ذِ‏ ل َّة ً إذ ًا ف َا ت ِّبَا عُال ْ جَهْ‏ ل ِ ق َدْ‏ ك َان َ<br />

أ َحْزَمَا وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّ أ َهْ‏ ل َ ا ل ْعِل ْم ِ صَا نُوهُ‏ صَانَهُمْ‏ وَ‏ ل َوْ‏ عَظ َّمُوهُ‏ فِي الن ُّف ُو س ِ ل َعُظ ِّمَا وَ‏ ل َكِنْ‏ أ َهَا نُوهُ‏ ف َهَان َ وَدَ‏ ن َّسُو ا مُ‏ حَي َّاهُ‏ ب ِا ل ْأ َط ْمَا ع ِ<br />

حَت َّى تَجَه َّمَا عَل َى أ َن َّ ا ل ْعِل ْمَ‏ عِوَضٌ‏ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ ل َذ َّةٍ‏ ، وَمُغْن ٍ عَنْ‏ ك ُ ل ِّ شَهْوَةٍ‏ .<br />

وَمَنْ‏ ك َان َ صَادِ‏ قَ‏ ا لن ِّي َّةِ‏ فِيهِ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ هِم َّة ٌ فِيمَا يَ‏ ج ِدُ‏ بُدا مِنْهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ تَف َر َّدَ‏ ب ِا ل ْعِل ْم ِ ل َمْ‏ تُوحِشْهُ‏ خَل ْوَة ٌ ، وَمَنْ‏ تَسَل َّى ب ِال ْك ُتُب ِ ل َمْ‏ تَف ُتْهُ‏ سَل ْوَ‏ ٌة .<br />

وَمَنْ‏ آ نَسَهُ‏ قِرَ‏ اءَة ُ ا ل ْق ُرْآنِ‏ ، ل َمْ‏ تُوحِشْهُ‏ مُف َارَق َة ُ ال ْإ ِخْوَانِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِه ِمْ‏<br />

:<br />

ل َا سَمِيرَ‏ ك َا ل ْعِل ْم ِ ، وَل َا ظ َه ِيرَ‏ ك َا ل ْ حِل ْم ِ<br />

.<br />

: أ َن ْ يَق ْصِدُو ا وَجْهَ‏ ا لل َّهِ‏ ب ِتَعْلِيم ِ مَنْ‏ عَل َّمُوا وَ‏ يَط ْل ُبُو ا ث َوَا بَهُ‏ ب ِإ ِرْشَادِ‏ مَنْ‏ أ َرْشَدُو ا ، مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َن ْ يَعْتَاضُوا عَل َيْهِ‏<br />

عِوَضًا ، وَل َا يَل ْتَمِسُو ا عَل َيْهِ‏ ر ِزْق ًا .<br />

: } ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

وَل َا تَشْتَرُو ا ب ِآيَاتِي ث َمَنًا ق َلِيل ًا<br />

: ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَا لِيَةِ‏ {<br />

ال ْكِتَاب ِ ا ل ْأ َو َّل ِ يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ عَل ِّمْ‏ مَج َّانًا ك َمَا عُل ِّمْت مَج َّانًا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } أ َجْرُ‏ ا ل ْمُعَل ِّم ِ ك َأ َجْر ِ ا لص َّائِم ِ ا ل ْق َائِم ِ<br />

وَحَسْبُ‏ مَنْ‏ هَذ َا أ َجْرُهُ‏ أ َن ْ يَل ْتَمِسَ‏ عَل َيْهِ‏ أ َجْرًا .<br />

:<br />

ل َا تَأ ْخُذ ُو ا عَل َيْهِ‏ أ َجْرًا وَهُوَمَ‏ ك ْتُو بٌ‏ عِنْدَهُمْ‏ فِي<br />

. {<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِه ِمْ‏ : نُصْ‏ حُ‏ مَنْ‏ عَل َّمُوهُ‏ وَالر ِّف ْقُ‏ ب ِه ِمْ‏ ، وَتَسْه ِي ل ُ الس َّب ِي ل ِ عَل َيْه ِمْ‏ وَبَذ ْل ُ ا ل ْمَ‏ جْهُودِ‏ فِي ر ِف ْدِهِمْ‏ ، وَمَعُونَتِه ِمْ‏ ، ف َإ ِن َّ<br />

ذ َ لِكَ‏ أ َعْظ َمُ‏ لِأ َجْر ِهِمْ‏ ، وَأ َسْنَىلِذِك ْر ِهِمْ‏ ، وَ‏ أ َنْشَرُ‏ لِعُل ُومِه ِمْ‏ ، وَ‏ أ َرْسَ‏ خُ‏ لِمَعْل ُومِه ِمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِعَلِي ٍّ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

خَيْرٌ‏ مِم َّا ط َل َعَتْ‏ عَل َيْهِ‏ ا لش َّمْسُ‏<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِه ِمْ‏<br />

. {<br />

- : يَا عَلِي ٌّ ل َأ َن ْ يَهْدِيَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِك رَجُل ًا<br />

: أ َن ْ ل َا يُعَن ِّف ُو ا مُتَعَل ِّمًا ، وَل َا يُ‏ حَق ِّرُو ا نَاشِئ ًا ، وَل َا يَسْتَصْغِرُو ا مُبْتَدِئ ًا ف َإ ِن َّ ذ َلِكَ‏ أ َدْعَى إل َيْه ِمْ‏ ، وَ‏ أ َعْطِفُ‏<br />

عَل َيْه ِمْ‏ ، وَ‏ أ َحَث ُّ عَل َى ا لر َّغ ْبَةِ‏ فِيمَا ل َدَ‏ يْه ِمْ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} عَل ِّمُوا وَل َا تُعَن ِّف ُو ا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُعَل ِّمَخَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُعَن ِّفِ‏<br />

. {


وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } وَق ِّرُوا مَنْ‏ تَتَعَل َّمُون َ مِنْهُ‏ ، وَوَق ِّرُو ا مَنْ‏ تُعَل ِّمُو نَهُ‏ { .<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِه ِمْ‏ : أ َن ْ ل َا يَمْنَعُو ا ط َالِبًا وَل َا يُؤَ‏ ي ِّسُو ا مُتَعَل ِّمًا لِمَا فِي ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ق َط ْع ِ ا لر َّغ ْبَةِ‏ فِيه ِمْ‏ وَا لز ُّهْدِ‏ فِيمَا ل َدَ‏ يْه ِمْ‏ ،<br />

وَ‏ اسْتِمْرَ‏ ارُ‏ ذ َ لِكَ‏ مُف ْض ٍ إل َى ا نْقِرَاض ِا ل ْعِل ْم ِ ب ِا نْقِرَ‏ اضِه ِمْ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ق َال ُوا<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏<br />

.<br />

} أ َل َا أ ُنَب ِّئ ُك ُمْ‏ ب ِال ْف َقِيهِ‏ ك ُ ل ِّ ال ْف َقِيهِ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يُق َن ِّط ْ ا لن َّا سَ‏ مِنْ‏ رَحْمَةِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ، وَل َا يُؤْي ِسْهُمْ‏ مِنْ‏ رُوح ِ ا لل َّهِ‏ ، وَل َا يَدَ‏ عُ‏ ا ل ْق ُرْآن َ رَغ ْبَة ً إل َى مَا سِوَاهُ‏ .<br />

أ َل َا ل َا خَيْرَ‏ فِي عِبَادَةٍ‏ ل َيْسَ‏ فِيهَا تَف َق ُّهٌ‏ ، وَل َا عِل ْم ٍ ل َيْسَ‏ فِيهِ‏ تَف َه ُّمٌ‏ ، وَل َا قِرَ‏ اءَةٍ‏ ل َيْسَ‏ فِيهَا تَدَ‏ ب ُّ ‏ٌر<br />

ف َهَذِهِ‏ جُمْل َة ٌ ك َافِيَة ٌ ، وَا َلل َّهُ‏ وَ‏ لِي ُّ الت َّوْفِيق ِ .<br />

. {<br />

ا ل ْبَابُ‏ ا لث َّا لِث ُ أ َدَبُ‏ ا لد ِّ ين ِ اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ سُبْحَا نهُ‏ وَ‏ تَعَا ل َى إن َّمَا ك َل َّفَ‏ ال ْ خَل ْقَ‏ مُتَعَب َّدَاتِهِ‏ ، أ َوَ‏ ل ْزَمَهُمْ‏ مُف ْتَرَ‏ ضَا تِهِ‏ ، وَ‏ بَعَث َ<br />

إل َيْه ِمْ‏ رُسُل َهُ‏ وَشَرَ‏ عَ‏ ل َهُمْ‏ دِ‏ ينَهُ‏ لِغَيْر ِ حَاجَةٍ‏ دَعَتْهُ‏ إل َىتَك ْلِيفِه ِمْ‏ ، وَل َا مِنْ‏ ضَرُورَةٍ‏ ق َادَ‏ تْهُ‏ إل َى تَعَب ُّدِهِمْ‏ ، وَإ ِن َّمَا ق َصَدَ‏ نَف ْعَهُمْ‏<br />

تَف َض ُّل ًا مِنْهُ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ك َمَا تَف َض َّ ل َ<br />

ب ِمَا ل َا يُحْصَى عَدا مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ .<br />

بَل ْ ا لن ِّعْمَة ُ فِيمَا تَعَب َّدَهُمْ‏ ب ِهِ‏ أ َعْظ َمُ‏ ؛ لِأ َن َّ نَف ْعَ‏ مَا سِوَى ال ْمُتَعَب َّدَاتِمُ‏ خْتَص ٌّ ب ِالد ُّنْيَا ا ل ْعَاج ِل َةِ‏ ، وَ‏ نَف ْعَ‏ ا ل ْمُتَعَب َّدَاتِ‏ يَشْتَمِ‏ ل ُ<br />

عَل َى نَف ْع ِ الد ُّنْيَا وَ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ ، وَمَا جَمَعَ‏ نَف ْعَ‏ الد ُّنْيَا وَ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ ك َان َ أ َعْظ َمَ‏ ن ِعْمَة ً وَ‏ أ َك ْث َرَ‏ تَف َض ُّل ًا .<br />

وَجَعَ‏ ل َ مَا تَعَب َّدَهُمْ‏ ب ِهِ‏ مَأ ْخُوذ ًا مِنْ‏ عَق ْ ل ٍ مَتْبُوع ٍ ، وَشَرْ‏ ع ٍ مَسْمُو ع ٍ ف َال ْعَق ْل ُ مَتْبُوعٌ‏ فِيمَا ل َا يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ الش َّرْ‏ عُ‏ ، وَ‏ الش َّرْ‏ عُ‏<br />

مَ‏ سْمُو عٌ‏ فِيمَا ل َا يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ال ْعَق ْل ُ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّرْ‏ عَ‏ ل َا يَر ِدُ‏ ب ِمَا يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ال ْعَق ْل ُ ، وَال ْعَق ْل ُ ل َا يُت َّبَعُ‏ فِيمَا يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ تَوَج َّهَ‏ الت َّك ْلِيفُ‏ إل َى مَنْ‏ ك َمُ‏ ل َ عَق ْل ُهُ‏ ف َأ َرْسَ‏ ل َ رَسُو ل َهُ‏ ب ِال ْهُدَى وَدِ‏ ين ِ ال ْ حَق ِّ لِيُظ ْه ِرَهُ‏ عَل َى ا لد ِّ ين ِ ك ُل ِّهِ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ك َر ِهَ‏<br />

ا ل ْمُشْر ِك ُون َ .<br />

ف َبَل َّغَهُمْ‏ ر ِسَا ل َتَهُ‏ ، وَأ َ ل ْزَمَهُمْ‏ حُ‏ ج َّتَهُ‏ ، وَ‏ بَي َّنَ‏ ل َهُمْ‏ شَر ِ يعَتَهُ‏ ، وَتَل َا عَل َيْه ِمْ‏ كِتَا بَهُ‏ ، فِيمَا أ َحَل َّهُ‏ وَحَر َّمَهُ‏ ، وَ‏ أ َبَاحَهُ‏ وَحَظ َرَهُ‏ ،<br />

وَ‏ اسْتَ‏ حَب َّهُ‏ وَك َر ِهَهُ‏ ، وَ‏ أ َمَرَ‏ ب ِهِ‏ وَنَهَى عَنْهُ‏ ، وَمَا وَعَدَ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ا لث َّوَ‏ اب ِ لِمَنْ‏ أ َط َاعَهُ‏ وَ‏ أ َوْعَدَ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ال ْعِق َاب ِ لِمَنْ‏ عَصَاهُ‏ .<br />

ف َك َان َ وَعْدُهُ‏ تَرْغِيبًا ، وَوَعِيدُهُ‏ تَرْهِيبًا ؛ لِأ َن َّ الر َّغ ْبَة َ تَبْعَث ُ عَل َى ا لط َّاعَةِ‏ ، وَ‏ الر َّهْبَة َ تَك ُف ُّ عَنْ‏ ا ل ْمَعْصِيَةِ‏ ، وَالت َّك ْلِيفُ‏<br />

يَ‏ جْمَعُ‏ أ َمْرًا ب ِط َاعَةٍ‏ وَنَهْيًا عَنْ‏ مَعْصِيَةٍ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ك َان َ الت َّك ْلِيفُ‏ مَق ْرُونًا ب ِا لر َّغ ْبَةِ‏ وَا لر َّهْبَةِ‏ ، وَك َان َ مَا تَ‏ خَل َّ ل َ كِتَا بَهُ‏ مِنْ‏ ق َصَص ِا ل ْأ َ نْب ِيَاءِ‏ ا لس َّا لِف َةِ‏ ، وَأ َخْبَار ِ ا ل ْق ُرُونِ‏<br />

ال ْ خَالِيَةِ‏ ، عِظ َة ً وَ‏ اعْتِبَارً‏ ا تَق ْوَى<br />

مَعَهُمَا ا لر َّغ ْبَة ُ ، وَتَزْدَادُ‏ ب ِه ِمَا ا لر َّهْبَة ُ .<br />

وَك َان َ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ ل ُط ْفِهِ‏ ب ِنَا وَ‏ تَف َض ُّلِهِ‏ عَل َيْنَا .<br />

ف َال ْحَمْدُ‏ لِل َّهِ‏ ال َّذِي ن ِعَمُهُ‏ ل َا تُحْصَى وَشُك ْرُهُ‏ ل َا يُؤَد َّى .<br />

} :<br />

ث ُ م َّ جَعَ‏ ل َ إل َى رَسُو لِهِ‏ : صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ بَيَان َ مَا ك َان َ مُجْمَل ًا ، وَ‏ تَف ْسِيرَ‏ مَا ك َان َ مُشْكِل ًا ، وَتَ‏ حْقِيقَ‏ مَا ك َان َ مُ‏ حْتَمَل ًا<br />

؛ لِيَك ُون َ ل َهُ‏ مَعَ‏ تَبْلِيغ ِ ا لر ِّسَا ل َةِ‏ ظ ُهُو رُ‏ ا لِاخْتِصَاص ِ ب ِهِ‏ وَمَنْز ِل َة ُ ا لت َّف ْو ِ يض ِ إ ل َيْهِ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَأ َنْزَل ْنَا إل َيْك ا لذ ِّك ْرَ‏ لِتُبَي ِّن َّ لِلن َّا س ِ مَا نُز ِّل َ إل َيْه ِمْ‏ وَ‏ ل َعَل َّهُمْ‏ يَتَف َك َّرُون َ<br />

. {<br />

ث ُ م َّ جَعَ‏ ل َ إل َى ا ل ْعُل َمَاءِ‏ اسْتِنْبَاط َ مَا نَب َّهَ‏ عَل َى مَعَان ِيهِ‏ ، وَ‏ أ َشَارَ‏ إل َى أ ُصُو لِهِ‏ ب ِا لِاجْتِهَادِ‏ فِيهِ‏ إل َى عِل ْم ِ ال ْمُرَادِ‏ ، ف َيَمْتَازُوا ب ِذ َ لِكَ‏<br />

عَنْ‏ غ َيْر ِهِمْ‏ وَ‏ يَ‏ خْتَص ُّو ا ب ِث َوَاب ِ اجْتِهَادِهِمْ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } يَرْف َعُ‏ ا لل َّهُ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ آمَنُوا مِنْك ُمْ‏ وَا َل َّذِينَ‏ أ ُوتُواا ل ْعِل ْمَ‏ دَرَجَاتٍ‏ { وَق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى : } وَمَا يَعْل َمُ‏ تَأ ْو ِ يل َهُ‏


:<br />

إل َّا ا لل َّهُ‏ وَ‏ الر َّاسِ‏ خُون َ فِي ا ل ْعِل ْم ِ { ف َصَارَ‏ ال ْكِتَابُ‏ أ َصْل ًا وَ‏ الس ُّن َّة ُ ف َرْعًا وَاسْتِنْبَاط ُ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ إيضَاحًا وَك َشْف ًا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْق ُرْآن ُ أ َ صْ‏ ل ُ عِل ْم ِ ا لش َّر ِ يعَةِ‏ نَص ُّهُ‏ وَدَ‏ لِيل ُهُ‏<br />

ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَ‏ ال ْأ ُم َّة ُ ا ل ْمُ‏ جْتَمِعَة ُ حُ‏ ج َّة ٌ عَل َى مَنْ‏ شَ‏ ذ َّ عَنْهَا .<br />

{<br />

} :<br />

‏،وَ‏ ال ْ حِك ْمَة ُ بَيَان ُ رَسُول ِ<br />

وَك َان َ مِنْ‏ رَ‏ أ ْف َتِهِ‏ ب ِ خَل ْقِهِ‏ وَ‏ تَف َض ُّلِهِ‏ عَل َى عِبَادِهِ‏ أ َن ْ أ َق ْدَرَهُمْ‏ عَل َى مَا ك َل َّف َهُمْ‏ ، وَرَف َعَ‏ ال ْ حَرَجَ‏ عَنْهُمْ‏ فِيمَا تَعَب َّدْهُمْ‏ ؛ لِيَك ُونُوا<br />

مَعَ‏ مَا ق َدْ‏ أ َعَد َّهُ‏ ل َهُمْ‏ نَاهِضِينَ‏ ب ِفِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ وَمُجَا نَبَةِ‏ ا ل ْمَعَا صِي .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ل َا يُك َل ِّفُ‏ ا لل َّهُ‏ نَف ْسًا إل َّا وُسْعَهَا { وَق َال َ : } وَمَا جَعَ‏ ل َ عَل َيْك ُمْ‏ فِي الد ِّ ين ِ مِنْ‏ حَرَج ٍ { وَجَعَ‏ ل َ مَا<br />

ك َل َّف َهُمْ‏ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ<br />

:<br />

قِسْمًا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِاعْتِق َادِهِ‏ ، وَقِسْمًا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِفِعْلِهِ‏ ، وَقِسْمًا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِا ل ْك َف ِّ عَنْهُ‏ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َافُ‏<br />

ج ِهَاتِ‏ ا لت َّك ْلِيفِ‏ أ َ بْعَث َ عَل َى ق َبُو لِهِ‏ ، وَ‏ أ َعْوَن َ عَل َى فِعْلِهِ‏ ، حِك ْمَة ً مِنْهُ‏ وَل ُط ْف ًا<br />

.<br />

:<br />

وَجَعَ‏ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِاعْتِق َادِهِ‏ قِسْمَيْن ِ قِسْمًا إث ْبَاتًا ، وَقِسْمًا نَف ْيًا .<br />

ف َأ َم َّا ال ْإ ِث ْبَاتُ‏ ف َإ ِ ث ْبَاتُ‏ تَوْحِيدِهِ‏ ، وَ‏ صِف َا تِهِ‏ ، وَإ ِث ْبَاتُ‏ بَعْث َتِهِ‏ رُسُل َهُ‏ ، وَتَصْدِ‏ يق ِ مُ‏ حَم َّدٍ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ فِيمَا جَاءَ‏ ب ِهِ‏<br />

وَأ َم َّا الن َّف ْيُ‏ ف َنَف ْيُ‏ الص َّاحِبَةِ‏ ، وَ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدِ‏ ، وَال ْ حَاجَةِ‏ ، وَ‏ ا ل ْق َبَائِ‏ ح ِ أ َجْمَعَ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَهَذ َ انِا ل ْقِسْمَانِ‏ أ َو َّل ُ مَا ك َل َّف َهُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل َ وَجَعَ‏ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِفِعْلِهِ‏ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ قِسْمًا عَل َىأ َبْدَا ن ِه ِمْ‏ ك َالص َّل َاةِ‏ وَا لص ِّيَام ِ ،<br />

وَقِسْمًا فِي أ َمْوَ‏ الِه ِمْ‏ ك َا لز َّك َاةِ‏ وَ‏ ال ْك َف َّارَةِ‏ ، وَقِسْمًا عَل َى أ َمْوَ‏ الِه ِمْوَأ َ بْدَ‏ ان ِه ِمْ‏ ك َال ْحَ‏ ج ِّ وَا ل ْج ِهَادِ‏ ، لِيَسْهُ‏ ل َ عَل َيْه ِمْ‏ فِعْل ُهُ‏<br />

وَ‏ يَ‏ خِف َّ عَنْهُمْ‏ أ َدَ‏ اؤُهُ‏ نَظ َرًا مِنْهُ‏ تَعَا ل َى ل َهُمْ‏ ، وَتَف َض ُّل ًا مِنْهُ‏ عَل َيْه ِمْ‏ .<br />

:<br />

وَجَعَ‏ ل َ مَا أ َمَرَهُمْ‏ ب ِا ل ْك َف ِّ عَنْهُ‏ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ قِسْمًا لِإ ِحْيَاءِ‏ نُف ُوسِه ِمْ‏ وَ‏ صَل َاح ِ أ َبْدَا ن ِه ِمْ‏ ، ك َنَهْي ِهِ‏ عَنْ‏ ا ل ْق َتْ‏ ل ِ ، وَ‏ أ َك ْ ل ِ<br />

ال ْ خَبَا ئِثِ‏ وَا لس ُّمُوم ِ ، وَشُرْب ِ ال ْ خُمُور ِ ا ل ْمُؤَد ِّ يَةِ‏ إل َى ف َسَادِ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَزَوَا لِهِ‏ .<br />

وَقِسْمًا لِا ئ ْتِل َافِه ِمْ‏ وَإ ِ صْل َاح ِ ذ َ اتِبَيْن ِه ِمْ‏ ، ك َنَهْي ِهِ‏ عَنْ‏ ا ل ْغَضَب ِ ، وَ‏ ا ل ْغَل َبَةِ‏ ، وَا لظ ُّل ْم ِ ، وَا لس َّرَفِ‏ ال ْمُف ْضِي إل َى ا ل ْق َطِيعَةِ‏ ،<br />

وَال ْبَغْضَاءِ‏ .<br />

وَقِسْمًا لِ‏ حِف ْظِأ َ نْسَا ب ِه ِمْ‏ وَ‏ تَعْظِيم ِ مَ‏ حَار ِمِه ِمْ‏ ، ك َنَهْي ِهِ‏ عَنْ‏ الز ِّنَا وَن ِك َاح ِ ذ َوَ‏ اتِ‏ ا ل ْمَ‏ حَار ِم ِ .<br />

ف َك َانَتْ‏ ن ِعْمَتُهُ‏ فِيمَا حَظ َرَهُ‏ عَل َيْنَا ك َن ِعْمَتِهِ‏ فِيمَا أ َبَاحَهُ‏ ل َنَا ، وَ‏ تَف َض ُّل ُهُ‏ فِيمَا ك َف َّنَا عَنْهُ‏ ك َتَف َض ُّلِهِ‏ فِيمَا أ َمَرَنَا ب ِهِ‏ .<br />

ف َهَ‏ ل ْ يَ‏ ج ِدُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ فِي رَو ِ ي َّتِهِ‏ مَسَاغ ًا أ َن ْ يُق َص ِّرَ‏ فِيمَا أ َمَرَ‏ ب ِهِ‏ وَهُوَ‏ ن ِعْمَة ُ عَل َيْهِ‏ ، أ َوْ‏ يَرَى ف ُسْ‏ حَة ً فِي ارْتِك َاب ِ مَا نَهَى عَنْهُ‏<br />

وَهُوَ‏ تَف َض ُّ ل ٌ مِنْهُ‏ عَل َيْهِ‏ ؟ وَهَ‏ ل ْ يَك ُون ُ مَنْ‏ أ َ نْعَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ب ِن ِعْمَةٍ‏ ف َأ َهْمَل َهَا ، مَعَ‏ شِد َّةِ‏ ف َاق َتِهِ‏ إل َيْهَا ، إل َّا مَذ ْمُومًا فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ مَعَ‏ مَا<br />

جَاءَ‏ مِنْ‏ وَعِيدِ‏ ا لش َّرْ‏ ع ِ ؟ ث ُ م َّ مِنْ‏ ل ُط ْفِهِ‏<br />

ب ِ خَل ْقِهِ‏ وَ‏ تَف َض ُّلِهِ‏ عَل َى عِبَادِهِ‏ أ َن ْ جَعَ‏ ل َ ل َهُمْ‏ مِنْ‏ ج ِنْس ِ ك ُ ل ِّ ف َر ِ يضَةٍ‏ نَف ْل ًا ، وَحَمَ‏ ل َ ل َهَا مِنْ‏ ا لث َّوَاب ِ قِسْط ًا ، وَنَدَ‏ بَهُمْ‏ إ ل َيْهِ‏ نَدْبًا<br />

، وَجَعَ‏ ل َ ل َهُمْ‏ ب ِال ْ حَسَنَةِ‏ عَشْرًا لِيُضَاعِفَ‏ ث َوَ‏ ابَ‏ ف َاعِلِهِ‏ ، وَ‏ يَضَعَ‏ ال ْعِق َابَ‏ عَنْ‏ تَار ِكِهِ‏ .<br />

وَمِنْ‏ ل َطِيفِ‏ حِك ْمَتِهِ‏ أ َن ْ جَعَ‏ ل َ لِك ُ ل ِّ عِبَادَةٍ‏ حَا ل َتَيْن ِ : حَا ل َة ُ ك َمَال ٍ وَحَا ل َة ُ جَوَ‏ از ٍ ، ر ِف ْق ًا مِنْهُ‏ ب ِ خَل ْقِهِ‏ لِمَا سَبَقَ‏ فِي عِل ْمِهِ‏ أ َن َّ<br />

فِيه ِمْ‏ ا ل ْعَج ِ ل َ ا ل ْمُبَادِرَ‏ وَال ْبَطِيءَ‏ ا ل ْمُتَث َاقِ‏ ل َ ، وَمَنْ‏ ل َا صَبْرَ‏ ل َهُ‏ عَل َى أ َدَ‏ اءِ‏ ال ْأ َك ْمَ‏ ل ِ لِيَك ُون َ مَا أ َخَ‏ ل َّ ب ِهِ‏ مِنْ‏ هَيْئ َاتِ‏ عِبَادَ‏ تِهِ‏ غ َيْرَ‏<br />

ق َادِح ٍ فِي ف َرْض ٍ ، وَل َا مَا ن ِع ٍ مِنْ‏ أ َجْر ٍ ، ف َك َان َ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ عَل َيْنَا وَحُسْن ِ نَظ َر ِهِ‏ إل َيْنَا .<br />

وَك َان َ أ َو َّل ُ مَا ف َرَضَ‏ بَعْدَ‏ تَصْدِ‏ يق ِ نَب ِي ِّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عِبَادَ‏ اتِ‏ ال ْأ َبْدَانِ‏ ، وَق َدْ‏ ق َد َّمَهَا عَل َى مَا يَتَعَل َّقُ‏ ب ِا ل ْأ َمْوَال ِ ؛<br />

لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ‏ عَل َى ال ْأ َمْوَال ِ أ َشَ‏ ح ُّ وَب ِمَا يَتَعَل َّقُ‏ ب ِال ْأ َبْدَانِ‏ أ َسْمَ‏ حُ‏ ، وَذ َ لِكَ‏ الص َّل َاة ُ وَا لص ِّيَامُ‏<br />

.<br />

ف َق َد َّمَ‏ ا لص َّل َاة َ عَل َى الص ِّيَام ِ ؛ لِأ َن َّ ا لص َّل َاة َ أ َسْهَ‏ ل ُ فِعْل ًا ، وَ‏ أ َ يْسَرُ‏ عَمَل ًا ، وَجَعَل َهَا مُشْتَمِل َة ً عَل َى خُضُو ع ٍ ل َهُ‏ وَابْتِهَال ٍ إ ل َيْهِ‏ .<br />

ف َا ل ْخُضُو عُ‏ ل َهُ‏ رَهْبَة ٌ مِنْهُ‏ ، وَالِابْتِهَال ُ إل َيْهِ‏ رَغ ْبَة ٌ فِيهِ‏ .


وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } إذ َا ق َامَ‏ أ َحَدُك ُمْ‏ إل َى صَل َا تِهِ‏ ف َإ ِن َّمَا يُنَاج ِي رَ‏ ب َّهُ‏ ف َل ْيَنْظ ُرْ‏ ب ِمَا يُنَاج ِيهِ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ك َان َ ك ُل َّمَا دَخَ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ وَق ْتُ‏ صَل َاةٍ‏ ا صْف َر َّ ل َوْ‏ نُهُ‏ مَر َّة ً وَ‏ احْمَر َّ أ ُخْرَى<br />

ف َقِي ل َ ل َهُ‏ فِي ذ َلِكَ‏ ، ف َق َال َ : أ َتَتْن ِي ال ْأ َمَانَة ُ ال َّتِي عُر ِ ضَتْ‏ عَل َى ا لس َّمَوَ‏ اتِ‏ وَا ل ْأ َرْض ِ وَال ْج ِبَال ِ ف َأ َ بَيْنَ‏ أ َن ْ يَحْمِل ْنَهَا وَأ َشْف َق ْنَ‏<br />

مِنْهَا وَحَمَل ْتهَا أ َنَا ف َل َا أ َدْر ِي أ َأ ُسِيءُ‏ فِيهَا أ َمْ‏ أ ُحْسِنُ‏ .<br />

ث ُ م َّ جَعَ‏ ل َ ل َهَا شُرُوط ًا ل َاز ِمَة ً مِنْ‏ رَف ْع ِ حَدَثٍ‏ ، وَإ ِزَا ل َةِ‏ نَ‏ جَس ٍ ؛ لِيَسْتَدِيمَ‏ ا لن َّظ َاف َة َ لِلِق َاءِ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏<br />

ث ُ م َّ ضَم َّنَهَا تِل َاوَة َ كِتَا ب ِهِ‏ ا ل ْمُنَز َّل ِ لِيَتَدَ‏ ب َّرَ‏ مَا فِيهِ‏ ، مِنْ‏ أ َوَ‏ امِر ِهِ‏ وَ‏ نَوَ‏ اهِيهِ‏ ، وَ‏ يَعْتَب ِرَ‏ إعْ‏ جَازَ‏ أ َ ل ْف َاظِهِ‏ وَمَعَان ِيهِ‏ .<br />

، وَ‏ ا لط َّهَارَة َ لِأ َدَ‏ اءِ‏ ف َرْ‏ ضِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ عَل َّق َهَا ب ِأ َوْق َاتٍ‏ رَا تِبَةٍ‏ ، وَأ َزْمَانٍ‏ مُتَرَ‏ ادِف َةٍ‏ ؛ لِيَك ُون َ تَرَادُفُ‏ أ َزْمَان ِهَا وَ‏ تَتَا بُعُ‏ أ َوْق َا تِهَا سَبَبًا لِاسْتِدَ‏ امَةِ‏ ال ْ خُضُو ع ِ ل َهُ‏<br />

وَالِابْتِهَال ِ إ ل َيْهِ‏ ، ف َل َا تَنْق َطِعُ‏ ا لر َّهْبَة ُ مِنْهُ‏ وَل َا ا لر َّغ ْبَة ُ فِيهِ‏ ، وَإ ِذ َا ل َمْ‏ تَنْق َطِعْ‏ ا لر َّغ ْبَة ُ وَالر َّهْبَة ُ اسْتَدَ‏ امَ‏ صَل َاحُال ْ خَل ْق ِ<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ ق ُو َّةِ‏ الر َّغ ْبَةِ‏ وَ‏ الر َّهْبَةِ‏ يَك ُون ُ اسْتِيف َاؤُهَا عَل َى ا ل ْك َمَال ِ أ َوْ‏ ا لت َّق ْصِير ِ فِيهَا حَال َ ال ْ جَوَ‏ از ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ا لص َّل َاة ُمِ‏ ك ْيَا ل ٌ ف َمَنْ‏ وَف َّى وُف ِّيَ‏ ل َهُ‏ وَمَنْ‏ ط َف َّفَ‏ ف َق َدْ‏ عَلِمْتُمْ‏ مَا ق َال َ ا لل َّهُ‏<br />

{ . فِي ا ل ْمُط َف ِّفِينَ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

.<br />

وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ ا ل ْف ُصَحَاءِ‏ فِي ذ َ لِكَ‏<br />

مَنْ‏ هَانَتْ‏ عَل َيْهِ‏ صَل َا تُهُ‏ ك َانَتْ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى وَعَز َّ وَجَ‏ ل َّ أ َهْوَن َ {<br />

: أ َق ْب ِل ْ عَل َى صَل َوَ‏ اتِك ال ْ خَمْس ِ ك َمْ‏ مُصْب ِ ح ٍ وَعَسَاهُ‏ ل َا يُمْسِي وَ‏ اسْتَق ْب ِل ْ ا ل ْيَوْمَ‏<br />

ال ْ جَدِ‏ يدَ‏ ب ِتَوْ‏ بَةٍ‏ تَمْحُو ذ ُ نُوبَ‏ صَب ِي حَةِ‏ ال ْأ َمْس ِ ف َل َيَف ْعَل َن َّ ب ِوَجْه ِك ا ل ْغَض ِّ ال ْب ِل َى فِعْ‏ ل َ ا لظ َّل َام ِ ب ِصُو رَةِ‏ ا لش َّمْس ِ ث ُ م َّ ف َرَضَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

تَعَال َى الص ِّيَامَ‏ وَق َد َّمَهُ‏ عَل َى زَك َاةِ‏ ال ْأ َمْوَال ِ لِتَعَل ُّق ِ الص ِّيَام ِ ب ِال ْأ َبْدَانِ‏ .<br />

وَك َان َ فِي إيجَا ب ِهِ‏ حَث ٌّ عَل َى رَحْمَةِ‏ ال ْف ُق َرَاءِ‏ وَإ ِط ْعَامِه ِمْ‏ وَسَد ِّ جَوْعَا تِه ِمْ‏ لِمَا عَا يَنُوهُ‏ مِنْ‏ شِد َّةِ‏ ال ْمَ‏ جَاعَةِ‏ فِي صَوْمِه ِمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِيُوسُفَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

ال ْ جَائِعَ‏ .<br />

- : أ َ تَ‏ جُو عُ‏ وَأ َنْتَ‏ عَل َى خَزَ‏ ا ئِن ِا ل ْأ َرْض ِ ؟ ف َق َال َ : أ َخَافُ‏ أ َن ْ أ َشْبَعَ‏ ف َأ َنْسَى<br />

ث ُ م َّ لِمَا فِي ا لص َّوْم ِ مِنْ‏ ق َهْر ِ الن َّف ْس ِ وَإ ِذ ْ ل َا لِهَا وَك َسْر ِ الش َّهْوَةِا ل ْمُسْتَوْ‏ لِيَةِ‏ عَل َيْهَا وَإ ِشْعَار ِ ا لن َّف ْس ِ مَا هِيَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ال ْ حَاجَةِ‏<br />

إل َى يَسِير ِ ا لط َّعَام ِ وَا لش َّرَ‏ اب ِ .<br />

وَال ْمُحْتَاجُ‏ إل َى الش َّيْءِذ َلِي ل ٌ ب ِهِ‏ .<br />

وَب ِهَذ َا احْتَ‏ ج َّ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى -<br />

عَل َى مَنْ‏ ا ت َّ خَذ َ عِيسَى ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ - وَ‏ أ ُم َّهُ‏ إ ل َهَيْن ِ مِنْ‏ دُو ن ِهِ‏ ، ف َق َال َ<br />

ق َدْ‏ خَل َتْ‏ مِنْ‏ ق َبْلِهِ‏ ا لر ُّسُ‏ ل ُ وَ‏ أ ُم ُّهُصِد ِّ يق َة ٌ ك َانَا يَأ ْك ُل َانِ‏ ا لط َّعَامَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

ف َ جَعَ‏ ل َ احْتِيَاجَهُمَا إل َى ا لط َّعَام ِ نَق ْصًا فِيه ِمَا عَنْ‏ أ َن ْ يَك ُونَا إ ل َهَيْن ِ .<br />

مَا ا ل ْمَسِي حُ‏ ابْنُ‏ مَرْ‏ يَمَ‏ إل َّا رَ‏ سُو ل ٌ<br />

وَق َدْ‏ وَ‏ صَفَ‏ ا ل ْحَسَنُ‏ ا ل ْبَصْر ِي ُّ نَق ْصَ‏ ا ل ْإ ِنْسَانِ‏ ب ِالط َّعَام ِ وَالش َّرَاب ِ ف َق َال َ : مِسْكِينُ‏ ا بْنُ‏ آدَمَ‏ مَ‏ حْتُومُ‏ ا ل ْأ َجَ‏ ل ِ ، مَك ْتُومُ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ<br />

، مَسْتُو رُ‏ ا ل ْعِل َ ل ِ .<br />

يَتَك َل َّمُ‏ ب ِل َحْم ٍ وَ‏ يَنْظ ُرُ‏ ب ِشَ‏ حْم ٍ ، وَيَسْمَعُ‏ ب ِعَظ ْم ٍ .<br />

أ َسِيرُ‏ جُوعِهِ‏ ، صَر ِيعُ‏ شِبَعِهِ‏ تُؤْذِ‏ يهِ‏ ا ل ْبَق َّة ُ ، وَ‏ تُنْتِنُهُ‏ ا ل ْعَرَق َة ُ وَ‏ تَق ْتُل ُهُ‏ الش َّرْق َة ُ .<br />

ل َا يَمْلِكُ‏ لِنَف ْسِهِ‏ ضَرا ، وَل َا نَف ْعًا وَل َا مَوْتًا ، وَل َا حَيَاة ً ، وَل َا نُشُو رً‏ ا .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ إل َى ل ُط ْفِهِ‏ ب ِنَا ، فِيمَا أ َوْجَبَهُ‏ مِنْ‏ ا لص ِّيَام ِ عَل َيْنَا .


ك َيْفَ‏ أ َ يْق َظ َ ال ْعُق ُول َ ل َهُ‏ ، وَق َدْ‏ ك َانَتْ‏ عَنْهُ‏ غ َافِل َة ً أ َوْ‏ مُتَغَافِل َة ً .<br />

وَ‏ نَف َعَ‏ الن ُّف ُو سَ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ مُنْتَفِعَة ً وَل َا نَافِعَة ً .<br />

ث ُ م َّ ف َرَضَ‏ زَك َوَاتِ‏ ال ْأ َمْوَال ِ وَق َد َّمَهَا عَل َى ف َرْض ِال ْحَ‏ ج ِّ ؛ لِأ َن َّ فِيا ل ْحَ‏ ج ِّ مَعَ‏ إ نْف َا ق ِ ا ل ْمَال ِ سَف َرًا شَاقًّا ، ف َك َانَتْ‏ ا لن َّف ْسُ‏ إل َى<br />

ا لز َّك َاةِ‏ أ َسْرَ‏ عَ‏ إجَا بَة ً مِنْهَا إل َى ال ْحَ‏ ج ِّ ، ف َك َان َ فِي إيجَاب ِهَا مُوَاسَاة ً لِل ْف ُق َرَاءِ‏ ، وَمَعُو نَة ً لِذ َو ِي ال ْحَاجَاتِ‏ ، تَك ُف ُّهُمْ‏ عَنْ‏<br />

ا ل ْبَغْضَاءِ‏ وَ‏ تَمْنَعُهُمْ‏ مِنْ‏ ا لت َّق َاط ُع ِ وَ‏ تَبْعَث ُهُمْ‏ عَل َى ا لت َّوَاصُ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ آمِ‏ ل َ وَ‏ صُو ل ٌ وَا لر َّاج ِيَهَائِبٌ‏ ، وَإ ِذ َا زَ‏ ال َ ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ وَا نْق َط َعَ‏<br />

ا لر َّجَاءُ‏ وَاشْتَد َّتْ‏ ال ْ حَاجَة ُ وَق َعَتْ‏ ال ْبَغْضَاءُ‏ وَاشْتَ‏ د َّ ال ْ حَسَدُ‏ ف َحَدَث َ ا لت َّق َاط ُعُ‏ بَيْنَ‏ أ َرْ‏ بَاب ِا ل ْأ َمْوَال ِ وَال ْف ُق َهَاءِ‏ ، وَوَق َعَتْ‏<br />

ال ْعَدَ‏ اوَة ُ بَيْنَ‏ ذ َو ِي ال ْ حَاجَاتِ‏ وَال ْأ َغ ْن ِيَاءِ‏ ، حَت َّى تُف ْضِيَ‏ إل َى ا لت َّغَا ل ُب ِ عَل َى ال ْأ َمْوَال ِ وَ‏ الت َّغْر ِير ِ ب ِالن ُّف ُو س ِ<br />

.<br />

هَذ َا مَعَ‏ مَا فِي أ َدَ‏ اءِ‏ الز َّك َاةِ‏ مِنْ‏ تَمْر ِ ين ِ ا لن َّف ْس ِ عَل َى ا لس َّمَاحَةِا ل ْمَ‏ حْمُودَةِ‏ وَمُ‏ جَا نَبَةِ‏ الش ُّ ح ِّ ا ل ْمَذ ْمُوم ِ ؛ لِأ َن َّ ا لس َّمَاحَة َ تَبْعَث ُ<br />

عَل َى أ َدَ‏ اءِ‏ ال ْ حُق ُوق ِ<br />

وَ‏ الش ُّ ح َّ يَصُ‏ د ُّ عَنْهَا .<br />

وَمَا يَبْعَث ُ عَل َى أ َدَ‏ اءِ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ف َأ َجْدَرُ‏ ب ِهِ‏ حَمْدًا ، وَمَا صَ‏ د َّ عَنْهَا ف َأ َخْلِقْ‏ ب ِهِ‏ ذ َما .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

:<br />

خَالِعٌ‏ { .<br />

} شَر ُّ مَا أ ُعْطِيَ‏ ال ْعَبْدُ‏ شُ‏ ح ٌّهَالِعٌ‏ ‏،وَ‏ جُبْنٌ‏<br />

ف َسُبْ‏ حَان َ مَنْ‏ دَب َّرَنَا ب ِل َطِيفِ‏ حِك ْمَتِهِ‏ ، وَأ َخْف َى عَنْ‏ فِط ْنَتِنَا جَز ِي ل َ ن ِعْمَتِهِ‏ ، حَت َّى اسْتَوْجَبَ‏ مِنْ‏ ا لش ُّك ْر ِ ب ِإ ِخْف َا ئِهَا أ َعْظ َمَ‏ مِم َّا<br />

اسْتَوْجَبَهُ‏ ب ِإ ِ بْدَ‏ ائِهَا .<br />

ث ُ م َّ ف َرَضَ‏ ال ْحَ‏ ج َّ ف َك َان َ آخِرَ‏ ف ُرُو ضِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَ‏ جْمَعُ‏ عَمَل ًا عَل َى بَدَنٍ‏ وَحَقًّا فِي مَال ٍ .<br />

ف َ جَعَ‏ ل َ ف َرْ‏ ضَهُ‏ بَعْدَ‏ اسْتِمْرَ‏ ار ِ ف ُرُوض ِ ال ْأ َبْدَانِ‏ وَف ُرُوض ِ ال ْأ َمْوَال ِ ؛ لِيَك ُون َ اسْتِئ ْنَاسَهُمْ‏ ب ِك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ مِنْ‏ ا لن َّوْعَيْن ِ ذ َر ِ يعَة ً إل َى<br />

تَسْه ِي ل ِ مَا جَمَعَ‏ بَيْنَ‏ ا لن َّوْعَيْن ِ .<br />

ف َك َان َ فِي إيجَا ب ِهِ‏ تَذ ْكِيرٌ‏ لِيَوْم ِ ال ْ حَشْر ِ ب ِمُف َارَق َةِ‏ ا ل ْمَال ِ وَا ل ْأ َهْ‏ ل ِ ، وَخُضُو ع ِ ال ْعَز ِيز ِ وَا لذ َّ لِي ل ِ فِي ال ْوُق ُوفِ‏ بَيْنَ‏ يَدَ‏ يْهِ‏ ،<br />

وَ‏ اجْتِمَا ع ِ ا ل ْمُطِيع ِ وَال ْعَاصِي فِي ا لر َّهْبَةِ‏ مِنْهُ‏ وَ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ إ ل َيْهِ‏ ، وَ‏ إ ِق ْل َا ع ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمَعَاصِي عَم َّا اجْتَرَحُوهُ‏ ، وَنَدَم ِا ل ْمُذ ْ ن ِب ِينَ‏ عَل َى<br />

مَا أ َسْل َف ُوهُ‏ ، ف َق َ ل َّ مَنْ‏ حَ‏ ج َّ إل َّا وَأ َحْدَث َ تَوْ‏ بَة ً مِنْ‏ ذ َ نْب ٍ وَ‏ إ ِق ْل َاعًا مِنْ‏ مَعْصِيَةٍ‏ ، وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

}<br />

مِنْ‏ عَل َامَةِ‏ ا ل ْحَ‏ ج َّةِ‏ ا ل ْمَبْرُورَةِ‏ أ َن ْ يَك ُون َ صَاحِبُهَا بَعْدَهَا خَيْرًا مِنْهُ‏ ق َبْل َهَا { .<br />

وَهَذ َا صَحِي حٌ‏ ؛ لِأ َن َّ الن َّدَمَ‏ عَل َى الذ ُّ نُوب ِمَان ِعٌ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َيْهَا ، وَ‏ ا لت َّوْ‏ بَة َ مُك َف ِّرَة ٌ لِمَا سَل َفَ‏ مِنْهَا .<br />

ف َإ ِذ َا ك َف َّ عَم َّا ك َان َ يَق ْدُمُ‏ عَل َيْهِ‏ أ َ نْبَأ َ عَنْ‏ صِ‏ ح َّةِ‏ تَوْ‏ بَتِهِ‏ ، وَ‏ صِ‏ ح َّة ُ ا لت َّوْ‏ بَةِ‏ تَق ْتَضِي ق َبُول َ حَ‏ ج َّتِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ نَب َّهَ‏ ب ِمَا يُعَان ِي فِيهِ‏ مِنْ‏ مَشَا ق ِّ الس َّف َر ِ ال ْمُؤَد ِّي إ ل َيْهِ‏ عَل َى مَوْ‏ ضِع ِ ا لن ِّعْمَةِ‏ ب ِرَف َاهَةِ‏ ا ل ْإ ِق َامَةِ‏ وَأ َ نَسَةِ‏ ال ْأ َوْط َانِ‏ لِيَ‏ حْنُوَ‏ عَل َى مِنْ‏<br />

سُلِبَ‏ هَذِهِ‏ ا لن ِّعْمَة َ مِنْ‏ أ َ بْنَاءِ‏ ا لس َّب ِي ل ِ .<br />

ث ُ م َّ أ َعْل َمَ‏ ب ِمُشَاهَدَةِ‏ حَرَمِهِ‏ ال َّذِي أ َنْشَأ َ مِنْهُ‏ دِينَهُ‏<br />

، وَ‏ بَعَث َ فِيهِ‏ رَسُو ل َهُ‏ .<br />

ث ُ م َّ ب ِمُشَاهَدَةِ‏ دَ‏ ار ِ ا ل ْه ِ جْرَةِ‏ ال َّتِي أ َعَز َّ ا لل َّهُ‏ ب ِهَا أ َهْ‏ ل َ ط َاعَتِهِ‏ ، وَ‏ أ َذ َل َّ ب ِنُصْرَةِ‏ نَب ِي ِّهِ‏ مُ‏ حَم َّ دٍ‏ عَل َيْهِ‏ الص َّل َاة ُ وَا لس َّل َامُ‏ أ َهْ‏ ل َ مَعْصِيَتِهِ‏<br />

، حَت َّى خَضَعَ‏ ل َهُ‏ عُظ َمَاءُ‏ ال ْمُتَجَب ِّر ِينَ‏ ، وَتَذ َل َّ ل َ ل َهُ‏ زُعَمَاءُ‏ ال ْمُتَك َب ِّر ِينَ‏<br />

.<br />

إ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَنْتَشِرْ‏ عَنْ‏ ذ َ لِكَ‏ ا ل ْمَك َانِ‏ ا ل ْمُنْق َطِع ِ ، وَل َا ق َو ِيَ‏ بَعْدَ‏ الض َّعْفِ‏ ال ْبَي ِّن ِ حَت َّى ط َب َّقَ‏ ال ْأ َرْ‏ ضَ‏ شَرْق ًا وَغ َرْبًا إل َّا ب ِمُعْ‏ ج ِزَةٍ‏<br />

ظ َاهِرَةٍ‏ وَنَصْر ٍ عَز ِ يز ٍ .


ف َاعْتَب ِرْ‏ - أ َل ْهَمَك ا لل َّهُ‏ ا لش ُّك ْرَ‏ وَوَف َّق َك لِلت َّق ْوَى - إ نْعَامَهُ‏ عَل َيْك فِيمَا ك َل َّف َك ، وَ‏ إ ِحْسَا نَهُ‏ إل َيْك فِيمَا تَعَب َّدَك .<br />

ف َق َدْ‏ وَك َّل ْتُك إل َى فِط ْنَتِك وَأ َحَل ْتُك عَل َى بَصِيرَتِك بَعْدَ‏ أ َن ْ ك ُنْتُ‏ ل َك رَائِدًا صَدُوق ًا ، وَ‏ نَاصِ‏ حًا شَف ُوق ًا هَل ْ تُحْسِنُ‏ نُهُو ضًا<br />

ب ِشُك ْر ِهِ‏ إذ َا ف َعَل ْت مَا أ َمَرَك ، وَتَق َب َّل ْت مَا ك َل َّف َك ؟ ك َلًّا إ ن َّهُ‏ ل َا يُوَل ِّيك ن ِعْمَة ً تُوج ِبُ‏ ا لش ُّك ْرَ‏ إذ َا وَصَل َهَا ق َبْ‏ ل َ شُك ْر ِ مَا<br />

سَل َفَ‏ ب ِن ِعْمَةٍ‏ تُوج ِبُ‏ الش ُّك ْرَ‏ فِيا ل ْمُؤْتَنَفِ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ<br />

عَنْهُ‏<br />

.<br />

:<br />

.<br />

ن ِعَمُ‏ ا لل َّهِ‏ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ تُشْك َرَ‏ إل َّا مَا أ َعَان َ عَل َيْهِ‏ ، وَذ ُ نُوبُ‏ ا بْن ِ آدَمَ‏ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ تُغْف َرَ‏ إ ل َّا مَا عَف َا<br />

وَأ َنْشَدْت لِمَنْصُور ِ بْن ِ إسْمَاعِي ل َ ال ْف َقِيهِا ل ْمِصْر ِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى : شُك ْرُ‏ ال ْإ ِ ل َهِ‏ ن ِعْمَة ٌ مُوج ِبَة ٌ لِشُك ْر ِهِ‏ ف َك َيْفَ‏ شُك ْر ِي<br />

ب ِر َّهُ‏ وَشُك ْرُهُ‏ مِنْ‏ ب ِر ِّهِ‏ وَإ ِذ َا ك ُنْت عَنْ‏ شُك ْر ِ ن ِعَمِهِ‏ عَاج ِزًا ف َك َيْفَ‏ ب ِك إذ َا ق َص َّرَتْ‏ فِيمَا أ َمَرَك ، أ َوْ‏ ف َر َّط ْت فِيمَا ك َل َّف َك ،<br />

وَ‏ نَف ْعُهُ‏ أ َعْوَدُ‏ عَل َيْك ل َوْ‏ ف َعَل ْته<br />

هَل ْ تَك ُون ُ لِسَوَ‏ ا ب ِغ ِ ن ِعَمِهِ‏ إل َّا ك َف ُورًا ، وَ‏ ب ِب ِدَا يَةِ‏ ال ْعُق ُول ِ إل َّا مَزْجُورًا ؟ وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

يُنْكِرُو نَهَا { ق َال َ مُجَاهِ‏ دٌ‏<br />

:<br />

} يَعْر ِف ُون َ ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ‏ ث ُ م َّ<br />

: أ َيْ‏ يَعْر ِف ُون َ مَا عَد َّدَ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َيْه ِمْ‏ مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ وَ‏ يُنْكِرُو نَهَا ب ِق َوْ‏ لِه ِمْ‏ أ َن َّهُمْ‏ وَر ِث ُوهَا عَنْ‏ آ بَا ئِه ِمْ‏<br />

وَ‏ اك ْتَسَبُوهَا ب ِأ َف ْعَا لِه ِمْ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } يَق ُول ُ ا لل َّهُ‏ يَا<br />

ا بْنَ‏ آدَمَ‏ مَا أ َنْصَف ْتَن ِي أ َتَ‏ حَب َّبُ‏ إل َيْك ب ِا لن ِّعَم ِ وَ‏ تَتَمَق َّتُ‏ إ ل َي َّ ب ِا ل ْمَعَا صِي .<br />

. {<br />

:<br />

خَيْر ِي إل َيْك نَا ز ِ ل ٌ وَشَر ُّك إ ل َي َّ صَاعِ‏ دٌ‏ ك َمْ‏ مِنْ‏ مَل َكٍ‏ ك َر ِيم ٍ يَصْعَدُ‏ إ ل َي َّ مِنْك ب ِعَمَ‏ ل ٍ ق َب ِي ح ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ صُل َ حَاءِ‏ ا لس َّل َفِ‏ ق َدْ‏ أ َ صْبَ‏ حَ‏ ب ِنَا مِنْ‏ ن ِعَم ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى مَا ل َا نُ‏ حْصِيهِ‏ ، مَعَ‏ ك َث ْرَةِ‏ مَا نَعْصِيهِ‏ ، ف َل َا نَدْر ِي أ َي َّهُمَا<br />

نَشْك ُرُ‏ ، أ َجَمِي ل َ مَا يَنْشُرُ‏ ، أ َمْ‏ ق َب ِي حَ‏ مَا يَسْتُرُ‏ .<br />

ف َ حَق َّ عَل َى مَنْ‏ عَرَفَ‏ مَوْ‏ ضِعَ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ أ َن ْ يَق ْبَل َهَا مُمْتَثِل ًا لِمَا ك ُل ِّفَ‏ مِنْهَا وَق َبُول ُهَا يَك ُون ُ ب ِأ َدَا ئِهَا ، ث ُ م َّ يَشْك ُرَ‏ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى عَل َى<br />

مَا أ َ نْعَمَ‏ مِنْ‏ إسْدَائِهَا .<br />

ف َإ ِن َّ ب ِنَا مِنْ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ إل َى ن ِعَمِهِ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِم َّا ك َل َّف َنَا مِنْ‏ شُك ْر ِ ن ِعَمِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن ْ نَ‏ حْنُ‏ أ َد َّيْنَا حَق َّ ا لن ِّعْمَةِ‏ فِي الت َّك ْلِيفِ‏ تَف َض َّ ل َ ب ِإ ِسْدَ‏ اءِ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ ج ِهَةِ‏ الت َّك ْلِيفِ‏ ، ف َل َز ِمَتْ‏ الن ِّعْمَتَانِ‏ وَمَنْ‏ ل َز ِمَتْهُ‏<br />

الن ِّعْمَتَانِ‏ ف َق َدْ‏ أ ُوتِيَ‏ حَظ َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ‏ ، وَهَذ َا هُوَ‏ الس َّعِيدُ‏ ب ِا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ق َص َّرْنَا فِي أ َدَ‏ اءِ‏ مَا ك ُل ِّف ْنَا مِنْ‏ شُك ْر ِهِ‏ ق َصَرَ‏ عَن َّا مَا ل َا تَك ْلِيفَ‏ فِيهِ‏ مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ ، ف َنَف َرَتْ‏ الن ِّعْمَتَانِ‏ وَمَنْ‏ نَف َرَتْ‏ عَنْهُ‏<br />

الن ِّعْمَتَانِ‏ ف َق َدْ‏ سُلِبَ‏ حَظ َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ‏ ، ف َل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ فِي ال ْ حَيَاةِ‏ حَظ ٌّ وَل َا فِيا ل ْمَوْتِ‏ رَاحَة ٌ ، وَهَذ َا هُوَ‏ ا لش َّقِي ُّ<br />

ب ِا لِاسْتِ‏ حْق َا ق ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَخْتَا رُ‏ ا لش ِّق ْوَة َ عَل َى الس َّعَادَةِ‏ ذ ُو ل ُب ٍّ صَ‏ حِي ح ٍ وَل َا عَق ْ ل ٍ سَلِيم ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

: } ل َيْسَ‏ ب ِأ َمَان ِي ِّك ُمْ‏ وَل َا أ َمَان ِي ِّ أ َهْ‏ ل ِ ال ْكِتَاب ِ مَنْ‏ يَعْمَل ْ سُوءًا يُجْزَ‏ ب ِهِ‏ { .<br />

وَرَوَىا ل ْأ َعْمَشُ‏ عَنْسُل َيْ‏ مٌ‏ ق َال َ ، ق َال َ أ َبُو بَك ْر ٍ الص ِّد ِّ يقُ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

يَعْمَل ْ سُوءًا يُجْزَ‏ ب ِهِ‏<br />

ف َق َال َ<br />

} :<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ مَا أ َشَد َّ هَذِهِ‏ ال ْ آ يَةِ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

يَا أ َبَا بَك ْر ٍ إن َّ ا ل ْمُصِيبَة َ فِي الد ُّنْيَا جَزَاءٌ‏ { .<br />

:<br />

وَ‏ اخْتَل َفَ‏ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى } سَنُعَذ ِّ بُهُمْ‏ مَر َّ تَيْن ِ<br />

ف َق َال َ بَعْضُهُمْ‏ : أ َحَدُا ل ْعَذ َ ابَيْن ِ ا ل ْف َضِي حَة ُ فِي الد ُّنْيَا ،<br />

. {<br />

مَنْ‏


وَالث َّان ِي عَذ َ ابُ‏ ا ل ْق َبْر ِ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ الر َّحْمَن ِ بْنُ‏ يَز ِ يدَ‏<br />

ا لن َّار ِ .<br />

: أ َحَدُا ل ْعَذ َا بَيْن ِ مَصَائِبُهُمْ‏ فِي الد ُّنْيَا فِي أ َمْوَا لِه ِمْوَ‏ أ َوْ‏ ل َادِهِمْ‏ ، وَالث َّان ِي عَذ َ ابُ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ فِي<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ وَ‏ إ ِن ْ نَال َ أ َهْ‏ ل ُ ا ل ْمَعَا صِي ل َذ َّة ً مِنْ‏ عَيْش ٍ أ َوْ‏ أ َدْرَك ُو ا أ ُمْن ِيَة ً مِنْ‏ دُنْيَا ك َانَتْ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ن ِعْمَة ً ، بَل ْ ق َدْ‏ يَك ُون ُ ذ َلِكَ‏<br />

اسْتِدْرَ‏ اجًا وَ‏ ن ِق ْمَة ً .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ ل َه ِيعَة َ عَنْ‏ عُق ْبَة َ بْن ِ مُسْلِم ِ بْن ِ عَامِر ٍ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } إذ َا رَأ َيْت ا لل َّهَ‏ تَعَال َى<br />

يُعْطِي ا ل ْعِبَادَ‏ مَا يَشَاؤُنِ‏ عَل َى مَعَ‏ اصِيه ِمْ‏ إي َّاهُ‏ ف َإ ِن َّمَا ا ذ َلِكَ‏ سْتِدْ‏ رَا جٌ‏ مِنْهُ‏ ل َهُمْ‏ ث ُ م َّ تَل َا<br />

} :<br />

عَل َيْه ِمْ‏ أ َبْوَابَ‏ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ حَت َّى إذ َا ف َر ِحُو ا ب ِمَا أ ُوتُوا أ َخَذ ْنَاهُمْ‏ بَغْتَة ً ف َإ ِذ َا هُمْ‏ مُبْلِسُون َ<br />

ف َل َم َّا نَسُوا مَا ذ ُك ِّرُو ا ب ِهِ‏ ف َتَحْنَا<br />

. {<br />

{<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُحَر َّمَاتُ‏ ال َّتِي يَمْنَعُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ مِنْهَا وَاسْتَق َر َّ ا لت َّك ْلِيفُ‏ ، عَق ْل ًا أ َوْ‏ شَرْعًا ، ب ِالن َّهْي ِ عَنْهَا ف َتَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ .<br />

مِنْهَا مَا تَك ُون ُ ا لن ُّف ُو سُ‏ دَ‏ اعِيَة ً إل َيْهَا ، وَا لش َّهَوَ‏ اتُ‏ بَاعِث َة ً عَل َيْهَا ، ك َالس ِّف َاح ِ وَشُرْب ِال ْ خَمْر ِ ، ف َق َدْ‏ زَجَرَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا ؛ لِق ُو َّةِ‏<br />

ا ل ْبَاعِثِ‏ عَل َيْهَا ، وَشِد َّةِا ل ْمَيْ‏ ل ِ إل َيْهَا ب ِنَوْعَيْن ِ مِنْ‏ الز َّجْر ِ<br />

وَالث َّان ِي : وَعِي دٌ‏ آ ج ِ ل ٌ يَزْدَج ِرُ‏ ب ِهِ‏ ا لت َّقِي ُّ<br />

.<br />

: أ َحَدُهُمَا : حَ‏ د ٌّ عَاج ِ ل ٌ يَرْ‏ تَدِ‏ عُ‏ ب ِهِ‏ ال ْ جَر ِيءُ‏ .<br />

وَمِنْهَا مَا تَك ُون ُ ا لن ُّف ُو سُ‏ نَافِرَة ً مِنْهَا ، وَالش َّهَوَاتُ‏ مَصْرُوف َة ً عَنْهَا ، ك َأ َك ْ ل ِ ال ْ خَبَا ئِثِوَا ل ْمُسْتَق ْذِرَات وَشُرْب ِ الس َّمُوم ِ<br />

ا ل ْمُتْلِف َاتِ‏ ، ف َاق ْتَصَرَ‏ ا لل َّهُ‏ فِي ا لز َّجْر ِ عَنْهَا ب ِا ل ْوَعِيدِ‏ وَحْدَهُ‏ دُون َ ال ْ حَ‏ د ِّ ؛ لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ‏ مُسْتَعِد َّة ٌ فِي الز َّجْر ِ عَنْهَا ،<br />

وَمَ‏ صْرُوف َة ٌ عَنْ‏ رُك ُوب ِ ا ل ْمَ‏ حْظ ُور ِ مِنْهَا .<br />

ث ُ م َّ أ َك َّدَ‏ ا لل َّهُ‏ زَوَ‏ اج ِرَهُ‏ ب ِإ ِنْك َار ِ ال ْمُنْكِر ِينَ‏ ل َهَا ف َأ َوْجَبَا ل ْأ َمْرَ‏ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ وَا لن َّهْيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُنْك َر ِ لِيَك ُون َ ال ْأ َمْرُ‏ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏<br />

تَأ ْكِيدً‏ ا لِأ َوَ‏ امِر ِهِ‏ ، وَالن َّهْيُ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُنْك َر ِ تَأ ْ ي ِيدً‏ ا لِزَوَ‏ اج ِر ِهِ‏ .<br />

لِأ َن َّ الن ُّف ُو سَ‏ ا ل ْأ َشِرَة َ ق َدْ‏ أ َل ْهَتْهَا ا لص َّبْوَة ُ عَنْ‏ ا ت ِّبَا ع ِ ا ل ْأ َوَ‏ امِر ِ ، وَأ َذ ْهَل َتْهَا الش َّهْوَة ُ عَنْ‏ تِذ ْك َار ِ الز َّوَاج ِر ِ .<br />

وَك َان َ إ نْك َا رُا ل ْمُجَالِسِينَ‏ أ َزْجَرَ‏ ل َهَا ، وَ‏ تَوْب ِي خُ‏ ا ل ْمُ‏ خَاط َب ِينَ‏ أ َ بْل َغ َ فِيهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

مَا أ َق َر َّ ق َوْمٌ‏ ا ل ْمُنْك َرَ‏ بَيْنَأ َظ ْهُر ِهِمْ‏ إل َّا عَم َّهُمْ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِعَذ َاب ٍ مُ‏ حْتَضَر ٍ {<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ‏ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ ف َاعِلِيا ل ْمُنْك َر ِ مِنْ‏ أ َحَدِا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن ْ يَك ُونُوا آحَادًا مُتَف َر ِّقِينَ‏ ، وَ‏ أ َف ْرَ‏ ادً‏ ا<br />

مُتَبَد ِّدِينَ‏ ، ل َمْ‏ يَتَحَز َّ بُو ا فِيهِ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَتَضَاف َرُوا عَل َيْهِ‏ ، وَهُمْ‏ رَعِي َّة ٌ مَق ْهُورُون َ ، وَ‏ أ َف ْذ َ اذ ٌ مُسْتَضْعَف ُون َ ، ف َل َا خِل َافَ‏ بَيْنَ‏ ا لن َّا س ِ<br />

أ َن َّ أ َمَرَهُمْ‏ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ وَ‏ نَهْيَهُمْ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُنْك َر ِ ، مَعَا ل ْمُك ْنَةِ‏ وَظ ُهُور ِ ا ل ْق ُدْرَةِ‏ وَ‏ اج ِبٌ‏ عَل َى مَنْ‏ شَاهَدَ‏ ذ َلِكَ‏<br />

مِنْ‏ ف َاعِلِيهِ‏ ، أ َوْ‏ سَمِعَهُ‏ مِنْ‏ ق َا ئِلِيهِ‏<br />

وَإ ِن َّمَا اخْتَل َف ُو ا فِي وُجُوب ِ ذ َلِكَ‏ عَل َى مُنْكِر ِ يهِ‏ هَل ْ وَجَبَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ‏ ب ِالش َّرْ‏ ع ِ .<br />

ف َذ َهَبَ‏ بَعْضُ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ‏ إل َى وُجُوب ِ ذ َلِكَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا وَجَبَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَجَبَ‏ أ َن ْ يَمْتَن ِعَ‏ مِنْ‏ ا ل ْق َب ِي ح ِ ، وَوَجَبَ‏ أ َيْضًا<br />

ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَمْنَعَ‏ غ َيْرَهُ‏ مِنْهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ذ َلِكَ‏ أ َدْعَى إل َى مُجَا نَبَتِهِ‏ ، وَ‏ أ َ بْل َغ ُ فِي مُف َارَق َتِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ف َاق ْتَسَمُو ا ف َأ َخَذ َ ك ُ ل ُّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ مَوْضِعًا ، ف َنَق َرَ‏ رَجُ‏ ل ٌ مِنْهُمْ‏ مَوْضِعًا ب ِف َأ ْ س ٍ .<br />

ف َق َال ُوا مَا تَصْنَعُ‏ ؟ ف َق َال َ هُوَ‏ مَك َان ِي أ َ صْنَعُ‏ فِيهِ‏ مَا شِئ ْت .<br />

ف َل َمْ‏ يَأ ْخُذ ُو ا عَل َى يَدَ‏ يْهِ‏ ف َهَل َكَ‏ وَهَل َك ُو ا { .<br />

إن َّ ق َوْمًا رَكِبُو ا سَفِينَة ً


.<br />

وَذ َهَبَ‏ آخَرُون َ إل َى وُجُوب ِ ذ َلِكَ‏ ب ِا لش َّرْ‏ ع ِ دُون َ ا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ ل َوْ‏ أ َوْجَبَ‏ ا لن َّهْيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَمَنَعَ‏ غ َيْرَهُ‏ مِنْ‏<br />

ا ل ْق َب ِي ح ِ ، ل َوَجَبَ‏ مِث ْل ُهُ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ، وَل َمَا جَازَ‏ وُ‏ رُودُ‏ الش َّرْ‏ ع ِ ب ِإ ِق ْرَار ِ أ َهْ‏ ل ِ ال ذ ِّم َّةِ‏ عَل َى ال ْك ُف ْر ِ ، وَ‏ تَرْكِ‏ ا لن َّكِير ِ عَل َيْه ِمْ‏ ،<br />

؛ لِأ َن َّ وَ‏ اج ِبَاتِ‏ ال ْعُق ُول ِ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ إبْط َال ُهَا ب ِالش َّرْ‏ ع ِ ، وَفِي وُرُودِ‏ ا لش َّرْ‏ ع ِ ب ِذ َ لِكَدَلِي ل ٌ عَل َى أ َن َّ ال ْعَق ْ ل َ غ َيْرُ‏ مُوج ِب ٍ لِإ ِنْك َار ِهِ‏<br />

ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ فِي تَرْكِ‏ إنْك َار ِهِ‏ مَضَر َّة ٌ ل َاحِق َة ٌ ب ِمُنْكِر ِهِ‏ وَجَبَ‏ إنْك َا رُهُ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ عَل َىا ل ْق َوْ‏ ل َيْن ِ مَعًا .<br />

وَأ َم َّا إن ْ ل َ حِقَ‏ ا ل ْمُنْكِرَ‏ مَضَر َّة ٌ مِنْ‏ إنْك َار ِهِ‏ وَ‏ ل َمْ‏ تَل ْحَق ْهُ‏ مِنْ‏ ك َف ِّهِ‏ وَ‏ إ ِق ْرَ‏ ار ِهِ‏ ل َمْ‏ يَ‏ ج ِبْ‏ عَل َيْهِ‏ ال ْإ ِنْك َا رُ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَل َا ب ِالش َّرْ‏ ع ِ .<br />

أ َم َّا ال ْعَق ْل ُ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ اجْتِل َاب ِا ل ْمَضَا ر ِّ ال َّتِي ل َا يُوَاز ِيهَانَف ْعٌ‏ .<br />

وَأ َم َّا الش َّرْ‏ عُ‏ ف َق َدْ‏ رَوَى أ َبُو سَعِيدٍ‏ ال ْخُدْر ِي ُّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ب ِيَدِك ف َإ ِن ْ ل َمْتَسْتَطِعْ‏ ف َب ِلِسَا ن ِك ، ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَسْتَطِعْ‏ ف َب ِق َل ْب ِك ، وَذ َلِكَ‏<br />

أ َ ضْعَفُ‏ ا ل ْإ ِيمَانِ‏<br />

:<br />

. {<br />

ف َإ ِن ْ أ َرَ‏ ادَ‏ ال ْإ ِق ْدَامَ‏ عَل َى ال ْإ ِنْك َار ِ مَعَ‏ ل ُ حُو ق ِ ا ل ْمَضَر َّةِ‏ ب ِهِ‏ نَظ َرَ‏ .<br />

} أ َنْكِرْا ل ْمُنْك َرَ‏<br />

ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ إظ ْهَا رُ‏ الن َّكِير ِ مِم َّا يَتَعَل َّقُ‏ ب ِإ ِعْزَ‏ از ِ دِ‏ ين ِ ا لل َّهِ‏ ، وَل َا إظ ْهَار ِ ك َلِمَةِ‏ ا ل ْ حَق ِّ ، ل َمْ‏ يَج ِبْ‏ عَل َيْهِ‏ ا لن َّكِيرُ‏ إذ َا خَشِيَ‏ ،<br />

ب ِغَا لِب ِ ا لظ َّن ِّ ، تَل َف ًا أ َوْ‏ ضَرَرًا ، وَل َمْ‏ يُ‏ خْشَ‏ مِنْهُ‏ ا لن َّكِيرُ‏ أ َيْضًا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي إظ ْهَار ِ ا لن َّكِير ِ إعْزَا زُ‏ دِ‏ ين ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ، وَ‏ إ ِظ ْهَا رُ‏ ك َلِمَةِ‏ ال ْ حَق ِّ ، حَسُنَ‏ مِنْهُ‏ ا لن َّكِيرُ‏ مَعَ‏ خَشْيَةِ‏ ال ْإ ِضْرَار ِ وَ‏ ا لت َّل َفِ‏<br />

، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَ‏ ج ِبْ‏ عَل َيْهِ‏ ، إذ َا ك َان َ ا ل ْغَرَضُ‏ ق َدْ‏ يَحْصُ‏ ل ُ ل َهُ‏ ب ِا لن َّكِير ِ وَ‏ إ ِن ْ ا نْتَصَرَ‏ أ َوْ‏ ق ُتِ‏ ل َ .<br />

وَعَل َى هَذ َا ا ل ْوَجْهِ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ مِنْ‏ أ َف ْضَ‏ ل ِ ال ْأ َعْمَال ِ ك َلِمَة َ حَق ٍّ عِنْدَ‏ سُل ْط َانٍ‏ جَائِر ٍ<br />

. {<br />

} :<br />

ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ يُق ْتَ‏ ل ُ ق َبْ‏ ل َ حُصُول ِ ا ل ْغَرَض ِ ق َبُ‏ حَ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَتَعَر َّضَ‏ لِإ ِ نْك َار ِهِ‏ ، وَك َذ َ لِكَ‏ ل َوْ‏ ك َان َ ال ْإ ِنْك َارُ‏ يَز ِيدُ‏ ال ْمُنْهَى<br />

إغ ْرَ‏ اءً‏ ب ِفِعْ‏ ل ِ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَل َ جَاجًا فِيا ل ْإ ِك ْث َار ِ مِنْهُ‏ ، ق َبُ‏ حَ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ إنْك َارُهُ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَك ُون َ فِعْ‏ ل ُ ا ل ْمُنْك َر ِ مِنْ‏ جَمَاعَةٍ‏ ق َدْ‏ تَضَاف َرُوا عَل َيْهِ‏ ، وَعُصْبَةٍ‏ ق َدْ‏ تَ‏ حَز َّ بَتْ‏ وَدَعَتْ‏ إ ل َيْهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِي وُجُوب ِ إنْك َار ِهِ‏ عَل َى مَذ َ اهِبَ‏ شَت َّى ف َق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ مِنْ‏ أ َصْ‏ حَاب ِ ال ْ حَدِ‏ يثِ‏ وَ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْآ ث َار ِ<br />

إنْك َا رُهُ‏ وَال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ك َافًّا ، مُمْسِك ًا ، وَمُل َاز ِمًا لِبَيْتِهِ‏ ، وَادِعًا غ َيْرَ‏ مُنْكِر ٍ وَل َا مُسْتَف َز ٍّ<br />

وَق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى مِم َّنْ‏ يَق ُول ُ ب ِظ ُهُور ِ ا ل ْمُنْتَظ َر ِ<br />

إنْك َارَهُ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ وَيَك ُونُوا أ َعْوَانَهُ‏ .<br />

وَق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى ، مِنْهُمْ‏ ا ل ْأ َ صَم ُّ<br />

.<br />

:<br />

مَعَهُ‏ .<br />

وَق َال َ جُمْهُو رُ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّمِينَ‏ ‏:إ نْك َا رُ‏ ذ َلِكَ‏ وَا ج ِبٌ‏ ، وَ‏ الد َّف ْعُ‏ عَنْهُ‏ ل َا ز ِمٌ‏<br />

عَل َى شُرُوطِهِ‏ فِي وُجُودِ‏ أ َعْوَ‏ انٍ‏ يَصْل ُ حُون َ ل َهُ‏ .<br />

: ل َا يَ‏ ج ِبُ‏<br />

ل َا يَ‏ ج ِبُ‏ إنْك َارُهُ‏ وَل َا ا لت َّعَر ُّ ضُ‏ لِإ ِزَا ل َتِهِ‏ إل َّا أ َن ْ يَظ ْهَرَا ل ْمُنْتَظ َرُ‏ ف َيَتَوَل َّى<br />

: ل َا يَ‏ جُو زُ‏ لِلن َّا س ِ إنْك َارُهُ‏ إل َّا أ َن ْ يَ‏ جْتَمِعُو ا عَل َى إمَام ٍ عَدْل ٍ ، ف َيَ‏ ج ِبَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ال ْإ ِنْك َارُ‏<br />

ف َأ َم َّا مَعَ‏ ف َق ْدِ‏ ال ْأ َعْوَانِ‏ ف َعَل َى ال ْإ ِنْسَانِا ل ْك َف ُّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْوَ‏ احِدَ‏ ق َدْ‏ يُق ْتَ‏ ل ُ ق َبْ‏ ل َ بُل ُو غ ِ ا ل ْغَرَض ِ ، وَذ َلِكَ‏ ق َب ِيحٌ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ<br />

يَتَعَر َّضَ‏ ل َهُ‏ .<br />

ف َهَذ َا مَا أ َك َّدَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِهِ‏ أ َوَ‏ امِرَهُ‏ وَأ َ ي َّدَ‏ ب ِهِ‏ زَوَاج ِرَهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َمْر ِ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ وَا لن َّهْي ِ عَنْ‏ ا ل ْمُنْك َر ِ ، وَمَا يَ‏ خْتَلِفُ‏ مِنْ‏ أ َحْوَ‏ ال ِ<br />

ال ْ آمِر ِ ينَ‏<br />

ب ِهِ‏ وَا لن َّاهِينَ‏ عَنْهُ‏ .


ث ُ م َّ ل َيْسَ‏ يَخْل ُو حَال ُ الن َّا س ِ فِيمَا أ ُمِرُو ا ب ِهِ‏ وَ‏ نُهُو ا عَنْهُ‏ ، مِنْ‏ فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ وَاجْتِنَاب ِ ا ل ْمَعَاصِي ، مِنْ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َحْوَ‏ ال ٍ :<br />

ف َمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَسْتَ‏ ج ِيبُ‏ إل َى فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ ، وَيَك ُف ُّ عَنْ‏ ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَا صِي .<br />

وَهَذ َا أ َك ْمَ‏ ل ُ أ َحْوَ‏ ال ِ أ َهْ‏ ل ِ ا لد ِّ ين ِ ، وَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ صِف َاتِ‏ ا ل ْمُت َّقِينَ‏ .<br />

ف َهَذ َا يَسْتَ‏ حِق ُّ جَزَ‏ اءَ‏ ا ل ْعَامِلِينَ‏ ، وَ‏ ث َوَابَ‏ ا ل ْمُطِيعِينَ‏ .<br />

رَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ ا ل ْمَدَ‏ ائِن ِي ُّ .<br />

عَنْ‏ نَافِع ٍ عَنْ‏ ا بْن ِ عُمَرَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ق َال َ ، ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : ‏{ا لذ َّ نْبُ‏ ل َا يُنْسَى وَا ل ْب ِر ُّ ل َا<br />

يَبْل َى ، وَا لد َّ ي َّان ُ ل َا يَمُوتُ‏ ، ف َك ُنْ‏ ك َمَا شِئ ْت ، وَك َمَا تَدِ‏ ينُ‏ تُدَ‏ ان ُ<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

: ك ُ ل ٌّ يَ‏ حْصُدُ‏ مَا يَزْرَ‏ عُ‏ ، وَيُجْزَى ب ِمَا يَصْنَعُ‏ .<br />

. {<br />

بَل ْ ق َال ُوا : زَرْ‏ عُ‏ يَوْمِك حَصَادُ‏ غ َدِك .<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَمْتَن ِعُ‏ مِنْ‏ فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ وَ‏ يُق ْدِمُ‏ عَل َى ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَاصِي ، وَهِيَ‏ أ َخْبَث ُ أ َحْوَال ِ ا ل ْمُك َل َّفِينَ‏ .<br />

ف َهَذ َا يَسْتَ‏ حِق ُّ عَذ َ ابَ‏ الل َّاهِي عَنْ‏ فِعْ‏ ل ِ مَا أ َمَرَ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ط َاعَتِهِ‏ ، وَعَذ َ ابَا ل ْمُجْتَر ِئ ِ عَل َى مَا أ َق ْدَمَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَعَا صِيهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ شُبْرُمَة َ : عَج ِبْت لِمَنْ‏ يَحْتَمِي مِنْ‏ الط َّي ِّبَاتِ‏ مَخَاف َة َ ا لد َّ اءِ‏ ، ك َيْفَ‏ ل َا يَحْتَمِي مِنْ‏ ا ل ْمَعَاصِي مَخَاف َة َ ا لن َّار ِ .<br />

ف َأ َخَذ َ ذ َلِكَ‏ بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : ج ِسْمُك ق َدْ‏ أ َف ْنَيْته ب ِال ْحِمَى دَهْرًا مِنْ‏ ا ل ْبَار ِدِ‏ وَال ْحَار ِّ وَك َان َ أ َوْل َى ب ِك أ َن ْ تَحْتَمِي مِنْ‏<br />

ا ل ْمَعَا صِي حَذ َرَ‏ ا لن َّار ِ وَق َال َ ا بْنُ‏ صَبَاوَة َ<br />

: إن َّا نَظ َرْنَا ف َوَجَدْنَا الص َّبْرَ‏ عَل َى ط َاعَةِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى أ َهْوَن َ مِنْ‏ ا لص َّبْر ِ عَل َى عَذ َ اب ِ<br />

ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ : اصْب ِرُوا عِبَادَ‏ ا لل َّهِ‏ عَل َى عَمَ‏ ل ٍ ل َا غِنَى ب ِك ُمْ‏ عَنْ‏ ث َوَ‏ ا ب ِهِ‏ ، وَاصْب ِرُوا عَنْ‏ عَمَ‏ ل ٍ ل َا صَبْرَ‏ ل َك ُمْ‏ عَل َى عِق َا ب ِهِ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِ‏ ل ْف ُضَيْ‏ ل ِ بْن ِ عِيَاض ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْك .<br />

ف َق َال َ<br />

: ك َيْفَ‏ يَرْضَى عَن ِّي وَ‏ ل َمْ‏ أ ُرْ‏ ضِهِ‏ .<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَسْتَج ِيبُ‏ إل َى فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ وَ‏ يُق ْدِمُ‏ عَل َى ارْ‏ تِك َاب ِ ا ل ْمَعَاصِي .<br />

ف َهَذ َا يَسْتَ‏ حِق ُّ عَذ َ ابَ‏ ا ل ْمُ‏ جْتَر ِئ ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ تَوَر َّط َ ب ِغَل َبَةِ‏ الش َّهْوَةِ‏ عَل َى ال ْإ ِق ْدَام ِ عَل َىا ل ْمَعْصِيَةِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ سَلِمَ‏ مِنْ‏ ا لت َّق ْصِير ِ فِي فِعْ‏ ل ِ<br />

ا لط َّاعَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ال ْك َسْرُ‏ وَا ل ْبَت ُّ ال ْق َط ْعُ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ حَم َّادُ‏ بْنُ‏ زَ‏ يْدٍ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏<br />

‏:ق َل ْبٌ‏ عَرَفَ‏ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ث ُ م َّ عَصَاهُ‏ .<br />

:<br />

} أ َق ْلِعُو ا عَنْ‏ ا ل ْمَعَا صِي ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ يَأ ْخُذ َك ُمْ‏ ا لل َّهُ‏ هَتا بَتا<br />

: أ َف ْضَ‏ ل ُ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ ل َمْ‏ تُف ْسِدْ‏ الش َّهْوَة ُ دِ‏ ينَهُ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ تَتْرُكْ‏ الش ُّبْهَة ُ يَقِينَهُ‏ .<br />

{<br />

:<br />

: عَج ِبْت لِمَنْ‏ يَحْتَمِي مِنْ‏ ا ل ْأ َط ْعِمَةِ‏ لِمَضَر َّاتِهَا ، ك َيْفَ‏ ل َا يَحْتَمِي مِنْ‏ ا لذ ُّ نُوب ِ لِمَعَر َّ اتِهَا .<br />

‏:ا ل ْهَت ُّ<br />

: أ َهْ‏ ل ُ الذ ُّ نُوب ِ مَرْضَى ا ل ْق ُل ُوب ِ وَقِي ل َ لِل ْف ُضَيْ‏ ل ِ بْن ِ عِيَاض ٍ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : مَا أ َعْ‏ جَبُ‏ ال ْأ َشْيَاءِ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ َلِب َّاءِ‏ : يُدِ‏ ل ُّ ب ِا لط َّاعَةِ‏ ال ْعَاصِي وَيَنْسَى عَظِيمَ‏ ا ل ْمَعَاصِي .<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك رَ‏ جُ‏ ل ٌ ق َلِي ل ُ ا لذ ُّ نُوب ِ ق َلِي ل ُ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، أ َوْ‏ رَجُ‏ ل ٌ ك َثِيرُ‏ ا لذ ُّ نُوب ِ<br />

ك َثِيرُ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ؟ ف َق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

:<br />

ل َا أ َعْدِل ُ ب ِالس َّل َامَةِ‏ شَيْئ ًا .<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ‏ مَا تَق ُول ُ فِي صَل َاةِ‏ ا لل َّيْ‏ ل ِ ؟ ف َق َال َ : خَفْ‏ ا لل َّهَ‏ ب ِالن َّهَار ِ وَ‏ نَمْ‏ ب ِا لل َّيْ‏ ل ِ .<br />

وَسَمِعَ‏ بَعْضُ‏ ا لز ُّه َّادِ‏ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِق َوْم ٍ : أ َهْل َك َك ُمْ‏ ا لن َّوْمُ‏ .<br />

: ف َق َال َ<br />

بَل ْ أ َهْل َك َتْك ُمْ‏ ا ل ْيَقِظ َة ُ .


وَقِي ل َ لِأ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : مَا الت َّق ْوَى ؟ ف َق َال َ : أ َجَزْتَ‏ فِي أ َرْض ٍ فِيهَا شَوْكٌ‏ ؟ ف َق َال َ : نَعَمْ‏ .<br />

ف َق َال َ : ك َيْفَ‏ ك ُنْتَ‏ تَصْنَعُ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

ق َال َ ف َتَوَ‏ ق َّ ا ل ْ خَط َا يَا .<br />

: ك ُنْتُ‏ أ َتَوَق َّى .<br />

:<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏ : أ َيَضْمَنُ‏ لِي ف َتًى تَرْكَ‏ ا ل ْمَعَا صِي وَأ َرْهَنُهُ‏ ا ل ْك َف َا ل َة َ ب ِال ْ خَل َاص ِ أ َط َا عَ‏ ا لل َّهَ‏ ق َوْمٌ‏ وَاسْتَرَاحُوا وَ‏ ل َمْ‏<br />

يَتَجَر َّعُو ا غ ُصَصَ‏<br />

ا ل ْمَعَا صِي<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَمْتَن ِعُ‏ مِنْ‏ فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ ، وَيَك ُف ُّ عَنْ‏ ارْتِك َاب ِ ا ل ْمَعَا صِي ف َهَذ َا يَسْتَ‏ حِق ُّ عَذ َابَ‏ الل َّاهِي عَنْ‏ دِ‏ ين ِهِ‏ ، ا ل ْمُنْذ َر ِ<br />

ب ِقِل َّةِ‏ يَقِين ِهِ‏ .<br />

وَرَوَى أ َبُو إدْر ِيسَال ْ خَوْ‏ ل َان ِي ُّ عَنْ‏ أ َب ِي ذ َ ر ٍّ ا ل ْغِف َا ر ِي ِّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

صُ‏ حُفُ‏ مُوسَى ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ‏-ك ُل ُّهَا عِبَرًا<br />

: } ك َانَتْ‏<br />

.<br />

:<br />

.<br />

عَ‏ ج ِبْت لِمَنْ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِالن َّار ِ ث ُ م َّ يَضْحَكُ‏ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِا ل ْق َدَر ِ ث ُ م َّ يَتْعَبُ‏ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ‏ رَأ َى الد ُّنْيَا وَتَق َل ُّبَهَا ب ِأ َهْلِهَا<br />

ث ُ م َّ يَط ْمَئِن ُّ إل َيْهَا ، وَعَج ِبْت لِمَنْ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِا ل ْمَوْتِ‏ ث ُ م َّ يَف ْرَحُ‏ ، وَعَج ِبْت لِمَنْ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِال ْ حِسَاب ِ غ َدًا ث ُ م َّ ل َا يَعْمَ‏ ل ُ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } اجْتَهَدُو ا فِي ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ف َإ ِن ْ ق َصَرَ‏ ب ِك ُمْ‏ ضَعْفٌ‏ ف َك ُف ُّوا عَنْ‏ ا ل ْمَعَا صِي {<br />

وَهَذ َا وَاضِ‏ حُ‏ ال ْمَعْنَى ؛ لِأ َن َّال ْك َف َّ عَنْ‏ ا ل ْمَعَاصِيتَرْكٌ‏ وَهُوَ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ ، وَعَمَ‏ ل َ ا لط َّاعَاتِ‏ فِعْ‏ ل ٌ وَهُوَ‏ أ َ ث ْق َ ل ُ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ل َمْ‏ يُب ِحْ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ارْ‏ تِك َابَا ل ْمَعْصِيَةِ‏ ب ِعُذ ْر ٍ وَل َا ب ِغَيْر ِ عُذ ْر ٍ ؛ لِأ َ ن َّهُتَرْكٌ‏ وَا لت َّرْكُ‏ ل َا يَعْ‏ جَزُا ل ْمَعْذ ُو رُ‏ عَنْهُ‏ ، وَإ ِن َّمَا أ َ بَاحَ‏<br />

تَرْكَ‏ ال ْأ َعْمَال ِب ِا ل ْأ َعْذ َار ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَمَ‏ ل َ ق َدْ‏ يَعْ‏ جَزُا ل ْمَعْذ ُو رُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَك ْرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

.<br />

: رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ امْرَ‏ أ ً ك َان َ ق َو ِيا ف َأ َعْمَ‏ ل َ ق ُو َّ تَهُ‏ فِي ط َاعَةِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى أ َوْ‏ ك َان َ ضَعِيف ًا ف َك َف َّ عَنْ‏ مَعْصِيَةِ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْأ َعْل َى بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ا لش َّامِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ‏:ا ل ْعُمْرُ‏ يَنْق ُصُ‏ وَا لذ ُّ نُوبُ‏ تَز ِيدُ‏ وَ‏ تُق َال ُ عَث َرَاتُ‏ ال ْف َتَى ف َيَعُودُ‏ هَل ْ<br />

يَسْتَطِيعُ‏ جُ‏ حُودَ‏ ذ َنْب ٍ وَ‏ احِدٍ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ جَوَا ر ِحُهُ‏ عَل َيْهِ‏ شُهُودُ‏ وَال ْمَرْءُ‏ يُسْأ َل ُ عَنْ‏ سِن ِيهِ‏ ف َيَشْتَه ِي تَق ْلِيل َهَا وَعَنْ‏ ال ْمَمَاتِ‏ يَ‏ حِيدُ‏<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِأ َعْمَال ِ ا لط َّاعَاتِ‏ وَمُ‏ جَا نَبَةِ‏ ا ل ْمَعَا صِي آف َتَيْن ِ<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُك ْسِبَة ُ لِل ْو ِزْر ِ<br />

:<br />

إحْدَاهُمَا تُك ْسِبُا ل ْو ِزْرَ‏ وَال ْأ ُخْرَى تُوهِنُ‏ ا ل ْأ َجْرَ‏ .<br />

ف َإ ِعْجَابٌ‏ ب ِمَا سَل َفَ‏ مِنْ‏ عَمَلِ‏ هِ‏ ، وَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ط َاعَتِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْإ ِعْ‏ جَابَ‏ ب ِهِ‏ يُف ْضِي إل َى حَا ل َتَيْن ِ مَذ ْمُومَتَيْن ِ<br />

ا ل ْمُعْ‏ جَبَ‏ ب ِعَمَلِهِمُمْتَن ٌّ ب ِهِ‏ وَال ْمُمْتَن ُّ عَل َى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى جَا حِ‏ دٌ‏ لِن ِعَمِهِ‏ .<br />

ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َوْحَى ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى إل َى نَب ِي ٍّ مِنْ‏ أ َ نْب ِيَا ئِهِ‏<br />

: أ َن َّ إحْدَاهُمَا :<br />

:<br />

:<br />

، وَأ َم َّا ا نْقِط َاعُك إ ل َي َّ ف َهُوَ‏ عِز ٌّ ل َك ، ف َهَذ َ انِ‏ ل َك وَ‏ بَقِيَتْ‏ أ َنَا .<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن َّ ا ل ْمُعْ‏ جَبَ‏ ب ِعَمَلِهِ‏ مُ‏ دِ‏ ل ٌّ ب ِهِ‏ وَال ْمُدِل ُّ ب ِعَمَلِهِ‏ مُ‏ جْتَر ِئٌ‏ ، وَا ل ْمُ‏ جْتَر ِئُ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ عَاص ٍ .<br />

وَق َال َ مُوَ‏ ر ِّ قٌ‏ ا ل ْعِ‏ جْلِي ُّ ‏:خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْعُجْب ِ ب ِا لط َّاعَةِ‏ أ َن ْ ل َا يَأ ْتِيَ‏ ب ِط َاعَةٍ‏ .<br />

أ َم َّا زُهْدُك فِي الد ُّنْيَا ف َق َدْ‏ اسْتَعْجَل ْت ب ِهِ‏ ا لر َّ احَة َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : ضَاحِ‏ كٌ‏ مُعْتَر ِفٌ‏ ب ِذ َنْب ِهِ‏ ، خَيْرٌ‏ مِنْ‏ بَاكٍ‏ مُ‏ دِل ٍّ عَل َى رَ‏ ب ِّهِ‏ ، وَ‏ بَاكٍنَادِمٌ‏ عَل َى ذ َ نْب ِهِ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ضَاحِكٍ‏<br />

مُعْتَر ِفٍ‏ ب ِل َهْو ِهِ‏ .


.<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُوهِنَة ُ لِل ْأ َجْر ِ ف َالث ِّق َة ُ ب ِمَا أ َسْل َفَ‏ وَالر ُّك ُون ُ إل َى مَا ق َد َّمَ‏ ؛ لِأ َن َّ الث ِّق َة َ تَئ ُول ُ إل َى أ َمْرَ‏ يْن ِ شَيْنَيْن ِ : أ َحَدُهُمَا يُحْدِث ُ<br />

ات ِّك َال ًا عَل َى مَا مَضَى وَتَق ْصِيرًا فِيمَا يُسْتَق ْبَ‏ ل ُ<br />

وَمَنْ‏ ق َص َّرَ‏ وَ‏ ا ت َّك َ ل َ ل َمْ‏ يَرْجُ‏ أ َجْرًا وَل َمْ‏ يُؤَد ِّ شُك ْرًا .<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْوَاثِقَ‏ آمِنٌ‏<br />

.<br />

وَ‏ ال ْ آمِنُ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى غ َيْرُ‏ خَا ئِفٍ‏ ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَ‏ خَفْ‏ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى هَانَتْ‏ عَل َيْهِ‏ أ َوَ‏ امِرُهُ‏ ، وَسَهُل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ زَوَاج ِرُهُ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْف ُضَيْ‏ ل ُ بْنُ‏ عِيَاض ٍ : رَهْبَة ُ ا ل ْمَرْءِ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى عَل َى ق َدْر ِ عِل ْمِهِ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ تَعَال َى<br />

وَق َال َ مُوَ‏ ر ِّ قٌ‏ ا ل ْعِ‏ جْلِي ُّ<br />

وَق َال َ ال ْ حُك َمَاءُ‏<br />

.<br />

:<br />

: ل َأ َن ْ أ َ ب ِيتَ‏ نَائِمًا وَأ ُ صْب ِ حَ‏ نَادِمًا أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ‏ أ َن ْ أ َ ب ِيتَ‏ ق َائِمًا وَأ ُ صْب ِ حَ‏ نَاعِمًا .<br />

مَا بَيْنَك وَبَيْنَ‏ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ فِيك خَيْرٌ‏ إل َّا أ َن ْ تَرَى أ َن َّ فِيك خَيْرًا .<br />

وَقِي ل َ لِرَ‏ ا ب ِعَة َ ا ل ْعَدَو ِ ي َّةِ‏ - رَحِمَهَا ا لل َّهُ‏ - : هَل ْ عَمِل ْت عَمَل ًا ق َ ط ُّ تَرَ‏ يْنَ‏ أ َ ن َّهُ‏ يُق ْبَ‏ ل ُ مِنْك ؟ ق َال َتْ‏ : إن ْ ك َان َ شَ‏ يْءٌ‏ ف َخَوْفِي أ َن ْ<br />

يُرَد َّ عَل َي َّ عَمَلِي .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لس َّم َّاكِ‏ -<br />

رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ بَعْضَ‏ ا لز ُّه َّادِ‏ وَق َفَ‏ عَل َى جَمْع ٍ ف َنَادَى ب ِأ َعْل َى صَوْ‏ تِهِ‏<br />

- : إن َّا لِل َّهِ‏ فِيمَا مَضَى مَا أ َعْظ َمَ‏ فِيهِ‏ ال ْ خَط َرُ‏ ، وَإ ِن َّا لِل َّهِ‏ فِيمَا بَقِيَ‏ مَا أ َق َ ل َّ مِنْهُ‏ ا ل ْحَذ َرُ‏ .<br />

ال ْ حَسَنَاتِ‏ ف َإ ِن َّ ذ ُنُوبَك ُمْ‏ ك َثِيرَة ٌ ، وَيَا مَعْشَرَ‏ ال ْف ُق َرَاءِ‏ ل َك ُمْ‏ أ َق ُول ُ<br />

ف َيَنْبَغِي - أ َحْسَنَ‏ ا لل َّهُ‏ إل َيْك ب ِالت َّوْفِي ِق<br />

ب ِسَا لِفِ‏ عَمَلِك<br />

:<br />

: يَا مَعْشَرَ‏ ال ْأ َغ ْن ِيَاءِ‏ ل َك ُمْ‏ أ َق ُول ُ ‏:اسْتَك ْثِرُو ا مِنْ‏<br />

أ َقِل ُّو ا مِنْ‏ الذ ُّ نُوب ِ ف َإ ِن َّ حَسَنَاتِك ُمْق َلِيل َة ٌ<br />

.<br />

.<br />

- أ َن ْ ل َا تُضَي ِّعَ‏ صِ‏ ح َّة َ ج ِسْمِك وَف َرَا غ َ وَق ْتِك ب ِالت َّق ْصِير ِ فِي ط َاعَةِ‏ رَب ِّك ، وَا لث ِّق َةِ‏<br />

ف َاجْعَل ْ ا لِاجْتِهَادَ‏ غ َن ِيمَة َ صِح َّتِك ، وَا ل ْعَمَ‏ ل َ ف ُرْ‏ صَة َ ف َرَ‏ اغِك ، ف َل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ ا لز َّمَانِ‏ مُسْتَسْعَدًا وَل َا مَا ف َاتَ‏ مُسْتَدْرَك ًا ،<br />

وَ‏ لِل ْف َرَا غ ِ زَ‏ يْغ ٌ أ َوْ‏ نَدَمٌ‏ ، وَ‏ لِل ْ خَل ْوَةِمَيْ‏ ل ٌ أ َوْ‏ أ َسَ‏ ‏ٌف .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ : ا لر َّ احَة ُ لِلر ِّجَال ِ غ َف ْل َة ٌ وَ‏ لِلن ِّسَاءِغ ُل ْمَة ٌ .<br />

: وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

إن ْ يَك ُنْ‏ ا لش ُّغْ‏ ل ُ مَ‏ جْهَدَة ً ، ف َا ل ْف َرَا غ ُ مَف ْسَدَ‏ ٌة .<br />

: إي َّاك ُمْ‏ وَال ْخَل َوَاتِ‏ ف َإ ِن َّهَا تُف ْسِدُ‏ ال ْعُق ُول َ ، وَ‏ تُعَق ِّدُا ل ْمَ‏ حْل ُول َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ل َا تُمْض ِ يَوْمَك فِي غ َيْر ِ مَنْف َعَةٍ‏ ، وَل َا تُضِعْ‏ مَال َك فِي غ َيْر ِ صَنْعَةٍ‏ .<br />

ف َا ل ْعُمُرُ‏ أ َق ْصَرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يَنْف َدَ‏ فِي غ َيْر ِ ا ل ْمَنَافِع ِ ، وَال ْمَال ُ أ َق َ ل ُّ مِنْ‏ أ َن ْ يُصْرَفَ‏ فِي غ َيْر ِ الص َّنَائِع ِ .<br />

ل َهَا .<br />

وَال ْعَاقِل ُ أ َجَ‏ ل ُّ مِنْ‏ أ َن ْ يَفِن ِي أ َ ي َّامَهُ‏ فِيمَا ل َا يَعُودُ‏ عَل َيْهِ‏ نَف ْعُهُ‏ وَخَيْرُهُ‏ ، وَ‏ يُنْفِقَ‏ أ َمْوَا ل َهُ‏ فِيمَا ل َا يَ‏ حْصُ‏ ل ُ ل َهُ‏ ث َوَا بُهُ‏ وَ‏ أ َجْرُهُ‏ .<br />

وَ‏ أ َ بْل َغ ُ مِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ ق َوْل ُ عِيسَى ا بْن ِ مَرْيَمَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ - : ا ل ْب ِر ُّث َل َاث َة ٌ ‏:ا ل ْمَنْطِقُ‏ وَا لن َّظ َرُ‏ وَ‏ الص َّمْتُ‏ .<br />

ف َمَنْ‏ ك َان َ مَنْطِق ُهُ‏ فِي غ َيْر ِ ذِك ْر ٍ ف َق َدْ‏ ل َغَا ، وَمَنْ‏ ك َان َ نَظ َرُهُ‏ فِي غ َيْر ِ اعْتِبَار ٍ ف َق َدْ‏ سَهَا ، وَمَنْ‏ ك َان َ صَمْتُهُ‏ فِي غ َيْر ِ فِك ْر ٍ ف َق َدْ‏<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْإ ِنْسَانِ‏ فِيمَا ك ُل ِّفَ‏ مِنْ‏ عِبَادَ‏ ا تِهِ‏ ث َل َاث َ أ َحْوَال ٍ<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن ْ يُق َص ِّرَ‏ فِيهَا .<br />

: وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

أ َن ْ يَز ِيدَ‏ عَل َيْهَا .<br />

:<br />

: إحْدَاهَا أ َن ْ يَسْتَوْفِيَهَا مِنْ‏ غ َيْر ِ تَق ْصِير ٍ فِيهَا وَل َا ز ِ يَادَةٍ‏ عَل َيْهَا .<br />

ف َأ َم َّا ال ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى ف َه ِيَ‏ أ َن ْ يَأ ْ تِيَ‏ ب ِهَا عَل َى حَال ِ ال ْك َمَال ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ ز ِ يَادَةٍ‏ فِيهَا ، وَل َا ز ِ يَادَةِ‏ تَط َو ُّ ع ٍ عَل َى رَاتِبَتِهَا .<br />

ف َه ِيَ‏ أ َوْسَط ُا ل ْأ َحْوَال ِ وَ‏ أ َعْدَل ُهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْهُ‏ تَق ْصِيرٌ‏ ف َيُذ َم ُّ ، وَل َا تَك ْثِيرٌ‏ ف َيَعْ‏ جَزُ‏ .


وَق َدْ‏ رَوَى سَعِيدُ‏ بْنُ‏ أ َب ِي سَعِيدٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : }<br />

سَد ِّدُوا وَق َار ِبُوا وَيَسُر ُّو ا وَاسْتَعِينُوا ب ِا ل ْغَدْوَةِ‏ وَا لر َّوْحَةِ‏ وَشَيْءٍ‏ مِنْ‏ الد ُّل ْ جَةِ‏ { .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : عَل َيْك ب ِأ َوْسَاطِ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ ف َإ ِن َّهَانَ‏ جَاة ٌ وَل َا تَرْك َبْ‏ ذ َل ُول ًا وَل َا صَعْبًا وَأ َم َّا ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

:<br />

.<br />

ف َل َا يَخْل ُو حَال َ تَق ْصِير ِهِ‏ مِنْ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َحْوَال ٍ : إحْ‏ دَ‏ اهُن َّ<br />

ب ِهِ‏<br />

:<br />

.<br />

وَهُوَ‏ أ َن ْ يُق َص ِّرَ‏ فِيهَا<br />

أ َن ْ يَك ُون َ لِعُذ ْر ٍ أ َعْ‏ جَزَهُ‏ عَنْهُ‏ ، أ َوْ‏ مَرَض ٍ أ َ ضْعَف َهُ‏ عَنْ‏ أ َدَ‏ اءِ‏ مَا ك ُل ِّفَ‏<br />

ف َهَذ َا يَ‏ خْرُجُ‏ عَنْ‏ حُك ْم ِ ال ْمُق َص ِّر ِينَ‏ ، وَ‏ يَل ْ حَقُ‏ ب ِأ َحْوَ‏ ال ِ ا ل ْعَامِلِينَ‏ ، لِاسْتِق ْرَ‏ ار ِ ا لش َّرْ‏ ع ِ عَل َى سُق ُوطِ‏ مَا دَخَ‏ ل َ تَحْتَ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ .<br />

وَق َدْ‏ جَاءَ‏ ال ْ حَدِ‏ يث ُ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

.<br />

:<br />

وَك َّ ل َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِهِ‏ مَنْ‏ يَك ْتُبُ‏ ل َهُ‏ ث َوَابَ‏ عَمَلِهِ‏<br />

{ وَ‏ ال ْ حَال ُ ا لث َّان ِيَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ‏ فِيهِ‏ اغ ْتِرَارً‏ ا ب ِا ل ْمُسَامَ‏ حَةِ‏ فِيهِ‏ ، وَرَجَاءَا ل ْعَف ْو ِ عَنْهُ‏<br />

ف َهَذ َا مَخْدُو عُ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِمَغْرُو رٌ‏ ب ِال ْ جَهْ‏ ل ِ ، ف َق َدْ‏ جَعَ‏ ل َ ا لظ َّن َّ ذ ُخْرًا وَالر َّجَاءَ‏ عُد َّة ٌ .<br />

.<br />

:<br />

.<br />

مَا مِنْ‏ عَامِ‏ ل ٍ ك َان َ يَعْمَ‏ ل ُ عَمَل ًا ف َيَق ْط َعُهُ‏ عَنْهُ‏ مَرَضٌ‏ إل َّا<br />

ف َهُوَ‏ ك َمَنْ‏ ق َط َعَ‏ سَف َرًا ب ِغَيْر ِ زَادٍ‏ ظ َنا ب ِأ َ ن َّهُ‏ سَيَج ِدُهُ‏ فِي ا ل ْمَف َاو ِز ِال ْ جَدْ‏ بَةِ‏ ف َيُف ْضِي ب ِهِ‏ ا لظ َّن ُّ إل َى ا ل ْهَل َك َةِ‏ ، وَهَل َّا ك َان َ ا ل ْحَذ َرُ‏<br />

أ َغ ْل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ وَق َدْ‏ نَدَبَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى إل َيْهِ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ إسْرَا ئِي ل َ بْنَ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ال ْق َاضِي ق َال َ ل َقِيَن ِيمَ‏ جْنُون ٌ ك َان َ فِي ال ْخَرَابَاتِ‏ ف َق َال َ<br />

يَشْغَل ُك عَنْ‏ ا لر َّجَاءِ‏ ف َإ ِن َّ الر َّجَاءَ‏ يَشْغَل ُك عَنْ‏ ال ْ خَوْفِ‏ ، وَفِر َّ إل َى الل َّهِ‏ وَل َا تَفِر َّ مِنْهُ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

يَا إسْرَ‏ ائِي ل ُ خَفْ‏ ا لل َّهَ‏ خَوْف ًا<br />

وَقِي ل َ لِمُ‏ حَم َّدِ‏ بْن ِ وَ‏ اسِع ٍ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َل َا تَبْكِي ؟ ف َق َال َ : تِل ْكَ‏ حِل ْيَة ُ ا ل ْ آمَن ِينَ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ أ َبَا حَاز ِم ٍ ا ل ْأ َعْرَجَ‏ أ َخْبَرَ‏ سُل َيْمَان َ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ ب ِوَعِيدِ‏ ا لل َّهِلِل ْمُذ ْ ن ِبَيْن ِ ، ف َق َال َ سُل َيْمَان ُ : أ َ يْنَ‏ رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ ؟<br />

ق َال َ ‏:ق َر ِ يبٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُ‏ حْسِن ِينَ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا مَا انْتَف َعْت وَل َا ات َّعَظ ْت بَعْدَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ب ِمِث ْ ل ِ كِتَاب ٍ<br />

ك َتَبَهُ‏ إل َي َّ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ - : أ َم َّا بَعْدُ‏ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ل َيَسُر ُّهُ‏ دَرَكُ‏ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِيَف ُو تَهُ‏ وَ‏ يَسُوءُهُ‏<br />

ف َوْتُ‏ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِيُدْر ِك َهُ‏ ، ف َل َا تَك ُنْ‏ ب ِمَا ن ِل ْته مِنْ‏ دُنْيَاك ف َر ِحًا ، وَل َا لِمَا ف َاتَك مِنْهَا تَر ِحًا ، وَل َا تَك ُنْ‏ مِم َّنْ‏ يَرْجُو ا ل ْآخِرَة َ<br />

ب ِغَيْر ِ عَمَ‏ ل ٍ ، وَ‏ يُؤَخ ِّرُ‏ ا لت َّوْ‏ بَة َ ب ِط ُول ِ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ ، ف َك َأ َن ْ ق َدْ‏ وَ‏ الس َّل َامُ‏<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َخَافُ‏ عَل َى ا ل ْمُحْسِن ِ ال ْمُت َّقِي وَأ َرْجُو لِذِي ال ْهَف َوَاتِ‏ ا ُل ْمُسِي ف َذ َلِكَ‏ خَوْفِي عَل َى<br />

مُ‏ حْسِن ٍ ف َك َيْفَ‏ عَل َى ا لظ َّالِم ِ ال ْمُعْتَدِي عَل َى أ َن َّ ذ َا الز َّ يْغ ِ ق َدْ‏ يَسْتَفِيقُ‏ وَ‏ يَسْتَأ ْ ن ِفُ‏ ا لز َّيْغ َ ق َل ْبُ‏ الت َّقِيّ‏ وَ‏ ال ْ حَال ُ الث َّالِث َة ُ أ َن ْ<br />

يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ‏ فِيهِ‏ لِيَسْتَوْفِيَ‏ مَا أ َخَ‏ ل َّ ب ِهِ‏ مِنْ‏ بَعْدُ‏ ف َيَبْدَ‏ أ ُ ب ِا لس َّي ِّئ َةِ‏ فِي الت َّق ْصِير ِ ق َبْ‏ ل َ ال ْ حَسَنَةِ‏ فِي الِاسْتِيف َاءِ‏ اغ ْتِرَارًا ب ِال ْأ َمَ‏ ل ِ فِي<br />

إمْهَا لِهِ‏ ، وَرَجَاءً‏ لِتَل َافِي مَا أ َسْل َفَ‏ مِنْ‏ تَق ْصِير ِهِ‏ وَ‏ إ ِخْل َا لِهِ‏ ، ف َل َا يَنْتَه ِي ب ِهِ‏ ال ْأ َمَ‏ ل ُ إل َى غ َا يَةٍ‏ ، وَل َا يُف ْضِي ب ِهِ‏ إل َى ن ِهَا يَةٍ‏ ؛ لِأ َن َّ<br />

ا ل ْأ َمَ‏ ل َ هُوَ‏ فِي ث َان ِي حَال ٍ ، ك َهُوَ‏ فِي أ َو َّل ِ حَال ٍ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَنْ‏ يُؤَم ِّل ُ<br />

:<br />

.<br />

:<br />

أ َن ْ يَعِيشَ‏ غ َدًا ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ يَعِيشَ‏ أ َبَدًا<br />

. {<br />

وَل َعَمْر ِي إن َّ هَذ َا صَ‏ حِي حٌ‏ ؛ لِأ َن َّ لِك ُ ل ِّ يَوْم ٍ غ َدًا<br />

.<br />

ف َإ ِذ ًا يُف ْضِي ب ِهِ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ إل َىا ل ْف َوْتِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ دَرَكٍ‏ ، وَيُؤَد ِّيهِ‏ ا لر َّجَاءُ‏ إل َى ال ْإ ِهْمَال ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَل َافٍ‏ ، ف َيَصِيرُ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ خَيْبَة ً


وَالر َّجَاءُ‏ إيَاسًا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى عَمْرُو بْنُ‏ شُعَيْب ٍ عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ عَنْ‏ جَد ِّهِ‏ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

وَ‏ ا ل ْيَقِين ِ ، وَف َسَادُهَا ب ِال ْبُخْل ِ وَ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ<br />

} :<br />

. {<br />

.<br />

وَق َال َ ا ل ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : مَا أ َط َال َعَبْ‏ دٌ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل َ ، إل َّا أ َسَاءَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل َ .<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِب ِا ل ْبَصْرَةِ‏<br />

وَتَج ِيءَ‏<br />

أ َو َّل ُ صَل َاح ِ هَذِهِ‏ ال ْأ ُم َّةِ‏ ب ِا لز ُّهْدِ‏<br />

: أ َل َكَ‏ حَا جَة ٌ ب ِبَغْدَ‏ ادَ‏ ؟ ق َال َ : مَا أ ُحِب ُّ أ َن ْ أ َ بْسُط َ أ َمَلِي إل َى أ َن ْ تَذ ْهَبَ‏ إل َى بَغْدَادَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْجَاهِ‏ ل ُ يَعْتَمِدُ‏ عَل َى أ َمَلِهِ‏ ، وَال ْعَاقِل ُ يَعْتَمِدُ‏ عَل َى عَمَلِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ال ْأ َمَ‏ ل ُ ك َا لس َّرَ‏ اب ِ غ َر َّ مَنْ‏ رَآهُ‏ ، وَخَابَ‏ مَنْ‏ رَجَاهُ‏<br />

.<br />

.<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ يَزْدَا َن : دَخَل ْت عَل َى ا ل ْمَأ ْمُونِ‏ وَك ُنْت يَوْمَئِذٍ‏ وَز ِ يرَهُ‏ ف َرَ‏ أ َيْته ق َائِمًا وَ‏ ب ِيَدِهِ‏ رُق ْعَة ٌ ف َق َال َ<br />

مَا فِيهَا ؟ ف َق ُل ْت هِيَ‏ فِي يَدِ‏ أ َمِير ِ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

ف َرَمَى ب ِهَا إ ل َي َّ ف َإ ِذ َا فِيهَامَ‏ ك ْتُو بٌ‏<br />

:<br />

يَا مُ‏ حَم َّدُ‏ أ َق ْرَأ ْت<br />

: إن َّك فِي دَ‏ ار ٍ ل َهَا مُد َّة ٌ يُق ْبَ‏ ل ُ فِيهَا عَمَ‏ ل ُ ا ل ْعَامِ‏ ل ِ أ َمَا تَرَىا ل ْمَوْتَ‏ مُحِيط ًا ب ِهَا ق َط َعَ‏ فِيهَا<br />

أ َمَ‏ ل َ ا ل ْ آمِ‏ ل ِ تَعْجَ‏ ل ُ ب ِالذ َّنْب ِ لِمَا تَشْتَه ِي وَ‏ تَأ ْمُ‏ ل ُ الت َّوْ‏ بَة َ مِنْ‏ ق َا ب ِ ل ِ وَال ْمَوْتُ‏ يَأ ْتِي بَعْدَ‏ ذ َا بَغْتَة ً مَا ذ َ اكَ‏ فِعْ‏ ل ُ ا ل ْحَاز ِم ِ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ ف َل َم َّا<br />

ق َرَأ ْهت َا ق َال َا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى هَذ َا مِنْ‏ أ َحْك َم ِ شَعْر ٍ ق َرَأ ْ ته .<br />

وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍا ل ْأ َعْرَجُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَ‏ ال ْ حَال ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ<br />

: نَ‏ حْنُ‏ ل َا نُر ِيدُ‏ أ َن ْ نَمُوتَ‏ حَت َّى نَتُوبَ‏ ، وَ‏ نَ‏ حْنُ‏ ل َا نَتُوبُ‏ حَت َّى نَمُوتَ‏ .<br />

: زَا ئِدُ‏ ال ْإ ِمْهَال ِ رَا ئِدُ‏ ال ْإ ِهْمَا ِل .<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ تَق ْصِيرُهُ‏ فِيهِاسْتِث ْق َا ل ًا لِلِاسْتِيف َاءِ‏ ، وَزُهْدًا فِي ا لت َّمَام ِ ،<br />

وَ‏ اق ْتِصَارً‏ ا عَل َى مَا سَنَ‏ حَ‏ ، وَقِل َّة َ اك ْتِرَاثٍ‏ فِيمَا بَقِيَ‏ .<br />

ف َهَذ َا عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َضْرُب ٍ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَك ُون َ مَا أ َخَ‏ ل َّ ب ِهِ‏ وَق َص َّرَ‏ فِيهِ‏ غ َيْرَ‏ ق َادِح ٍ فِي ف َرْض ٍ ، وَل َا مَان ِع ٍ مِنْ‏ عِبَادَةٍ‏ ، ك َمَنْ‏<br />

اق ْتَصَرَ‏ فِي ا ل ْعِبَادَةِ‏ عَل َى فِعْ‏ ل ِ وَ‏ اج ِبَاتِهَا ، وَعَمَ‏ ل ِ مُف ْتَرَ‏ ضَا تِهَا ، وَ‏ أ َخَ‏ ل َّ ب ِمَسْنُونَاتِهَا وَهَيْئ َاتِهَا .<br />

ف َهَذ َا مُسِ‏ يءٌ‏ فِيمَا تَرَكَ‏ إسَاءَة َ مَنْ‏ ل َا يَسْتَ‏ حِق ُّ وَعِيدً‏ ا وَل َايَسْتَوْج ِبُ‏ عِتَابًا ؛ لِأ َن َّ أ َدَ‏ اءَ‏ ا ل ْوَ‏ اج ِب ِ يُسْقِط ُ عَنْهُ‏ ال ْعِق َابَ‏ ،<br />

وَ‏ إ ِخْل َا ل َهُ‏ ب ِا ل ْمَسْنُونِ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ إك ْمَال ِ ا لث َّوَ‏ اب ِ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ تَهَاوَن َ ب ِا لد ِّ ين ِ هَان َ ، وَمَنْ‏ غ َا ل َبَ‏ ال ْ حَق َّ ل َان َ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَيَصُون ُ تَوْبَتَهُ‏ وَ‏ يَتْرُكُ‏ غ َيْرَ‏ ذ َلِكَ‏ ل َا يَصُونُهْ‏ وَأ َحَق ُّ مَا صَان َ ال ْف َتَى وَرَعَى أ َمَا نَتُهُ‏ وَدِينُهْ‏ وَا لض َّرْبُ‏ الث َّان ِي<br />

أ َن ْ يَك ُون َ<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َخَ‏ ل َّ ب ِهِ‏ مِنْ‏ مَف ْرُوض ِ عِبَادَ‏ تِهِ‏ ، ل َكِنْ‏ ل َا يَق ْدَحُ‏ تَرْكُ‏ مَا بَقِيَ‏ فِيمَا مَضَى ك َمَنْ‏ أ َك ْمَ‏ ل َ عِبَادَ‏ اتٍ‏ وَأ َخَ‏ ل َّ ب ِغَيْر ِهَا .<br />

ف َهَذ َا أ َسْوَ‏ أ ُ حَال ًا مِم َّنْ‏ تَق َد َّمَهُ‏ لِمَا اسْتَ‏ حَق َّهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْوَعِيدِ‏ وَاسْتَوْجَبَهُ‏ مِنْ‏ ال ْعِق َاب ِ .<br />

وَ‏ الض َّرْبُ‏ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ مَا أ َخَ‏ ل َّ ب ِهِ‏ مِنْ‏ مَف ْرُوض ِ عِبَادَ‏ تِهِ‏ وَهُوَ‏ ق َادِ‏ حٌ‏ فِيمَا عَمِ‏ ل َ مِنْهَا ك َا ل ْعِبَادَةِ‏ ال َّتِي يَرْتَب ِط ُ بَعْضُهَا<br />

ب ِبَعْض ٍ ، ف َيَك ُون ُ ا ل ْمُق َص ِّرُ‏ فِي بَعْضِهَا تَار ِك ًا لِ‏ جَمِيعِهَا ف َل َا يُ‏ حْتَسَبُ‏ ل َهُ‏ مَا عَمِ‏ ل َ لِإ ِخْل َا لِهِ‏ ب ِمَا بَقِيَ‏ .<br />

ف َهَذ َا أ َسْوَ‏ أ ُ أ َحْوَال ِ ال ْمُق َص ِّر ِينَ‏ وَحَا ل ُهُ‏ ل َاحِق َة ٌ ب ِأ َحْوَ‏ ال ِ ا لت َّار ِكِينَ‏ ، بَل ْ ق َدْ‏ تَك َل َّفَ‏ مَا ل َا يُسْقِط ُ ف َرْضًا وَل َا يُؤَد ِّي حَقًّا .<br />

ف َق َدْ‏ سَاوَى ا لت َّار ِكِينَ‏ فِي اسْتِ‏ حْق َا ق ِ ا ل ْوَعِيدِ‏ ، وَزَ‏ ادَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ فِي تَك َل ُّفِ‏ مَا ل َا يُفِيدُ‏ .<br />

ف َصَارَ‏ مِنْ‏ ال ْأ َخْسَر ِينَ‏ أ َعْمَال ًا ال َّذِ‏ ينَ‏ ضَ‏ ل َّ سَعْيُهُمْ‏ فِي ال ْ حَيَاةِ‏ الد ُّنْيَا وَفِي ال ْ آخِرَةِ‏ .<br />

ث ُ م َّ ل َعَل َّهُ‏ ل َا يَف ْطِنُ‏ لِشَأ ْ ن ِهِ‏ ، وَل َا يَشْعُرُ‏ ب ِ خُسْرَا ن ِهِ‏ ، وَق َدْ‏ خَسِرَ‏ الد ُّنْيَا وَ‏ ال ْ آخِرَة َ ، وَ‏ يَف ْطِنُ‏ لِل ْيَسِير ِ مِنْ‏ مَا لِهِ‏ إن ْ وَهَى وَاخْتَ‏ ل َّ<br />

.<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْل ِ


يَشْعُرْ‏<br />

ا ل ْعِل ْم ِ : أ َ بُنَي َّ إن َّ مِنْ‏ ا لر ِّجَال ِ بَه ِيمَة ً فِي صُورَةِ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ ا لس َّمِيع ِ ا ل ْمُبْصِر ِ ف َطِنٌ‏ ب ِك ُ ل ِّ مُصِيبَةٍ‏ فِي مَا لِهِ‏ وَإ ِذ َا يُصَابُ‏ ب ِدِين ِهِ‏ ل َمْ‏<br />

وَأ َم َّا ال ْ حَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

:<br />

ف َهَذ َا عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َق ْسَام ٍ<br />

وَهُوَ‏ أ َن ْ يَز ِ يدَ‏ فِيمَا ك ُل ِّفَ‏<br />

.<br />

: أ َحَدُهَا :<br />

أ َن ْ تَك ُون َ ا لز ِّيَادَة ُ ر ِ يَاءً‏ لِلن َّاظِر ِ ينَ‏ ، وَتَصَن ُّعًالِل ْمَ‏ خْل ُوق َيْن ِ ، حَت َّىيَسْتَعْطِفَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْق ُل ُوبَ‏<br />

ا لن َّافِرَة َ ، وَيَ‏ خْدَ‏ عَ‏ ب ِهِ‏ ال ْعُق ُول َ ا ل ْوَ‏ اهِيَة َ ، ف َيَتَبَهْرَجَ‏ ب ِا لص ُّل َ حَاءِ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ مِنْهُمْ‏ ، وَ‏ يَتَدَ‏ ل َّسَ‏ فِي ال ْأ َخْيَار ِ وَهُوَ‏ ضِد ُّهُمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ضَرَبَ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ لِل ْمُرَ‏ ائِي ب ِعَمَلِهِ‏ مَث َل ًا ف َق َال َ } ا ل ْمُتَشَب ِّعُ‏ ب ِمَا ل َا يَمْلِكُ‏ ك َل َاب ِس ِ ث َوْبَيْ‏ زُور ٍ<br />

:<br />

. {<br />

يُر ِيدُ‏ ب ِا ل ْمُتَشَب ِّع ِ ب ِمَا ل َا يَمْلِكُ‏ ا ل ْمُتَزَ‏ ي ِّنَ‏ ب ِمَا ل َيْسَ‏ فِيهِ‏<br />

.<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ ك َل َا ب ِس ِ ث َوْبَيْ‏ زُور ٍ هُوَ‏ ال َّذِي يَل ْبَسُ‏ ثِيَابَ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏ ، ف َهُوَ‏ ب ِر ِيَا ئِهِ‏ مَ‏ حْرُومُ‏ ا ل ْأ َجْر ِ ، مَذ ْمُومُ‏ ا لذ ِّك ْر ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَق ْصِدْ‏<br />

وَجْهَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ف َيُؤْجَرَ‏ عَل َيْهِ‏ ، وَل َا يَخْف َى ر ِ يَاؤُهُ‏ عَل َى ا لن َّا س ِ ف َيُ‏ حْمَدَ‏ ب ِهِ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } ف َمَنْ‏ ك َان َ يَرْجُو لِق َاءَ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ ف َل ْيَعْمَل ْ عَمَل ًا صَالِحًا وَل َا يُشْر ِكْ‏ ب ِعِبَادَةِ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ أ َحَدًا<br />

ق َال َ جَمِيعُ‏ أ َهْ‏ ل ِ الت َّأ ْو ِي ل ِ<br />

. {<br />

:<br />

مَعْنَى ق َوْ‏ لِهِ‏ } وَل َا يُشْر ِكْ‏ ب ِعِبَادَةِ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ أ َحَدًا<br />

لِأ َ ن َّهُ‏ جَعَ‏ ل َ مَا يُ‏ ق ْصَدُ‏ ب ِهِ‏ وَجْهُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى مَق ْصُودًا ب ِهِ‏ غ َيْرَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ، فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

ق َال َ ل َا تَجْهَرْ‏ ب ِهَا ر ِ يَاءً‏ ، وَل َا تُخَافِتْ‏ ب ِهَا حَيَاءً‏ .<br />

وَك َان َ سُف ْيَان ُ بْنُ‏ عُيَيْنَة َ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ يَتَأ َو َّل ُ ق َوْله تَعَال َى<br />

} :<br />

{ أ َيْ‏ ل َا يُرَائِي ب ِعَمَلِهِ‏ أ َحَدًا ، ف َ جَعَ‏ ل َ ا لر ِّ يَاءَ‏ شِرْك ًا ؛<br />

وَل َا تَجْهَرْ‏ ب ِصَل َاتِك وَل َا تُخَافِتْ‏ ب ِهَا<br />

. {<br />

} :<br />

:<br />

ا ل ْف َ حْشَاءِ‏ وَا ل ْمُنْك َر ِ وَ‏ ال ْبَغْي ِ {<br />

.<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ يَأ ْمُرُب ِا ل ْعَدْل ِ وَال ْإ ِحْسَانِ‏ وَإ ِ يتَاءِ‏ ذِي ال ْق ُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ‏<br />

أ َن َّ ال ْعَدْل َ اسْتِوَ‏ اءُ‏ الس َّر ِيرَةِ‏ وَا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ فِي ا ل ْعَمَ‏ ل ِ لِل َّهِ‏ تَعَال َى ، وَال ْإ ِحْسَان َ أ َن ْ تَك ُون َ سَر ِ يرَ‏ تُهُ‏ أ َحْسَنَ‏ مِنْ‏ عَل َا ن ِيَتِهِ‏ ،<br />

وَال ْف َحْشَاءَ‏ وَا ل ْمُنْك َرَ‏ أ َن ْ تَك ُون َ عَل َا ن ِيَتُهُ‏ أ َحْسَنَ‏ مِنْ‏ سَر ِيرَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَك َان َ<br />

غ َيْرُهُ‏ يَق ُول ُ<br />

: ال ْعَدْل ُ شَهَادَة ُ أ َن ْ ل َا إ ل َهَ‏ إل َّا ا لل َّهُ‏ ، وَال ْإ ِحْسَان ُ ا لص َّبْرُ‏ عَل َى أ َمْر ِهِ‏ وَ‏ نَهْي ِهِ‏ وَط َاعَة ُ ا لل َّهِ‏ فِي سِر ِّهِ‏ وَجَهْر ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِيتَاءُ‏<br />

ذِي ال ْق ُرْبَى صِل َة ُ ال ْأ َرْحَام ِ ، وَيَنْهَى عَنْ‏ ا ل ْف َحْشَاءِ‏ يَعْن ِي الز ِّنَا ‏،وَ‏ ا ل ْمُنْك َر ِا ل ْق َبَا ئِ‏ حَ‏ ، وَا ل ْبَغْي ِ ال ْكِبْرَ‏ وَالظ ُّل ْم ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَخْرُجُ‏ ا لر ِّ يَاءُ‏ ب ِال ْأ َعْمَال ِ مِنْ‏ هَذ َا ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ أ َيْضًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ مِنْ‏ جُمْل َةِ‏ ا ل ْق َبَائِ‏ ح ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} أ َخْوَفُ‏ مَا أ َخَافُ‏ عَل َى أ ُم َّتِي الر ِّ يَاءُ‏ ا لظ َّاهِرُ‏ وَا لش َّهْوَة ُ ا ل ْ خَفِي َّة ُ<br />

{<br />

:<br />

.<br />

.<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ عَذ َا بًا يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّ فِيهِ‏ خَيْرًا وَل َا خَيْرَ‏ فِيهِ‏ {<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ ل َا تَعْمَل ْ شَيْئ ًا مِنْ‏ ال ْ خَيْر ِ ر ِ يَاءً‏ وَل َاتَتْرُك ْهُ‏ حَيَاءً‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ : ك ُ ل ُّ حَسَنَةٍ‏ ل َمْ‏ يُرَدْ‏ ب ِهَا وَجْهُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى فِعْل َتُهَا ق ُبْ‏ حُ‏ ا لر ِّيَاءِ‏ ، وَث َمَرَتُهَا سُوءُ‏ ال ْ جَزَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

وَق َدْ‏ يُف ْضِي ا لر ِّ يَاءُ‏ ب ِصَاحِب ِهِ‏ إل َىاسْتِهْزَ‏ اءِ‏ ا لن َّا س ِ ب ِهِ‏ ك َمَا حُكِيَ‏ أ َن َّ ط َاهِرَ‏ بْنَال ْ حُسَيْن ِ ق َال َ لِأ َب ِي عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ا ل ْمَرْوَز ِي ِّ<br />

: مُنْذ ُ<br />

:<br />

:<br />

ك َمْ‏ صِرْت إل َى ا ل ْعِرَا ق ِ يَا أ َبَا عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ؟ ق َال َ دَخَل ْت ال ْعِرَاقَ‏ مُنْذ ُ عِشْر ِ ينَ‏ سَنَة ً وَأ َنَا مُنْذ ُ ث َل َا ثِينَ‏ سَنَة ً صَائِ‏ مٌ‏ .<br />

ف َق َال َ يَا أ َبَا عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ، سَأ َل ْتُك عَنْ‏ مَسْأ َ ل َةٍ‏ ف َأ َجَبْت عَنْ‏ مَسْأ َ ل َتَيْن ِ .


وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا صَل َّى ف َأ َط َال َ وَإ ِل َى جَا ن ِب ِهِ‏ ق َوْمٌ‏ ف َق َال ُوا : مَا أ َحْسَنَ‏ صَل َا تَك ، ف َق َال َ : وَأ َنَا مَعَ‏<br />

ذ َ لِكَ‏ صَائِ‏ مٌ‏ : صَل َّى ف َأ َعْجَبَن ِي وَ‏ صَامَ‏ ف َرَا بَن ِي نَ‏ ح ِّ ا ل ْق َل ُوصَ‏ عَنْ‏ ال ْمُصَل ِّي الص َّائِم ِ ف َانْظ ُرْ‏ إل َى هَذ َا ا لر ِّ يَاءِ‏ ، مَعَ‏ ق ُبْ‏ حِهِ‏ ، مَا<br />

أ َدَ‏ ل َّهُ‏ عَل َى سُ‏ خْفِ‏ عَق ْ ل ِ صَاحِب ِهِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا سَاعَدَ‏ الن َّا سَ‏ مَعَ‏ ظ ُهُور ِ ر ِ يَا ئِهِ‏ عَل َى ا لِاسْتِهْزَ‏ اءِ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ أ َن َّ زَاهِدًا نَظ َرَ‏ إل َى رَجُ‏ ل ٍ فِي وَجْه ِهِ‏<br />

سَ‏ ج َّادَة ٌ ك َب ِيرَة ٌ وَاقِف ًا عَل َى بَاب ِ ا لس ُّل ْط َانِ‏ ف َق َال َ : مِث ْ ل ُ هَذ َا الد ِّرْهَم ِ بَيْنَ‏ عَيْنَيْك وَ‏ أ َنْتَ‏ وَ‏ اقِفٌ‏ هَهُنَا ؟ ف َق َال َ<br />

عَل َى غ َيْر ِ ا لس ِّك َّةِ‏ .<br />

وَهَذ َا مِنْ‏ أ َجْو ِ بَةِ‏ ال ْ خَل َاعَةِ‏ ال َّتِي يَدْف َعُ‏ ب ِهَا تَهْ‏ ج ِينَ‏ ا ل ْمَذ َم َّة َ .<br />

وَ‏ ل َق َدْاسْتَ‏ حْسَنَ‏ ا لن َّا سُ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َشْعَثِ‏ بْن ِ ق َيْس ٍ ق َوْ‏ ل َهُ‏ ، وَق َدْ‏ خَف َّفَ‏ صَل َا تَهُ‏ مَر َّة ً ، ف َق َال َ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِا ل ْمَسْ‏ ج ِدِ‏<br />

صَل َاتَك ج ِدا .<br />

ف َق َال َ : إ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يُخَالِط ْهَار ِيَاءٌ‏ .<br />

ف َتَ‏ خَل َّصَ‏ مِنْ‏ تَنْقِيصِه ِمْ‏ ب ِنَف ْي ِ ا لر ِّ يَاءِ‏ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ، وَرَف ْع ِ ا لت َّصَن ُّع ِ فِي صَل َا تِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ ا لن ِّك َا رُ‏ ل َوْل َا ذ َ لِكَ‏ مُتَوَج ِّهًا عَل َيْهِ‏ وَالل ُّو َّمُ‏ ل َاحِق ًا ب ِهِ‏ .<br />

وَمَر َّ أ َبُو أ ُمَامَة َ ب ِبَعْض ِ ا ل ْمَسَاج ِدِ‏ ف َإ ِذ َا رَ‏ جُ‏ ل ٌ يُصَل ِّي وَهُوَ‏ يَبْكِي ف َق َال َ ل َهُ‏ : أ َنْتَ‏ أ َنْتَ‏ ل َوْ‏ ك َان َ هَذ َا فِي بَيْتِك .<br />

: إ ن َّهُ‏ ضُر ِبَ‏<br />

: خَف َّف ْت<br />

:<br />

ف َل َمْ‏ يَرَ‏ ذ َ لِكَ‏ مِنْهُ‏ حَسَنًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ا ت َّهَمَهُ‏ ب ِا لر ِّ يَاءِ‏ ، وَ‏ ل َعَل َّهُ‏ ك َان َ بَر ِيئ ًا مِنْهُ‏ ، ف َك َيْفَ‏ ب ِمَنْ‏ صَارَ‏ ا لر ِّيَاءُ‏ أ َغ ْل َبَ‏ صِف َا تِهِ‏ ، وَ‏ أ َشْهَرَ‏<br />

سِمَا تِهِ‏ ، مَعَ‏ أ َ ن َّهُ‏ آثِ‏ مٌ‏ فِيمَا عَمِ‏ ل َ ، أ َنَم ُّ مِنْ‏ هُبُوب ِ ا لن َّسِيم ِ ب ِمَا حَمَ‏ ل َ .<br />

وَ‏ لِذ َلِكَ‏ ق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏ : أ َف ْضَ‏ ل ُ ا لز ُّهْدِ‏ إخْف َاءُ‏ الز ُّهْدِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا أ َحَس َّ ذ ُوا ل ْف َضْ‏ ل ِ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مَيْل ًا إل َى ا ل ْمُرَ‏ اءَ‏ اةِ‏ ، ف َبَعَث َهُ‏ ال ْف َضْل ُ عَل َى هَتْكِ‏ مَا نَازَعَتْهُ‏ الن َّف ْسُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُرَ‏ اءَ‏ اةِ‏ ف َك َان َ<br />

ذ َ لِكَ‏ أ َ بْل َغ َ فِي ف َضْلِهِ‏ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ أ َحَس َّ عَل َى ا ل ْمِنْبَر ِ ب ِر ِي ح ٍ خَرَجَتْ‏ مِنْهُ‏ ،<br />

ف َق َال َ أ َي ُّهَا الن َّا سُ‏ إن ِّي ق َدْ‏ مَث َل ْت بَيْنَ‏ أ َن ْ أ َخَاف َك ُمْ‏ فِي ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ، وَ‏ بَيْنَ‏ أ َن ْ أ َخَافَ‏ ا لل َّهَ‏ فِيك ُمْ‏ ، ف َك َان َ أ َن ْ أ َخَافَ‏ ا لل َّهَ‏<br />

فِيك ُمْ‏ أ َحَب َّ إ ل َي َّ أ َل َا وَإ ِن ِّي ق َدْ‏ ف َسَوْتُ‏ ، وَهَا أ َنَا نَا ز ِ ل ٌ أ ُعِيدُ‏ ا ل ْوُ‏ ضُوءَ‏ .<br />

ف َك َان َ ذ َ لِكَ‏ مِنْهُ‏ زَجْرًا لِنَف ْسِهِ‏ لِتَك ُف َّ عَنْ‏ ن ِزَ‏ اعِهَا إل َى مِث ْلِهِ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ لِمُ‏ حَم َّدِ‏ بْن ِ ك َعْب ٍ ا ل ْق ُرَظِي ِّ : عِظ ْن ِي ف َق َال َ<br />

:<br />

ل َا أ َرْضَى نَف ْسِي ل َك وَاعِظ ًا ؛ لِأ َن ِّي أ َجْلِسُ‏<br />

بَيْنَ‏ ا ل ْغَن ِي ِّ وَا ل ْف َقِير ِ ف َأ َمِي ل ُ عَل َى ا ل ْف َقِير ِ وَ‏ أ ُوَس ِّعُ‏ لِل ْغَن ِي ِّ ، وَ‏ لِأ َن َّ ط َاعَة َ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى فِي ال ْعَمَ‏ ل ِ لِوَجْه ِهِ‏ ل َا لِغَيْر ِهِ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ق َوْمًا أ َرَادُوا سَف َرًا ف َحَادُوا عَنْ‏ ا لط َّر ِ يق ِ ، ف َانْتَهَوْا إل َى رَ‏ اهِب ٍ ف َق َال ُوا<br />

هَهُنَا وَ‏ أ َوْمَأ َ ب ِيَدِهِ‏ إل َى الس َّمَاءِ‏<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا لث َّا ن ِي أ َن ْ يَف ْعَ‏ ل َ ا لز ِّ يَادَة َ اق ْتِدَ‏ اءً‏ ب ِغَيْر ِهِ‏ .<br />

:<br />

ق َدْ‏ ضَل َل ْنَا ، ف َك َيْفَ‏ ا لط َّر ِ يقُ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

.<br />

:<br />

وَهَذ َا ق َدْ‏ تُث ْمِرُهُ‏ مُ‏ جَا ل َسَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ال ْأ َف َاضِ‏ ل ِ ، وَتُ‏ حْدِ‏ ث ُهُ‏ مُك َا ث َرَة ُ ال ْأ َتْقِيَاءِ‏ ا ل ْأ َمَاثِ‏ ل ِ .<br />

:<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ال ْمَرْءُ‏ عَل َى دِ‏ ين ِ خَلِيلِهِ‏ ف َل ْيَنْظ ُرْ‏ أ َحَدُك ُمْ‏ مَنْ‏ يُخَالِ‏ ل ُ { .<br />

ف َإ ِذ َا ك َا ث َرَهُمْ‏ ا ل ْمُ‏ جَا لِسَ‏ ، وَط َاوَ‏ ل َهُمْا ل ْمُؤَ‏ ان ِسَ‏ ، أ َحَب َّ أ َن ْ يَق ْتَدِيَ‏ ب ِه ِمْ‏ فِي أ َف ْعَا لِه ِمْ‏ ، وَ‏ يَتَأ َس َّى ب ِه ِمْ‏ فِي أ َعْمَا لِه ِمْ‏ ، وَل َا<br />

يَرْضَى لِنَف ْسِهِ‏ أ َن ْ يُق َص ِّرَ‏ عَنْهُمْ‏ ، وَل َا أ َن ْ يَك ُون َ فِيا ل ْخَيْر ِ دُونَهُمْ‏ ، ف َتَبْعَث ُهُ‏ ا ل ْمُنَاف َسَة ُ عَل َى مُسَاوَ‏ اتِه ِمْ‏ ، وَرُبَمَا دَعَتْهُ‏<br />

ال ْ حَمِي َّة ُ إل َى ا لز ِّيَادَةِ‏ عَل َيْه ِمْ‏ وَ‏ ا ل ْمُك َا ث َرَةِ‏ ل َهُمْ‏ ف َيَصِيرُو ا سَبَبًا لِسَعَادَ‏ تِهِ‏ ، وَ‏ بَاعِث ًا عَل َى اسْتِزَادَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ ل َوْل َا ال ْو ِئ َامُ‏ ل َهَل َكَ‏ ال ْأ َنَامُ‏ .


:<br />

أ َيْ‏ ل َوْل َا أ َن َّ ا لن َّا سَ‏ يَرَى بَعْضُهُمْ‏ بَعْضًا ف َيَق ْتَدِي ب ِه ِمْ‏ فِي ال ْ خَيْر ِ ل َهَل َك ُو ا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مِنْ‏ خَيْر ِ الِاخْتِيَار ِ صُحْبَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ، وَمِنْ‏ شَر ِّ الِاخْتِيَار ِ مَوَد َّة ُ ال ْأ َشْرَ‏ ار ِ .<br />

وَهَذ َا صَحِي حٌ‏ ؛ لِأ َن َّ لِل ْمُصَاحَبَةِ‏ تَأ ْثِيرًا فِي اك ْتِسَاب ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ ، ف َتَصْل ُ حُ‏ أ َخْل َا قُا ل ْمَرْءِ‏ ب ِمُصَاحَبَةِ‏ أ َهْ‏ ل ِ الص َّل َاح ِ وَ‏ تَف ْسُدُ‏<br />

ب ِمُصَاحَبَةِ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْف َسَادِ‏ .<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏ رَأ َيْت صَل َاحَا ل ْمَرْءِ‏ يُصْلِ‏ حُ‏ أ َهْل َهُ‏ وَيُعْدِيه ِمْ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْف َسَادِ‏ إذ َا ف َسَدْ‏ يُعَظ َّمُ‏ فِي الد ُّنْيَا ب ِف َضْ‏ ل ِ صَل َاحِهِ‏<br />

وَ‏ يُ‏ حْف َظ ُ بَعْدَا ل ْمَوْتِ‏ فِيا ل ْأ َهْ‏ ل ِوَ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدْ‏ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِأ َب ِي بَك ْر ٍال ْ خُوَ‏ ار ِزْمِي ِّ ل َا تَصْحَبْا ل ْك َسْل َان َ فِي<br />

حَا ل َا تِهِ‏ ك َمْ‏ صَالِح ٍ<br />

:<br />

ب ِف َسَادِ‏ آخَرَ‏ يَف ْسُدُ‏ عَدْوَى ا ل ْبَلِيدِ‏ إل َى ا ل ْ جَلِيدِ‏ سَر ِ يعَة ٌ وَال ْجَمْرُ‏ يُوضَعُ‏ فِي ا لر ُّمَا ع ِ ف َيَ‏ خْمُدُ‏ وَال ْقِسْ‏ مُ‏ ا لث َّالِث ُ<br />

أ َن ْ يَف ْعَ‏ ل َ :<br />

ا لز ِّ يَادَة َ ابْتِدَاءً‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ا ل ْتِمَاسًا لِث َوَ‏ اب ِهَا وَرَغ ْبَة ً فِي ا لز ُّ ل ْف َةِ‏ ب ِهَا .<br />

ف َهَذ َا مِنْ‏ نَتَا ئِ‏ ج ِ ا لن َّف ْس ِ ا لز َّ اكِيَةِ‏ ، وَدَوَ‏ اعِي ا لر َّغ ْبَةِ‏ ا ل ْوَ‏ افِيَةِ‏ ، الد َّا ل َيْن ِ عَل َى خُل ُوص ِ الد ِّ ين ِ ، وَصِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْيَقِين ِ ، وَذ َلِكَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ<br />

أ َحْوَ‏ ال ِ ا ل ْعَامِلِينَ‏ ، وَأ َعْل َى مَنَاز ِل ِا ل ْعَاب ِدِ‏ ينَ‏ .<br />

.<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : ا لن َّا سُ‏ فِي ال ْ خَيْر ِ أ َرْ‏ بَعَ‏ ٌة : مِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَف ْعَل ُهُ‏ ابْتِدَ‏ اءً‏ ، وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَف ْعَل ُهُ‏ اق ْتِدَ‏ اءً‏ ، وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَتْرُك ُهُاسْتِ‏ حْسَا نًا ،<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَتْرُك ُهُ‏ حِرْمَانًا<br />

ف َمَنْ‏ ف َ عَل َهُ‏ ابْتِدَاءً‏ ف َهُوَ‏ ك َر ِيمٌ‏ ، وَمَنْ‏ ف َعَل َهُ‏ اق ْتِدَ‏ اءً‏ ف َهُوَ‏ حَ‏ كِي مٌ‏ ، وَمَنْ‏ تَرَك َهُ‏ اسْتِحْسَانًا ف َهُوَ‏ رَدِيءٌ‏ ، وَمَنْ‏ تَرَك َهُ‏ حِرْمَا نًا ف َهُوَ‏<br />

شَقِي ٌّ .<br />

ث ُ م َّ لِمَا يَف ْعَل ُهُ‏ مِنْ‏ الز ِّ يَادَةِ‏ حَا ل َتَانِ‏ : إحْدَاهُمَا : أ َن ْ يَك ُون َ مُق ْتَصِدًا فِيهَا ، وَق َادِرً‏ ا عَل َى ا لد َّوَ‏ ام ِ عَل َيْهَا .<br />

ف َه ِيَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ ال ْ حَا ل َتَيْن ِ ، وَأ َعْل َىا ل ْمَنْز ِ ل َتَيْن ِ .<br />

عَل َيْهَا ا نْق َرَضَ‏ أ َخْيَا رُ‏ الس َّل َفِ‏ ، وَ‏ تَتَب َّعَهُمْ‏ فِيهَا ف ُضَل َاءُ‏ ال ْ خَل َفِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَتْ‏ عَائِشَة ُ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ‏ اف ْعَل ُوا مِنْ‏ ال ْأ َعْمَال ِ مَا تُطِيق ُون َ ،<br />

ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ ل َا يَمَ‏ ل ُّ مِنْ‏ ا لث َّوَاب ِ حَت َّى تَمَل ُّو ا مِنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، وَخَيْرُ‏ ال ْأ َعْمَال ِ مَا دِيمَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَال ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

ال ْق َصْدُ‏ وَا لد َّوَ‏ امُ‏ وَ‏ أ َنْتَ‏ الس َّا ب ِقُ‏ ال ْجَوَادُ‏ .<br />

:<br />

وَ‏ لِأ َن َّ مَنْ‏ ك َان َ صَحِي حَ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ فِي ث َوَاب ِ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ مَسَر َّة ٌ إل َّا فِي ط َاعَتِهِ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏ ق ُل ْت لِرَ‏ اهِب ٍ مَتَى عِيدُك ُمْ‏ ؟ ق َال َ : ك ُ ل ُّ يَوْم ٍ ل َا أ َعْصِي ا لل َّهَ‏ فِيهِ‏ ف َهُوَ‏ يَوْمُ‏ عِيدٍ‏<br />

.<br />

ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى هَذ َاا ل ْق َوْل ِ مِنْهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْ‏ مَق َا صِدِ‏ ا لط َّاعَةِ‏ مَا أ َ بْل َغَهُ‏ فِي حُب ِّ ا لط َّاعَةِ‏ ، وَ‏ أ َحَث َّهُ‏ عَل َى بَذ ْل ِ ا لِاسْتِط َاعَةِ‏ .<br />

وَخَرَجَ‏ بَعْضُ‏ ا لز ُّه َّادِ‏ فِي<br />

يَوْم ِ عِيدٍ‏ فِي هَيْئ َةٍ‏ رَ‏ ث َّةٍ‏ ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

لِل َّهِ‏ تَعَال َى ب ِمِث ْ ل ِ ط َاعَتِهِ‏ .<br />

: لِمَ‏ تَخْرُجُ‏ فِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ا ل ْيَوْم ِ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِا ل ْهَيْئ َةِ‏ الن َّا سُ‏ مُتَزَي ِّنُون َ ؟ ف َق َال َ : مَا يُتَزَ‏ ي َّنُ‏<br />

وَ‏ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَسْتَك ْثِرَ‏ مِنْهَا اسْتِك ْث َارَ‏ مَنْ‏ ل َا يَنْهَضُ‏ ب ِدَوَ‏ امِهَا ، وَل َا يَق ْدِرُ‏ عَل َى ات ِّصَالِهَا .<br />

ف َهَذ َا رُب َّمَا ك َان َ ب ِا ل ْمُق َص ِّر ِ أ َشْبَهُ‏ ؛ لِأ َن َّ الِاسْتِك ْث َارَ‏ مِنْ‏ ا لز ِّيَادَةِ‏ إم َّا أ َن ْ يَمْنَعَ‏ مِنْ‏ أ َدَ‏ اءِ‏ الل َّاز ِم ِ ف َل َا يَك ُون ُ إل َّا تَق ْصِيرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏<br />

تَط َو َّ عَ‏ ب ِز ِ يَادَةٍأ َحْدَ‏ ث َتْ‏ نَق ْصًا ، وَ‏ ب ِنَف ْ ل ٍ مَنَعَ‏ ف َرْضًا .<br />

وَإ ِم َّا أ َن ْ يَعْ‏ جَزَ‏ عَنْ‏ اسْتِدَ‏ امَةِ‏ ا لز ِّ يَادَةِ‏ وَ‏ يَمْنَعَ‏ مِنْ‏ مُل َازَمَةِ‏ الِاسْتِك ْث َار ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ إخْل َال ٍ ب ِل َاز ِم ٍ وَل َا تَق ْصِير ٍ فِي ف َرْض ٍ .<br />

ف َه ِيَ‏ إذ ًا ق َصِيرَة ُ ال ْمَدَى ق َلِيل َة ُ ا لل ُّبْثِ‏ ، وَا ل ْق َلِي ل ُ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ فِي ط َو ِ ي ل ِ ا لز َّمَانِ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ عِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ - عَز َّ وَجَ‏ ل َّ - مِنْ‏ ك َثِير ِ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ


:<br />

.<br />

فِي ق َصِير ِ ا لز َّمَانِ‏ ؛ لِأ َن َّا ل ْمُسْتَك ْثِرَ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ فِي الز َّمَانِ‏ ا ل ْق َصِير ِ ق َدْ‏ يَعْمَ‏ ل ُ زَمَا نًا وَ‏ يَتْرُكُ‏ زَمَا نًا ف َرُب َّمَا صَارَ‏ فِي زَمَانِ‏ تَرْكِهِ‏<br />

ل َاهِيًا أ َوْ‏ سَاهِيًا .<br />

وَ‏ ا ل ْمُق َل ِّ ل ُ فِي ا لز َّمَانِ‏ ا لط َّو ِي ل ِ مُسْتَيْقِظ ُ ال ْأ َف ْك َار ِ ، مُسْتَدِيمُ‏ ا لت َّذ ْك َار ِ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َبُو صَا لِ‏ ح ٍ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } إن َّ ال ْإ ِسْل َامَ‏ شِر َّة ٌ<br />

وَ‏ لِلش ِّر َّةِ‏ ف َتْرَة ٌ ف َمَنْ‏ سَد َّدَ‏ وَق َارَبَ‏ ف َأ َرْجُوهُ‏ ، وَمَنْ‏ أ ُشِيرَ‏ إ ل َيْهِ‏ ب ِا ل ْأ َ صَا ب ِع ِ ف َل َا تَعُد ُّوهُ‏ { .<br />

ف َ جَعَ‏ ل َا ل ْإ ِسْل َامَ‏ شِر َّة ً وَهِيَا ل ْإ ِ يغَال ُ فِي ال ْإ ِك ْث َار ِ ، وَجَعَ‏ ل َ لِلش ِّر َّةِ‏ ف َتْرَة ً وَهِيَا ل ْإ ِهْمَال ُ بَعْدَ‏ الِاسْتِك ْث َا ِر .<br />

ف َل َمْ‏ يَخْ‏ ل ُ ب ِمَا أ َث ْبَتَ‏ مِنْ‏ أ َن ْ تَك ُون َ هَذِهِ‏ ا لز ِّ يَادَة ُ تَق ْصِيرًا أ َوْ‏ إخْل َال ًا وَل َا خَيْرَ‏ فِي وَاحِدٍ‏ مِنْهُمَا .<br />

وَاعْل َمْ‏ - جَعَ‏ ل َ ا لل َّهُ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ حَاكِمًا ل َك وَعَل َيْك ‏،وَ‏ ال ْ حَق َّ ق َائِدًا ل َك وَإ ِل َيْك - أ َن َّ الد ُّنْيَا إذ َا وَ‏ صَل َتْ‏ ف َتَب ِعَاتٌ‏ مُو ب ِق َة ٌ ،<br />

وَإ ِذ َا ف َارَق َتْف َف َ جَعَا تٌ‏ مُ‏ حْر ِق َ ٌة .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِوَصْلِهَا دَوَ‏ امٌ‏ وَل َا مِنْ‏ فِرَ‏ اقِهَا بُ‏ د ٌّ ، ف َرُضْ‏ نَف ْسَك عَل َى ق َطِيعَتِهَا لِتَسْل َمَ‏ مِنْ‏ تَب ِعَا تِهَا ، وَعَل َى فِرَ‏ اقِهَا لِتَأ ْمَنَ‏ ف َ ج ِعَا تِهَا<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ ال ْمَرْءُ‏ مُق ْتَر ِضٌ‏ مِنْ‏ عُمُر ِهِ‏ ا ل ْمُنْق َر ِ ض ِ .<br />

مَعَ‏ أ َن َّ ا ل ْعُمُرَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ط َال َ ق َصِيرٌ‏ ، وَال ْف َرَاغ َ وَ‏ إ ِن ْ تَ‏ م َّ يَسِيرٌ‏ .<br />

وَأ َنْشَدْت لِعَلِي ِّ بْن ِ مُ‏ حَم َّدٍ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

:<br />

:<br />

إذ َا ك َمُل َتْ‏ لِل ْمَرْءِ‏ سِت ُّون َ حِ‏ ج َّة ً ف َل َمْ‏ يَ‏ حْظ َ مِنْ‏ سِت ِّينَ‏ إل َّا ب ِسُدْسِهَا أ َ ل َمْ‏ تَرَ‏<br />

أ َن َّ ا لن ِّصْفَ‏ ب ِا لل َّيْ‏ ل ِ حَاصِ‏ ل ٌ وَتَذ ْهَبُ‏ أ َوْق َاتُ‏ ا ل ْمَقِي ل ِ ب ِخُمْسِهَا ف َتَأ ْخُذ ُ أ َوْق َاتُ‏ ال ْهُمُوم ِ ب ِحِص َّةٍ‏ وَ‏ أ َوْق َاتُ‏ أ َوْجَا ع ٍ تُمِيتُ‏<br />

ب ِمُسِن ِّهَا ف َ حَا صِ‏ ل ُ مَا يَبْق َى ل َهُ‏ سُدُ‏ سُ‏ عُمُر ِهِ‏ إذ َا صَد َّق َتْهُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ عَنْ‏ عِل ْم ِ حَدْسِهَا وَر ِيَا ضَة ُ نَف ْسِك ، لِذ َ لِكَ‏ ، تَتَرَت َّبُ‏ عَل َى<br />

أ َحْوَ‏ ال ٍ ث َل َاثٍ‏ ، وَك ُ ل ُّ حَا ل َةٍ‏ مِنْهَا تَتَشَع َّبُ‏ ، وَهِيَ‏ لِتَسْه ِيل ِ مَا يَلِيهَا سَبَ‏ ‏ٌب .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ف َا ل ْ حَا ل َة ُ ال ْأ ُول َى أ َن ْ تَصْر ِفَ‏ حُب َّ الد ُّنْيَا عَنْ‏ ق َل ْب ِك ف َإ ِن َّهَا تُل ْه ِيك عَنْ‏ آخِرَتِك ، وَل َا تَجْعَل ْ سَعْيَك ل َهَا ف َتَمْنَعَك حَظ َّك<br />

مِنْهَا ، وَ‏ تَوَ‏ ق َّ الر ُّك ُون َ إل َيْهَا ، وَ‏ ل َا تَك ُنْ‏ آمِنًا ل َهَا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَنْ‏ أ َشْرَبَ‏ ق َل ْبَهُ‏ حُب َّ الد ُّنْيَا وَرَك َنَ‏ إل َيْهَا ا ل ْتَاط َ مِنْهَا ب ِشُغْ‏ ل ٍ ل َا<br />

يَف ْرُ‏ غ ُ عَنَاهُ‏ ، وَ‏ أ َمَ‏ ل ٍ ل َا يَبْل ُغ ُ مُنْتَهَاهُ‏ ، وَحِرْص ٍ ل َا يُدْ‏ ر ِكُ‏ مَدَ‏ اهُ‏ .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ - : الد ُّنْيَا ل َإ ِ بْلِيسَ‏ مَزْرَعَة ٌ وَأ َهْل ُهَا ل َهُ‏ حُر َّا ث ٌ وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي<br />

ط َا لِب ٍ مَث َ ل ُ الد ُّنْيَا مَث َ ل ُ ال ْ حَي َّةِل َي ِّنٌ‏ مَس ُّهَاق َاتِ‏ ل ٌ سُم ُّهَا ، ف َأ َعْر ِضْ‏ عَم َّا أ َعْجَبَك مِنْهَا لِقِل َّةِ‏ مَا يَصْحَبُك مِنْهَا ، وَ‏ ضَعْ‏ عَنْك<br />

هُمُومَهَا لِمَا أ َيْق َنْت مِنْ‏ فِرَ‏ اقِهَا ، وَك ُنْ‏ أ َحْذ َرَ‏ مَا تَك ُون ُ ل َهَا وَأ َ نْتَ‏ آنَسَ‏ مَا تَك ُون ُ ب ِهَا<br />

، ف َإ ِن َّ صَاحِبَهَا ك ُل َّمَا اط ْمَأ َن َّ مِنْهَا إل َى سُرُور ٍ أ َشْ‏ خَصَهُ‏ عَنْهَامَ‏ ك ْرُوهٌ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ سَك َنَ‏ مِنْهَا إل َى إ ينَا س ٍ أ َزَال َهُ‏ عَنْهَا إيحَا شٌ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ الد ُّنْيَا ل َا تَصْف ُو لِشَار ِب ٍ ، وَل َا تَبْق َى لِصَاحِب ٍ ، وَل َا تَخْل ُو مِنْ‏ فِتْنَةٍ‏ ، وَل َا تُخَل ِّي مِحْنَة ً ، ف َأ َعْر ِضْ‏<br />

عَنْهَا ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ تُعْر ِضَ‏ عَنْك ، وَاسْتَبْدِل ْ ب ِهَا ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ تَسْتَبْدِل َ ب ِك ، ف َإ ِن َّ نَعِيمَهَا يَتَنَق َّ ل ُ ، وَأ َحْوَال َهَا تَتَبَد َّل ُ ، وَل َذ َّا تِهَا تَف ْنَى ،<br />

وَ‏ تَب ِعَاتِهَا تَبْق َى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى الد ُّنْيَا نَظ َرَ‏ الز َّ اهِدِ‏ ا ل ْمُف َار ِ ق ِ ل َهَا ، وَل َا تَتَأ َم َّل ْهَا تَأ َم ُّ ل َ ا ل ْعَاشِق ِ ا ل ْوَ‏ امِق ِ ب ِهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا ك َأ َحْل َام ِ نَا ئِم ِ وَمَا خَيْرُ‏ عَيْش ٍ ل َا يَك ُون ُ ب ِدَا ئِم ِ تَأ َم َّ ل ْ إذ َا مَا ن ِل ْت ب ِال ْأ َمْس ِ ل َذ َّة ً ف َأ َف ْنَيْتَهَا<br />

هَل ْ أ َنْتَ‏ إل َّا ك َ حَا لِم ِ ف َك َمْ‏ غ َافِ‏ ل ٍ عَنْهُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِغَافِ‏ ل ِ وَك َمْ‏ نَائِم ٍ عَنْهُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِنَا ئِم ِ وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

: } أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

مِنْ‏ هَوَ‏ انِ‏ الد ُّنْيَا عَل َى ا لل َّهِ‏ أ َ ل َّا يُعْصَى إل َّا فِيهَا ، وَل َا يُنَال ُ مَا عِنْدَهُ‏ إل َّا ب ِتَرْكِهَا<br />

. {


وَرَوَى سُف ْيَان ُ أ َن َّ ال ْخَضِرَ‏ ق َال َ لِمُوسَى عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ‏ : يَا مُوسَى أ َعْر ِضْ‏ عَنْ‏ الد ُّنْيَا وَانْب ِذ ْهَا وَرَ‏ اءَك ف َإ ِن َّهَا ل َيْسَتْ‏ ل َك<br />

ب ِدَ‏ ار ٍ ، وَل َا فِيهَا مَحَ‏ ل ُّ ق َرَ‏ ار ٍ ، وَإ ِن َّمَا جُعِل َتْ‏ الد ُّنْيَا لِل ْعِبَادِ‏ ؛ لِيَتَزَو َّدُو ا مِنْهَا لِل ْمَعَادِ‏ .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ : الد ُّنْيَا ق َنْط َرَة ٌ ف َاعْبُرُوهَا وَل َا تَعْمُرُوهَا .<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ يَصِفُ‏ الد ُّنْيَا<br />

.<br />

:<br />

أ َو َّل ُهَا عَنَاءٌ‏ ، وَآخِرُهَا ف َنَاءٌ‏ ، حَل َال ُهَا حِسَا بٌ‏ ، وَحَرَ‏ امُهَا عِق َا بٌ‏ ، مَنْ‏ صَ‏ ح َّ<br />

فِيهَا أ َمِنَ‏ وَمَنْ‏ مَر ِضَ‏ فِيهَا نَدِمَ‏ ، وَمَنْ‏ اسْتَغْنَى فِيهَا ف ُتِنَ‏ ، وَمَنْ‏ اف ْتَق َرَ‏ فِيهَا حَز ِن َ ، وَمَنْ‏ سَاعَاهَا ف َا تَتْهُ‏ ، وَمَنْ‏ ق َعَدَ‏ عَنْهَا<br />

أ َ تَتْهُ‏ ، وَمَنْ‏ نَظ َرَ‏ إل َيْهَا أ َعْمَتْهُ‏ ، وَمَنْ‏ نَظ َرَ‏ ب ِهَا بَصِرَ‏ تْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

إن َّ الد ُّنْيَا تُق ْب ِل ُ :<br />

إق ْبَال َ ا لط َّا لِب ِ ، وَتُدْ‏ ب ِرُ‏ إدْ‏ بَارَ‏ ا ل ْهَار ِب ِ ، وَتَصِ‏ ل ُ و ِ صَال َ ا ل ْمَل ُول ِ ، وَ‏ تُف َار ِ قُ‏ فِرَا قَ‏ ا ل ْعُ‏ جُول ِ ، ف َخَيْرُهَا يَسِيرٌ‏ ، وَعَيْشُهَا<br />

ق َصِيرٌ‏ ، وَ‏ إ ِق ْبَال ُهَا خَدِ‏ يعَة ٌ ، وَ‏ إ ِدْ‏ بَارُهَاف َ ج ِيعَة ٌ ، وَل َذ َّا تُهَا ف َا ن ِيَة ٌ ، وَ‏ تَب ِعَا تُهَا بَاقِيَة ٌ ، ف َاغ ْتَنَمَ‏ غ َف ْوَة َ الز َّمَانِ‏ ، وَا نْتَهَزَ‏ ف ُرْ‏ صَة َ<br />

ال ْإ ِمْك َانِ‏ ، وَخُذ ْ مِنْ‏ نَف ْسِك لِنَف ْسِك ، وَ‏ تَزَو َّدْ‏ مِنْ‏ يَوْمِك لِغَدِكَ‏ .<br />

وَق َال َ وَهْبُ‏ بْنُ‏ مُنَب ِّهٍ‏<br />

:<br />

:<br />

مَث َ ل ُ الد ُّنْيَا وَال ْ آخِرَةِ‏ مَث َ ل ُ ضَر َّتَيْن ِ إن ْ أ َرْضَيْت إحْدَاهُمَا أ َسْخَط ْت ال ْأ ُخْرَى .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ الد ُّنْيَا مَنَاز ِل ُ ‏،ف َرَا حِ‏ ل ٌوَنَاز ِ ل ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : الد ُّنْيَا إم َّا ن ِق ْمَة ٌ نَاز ِ ل َة ٌ ، وَإ ِم َّا ن ِعْمَة ٌ زَ‏ ا ئِل َ ٌة .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

مِنْ‏ الد ُّنْيَا عَل َى الد ُّنْيَادَلِي ل ٌ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : تَمَت َّعْ‏ مِنْ‏ ال ْأ َي َّام ِ إن ْ ك ُنْت حَاز ِمًا ف َإ ِن َّك مِنْهَا بَيْنَ‏ نَاهٍ‏ وَآمِر ِ إذ َا أ َبْق َتْ‏ الد ُّنْيَا عَل َى ا ل ْمَرْءِ‏ دِ‏ ينَهُ‏ ف َمَا ف َا تَهُ‏ مِنْهَا<br />

ف َل َيْسَ‏ ب ِضَا ئِر ِ ف َل َنْ‏ تَعْدِل َ الد ُّنْيَا جَنَاحَ‏ بَعُو ضَةٍ‏ وَل َا وَزْن َ ذ َ ر ٍّ مِنْ‏ جَنَاح ٍ لِط َا ئِر ِ ف َمَا رَ‏ ضِيَ‏ الد ُّنْيَا ث َوَا بًا لِمُؤْمِن ٍ وَل َا رَضِيَ‏<br />

ال د ُّنْيَا جَزَ‏ اءً‏ لِك َافِر ِ وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

الد ُّنْيَا يَوْمَانِ‏<br />

: يَوْمُ‏ ف َرَح ٍ وَ‏ يَوْمُ‏ هَ‏ م ٍّ ، وَكِل َاهُمَا<br />

زَائِ‏ ل ٌ عَنْك ف َدَعُو ا مَا يَزُول ُ ‏،وَ‏ أ َ تْعِبُو ا نُف ُوسَك ُمْ‏ فِي ا ل ْعَمَ‏ ل ِ لِمَا ل َا يَزُول ُ { .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ل َا تُنَاز ِعُوا أ َهْ‏ ل َ الد ُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ‏ ف َيُنَاز ِعُوك ُمْ‏ فِي دِين ِك ُمْ‏ ، ف َل َا دُنْيَاهُمْ‏ أ َصَبْتُمْ‏ ،<br />

وَل َا دِينَك ُمْ‏ أ َبْق َيْتُمْ‏ .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ<br />

: ل َا تَك ُنْ‏ مِم َّنْ‏ يَق ُول ُ فِي الد ُّنْيَا ب ِق َوْل ِ الز َّاهِدِينَ‏ ، وَ‏ يَعْمَ‏ ل ُ فِيهَا عَمَ‏ ل َ الر َّ اغِب ِينَ‏ ، ف َإ ِن ْ أ ُعْطِيَ‏<br />

مِنْهَا ل َمْ‏ يَشْبَعْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ مُن ِعَ‏ مِنْهَا ل َمْ‏ يَق ْنَعْ‏ .<br />

يَعْجَزُ‏ عَنْ‏ شُك ْر ِ مَا أ ُوتِيَ‏ ، وَيَبْتَغِي ا لز ِّيَادَة َ فِيمَا بَقِيَ‏ ، وَ‏ يَنْهَى الن َّا سَ‏ وَل َا يَنْتَه ِي ، وَ‏ يَأ ْمُرُ‏ ب ِمَا ل َا يَأ ْتِي .<br />

يُحِب ُّ الص َّالِ‏ حِينَ‏ وَل َا يَعْمَل ُ<br />

ب ِعَمَلِه ِمْ‏ ، وَ‏ يُبْغِضُ‏ ا لط َّالِ‏ حِينَ‏ وَهُوَ‏ مِنْهُمْ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ : الد ُّنْيَا ك ُل ُّهَا غ َ م ٌّ ف َمَا ك َان َ مِنْهَا مِنْ‏ سُرُور ٍ ف َهُوَ‏ ر ِي حٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

:<br />

إن َّ الد ُّنْيَا ك َثِيرَة ُ ا لت َّغْي ِير ِ ، سَر ِ يعَة ُ ا لت َّنْكِير ِ ، شَدِيدَة ُا ل ْمَك ْر ِ ، دَ‏ ا ئِمَة ُا ل ْغَدْر ِ ، ف َاق ْط َعْ‏ أ َسْبَابَ‏ ال ْهَوَى<br />

عَنْ‏ ق َل ْب ِك ، وَاجْعَل ْ أ َ بْعَدَ‏ أ َمْلِكَ‏ بَقِي َّة َ يَوْمِك ، وَك ُنْ‏ ك َأ َن َّك تَرَى ث َوَابَ‏ أ َعْمَالِك وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْحُك َمَاءِ‏ الد ُّنْيَا إم َّا :<br />

مُصِيبَة ٌ مُوج ِعَة ٌ ، وَإ ِم َّا مَن ِي َّة ٌ مُف ْ ج ِعَة ٌ ، وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : خَ‏ ل ِّ دُنْيَاك إن َّهَا يَعْق ُبُ‏ ال ْ خَيْرَ‏ شَر ُّهَا هِيَ‏ أ ُم ٌّ تَعُق ُّ مِنْ‏ نَسْلِهَا مَنْ‏<br />

يَبَر ُّهَا ك ُ ل ُّ نَف ْس ٍ ف َإ ِن َّهَا تَبْتَغِي مَا يَسُر ُّهَا وَا ل ْمَنَا يَا تَسُوق ُهَا وَ‏ ال ْأ َمَان ِي تَغُر ُّهَا ف َإ ِذ َا اسْتَحْل َتْ‏ ال ْجَنَى أ َعْق َبَ‏ ال ْحُل ْوَ‏ مُر ُّهَا<br />

يَسْتَو ِي فِي ضَر ِيحِهِ‏ عَبْدُ‏ أ َرْض ٍ وَحُر ُّهَا ف َإ ِذ َا رَ‏ ضَتْ‏ نَف ْسُك مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َةِ‏ ب ِمَا وَ‏ صَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ب ِث َل َاثِ‏ خِل َال ٍ<br />

إحْ‏ دَ‏ اهُن َّ أ َن ْ تَك ْفِيَ‏ إشْف َا قَا ل ْمُ‏ حِب ِّ وَحَذ َرَ‏ ا ل ْوَ‏ امِق ِ ف َل َيْسَ‏ لِمُشْفِق ٍ ثِق َة ٌ ، وَل َا لِحَاذِر ٍ رَا حَة ٌ<br />

:<br />

.<br />

:


:<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ تَأ ْمَنَ‏ ا لِاغ ْتِرَارَ‏ ب ِمَل َاهِيهَا ف َتَسْل َمَ‏ مِنْ‏ عَادِ‏ يَةِ‏ دَوَ‏ اهِيهَا ، ف َإ ِن َّ ا لل َّاهِيَ‏ ب ِهَامَغْرُو رٌ‏ ، وَال ْمَغْرُورُ‏ فِيهَامَ‏ ذ ْعُو رٌ‏ .<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ تَسْتَر ِي حَ‏ مِنْ‏ تَعَب ِ الس َّعْي ِ ل َهَا ، وَوَ‏ صَب ِا ل ْك َ د ِّ فِيهَا ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ أ َحَب َّ شَيْئ ًا ط َل َبَهُ‏ ، وَمَنْ‏ ط َل َبَ‏ شَيْئ ًا ك َ د َّ ل َهُ‏ ،<br />

وَال ْمَك ْدُودُ‏ فِيهَا شَقِي ٌّ إن ْ ظ َفِرَوَمَ‏ حْرُومٌ‏ إن ْ خَابَ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِك َعْب ٍ<br />

نَف ْسَهُ‏ ف َمُوثِق ُهَا {<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏<br />

} :<br />

يَا ك َعْبُ‏ ، ا لن َّا سُ‏ غ َادِ‏ يَانِ‏<br />

:<br />

.<br />

تُرْزَق ُون َ فِيهَا إل َّا ب ِعَمَ‏ ل ٍ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

ف َغَادٍ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ ف َمُعْتِق ُهَا ، وَمُو ب ِقُ‏<br />

: تَعْمَل ُون َ لِلد ُّنْيَا وَأ َنْتُمْ‏ تُرْزَق ُون َ فِيهَا ب ِغَيْر ِ عَمَ‏ ل ٍ ، وَل َا تَعْمَل ُون َ لِل ْ آخِرَةِ‏ وَأ َنْتُمْ‏ ل َا<br />

مِنْ‏ نَك َدِ‏ الد ُّنْيَا أ َن ْ ل َا تَبْق َى عَل َى حَا ل َةٍ‏ ، وَل َا تَ‏ خْل ُوَ‏ مِنْ‏<br />

اسْتِ‏ حَا ل َةٍ‏ ، تُصْلِ‏ حُ‏ جَان ِبًا ب ِإ ِف ْسَادِ‏ جَا ن ِب ٍ ، وَ‏ تَسُر ُّ صَاحِبًا ب ِمُسَاءَةِ‏ صَاحِب ٍ ، ف َا لر ُّك ُون ُ إل َيْهَا خَط َرٌ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

، وَالث ِّق َة ُ ب ِهَا غ َرَ‏ ‏ٌر .<br />

: الد ُّنْيَا مُرْتَ‏ ج ِعَة ُ ال ْه ِبَةِ‏ وَ‏ الد َّهْرُ‏ حَ‏ سُودٌ‏ ل َا يَأ ْتِي عَل َى شَيْءٍ‏ إل َّا غ َي َّرَهُ‏ وَ‏ لِمَنْ‏ عَا شَ‏ حَا جَة ٌ ل َا تَنْق َضِي .<br />

وَل َم َّا بَل َغ َ مَزْدَكُ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا أ َف ْضَ‏ ل َ مَا سَمَتْ‏ إ ل َيْهِ‏ نَف ْسُهُ‏ نَبَذ َهَا وَق َال َ<br />

:<br />

هَذ َا سُرُو رٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ غ ُرُو رٌ‏ ‏،وَنَعِي مٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏<br />

عَدِيمٌ‏ ‏،وَمُل ْ كٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ هَل َكٌ‏ ‏،وَغ َنَاءٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ ف َنَاءٌ‏ ، وَ‏ جَ‏ سِي مٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ ذ َمِي مٌ‏ ، وَمَحْمُودٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ مَف ْق ُودٌ‏ ، وَغِنًى<br />

، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ مُنًى ‏،وَارْتِف َا عٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُا ت ِّ ضَا عٌ‏ ، وَعَل َاءٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ بَل َاءٌ‏ ‏،وَ‏ حُ‏ سْنٌ‏ ، ل َوْل َا أ َ ن َّهُ‏ حُزْن ٌ ، وَهُوَيَوْمٌ‏ ل َوْ‏ وُ‏ ثِقَ‏ ل َهُ‏<br />

ب ِغَدٍ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

فِيهَا ك َف َّتْ‏<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

:<br />

:<br />

ق َدْ‏ مَل َكَ‏ الد ُّنْيَا غ َيْرُ‏ وَاحِدٍ‏ ، مِنْ‏ رَ‏ اغِب ٍ وَزَ‏ اهِدٍ‏ ، ف َل َا ا لر َّ اغِبُ‏ فِيهَا اسْتَبْق َتْ‏ ، وَل َا عَنْ‏ ا لز َّ اهِدِ‏<br />

هِيَ‏ الد َّا رُ‏ دَا رُ‏ ال ْأ َذ َى وَال ْق َذ َى وَدَا رُ‏ ا ل ْف َنَاءِ‏ وَدَا رُ‏ ا ل ْغِيَرْ‏ ف َل َوْ‏ ن ِل ْتهَا ب ِ حَذ َ افِير ِهَا ل َمِت َّ وَل َمْ‏ تَق ْض ِ مِنْهَا<br />

ا ل ْوَط َرْ‏ أ َيَا مَنْ‏ يُؤَم ِّ ل ُ ط ُول َ ال ْ خُل ُودِ‏ وَط ُول ُ ال ْ خُل ُودِ‏ عَل َيْهِ‏ ضَرَرْ‏ إذ َا مَا ك َب ِرْت وَ‏ بَان َ ا لش َّبَابُ‏ ف َل َا خَيْرَ‏ فِي ا ل ْعَيْش ِ بَعْدَ‏ ال ْكِبَرْ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ا لل َّهُ‏ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ عِل ْم ٍ ل َا يَنْف َعُ‏ ، وَ‏ نَف ْس ٍ ل َا تَشْبَعُ‏ ، وَق َل ْب ٍ ل َا<br />

يَخْشَعُ‏ ، وَعَيْن ٍ ل َا تَدْمَعُ‏ .<br />

هَل ْ يَتَوَق َّعُ‏ أ َحَدُك ُمْ‏ إل َّا غِنًى مُط ْغِيًا أ َوْ‏ ف َق ْرًا مُنْسِيًا ، أ َوْ‏ مَرَضًا مُف ْسِدًا أ َوْ‏ هَرَمًا مُق َي ِّدًا ، أ َوْ‏ ا لد َّج َّال َ ف َهُوَ‏ شَر ُّ غ َا ئِب ٍ يُنْتَظ َرُ‏<br />

أ َوْ‏ الس َّاعَة َ وَ‏ الس َّاعَة ُ أ َدْهَى وَ‏ أ َمَر ُّ { .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى عِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ أ َن ْ هَبْ‏ لِي مِنْ‏ ق َل ْب ِك ال ْخُشُو عَ‏ ، وَمِنْ‏ بَدَن ِك ال ْخُضُوعَ‏<br />

، وَمِنْ‏ عَيْن ِك ا لد ُّمُو عَ‏ ، ف َإ ِن ِّي ق َر ِ يبٌ‏ .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏<br />

مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ أ َوْحَى ا لل َّهُ‏ إل َى الد ُّنْيَا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ خَدَمَن ِي ف َاخْدِمِيهِ‏ ، وَمَنْ‏ خَدَمَك ف َاسْتَخْدِمِيهِ‏ .<br />

ز ِدْ‏ مِنْ‏ ط ُول ِ أ َمَلِك فِي ق َصِير ِ عَمَلِك ، ف َإ ِن َّ الد ُّنْيَا ظِ‏ ل ُّ ا ل ْغَمَام ِ ، وَحُل ْمُ‏ ا لن ِّيَام ِ ، ف َمَنْ‏ عَرَف َهَا ث ُ م َّ<br />

ط َل َبَهَا ف َق َدْ‏ أ َخْط َأ َ ا لط َّر ِ يقَ‏ ، وَحُر ِمَ‏ الت َّوْفِيقَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ل َا يُؤَم ِّنَن َّكَ‏ إق ْبَال ُ الد ُّنْيَا عَل َيْك مِنْ‏ إدْبَار ِهَا عَنْك ، وَل َا دَوْ‏ ل َة ٌ ل َك مِنْ‏ إذ َا ل َةٍ‏ مِنْك .<br />

مَا مَضَى : وَق َال َ آخَرُ‏<br />

:<br />

مِنْ‏ الد ُّنْيَا ك َمَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ، وَمَا بَقِيَ‏ مِنْهَا ك َمَا ق َدْ‏ مَضَى .<br />

وَقِي ل َ لِزَ‏ اهِدٍ‏ ق َدْ‏ خَل َعْت الد ُّنْيَا ف َك َيْفَ‏ سَ‏ خَتْ‏ نَف ْسُك عَنْهَا ؟ ف َق َال َ<br />

أ َخْرُجَ‏ مِنْهَا ط َائِعًا .<br />

:<br />

أ َيْق َنْت أ َن ِّي أ َخْرُجُ‏ مِنْهَا ك َار ِهًا ، ف َرَأ َيْت أ َن ْ


وَقِي ل َ لِ‏ حُرْق َة َ ب ِنْتِ‏ ا لن ُّعْمَانِ‏ : مَا ل َك تَبْكِينَ‏ ؟ ف َق َال َتْ‏ : رَأ َيْت لِأ َهْلِي غ َضَارَة ً ، وَ‏ ل َنْ‏ تَمْتَلِئ َ دَا رٌ‏ ف َرَحًا ، إل َّا امْتَل َأ َتْ‏ تَرَحًا<br />

.<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لس َّم َّاكِ‏ : مَنْ‏ جَر َّعَتْهُ‏ الد ُّنْيَا حَل َاوَ‏ تَهَا ب ِمَيْلِهِ‏ إل َيْهَا ، جَر َّعَتْهُ‏ ا ل ْآخِرَة ُ مَرَ‏ ارَ‏ تَهَا لِتَ‏ جَافِيهِ‏ عَنْهَا .<br />

وَق َال َ صَاحِبُ‏ ك َلِيل َة َ وَدِمْنَة َ<br />

: ط َا لِبُ‏ الد ُّنْيَا ك َشَار ِب ِ مَاءِ‏ ال ْبَحْر ِ ك ُل َّمَا ازْدَادَ‏ شُرْبًا ازْدَادَ‏ عَط َشًا .<br />

وَك َان َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْعَز ِيز ِ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذِهِ‏ ال ْأ َبْيَاتِ‏ : نَهَارُك يَا مَغْرُو رُ‏ سَهْوٌ‏ وَغ َف ْل َة ٌ وَل َيْل ُكنَوْمٌ‏ وَال ْأ َسَى ل َك ل َاز ِمُ‏ تُسَر ُّ ب ِمَا<br />

يَف ْنَى وَ‏ تَف ْرَحُ‏ ب ِال ْمُنَى ك َمَا سُر َّ ب ِا لل َّذ َّاتِ‏ فِي ا لن َّوْم ِ حَا لِمُ‏ وَشُغْل ُك فِيمَا سَوْفَ‏ تَك ْرَهُ‏ غِب َّهُ‏ ك َذ َلِكَ‏ فِي الد ُّنْيَا تَعِيشُ‏ ا ل ْبَهَا ئِمُ‏<br />

وَسَمِعَ‏ رَجُ‏ ل ٌ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِصَاحِب ِهِ‏<br />

:<br />

صَاحِبَك مَا صَاحَبَ‏ الد ُّنْيَا ف َل َا بُ‏ د َّ أ َن ْ يَرَى مَك ْرُوهًا .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

وَ‏ ال ْ حَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

:<br />

:<br />

ل َا أ َرَ‏ اك ا لل َّهُ‏ مَك ْرُوهًا ، ف َق َال َ : ك َأ َن َّك دَعَوْت عَل َى صَاحِب ِك ب ِا ل ْمَوْتِ‏ ، إن َّ<br />

إن َّ الز َّمَان َ وَ‏ ل َوْ‏ يَلِينُ‏ لِأ َهْلِهِ‏ ل َمُ‏ خَاشِنُ‏ خُط ُوَا تُهُ‏ ا ل ْمُتَ‏ حَر ِّك َاتُ‏ ك َأ َ ن َّهُن َّ سَوَ‏ اكِنُ‏ .<br />

مِنْ‏ أ َحْوَال ِ ر ِ يَا ضَتِك ل َهَا أ َن ْ تُصَد ِّ قَ‏ نَف ْسَك فِيمَا مَنَحَتْك مِنْ‏ رَغ َائِب ِهَا ، وَأ َ نَال َتْك مِنْ‏ غ َرَ‏ ائِب ِهَا ف َتَعْل َمَ‏ أ َن َّ<br />

ا ل ْعَطِي َّة َ فِيهَا مُرْتَ‏ جَعَة ٌ ، وَ‏ ا ل ْمِنْ‏ حَة َ فِيهَا مُسْتَرَد َّة ٌ ، بَعْدَ‏ أ َن ْ تُبْقِي عَل َيْك مَااحْتَق َنَتْ‏ مِنْ‏ أ َوْزَار ِ وُ‏ صُو لِهَا إل َيْك ، وَخُسْرَ‏ انِ‏<br />

خُرُوج ِهَا عَنْك .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } ل َا تَزُول ُ ق َدَمَا ا بْن ِ آدَمَ‏ حَت َّى يُسْأ َل َ عَنْ‏ ث َل َاثٍ‏ : شَبَا ب ِهِ‏ فِيمَا أ َ بْل َاهُ‏<br />

، وَعُمُر ِهِ‏ فِيمَا أ َف ْنَاهُ‏ ، وَمَا لِهِ‏ مِنْ‏ أ َ يْنَ‏ اك ْتَسَبَهُ‏ وَفِيمَ‏ أ َ نْف َق َهُ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ ، أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ق َال ُوا وَمَا هُن َّ يَا رُوحَ‏ ا لل َّهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

ق َال ُوا : ف َإ ِن ْ ك َسَبَهُ‏ مِنْ‏ حِل ِّهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

: يَك ْسِبُهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ حِل ِّهِ‏ .<br />

يَضَعُهُ‏ فِي غ َيْر ِ حَق ِّهِ‏ .<br />

فِي ا ل ْمَال ِ ث َل َاث ُ خِصَال ٍ .<br />

ق َال ُوا : ف َإ ِن ْ وَ‏ ضَعَهُ‏ فِي حَق ِّهِ‏ ؟ ق َال َ : يَشْغَل ُهُ‏ عَنْ‏ عِبَادَةِ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ .<br />

وَدَخَ‏ ل َ أ َبُو حَاز ِم ٍ عَل َى ب ِشْر ِ بْن ِ مَرْوَ‏ ان َ ف َق َال َ يَا أ َبَا حَاز ِم ٍ مَاا ل ْمَ‏ خْرَجُ‏ مِم َّا نَ‏ حْنُ‏ فِيهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

إل َّا فِي حَق ِّهِ‏ ، وَمَا ل َيْسَ‏ عِنْدَك ف َل َا تَأ ْخُذ ْهُ‏ إل َّا ب ِ حَق ِّهِ‏ .<br />

ق َال َ : وَمَنْ‏ يُطِيقُ‏ هَذ َا يَا أ َبَا حَاز ِم ٍ ؟ ق َال َ : ف َمِنْ‏ أ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ مُلِئ َتْ‏ جَهَن َّمُ‏ مِنْ‏ ال ْ ج ِن َّةِ‏ وَا لن َّا س ِ أ َجْمَعِينَ‏<br />

وَعَي َّرَتْ‏ ال ْيَهُودُ‏ عِيسَى ا بْنَ‏ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ ب ِا ل ْف َق ْر ِ ف َق َال َ<br />

وَدَخَ‏ ل َ ق َوْمٌ‏ مَنْز ِل َ عَا ب ِدٍ‏ ف َل َمْ‏ يَ‏ ج ِدُو ا شَيْئ ًا يَق ْعُدُون َ عَل َيْهِ‏ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏ ال ْغِنَى دُهِيتُمْ‏ .<br />

تَنْظ ُرْ‏ مَا عِنْدَك ف َل َا تَضَعْهُ‏<br />

ل َوْ‏ ك َانَتْ‏ الد ُّنْيَا دَارَ‏ مُق َام ٍ ل َاِت َّخَذ ْنَا ل َهَا أ َ ث َاث ًا .<br />

: أ َل َا تُوصِي ؟ ق َال َ : ب ِمَاذ َ ا أ ُوصِي وَا َلل َّهِ‏ مَا ل َنَا شَ‏ يْءٌ‏ ، وَل َا ل َنَا عِنْدَ‏ أ َحَدٍ‏ شَ‏ يْءٌ‏ ، وَل َا لِأ َحَدٍ‏ عِنْدَنَا<br />

شَ‏ يْءٌ‏ .<br />

ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى هَذِهِ‏ ا لر َّاحَةِ‏ ك َيْفَ‏ تَعَج َّل َهَا وَإ ِل َى ا لس َّل َامَةِ‏ ك َيْفَ‏ صَارَ‏ إل َيْهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

: ال ْف َق ْرُ‏ مِل ْ كٌ‏ ل َيْسَ‏ فِيهِ‏ مُحَاسَبَ‏ ٌة .<br />

وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏<br />

تَتَزَو َّجُ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ<br />

: أ َل َا<br />

:<br />

:<br />

إن َّمَا نُ‏ حِب ُّ ا لت َّك َا ث ُرَ‏ فِي دَ‏ ار ِ ا ل ْبَق َاءِ‏ .<br />

ل َوْ‏ دَعَوْتَ‏ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َن ْ يَرْزُق َك حِمَارً‏ ا ؟ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِأ َب ِي حَاز ِم ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَقِي ل َ ل َهُ‏ إن َّك ل َمِسْكِينٌ‏ .<br />

:<br />

مَا مَال ُك ؟ ق َال َ :<br />

: شَيْئ َانِ‏ :<br />

:<br />

أ َنَا أ َك ْرَمُ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يَجْعَل َن ِي خَادِمَ‏ حِمَار ٍ .<br />

الر ِّضَى عَنْ‏ ا لل َّهِ‏ ، وَال ْغِنَى عَنْ‏ ا لن َّا س ِ .


ف َق َال َ : ك َيْفَ‏ أ َك ُون ُ مِسْكِينًا وَمَوْ‏ ل َايَ‏ ل َهُ‏ مَا فِي الس َّمَوَاتِ‏ وَمَا فِي ال ْأ َرْض ِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَ‏ حْتَ‏ الث َّرَى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : رُب َّ مَغْبُوطٍ‏ ب ِمَسَر َّةٍ‏ هِيَ‏ دَ‏ اؤُهُ‏ ، وَمَرْحُوم ٍ مِنْ‏ سَق َم ٍ هُوَ‏ شِف َاؤُهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : الن َّا سُأ َشْتَا تٌ‏ وَ‏ لِك ُ ل ِّ جَمْع ٍ شَتَا تٌ‏ .<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : الز ُّهْدُ‏ ب ِصِ‏ ح َّةِ‏ ال ْيَقِين ِ ، وَصِ‏ ح َّة ُ ا ل ْيَقِين ِ ب ِنُور ِ الد ِّ ين ِ ، ف َمَنْ‏ صَ‏ ح َّ يَقِينُهُ‏ زَهِدَ‏ فِي ا لث َّرَ‏ اءِ‏ ، وَمَنْ‏ ق َو ِيَ‏<br />

دِ‏ ينُهُ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِال ْ جَزَ‏ اءِ‏ ، ف َل َا تَغُر َّ ن َّكَ‏ صِ‏ ح َّة ُ نَف ْسِك ، وَسَل َامَة ُ أ َمْسِك ، ف َمُ‏ د َّة ُ ا ل ْعُمُر ِق َلِيل َة ٌ ، وَ‏ صِ‏ ح َّة ُ ا لن َّف ْس ِمُ‏ سْتَ‏ حِيل َة ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : رُب َّ مَغْرُو س ٍ يُعَا شُ‏ ب ِهِ‏ عَدِمَتْهُ‏ عَيْنُ‏ مُغْتَر ِسِهْ‏ وَك َذ َ اك ا لد َّهْرُ‏ مَأ ْ تَمُهُ‏ أ َق ْرَبُ‏ ا ل ْأ َشْيَاءِ‏ مِنْ‏ عُرْسِهْ‏ ف َإ ِذ َا<br />

رَضَتْ‏ نَف ْسُك مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ ب ِمَا وَصَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ث َل َاث َ خِل َال ٍ ‏:إحْ‏ دَ‏ اهُن َّ : نُصْ‏ حُ‏ نَف ْسِك وَق َدْاسْتَسْل َمَتْ‏ إل َيْك<br />

، وَالن َّظ َرُ‏ ل َهَا وَق َدْ‏ اعْتَمَدَتْ‏ عَل َيْك ، ف َإ ِن َّ غ َا ش َّ نَف ْسِهِمَغْبُون ٌ ، وَ‏ ا ل ْمُنْ‏ حَر ِفَ‏ عَنْهَامَأ ْف ُون ٌ .<br />

و ِزْرًا<br />

}<br />

.<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ : الز ُّهْدُ‏ فِيمَا ل َيْسَ‏ ل َك لِتُك ْف َى تَك َل ُّفَ‏ ط َل َب ِهِ‏ وَتَسْل َمَ‏ مِنْ‏ تَب ِعَاتِ‏ ك َسْب ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ ‏:ا نْتِهَا زُا ل ْف ُرْ‏ صَةِ‏ فِي مَالِك أ َن ْ تَضَعَهُ‏ فِي حَق ِّهِ‏ ، وَ‏ أ َن ْ تُؤْ‏ تِيَهُ‏ لِمُسْتَ‏ حِق ِّهِ‏ ، لِيَك ُون َ ل َك ذ ُخْرًا ، وَل َا يَك ُون َ عَل َيْك<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ<br />

ق َال َ أ َل َكَ‏ مَا ل ٌ ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

: نَعَمْ‏ .<br />

:<br />

:<br />

ق َد ِّمْ‏ مَال َك ف َإ ِن َّ ق َل ْبَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِ عِنْدَ‏ مَا لِهِ‏<br />

وَق َال َتْ‏ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا<br />

شَاة ً ف َتَصَد َّق ْنَا ب ِهَا<br />

ف َق ُل ْت<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن ِّي أ َك ْرَهُا ل ْمَوْتَ‏ .<br />

. {<br />

} :<br />

.<br />

:<br />

ذ َبَحْنَا<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ مَا بَقِيَ‏ إل َّا ك َتِف ُهَا .<br />

ق َال َ : ك ُل ُّهَا بَقِيَ‏ إل َّا ك َتِف َهَا { .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عَبْدَ‏ ا لل َّهِ‏ بْنَ‏ عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ عُتْبَة َ بْن ِ مَسْعُودٍ‏ بَا عَ‏ دَارًا ب ِث َمَا ن ِينَ‏ أ َ ل ْفَ‏ دِرْهَم ٍ ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

ا ل ْمَال ِ ذ ُخْرًا .<br />

: ف َق َال َ<br />

أ َنَا أ َجْعَ‏ ل ُ هَذ َا ا ل ْمَال َ ذ ُخْرًا لِي عِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ وَ‏ أ َجْعَ‏ ل ُ ا لل َّهَ‏ ذ ُخْرًا لِوَل َدِي ، وَتَصَد َّ قَ‏ ب ِهَا .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

: ات َّ خَذ َ لِوَل َدِك مِنْ‏ هَذ َا<br />

ل َوْ‏ أ َن َّ رَجُل ًا أ َرَ‏ ادَ‏ أ َن ْ يَنْتَقِ‏ ل َ مِنْ‏ دَ‏ ار ٍ إل َى دَ‏ ار ٍ أ َك َان َ يُبْقِي<br />

وَعُو تِبَ‏ سَهْ‏ ل ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ا ل ْمَرْوَز ِي ُّ فِي ك َث ْرَةِ‏ ا لص َّدَق َةِ‏ ف َق َال َ مَا ل َنَا نَك ْرَهُا ل ْمَوْتَ‏ ؟ ق َال َ : لِأ َ ن َّك ُمْ‏ أ َخْرَبْتُمْ‏ آخِرَ‏ تَك ُمْ‏ ،<br />

فِي ال ْأ ُول َى شَيْئ ًا ، وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ لِأ َب ِي حَاز ِم ٍ وَعَم َّرْتُمْ‏ دُنْيَاك ُمْ‏ ، ف َك َر ِهْتُمْ‏ أ َن ْ تَنْتَقِل ُو ا مِنْ‏ ال ْعُمْرَانِ‏ إل َى ال ْخَرَا ِب .<br />

:<br />

وَقِي ل َ لِعَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ عُمَرَ‏ تَرَكَ‏ زَ‏ يْدُ‏ بْنُ‏ خَار ِجَة َ مِا ئ َة َ أ َ ل ْفِ‏ دِرْهَم ٍ ، ف َق َال َ : ل َكِن َّهَا ل َا تَتْرُك ُهُ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ مَا أ َ نْعَمَ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َى عَبْدٍ‏ ن ِعْمَة ً إل َّا وَعَل َيْهِ‏ فِيهَا تَب ِعَة ٌ إل َّا سُل َيْمَان َ بْنَ‏ دَاوُد عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى ق َال َ ل َهُ‏<br />

وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏<br />

وَق َال َ إ بْرَ‏ اهِيمُ‏<br />

:<br />

‏{هَذ َا عَط َاؤُنَا ف َامْنُنْ‏ أ َوْ‏ أ َمْسِكْ‏ ب ِغَيْر ِ حِسَاب ٍ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إن ْ عُوفِينَا مِنْ‏ شَر ِّ مَا أ ُعْطِينَا ل َمْ‏ يَضُر َّنَا ف َق ْدُ‏ مَا زُو ِيَ‏ عَن َّا .<br />

ق َد ِّمُوا ك ُلًّا لِيَك ُون َ ل َك ُمْ‏ ، وَل َا تُ‏ خَل ِّف ُو ا ك ُلًّا ف َيَك ُون َ عَل َيْك ُمْ‏ .<br />

: ن ِعْمَ‏ ال ْق َوْمُ‏ ا لس ُّؤَ‏ ال ُ يَدُق ُّون َ أ َبْوَابَك ُمْ‏ يَق ُو ل ُون َ أ َتُوَج ِّهُون َ لِل ْآخِرَةِ‏ شَيْئ ًا .<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ سَعِيدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُسَي ِّب ِ مَر َّ ب ِي صِل َة ُ بْنُ‏ أ َشْيَمَ‏ ف َمَا تَمَال َك ْتُ‏ أ َن ْ نَهَضْتُ‏ إ ل َيْهِ‏ ف َق ُل ْتُ‏ يَا أ َبَا ا لص َّهْبَاءِ‏ ، ا ُدْ‏ عُ‏ لِي .<br />

ف َق َال َ رَغ َّبَك ا لل َّهُ‏ فِيمَا يَبْق َى ، وَزَه َّدَك فِيمَا يَف ْنَى ، وَوَهَبَ‏ ل َك ا ل ْيَقِينَ‏ ال َّذِي ل َا تَسْك ُنُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ إل َّا إل َيْهِ‏ ، وَل َا يُعَو َّل ُ فِي


الد ِّ ين ِ إل َّا عَل َيْهِ‏ .<br />

وَل َم َّا ث َق ُل َ<br />

عَبْدُ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْنُ‏ مَرْوَ‏ ان َ رَأ َى غ َس َّال ًا يَل ْو ِي ب ِيَدِهِ‏ ث َوْبًا ف َق َال َ<br />

:<br />

.<br />

ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ‏ أ َبَا حَاز ِم ٍ ف َق َال َ<br />

فِيهِ‏<br />

:<br />

.<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَدِدْت أ َن ِّي ك ُنْت غ َس َّال ًا ل َا أ َعِيشُ‏ إل َّا ب ِمَا أ َك ْتَسِبُهُ‏ يَوْمًا ف َيَوْمًا<br />

ال ْحَمْدُ‏ لِل َّهِ‏ ال َّذِي جَعَل َهُمْ‏ يَتَمَن َّوْن َ عِنْدَا ل ْمَوْتِ‏ مَا نَ‏ حْنُ‏ فِيهِ‏ ، وَل َا نَتَمَن َّى نَ‏ حْنُ‏ عِنْدَهُ‏ مَا هُمْ‏<br />

} :<br />

يَق ُول ُ ا بْنُ‏ آدَمَ‏ مَالِي مَالِي<br />

.<br />

وَهَ‏ ل ْ ل َك يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ مِنْ‏ مَالِك إل َّا مَا أ َك َل ْت ف َأ َف ْنَيْتَ‏ أ َوْ‏ ل َب ِسْتَ‏ ف َأ َ بْل َيْتَ‏ ، أ َوْ‏ أ َعْط َيْتَ‏ ف َأ َمْضَيْتَ‏<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ<br />

وَك ُوزَ‏ انِ‏ وَطِمْرَ‏ انِ‏ .<br />

وَق َال َ مُوَ‏ ر ِّ قٌ‏ ا ل ْعِ‏ جْلِي ُّ<br />

. {<br />

:<br />

ب ِت ُّ ل َيْل َتِي أ َتَمَن َّى ف َك َسَبْتُ‏ ا ل ْبَ‏ حْرَ‏ ا ل ْأ َخْضَرَ‏ وَ‏ الذ َّهَبَا ل ْأ َحْمَرَ‏ ، ف َإ ِذ َا يَك ْفِين ِي مِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ رَغِيف َانِ‏<br />

: يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ تُؤْتَى ك ُ ل َّ يَوْم ٍ ب ِر ِزْقِك وَ‏ أ َ نْتَ‏ تَحْزَن ُ ، وَ‏ يَنْق ُصُ‏ عُمُرُك وَ‏ أ َ نْتَ‏ ل َا تَ‏ حْزَن ُ ، تَط ْل ُبُ‏ مَا<br />

يُط ْغِيك وَعِنْدَك مَا يَك ْفِيك .<br />

وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ : إن َّمَا بَيْنَنَا وَ‏ بَيْنَ‏ ا ل ْمُل ُوكِيَوْمٌ‏ وَ‏ احِ‏ دٌ‏ .<br />

أ َم َّا أ َمْس ِ ف َق َدْ‏ مَضَى ف َل َا يَ‏ ج ِدُون َ ل َذ َّ تَهُ‏ .<br />

:<br />

وَإ ِن َّا وَهُمْ‏ مِنْ‏ غ َدٍ‏ عَل َى وَجَ‏ ل ٍ ، وَإ ِن َّمَا هُوَ‏ ال ْيَوْمُ‏ ف َمَا عَسَى أ َن ْ يَك ُون َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ تَعَز َّ عَنْ‏ ا لش َّيْءِ‏ إذ َا مُن ِعْته لِقِل َّةِ‏ مَا يَصْحَبُك إذ َا أ ُعْطِيتَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ تَرَكَ‏ نَصِيبَهُ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا اسْتَوْف َى حَظ َّهُ‏ مِنْ‏ ال ْآخِرَةِ‏ .<br />

: تَرْكُ‏ ا لت َّل َب ُّس ِ ب ِالد ُّنْيَا ق َبْ‏ ل َ الت َّشَب ُّثِ‏ ب ِهَا أ َهْوَن ُ مِنْ‏ رَف ْضِهَا بَعْدَ‏ مُل َابَسَتَهَا .<br />

: لِيَك ُنْ‏ ط َل َبُك لِلد ُّنْيَا ا ضْطِرَارً‏ ا ، وَتَذ َك ُّرُك فِي ا ل ْأ ُمُور ِ اعْتِبَارً‏ ا ، وَسَعْيُك لِمَعَادِكا بْتِدَ‏ ارً‏ ا .<br />

: ا لز َّ اهِدُ‏ ل َا يَط ْل ُبُ‏ ال ْمَف ْق ُودَ‏ حَت َّى يَف ْقِدَ‏ ال ْمَوْجُودَ‏ .<br />

مَنْ‏ آمَنَ‏ ب ِا ل ْآخِرَةِ‏ ل َمْ‏ يَحْر ِصْ‏ عَل َى الد ُّنْيَا ، وَمَنْ‏ أ َ يْق َنَ‏ ب ِا ل ْمُجَازَاةِ‏ ل َمْ‏ يُؤْثِرْ‏ عَل َى ال ْحُسْنَى .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ مَنْ‏ حَاسَبَ‏ نَف ْسَهُ‏ رَب ِ حَ‏ وَمَنْ‏ غ َف َ ل َ عَنْهَا خَسِرَ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ :<br />

أ َرَى الد ُّنْيَا لِمَنْ‏ هِيَ‏ فِي يَدَ‏ يْهِ‏ عَذ َا بًا ك ُل َّمَا ك َث ُرَتْ‏ ل َدَ‏ يْهِ‏ تُه ِينُ‏ ا ل ْمُك ْر ِمِينَ‏ ل َهَا ب ِصِغَر ٍ وَ‏ تُك ْر ِمُ‏ ك ُ ل َّ مَنْ‏ هَانَتْ‏ عَل َيْهِ‏ إذ َا<br />

اسْتَغْنَيْت عَنْ‏ شَيْءٍ‏ ف َدَعْهُ‏ وَخُذ ْ مَا أ َ نْتَمُ‏ حْتَا جٌ‏ إ ل َيْهِ‏ وَحَك َى ال ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َال َ<br />

ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - يَوْمًا وَهُوَ‏ يَنْظ ُرُ‏ فِي كِتَاب ٍ وَدُمُوعُهُ‏ تَسِي ل ُ عَل َى خَد ِّهِ‏ .<br />

ف َل َم َّا أ َبْصَرَن ِي ق َال َ<br />

: أ َرَأ َيْت مَا ك َان َ مِن ِّي ؟ ق ُل ْت : نَعَمْ‏ يَا أ َمِيرَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ .<br />

ف َق َال َ أ َم َّا إ ن َّهُ‏ ل َوْ‏ ك َان َ لِأ َمْر ِ الد ُّنْيَا مَا ك َان َ هَذ َا .<br />

ث ُ م َّ رَمَى إل َي َّ ب ِا ل ْقِرْط َا س ِ ف َإ ِذ َا فِيهِ‏ شِعْرُ‏ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

:<br />

:<br />

:<br />

دَخَل ْت عَل َى الر َّشِيدِ‏ - رَحْمَة ُ<br />

هَل ْ أ َ نْتَ‏ مُعْتَب ِرٌ‏ ب ِمَنْ‏ خَر ِ بَتْ‏ مِنْهُ‏ غ َدَ‏ اة َ ق َضَى<br />

دَسَاكِرُهُ‏ وَ‏ ب ِمَنْ‏ أ َذ َل َّ ا لد َّهْرُ‏ مَصْرَعَهُ‏ ف َتَبَر َّ أ َتْ‏ مِنْهُ‏ عَسَاكِرُهُ‏ وَ‏ ب ِمَنْ‏ خَل َتْ‏ مِنْهُ‏ أ َسِر َّ تُهُ‏ وَ‏ تَعَط َّل َتْ‏ مِنْهُ‏ مَنَا ب ِرُهُ‏ أ َ يْنَ‏ ا ل ْمُل ُوكُ‏ وَ‏ أ َ يْنَ‏<br />

عِز ُّهُمْ‏ صَارُوا مَصِيرًا أ َ نْتَ‏ صَائِرُهُ‏ يَا مُؤْثِرَ‏ الد ُّنْيَا لِل َذ َّ تِهِ‏ وَ‏ ا ل ْمُسْتَعِد ُّ لِمَنْ‏ يُف َاخِرُهُ‏ نَل ْ مَا بَدَا ل َك أ َن ْ تَنَال َ مِنْ‏ ا ل د ُّ نْيَا ف َإ ِن َّ


ا ل ْمَوْتَ‏ آخِرُهُ‏ ف َق َال َ ا لر َّشِيدُ‏ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - : وَا َلل َّهِ‏ لِك َأ َن ِّي أ ُخَاط َبُ‏ ب ِهَذ َا ا لش َّعْر ِ دُون َ الن َّا س ِ ، ف َل َمْ‏ يَل ْبَث ْ بَعْدَ‏<br />

ذ َ لِكَ‏ إل َّا يَسِيرًا حَت َّى مَاتَ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ .<br />

: ث ُ م َّا ل ْحَا ل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

مِنْ‏ أ َحْوَ‏ ال ِ ر ِ يَا ضَتِك ل َهَا أ َن ْ تَك ْشِفَ‏ لِنَف ْسِك حَال َ أ َجَلِك ، وَتَصْر ِف َهَا عَنْ‏ غ ُرُور ِ أ َمَلِكَ‏ حَت َّى ل َا<br />

يُطِي ل ُ ل َك ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ أ َجَل ًا ق َصِيرًا ، وَل َا يُنْسِيك مَوْتًا وَل َا نُشُو رً‏ ا .<br />

:<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ فِي بَعْض ِ خُط َب ِهِ‏ } أ َ ي ُّهَا ا لن َّا سُ‏ إن َّ ال ْأ َي َّامَ‏ تُط ْوَى ، وَال ْأ َعْمَارَ‏ تَف ْنَى ،<br />

وَال ْأ َبْدَان َ تُبْل َى ، وَ‏ إ ِن َّ ا لل َّيْ‏ ل َ وَا لن َّهَارَ‏ يَتَرَ‏ اك َضَانِ‏ ك َتَرَ‏ اك ُض ِ ال ْبَر ِيدِ‏ ، يُق َر ِّ بَانِ‏ ك ُ ل َّ بَعِيدٍ‏ ، وَ‏ يُ‏ خْلِق َانِ‏ ك ُ ل َّ جَدِ‏ يدٍ‏ ، وَفِي ذ َ لِكَ‏<br />

عِبَادَ‏ ا لل َّهِ‏ مَا أ َل ْهَى عَنْ‏ الش َّهَوَاتِ‏ ، وَرَغ َّبَ‏ فِي ا ل ْبَاقِيَاتِ‏ ا لص َّالِ‏ حَاتِ‏ { .<br />

وَق َال َ مِسْعَرٌ‏ ك َمْ‏ مِنْ‏ مُسْتَق ْب ِ ل ٍ يَوْمًا وَ‏ ل َيْسَ‏ يَسْتَك ْمِل ُهُ‏ ، وَمُنْتَظِر ٍ غ َدًا وَل َيْسَ‏ مِنْ‏ أ َجَلِهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ رَأ َيْتُمْ‏ ا ل ْأ َجَ‏ ل َ وَمَسِيرَهُ‏ ، ل َأ َبْغَضْتُمْ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل َ<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏ ال ْأ َنْصَار ِ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

اسْتِعْدَادً‏ ا ل َهُ‏ .<br />

} :<br />

وَغ ُرُورَهُ‏ .<br />

أ ُو ل َئِكَال ْأ َك ْيَا سُ‏ ذ َهَبُو ا ب ِشَرَفِ‏ الد ُّنْيَا وَك َرَامَةِ‏ ال ْ آخِرَةِ‏<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

مِنْهُ‏<br />

. {<br />

.<br />

مَنْ‏ أ َك ْيَسُ‏ الن َّا س ِ ؟ ق َال َ : أ َك ْث َرُهُمْ‏ ذِك ْرًا لِل ْمَوْتِ‏ وَأ َشَد ُّهُمْ‏<br />

: ك َمَا تَنَامُون َ ك َذ َ لِكَ‏ تَمُو تُون َ ، وَك َمَا تَسْتَيْقِظ ُون َ ك َذ َ لِكَ‏ تُبْعَث ُون َ .<br />

: أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ‏ ات َّق ُوا ا لل َّهَ‏ ال َّذِي إن ْ ق ُل ْتُمْ‏ سَمِعَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َضْمَرْتُمْ‏ عَلِمَ‏ ، وَبَادِرُوا<br />

ا ل ْمَوْتَ‏ ال َّذِي إن ْ هَرَبْتُمْأ َدْرَك َك ُمْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َق َمْتُمْ‏ أ َخَذ َك ُمْ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْعَل َاءُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُسَي ِّب ِ : ل َيْسَ‏ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْمَوْتِ‏ شَ‏ يْءٌ‏ إل َّا وَال ْمَوْتُ‏ أ َشَد ُّ مِنْهُ‏ ، وَل َيْسَ‏ بَعْدَا ل ْمَوْتِ‏ شَ‏ يْءٌ‏ إل َّا ال ْمَوْتُ‏ أ َ يْسَرُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

يَغْتَر ُّ ب ِا لط َّمَع ِ .<br />

:<br />

إن َّ لِل ْبَاقِي ب ِال ْمَاضِي مُعْتَبَرًا ، وَ‏ لِل ْآخِر ِ ب ِا ل ْأ َو َّل ِ مُزْدَجَرًا ، وَا لس َّعِيدُ‏ ل َا يَرْك َنُ‏ إل َى ا ل ْخُدَ‏ ع ِ ، وَل َا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏ : إن َّ بَق َاءَك إل َى ف َنَاءٍ‏ ، وَف َنَاءَك إل َى بَق َاءٍ‏ ، ف َخُذ ْ مِنْ‏ ف َنَائِك ال َّذِي ل َا يَبْق َى ؛<br />

لِبَق َائِك ال َّذِي ل َا يَف ْنَى .<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ أ َي ُّ عَيْش ٍ يَطِيبُ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِل ْمَوْتِ‏ ط َب ِيبٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ يَجْر ِي مِنْ‏ عُمُر ِهِ‏ إل َى غ َا يَةٍ‏ تَنْتَه ِي إل َيْهَا مُد َّة ُ أ َجَلِهِ‏ ، وَتَنْط َو ِي عَل َيْهَا صَحِيف َة ُ عَمَلِهِ‏ ،<br />

ف َخُذ ْ مِنْ‏ نَف ْسِك لِنَف ْسِك ، وَقِسْ‏ يَوْمَك ب ِأ َمْسِك ، وَك َف َّ عَنْ‏ سَي ِّئ َا تِك ، وَز ِدْ‏ فِي حَسَنَاتِك ق َبْ‏ ل َ أ َن ْتَسْتَوْفِيَ‏ مُد َّة َ<br />

ا ل ْأ َجَ‏ ل ِ وَ‏ تُق َص ِّرْ‏ عَنْ‏ الز ِّ يَادَةِ‏ فِي الس َّعْي ِ وَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَتَعَر َّضْ‏ لِلن َّوَ‏ ائِب ِ تَعَر َّ ضَتْ‏ ل َهُ‏ .<br />

: وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

مَا لِل ْمَق َا ب ِر ِ ل َا تُج ِيبُ‏ إذ َا دَعَاهُن َّ ال ْك َئِيبُ‏ حُف َرٌ‏ مُسَق َّف َة ٌ عَل َيْه ِن َّ ال ْ جَنَادِل ُ وَال ْك َثِيبُ‏ فِيه ِن َّو ِل ْ دَ‏ ان ٌ<br />

وَأ َط ْف َا ل ٌوَ‏ شُب َّان ٌ وَشِيبُ‏ ك َمْ‏ مِنْ‏ حَب ِيب ٍ ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ نَف ْسِي ب ِف ُرْق َتِهِ‏ تَطِيبُ‏ غ َادَرْته فِي بَعْضِه ِن َّ مُ‏ جَنْدَل ًا وَهُوَ‏ ال ْ حَب ِيبُ‏ وَسَل َوْت<br />

عَنْهُ‏ وَإ ِن َّمَا عَهْدِي ب ِرُؤْ‏ يَتِهِ‏ ق َر ِ يبُ‏ وَوَعَظ َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ رَجُل ًا ف َق َال َ أ َق ْلِل ْ مِنْ‏ الد ُّنْيَا تَعِشْ‏ حُرا ، وَ‏ أ َق ْلِ‏ ل ْ<br />

مِنْ‏ ا لذ ُّ نُوب ِ يَهُنْ‏ عَل َيْك ال ْمَوْتُ‏ ، وَانْظ ُرْ‏ حَيْث ُ تَضَعُ‏ وَل َدَك ف َإ ِن َّ ا ل ْعِرْ‏ قَدَس َّا سٌ‏<br />

وَق َال َ ا لر َّشِيدُ‏ لِا بْن ِ الس َّم َّاكِ‏<br />

ف َق َال َ<br />

- رَحِمَهُمَا ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى - : عِظ ْن ِي وَ‏ أ َوْج ِزْ‏ .<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّك أ َو َّل ُ خَلِيف َةٍ‏ يَمُوتُ‏ .


وَعَز َّىأ َعْرَاب ِ ي ٌّ رَجُل ًا عَنْ‏ ا بْن ٍ صَغِير ٍ ل َهُ‏ ف َق َال َ : ال ْحَمْدُ‏ لِل َّهِ‏ ال َّذِي نَج َّاهُ‏ مِم َّا هَهُنَا مِنْ‏ ال ْك َدَر ِ ، وَخَل َّصَهُ‏ مِم َّا بَيْنَ‏ يَدَ‏ يْهِ‏ مِنْ‏<br />

ال ْ خَط َر ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : مَنْ‏ عَمِ‏ ل َ لِل ْ آخِرَةِ‏ أ َحْرَزَهَا وَالد ُّنْيَا ، وَمَنْ‏ آ ث َرَ‏ الد ُّنْيَا حُر ِمَهَا وَ‏ ال ْ آخِرَة َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏<br />

.<br />

: اسْتَغْن ِمْ‏ تَنَف ُّسَ‏ ا ل ْأ َجَ‏ ل ِ ، وَ‏ إ ِمْك َان َ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، وَاق ْط َعْ‏ ذِك ْرَ‏ ا ل ْمَعَاذِير ِ وَ‏ ا ل ْعِل َ ل ِ ، ف َإ ِن َّك فِي أ َجَ‏ ل ٍ<br />

مَ‏ حْدُودٍ‏ ، وَ‏ نَف َس ٍ مَعْدُوم ٍ ، وَعُمُر ٍ غ َيْر ِ مَمْدُودٍ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : الط َّب ِيبُمَعْ‏ ذ ُو رٌ‏ ، إذ َا ل َمْ‏ يَق ْدِرْ‏ عَل َى دَف ْع ِ ا ل ْمَ‏ حْذ ُور ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

اعْمَل ْ عَمَل َ<br />

ا ل ْمُرْ‏ تَحِ‏ ل ِ ف َإ ِن َّ حَادِيَ‏ ا ل ْمَوْتِ‏ يَحْدُوك ، لِيَوْم ٍ ل َيْسَ‏ يَعْدُوك .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : بَعْدَ‏ وَف َاةِ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : غ َر َّ جَهُول ًا أ َمَل ُهْ‏<br />

يَمُوتُ‏ مَنْ‏ جَا أ َجَل ُهْ‏ وَمَنْ‏ دَنَا مِنْ‏ حَتْفِهِ‏ ل َمْ‏ تُغْن ِ عَنْهُ‏ حِيَل ُهْ‏ وَمَا بَق َاءُ‏ آخِر ٍ ق َدْ‏ غ َابَ‏ عَنْهُ‏ أ َو َّ ل ُهْ‏ وَال ْمَرْءُ‏ ل َا يَصْ‏ حَبُهُ‏ فِي ا ل ْق َبْر ِ<br />

إل َّا عَمَل ُهْ‏ وَق َال َ أ َبُو ال ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

: ل َا تَأ ْمَنْا ل ْمَوْتَ‏ فِي ل َ حْظٍ‏ وَل َا نَف َس ِ وَ‏ إ ِن ْ تَمَن َّعْتَ‏ ب ِال ْحُج َّاب ِ وَا ل ْحَرَ‏ س ِ وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّ سِهَامَ‏<br />

ا ل ْمَوْتِ‏ ق َا صِدَة ٌ لِك ُ ل ِّ مُدَر َّ ع ٍ مِنْهَا وَمُت َّرَ‏ س ِ تَرْجُو الن َّجَاة َ وَ‏ ل َمْ‏ تَسْل ُكْ‏ مَسَالِك َهَا إن َّ الس َّفِينَة َ ل َا تَجْر ِي عَل َى ال ْيَبَس ِ ف َإ ِذ َا<br />

رَضَتْ‏ نَف ْسُك مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َةِ‏ ب ِمَا وَصَف ْت اعْتَضْت مِنْهَا ث َل َاث َ خِل َال ٍ : إحْدَاهَا : أ َن ْ تُك ْف َى تَسْو ِ يفَ‏ أ َمَ‏ ل ٍ يُرْدِيك ،<br />

وَتَسْو ِيل َ مُ‏ حَال ٍ يُؤْذِيك .<br />

ف َإ ِن َّ تَسْو ِ يفَ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ غِرَ‏ ا رٌ‏ ، وَتَسْو ِيل َ ا ل ْمُحَال ِ ضِرَا رٌ‏ .<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن ْ تَسْتَيْقِظ َ لِعَمَ‏ ل ِ آخِرَتِك ، وَ‏ تَغْتَن ِمَ‏ بَقِي َّة َ أ َجَلِك ب ِ خَيْر ِ عَمَلِك .<br />

ف َإ ِن َّ مَنْ‏ ق َص َّرَ‏ أ َمَل َهُ‏ ، وَ‏ اسْتَق َ ل َّ أ َجَل َهُ‏ ، حَسُنَ‏ عَمَل ُهُ‏<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَهُون َ عَل َيْك نُزُول ُ مَا ل َيْسَ‏ عَنْهُ‏ مَ‏ حِيصٌ‏ ، وَ‏ يَسْهُ‏ ل َ عَل َيْك حُل ُول ُ مَا ل َيْسَ‏ إل َى دَف ْعِهِ‏ سَب ِي ل ٌ .<br />

ف َإ ِن َّ مَنْ‏ تَ‏ حَق َّقَ‏ أ َمْرًا تَوَط َّأ َ لِ‏ حُل ُو لِهِ‏ ، ف َهَان َ عَل َيْهِ‏ عِنْدَ‏ نُزُو لِهِ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِأ َب ِي ذ َ ر ٍّ<br />

رَب َّك<br />

} :<br />

. {<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ لِأ َب ِي ذ َ ر ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ف َق َال َ : ارْضَ‏ ب ِا ل ْق َوْتِ‏ وَخَفْ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َوْتِ‏ ، وَاجْعَل ْ صَوْمَك الد ُّنْيَا وَفِط ْرَك ا ل ْمَوْتَ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ف َل َئِنْ‏ ك ُن َّا مُقِر ِّ ينَ‏ إن َّا لِ‏ حَمْق َى ، وَ‏ ل َئِنْ‏<br />

ك ُن َّا جَاحِدِ‏ ينَ‏ إن َّا ل َهَل ْك َى .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏<br />

نَب ِّهْ‏ ب ِا لت َّف َك ُّر ِ ق َل ْبَك ، وَجَافٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّوْم ِ جَنْبَك ، وَات َّق ِ ا لل َّهَ‏<br />

: عِظ ْن ِي .<br />

:<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ َسَأ ْت إ ل َيْهِ‏ ارْتَ‏ حَ‏ ل َ ب ِذ َم ِّك ، وَك َذ َلِكَ‏<br />

وَق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ ، فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ‏ وُج ِدَ‏ مَك ْتُوبًا فِي حَجَر ٍ<br />

مَا رَأ َيْت يَقِينًا ل َا شَك َّ فِيهِ‏ ، أ َشْبَهَ‏ ب ِشَك ٍّ ل َا يَقِين فِيهِ‏ ، مِنْ‏ يَقِين ٍ نَ‏ حْنُ‏ فِيهِ‏<br />

.<br />

:<br />

- : نَهَارُك ضَيْف ُك ف َأ َحْسِنْ‏ إ ل َيْهِ‏ ف َإ ِن َّك إن ْ أ َحْسَنْت إ ل َيْهِ‏ ارْ‏ تَحَ‏ ل َ ب ِحَمْدِك ،<br />

ل َيْل ُك .<br />

يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ ل َوْ‏ رَأ َيْت يَسِيرَ‏ مَا بَقِيَ‏ مِنْ‏ أ َجَلِك ، ل َزَهِدْت فِي<br />

ط َو ِ ي ل ِ مَا تَرْجُو مِنْ‏ أ َمَلِك ، وَل َرَغِبْت فِي ا لز ِّ يَادَةِ‏ مِنْ‏ عَمَلِك ، وَل َق َص َّرْت مِنْ‏ حِرْصِك وَحِيَلِك ، وَإ ِن َّمَا يَل ْق َاك غ َدًا<br />

نَدَمُك ، ل َوْ‏ ق َدْ‏ زَل َّتْ‏ ب ِك ق َدَمُك ، وَأ َسْل َمَك أ َهْل ُك وَحَشَمُك ، وَ‏ تَبَر َّ أ َ مِنْك ال ْق َر ِيبُ‏ ، وَا نْصَرَفَ‏ عَنْك ال ْحَب ِيبُ‏ .<br />

وَل َم َّا حَضَرَ‏ ب ِشْرَ‏ بْنَ‏ مَنْصُور ٍ ال ْمَوْتُ‏ ف َر ِحَ‏ ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏ : أ َ تَف ْرَحُ‏ ب ِا ل ْمَوْتِ‏ ؟ ف َق َال َ : أ َتَ‏ جْعَل ُون َ ق ُدُومِي عَل َى خَا لِق ٍ أ َرْجُوهُ‏


:<br />

:<br />

ك َمُق َامِي مَعَ‏ مَ‏ خْل ُو ق ٍ أ َخَاف ُهُ‏ ؟ وَقِي ل َ لِأ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ فِي مَرَ‏ ضِهِ‏ ال َّذِي مَاتَ‏ فِيهِ‏ : ل َوْ‏ أ َرْسَل ْت إل َى<br />

ا لط َّب ِيب ِ ؟ ف َق َال َ ق َدْ‏ رَآن ِي .<br />

ق َال ُوا ف َمَا ق َال َ ل َك ؟ ق َال َ ق َال َ<br />

:<br />

وَقِي ل َ لِلر َّب ِيع ِ بْن ِ خُث َيْم ٍ ، وَق َدْ‏ اعْتَ‏ ل َّ<br />

:<br />

: إن ِّي ف َع َّا ل ٌ لِمَا أ ُر ِ يدُ‏ .<br />

نَدْعُو ل َك ب ِالط َّب ِيب ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

ق َدْ‏ أ َرَدْت ذ َ لِكَ‏ ف َذ َك َرْت عَادًا وَ‏ ث َمُودَ‏ وَأ َصْ‏ حَابَ‏<br />

ا لر َّ س ِّ وَق ُرُو نًا بَيْنَ‏ ذ َلِكَ‏ ك َثِيرًا وَعَلِمْت أ َ ن َّهُ‏ ك َان َ فِيه ِمْ‏ الد َّ اءُ‏ وَال ْمُدَاو ِي ف َهَل َك ُو ا جَمِيعًا .<br />

وَسَأ َل َأ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ مَتَى يَك ُون ُ عَيْشُ‏ الد ُّنْيَا أ َ ل َذ َّ ؟ ق َال َ إذ َا ك َان َ ال َّذِي يَنْبَغِي أ َن ْ يَعْمَل َهُ‏ فِي حَيَا تِهِ‏ مَعْمُول ًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مَنْ‏ ذ َك َرَ‏ ا ل ْمَن ِي َّة َ نَسِيَ‏ ال ْأ ُمْن ِي َّة َ .<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : عَنْ‏ ا ل ْمَوْتِ‏ تَسَ‏ ل ْ ، وَهُوَ‏ ك َر ِيشَةٍ‏ تُسَ‏ ل ُّ ، وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

: ال ْأ َمَ‏ ل ُ حِ‏ جَابُ‏ ا ل ْأ َجَ‏ ل ِ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ مَا ذ ُكِرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ لِعَلِي ٍّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّا إذ َا مُتْنَا تُر ِك ْنَا ل َك َان َ ال ْمَوْتُ‏ رَاحَة َ ك ُ ل ِّ حَي ِّ وَل َكِن َّا<br />

إذ َا مُتْنَا بُعِث ْنَا وَ‏ نُسْأ َل ُ بَعْدَ‏ ذ َا عَنْ‏ ك ُ ل ِّ شَي ِّ وَق َال َ بَعْضُ‏<br />

ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

: أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا مَقِي ل ٌ لِرَ‏ اكِب ٍ ق َضَى وَط َرًا مِنْ‏ مَنْز ِل ٍ ث ُ م َّ هَج َّرَا وَرَ‏ احَ‏ وَل َا يَدْر ِي عَل َامَ‏ ق ُدُومُهُ‏ أ َل َا ك ُ ل ُّ مَا ق َد َّمْت<br />

} :<br />

:<br />

تَل ْق َى مُوَف َّرَا وَرَوَى سَعِيدُ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ أ َبَا الد َّرْدَ‏ اءِ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َوْصِن ِي .<br />

ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ اك ْسِبْ‏ ط َي ِّبًا ، وَاعْمَل ْ صَالِحًا ، وَاسْأ َل ْ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى ر ِزْ‏ قَ‏ يَوْم ٍ ب ِيَوْم ٍ ، وَاعْدُدْ‏ نَف ْسَك مِنْ‏<br />

{ . ال ْمَوْتَى<br />

وَك َتَبَ‏ ا لر َّ ب ِيعُ‏ بْنُ‏ خَيْث َم إل َى أ َخ ٍ ل َهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏<br />

:<br />

:<br />

ق َد ِّمْ‏ جَهَازَك ، وَاف ْرَغ ْ مِنْ‏ زَادِك ، وَك ُنْ‏ وَ‏ صِي َّ نَف ْسِك وَا لس َّل َامُ‏ .<br />

: أ َ صَابَ‏ الد ُّنْيَا مَنْ‏ حَذِرَهَا ، وَأ َصَابَتْ‏ الد ُّنْيَا مَنْ‏ أ َمِنَهَا .<br />

وَمَر َّ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ وَاسِع ٍ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - ب ِق َوْم ٍ ف َقِي ل َ<br />

ف َق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

مَا ق َدْرُ‏ الد ُّنْيَا حَت َّى يُ‏ حْمَدَ‏ مَنْ‏ زَهِدَ‏ فِيهَا .<br />

: هَؤُ‏ ل َاءِ‏ زُه َّادٌ‏ .<br />

: ا لس َّعِيدُ‏ مَنْ‏ اعْتَبَرَ‏ ب ِأ َمْسِهِ‏ ، وَاسْتَظ ْهَرَ‏ لِنَف ْسِهِ‏ ، وَا لش َّقِي ُّ مَنْ‏ جَمَعَ‏ لِغَيْر ِهِ‏ وَ‏ بَخِ‏ ل َ عَل َى نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ل َا تَب ِتْ‏ عَنْ‏ غ َيْر ِ وَ‏ صِي َّةٍ‏ إن ْ ك ُنْت مِنْ‏ ج ِسْمِك فِي صِ‏ ح َّةٍ‏ ، وَمِنْ‏ عُمُر ِك فِي ف ُسْ‏ حَةٍ‏ ، ف َإ ِن َّ الد َّهْرَ‏<br />

خَائِنٌ‏ ، وَك ُ ل ُّ مَا هُوَك َائِنٌك َائِنٌ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ مَنْ‏ ك َان َ يَعْل َمُ‏ أ َن َّا ل ْمَوْتَ‏ مُدْر ِك ُهُ‏ وَ‏ ا ل ْق َبْرَ‏ مَسْك َنُهُ‏ وَ‏ ال ْبَعْث َ مُخْر ِجُهُ‏ وَأ َ ن َّهُ‏ بَيْنَ‏ جَن َّاتٍ‏ سَتُبْه ِ جُهُ‏ يَوْمَ‏<br />

ا ل ْقِيَامَةِ‏ أ َوْ‏ نَار ٍ سَتُنْضِ‏ جُهُ‏ ف َ ك ُ ل ُّ شَيْءٍ‏ سِوَى الت َّق ْوَى ب ِهِ‏ سَمْ‏ جٌ‏ وَمَا أ َق َامَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْهُ‏ أ َسْمَ‏ جُهُ‏ تَرَى ال َّذِي ا ت َّخَذ َ الد ُّنْيَا ل َهُ‏ وَط َنًا<br />

ل َمْ‏ يَدْر ِ أ َن َّ ا ل ْمَنَا يَا سَوْفَ‏ تُزْعِ‏ جُهُ‏ وَرَوَى جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ عَنْ‏ جَاب ِر ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏<br />

عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ، أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ فِي بَعْض ِ خُط َب ِهِ‏<br />

مَعَا لِمِك ُمْ‏ ، وَ‏ إ ِن َّ ا ل ْمُؤْمِنَ‏ بَيْنَ‏ مَ‏ خَاف َتَيْن ِ :<br />

} أ َي ُّهَا الن َّا سُ‏ إن َّ ل َك ُمْ‏ ن ِهَا يَة ً ف َانْتَهُوا إل َى ن ِهَا يَتِك ُمْ‏ ، وَ‏ إ ِن َّ ل َك ُمْ‏ مَعَا لِمَ‏ ف َانْتَهُوا إل َى<br />

أ َجَ‏ ل ٍ ق َدْ‏ مَضَى ل َا يَدْر ِي مَا ا لل َّهُ‏ صَان ِعٌ‏ فِيهِ‏ ، وَ‏ أ َجَ‏ ل ٍ ق َدْ‏ بَقِيَ‏ ل َا يَدْر ِي مَا ا لل َّهُ‏ ق َاض ٍ فِيهِ‏ .<br />

ف َل ْيَتَزَو َّدْ‏ ال ْعَبْدُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ لِنَف ْسِهِ‏ ، وَمِنْ‏ دُ‏ نْيَاهُ‏ لِآخِرَ‏ تِهِ‏ ، وَمِنْ‏ ا ل ْحَيَاةِ‏ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْمَوْتِ‏ ، ف َإ ِن َّ الد ُّنْيَا خُلِق َتْ‏ ل َك ُمْ‏ وَأ َنْتُمْ‏ خُلِق ْتُمْ‏<br />

لِل ْ آخِرَةِ‏ .<br />

ف َوَا َل َّذِي نَف ْسُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ب ِيَدِهِ‏ مَا بَعْدَا ل ْمَوْتِ‏ مِنْ‏ مُسْتَعْتَب ٍ وَل َا بَعْدَ‏ الد ُّنْيَا دَ‏ ار ٍ ، إل َّا ال ْ جَن َّة ُ أ َوْ‏ ا لن َّا رُ‏<br />

. {<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - : أ َمْسُ‏ أ َجَ‏ ل ٌ ، وَال ْيَوْمُ‏ عَمَ‏ ل ٌ ، وَغ َدًا أ َمَ‏ ٌل .<br />

ف َأ َخَذ َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ هَذ َا ا ل ْمَعْنَى ف َنَظ َمَهُ‏ شَعْرًا : ل َيْسَ‏ فِيمَا مَضَى وَل َا فِي ال َّذِي يَأ ْ تِيك مِنْ‏ ل َذ َّةٍ‏ لِمُسْتَ‏ حْلِيهَا إن َّمَا أ َ نْتَ‏ ط ُول َ


عُمُر ِك مَا عَمَرْت فِي ا لس َّاعَةِ‏ ال َّتِي أ َنْتَ‏ فِيهَا عَل ِّل ْ ا لن َّف ْسَ‏ ب ِا ل ْك َف َافِ‏ وَإ ِل َّا ط َل َبَتْ‏ مِنْك ف َوْ‏ قَ‏ مَا يَك ْفِيهَا وَقِي ل َ لِزَ‏ اهِدٍ‏ : مَا<br />

ل َك تَمْشِي عَل َى ال ْعَصَا وَل َسْت ب ِك َب ِير ٍ وَل َا مَر ِيض ٍ ؟ ف َق َال َ<br />

ا لس َّف َر ِ .<br />

:<br />

إن ِّي أ َعْل َمُ‏ أ َن ِّي مُ‏ سَافِرٌ‏ وَأ َن َّهَا دَ‏ ا رُ‏ بُل ْغَةٍ‏ وَ‏ إ ِن َّ ال ْعَصَا مِنْ‏ آ ل َةِ‏<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : حَمَل ْت ال ْعَصَا ل َا الض َّعْفُ‏ أ َوْجَبَ‏ حَمْل َهَا عَل َي َّ وَل َا أ َن ِّي تَحَن َّيْت مِنْ‏ كِبَر ِ وَل َكِن َّن ِي أ َل ْزَمْت<br />

نَف ْسِي حَمْل َهَا لِأ ُعْلِمَهَا أ َن ِّي مُقِي مٌ‏ عَل َى سَف َر ِ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْمُتَصَو ِّف َةِ‏<br />

وَق َال َ ذ ُو ال ْق َرْنَيْن ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْمَرْءُ‏ أ َسِيرُ‏ عُمُر ٍ يَسِير ٍ .<br />

الد ُّنْيَا سَاعَة ٌ ، ف َاجْعَل ْهَا ط َاعَة ً .<br />

رَتَعْنَا فِي الد ُّنْيَا جَاهِلِينَ‏ ، وَعِشْنَا فِيهَا غ َافِلِينَ‏ ، وَأ ُخْر ِجْنَا مِنْهَا ك َار ِهِينَ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي بَعْض ِ ا ل ْمَوَ‏ اعِظِ‏ : عَجَبًا لِمَنْ‏ يَخَافُ‏ ال ْعِق َابَ‏ ك َيْفَ‏ ل َا يَك ُف َّ عَنْ‏ ا ل ْمَعَاصِي ، وَعَجَبًا لِمَنْ‏ يَرْجُو ا لث َّوَابَ‏ ك َيْفَ‏<br />

ل َا يَعْمَ‏ ل ُ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ‏:ا ل ْمُسِيءُ‏ مَي ِّتٌ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي دَ‏ ار ِ ال ْ حَيَاةِ‏ ، وَ‏ ا ل ْمُ‏ حْسِنُ‏ حَ‏ ي ٌّ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي دَار ِا ل ْأ َمْوَاتِ‏ ، وَك ُ ل ٌّ<br />

ب ِا ل ْأ َ ث َر ِ يَوْمُهُ‏ أ َوْ‏ غ َدُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : ا لل َّهُ‏ ا ل ْمُسْتَعَان ُ عَل َى أ َل ْسِنَةٍ‏<br />

تَصِفُ‏ ، وَق ُل ُوب ٍ تَعْر ِفُ‏ ، وَأ َعْمَال ٍ تُ‏ خَا لِفُ‏ .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

:<br />

: ا لل َّيْ‏ ل ُ وَا لن َّهَا رُ‏ يَعْمَل َانِ‏ فِيك ف َاعْمَل ْ فِيه ِمَا .<br />

: اعْمَل ُوا لِ‏ آخِرَ‏ تِك ُمْ‏ فِي هَذِهِ‏ ال ْأ َي َّام ِ ال َّتِي تَسِيرُ‏ ، ك َأ َن َّهَا تَطِيرُ‏ .<br />

: ال ْمَوْتُ‏ ق ُصَارَاك ، ف َخُذ ْ مِنْ‏ دُنْيَاك لِأ ُخْرَاك .<br />

: عِبَادَ‏ ا لل َّهِ‏ ، ال ْ حَذ َرَ‏ ا ل ْحَذ َرَ‏ ، ف َوَا َ لل َّهِ‏ ل َق َدْ‏ سَتَرَ‏ ، حَت َّى ك َأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ غ َف َرَ‏ ، وَ‏ ل َق َدْ‏ أ َمْهَ‏ ل َ ، حَت َّى ك َأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ أ َهْمَ‏ ل َ .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ : ال ْأ َي َّامُ‏ صَحَا ئِفُ‏ أ َعْمَالِك ُمْ‏ ، ف َخَل ِّدُوهَا أ َجْمَ‏ ل َ أ َف ْعَالِك ُمْ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ اق ْبَل ْ نُصْ‏ حَ‏ ا ل ْمَشِيب ِ وَ‏ إ ِن ْ عَج َّ ل َ<br />

وَقِي ل َ<br />

.<br />

:<br />

مَا ط َل َعَتْ‏ شَمْ‏ سٌ‏ ، إل َّا وَعَظ َتْ‏ ب ِأ َمْس ٍ .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ بَشِير ٍ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

:<br />

مَضَى أ َمْسُك ال ْأ َدْنَى شَه ِيدً‏ ا مُعَد َّل ًا وَيَوْمُك هَذ َا ب ِال ْفِعَال ِ شَه ِيدُ‏ ف َإ ِن ْ تَكُب ِا ل ْأ َمْس ِ<br />

اق ْتَرَف َتْ‏ إسَاءَة ً ف َث َن ِّ ب ِإ ِحْسَانٍ‏ وَ‏ أ َنْتَ‏ حَمِيدُ‏ وَل َا تُرْج ِ فِعْ‏ ل َا ل ْخَيْر ِ مِنْك إل َى غ َدٍ‏ ل َعَ‏ ل َّ غ َدًا يَأ ْتِي وَأ َ نْتَ‏ ف َقِيدُ‏ وَرَوَى أ َبُو<br />

هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَا رَأ َيْت مِث ْ ل َ ا ل ْجَن َّةِ‏ نَامَ‏ ط َالِبُهَا ، وَمَا رَأ َيْت مِث ْ ل َ<br />

ا لن َّار ِ نَامَ‏ هَار ِبُهَا { .<br />

} :<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ : أ َل َا إن َّ أ َوْ‏ لِيَاءَ‏ ا لل َّهِ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ ل َا خَوْفٌ‏ عَل َيْه ِمْ‏ وَل َا هُمْ‏ يَ‏ حْزَ‏ نُون َ ال َّذِ‏ ينَ‏ نَظ َرُو ا إل َى<br />

بَاطِن ِ الد ُّنْيَا حِينَ‏ نَظ َرَ‏ ا لن َّا سُ‏ إل َى ظ َاهِر ِهَا ، وَإ ِل َى آج ِ ل ِ الد ُّنْيَا حِينَ‏ نَظ َرَ‏ ا لن َّا سُ‏ إل َى عَاج ِلِهَا ، ف َأ َمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أ َن ْ<br />

يُمِيتَ‏ ق ُل ُوبَهُمْ‏ ، وَتَرَك ُو ا مِنْهَا مَا عَلِمُو ا أ َ ن َّهُ‏ سَيَتْرُك ُهُمْ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : الن َّا سُ‏ ط َالِبَانِ‏ يَط ْل ُبَانِ‏ ‏:ف َط َالِبٌ‏ يَط ْل ُبُ‏ الد ُّنْيَا ف َا رْف ُضُوهَا فِي نَحْر ِهِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ رُب َّمَا<br />

أ َدْرَكَ‏ ال َّذِي يَط ْل ُبُهُ‏ مِنْهَا ف َهَل َكَ‏ ب ِمَا أ َ صَابَ‏ مِنْهَا ‏،وَط َالِبٌ‏ يَط ْل ُبُ‏ ا ل ْآخِرَة َ ف َإ ِذ َا رَأ َيْتُمْ‏ ط َا لِبًا يَط ْل ُبُ‏ ال ْ آخِرَة َ ف َنَافِسُوهُ‏ فِيهَا<br />

وَدَخَ‏ ل َ أ َبُو ا لد َّرْدَ‏ اءِ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

.<br />

.<br />

عَنْهُ‏ ا لش َّامَ‏ ف َق َال َ : يَا أ َهْ‏ ل َ الش َّام ِ اسْمَعُوا ق َوْل َ أ َخ ٍ نَا صِ‏ ح ٍ ، ف َاجْتَمَعُو ا عَل َيْهِ‏ ف َق َال َ : مَا لِي أ َرَاك ُمْ‏ تَبْنُون َ مَا ل َا تَسْك ُنُون َ ،<br />

وَ‏ تَ‏ جْمَعُون َ مَا ل َا تَأ ْك ُل ُون َ


:<br />

.<br />

إن َّ ال َّذِ‏ ينَ‏ ك َانُوا ق َبْل َك ُمْ‏ بَنَوْا مَشِيدً‏ ا ، وَ‏ أ َم َّل ُو ا بَعِيدً‏ ا ، وَجَمَعُو ا ك َثِيرًا ف َأ َ صْبَ‏ حَ‏ أ َمَل ُهُمْ‏ غ ُرُو رً‏ ا ، وَجَمْعُهُمْ‏ ث ُبُورً‏ ا ،<br />

وَمَسَاكِنُهُمْ‏ ق ُبُو رً‏ ا .<br />

وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍ إن َّ الد ُّنْيَا غ َر َّتْ‏ أ َق ْوَ‏ امًا ف َعَمِل ُو ا فِيهَا ب ِغَيْر ِ ال ْ حَق ِّ ف َعَاجَل َهُمْ‏ ال ْمَوْتُ‏ ف َ خَل َّف ُو ا مَال َهُمْ‏ لِمَنْ‏ ل َايَ‏ حْمَدُهُمْ‏<br />

وَصَارُوا لِمَنْ‏ ل َا يَعْذ ُرْهُمْ‏ ، وَق َدْ‏ خُلِق ْنَا بَعْدَهُمْ‏ ف َيَنْبَغِي أ َن ْ نَنْظ ُرَ‏ لِل َّذِي ك َر ِهْنَاهُ‏ مِنْهُمْ‏ ف َنَجْتَن ِبَهُ‏ ، وَا َل َّذِي غ َبَط ْنَاهُمْ‏ ب ِهِ‏<br />

ف َنَسْتَعْمِل َهُ‏<br />

وَمَر َّ بَعْضُ‏ ا لز ُّه َّادِ‏ ب ِبَاب ِ مَلِكٍ‏ ف َق َال َ<br />

وَمَر َّ بَعْضُ‏ ا لز ُّه َّادِ‏ ب ِرَجُ‏ ل ٍ ق َدْ‏ اجْتَمَعَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لن َّا سُ‏ ف َق َال َ<br />

وَمَر َّ ب ِهِ‏ آخَرُ‏ ف َأ َعْط َاهُ‏ جُب َّة ً ، ف َق َال َ : صَدَ‏ قَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

:<br />

}<br />

: بَا بٌ‏ جَدِ‏ ي دٌ‏ ، وَمَوْتٌ‏ عَتِي دٌ‏ ، وَسَف َرٌ‏ بَعِي دٌ‏ .<br />

مَا هَذ َا ؟ ق َال ُوا<br />

إن َّ سَعْيَك ُمْ‏ ل َشَت َّى<br />

. {<br />

:<br />

: مِسْكِينٌ‏ سَرَ‏ قَ‏ مِنْهُ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ جُب َّة ً .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَا أ َنْصَفَ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مَنْ‏ أ َ يْق َنَب ِال ْ حَشْر ِ وَ‏ ال ْ حِسَاب ِ ، وَزَهِدَ‏ فِيا ل ْأ َجْر ِ وَالث َّوَاب ِ<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ ب ِط ُول ِ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ تَق ْسُو ا ل ْق ُل ُوبُ‏ ، وَ‏ ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لن ِّي َّةِ‏ تَقِ‏ ل ُّ الذ ُّ نُوبُ‏ .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

: إ ي َّاكَ‏ وَال ْمُنَى ف َإ ِن َّهَا مِنْ‏ ب ِضَا ئِع ِ الن َّوْك َى ، وَ‏ تُث َب ِّط ُ عَنْ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ وَال ْأ ُول َى .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ ق َص ِّرْ‏ أ َمَل َك ف َإ ِن َّ ا ل ْعُمُرَ‏ ق َصِيرٌ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

، وَأ َحْسِنْ‏ سِيرَتَك ف َال ْب ِر ُّ يَسِ‏ ‏ٌير .<br />

: نَسِيرُ‏ إل َى ا ل ْآجَال ِ فِي ك ُ ل ِّ سَاعَةٍ‏ وَأ َ ي َّامُنَا تُط ْوَى وَهُن َّ رَوَ‏ احِ‏ ل ُ وَل َمْ‏ نَرَ‏ مِث ْ ل َا ل ْمَوْتِ‏<br />

حَقًّا ك َأ َ ن َّهُ‏ إذ َا مَا تَ‏ خَط َّتْهُ‏ ا ل ْأ َمَان ِي بَاطِ‏ ل ُ وَمَا أ َق ْبَ‏ حَ‏ ا لت َّف ْر ِ يط َ فِي زَمَن ِ الص ِّبَا ف َك َيْفَ‏ ب ِهِ‏ وَا لش َّيْبُ‏ فِي ا لر َّأ ْ س ِ نَاز ِل ُ تَرَح َّ ل ْ عَنْ‏<br />

الد ُّنْيَا ب ِزَادٍ‏ مِنْ‏ الت ُّق َى ف َعُمْرُكأ َ ي َّامٌ‏ تُعَ‏ د ُّ ق َل َا ئِ‏ ل ُ وَك َان َ عَبْدُ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْنُ‏ مَرْوَ‏ ان َ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َيْن ِ<br />

: ا ل ْبَيْتَيْن ِ<br />

ف َاعْمَل ْ عَل َى مَهَ‏ ل ٍ ف َإ ِن َّك مَي ِّتُ‏ وَاك ْدَحْ‏ لِنَف ْسِك أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ْ ف َك َأ َن َّ مَا ق َدْ‏ ك َان َ ل َمْ‏ يَكُ‏ إذ ْ مَضَى وَك َأ َن َّ مَا هُوَ‏<br />

ك َائِنٌ‏ ق َدْ‏ ك َان ْ وَ‏ نَظ َرَ‏ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ فِيا ل ْمِرْآةِ‏ ف َق َال َ<br />

: أ َ نَا ا ل ْمَلِكُ‏ الش َّاب ُّ .<br />

ف َق َال َتْ‏ ل َهُ‏ جَار ِ يَة ٌ ل َهُ‏ : أ َ نْتَ‏ ن ِعْمَ‏ ا ل ْمَتَا عُ‏ ل َوْ‏ ك ُنْت تَبْق َى غ َيْرَ‏ أ َن ْ ل َا بَق َاءَ‏ لِل ْإ ِ نْسَانِ‏ ل َيْسَ‏ فِيمَا بَدَا ل َنَا مِنْكعَيْبٌ‏ ك َان َ فِي<br />

ا لن َّا س ِ غ َيْرُ‏ أ َن َّك ف َانِ‏ وَرَوَى عَبْدُ‏ ا ل ْعَز ِيز ِ بْنُ‏ عَبْدِ‏ الص َّمَدِ‏ عَنْ‏ أ َنَس ٍ ق َال َ } خَط َبَنَا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

عَل َى نَاق َتِهِ‏ ال ْ جَدْعَاءِ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

.<br />

: أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ‏ ك َأ َن َّا ل ْمَوْتَ‏ فِيهَا عَل َى غ َيْر ِنَا ك ُتِبَ‏ ، وَك َأ َن َّا ل ْ حَق َّ فِيهَا عَل َى غ َيْر ِنَا وَجَبَ‏ .<br />

وَك َأ َن َّ ال َّذِينَ‏ نُشَي ِّعُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َمْوَاتِ‏ سَف َرٌ‏ عَم َّا ق َلِي ل ٍ إل َيْنَا رَاج ِعُون َ ، نُبَو ِّ ئ ُهُمْ‏ أ َجْدَاث َهُمْ‏ وَ‏ نَأ ْك ُ ل ُ تُرَاث َهُمْ‏ ك َأ َن َّا مُ‏ خَل َّدُون َ بَعْدَهُمْ‏<br />

ق َدْ‏ نَسِينَا ك ُ ل َّ وَ‏ اعِظ َةٍ‏ ، وَأ َمِن َّا ك ُ ل َّ جَائِ‏ حَةٍ‏<br />

ط ُوبَى لِمَنْ‏ شَغَل َهُ‏ عَيْبُهُ‏ عَنْ‏ عَيْب ِ غ َيْر ِهِ‏ ، وَ‏ أ َ نْف َقَ‏ مِنْ‏ مَال ِ ك َسْب ِهِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ مَعْصِيَةٍ‏ ، وَرَحِمَ‏ أ َهْ‏ ل َ ا لد َّ يْن ِ وَ‏ ا ل ْمَسْك َنَةِ‏<br />

وَخَا ل َط َ أ َهْ‏ ل َا ل ْفِق ْهِ‏ وَ‏ ال ْحِك ْمَةِ‏<br />

،<br />

.<br />

ط ُوبَى لِمَنْ‏ أ َد َّبَ‏ نَف ْسَهُ‏ وَحَسُنَتْ‏ خَلِيق َتُهُ‏ ، وَ‏ صَل ُ حَتْ‏ سَر ِيرَ‏ تُهُ‏ .<br />

ط ُو بَى لِمَنْ‏ عَمِ‏ ل َ ب ِعِل ْم ٍ ، وَأ َ نْف َقَ‏ مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ٍ ، وَ‏ أ َمْسَكَ‏ مِنْ‏ ق َوْ‏ لِهِ‏ وَوَسِعَتْهُ‏ ا لس ُّن َّة ُ ، وَل َمْ‏ يَعْدُهَا إل َى ب ِدْعَةٍ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَق ُول ُ<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

زُورُوا ا ل ْق ُبُورَ‏ تَذ َك َّرُو ا ب ِهَا ال ْ آخِرَة َ وَغ َس ِّل ُو ا ال ْمَوْتَى ف َإ ِن َّهَا مُعَا ل َ جَة ُ<br />

ال ْأ َجْسَادِ‏ ال ْ خَاو ِ يَةِ‏ وَمَوْعِظ َة ٌبَلِيغَة ٌ<br />

وَحَف َرَ‏ الر َّ ب ِيعُ‏ بْنُ‏ خَيْث َم فِي دَار ِهِ‏ ق َبْرًا ف َك َان َ إذ َا وَجَدَ‏ فِي ق َل ْب ِهِ‏ ق َسْوَة ً جَاءَ‏ ف َا ضْط َجَعَ‏ فِي ا ل ْق َبْر ِ ف َمَك َث َ مَا شَاءَ‏ ا لل َّهُ‏ ث ُ م َّ<br />

} رَب ِّ ارْج ِعُونِ‏ ل َعَل ِّي أ َعْمَ‏ ل ُ صَالِحًا فِيمَا تَرَك ْتُ‏<br />

. {<br />

:<br />

ث ُ م َّ يَرُد ُّ عَل َى نَف ْسِهِ‏ ف َيَق ُول ُ ق َدْ‏ أ َرْجَعْتُك ف َج ِد ِّي .<br />

ف َمَك َث َ ك َذ َلِكَ‏ مَا شَاءَ‏ ا لل َّهُ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو


:<br />

مُ‏ حْر ِز ٍ ا لط ُّف َاو ِي ُّ ك َف َتْك ا ل ْق ُبُو رُ‏ مَوَ‏ اعِظ َ ال ْأ ُمَم ِ ا لس َّا لِف َةِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ الز ُّه َّادِ‏ مَا أ َ بْل َغ ُ ا ل ْعِظ َاتِ‏ ؟ ق َال َ ا لن َّظ َرُ‏ إل َى مَ‏ حَل َّةِ‏ ال ْأ َمْوَاتِ‏ ، ف َأ َخَذ َهُ‏ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َق َال َ وَعَظ َتْك<br />

أ َجْ‏ دَا ث ٌ صُمُتْ‏ وَنَعَتَك أ َزْمِنَة ٌ خُف ُتْ‏ وَ‏ تَك َل َّمَتْ‏ عَنْ‏ أ َوْجُهٍ‏ تُبْل َى وَعَنْ‏ صُوَر ٍ سُبُتْ‏ وَأ َرَتْك ق َبْرَك فِي ال ْ حَيَاةِ‏ وَ‏ أ َنْتَ‏ حَ‏ ي ٌّ ل َمْ‏<br />

تَمُتْ‏ يَا شَامِتًا ب ِمَن ِي َّتِي إن َّ ا ل ْمَن ِي َّة َ ل َمْ‏ تَف ُتْ‏ ف َل َرُب َّمَا ا نْق َل َبَ‏ ا لش ِّمَاتُ‏ ف َ حَ‏ ل َّ ب ِا ل ْق َوْم ِ الش ُّمُتْ‏ وَوُج ِدَ‏ عَل َى ق َبْر ٍمَ‏ ك ْتُو بٌ‏<br />

ق َهَرْنَا<br />

وَعَل َى آخَرَ‏<br />

مَنْ‏ ق َهَرْنَا ف َصِرْنَا لِلن َّاظِر ِ ينَ‏ عِبْرَة ً .<br />

:<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َم َّ ل َ ال ْبَق َاءَ‏ وَق َدْ‏ رَأ َى مَصَار ِعَنَا ف َهُوَمَغْرُو رٌ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َك ْث َرُ‏ مَنْ‏ يَعْر ِفُ‏ ال ْ حَق َّ وَل َا يُطِيعُهُ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَمُتْ‏ ل َمْ‏ يَف ُتْ‏ .<br />

ل َنَا مِنْ‏ ك ُ ل ِّ مَي ِّتٍ‏ عِظ َة ٌ ب ِ حَا لِهِ‏ ، وَعِبْرَة ٌ ب ِمَا لِهِ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَت َّعِظ ْ ب ِمَوْتِ‏ وَ‏ ل َدٍ‏ ، ل َمْ‏ يَت َّعِظ ْ ب ِق َوْل ِ أ َحَدٍ‏ .<br />

مَا نَق َصَتْ‏ سَاعَة ٌ مِنْ‏ أ َمْسِك ، إل َّا ب ِب ِضْعَةٍ‏ مِنْ‏ نَف ْسِك .<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َق َال َ : إن َّ مَعَ‏ الد َّهْر ِ ف َاعْل َمَن َّ غ َدًا ف َانْظ ُرْ‏ ب ِمَا يَنْق َضِي مَ‏ ج ِيءُ‏ غ َدِهْ‏ مَاا رْتَ‏ د َّ ط َرْفُ‏ امْر ِئ ٍ ب ِل َذ َّ تِهِ‏ إل َّا<br />

وَشَيْءٌ‏ يَمُوتُ‏ مِنْ‏ جَسَدِهْ‏ وَل َم َّا مَاتَا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ : ك َان َ ا ل ْمَلِكُ‏ أ َمْس ِ أ َ نْط َقَ‏ مِنْهُ‏ ا ل ْيَوْمَ‏ ، وَهُوَا ل ْيَوْمَ‏<br />

أ َوَعْظ ُ مِنْهُ‏ أ َمْس ِ .<br />

ف َأ َخَذ َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : ك َف َى حُزْنًا ب ِدَف ْن ِك ث ُ م َّ إن ِّي نَف َضْت تُرَ‏ ابَ‏ ق َبْر ِك عَنْ‏ يَدَي َّا وَك َانَتْ‏ فِي حَيَا تِك لِي<br />

عِظ َا تٌ‏ وَ‏ أ َ نْتَ‏ ا ل ْيَوْمَ‏ أ َوْعَظ ُ مِنْك حَي َّا وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ل َوْ‏ ك َان َ لِل ْ خَط َايَا ر ِي حٌ‏ ل َاف ْتَضَ‏ حَ‏ الن َّا سُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَتَجَال َسُوا .<br />

:<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َق َال َ : أ َحْسَنَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِنَا أ َن َّ ال ْ خَط َا يَا ل َا تَف ُوحُ‏ ف َإ ِذ َا ا ل ْمَسْتُو رُ‏ مِن َّا بَيْنَ‏ ث َوْ‏ بَيْهِ‏ ف َضُوحُ‏ وَهَذ َا<br />

جَمِيعُهُمَأ ْ خُوذ ٌ<br />

مِنْ‏ ق َوْل ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

وَك َتَبَ‏ رَجُ‏ ل ٌ إل َى أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

ف َأ َجَابَهُ‏ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏<br />

ل َوْ‏ تَك َاشَف ْتُمْ‏ مَا تَدَاف َنْتُمْ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

يَا أ َبَا إ ِسْحَا قَ‏ إن ِّي وَاثِقٌ‏ مِنْك ب ِوُد ِّكْ‏ ف َأ َعِن ِّي ب ِأ َب ِي أ َنْتَ‏ عَل َى عَيْب ِي ب ِرُشْدِكْ‏<br />

: أ َطِعْ‏ ا لل َّهَب ِ جَهْدِكْ‏ رَاغِبًا أ َوْ‏ دُون َ جَهْدِكْ‏ أ َعْطِ‏ مَوْ‏ ل َاك ال َّذِي تَط ْل ُبُ‏ مِنْ‏ ط َاعَةِ‏ عَبْدِكْ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

مَنْ‏ سَر َّهُ‏ بَنُوهُ‏ سَاءَ‏ تْهُ‏ نَف ْسُهُ‏ .<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

: ا بْنُ‏ ذِي ا لِا بْن ِ ك ُل َّمَا زَ‏ ادَ‏ مِنْهُ‏ مَشْرَ‏ عٌ‏ زَ‏ ادَ‏ فِي ف َنَاءِ‏ أ َ ب ِيهِ‏ مَا بَق َاءُ‏ ا ل ْأ َب ِ ا ل ْمُلِ‏ ح ِّ عَل َيْهِ‏<br />

ب ِدَ‏ ب ِيب ِ ال ْب ِل َى شَبَابُ‏ بَن ِيهِ‏ وَفِي مَعْنَاهُ‏ مَا حُكِيَ‏ عَنْ‏ ز ِ ر ِّ بْن ِ حُبَيْش ٍ أ َ ن َّهُ‏ عَا شَ‏ مِا ئ َة ً وَعِشْر ِ ينَ‏ سَنَةٍ‏ ، ف َل َم َّا حَضَرَ‏ تْهُ‏ ا ل ْوَف َاة ُ<br />

أ َ نْشَدَ‏ يَق ُول ُ إذ َا الر ِّجَال ُ وَل َدَتْ‏ أ َوْ‏ ل َادُهَا وَ‏ ارْ‏ تَعَشَتْ‏ مِنْ‏ كِبَر ٍ أ َجْسَادُهَا وَجَعَل َتْ‏ أ َسَق َامُهَا تَعْتَادُهَا تِل ْكَ‏ زُرُو عٌ‏ ق َدْ‏ دَنَا<br />

حَصَادُهَا وَك َتَبَ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ إل َى صَا لِ‏ ح ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ ال ْمَوْتُ‏ بَا بٌ‏ وَك ُ ل ُّ ا لن َّا س ِ دَاخِل ُهُ‏ ف َل َيْتَ‏ شَعْر ِي بَعْدَ‏ ا ل ْبَاب ِ مَا<br />

الد َّا رُ‏ ف َأ َجَا بَهُ‏ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ : ا لد َّ ا رُ‏ جَن َّاتُ‏ عَدْنٍ‏ إن ْ عَمِل ْت ب ِمَا يُرْضِي ا ل ْإ ِ ل َهَ‏ وَ‏ إ ِن ْ خَال َف ْت ف َا لن َّا رُ‏ هُمَا مَ‏ حَل َّانِ‏ مَا لِلن َّا س ِ غ َيْرُهُمَا<br />

ف َانْظ ُرْ‏ لِنَف ْسِك مَاذ َا أ َ نْتَ‏ مُ‏ خْتَارُ‏<br />

ا ل ْبَابُ‏ ا لر َّا ب ِعُ‏ أ َدَبُ‏ الد ُّنْيَا اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى لِنَافِذِ‏ ق ُدْرَ‏ تِهِ‏ وَ‏ بَالِغ ِ حِك ْمَتِهِ‏ ، خَل َقَا ل ْ خَل ْقَ‏ ب ِتَدْ‏ ب ِير ِهِ‏ وَف َط َرَهُمْ‏ ب ِتَق ْدِير ِهِ‏ ،<br />

ف َك َان َ مِنْ‏ ل َطِيفِ‏ مَا دَ‏ ب َّرَهُ‏ وَبَدِيع ِ مَا ق َد َّرَهُ‏ ، أ َ ن َّهُ‏ خَل َق َهُمْ‏ مُ‏ حْتَاج ِينَ‏ وَف َط َرَهُمْ‏ عَاج ِز ِ ينَ‏ ، لِيَك ُون َ ب ِال ْغِنَى مُنْف َر ِدًا وَ‏ ب ِا ل ْق ُدْرَةِ‏<br />

مُخْتَصا حَت َّى يُشْعِرَنَا ب ِق ُدْرَ‏ تِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ خَالِقٌ‏ ، وَيُعْلِمَنَا ب ِغِنَاهُ‏ أ َ ن َّهُرَ‏ از ِ قٌ‏ ، ف َنُذ ْعِنَ‏ ب ِط َاعَتِهِ‏ رَغ ْبَة ً وَرَهْبَة ً وَ‏ نُقِر َّ ب ِنَق َائِصِنَا عَجْزًا<br />

وَحَاجَة ً .


ث ُ م َّ جَعَ‏ ل َ ال ْإ ِنْسَان َ أ َك ْث َرَ‏ حَاجَة ً مِنْ‏ جَمِيع ِ ال ْ حَيَوَ‏ انِ‏ ؛ لِأ َن َّ مِنْ‏ ال ْ حَيَوَ‏ انِ‏ مَا يَسْتَقِ‏ ل ُّ ب ِنَف ْسِهِ‏ عَنْ‏ ج ِنْسِهِ‏ ، وَال ْإ ِنْسَان ُمَط ْبُو عٌ‏<br />

عَل َى ا لِاف ْتِق َار ِ إل َى ج ِنْسِهِ‏ .<br />

وَ‏ اسْتِعَا نَتُهُ‏ صِف َة ٌ ل َاز ِمَة ٌ لِط َبْعِهِ‏ ، وَخِل ْق َة ٌ ق َا ئِمَة ٌ فِي جَوْهَر ِهِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ سُبْ‏ حَا نَهُ‏ وَ‏ تَعَال َى<br />

} :<br />

وَخُلِقَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ ضَعِيف ًا<br />

. {<br />

يَعْن ِي عَنْ‏ الص َّبْر ِ عَم َّا هُوَ‏ إ ل َيْهِ‏ مُف ْتَقِرٌ‏ وَ‏ احْتِمَال ِ مَا هُوَ‏ عَنْهُ‏ عَا ج ِزٌ‏ .<br />

وَل َم َّا ك َان َ ال ْإ ِنْسَان ُ أ َك ْث َرَ‏ حَاجَة ً مِنْ‏ جَمِيع ِ ال ْ حَيَوَ‏ انِ‏ ك َان َ أ َظ ْهَرَ‏ عَجْزًا ؛ لِأ َن َّ ال ْ حَاجَة َ إل َى ا لش َّيْءِاف ْتِق َا رٌ‏ إ ل َيْهِ‏ ، وَا ل ْمُف ْتَقِرُ‏<br />

إل َى الش َّيْءِ‏ عَا ج ِزٌ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ‏<br />

‏:اسْتِغْنَاؤُك عَنْ‏ ا لش َّيْءِ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ اسْتِغْنَائِك ب ِهِ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا خَص َّ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ال ْإ ِ نْسَان َ ب ِك َث ْرَةِ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ وَظ ُهُور ِا ل ْعَ‏ جْز ِ ن ِعْمَة ً عَل َيْهِ‏ وَل ُط ْف ًا ب ِهِ‏ ؛ لِيَك ُون َ ذ ُ ل ُّ ال ْ حَاجَةِ‏ وَمُهَا نَة ُا ل ْعَ‏ جْز ِ<br />

يَمْنَعَا ن ِهِ‏ مِنْ‏ ط ُغْيَانِ‏ ال ْغِنَى وَ‏ بَغْي ِا ل ْق ُدْرَةِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لط ُّغْيَان َمَرْك ُو زٌ‏ فِي ط َبْعِهِ‏ إذ َا اسْتَغْنَى ، وَا ل ْبَغْيَ‏ مُسْتَوْل ٍ عَل َيْهِ‏ إذ َا ق َدَرَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ أ َ نْبَأ َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِذ َلِكَ‏ عَنْهُ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

} ك َلًّا إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ لِيَط ْغَى أ َن ْ رَآهُ‏ اسْتَغْنَى { .<br />

ث ُ م َّ لِيَك ُون َ أ َق ْوَى ا ل ْأ ُمُور ِ شَاهِدًا عَل َى نَق ْصِهِ‏ ، وَأ َوْضَحَهَا دَ‏ لِيل ًا عَل َى عَ‏ جْز ِهِ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َعَي َّرْتَن ِي ب ِا لن َّق ْص ِ وَ‏ الن َّق ْصُ‏ شَامِل ٌ<br />

:<br />

وَمَنْ‏ ذ َا ال َّذِي يُعْط َى ال ْك َمَال َ ف َيَك ْمُ‏ ل ُ وَ‏ أ َشْهَدُ‏ أ َن ِّي نَاقِصٌ‏ غ َيْرَ‏ أ َن َّن ِي إذ َا قِيسَ‏ ب ِي ق َوْمٌ‏ ك َثِيرٌ‏ تَق َل َّل ُو ا تَف َاضَ‏ ل َ هَذ َا ال ْخَل ْ ‏ُق<br />

ب ِا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَال ْحِجَا ف َفِي أ َي ِّمَا هَذ َ يْن ِ أ َ نْتَ‏ مُف َض َّ ل ُ وَ‏ ل َوْ‏ مَنَ‏ حَ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْك َمَال َ ا بْنَ‏ آدَمَ‏ ل َ خَل َّدَهُ‏ وَا َلل َّهُ‏ مَا شَاءَ‏ يَف ْعَ‏ ل ُ وَل َم َّا خَل َقَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

ال ْإ ِنْسَان َ مَا س َّ ال ْ حَاجَةِ‏ ظ َاهِرَ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ جَعَ‏ ل َ لِنَيْ‏ ل ِ حَاجَتِهِ‏ أ َسْبَابًا ، وَ‏ لِدَف ْع ِ عَجْز ِهِ‏ حِيَل ًا دَ‏ ل َّهُ‏ عَل َيْهَا ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ، وَأ َرْشَدَهُ‏ إ ل َيْهَا<br />

ب ِا ل ْف َطِنَةِ‏ .<br />

. {<br />

} :<br />

:<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَا َل َّذِي ق َد َّرَ‏ ف َهَدَى<br />

ق َال َ مُ‏ جَاهِ‏ دٌ‏ ق َد َّرَ‏ أ َحْوَال َ خَل ْقِهِ‏ ف َهَدَى إل َى سَب ِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ وَ‏ الش َّر ِّ وَق َال َ ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

ا لن َّ جْدَ‏ يْن ِ<br />

:<br />

. {<br />

يَعْن ِي ا لط َّر ِ يق َيْن ِ<br />

: ط َر ِ يقَال ْ خَيْر ِ وَط َر ِ يقَ‏ الش َّر ِّ .<br />

} وَهَدَ‏ يْنَاهُ‏<br />

ث ُ م َّ ل َم َّا ك َان َ ال ْعَق ْل ُ دَال ًا عَل َى أ َسْبَاب ِ مَا تَدْعُو إ ل َيْهِ‏ ال ْ حَاجَة ُ ، جَعَ‏ ل َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ال ْإ ِدْرَاكَ‏ وَ‏ ا لظ َّف َرَ‏ مَوْق ُوف ًا عَل َى مَا ق َسَمَ‏<br />

وَق َد َّرَ‏ ك َيْ‏ ل َا يَعْتَمِدُو ا فِي ال ْأ َرْزَاق ِ عَل َى عُق ُو لِه ِمْ‏ ، وَفِيا ل ْعَ‏ جْز ِ عَل َى فِط َن ِه ِمْ‏ ، لِتَدُومَ‏ ل َهُ‏ الر َّغ ْبَة ُ وَا لر َّهْبَة ُ ، وَ‏ يَظ ْهَرَ‏ مِنْهُ‏<br />

ا ل ْغِنَى وَ‏ ا ل ْق ُدْرَة ُ .<br />

وَرُب َّمَا عَزَبَ‏ هَذ َا ال ْمَعْنَى عَل َى مَنْ‏ سَاءَ‏ ظ َن ُّهُ‏ ب ِ خَا لِقِهِ‏ حَت َّى صَارَ‏ سَبَبًا لِضَل َا لِهِ‏ .<br />

ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏ : سُبْ‏ حَان َ مَنْ‏ أ َ نْزَل َ ال ْأ َي َّامَ‏ مَنْز ِل َهَا وَ‏ صَي َّرَ‏ ا لن َّا سَ‏ مَرْف ُوضًا وَمَرْمُوق َاف َعَاقِ‏ ل ٌ ف َطِنٌ‏ أ َعْيَتْ‏ مَذ َ اهِبُهُ‏ وَ‏ جَاهِ‏ ل ٌ<br />

خَر ِ قٌ‏ تَل ْق َاهُ‏ مَرْزُوق َا هَذ َا ال َّذِي تَرَكَ‏ ال ْأ َل ْبَابَ‏ حَا ئِرَة ً وَ‏ صَي َّرَ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل َ ا لن ِّ حْر ِ يرَ‏ ز ِ نْدِ‏ يق َا وَ‏ ل َوْ‏ حَسُنَ‏ ظ َن ُّ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ فِي صِ‏ ح َّةِ‏ نَظ َر ِهِ‏<br />

ل َعَلِمَ‏ مِنْ‏ عِل َ ل ِ ا ل ْمَصَا لِ‏ ح ِ مَا صَارَ‏ ب ِهِ‏ صِد ِّيق ًا ل َا ز ِ نْدِ‏ يق ًا ؛ لِأ َن َّ مِنْ‏ عِل َ ل ِ ا ل ْمَصَالِ‏ ح ِ مَا هُوَ‏ ظ َاهِرٌ‏ ، وَمِنْهَا مَا هُوَ‏ غ َامِضٌ‏ ،<br />

وَمِنْهَا مَا هُوَ‏ مَغِيبُ‏ حِك ْمَةٍاسْتَأ ْ ث َرَ‏ ب ِهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ؛ } حُسْنُ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ عِبَادَةِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

ث ُ م َّ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى جَعَ‏ ل َ أ َسْبَابَ‏ حَاجَا تِهِ‏ وَحِيَل َ<br />

. {


عَ‏ جْز ِهِ‏ فِي الد ُّنْيَا ال َّتِي جَعَل َهَا دَارَ‏ تَك ْلِيفٍ‏ وَعَمَ‏ ل ٍ ، ك َمَا جَعَ‏ ل َ ا ل ْآخِرَة َ دَ‏ ارَ‏ ق َرَار ٍ وَجَزَ‏ اءٍ‏ ، ف َل َز ِمَ‏ لِذ َ لِكَ‏ أ َن ْ يَصْر ِفَ‏<br />

ال ْإ ِنْسَان ُ إل َى دُ‏ نْيَاهُ‏ حَظًّا مِنْ‏ عِنَا يَتِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َا غِنَى ب ِهِ‏ عَنْ‏ ا لت َّزَو ُّدِ‏ مِنْهَا لِ‏ آخِرَ‏ تِهِ‏ ، وَل َا ل َهُ‏ بُ‏ د ٌّ مِنْ‏ سَ‏ د ِّ ال ْ خَل َّةِ‏ فِيهَا عِنْدَ‏ حَاجَتِهِ‏<br />

.<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي هَذ َاا ل ْق َوْل ِنَق ْضٌ‏ لِمَا ذ َك َرْنَا ق َبْ‏ ل ُ مِنْ‏ تَرْكِ‏ ف ُضُو لِهَا ، وَزَجْر ِ ا لن َّف ْس ِ عَنْ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ فِيهَا .<br />

بَل ْ ا لر َّ اغِبُ‏ فِيهَا مَل ُومٌ‏ ، وَط َا لِبُ‏ ف ُضُولِهَامَ‏ ذ ْمُومٌ‏ .<br />

وَالر َّغ ْبَة ُ إن َّمَا تَ‏ خْتَص ُّ ب ِمَا جَاوَزَ‏ ق َدْرَ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ ، وَال ْف ُضُول ُ إن َّمَا يَنْط َلِقُ‏ عَل َى مَا زَ‏ ادَ‏ عَل َى ق َدْر ِ ال ْكِف َا يَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى لِنَب ِي ِّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ق َال َ أ َهْ‏ ل ُ ا لت َّأ ْو ِي ل ِ<br />

}<br />

:<br />

ف َإ ِذ َا ف َرَغ ْتَ‏ ف َانْصَبْ‏ وَإ ِل َى رَ‏ ب ِّكَ‏ ف َارْغ َبْ‏ { .<br />

ف َإ ِذ َا ف َرَغ ْت مِنْ‏ أ ُمُور ِ دُنْيَاك ف َانْصَبْ‏ فِي عِبَادَةِ‏ رَب ِّك .<br />

:<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ‏ تَرْغِيبًا لِنَب ِي ِّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ فِيهَا ، وَل َكِنْ‏ نَدَ‏ بَهُ‏ إل َى أ َخْذِا ل ْبُل ْغَةِ‏ مِنْهَا .<br />

وَعَل َى هَذ َا ال ْمَعْنَى ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ل َيْسَ‏ خَيْرُك ُمْ‏ مَنْ‏ تَرَكَ‏ الد ُّنْيَا لِل ْآخِرَةِ‏ وَل َا ا ل ْآخِرَة َ لِلد ُّنْيَا ، وَ‏ ل َكِن َّ<br />

خَيْرَك ُمْ‏ مَنْ‏ أ َخَذ َ مِنْ‏ هَذِهِ‏ وَهَذِهِ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ن ِعْمَ‏ ا ل ْمَطِي َّة ُ الد ُّنْيَا ف َارْتَحِل ُوهَا تُبَل ِّغُك ُمْ‏ ا ل ْآخِرَة َ { .<br />

وَذ َم َّ رَ‏ جُ‏ ل ٌ الد ُّنْيَا عِنْدَ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ - ف َق َال َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ الد ُّنْيَا دَ‏ ا رُ‏ صِدْ‏ ق ٍ لِمَنْ‏ صَدَق َهَا ،<br />

وَدَ‏ ا رُ‏ نَ‏ جَاةٍ‏ لِمَنْ‏ ف َه ِمَ‏ عَنْهَا ، وَدَا رُ‏ غِنًى لِمَنْ‏ تَزَو َّدَ‏ مِنْهَا .<br />

وَحَك َىمُق َاتِ‏ ل ٌ أ َن َّ إبْرَ‏ اهِيمَ‏ ا ل ْ خَلِي ل َ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لص َّل َاة ُ وَ‏ الس َّل َامُ‏<br />

الد ُّنْيَا ؟ ف َقِي ل َ ل َهُ‏ : أ َمْسِكْ‏ عَنْ‏ هَذ َا ف َل َيْسَ‏ ط َل َبُ‏ ا ل ْمَعَا ش ِ مِنْ‏ ط َل َب ِ الد ُّنْيَا .<br />

وَق َال َ سُف ْيَان ُا لث َّوْ‏ ر ِي ُّ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - ‏:مَ‏ ك ْتُو بٌ‏ فِي<br />

ا لت َّوْرَاةِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

- ق َال َ :<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

يَا رَب ِّ حَت َّى مَتَى أ َتَرَد َّدُ‏ فِي ط َل َب ِ<br />

إذ َا ك َان َ فِي ا ل ْبَيْتِ‏ بُر ٌّ ف َتَعَب َّدْ‏ وَإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ف َاط ْل ُبْ‏ ، يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ حَر ِّكْ‏ يَدَك يُسَب َّبْ‏ ل َك ر ِزْق ُك .<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏<br />

: ل َيْسَ‏ مِنْ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ فِي الد ُّنْيَا اك ْتِسَابُ‏ مَا يَصُون َ ا ل ْعِرْضَ‏ فِيهَا .<br />

: ل َيْسَ‏ مِنْ‏ ال ْ حِرْص ِ اجْتِل َابُ‏ مَا يَق ُوتُ‏ ا ل ْبَدَن َ .<br />

: ل َا تُتْب ِعْ‏ الد ُّنْيَا وَأ َ ي َّامَهَا ذ َما وَ‏ إ ِن ْ دَارَتْ‏ ب ِكا لد َّ ا ئِرَهْ‏ مِنْ‏ شَرَفِ‏ الد ُّنْيَا وَمِنْ‏ ف َضْلِهَا أ َن َّ ب ِهَا<br />

تُسْتَدْرَكُ‏ ال ْ آخِرَهْ‏ ف َإ ِذ ًا ق َدْ‏ ل َز ِمَ‏ ب ِمَا بَي َّن َّاهُ‏ الن َّظ َرُ‏ فِي أ ُمُور ِ الد ُّنْيَا ف َوَجَبَ‏ سَتْرُ‏ أ َحْوَ‏ الِهَا ، وَال ْك َشْفُ‏ عَنْ‏ ج ِهَةِ‏ ا نْتِظ َامِهَا<br />

وَ‏ اخْتِل َا لِهَا ، لِنَعْل َمَ‏ أ َسْبَابَ‏ صَل َاحِهَا وَف َسَادِهَا ، وَمَوَ‏ اد َّ عُمْرَان ِهَا وَخَرَاب ِهَا ، لِتَنْتَفِيَ‏ عَنْ‏ أ َهْلِهَا شِبْهُال ْ حَيْرَةِ‏ ، وَتَنْ‏ جَلِيَ‏ ل َهُمْ‏<br />

أ َسْبَابُ‏ ا ل ْخِيَرَةِ‏ ، ف َيَق ْصِدُو ا ا ل ْأ ُمُورَ‏ مِنْ‏ أ َ بْوَا ب ِهَا ، وَ‏ يَعْتَمِدُو ا صَل َاحَ‏ ق َوَ‏ اعِدِهَا وَأ َسْبَا ب ِهَا .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ صَل َاحَ‏ الد ُّنْيَا مُعْتَبَرٌ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

وَالث َّان ِي<br />

:<br />

:<br />

مَا يَصْل ُ حُ‏ ب ِهِ‏ حَال ُ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ مِنْ‏ أ َهْلِهَا .<br />

أ َو َّل ُهُمَا مَا يَنْتَظِمُ‏ ب ِهِ‏ أ ُمُو رُ‏ جُمْل َتهَا .<br />

ف َهُمَا شَيْئ َانِ‏ ل َا صَل َاحَ‏ لِأ َحَدِهِمَا إل َّا ب ِصَاحِب ِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ صَل ُ حَتْ‏ حَا ل ُهُ‏ مَعَ‏ ف َسَادِ‏ الد ُّنْيَا وَ‏ اخْتِل َال ِ أ ُمُو ر ِهَا ل َنْ‏ يَعْدَمَ‏ أ َن ْ<br />

يَتَعَد َّى إ ل َيْهِ‏ ف َسَادُهَا ، وَ‏ يَق ْدَحَ‏ فِيهِ‏ اخْتِل َال ُهَا ؛ لِأ َن َّ مِنْهَا مَا يَسْتَمِد ُّ ، وَل َهَا يَسْتَعِد ُّ .<br />

وَمَنْ‏ ف َسَدَتْ‏ حَا ل ُهُ‏ مَعَ‏ صَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَ‏ انْتِظ َام ِ أ ُمُور ِهَا ل َمْ‏ يَج ِدْ‏ لِصَل َاحِهَا ل َذ َّة ً ، وَل َا لِاسْتِق َامَتِهَا أ َث َرًا ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َ دُنْيَا<br />

نَف ْسِهِ‏ ، ف َل َيْسَ‏ يَرَى الص َّل َاحَ‏ إل َّا إذ َا صَل َ حَتْ‏ ل َهُ‏ وَل َا يَ‏ ج ِدُ‏ ا ل ْف َسَادَ‏ إل َّا إذ َا ف َسَدَتْ‏ عَل َيْهِ‏ ؛ لِأ َن َّ نَف ْسَهُ‏ أ َخَص ُّ وَحَا ل َهُ‏ أ َمَس ُّ .<br />

ف َصَارَ‏ نَظ َرُهُ‏ إل َى مَا يَ‏ خُص ُّهُ‏ مَصْرُوف ًا ، وَفِك ْرُهُ‏ عَل َى مَا يَمَس ُّهُ‏ مَوْق ُوف ًا<br />

.<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ الد ُّنْيَا ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ ق َط ُّ لِ‏ جَمِيع ِ أ َهْلِهَا مُسْعِدَة ً ، وَل َا عَنْ‏ ك َاف َّةِ‏ ذ َو ِ يهَا مُعْر ِ ضَة ً ؛ لِأ َن َّ إعْرَاضَهَا


عَنْ‏ جَمِيعِه ِمْ‏ عَط َبٌ‏ وَ‏ إ ِسْعَادُهَا لِك َاف َّتِه ِمْ‏ ف َ سَادٌ‏ لِا ئ ْتِل َافِه ِمْ‏ ب ِا لِاخْتِل َافِ‏ وَالت َّبَايُن ِ ، وَا ت ِّف َاقِه ِمْ‏ ب ِا ل ْمُسَاعَدَةِ‏ وَا لت َّعَاوُنِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا تَسَاوَى جَمِيعُهُمْ‏ ل َمْ‏ يَ‏ ج ِدْ‏ أ َحَدُهُمْ‏ إل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ‏ ب ِغَيْر ِهِ‏ سَب ِيل ًا ، وَ‏ ب ِه ِمْ‏ مِنْ‏ ال ْ حَاجَةِوَ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ مَا وَصَف ْنَا ، ف َيَذ ْهَبُو ا<br />

ضَيْعَة ً وَ‏ يَهْل َك ُو ا عَجْزًا .<br />

وَإ ِذ َا تَبَايَنُوا وَاخْتَل َف ُو ا صَارُوا مُؤْ‏ تَلِفِينَ‏ ب ِا ل ْمَعُو نَةِ‏ مُتَوَ‏ ا صِلِينَ‏ ب ِال ْ حَاجَةِ‏ ؛ لِأ َن َّ ذ َا ال ْ حَاجَةِ‏ وُصُو ل ٌ ، وَال ْمُحْتَاجَ‏ إل َيْهِمَوْ‏ صُو ل ٌ<br />

.<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَل َا يَزَال ُون َ مُ‏ خْتَلِفِينَ‏ إل َّا مَنْ‏ رَحِمَ‏ رَب ُّك وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ خَل َق َهُمْ‏ { .<br />

ق َال َ ال ْ حَسَنُ‏<br />

وَق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

} :<br />

: مُ‏ خْتَلِفِينَ‏ فِي ا لر ِّزْ‏ ق ِ ف َهَذ َا غ َن ِي ٌّ وَهَذ َا ف َقِيرٌ‏ ، وَلِذ َلِكَ‏ خَل َق َهُمْ‏ يَعْن ِي لِلِاخْتِل َافِ‏ ب ِال ْغِنَى وَا ل ْف َق ْر ِ .<br />

وَا َلل َّهُ‏ ف َض َّ ل َ بَعْضَك ُمْ‏ عَل َى بَعْض ٍ فِي ا لر ِّزْ‏ ق ِ<br />

. {<br />

غ َيْرَ‏ أ َن َّ الد ُّنْيَا إذ َا صَل َ حَتْ‏ ك َان َ إسْعَادُهَا مَوْف ُورًا ، وَ‏ إ ِعْرَا ضُهَا مَيْسُورًا .<br />

إل َّا أ َن َّهَا إذ َا مَنَ‏ حَتْ‏ هَنَتْ‏ وَ‏ أ َوْدَعَتْ‏ وَإ ِذ َا اسْتَرَد َّتْ‏ رَف َق َتْ‏ وَأ َ بْق َتْ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ف َسَدَتْ‏ الد ُّنْيَا ك َان َ إسْعَادُهَا مَك ْرًا ، وَ‏ إ ِعْرَا ضُهَا غ َدْرًا ؛ لِأ َن َّهَا إذ َا مَنَ‏ حَتْ‏ ك َد َّتْ‏ وَ‏ أ َ تْعَبَتْ‏ ، وَإ ِذ َا اسْتَرَد َّتْ‏<br />

اسْتَأ ْ صَل َتْ‏ وَأ َجْ‏ حَف َتْ‏ .<br />

وَمَعَ‏ هَذ َا ف َصَل َاحُ‏ الد ُّنْيَامُ‏ صْلِ‏ حٌ‏ لِسَا ئِر ِ أ َهْلِهَا لِوُف ُور ِ أ َمَا نَاتِه ِمْ‏ ، وَظ ُهُور ِ دِ‏ يَا نَا تِه ِمْ‏ .<br />

وَف َسَادُهَامُف ْسِ‏ دٌ‏ لِسَا ئِر ِ أ َهْلِهَا لِقِل َّةِ‏ أ َمَانَا تِه ِمْ‏ ، وَ‏ ضَعْفِ‏ دِ‏ يَا نَا تِه ِمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ وُج ِدَ‏ ذ َلِكَ‏ فِي مَشَاهِدِ‏ ا ل ْحَال ِ تَ‏ جْر ِ بَة ً وَعُرْف ًا ، ك َمَا يَق ْتَضِيهِ‏ دَلِي ل ُ ال ْ حَال ِ تَعْلِيل ًا وَك َشْف ًا ، ف َل َا شَيْءَ‏ أ َ نْف َعُ‏ مِنْ‏<br />

صَل َاحِهَا ، ك َمَا ل َا شَيْءَ‏ أ َ ضَر ُّ مِنْ‏ ف َسَادِهَا ؛ لِأ َن َّ مَا تَق ْوَى ب ِهِ‏ دِ‏ يَا نَاتُ‏ ا لن َّا س ِ وَتَتَوَف َّرُ‏ أ َمَا نَاتُهُمْ‏ ف َل َا شَيْءَ‏ أ َحَق ُّ ب ِهِ‏ نَف ْعًا ،<br />

ك َمَا أ َن َّ مَا ب ِهِ‏ تَضْعُفُدِ‏ يَا نَا تُهُمْ‏ وَ‏ تَذ ْهَبُ‏ أ َمَا نَاتُهُمْ‏ ف َل َا شَيْءَ‏ أ َجْدَرُ‏ ب ِهِ‏ ضَرَرًا .<br />

وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِي بَك ْر ِ بْن ِ دُرَ‏ يْدٍ‏ : ا لن َّا سُ‏ مِث ْ ل ُ زَمَا ن ِه ِمْ‏ ق َ د ُّ ال ْ حِذ َ اءِ‏ عَل َى مِث َالِهْ‏<br />

وَ‏ ر ِجَال ُ دَهْر ِك مِث ْ ل ُ دَهْر ِك فِي تَق َل ُّب ِهِ‏ وَحَالِهْ‏ وَك َذ َا إذ َا ف َسَدَ‏ ا لز َّمَان ُ جَرَى ا ل ْف َسَادُ‏ عَل َى ر ِجَالِهْ‏<br />

:<br />

.<br />

وَ‏ إ ِذ ْ ق َدْ‏ بَل َغ َ ب ِنَا ال ْق َوْل ُ إل َى ذ َلِكَ‏ ، ف َسَنَبْدَ‏ أ ُ ب ِذِك ْر ِ مَا يُصْلِ‏ حُ‏ الد ُّنْيَا ، ث ُ م َّ نَتْل ُوهُ‏ ب ِوَ‏ صْفِ‏ مَا يَصْل ُ حُ‏ ب ِهِ‏ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِيهَا .<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ مَا ب ِهِ‏ تَصْل ُ حُ‏ الد ُّنْيَا حَت َّى تَصِيرَ‏ أ َحْوَا ل ُهَا مُنْتَظِمَة ً ، وَ‏ أ ُمُو رُهَا مُل ْتَئِمَة ً ، سِت َّة ُ أ َشْيَاءَ‏ هِيَ‏ ق َوَ‏ اعِدُهَا ، وَ‏ إ ِن ْ تَف َر َّعَتْ‏ ،<br />

وَهِيَ‏ : دِ‏ ينٌمُت َّبَعٌوَ‏ سُل ْط َان ٌ ق َاهِرٌ‏ وَعَدْل ٌ شَامِ‏ ل ٌ وَ‏ أ َمْنٌ‏ عَام ٌّ وَخِصْبٌدَ‏ ائِ‏ مٌ‏ وَ‏ أ َمَ‏ ل ٌ ف َسِي حٌ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْأ ُول َى ف َه ِيَ‏ الد ِّ ينُ‏ ا ل ْمُت َّبَعُ‏ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ يَصْر ِفُ‏ ا لن ُّف ُو سَ‏ عَنْ‏ شَهَوَا تِهَا ، وَ‏ يَعْطِفُ‏ ا ل ْق ُل ُوبَ‏ عَنْ‏ إرَادَتِهَا ، حَت َّى<br />

يَصِيرَ‏ ق َاهِرًا لِلس َّرَ‏ ا ئِر ِ ، زَاج ِرًا لِلض َّمَائِر ِ ، رَقِيبًا عَل َى ا لن ُّف ُو س ِ فِي خَل َوَا تِهَا ، نَصُوحًا ل َهَا فِي مُلِم َّاتِهَا .<br />

وَهَذِهِ‏ ال ْأ ُمُو رُ‏ ل َا يُو صَ‏ ل ُ ب ِغَيْر ِ ا لد ِّ ين ِ إل َيْهَا ، وَل َا يَصْل ُ حُ‏ ا لن َّا سُ‏ إل َّا عَل َيْهَا .<br />

ف َك َأ َن َّ الد ِّ ينَ‏ أ َق ْوَى ق َاعِدَةٍ‏ فِي صَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَ‏ اسْتِق َامَتِهَا ، وَأ َجْدَى ال ْأ ُمُورَ‏ نَف ْعًا فِي ا نْتِظ َامِهَا وَسَل َامَتِهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ل َمْ‏ يُ‏ خْ‏ ل ِ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى خَل ْق َهُ‏ ، مُذ ْ ف َط َرَهُمْ‏ عُق َل َاءَ‏ ، مِنْ‏ تَك ْلِيفٍ‏ شَرْعِي ٍّ ، وَ‏ اعْتِق َادٍ‏ دِ‏ ين ِي ٍّ يَنْق َادُون َ لِحُك ْمِهِ‏ ف َل َا<br />

تَ‏ خْتَلِفُ‏ ب ِه ِمْا ل ْآ رَ‏ اءُ‏ ، وَيَسْتَسْلِمُون َ لِأ َمْر ِهِ‏ ف َل َا تَتَصَر َّفُ‏ ب ِه ِمْ‏ ال ْأ َهْوَاءُ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا اخْتَل َفَ‏ ا ل ْعُل َمَاءُ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمْ‏ ، فِيا ل ْعَق ْ ل ِ وَ‏ الش َّرْ‏ ع ِ هَل ْ جَاءَا مَ‏ ج ِيئ ًا وَاحِدًا ، أ َمْ‏ سَبَقَ‏ ال ْعَق ْل ُ ث ُ م َّ تَب ِعَهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ ؟<br />

ف َق َال َتْ‏ ط َا ئِف َ ٌة<br />

وَق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى<br />

: جَاءَ‏ ال ْعَق ْل ُ وَا لش َّرْ‏ عُ‏ مَعًا مَج ِيئ ًا وَاحِدًا ل َمْ‏ يَسْب ِقْ‏ أ َحَدُهُمَا صَاحِبَهُ‏ .<br />

: سَبَقَ‏ ال ْعَق ْل ُ ث ُ م َّ تَب ِعَهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ ؛ لِأ َن َّ ب ِك َمَال ِا ل ْعَق ْ ل ِ يُسْتَدَل ُّ عَل َى صِ‏ ح َّةِ‏ ا لش َّرْ‏ ع ِ .


وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } أ َيَحْسَبُ‏ ال ْإ ِنْسَا ُن أ َن ْ يُتْرَكَ‏ سُدًى { .<br />

وَذ َ لِكَ‏ ل َا يُوجَدُ‏ مِنْهُ‏ إل َّا عِنْدَ‏ ك َمَال ِ عَق ْلِهِ‏ ، ف َث َبَتَ‏ أ َن َّ الد ِّ ينَ‏ مِنْ‏ أ َق ْوَى ا ل ْق َوَ‏ اعِدِ‏ فِي صَل َاح ِ ا لد ُّنْيَا ، وَهُوَ‏ ال ْف َرْدُ‏ ا ل ْأ َوْحَدُ‏<br />

فِي صَل َاح ِ ا ل ْآخِرَةِ‏ .<br />

وَمَا ك َان َ ب ِهِ‏ صَل َاحُ‏ الد ُّنْيَا<br />

وَال ْآخِرَةِف َ حَقِيقٌ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهِ‏ مُتَمَس ِّك ًا وَعَل َيْهِ‏ مُحَافِظ ًا ، وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْأ َدَبُ‏ أ َدَ‏ بَانِ‏<br />

وَ‏ أ َدَبُ‏ سِيَاسَةٍ‏ .<br />

ف َأ َدَبُ‏ الش َّر ِ يعَةِ‏ مَا أ َد َّى ا ل ْف َرْضَ‏ ، وَ‏ أ َدَبُ‏ ا لس ِّيَاسَةِ‏ مَا عَمَرَ‏ ا ل ْأ َرْضَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

أ َدَبُ‏ شَر ِ يعَةٍ‏<br />

وَكِل َاهُمَا يَرْج ِعُ‏ إل َى ا ل ْعَدْل ِ ال َّذِي ب ِهِ‏ سَل َامَة ُ ا لس ُّل ْط َانِ‏ ، وَعِمَارَة ُ ال ْبُل ْدَانِ‏ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ تَرَكَ‏ ال ْف َرْضَ‏ ف َق َدْ‏ ظ َل َمَ‏ نَف ْسَهُ‏ ، وَمَنْ‏<br />

خَر َّبَا ل ْأ َرْضَ‏ ف َق َدْ‏ ظ َل َمَ‏ غ َيْرَهُ‏ .<br />

وَق َال َ سَعِيدُ‏ بْنُ‏ حُمَيْدٍ‏ مَا صِ‏ ح َّة ٌ أ َبَدًا ب ِنَافِعَةٍ‏ حَت َّى يَصِ‏ ح َّ الد ِّ ينُ‏ وَال ْ خُل ُقُ‏<br />

وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

:<br />

ف َه ِيَسُل ْط َان ٌ ق َاهِرٌ‏ تَتَأ َ ل َّفُ‏ مِنْ‏ رَهْبَتِهِ‏ ال ْأ َهْوَاءُ‏ ا ل ْمُ‏ خْتَلِف َة ُ ، وَتَ‏ جْتَمِعُ‏ لِهَيْبَتِهِ‏ ا ل ْق ُل ُوبُ‏ ا ل ْمُتَف َر ِّق َة ُ ،<br />

وَ‏ تَك ُف ُّ ب ِسَط ْوَ‏ تِهِ‏ ال ْأ َيْدِي ا ل ْمُتَغَا لِبَة ُ ، وَ‏ تَمْتَن ِعُ‏ مِنْ‏ خَوْفِهِ‏ ا لن ُّف ُو سُا ل ْعَادِ‏ يَة ُ ؛ لِأ َن َّ فِي طِبَا ع ِ ا لن َّا س ِ مِنْ‏ حُب ِّا ل ْمُغَا ل َبَةِ‏ عَل َى مَا<br />

آ ث َرُوهُ‏ وَا ل ْق َهْر ِ لِمَنْ‏ عَانَدُوهُ‏ ، مَا ل َا يَنْك َف ُّون َ عَنْهُ‏ إل َّا ب ِمَان ِع ٍ ق َو ِي ٍّ ، وَرَ‏ ادِ‏ ع ٍ<br />

وَق َدْ‏ أ َف ْصَ‏ حَ‏ ال ْمُتَنَب ِّي ب ِذ َلِكَ‏ فِي ق َوْ‏ لِهِ‏<br />

مَلِي ٍّ .<br />

:<br />

ل َا يَسْل َمُ‏ ا لش َّرَفُ‏ ا لر َّفِيعُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َذ َى حَت َّى يُرَا قَ‏ عَل َى جَوَا ن ِب ِهِ‏ ا لد َّمُ‏ وَالظ ُّل ْمُ‏ مِنْ‏ شِيَم ِ<br />

ا لن ُّف ُو س ِ ف َإ ِن ْ تَ‏ ج ِدْ‏ ذ َا عِف َّةٍ‏ ف َلِعِل َّةٍ‏ ل َا يَظ ْلِمُ‏ وَهَذِهِ‏ ا ل ْعِل َّة ُ ا ل ْمَا ن ِعَة ُ مِنْ‏ ا لظ ُّل ْم ِ ل َا تَخْل ُو مِنْ‏ أ َحَدِ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َشْيَاءَ‏<br />

أ َوْ‏ دِ‏ ينٌ‏ حَا ج ِرٌ‏ ، أ َوْسُل ْط َان ٌرَ‏ ادِ‏ عٌ‏ ، أ َوْ‏ عَجْزٌ‏ صَاد ٌّ<br />

:<br />

.<br />

.<br />

إم َّا عَق ْ ل ٌ زَا ج ِرٌ‏ ،<br />

ف َإ ِذ َا تَأ َم َّل ْتهَا ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ خَامِسًا يَق ْتَر ِن ُ ب ِهَا وَرَهْبَة ُ الس ُّل ْط َانِ‏ أ َبْل َغُهَا ؛ لِأ َن َّا ل ْعَق ْ ل َ وَالد ِّينَ‏ رُب َّمَا ك َانَا مَضْعُوف َيْن ِ ، أ َوْ‏ ب ِدَوَ‏ اعِي<br />

ال ْهَوَى مَغْل ُو بَيْن ِ<br />

ف َتَك ُون ُ رَهْبَة ُ ا لس ُّل ْط َانِ‏ أ َشَد َّ زَجْرًا وَأ َق ْوَى رَدْعًا<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

.<br />

} :<br />

: أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } الس ُّل ْط َان ُ ظِ‏ ل ُّ ا لل َّهِ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ يَأ ْو ِي إل َيْهِ‏ ك ُ ل ُّ مَظ ْل ُوم ٍ { .<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ ل َيَزَ‏ عُ‏ ب ِا لس ُّل ْط َانِ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِم َّا يَزَ‏ عُ‏ ب ِا ل ْق ُرْآنِ‏<br />

. {<br />

} :<br />

{<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إن َّ لِل َّهِ‏ حُر َّاسًا فِي الس َّمَاءِ‏ وَحُر َّاسًا فِيا ل ْأ َرْض ِ ، ف َ حُر َّاسُهُ‏ فِي<br />

ا لس َّمَاءِا ل ْمَل َائِك َة ُ ، وَحُر َّ اسُهُ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ ال َّذِينَ‏ يَق ْب ِضُون َ أ َرْزَاق َهُمْ‏ يَذ ُ ب ُّون َ عَنْ‏ ا لن َّا س ِ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

ا لش َّر ِّ خَيْرٌ‏ { .<br />

وَق َال َ أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : } سُب َّتْ‏ ا ل ْعَجَمُ‏ بَيْنَ‏ يَدَيْ‏<br />

رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َنَهَى عَنْ‏ ذ َلِكَ‏ وَق َال َ<br />

:<br />

. {<br />

ال ْإ ِمَامُال ْ جَائِرُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْفِتْنَةِ‏ ، وَك ُ ل ٌّ ل َا خَيْرَ‏ فِيهِ‏ ، وَفِي بَعْض ِ<br />

ل َا تَسُب ُّوهَا ف َإ ِن َّهَا عَم َّرَتْ‏ ب ِل َادَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ف َعَا شَ‏ فِيهَا عِبَادُ‏ ا لل َّهِ‏<br />

تَعَال َى<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : الس ُّل ْط َان ُ فِي نَف ْسِهِ‏ إمَامٌ‏ مَتْبُوعٌ‏ ، وَفِي سِيرَ‏ تِهِ‏ دِ‏ ينٌمَ‏ شْرُو عٌ‏ ، ف َإ ِن ْ ظ َل َمَ‏ ل َمْ‏ يَعْدِل ْ أ َحَدٌ‏ فِي حُك ْم ٍ ،<br />

وَ‏ إ ِن ْ عَدَل َ ل َمْ‏ يَجْسُرْ‏ أ َحَدٌ‏ عَل َى ظ ُل ْم ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

إن َّ أ َق ْرَبَ‏ الد َّعَوَاتِ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِجَا بَةِ‏ دَعْوَة ُ الس ُّل ْط َانِ‏ الص َّالِ‏ ح ِ ، وَأ َوْل َى ال ْ حَسَنَاتِب ِا ل ْأ َجْر ِ وَا لث َّوَ‏ اب ِ أ َمْرُهُ‏


وَ‏ نَهْيُهُ‏ فِي وُجُوهِ‏ ا ل ْمَصَالِ‏ ح ِ .<br />

ف َهَذِهِ‏ آ ث َا رُ‏ الس ُّل ْط َانِ‏ فِي أ َحْوَ‏ ال ِ الد ُّنْيَا وَمَا يَنْتَظِمُ‏ ب ِهِ‏ أ ُمُو رُهَا .<br />

ث ُ م َّ لِمَا فِي ا لس ُّل ْط َانِ‏ مِنْ‏ حِرَ‏ اسَةِ‏ ا لد ِّ ين ِ وَالد ُّنْيَا وَا لذ َّب ِّ عَنْهُمَا وَدَف ْع ِ ال ْأ َهْوَاءِ‏ مِنْهُ‏ ، وَحِرَ‏ اسَةِ‏ ا لت َّبْدِي ل ِ فِيهِ‏ ، وَزَجْر ِ مَنْ‏<br />

شَ‏ ذ َّ عَنْهُ‏ ب ِارْتِدَ‏ ادٍ‏ ، أ َوْ‏ بَغَى فِيهِ‏ ب ِعِنَادٍ‏ ، أ َوْ‏ سَعَى فِيهِ‏ ب ِف َسَادٍ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ أ ُمُو رٌ‏ إن ْ ل َمْ‏ تَنْ‏ حَسِمْ‏ عَنْ‏ ا لد ِّ ين ِ ب ِسُل ْط َانٍ‏ ق َو ِي ٍّ وَر ِعَا يَةٍ‏ وَ‏ افِيَةٍ‏ أ َسْرَ‏ عَ‏ فِيهِ‏ تَبْدِي ل ُ ذ َو ِي ال ْأ َهْوَاءِ‏ ، وَتَحْر ِيفُ‏ ذ َو ِي<br />

ال ْ آرَ‏ اءِ‏ ، ف َل َيْسَ‏ دِ‏ ينٌ‏ زَال َ سُل ْط َا نُهُ‏ إل َّا بُد ِّل َتْ‏ أ َحْك َامُهُ‏ ، وَط ُمِسَتْ‏ أ َعْل َامُهُ‏ .<br />

وَك َان َ لِك ُ ل ِّ زَعِيم ٍ فِيهِ‏ ب ِدْعَة ٌ ، وَ‏ لِك ُ ل ِّ عَصْر ٍ فِيهِ‏ و ِهَا يَة ُ أ َث َر ٍ .<br />

ك َمَا أ َن َّ ا لس ُّل ْط َان َ إن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ عَل َى دِ‏ ين ٍ تَ‏ جْتَمِعُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْق ُل ُوبُ‏ حَت َّى يَرَى أ َهْل ُهُ‏ ا لط َّاعَة َ فِيهِ‏ ف َرْ‏ ضًا ، وَالت َّنَاصُرَ‏ عَل َيْهِ‏ حَتْمًا ،<br />

ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِلس ُّل ْط َانِل ُبْث ٌ وَل َا لِأ َ ي َّامِهِ‏ صَف ْوٌ‏ ، وَك َان َ سُل ْط َان َ ق َهْر ٍ ، وَمَف ْسَدَة َ دَهْر ٍ .<br />

وَمِنْ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ وَجَبَ‏ إق َامَة ُ إمَام ٍ يَك ُون ُ سُل ْط َان َ ا ل ْوَق ْتِ‏ وَزَعِيمَ‏ ا ل ْأ ُم َّةِ‏ لِيَك ُون َ ا لد ِّ ينُ‏ مَحْرُوسًا ب ِسُل ْط َا ن ِهِ‏ ، وَا لس ُّل ْط َان ُ<br />

جَار ِيًا عَل َى سُنَن ِ ا لد ِّ ين ِ وَ‏ أ َحْك َامِهِ‏ .<br />

ق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ ‏:ا ل ْمُل ْكُ‏ ب ِا لد ِّ ين ِ يَبْق َى ، وَا لد ِّ ينُ‏ ب ِال ْمُل ْكِ‏ يَق ْوَى .<br />

وَ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ هَل ْ وَجَبَ‏ ذ َلِكَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ‏ ب ِالش َّرْ‏ ع ِ .<br />

ف َق َال َتْ‏ ط َا ئِف َ ٌة : وَجَبَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏<br />

مَعْل ُومٌ‏ مِنْ‏ حَال ِ ال ْعُق َل َاءِ‏ عَل َى اخْتِل َافِه ِمْ‏ ، ا ل ْف َزَ‏ عُ‏ إل َى زَعِيم ٍ مَنْدُوب ٍ لِلن َّظ َر ِ فِي مَصَالِ‏ حِه ِمْ‏ .<br />

وَذ َهَبَ‏ آخَرُون َ إل َى وُجُو ب ِهِ‏ ب ِا لش َّرْ‏ ع ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَق ْصُودَ‏ ب ِال ْإ ِمَام ِ ا ل ْقِيَامُ‏ ب ِأ ُمُور ٍ شَرْعِي َّةٍ‏ ، ك َإ ِق َامَةِ‏ ال ْ حُدُودِ‏ وَ‏ اسْتِيف َاءِ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ،<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ يَ‏ جُو زُ‏ الِاسْتِغْنَاءُ‏ عَنْهَا ب ِأ َن ْ ل َا يُرَادَ‏ الت َّعَب ُّ دُ‏ ب ِهَا ف َب ِأ َن ْ يَ‏ جُوزَ‏ ا لِاسْتِغْنَاءِ‏ عَم َّا يُرَ‏ ادُ‏ إل َّا ل َهَا<br />

وَعَل َى هَذ َا اخْتَل َف ُو ا فِي وُجُوب ِ بَعْث َةِ‏ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ .<br />

ف َمَنْ‏ ق َال َ ب ِوُجُوب ِ ذ َلِكَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ، ق َال َ ب ِوُجُوب ِ بَعْث َةِ‏ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ .<br />

أ َوْل َى .<br />

. {<br />

} :<br />

وَمَنْ‏ ق َال َ ب ِوُجُوب ِ ذ َ لِكَ‏ ب ِالش َّرْ‏ ع ِ ، مَنَعَ‏ مِنْ‏ وُجُوب ِ بَعْث َةِ‏ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا ك َان َا ل ْمَق ْصُودُب ِبَعْث َتِه ِمْ‏ تَعْر ِ يفُ‏ ا ل ْمَصَالِ‏ ح ِ<br />

ا لش َّرْعِي َّةِ‏ ، وَك َان َ يَ‏ جُو زُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُك َل َّفِينَ‏ أ َن ْ ل َا تَك ُون َ هَذِهِ‏ ا ل ْأ ُمُو رُ‏ مُصْلِ‏ حَة ً ل َهُمْ‏ ، ل َمْ‏ يَ‏ ج ِبْ‏ بَعْث َة ُ ال ْأ َنْب ِيَاءِ‏ إل َيْه ِمْ‏ .<br />

ف َأ َم َّا إق َامَة ُ إمَامَيْن ِ أ َوْ‏ ث َل َا ث َةٍ‏ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ‏ ، وَ‏ بَل َدٍ‏ وَ‏ احِدٍ‏ ف َل َا يَ‏ جُو زُ‏ إجْمَاعًا .<br />

ف َأ َم َّا فِي بُل ْدَ‏ ان َ شَت َّى وَ‏ أ َمْصَار ٍ مُتَبَاعِدَةٍ‏ ف َق َدْ‏ ذ َهَبَتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ شَاذ َّة ٌ إل َى جَوَاز ِ ذ َلِكَ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِمَامَمَنْ‏ دُو بٌ‏ لِل ْمَصَالِ‏ ح ِ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َا ث ْنَيْن ِ فِي بَل َدَ‏ يْن ِ أ َوْ‏ نَاحِيَتَيْن ِ ك َان َ ك ُ ل ُّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمَا أ َق ْوَمَ‏ ب ِمَا فِي يَدَ‏ يْهِ‏ ، وَأ َ ضْبَط َ لِمَا يَلِيهِ‏ .<br />

} :<br />

.<br />

وَ‏ لِأ َن َّهُ‏ ل َم َّا جَازَ‏ بَعْث َة ُ نَب ِي َّيْن ِ فِي عَصْر ٍ وَ‏ احِدٍ‏ وَل َمْ‏ يُؤَد ِّ ذ َ لِكَ‏ إل َى إ بْط َال ِ الن ُّبُو َّةِ‏ ، ك َانَتْ‏ ال ْإ ِمَامَة ُ أ َوْل َى وَل َا يُؤَد ِّي ذ َ لِكَ‏ إل َى<br />

إ بْط َال ِ ال ْإ ِمَامَةِ‏ .<br />

وَذ َهَبَ‏ ال ْ جُمْهُو رُ‏ إل َى أ َن َّ إق َامَة َ إمَامَيْن ِ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ‏ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ شَرْعًا لِمَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏<br />

ق َال َ إذ َا بُوي ِعَ‏ أ َمِيرَ‏ انِ‏ ف َاق ْتُل ُو ا أ َحَدَهُمَا<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إذ َا وَل َّيْتُمْ‏ أ َ بَا بَك ْر ٍ تَ‏ ج ِدُوهُ‏ ق َو ِيا فِي دِ‏ ين ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ضَعِيف ًا فِي<br />

بَدَ‏ ن ِهِ‏<br />

وَإ ِذ َا وَل َّيْتُمْ‏ عُمَرَ‏ تَ‏ ج ِدُوهُ‏ ق َو ِيا فِي دِ‏ ين ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ق َو ِيا فِي بَدَ‏ ن ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ وَل َّيْتُمْ‏ عَلِيا تَج ِدُوهُ‏ هَادِيًا مَهْدِيا<br />

ف َبَي َّنَ‏ ب ِظ َاهِر ِ هَذ َا ال ْك َل َام ِ أ َن َّ إق َامَة َ جَمِيعِه ِمْ‏ فِي عَصْر ٍ وَاحِدٍ‏ ل َا يَصِ‏ ح ُّ ، وَ‏ ل َوْ‏ صَ‏ ح َّ ل َأ َشَارَ‏ إ ل َيْهِ‏ ، وَل َنَب َّهَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

. {<br />

.


وَا َل َّذِي يَل ْزَمُ‏ سُل ْط َان َ ا ل ْأ َمَةِ‏ مِنْ‏ أ ُمُو ر ِهَا سَبْعَة ُ أ َشْيَاءَ‏ : أ َحَدُهَا : حِف ْظ ُ ا لد ِّ ين ِ مِنْ‏ تَبْدِي ل ٍ فِيهِ‏ ‏،وَ‏ ال ْ حَث ُّ عَل َى ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ب ِهِ‏ مِنْ‏<br />

غ َيْر ِ إهْمَال ٍ ل َهُ‏ .<br />

وَالث َّان ِي : حِرَاسَة ُا ل ْبَيْضَةِ‏ وَ‏ ال ذ َّب ُّ عَنْ‏ ا ل ْأ ُم َّةِ‏ مِنْ‏ عَ‏ دُو ٍّ فِي ا لد ِّ ين ِ أ َوْ‏ بَاغِي نَف ْس ٍ أ َوْ‏ مَال ٍ .<br />

وَالث َّالِث ُ<br />

: عِمَارَة ُ ال ْبُل ْدَانِ‏ ب ِاعْتِمَادِ‏ مَصَا لِحِهَا ، وَ‏ تَهْذِيب ِ سُبُلِهَا وَمَسَالِكِهَا .<br />

وَالر َّاب ِعُ‏ : تَق ْدِ‏ يرُ‏ مَا يَتَوَ‏ ل َّاهُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َمْوَال ِ ب ِسُنَن ِ الد ِّ ين ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَ‏ حْر ِ يفٍ‏ فِي أ َخْذِهَا وَ‏ إ ِعْط َا ئِهَا<br />

وَ‏ ال ْ خَامِسُ‏ : مُعَا نَاة ُ ا ل ْمَظ َا لِم ِ وَال ْأ َحْك َام ِ ب ِا لت َّسْو ِ يَةِ‏ بَيْنَ‏ أ َهْلِهَا وَاعْتِمَادِ‏ ا لن َّصَف َةِ‏ فِي ف َصْلِهَا .<br />

وَ‏ الس َّادِ‏ سُ‏<br />

.<br />

:<br />

إق َامَة ُ ا ل ْحُدُودِ‏ عَل َى مُسْتَحِق ِّهَا مِنْ‏ غ َيْر ِ تَ‏ جَاوُز ٍ فِيهَا ، وَل َا تَق ْصِير ٍ عَنْهَا .<br />

وَ‏ الس َّا ب ِعُ‏ : اخْتِيَا رُ‏ خُل َف َا ئِهِ‏ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ أ َن ْ يَك ُونُوا مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ال ْكِف َا يَةِ‏<br />

} :<br />

. {<br />

فِيهَا ، وَ‏ ال ْأ َمَا نَةِ‏ عَل َيْهَا .<br />

ف َإ ِذ َا ف َعَ‏ ل َ مَنْ‏ أ َف ْضَى إ ل َيْهِ‏ سُل ْط َان ُ ا ل ْأ ُم َّةِ‏ مَا ذ َك َرْنَا مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َشْيَاءِ‏ الس َّبْعَةِ‏ ك َان َ مُؤَد ِّيًا لِ‏ حَق ِّ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى فِيه ِمْ‏ ، مُسْتَوْج ِبًا<br />

لِط َاعَتِه ِمْ‏ وَمُنَاصَ‏ حَتِه ِمْ‏ ، مُسْتَ‏ حِقًّا لِصِدْ‏ ق ِ مَيْلِه ِمْ‏ وَمَحَب َّتِه ِمْ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ق َص َّرَ‏ عَنْهَا ، وَل َمْ‏ يَق ُمْ‏ ب ِحَق ِّهَا وَوَ‏ اج ِب ِهَا ، ك َان َ ب ِهَا مُؤَاخَذ ًا ث ُ م َّ هُوَ‏ مِنْ‏ ا لر َّعِي َّةِ‏ عَل َى اسْتِبْط َانِ‏ مَعْصِيَةٍ‏ وَمَق ْتٍ‏<br />

يَتَرَب َّصُون َ ا ل ْف ُرَصَ‏ لِإ ِظ ْهَار ِهِمَا وَيَتَوَق َّعُون َ الد َّوَ‏ ا ئِرَ‏ لِإ ِعْل َا ن ِه ِمَا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ق ُل ْ هُوَ‏ ا ل ْق َادِرُ‏ عَل َى أ َن ْ يَبْعَث َ عَل َيْك ُمْ‏ عَذ َابًا مِنْ‏ ف َوْقِك ُمْ‏ أ َوْ‏ مِنْ‏ تَ‏ حْتِأ َرْجُلِك ُمْ‏ أ َوْ‏ يَل ْب ِسَك ُمْ‏<br />

شِيَعًا<br />

وَفِي ق َوْله تَعَال َى } عَذ َابًا مِنْ‏ ف َوْقِك ُمْ‏ أ َوْ‏ مِنْ‏ تَ‏ حْتِأ َرْجُلِك ُمْ‏ { تَأ ْو ِ يل َانِ‏ : أ َحَدُهُمَا أ َن َّ ا ل ْعَذ َابَ‏ ال َّذِي هُوَ‏ مِنْ‏ ف َوْقِه ِمْ‏ أ ُمَرَ‏ اءُ‏<br />

ا لس ُّوءِ‏ ، وَا َل َّذِي مِنْ‏ تَ‏ حْتِ‏ أ َرْجُلِه ِمْ‏ عَب ِيدُ‏ الس ُّوءِ‏ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّ ال ْعَذ َابَ‏ ال َّذِي هُوَ‏ مِنْ‏ ف َوْقِه ِمْ‏ ا لر َّجْمُ‏ ، وَا َل َّذِي مِنْ‏ تَحْتِ‏ أ َرْجُلِه ِمْ‏ ال ْخَسْفُ‏ ،<br />

.<br />

}<br />

وَهَذ َا ق َوْل ُ مُجَاهِدٍ‏ وَسَعِيدِ‏ بْن ِ جُبَيْر ٍ .<br />

وَفِي ق َوْله تَعَال َى أ َوْ‏ يَل ْب ِسَك ُمْ‏ شِيَعًا { تَأ ْو ِ يل َانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : أ َ ن َّهُ‏ ال ْأ َهْوَاءُ‏ ال ْمُخْتَلِف َة ُ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

عَنْهُمَا<br />

وَالث َّان ِي<br />

.<br />

: أ َ ن َّهُ‏ ا ل ْفِتَنُ‏ وَا لِاخْتِل َاط ُ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ مُ‏ جَاهِدٍ‏ .<br />

} :<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَا مِنْ‏ أ َمِير ٍ عَل َى عَشَرَةٍ‏ إل َّا وَهُوَ‏ يَج ِيءُ‏ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِمَغْل ُول َة ٌ يَدَ‏ اهُ‏<br />

إل َى عُنُقِهِ‏ حَت َّى يَك ُون َ عَمَل ُهُ‏ هُوَ‏ ال َّذِي يُط ْلِق ُهُ‏ أ َوْ‏ يُو ب ِق ُهُ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

تُبْغِضُونَهُمْ‏ وَيُبْغِضُونَك ُمْ‏ ، وَتَل ْعَنُونَهُمْ‏ وَيَل ْعَنُونَك ُمْ‏<br />

. {<br />

. {<br />

:<br />

} خَيْرُ‏ أ َ ئِم َّتِك ُمْ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ تُ‏ حِب ُّونَهُمْ‏ وَيُحِب ُّونَك ُمْ‏ ، وَشَر ُّ أ َ ئِم َّتِك ُمْ‏ ال َّذِينَ‏<br />

وَهَذ َا صَحِي حٌ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ إذ َا ك َان َ ذ َا خَيْر ٍ أ َحَب َّهُمْ‏ وَأ َحَب ُّوهُ‏ ، وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َا شَر ِّأ َ بْغَضَهُمْ‏ وَأ َ بْغَضُوهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ك َتَبَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إل َى سَعْدِ‏ بْن ِ أ َب ِي وَق َّاص ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى إذ َا أ َحَب َّ عَبْدًا<br />

حَب َّبَهُ‏ إل َى خَل ْقِهِ‏ ، ف َاعْر ِفْ‏ مَنْز ِل َتَك مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ب ِمَنْز ِل َتِك مِنْ‏ الن َّا س ِ ، وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ مَا ل َك عِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ مِث ْ ل ُ مَا لِل َّهِ‏ عِنْدَك .<br />

ف َك َان َ هَذ َا مُوَض ِّحًا لِمَعْنَى مَا ذ َك َرْنَا .<br />

وَ‏ أ َصْ‏ ل ُ هَذ َا أ َن َّ خَشْيَة َ ا لل َّهِ‏ تَبْعَث ُ عَل َى ط َاعَتِهِ‏ فِي خَل ْقِهِ‏ ، وَط َاعَتُهُ‏ فِي خَل ْقِهِ‏ تَبْعَث ُ عَل َى مَ‏ حَب َّتِهِ‏ ، ف َلِذ َلِكَ‏ ك َانَتْ‏ مَ‏ حَب َّتُهُمْ‏<br />

دَ‏ لِيل ًا عَل َى خَيْر ِهِ‏ وَخَشْيَتِهِ‏ ، وَ‏ بُغْضُهُمْ‏ دَ‏ لِيل ًا عَل َى شَر ِّهِ‏ وَقِل َّةِ‏ مُرَ‏ اق َبَتِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ لِبَعْض ِ خُل َف َا ئِهِ‏ أ ُوصِيك أ َن ْ تَخْشَى ا لل َّهَ‏ فِي الن َّا س ِ ، وَل َا تَخْشَى ا لن َّا سَ‏ فِي<br />

ا لل َّهِ‏ .<br />

:


:<br />

:<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ لِبَعْض ِ جُل َسَا ئِهِ‏ : إن ِّي أ َخَافُ‏ ا لل َّهَ‏ فِيمَا تَق َل َّدْت .<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ ل َسْت أ َخَافُ‏ عَل َيْك أ َن ْ تَ‏ خَافَ‏ ا لل َّهَ‏ وَإ ِن َّمَا أ َخَافُ‏ عَل َيْك أ َن ْ ل َا تَ‏ خَافَ‏ ا لل َّهَ‏ .<br />

وَهَذ َا وَاضِ‏ حٌ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَا ئِفَ‏ مِنْ‏<br />

ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َىمَأ ْمُون ٌ ك َا َل َّذِي رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِأ َب ِي مَرْيَمَ‏ الس َّل ُو لِي ِّ ، وَك َان َ هُوَ‏ ال َّذِي<br />

ق َتَ‏ ل َ أ َخَاهُ‏ زَيْدًا<br />

ق َال َ أ َف َيَمْنَعُن ِي ذ َ لِكَ‏ حَقًّا ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

‏:وَا َلل َّهِ‏ إن ِّي ل َا أ ُحِب ُّك حَت َّى تُ‏ حِب َّ ال ْأ َرْضُ‏ الد َّمَ‏ .<br />

ل َا .<br />

:<br />

ف َل َا ضَيْرَ‏ ، إن َّمَا يَأ ْسَى عَل َى ال ْ حُب ِّ ا لن ِّسَاءُ‏ .<br />

وَرَوَى عَبْدُ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ق َال َ : أ َ صْدَ‏ قَ‏ ط َل ْ حَة ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ أ ُم َّ ك ُل ْث ُوم ٍ ب ِنْتَ‏ أ َب ِي بَك ْر ٍ مِا ئ َة َ أ َل ْفِ‏ دِرْهَم ٍ ، وَهُوَ‏ أ َو َّل ُ<br />

مَنْ‏ أ َ صْدَ‏ قَ‏ هَذ َا ا ل ْق َدْرَ‏ ، ف َمَر َّ ب ِا ل ْمَال ِ عَل َى عُمَرَ‏ بْن ِ ال ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َق َال َ<br />

ا بْنَةِ‏ أ َب ِي بَك ْر ٍ ف َق َال َ : أ َدْخِل ُوهُ‏ بَيْتَ‏ ا ل ْمَال ِ .<br />

ف َأ ُخْب ِرَ‏ ب ِذ َلِكَ‏ ط َل ْ حَة ُ وَقِي ل َ ل َهُ‏<br />

: ك َل ِّمْهُ‏ فِي ذ َ لِكَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ف َق َال َ<br />

ق َال َ ف َل َم َّا أ َ صْبَ‏ حَ‏ عُمَرُ‏ أ َمَرَ‏ ب ِا ل ْمَال ِ ف َدُفِعَ‏ إل َى أ ُم ِّ ك ُل ْث ُوم ٍ<br />

.<br />

مَا هَذ َا ؟ ق َال ُوا : صَدَ‏ ا قُ‏ أ ُم ِّ ك ُل ْث ُوم ٍ<br />

مَا أ َنَا ب ِف َاعِ‏ ل ٍ ، ل َئِنْ‏ ك َان َ عُمَرُ‏ يَرَى ل َهُ‏ فِيهِ‏ حَقًّا ل َا يَرُد ُّهُ‏ لِك َل َامِي ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ل َا يَرَى فِيهِ‏ حَقًّا ل َيَرُد َّ ن َّهُ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ الر َّشِيدَ‏ حَبَسَ‏ أ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َك َتَبَ‏ عَل َى حَا ئِطِ‏ ال ْ حَبْس ِ<br />

:<br />

أ َمَا وَا َلل َّهِ‏ إن َّ ا لظ ُّل ْمَ‏ شُؤْمٌ‏ وَمَا زَ‏ ال َ ا ل ْمُسِيءُ‏ هُوَ‏<br />

ا لظ َّل ُومُ‏ إل َى دَ‏ ي َّانِ‏ يَوْم ِ الد ِّ ين ِ نَمْضِي وَعِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ تَجْتَمِعُ‏ ال ْخُصُومُ‏ سَتَعْل َمُ‏ فِي ا ل ْمَعَادِ‏ إن ْ ال ْتَق َيْنَا غ َدًا عِنْدَ‏ ا ل ْمَلِيكِ‏ مَنْ‏<br />

ا لظ َّل ُومُ‏ ف َأ ُخْب ِرَ‏ ا لر َّشِيدُ‏ ب ِذ َ لِكَ‏ ف َبَك َى بُك َاءً‏ شَدِ‏ يدً‏ ا ، وَدَعَا ب ِأ َب ِي ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َاسْتَ‏ حَل َّهُ‏ وَوَهَبَ‏ ل َهُ‏ أ َ ل ْفَ‏ دِ‏ ينَار ٍ وَ‏ أ َط ْل َق َهُ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

:<br />

ف َه ِيَ‏ عَدْ‏ ل ٌ شَامِ‏ ل ٌ يَدْعُو إل َىا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ، وَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى ا لط َّاعَةِ‏ ، وَ‏ تَتَعَم َّرُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْب ِل َادُ‏ ، وَتَنْمُو ب ِهِا ل ْأ َمْوَال ُ ،<br />

وَ‏ يَك ْث ُرُ‏ مَعَهُ‏ الن َّسْ‏ ل ُ ، وَيَأ ْمَنُ‏ ب ِهِ‏ الس ُّل ْط َان ُ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ال ْمَرْزُبَان ُ لِعُمَرَ‏ ، حِينَ‏ رَآهُ‏ وَق َدْ‏ نَامَ‏ مُتَبَذ ِّل ًا : عَدَل ْت ف َأ َمِنْت ف َن ِمْت .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ أ َسْرَ‏ عُ‏ فِي خَرَاب ِا ل ْأ َرْض ِ وَل َا أ َف ْسَدُ‏ لِضَمَا ئِر ِا ل ْ خَل ْق ِ مِنْ‏ ال ْ جَوْر ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َيْسَ‏ يَقِفُ‏ عَل َى حَ‏ د ٍّ وَل َا يَنْتَه ِي إل َى<br />

غ َا يَةٍ‏ ، وَ‏ لِك ُ ل ِّ جُزْءٍ‏ مِنْهُ‏ قِ‏ سْط ٌ مِنْ‏ ا ل ْف َسَادِ‏ حَت َّىيَسْتَك ْمِ‏ ل َ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ف َأ َم َّاا ل ْمُنْ‏ ج ِيَاتُ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

‏{ث َل َا ث ٌمُنْ‏ ج ِيَا تٌ‏ ‏،وَث َل َا ث ٌمُهْلِ‏ ك َا تٌ‏ .<br />

} ب ِئ ْسَ‏ ا لز َّادُ‏ إل َى ا ل ْمَعَادِ‏ ، ال ْعُدْوَان ُ عَل َى ا ل ْعِبَادِ‏ { .<br />

ف َال ْعَدْل ُ فِي ا ل ْغَضَب ِ وَالر ِّضَا ، وَخَشْيَة ُ ا لل َّهِ‏ فِي الس ِّر ِّ وَا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ ، وَال ْق َصْدُ‏ فِي ال ْغِنَى وَال ْف َق ْر ِ .<br />

وَأ َم َّاا ل ْمُهْلِك َاتُ‏ : ف َشُ‏ ح ٌّ مُط َا عٌ‏ ، وَهَوًىمُت َّبَعٌ‏ ، وَ‏ إ ِعْ‏ جَابُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّال ْإ ِسْك َنْدَرَ‏ ق َال َ لِحُك َمَاءِ‏ ا ل ْه ِنْدِ‏ ، وَق َدْ‏ رَأ َى قِل َّة َ ا لش َّرَا ئِع ِ ب ِهَا<br />

لِإ ِعْط َا ئِنَا ال ْ حَق َّ مِنْ‏ أ َنْف ُسِنَا ، وَ‏ لِعَدْل ِ مُل ُوكِنَا فِينَا .<br />

ف َق َال َ ل َهُمْ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

: لِمَ‏ صَارَتْ‏ سُنَنُ‏ ب ِل َادِك ُمْ‏ ق َلِيل َة ً ؟ ق َال ُوا :<br />

: أ َي ُّمَا أ َف ْضَ‏ ل ُ ، ال ْعَدْل ُ أ َوْ‏ ا لش ُّ جَاعَة ُ ؟ ق َال ُوا : إذ َاا ُسْتُعْمِ‏ ل َ ال ْعَدْل ُ أ َغ ْنَى عَنْ‏ ا لش ُّ جَاعَةِ‏ .<br />

ب ِال ْعَدْل ِ وَال ْإ ِنْصَافِ‏ تَك ُون ُ مُد َّة ُ ا لِا ئ ْتِل َافِ‏ .<br />

إن َّا ل ْعَدْل َ مِيزَ‏ ان ُ ا لل َّهِ‏ ال َّذِي وَ‏ ضَعَهُ‏ لِل ْ خَل ْق ِ ، وَنَصَبَهُ‏ لِل ْ حَق ِّ ، ف َل َا تُ‏ خَا لِف ْهُ‏ فِي مِيزَ‏ ا ن ِهِ‏ ، وَل َا تُعَار ِ ضْهُ‏<br />

فِي سُل ْط َا ن ِهِ‏ ، وَاسْتَعِنْ‏ عَل َى ا ل ْعَدْل ِ ب ِ خُل َّتَيْن ِ : قِل َّة ُ ا لط َّمَع ِ ، وَك َث ْرَة ُ ا ل ْوَرَ‏ ع ِ .


ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْعَدْل ُ مِنْ‏ إحْدَى ق َوَ‏ اعِدِ‏ الد ُّنْيَا ال َّتِي ل َا انْتِظ َامَ‏ ل َهَا إل َّا ب ِهِ‏ ، وَل َا صَل َاحَ‏ فِيهَا إل َّا مَعَهُ‏ ، وَجَبَ‏ أ َن ْ نَبْدَ‏ أ َ ب ِعَدْل ِ<br />

ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ ،<br />

ث ُ م َّ ب ِعَدْ‏ لِهِ‏ فِي غ َيْر ِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا عَدْ‏ ل ُهُ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ ف َيَك ُون ُ ب ِحَمْلِهَا عَل َى ا ل ْمَصَالِ‏ ح ِ ، وَك َف ِّهَا عَنْ‏ ا ل ْق َبَا ئِ‏ ح ِ ، ث ُ م َّ ب ِال ْوُق ُوفِ‏ فِي أ َحْوَا لِهَا عَل َى أ َعْدَل ِ<br />

ا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ مِنْ‏ تَ‏ جَاوُز ٍ أ َوْ‏ تَق ْصِير ٍ .<br />

ف َإ ِن َّ ا لت َّ جَاوُ‏ زَ‏ فِيهَا جَوْ‏ رٌ‏ ، وَا لت َّق ْصِيرَ‏ فِيهَا ظ ُل ْ مٌ‏ .<br />

وَمَنْ‏ ظ َل َمَ‏ نَف ْسَهُ‏ ف َهُوَ‏ لِغَيْر ِهِ‏ أ َظ ْل َمُ‏ ، وَمَنْ‏ جَارَ‏ عَل َيْهَا ف َهُوَ‏ عَل َى غ َيْر ِهِ‏ أ َجْوَرُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ تَوَا نَى فِي نَف ْسِهِ‏ ضَا عَ‏ .<br />

:<br />

وَأ َم َّا عَدْ‏ ل ُهُ‏ فِي غ َيْر ِهِ‏ ف َق َدْ‏ يَنْق َسِمُ‏ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ مَعَ‏ غ َيْر ِهِ‏ عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َق ْسَام ٍ ف َال ْقِسْمُ‏ ال ْأ َو َّل ُ : عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِيمَنْ‏ دُو نَهُ‏<br />

ك َالس ُّل ْط َانِ‏ فِي رَعِي َّتِهِ‏ ، وَالر َّئِيس ِ مَعَ‏ صَ‏ حَا بَتِهِ‏ ، ف َعَدْ‏ ل ُهُ‏ فِيه ِمْ‏ يَك ُون ُ ب ِأ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َشْيَاءَ‏ ب ِا ت ِّبَا ع ِا ل ْمَيْسُور ِ ، وَحَذ ْفِ‏ ا ل ْمَعْسُور ِ<br />

، وَ‏ تَرْكِ‏ ا لت َّسَل ُّطِ‏ ب ِا ل ْق ُو َّةِ‏ ، وَا بْتِغَاءِال ْ حَق ِّ فِي ا ل ْمَيْسُور ِ .<br />

:<br />

ف َإ ِن َّ ا ت ِّبَا عَا ل ْمَيْسُور ِ أ َدْوَمُ‏ ، وَحَذ ْفَ‏ ا ل ْمَعْسُور ِ أ َسْل َمُ‏ ، وَتَرْكَ‏ ا لت َّسَل ُّطِ‏ أ َعَط ْفُ‏ عَل َى ا ل ْمَ‏ حَب َّةِ‏ ، وَا بْتِغَاءَال ْ حَق ِّ أ َ بْعَث ُ عَل َى<br />

ا لن ُّصْرَةِ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ أ ُمُو رٌ‏ إن ْ ل َمْ‏ تَسْل َمْ‏ لِلز َّعِيم ِا ل ْمُدَب ِّر ِ ك َان َ ا ل ْف َسَادُ‏ ب ِنَظ َر ِهِ‏ أ َك ْث َرَ‏ ، وَا لِاخْتِل َافُ‏ ب ِتَدْ‏ ب ِير ِهِ‏ أ َظ ْهَرَ‏<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

حُك ْمِهِ‏<br />

.<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِا ل ْمُل ْكُ‏ يَبْق َى عَل َى ال ْك ُف ْر ِ وَل َا يَبْق َى عَل َى ا لظ ُّل ْم ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ حُك َمَاءِ‏ ا ل ْمُل ُوكِ‏<br />

وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ‏ بْنُ‏ بَا بَكَ‏<br />

وَعُو تِبَ‏ أ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ عَل َى تَرْكِ‏ عِق َاب ِ<br />

: ا ل ْمُذ ْ ن ِب ِينَ‏ ف َق َال َ<br />

: ل َيْسَ‏ لِل ْجَا ئِر ِ جَا رٌ‏ ، وَل َا تَعْمُرُ‏ ل َهُ‏ دَ‏ ا رٌ‏ .<br />

} أ َشَد ُّ ا لن َّا س ِ عَذ َا بًا يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏ مَنْ‏ أ َشْرَك َهُ‏ ا لل َّهُ‏ فِي سُل ْط َا ن ِهِ‏ ف َ جَارَ‏ فِي<br />

: أ َق ْرَبُ‏ ا ل ْأ َشْيَاءِ‏ صَرْعَة ُ ا لظ َّل ُوم ِ ، وَ‏ أ َ نْف َذ ُ ا لس ِّهَام ِ دَعْوَة ُ ا ل ْمَظ ْل ُوم ِ .<br />

: ا ل ْعَ‏ جَبُ‏ مِنْ‏ مَلِكٍ‏ اسْتَف ْسَدَ‏ رَعِي َّتَهُ‏ وَهُوَ‏ يَعْل َمُ‏ أ َن َّ عِز َّهُ‏ ب ِط َاعَتِه ِمْ‏ .<br />

: إذ َا رَغِبَ‏ ا ل ْمَلِكُ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ رَغِبَتْ‏ الر َّعِي َّة ُ عَنْ‏ ط َاعَتِهِ‏ .<br />

هُمْ‏ ال ْمَرْضَى وَ‏ نَ‏ حْنُ‏ ا ل ْأ َطِب َّاءُ‏ ف َإ ِذ َا ل َمْ‏ نُدَ‏ او ِهِمْ‏ ب ِا ل ْعَف ْو ِ ف َمَنْ‏ ل َهُمْ‏ .<br />

وَال ْقِسْمُ‏ الث َّان ِي : عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ مَعَ‏ مَنْ‏ ف َوْق َهُ‏ ، ك َا لر َّعِي َّةِ‏ مَعَ‏ سُل ْط َان ِهَا ، وَا لص َّ حَا بَةِ‏ مَعَ‏ رَئِيسِهَا<br />

.<br />

ف َق َدْ‏ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ َشْيَاءَ‏ : ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لط َّاعَةِ‏ ، وَبَذ ْل ِ ا لن ُّصْرَةِ‏ ، وَ‏ صِدْ‏ ق ِ ا ل ْوَل َاءِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ إخْل َاصَ‏ ا لط َّاعَةِ‏ أ َجْمَعُ‏ لِلش َّمْ‏ ل ِ ، وَبَذ ْل َ ا لن ُّصْرَةِ‏ أ َدْف َعُ‏ لِل ْوَهَن ِ ، وَ‏ صِدْ‏ قَ‏ ال ْوَل َاءِ‏ أ َنْف َى لِسُوءِ‏ ا لظ َّن ِّ .<br />

وَهَذِهِ‏ أ ُمُو رٌ‏ إن ْ ل َمْ‏ تَجْتَمِعْ‏ فِي ا ل ْمَرْءِ‏ تَسَل َّط َ عَل َيْهِ‏ مَنْ‏ ك َان َ يَدْف َعُ‏ عَنْهُ‏ وَ‏ ا ضْط ُر َّ إل َى ا ت ِّق َاءِ‏ مَنْ‏ يَت َّقِي ب ِهِ‏ ك َمَا ق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ<br />

مَتَى أ َحْوَجْت ذ َا ك َرَم ٍ تَخَط َّى إل َيْك ب ِبَعْض ِ أ َخْل َا ق ِ ا لل ِّئ َام ِ وَفِي اسْتِمْرَ‏ ار ِ هَذ َا حَ‏ ل ُّ ن ِظ َام ٍ جَامِع ٍ ، وَف َسَادُ‏ صَل َاح ٍ شَامِ‏ ل ٍ .<br />

وَق َال َ إبرويس : أ َطِعْ‏ مَنْ‏ ف َوْق َك ، يُطِعْك مَنْ‏ دُونَك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى ل َا يَرْضَى عَنْ‏ خَل ْقِهِ‏ إل َّا ب ِتَأ ْدِ‏ يَةِ‏ حَق ِّهِ‏ ، وَحَق ُّهُ‏ شُك ْرُ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ ، وَ‏ نُصْ‏ حُا ل ْأ ُم َّةِ‏ ، وَحُسْنُ‏<br />

الص َّن ِيعَةِ‏ ، وَ‏ ل ُزُومُ‏ ا لش َّر ِ يعَةِ‏ .<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا لث َّا لِث ُ عَدْل ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ مَعَ‏ أ َك ْف َا ئِهِ‏ وَ‏ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ َشْيَاءَ‏ : ب ِتَرْكِ‏ ا لِاسْتِط َا ل َةِ‏ ، وَمُ‏ جَانَبَةِ‏ ال ْإ ِدْل َال ِ ، وَك َف ِّ ال ْأ َذ َى ؛


لِأ َن َّ تَرْكَ‏ ا لِاسْتِط َا ل َةِ‏ آ ل َفُ‏ ، وَمُجَا نَبَة َ ال ْإ ِدْل َال ِ أ َعْط َفُ‏ ، وَك َف َّ ال ْأ َذ َى أ َ نْصَفُ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ أ ُمُو رٌ‏ إن ْ ل َمْ‏ تَخْل ُصْ‏ فِي ال ْأ َك ْف َاءِ‏ أ َسْرَ‏ عَ‏ فِيه ِمْ‏ تَق َاط ُعُ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏ ف َف َسَدُو ا وَ‏ أ َف ْسَدُو ا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } أ َل َا<br />

أ ُ نْب ِئ ُك ُمْ‏ ب ِشِرَ‏ ار ِ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال ُوا<br />

:<br />

:<br />

:<br />

: بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ق َال َ : مَنْ‏ أ َك َ ل َ وَحْدَهُ‏ وَمَنَعَ‏ ر ِف ْدَهُ‏ وَجَل َدَ‏ عَبْدَهُ‏ ث ُ م َّ ق َال َ : أ َل َاأ ُ نْب ِئ ُك ُمْ‏<br />

ب ِشَر ٍّ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ ؟ ق َال ُوا بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ق َال َ مَنْ‏ يُبْغِضُ‏ ا لن َّا سَ‏ وَ‏ يُبْغِضُو نَهُ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ عِيسَى ا بْنَ‏ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ ق َامَ‏ خَطِيبًا<br />

فِي بَن ِي إسْرَائِيل َ ف َق َال َ<br />

وَل َا تُك َافِئ ُوا ظ َالِمًا ف َيَبْط ُ ل َ ف َضْل ُك ُمْ‏ .<br />

: يَا بَن ِي إسْرَ‏ ائِي ل َ ل َا تَتَك َل َّمُو ا ب ِا ل ْحِك ْمَةِ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْجُه َّال ِ ف َتَظ ْلِمُوهَا ، وَل َا تَمْنَعُوهَا أ َهْل َهَا ف َتَظ ْلِمُوهُمْ‏ ،<br />

يَا بَن ِي إسْرَا ئِي ل َ ا ل ْأ ُمُو رُث َل َاث َة ٌ ‏:أ َمْرٌ‏ تَبَي َّنَ‏ رُشْدُهُ‏ ف َا ت َّب ِعُوهُ‏ ، وَ‏ أ َمْرٌ‏ تَبَي َّنَ‏ غ َي ُّهُ‏ ف َاجْتَن ِبُوهُ‏ ، وَ‏ أ َمْرٌ‏ اخْتَل َف ْتُمْ‏ فِيهِ‏ ف َرُد ُّوهُ‏ إل َى ا لل َّهِ‏<br />

تَعَال َى .<br />

وَهَذ َاال ْ حَدِ‏ يث ُ جَامِعٌ‏ لِ‏ آدَ‏ اب ِ ا ل ْعَدْل ِ فِيا ل ْأ َحْوَال ِ ك ُل ِّهَا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

:<br />

: ك ُ ل ُّ عَق ْ ل ٍ ل َا يُدَارَى ب ِهِا ل ْك ُ ل ُّ ف َل َيْسَ‏ ب ِعَق ْ ل ٍ تَام ٍّ .<br />

مَا دُمْت حَيا ف َدَار ِ الن َّا سَ‏ ك ُل َّهُمْ‏ ف َإ ِن َّمَا أ َ نْتَ‏ فِي دَار ِ ا ل ْمُدَارَاتِ‏ مَنْ‏ يَدْر ِ دَارَى وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَدْر ِ<br />

سَوْفَ‏ يَرَى عَم َّا ق َلِي ل ٍ نَدِيمًا لِلن َّدَ‏ امَاتِ‏ وَق َدْ‏ يَتَعَل َّقُ‏ ب ِهَذِهِ‏ ا لط َّبَق َاتِ‏ أ ُمُو رٌ‏ خَا ص َّة ٌ يَك ُون ُ عَدْ‏ ل ُهُمْ‏ فِيهَا ب ِا لت َّوَس ُّطِ‏ فِي حَا ل َتَيْ‏<br />

ا لت َّق ْصِير ِ وَا لس َّرَفِ‏ ؛ لِأ َن َّا ل ْعَدْل َمَأ ْ خُوذ ٌ مِنْ‏ ا لِاعْتِدَ‏ ال ِ ، ف َمَا جَاوَزَ‏ الِاعْتِدَ‏ ال َ ف َهُوَ‏ خُرُو جٌ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ : ا ل ْف َضَائِ‏ ل ُ هَيْئ َاتٌ‏ مُتَوَس ِّط َة ٌ بَيْنَ‏ خَل َّتَيْن ِ نَاقِصَتَيْن ِ ، وَ‏ أ َف ْعَال ُال ْ خَيْر ِ تَتَوَس َّط ُ بَيْنَ‏ رَذِ‏ يل َتَيْن ِ .<br />

ف َا ل ْحِك ْمَة ُ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ الش َّر ِّ وَا ل ْجَهَا ل َةِ‏ .<br />

وَ‏ الش ُّ جَاعَة ُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ا لت َّق َ ح ُّم ِ وَال ْجُبْ‏ ِن .<br />

وَال ْعِف َّة ُ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ا لش َّرَهِ‏ وَ‏ ضَعْفِ‏ ا لش َّهْوَةِ‏ .<br />

وَ‏ الس َّكِينَة ُ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ الس َّ خَطِ‏ وَ‏ ضَعْفِ‏ ا ل ْغَضَب ِ .<br />

وَ‏ ا ل ْغَيْرَة ُ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ال ْحَسَدِ‏ وَسُوءِ‏ ا ل ْعَادَةِ‏<br />

.<br />

وَالظ ُّرْفُ‏ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ال ْ خَل َاعَةِ‏ وَال ْعَرَامَةِ‏ .<br />

وَ‏ ا لت َّوَا ضُعُ‏ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ال ْكِبْر ِ وَدَ‏ نَاءَةِ‏ ا لن َّف ْس ِ .<br />

وَ‏ الس َّ خَاءُ‏ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ا لت َّبْذِير ِ وَ‏ الت َّق ْتِير ِ .<br />

وَال ْحِل ْمُ‏ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ إف ْرَ‏ اطِ‏ ا ل ْغَضَب ِ وَعَدَمِهِ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْمَوَد َّة ُ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ال ْ خَل َّا بَةِ‏ وَحُسْن ِ ال ْ خُل ُق ِ .<br />

وَ‏ ال ْ حَيَاءُ‏ وَاسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ا ل ْقِ‏ حَةِوَ‏ ال ْ حِق ْدِ‏ .<br />

وَال ْوَق َارُ‏ وَ‏ اسِط َة ٌ بَيْنَ‏ ال ْهُزْءِ‏ وَ‏ الس َّخَاف َةِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ مَا خَرَجَ‏ عَنْ‏ ا لِاعْتِدَال ِ إل َى مَا ل َيْسَ‏<br />

ب ِاعْتِدَ‏ ال ٍ خُرُوجًا عَنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ‏ ب ِعَدْل ٍ ، ف َال ْأ َوْل َى اجْتِنَا بُهُ‏ وَال ْوُق ُوفُ‏ مَعَ‏ ال ْأ َوْسَطِ‏ اق ْتِدَ‏ اءً‏ ب ِال ْ حَدِ‏ يثِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ال ْبَل َدُ‏ ا لس ُّوءُ‏ يَ‏ جْمَعُ‏ ا لس َّف َ ل َ وَ‏ يُور ِث ُ ا ل ْعِل َ ل َ ، وَا ل ْوَل َدُ‏ الس ُّوءُ‏ يَشِينُ‏ ا لس َّل َفَ‏ وَيَهْدِمُ‏ ا لش َّرَفَ‏ ،<br />

وَ‏ ال ْ جَارُ‏ الس ُّوءُ‏ يُف ْشِي الس ِّر َّ وَيَهْتِكُ‏ الس ِّتْرَ‏ .


ف َ جَعَ‏ ل َ هَذِهِ‏ ا ل ْأ َشْيَاءَ‏ ، ب ِ خُرُوج ِهَا عَنْ‏ ال ْأ َوْل َى إل َى مَا ل َيْسَ‏ ب ِأ َوْل َى ، خُرُوجًا عَنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ‏ ب ِعَدْل ٍ .<br />

وَل َسْت تَج ِدُ‏ ف َسَادً‏ ا إل َّا وَسَبَبُ‏ نَتِي جَتِهِ‏ ا ل ْخُرُوجُ‏ فِيهِ‏ مِنْ‏ حَال ِا ل ْعَدْل ِ إل َى مَا ل َيْسَ‏ ب ِعَدْل ٍ مِنْ‏ حَا ل َتَيْ‏ ا لز ِّ يَادَةِ‏ وَ‏ الن ُّق ْصَانِ‏<br />

ف َإ ِذ َن ْ ل َا شَيْءَ‏ أ َ نْف َعُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ ك َمَا ل َا شَيْءَ‏ أ َ ضَر ُّ مِم َّا ل َيْسَ‏ ب ِعَدْل ٍ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ<br />

:<br />

الض َّعِيفُ‏ .<br />

ف َل َيْسَ‏ لِ‏ خَا ئِفٍرَ‏ ا حَة ٌ ، وَل َا لِ‏ حَاذِر ٍ ط ُمَأ ْن ِينَة ٌ .<br />

ف َه ِيَأ َمْنٌ‏ عَام ٌّ تَط ْمَئِن َّ إل َيْهِ‏ الن ُّف ُو سُ‏ وَ‏ تَنْتَشِرُ‏ فِيهِ‏ ا ل ْه ِمَمُ‏ ، وَ‏ يَسْك ُنُ‏ إل َيْهِ‏ ا ل ْبَر ِيءُ‏ ، وَ‏ يَأ ْ ن ِسُ‏ ب ِهِ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ، ال ْأ َمْنُ‏ أ َهْنَأ ُ عَيْش ٍ ، وَال ْعَدْل ُ أ َق ْوَى جَيْش ٍ ؛ لِأ َن َّ ال ْ خَوْفَ‏ يَق ْب ِضُ‏ الن َّا سَ‏ عَنْ‏ مَصَا لِحِه ِمْ‏ ،<br />

وَ‏ يَحْ‏ ج ِزُهُمْ‏ عَنْ‏ تَصَر ُّفِه ِمْ‏ ، وَ‏ يَك ُف ُّهُمْ‏ عَنْ‏ أ َسْبَاب ِ ال ْمَوَاد ِّ ال َّتِي ب ِهَا قِوَ‏ امُ‏ أ َوَدِهِمْ‏ وَا نْتِظ َامُ‏ جُمْل َتِه ِمْ‏ ؛ لِأ َن َّا ل ْأ َمْنَ‏ مِنْ‏ نَتَائِ‏ ج ِ<br />

ا ل ْعَدْل ِ ، وَا ل ْ جَوْرَ‏ مِنْ‏ نَتَا ئِ‏ ج ِ مَا ل َيْسَ‏ ب ِعَدْل ٍ .<br />

وَق َدْ‏ يَك ُون ُ ال ْجَوْرُ‏ تَارَة ً ب ِمَق َاصِدِ‏ ال ْ آدَمِي ِّينَ‏ ال ْ خَار ِجَةِ‏ عَنْ‏ ا ل ْعَدْل ِ ، وَ‏ تَارَة ً يَك ُون ُ ب ِأ َسْبَاب ٍ حَادِ‏ ث َةٍ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ مَق َاصِدِ‏ ال ْ آدَمِي ِّينَ‏<br />

ف َل َا تَك ُون ُ خَار ِجَة ً عَنْ‏ حَال ِا ل ْعَدْل ِ .<br />

ف َمِنْ‏ أ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مَا سَبَقَ‏ مِنْ‏ حَال ِا ل ْعَدْل ِ مُق ْن ِعًا عَنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْأ َمْنُ‏ فِي ا نْتِظ َام ِ الد ُّنْيَا ق َاعِدَة ً ك َا ل ْعِدْل ِ .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ ذ َلِكَ‏ ك َذ َلِكَ‏ ف َال ْأ َمْنُا ل ْمُط ْل َقُ‏ مَا عَ‏ م َّ وَال ْخَوْفُ‏ ق َدْ‏ يَتَنَو َّ عُ‏ تَارَة ً وَ‏ يَعُم ُّ .<br />

ف َتَنَو ُّعُهُ‏ ب ِأ َن ْ يَك ُون َ تَارَة ً عَل َى ا لن َّف ْس ِ ، وَ‏ تَارَة ً عَل َى ا ل ْأ َهْ‏ ل ِ ، وَ‏ تَارَة ً عَل َى ا ل ْمَال ِ .<br />

وَعُمُومُهُ‏ أ َن ْ يَسْتَوْج ِبَ‏ جَمِيعَ‏ ال ْأ َحْوَال ِ ، وَ‏ لِك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْ‏ أ َ نْوَ‏ اعِهِ‏ حَظ ٌّ مِنْ‏ ا ل ْوَهَن ِ ‏،وَنَصِيبٌ‏ مِنْ‏ ال ْ حَزَنِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ يَ‏ خْتَلِفُ‏ ب ِاخْتِل َافِ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ وَيَتَف َا ضَ‏ ل ُ ب ِتَبَايُن ِ ج ِهَا تِهِ‏ ، وَ‏ يَك ُون ُ ب ِحَسَب ِ اخْتِل َافِ‏ الر َّغ ْبَةِ‏ فِيمَا خِيفَ‏ عَل َيْهِ‏ .<br />

ف َمِنْ‏ أ َجَ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ ل َمْ‏ يَجُزْ‏ أ َن ْ يَت َّصِفَ‏ حَال ُ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ مِنْ‏ أ َ نْوَ‏ اعِهِ‏ ب ِمِق ْدَ‏ ار ٍ مِنْ‏ ا ل ْوَهَن ِ وَنَصِيب ٍ مِنْ‏ ا ل ْحَزَنِ‏ ، ل َا سِي َّمَا<br />

وَ‏ ال ْ خَائِفُ‏ عَل َى ا لش َّيْءِ‏ مُ‏ خْتَص ُّا ل ْهَ‏ م ِّ ب ِهِ‏ مُنْصَر ِفُ‏ ا ل ْفِك ْر ِ عَنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

ف َهُوَ‏ يَظ ُن ُّ أ َن ْ ل َا خَوْفَ‏ ل َهُ‏ إل َّا إ ي َّاهُ‏ ، ف َيَغْف ُ ل ُ عَنْ‏ ق َدْر ِ ا لن ِّعْمَةِ‏ ب ِا ل ْأ َمْن ِ فِيمَا سِوَاهُ‏ ، ف َصَارَ‏ ك َا ل ْمَر ِيض ِ ال َّذِي هُوَ‏ ب ِمَرَ‏ ضِهِ‏<br />

مُتَ‏ شَاغِ‏ ل ٌ ، وَعَم َّا سِوَاهُ‏ غ َافِ‏ ل ٌ .<br />

وَ‏ ل َعَ‏ ل َّ مَا صُر ِفَ‏ عَنْهُ‏ أ َعْظ َمُ‏ مِم َّا ا ُ بْتُلِيَ‏<br />

ب ِهِ‏ ، وَإ ِن َّمَا يُوَك َّ ل ُ ب ِال ْأ َدْنَى وَ‏ إ ِن ْ جَ‏ ل َّ مَا يَمْضِي .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ - وَأ َعْرَاب ِ ي ٌّ حَاضِرٌ‏ - : مَا أ َشَد َّ وَجَعَ‏ الض ِّرْ‏ س ِ ، ف َق َال َ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ : ك ُ ل ُّ دَ‏ اءٍ‏ أ َشَد ُّ دَ‏ اءً‏ .<br />

وَك َذ َلِكَ‏ مَنْ‏ عَم َّهُ‏ ا ل ْأ َمْنُ‏ ك َمَنْ‏ اسْتَوْل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْعَافِيَة ُ ، ف َهُوَ‏ ل َا يَعْر ِفُ‏ ق َدْرَ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ ب ِأ َمْن ِهِ‏ حَت َّى يَ‏ خَافَ‏ ، ك َمَا ل َا يَعْر ِفُ‏<br />

ال ْمُعَاف َى ق َدْرَ‏ الن ِّعْمَةِ‏ حَت َّى يُصَابَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : إن َّمَا يُعْرَفُ‏ ق َدْرُ‏ الن ِّعْمَةِ‏ ب ِمُق َاسَاةِ‏ ضِد ِّهَا .<br />

ف َأ َخَذ َ ذ َلِكَ‏ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ ف َق َال َ<br />

:<br />

وَال ْحَادِث َاتُ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ َ صَا بَك بُؤْسُهَا ف َهُوَ‏ ال َّذِي أ َنْبَاكَ‏ ك َيْفَ‏ نَعِيمُهَا ف َال ْأ َوْل َى ب ِا ل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ<br />

يَتَذ َك َّرَ‏ عِنْدَ‏ مَرَ‏ ضِهِ‏ وَخَوْفِهِ‏ ق َدْرَ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ فِيمَا سِوَى ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ عَافِيَتِهِ‏ وَ‏ أ َمْن ِهِ‏ ، وَمَا انْصَرَفَ‏ عَنْهُ‏ مِم َّا هُوَ‏ أ َشَد ُّ مِنْ‏ مَرَ‏ ضِهِ‏<br />

وَخَوْفِهِ‏ ، ف َيَسْتَبْدِل ُ ب ِالش َّك ْوَى شُك ْرًا ، وَ‏ ب ِال ْ جَزَ‏ ع ِ صَبْرًا ، ف َيَك ُون ُ ف َر ِحًا مَسْرُورًا .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ يَعْق ُوبَ‏ ق َال َ لِيُوسُفَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ ، حِينَ‏ ل َقِيَهُ‏<br />

:<br />

إخْوَتِي سَل ْن ِي عَم َّا صَنَعَهُ‏ ب ِي رَب ِّي .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ ل َا تَنْسَ‏ فِي ا لص ِّ ح َّةِ‏ أ َ ي َّامَ‏ الس َّق َمْ‏ ف َإ ِن َّ عُق ْبَى تَار ِكِ‏ ال ْ حَزْم ِ نَدَمْ‏<br />

أ َي ُّ شَيْءٍ‏ ك َان َ خَبَرُك بَعْدِي ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

ل َا تَسْأ َل ْ عَم َّا ف َعَل َهُ‏ ب ِي


وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْ خَامِسَة ُ : ف َه ِيَ‏ خِصْبُ‏ دَ‏ ار ٍ تَت َّسِعُ‏ الن ُّف ُو سُ‏ ب ِهِ‏ فِي ا ل ْأ َحْوَال ِ وَتَشْتَر ِكُ‏ فِيهِ‏ ذ ُوا ل ْإ ِك ْث َار ِ وَال ْإ ِق ْل َا ِل .<br />

ف َيَقِ‏ ل ُّ فِي الن َّا س ِ ال ْ حَسَدُ‏ ، وَيَنْتَفِي عَنْهُمْ‏ تَبَاغ ُضُ‏ ا ل ْعَدَم ِ ، وَ‏ تَت َّسِعُ‏ الن ُّف ُو سُ‏ فِي ا لت َّوَس ُّع ِ ، وَتُك ْثِرُا ل ْمُوَاسَاة َ وَا لت َّوَ‏ اصُ‏ ل َ .<br />

وَذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ أ َق ْوَى الد َّوَاعِي لِصَل َاح ِ الد ُّنْيَا وَانْتِظ َام ِ أ َحْوَا لِهَا ، وَ‏ لِأ َن َّا ل ْخِصْبَ‏ يَئ ُول ُ إل َى ال ْغِنَى وَال ْغِنَى يُور ِث ُ ا ل ْأ َمَا نَة َ<br />

وَ‏ الس َّ خَاءَ‏ .<br />

وَك َتَبَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إل َى أ َب ِي مُوسَىا ل ْأ َشْعَر ِي ِّ<br />

ال ْ حَسَب ِ يَخَافُ‏ ا ل ْعَوَ‏ اقِبَ‏ وَذ َا ا ل ْمَال ِ ل َا يَرْغ َبُ‏ فِي مَال ِ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏<br />

:<br />

ل َاتَسْتَق ْضِيَن َّ إل َّا ذ َا حَسَب ٍ وَمَال ٍ ، ف َإ ِن َّ ذ َا<br />

: إن ِّي وَجَدْت خَيْرَ‏ ا لد ُّنْيَا وَ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ فِي الت ُّق َى وَال ْغِنَى ، وَشَر َّ الد ُّنْيَا وَا ل ْآخِرَةِ‏ فِي ا ل ْف ُ جُور ِوَ‏ ا ل ْف َق ْر ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَل َمْ‏ أ َرَ‏ بَعْدَ‏ ا لد ِّ ين ِ خَيْرًا مِنْ‏ ال ْغِنَى وَ‏ ل َمْ‏ أ َرَ‏ بَعْدَ‏ ال ْك ُف ْر ِ شَرا مِنْ‏ ا ل ْف َق ْر ِ وَب ِ حَسَب ِ ا ل ْغِنَى يَك ُون ُ إق ْل َال ُ<br />

ال ْبَخِيل ِ وَ‏ إ ِعْط َاؤُهُ‏ ، وَ‏ إ ِك ْث َا رُ‏ ال ْجَوَادِ‏ وَسَ‏ خَاؤُهُ‏ ، ك َمَا ق َال َ دِعْب ِ ٌل : ل َئِنْ‏ ك ُنْت ل َا تُولِي نَدًى دُون َ إمْرَةٍ‏ ف َل َسْت ب ِمُول ٍ نَائِل ًا<br />

آخِرَ‏ الد َّهْر ِ وَأ َي ُّ إنَاءٍ‏ ل َمْ‏ يَفِضْ‏ عِنْدَ‏ مِل ْئِهِ‏ وَ‏ أ َي ُّ ب ِ خَيْ‏ ل ٍ ل َمْ‏ يَنَ‏ ل ْ سَاعَة َا ل ْوَف ْر ِ وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْخِصْبُ‏ يُ‏ حْدِث ُ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِ<br />

الص َّل َاح ِ مَا وَ‏ صَف ْتُ‏ ، ك َان َ ال ْجَدْبُ‏ يَ‏ حْدُث ُ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِ ا ل ْف َسَادِ‏ مَا ضَاد َّهَا .<br />

وَك َمَا أ َن َّ صَل َاحَال ْ خِصْب ِ عَام ٌّ ، ف َك َذ َ لِكَ‏ ف َسَادُ‏ ال ْجَدْب ِ عَام ٌّ ، وَمَا عَ‏ م َّ ب ِهِ‏ الص َّل َاحُ‏ إن ْ وُج ِدَ‏ ، وَمَا عَ‏ م َّ ب ِهِ‏ ا ل ْف َسَادُ‏ إن ْ<br />

ف ُقِدَ‏ ، ف َأ َحْرَى أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ‏ ق َوَ‏ اعِدِ‏ الص َّل َاح ِ وَدَوَ‏ اعِي ا لِاسْتِق َامَةِ‏ .<br />

وَال ْخِصْبُ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

: خِ‏ صْبٌ‏ فِي ا ل ْمَك َاسِب ِ ، وَخِصْبٌ‏ فِي ال ْمَوَاد ِّ .<br />

ف َأ َم َّا خِصْبُ‏ ا ل ْمَك َاسِب ِ ف َق َدْ‏ يَتَف َر َّ عُ‏ مِنْ‏ خِصْب ِ ال ْمَوَاد ِّ وَهُوَ‏ مِنْ‏ نَتَا ئِ‏ ج ِ ا ل ْأ َمْن ِا ل ْمُق ْتَر ِنِ‏ ب ِهَا .<br />

وَأ َم َّا خِصْبُ‏ ال ْمَوَاد ِّ ف َق َدْ‏ يَتَف َر َّ عُ‏ عَنْ‏ أ َسْبَاب ٍ إ ل َه ِي َّةٍ‏ وَهُوَ‏ مِنْ‏ نَتَائِج ِ<br />

ا ل ْعَدْل ِا ل ْمُق ْتَر ِنِ‏ ب ِهَا .<br />

:<br />

وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لس َّادِسَة ُ ف َه ِيَ‏ أ َمَ‏ ل ٌ ف َ سِي حٌ‏ يَبْعَث ُ عَل َى اق ْتِنَاءِ‏ مَا يَق ْصُرُ‏ ا ل ْعُمُرُ‏ عَنْ‏ اسْتِيعَا ب ِهِ‏ وَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى اق ْتِنَاءِ‏ مَا ل َيْسَ‏<br />

يُؤَم َّ ل ُ فِي دَرَكِهِ‏ ب ِ حَيَاةِ‏ أ َرْبَا ب ِهِ‏ .<br />

وَل َوْل َا أ َن َّ ا لث َّان ِيَ‏ يَرْ‏ تَفِقُ‏ ب ِمَا أ َنْشَأ َهُا ل ْأ َو َّل ُ حَت َّى يَصِيرَ‏ ب ِهِ‏ مُسْتَغْن ِيًا ، ل َاف ْتَق َرَ‏ أ َهْ‏ ل ُ ك ُ ل ِّ عَصْر ٍ إل َى إ نْشَاءِ‏ مَا يَ‏ حْتَاجُون َ إ ل َيْهِ‏ مِنْ‏<br />

مَنَاز ِل ِ الس ُّك ْنَى وَأ َرَا ضِي ال ْ حَرْثِ‏ ، وَفِي ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِعْوَاز ِ وَ‏ تَعَذ ُّر ِ ال ْإ ِمْك َانِ‏ مَا ل َا خَف َاءَ‏ ب ِهِ‏ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ مَا أ َرْف َقَ‏ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى خَل ْق َهُ‏ ب ِا ت ِّسَا ع ِ ا ل ْ آمَال ِ إل َّا حَت َّى عَم َّرَ‏ ب ِهِ‏ الد ُّنْيَا ف َعَم َّ صَل َاحُهَا وَصَارَتْ‏ تَنْتَقِ‏ ل ُ ب ِعُمْرَ‏ ان ِهَا إل َى ق َرْنٍ‏<br />

بَعْدَ‏ ق َرْنٍ‏ ، ف َيُتِم ُّ ا لث َّا ن ِيَ‏ مَا أ َ بْق َاهُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ مِنْ‏ عِمَارَ‏ تِهَا ، وَيُرَم ِّمُ‏ الث َّا لِث ُ مَا أ َحْدَ‏ ث َهُ‏ الث َّان ِي مِنْ‏ شَعَثِهَا لِتَك ُون َ أ َحْوَا ل ُهَا عَل َى<br />

ال ْأ َعْصَار ِ مُل ْتَئِمَة ً ، وَ‏ أ ُمُو رُهَا عَل َى مَمَر ِّ ا لد ُّهُور ِ مُنْتَظِمَة ً .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ق َصُرْت ال ْ آمَال ُ مَا تَ‏ جَاوَزَا ل ْوَاحِدُ‏ حَاجَة َ يَوْمِهِ‏ ، وَل َا تَعَد َّى ضَرُورَة َ وَق ْتِهِ‏ ، وَل َك َانَتْ‏ تَنْتَقِ‏ ل ُ إل َى مَنْ‏ بَعْدَهُ‏ خَرَا بًا ل َا<br />

يَج ِدُ‏ فِيهَا بُل ْغَة ً ، وَل َا يُدْر ِكُ‏ مِنْهَا حَاجَة ً .<br />

ث ُ م َّ تَنْتَقِ‏ ل ُ إل َى مَنْ‏ بَعْدُ‏ ب ِأ َسْوَ‏ أ َ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ حَال ًا حَت َّى ل َا يُنْمَى ب ِهَانَبْتٌ‏ ، وَل َا يُمْكِنُ‏ فِيهَال ُبْث ٌ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ رَحْمَة ٌ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ لِأ ُم َّتِي ، وَل َوْل َاهُ‏ ل َمَا غ َرَ‏ سَ‏ غ َا ر ِ سٌ‏ شَجَرًا وَل َا<br />

أ َرْ‏ ضَعَتْ‏ أ ُم ٌّ وَل َدًا .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَ‏ لِلن ُّف ُو س ِ وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ عَل َى وَجَ‏ ل ٍ مِنْ‏ ا ل ْمَن ِي َّةِ‏ آمَا ل ٌ تُق َو ِّيهَا ف َال ْمَرْءُ‏ يَبْسُط ُهَا وَ‏ الد َّهْرُ‏ يَق ْب ِضُهَا وَالن َّف ْسُ‏<br />

تَنْشُرُهَا وَال ْمَوْتُ‏ يَط ْو ِيهَا وَأ َم َّا حَال ُ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ فِي أ َمْر ِ ا ل ْآخِرَةِ‏ ف َهُوَ‏ مِنْ‏ أ َق ْوَى ال ْأ َسْبَاب ِ فِي ال ْغَف ْل َةِ‏ عَنْهَا ، وَقِل َّةِ‏ ا لِاسْتِعْدَ‏ ادِ‏ ل َهَا


.<br />

وَق َدْ‏ أ َف ْصَ‏ حَل َب ِي دٌ‏ مَعَ‏ أ َعْرَا ب ِي َّةٍ‏ ب ِمَا تَبَي َّنَ‏ ب ِهِ‏ حَال ُ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ فِيا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ ، ف َق َال َ : وَ‏ أ َك ْذِبُ‏ ا لن َّف ْسَ‏ إذ َا حَد َّث ْتُهَا إن َّ صِدْ‏ قَ‏ ا لن َّف ْس ِ<br />

يُزْر ِي ب ِال ْأ َمَ‏ ل ْ غ َيْرَ‏ أ َن ْ ل َا تَك ْذِبَن َّهَا ب ِالت ُّق َى وَاجْز ِهَا ب ِا ل ْب ِر ِّ لِل َّهِ‏ ا ل ْأ َجَ‏ ل ْ وَف َرْ‏ قُ‏ مَا بَيْنَ‏ ا ل ْ آمَال ِ وَا ل ْأ َمَا ن ِي .<br />

أ َن َّ ال ْ آمَال َ مَا تَق َي َّدَتْ‏ ب ِأ َسْبَاب ٍ ، وَ‏ ال ْأ َمَان ِيَ‏ مَا تَ‏ جَر َّدَتْ‏ عَنْهَا .<br />

ف َهَذِهِ‏ ال ْق َوَاعِدُ‏ ا لس ِّت ُّ ال َّتِي تَصْل ُ حُ‏ ب ِهَا أ َحْوَال ُ الد ُّنْيَا ، وَ‏ تَنْتَظِمُ‏ أ ُمُو رُ‏ جُمْل َتِهَا ، ف َإ ِن ْ ك َمُل َتْ‏ فِيهَا ك َمُ‏ ل َ صَل َاحُهَا .<br />

وَبَعِي دٌ‏ أ َن ْ يَك ُون َ أ َمْرُ‏ الد ُّنْيَا تَاما ك َامِل ًا ، وَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ صَل َاحُهَا عَاما شَامِل ًا ؛ لِأ َن َّهَا مَوْ‏ ضُوعَة ٌ عَل َى ا لت َّغْي ِير ِ وَال ْف َنَاءِ‏ ، مُنْشَأ َ ٌة<br />

عَل َى ا لت َّصَر ُّم ِ وَالِانْقِضَاءِ‏<br />

.<br />

وَسَمِعَ‏ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ رَجُل ًا يَق ُول ُ<br />

:<br />

ق َل َبَ‏ ا لل َّهُ‏ الد ُّنْيَا ، ق َال َ<br />

: ف َإ ِذ َن ْ تَسْتَو ِي ؛ لِأ َن َّهَامَق ْل ُوبَة ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَمِنْ‏ عَادَةِ‏ ال ْأ َي َّام ِ أ َن َّ خُط ُو بَهَا إذ َا سَر َّ مِنْهَاجَان ِبٌ‏ سَاءَ‏ جَان ِبُ‏ وَمَا أ َعْر ِفُ‏ ال ْأ َي َّامَ‏ إل َّا ذ َمِيمَة ً وَل َا<br />

الد َّهْرَ‏ إل َّا وَهُوَ‏ لِلث َّأ ْر ِ ط َا لِبُ‏ وَب ِحَسَب ِ مَا اخْتَ‏ ل َّ مِنْ‏ ق َوَ‏ اعِدِهَا يَك ُون ُ اخْتِل َال ُهَا .<br />

: ف َ صْ‏ ل ٌ<br />

وَأ َم َّا مَا يَصْل ُ حُ‏ ب ِهِ‏ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِيهَا ف َث َل َا ث َة ُ أ َشْيَاءَ‏ ، هِيَ‏ ق َوَ‏ اعِدُ‏ أ َمْر ِهِ‏ وَ‏ ن ِظ َامُ‏ حَا لِهِ‏ ، وَهِيَ‏ ‏:نَف ْ سٌ‏ مُطِيعَة ٌ إل َى<br />

رُشْدِهَا مُنْتَه ِيَة ٌ عَنْ‏ غ َي ِّهَا ، وَ‏ أ ُ ل ْف َة ٌ جَامِعَة ٌ تَنْعَطِفُ‏ ا ل ْق ُل ُوبُ‏ عَل َيْهَا وَيَنْدَفِعُا ل ْمَك ْرُوهُ‏ ب ِهَا ‏،وَمَاد َّة ٌ ك َافِيَة ٌ تَسْك ُنُ‏ نَف ْسُ‏<br />

ال ْإ ِنْسَانِ‏ إل َيْهَا وَيَسْتَقِيمُ‏ أ َوَدُهُ‏ ب ِهَا .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ال ْأ ُول َى ال َّتِي هِيَنَف ْ سٌ‏ مُطِيعَة ٌ<br />

:<br />

:<br />

ف َلِأ َن َّهَا إذ َا أ َط َاعَتْهُ‏ مَل َك َهَا ، وَإ ِذ َا عَصَتْهُ‏ مَل َك َتْهُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَمْلِك ْهَا .<br />

وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَمْلِكْ‏ نَف ْسَهُ‏ ف َهُوَ‏ ب ِأ َن ْ ل َا يَمْلِكَ‏ غ َيْرَهَا أ َحْرَى ، وَمَنْ‏ عَصَتْهُ‏ نَف ْسُهُ‏ ك َان َ ب ِمَعْصِيَةِ‏ غ َيْر ِهَا أ َوْل َى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ل َا يَنْبَغِي لِل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ يَط ْل ُبَ‏ ط َاعَة َ غ َيْر ِهِ‏ وَ‏ نَف ْسُهُ‏ مُمْتَن ِعَة ٌ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : أ َ تَط ْمَعُ‏ أ َن ْ يُطِيعَك ق َل ْبُ‏ سُعْدَى وَتَزْعُمُ‏ أ َن َّ ق َل ْبَك ق َدْ‏ عَصَاك وَط َاعَة ُ نَف ْسِهِ‏ تَك ُون ُ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

أ َحَدُهُمَانُصْ‏ حٌ‏ ، وَالث َّان ِيا نْقِيَادٌ‏<br />

ف َأ َم َّا ا لن ُّصْ‏ حُ‏ ف َهُوَ‏ أ َن ْ يَنْظ ُرَ‏ إل َى ا ل ْأ ُمُور ِ ب ِ حَق َا ئِقِهَا ف َيَرَى ا لر ُّشْدَ‏ رُشْدًا وَ‏ يَسْتَحْسِنَهُ‏ ، وَيَرَى ال ْغَي َّ غ َيا وَيَسْتَق ْب ِ حَهُ‏ .<br />

:<br />

.<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ صِدْ‏ ق ِ ا لن َّف ْس ِ إذ َا سَلِمَتْ‏ مِنْ‏ دَوَ‏ اعِي ال ْهَوَى .<br />

: وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

مَنْ‏ تَف َك َّرَ‏ أ َبْصَرَ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا لِا نْقِيَادُ‏ ف َهُوَ‏ أ َن ْ تُسْر ِ عَ‏ إل َى ا لر ُّشْدِ‏ إذ َا أ َمَرَهَا ، وَ‏ تَنْتَه ِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْغَي ِّ<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ق َبُول ِ ا لن َّف ْس ِ إذ َا ك ُفِيَتْ‏ مُنَازَعَة َ الش َّهَوَ‏ اتِ‏ .<br />

: } ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

وَيُر ِيدُ‏ ال َّذِينَ‏ يَت َّب ِعُون َ ا لش َّهَوَاتِ‏ أ َن ْ تَمِيل ُوا مَيْل ًا عَظِيمًا<br />

إذ َا زَجَرَهَا .<br />

. {<br />

وَ‏ لِلن َّف ْس ِ آدَا بٌ‏ هِيَ‏ تَمَامُ‏ ط َاعَتِهَا ، وَك َمَال ُ مَصْل َحَتِهَا .<br />

وَق َدْ‏ أ َف ْرَدْنَا ل َهَا مِنْ‏ هَذ َا ال ْكِتَاب ِ بَابًا وَاق ْتَصَرْنَا فِي هَذ َاا ل ْمَوْ‏ ضِع ِ عَل َى مَا ق َدْ‏ اق ْتَضَاهُ‏ ا لت َّرْ‏ تِيبُ‏ ‏،وَ‏ اسْتَدْعَاهُا لت َّق ْر ِ يبُ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ وَهِيَا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ال ْ جَامِعَة ُ<br />

:<br />

ف َلِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َمَق ْ صُودٌ‏ ب ِا ل ْأ َذِ‏ ي َّةِ‏ ‏،مَ‏ حْ‏ سُودٌ‏ ب ِا لن ِّعْمَةِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ آلِف ًا مَأ ْل ُوف ًا تَ‏ خَط َّف َتْهُ‏ أ َيْدِي حَاسِدِ‏ يهِ‏ ، وَتَحَك َّمَتْ‏ فِيهِ‏ أ َهْوَاءُ‏ أ َعَادِ‏ يهِ‏ ، ف َل َمْ‏ تَسْل َمْ‏ ل َهُ‏ ن ِعْمَة ٌ ، وَ‏ ل َمْ‏ تَصْفُ‏ ل َهُ‏<br />

مُد َّة ٌ .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ آلِف ًا مَأ ْل ُوف ًا ا نْتَصَرَب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ عَل َى أ َعَادِ‏ يهِ‏ ، وَ‏ امْتَنَعَ‏ مِنْ‏ حَاسِدِ‏ يهِ‏ ، ف َسَلِمَتْ‏ ن ِعْمَتُهُ‏ مِنْهُمْ‏ ، وَ‏ صَف َتْ‏ مُد َّ تُهُ‏ عَنْهُمْ‏ ،<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ صَف ْوُ‏ ا لز َّمَانِ‏ عُسْرًا ، وَسِل ْمُهُ‏ خَط َرًا .


وَق َدْ‏ رَوَى ا بْنُ‏ جُرَيْ‏ ج ٍ عَنْ‏ عَط َاءٍ‏ رَحِمَهُمَا ا لل َّهُ‏ عَنْ‏ جَا ب ِر ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : }<br />

ا ل ْمُؤْمِنُ‏ آلِفٌمَأ ْل ُوفٌ‏ ، وَل َا خَيْرَ‏ فِيمَنْ‏ ل َا يَأ ْ ل َفُ‏ وَل َا يُؤْ‏ ل َفُ‏ ، وَخَيْرُ‏ ا لن َّا س ِ أ َ نْف َعُهُمْ‏ لِلن َّا س ِ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى يَرْضَى ل َك ُمْ‏ ث َل َا ث ًا وَ‏ يَك ْرَهُ‏ ل َك ُمْ‏ ث َل َا ث ًا .<br />

} :<br />

يَرْضَى ل َك ُمْ‏ أ َن ْ تَعْبُدُوهُ‏ وَل َا تُشْر ِك ُو ا ب ِهِ‏ شَيْئ ًا وَ‏ أ َن ْ تَعْتَصِمُو ا ب ِ حَبْلِهِ‏ جَمِيعًا وَل َا تَتَف َر َّق ُو ا وَ‏ أ َن ْ تُنَاصِحُوا مَنْ‏ وَ‏ ل َّاهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َمْرَك ُمْ‏<br />

، وَ‏ يَك ْرَهُ‏ ل َك ُمْ‏ قِي ل َ وَق َال َ وَك َث ْرَة َ الس ُّؤَال ِ وَإ ِ ضَاعَة َ ا ل ْمَال ِ<br />

وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ‏ حَث ٌّ مِنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَل َىال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ<br />

. {<br />

:<br />

مَنْ‏ ق َ ل َّ ذ َل َّ وَق َال َ ق َيْسُ‏ بْنُ‏ عَاصِم ٍ<br />

:<br />

عَز َّتْ‏ ف َل َمْ‏ تُك ْسَرْ‏ وَ‏ إ ِن ْ هِيَ‏ بُد ِّدَتْ‏ ف َال ْوَهْنُ‏ وَ‏ الت َّك ْسِيرُ‏ لِل ْمُتَبَد ِّدِ‏<br />

إن َّ ال ْقِدَاحَ‏ إذ َااجْتَمَعْنَ‏ ف َرَ‏ امَهَا ب ِال ْك َسْر ِ ذ ُو حَنَق ٍ وَ‏ بَط ْش ٍ أ َي ِّدِ‏<br />

وَإ ِذ َا ك َانَتْا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ب ِمَا أ ُ ث ْب ِتَ‏ تَ‏ جْمَعُ‏ الش َّمْ‏ ل َ وَ‏ تَمْنَعُ‏ ا لذ ُّل َّ ، اق ْتَضَتْ‏ ال ْ حَال ُ ذِك ْرَ‏ أ َسْبَا ب ِهَا .<br />

وَ‏ أ َسْبَابُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ خَمْسَة ٌ وَهِيَ‏ : ا لد ِّ ينُ‏ وَالن َّسَبُ‏ وَا ل ْمُصَاهَرَة ُ وَا ل ْمَوَد َّة ُ وَا ل ْب ِر ُّ .<br />

: ف َأ َم َّا ا لد ِّ ينُ‏<br />

:<br />

وَهُوَ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِ ال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ يَبْعَث ُ عَل َى ا لت َّنَا صُر ِ ، وَ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ا لت َّق َاط ُع ِ وَالت َّدَابُر ِ .<br />

} :<br />

وَ‏ ب ِمِث ْ ل ِ ذ َ لِكَ‏ وَص َّى رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ صْحَا بَهُ‏ ، ف َرَوَى سُف ْيَان ُ عَنْ‏ ا لز ُّهْر ِي ِّ عَنْ‏ أ َ نَس ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ل َا تَق َاط َعُوا وَل َا تَدَابَرُوا وَل َا تَحَاسَدُوا وَك ُونُوا عِبَادَ‏ ا لل َّهِ‏ إخْوَانًا ل َا<br />

يَحِ‏ ل ُّ لِمُسْلِم ٍ أ َن ْ يَهْ‏ جُرَ‏ أ َخَاهُ‏ ف َوْ‏ قَ‏ ث َل َاثٍ‏ { .<br />

وَهَذ َا وَ‏ إ ِن ْ ك َان َاجْتِمَاعُهُمْ‏ فِي الد ِّ ين ِ يَق ْتَضِيهِ‏ ف َهُوَ‏ عَل َى وَجْهِ‏ ا لت َّ حْذِ‏ ير ِ مِنْ‏ تَذ َك ُّر ِ تُرَاثِ‏ ا ل ْ جَاهِلِي َّةِ‏ وَ‏ إ ِحَن ِ ا لض َّل َا ل َةِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ بُعِث َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ أ َشَد ُّ تَق َاط ُعًا وَ‏ تَعَادِ‏ يًا ، وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ اخْتِل َاف ًا وَتَمَادِ‏ يًا ، حَت َّى إن َّ بَن ِي<br />

ا ل ْأ َب ِ ا ل ْوَ‏ احِدِ‏ يَتَف َر َّق ُون َ أ َحْزَ‏ ابًا ف َتُثِيرُ‏ بَيْنَهُمْ‏ ب ِا لت َّ حَز ُّب ِ وَ‏ الِاف ْتِرَا ق ِ أ َحْق َادُ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏ ، وَ‏ إ ِحَنُ‏ ال ْبُعَدَاءِ‏ .<br />

وَك َانَتْا ل ْأ َنْصَا رُ‏ أ َشَد َّهُمْ‏ تَق َاط ُعًا وَ‏ تَعَادِيًا ، وَك َان َ بَيْنَ‏ ال ْأ َوْ‏ س ِوَ‏ ال ْ خَزْرَج ِ مِنْ‏ الِاخْتِل َافِ‏ وَالت َّبَايُن ِ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِمْ‏ إل َى أ َن ْ<br />

أ َسْل َمُو ا ف َذ َهَبَتْ‏ إحَنُهُمْ‏ وَا نْق َط َعَتْ‏ عَدَ‏ اوَا تُهُمْ‏ وَصَارُواب ِا ل ْإ ِسْل َام ِ إخْوَانًا مُتَوَا صِلِينَ‏ ، وَ‏ ب ِأ ُ ل ْف َةِ‏ ا لد ِّ ين ِ أ َعْوَا نًا مُتَنَا صِر ِ ينَ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَ‏ اذ ْك ُرُو ا ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ‏ عَل َيْك ُمْ‏ إذ ْ ك ُنْتُمْ‏ أ َعْدَ‏ اءً‏ ف َأ َ ل َّفَ‏ بَيْنَ‏ ق ُل ُوب ِك ُمْ‏ ف َأ َصْبَحْتُمْ‏ ب ِن ِعْمَتِهِ‏ إخْوَانًا {<br />

يَعْن ِي أ َعْدَ‏ اءً‏ فِي ا ل ْجَاهِلِي َّةِ‏ ف َأ َ ل َّفَ‏ بَيْنَ‏ ق ُل ُوب ِك ُمْ‏ ب ِال ْإ ِسْل َا ِم .<br />

وَق َال َ تَعَال َى<br />

يَعْن ِي حُبا .<br />

.<br />

} :<br />

إن َّ ال َّذِ‏ ينَ‏ آمَنُوا وَعَمِل ُو ا الص َّا لِحَاتِ‏ سَيَ‏ جْعَ‏ ل ُ ل َهُمْ‏ ا لر َّحْمَنُ‏ وُدا { .<br />

وَعَل َى حَسَب ِ ا لت َّآ ل ُفِ‏ عَل َى الد ِّ ين ِ تَك ُون ُ ال ْعَدَاوَة ُ<br />

فِيهِ‏ إذ َا اخْتَل َفَ‏ أ َهْل ُهُ‏ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ‏ يَق ْط َعُ‏ فِي الد ِّ ين ِ مَنْ‏ ك َان َ ب ِهِ‏ بَرا وَعَل َيْهِ‏ مُشْفِق ًا .<br />

هَذ َا أ َبُو عُبَيْدَة َ بْنُ‏ ال ْ جَر َّ اح ِ ، وَق َدْ‏ ك َانَتْ‏ ل َهُا ل ْمَنْز ِ ل َة ُ ا ل ْعَا لِيَة ُ فِيا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَا ل ْأ َث َر ِ ال ْمَشْهُو ر ِ فِيا ل ْإ ِسْل َام ِ ، ق َتَ‏ ل َ أ َ بَاهُ‏ يَوْم بَدْر ٍ<br />

وَأ َتَى ب ِرَأ ْسِهِ‏ إل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ط َاعَة ً لِل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ وَلِرَسُو لِهِ‏ ، حِينَ‏ بَقِيَ‏ عَل َى ضَل َا لِهِ‏ وَا نْهَمَكَ‏ فِي<br />

ط ُغْيَا ن ِهِ‏ .<br />

ف َل َمْ‏ يُعْطِف ْهُ‏ عَل َيْهِ‏ رَحْمَة ٌ وَل َا ك َف َّهُ‏ عَنْهُ‏ شَف َق َة ٌ ، وَهُوَ‏ مِنْ‏ أ َ بَر ِّ ال ْأ َبْنَاءِ‏ ، تَغْلِيبًا لِلد ِّ ين ِ عَل َى الن َّسَب ِ وَط َاعَةِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى عَل َى<br />

ط َاعَةِ‏ ا ل ْأ َب ِ .<br />

وَفِيهِ‏ أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ‏ :<br />

أ َبْنَاءَهُمْ‏ أ َوْ‏ إخْوَانَهُمْ‏ أ َوْ‏ عَشِيرَ‏ تَهُمْ‏<br />

. {<br />

} ل َا تَ‏ ج ِدُ‏ ق َوْمًا يُؤْمِنُون َ ب ِا َ لل َّهِ‏ وَا ل ْيَوْم ِ ال ْ آخِر ِ يُوَاد ُّون َ مَنْ‏ حَاد َّ ا لل َّهَ‏ وَرَسُو ل َهُ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ك َانُوا آ بَاءَهُمْ‏ أ َوْ‏


وَق َدْ‏ يَ‏ خْتَلِفُ‏ أ َهْ‏ ل ُ ا لد ِّ ين ِ عَل َى مَذ َ اهِبَ‏ شَت َّى وَآرَ‏ اءٍ‏ مُ‏ خْتَلِف َةٍ‏ ف َيَحْدُث ُ بَيْنَ‏ ا ل ْمُ‏ خْتَلِفِينَ‏ فِيهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ وَالت َّبَايُن ِ مِث ْ ل ُ مَا<br />

يَحْدُث ُ بَيْنَ‏ ا ل ْمُ‏ خْتَلِفِينَ‏ فِي ال ْأ َدْيَانِ‏ .<br />

وَعِل َّة ُ ذ َ لِكَ‏ أ َن َّ الد ِّ ينَ‏ وَا لِاجْتِمَا عَ‏ عَل َى ا ل ْعَق ْدِ‏ ا ل ْوَ‏ احِدِ‏ فِيهِ‏ ل َم َّا ك َان َ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ، ك َان َ الِاخْتِل َافُ‏ فِيهِ‏ أ َق ْوَى<br />

أ َسْبَاب ِا ل ْف ُرْق َةِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا تَك َاف َأ َ أ َهْ‏ ل ُ ال ْأ َدْيَانِا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏ وَا ل ْمَذ َ اهِب ِ ال ْمُتَبَاي ِنَةِ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ أ َحَدُا ل ْف َر ِ يق َيْن ِ أ َعْل َى يَدًا ، وَ‏ أ َك ْث َرَ‏ عَدَدًا ، ك َانَتْ‏<br />

ال ْعَدَاوَة ُ بَيْنَهُمْ‏ أ َق ْوَى وَا ل ْإ ِحَنُ‏ فِيه ِمْ‏ أ َعْظ َمَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَنْضَم ُّ إل َى عَدَ‏ اوَةِ‏ ا لِاخْتِل َافِ‏ تَ‏ حَاسُدُ‏ ال ْأ َك ْف َاءِ‏ ، وَتَنَاف ُسُ‏ ا لن ُّظ َرَاءِ‏ .<br />

: وَأ َم َّا الن َّسَبُ‏<br />

وَهُوَ‏ الث َّان ِي مِنْ‏ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َلِأ َن َّ تَعَاط ُفَ‏ ال ْأ َرْحَام ِ وَحَمِي َّة َا ل ْق َرَا بَةِ‏ يَبْعَث َانِ‏ عَل َى ا لت َّنَا صُر ِوَا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ،<br />

وَ‏ يَمْنَعَانِ‏ مِنْ‏ ا لت َّ خَاذ ُل ِ وَا ل ْف ُرْق َةِ‏ ، أ َ نَف َة ً مِنْ‏ اسْتِعْل َاءِ‏ ا ل ْأ َبَاعِدِ‏ عَل َى ا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَتَوَق ِّيًا مِنْ‏ تَسَل ُّطِ‏ ا ل ْغُرَبَاءِ‏ ا ل ْأ َجَا ن ِب ِ .<br />

. {<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إن َّ ا لر َّحِمَ‏ إذ َا تَمَاس َّتْ‏ تَعَاط َف َتْ‏<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ حَفِظ َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ أ َ نْسَا بَهَا ل َم َّا امْتَنَعَتْ‏ عَنْ‏ سُل ْط َانٍ‏ يَق ْهَرُهَا وَيَك ُف ُّ ال ْأ َذ َى عَنْهَا لِتَك ُون َ ب ِهِ‏ مُتَظ َافِرَة ً عَل َى مَنْ‏ نَاوَأ َهَا<br />

، مُتَنَاصِرَة ً عَل َى مَنْ‏ شَاق َّهَا وَعَادَاهَا ، حَت َّى بَل َغَتْ‏ ب ِأ ُ ل ْف َةِ‏ ال ْأ َنْسَاب ِ تَنَاصُرَهَا عَل َى ا ل ْق َو ِي ِّ ا ل ْأ َي ِّدِوَ‏ تَحَك َّمَتْ‏ ب ِهِ‏ تَحَك ُّمَ‏<br />

ا ل ْمُتَسَل ِّطِ‏ ا ل ْمُتَشَط ِّطِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ أ َعْذ َرَ‏ نَب ِي ُّ ا لل َّهِ‏ ل ُوط ٌ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ نَف ْسَهُ‏ حِينَ‏ عَدِمَ‏ عَشِيرَة ً تَنْصُرُهُ‏ ، ف َق َال َ لِمَنْ‏ بُعِث َ إل َيْه ِمْ‏ : } ل َوْ‏ أ َن َّ لِي ب ِك ُمْ‏ ق ُو َّة ً<br />

أ َوْ‏ آو ِي إل َى رُك ْن ٍ شَدِ‏ يدٍ‏ { .<br />

يَعْن ِي عَشِيرَة ً مَا ن ِعَة ً .<br />

وَرَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ ل ُوط ًا ، ل َق َدْ‏ ك َان َ يَأ ْو ِي إل َى<br />

{ . رُك ْن ٍ شَدِ‏ يدٍ‏<br />

يَعْن ِي ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ .<br />

وَق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } مَا بَعَث َ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى مِنْ‏ بَعْدِهِ‏ نَب ِيا إل َّا فِي ث َرْوَةٍ‏ مِنْ‏ ق َوْمِهِ‏ { .<br />

وَق َال َ وَهْبٌ‏<br />

: ل َق َدْ‏ وَرَدَتْ‏ ا لر ُّسُ‏ ل ُ عَل َى ل ُوطٍ‏ وَق َال ُوا : إن َّ رُك ْنَكل َ شَدِ‏ ي دٌ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ،<br />

ق َال َ ا لر ِّ يَاشِي ُّ ‏:ا ل ْمُف ْرَجُ‏ ال َّذِي ل َا يَنْتَمِي إل َى ق َب ِيل َةٍ‏ يَك ُون ُ مِنْهَا .<br />

وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ‏ حَث ٌّ مِنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَل َىال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ وَك َف ٌّ عَنْ‏ ا ل ْف ُرْق َةِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا لن َّسَبُ‏<br />

} :<br />

} أ َ ن َّهُ‏ ك َان َ ل َا يَتْرُكُا ل ْمَرْءَ‏ مُف ْرَجًا حَت َّى يَضُم َّهُ‏ إل َى ق َب ِيل َةٍ‏ يَك ُون ُ فِيهَا { .<br />

مَنْ‏ ك َث َّرَ‏ سَوَ‏ ادَ‏ ق َوْم ٍ ف َهُوَ‏ مِنْهُمْ‏<br />

. {<br />

ب ِهَذِهِ‏ ا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ مِنْا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َق َدْ‏ تَعْر ِضُ‏ ل َهُ‏ عَوَار ِ ضُ‏ تَمْنَعُ‏ مِنْهَا ، وَ‏ تَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْف ُرْق َةِ‏ ا ل ْمُنَافِيَةِ‏ ل َهَا .<br />

ف َإ ِذ َن ْ ق َدْ‏ ل َز ِمَ‏ أ َن ْ نَصِفَ‏ حَال َ ال ْأ َنْسَاب ِ ، وَمَا يَعْر ِضُ‏ ل َهَا مِنْ‏ ا ل ْأ َسْبَاب ِ .<br />

ف َ جُمْل َة ُا ل ْأ َنْسَاب ِ أ َن َّهَا تَنْق َسِمُ‏ ث َل َا ث َة َ أ َق ْسَام ٍ ‏:قِسْ‏ مٌ‏ وَ‏ الِدُون َ ، وَقِسْمٌ‏ مَوْ‏ ل ُودُون َ ، وَقِسْمٌ‏ مُنَاسِبُون َ .<br />

وَ‏ لِك ُ ل ِّ قِسْم ٍ مِنْهُمْ‏ مَنْز ِ ل َة ٌ مِنْا ل ْب ِر ِّ وَا لص ِّل َةِ‏ ، وَعَار ِ ضٌ‏ يَط ْرَ‏ أ ُ ف َيَبْعَث ُ عَل َى ال ْعُق ُوق ِ وَ‏ ا ل ْق َطِيعَةِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْوَا لِدُون َ ف َهُمْ‏ ال ْ آبَاءُ‏ وَال ْأ ُم َّهَاتُ‏ وَال ْأ َجْدَادُ‏ وَا ل ْجَد َّاتُ‏ .<br />

وَهُمْ‏ مَوْسُومُون َ مَعَ‏ سَل َامَةِأ َحْوَا لِه ِمْ‏ ب ِ خُل ُق َيْن ِ : أ َحَدُهُمَال َا ز ِمٌ‏ ب ِا لط َّبْع ِ ، وَالث َّان ِي حَادِ‏ ث ٌ ب ِاك ْتِسَاب ٍ .<br />

ف َأ َم َّا مَا ك َان َ ل َاز ِمًا ب ِا لط َّبْع ِ ف َهُوَ‏ ال ْ حَذ َرُ‏ وَ‏ ال ْإ ِشْف َا قُ‏ .


وَذ َ لِكَ‏ ل َا يَنْتَقِ‏ ل ُ عَنْ‏ ا ل ْوَا لِدِ‏ ب ِحَال ٍ ، وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } ا ل ْوَ‏ ل َدُ‏ مَبْ‏ خَل َة ٌ مَ‏ جْهَل َة ٌ مَ‏ جْبَنَ‏ ٌة<br />

{ . مَ‏ حْزَ‏ نَ‏ ٌة<br />

ف َأ َخْبَرَ‏ أ َن َّ ال ْ حَذ َرَ‏ عَل َيْهِ‏ يُك ْسِبُ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َوْصَافَ‏ ، وَيُحْدِث ُ هَذِهِ‏ ال ْأ َخْل َا ‏َق .<br />

وَق َدْ‏ ك َر ِهَ‏ ق َوْمٌ‏ ط َل َبَ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدِ‏ ك َرَ‏ اهَة ً لِهَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َةِ‏ ال َّتِي ل َا يَق ْدِرُ‏ عَل َى دَف ْعِهَا عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ، لِل ُزُومِهَا ط َبْعًا ، وَحُدُوثِهَا حَتْمًا .<br />

وَقِي ل َ لِيَحْيَى بْن ِ زَك َر ِي َّا عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ‏<br />

هَد َّن ِي<br />

:<br />

مَا بَال ُك تَك ْرَهُ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدَ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

.<br />

وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏<br />

مَا لِي وَ‏ لِل ْوَل َدِ‏ ، إن ْ عَا شَ‏ ك َد َّن ِي ، وَ‏ إ ِن ْ مَاتَ‏<br />

: أ َل َا تَتَزَو َّجُ‏ ؟ ف َق َال َ : إن َّمَا يُحَب ُّ ا لت َّك َا ث ُرُ‏ فِي دَار ِ ا ل ْبَق َاءِ‏ .<br />

وَأ َم َّا مَا ك َان َ حَادِث ًا ب ِا لِاك ْتِسَاب ِ ف َه ِيَ‏ ا ل ْمَ‏ حَب َّة ُ ال َّتِي تُنَم َّى مَعَ‏ ا ل ْأ َوْق َاتِ‏ ، وَ‏ تَتَغَي َّرُ‏ مَعَ‏ تَغَي ُّر ِ ال ْ حَال َاتِ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَعْن ِي أ َن َّ حُب َّهُ‏ يَل ْتَصِقُ‏ ب ِن ِيَاطِ‏ ا ل ْق َل ْب ِ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

{ . ‏{ا ل ْوَل َدُ‏ أ َ نْوَط ُ :<br />

:<br />

} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ ث َمَرَة ٌ ، وَ‏ ث َمَرَة ُ ا ل ْق َل ْب ِا ل ْوَ‏ ل َدُ‏<br />

. {<br />

ف َإ ِن ْ ا نْصَرَفَ‏ ال ْوَالِدُ‏ عَنْ‏ حُب ِّ ا ل ْوَ‏ ل َدِ‏ ف َل َيْسَ‏ ذ َ لِكَ‏ لِبَعْض ٍ مِنْهُ‏ ، وَل َكِنْ‏ لِسَل ْوَةٍ‏ حَدَ‏ ث َتْ‏ مِنْ‏ عُق ُو ق ٍ أ َوْ‏ تَق ْصِير ٍ ، مَعَ‏ بَق َاءِ‏<br />

ال ْ حَذ َر ِ وَ‏ ال ْإ ِشْف َا ق ِ ال َّذِي ل َا يَزُول ُ عَنْهُ‏ ، وَل َا يَنْتَقِ‏ ل ُ مِنْهُ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى رَضِيَ‏ ا ل ْآ بَاءَ‏ لِل ْأ َبْنَاءِ‏ ف َ حَذ َّرَهُمْ‏ فِتْنَتَهُمْ‏ وَل َمْ‏ يُو صِه ِمْ‏ ب ِه ِمْ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏<br />

يَرْضَ‏ ال ْأ َبْنَاءَ‏ لِل ْ آ بَاءِ‏ ف َأ َوْصَاهُمْ‏ ب ِه ِمْ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن َّ شَر َّ ال ْأ َبْنَاءِ‏ مَنْ‏ دَعَاهُ‏ ا لت َّق ْصِيرُ‏ إل َى ال ْعُق ُوق ِ ، وَشَر َّ ا ل ْآ بَاءِ‏ مَنْ‏ دَعَاهُ‏ ا ل ْب ِر ُّ إل َى ال ْإ ِف ْرَاطِ‏ .<br />

وَال ْأ ُم َّهَاتُ‏ أ َك ْث َرُ‏ إشْف َاق ًا وَ‏ أ َوْف َرُ‏ حُبا لِمَا بَاشَرْن َ مِنْ‏ ا ل ْو ِ ل َادَةِ‏ وَعَا نَيْنَ‏ مِنْ‏ ا لت َّرْ‏ ب ِيَةِ‏ ف َإ ِ ن َّهُن َّ أ َرَ‏ ق ُّ ق ُل ُوبًا وَ‏ أ َ ل ْيَنُ‏ نُف ُوسًا .<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ ذ َلِكَ‏ وَجَبَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ا لت َّعَط ُّفُ‏ عَل َيْه ِن َّ أ َوْف َرَ‏ جَزَ‏ اءٍ‏ لِفِعْلِه ِن َّ ، وَكِف َاءً‏ لِ‏ حَق ِّه ِن َّ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ق َدْ‏ أ َشْرَكَ‏<br />

بَيْنَهُمَا فِيا ل ْب ِر ِّ وَجَمَعَ‏ بَيْنَهُمَا فِي ا ل ْوَ‏ صِي َّةِ‏ ، ف َق َال َ تَعَال َى وَوَص َّيْنَا ال ْإ ِنْسَان َ ب ِوَا لِدِ‏ يهِ‏ حُسْنًا<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ أ َن َّ<br />

. {<br />

} :<br />

:<br />

} رَجُل ًا أ َتَى إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ : إن َّ لِي أ ُما أ َنَا مُطِيعُهَا أ ُق ْعِدُهَا عَل َى ظ َهْر ِي ، وَل َا<br />

أ َصْر ِفُ‏ عَنْهَا وَجْه ِي ، وَأ َرُد ُّ إل َيْهَا ك َسْب ِي ، ف َهَ‏ ل ْ جَزَيْتهَا ؟ ق َال َ ل َا وَل َا ب ِزَف ْرَةٍ‏ وَ‏ احِدَةٍ‏ .<br />

ق َال َ : وَ‏ لِمَ‏ ؟ ق َال َ لِأ َ ن َّهَا ك َانَتْ‏ تَخْدُمُك وَهِيَ‏ تُ‏ حِب ُّ حَيَاتَك ، وَأ َ نْتَ‏ تَخْدُمُهَا وَتُ‏ حِب ُّ مَوْتَهَا<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ : حَق ُّا ل ْوَا لِدِ‏ أ َعْظ َمُ‏ ، وَ‏ ب ِر ُّا ل ْوَا لِدِ‏ أ َ ل ْزَمُ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

. {<br />

:<br />

} أ َنْهَاك ُمْ‏ عَنْ‏ عُق ُو ق ِ ا ل ْأ ُم َّهَاتِ‏ ، وَوَ‏ أ ْدِ‏ ا ل ْبَنَاتِ‏ ، وَمَنْع ٍ وَهَاتِ‏ { .<br />

وَرَوَى خَا لِدُ‏ بْنُ‏ مَعْدَ‏ ان َ عَنْ‏ ال ْمِق ْدَام ِ ق َال َ : سَمِعْت رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ يَق ُول ُ<br />

ب ِأ ُم َّهَاتِك ُمْ‏ ث ُ م َّ يُوصِيك ُمْ‏ ب ِا ل ْأ َق ْرَب ِ ف َال ْأ َق ْرَب ِ<br />

وَأ َم َّاا ل ْمَوْ‏ ل ُودُون َ ف َهُمْ‏ ال ْأ َوْل َادُ‏ وَأ َوْل َادُ‏<br />

ال ْأ َوْل َادِ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تُسَم ِّي وَ‏ ل َدَ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدِ‏ ا لص َّف ْوَة َ .<br />

:<br />

. {<br />

وَهُمْ‏ مُ‏ خْتَص ُّون َ مَعَ‏ سَل َامَةِأ َحْوَا لِه ِمْ‏ ب ِ خُل ُق َيْن ِ<br />

ف َأ َم َّا ا لل َّاز ِمُ‏ ف َهُوَ‏ ال ْأ َ نَف َة ُ لِل ْ آ بَاءِ‏ مِنْ‏ تَهَض ُّم ٍ أ َوْ‏ خُمُول ٍ .<br />

وَ‏ ا ل ْأ َ نَف َة ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ‏ فِي مُق َا بَل َةِ‏ ال ْإ ِشْف َاق ِ فِي ال ْ آبَاءِ‏ .<br />

: أ َحَدُهُمَال َا ز ِمٌ‏ ، وَا ل ْآخَرُ‏ مُنْتَقِ‏ ٌل .<br />

} إن َّ ا لل َّهَ‏ يُو صِيك ُمْ‏


وَق َدْ‏ ل َ حَظ َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ هَذ َا ال ْمَعْنَى فِي شَعْر ِهِ‏ ف َق َال َ : ف َأ َصْبَحْت يَل ْق َا ن ِي ا لز َّمَان ُ لِأ َجْلِهِ‏ ب ِإ ِعْظ َام ِ مَوْل ُودٍ‏ وَإ ِشْف َا ق ِ وَ‏ الِدِ‏<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُنْتَقِ‏ ل ُ ف َهُوَ‏ ال ْإ ِدْل َال ُ ، وَهُوَ‏ أ َو َّل ُ حَال ِ ا ل ْوَل َدِ‏ ، وَال ْإ ِدْل َال ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ‏ فِي مُق َا بَل َةِ‏ ا ل ْمَ‏ حَب َّةِ‏ فِي ال ْ آ بَاءِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَ‏ حَب َّة َ<br />

ب ِال ْآبَاءِ‏ أ َخَص ُّ ، وَال ْإ ِدْل َال َ ب ِال ْأ َبْنَاءِ‏ أ َمَس ُّ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

وَ‏ ل َمْ‏ يَلِدُونَا {<br />

ث ُ م َّ ال ْإ ِدْل َال ُ فِي ال ْأ َبْنَاءِ‏ ق َدْ‏ يَنْتَقِ‏ ل ُ مَعَ‏ ا ل ْكِبَر ِ إل َى أ َحَدِ‏ أ َمْرَ‏ يْن ِ<br />

ق ُل ْت يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ مَا بَال ُنَا نَر ِ ق ُّ عَل َى أ َوْ‏ ل َادِ‏ نَا وَل َا يَر ِق ُّون َ عَل َيْنَا ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

.<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ا ل ْوَل َدُ‏ رَشِيدً‏ ا أ َوْ‏ ك َان َ ال ْأ َبُ‏ بَرا عَط ُوف ًا صَارَ‏ ال ْإ ِدْل َال ُ ب ِرا وَ‏ إ ِعْظ َامًا<br />

.<br />

إم َّا ا ل ْب ِر ُّ وَال ْإ ِعْظ َامُ‏ ، وَإ ِم َّا إل َى ا ل ْ جَف َاءِ‏ وَال ْعُق ُو ِق .<br />

لِأ َن َّا وَل َدْنَاهُمْ‏<br />

وَق َدْ‏ رَوَى الز ُّهْر ِي ُّ ، عَنْ‏ عَامِر ِ بْن ِ شَرَاحِي ل َ ، أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ لِ‏ جَر ِير ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ : } إن َّ حَق َّ<br />

ا ل ْوَ‏ الِدِ‏ عَل َى ا ل ْوَل َدِ‏ أ َن ْ يَخْشَعَ‏ ل َهُ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْغَضَب ِ ، وَ‏ يُؤْثِرَهُ‏ عَل َى نَف ْسِهِ‏ عِنْدَ‏ الن َّصَب ِ وَ‏ الس َّغَب ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْمُك َافِئ َ ل َيْسَ‏ ب ِا ل ْوَا صِ‏ ل ِ وَل َكِن َّ ا ل ْوَا صِ‏ ل َ مَنْ‏ إذ َا ق ُطِعَتْ‏ رَحِمُهُ‏ وَصَل َهَا<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ا ل ْوَ‏ ل َدُ‏ غ َاو ِيًا أ َوْ‏ ك َان َ ال ْوَالِدُ‏ جَافِيًا صَارَ‏ ال ْإ ِدْل َال ُ ق َطِيعَة ً وَعُق ُوق ًا<br />

. {<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ امْرَ‏ أ ً أ َعَان َ وَل َدَهُ‏ عَل َى ب ِر ِّهِ‏ { .<br />

وَ‏ بُش ِّرَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ب ِمَوْل ُودٍ‏ ف َق َال َ رَيْ‏ حَانَة ٌ أ َشُم ُّهَا ث ُ م َّ هُوَ‏ عَنْ‏ ق َر ِيب ٍ وَ‏ ل َدٌ‏ بَا ر ٌّ أ َوْ‏ عَ‏ دُو ٌّ ضَا ر ٌّ<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي<br />

مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: ال ْعُق ُوقُ‏ ث َك ْ ل ُ مَنْ‏ ل َمْ‏ يُث ْك َل ْ .<br />

.<br />

:<br />

.<br />

: ابْنُك رَيْ‏ حَانُك سَبْعًا ، وَخَادِمُك سَبْعًا وَوَز ِ يرُك سَبْعًا ، ث ُ م َّ هُوَ‏ صِد ِّ يقٌ‏ أ َوْ‏ عَ‏ دُو ٌّ .<br />

وَ‏ أ َم َّا ا ل ْمُنَاسِبُون َ ف َهُمْ‏ مِنْ‏ عَدَا ال ْ آ بَاءِ‏ وَال ْأ َبْنَاءِ‏ مِم َّنْ‏ يَرْج ِعُ‏ ب ِتَعْصِيب ٍ أ َوْ‏ رَحِم ٍ .<br />

وَا َل َّذِي يَ‏ خْتَص ُّون َ ب ِهِ‏ ال ْ حَمِي َّة ُ ا ل ْبَاعِث َة ُ عَل َى ا لن ُّصْرَةِ‏ ، وَهِيَ‏ أ َدْنَى رُتْبَةِ‏ ال ْأ َ نَف َةِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْأ َنَف َة َ تَمْنَعُ‏ مِنْ‏ الت َّهَض ُّم ِ وَا ل ْ خُمُول ِ مَعًا<br />

، وَ‏ ال ْ حَمِي َّة ُ تَمْنَعُ‏ مِنْ‏ الت َّهَض ُّم ِ وَ‏ ل َيْسَ‏ ل َهَا فِي ك َرَ‏ اهَةِ‏ ال ْ خُمُول ِنَ‏ صِيبٌ‏ إل َّا أ َن ْ يَق ْتَر ِن َ ب ِهَا مَا يَبْعَث ُ عَل َىا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ .<br />

وَحَمِي َّة ُ ا ل ْمُنَاسِب ِينَ‏ إن َّمَا تَدْعُو إل َى الن ُّصْرَةِ‏ عَل َى ا ل ْبُعَدَ‏ اءِ‏ وَا ل ْأ َجَا ن ِب ِ ، وَهِيَ‏ مُعَر َّ ضَة ٌ لِحَسَدِا ل ْأ َدَ‏ ان ِي وَا ل ْأ َق َار ِب ِ ، مَوْك ُول َة ٌ<br />

إل َى مُنَاف َسَةِ‏ ا لص َّاحِب ِ ب ِالص َّاحِب ِ ، ف َإ ِن ْ حُر ِسَتْ‏ ب ِالت َّوَا صُ‏ ل ِ وَالت َّل َاط ُفِ‏ تَأ َك َّدَتْ‏ أ َسْبَا بُهَا وَ‏ اق ْتَرَن َ ب ِ حَمِي َّةِ‏ الن َّسَب ِ مُصَاف َاة ُ<br />

ا ل ْمَوَد َّةِ‏ ، وَذ َ لِكَ‏ أ َوْك َدُ‏ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِبَعْض ِ ق ُرَ‏ يْش ٍ : أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك أ َخُوك أ َوْ‏ صَدِ‏ يق ُك ؟ ق َال َ : أ َخِي إذ َا ك َان َ صَدِ‏ يق ًا .<br />

وَق َال َ مَسْل َمَة ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏<br />

: ال ْعَيْشُ‏ فِي ث َل َاثٍ‏ : سَعَة ُا ل ْمَنْز ِل ِ ، وَك َث ْرَة ُ ال ْ خَدَم ِ ، وَمُوَ‏ اف َق َة ُا ل ْأ َهْ‏ ل ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ‏:ا ل ْبَعِيدُ‏ ق َر ِ يبٌ‏ ب ِمَوَد َّ تِهِ‏ ، وَال ْق َر ِيبُ‏ بَعِي دٌ‏ ب ِعَدَ‏ اوَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ ُهْمِل َتْ‏ ال ْ حَال ُ بَيْنَ‏ ا ل ْمُتَنَاسِب ِينَ‏ ثِق َة ً ب ِل ُ حْمَةِ‏ ا لن َّسَب ِ ، وَ‏ اعْتِمَادً‏ ا عَل َى حَمِي َّةٍا ل ْق َرَا بَةِ‏ ، غ َل َبَ‏ عَل َيْهَا مَق ْتُ‏ ال ْ حَسَدِ‏<br />

وَمُنَازَعَة ُ الت َّنَاف ُس ِ ، ف َصَارَتْ‏ ا ل ْمُنَاسَبَة ُ عَدَ‏ اوَة ً وَا ل ْق َرَا بَة ُ بُعْدًا .<br />

وَق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ فِي بَعْض ِ رَسَا ئِلِهِ‏ : ا ل ْأ َبُ‏ رَ‏ ب ٌّ ، وَ‏ ا ل ْوَ‏ ل َدُ‏ ك َمَدٌ‏ وَال ْأ َخُ‏ ف َ خ ٌّ ، وَا ل ْعَ‏ م ُّ غ َ م ٌّ وَال ْخَال ُوَبَا ل ٌ ، وَا ل ْأ َق َار ِبُ‏ عَق َار ِبُ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ : ل ُ حُومُهُمْ‏ ل َحْمِي وَهُمْ‏ يَأ ْك ُل ُو نَهُ‏ وَمَا دَ‏ اهِيَاتُا ل ْمَرْءِ‏ إل َّا أ َق َار ِ بُهُ‏ وَمِنْ‏ أ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

ب ِصِل َةِ‏ ال ْأ َرْحَام ِ ، وَ‏ أ َث ْنَى


:<br />

عَل َى وَاصِلِهَا ف َق َال َ تَعَال َى : } وَا َل َّذِينَ‏ يَصِل ُون َ مَا أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يُوصَ‏ ل َ وَيَ‏ خْشَوْن َ رَب َّهُمْ‏ وَيَ‏ خَاف ُون َ سُوءَ‏ ال ْحِسَاب ِ { .<br />

ق َال َ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ هِيَ‏ ا لر َّحِمُ‏ ال َّتِي أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِوَصْلِهَا ‏،وَ‏ يَخْشَوْن َ رَ‏ ب َّهُمْ‏ فِي ق َط ْعِهَا ، وَيَ‏ خَاف ُون َ سُوءَ‏ ال ْ حِسَاب ِ فِي<br />

ا ل ْمُعَاق َبَةِ‏ عَل َيْهَا .<br />

وَرَوَى عَبْدُ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ‏ عَوْفٍ‏ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

يَق ُول ُ ا لل َّهُ‏ - عَز َّ وَجَ‏ ل َّ<br />

. {<br />

- أ َنَا ا لر َّحْمَنُ‏<br />

وَهِيَ‏ الر َّحِمُ‏ اشْتَق َق ْتُ‏ ل َهَا مِنْ‏ اسْمِي اسْمًا ف َمَنْ‏ وَصَل َهَا وَ‏ صَل ْتُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ق َط َعَهَا ق َط َعْتُهُ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } صِل َة ُ ا لر َّحِم ِمَنْمَاة ٌ ل َل ْعَدَدِ‏ ‏،مَث ْرَاة ٌ لِل ْمَال ِ ، مَحَب َّة ٌ فِي ا ل ْأ َهْ‏ ل ِ ، مَنْسَأ َة ٌ فِي<br />

ا ل ْأ َجَ‏ ل ِ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

بُل ُّوا أ َرْحَامَك ُمْ‏ ب ِا ل ْ حُق ُو ق ِ ، وَل َا تَجْف ُوهَا ب ِال ْعُق ُو ِق .<br />

: صِل ُوا أ َرْحَامَك ُمْ‏ ف َإ ِن َّهَا ل َا تُبْل َى عَل َيْهَا أ ُ صُو ل ُك ُمْ‏ ، وَل َا تُهْضَمُ‏ عَل َيْهَا ف ُرُوعُك ُمْ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَصْل ُحْ‏ لِأ َهْلِهِ‏ ل َمْ‏ يَصْل ُحْ‏ ل َك ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَ‏ ذ ُب َّ عَنْهُمْ‏ ل َمْ‏ يَذ ُب َّ عَنْك .<br />

مَنْ‏ وَصَ‏ ل َ رَحِمَهُ‏ وَ‏ صَل َهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَرَحِمَهُ‏ ، وَمَنْ‏ أ َجَارَ‏ جَارَهُ‏ أ َعَا نَهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَجَارَهُ‏ .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِا ل ْأ َزْدِي ُّ وَحَسْبُك مِنْ‏ ذ ُل ٍّ وَسُوءِ‏ صَن ِيعَةٍ‏ مُنَاوَ‏ اة ُ ذِي ال ْق ُرْبَى وَ‏ إ ِن ْ قِي ل َ ق َاطِعُ‏ وَل َكِنْ‏ أ ُوَاسِيهِ‏<br />

وَأ َنْسَى ذ ُ نُو بَهُ‏ لِتُرْج ِعَهُ‏ يَوْمًا إل َي َّ ا لر َّوَاج ِعُ‏ وَل َا يَسْتَو ِي فِي ال ْحُك ْم ِ عَبْدَ‏ انِ‏ ‏:وَا صِ‏ ل ٌ وَعَبْدٌ‏ لِأ َرْحَام ِ ال ْق َرَابَةِ‏ ق َاطِعُ‏<br />

: وَأ َم َّا ا ل ْمُصَاهَرَة ُ<br />

وَهِيَ‏ الث َّالِث ُ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َلِأ َن َّهَااسْتِحْدَاث ُ مُوَا صَل َةٍ‏ ، وَ‏ تَمَا زُجُ‏ مُنَاسَبَةٍ‏ ، صَدَرَا عَنْ‏ رَغ ْبَةٍ‏<br />

وَ‏ اخْتِيَار ٍ ، انْعَق َدَا عَل َى خَيْر ٍ وَإ ِ يث َار ٍ ، ف َاجْتَمَعَ‏ فِيهَا أ َسْبَابُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ وَمَوَ‏ اد ُّ ا ل ْمُظ َاهَرَةِ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَمِنْ‏ آ يَا تِهِ‏ أ َن ْ خَل َقَ‏ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ أ َ نْف ُسِك ُمْ‏ أ َزْوَ‏ اجًا لِتَسْك ُنُو ا إل َيْهَا وَجَعَ‏ ل َ بَيْنَك ُمْ‏ مَوَد َّة ً وَرَحْمَة ً { يَعْن ِي<br />

ب ِا ل ْمَوَد َّةِ‏ ا ل ْمَ‏ حَب َّة َ ، وَ‏ ب ِا لر َّحْمَةِ‏ ال ْ حُنُو َّ وَا لش َّف َق َة َ ، وَهُمَا مِنْ‏ أ َوْك َدِ‏ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَفِيهَاتَأ ْو ِي ل ٌ آخَرُ‏ ق َا ل َهُ‏ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ أ َن َّ ا ل ْمَوَد َّة َ ا لن ِّك َاحُ‏ ، وَ‏ ا لر َّحْمَة َ ا ل ْوَ‏ ل َدُ‏ .<br />

وَق َال َ تَعَال َى } وَا َ لل َّهُ‏ جَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ أ َ نْف ُسِك ُمْ‏ أ َزْوَ‏ اجًا وَجَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ أ َزْوَاج ِك ُمْ‏ بَن ِينَ‏ وَحَف َدَة ً<br />

اخْتَل َفَ‏ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي ال ْ حَف َدَةِ‏ ، ف َق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

هُمْ‏ وَ‏ ل َدُ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ وَوَ‏ ل َدُ‏ وَ‏ ل َدِهِ‏ .<br />

هُمْ‏ أ َخْتَان ُ ا لر َّجُ‏ ل ِ عَل َى بَنَا تِهِ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّهُمْ‏ بَنُو امْرَأ َةِ‏ الر َّجُ‏ ل ِ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ ، وَسُم ُّوا حَف َدَة ً لِتَ‏ حَف ُّدِهِمْ‏ فِيا ل ْخِدْمَةِ‏ وَسُرْعَتِه ِمْ‏ فِي ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، وَمِنْهُ‏ ق َوْ‏ ل ُهُمْ‏<br />

فِي ا ل ْق ُنُوتِ‏ ، وَإ ِل َيْك نَسْعَى ، وَ‏ نَ‏ حْفِدُ‏ أ َيْ‏ نُسْر ِ عُ‏ إل َى ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ب ِط َاعَتِك .<br />

وَ‏ ل َمْ‏ تَزَل ْ ا ل ْعَرَبُ‏ تَجْتَذِبُ‏ ال ْبُعَدَ‏ اءَ‏ ، وَ‏ تَتَأ َل َّفُ‏ ال ْأ َعْدَاءَ‏ ب ِا ل ْمُصَاهَرَةِ‏ حَت َّى يَرْج ِعَ‏ ا ل ْمُنَافِرُ‏ مُؤَان ِسًا ، وَ‏ يَصِيرَا ل ْعَ‏ دُو ُّ مُوَالِيًا ،<br />

وَق َدْ‏ يَصِيرُ‏ لِلص ِّهْر ِ بَيْنَ‏ ا لِا ث ْنَيْن ِأ ُ ل ْف َة ٌ بَيْنَا ل ْق َب ِيل َتَيْن ِ وَمُوَا ل َاة ٌ بَيْنَ‏ ا ل ْعَشِيرَ‏ تَيْن ِ .<br />

حُكِيَ‏ عَنْ‏ خَا لِدِ‏ بْن ِ يَز ِيدَ‏ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ك َان َ أ َ بْغَضُ‏ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ إل َي َّ آل َ ا لز ُّبَيْر ِ حَت َّى تَزَو َّجْت مِنْهُمْ‏ أ َرْمَل َة ً<br />

ف َصَارُوا أ َحَب َّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ إ ل َي َّ .<br />

وَفِيهَا يَق ُول ُ : أ ُحِب ُّ بَن ِي ال ْعَو َّام ِ ط ُرا لِأ َجْلِهَا وَمِنْ‏ أ َجْلِهَا أ َحْبَبْت أ َخْوَ‏ ال َهَا ك َل ْبَا ف َإ ِن ْ تُسْلِمِي نُسْلِمْ‏ وَإ ِن ْ تَتَنَص َّر ِي<br />

يَ‏ حُط ُّ ر ِ جَا ل ٌ بَيْنَ‏ أ َعْيُن ِه ِمْ‏ صُل ْبَا وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

:<br />

ال ْمَرْءُ‏ عَل َى دَ‏ يْن ِ زَوْجَتِهِ‏ ، لِمَايَسْتَنْز ِ ل ُهُ‏ ال ْمَيْل ُ إل َيْهَا مِنْ‏ ا ل ْمُتَا بَعَةِ‏ ، وَيَ‏ جْتَذِ‏ بُهُ‏<br />

ال ْ حُب ُّ ل َهَا مِنْ‏ ا ل ْمُوَ‏ اف َق َةِ‏ ، ف َل َا يَج ِدُ‏ إل َى ا ل ْمُ‏ خَا ل َف َةِ‏ سَب ِيل ًا ، وَل َا إل َى ا ل ْمُبَايَنَةِ‏ وَال ْمُشَاق َّةِ‏ ط َر ِ يق ًا .<br />

وَإ ِذ َا ك َانَتْ‏ ا ل ْمُصَاهَرَة ُ لِلن ِّك َاح ِ ب ِهَذِهِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ مِنْا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َق َدْ‏ يَنْبَغِي لِعَق ْدِهَا أ َحَدُ‏ خَمْسَةِ‏ أ َوْجُهٍ‏ وَهِيَ‏ ‏:ا ل ْمَال ُ وَ‏ ال ْ جَمَال ُ<br />

وَالد ِّينُ‏ وَال ْأ ُ ل ْف َة ُ وَا لت َّعَف ُّفُ‏ .


وَق َدْ‏ رَوَى سَعِيدُ‏ بْنُ‏ أ َب ِي سَعِيدٍ‏ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } تُنْك َ حُا ل ْمَرْأ َة ُ لِأ َرْ‏ بَع ٍ :<br />

.<br />

لِمَا لِهَا وَ‏ لِ‏ جَمَا لِهَا وَلِحَسَب ِهَا وَ‏ لِدِ‏ ين ِهَا ، ف َعَل َيْك ب ِذ َاتِ‏ ا لد ِّ ين ِ تَر ِبَتْ‏ يَدَ‏ اك {<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ عَق ْدُ‏ ا لن ِّك َاح ِ لِأ َجْ‏ ل ِ ا ل ْمَال ِ وَك َان َ أ َق ْوَى الد َّوَاعِي إ ل َيْهِ‏ ، ف َا ل ْمَال ُ إذ ًا هُوَا ل ْمَنْك ُوحُ‏ ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِذ َلِكَ‏ أ َحَدُ‏<br />

ال ْأ َسْبَاب ِ ال ْبَاعِث َةِ‏ عَل َى ا لِا ئ ْتِل َافِ‏ جَازَ‏ أ َن ْ يَل ْبَث َ ال ْعَق ْدُ‏ وَتَدُومَا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ ف َإ ِن ْ تَ‏ جَر َّدَ‏ عَنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ مِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ وَعَر ِيَ‏ عَم َّا سِوَ‏ اهُ‏<br />

مِنْ‏ ال ْمَوَاد ِّ ف َأ َخْلِقْ‏ ب ِا ل ْعَق ْدِ‏ أ َن ْ يَنْحَ‏ ل َّوَ‏ ب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ أ َن ْ تَزُول َ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا غ َل َبَ‏ ا لط َّمَعُ‏ وَق َ ل َّ ا ل ْوَف َاءُ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْمَال َ إن ْ وُ‏ صِ‏ ل َ إ ل َيْهِ‏<br />

ف َق َدْ‏ يَنْق َضِي سَبَبُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ب ِهِ‏ .<br />

: ف َق َدْ‏ قِي ل َ<br />

:<br />

مَنْ‏ وَدَك َّ لِشَيْءٍ‏ تَوَل َّى مَعَ‏ ا نْقِضَا ئِهِ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ َعْوَزَ‏ ا ل ْوُ‏ صُول ُ إ ل َيْهِ‏ وَ‏ تَعَذ َّرَتْ‏ ا ل ْق ُدْرَة ُ عَل َيْهِ‏ أ َعْق َبَ‏ ذ َ لِكَ‏ اسْتِهَا نَة َ ا ل ْآي ِس ِ بَعْدَ‏ شِ‏ د َّةِ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ ف َ حَدَ‏ ث َتْ‏ مِنْهُ‏ عَدَ‏ اوَة ُ<br />

ال ْ خَائِب ِ بَعْدَ‏ اسْتِحْك َام ِ ا لط َّمَع ِ ، ف َصَارَتْ‏ ا ل ْوَ‏ صْل َة ُ ف ُرْق َة ًوَ‏ ا ل ْأ ُ ل ْف َة ُ عَدَ‏ اوَة ً .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ مَنْ‏ وَدَك َّ ط َمَعًا فِيك أ َبْغَضَك إذ َا أ َ ي ِسَ‏ مِنْك .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ عَظ َّمَك لِإ ِك ْث َار ِك اسْتَق َل َّك عِنْدَ‏ إق ْل َالِك .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ‏ رَغ ْبَة ً فِي ال ْ جَمَال ِ ، ف َذ َ لِكَ‏ أ َدْوَمُ‏ لِل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَال ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْ جَمَال َ صِف َة ٌ ل َا ز ِمَة ٌ ، وَال ْمَال َ صِف َة ٌ زَ‏ ا ئِل َ ٌة .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ :<br />

حُسْنُ‏ الص ُّورَةِ‏ أ َو َّل ُ الس َّعَادَةِ‏ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } أ َعْظ َمُ‏ ا لن ِّسَاءِ‏ بَرَك َة ً أ َحْسَنُهُن َّ وَجْهًا وَ‏ أ َق َل ُّهُن َّ مَهْرًا { .<br />

ف َإ ِن ْ سَلِمَتْ‏ ا ل ْحَال ُ مِنْ‏ ال ْإ ِدْل َال ِ ال ْمُف ْضِي إل َى ا ل ْمَل َال ِ اسْتَدَامَتْ‏ ال ْأ ُ ل ْف َة ُوَاسْتَ‏ حْك َمَتْ‏ ا ل ْوَ‏ صْل َة ُ .<br />

وَق َدْ‏ ك َانُوا يَك ْرَهُون َ ال ْ جَمَال َ ا ل ْبَار ِ عَ‏ إم َّا لِمَا يَحْدُث ُ عَنْهُ‏ مِنْ‏ شِد َّةِ‏ ال ْإ ِدْل َال ِ وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

:<br />

مَنْ‏ بَسَط َهُ‏ ال ْإ ِدْل َال ُ ق َبَضَهُال ْإ ِذ ْ ل َال ُ<br />

وَإ ِم َّا لِمَا يُ‏ خَافُ‏ مِنْ‏ مِ‏ حْنَةِ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ ، وَبَل ْوَى ا ل ْمُنَازَعَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا شَاوَرَ‏ حَكِيمًا فِي ا لت َّزَو ُّج ِ ف َق َال َ ل َهُ‏ : اف ْعَل ْ وَإ ِ ي َّاكَ‏ وَال ْجَمَال َ ا ل ْبَار ِ عَ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ مَرْعًىأ َن ِيقٌ‏ .<br />

ف َق َال َ ا لر َّجُ‏ ل ُ : وَك َيْفَ‏ ذ َ لِكَ‏ ؟ ق َال َ : ك َمَا ق َال َ ا ل ْأ َو َّل ُ : وَ‏ ل َنْ‏ تُصَادِفَ‏ مَرْعًى مُمْرَعًا أ َبَدًا إل َّا وَجَدْت ب ِهِ‏ آ ث َارَ‏ مُنْتَج ِع ِ وَإ ِم َّا<br />

لِمَا يَخَاف ُهُ‏ ا لل َّب ِيبُ‏ مِنْ‏ شِد َّةِ‏ ا لص َّبْوَةِ‏ ، وَ‏ يَتَوَق َّاهُ‏ ال ْ حَاز ِمُ‏ مِنْ‏ سُوءِ‏ عَوَ‏ اقِب ِ ا ل ْفِتْنَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَرَأ َى بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ صَي َّادًا يُك َل ِّمُ‏ امْرَأ َة ً ف َق َال َ<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ ، لِا بْن ِهِ‏<br />

:<br />

: إ ي َّاكَ‏ وَمُخَا ل َط َة َ الن ِّسَاءِ‏ ف َإ ِن َّ ل َ حْظ َا ل ْمَرْأ َةِ‏ سَهْ‏ مٌ‏ ، وَل َف ْظ َهَا سُ‏ م ٌّ .<br />

يَا صَي َّادُ‏ ، احْذ َرْ‏ أ َن ْ تُصَادَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

: امْش ِ وَرَ‏ اءَ‏ ال ْأ َسَدِ‏ وَل َا تَمْش ِ وَرَ‏ اءَ‏ ا ل ْمَرْ‏ أ َةِ‏ .<br />

وَسَمِعَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْخَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ امْرَ‏ أ َة ً تَق ُول ُ هَذ َا ا ل ْبَيْتَ‏ إن َّ ا لن ِّسَاءَ‏ رَ‏ يَاحِينُ‏ خُلِق ْنَ‏ ل َك ُمْ‏ وَك ُل ُّك ُمْ‏ يَشْتَه ِي شَ‏ م َّ<br />

ا لر َّ يَاحِين ِ ف َق َال َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إن َّ ا لن ِّسَاءَ‏ شَيَاطِينُ‏ خُلِق ْنَ‏ ل َنَا نَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ شَر ِّ ا لش َّيَاطِين ِ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ‏ رَغ ْبَة ً فِي<br />

الد ِّ ين ِ ف َهُوَ‏ أ َوْ‏ ث َقُ‏ ال ْعُق ُودِ‏ حَال ًا وَأ َدْوَمُهَا أ ُ ل ْف َة ً وَأ َحْمَدُهَا بَدْءًا وَعَاقِبَة ً ؛ لِأ َن َّ ط َا لِبَ‏ ا لد ِّ ين ِمُت َّب ِعٌ‏ ل َهُ‏ وَمَنْ‏ ا ت َّبَعَ‏ الد ِّ ينَ‏ ا نْق َادَ‏ ل َهُ‏<br />

، ف َاسْتَق َامَتْ‏ ل َهُ‏ حَا ل ُهُ‏ ، وَ‏ أ َمِنَ‏ زَ‏ ل َل َهُ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } ف َاظ ْف َرْ‏<br />

ب ِذ َ اتِ‏ ا لد ِّ ين ِ تَر ِبَتْ‏ يَدَاك { وَفِيهِ‏ تَأ ْو ِ يل َانِ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا : تَر ِ بَتْ‏ يَدَاك إن ْ ل َمْ‏ تَظ ْف َرْ‏ ب ِذ َ اتِ‏ ا لد ِّ ين ِ .<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّهَا ك َلِمَة ٌ تُذ ْك َرُ‏ لِل ْمُبَا ل َغَةِ‏ وَل َا يُرَ‏ ادُ‏ ب ِهَا سُوءٌ‏ ، ك َق َوْ‏ لِه ِمْ‏ : مَا أ َشْ‏ جَعَهُ‏ ق َا تَل َهُ‏ ا لل َّهُ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ‏ رَغ ْبَة ً فِيا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َهَذ َا يَك ُون ُ عَل َى أ َحَدِ‏ وَجْهَيْن ِ .


إم َّا أ َن ْ يُق ْصَدَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْمُك َا ث َرَة ُ ب ِاجْتِمَا ع ِ ا ل ْف َر ِ يق َيْن ِ ، وَا ل ْمُظ َاف َرَة ُ ب ِتَنَاصُر ِ ا ل ْفِئ َتَيْن ِ ، وَإ ِم َّا أ َن ْ يُق ْصَدَ‏ ب ِهِ‏ تَأ َ ل ُّفُ‏ أ َعْدَ‏ اءٍ‏ مُتَسَل ِّطِينَ‏<br />

اسْتِك ْف َاءً‏ لِعَادِ‏ يَتِه ِمْ‏ ، وَتَسْكِينًا لِصَوْ‏ ل َتِه ِمْ‏ .<br />

وَهَذ َ انِا ل ْوَجْهَانِ‏ ق َدْ‏ يَك ُو نَانِ‏ فِي ا ل ْأ َمَا ثِ‏ ل ِ وَ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ .<br />

وَدَ‏ اعِيا ل ْوَجْهِ‏ ا ل ْأ َو َّل ِ هُوَ‏ ا لر َّغ ْبَة ُ ، وَدَ‏ اعِيا ل ْوَجْهِ‏ الث َّان ِي هُوَ‏ ا لر َّهْبَة ُ ، وَهُمَا سَبَبَانِ‏ فِي غ َيْر ِا ل ْمُتَنَاكِ‏ حَيْن ِ ، ف َإ ِن ْ اسْتَدَ‏ امَ‏<br />

ا لس َّبَبُ‏ دَامَتْ‏ ال ْأ ُ ل ْف َة ُ ، وَ‏ إ ِن ْ زَال َ الس َّبَبُ‏ ب ِزَوَال ِ الر َّغ ْبَةِ‏ وَ‏ الر َّهْبَةِ‏ ، خِيفَ‏ زَوَال ُا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ .<br />

إل َّا أ َن ْ يَنْضَم َّ إل َيْهَا أ َحَدُ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ا ل ْبَاعِث َةِ‏ عَل َيْهَا ، وَا ل ْمُق َر َّ بَةِ‏ ل َهَا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْعَق ْدُ‏ رَغ ْبَة ً فِي ا لت َّعَف ُّفِ‏ ف َهُوَ‏ ال ْوَجْهُا ل ْ حَقِيقِي ُّ ال ْمُبْتَغَى ب ِعَق ْدِ‏ ا لن ِّك َاح ِ ، وَمَا سِوَى ذ َلِكَف َأ َ سْبَا بٌ‏ مُعَل َّق َة ٌ عَل َيْهِ‏<br />

وَمُ‏ ضَاف َة ٌ إ ل َيْهِ‏ وَرُو ِيَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا نَزَل َ ق َوْله تَعَا ل َى<br />

} :<br />

زَوْجَهَا {<br />

ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ف َهَم ُّهَا فِي ا لر َّجُ‏ ل ِ { .<br />

:<br />

يَا أ َي ُّهَا الن َّاس ات َّق ُوا رَب َّك ُمْ‏ ال َّذِي خَل َق َك ُمْ‏ مِنْ‏ نَف ْس ٍ وَاحِدَةٍ‏ وَخَل َقَ‏ مِنْهَا<br />

} خُلِقَ‏ الر َّجُ‏ ل ُ مِنْ‏ ا لت ُّرَ‏ اب ِ ف َهَم ُّهُ‏ فِي ا لت ُّرَ‏ اب ِ ، وَخُلِق َتْا ل ْمَرْأ َة ُ مِنْ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ<br />

وَرَوَى عَطِي َّة ُ بْنُ‏ ب ِشْر ٍ عَنْ‏ عَك َّافِ‏ بْن ِ ر ِف َاعَة َا ل ْه ِل َالِي ِّ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ ل َهُ‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

. {<br />

} يَا عَك َّافُ‏ أ َل َكَ‏ زَوْجَ‏ ٌة<br />

؟ ق َال َ ل َا<br />

ق َال َ : ف َأ َ نْتَ‏ إذ ًا مِنْ‏ إخْوَ‏ انِ‏ الش َّيَاطِين ِ ، إن ْ ك ُنْتَ‏ مِنْ‏ رُهْبَانِ‏ الن َّصَارَى ف َال ْحَقْ‏ ب ِه ِمْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك ُنْت مِن َّا ف َمِنْ‏ سُن َّتِنَا الن ِّك َاحُ‏<br />

ف َك َان َ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ‏ حَثًّا عَل َى تَرْكِ‏ ا ل ْف َسَادِ‏<br />

وَ‏ بَاعِث ًا عَل َى الت َّك َا ث ُر ِ ب ِال ْأ َوْل َادِ‏ .<br />

وَلِهَذ َا ال ْمَعْنَى ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ يَق ُول ُ لِل ْق َف َّال ِ مِنْ‏ غ َزْو ِهِمْ‏<br />

ال ْك َيْسَ‏ { .<br />

يَعْن ِي فِي ط َل َب ِ ا ل ْوَل َدِ‏ .<br />

} :<br />

ف َل َز ِمَ‏ حِينَئِذٍ‏ فِي عَق ْدِ‏ ا لت َّعَف ُّفِ‏ تَ‏ حَك ُّمُ‏ الِاخْتِيَار ِ فِيهِ‏ وَا ل ْتِمَا سُ‏ ال ْأ َدْوَم ِ مِنْ‏ دَوَ‏ اعِيهِ‏ .<br />

وَهِيَ‏ نَوْعَانِ‏<br />

‏:نَوْ‏ عٌ‏ يُمْكِنُ‏ حَصْرُ‏ شُرُوطِهِ‏ ، وَ‏ نَوْ‏ عٌ‏ ل َا يُمْكِنُ‏ لِاخْتِل َافِ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ وَ‏ تَغَا يُر ِ شُرُوطِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا لش ُّرُوط ُا ل ْمَحْصُورَة ُ فِيهِ‏ ف َث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ‏<br />

وَا ل ْك َف َافِ‏ .<br />

ق َال َ أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ ، رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إذ َا أ َف ْضَيْتُمْ‏ إل َى ن ِسَائِك ُمْ‏ ف َال ْك َيْسَ‏<br />

: أ َحَدُهَا : الد ِّ ينُ‏ ال ْمُف ْضِي إل َى الس ِّتْر ِ وَال ْعَف َافِ‏ ، وَال ْمُؤَد ِّي إل َى ا ل ْق َنَاعَةِ‏<br />

ل َا يَعْذِل ُمُؤْمِنٌ‏ مُؤْمِنَة ً ، إن ْ ك َر ِهَ‏ مِنْهَا خُل ُق ًا رَ‏ ضِيَ‏ مِنْهَا خُل ُق ًا .<br />

وَخَط َبَ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ مِنْ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا يَتِيمَة ً ك َانَتْ‏ عِنْدَهُ‏ ف َق َال َ<br />

ق َال َ : وَ‏ لِمَ‏ وَفِي دَار ِك نَشَأ َتْ‏ ؟ ق َال َ إن َّهَا تَتَشَر َّفُ‏ .<br />

ل َا أ ُبَالِي .<br />

ف َق َال َ : ال ْ آن َ ل َا أ َرْ‏ ضَاك ل َهَا .<br />

وَفِي مَعْنَى هَذ َا ق َوْل ُ بَعْض ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَ‏ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />

:<br />

: ل َا أ َرْضَاهَا ل َك .<br />

مَنْ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ب ِصُ‏ حْبَةِ‏ مَنْ‏ ل َا خَيْرَ‏ فِيهِ‏ ل َمْ‏ يَرْضَ‏ ب ِصُ‏ حْبَتِهِ‏ مَنْ‏ فِيهِ‏ خَيْرٌ‏ .<br />

: ال ْعَق ْل ُ ا ل ْبَاعِث ُ عَل َى حُسْن ِ الت َّق ْدِ‏ ير ِ ، ا ل ْ آمِرُ‏ ب ِصَوَ‏ اب ِ ا لت َّدْ‏ ب ِير ِ .<br />

:<br />

:<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ال ْعَق ْل ُ حَيْث ُ ك َان َأ َل ُوفٌ‏ وَمَأ ْل ُوفٌ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } عَل َيْك ُمْ‏ ب ِا ل ْوَدُودِ‏ ال ْوَل ُودِ‏ وَل َا تَنْكِ‏ حُو اا ل ْ حَمْق َاءَ‏ ف َإ ِن َّ صُحْبَتَهَا بَل َاءٌ‏<br />

{ . وَوَل َدَهَا ضِيَا عٌ‏


وَ‏ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ : ال ْأ َك ْف َاءُ‏ ال َّذِينَ‏ يَنْتَفِي ب ِه ِمْ‏ ا ل ْعَا رُ‏ وَيَ‏ حْصُ‏ ل ُ ب ِه ِمْ‏ الِاسْتِك ْث َارُ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } تَ‏ خَي َّرُو ا ل َنُط َفِك ُمْ‏ وَل َا تَضَعُوهَا إل َّا فِي ال ْأ َك ْف َاءِ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ أ َك ْث َمَ‏ بْنَ‏ صَيْفِي ٍّ ق َال َ لِوَل َدِهِ‏ يَا بُنَي َّ ل َا يَ‏ حْمِل َن َّك ُمْ‏ جَمَال ُ<br />

ا لن ِّسَاءِ‏ عَنْ‏ صَرَاحَةِ‏ الن َّسَب ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَنَاكِ‏ حَ‏ ال ْك َر ِيمَة َ مَدْرَجَة ٌ لِلش َّرَفِ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ‏ ا لد ُّؤَ‏ لِي ُّ لِبَن ِيهِ‏<br />

ق َال ُوا : وَك َيْفَأ َحْسَنْتَ‏ إل َيْنَا ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ نُول َدَ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر ِّيَاشِي ُّ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

ق َدْ‏ أ َحْسَنْت إل َيْك ُمْ‏ صِغَارً‏ ا وَكِبَارً‏ ا وَق َبْ‏ ل َ أ َن ْ تُول َدُوا .<br />

اخْتَرْتُ‏ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ ال ْأ ُم َّهَاتِ‏ مَنْ‏ ل َا تُسَب ُّون َ ب ِهَا .<br />

ف َأ َو َّل ُ إحْسَان ِي إل َيْك ُمْ‏ تَخَي ُّر ِي لِمَاج ِدَةِ‏ ا ل ْأ َعْرَا ق ِ بَادٍ‏ عَف َاف ُهَا وَق َدْ‏ تَنْضَم ُّ إل َى هَذِهِ‏ ا لش ُّرُوطِ‏ مِنْ‏ صِف َاتِ‏<br />

الذ َّاتِ‏ وَأ َحْوَال ِ ا لن َّف ْس ِ مَا يَل ْزَمُ‏ الت َّحَر ُّ زُ‏ مِنْهُ‏ لِبُعْدِا ل ْخَيْر ِ عَنْهُ‏ ، وَقِل َّةِ‏ ا لر ُّشْدِ‏ فِيهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ك َوَ‏ امِنَ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ بَادِ‏ يَة ٌ فِي ا لص ُّوَر ِ<br />

وَال ْأ َشْك َال ِ ، ك َا َل َّذِي رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ } ق َال َ لِزَ‏ يْدِ‏ بْن ِ حَار ِ ث َة َ : أ َ تَزَو َّجَتْ‏ يَا زَيْدُ‏ ؟ ق َال َ<br />

ق َال َ : تَزَو َّجْ‏ تَسْتَعْفِفْ‏ مَعَ‏ عِف َّتِك ، وَل َا تَتَزَو َّجْ‏ مِنْ‏ الن ِّسَاءِ‏ خَمْسًا .<br />

: ل َا .<br />

:<br />

ق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَمَا هُن َّ<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ .<br />

ل َا تَتَزَو َّجْ‏ شَهْبَرَة َ وَل َا ل َهْبَرَة ً وَل َا نَهْبَرَة ً وَل َا هَبْذ َرَة َ وَل َا ل َف ُوتًا .<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن ِّي ل َا أ َعْر ِفُ‏ مِم َّا ق ُل ْت شَيْئ ًا .<br />

أ َم َّا ا لش َّهْبَرَة ُ ف َالز َّرْق َاءُ‏ ال ْبَذِ‏ ي َّة ُ ، وَأ َم َّا ا لل َّهْبَرَة ُ ف َالط َّو ِ يل َة ُا ل ْمَهْزُو ل َة ُ ، وَأ َم َّا الن َّهْبَرَة ُ ف َا ل ْعَ‏ جُوزُا ل ْمُدْب ِرَة ُ ، وَأ َم َّا ال ْهَبْذ َرَة ُ<br />

ف َا ل ْق َصِيرَة ُ الد َّمِيمَة ُ ، وَأ َم َّا ا لل َّف ُوتُ‏ ف َذ َاتُ‏ ا ل ْوَل َدِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِك<br />

وَق َال َ شَيْ‏ خٌ‏ مِنْ‏ بَن ِي سُل َيْم ٍ لِابْن ِهِ‏<br />

. {<br />

:<br />

ا لر َّق ُوبُ‏ ال َّتِي تُرَ‏ اقِبُهُ‏ أ َن ْ يَمُوتَ‏ ف َتَأ ْخُذ َ مَا ل َهُ‏ .<br />

يَا بُنَي َّ إ ي َّاكَ‏ وَالر َّق ُوبَ‏ ا ل ْغَضُوبَ‏ ا ل ْق َط ُوبَ‏ .<br />

وَأ َوْصَى بَعْضُ‏ ا ل ْأ َعْرَاب ِ ا بْنَهُ‏ فِي ا لت َّزَو ُّج ِ ف َق َال َ : إ ي َّاكَ‏ وَ‏ ال ْ حَن َّا نَة َ وَا ل ْمَن َّا نَة َ وَا ل ْأ َ ن َّا نَة َ .<br />

ف َا ل ْ حَن َّا نَة ُ ال َّتِي تَ‏ حِن ُّ لِزَوْج ٍ ك َان َ ل َهَا ، وَا ل ْمَن َّا نَة ُ ال َّتِي تَمُن ُّ عَل َى زَوْج ِهَا ب ِمَا لِهَا ، وَال ْأ َن َّانَة ُ ال َّتِي تَئِن ُّ ك َسَل ًا وَ‏ تَمَارُ‏ ضًا .<br />

وَق َال َ أ َوْف َى بْنُ‏ دَل ْهَم ٍ : ا لن ِّسَاءُ‏ أ َرْ‏ بَعٌ‏ : ف َمِنْهُن َّ مَق ْمَعٌ‏ ل َهَا سِن ُّهَا<br />

أ َجْمَعُ‏ ، وَمِنْهُن َّ مَمْنَعٌ‏ تَضُر ُّ وَل َا تَنْف َعُ‏ ، وَمِنْهُن َّ مِصْدَ‏ عٌ‏ تُف َر ِّ قُ‏ وَل َا تَ‏ جْمَعُ‏ ، وَمِنْهُن َّغ َيْث ٌ وَق َعَ‏ ب ِبَل َدٍ‏ ف َأ َمْرَ‏ عَ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

ل َهُن َّ وَق ُودُ‏ وَ‏ أ َ نْشَدَ‏ أ َبُو ال ْعَيْنَاءِ‏ عَنْ‏ أ َب ِي زَ‏ يْدٍ‏<br />

: أ َرَى صَاحِبَ‏ ا لن ِّسْوَ‏ انِ‏ يَحْسَبُ‏ أ َن َّهَا سُوءٌ‏ وَ‏ بَوْن ٌ بَيْنَهُن َّ بَعِيدُ‏ ف َمِنْهُن َّ جَن َّا تٌ‏ يَفِيءُ‏ ظِل َال ُهَا وَمِنْهُن َّن ِيرَ‏ ان ٌ<br />

: إن َّ الن ِّسَاءَ‏ ك َأ َشْ‏ جَار ٍ نَبَتْنَ‏ مَعًا مِنْهُن َّ مُر ٌّ وَ‏ بَعْضُا ل ْمَر ِّ مَأ ْك ُول ُ إن َّ ا لن ِّسَاءَ‏ وَ‏ ل َوْ‏<br />

صُو ِّرْن َ مِنْ‏ ذ َهَب ٍ فِيه ِن َّ مِنْ‏ هَف َوَ‏ اتِا ل ْجَهْ‏ ل ِ تَ‏ خْي ِي ل ُ إن َّ ا لن ِّسَاءَ‏ مَتَى يُنْهَيْنَ‏ عَنْ‏ خُل ُق ٍ ف َإ ِ ن َّهُ‏ وَ‏ ا ج ِبٌ‏ ل َا بُ‏ د َّ مَف ْعُول ُ وَمَا<br />

وَعَدْنَك مِنْ‏ شَر ٍّ وَف َيْنَ‏ ب ِهِ‏ وَمَا وَعَدْنَك مِنْ‏ خَيْر ٍ ف َمَمْط ُول ُ ف َأ َم َّا ا لن َّوْ‏ عُ‏ ا ل ْآخَرُ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يُمْكِنُ‏ حَصْرُ‏ شُرُوطِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏<br />

يَ‏ خْتَلِفُ‏ ب ِاخْتِل َافِ‏ ا ل ْأ َحْوَال ِ ، وَ‏ يَنْتَقِ‏ ل ُ ب ِتَنَق ُّ ل ِ ال ْإ ِنْسَانِ‏ وَال ْأ َزْمَانِ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يُسْتَغْنَى ب ِهِ‏ عَنْ‏ مُوَ‏ اف َق َةِ‏ ا لن َّف ْس ِ وَمُتَا بَعَةِ‏ ا لش َّهْوَةِ‏ ؛<br />

لِيَك ُون َ أ َدْوَمَ‏ لِحَال ِ ال ْأ ُل ْ َفةِ‏ وَ‏ أ َمَد َّ لِأ َسْبَاب ِا ل ْوَ‏ صْل َةِ‏<br />

.<br />

.<br />

:<br />

ف َإ ِن َّ ا لر َّأ ْيَ‏ ا ل ْمَعْل ُول َ ل َا يَبْق َى عَل َى حَا لِهِ‏ ‏،وَ‏ ا ل ْمَيْ‏ ل َ ا ل ْمَدْخُول َ ل َا يَدُومُ‏ عَل َى دَخَلِهِ‏<br />

ف َل َا بُ‏ د َّ أ َن ْ يَنْتَقِ‏ ل َ إل َى إحْدَى حَال َتَيْن ِ إم َّا إل َى ا لز ِّ يَادَةِ‏ وَ‏ ال ْك َمَال ِ ، وَإ ِم َّا إل َى الن ُّق ْصَانِ‏ وَالز َّوَال ِ .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ لِعَلِي ٍّ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

:<br />

:<br />

إن ِّي أ ُحِب ُّك وَأ ُحِب ُّ مُعَاو ِ يَة َ .<br />

ف َق َال َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َم َّا ال ْ آن َ ف َأ َ نْتَ‏ أ َعْوَرُ‏ ، ف َإ ِم َّا أ َن ْ تَبْرَ‏ أ َ وَإ ِم َّا أ َن ْ تَعْمَى .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ ك َذ َلِكَ‏ ، ف َل َا بُ‏ د َّ مِنْ‏ ك َشْفِ‏ الس َّبَب ِ ا ل ْبَاعِثِ‏ عَل َى هَذ َا ا لن َّوْ‏ ع ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَخْل ُو مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َحْوَال ٍ<br />

أ َن ْ : أ َحَدُهَا :


يَك ُون َ لِط َل َب ِ ا ل ْوَل َدِ‏ .<br />

:<br />

وَ‏ ا ل ْأ َحْمَدُ‏ فِيهِ‏ ال ْتِمَا سُ‏ ال ْ حَدَ‏ ا ث َةِ‏ وَ‏ ا ل ْبَك َارَةِ‏ ؛ لِأ َن َّهَا أ َخَص ُّ ب ِا ل ْو ِ ل َادَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } عَل َيْك ُمْ‏ ب ِال ْأ َبْك َار ِ ف َإ ِن َّهُن َّ أ َعْذ َبُ‏ أ َف ْوَ‏ اهًا وَأ َ نْتَقُ‏ أ َرْحَامًا وَأ َرْضَى<br />

ب ِا ل ْيَسِير ِ .<br />

{<br />

وَمَعْنَى ق َوْ‏ لِهِ‏ أ َ نْتَقُ‏ أ َرْحَامًا أ َيْ‏ أ َك ْث َرُ‏ أ َوْل َادً‏ ا .<br />

وَق َال َ مُعَاذ ُ بْنُ‏ جَبَ‏ ل ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : عَل َيْك ُمْ‏ ب ِال ْأ َبْك َار ِ ف َإ ِ ن َّهُن َّ أ َك ْث َرُ‏ حُبا وَ‏ أ َق َ ل ُّ خَنًا .<br />

وَهَذ َا ال ْ حَال ُ هِيَ‏ أ َوْل َى ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ ا لث َّل َاثِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لن ِّك َاحَمَوْ‏ ضُو عٌ‏ ل َهَا ، وَا لش َّرْ‏ عُ‏ وَار ِدٌ‏ ب ِهَا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} سَوْدَ‏ اءُ‏ وَل ُودٌخَيْرٌ‏ مِنْ‏ حَسْنَاءَ‏ عَاقِر ٍ<br />

. {<br />

:<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ مَنْ‏ ل َا يَلِدُ‏ ل َا وُلِدَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ك َانُوا يَ‏ خْتَارُون َ لِمِث ْ ل ِ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ إنْك َاحَ‏ ال ْبُعَدَاءِ‏ ا ل ْأ َجَان ِب ِ ، وَ‏ يَرَوْن َ أ َن َّ ذ َ لِكَ‏ أ َنْ‏ جَبُ‏ لِل ْوَل َدِ‏ وَأ َبْهَى لِل ْ خِل ْق َةِ‏ ،<br />

وَيَجْتَن ِبُون َ إ نْك َاحَا ل ْأ َهْ‏ ل ِ وَ‏ ا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَ‏ يَرَوْ‏ نَهُ‏ مُضِرا ب ِ خَل ْق ِ ا ل ْوَ‏ ل َدِ‏ بَعِيدً‏ ا مِنْ‏ نَجَا بَتِهِ‏ .<br />

:<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } اغ ْتَر ِ بُو ا وَل َا تُضْوُو ا<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

. {<br />

:<br />

: يَا بَن ِي الس َّائِب ِ ق َدْ‏ ضُو ِيتُمْ‏ ف َانْكِحُوا فِيا ل ْغَرَ‏ ائِب ِ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : تَ‏ جَاوَزْتُ‏ ب ِنْتَ‏ ال ْعَ‏ م ِّ وَهِيَ‏ حَب ِيبَة ٌ مَ‏ خَاف َة َ أ َن ْ يُضْوَى عَل َي َّ سَلِيلِي وَك َانَتْ‏ حُك َمَاءُ‏ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ‏ يَرَوْن َ أ َن َّ<br />

أ َنْ‏ جَبَ‏ ال ْأ َوْل َادِ‏ خَل ْق ًا وَخُل ُق ًا مَنْ‏ ك َانَتْ‏ سِن ُّ أ ُم ِّهِ‏ بَيْنَ‏ ال ْعِشْر ِينَ‏ وَ‏ ا لث َّل َا ثِينَ‏ وَسِن ُّ أ َب ِيهِ‏ مَا بَيْنَ‏ الث َّل َا ثِينَ‏ وَال ْ خَمْسِينَ‏ وَا ل ْعَرَبُ‏<br />

تَق ُول ُ إن َّ وَل َدَ‏ ال ْغَيْرَى ل َا يُنْ‏ ج ِبُ‏ ، وَ‏ إ ِن َّ أ َنْ‏ جَبَ‏ ا لن ِّسَاءِ‏ ا ل ْف َرُوكُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لر َّجُ‏ ل َ يَغْلِبُهَا عَل َى الش َّبَق ِ لِزُهْدِهَا فِي ا لر ِّجَال ِ .<br />

: وَق َال ُوا<br />

إن َّ ا لر َّجُ‏ ل َ إذ َا أ َك ْرَهَا ل ْمَرْ‏ أ َة َ وَهِيَمَ‏ ذ ْعُو رَة ٌ ث ُ م َّ أ َذ ُكِرَتْ‏ أ َنْ‏ جَبَتْ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَك ُون َا ل ْمَق ْصُودُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْقِيَامَ‏ ب ِمَا يَتَوَ‏ ل َّاهُ‏ ا لن ِّسَاءُ‏ مِنْ‏ تَدْ‏ ب ِير ِ ا ل ْمَنَاز ِل ِ .<br />

ف َهَذ َا وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مُخْتَصا ب ِمُعَا نَاةِ‏ الن ِّسَاءِ‏ ف َل َيْسَ‏ ب ِأ َ ل ْزَمَ‏ حَا ل َتَيْ‏ الز َّوْجَاتِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يُعَان ِيَهُ‏ غ َيْرُهُن َّ مِنْ‏ ا لن ِّسَاءِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ، قِي ل َ<br />

‏:ا ل ْمَرْأ َة ُرَيْ‏ حَانَة ٌ وَ‏ ل َيْسَتْ‏ ب ِق َهْرَمَا نَةٍ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي هَذ َاا ل ْق َصْدِ‏ تَأ ْ ثِيرٌ‏ فِي دِ‏ ين ٍ وَل َا ق َدَحٌ‏ فِي مُرُوءَةٍ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْأ َحْمَدُ‏ فِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ا ل ْتِمَا سُ‏ ذ َوَاتِ‏ ال ْأ َسْنَانِ‏ وَا ل ْ حُنْك َةِ‏ مِم َّنْ‏ ق َدْ‏ خَبَرْن َ تَدْ‏ ب ِيرَ‏ ا ل ْمَنَاز ِل ِ وَعَرَف ْنَ‏ عَادَ‏ اتِ‏ الر ِّجَال ِ ، ف َإ ِ ن َّهُن َّ<br />

أ َق ُومُ‏ ب ِهَذ َا ال ْ حَال ِ .<br />

وَ‏ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

: أ َن ْ يَك ُون َا ل ْمَق ْصُودَ‏ ب ِهِ‏ الِاسْتِمْتَا عُ‏ وَهِيَ‏ أ َذ َم ُّ ال ْأ َحْوَال ِ ا لث َّل َاثِ‏ وَأ َوْهَنُهَا لِل ْمُرُوءَةِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَنْق َادُ‏ فِيهِ‏<br />

لِأ َخْل َاقِهِ‏ ا ل ْبَه ِيمِي َّةِ‏ ، وَيُتَاب ِعُ‏ شَهْوَ‏ تَهُ‏ الذ َّمِيمَة َ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ حَار ِث ُ بْنُ‏ ا لن َّضْر ِا ل ْأ َزْدِي ُّ : شَر ُّ ا لن ِّك َاح ِ ن ِك َاحُ‏ ا ل ْغُل ْمَةِ‏ إ ل َّا أ َن ْ يَف ْعَ‏ ل َ ذ َلِكَ‏ لِك َسْر ِ الش َّهْوَةِ‏ وَق َهْر ِهَا ب ِال ْإ ِضْعَا ‏ِف<br />

ل َهَا عِنْدَ‏ ا ل ْغَل َبَةِ‏ ، أ َوْ‏ تَسْكِين ِ ا لن َّف ْس ِ عِنْدَ‏ ا ل ْمُنَازَعَةِ‏ ، حَت َّى ل َا تَط ْمَ‏ حَ‏ ل َهُعَيْنٌ‏ لِر ِ يبَةٍ‏ وَل َا تُنَاز ِعَهُنَف ْ سٌ‏ إل َى ف ُ جُور ٍ ، وَل َا<br />

يَل ْ حَق َهُ‏ فِي ذ َلِكَ‏ ذ َم ٌّ ، وَل َا يَنَا ل َهُوَ‏ صْ‏ مٌ‏ ، وَهُوَ‏ ب ِا ل ْ حَمْدِ‏ أ َجْدَرُ‏ وَب ِالث َّنَاءِ‏ أ َحَق ُّ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ تَنَز َّهَ‏ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ عَنْ‏ اسْتِبْذ َال ِ ال ْ حَرَ‏ ائِر ِ إل َى ال ْإ ِمَاءِ‏ ك َان َ أ َك ْمَ‏ ل َ لِمُرُوءَ‏ تِهِ‏ ، وَ‏ أ َبْل َغ َ فِي صِيَا نَتِهِ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ ال ْ حَال ُ تَقِفُ‏ عَل َى شَهَوَ‏ اتِ‏ ا لن ُّف ُو س ِ ل َا يُمْكِنُ‏ أ َن ْ يُرَج َّ حَ‏ فِيهَا أ َوْل َى ا ل ْأ ُمُور ِ وَهِيَ‏ أ َخْط َرُ‏ ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ ب ِال ْمَنْ‏ ك ُوحَةِ‏ ؛ لِأ َن َّ<br />

لِلش َّهَوَاتِ‏ غ َا يَاتٍ‏ مُتَنَاهِيَةٍ‏ يَزُول ُ ب ِزَوَا لِهَا مَا ك َان َ مُتَعَل ِّق ًا ب ِهَا ، ف َتَصِيرُ‏ ا لش َّهْوَة ُ فِي الِابْتِدَاءِ‏ ، ك َرَ‏ اهِيَة ً فِي الِا نْتِهَاءِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ك َر ِهَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ ال ْبَنَاتِ‏ وَوَ‏ أ َدَ‏ تْهُن َّ إشْف َاق ًا عَل َيْه ِن َّ وَحَمِي َّة ً ل َهُن َّ مِنْ‏ أ َن ْ يَتَبَذ َّ ل َهُن َّ ا لل ِّئ َامُ‏ ب ِهَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ .


وَك َان َ مَنْ‏ تَ‏ حَو َّبَ‏ مِنْ‏ ق َتْ‏ ل ِ ال ْبَنَاتِ‏ لِر ِق َّةٍ‏ وَمَ‏ حَب َّةٍ‏ ك َان َ مَوْ‏ تُهُن َّ أ َحَب َّ إ ل َيْهِ‏ وَآ ث َرَ‏ عِنْدَهُ‏ .<br />

وَل َم َّا خُطِبَ‏ إل َى عَقِي ل ِ بْن ِ عَل ْق َمَة َ ا بْنَتُهُال ْ حِرْ‏ بَاءُ‏ ق َال َ<br />

أ َصْهَار ِي إل َي َّ ا ل ْق َبْرُ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ط َاهِر ٍ<br />

: لِك ُ ل ِّ أ َب ِي ب ِنْتٍ‏ يُرَاعِي شُئ ُو نَهَا ث َل َا ث َة ُ أ َ صْهَار ٍ إذ َا<br />

حُمِدَ‏ الص ِّهْرُ‏ ف َبَعْ‏ ل ٌ يُرَاعِيهَا وَخِدْرٌ‏ يُكِن ُّهَا وَق َبْرٌ‏ يُوَار ِيهَا وَأ َف ْضَل ُهَا ال ْق َبْرُ‏<br />

: إن ِّي وَ‏ إ ِن ْ سَبَقَ‏ إل َي َّ ال ْمَهْرُ‏ ‏،أ َ ل ْفٌ‏ وَعَبْدَ‏ انِ‏ وَذ ُوَدٌ‏ عَشْرٌ‏ ، أ َحَب ُّ<br />

ف َ صْ‏ ل ٌ وَأ َم َّا ا ل ْمُؤَاخَاة ُ ب ِا ل ْمَوَد َّةِ‏ ، وَهِيَ‏ الر َّا ب ِعُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ؛ لِأ َن َّهَا تُك ْسِبُ‏ ب ِصَادِ‏ ق ِا ل ْمَيْ‏ ل ِ إخْل َاصًا وَمُصَاف َاة ً ،<br />

وَ‏ يَحْدُث ُ ب ِ خُل ُوص ِ ا ل ْمُصَاف َاةِ‏ وَف َاءٌ‏ وَمُحَامَا ٌة .<br />

وَهَذ َا أ َعْل َى مَرَ‏ ا تِب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ، وَلِذ َلِكَ‏ آخَى رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى الل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ بَيْنَ‏ أ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏ ؛ لِتَز ِ يدَأ ُ ل ْف َتُهُمْ‏ ، وَيَق ْوَى<br />

تَظ َاف ُرُهُمْ‏ .<br />

وَ‏ تَنَا صُرُهُمْ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

{<br />

، وَرَوَى أ َبُو ا لز ُّبَيْر ِ ، عَنْ‏ سَهْ‏ ل ِ بْن ِ سَعْدٍ‏ ، أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

صُ‏ حْبَةِ‏ مَنْ‏ ل َا يَرَى ل َك مِنْ‏ ال ْ حَق ِّ مِث ْ ل َ مَا تَرَى ل َهُ‏<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ :<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ لِا بْن ِهِ‏ ا ل ْحَسَن ِ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

} عَل َيْك ُمْ‏ ب ِإ ِخْوَ‏ انِ‏ الص َّف َاءِ‏ ف َإ ِ ن َّهُمْز ِ ينَة ٌ فِي الر َّخَاءِ‏ وَعِصْمَة ٌ فِي ا ل ْبَل َاءِ‏<br />

لِق َاءُ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ جَل َاءُ‏ ال ْأ َحْزَ‏ انِ‏ .<br />

} ال ْمَرْءُ‏ ك َثِيرٌ‏ ب ِأ َخِيهِ‏ وَل َا خَيْرَ‏ فِي<br />

إن َّ أ َعْ‏ جَزَ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ ق َص َّرَ‏ فِي ط َل َب ِ ا ل ْإ ِخْوَانِ‏ ، وَ‏ أ َعْ‏ جَزَ‏ مِنْهُ‏ مَنْ‏ ضَي َّعَ‏ مَنْ‏ ظ َفِرَ‏ ب ِهِ‏ مِنْهُمْ‏ .<br />

مَنْ‏ ات َّ خَذ َ إخْوَانًا ك َانُوا ل َهُ‏ أ َعْوَ‏ انًا .<br />

: أ َف ْضَ‏ ل ُ ا لذ َّخَائِر ِ أ َ خٌ‏ وَفِ‏ ي ٌّ .<br />

‏:صَ‏ دِ‏ يقٌ‏ مُ‏ سَاعِ‏ دٌ‏ عَ‏ ضُ‏ دٌ‏ وَسَاعِ‏ دٌ‏ .<br />

يَا بُنَي َّا ل ْغَر ِيبُ‏ مَنْ‏ ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ حَب ِيبٌ‏ .<br />

هُمُومُ‏ ر ِجَال ٍ فِي أ ُمُور ٍ ك َثِيرَةٍ‏ وَهَم ِّي مِنْ‏ الد ُّنْيَا صَدِ‏ يقٌ‏ مُسَاعِدُ‏ نَك ُون ُ ك َرُوح ٍ بَيْنَ‏ ج ِسْمَيْن ِ<br />

ق ُس ِّمَتْ‏ ف َ ج ِسْمَاهُمَا ج ِسْمَانِ‏ وَ‏ الر ُّوحُ‏ وَاحِدُ‏ وَقِي ل َ<br />

وَق َال َ ث َعْل َبٌ‏<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر ِّيَاشِي ُّ ق َوْل َ بَش َّار ٍ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إن َّمَا سُم ِّيَ‏ ا لص َّدِ‏ يقُ‏ صَدِ‏ يق ًا لِصِدْقِهِ‏ ، وَال ْعَدُو ُّ عَدُوا لِعَدْو ِهِ‏ عَل َيْك .<br />

إن َّمَا سُم ِّيَ‏ ا ل ْ خَلِي ل ُ خَلِيل ًا ؛ لِأ َن َّ مَ‏ حَب َّتَهُ‏ تَتَ‏ خَل َّ ل ُ ا ل ْق َل ْبَ‏ ف َل َا تَدَ‏ عُ‏ فِيهِ‏ خَل َل ًا إل َّا مَل َأ َ تْهُ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْمُؤَاخَاة ُ فِي ا لن َّا س ِ ق َدْ‏ تَك ُون ُ عَل َى وَجْهَيْن ِ<br />

ق َدْ‏ تَ‏ خَل َّل ْتَ‏ مَسْل َكَ‏ ا لر ُّوح ِ مِن ِّي وَ‏ ب ِهِ‏ سُم ِّيَ‏ ال ْ خَلِي ل ُ خَلِيل ًا .<br />

: أ َحَدُهُمَا أ ُخُو َّة ٌ مُك ْتَسَبَة ٌ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ال ْجَار ِي مَجْرَى ا لِا ضْطِرَ‏ ار ِ .<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ : مُك ْتَسَبَة ٌب ِا ل ْق َصْدِ‏ وَالِاخْتِيَار ِ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ف َه ِيَ‏ أ َوْك َدُ‏ حَال ًا ؛ لِأ َن َّهَا تَنْعَقِدُ‏ عَنْ‏ أ َسْبَاب ٍ تَعُودُ‏ إل َيْهَا .<br />

وَ‏ ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُب ِا ل ْق َصْدِ‏ تُعْق َدُ‏ ل َهَاأ َسْبَا بٌ‏ تَنْق َادُ‏ إل َيْهَا .<br />

وَمَا ك َان َ جَار ِيًا ب ِا لط َّبْع ِ ف َهُوَ‏ أ َ ل ْزَمُ‏ مِم َّا هُوَ‏ حَادِ‏ ث ٌب ِا ل ْق َصْدِ‏ .<br />

وَ‏ نَ‏ حْنُ‏ نَبْدَ‏ أ ُ ب ِا ل ْوَجْهِ‏ ا ل ْأ َو َّل ِ ا ل ْمُك ْتَسَب ِ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ث ُ م َّ نُعْقِبُهُ‏ ب ِا ل ْوَجْهِ‏ الث َّان ِي ا ل ْمُك ْتَسَبُ‏ ا ب ِ ل ْق َصْدِ‏ .<br />

أ َم َّا ال ْمُك ْتَسَبُ‏ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ ف َل َهُأ َ سْبَا بٌ‏ نَبْتَدِئُ‏ ب ِهَا ث ُ م َّ نَنْتَقِ‏ ل ُ فِي غ َا يَةِ‏ أ َحْوَ‏ ا لِهِا ل ْمَحْدُودَةِ‏ إل َى سَبْع ِ مَرَ‏ ا تِبَ‏ رُب َّمَا اسْتَك ْمَل ْتُهُن َّ<br />

وَرُب َّمَا وَق َف ْتُ‏ عَل َى بَعْضِه ِن َّ وَلِك ُ ل ِّ مَرْ‏ تَبَةٍ‏ مِنْ‏ ذ َلِكَ‏ حُك ْ مٌ‏ خَاص ٌّ وَسَبَبٌ‏ مُوج ِبٌ‏ .


ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : مَا هَوَى إل َّا ل َهُ‏ سَبَبُ‏ يَبْتَدِي مِنْهُ‏ وَ‏ يَنْشَعِبُ‏ ف َأ َو َّل ُ أ َسْبَاب ِ ال ْإ ِخَاءِ‏ : ا لت َّ جَا نُسُ‏ فِي حَال ٍ يَ‏ جْتَمِعَانِ‏ فِيهَا<br />

وَيَأ ْتَلِف َانِ‏ ب ِهَا ، ف َإ ِن ْ ق َو ِيَ‏ ا لت َّ جَا نُسُ‏ ق َو ِيَا لِائ ْتِل َافُ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ضَعُفَ‏ ك َان َ ضَعِيف ًا مَا ل َمْ‏ تَحْدُث ْ عِل َّة ٌ أ ُخْرَى يَق ْوَى ب ِهَا<br />

ا لِا ئ ْتِل َافُ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ‏ ك َذ َ لِكَ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لِا ئ ْتِل َافَ‏ ب ِالت َّشَاك ُل ِ ، وَ‏ الت َّشَاك ُ ل ُ ب ِالت َّجَانُس ِ ، ف َإ ِذ َا عُدِمَ‏ ا لت َّجَا نُسُ‏ مِنْ‏ وَجْهٍ‏ انْتَف َى<br />

ا لت َّشَاك ُ ل ُ مِنْ‏ وَجْهٍ‏ ، وَمَعَ‏ ا نْتِف َاءِ‏ ا لت َّشَاك ُ ل ِ يُعْدَمُ‏ الِا ئ ْتِل َافُ‏ .<br />

ف َث َبَتَ‏ أ َن َّ الت َّجَانُسَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تَنَو َّ عَ‏ ، أ َصْ‏ ل ُ ال ْإ ِخَاءِ‏ وَق َاعِدَة ُ ا لِا ئ ْتِل َافِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى يَحْيَى بْنُ‏ سَعِيدٍ‏ ، عَنْ‏ عُمَرَ‏ ، عَنْ‏ عَا ئِشَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ا ل ْأ َ رْوَاحُ‏ جُنُودٌ‏ مُ‏ جَن َّدَة ٌ ف َمَا تَعَارَفَ‏ مِنْهَا ا ئ ْتَل َفَ‏ وَمَا تَنَاك َرَ‏ مِنْهَا اخْتَل َفَ‏<br />

وَهَذ َا وَاضِ‏ حٌ‏ وَهِيَ‏ ب ِالت َّجَانُس ِ مُتَعَار ِف َة ٌ ، وَ‏ ب ِف َق ْدِهِ‏ مُتَنَاكِرَ‏ ٌة .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْأ َضْدَادُ‏ ل َا تَت َّفِقُ‏ ، وَال ْأ َشْك َال ُ ل َا تَف ْتَر ِ قُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

: ب ِ حُسْن ِ تُشَاكِل ْ ال ْأ َخَوَانِ‏ يَل ْبَث ُ ا لت َّوَاصُ‏ ل ُ .<br />

: ف َق ُل ْتُ‏ :<br />

:<br />

وَ‏ لِبَعْضِه ِمْ‏ ف َل َا تَحْتَقِرْ‏ نَف ْسِي وَأ َ نْتَ‏ خَلِيل ُهَا ف َك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ يَصْبُو إل َى مَنْ‏ يُشَاكِ‏ ل ُ وَق َال َ آخَرُ‏ أ َخِي ق َال ُوا : أ َ خٌ‏<br />

مِنْ‏ ق َرَ‏ ا بَةٍ‏ ف َق ُل ْتُ‏ ل َهُمْ‏ إن َّ ا لش ُّك ُول َ أ َق َار ِبُ‏ نَسِيب ِي فِي رَأ ْي ِي وَعَزْمِي وَهِم َّتِي وَ‏ إ ِن ْ ف َر َّق َتْنَا فِي ال ْأ ُ صُول ِ ا ل ْمُنَاسِبُ‏ ث ُ م َّ<br />

يَحْدُث ُ ب ِا لت َّ جَا نُس ِ ا ل ْمُوَا صَل َة ُ بَيْنَا ل ْمُتَ‏ جَان ِسَيْن ِ ، وَهِيَا ل ْمَرْ‏ تَبَة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ مِنْ‏ مَرَا تِب ِ ال ْإ ِخَاِء<br />

.<br />

وَسَبَبُ‏ ا ل ْمُوَا صَل َةِ‏ بَيْنَهُمَا وُجُودُ‏ ا لِا ت ِّف َا ق ِ مِنْهُمَا ف َصَارَتْ‏ ا ل ْمُوَ‏ ا صَل َة ُ نَتِي جَة َ ا لت َّ جَانُس ِ ، وَ‏ الس َّبَبُ‏ فِيهِ‏ وُجُودُ‏ ا لِا ت ِّف َا ق ِ ؛ لِأ َن َّ<br />

عَدَمَ‏ ا لِا ت ِّف َا ق ِ مُنَف ِّر ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : ا لن َّا سُ‏ إن ْ وَاف َق ْتهمْ‏ عَذ ُ بُو ا أ َوْ‏ ل َا ف َإ ِن َّ جَنَاهُمْ‏ مُر ُّ ك َمْ‏ مِنْ‏ ر ِ يَاض ٍ ل َا أ َ ن ِيسَ‏ ب ِهَا تُر ِك َتْ‏ لِأ َن َّ ط َر ِيق َهَا وَعْرُ‏<br />

ث ُ م َّ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ ا ل ْمُوَا صَل َةِرُتْبَة ٌ ث َا لِث َة ٌ ، وَسَبَبُهَاا لِانْب ِسَاط ُ .<br />

ث ُ م َّ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ ا ل ْمُؤَا نَسَةِرُ‏ تْبَة ٌ رَ‏ ا ب ِعَة ٌ وَهِيَ‏ ا ل ْمُصَاف َاة ُ ، وَسَبَبُهَا خُل ُوصُ‏ ا لن ِّي َّةِ‏ .<br />

وَرُ‏ تْبَة ٌ خَامِسَة ٌ وَهِيَ‏ ا ل ْمَوَد َّة ُ ، وَسَبَبُهَا ا لث ِّق َة ُ .<br />

وَهَذِهِ‏ الر ُّ تْبَة ُ هِيَ‏ أ َدْنَى ا ل ْك َمَال ِ فِي أ َحْوَال ِ ال ْإ ِخَاءِ‏ وَمَا ق َبْل َهَاأ َسْبَا بٌ‏ تَعُودُ‏ إل َيْهَا ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِهَا ا ل ْمُعَا ضَدَة ُ ف َه ِيَ‏ الص َّدَ‏ اق َة ُ<br />

.<br />

ث ُ م َّ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ ا ل ْمَوَد َّةِرُ‏ تْبَة ٌ سَادِسَة ٌ ، وَهِيَ‏ ا ل ْمَ‏ حَب َّة ُ ، وَسَبَبُهَاا لِاسْتِ‏ حْسَان ُ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ا لِاسْتِحْسَان ُ<br />

؛<br />

لِف َضَائِ‏ ل ِ ا لن َّف ْس ِ حَدَ‏ ث َتْرُ‏ تْبَة ٌ سَا ب ِعَة ٌ ، وَهِيَ‏ ال ْإ ِعْظ َاُم .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ا لِاسْتِ‏ حْسَان ُ لِلص ُّورَةِ‏ وَا ل ْحَرَك َاتِ‏ حَدَث َتْرُتْبَة ٌ ث َامِنَة ٌ ، وَهِيَ‏ ال ْعِشْقُ‏ وَسَبَبُهُ‏ ا لط َّمَعُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : أ َو َّل ُا ل ْعِشْق ِ مِزَ‏ ا حٌ‏ وَوَل َعْ‏ ث ُ م َّ يَزْدَ‏ ادُ‏ إذ َا زَادَ‏ الط َّمَعْ‏ ك ُ ل ُّ مَنْ‏ يَهْوَى وَ‏ إ ِن ْ غ َال َتْ‏ ب ِهِ‏<br />

رُ‏ تْبَة ُا ل ْمِل ْكِ‏ لِمَنْ‏ يَهْوَى تَبَعْ‏ وَهَذِهِ‏ الر ُّ تْبَة ُ آخِرُ‏ الر ُّ تَب ِ ا ل ْمَ‏ حْدُودَةِ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَا جَاوَزَهَا رُتْبَة ٌ مُق َد َّرَة ٌ ، وَل َاحَال َة ٌمَ‏ حْ‏ دُودَة ٌ<br />

لِأ َن َّهَا ق َدْ‏ تُؤَد ِّي إل َى مُمَازَجَةِ‏ ا لن ُّف ُو س ِ وَ‏ إ ِن ْ تَمَي َّزَتْ‏ ذ َوَاتُهَا ، وَتُف ْضِي إل َى مُ‏ خَا ل َط َةِا ل ْأ َرْوَاح ِ وَ‏ إ ِن ْ تَف َارَق َتْ‏ أ َجْسَادُهَا .<br />

وَهَذِهِ‏ حَال َة ٌ ل َا يُمْكِنُ‏ حَصْرُ‏ غ َايَتِهَا ، وَل َا ال ْوُق ُوفُ‏ عِنْدَ‏ ن ِهَا يَتِهَا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ : الص َّدِ‏ يقُإنْ‏ سَان ٌ هُوَ‏ أ َنْتَ‏ إل َّا أ َ ن َّهُ‏ غ َيْرُك .<br />

وَمِث ْ ل ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِا ل ْمَرْو ِي ِّ عَنْ‏ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ حِينَ‏ أ َق ْط َعَ‏ ط َل ْ حَة َ بْنَ‏ عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏ أ َرْضًا وَك َتَبَ‏ ل َهُ‏ ب ِهَا


كِتَا بًا ، وَأ َشْهَدَ‏ فِيهِ‏ نَاسًا مِنْهُمْ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ ، رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َأ َتَى ط َل ْ حَة ُ ب ِكِتَا ب ِهِ‏ إل َى عُمَرَ‏ لِيَ‏ خْتِمَهُ‏ ، ف َامْتَنَعَ‏ عَل َيْهِ‏ ،<br />

ف َرَجَعَ‏ ط َل ْ حَة ُ مُغْضَبًا إل َى أ َب ِي بَك ْر ٍ ، رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ وَق َال َ : وَا َ لل َّهِ‏ مَا أ َدْر ِي أ َنْتَ‏ ال ْ خَلِيف َة ُ أ َمْ‏ عُمَرُ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

ل َكِن َّهُ‏ أ َنَا .<br />

:<br />

بَل ْ عُمَرُ‏ ،<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُك ْتَسَبَة ُ ب ِا ل ْق َصْدِ‏ ف َل َا بُ‏ د َّ ل َهَا مِنْ‏ دَا ع ٍ يَدْعُو إل َيْهَا ، وَ‏ بَاعِثٍ‏ يَبْعَث ُ عَل َيْهَا ، وَذ َلِكَ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ : رَغ ْبَ‏ ٌةوَف َاق َة ٌ<br />

.<br />

ف َأ َم َّا ا لر َّغ ْبَة ُ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ يَظ ْهَرَ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ف َضَا ئِ‏ ل ُ تَبْعَث ُ عَل َى إخَا ئِهِ‏ ، وَ‏ يَتَوَس َّمُ‏ ب ِ جَمِي ل ٍ يَدْعُو إل َى ا صْطِف َا ئِهِ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َة ُ أ َق ْوَى مِنْ‏ ال َّتِي بَعْدَهَا لِظ ُهُور ِ ا لص ِّف َاتِا ل ْمَط ْل ُو بَةِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَك َل ُّفٍ‏ لِط َل َب ِهَا ، وَإ ِن َّمَا يُ‏ خَافُ‏ عَل َيْهَا مِنْ‏ ا لِاغ ْتِرَار ِ<br />

ب ِا لت َّصَن ُّع ِ ل َهَا .<br />

ف َل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ مَنْ‏ أ َظ ْهَرَا ل ْخَيْرَ‏ ك َان َ مِنْ‏ أ َهْلِهِ‏ ، وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ‏ تَ‏ خَل َّقَ‏ ب ِال ْحُسْنَى ك َانَتْ‏ مِنْ‏ ط َبْعِهِ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّفُ‏ لِلش َّيْءِ‏ مُنَافٍ‏ ل َهُ‏ إل َّا أ َن ْ يَدُومَ‏ عَل َيْهِ‏ مُسْتَحْسِنًا ل َهُ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ، أ َوْ‏ مُتَدَي َّنًا ب ِهِ‏ فِي ا لش َّرْ‏ ع ِ ، ف َيَصِيرَ‏ مُتَط َب ِّعًا ب ِهِ‏ ل َا<br />

مَط ْبُوعًا عَل َيْهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ تَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ك َل َام ِ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ : ل َيْسَ‏ فِي ا لط َّبْع ِ أ َن ْ يَك ُون َ مَا ل َ يْسَ‏ فِي ا لت َّط َب ُّع ِ .<br />

ث ُ م َّ نَق ُول ُ مِنْ‏ ا ل ْمُتَعَذ َّر ِ أ َن ْ تَك ُون َ أ َخْل َا قُ‏ ا ل ْف َاضِ‏ ل ِ ك َامِل َة ً ب ِا لط َّبْع ِ ، وَإ ِن َّمَاا ل ْأ َغ ْل َبُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ بَعْضُ‏ ف َضَا ئِلِهِ‏ ب ِا لط َّبْع ِ ،<br />

وَبَعْضُهَا ب ِالت َّط َب ُّع ِ ال ْجَار ِي<br />

ب ِا ل ْعَادَةِ‏ مَجْرَى ا لط َّبْع ِ ،<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

: ا ل ْعَادَة ُ ط َبْعٌ‏ ث َانٍ‏ .<br />

:<br />

حَت َّى يَصِيرَ‏ مَا تَط َب َّعَ‏ ب ِهِ‏ فِي ا ل ْعَادَةِ‏ أ َغ ْل َبُ‏ عَل َيْهِ‏ مِم َّا ك َان َ مَط ْبُوعًا عَل َيْهِ‏ إذ ْ خَا ل َفَ‏ ا ل ْعَادَة َ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّ ا لن َّا سَ‏ مِنْ‏ طِينَةٍ‏ يَصْدُ‏ قُ‏ فِي الث َّل ْب ِ ل َهَا ا لث َّا لِبُ‏ ل َوْل َا عِل َاجُ‏ ا لن َّا س ِ أ َخْل َاق َهُمْ‏ إذ َن ْ<br />

ل َف َاحَ‏ ال ْ حَمَأ ُ ا لل َّاز ِبُ‏ وَأ َم َّا ا ل ْف َاق َة ُ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ يَف ْتَقِرَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ ؛ لِوَحْشَةِ‏ ا نْفِرَ‏ ادِهِ‏ وَمَهَا نَةِ‏ وَحْدَ‏ تِهِ‏ ، إل َى ا صْطِف َاءِ‏ مَنْ‏ يَأ ْن ِسُ‏<br />

ب ِمُوَاخَا تِهِ‏ وَ‏ يَثِقُ‏ ب ِنُصْرَ‏ تِهِ‏ وَمُوَا ل َا تِهِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَرْغ َبْ‏ ب ِث َل َاثٍ‏ بُلِيَ‏ ب ِسِت ٍّ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَرْغ َبْ‏ فِي ال ْإ ِخْوَانِ‏ بُلِيَ‏ ب ِا ل ْعَدَ‏ اوَةِوَ‏ ال ْ خِذ ْ ل َانِ‏ ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏<br />

يَرْغ َبْ‏ فِي الس َّل َامَةِ‏ بُلِيَ‏ ب ِالش َّدَ‏ ائِدِ‏ وَ‏ الِامْتِهَانِ‏ ، وَمِنْ‏ ل َمْ‏ يَرْغ َبْ‏ فِيا ل ْمَعْرُوفِ‏ بُلِيَ‏ ب ِالن َّدَ‏ امَةِوَ‏ ال ْ خُسْرَ‏ انِ‏ .<br />

وَل َعَمْر ِي إن َّ إخْوَ‏ ان َ الص ِّدْ‏ ق ِ مِنْ‏ أ َ نْف َس ِ الذ َّخَا ئِر ِ وَ‏ أ َف ْضَ‏ ل ِ ا ل ْعُدَدِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ‏ سَهْمَاءُ‏ الن ُّف ُو س ِ وَ‏ أ َوْلِيَاءُ‏ ا لن َّوَ‏ ا ئِب ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ رُب َّ صِد ِّ يق ٍ أ َوَد ُّ مِنْ‏ شَقِيق ٍ<br />

وَقِي ل َ لِمُعَاو ِ يَة َ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

.<br />

:<br />

: أ َي ُّمَا أ َحَب ُّ إل َيْك ؟ ق َال َ ‏:صَ‏ دِ‏ يقٌ‏ يُحَب ِّبُن ِي إل َى الن َّا س ِ .<br />

‏:ا ل ْق َر ِيبُ‏ ب ِعَدَ‏ اوَ‏ تِهِ‏ بَعِي دٌ‏ ، وَا ل ْبَعِيدُ‏ ب ِمَوَد َّ تِهِ‏ ق َر ِ يبٌ‏ .<br />

ل َمَوَد َّة ٌ مِم َّنْ‏ يُحِب ُّك مُخْلِصًاخَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا لر َّحِم ِ ال ْق َر ِيب ِ ا ل ْك َاشِ‏ ح ِ وَق َال َ آخَرُ‏<br />

: يَخُونُك ذ ُو ال ْق ُرْبَى مِرَ‏ ارً‏ ا<br />

وَرُب َّمَا وَف َّى ل َك عِنْدَا ل ْعَهْدِ‏ مَنْ‏ ل َا تُنَاسِبُهْ‏ ف َإ ِذ َا عَزَمَ‏ عَل َى ا صْطِف َاءِ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ سَبَرَ‏ أ َحْوَال َهُمْ‏ ق َبْ‏ ل َ إخَا ئِه ِمْ‏ ، وَك َشَفَ‏ عَنْ‏<br />

أ َخْل َاقِه ِمْ‏ ق َبْ‏ ل َا صْطِف َائِه ِمْ‏ ؛ لِمَا تَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ق َوْل ِ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: أ َسْب ِرْ‏ تُخْبَرْ‏ .<br />

وَل َا تَبْعَث ُهُ‏ ا ل ْوَحْدَة ُ عَل َى ال ْإ ِق ْدَام ِ ق َبْ‏ ل َ ال ْ خِبْرَةِ‏ ، وَل َا حُسْنُ‏ ا لظ َّن ِّ عَل َى الِاغ ْتِرَ‏ ار ِ ب ِا لت َّصَن ُّع ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْمَل َقَ‏ مَصَا ئِدُ‏ ال ْعُق ُول ِ ، وَالن ِّف َاقَ‏ تَدْ‏ لِيسُ‏ ا ل ْفِط َن ِ ، وَهُمَا سَ‏ ج ِي َّة ُ ا ل ْمُتَصَن ِّع ِ<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِيمَنْ‏ يَك ُون ُ ا لن ِّف َاقُ‏<br />

وَال ْمَل ْقُ‏ بَعْضَ‏ سَ‏ جَا يَاهُخَيْرٌ‏ يُرْجَى ، وَل َا صَل َاحُ‏ يُؤَم َّ ل ُ .<br />

وَ‏ لِأ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ ق َال َتْ‏ ال ْ حُك َمَاءُ‏<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ<br />

.<br />

:<br />

اعْر ِفْ‏ ا لر َّجُ‏ ل َ مِنْ‏ فِعْلِهِ‏ ل َا مِنْ‏ ك َل َامِهِ‏ ، وَاعْر ِفْ‏ مَ‏ حَب َّتَهُ‏ مِنْ‏ عَيْن ِهِ‏ ل َا مِنْ‏ لِسَا ن ِهِ‏ .<br />

: إن َّمَا أ َنْف َق ْت عَل َى إخْوَان ِي ؛ لِأ َن ِّي ل َمْ‏ أ َسْتَعْمِل ْ مَعَهُمْ‏ ا لن ِّف َا قَ‏ وَل َا ق َص َّرْت ب ِه ِمْ‏ عَنْ‏ ا لِاسْتِ‏ حْق َا ق ِ .


وَق َال َ حَم َّادُ‏ عَ‏ جْرَدُ‏ : ك َمْ‏ مِنْ‏ أ َخ ٍ ل َك ل َيْسَ‏ تُنْكِرُهُ‏ مَا دُمْت فِي دُنْيَاك فِي يَسْر ِ مُتَصَن ِّعٌ‏ ل َك فِي مَوَد َّ تِهِ‏ يَل ْق َاك ب ِالت َّرْحِيب ِ<br />

وَ‏ ا ل ْب ِشْر ِ ف َإ ِذ َا عَدَا وَا لد َّهْرُ‏ ذ ُو غِيَر ٍ دَهْرٌ‏ عَل َيْك عَدَا مَعَ‏ ا لد َّهْر ِ ف َارْف ُضْ‏ ب ِإ ِجْمَال ٍ مَوَد َّة َ مَنْ‏ يَق ْلِي ا ل ْمُقِ‏ ل َّ وَ‏ يَعْشَقُ‏ ال ْمُث ْر ِي<br />

وَعَل َيْك مَنْ‏ حَا ل َاهُ‏ وَاحِدَة ٌ فِي ال ْعُسْر ِ إم َّا ك ُنْت وَال ْيُسْر ِ عَل َى أ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َمَوْ‏ سُومٌ‏ ب ِسِيمَاءِ‏ مَنْ‏ ق َارَبَ‏ ‏،وَمَنْ‏ سُو بٌ‏ إ ل َيْهِ‏<br />

أ َف َاعِي ل ُ مَنْ‏ صَاحَبَ‏ .<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

} :<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

الص َّاحِب ِ<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

اعْر ِفْ‏ أ َخَاك ب ِأ َخِيهِ‏ ق َبْل َك .<br />

: يُظ َن ُّ ب ِا ل ْمَرْءِ‏ مَا يُظ َن ُّ ب ِق َر ِين ِهِ‏ .<br />

ال ْمَرْءُ‏ مَعَ‏ مَنْ‏ أ َحَب َّ { .<br />

: ا لص َّاحِبُمُنَا سِبٌ‏ .<br />

مَا مِنْ‏ شَيْءٍ‏ أ َدَل ُّ عَل َى شَيْءٍ‏ وَل َا الد ُّخَانِ‏ عَل َى ا لن َّار ِ مِنْ‏ ا لص َّاحِب ِ عَل َى<br />

وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ‏ زَيْدٍ‏ : عَنْ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ ل َا تَسْأ َل ْ وَسَ‏ ل ْ عَنْ‏ ق َر ِ ين ِهِ‏ ف َ ك ُ ل ُّ ق َر ِ ين ٍ ب ِا ل ْمُق َارَنِ‏ يَق ْتَدِي إذ َا ك ُنْت فِي ق َوْم ٍ ف َصَاحِبْ‏<br />

خِيَارَهُمْ‏ وَل َا تَصْحَبْ‏ ال ْأ َرْدَى ف َتَرْدَى مَعَ‏ الر َّدِي ف َل َز ِمَ‏ مِنْ‏ هَذ َا ا ل ْوَجْهِ‏ أ َيْضًا أ َن ْ يَتَحَر َّزَ‏ مِنْ‏ دُخَل َاءِ‏ ا لس ُّوءِ‏ ، وَيُ‏ جَان ِبَ‏ أ َهْل َ<br />

ا لر ِّ يَب ِ ، لِيَك ُون َ مَوْف ُورَا ل ْعَرْض ِ سَلِيمَ‏ ا ل ْعَيْب ِ ، ف َل َا يُل َامُ‏ ب ِمَل َامَةِ‏ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَلِهَذ َا قِي ل َ<br />

: ا لت َّث َب ُّتُ‏ وَالِارْتِيَاءُ‏ ، وَمُدَاوَمَة ُ ا لِاخْتِيَار ِ وَا لِا بْتِل َاءُ‏ ، مُتَعَذ ِّ رٌ‏ بَل ْ مَف ْق ُو ‏ٌد .<br />

وَق َدْ‏ ضَرَبَ‏ ذ ُو ا لر ُّم َّةِ‏ مَث َل ًا ب ِا ل ْمَاءِ‏ فِيمَنْ‏ حَسُنَ‏ ظ َاهِرُهُ‏ ، وَخَبُث َ بَاطِنُهُ‏ ،<br />

ف َق َال َ<br />

: ا ل ْوَجْهِ‏ ف َق َال َ<br />

: أ َل َمْ‏ تَرَ‏ أ َن َّ ا ل ْمَاءَ‏ يَ‏ خْبُث ُ ط َعْمُهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ل َوْن ُ ا ل ْمَاءِ‏ أ َبْيَضَ‏ صَافِيَا وَ‏ نَظ َرَ‏ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ إ ل َى رَجُ‏ ل ِ سُوءٍ‏ حَسَن ِ<br />

أ َم َّا ال ْبَيْتُ‏ ف َ حَسَنٌ‏ ، وَأ َم َّا الس َّاكِنُ‏ ف َرَدِيءٌ‏<br />

:<br />

.<br />

ف َأ َخَذ َ جَ‏ حْظ َة ُ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : رَب ِّ مَا أ َبْيَنَ‏ ا لت َّبَا يُنَ‏ فِيهِ‏ مَنْز ِل ٌ عَامِرٌ‏ وَعَق ْ ل ٌ خَرَابُ‏ وَأ َ نْشَدَ‏ فِي بَعْض ِ أ َهْ‏ ل ِا ل ْعِل ْم ِ ل َا<br />

تَرْك َنَن َّ إل َى ذِي مَنْظ َر ٍ حَسَن ٍ ف َرُب َّ رَ‏ ا ئِق َةٍ‏ ق َدْ‏ سَاءَ‏ مَخْبَرُهَا مَا ك ُ ل ُّ أ َ صْف َرَدِ‏ ينَا رٌ‏ لِصُف ْرَ‏ تِهِ‏ صُف ْرُ‏ ا ل ْعَق َار ِب ِ أ َرْدَ‏ اهَا وَأ َنْك َرَهَا<br />

ث ُ م َّ ق َدْ‏ تَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ق َوْل ِ ا ل ْحُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَإ ِذ ًا<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يُق َد ِّمْ‏ ا لِامْتِ‏ حَان َ ق َ بْ‏ ل َ الث ِّق َةِ‏ ، وَ‏ ا لث ِّق َة َ ق َبْ‏ ل َ أ ُنْس ٍ ‏،أ َ ث ْمَرَتْ‏ مَوَد َّ تُهُ‏ نَدَمًا .<br />

مُصَارَمَة ٌ ق َبْ‏ ل َ اخْتِبَار ٍ ، أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ مُؤَ‏ اخَاةٍ‏ عَل َى اغ ْتِرَار ٍ .<br />

ل َا تَثِقْ‏ ب ِالص ِّد ِّ يق ِ ق َبْ‏ ل َا ل ْخِبْرَةِ‏ ، وَل َا نَف ْعَ‏ ب ِا ل ْعَدْو ِ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْق ُدْرَةِ‏ ، وَق َال َ بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

امْرَ‏ أ ً حَت َّى تُ‏ جَر ِّ بَهُ‏ وَل َا تَ‏ ذ ُم َّن َّهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَ‏ جْر ِيب ِ ف َحَمْدُك ا ل ْمَرْءَ‏ مَا ل َمْ‏ تُبْلِهِ‏ خَط َأ ٌ وَذ َم ُّهُ‏ بَ‏ عْدَ‏ حَمْدٍ‏ شَر ُّ تَك ْذِ‏ يب ِ<br />

ق َدْ‏ ل َز ِمَ‏ مِنْ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ سَبْرُ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ق َبْ‏ ل َ إخَائِه ِمْ‏ ، وَخِبْرَة ُأ َخْل َاقِه ِمْ‏ ق َبْ‏ ل َ ا صْطِف َا ئِه ِمْ‏ .<br />

ف َا ل ْخِصَال ُ ا ل ْمُعْتَبَرَة ُ فِي إخَائِه ِمْ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْمُ‏ جَا نَسَةِ‏ ال َّتِي هِيَ‏ أ َ صْ‏ ل ُ ا لِا ت ِّف َا ق ِ أ َرْ‏ بَعُ‏ خِصَال ٍ<br />

يَهْدِي إل َى مَرَاشِدِ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ال ْحُمْقَ‏ ل َا تَث ْبُتُ‏ مَعَهُ‏ مَوَد َّة ٌ ، وَل َا تَدُومُ‏ لِصَاحِب ِهِاسْتِق َامَة ٌ .<br />

:<br />

:<br />

: ل َا تَ‏ حْمَدَن َّ<br />

ف َال ْخَصْل َة ُ ال ْأ ُول َى ‏:عَق ْ ل ٌ مَوْف ُورٌ‏<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ال ْبَذ َاءُ‏ ل ُؤْمٌ‏ ، وَصُ‏ حْبَة ُا ل ْأ َحْمَق ِ شُؤْمٌ‏ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : عَدَ‏ اوَة ُ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َق َ ل ُّ ضَرَرًا مِنْ‏ مَوَد َّةِا ل ْأ َحْمَق ِ ؛ لِأ َن َّا ل ْأ َحْمَقَ‏ رُب َّمَا ضَر َّ وَهُوَ‏ يَق ْدِرُ‏ أ َن ْ يَنْف َعَ‏ ،<br />

وَال ْعَاقِل ُ ل َا يَتَ‏ جَاوَزُا ل ْحَ‏ د َّ فِي مَضَر َّ تِهِ‏ ، ف َمَضَر َّ تُهُ‏ ل َهَا حَ‏ د ٌّ يَقِفُ‏ عَل َيْهِ‏ ال ْعَق ْل ُ ، وَمَضَر َّة ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ل َيْسَتْ‏ ب ِذ َاتِ‏ حَ‏ د ٍّ .<br />

وَال ْمَحْدُودُ‏ أ َق َ ل ُّ ضَرَرًا مِم َّا هُوَ‏ غ َيْرُ‏ مَ‏ حْدُودٍ‏ .<br />

وَق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ‏ لِل ْمُسَي ِّب ِ بْن ِ زُهَيْر ٍ مَا مَاد َّة ُا ل ْعَق ْ ل ِ ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مُجَا ل َسَة ُ ال ْعُق َل َاِء .


:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : مِنْ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِ صُ‏ حْبَة ُ ذ َو ِيال ْ جَهْ‏ ل ِ ، وَمِنْ‏ ا ل ْمُ‏ حَال ِ مُجَادَ‏ ل َة ُ ذ َو ِي ا ل ْمُ‏ حَال ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَنْ‏ أ َشَارَ‏ عَل َيْك ب ِا صْطِنَا ع ِ جَاهِ‏ ل ٍ أ َوْ‏ عَاج ِز ٍ ، ل َمْ‏ يَخْ‏ ل ُ أ َن ْ يَك ُون َ صَدِ‏ يق ًا جَاهِل ًا أ َوْ‏ عَدُوا عَاقِل ًا ؛<br />

لِأ َ ن َّهُ‏ يُشِيرُ‏ ب ِمَا يَضُر ُّك وَ‏ يَحْتَال ُ فِيمَا يَضَعُ‏ مِنْك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

عِنْدَ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إذ َا مَا ك ُنْت مُت َّخِذ ًا خَلِيل ًا ف َل َا تَثِق َن َّ ب ِك ُ ل ِّ أ َخِي إخَاءِ‏ ف َإ ِن ْ خُي ِّرْت بَيْنَهُمْ‏ ف َأ َ ل ْصِقْ‏ ب ِأ َهْ‏ ل ِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْهُمْ‏<br />

وَ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ ف َإ ِن َّ ا ل ْعَق ْ ل َ ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ إذ َا مَا تَف َا ضَل َتْا ل ْف َضَائِ‏ ل ُ مِنْ‏ كِف َاءِ‏ وَ‏ ا ل ْخَصْل َة ُ الث َّا ن ِيَة ُ : الد ِّ ينُ‏ ال ْوَاقِفُ‏ ب ِصَاحِب ِهِ‏ عَل َى<br />

ال ْ خَيْرَ‏ اتِ‏ ، ف َإ ِن َّ تَار ِكَ‏ ا لد ِّ ين ِ عَ‏ دُو ٌّ لِنَف ْسِهِ‏ ، ف َك َيْفَ‏ يُرْجَى مِنْهُ‏ مَوَد َّة ُ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا صْط َفِ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ذ َا الد ِّ ين ِ وَال ْ حَسَب ِ وَالر َّأ ْي ِ وَا ل ْأ َدَب ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ر ِدْءٌ‏ ل َك عِنْدَ‏ حَاجَتِك ، وَيَدٌ‏<br />

نَائِبَتِك ‏،وَأ ُ نْ‏ سٌ‏ عِنْدَ‏ وَحْشَتِك ، وَزَ‏ يْنٌ‏ عِنْدَ‏ عَافِيَتك .<br />

وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ‏ ث َاب ِتٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َخِل َّاءُ‏ ا لر َّخَاءِ‏ هُمْ‏ ك َثِيرٌ‏ وَل َكِنْ‏ فِي ال ْبَل َاءِ‏ هُمْ‏ ق َلِي ل ُ ف َل َا يَغْرُرْك خِل َّة ُ مَنْ‏ تُؤَاخِي<br />

ف َمَا ل َك عِنْدَ‏ نَا ئِبَةٍ‏ خَلِي ل ُ وَك ُ ل ُّ أ َخ ٍ يَق ُول ُ أ َنَا وَفِي ٌّ وَل َكِنْ‏ ل َيْسَ‏ يَف ْعَ‏ ل ُ مَا يَق ُول ُ سِوَى خِ‏ ل ٌّ ل َهُ‏ حَسَبٌ‏ وَدِ‏ ينٌ‏ ف َذ َاكَ‏ لِمَا<br />

يَق ُول ُ هُوَ‏ ال ْف َعُول ُ وَق َال َ آخَرُ‏ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ فِي ا لل َّهِ‏ خِل َّتُهُ‏ ف َ خَلِيل ُهُ‏ مِنْهُ‏ عَل َى خَط َر ِ .<br />

وَ‏ ال ْ خَصْل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ مَ‏ حْمُودَ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ مَرَضِي َّ ال ْأ َف ْعَال ِ ، مُؤْثِرًا لِل ْ خَيْر ِ آمِرًا ب ِهِ‏ ، ك َار ِهًا لِلش َّر ِّ نَاهِيًا عَنْهُ‏ ، ف َإ ِن َّ<br />

مَوَد َّة َ الش ِّر ِّير ِ تُك ْسِبُ‏ ال ْأ َعْدَاءَ‏ وَ‏ تُف ْسِدُا ل ْأ َخْل َا قَ‏ .<br />

وَل َا خَيْرَ‏ فِي مَوَد َّةٍ‏ تَ‏ جْلِبُ‏ عَدَ‏ اوَة ً وَ‏ تُور ِث ُ مَذ َم َّة ً ، ف َإ ِن َّ ال ْمَتْبُوعَ‏ تَا ب ِعُ‏ صَاحِب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ ‏:إخْوَ‏ ان ُ ا لش َّر ِّ ك َشَ‏ جَر ِ ا لن َّار ِنْ‏ ج ِ يُ‏ حْر ِ قُ‏ بَعْضُهَا بَعْضًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: مُخَا ل َط َة ُا ل ْأ َشْرَار ِ عَل َى خَط َر ٍ ، وَا لص َّبْرُ‏ عَل َى صُ‏ حْبَتِه ِمْ‏ ك َرُك ُوب ِا ل ْبَ‏ حْر ِ ، ا ل َّذِي مَنْ‏ سَلِمَ‏ مِنْهُ‏<br />

ب ِبَدَ‏ ن ِهِ‏ مِنْ‏ ا لت َّل َفِ‏ فِيهِ‏ ، ل َمْ‏ يَسْل َمْ‏ ب ِق َل ْب ِهِ‏ مِنْ‏ ال ْحَذ َر ِ مِنْهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : صُ‏ حْبَة ُا ل ْأ َشْرَار ِ تُور ِث ُ سُوءَ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِال ْأ َخْيَا ِر .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

.<br />

مِنْ‏ خَيْر ِ الِاخْتِيَار ِ صُحْبَة ُ ال ْأ َخْيَار ِ ، وَمِنْ‏ شَر ِّ الِاخْتِيَار ِ صُ‏ حْبَة ُا ل ْأ َشْرَار ِ .<br />

: مُجَال َسَة ُ الس َّفِيهِ‏ سَف َاهُ‏ رَأ ْي ٍ وَمِنْ‏ عَق ْ ل ٍ مُ‏ جَال َسَة ُ ال ْحَكِيم ِ ف َإ ِن َّك وَال ْق َر ِينُ‏ مَعًا سَوَ‏ اءٌ‏ ك َمَا ق ُ د َّ ال ْأ َدِيمُ‏<br />

مِنْ‏ ا ل ْأ َدِيم ِ وَال ْخَصْل َة ُ الر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ مِنْ‏ ك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمَامَيْ‏ ل ٌ إل َى صَاحِب ِهِ‏ ، وَرَغ ْبَة ٌ فِي مُؤَاخَا تِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ‏ أ َوْك َدُ‏ لِ‏ حَال ِ ا ل ْمُؤَاخَاةِ‏ وَ‏ أ َمَد ُّ لِأ َسْبَاب ِ ا ل ْمُصَاف َاةِ‏ ، إذ ْ ل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ مَط ْل ُوب ٍ إ ل َيْهِ‏ ط َا لِبًا وَل َا ك ُ ل ُّ مَرْغ ُوب ٍ إ ل َيْهِ‏ رَاغِبًا<br />

وَمَنْ‏ ط َل َبَ‏ مَوَد َّة َ مُمْتَن ِع ٍ عَل َيْهِ‏ ، وَرَغِبَ‏ إل َى زَ‏ اهِدٍ‏ فِيهِ‏ ، ك َان َ مُعَنى خَائِبًا ، ك َمَا<br />

: ق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ<br />

وَط َل َبْت مِنْك مَوَد َّة ً ل َمْ‏ أ ُعْط َهَا إن َّ ال ْمُعَن َّى ط َالِبٌ‏ ل َا يَظ ْف َرُ‏ وَق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ‏ بْنُا ل ْأ َحْنَفِ‏ : ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َا<br />

يُدْن ِيك إل َّا شَف َاعَة ٌ ف َل َا خَيْرَ‏ فِي وُد ٍّ يَك ُون ُ ب ِشَافِع ِ وَ‏ أ ُق ْسِمُ‏ مَا تَرْكِي عِتَابَك عَنْ‏ قِل ًى وَ‏ ل َكِنْ‏ لِعِل ْمِي أ َ ن َّهُ‏ غ َيْرُ‏ نَافِع ِ وَإ ِن ِّي إذ َا<br />

ل َمْ‏ أ َ ل ْزَم ِ الص َّبْرَ‏ ط َائِعًا ف َل َا بُ‏ د َّ مِنْهُ‏ مُك ْرَهًا غ َيْرَ‏ ط َا ئِع ِ ف َإ ِذ َااسْتَك ْمَل َتْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْخِصَال ُ فِي إنْسَانٍ‏ وَجَبَ‏ إخَاؤُهُ‏ ، وَ‏ تَعَي َّنَ‏<br />

ا صْطِف َاؤُهُ‏ .<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ وُف ُو ر ِهَا فِيهِ‏ يَ‏ ج ِبُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمَيْل ُ إ ل َيْهِ‏ وَالث ِّق َة ُ ب ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ مَا يُرَى مِنْ‏ غ َل َبَةِ‏ إحْدَ‏ اهَا عَل َيْهِ‏ يُ‏ جْعَ‏ ل ُ مُسْتَعْمَل ًا فِي ال ْ خُل ُق ِ ا ل ْغَا لِب ِ عَل َيْهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ ال ْإ ِخْوَان َ عَل َى ط َبَق َاتٍ‏ مُ‏ خْتَلِف َةٍ‏ وَأ َ نْحَاءٍ‏ مُتَشَع ِّبَةٍ‏ ، وَلِك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ حَا ل ٌ يَ‏ خْتَص ُّ ب ِهَا فِي ا ل ْمُشَارَك َةِ‏ ، وَ‏ ث ُل ْمَ‏ ٌة


يَسُد ُّهَا فِي ا ل ْمُؤَ‏ ازَرَةِ‏ وَا ل ْمُظ َاف َرَةِ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ تَت َّفِقُ‏ أ َحْوَال ُ جَمِيعِه ِمْ‏ عَل َى حَ‏ د ٍّ وَاحِدٍ‏ ؛ لِأ َن َّ الت َّبَايُنَ‏ فِي ا لن َّا س ِغ َالِبٌ‏ ،<br />

وَ‏ اخْتِل َاف َهُمْ‏ فِي الش ِّيَم ِ ظ َاهِرٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا لر ِّجَال ُ ك َالش َّ جَر ِ شَرَ‏ ا بُهُوَ‏ احِ‏ دٌ‏ وَ‏ ث َمَرُهُ‏ مُخْتَلِ‏ ‏ٌف .<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى مَنْصُو رُ‏ بْنُ‏ إسْمَاعِي ل َ ف َق َال َ<br />

: بَنُو آدَمَ‏ ك َا لن َّبْتِ‏ وَ‏ نَبْتُا ل ْأ َرْض ِ أ َل ْوَان ُ ف َمِنْهُمْ‏ شَ‏ جَرُ‏ ا لص َّنْدَل ِ وَ‏ ال ْك َاف ُورُ‏<br />

وَال ْبَان ُ وَمِنْهُمْ‏ شَ‏ جَرٌ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ مَا يَ‏ حْمِ‏ ل ُ ق َط ْرَ‏ ان ُ وَمَنْ‏ رَ‏ امَ‏ إخْوَانًا تَت َّفِقُ‏ أ َحْوَال ُ جَمِيعِه ِمْ‏ رَ‏ امَ‏ مُتَعَذ َّرًا ، بَل ْ ل َوْ‏ ات َّف َق ُوا ل َك َان َ<br />

رُب َّمَا وَق َعَ‏ ب ِهِ‏ خَل َ ل ٌ فِي ن ِظ َامِهِ‏ ، إذ ْ ل َيْسَا ل ْوَاحِدُ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ يُمْكِنُا لِاسْتِعَا نَة ُ ب ِهِ‏ فِي ك ُ ل ِّ حَال ٍ ، وَل َاا ل ْمَ‏ جْبُو ل ُون َ عَل َى<br />

ال ْ خُل ُق ِ ا ل ْوَاحِدِ‏ يُمْكِنُ‏ أ َن ْ يَتَصَر َّف ُو ا فِي جَمِيع ِ ال ْأ َعْمَال ِ وَإ ِن َّمَا ب ِا لِاخْتِل َافِ‏ يَك ُون ُ ا لِا ئ ْتِل َافُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ ال ْمَأ ْمُون ُ<br />

: ل َيْسَ‏ ب ِل َب ِيب ٍ مَنْ‏ ل َمْ‏ يُعَاشِرْ‏ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَج ِدْ‏ مِنْ‏ مُعَاشَرَ‏ تِهِ‏ بُدا .<br />

: ال ْإ ِخْوَان ُ ث َل َاث ُ ط َبَق َاتٍ‏ : ط َبَق َة ٌ ك َال ْغِذ َاءِ‏ ل َا يُسْتَغْنَى عَنْهُ‏ ،<br />

وَط َبَق َة ٌ ك َا لد َّوَ‏ اءِ‏ يُ‏ حْتَاجُ‏ إل َيْهِ‏ أ َحْيَا نًا ، وَط َبَق َة ٌ ك َا لد َّ اءِ‏ ل َا يُ‏ حْتَاجُ‏ إ ل َيْهِ‏ أ َبَدًا .<br />

وَل َعَمْر ِي إن َّ ا لن َّا سَ‏ عَل َى مَا وَ‏ صَف َهُمْ‏ ، ل َا ال ْإ ِخْوَ‏ ان ُ مِنْهُمْ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ مَنْ‏ ك َان َ مِنْهُمْ‏ ك َا لد َّ اءِ‏ ، مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِا ل ْمَعْدُودِ‏ ينَ‏ ، بَل ْ هُمْ‏ مِنْ‏ ال ْأ َعْدَاءِا ل ْمَ‏ حْذ ُور ِ ينَ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا يُدَاج ُّون َ ا ل ْمَوَد َّة َ اسْتِك ْف َاف ًا لِشَر ِّهِمْ‏ ، وَتَحَر ُّزًا مِنْ‏ مُك َاشَف َتِه ِمْ‏ ، ف َدَخَل ُو ا فِي عِدَادِ‏ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ ب ِا ل ْمُظ َاهَرَةِ‏ وَا ل ْمُسَا تَرَةِ‏<br />

، وَفِي ال ْأ َعْدَاءِ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْمُك َاشَف َةِ‏ وَ‏ ا ل ْمُ‏ جَاهَرَةِ‏<br />

ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ يَز ِيدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْحَك َم ِ ا لث َّق َفِي ُّ<br />

مَث َ ل ُ ا ل ْعَ‏ دُو ِّ الض َّاحِكِ‏ إل َيْك ك َال ْ حَنْظ َل َةِ‏ ال ْخَضْرَ‏ اءِ‏ أ َوْرَ‏ اق ُهَا ، ا ل ْق َاتِ‏ ل ِ مَذ َ اق ُهَا .<br />

ل َا تَغْتَر َّن َّ ب ِمُق َارَ‏ بَةِا ل ْعَ‏ دُو ِّ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ك َا ل ْمَاءِ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ ُطِي ل َ إسْ‏ خَا نُهُ‏ ب ِالن َّار ِ ل َمْ‏ يَمْنَعْ‏ مِنْ‏ إط ْف َائِهَا .<br />

: تُك َاشِرُن ِي ضَحِك ًا ك َأ َن َّك نَاصِ‏ حٌ‏ وَعَيْنُك تُبْدِي أ َن َّ صَدْرَك لِي دَو ِي لِسَانُكمَعْ‏ سُو ل ٌ<br />

وَنَف ْسُك عَل ْق َمٌ‏ وَشَر ُّكمَبْ‏ سُوط ٌ وَخَيْرُك مُل ْتَو ِي ف َل َيْتَ‏ ك َف َاف ًا ك َان َ خَيْرُك ك ُل ُّهُ‏ وَشَر ُّك عَن ِّي مَا ارْ‏ تَوَى ا ل ْمَاءَ‏ مُرْتَو ِي ف َإ ِذ َا<br />

خَرَجَ‏ مَنْ‏ ك َان َ ك َالد َّ اءِ‏ مِنْ‏ عِدَ‏ ادِ‏ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ ، ف َال ْإ ِخْوَان ُ هُمْ‏ الص ِّنْف َانِ‏ ا ل ْآخَرَ‏ انِ‏ ا لل َّذ َ انِ‏ مَنْ‏ ك َان َ مِنْهُمْ‏ ك َال ْغِذ َاءِ‏ وَك َا لد َّوَ‏ اءِ‏ ؛<br />

لِأ َن َّ ال ْغِذ َاءَ‏ أ َق ْوَمُ‏ لِلن َّف ْس ِ وَحَيَا تِهَا ، وَا لد َّوَ‏ اءَ‏ عِل َاجُهَا وَ‏ صَل َاحُهَا .<br />

وَأ َف ْضَل ُهُمَا مَنْ‏ ك َان َ ك َال ْغِذ َاءِ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْ حَاجَة َ إ ل َيْهِ‏ أ َعَم ُّ .<br />

وَإ ِذ َا تَمَي َّزَال ْإ ِخْوَ‏ ان ُ وَجَبَ‏ أ َن ْ يَنْز ِل َ ك ُ ل ٌّ مِنْهُمْ‏ حَيْث ُ نَزَل َتْ‏ ب ِهِأ َحْوَا ل ُهُ‏ إ ل َيْهِوَ‏ اسْتَق َر َّتْ‏ خِصَا ل ُهُ‏ وَخِل َا ل ُهُ‏ عَل َيْهِ‏ .<br />

ف َمَنْ‏ ق َو ِ يَتْ‏ أ َسْبَا بُهُ‏ ق َو ِ يَتْ‏ ا لث ِّق َة ُ ب ِهِ‏ ، وَب ِ حَسَب ِ ا لث ِّق َةِ‏ ب ِهِ‏ يَك ُون ُ ا لر ُّك ُون ُ إ ل َيْهِ‏ ، وَا لت َّعْو ِ ي ل ُ عَل َيْهِ‏ .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

لِشِد َّةِ‏ ال ْأ َوْصَا ِب<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َنْتَ‏ ب ِا لس َّبَب ِ الض َّعِيفِ‏ وَإ ِن َّمَا نُجْ‏ حُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ ب ِق ُو َّةِ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ف َال ْيَوْمُ‏ حَاجَتُنَا إل َيْك وَإ ِ ن َّمَا يُدْعَى الط َّب ِيبُ‏<br />

وَق َدْ‏ اخْتَل َف َتْ‏ مَذ َ اهِبُ‏ ا لن َّا س ِ فِي ات ِّ خَاذِ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ .<br />

ف َمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّا لِاسْتِك ْث َارَ‏ مِنْهُمْ‏ أ َوْل َى ؛ لِيَك ُونُوا أ َق ْوَى مَنَعَة ً وَيَدًا ، وَ‏ أ َوْف َرَ‏ تَحَب ُّبًا وَتَوَد ُّدًا ، وَ‏ أ َك ْث َرَ‏ تَعَاوُ‏ نًا وَتَف َق ُّدًا .<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ مَا ال ْعَيْشُ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَقِي ل َ : حِل ْيَة ُ ا ل ْمَرْءِ‏ ك َث ْرَة ُ إخْوَ‏ ا ن ِهِ‏ .<br />

: إق ْبَال ُ ا لز َّمَانِ‏ ، وَعِز ُّ ا لس ُّل ْط َانِ‏ ، وَك َث ْرَة ُ ال ْإ ِخْوَانِ‏ .<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّ ال ْإ ِق ْل َال َ مِنْهُمْ‏ أ َوْل َى ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ أ َخَف ُّ إث ْق َال ًا وَك ُل َف ًا ، وَ‏ أ َق َ ل ُّ تَنَازُعًا وَخُل ْف ًا .<br />

وَق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ‏ ال ْمُسْتَك ْثِرُ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ اخْتِيَار ٍك َا ل ْمُسْتَوْفِر ِ مِنْ‏ ا ل ْحِ‏ جَارَةِ‏ ‏،وَا ل ْمُقِ‏ ل ُّ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ ا ل ْمُتَ‏ خَي ِّرُ‏<br />

ل َهُمْ‏ ك َا َل َّذِي يَتَ‏ خَي َّرُال ْ جَوْهَرَ‏ .


:<br />

وَق َال َ عَمْرُو بْنُ‏ ا ل ْعَاص ِ : مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ أ َخِوَ‏ ا نُهُ‏ ك َث ُرَ‏ غ ُرَمَاؤُهُ‏ .<br />

وَق َال َ إ بْرَ‏ اهِيمُ‏ بْنُ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ مَث َ ل ُ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ك َالن َّار ِ ق َلِيل ُهَا مَتَا عٌ‏ وَك َثِيرُهَابَوَ‏ ا رٌ‏ .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ أ َحْسَنَ‏ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ فِي هَذ َا ال ْمَعْنَى ، وَ‏ نَب َّهَ‏ عَل َى ا ل ْعِل َّةِ‏ ، حَيْث ُ يَق ُول ُ : عَدُو ُّك مِنْ‏ صِد ِّيقِك مُسْتَف َادُ‏ ف َل َا تَسْتَك ْثِرَن َّ<br />

مِنْ‏ ا لص ِّ حَاب ِ ف َإ ِن َّ ا لد َّ اءَ‏ أ َك ْث َرَ‏ مَا تَرَ‏ اهُ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ ا لط َّعَام ِ أ َوْ‏ الش َّرَاب ِ وَدَ‏ عْ‏ عَنْك ا ل ْك َثِيرَ‏ ف َك َمْ‏ ك َثِيرٌ‏ يُعَافَ‏ وَك َمْ‏ ق َلِي ل ٌ<br />

مُسْتَط َابُ‏ ف َمَا ا لل ُّجَ‏ جُ‏ ا ل ْمِل َاحُ‏ ب ِمُرْو ِيَاتٍ‏ وَتَل ْق َى الر ِّي َّ فِي ا لن ُّط َفِ‏ ا ل ْعِذ َاب ِ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : لِيَك ُنْ‏ غ َرَضُك فِي ات ِّ خَاذِ‏<br />

ال ْإ ِخْوَانِ‏ وَا صْطِنَا ع ِ ا لن ُّصَ‏ حَاءِ‏ تَك ْثِيرَ‏ ا ل ْعُد َّةِ‏ ل َا تَك ْثِيرَ‏ ا ل ْعِد َّةِ‏ ، وَتَحْصِي ل َ الن َّف ْع ِ ل َا تَ‏ حْصِي ل َال ْ جَمْع ِ ‏،ف َوَ‏ احِ‏ دٌ‏ يَ‏ حْصُ‏ ل ُ ب ِهِ‏<br />

ال ْمُرَادُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َ ل ْفِ‏ تُك َث ِّرُ‏ ال ْأ َعْدَادَ‏ .<br />

} :<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا لت َّ جَا نُسُ‏ وَا لت َّشَاك ُ ل ُ مِنْ‏ ق َوَ‏ اعِدِ‏ ا ل ْأ ُخُو َّةِ‏ وَأ َسْبَاب ِ ا ل ْمَوَد َّةِ‏ ، ك َان َ وُف ُو رُ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَظ ُهُو رُ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ يَق ْتَضِي مِنْ‏ حَال ِ<br />

صَاحِب ِهِ‏ قِل َّة َ إخْوَا ن ِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَرُومُ‏ مِث ْل َهُ‏ ، وَ‏ يَط ْل ُبُ‏ شَك ْل َهُ‏ وَ‏ أ َمْث َا ل ُهُ‏ مِنْ‏ ذ َو ِي ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْف َضْ‏ ل ِ أ َق َ ل ُّ مِنْ‏ أ َ ضْدَ‏ ادِهِ‏ مِنْ‏ ذ َو ِي<br />

ال ْحُمْق ِ وَالن َّق ْص ِ ؛<br />

لِأ َن َّ ال ْ خِيَارَ‏ فِي ك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ هُوَ‏ ال ْأ َق َ ل ُّ ، ف َلِذ َلِكَ‏ ق َ ل َّ وُف ُو رُ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْف َضْ‏ ل ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

ف َق َ ل َّ ب ِهَذ َا الت َّعْلِيل ِ إخْوَ‏ ان ُ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ لِقِل َّتِه ِمْ‏ ، وَك َث ُرَ‏ إخْوَ‏ ان ُ<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ فِي ذ َ لِكَ‏ الش َّاعِرُ‏<br />

إن َّ ال َّذِينَ‏ يُنَادُونَك مِنْ‏ وَرَ‏ اءِ‏ ال ْحُجُرَاتِ‏ أ َك ْث َرُهُمْ‏ ل َا يَعْقِل ُو َن { .<br />

ذ َو ِي الن َّق ْص ِ وَال ْ جَهْ‏ ل ِ ؛ لِك َث ْرَتِه ِمْ‏ .<br />

: لِك ُ ل ِّ امْر ِئ ٍ شَ‏ ك ْ ل ٌ مِنْ‏ الن َّا س ِ مِث ْل ُهُ‏ ف َأ َك ْث َرُهُمْ‏ شَك ْل ًا أ َق َل ُّهُمْ‏ عَق ْل َا وَك ُ ل ُّ أ ُنَا س ٍ آ لِف ُون َ لِشَك ْلِه ِمْ‏<br />

ف َأ َك ْث َرُهُمْ‏ عَق ْل ًا أ َق َل ُّهُمْ‏ شَك ْل َا لِأ َن َّ ك َثِيرَا ل ْعَق ْ ل ِ ل َسْت ب ِوَ‏ اج ِدٍ‏ ل َهُ‏ فِي ط َر ِ يق ٍ حِينَ‏ يَسْل ُك ُهُ‏ مِث ْل َا وَك ُ ل ُّ سَفِيهٍ‏ ط َائِش ٍ إن ْ ف َق َدْ‏ ته<br />

وَجَدْت ل َهُ‏ فِي ك ُ ل ِّ نَاحِيَةٍ‏ عِدْل َا وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْأ َمْرُ‏ عَل َى مَا وَصَف ْنَا ، ف َق َدْ‏ تَنْق َسِمُ‏ أ َحْوَال ُ مَنْ‏ دَخَ‏ ل َ فِي عَدَدِ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ أ َرْ‏ بَعَة ُ<br />

: أ َق ْسَام ٍ<br />

مِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يُعِينُ‏ وَيَسْتَعِينُ‏ ، وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ ل َا يُعِينُ‏ وَل َا يَسْتَعِينُ‏ ، وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَسْتَعِينُ‏ وَل َا يُعِينُ‏ ، وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يُعِينُ‏ وَل َا<br />

يَسْتَعِينُ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُعِينُ‏ وَ‏ ا ل ْمُسْتَعِينُ‏ ف َهُوَمُعَاو ِ ضٌمُنْ‏ صِفٌ‏ يُؤَد ِّي مَا عَل َيْهِ‏ ، وَيَسْتَوْفِي مَا ل َهُ‏ .<br />

ف َهُوَ‏ ا ل ْق ُرُو ضُ‏ يُسْعِفُ‏ عِنْدَ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ وَيَسْتَر ِد ُّ عِنْدَ‏ ا لِاسْتِغْنَاءِ‏ ، وَهُوَمَ‏ شْ‏ ك ُو رٌ‏ فِي مَعُونَتِهِ‏ ، وَمَعْذ ُو رٌ‏ فِي اسْتِعَا نَتِهِ‏ .<br />

ف َهَذ َا أ َعْدَل ُ ال ْإ ِخْوَانِ‏ .<br />

وَ‏ أ َم َّا مَنْ‏ ل َا يُعِينُ‏ وَل َا يَسْتَعِينُ‏ ف َهُوَمُنَا ز ِ ل ٌ ق َدْ‏ مَنَعَ‏ خَيْرَهُ‏ ، وَق َمَعَ‏ شَر َّهُ‏ .<br />

ف َهُوَ‏ ل َا صَدِ‏ يقٌ‏ يُرْجَى ، وَل َا عَ‏ دُو ٌّ يُخْشَى .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْمُغِيرَة ُ بْنُ‏ شُعْبَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

: ا لت َّار ِكُ‏ لِل ْإ ِخْوَ‏ انِمَتْرُوكٌ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ‏ ف َهُوَ‏ ك َالص ُّورَةِ‏ ا ل ْمُمَث َّل َةِ‏ يَرُوق ُك حُسْنُهَا ، وَيَ‏ خُونُك نَف ْعُهَا ، ف َل َا هُوَمَ‏ ذ ْمُومٌ‏ لِق َمْع ِ شَر ِّهِ‏ ، وَل َا هُوَ‏<br />

مَ‏ شْ‏ ك ُو رٌ‏ لِمَنْع ِ خَيْر ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ب ِا لل َّوْم ِ أ َجْدَرَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَأ َسْوَ‏ أ ُ أ َ ي َّام ِ ال ْف َتَى يَوْمُ‏ ل َا يُرَى ل َهُ‏ أ َحَدٌ‏ يُزْر ِي عَل َيْهِ‏ وَ‏ يُنْكِرُ‏ غ َيْرَ‏ أ َن َّ ف َسَادَا ل ْوَق ْتِ‏ وَ‏ تَغَي ُّرَ‏ أ َهْلِهِ‏ يُوج ِبُ‏<br />

شُك ْرَ‏ مَنْ‏ ك َان َ<br />

شَر ُّهُ‏ مَق ْط ُوعًا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ خَيْرُهُ‏ مَمْنُوعًا ، ك َمَا ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />

: إن َّا ل َفِي زَمَن ٍ تَرْكُ‏ ا ل ْق َب ِي ح ِ ب ِهِ‏ مِنْ‏ أ َك ْث َر ِ ا لن َّا س ِإحْ‏ سَان ٌ<br />

وَ‏ إ ِجْمَال ُ وَأ َم َّا مَنْ‏ يَسْتَعِينُ‏ وَل َا يُعِينُ‏ ف َهُوَل َئِي مٌ‏ ك َ ل ٌّ ، وَمَه ِينٌ‏ مُسْتَذ َل ٌّ ، ق َدْ‏ ق َط َعَ‏ عَنْهُ‏ الر َّغ ْبَة َ ، وَبَسَط َ فِيهِ‏ ا لر َّهْبَة َ ، ف َل َا<br />

خَيْرُهُ‏ يُرْجَى ، وَل َا شَر ُّهُ‏ يُؤْمَنُ‏<br />

.<br />

وَحَسْبُك مَهَا نَة ً مِنْ‏ رَجُ‏ ل ٍ مُسْتَث ْقِ‏ ل ٍ عِنْدَ‏ إق ْل َا لِهِ‏ ، وَيَسْتَقِ‏ ل ُّ عِنْدَ‏ اسْتِق ْل َا لِهِ‏ ، ف َل َيْسَ‏ لِمِث ْلِهِ‏ فِي ال ْإ ِخَاءِ‏ حَظ ٌّ وَل َا فِي ا ل ْو ِدَادِ‏


نَ‏ صِيبٌ‏ .<br />

وَهُوَ‏ مِم َّنْ‏ جَعَل َهُ‏ ا ل ْمَأ ْمُون ُ مِنْ‏ دَ‏ اءِ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ل َا مِنْ‏ دَوَائِه ِمْ‏ ، وَمِنْ‏ سُم ِّه ِمْ‏ ل َا مِنْ‏ غِذ َ ا ئِه ِمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : شَر ُّ مَا فِي ا ل ْك َر ِيم ِ أ َن ْ يَمْنَعَك خَيْرَهُ‏ ، وَخَيْرُ‏ مَا فِي ا لل َّئِيم ِ أ َن ْ يَك ُف َّ عَنْك شَر َّهُ‏ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ : عَذ َرْنَا الن َّخْ‏ ل َ فِي إبْدَاءِ‏ شَوْكٍ‏ يَرُد ُّ ب ِهِ‏ ال ْأ َ نَامِ‏ ل َ عَنْ‏ جَنَاهُ‏ ف َمَا لِل ْعَوْسَ‏ ج ِ ا ل ْمَل ْعُونِ‏ أ َبْدَى ل َنَا شَوْك ًا ب ِل َا<br />

ث َمَر ٍ نَرَاهُ‏ وَأ َم َّا مَنْ‏ يُعِينُ‏ وَل َا يَسْتَعِينُ‏ ف َهُوَ‏ ك َر ِيمُ‏ ا لط َّبْع ِ ، مَشْك ُو رُ‏ الص ُّنْع ِ .<br />

وَق َدْ‏ حَازَ‏ ف َضِيل َتَيْا لِابْتِدَ‏ اءِ‏ وَ‏ ا لِاك ْتِف َاءِ‏ ، ف َل َا يُرَى ث َقِيل ًا فِي نَا ئِبَةٍ‏ ، وَل َا يَق ْعُدُ‏ عَنْ‏ نَهْضَةٍ‏ فِي مَعُو نَةٍ‏ .<br />

ف َهَذ َا أ َشْرَفُ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ نَف ْسًا وَ‏ أ َك ْرَمُهُمْ‏ ط َبْعًا .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ أ َوْجَدَهُ‏ ا لز َّمَان ُ مِث ْل َهُ‏ - وَق َ ل َّ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمِث ْ ل ٌ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ا ل ْبَر ُّ ال ْك َر ِيمُ‏ وَا لد ُّ ر ُّ ال ْيَتِيمُ‏<br />

- أ َن ْ يَث ْن ِيَ‏ عَل َيْهِ‏ خِنْصَرَهُ‏ ،<br />

وَ‏ يَعَض َّ عَل َيْهِ‏ نَاج ِذ َهُ‏ ، وَيَك ُون َ ب ِهِ‏ أ َشَد َّ ضَنا مِنْهُ‏ ب ِنَف َائِس ِ أ َمْوَ‏ ا لِهِ‏ ، وَسَن ِي ِّ ذ َخَا ئِر ِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ نَف ْعَ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ عَام ٌّ وَ‏ نَف ْعَ‏ ا ل ْمَال ِ<br />

خَاص ٌّ ، وَمَنْ‏ ك َان َ أ َعَم َّ نَف ْعًا ف َهُوَ‏ ب ِال ْإ ِدْخَار ِ أ َحَق ُّ .<br />

: وَق َال َ ا ل ْف َرَزْدَ‏ قُ‏<br />

يَمْضِي أ َخُوك ف َل َا تَل ْق َى ل َهُ‏ خَل َف ًا وَا ل ْمَال ُ بَعْدَ‏ ذ َهَاب ِ ا ل ْمَال ِ مُك ْتَسَبُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏<br />

عِوَضٌ‏ وَمَا لِف َق ْدِ‏ ا لص َّدِ‏ يق ِ مِنْ‏ عِوَض ِ ث ُ م َّ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَزْهَدَ‏ فِيهِ‏ لِ‏ خُل ُق ٍ أ َوْ‏ خُل ُق َيْن ِ يُنْكِرُهُمَا مِنْهُ‏ إذ َا رَ‏ ضِيَ‏<br />

سَا ئِرَ‏ أ َخْل َاقِهِ‏ ، وَحَمِدَ‏ أ َك ْث َرَ‏ شِيَمِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْيَسِيرَ‏ مَغْف ُورٌ‏ وَ‏ ال ْك َمَال َ مَعُو زٌ‏ .<br />

: لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ عَدِمْته<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْكِنْدِي ُّ : ك َيْفَ‏ تُر ِ يدُ‏ مِنْ‏ صَدِ‏ يقِك خُل ُق ًا وَاحِدًا وَهُوَ‏ ذ ُو ط َبَا ئِعَ‏ أ َرْبَع ٍ ؟ مَعَ‏ أ َن َّ نَف ْسَ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ال َّتِي هِيَ‏ أ َخَص ُّ<br />

ا لن ُّف ُو س ِ ب ِهِ‏ وَمُدَ‏ ب َّرَة ٌ ب ِاخْتِيَار ِهِ‏ وَإ ِرَ‏ ادَ‏ تِهِ‏ ، ل َا تُعْطِيهِ‏ قِيَادَهَا فِي ك ُ ل ِّ مَا يُر ِيدُ‏ ، وَل َا تُ‏ ج ِيبُهُ‏ إل َى ط َاعَتِهِ‏ فِي ك ُ ل ِّ مَا يُ‏ حِب ُّ ،<br />

ف َك َيْفَ‏ ب ِنَف ْس ِ غ َيْر ِهِ‏ ، وَحَسْبُك أ َن ْ يَك ُون َ ل َك مِنْ‏ أ َخِيك أ َك ْث َرُهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ‏ اءِ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

:<br />

: مُعَا تَبَة ُ ال ْأ َخ ِ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ف َق ْدِهِ‏ ، وَمَنْ‏ ل َك ب ِأ َخِيك ك ُل ِّهِ‏ ؟ ف َأ َخَذ َ الش ُّعَرَ‏ اءُ‏ هَذ َا ال ْمَعْنَى<br />

، ف َق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ أ َأ ُخَي َّ مَنْ‏ ل َك مِنْ‏ بَن ِي الد ُّنْيَا ب ِك ُ ل ِّ أ َخِيك مَنْ‏ ل َكْ‏ ف َاسْتَبْق ِ بَعْضَك ل َا يَمْلِكُ‏ ك ُ ل ُّ مَنْ‏ أ َعْط َيْت ك ُل َّكْ‏<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ مَا غ َبَنَ‏ ا ل ْمَغْبُون َ مِث ْ ل ُ عَق ْلِهْ‏ مَنْ‏ ل َك يَوْمًا ب ِأ َخِيك ك ُل ِّهْ‏ ؟ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ ط َل َبُ‏ ال ْإ ِنْصَافِ‏<br />

مِنْ‏ قِل َّةِ‏ ال ْإ ِنْصَافِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

ل َا يُزْهِدَ‏ ن َّكَ‏ فِي رَجُ‏ ل ٍ حُمِدَتْ‏ سِيرَ‏ تَهُ‏ ، وَارْتَضَيْتَ‏ وَ‏ تِيرَ‏ تَهُ‏ ، وَعَرَف ْتَ‏ ف َضْل َهُ‏ ، وَ‏ بَط َنْتَ‏ عَق ْل َهُعَيْبٌ‏<br />

تُ‏ حِيط ُ ب ِهِ‏ ك َث ْرَة ُ ف َضَا ئِلِهِ‏ ، أ َوْذ َ نْبٌ‏ صَغِيرٌتَسْتَغْفِرُ‏ ل َهُ‏ ق ُو َّة ُ وَسَا ئِلِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّك ل َنْ‏ تَ‏ ج ِدَ‏ ، مَا بَقِيت ، مُهَذ َّبًا ل َا يَك ُون ُ فِيهِعَيْبٌ‏ ، وَل َا يَق َعُ‏ مِنْهُذ َ نْبٌ‏ .<br />

ف َاعْتَب ِرْ‏ نَف ْسَك ، بَعْدَ‏ ، أ َن ْ ل َا تَرَ‏ اهَا ب ِعَيْن ِ الر ِّضَى ، وَل َا تَجْر ِي فِيهَا عَل َى حُك ْم ِ ال ْهَوَى ، ف َإ ِن َّ فِي اعْتِبَار ِك وَ‏ اخْتِيَار ِك ل َهَا<br />

مَا يُؤَي ِّسُك مِم َّا تَط ْل ُبُ‏ ، وَيُعَط ِّف ُك عَل َى مَنْ‏ يُذ ْ ن ِبُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَمَنْ‏ ذ َا ال َّذِي تُرْضَى سَ‏ جَا يَاهُ‏ ك ُل ُّهَا ك َف َى ال ْمَرْءُ‏ نُبْل ًا أ َن ْ تُعَ‏ د َّ مَعَاي ِبُهْ‏ وَق َال َ الن َّا ب ِغَة ُال ذ ُّ بْيَان ِي ُّ : وَل َسْت<br />

ب ِمُسْتَبْق ٍ أ َخًا ل َا تَل ُمْهُ‏ عَل َى شَعَثٍ‏ أ َي ُّ الر ِّجَال ِ ا ل ْمُهَذ َّبُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ يَنْق ُضُ‏ هَذ َا ا ل ْق َوْل َ مَا وَصَف ْنَا مِنْ‏ اخْتِيَار ِهِ‏ وَاخْتِيَار ِ<br />

ال ْ خِصَال ِا ل ْأ َرْ‏ بَع ِ فِيهِ‏ ؛ لِأ َن َّ مَا أ َعْوَزَ‏ فِيهِ‏<br />

. مَعْف ُو ٌّ عَنْهُ‏<br />

وَهَذ َا ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ تُوحِشَك ف َتْرَة ٌ تَج ِدُهَا مِنْهُ‏ ، وَل َا أ َن ْ تُسِيءَ‏ ا لظ َّن َّ فِي ك َبْوَةٍ‏ تَك ُون ُ مِنْهُ‏ ، مَا ل َمْ‏ تَتَ‏ حَق َّقْ‏ تَغَي ُّرَهُ‏ وَ‏ تَتَيَق َّنْ‏<br />

تَنَك ُّرَهُ‏ .<br />

وَل ْيُصْرَفْ‏ ذ َلِكَ‏ إل َى ف َتَرَاتِ‏ ا لن ُّف ُو س ِ وَ‏ اسْتِرَاحَاتِ‏ ال ْ خَوَ‏ اطِر ِ ، ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ‏ يَتَغَي َّرُ‏ عَنْ‏ مُرَ‏ اعَاةِ‏ نَف ْسِهِ‏ ا ل َّتِي هِيَ‏ أ َخَص ُّ


ا لن ُّف ُو س ِ ب ِهِ‏ ، وَل َا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ عَدَ‏ اوَةٍ‏ ل َهَا وَل َا مَل َ ل ٍ مِنْهَا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ لِا بْن ِهِ‏<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُ‏ بْنُ‏ وَهْب ٍ<br />

:<br />

:<br />

ل َا يُف ْسِدَ‏ ن َّكَ‏ ا لظ َّن ُّ عَل َى صَدِ‏ يق ٍ ق َدْ‏ أ َصْل َحَك ال ْيَقِينُ‏ ل َهُ‏ .<br />

يَا بُنَي َّ مَنْ‏ غ َضِبَ‏ مِنْ‏ إخْوَان ِك ث َل َاث َ مَر َّ اتٍ‏ ف َل َمْ‏ يَق ُل ْ فِيك سُوءًا ف َاِت َّخِذ ْهُ‏ لِنَف ْسِك خِلًّا<br />

.<br />

:<br />

مِنْ‏ حُق ُو ق ِ ا ل ْمَوَد َّةِ‏ أ َخْذ ُ عَف ْو ِ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ، وَال ْإ ِغ ْضَاءُ‏ عَنْ‏ تَق ْصِير ٍ إن ْ ك َان َ .<br />

:<br />

} :<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ فِي ق َوْله تَعَال َى ف َاصْف َحْ‏ ا لص َّف ْ حَ‏ ال ْ جَمِي ل َ { ق َال َ الر ِّضَى ب ِغَيْر ِ عِتَاب ٍ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ : هُمْ‏ الن َّا سُ‏ وَالد ُّنْيَا وَل َا بُ‏ د َّ مِنْ‏ ق َذ ًى يُلِ‏ م ُّ ب ِعَيْن ٍ أ َوْ‏ يُك َد ِّ رُ‏ مَشْرَبَا وَمِنْ‏ قِل َّةِ‏ ال ْإ ِنْصَافِ‏ أ َ ن َّك تَبْتَغِي<br />

ا ل ْمُهَذ َّبَ‏ فِي الد ُّنْيَا وَل َسْت ال ْمُهَذ َّبَا وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

: تَوَا صُل ُنَا عَل َى ال ْأ َي َّام ِ بَا ق ٍ وَ‏ ل َكِنْ‏ هَجْرُنَا مَط َرُ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ يَرُوعُك<br />

صَوْ‏ بُهُ‏ ل َكِنْ‏ تَرَ‏ اهُ‏ عَل َى عِل َّا تِهِ‏ دَان ِي ا لن ُّزُو ع ِ مَعَاذ َ ا لل َّهِ‏ أ َن ْ نَل ْق َى غِضَا بًا سِوَى ذ ُل ِّ ا ل ْمُط َا ع ِ عَل َى ا ل ْمُطِيع ِ وَأ َنْشَدَن ِيا ل ْأ َزْدِي ُّ<br />

ل َا يُؤْي ِسَن َّكَ‏ مِنْ‏ صَدِ‏ يق ٍ نَبْوَة ٌ يَنْبُو ال ْف َتَى وَهُوَ‏ ال ْجَوَادُال ْ خِضْر ِمُ‏ ف َإ ِذ َا نَبَا ف َاسْتَبْقِهِ‏ وَ‏ تَأ َ ن َّهُ‏ حَت َّى تَفِيءَ‏ ب ِهِ‏ وَط َبْعُك أ َك ْرَمُ‏ وَأ َم َّا<br />

ا ل ْمَل ُول ُ وَهُوَ‏ الس َّر ِ يعُ‏ ا لت َّغَي ُّر ِ ، ا ل ْوَشِيكُ‏ ا لت َّنَك ُّر ِ ، ف َو ِدَادُهُ‏ خَط َرٌ‏ وَ‏ إ ِخَاؤُهُ‏ غ َرَرٌ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَبْق َى عَل َى حَا ل َةٍ‏ ، وَل َا يَخْل ُو مِنْ‏<br />

اسْتِ‏ حَا ل َةٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ<br />

: إذ َا أ َ نْتَ‏ عَاتَبْت ا ل ْمَل ُول َ ف َإ ِن َّمَا تَ‏ خُط ُّ عَل َى صُ‏ حُفٍ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَاءِ‏ أ َحَرُف َا وَهَبْهُ‏ ارْعَوى بَعْدَ‏ ا ل ْعِتَاب ِ<br />

أ َل َمْ‏ تَك ُنْ‏ مَوَد َّ تُهُ‏ ط َبْعًا ف َصَارَتْ‏ تَك َل ُّف َا وَهُمْ‏ نَوْعَانِ‏<br />

:<br />

:<br />

مِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَك ُون ُ مَل َل ُهُ‏ اسْتِرَ‏ احَة ً ، ث ُ م َّ يَعُودُ‏ إل َى ا ل ْمَعْهُودِ‏ مِنْ‏ إخَا ئِهِ‏ ،<br />

ف َهَذ َا أ َسْل َمُا ل ْمَل َل َيْن ِ وَ‏ أ َق ْرَبُ‏ الر َّجُل َيْن ِ يُسَامِ‏ حُ‏ فِي وَق ْتِاسْتَرَ‏ احَتْهُ‏ وَحِينَ‏ ف َتْرَتِهِ‏ ، لِيَرْج ِعَ‏ إل َى ال ْحُسْنَى وَ‏ يَئ ُوبَ‏ إل َى ال ْإ ِخَاِء<br />

، وَ‏ إ ِن ْ تَق َد َّمَ‏ ا ل ْمَث َ ل ُ ب ِمَا نَظ َمَهُ‏ الش َّاعِرُ‏ حَيْث ُ ق َال َ وَق َال ُوا يَعُودُ‏ ا ل ْمَاءُ‏ فِي ا لن َّهْر ِ بَعْدَ‏ مَا عَف َتْ‏ مِنْهُ‏ آث َا رٌ‏ وَجَف َّتْ‏ مَشَار ِعُهْ‏<br />

ف َق ُل ْت إل َى أ َن ْ يَرْج ِعَ‏ ال ْمَاءُ‏ عَائِدًا وَ‏ يُعْشِبَ‏ شَط َّاهُ‏ تَمُوتُ‏ ضَف َادِعُهْ‏ ل َكِنْ‏ ل َا يَط ْرَحُ‏ حَق َّهُ‏ ب ِا لت َّوَه ُّم ِ ، وَل َا يُسْقِط ُ حُرْمَتَهُ‏<br />

ب ِا لظ ُّنُونِ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إذ َا مَا حَال َ عَهْدُ‏ أ َخِيك يَوْمًا وَحَادَ‏ عَنْ‏ ا لط َّر ِ يق ِا ل ْمُسْتَقِيم ِ ف َل َا تَعْجَل ْ ب ِل َوْمِك وَاسْتَدِمْهُ‏ ف َإ ِن َّ أ َخَا ال ْ حِف َاظِ‏<br />

ا ل ْمُسْتَدِيمُ‏ ف َإ ِن ْ تَكُ‏ زَ‏ ل َّة ٌ مِنْهُ‏ وَإ ِل َّا ف َل َا تَبْعُدْ‏ عَنْ‏ ال ْ خُل ُق ِ ال ْك َر ِيم ِ وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَك ُون ُ مَل َل ُهُ‏ تَرْك ًا وَ‏ إ ِط ْرَ‏ احًا ، وَل َا يُرَ‏ اج ِعُ‏ أ َخًا وَل َا<br />

وُدا ، وَل َا يَتَذ َك َّرُ‏ حِف َاظ ًا وَل َا عَهْدًا ، ك َمَا ق َال َ أ َشْ‏ جَعُ‏ بْنُ‏ عُمَرَ‏ الس ُّل َمِي ُّ<br />

:<br />

:<br />

إن ِّي رَأ َيْت ل َهَا مُوَا صَل َة ً ك َا لس ُّ م ِّ تُف ْر ِغ ُهُ‏ عَل َى<br />

ا لش َّهْدِ‏ ف َإ ِذ َا أ َخَذ ْت ب ِعَهْدِ‏ ذِم َّتِهَا ل َعِبَ‏ الص ُّدُودُ‏ ب ِذ َ لِكَا ل ْعَهْدِ‏ وَهَذ َا أ َذ َم ُّ الر َّجُل َيْن ِ حَال ًا ؛ لِأ َن َّ مَوَد َّ تَهُ‏ مِنْ‏ وَسَاو ِ س ِ<br />

ال ْ خَط َرَ‏ اتِ‏ ، وَعَوَار ِض ِ ا لش َّهَوَاتِ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ إل َّااسْتِدْرَ‏ اكُ‏ ا ل ْحَال ِ مَعَهُ‏ ب ِال ْإ ِق ْل َاع ِ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْمُ‏ خَا ل َط َةِ‏ ، وَحُسْن ِ ا ل ْمُتَارَك َةِ‏ بَعْدَا ل ْوَرْط َةِ‏ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ‏ بْنُ‏ ا ل ْأ َحْنَفِ‏<br />

: تَدَارَك ْت نَف ْسِي ف َعَر َّ يْتهَا وَ‏ بَغ َّضْتهَا فِيك آمَال َهَا وَمَا ط َابَتْ‏ الن َّف ْسُ‏ عَنْ‏ سَل ْوَةٍ‏ وَ‏ ل َكِنْ‏ حَمَل ْت عَل َيْهَا ل َهَا وَمَا مَث َ ل ُ مَنْ‏<br />

هَذِهِ‏ حَا ل ُهُ‏ إل َّا ك َمَا ق َدْ‏ ق َال َ إ بْرَ‏ اهِيمُ‏ بْنُ‏ هَرْمَة َ ف َإ ِن َّك وَاط ِّرَاحَك وَصْ‏ ل َ سَل ْمَى ل َأ َحْرَى فِي مَوَد َّتِهَا نَك ُوبُ‏ ك َث َاقِبَةٍ‏ لِ‏ حَل ْي ٍ<br />

مُسْتَعَار ٍ لِأ ُذ ْنَيْهَا ف َشَا نَهُمَا ا لث ُّق ُوبُ‏ ف َأ َد َّتْ‏ حَل ْيَ‏ جَارَتِهَا إل َيْهَا وَق َدْ‏ بَقِيَتْ‏ ب ِأ ُذ ْنَيْهَا نُدُوبُ‏ وَإ ِذ َا صَف َتْ‏ ل َهُ‏<br />

أ َخْل َا قُ‏ مَنْ‏ سَبَرَهُ‏ ، وَ‏ تَمَه َّدَتْ‏ ل َدَ‏ يْهِ‏ أ َحْوَ‏ ال ُ مَنْ‏ خَبَرَهُ‏ ، وَ‏ أ َق ْدَمَ‏ عَل َى ا صْطِف َا ئِهِ‏ أ َخًا ، وَعَل َى ا ت ِّ خَاذِهِ‏ خِدْنًا ، ل َز ِمَتْهُ‏ حِينَئِذٍ‏<br />

حُق ُوق ُهُ‏ ، وَوَجَبَتْ‏ عَل َيْهِ‏ حُرُمَا تُهُ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ مَسْعَدَة َ ‏:ا ل ْعُبُودِ‏ ي َّة ُ عُبُودِ‏ ي َّة ُ ال ْإ ِخَاءِ‏ ل َا عُبُودِ‏ ي َّة ُ ا لر ِّ ق ِّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ جَادَ‏ ل َك ب ِمَوَد َّ تِهِ‏ ، ف َق َدْ‏ جَعَل َك عَدِي ل َ نَف ْسِهِ‏ .<br />

ف َأ َو َّل ُ حُق ُوقِهِ‏ اعْتِق َادُ‏ مَوَد َّ تِهِ‏ ث ُ م َّ إ ينَاسُهُ‏ ب ِا لِا نْب ِسَاطِ‏ إل َيْهِ‏ فِي غ َيْر ِ مُ‏ حَر َّم ٍ ، ث ُ م َّ نُصْ‏ حُهُ‏ فِي ا لس ِّر ِّ وَ‏ ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ ، ث ُ م َّ تَ‏ خْفِيفُ‏<br />

ال ْأ َث ْق َا ل ِ عَنْهُ‏ ، ث ُ م َّ مُعَاوَ‏ نَتُهُ‏ فِيمَا يَنُو بُهُ‏ مِنْ‏ حَادِ‏ ث َةٍ‏ ، أ َوْ‏ يَنَا ل ُهُ‏ مِنْ‏ نَك ْبَةٍ‏ .


ف َإ ِن َّ مُرَ‏ اق َبَتَهُ‏ فِي ا لظ َّاهِر ِ ن ِف َا قٌ‏ ، وَ‏ تَرْك َهُ‏ فِي الش ِّ د َّةِ‏ ل ُؤْمٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ب ِسُو ق ِ يَوْم ٍ<br />

وَقِي ل َ<br />

:<br />

. {<br />

} :<br />

. {<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َي ُّ ال ْأ َصْحَاب ِ خَيْرٌ‏ ؟ ق َال َ<br />

} خَيْرُ‏ أ َ صْ‏ حَا ب ِك ا ل ْمُعِينُ‏ ل َك عَل َى دَهْر ِك ، وَشَر ُّهُمْ‏ مَنْ‏ سَعَى ل َك<br />

: ال َّذِي إذ َا ذ َك َرْت أ َعَا نَك وَوَاسَاك ، وَخَيْرٌ‏ مِنْهُ‏ مَنْ‏ إذ َا نَسِيت<br />

ذ َك َّرَك<br />

وَك َان َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ يَق ُول ُ : ا لل َّهُ‏ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِم َّنْ‏ ل َا يَل ْتَمِسُ‏ خَا لِصَ‏ مَوَد َّتِي إل َّا ب ِمُوَ‏ اف َق َةِ‏<br />

شَهْوَتِي ، وَمِم َّنْ‏ سَاعَدَن ِي عَل َى سُرُور ِ سَاعَتِي ، وَل َا يُف َك ِّرُ‏ فِي حَوَادِثِ‏ غ َدِيَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

: عُق ُودُ‏ ا ل ْغَادِر ِمَ‏ حْل ُول َة ٌ ، وَعُهُودُهُمَدْ‏ خُول َة ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَا وَد َّكَ‏ مَنْ‏ أ َهْمَ‏ ل َ وُد َّك ، وَل َا أ َحَب َّك مَنْ‏ أ َ بْغَضَ‏ حُب َّك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَك ُ ل ُّ أ َخ ٍ عِنْدَ‏ ال ْهُوَيْنَامُل َاطِفٌ‏ وَل َكِن َّمَا ال ْإ ِخْوَان ُ عِنْدَ‏ ا لش َّدَا ئِدِ‏ وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />

شَر ُّ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ مَنْ‏ ك َانَتْ‏ مَوَد َّ تُهُ‏ مَعَ‏ ا لز َّمَانِ‏ إذ َا أ َق ْبَ‏ ل َ ، ف َإ ِذ َا أ َدْ‏ بَرَ‏ ا لز َّمَان ُ أ َدْ‏ بَرَ‏ عَنْك .<br />

:<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى ا لش َّاعِرُ‏ ف َق َال َ : شَر ُّ ال ْأ َخِل َّاءِ‏ مَنْ‏ ك َانَتْ‏ مَوَد َّ تُهُ‏ مَعَ‏ الز َّمَانِ‏ إذ َا مَا خَافَ‏ أ َوْ‏ رَغِبَا إذ َا وَتَرْت امْرَ‏ أ ً ف َاحْذ َرْ‏<br />

عَدَ‏ اوَ‏ تَهُ‏ مَنْ‏ يَزْرَعْ‏ الش َّوْكَ‏ ل َا يَحْصُدْ‏ ب ِهِ‏ عِنَبًا إن َّا ل ْعَ‏ دُو َّ وَ‏ إ ِن ْ أ َبْدَى مُسَا ل َمَة ً إذ َا رَأ َى مِنْك يَوْمًا ف ُرْ‏ صَة ً وَث َبَا وَيَنْبَغِي أ َن ْ<br />

يَتَوَق َّىا ل ْإ ِف ْرَاط َ فِي مَ‏ حَب َّتِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ال ْإ ِف ْرَاط َ دَا ع ٍ إل َى ا لت َّق ْصِير ِ .<br />

زَيْدٍ‏<br />

وَ‏ ل َئِنْ‏ تَك ُون َ ال ْ حَال ُ بَيْنَهُمَا نَامِيَة ً أ َوْل َى مِنْ‏ أ َن ْ تَك ُون َ مُتَنَاهِيَة ً .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى ا بْنُ‏ سِير ِ ينَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } أ َحْب ِبْ‏ حَب ِيبَك هَوْنًا مَا ، عَسَى أ َن ْ<br />

يَك ُون َ بَغِيضَك يَوْمًا مَا ، وَأ َ بْغِضْ‏ بَغِيضَك هَوْنًا مَا ، عَسَى أ َن ْ يَك ُون َ حَب ِيبَك يَوْمًا مَا<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ل َا يَك ُنْ‏ حُب ُّك ك َل َف ًا ، وَل َا بُغْضُك تَل َف ًا .<br />

وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ‏ ا لد ُّؤَ‏ لِي ُّ وَك ُنْ‏ مَعْدِنًا لِل ْ خَيْر ِ وَاصْف َحْ‏ عَنْ‏ ال ْأ َذ َى ف َإ ِن َّك رَ‏ اءٍ‏ مَا عَلِمْت وَسَامِعُ‏ وَأ َحْب ِبْ‏ إذ َا أ َحْبَبْت حُبا<br />

مُق َار ِبًا ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي مَتَى أ َ نْتَ‏ نَاز ِ عُ‏ وَأ َ بْغِضْ‏ إذ َا أ َبْغَضْت غ َيْرَ‏ مُبَا ي ِن ٍ ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي مَتَى أ َ نْتَ‏ رَ‏ اج ِعُ‏ وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ‏<br />

ل َا تَأ ْمَنَن َّ مِنْ‏ مُبْغِض ٍ ق ُرْبَ‏ دَ‏ ار ِهِ‏ وَل َا مِنْ‏ مُ‏ حِب ٍّ أ َن ْ يَمَ‏ ل َّ ف َيَبْعُدَا وَإ ِن َّمَا يَل ْزَمُ‏ مِنْ‏ حَق ِّ ال ْإ ِخَاءِ‏ بَذ ْل ُ ا ل ْمَ‏ جْهُودِ‏ فِي<br />

ا لن ُّصْ‏ ح ِ ، وَالت َّنَاهِي فِي ر ِعَا يَةِ‏ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ‏ ال ْ حَق ِّ ، ف َل َيْسَ‏ فِي ذ َ لِكَإف ْرَ‏ اط ٌ وَ‏ إ ِن ْ تَنَاهَى ، وَل َا مُ‏ جَاوَزَة ُ حَ‏ د ٍّ وَ‏ إ ِن ْ ك َث ُرَ‏<br />

وَأ َوْف َى ، ف َتَسْتَو ِي حَال َتَاهُمَا فِي ال ْمَغِيب ِ وَ‏ ا ل ْمَشْهَدِ‏ وَل َا يَك ُون ُ مَغِيبُهُمَا أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏ مَشْهَدِهِمَا وَأ َوْل َى ، ف َإ ِن َّ ف َضْ‏ ل َ<br />

ا ل ْمَشْهَدِ‏ عَل َى ا ل ْمَغِيب ِ ل ُؤْمٌ‏ ، وَف َضْ‏ ل َ ا ل ْمَغِيب ِ عَل َىا ل ْمَشْهَدِ‏ ك َرْمٌ‏ ، وَاسْتِوَاؤُهُمَا حِف َاظ ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : عَل َي َّ لِإ ِخْوَا ن ِي رَقِيبٌ‏ مِنْ‏ الص َّف َا تَب ِيدُ‏ الل َّيَالِي وَهُوَ‏ ل َيْسَ‏ يَب ِيدُ‏ يُذ َك ِّرُن ِيه ِمْ‏ فِي مَغِيب ِي وَمَشْهَدِي<br />

ف َسِي َّانِ‏ مِنْهُمْغ َائِبٌ‏ وَشَه ِيدُ‏ وَإ ِن ِّي ل َأ َسْتَحْي ِي أ َخِي أ َن ْ أ َ ب ِر َّهُ‏ ق َر ِ يبًا وَ‏ أ َن ْ أ َجْف ُوَهُ‏ وَهُوَ‏ بَعِيدُ‏ وَهَك َذ َا يَق ْصِدُ‏ الت َّوَس ُّط َ فِي ز ِ يَارَ‏ تِهِ‏<br />

وَغ َشَيَا ن ِهِ‏ ، غ َيْرَ‏ مُق َل ِّ ل ٍ وَل َا<br />

مُك ْثِر ٍ .<br />

ف َإ ِن َّ تَق ْلِي ل َ الز ِّ يَارَةِ‏ دَ‏ اعِيَة ُ ال ْه ِجْرَانِ‏ ، وَك َث ْرَتَهَا سَبَبُ‏ ا ل ْمَل َال ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ لِأ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

} :<br />

يَا أ َبَا هُرَ‏ يْرَة َ زُرْ‏ غِبا تَزْدَدْ‏ حُبا<br />

. {<br />

وَق َال َل َب ِي دٌ‏ : تَوَق َّفْ‏ عَنْ‏ ز ِ يَارَةِ‏ ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ إذ َا أ َك ْث َرْت مَل َّكَ‏ مَنْ‏ تَزُو رُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ : أ َق ْلِل ْ ز ِ يَارَتَك الص َّدِ‏ يقَ‏ وَل َا تُطِل ْ هِجْرَا نَهُ‏<br />

ف َيَلِ‏ ج َّ فِي هِجْرَ‏ ا ن ِهِ‏ إن َّ الص َّدِ‏ يقَ‏ يَلِ‏ ج ُّ فِي غ َشَيَا ن ِهِ‏ لِصَدِ‏ يقِهِ‏ ف َيَمَ‏ ل ُّ مِنْ‏ غ َشَيَا ن ِهِ‏ حَت َّى يَرَ‏ اهُ‏ بَعْدَ‏ ط ُول ِ سُرُور ِهِ‏ ب ِمَك َا ن ِهِ‏ مُتَث َاقِل ًا


ب ِمَك َا ن ِهِ‏ وَإ ِذ َا تَوَا نَى عَنْ‏ صِيَا نَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ رَجُ‏ ل ٌ تُنُق ِّصَ‏ وَاسْتُ‏ خِف َّ ب ِشَا ن ِهِ‏ وَب ِ حَسَب ِ ذ َلِكَ‏ ف َل ْيَك ُنْ‏ فِي عِتَا ب ِهِ‏ ف َإ ِن َّ ك َث ْرَة َ ا ل ْعِتَاب ِ<br />

سَبَبٌ‏ لِل ْق َطِيعَةِ‏ وَإ ِط ْرَاحَ‏ جَمِيعِهِدَلِي ل ٌ عَل َى قِل َّةِ‏ ا لِاك ْتِرَاثِ‏ ب ِأ َمْر ِ الص َّدِ‏ يق ِ<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : عِل َّة ُ ا ل ْمُعَادَ‏ اةِ‏ قِل َّة ُ ا ل ْمُبَا ل َاةِ‏ .<br />

.<br />

:<br />

بَل ْ تُتَوَس َّط ُ حَال َتَا تَرْكِهِ‏ وَعِتَا ب ِهِ‏ ف َيُسَامِ‏ حُ‏ ب ِا ل ْمُتَارَك َةِ‏ وَيُسْتَصْل َ حُ‏ ب ِا ل ْمُعَاتَبَةِ‏ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُسَامَ‏ حَة َ وَا لِاسْتِصْل َاحَ‏ إذ َا اجْتَمَعَا ل َمْ‏<br />

يَل ْبَث ْ مَعَهُمَا نُف ُو رٌ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَبْقَ‏ مَعَهُمَا وَجْ‏ دٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ل َا تُك ْثِرَن َّ مُعَاتَبَة َ إخْوَان ِك ، ف َيَهُون َ عَل َيْه ِمْ‏ سَخَط ُك .<br />

وَق َال َمَنْ‏ صُو رٌ‏ ا لن َّمَر ِي ُّ<br />

:<br />

أ َق ْلِل ْ عِتَابَ‏ مَنْ‏ اسْتَرَبْت ب ِوُد ِّهِ‏ ل َيْسَتْ‏ تُنَال ُ مَوَد َّة ٌ ب ِعِتَاب ِ وَق َال َ بَش َّا رُ‏ بْنُ‏ بُرْدٍ‏<br />

: إذ َا ك ُنْت فِي<br />

ك ُ ل ِّ ال ْأ ُمُور ِ مُعَاتِبًا صَدِ‏ يق َك ل َمْ‏ تَل ْقَ‏ ال َّذِي ل َا تُعَاتِبُهْ‏ وَإ ِن ْ أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَشْرَبْ‏ مِرَارً‏ ا عَل َى ال ْق َذ َى ظ َمِئ ْتَ‏ وَ‏ أ َي ُّ ا لن َّا س ِ تَصْف ُو<br />

مَشَار ِبُهْ‏ ف َعِشْ‏ وَاحِدًا أ َوْ‏ صِل ْ أ َخَاك ف َإ ِ ن َّهُ‏ مُق َار ِفُ‏ ذ َنْب ٍ مَر َّة ً وَمُجَان ِبُهْ‏ ث ُ م َّ إن َّ مِنْ‏ حَق ِّ ا ل ْإ ِخْوَانِ‏ أ َن ْ تَغْفِرَ‏ هَ‏ ف ْوَتَهُمْ‏ ، وَتَسْتُرَ‏<br />

زَ‏ ل َّتَهُمْ‏ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ رَ‏ امَ‏ بَر ِ يئ ًا مِنْ‏ ال ْهَف َوَاتِ‏ ، سَلِيمًا مِنْ‏ الز َّ ل َّاتِ‏ ، رَ‏ امَ‏ أ َمْرًا مُعْو ِزًا ، وَ‏ اق ْتَرَحَ‏ وَصْف ًا مُعْج ِزًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

:<br />

أ َي ُّ عَالِم ٍ ل َا يَهْف ُو ، وَ‏ أ َي ُّ صَار ِم ٍ ل َا يَنْبُو ، وَ‏ أ َي ُّ جَوَ‏ ادٍ‏ ل َا<br />

يَك ْبُو .<br />

وَق َال ُوا : مَنْ‏ حَاوَل َ صَدِ‏ يق ًا يَأ ْمَنُ‏ زَ‏ ل َّتَهُ‏ وَيَدُومُ‏ اغ ْتِبَاط ُهُ‏ ب ِهِ‏ ، ك َان َ ك َضَال ِّ ا لط َّر ِ يق ِ ال َّذِي ل َا يَزْدَ‏ ادُ‏ لِنَف ْسِهِ‏ إتْعَابًا إل َّا ازْدَ‏ ادَ‏<br />

مِنْ‏ غ َا يَتِهِ‏ بُعْدًا .<br />

وَقِي ل َ لِ‏ خَالِدِ‏ بْن ِ صَف ْوَان َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

أ َي ُّ إخْوَان ِك أ َحَب ُّ إل َيْك ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ غ َف َرَ‏ زَل َلِي ، وَق َط َعَ‏ عِل َلِي ، وَبَل َّغَن ِي أ َمَلِي .<br />

مَا كِدْتُ‏ أ َف ْحَصُ‏ عَنْ‏ أ َخِي ثِق َةٍ‏ إل َّا نَدِمْتُ‏ عَوَ‏ اقِبَ‏ ا ل ْف َ حْص ِ وَأ َنْشَدْت عَنْ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَ‏ ضِيَ‏<br />

: أ ُحِب ُّ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ك ُ ل َّ مَوَا تِي وَك ُ ل َّ غ َضِيض ِ ا لط َّرْفِ‏ عَنْ‏ عَث َرَاتِي يُوَافِق ُن ِي فِي ك ُ ل ِّ أ َمْر ٍ أ ُر ِ يدُهُ‏ وَيَحْف َظ ُن ِي حَيا<br />

وَ‏ بَعْدَ‏ وَف َاتِي ف َمَنْ‏ لِي ب ِهَذ َا ل َيْتَ‏ أ َن ِّي أ َ صَبْته ف َق َاسَمْته مَا لِي مِنْ‏ ال ْ حَسَنَاتِ‏ تَصَف َّحْت إخْوَان ِي وَك َان َ أ َق َل ُّهُمْ‏ عَل َى ك َث ْرَةِ‏<br />

ال ْإ ِخْوَانِ‏ أ َهْ‏ ل َ ثِق َا تِي وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ث َعْل َبٌ‏ : إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَسْتَق ْلِل ْا ل ْأ َمْرَ‏ ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ ب ِك َف َّيْك فِي إدْ‏ بَار ِهِ‏ مُتَعَل ِّق َا إذ َا أ َنْتَ‏ ل َمْ‏ تَتْرُكْ‏<br />

أ َخَاك وَزَ‏ ل َّة ً إذ َا زَل َّهَا أ َوْشَك ْتُمَا أ َن ْ تَف َر َّق َا وَحَك َى ال ْأ َ صْمَعِي ُّ عَنْ‏ بَعْض ِ ال ْأ َعْرَاب ِ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : تَنَا سَ‏ مَسَاو ِئَ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ يَدُمْ‏<br />

. ل َك وُد ُّهُمْ‏<br />

وَوَص َّى بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ أ َخًا ل َهُ‏ ف َق َال َ : ك ُنْ‏ لِل ْوُد ِّ حَافِظ ًا وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ تَ‏ ج ِدْ‏ مُحَافِظ ًا ، وَ‏ لِل ْ خَ‏ ل ِّ وَاصِل ًا وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ مُوَاصِل ًا<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏ إ يَادٍ‏ لِيَز ِ يدَ‏ بْن ِ ا ل ْمُهَل َّب ِ إذ َا ل َمْ‏ تَجَاوَزْ‏ عَنْ‏ أ َخ ٍ عِنْدَ‏ زَ‏ ل َّةٍ‏ ف َل َسْت غ َدًا عَنْ‏ عَث ْرَتِي مُتَ‏ جَاو ِزَ‏ ا وَك َيْفَ‏<br />

.<br />

:<br />

يُرَج ِّيكَ‏ ا ل ْبَعِيدُ‏ لِنَف ْعِهِ‏ إذ َا ك َان َ عَنْ‏ مَوْ‏ ل َاك خَيْرُك عَاج ِزَا ظ َل َمْت أ َخًا ك َل َّف ْته ف َوْ‏ قَ‏ وُسْعِهِ‏ وَهَ‏ ل ْ ك َانَتْال ْأ َخْل َا قُ‏ إل َّا غ َرَ‏ ائِزَ‏ ا<br />

وَق َال َ أ َبُو مَسْعُودٍ‏ ، ك َاتِب ا لر َّضِي ِّ : ك ُن َّا فِي مَ‏ جْلِس ِ ا لر َّضِي ِّ ف َشَك َا رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏ أ َخِيهِ‏ ، ف َأ َنْشَدَ‏ ا لر َّ ضِي ُّ : ا ُعْذ ُرْ‏ أ َخَاك عَل َى<br />

ذ ُ نُو ب ِهِ‏ وَاسْتُرْ‏ وَغ َط ِّ عَل َى عُيُو ب ِهِ‏ وَاصْب ِرْ‏ عَل َى بَهْتِ‏ ا لس َّفِيهِ‏ وَ‏ لِلز َّمَانِ‏ عَل َى خُط ُو ب ِهِ‏ وَدَ‏ عْ‏ ال ْجَوَابَ‏ تَف َض ُّل ًا وَكِ‏ ل ِ ا لظ َّل ُومَ‏ إل َى<br />

حَسِيب ِهِ‏ وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّال ْ حِل ْمَ‏ عِنْدَا ل ْغَيْظِ‏<br />

:<br />

أ َحْسَنُ‏ مِنْ‏ رُك ُو ب ِهِ‏ وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ ب ِنْتِ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ مُطِيع ٍ أ َن َّهَا ق َال َتْ‏ لِزَوْج ِهَا ط َل ْ حَة َ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ عَوْفٍ‏ ا لز ُّهْر ِي َّ ،<br />

وَك َان َ أ َجْوَدَ‏ ق ُرَيْش ٍ فِي زَمَا ن ِهِ‏ مَا رَأ َيْت ق َوْمًا أ َ ل ْأ َمَ‏ مِنْ‏ إخْوَان ِك ، ق َال َ مَهْ‏ وَلِمَ‏ ذ َلِكَ‏ ؟ ق َا ل َتْ‏ أ َرَاهُمْ‏ إذ َا أ َيْسَرْت<br />

ل َز ِمُوك ، وَإ ِذ َا أ َعْسَرْت تَرَك ُوك .<br />

:<br />

:<br />

ق َال َ هَذ َا وَا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ ك َرَمِه ِمْ‏ ، يَأ ْتُونَنَا فِي حَال ِ ا ل ْق ُو َّةِ‏ ب ِنَا عَل َيْه ِمْ‏ ، وَيَتْرُك ُونَنَا فِي حَال ِ الض َّعْفِ‏<br />

ف َانْظ ُرْ‏ ك َيْفَ‏ تَأ َو َّل َ ب ِك َرْمِهِ‏ هَذ َا ا لت َّأ ْو ِي ل َ حَت َّى جَعَ‏ ل َ ق َب ِي حَ‏ فِعْلِه ِمْ‏ حَسَنًا ، وَظ َاهِرَ‏ غ َدْر ِهِمْ‏ وَف َاءً‏<br />

.<br />

ب ِنَا عَنْهُمْ‏ .


:<br />

وَهَذ َا مَحْضُ‏ ا ل ْك َرَم ِ وَ‏ ل ُبَابُ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ ، وَ‏ ب ِمِث ْ ل ِ هَذ َا يَل ْزَمُ‏ ذ َو ِيا ل ْف َضْ‏ ل ِ أ َن ْ يَتَأ َو َّ ل ُو ا ال ْهَف َوَاتِ‏ مِنْإخْوَا ن ِه ِمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ إذ َا مَا بَدَتْ‏ مِنْ‏ صَاحِب ٍ ل َك زَ‏ ل َّة ٌ ف َك ُنْ‏ أ َ نْتَ‏ مُحْتَال ًا لِزَ‏ ل َّتِهِ‏ عُذ ْرَا أ ُحِب ُّ ال ْف َتَى يَنْفِي ا ل ْف َوَاحِشَ‏<br />

سَمْعُهُ‏ ك َأ َن َّ ب ِهِ‏ عَنْ‏ ك ُ ل ِّ ف َاحِشَةٍ‏ وَق ْرَا سَلِيمُ‏ دَوَ‏ اعِي الص َّبْر ِ ل َا بَا سِط ٌ أ َذ ًى وَل َامَان ِعٌ‏ خَيْرًا وَل َاق َائِ‏ ل ٌ هَجْرَا وَالد َّاعِي إل َى<br />

هَذ َا ا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ شَيْئ َانِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ أ َك ْث َمُ‏ بْنُ‏ صَيْفِي ٍّ<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ شَب ِيبُ‏ بْنُ‏ شَيْبَة َ ال ْأ َدِيبُ‏<br />

: ا لت َّغَاف ُ ل ُ ال ْ حَادِث ُ عَنْ‏ ا ل ْف َطِنَةِ‏ ، وَا لت َّأ َ ل ُّفُ‏ ا لص َّادِرُ‏ عَنْ‏ ا ل ْوَف َاءِ‏ .<br />

وَجَدْت أ َك ْث َرَ‏ أ ُمُور ِ الد ُّنْيَا ل َا تَ‏ جُو زُ‏ إل َّا ب ِالت َّغَاف ُ ِل .<br />

مَنْ‏ شَد َّدَ‏ نَف َّرَ‏ ، وَمَنْ‏ تَرَ‏ اخَى تَأ َ ل َّفَ‏ ، وَ‏ الش َّرَفُ‏ فِي ا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />

: ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ هُوَ‏ ا ل ْف َطِنُ‏ ا ل ْمُتَغَافِ‏ ل ُ .<br />

وَق َال َ ا لط َّا ئِي ُّ : ل َيْسَ‏ ا ل ْغَب ِي ُّ ب ِسَي ِّدٍ‏ فِي ق َوْمِهِ‏ ل َكِن َّ سَي ِّدَ‏ ق َوْمِهِ‏ ا ل ْمُتَغَاب ِي وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

:<br />

إن َّ فِي صِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْإ ِخَاءِ‏ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ<br />

وَفِي خُل َّةِ‏ ا ل ْوَف َاءِ‏ ل َقِل َّهْ‏ ف َال ْبَسْ‏ ا لن َّا سَ‏ مَا اسْتَط َعْت عَل َى ا لن َّق ْص ِ وَإ ِل َّا ل َمْ‏ تَسْتَقِمْ‏ ل َك خُل َّهْ‏ عِشْ‏ وَحِيدًا إن ْ ك ُنْت ل َا تَق ْبَ‏ ل ُ<br />

ال ْعُذ ْرَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك ُنْت ل َا تَ‏ جَاوَزُ‏ زَل َّهْ‏ مِنْ‏ أ َب ٍ وَ‏ احِدٍ‏ وَ‏ أ ُم ٍّ خُلِق ْنَا غ َيْرَ‏ أ َن َّا فِي ا ل ْمَال ِ أ َوْ‏ ل َادُ‏ عِل َّهْ‏ وَمِم َّا يَتْبَعُ‏ هَذ َا<br />

ا ل ْف َصْ‏ ل َ تَأ َ ل ُّفُ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏ ب ِمَا يُنْئِيه ِمْ‏ عَنْ‏ ال ْبَغْضَاءِ‏ وَ‏ يَعْطِف ُهُمْ‏ عَل َى ا ل ْمَ‏ حَب َّةِ‏ .<br />

وَذ َ لِكَ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ ب ِصُنُوفٍ‏ مِنْ‏ ال ْب ِر ِّ وَيَ‏ خْتَلِفُ‏ ب ِسَبَب ِ اخْتِل َافِا ل ْأ َحْوَال ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ سِمَاتِا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَشُرُوطِ‏ الس ُّؤْدُدِ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ مَا أ َحَدٌ‏ يَعْدَمُ‏ عَدُوا وَل َا يَف ْقِدُ‏ حَاسِدًا .<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ ق َدْر ِ ا لن ِّعْمَةِ‏ تَك ْث ُرُ‏ ال ْأ َعْدَاءُ‏ وَا ل ْحَسَدَة ُ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ : وَ‏ ل َنْ‏ تَسْتَب ِينَ‏ ا لد َّهْرَ‏ مَوْقِعَ‏ ن ِعْمَةٍ‏ إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَدْل ُل ْ<br />

عَل َيْهَا ب ِ حَاسِدِ‏ ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ تَأ َل ُّفَ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏ مَعَ‏ وُف ُور ِ ا لن ِّعْمَةِ‏ وَظ ُهُور ِ ا ل ْ حَسَدَةِ‏ ، تَوَ‏ ال َى عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَك ْر ِ حَلِيمِه ِمْ‏ ، وَ‏ بَادِرَةِ‏<br />

سَفِيه ِه ِمْ‏ ، مَا تَصِيرُ‏ ب ِهِ‏ الن ِّعْمَة ُ غ َرَ‏ امًا وَا لز َّعَامَة ُ مَل َامًا .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ ا ل ْمُسَي ِّب ِ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ<br />

ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ تَعَال َى ا لت َّوَد ُّدُ‏ إل َى الن َّا س ِ<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ ، لِا بْن ِهِ‏<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى الل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

:<br />

. {<br />

وَل َا تَسْتَقِ‏ ل َّ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك عَ‏ دُو ٌّ وَا حِ‏ دٌ‏ ، ف َال ْوَاحِدُ‏ ك َثِيرٌ‏ .<br />

ل َا تَسْتَك ْثِرْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ل َك أ َ ل ْفُ‏ صَدِ‏ يق ٍ ، ف َال ْأ َل ْفُ‏ ق َلِي ل ٌ .<br />

} رَأ ْ سُ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ بَعْدَ‏<br />

ف َنَظ َّمَ‏ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ هَذ َا ال ْمَعْنَى ف َق َال َ : ف َك َث ِّرْ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ مَا اسْتَط َعْت إن َّهُمْ‏ بُط ُون ٌ إذ َا اسْتَنْجَدْتَهُمْ‏ وَظ ُهُو رُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ك َثِيرًا<br />

أ َ ل ْفُ‏ خِ‏ ل ٍّ وَصَاحِب ٍ وَ‏ إ ِن َّ عَدُوا وَاحِدًا ل َك َثِيرُ‏ وَقِي ل َ لِعَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْن ِ مَرْوَ‏ ان َ<br />

ا لر ِّجَال ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَا أ َف َدْت فِي مِل ْكِك هَذ َا ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏ عَل َامَةِ‏ ال ْإ ِق ْبَال ِ ا صْطِنَا عُ‏ ا لر ِّجَال ِ .<br />

مَوَد َّة َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ اسْتَصْل َ حَ‏ عَدُو َّهُ‏ زَ‏ ادَ‏ فِي عَدَدِهِ‏ ، وَمَنْ‏ اسْتَف ْسَدَ‏ صَدِ‏ يق َهُ‏ نَق َصَ‏ مِنْ‏ عَدَدِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : ا ل ْعَجَبُ‏ مِم َّنْ‏ يَط ْرَحُ‏ عَاقِل ًا ك َافِيًا لِمَا يُضْمِرُهُ‏ مِنْ‏ عَدَ‏ اوَ‏ تِهِ‏ ، وَيَصْط َن ِعُ‏ عَاج ِزًا جَاهِل ًا لِمَا يُظ ْه ِرُهُ‏ مِنْ‏<br />

مَ‏ حَب َّتِهِ‏ ، وَهُوَ‏ ق َادِ‏ رٌ‏ عَل َىاسْتِصْل َاح ِ مَنْ‏ يُعَادِ‏ يهِ‏ ب ِ حُسْن ِ صَنَا ئِعِهِ‏ وَأ َ يَادِ‏ يهِ‏ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ الز ُّ بَيْر ِ ث َل َا ث َة َ أ َ بْيَاتٍ‏ جَامِعَة ً لِك ُ ل ِّ مَا ق َا ل َتْهُ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ ، وَهِيَ‏ لِل ْأ َف ْوَهِ‏ وَ‏ اسْمُهُ‏ صَل َاءَة ُ بْنُ‏ عَمْر ٍو حَيْث ُ يَق ُول ُ<br />

: بَل َوْتُ‏ الن َّا سَ‏ ق َرْنًا بَعْدَ‏ ق َرْنٍ‏ ف َل َمْ‏ أ َرَ‏ غ َيْرَ‏ خَت َّال ٍ وَق َالِي وَذ ُق ْتُ‏ مَرَارَة َ ال ْأ َشْيَاءِ‏ جَمْعًا ف َمَا ط َعْ‏ مٌ‏ أ َمَر ُّ مِنْ‏ الس ُّؤَال ِ وَ‏ ل َمْ‏ أ َرَ‏ فِي<br />

ال ْ خُط ُوب ِ أ َشَد َّ هَوْل ًا وَأ َ صْعَبَ‏ مِنْ‏ مُعَادَاةِ‏ الر ِّجَال ِ وَق َال َ ال ْق َاضِي الت َّنُوخِي ُّ : إ ل ْقَ‏ ا ل ْعَ‏ دُو َّ ب ِوَجْهٍ‏ ل َا ق ُط ُوبَ‏ ب ِهِ‏ يَك َادُ‏ يَق ْط ُرُ‏<br />

مِنْ‏ مَاءِ‏ ا ل ْبَشَاشَاتِ‏ ف َأ َحْزَمُ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ يَل ْق َى أ َعَادِ‏ يهِ‏ فِي ج ِسْم ِ حِق ْدٍ‏ وَ‏ ث َوْب ٍ مِنْ‏ مَوَد َّ اتِ‏ ا لر ِّف ْقُ‏ يُمْنٌ‏ وَخَيْرُ‏ ا ل ْق َوْل ِ أ َصْدَق ُهُ‏<br />

وَك َث ْرَة ُ ا ل ْمَزْح ِ مِف ْتَاحُ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَ‏ اتِ‏ وَأ َنْشَدْت عَنْ‏ ا لر َّب ِيع ِ ، لِلش َّافِعِي ِّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ل َم َّا عَف َوْتُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ أ َحْقِدْ‏ عَل َى أ َحَدٍ‏<br />

:


أ َرَحْتُ‏ نَف ْسِي مِنْ‏ هَ‏ م ِّ ا ل ْعَدَ‏ اوَ‏ اتِ‏ إن ِّي أ ُحَي ِّي عَدُو ِّي عِنْدَ‏ رُؤْيَتِهِ‏ لِأ َدْف َعَ‏ ا لش َّر َّ عَن ِّي ب ِالت َّحِي َّاتِ‏ وَ‏ أ ُظ ْه ِرُ‏ ال ْب ِشْرَ‏ لِل ْإ ِنْسَانِ‏ أ َ بْغَضُهُ‏<br />

ك َأ َن َّمَا ق َدْ‏ حَشَى ق َل ْب ِي مَ‏ حَب َّاتِ‏ ا لن َّا سُ‏ دَ‏ اءٌ‏ دَوَ‏ اءُ‏ ا لن َّا س ِ ق ُرْ‏ بُهُمْ‏ وَفِي اعْتِزَا لِه ِمْ‏ ق َط ْعُ‏ ال ْمَوَد َّاتِ‏ وَل َيْسَ‏ - وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ب ِتَأ َ ل ُّفِ‏<br />

ال ْأ َعْدَ‏ اءِ‏ مَأ ْمُورًا ، وَإ ِل َى مُق َار ِ بَتِه ِمْ‏ مَنْدُوبًا - يَنْبَغِي أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمْ‏ رَاكِنًا ، وَ‏ ب ِه ِمْ‏ وَاثِق ًا ، بَل ْ يَك ُون َ مِنْهُمْ‏ عَل َى حَذ َر ٍ ،<br />

وَمِنْ‏ مَك ْر ِهِمْ‏ عَل َى تَحَر ُّز ٍ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْعَدَ‏ اوَة َ إذ َااسْتَحْك َمَتْ‏ فِي ا لط ِّبَا ع ِ صَارَتْ‏<br />

ط َبْعًا ل َا يَسْتَحِيل ُ ، وَج ِب ِل َّة ً ل َا تَزُول ُ .<br />

وَإ ِن َّمَا يُسْتَك ْف َى ب ِا لت َّأ َ ل ُّفِ‏ إظ ْهَارُهَا ‏،وَ‏ يُسْتَدْف َعُ‏ ب ِهِ‏ أ َ ضْرَ‏ ارُهَا ، ك َا لن َّار ِيُسْتَدْف َعُ‏ ب ِا ل ْمَاءِ‏ إحْرَاق ُهَا ، وَ‏ يُسْتَف َادُ‏ ب ِهِ‏ إنْضَاجُهَا ،<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ مُ‏ حْر ِق َة ً ب ِط َبْع ٍ ل َا يَزُول ُ وَجَوْهَر ٍ ل َا يَتَغَي َّرُ‏ .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

ا لن ِّضَاجَ‏ وَط َبْعُهَاا ل ْإ ِحْرَاقُ‏<br />

وَإ ِذ َا عَجَزْت عَنْ‏ ا ل ْعَ‏ دُو ِّ ف َدَ‏ ار ِهِ‏ وَامْزَحْ‏ ل َهُ‏ إن َّ ا ل ْمِزَاحَ‏ و ِف َا قُ‏ ف َالن َّارُ‏ ب ِا ل ْمَاءِ‏ ال َّذِي هُوَ‏ ضِد ُّهَا تُعْطِي<br />

ا ل ْب ِر ُّ ف َصْ‏ ل ٌ : وَ‏ أ َم َّا ا ل ْب ِر ُّ ، وَهُوَ‏ ال ْ خَامِسُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِال ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ يُوصِ‏ ل ُ إل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ أ َ ل ْط َاف ًا ، وَ‏ يُث ْن ِيهَا مَحَب َّة ً وَ‏ ا نْعِط َاف ًا<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ نَدَبَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى إل َى ا لت َّعَاوُنِ‏ ب ِهِ‏ وَق َرَ‏ نَهُ‏ ب ِالت َّق ْوَى ل َهُ‏ ف َق َال َ } وَ‏ تَعَاوَنُوا عَل َىا ل ْب ِر ِّ وَالت َّق ْوَى لِأ َن َّ فِي الت َّق ْوَى<br />

ر ِضَى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ، وَفِي ال ْب ِر ِّ ر ِضَى ا لن َّا س ِ .<br />

.<br />

{<br />

:<br />

.<br />

وَمَنْ‏ جَمَعَ‏ بَيْنَ‏ ر ِضَى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى وَر ِضَى ا لن َّا س ِ ف َق َدْ‏ تَم َّتْ‏ سَعَادَ‏ تُهُ‏ وَعَم َّتْ‏ ن ِعْمَتُهُ‏ .<br />

وَرَوَىا ل ْأ َعْمَشُ‏ عَنْ‏ خَيْث َمَة َ عَنْ‏ ا بْن ِ مَسْعُودٍ‏ ق َال َ : سَمِعْت رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ يَق ُول ُ : } جُب ِل َتْ‏<br />

ا ل ْق ُل ُوبُ‏ عَل َى حُب ِّ مَنْ‏ أ َحْسَنَ‏ إل َيْهَا ، وَ‏ بُغْض ِ مَنْ‏ أ َسَاءَ‏ إل َيْهَا { .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى دَاوُد ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏<br />

يُ‏ حِب ُّون َ إل َّا مَنْ‏ أ َحْسَنَ‏ إل َيْه ِمْ‏<br />

- : ذ َك ِّرْ‏ عِبَادِي إحْسَان ِي إل َيْه ِمْ‏ لِيُ‏ حِب ُّو ن ِي ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ ل َا<br />

وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ال ْحَسَن ِ ا ل ْهَاشِمِي ُّ : ا لن َّا سُ‏ ك ُل ُّهُمْ‏ عِيَال ُ ا لل َّهِ‏ تَحْتَ‏ ظِل َا لِهِ‏ ف َأ َحَب ُّهُمْ‏ ط ُرا إل َيْهِ‏ أ َبَر ُّهُمْ‏ لِعِيَا لِهِ‏ وَال ْب ِر ُّ نَوْعَانِ‏<br />

صِل َة ٌ وَمَعْرُوفٌ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا لص ِّل َة ُ ف َه ِيَ‏ ا لت َّبَر ُّ عُ‏ ب ِبَذ ْل ِ ا ل ْمَال ِ فِي ال ْ ج ِهَاتِ‏ ا ل ْمَ‏ حْمُودَةِ‏ لِغَيْر ِ عِوَض ٍ مَط ْل ُوب ٍ .<br />

:<br />

:<br />

وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ‏ سَمَاحَة ُ ا لن َّف ْس ِ وَسَخَاؤُهَا ، وَ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ شُح ُّهَا وَ‏ إ ِبَاؤُهَا .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَمَنْ‏ يُو قَ‏ شُ‏ ح َّ نَف ْسِهِ‏ ف َأ ُو ل َئِكَ‏ هُمْا ل ْمُف ْلِ‏ حُون َ<br />

{<br />

:<br />

وَرَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ إ بْرَ‏ اهِيمَ‏ الت َّيْمِي ُّ ، عَنْ‏ عُرْوَة َ بْن ِ<br />

ا لز ُّ بَيْر ِ ، عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ا لس َّخِي ُّ ق َر ِ يبٌ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ، ق َر ِ يبٌ‏ مِنْ‏ ال ْ جَن َّةِ‏ ، ق َر ِيبٌ‏ مِنْ‏<br />

ا لن َّا س ِ ، بَعِي دٌ‏ مِنْ‏ ا لن َّار ِ ، وَال ْبَخِيل ُ بَعِي دٌ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ، بَعِي دٌ‏ مِنْ‏ ال ْ جَن َّةِ‏ ، بَعِي دٌ‏ مِنْ‏ الن َّا س ِ ‏،ق َر ِ يبٌ‏ مِنْ‏ ا لن َّار ِ<br />

. {<br />

}<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ لِعَدِي ِّ بْن ِ حَا تِم ٍ<br />

} وَ‏ بَل َغَهُ‏ صَل َّى<br />

:<br />

ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَنْ‏ ا لز ُّ بَيْر ِإمْسَاكٌ‏ ف َجَذ َبَ‏ عِمَامَتَهُ‏ إل َيْهِ‏ وَق َال َ<br />

أ ُنْفِقْ‏ عَل َيْك وَل َا تُوكِ‏ ف َأ ُوكِ‏ عَل َيْك<br />

رَف َعَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْ‏ أ َ ب ِيك ا ل ْعَذ َابَ‏ الش َّدِ‏ يدَ‏ لِسَ‏ خَا ئِهِ‏<br />

. {<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

وَرَوَى أ َبُو الد َّرْدَ‏ اءِ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

: ا لل َّهُ‏ م َّ أ َعْطِ‏ مُنْفِق ًا خَل ْف ًا وَمُمْسِك ًا تَل َف ًا { .<br />

وَ‏ أ َ نْزَل َ فِي ذ َلِكَ‏ ا ل ْق ُرْآن َ<br />

يَا زُ‏ بَيْرُ‏ أ َنَا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ إل َيْك وَإ ِل َى غ َيْر ِك يَق ُول ُ أ َنْفِقْ‏<br />

} :<br />

} :<br />

مَا مِنْ‏ يَوْم ٍ غ َرَبَتْ‏ فِيهِ‏ شَمْسُهُ‏ إل َّا وَمَل َك َانِ‏ يُنَادِيَانِ‏<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ أ َعْط َى وَات َّق َى وَصَد َّ قَ‏ ب ِال ْحُسْنَى ف َسَنُيَس ِّرُهُ‏ لِل ْيُسْرَى وَأ َم َّا مَنْ‏ بَخِ‏ ل َ وَاسْتَغْنَى<br />

وَك َذ َّبَ‏ ب ِال ْحُسْنَى ف َسَنُيَس ِّرُهُ‏ لِل ْعُسْرَى {<br />

.<br />

ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا يَعْن ِي مَنْ‏ أ َعْط َى فِيمَا أ ُمِرَ‏ وَات َّق َى فِيمَا حُظِرَ‏ وَصَد َّ قَ‏ ب ِال ْحُسْنَى يَعْن ِي ب ِال ْ خَل َفِ‏ مِنْ‏ عَط َا ئِهِ‏


.<br />

ف َعِنْدَ‏ هَذ َا ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا : ل َسَادَ‏ اتُ‏ ا لن َّا س ِ : فِي الد ُّنْيَاا ل ْأ َسْ‏ خِيَاءُ‏ وَفِي ا ل ْآخِرَةِ‏ ال ْأ َتْقِيَاءُ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْ جُودُ‏ عَنْ‏ مَوْجُودٍ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي ا ل ْمَث ْ ل ِ<br />

: سُؤْدُدٌ‏ ب ِل َا جُودٍ‏ ، ك َمَلِكٍ‏ ب ِل َا جُنُودٍ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ‏:ا ل ْ جُودُ‏ حَار ِ سُ‏ ا ل ْأ َعْرَاض ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَنْ‏ جَادَ‏ سَادَ‏ ، وَمَنْ‏ أ َ ضْعَفَ‏ ازْدَادَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

: جُودُ‏ الر َّجُ‏ ل ِ يُ‏ حَب ِّبُهُ‏ إل َى أ َضْدَادِهِ‏ ، وَبُ‏ خْل ُهُ‏ يُبَغ ِّضُهُ‏ إل َى أ َوْل َادِهِ‏ .<br />

: خَيْرُا ل ْأ َمْوَال ِ مَا اسْتَرَ‏ ق َّ حُرا ، وَخَيْرُ‏ ال ْأ َعْمَال ِ مَا اسْتَ‏ حَق َّ شُك ْرًا .<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ : وَ‏ يُظ ْه ِرُ‏ عَيْبَا ل ْمَرْءِ‏ فِي الن َّا س ِ بُ‏ خْل ُهُ‏ وَ‏ يَسْتُرهُ‏ عَنْهُمْ‏ جَمِيعًا سَ‏ خَاؤُهُ‏ تَغَط َّ ب ِأ َث ْوَاب ِ<br />

ا لس َّ خَاءِ‏ ف َإ ِن َّن ِي أ َرَى ك ُ ل َّ عَيْب ٍ ف َا لس َّ خَاءُ‏ غِط َاؤُهُ‏ وَحَد ُّ الس َّخَاءِ‏ بَذ ْل ُ مَا يُحْتَاجُ‏ إ ل َيْهِ‏ عِنْدَ‏ ال ْحَاجَةِ‏ ، وَ‏ أ َن ْ يُو صَ‏ ل َ إل َى<br />

مُسْتَ‏ حِق ِّهِ‏ ب ِق َدْر ِ ا لط َّاق َةِ‏ وَ‏ تَدْ‏ ب ِيرُ‏ ذ َلِكَ‏ مُسْتَصْعَبٌ‏ ، وَ‏ ل َعَ‏ ل َّ بَعْضَ‏ مَنْ‏ يُ‏ حِب ُّ أ َن ْ يُنْسَبَ‏ إل َى ال ْك َرَم ِ يُنْكِرُ‏ حَ‏ د َّ ا لس َّ خَاءِ‏ ،<br />

وَ‏ يَ‏ جْعَ‏ ل ُ تَق ْدِ‏ يرَ‏ ا ل ْعَطِي َّةِ‏ فِيهِ‏ نَوْعًا مِنْ‏ ال ْبُخْ‏ ِل<br />

، وَ‏ أ َن َّ ال ْ جُودَ‏ بَذ ْل ُ ا ل ْمَوْجُودِ‏ ، وَهَذ َا تَك َل ُّفٌ‏ يُف ْضِي إل َى ال ْ جَهْ‏ ل ِ ب ِ حُدُودِ‏ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ك َان َ ال ْ جُودُ‏ بَذ ْل ُ ا ل ْمَوْجُودِ‏ ل َمَا ك َان َ لِلس َّرَفِ‏ مَوْ‏ ضِعٌ‏ وَل َا لِلت َّبْذِير ِ مَوْقِ‏ ‏ٌع<br />

.<br />

وَق َدْ‏ وَرَدَ‏ ال ْكِتَابُ‏ ب ِذ َم ِّه ِمَا وَجَاءَتْ‏ الس ُّن َّة ُ ب ِا لن َّهْي ِ عَنْهُمَا .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا لس َّ خَاءُ‏ مَحْدُودًا ف َمَنْ‏ وَق َفَ‏ عَل َى حَد ِّهِ‏ سُم ِّيَ‏ ك َر ِيمًا وَك َان َ لِل ْ حَمْدِ‏ مُسْتَحِقًّا ، وَمَنْ‏ ق َصُرَ‏ عَنْهُ‏ بَ‏ خِيل ًا وَك َان َ<br />

لِل ذ َّم ِّ مُسْتَوْج ِبًا .<br />

} :<br />

{<br />

وَل َا يَ‏ حْسَبَن َّ ال َّذِ‏ ينَ‏ يَبْ‏ خَل ُون َ ب ِمَا آتَاهُمْ‏ ا لل َّهُ‏ مِنْ‏ ف َضْلِهِ‏ هُوَ‏ خَيْرًا ل َهُمْ‏ بَل ْ هُوَ‏ شَر ٌّ ل َهُمْ‏ سَيُط َو َّق ُون َ<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } أ َق ْسَمَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِعِز َّ تِهِ‏ ل َا يُجَاو ِ رُهُبَ‏ خِي ل ٌ { .<br />

مَا بَ‏ خِل ُو ا ب ِهِ‏ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏ وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } ط َعَامُ‏ ال ْ جَوَ‏ ادِ‏ دَوَ‏ اءٌ‏ ، وَط َعَامُ‏ ا ل ْبَ‏ خِي ل ِ دَ‏ اءٌ‏<br />

. {<br />

}<br />

وَسَمِعَ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ رَجُل ًا يَق ُول ُ : ا لش َّ حِي حُ‏ أ َعْذ َرُ‏ مِنْ‏ ا لظ َّا لِم ِ ، ف َق َال َ<br />

ا لظ َّا لِمَ‏ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ‏:ا ل ْبُ‏ خْ‏ ل ُ ج ِل ْبَابُا ل ْمَسْك َنَةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

ال ْبَخِيل ُ ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ خَلِي ل ٌ .<br />

ال ْبَخِيل ُ حَار ِ سُ‏ ن ِعْمَتِهِ‏ ، وَخَاز ِن ُ وَرَ‏ ث َتِهِ‏ .<br />

ل َعَنَ‏ ا لل َّهُ‏ الش َّ حِي حَ‏ وَ‏ ل َعَنَ‏<br />

إذ َا ك ُنْت جَم َّاعًا لِمَا لِكَ‏ مُمْسِك ًا ف َأ َنْتَ‏ عَل َيْهِ‏ خَا ز ِن ٌ وَ‏ أ َمِينُ‏ تُؤَد ِّ يهِ‏ مَذ ْمُومًا إل َى غ َيْر ِ حَامِدٍ‏ ف َيَأ ْك ُل ُهُ‏<br />

عَف ْوًا وَ‏ أ َ نْتَ‏ دَفِينُ‏ وَ‏ تَظ َاهَرَ‏ بَعْضُ‏ ذ َو ِي الن َّبَاهَةِ‏ ب ِ حُب ِّ ا لث َّنَاءِ‏ مَعَ‏ إمْسَاكٍ‏ فِيهِ‏ ، ف َق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

أ َرَ‏ اك تُؤَم ِّ ل ُ حُسْنَ‏ :<br />

ا لث َّنَا وَ‏ ل َمْ‏ يَرْزُقْ‏ ا لل َّهُ‏ ذ َ اكَ‏ ا ل ْبَ‏ خِيل َا وَك َيْفَ‏ يَسُودُ‏ أ َخُو ب ِط ْنَةٍ‏ يَمُن ُّ ك َثِيرًا وَيُعْطِي ق َلِيل ًا وَق َدْ‏ بَي َّن َّا حُب َّ الث َّنَاءِ‏ وَحُب َّ ا ل ْمَال ِ ،<br />

لِأ َن َّ الث َّنَاءَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْبَذ ْل ِ وَحُب َّ ا ل ْمَال ِ يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ، ف َإ ِن ْ ظ َهَرَا ك َان َ حُب ُّ ا لث َّنَاءِ‏ ك َاذِبًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

: جَمَعْت<br />

أ َمْرَ‏ يْن ِ ضَا عَ‏ ال ْحَزْمُ‏ بَيْنَهُمَا تِيهُ‏ ا ل ْمُل ُوكِ‏ وَ‏ أ َخْل َا قُ‏ ا ل ْمَمَا لِيكِ‏ أ َرَدْت شُك ْرًا ب ِل َا ب ِر ٍّ وَل َا صِل َةٍ‏ ل َق َدْ‏ سَل َك ْت ط َر ِ يق ًا غ َيْرَ‏ مَسْل ُوكِ‏<br />

ظ َنَنْت عِرْضَك ل َمْ‏ يُق ْرَعْ‏ ب ِق َار ِعَةٍ‏ وَمَا أ َرَ‏ اك عَل َى حَال ٍ ب ِمَتْرُوكِ‏ ل َئِنْ‏ سَبَق ْتَ‏ إل َى مَال ٍ حَظِيتَ‏ ب ِهِ‏ ف َمَا سَبَق ْتَ‏ إل َى شَيْءٍ‏


سِوَى ا لن ُّوكِ‏ وَق َدْ‏ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ ال ْبُخْل ِ مِنْ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِا ل ْمَذ ْمُومَةِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ذ َر ِ يعَة ً إل َى ك ُ ل ِّ مَذ َم َّةٍ‏ ، أ َرْ‏ بَعَة ُ أ َخْل َا ق ٍ نَاهِيكَ‏<br />

ب ِهَا ذ َما وَهِيَ‏ : ال ْحِرْصُ‏ وَا لش َّرَهُ‏ وَسُوءُ‏ ا لظ َّن ِّ وَمَنْعُ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْحِرْصُ‏ ف َهُوَ‏ شِد َّة ُ ال ْك َدْح ِ وَال ْإ ِسْرَافِ‏ فِي ا لط َّل َب ِ .<br />

وَأ َم َّا الش َّرَهُ‏ ف َهُوَاسْتِق ْل َال ُ ال ْكِف َا يَةِ‏ ، وَالِاسْتِك ْث َارُ‏ لِغَيْر ِ حَاجَةٍ‏ ، وَهَذ َا ف َرْ‏ قُ‏ مَا بَيْنَ‏ ال ْ حِرْص ِ وَا لش َّرَهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى ا ل ْعَل َاءُ‏ بْنُ‏ جَر ِ ير ٍ عَنْ‏ أ َب ِيهِ‏ عَنْ‏ سَا لِم ِ بْن ِ مَسْرُو ق ٍ ق َال َ<br />

يَجْز ِ يهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَيْش ِ مَا يَك ْفِيهِ‏ ل َمْ‏ يَ‏ ج ِدْ‏ مَا عَا شَ‏ مَا يُغْن ِيهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا لش َّرَهُ‏ مِنْ‏ غ َرَ‏ ا ئِز ِ ا لل ُّؤْم ِ<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

.<br />

وَأ َم َّا سُوءُ‏ ا لظ َّن ِّ ف َهُوَ‏ عَدَمُ‏ الث ِّق َةِ‏ ب ِمَنْ‏ هُوَ‏ ل َهَاأ َهْ‏ ل ٌ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ ب ِال ْ خَا لِق ِ ك َان َ شَكًّا يَئ ُول ُ إ ل َى ضَل َال ٍ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

مَنْ‏ ل َا<br />

ب ِا ل ْمَ‏ خْل ُو ق ِ ك َان َ اسْتِ‏ خَا نَة ً يَصِيرُ‏ ب ِهَا مُخْتَانًا وَخَو َّا نًا ، لِأ َن َّ ظ َن َّ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ب ِغَيْر ِهِ‏ ب ِحَسَب ِ مَا يَرَ‏ اهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ، ف َإ ِن ْ وَجَدَ‏ فِيهَا<br />

خَيْرًا ظ َن َّهُ‏ فِي غ َيْر ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ رَأ َى فِيهَا سُوءًا اعْتَق َدَهُ‏ فِي الن َّا س ِ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي ا ل ْمَث َ ل ِ ك ُ ل ُّ إ نَاءٍ‏ يَنْضَ‏ حُ‏ ب ِمَا فِيهِ‏<br />

.<br />

ف َإ ِن ْ قِي ل َ ق َدْ‏ تَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ق َوْل ِ ال ْ حُك َمَاءِ‏ أ َن َّال ْ حَزْمَ‏ سُوءُ‏ ا لظ َّن ِّ قِي ل َ تَأ ْو ِ يل ُهُ‏ قِل َّة ُ الِاسْتِرْسَا ِل إل َيْه ِمْ‏ ل َا اعْتِق َادُ‏ ا لس ُّوءِ‏ فِيه ِمْ‏ .<br />

وَأ َم َّا مَنْعُ‏ ا ل ْ حُق ُو ق ِ ف َإ ِن َّ نَف ْسَ‏ ال ْبَخِيل ِ ل َا تَسْمَ‏ حُ‏ ب ِفِرَ‏ ا ق ِ مَحْبُوب ِهَا .<br />

وَل َا تَنْق َادُ‏ إل َى تَرْكِ‏ مَط ْل ُوب ِهَا ، ف َل َا تُذ ْعِنُ‏ لِ‏ حَق ٍّ وَل َا تُ‏ ج ِيبُ‏ إل َى إنْصَافٍ‏ .<br />

وَإ ِذ َا آل َ ال ْبَخِيل ُ إل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ‏ هَذِهِا ل ْأ َخْل َا ق ِا ل ْمَذ ْمُومَةِ‏ ، وَا لش ِّيَم ِ<br />

ا لل َّئِيمَةِ‏ ، ل َمْ‏ يَبْقَ‏ مَعَهُ‏ خَيْرٌمَرْ‏ جُو ٌّ وَل َا صَل َا حٌمَأ ْمُو ل ٌ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ } ق َال َ لِل ْأ َنْصَار ِ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ سَي ِّدك ُمْ‏ ؟ ق َال ُوا<br />

: ال ْ حُر ُّ بْنُ‏ ق َيْس ٍ عَل َى بُخْ‏ ل ٍ فِيهِ‏ .<br />

ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : وَ‏ أ َي ُّ دَ‏ اءٍ‏ أ َدْوَ‏ أ ُ مِنْ‏ ال ْبُخْل ِ ؟ ق َال ُوا : وَك َيْفَ‏ ذ َاكَ‏ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ؟ ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَسَل َّمَ‏ إن َّ ق َوْمًا نَزَ‏ ل ُو ا ب ِسَاحِ‏ ل ِا ل ْبَ‏ حْر ِ ف َك َر ِهُو ا لِبُ‏ خْلِه ِمْ‏ نُزُول ُ ا ل ْأ َ ضْيَافِ‏ ب ِه ِمْ‏ ، ف َق َال ُوا : ل َيَبْعُد ا لر ِّجَال ُ مِن َّا عَنْ‏ ا لن ِّسَاءِ‏<br />

حَت َّى يَعْتَذِرَ‏ الر ِّجَال ُ إل َىا ل ْأ َ ضْيَافِ‏ ب ِبُعْدِ‏ ا لن ِّسَاءِ‏ ، وَ‏ تَعْتَذِرُ‏ ا لن ِّسَاءُ‏ ب ِبُعْدِ‏ الر ِّجَال ِ ، ف َف َعَل ُو ا وَط َال َ ذ َ لِكَ‏ ب ِه ِمْ‏ ف َاشْتَغَ‏ ل َ<br />

ا لر ِّجَال ُ ب ِالر ِّجَال ِ وَا لن ِّسَاءُ‏ ب ِالن ِّسَاِء<br />

. {<br />

} :<br />

وَأ َم َّا الس َّرَفُ‏ وَالت َّبْذِيرُ‏ ف َإ ِن َّ مَنْ‏ زَ‏ ادَ‏ عَل َى حَ‏ د ِّ الس َّخَاءِ‏ ف َهُوَمُ‏ سْر ِفٌ‏ وَمُبَذ ِّرٌ‏ ، وَهُوَ‏ ب ِال ذ َّم ِّ جَدِ‏ يرٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَل َا تُسْر ِف ُو ا إ ن َّهُ‏ ل َا يُحِب ُّ ا ل ْمُسْر ِفِينَ‏ وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَا<br />

عَال َ مَنْ‏ اق ْتَصَدَ‏ {<br />

{<br />

.<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ل َا خَيْرَ‏ فِي ا لس َّرَفِ‏ وَل َا سَرَفَ‏ فِيا ل ْخَيْر ِ .<br />

: صِد ِّ يقُ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ ق َصْدُهُ‏ ، وَسَرَف ُهُ‏ عَدُو ُّهُ‏ .<br />

ل َا ك َثِيرَ‏ مَعَ‏ إسْرَ‏ افٍ‏ وَل َا ق َلِي ل َ مَعَ‏ احْتِرَ‏ افٍ‏ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ الس َّرَفَ‏ وَالت َّبْذِيرَ‏ ق َدْ‏ يَف ْتَر ِ قُ‏ مَعْنَاهُمَا .<br />

ف َا لس َّرَفُ‏ هُوَ‏ ال ْجَهْل ُ ب ِمَق َادِير ِ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَا لت َّبْذِ‏ يرُ‏<br />

:<br />

هُوَ‏ ال ْجَهْل ُ ب ِمَوَ‏ اقِع ِ ا ل ْ حُق ُو ق ِ .<br />

وَكِل َاهُمَامَ‏ ذ ْمُومٌ‏ ، وَذ َم ُّ الت َّبْذِير ِ أ َعْظ َمُ‏ ؛ لِأ َن َّا ل ْمُسْر ِفَ‏ يُ‏ خْطِئ ُ فِي ا لز ِّ يَادَةِ‏ ، وَا ل ْمُبَذ ِّ رُ‏ يُ‏ خْطِئ ُ فِيال ْ جَهْ‏ ل ِ .<br />

وَمَنْ‏ جَه ِ ل َ مَوَ‏ اقِعَ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ وَمَق َادِيرَهَا ب ِمَا لِهِ‏ وَأ َخْط َأ َهَا ، ف َهُوَ‏ ك َمَنْ‏ جَه ِل َهَا ب ِفِعَا لِهِ‏ ف َتَعَد َّ اهَا وَك َمَا أ َ ن َّهُ‏ ب ِتَبْذِ‏ ير ِهِ‏ ق َدْ‏ يَضَعُ‏<br />

ا لش َّيْءَ‏ فِي غ َيْر ِ مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ، ف َهَك َذ َا ق َدْ‏ يُعْدَل ُ ب ِهِ‏ عَنْ‏ مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ أ َق َ ل ُّ مِنْ‏ أ َن ْ


يُوضَعَ‏ فِي ك ُ ل ِّ مَوْضِع ٍ مِنْ‏ حَق ٍّ وَغ َيْر ِ حَق ٍّ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: ك ُ ل ّ سَرَفٍ‏ ف َب ِإ ِزَا ئِهِ‏ حَق ٌّ مُ‏ ضَي َّعٌ‏ .<br />

: ا ل ْ خَط َأ ُ فِي إعْط َاءِ‏ مَا ل َا يَنْبَغِي وَمَنْعُ‏ مَا يَنْبَغِي وَا حِ‏ دٌ‏ .<br />

وَق َال َ سُف ْيَان ُا لث َّوْ‏ ر ِي ُّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ال ْ حَل َال ُ ل َا يَ‏ حْتَمِ‏ ل ُ ا لس َّرَفَ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ يَتِم ُّ ا لس َّ خَاءُ‏ ب ِبَذ ْل ِ مَا فِي يَدِهِ‏ حَت َّى تَسْ‏ خُوَ‏<br />

.<br />

:<br />

ق َال َ<br />

نَف ْسُهُ‏ عَم َّا ب ِيَدِ‏ غ َيْر ِهِ‏ ف َل َا يَمِي ل ُ إل َى ط َل َب ٍ وَل َا يَك ُف ُّ عَنْ‏ بَذ ْل ٍ<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َوْحَى إل َى إبْرَاهِيمَ‏ ال ْ خَلِي ل ِ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ - : أ َتَدْر ِي لِمَ‏ ات َّخَذ ْتُك خَلِيل ًا ؟ ق َال َ<br />

ل َا يَا رَب ِّ .<br />

:<br />

لِأ َن ِّي رَأ َيْتُك تُ‏ حِب ُّ أ َن ْ تُعْطِيَ‏ وَل َا تُحِب ُّ أ َن ْ تَأ ْخُذ َ .<br />

وَرَوَى سَهْ‏ ل ُ بْن سَعْدٍ‏ الس َّاعِدِيّ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ<br />

ا لل َّهِ‏ مُرْن ِي ب ِعَمَ‏ ل ٍ يُحِب ُّن ِي ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَيُحِب ُّن ِي ا لن َّا سُ‏ .<br />

ف َق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

:<br />

أ َتَى رَ‏ جُ‏ ل ٌ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ<br />

ازْهَدْ‏ فِي الد ُّنْيَا يُحِب ُّك ا لل َّهُ‏ وَازْهَدْ‏ فِيمَا فِي أ َيْدِي ا لن َّا س ِ يُحِب ُّك ا لن َّا سُ‏ { .<br />

وَق َال َ أ َ ي ُّوبُ‏ الس ِّخْتِيَان ِي ُّ<br />

وَقِي ل َ لِسُف ْيَان َ مَا الز ُّهْدُ‏ فِي الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ<br />

وَك َتَبَ‏ كِسْرَى إل َى ا بْن ِهِ‏ هُرْمُزَ‏<br />

:<br />

:<br />

.<br />

.<br />

: يَا رَسُول َ<br />

: ل َا يَنْبُ‏ ل ُ ا لر َّجُ‏ ل ُ حَت َّى يَك ُون َ فِيهِ‏ خَصْل َتَانِ‏ : ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ‏ أ َمْوَ‏ ال ِ ا لن َّا س ِ ، وَ‏ ا لت َّ جَاوُ‏ زُ‏ عَنْهُمْ‏ .<br />

الز ُّهْدُ‏ فِي ا لن َّا س ِ .<br />

يَا بُنَي َّ اسْتَقِ‏ ل َّ ال ْك َثِيرَ‏ مِم َّا تُعْطِي ، وَاسْتَك ْثِرْ‏ ا ل ْق َلِي ل َ مِم َّا تَأ ْخُذ ُ ، ف َإ ِن َّ ق ُر َّة َ عُيُونِ‏ ا ل ْكِرَام ِ<br />

فِي ال ْإ ِعْط َاءِ‏ وَسُرُورَ‏ ا لل ِّئ َام ِ فِي ا ل ْأ َخْذِ‏ ، وَل َا تَعُ‏ د َّ الش َّحِي حَ‏ أ َمِينًا وَل َا ال ْك َذ َّ ابَ‏ حُرا ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا عِف َّة َ مَعَ‏ الش ُّ ح ِّ وَل َا مُرُوءَة َ مَعَ‏<br />

ال ْك َذِب ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا لس َّ خَاءُ‏ سَ‏ خَاءَ‏ انِ‏<br />

: أ َشْرَف ُهُمَا سَ‏ خَاؤُك عَم َّا ب ِيَدِ‏ غ َيْر ِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : الس َّ خَاءُ‏ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِمَالِك مُتَبَر ِّعًا وَعَنْ‏ مَال ِ غ َيْر ِك مُتَوَر ِّعًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لص ُّل َ حَاءِ‏ ‏:ا ل ْ جُودُ‏ غ َا يَة ُ الز ُّهْدِ‏ ، وَا لز ُّهْدُ‏ غ َا يَة ُ ا ل ْ جُودِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

إذ َا ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ نَف ْسُ‏ ا لش َّر ِ يفِ‏ شَر ِ يف َة ً وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ذ َا ق َدْر ٍ ف َل َيْسَ‏ ل َهُ‏ شَرَفُ‏<br />

وَال ْبَذ ْل ُ عَل َى وَجْهَيْن ِ أ َحَدُهُمَا مَا ا بْتَدَ‏ أ َ ب ِهِ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ‏ غ َيْر ِ سُؤَ‏ ال ٍ ، وَالث َّان ِي مَا ك َان َ عَنْ‏ ط َل َب ٍ وَسُؤَ‏ ال ٍ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُبْتَدِئُ‏ ب ِهِ‏ ف َهُوَ‏ أ َط ْبَعُهُمَا سَ‏ خَاءً‏ ، وَأ َشْرَف ُهُمَا عَط َاءً‏<br />

وَسُئِ‏ ل َ عَلِي ٌّ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ - عَنْ‏ ا لس َّ خَاءِ‏ ف َق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

: أ َجَ‏ ل ُّ ا لن َّوَ‏ ال ِ مَا وُ‏ صَ‏ ل َ ق َبْ‏ ل َ الس ُّؤَال ِ .<br />

ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا ل ْبَذ ْل ِ ق َدْ‏ يَك ُون ُ لِتِسْعَةِ‏ أ َسْبَاب ٍ .<br />

مَا ك َان َ مِنْهُ‏ ابْتِدَاءٌ‏ ف َأ َم َّا مَا ك َان َ عَنْ‏ مَسْأ َ ل َةٍف َ حَيَاءٌ‏ .<br />

وَف َتًى خَل َا مِنْ‏ مَا لِهِ‏ وَمِنْ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ غ َيْرُ‏ خَالِي أ َعْط َاك ق َبْ‏ ل َ سُؤَا لِهِ‏ وَك َف َاك مَك ْرُوهَ‏ الس ُّؤَال ِ وَهَذ َا<br />

ف َا لس َّبَبُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ أ َن ْ يَرَى خَل َّة ً يَق ْدِرُ‏ عَل َى سَد ِّهَا ، وَف َاق َة ً يَتَمَك َّنُ‏ مِنْ‏ إزَال َتِهَا ، ف َل َا يَدَعْهُ‏ ا ل ْك َرَمُ‏ وَ‏ ا لت َّ دَ‏ ي ُّنُ‏ إل َّا أ َن ْ يَك ُون َ<br />

زَعِيمَ‏ صَل َاحِهَا ، وَك َفِي ل َ نَ‏ جَاحِهَا ، رَغ ْبَة ً فِيا ل ْأ َجْر ِ إن ْ تَدَ‏ ي َّنَ‏ وَفِي ا لش ُّك ْر ِ إن ْ تَك َر َّمَ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَا ا لن َّا سُ‏ إل َّا آل َة ٌ مُعْتَمَل َهْ‏ لِل ْخَيْر ِ وَا لش َّر ِّ جَمِيعًا ف َعَل َهْ‏ وَالس َّبَبُ‏ الث َّان ِي : أ َن ْ يَرَى فِي مَا لِهِ‏ ف َضْل ًا عَنْ‏<br />

حَاجَتِهِ‏ ، وَفِي يَدِهِ‏ ز ِ يَادَة ً عَنْ‏ كِف َا يَتِهِ‏ ، ف َيَرَى ا نْتِهَازَ‏ ا ل ْف ُرْ‏ صَةِ‏ ب ِهَا ف َيَضَعُهَا حَيْث ُ تَك ُون ُ ل َهُ‏ ذ ُخْرًا<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ مَا أ َنْصَف َك مَنْ‏ ك َل َّف َك إجْل َا لِهِ‏ وَمَنَعَك مَا لِهِ‏ .<br />

مُعَدا وَغ َنَمًا مُسْتَجَدا .


:<br />

وَقِي ل َ لِه ِنْدِ‏ ب ِنْتِ‏ ال ْ حَسَن ِ : مَنْ‏ أ َعْظ َمُ‏ ا لن َّا س ِ فِي عَيْنَك ؟ ق َال َتْ‏ : مَنْ‏ ك َان َ لِي إ ل َيْهِ‏ حَا جَة ٌ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِر وَمَا ضَا عَ‏ مَا ل ٌ وَر َّث َ ال ْ حَمْدَ‏ أ َهْل َهُ‏ وَل َكِن َّ أ َمْوَال َ ال ْبَخِيل ِ تَضِيعُ‏ وَ‏ الس َّبَبُ‏ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ لِتَعْر ِيض ٍ :<br />

يَتَنَب َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ لِفِط ْنَتِهِ‏ ، وَإ ِشَارَةٍ‏ يُسْتَدَل ُّ عَل َيْهَا ب ِك َرْمِهِ‏ ، ف َل َا يَدَعْهُ‏ ال ْك َرْمُ‏ أ َن ْ يَغْف ُ ل َ وَل َا ال ْ حَيَاءُ‏ أ َن ْ يَك ُف َّ .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا سَايَرَ‏ بَعْضَ‏ ال ْوُل َاةِ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

مَا أ َهْزَل َ ب ِرْذ َوْنَك ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

ال َّذِي بَل َغ َ مَا ل َا يَبْل ُغُهُ‏ صَر ِ ي حُ‏ الس ُّؤَال ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ أ َك ْث َمُ‏ بْنُ‏ صَيْفِي ٍّ : ا لس َّ خَاءُ‏ حُسْنُ‏ ا ل ْف َطِنَةِ‏ وَالل ُّؤْمُ‏ سُوءُ‏ ا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />

يَدُهُ‏ مَعَ‏ أ َ يْدِ‏ ينَا ف َوَ‏ صَل َهُاك ْتِف َاءٌ‏ ب ِهَذ َا ا لت َّعْر ِ يض ِ<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عُبَيْدَ‏ ا لل َّهِ‏ بْنَ‏ سُل َيْمَان َ ل َم َّا تَق َل َّدَ‏ وَزَارَة َا ل ْمُعْتَضِدُ‏ ك َتَبَ‏ إل َيْهِ‏ عُبَيْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ ط َاهِر ٍ<br />

إسْعَاف َنَا فِي نُف ُوسِنَا وَأ َسْعَف َنَا فِيمَنْ‏ نُ‏ حِب ُّ وَنُك ْر ِمُ‏ ف َق ُل ْت ل َهُ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أ َبَى دَهْرُنَا<br />

نُعْمَاك فِيه ِمْ‏ أ َتِم َّهَا وَدَ‏ عْ‏ أ َمَرْنَا إن َّ ا ل ْمُه ِ م َّ مُق َد َّمُ‏ ف َق َال َ عُبَيْدُ‏<br />

ا لل َّهِ‏ مَا أ َحْسَنَ‏ مَا شَك َا أ َمْرَهُ‏ بَيْنَ‏ أ َ ضْعَافِ‏ مَدْحِهِ‏ ، وَق َضَى حَاجَتَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَمَنْ‏ ل َا يَرَى مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مُذ َك ِّرًا ل َهَا رَأ َى ط َل َبَ‏ ال ْمُسْتَنْج ِدِينَ‏ ث َقِيل ًا وَ‏ الس َّبَبُ‏ الر َّاب ِعُ‏<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ<br />

ذ َ لِكَ‏ ر ِعَا يَة ً لِيَدٍ‏ أ َوْ‏ جَزَ‏ اءً‏ عَل َى صَن ِيعَةِ‏ ، ف َيَرَى تَأ ْدِ‏ يَة َا ل ْ حَق ِّ عَل َيْهِ‏ ط َوْعًا إم َّا أ َ نَف َة ً وَإ ِم َّا شُك ْرًا لِيَك ُون َ مِنْ‏ أ َسْر ِ الِامْتِنَا ‏ِن<br />

ط َلِيق ًا ، وَمِنْ‏ ر ِ ق ِّ ال ْإ ِحْسَانِ‏ وَعُبُودِي َّتِهِ‏ عَتِيق ًا .<br />

ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ال ْإ ِحْسَان ُ ر ِ ق ٌّ ، وَا ل ْمُك َاف َأ َة ُ عِ‏ تْقٌ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ‏:وَ‏ ل َيْسَتْ‏ أ َ يَادِي ا لن َّا س ِ عِنْدِي غ َن ِيمَة ً وَ‏ رُب َّ يَدٍ‏ عِنْدِي أ َشَد ُّ مِنْ‏ ا ل ْأ َسْر ِ وَا لس َّبَبُ‏<br />

ال ْ خَامِسُ‏ أ َن ْ يُؤْثِرَ‏ ال ْإ ِذ ْعَان َ ب ِتَق ْدِيمِهِ‏ ، وَال ْإ ِق ْرَارَ‏ ب ِتَعْظِيمِهِ‏ ، تَوْطِيدًا لِر ِ ئ َاسَةٍ‏ هُوَ‏ ل َهَا مُ‏ حِب ٌّ ، وَعَل َى ط َل َب ِهَا مُكِب ٌّ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : حُب ُّ ا لر ِّ ئ َاسَةِ‏ دَ‏ اءٌ‏ ل َا دَوَ‏ اءَ‏ ل َهُ‏ وَق َل َّمَا تَ‏ ج ِدُ‏ ا لر َّ ا ضِينَ‏ ب ِا ل ْق َسْم ِ ف َتُسْتَصْعَبُ‏ عَل َيْهِ‏ إجَا بَة ُ الن ُّف ُو س ِ ل َهُ‏ ط َوْعًا<br />

إل َّاب ِا لِاسْتِعْط َافِ‏ ، وَ‏ إ ِذ ْعَانُهَا ل َهُ‏ إل َّا ب ِا لر َّغ ْبَةِ‏ وَا ل ْإ ِسْعَافِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

ب ِال ْإ ِحْسَانِ‏ يَرْ‏ تَب ِط ُ ال ْإ ِنْسَان ُ .<br />

مَنْ‏ بَذ َل َ مَا ل َهُ‏ أ َدْرَكَ‏ آمَا ل َهُ‏ .<br />

: أ َتَرْجُو أ َن ْ تَسُودَ‏ ب ِل َا عَنَاءٍ‏ وَك َيْفَ‏ يَسُودُ‏ ذ ُو ا لد َّعَةِ‏ ال ْبَخِيل ُ وَ‏ الس َّبَبُ‏ الس َّادِ‏ سُ‏ : أ َن ْ يَدْف َعَ‏ ب ِهِ‏<br />

سَط ْوَة َ أ َعْدَ‏ ا ئِهِ‏ ، وَيَسْتَك ْفِيَ‏ ب ِهِ‏ ن ِف َارَ‏ خُصَمَا ئِهِ‏ ،<br />

لِيَصِيرُو ا ل َهُ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْخُصُومَةِ‏ أ َعْوَا نًا ، وَ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ إخْوَانًا ، إم َّا لِصِيَا نَةِ‏ عِرْض ٍ ، وَإ ِم َّا لِحِرَاسَةِ‏ مَجْدٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : وَل َمْيَ‏ جْتَمِعْ‏ شَرْ‏ قٌ‏ وَغ َرْبٌ‏ لِق َا صِدٍ‏ وَل َا ال ْمَجْدُ‏ فِي ك َف ِّ امْر ِئ ٍ وَالد َّرَاهِمُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ أ َرَ‏ ك َا ل ْمَعْرُوفِ‏<br />

تُدْعَى حُق ُوق ُهُ‏ مَغَار ِمَ‏ فِي ا ل ْأ َ ق ْوَ‏ ام ِ وَهِيَ‏ مَغَان ِمُ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : مَنْ‏ عَظ ُمَتْ‏ مَرَ‏ افِق ُهُ‏ أ َعْظ َمَهُ‏ مُرَ‏ افِق ُهُ‏ .<br />

وَ‏ الس َّبَبُ‏ ا لس َّا ب ِعُ‏ أ َن ْ يُرَب ِّيَ‏ ب ِهِ‏ سَا لِفَ‏ صَن ِيعَةٍ‏ أ َوْ‏ ل َاهَا ، وَ‏ يُرَ‏ اعِيَ‏ ب ِهِ‏ ق َدِيمَ‏ ن ِعْمَةٍ‏ أ َسْدَ‏ اهَا ، ك َيْ‏ ل َا يُنْسَى مَا أ َوْ‏ ل َاهُ‏ أ َوْ‏ يُضَا عُ‏<br />

مَا أ َسْدَ‏ اهُ‏ ، ف َإ ِن َّ مَق ْط ُو عَا ل ْب ِر ِّ ضَائِعٌ‏ وَمُهْمَ‏ ل ُا ل ْإ ِحْسَانِ‏ ضَا ل ٌّ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

:<br />

: وَسَمْتُ‏ امْرَ‏ أ ً ب ِا ل ْب ِر ِّ ث ُ م َّ اط َّرَحْتُهُ‏ وَمِنْ‏ أ َف ْضَ‏ ل ِا ل ْأ َشْيَاءِ‏ رَب ُّ الص َّنَا ئِع ِ وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ دَاوُد ا ل ْأ َصْبَهَان ِي ُّ :<br />

بَدَأ ْت ب ِنُعْمَى أ َوْجَبَتْ‏ لِي حُرْمَة ً عَل َيْك ف َعُدْ‏ ب ِا ل ْف َضْ‏ ل ِ ف َال ْعَوْدُ‏ أ َحْمَدُ‏ وَ‏ الس َّبَبُ‏ ا لث َّامِنُ‏ : ا ل ْمَحَب َّة ُ يُؤْثِرُ‏ ب ِهَاا ل ْمَحْبُوبُ‏ عَل َى<br />

مَا لِهِ‏ ف َل َا يَضَن ُّ عَل َيْهِ‏ ب ِمَرْغ ُوب ٍ ، وَل َا يَتَنَف َّسُ‏ عَل َيْهِ‏ ب ِمَط ْل ُوب ٍ ، لِل ِّ ذ َّةِ‏ ال َّتِي هِيَ‏ عِنْدَهُ‏ أ َحْظ َى ، وَإ ِل َى نَف ْسِهِ‏ أ َشْهَى ؛ لِأ َن َّ<br />

ا لن َّف ْسَ‏ إل َى مَحْبُوب ِهَا أ َشْوَ‏ قُ‏ وَإ ِل َى مَا يَلِيهِ‏ أ َسْبَقُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ ف َمَا زُ‏ رْتُك ُمْ‏ عَمْدًا وَ‏ ل َكِن َّ ذ َا ال ْهَوَى إل َى حَيْث ُ يَهْوَى ال ْق َل ْبُ‏ تَهْو ِي ب ِهِ‏ ا لر ِّجْ‏ ل ُ وَهَذ َا وَ‏ إ ِن ْ دَخَ‏ ل َ فِي<br />

أ َق ْسَام ِ ا ل ْعَط َاءِف َ خَار ِ جٌ‏ عَنْ‏ حَ‏ د ِّ الس َّ خَاءِ‏ ، وَهَك َذ َا ا ل ْخَامِسُ‏ وَا لس َّادِ‏ سُ‏ مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َسْبَا ِب .


وَإ ِن َّمَا ذ َك َرْ‏ نَاهَا لِدُخُو لِهَا تَحْتَ‏ أ َق ْسَام ِ ا ل ْعَط َاءِ‏ .<br />

وَ‏ الس َّبَبُ‏ ا لت َّاسِعُ‏ : وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِسَبَب ٍ أ َن ْ يَف ْعَ‏ ل َ ذ َ لِكَ‏ لِغَيْر ِ مَا سَبَب ٍ وَإ ِن َّمَا هِيَ‏ سَج ِي َّة ٌ ق َدْ‏ ف ُطِرَ‏ عَل َيْهَا ، وَ‏ شِيمَة ٌ ق َدْ‏ ط ُب ِعَ‏ ب ِهَا ،<br />

ف َل َا يُمَي ِّزُ‏ بَيْنَ‏ مُسْتَ‏ حِق ٍّ وَمَ‏ حْرُوم ٍ ، وَل َا يُف َر ِّ قُ‏ بَيْنَ‏ مَ‏ حْمُودٍ‏ وَمَذ ْمُوم ٍ ، ك َمَا ق َال َ بَش َّا رٌ‏ : ل َيْسَ‏ يُعْطِيك لِلر َّجَاءِ‏ وَل َا لِل ْ خَوْفِ‏<br />

ل َكِنْ‏ يَل َذ ُّ ط َعْمَ‏ ا ل ْعَط َاءِ‏ وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِي مِث ْل ِ<br />

.<br />

:<br />

هَذ َا هَل ْ يَك ُون ُ مَنْسُوبًا إل َى الس َّخَاءِ‏ ف َيُ‏ حْمَدُ‏ ، أ َوْ‏ خَار ِجًا عَنْهُ‏ ف َيُذ َم ُّ<br />

وَق َال َ ق َوْمٌ‏ هَذ َا هُوَ‏ ا لس َّخِي ُّ ط َبْعًا وَال ْجَوَادُ‏ ك َرَمًا وَهُوَ‏ أ َحَق ُّ مَنْ‏ ك َان َ ب ِهِ‏ مَمْدُوحًا وَإ ِ ل َيْهِ‏ مَنْسُوبًا ، وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ<br />

غ َيْر ِ مَا سَبَب ٍ يُدْن ِي ك َف َى سَبَبًا لِل ْحُر ِّ أ َن ْ يَجْتَدِي حُرا ب ِل َا سَبَب ِ وَق َال َ ا ل ْحَسَنُ‏ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ<br />

أ َعْط َيْت غ َر ِيمًا .<br />

وَق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

الش َّرَفُ‏ فِي ا لس َّرَفِ‏ ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

وَل َا سَرَفَ‏ فِي ال ْ خَيْر ِ<br />

.<br />

: ل َا خَيْرَ‏ فِي الس َّرَفِ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ : ا ل ْعَ‏ جَبُ‏ لِمَنْ‏ يَرْجُو مَنْ‏ ف َوْق َهُ‏ ك َيْفَ‏ يَ‏ حْر ِمُ‏ مَنْ‏ دُو نَهُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏<br />

إذ َا ل َمْ‏ أ ُعْطِ‏ إ ل َّا مُسْتَحِقًّا ف َك َأ َن َّ<br />

وَق َال َ بَ‏ ش َّا رٌ‏ وَمَا الن َّا سُ‏ إل َّا صَاحِبَاك ف َمِنْهُمْ‏ سَ‏ خِي ٌّ وَمَغْل ُول ُا ل ْيَدَ‏ يْن ِ مِنْ‏ ال ْبُخْل ِ ف َسَامِحْ‏ يَدًا مَا أ َمْك َنَتْك ف َإ ِن َّهَا تَقِ‏ ُّل<br />

وَتَث ْر ِي وَال ْعَوَاذِل ُ فِي شُغْ‏ ل ِ وَق َال َ آخَرُون َ هَذ َا خَار ِ جٌ‏ مِنْ‏ ا لس َّ خَاءِ‏ ال ْمَحْمُودِ‏ إل َى الس َّرَفِ‏ وَالت َّبْذِير ِا ل ْمَذ ْمُوم ِ ؛ لِأ َن َّ<br />

ا ل ْعَط َاءَ‏ إذ َا ك َان َ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ ك َان َ ال ْمَنْعُ‏ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ يَقِ‏ ل ُّ عَنْ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ وَ‏ يُق َص ِّرُ‏ عَنْ‏ ا ل ْوَ‏ اج ِبَاتِ‏ ف َإ ِذ َا أ َعْط َى<br />

غ َيْرَ‏ ا ل ْمُسْتَ‏ حِق ِّ ف َق َدْ‏ يَمْنَعُ‏ مُسْتَحِقًّا وَمَا يَنَا ل ُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ذ َّم ِّ ب ِمَنْع ِ ا ل ْمُسْتَ‏ حِق ِّ أ َك ْث َرُ‏ مِم َّا يَنَا ل ُهُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَمْدِ‏ لِإ ِعْط َاِء غ َيْر ِ ا ل ْمُسْتَ‏ حِق ِّ<br />

.<br />

وَحَسْبُك ذ َما ب ِمَنْ‏ ك َانَتْ‏ أ َف ْعَا ل ُهُ‏ تَصْدُ‏ رُ‏ عَنْ‏ غ َيْر ِ تَمْي ِيز ٍ ، وَ‏ تُوجَدُ‏ لِغَيْر ِ عِل َّةٍ‏<br />

.<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَل َا تَجْعَل ْ يَدَكَ‏ مَغْل ُو ل َة ً إل َى عُنُقِكَ‏ وَل َا تَبْسُط ْهَا ك ُ ل َّا ل ْبَسْطِ‏ ف َتَق ْعُدَ‏ مَل ُومًا مَحْسُورًا { .<br />

ف َنَهَى عَنْ‏ بَسْطِهَا سَرَف ًا ، ك َمَا نَهَى عَنْ‏ ق َبْضِهَا بُخْل ًا ، ف َدَل َّ عَل َى اسْتِوَ‏ اءِ‏ ا ل ْأ َمْرَيْن ِ ذ َما وَعَل َى ات ِّف َاقِه ِمَا ل َوْمًا .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

وَك َان َ ا ل ْمَال ُ يَأ ْ تِينَا ف َك ُن َّا نُبَذ ِّرُهُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ل َنَا عُق ُول ُ ف َل َم َّا أ َن ْ تَوَل َّى ا ل ْمَال ُ عَن َّا عَق َل ْنَا حِينَ‏ ل َيْسَ‏ ل َنَا ف ُضُول ُ<br />

ق َال ُوا : وَ‏ لِأ َن َّ ا ل ْعَط َاءَ‏ وَا ل ْمَنْعَ‏ إذ َا ك َانَا لِغَيْر ِ عِل َّةٍ‏ أ َف ْضَيَا إل َى ذ َم ِّ ال ْمَمْنُو ِع<br />

وَقِل َّةِ‏ شُك ْر ِ ال ْمُعْطِي .<br />

أ َم َّا ال ْمَمْنُوعُ‏ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ ف َض َّ ل َ عَل َيْهِ‏ مَنْ‏ سِوَ‏ اهُ‏ ، وَأ َم َّا ال ْمُعْطِي ف َإ ِ ن َّهُ‏ وَجَدَ‏ ذ َ لِكَ‏ ات ِّف َاق ًا وَرُب َّمَا أ َمَ‏ ل َ ب ِا لِا ت ِّف َا ق ِ أ َ ضْعَاف ًا ، ف َصَارَ‏<br />

ذ َ لِكَ‏ مُف ْضِيًا إل َى اجْتِل َاب ِ ال ذ َّم ِّ وَ‏ إ ِحْبَاطِ‏ ا لش ُّك ْر ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِيمَا أ َف ْضَى إل َى وَاحِدٍ‏ مِنْهُمَا خَيْرٌ‏ يُرْجَى وَهُوَ‏ جَدِ‏ يرٌ‏ أ َن ْ يَك ُون َ شَرا يُت َّق َى .<br />

وَ‏ لِمِث ْ ل ِ هَذ َا ك َان َ مَنْعُ‏ ا ل ْ جَمِيع ِ إرْ‏ ضَاءً‏ لِل ْ جَمِيع ِ وَعَط َاءً‏ يَك ُون ُ ال ْمَنْعُ‏ أ َرْضَى مِنْهُ‏ خُسْرَ‏ ان ُ مُب ِينٌ‏ .<br />

ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْبَذ ْل ُ وَا ل ْعَط َاءُ‏ عَنْ‏ سُؤَ‏ ال ٍ ف َشُرُوط ُهُ‏ مُعْتَبَرَة ٌ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

ف َأ َم َّا مَا ك َان َ مُعْتَبَرًا فِي ا لس َّا ئِ‏ ل ِ ف َث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ‏ : ف َالش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ لِضَرُورَةٍ‏ ارْ‏ تَف َعَ‏ عَنْهُ‏ ا ل ْحَرَجُ‏ وَسَق َط َ عَنْهُ‏ ا لل َّوْمُ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

ا لس َّبْق ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ سَا ب ِق ِ وَق َال َ ال ْك ُمَيْتُ‏<br />

: ا لض َّرُورَة ُ تُوَق ِّ حُ‏ ا لص ُّورَة َ .<br />

:<br />

.<br />

: أ َحَدُهُمَا فِي الس َّائِ‏ ل ِ ، وَالث َّان ِي فِيا ل ْمَسْئ ُول ِ .<br />

أ َن ْ يَك ُون َ الس ُّؤَال ُ لِسَبَب ٍ ، وَا لط َّل َبُ‏ لِمُوج ِب ٍ .<br />

: أ َل َا ق َب َّ حَ‏ ا لل َّهُ‏ الض َّرُورَة َ إن َّهَا تُك َل ِّفُ‏ أ َعْل َى ال ْ خَل ْق ِ أ َدْنَى ال ْ خَل َا ئِق ِ وَ‏ لِل َّهِ‏ دَ‏ ر ُّ ا لِا ت ِّسَا ع ِ ف َإ ِن َّهُ‏ يُبَي ِّنُ‏ ف َضْ‏ ل َ<br />

: إذ َا ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ إل َّا ا ل ْأ َسِن َّة ُ مَرْك َبًا ف َل َا رَأ ْيَ‏ لِل ْمُضْط َر ِّ إل َّا رُك ُو بُهَا ف َإ ِن ْارْ‏ تَف َعَتْ‏


الض َّرُورَة ُ وَدَعَتْ‏ ال ْ حَاجَة ُ فِيمَا هُوَ‏ أ َوْل َىا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ وَ‏ إ ِن ْ جَازَ‏ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ف َالن َّف ْسُ‏ ال ْمُسَامِ‏ حَة ُ تَغْلِبُ‏ ال ْ حَاجَة َ ،<br />

وَ‏ تَسْمَ‏ حُ‏ فِي ا لط َّل َب ِ ، وَتُرَ‏ اعِي مَا اسْتَق َامَ‏ ب ِهِ‏ ال ْأ َمْرُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ نَا ل َهُ‏ ذ ُ ل ٌّ وَل َ حِق َهُ‏ وَهْنٌ‏ ف َيَتَأ َو َّل ُ صَاحِبُهَا ق َوْل َا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ِّ وَرُب َّمَا :<br />

ك َان َ مَك ْرُوهُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ إل َى مَحْبُوب ِهَا سَبَبًا مَا مِث ْل ُهُ‏ سَبَبُ‏ وَالن َّف ْسُ‏ ا لش َّر ِيف َة ُ تَط ْل ُبُ‏ ا لص ِّيَا نَة َ ، وَتُرَ‏ اعِي ا لن َّزَ‏ اهَة َ ، وَتَ‏ حْتَمِ‏ ل ُ مِنْ‏<br />

الض ُّر ِّ مَا احْتَمَل َتْ‏ ، وَمِنْ‏ ا لش ِّ د َّةِ‏ مَا ط َاق َتْ‏ ، ف َيَبْق َى تَحَم ُّل ُهَا وَيَدُومُ‏ تَصَو ُّنُهَا ، ف َتَك ُون ُ ك َمَا ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَق َدْ‏ يَك ْتَسِي<br />

ال ْمَرْءُ‏ خَز َّ ا لث ِّيَاب ِ وَمِنْ‏<br />

:<br />

دُون ِهَا حَا ل ُهُ‏ مُضْن ِيَهْ‏ ك َمَا يَك ْتَسِي خَد ُّهُ‏ حُمْرَة ً وَعِل َّتُهُ‏ وَرَمٌ‏ فِي الر ِّيَهْ‏ ف َل َا يَرَى أ َن ْ يَتَدَ‏ ن َّسَ‏ ب ِمَط َا لِب ِ ا لش ُّؤْم ِ ، وَمَط َامِع ِ ا لل ُّؤْم ِ<br />

، ف َإ ِن َّ ا ل ْبَهَا ئِمَ‏ ا ل ْوَحْشِي َّة َ تَأ ْبَى ذ َلِكَ‏ وَ‏ تَأ ْ نَفُ‏ مِنْهُ‏ ، ق َال َ الش َّاعِر : وَ‏ ل َيْسَ‏ ا لل َّيْث ُ مِنْ‏ جُو ع ٍ ب ِغَادٍ‏ عَل َى ج ِيَفٍ‏ تُطِيفُ‏ ب ِهَا<br />

ال ْكِل َابُ‏ ف َك َيْفَ‏ ب ِال ْإ ِنْسَانِ‏ ا ل ْف َاضِ‏ ل ِ ال َّذِي هُوَ‏ أ َك ْرَمُ‏ ال ْ حَيَوَ‏ انِ‏ ج ِنْسًا ، وَ‏ أ َشْرَف ُهُ‏ نَف ْسًا ، هَل ْ يَحْسُنُ‏ ب ِهِ‏ أ َن ْ يَرَى لِوَحْش ِ<br />

ا ل ْبَهَائِم ِ عَل َيْهِ‏ ف َضْل ًا ، وَق َدْ‏ ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏ : عَل َى ك ُ ل ِّ حَال ٍ يَأ ْك ُ ل ُ ال ْمَرْءُ‏ زَ‏ ادَهُ‏ عَل َى ال ْبُؤْس ِ وَالض َّر َّاءِ‏ وَ‏ ال ْ حَدَ‏ ث َانِ‏ وَال ْف َضْل ُ فِي<br />

مِث ْ ل ِ مَا قِي ل َ لِبَعْض ِ ا لز ُّه َّادِ‏ : ل َوْ‏ سَأ َ ل ْتَ‏ جَارَك أ َعْط َاك ؟ ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ‏ مَا أ َسْأ َل ُ الد ُّنْيَا مِم َّنْ‏ يَمْلِك ُهَا ف َك َيْفَ‏ مِم َّنْ‏ ل َا<br />

يَمْلِك ُهَا .<br />

وَوَ‏ صَفَ‏ بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ق َوْمًا ف َق َال َ إذ َا اف ْتَرَق ُو ا أ َغ َض ُّو ا عَل َى الض ُّر ِّ خَشْيَة ً وَ‏ إ ِن ْأ َ يْسَرُو ا عَادُوا سِرَ‏ اعًا إل َى ا ل ْف َق ْر ِ ف َأ َم َّا<br />

مَنْ‏ يَسْأ َل ُ مِنْ‏ غ َيْر ِ ضَرُورَةٍ‏ مَس َّتْ‏ ، وَل َا حَاجَةٍ‏ دَعَتْ‏ ، ف َذ َلِكَ‏ صَر ِي حُ‏ ا لل ُّؤْم ِ وَمَحْضُ‏ ا لد َّ نَاءَةِ‏ .<br />

وَق َل َّمَا تَ‏ ج ِدُ‏ مِث ْل َهُ‏ مَل ْحُوظ ًا أ َوْ‏ مُمَو َّل ًا مَحْظ ُوظ ًا ؛ لِأ َن َّا ل ْحِرْمَان َ ق َادَهُ‏ إل َى أ َ ضْيَق ِ ال ْأ َرْزَاق ِ ‏،وَالل ُّؤْمَ‏ سَاق َهُ‏ إل َى أ َخْبَثِ‏<br />

: أ َنْتَ‏<br />

:<br />

:<br />

ا ل ْمَط َاعِم ِ ، ف َل َمْ‏ يَبْقَ‏ لِوَجْه ِهِ‏ مَاءٌ‏ إل َّا أ َرَ‏ اق َهُ‏ ، وَل َا ذ ُ ل ٌّ إل َّا ذ َ اق َهُ‏ ، ك َمَا ق َال َ عَبْدُ‏ الص َّمَدِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُعَد َّل ِ لِأ َب ِي تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ِّ<br />

بَيْنَ‏ ا ث ْنَتَيْن ِ تَبْرُ‏ زُ‏ لِلن َّا س ِ وَكِل ْتَاهُمَا ب ِوَجْهٍ‏ مُذ َال ِ ل َسْت تَنْف َك ُّ ط َالِبًا لِو ِ صَال ٍ مِنْ‏ حَب ِيب ٍ أ َوْ‏ ط َالِبًا لِنَوَال ِ أ َي ُّ مَاءٍ‏ لِ‏ حُر ِّ وَجْه ِك<br />

يَبْق َى بَيْنَ‏ ذ ُل ِّ ال ْهَوَى وَذ ُل ِّ الس ُّؤَال ِ وَ‏ ل َوْاسْتَق ْبَ‏ حَ‏ ا ل ْعَارَ‏ وَ‏ أ َ ن ِفَ‏ مِنْ‏ ال ذ ُّل ِّ ل َوَجَدَ‏ غ َيْرَ‏ الس ُّؤَال ِ مُك ْتَسِبًا يُمَو ِّ نُهُ‏ ، وَ‏ ل َق َدِرَ‏ عَل َى<br />

مَا يَصُو نَهُ‏ ، وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ ل َا تَط ْل ُبَن َّ مَعِيشَة ً ب ِتَذ َل ُّ ل ٍ ف َل َيَأ ْ تِيَن َّكَ‏ ر ِزْق ُك ا ل ْمَق ْدُو رُ‏ وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّك آخِ‏ ذ ٌ ك ُ ل َّ ال َّذِي ل َك فِي<br />

ال ْكِتَاب ِ مُق َد َّ رٌ‏ مَسْط ُو رُ‏ وَا لش َّرْط ُ الث َّان ِي مِنْ‏<br />

شُرُوطِ‏ ا لس ُّؤَ‏ ال ِ أ َن ْ يَضِيقُ‏ ا لز َّمَان ُ عَنْ‏ إرْجَا ئِهِ‏ ، وَ‏ يَق ْصُرَ‏ ال ْوَق ْتُ‏ عَنْ‏ إ بْط َا ئِهِ‏ ، ف َل َا يَج ِدُ‏ لِنَف ْسِهِ‏ فِي الت َّأ ْخِير ِ ف ُسْ‏ حَة ً ، وَل َا<br />

فِي الت َّمَادِي مُهْل َة ً ، ف َيَصِيرُ‏ مِنْا ل ْمَعْذ ُور ِ ينَ‏ وَدَاخِل ًا فِي عِدَ‏ ادِ‏ ال ْمُضْط َر ِّينَ‏ .<br />

ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْوَق ْتُ‏ مُت َّسَعًا وَا لز َّمَان ُ مُمْتَدا ف َتَعْ‏ ج ِي ل ُ الس ُّؤَال ِ ل ُؤْمٌ‏ وَق ُنُوط ٌ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : أ َبَى لِي إغ ْضَاءُ‏ ال ْ جُف ُونِ‏ عَل َى ال ْق َذ َى يَقِين ِي أ َن ْ ل َا عُسْرَ‏ إل َّا مُف َر َّجُ‏ أ َل َا رُب َّمَا ضَا قَ‏ ا ل ْف َضَاءُ‏ ب ِأ َهْلِهِ‏ وَ‏ أ َمْك َنَ‏<br />

مِنْ‏ بَيْنَ‏ ا ل ْأ َسِن َّةِ‏ مَ‏ خْرَجُ‏ وَا لش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ : اخْتِيَا رُ‏ ا ل ْمَسْئ ُول ِ أ َن ْ يَك ُون َ مَرْجُو َّ ا ل ْإ ِجَا بَةِ‏ مَأ ْمُول َ ا لن ُّ جْ‏ ح ِ إم َّا لِ‏ حُرْمَةِ‏ ا لس َّائِ‏ ل ِ<br />

أ َوْ‏ ك َرَم ِ ا ل ْمَسْئ ُول ِ ف َإ ِن ْ سَأ َل َ ل َئِيمًا ل َا يَرْعَى حُرْمَة ً ، وَل َا يُوَل ِّي مَك ْرُمَة ً ، ف َهُوَ‏ فِي اخْتِيَا ِرهِ‏ مَل ُومٌ‏ ، وَفِي سُؤَ‏ ا لِهِمَ‏ حْرُومٌ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ‏:ا ل ْمَ‏ خْذ ُول ُ مَنْ‏ ك َانَتْ‏ ل َهُ‏ إل َى ا لل ِّئ َام ِ حَا جَة ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

أ َذ َل ُّ مِنْ‏ ا لل َّئِيم ِ سَا ئِل ُهُ‏ ، وَ‏ أ َق َ ل ُّ مِنْ‏ ال ْبَخِيل ِ نَا ئِل ُهُ‏<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ مَنْ‏ ك َان َ يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ يَرَى مِنْ‏ سَاقِطٍ‏ نَيْل ًا سَن ِي َّا ف َل َق َدْ‏ رَجَا أ َن ْ يَجْتَن ِي مِنْ‏ عَوْسَ‏ ج ٍ رُط َبًا جَن ِي َّا وَأ َم َّا<br />

ا لش ُّرُوط ُا ل ْمُعْتَبَرَة ُ فِي ا ل ْمَسْئ ُول ِف َث َل َاث َة ٌ .<br />

ا لش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ<br />

:<br />

: أ َن ْ يَك ْتَفِيَ‏ ب ِا لت َّعْر ِيض ِ وَل َا يَل ْ جَأ ُ إل َى ا لس ُّؤَ‏ ال ِ ا لص َّر ِي ح ِ ؛ ل َيَصُون َ ا لس َّا ئِ‏ ل َ عَنْ‏ ذ ُل ِّ ا لط َّل َب ِ ف َإ ِن َّ ال ْ حَال َ<br />

نَاطِق َة ٌ وَا لت َّعْر ِ يضَ‏ ك َافٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ أ َق ُول ُ وَسِتْرُ‏ الد ُّجَىمُسْب ِ ل ٌ ك َمَا ق َال َ حِينَ‏ شَك َا الض ِّف ْدَ‏ عُ‏ ك َل َامِي إن ْ ق ُل ْتهضَائِعٌ‏ وَفِي ا لص َّمْتِ‏ حَتْفِي


:<br />

ف َمَا أ َ صْنَعُ‏ وَرُب َّمَا ف َه ِمَا ل ْمَسْئ ُول ُ ا ل ْإ ِشَارَة َ ف َأ َل ْ جَأ َ إل َى ا لت َّصْر ِي ح ِ ب ِا ل ْعِبَارَةِ‏ تَهْج ِينًا لِلس َّا ئِ‏ ل ِ ف َيَ‏ خْجَ‏ ل ُ وَيَسْتَحِي ف َيَك ُف ُّ ك َمَا<br />

ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ مَنْ‏ ك َان َ مَف ْق ُودَ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ ف َوَجْهُهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ بَو َّاب ٍ ل َهُ‏ بَو َّ ابُ‏ وَ‏ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />

وَ‏ يُق َاب ِ ل َ ب ِا لط َّل َاق َةِ‏ وَالت َّق ْر ِيب ِ ، لِيَك ُون َ<br />

مَشْك ُورًا إن ْ أ َعْط َى وَمَعْذ ُورً‏ ا إن ْ مَنَعَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ل َنْك َكَ‏<br />

:<br />

: إ ل ْق ِ صَاحِبَ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ ب ِا ل ْب ِشْر ِ ف َإ ِن ْ عَدَمْتَ‏ شُك ْرَهُ‏ ل َمْ‏ تَعْدَمْ‏ عُذ ْ رَهُ‏ .<br />

أ َن ْ يَل ْق َى ب ِا ل ْب ِشْر ِ وَالت َّرْحِيب ِ ،<br />

: إن َّ أ َبَا بَك ْر ِ بْنَ‏ دُرَيْدٍ‏ ق َصَدَ‏ بَعْضَ‏ ال ْوُزَرَاءِ‏ فِي حَاجَةٍ‏ ف َل َمْ‏ يَق ْضِهَا ل َهُ‏ وَظ َهَرَ‏ ل َهُ‏ مِنْهُ‏ ضَ‏ جَرٌ‏ ، ف َق َال َ : ل َا<br />

تَدْخُل َن َّك ضَجْرَة ٌ مِنْ‏ سَائِ‏ ل ٍ ف َلِ‏ خَيْر ِ دَهْر ِك أ َن ْ تُرَى مَسْئ ُول َا ل َا تَ‏ جْبَهَن َّ ب ِا لر َّد ِّ وَجْهَ‏ مُؤَم ِّ ل ٍ ف َبَق َاءُ‏ عِز ِّك أ َن ْ تُرَى مَأ ْمُول َا تَل ْق َى<br />

ال ْك َر ِيمَ‏ ف َتَسْتَدِل ُّ ب ِب ِشْر ِهِ‏ وَتَرَى ا ل ْعُبُو سَ‏ عَل َى الل َّئِيم ِ دَ‏ لِيل َا وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّك عَنْ‏ ق َلِي ل ٍ صَائِرٌ‏ خَبَرًا ف َك ُنْ‏ خَبَرًا يَرُو قُ‏ جَمِيل َا<br />

وَ‏ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ<br />

ف َا ل ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى<br />

:<br />

:<br />

:<br />

‏:تَصْدِ‏ يقُ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ وَتَ‏ حْقِيقُ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِهِ‏ ث ُ م َّ اعْتِبَا رُ‏ حَا لِهِ‏ وَحَال ِ سَا ئِلِهِ‏ ف َإ ِن َّهَا ل َا تَخْل ُو مِنْ‏ أ َرْبَع ِ أ َحْوَ‏ ال ٍ :<br />

أ َن ْ يَك ُون َ الس َّا ئِ‏ ل ُ مُسْتَوْج ِبًا وَال ْمَسْئ ُول ُ مُتَمَك ِّنًا .<br />

ف َا ل ْإ ِجَا بَة ُ هَهُنَا تَسْتَ‏ حِق ُّ ك َرْمًا وَتَسْتَل ْز ِمُ‏ مُرُوءَة ً وَ‏ ل َيْسَ‏ لِلر َّد ِّ سَب ِي ل ٌ إل َّا لِمَنْ‏ اسْتَوْل َى عَل َيْهِ‏ ا ل ْبُخْ‏ ل ُ ، وَهَان َ عَل َيْهِ‏ ا ل ذ َّم ُّ ،<br />

ف َيَك ُون ُ ك َمَا ق َال َ عَبْدُ‏ الر َّحْمَن ِ بْنُ‏ حَس َّان َ : إن ِّي رَأ َيْت مِنْ‏ ا ل ْمَك َار ِم ِ حَسْبُك ُمْ‏ أ َن ْ تَل ْبَسُو ا خَز َّ الث ِّيَاب ِ وَ‏ تَشْبَعُو ا ف َإ ِذ َا<br />

تَذ َك َّرْتُ‏ ا ل ْمَك َار ِمَ‏ مَر َّة ً فِي مَ‏ جْلِس ٍ أ َنْتُمْ‏ ب ِهِ‏ ف َتَق َن َّعُو ا ف َنَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِم َّنْ‏ حَر َّمَ‏ ث َرْوَة َ مَا لِهِ‏ ، وَمَنَعَ‏ حُسْنَ‏ حَا لِهِ‏ ، أ َن ْ يَك ُون َ<br />

مُسْتَوْدَعًا فِي صَن ِيع ٍ مَشْك ُور ٍ ، وَ‏ ب ِر ٍّ مَذ ْخُور ٍ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِبَخِي ٍل لِمَ‏ حَبَسْتَ‏ مَال َك ؟ ق َال َ<br />

ف َقِي ل َ ل َهُ‏ ق َدْ‏ نَزَ‏ ل َتْ‏ ب ِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

: لِلن َّوَ‏ ا ئِب ِ .<br />

مَا ل َك مِنْ‏ مَالِكِ‏ إل َّا ال َّذِي ق َد َّمْت ف َابْذ ُل ْ ط َائِعًا مَالِك َا تَق ُول ُ أ َعْمَا لِي وَ‏ ل َوْ‏ ف َت َّشُوا رَأ َيْت أ َعْمَال َك<br />

أ َعْمَى ل َك َا وَق َدْ‏ أ َسْق َط َ حَق َّ نَف ْسِهِ‏ ، وَرَف َعَ‏ أ َسْبَابَ‏ شُك ْر ِهِ‏ ، ف َصَارَ‏ ب ِأ َن ْ ل َا حَق َّ ل َهُ‏ ، مَذ ْمُومًا ك َمَشْك ُور ٍ ، وَمَأ ْ ث ُومًا<br />

ك َمَأ ْجُور ٍ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ : خَزَن َ ال ْبَخِيل ُ عَل َي َّ صَالِ‏ حَهُ‏ إذ ْ ل َمْ‏ يُث ْقِل ْ ب ِر ُّهُ‏ ظ َهْر ِي مَا<br />

ف َاتَن ِي خَيْرُ‏ امْر ِئ ٍ وَ‏ ضَعَتْ‏ عَن ِّي يَدَ‏ اهُ‏ مُؤْ‏ نَة َ ا لش ُّك ْر ِ ف َإ ِذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِلر َّد ِّ فِي مِث ْ ل ِ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ سَ‏ ب ِي ل ٌ نَظ َرَ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ الت َّأ ْخِيرُ‏<br />

مُضِرا عَ‏ ج َّ ل َ بَذ ْ ل َهُ‏ ، وَق َط َعَ‏ مَط ْل َهُ‏<br />

وَك َانَتْ‏ إجَابَتُهُ‏ فِعْل ًا ، وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ عَمَل ًا<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

.<br />

.<br />

:<br />

مِنْ‏ مُرُوءَةِ‏ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ مِنْهُ‏ أ َن ْ ل َا يَل ْ جَأ َ إل َى إل ْ حَاح ٍ عَل َيْهِ‏ .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ حَاز ِم ٍ : وَمُنْتَظِرٌ‏ سُؤَال َك ب ِا ل ْعَط َا يَا وَأ َشْرَفُ‏ مِنْ‏ عَط َا يَاهُ‏ الس ُّؤَال ْ إذ َا ل َمْ‏ يَأ ْتِك ا ل ْمَعْرُوفُ‏ ط َوْعًا ف َدَعْهُ‏<br />

ف َا لت َّنَز ُّهُ‏ عَنْهُ‏ مَال ْ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي ا ل ْوَق ْتِمُهْل َة ٌ ، وَفِي ا لت َّأ ْخِير ِف ُسْ‏ حَة ٌ ، ف َق َدْ‏ اخْتَل َف َتْ‏ مَذ َ اهِبُ‏ ا ل ْف ُضَل َاءِ‏ فِيهِ‏<br />

.<br />

ف َذ َهَبَ‏ بَعْضُهُمْ‏ إل َى أ َن َّ ال ْأ َوْل َى تَعْج ِي ل ُا ل ْوَعْدِ‏ ق َوْل ًا ، ث ُ م َّ يَعْق ُبُهُا ل ْإ ِنْ‏ جَا زُ‏ فِعْل ًا ، لِيَك ُون َ الس َّا ئِ‏ ل ُ مَسْرُورًا ب ِتَعْ‏ ج ِي ل ِ ا ل ْوَعْدِ‏ ث ُ م َّ<br />

ب ِآج ِ ل ِ ال ْإ ِنْجَاز ِ ، وَيَك ُون ُ ا ل ْمَسْئ ُول ُ مَوْصُوف ًا ب ِا ل ْك َرَم ِ<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ لِرَجُ‏ ل ٍ سَأ َ ل َهُ‏ حَاجَة ً<br />

مَل ْحُوظ ًا ب ِا ل ْوَف َاءِ‏ .<br />

} ا ل ْعِدَة ُ عَطِي َّ ٌة :<br />

. {<br />

:<br />

أ َعِدُك ا ل ْيَوْمَ‏ وَأ َحْبُوك غ َدًا ب ِال ْإ ِنْجَاز ِ لِتَذ ُو قَ‏ حَل َاوَة َ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ وَ‏ أ َتَزَ‏ ي َّنُ‏ ب ِث ُبُوتِ‏<br />

ا ل ْوَف َاءِ‏ .<br />

وَوَعَدَ‏ يَحْيَى بْنُ‏ خَا لِدٍ‏ رَجُل ًا ب ِ حَاجَةٍ‏ سَأ َ ل َهُ‏ إي َّاهَا ف َقِي ل َ ل َهُ‏ : تَعِدُ‏ وَأ َ نْتَ‏ ق َادِ‏ رٌ‏ ؟ ف َق َال َ : إن َّ ال ْ حَاجَة َ إذ َا ل َمْ‏ يَتَق َد َّمْهَا وَعْ‏ دٌ‏


:<br />

يَنْتَظِرُ‏ صَاحِبُهُ‏ نُ‏ جْ‏ حَهُ‏ ل َمْ‏ يَج ِدْ‏ سُرُو رَهَا ؛ لِأ َن َّا ل ْوَعْدَ‏ ط ُعْ‏ مٌ‏ وَال ْإ ِنْجَازَ‏ ط َعَامٌ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ مَنْ‏ ف َاجَأ َهُ‏ ا لط َّعَامُ‏ ك َمَنْ‏ يَج ِدُ‏ ر ِيحَهُ‏<br />

وَ‏ يَط ْعَمُهُ‏ ف َدَ‏ عْ‏ ا ل ْحَاجَة َ تَ‏ خْتَمِرُ‏ ب ِا ل ْوَعْدِ‏ ؛ لِيَك ُون َ ل َهَا ط َعْ‏ مٌ‏ عِنْدَا ل ْمُصْط َنَع ِ إ ل َيْهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ إذ َا أ َحْسَنْت ا ل ْق َوْل َ ف َأ َحْسِنْا ل ْفِعْ‏ ل َ ؛ لِيَ‏ جْتَمِعَ‏ ل َك ث َمَرَة ُ ا لل ِّسَانِ‏ وَ‏ ث َمَرَة ُ ا ل ْإ ِحْسَانِ‏ ، وَل َا تَق ُل ْ مَا ل َا<br />

تَف ْعَ‏ ل ُ ف َإ ِن َّك ل َا تَخْل ُو فِي ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ذ َ نْب ٍ تَك ْسِبُهُ‏ ، أ َوْ‏ عَ‏ جْز ٍ تَل ْتَز ِمُهُ‏ .<br />

وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ ذ َهَبَ‏ إل َى أ َن َّ تَعْ‏ ج ِي ل َا ل ْبَذ ْل ِ فِعْل ًا مِنْ‏ غ َيْر ِ وَعْدٍ‏<br />

أ َوْل َى ، وَ‏ تَق ْدِيمَهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَوْقِيتٍ‏ وَل َا ا نْتِظ َار ٍ أ َحْرَى ، وَإ ِن َّمَا يُق َد ِّمُا ل ْوَعْدَ‏ أ َحَدُ‏ رَجُل َيْن ِ<br />

شَحِي حٌ‏ يُرَو ِّ ضُ‏ نَف ْسَهُ‏ تَوْطِئ َة ً .<br />

:<br />

:<br />

إم َّا مَعُو زٌ‏ يَنْتَظِرُ‏ وَجْدَهُ‏ ، وَإ ِم َّا<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِل ْوَعْدِ‏ فِي غ َيْر ِ هَا تَيْن ِا ل ْحَا ل َتَيْن ِ وَ‏ جْهٌ‏ يَصِ‏ ح ُّ وَل َارَ‏ أ ْيٌ‏ يَت َّضِ‏ حُ‏ ، مَعَ‏ مَا يُغَي ِّرُهُ‏ ا لل َّيْ‏ ل ُ وَا لن َّهَا رُ‏ وَ‏ تَتَق َل َّبُ‏ ب ِهِ‏ ال ْ حَال ُ مِنْ‏<br />

يَسَار ٍ وَ‏ إ ِعْسَار ٍ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : يَا أ َي ُّهَا ا ل ْمَلِكُ‏ ا ل ْمُق َد َّمُ‏ أ َمْرُهُ‏ شَرْق ًا وَغ َرْبَا ا ُمْنُنْ‏ ب ِ خَتْم ِ صَ‏ حِيف َتِي مَا دَ‏ امَ‏ هَذ َا ا لط ِّينُ‏ رَط ْبَا وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّ<br />

جَف َاف َهُ‏ مِم َّا يُعِيدُ‏ ا لس َّهْ‏ ل َ صَعْبَا ق َال ُوا<br />

: وَ‏ لِأ َن َّ فِي ا لر ُّجُو ع ِ عَنْهُ‏ مِنْ‏ ا لِا نْكِسَار ِ ، وَفِي تَوَق ُّع ِ ال ْوَعْدِ‏ مِنْ‏ مَرَ‏ ارَةِ‏ ا لِا نْتِظ َار ِ ،<br />

وَفِي ا ل ْعَوْدِ‏ إ ل َيْهِ‏ مِنْ‏ ذِ‏ ل َّةِ‏ ا لِاق ْتِضَاءِ‏ ، وَذِ‏ ل َّةِ‏ ا لِاجْتِدَ‏ اءِ‏ ، مَا يُك َد ِّ رُ‏ ب ِر َّهُ‏ ، وَيُوهِنُ‏ شُك ْرَهُ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إن َّال ْ حَوَا ئِ‏ جَ‏ رُب َّمَا أ َزْرَى ب ِهَا عِنْدَ‏ ال َّذِي تَق ْضِي ل َهُ‏ تَط ْو ِ يل ُهَا ف َإ ِذ َا ضَمِنْتَ‏ لِصَاحِب ٍ ل َك حَاجَة ً ف َاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّ<br />

تَمَامَهَا تَعْ‏ ج ِيل ُهَا وَال ْحَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّائِ‏ ل ُ غ َيْرَ‏ مُسْتَوْج ِب ٍ وَا ل ْمَسْئ ُول ُ غ َيْرُ‏ مُتَمَك ِّن ٍ .<br />

ف َفِي ا لر َّد ِّف ُسْ‏ حَة ٌ وَفِيا ل ْمَنْع ِ عُذ ْ رٌ‏ .<br />

غ َيْرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ يَلِينُ‏ عِنْدَ‏ ا لر َّد ِّ لِينًا يَقِيهِ‏ ال ذ َّم َّ ، وَ‏ يُظ ْه ِرُ‏ عُذ ْرًا يَدْف َعُ‏ عَنْهُ‏ ا لل َّوْمَ‏ .<br />

ف َل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ مُقِ‏ ل ٍّ يَعْر ِفُ‏ وَل َا مَعْذ ُور ٍ يُنْصِفُ‏ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ يَصِفُ‏ ا لن َّا سَ‏ : يَا رَب ِّ إن َّ ا لن َّا سَ‏ ل َا يُنْصِف ُونَن ِي ف َك َيْفَ‏ وَإ ِن ْ أ َنْصَف ْتُهُمْ‏ ظ َل َمُو ن ِي ف َإ ِن ْ ك َان َ لِي شَ‏ يْءٌ‏<br />

تَصَد َّوْا لِأ َخْذِهِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ج ِئ ْتُ‏ أ َبْغِي شَيْئ َهُمْ‏ مَنَعُو ن ِي وَ‏ إ ِن ْ نَال َهُمْ‏ بَذ ْلِي ف َل َا شُك ْرَ‏ عِنْدَهُمْ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ َ نَا ل َمْ‏ أ َبْذ ُل ْ ل َهُمْ‏ شَتَمُون ِي وَ‏ إ ِن ْ<br />

ط َرَق َتْن ِي نَك ْبَة ٌ ف َكِهُو ا ب ِهَا وَ‏ إ ِن ْ صَحِبَتْن ِي ن ِعْمَة ٌ حَسَدُو ن ِي سَأ َمْنَعُ‏ ق َل ْب ِي أ َن ْ يَ‏ حِن َّ إل َيْه ِمْ‏ وَ‏ أ ُغ ْمِضُ‏ عَنْهُمْ‏ نَاظِر ِي وَجُف ُو ن ِي<br />

وَ‏ أ َق ْط َعُ‏ أ َي َّامِي ب ِيَوْم ِ سُهُو ل َةٍ‏ أ َق ْضِي ب ِهَا عُمْر ِي وَ‏ يَوْم ِ حُزُونِ‏ أ َل َا إن َّ أ َصْف َى ا ل ْعَيْش ِ مَا ط َابَ‏ غِب ُّهُ‏ وَمَا<br />

ن ِل ْتَهُ‏ فِي ل َذ َّةٍ‏ وَسُك ُونِ‏ وَال ْحَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ ا لس َّائِ‏ ل ُ مُسْتَوْج ِبًا ، وَا ل ْمَسْئ ُول ُ غ َيْرَ‏ مُتَمَك ِّن ٍ ، ف َيَأ ْتِي ب ِال ْ حِمْ‏ ل ِ عَل َى<br />

ا لن َّف ْس ِ مَا أ َمْك َنَ‏ مِنْ‏ يَسِير ٍ يَسُ‏ د ُّ ب ِهِ‏ خَل َّة ً ، أ َوْ‏ يَدْف َعُ‏ ب ِهِ‏ مَذ َم َّة ً أ َوْ‏ يُوَض ِّ حُ‏ مِنْ‏ أ َعْذ َ ار ِ ال ْمُعْو ِز ِينَ‏ وَ‏ تَوَج ُّع ِا ل ْمُتَأ َ ل ِّمِينَ‏ مَا يَ‏ جْعَل ُهُ‏<br />

فِي ا ل ْمَنْع ِ مَعْذ ُورًا وَ‏ ب ِالت َّوَج ُّع ِ مَشْك ُورًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو ا لن َّصْر ِ ال ْعُتْب ِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى : ا لل َّهُ‏ يَعْل َمُ‏ أ َن ِّي ل َسْت ذ َا بُخْ‏ ل ٍ وَل َسْتُ‏ مُل ْتَمِسًا فِي ال ْبُخْل ِ لِي عِل َل َا ل َكِن َّ<br />

ط َاق َة َ مِث ْلِي غ َيْرُ‏ خَافِيَةٍ‏ وَ‏ الن َّمْ‏ ل ُ يُعْذ َ رُ‏ فِيا ل ْق َدْر ِ ال َّذِي حَمَل َا وَرُب َّمَا تَ‏ حَس َّرَ‏ ب ِ حُدُوثِ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ بَعْدَ‏ تَق ْدُمْ‏ ا ل ْق ُدْرَةِ‏ عَل َى ف َوْتِ‏<br />

الص َّن ِيعَةِ‏ وَزَوَ‏ ال ِ ا ل ْعَادَةِ‏ حَت َّى صَارَ‏ أ َضْنَى جَسَدًا وَأ َز ِيدَ‏ ك َمَدًا ، ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏ : وَك ُنْتُ‏ ك َبَاز ِ الس ُّوءِ‏ ق ُص َّ جَنَاحُهُ‏<br />

يَرَى حَسَرَاتٍ‏ ك ُل َّمَا ط َارَ‏ ط َا ئِرُ‏ يَرَى ط َائِرَاتِ‏ ال ْ جَو ِّ تَ‏ خْفِقُ‏ حَوْ‏ ل َهُ‏ ف َيَذ ْك ُرُ‏ إذ ْ ر ِيشُا ل ْ جَنَاحَيْن ِ وَ‏ افِرُ‏ وَ‏ ال ْ حَال ُ الر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ :<br />

يَك ُون َ ا لس َّائِ‏ ل ُ غ َيْرَ‏ مُسْتَوْج ِب ٍ وَال ْمَسْئ ُول ُ مُتَمَك ِّنًا ، وَعَل َى ال ْبَذ ْل ِ ق َادِرًا ، ف َيَنْظ ُرُ‏ ف َإ ِن ْ خَافَ‏ ب ِالر َّد ِّ ق َدْحَ‏ عِرْض ٍ ، أ َوْ‏ ق ُبْ‏ حَ‏<br />

هِ‏ جَاءٍ‏ مُمْض ٍ ، ك َان َ ال ْبَذ ْل ُ مَنْدُوبًا صِيَا نَة ً ل َا جُودًا<br />

.<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَا وَق َى ب ِهِ‏ ال ْمَرْءُ‏ عِرْ‏ ضَهُ‏ ف َهُوَ‏ ل َهُ‏ صَدَق َ ٌة { .<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ َمِنَ‏ مِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ وَسَلِمَ‏ مِنْهُ‏ ف َمِنْ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ غ َل َّبَ‏ ا ل ْمَسْأ َ ل َة َ وَ‏ أ َمَرَب ِا ل ْبَذ ْل ِ لِئ َل َّا يُق َا ب ِ ل َ ا لر َّجَاءَ‏ ب ِا ل ْخَيْبَةِ‏ وَا ل ْأ َمَ‏ ل َ ب ِال ْإ ِيَا ِس .


ث ُ م َّ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ اعْتِيَادِ‏ ا لر َّد ِّوَ‏ اسْتِسْهَال ِا ل ْمَنْع ِ ال ْمُف ْضِي إل َى الش ُّ ح ِّ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ ، عَنْا ل ْكِسَا ئِيّ‏ : ك َأ َن َّك فِي ا ل ْكِتَاب ِ وَجَدْتَ‏ ل َاءً‏ مُ‏ حَر َّمَة ً عَل َيْك ف َل َا تَحِ‏ ُّل ف َمَا تَدْر ِي إذ َا أ َعْط َيْت مَال ًا<br />

أ َيُك ْثِرُ‏ مِنْ‏ سَمَاحِك أ َمْ‏ يُقِ‏ ل ُّ إذ َا حَضَرَ‏ الش ِّتَاءُ‏ ف َأ َ نْتَ‏ شَمْ‏ سٌ‏ وَ‏ إ ِن ْ حَضَرَ‏ ا ل ْمَصِيفُ‏ ف َأ َنْتَ‏ ظِ‏ ل ُّ وَمِنْ‏ الن َّا س ِ مَنْ‏ اعْتَبَرَ‏<br />

ال ْأ َسْبَا ِب<br />

وَغ َل َّبَ‏ حَال َ الس َّا ئِ‏ ل ِ وَنَدَبَ‏ إل َى ا ل ْمَنْع ِ إذ َا ك َان َ ا ل ْعَط َاءُ‏ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ لِيَق ْوَى عَل َى ال ْ حُق ُو ق ِ إذ َا عُر ِ ضَتْ‏ ، وَل َا يَعْ‏ ج ِزُ‏ عَنْهَا<br />

إذ َا ل َز ِمَتْ‏ وَ‏ تَعَي َّنَتْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

ل َا تَجُدْ‏ ب ِا ل ْعَط َاءِ‏ فِي غ َيْر ِ حَق ٍّ ل َيْسَ‏ فِي مَنْع ِ غ َيْر ِ ذِيا ل ْ حَق ِّ بُخْ‏ ل ُ إ ن َّمَا ال ْ جُودُ‏ أ َن ْ تَ‏ جُودَ‏ عَل َى<br />

مَنْ‏ هُوَ‏ لِل ْ جُودِ‏ وَالن َّدَى مِنْك أ َهْ‏ ل ُ ف َأ َم َّا مَنْ‏ أ َجَابَ‏ ا لس ُّؤَ‏ ال َ ، وَوَعَدَ‏ ب ِال ْبَذ ْل ِ وَالن َّوَال ِ ، ف َق َدْ‏ صَا رَ‏ ب ِوَعْدِهِ‏ مَرْهُونًا وَ‏ صَارَ‏<br />

وَف َاؤُهُ‏ ب ِا ل ْوَعْدِ‏ مَق ْرُونًا .<br />

ف َالِاعْتِبَارُ‏ ب ِ حَق ِّ الس َّائِ‏ ل ِ بَعْدَ‏ ا ل ْوَعْدِ‏ وَل َا سَب ِي ل َ إل َى مُرَ‏ اجَعَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ فِي ا لر َّد ِّ ، ف َيَسْتَوْج ِبُ‏ مَعَ‏ ذ َم ِّا ل ْمَنْع ِ ل ُؤْمَ‏ ال ْبُخْ‏ ل ِ وَمَق ْتَ‏<br />

ا ل ْق َادِر ِ وَهُجْنَة َ ال ْك َذ ُوب ِ .<br />

ث ُ م َّ ل َا سَب ِي ل َ لِمَط ْلِهِ‏ بَعْدَا ل ْوَعْدِ‏ ؛ لِمَا فِيا ل ْمَط ْ ل ِ مِنْ‏ تَك ْدِير ِ الص َّن ِيع ِ وَ‏ تَمْحِيق ِ الش ُّك ْر ِ .<br />

وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ فِي أ َمْث َا لِهَا : ال ْمَط ْل ُ أ َحَدُا ل ْمَنْعَيْن ِ ، وَال ْيَأ ْسُ‏ أ َحَدُ‏ ا لن َّجَ‏ حَيْن ِ .<br />

وَق َال َ بَش َّا رُ‏ بْنُ‏ بُرْدٍ‏<br />

: أ َظ َل َّتْ‏ عَل َيْنَا مِنْك يَوْمًاغ َمَامَة ٌ أ َضَاءَتْ‏ ل َنَا بَرْق ًا وَأ َبْط َا رَشَاشُهَا ف َل َا غ َيْمُهَا يَجْلِي ف َيَيْأ َ سُ‏ ط َامِعٌ‏ وَل َا<br />

غ َيْث ُهَا يَأ ْتِي ف َيَرْو ِي عِط َاشُهَا ث ُ م َّ إذ َا أ َنْ‏ جَزَ‏ وَعْدَهُ‏ ، وَأ َوْف َى عَهْدَهُ‏ ، ل َمْ‏ يَتْبَعْ‏ نَف ْسَهُ‏ مَا أ َعْط َى وَيَس َّرَ‏ إن ْ ك َانَتْ‏ يَدُهُ‏ ال ْعُل ْيَا .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

:<br />

} ا ل ْيَدُ‏ ال ْعُل ْيَا خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْيَدِ‏ الس ُّف ْل َى<br />

. {<br />

:<br />

ف َإ ِن َّك ل َا تَدْر ِي إذ َا جَاءَ‏ سَائِ‏ ل ٌ أ َ أ َنْتَ‏ ب ِمَا تُعْطِيهِ‏ أ َمْ‏ هُوَ‏ أ َسْعَدُ‏ عَسَى سَائِ‏ ل ٌ ذ ُو حَاجَةٍ‏ إن ْ مَنَعْتَهُ‏ مِنْا ل ْيَوْم ِ<br />

سُؤْل ًا أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ‏ غ َ دٌ‏ وَل ْيَك ُنْ‏ مِنْ‏ سُرُور ِهِ‏ إذ ْ ك َانَتْا ل ْأ َرْ‏ زَا قُ‏ مُق َد َّرَة ً أ َن ْ تَك ُون َ عَل َى يَدِهِ‏ جَار ِ يَة ٌ ، وَمِنْ‏ ج ِهَتِهِ‏ وَا صِل َة ٌ ، ل َا<br />

تَنْتَقِ‏ ل ُ عَنْهُ‏ ب ِمَنْع ٍ وَل َا تَتَ‏ حَو َّل ُ عَنْهُ‏ ب ِإ ِ يَا س ٍ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا شَك َا ك َث ْرَة َ عِيَا لِهِ‏ إل َى بَعْض ِ ا لز ُّه َّادِ‏ ف َق َال َ<br />

إل َى مَنْز ِلِي .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ا ُنْظ ُرْ‏ مَنْ‏ ك َان َ مِنْهُمْ‏ ل َيْسَ‏ ر ِ زْق ُهُ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ف َ حَو ِّ ل ْهُ‏<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ سِير ِ ينَ‏ لِرَجُ‏ ل ٍ ك َان َ يَأ ْ تِيهِ‏ عَل َى دَا ب َّةٍ‏ ف َف َق َدَ‏ الد َّاب َّة َ مَا ف َعَ‏ ل َ ب ِرْذ َوْنُك ؟ ق َال َ اشْتَد َّتْ‏ عَل َي َّ مُؤْ‏ نَتُهُ‏ ف َب ِعْتُهُ‏ .<br />

ق َال َ : أ َف َتَرَاهُ‏ خَل َّفَ‏ ر ِزْق َهُ‏ عِنْدَك ؟ وَق َال َ ا بْنُ‏ الر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : إن َّ لِل َّهِ‏ غ َيْرَ‏ مَرْعَاك مَرْعًى يَرْ‏ تَعِيهِ‏ وَغ َيْرُ‏ مَائِك مَاءْ‏ إن َّ<br />

لِل َّهِ‏ ب ِا ل ْبَر ِ ي َّةِ‏ ل ُط ْف ًا سَبَقَ‏ ال ْأ ُم َّهَاتِ‏ وَال ْآبَاءْ‏<br />

ث ُ م َّ لِيَك ُنْ‏ غ َا لِبُ‏ عَط َا ئِهِ‏ لِل َّهِ‏ تَعَال َى وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ ق َصْدِهِ‏ ا بْتِغَاءَ‏ مَا عِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ك َا َل َّذِي حَك َاهُ‏ أ َبُو بَك ْرَة َ ، عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ<br />

ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا أ َتَاهُ‏ ف َق َال َ : يَا عُمَرُ‏ ال ْ خَيْر ِ جُز ِ يتَ‏ ال ْجَن َّهْ‏ ا ُك ْسُ‏ بُنَي َّاتِي وَ‏ أ ُم َّهُن َّهْ‏ وَك ُنْ‏ ل َنَا مِنْ‏ ا لز َّمَانِ‏<br />

جُن َّهْ‏ أ ُق ْسِمُ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ ل َتَف ْعَل َن َّهْ‏ ف َق َال َ عُمَرُ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ أ َف ْعَل ْ يَك ُون ُ مَاذ َا ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

إذ ًا أ َ بَا حَف ْص ٍ ل َأ َذ ْهَبَن َّهْ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

ف َإ ِذ َا ذ َهَبْتَ‏ يَك ُون ُ مَاذ َا ؟ ف َق َال َ يَك ُون ُ عَنْ‏ حَالِي ل َتُسْأ َ ل َن َّهْ‏ يَوْمَ‏ تَك ُون ُا ل ْأ ُعْط َيَاتُ‏ هَن َّهْ‏ وَمَوْقِفُ‏ ا ل ْمَسْئ ُول ِ بَيْنَهُن َّهْ‏ إم َّا إل َى<br />

نَار ٍ وَإ ِم َّا جَن َّهْ‏ ف َبَك َى عُمَرُ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ حَت َّى اخْضَل َّتْ‏ لِ‏ حْيَتَهُ‏ ث ُ م َّ ق َال َ : يَا غ ُل َامُ‏ أ َعْطِهِ‏ ق َمِيصِي هَذ َا لِذ َلِكَا ل ْيَوْم ِ ل َا<br />

لِشِعْر ِهِ‏ أ َمَا وَا َ لل َّهِ‏ ل َا أ َمْلِكُ‏ غ َيْرَهُ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ا ل ْعَط َاءُ‏ عَل َى هَذ َا ا ل ْوَجْهِ‏ خَل َا مِنْ‏ ط َل َب ِ جَزَ‏ اءٍ‏ وَشُك ْر ٍ ، وَعَرَى عَنْ‏ امْتِنَانٍ‏ وَنَشْر ٍ ، ف َك َان َ ذ َلِكَ‏ أ َشْرَفَ‏ لِل ْبَاذِل ِ


، وَ‏ أ َهْنَأ َ لِل ْق َا ب ِ ل ِ .<br />

وَأ َم َّا ال ْمُعْطِي إذ َا ال ْتَمَسَ‏ ب ِعَط َا ئِهِ‏ ال ْجَزَاءَ‏ ، وَط َل َبَ‏ ب ِهِ‏ ا لش ُّك ْرَ‏ وَالث َّنَاءَ‏ ف َهُوَ‏ خَا ر ِ جٌ‏ ب ِعَط َا ئِهِ‏ عَنْ‏ حُك ْم ِ الس َّ خَاءِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ إن ْ<br />

ط َل َبَ‏ ب ِهِ‏ الش ُّك ْرَ‏ وَالث َّنَاءَ‏ ، ك َان َ صَاحِبَ‏ سُمْعَةٍ‏ وَر ِ يَاءٍ‏ ، وَفِي هَذ َ يْن ِ مِنْ‏ ال ذ َّم ِّ مَا يُنَافِي ا لس َّ خَاءَ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ط َل َبَ‏ ب ِهِ‏ ال ْ جَزَ‏ اءَ‏ ك َان َ تَاج ِرًا مُتَرَب ِّحًا ل َا يَسْتَ‏ حِق ُّ حَمْدًا وَل َا مَدْحًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى<br />

أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْهَا .<br />

وَك َان َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ يَق ُول ُ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ذ َلِكَ‏<br />

} :<br />

:<br />

وَل َا تَمْنُنْ‏ تَسْتَك ْثِرْ‏ { إ ن َّهُ‏ ل َا يُعْطِي عَطِي َّة ً يَل ْتَمِسُ‏ ب ِهَا<br />

ل َا تَمْنُنْ‏ ب ِعَمَلِك تَسْتَك ْثِرْ‏ عَل َى رَب ِّك .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ‏:وَ‏ ل َيْسَتْ‏ يَ‏ دٌ‏ أ َوْل َيْتَهَا ب ِغَن ِيمَةٍ‏ إذ َا ك ُنْتَ‏ تَرْجُو أ َن ْ تُعِ‏ د َّ ل َهَا شُك ْرَا غِنَىا ل ْمَرْءِ‏ مَا يَك ْفِيهِ‏ مِنْ‏ سَ‏ د ِّ حَاجَةٍ‏<br />

ف َإ ِن ْ زَ‏ ادَ‏ شَيْئ ًا عَادَ‏ ذ َ اكَ‏ ال ْغِنَى<br />

ف َق ْرَا وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْك َر ِيمَ‏ يُجْتَدَى ب ِال ْك َرَ‏ امَةِ‏ وَالل ُّط ْفِ‏ ، وَالل َّئِيمُ‏ يَجْتَدِي ب ِا ل ْمَهَا نَةِ‏ وَال ْعُنْفِ‏ ، ف َل َا يَ‏ جُودُ‏ إل َّا خَوْف ًا ، وَل َا<br />

يُ‏ ج ِيبُ‏ إل َّا عُنْف ًا ، ك َمَا ق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

:<br />

رَأ َيْتُك مِث ْ ل َال ْ جَوْز ِ يَمْنَعُ‏ ل ُب َّهُ‏ صَحِيحًا وَيُعْطِي خَيْرَهُ‏ حِينَ‏ يُك ْسَرُ‏ ف َاحْذ َرْ‏ أ َن ْ<br />

تَك ُون َا ل ْمَهَا نَة ُ ط َر ِ يق ًا إل َى اجْتِدَ‏ ائِك ، وَال ْخَوْفُ‏ سَب ِيل ًا إل َى إعْط َائِك ، ف َيَجْر ِي عَل َيْك سَف َهُ‏ ا لط َّعَام ِ ، وَ‏ امْتِهَان ُ ا لل ِّئ َام ِ ،<br />

وَل ْيَك ُنْ‏ جُودُك ك َرْمًا وَرَغ ْبَة ً ، ل َا ل ُؤْمًا وَرَهْبَة ً ، ك َيْ‏ ل َا يَك ُون َ مَعَ‏ ا ل ْوَ‏ صْمَةِ‏ ، ك َمَا ق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ‏ بْنُ‏ ال ْأ َحْنَفِ‏ : صِرْتُ‏ ك َأ َن ِّي<br />

ذ ُبَال َة ٌ نُصِبَتْ‏ تُضِيءُ‏ لِلن َّا س ِ وَهِيَ‏ تَ‏ حْتَر ِقُ‏<br />

وَأ َم َّا الن َّوْ‏ عُ‏ الث َّان ِي مِنْ‏ ا ل ْب ِر ِّ ف َهُوَا ل ْمَعْرُوفُ‏ وَ‏ يَتَنَو َّ عُ‏ أ َيْضًا نَوْعَيْن ِ ق َوْل ًا وَعَمَل ًا :<br />

ف َأ َم َّا ال ْق َوْل ُ ف َهُوَ‏ طِيبُ‏ ال ْك َل َام ِ وَحُسْنُا ل ْب ِشْر ِ وَ‏ الت َّوَد ُّدُ‏ ب ِ جَمِي ل ِ ا ل ْق َوْل ِ .<br />

وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ‏ حُسْنُ‏ ال ْ خُل ُق ِ وَر ِق َّة ُ ا لط َّبْع ِ .<br />

أ َمَل ًا<br />

.<br />

{<br />

وَ‏ يَج ِبُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ مَحْدُودًا ك َا لس َّ خَاءِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ أ َسْرَفَ‏ فِيهِ‏ ك َان َ مَلِق ًا مَذ ْمُومًا ، وَ‏ إ ِن ْ تَوَس َّط َ وَ‏ اق ْتَصَدَ‏ فِيهِ‏ ك َان َ مَعْرُوف ًا<br />

وَب ِرا مَحْمُودًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ، فِي تَأ ْو ِي ل ِ ق َوْله تَعَا ل َى : } وَ‏ ال ْبَاقِيَاتُ‏ الص َّالِحَاتُ‏ خَيْرٌ‏ عِنْدَ‏ رَب ِّك ث َوَابًا وَخَيْرٌ‏<br />

إن َّهَا ا ل ْك َل َامُ‏ ا لط َّي ِّبُ‏ وَك َان َ سَعِيدُ‏ بْنُ‏ جُبَيْر ٍ يَتَأ َو َّل ُ أ َن َّهَا ا لص َّل َوَ‏ اتُ‏ ال ْخَمْسُ‏ .<br />

وَرَوَى سَعِي دٌ‏ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

مِنْك ُمْ‏ بَسْط ُ ال ْوُجُوهِ‏ وَحُسْنُ‏ ا ل ْ خُل ُق ِ<br />

:<br />

. {<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ ُنْشِدَ‏ عِنْدَهُ‏ ق َوْل ُا ل ْأ َعْرَا ب ِي ِّ هَذ َا<br />

:<br />

} إن َّك ُمْ‏ ل َنْ‏ تَسَعُو ا ا لن َّا سَ‏ ب ِأ َمْوَالِك ُمْ‏ ف َل ْيَسَعْهُمْ‏<br />

وَحَي ِّ ذ َو ِيا ل ْأ َ ضْغَانِ‏ تَسْب ِ ق ُل ُوبَهُمْ‏ تَحِي َّتَك<br />

ال ْحُسْنَى ف َق َدْ‏ يُرْق َعُ‏ ا لن َّعْ‏ ل ُ ف َإ ِن ْ دَحَسُو اب ِا ل ْمَك ْر ِ ف َاعْفُ‏ تَك َر ُّمًا وَ‏ إ ِن ْ حَبَسُو ا عَنْك ال ْ حَدِ‏ يث َ ف َل َا تَسْ‏ ل ُ ف َإ ِن َّ ا ل َّذِي يُؤْذِيك<br />

مِنْهُ‏ سَمَاعُهُ‏ وَ‏ إ ِن َّ ال َّذِي ق َال ُوا وَرَ‏ اءَك ل َمْ‏ يَق ْ ل ُ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ مِنْ‏ الش ِّعْر ِ ل َحِك ْمَة ً ، وَ‏ إ ِن َّ مِنْ‏<br />

ا ل ْبَيَانِ‏ ل َسِحْرًا<br />

} :<br />

. {<br />

وَقِي ل َ لِل ْعَت َّاب ِي ِّ<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

: إن َّك تَل ْق َى ا ل ْعَام َّة َ ب ِب ِشْر ٍ وَتَق ْر ِيب ٍ ، ق َال َ : دَف ْعُ‏ صَن ِيعَةٍ‏ ب ِأ َ يْسَر ِ مُؤْ‏ نَةٍ‏ وَ‏ اك ْتِسَابُ‏ إخْوَ‏ انٍ‏ ب ِأ َ يْسَر ِ مَبْذ ُول ٍ .<br />

مَنْ‏ ق َ ل َّ حَيَاؤُهُ‏ ق َ ل َّ أ َحِب َّاؤُهُ‏ .<br />

: أ َ بُنَي َّ إن َّ ا ل ْب ِشْرَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ هَي ِّنٌ‏ وَ‏ جْهٌ‏ ط َلِيقٌ‏ وَك َل َامٌ‏ ل َي ِّنٌ‏ وَق َال َ بَعْضُهُمْ‏ : ال ْمَرْءُ‏ ل َا يُعْرَفُ‏ مِق ْدَ‏ ارُهُ‏ مَا ل َمْ‏<br />

تَب ِنْ‏ لِلن َّا س ِ أ َف ْعَا ل ُهُ‏ وَك ُ ل ُّ مَنْ‏ يَمْنَعُن ِي ب ِشْرَهُ‏ ف َق َل َّمَا يَنْف َعُن ِي مَا ل ُهُ‏ وَأ َم َّا ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ف َهُوَ‏ بَذ ْل ُ


ال ْ جَاهِ‏ وَا ل ْإ ِسْعَادُ‏ ب ِا لن َّف ْس ِ وَا ل ْمَعُو نَة ُ فِي ا لن َّائِبَةِ‏ .<br />

وَهَذ َا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ‏ حُب ُّ ال ْ خَيْر ِ لِلن َّا س ِ وَ‏ إ ِيث َارُ‏ الص َّل َاح ِ ل َهُمْ‏ ، وَ‏ ل َ يْسَ‏ فِي هَذِهِ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ سَرَفٌ‏ ، وَل َا لِغَا يَتِهَا حَ‏ د ٌّ ، ب ِ خِل َافِ‏<br />

ا لن َّوْ‏ ع ِ ا ل ْأ َو َّل ِ ؛ لِأ َن َّهَا وَ‏ إ ِن ْ ك َث ُرَتْ‏ ف َه ِيَ‏ أ َف ْعَال ُ خَيْر ٍ تَعُودُ‏ ب ِنَف ْعَيْن ِ ‏:نَف ْعٌ‏ عَل َى ف َاعِلِهَا فِي اك ْتِسَاب ِ ا ل ْأ َجْر ِ وَجَمِي ل ِ ا لذ ِّك ْر ِ ،<br />

وَ‏ نَف ْعٌ‏ عَل َى ا ل ْمُعَانِ‏ ب ِهَا فِي الت َّخْفِيفِ‏ عَنْهُ‏ وَ‏ ا ل ْمُسَاعَدَةِ‏ ل َهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُنْك َدِر ِ عَنْ‏ جَا ب ِر ٍ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } صَنَا ئِعُا ل ْمَعْرُوفِ‏ تَقِي مَصَار ِ عَ‏ الس ُّوءِ‏<br />

:<br />

} ك ُ ل ُّ مَعْرُوفٍ‏ صَدَق َ ٌة<br />

{<br />

. {<br />

:<br />

وَعَنْهُ‏ عَل َيْهِ‏ ا لص َّل َاة ُ وَا لس َّل َامُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

‏{ا ل ْمَعْرُوفُ‏ ك َاسْمِهِ‏ وَ‏ أ َو َّل ُ مَنْ‏ يَدْخُ‏ ل ُ ال ْ جَن َّة َ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِا ل ْمَعْرُوفُ‏ وَ‏ أ َهْل ُهُ‏<br />

، وَق َال َ ا لن َّب ِي ُّ<br />

. {<br />

:<br />

ل َا يُزْهِدَن َّك فِيا ل ْمَعْرُوفِ‏ ك ُف ْرُ‏ مَنْ‏ ك َف َرَهُ‏ ف َق َدْ‏ يَشْك ُرُ‏ الش َّاكِرُ‏ ب ِأ َضْعَافِ‏<br />

جُ‏ حُودِ‏ ال ْك َافِر ِ .<br />

وَق َال َ ال ْ حُط َيْئ َة ُ : مَنْ‏ يَف ْعَل ْ ال ْ خَيْرَ‏ ل َا يَعْدَمْ‏ جَوَا ئِزَهُ‏ ل َا يَذ ْهَبُ‏ ا ل ْعُرْفُ‏ بَيْنَ‏ ا لل َّهِ‏ وَالن َّاس ِ وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر ِّ يَاشِي ُّ : يَدُ‏ ا ل ْمَعْرُوفِ‏<br />

غ ُنْ‏ مٌ‏ حَيْث ُ ك َانَتْ‏ تَحَم َّل َهَا ك َف ُو رٌ‏ أ َمْ‏ شَك ُو رُ‏ ف َفِي شُك ْر ِ ا لش َّك ُور ِ ل َهَاجَزَ‏ اءٌ‏ وَعِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ مَا ك َف َرَ‏ ال ْك َف ُو رُ‏ ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ يَق ْدِرُ‏<br />

عَل َى ابْتِدَاءِ‏ ا ل ْمَعْرُوفِ‏ أ َن ْ يُعَ‏ ج ِّل َهُ‏ حَذ َرَ‏ ف َوَ‏ ا تِهِ‏ ، وَيُبَادِرَ‏ ب ِهِ‏ خِيف َة ُ عَ‏ جْز ِهِ‏ .<br />

وَل ْيَعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ مِنْ‏ ف ُرَص ِ زَمَا ن ِهِ‏ ، وَغ َنَائِم ِ إمْك َا ن ِهِ‏ ، وَل َا يُهْمِل ُهُ‏ ثِق َة ً ب ِق ُدْرَ‏ تِهِ‏ عَل َيْهِ‏ ، ف َك َمْ‏ وَا ثِق ٍ ب ِق ُدْرَةٍ‏ ف َاتَتْ‏ ف َأ َعْق َبَتْ‏ نَدَمًا ،<br />

وَمُعَو ِّل ٍ عَل َى مُك ْنَةٍ‏ زَال َتْ‏ ف َأ َوْرَ‏ ث َتْ‏ خَجَل ًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : مَاز ِ ل ْتُ‏ أ َسْمَعُ‏ ك َمْ‏ مِنْ‏ وَ‏ ا ثِق ٍ خَ‏ ج ِ ل ٍ حَت َّى ا ُ بْتُلِيتُ‏ ف َك ُنْتُا ل ْوَا ثِقَ‏ ال ْخَج ِل َا وَ‏ ل َوْ‏ ف َطِنَ‏ لِنَوَا ئِب ِ دَهْر ِهِ‏ ،<br />

وَ‏ تَ‏ حَف َّظ َ مِنْ‏ عَوَ‏ اقِب ِ مَك ْر ِهِ‏ ، ل َك َانَتْ‏ مَغَا ن ِمُهُ‏ مَذ ْخُورَة ً ، وَمَغَا ر ِمُهُ‏ مَ‏ خْبُورَة ً .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} لِك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ ث َمَرَة ٌ وَ‏ ث َمَرَة ُ ا ل ْمَعْرُوفِ‏ تَعْ‏ ج ِي ل ُ الس َّرَاح ِ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َعْظ َمُ‏ ا ل ْمَصَا ئِب ِ عِنْدَك ُمْ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ مَنْ‏ أ َخ َّرَا ل ْف ُرْ‏ صَة َ عَنْ‏ وَق ْتِهَا ف َل ْيَك ُنْ‏ عَل َى ثِق َةٍ‏ مِنْ‏ ف َوْتِهَا<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

:<br />

أ َن ْ تَق ْدِرَ‏ عَل َى ا ل ْمَعْرُوفِ‏ وَل َا تَصْط َن ِعُهُ‏ حَت َّى يَف ُوتَ‏ .<br />

إذ َا هَب َّتْ‏ ر ِ يَاحُك ف َاغ ْتَن ِمْهَا ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ خَافِق َةٍ‏ سُك ُون ُ وَل َا تَغْف ُل ْ عَنْ‏ ا ل ْإ ِحْسَانِ‏ فِيهَا ف َمَا تَدْر ِي<br />

ا لس ُّك ُون ُ مَتَى يَك ُون ُ وَ‏ إ ِن ْ دَر َّتْ‏ ن ِيَاق ُك ف َاحْتَلِبْهَا ف َمَا تَدْر ِي ا ل ْف َصِي ل ُ لِمَنْ‏ يَك ُون ُ وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ بَعْضَ‏ وُزَرَ‏ اءِ‏ بَن ِي ا ل ْعَب َّا س ِ<br />

:<br />

:<br />

مَط َ ل َ رَاغِبًا إ ل َيْهِ‏ فِي عَمَ‏ ل ٍ يَسْتَك ْفِيهِ‏ إ ي َّاهُ‏ ، ف َك َتَبَ‏ إ ل َيْهِ‏ بَعْدَ‏ ط ُول ِ ا ل ْمَط ْ ل ِ ب ِهِ‏ أ َمَا يَدْعُوكَ‏ ط ُول ُ الص َّبْر ِ مِن ِّي عَل َى اسْتِئ ْنَافِ‏<br />

مَنْف َعَتِي وَشُغْلِي وَعِل ْمُك أ َن َّ ذ َا الس ُّل ْط َان َ غ َادٍ‏ عَل َى خَط َرَ‏ يْن ِ مِنْ‏ مَوْتٍ‏ وَعَزْل ِ وَأ َن َّك إن ْ تَرَك ْتَ‏ ق َضَاءَ‏ حَق ِّي إل َى وَق ْتِ‏<br />

ا لت َّف َر ُّ غ ِ وَالت َّخَل ِّي سَتُصْب ِ حُ‏ نَادِمًا أ َسَف ًا مُعَزى عَل َى ف َوْتِ‏ ا لص َّن ِيعَةِ‏ عِنْدَ‏ مِث ْلِي وَك َتَبَ‏ بَعْضُ‏ ذِي ال ْ حُرُمَاتِ‏ إل َى وَ‏ ال ٍ ق َدْ‏<br />

ق َص َّرَ‏ فِي ر ِعَا يَةِ‏ حُرْمَتِهِ‏ يَق ُول ُ أ َعَل َى الص ِّرَ‏ اطِ‏ تُر ِيدُ‏ رَعِي َّة َ حُرْمَتِي أ َمْ‏ فِي ا ل ْحِسَاب ِ تَمُن ُّ ب ِال ْإ ِنْعَام ِ لِلن َّف ْع ِ فِي الد ُّنْيَا أ َرَدْتُك<br />

ف َا نْتَب ِهْ‏ لِحَوَائِج ِي مِنْ‏ رَق ْدَةِ‏ ا لن ُّوَ‏ ام ِ وَك َتَبَ‏ أ َبُو عَلِي ٍّ ا ل ْبَصِيرُ‏ إل َى بَعْض ِ ال ْوُزَرَاءِ‏ وَق َدْ‏ اعْتَذ َرَ‏ إ ل َيْهِ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ ا ل ْأ َشْغَال ِ يَق ُول ُ<br />

: ل َنَا<br />

ك ُ ل َّ يَوْم ٍ نَوْ‏ بَة ٌ ق َدْ‏ نَنُوبُهَا وَ‏ ل َيْسَ‏ ل َنَا ر ِزْ‏ قٌ‏ وَل َا عِنْدَنَا ف َضْ‏ ل ُ ف َإ ِن ْ تَعْتَذِرْ‏ ب ِا لش َّغْ‏ ل ِ عَن َّا ف َإ ِ ن َّمَا تُنَاط ُ ب ِك ال ْ آمَال ُ مَا ات َّصَ‏ ل َ ا لش ُّغْ‏ ل ُ<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْمَعْرُوفِ‏ شُرُوط ًا ل َا يَتِم ُّ إل َّا ب ِهَا ، وَل َا يَك ْمُ‏ ل ُ إل َّا مَعَهَا .<br />

ف َمِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ سَتْرُهُ‏ عَنْ‏ إذ َ اعَةٍ‏ يَسْتَطِي ل ُ ل َهَا ، وَ‏ إ ِخْف َاؤُهُ‏ عَنْ‏ إشَاعَةٍ‏ يَسْتَدِل ُّ ب ِهَا .<br />

ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

إذ َاا صْط َنَعَتْ‏ ا ل ْمَعْرُوفَ‏ ف َاسْتُرْهُ‏ ، وَإ ِذ َا صُن ِعَ‏ إل َيْك<br />

ف َا نْشُرْهُ‏ .<br />

وَ‏ ل َق َدْ‏ ق َال َ دِعْب ِ ل ٌال ْ خُزَ‏ اعِي ُّ : إذ َا ا نْتَق َمُو ا أ َعْل َنُو ا أ َمْرَهُمْ‏ وَ‏ إ ِن ْأ َ نْعَمُو اأ َ نْعَمُو ا ب ِاك ْتِتَام ِ يَق ُومُ‏ ال ْق ُعُودُ‏ إذ َا أ َق ْبَل ُو ا وَ‏ تَق ْعُدُ‏ هَيْبَتُهُمْ‏


ب ِا ل ْقِيَام ِ عَل َى أ َن َّ سَتْرَا ل ْمَعْرُوفِ‏ مِنْ‏ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِ ظ ُهُور ِهِ‏ ، وَ‏ أ َ بْل َغ َ دَوَ‏ اعِي نَشْر ِهِ‏ ؛ لِمَا جُب ِل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ ا لن ُّف ُو سُ‏ مِنْ‏ إظ ْهَار ِ<br />

مَا خُف ِّي وَ‏ إ ِعْل َان ُ مَا ك ُتِمَ‏ .<br />

وَق َال َ سَهْ‏ ل ُ بْنُ‏ هَارُون َ : خِ‏ ل ٌّ إذ َا ج ِئ ْتَهُ‏ يَوْمًا لِتَسْأ َ ل َهُ‏ أ َعْط َاك مَا مَل َك َتْ‏ ك َف َّاهُ‏ وَاعْتَذ َرَا يُخْفِي ضَا ئِعَهُ‏ وَا َلل َّهُ‏ يُظ ْه ِرُهَا إن َّ<br />

ال ْ جَمِي ل َ إذ َا أ َخْف َيْتَهُ‏ ظ َهَرَا وَمِنْ‏ شُرُوط ُ ا ل ْمَعْرُوفِ‏ تَصْغِيرُهُ‏ عَنْ‏ أ َن ْ يَرَ‏ اهُ‏ مُسْتَك ْبَرًا ، وَ‏ تَق ْلِيل ُهُ‏ عَنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَك ْثِرًا ،<br />

لِئ َل َّا يَصِيرَ‏ ب ِهِ‏ مُدِلًّا بَطِرًا وَمُسْتَطِيل ًا أ َشِرًا .<br />

وَق َال َ ا ل ْعَب َّا سُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمُط َّلِب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ل َا يَتِم ُّا ل ْمَعْرُوفُ‏ إل َّا ب ِث َل َاثٍ‏ خِصَال ٍ : تَعْ‏ ج ِيل ُهُ‏ وَتَصْغِيرُهُ‏ وَسَتْرُهُ‏ ، ف َإ ِذ َا<br />

عَ‏ ج َّل ْتَهُ‏ هَن َّأ ْ تَهُ‏ ، وَإ ِذ َا صَغ َّرْ‏ تَهُ‏ عَظ َّمْتَهُ‏ ، وَإ ِذ َا سَتَرْ‏ تَهُ‏ أ َ تْمَمْتَهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

مَ‏ شْهُو رٌ‏ خَطِيرُ‏ وَمِنْ‏ شُرُوطِا ل ْمَعْرُوفِ‏<br />

وَ‏ إ ِحْبَاطِ‏ ال ْأ َجْر ِ .<br />

.<br />

: زَادَكا ل ْمَعْرُوفُ‏ عِنْدِي عِظ َمًا إ ن َّهُ‏ عِنْدَكمَيْ‏ سُو رٌ‏ حَقِيرُ‏ وَ‏ تَنَاسَيْتَ‏ ك َأ َن ْ ل َمْ‏ تَأ ْ تِهِ‏ وَهُوَ‏ عِنْدَ‏ الن َّا س ِ<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

: مُ‏ جَا نَبَة ُ ا لِامْتِنَانِ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ تَرْكُ‏ ا ل ْإ ِعْ‏ جَاب ِ ب ِفِعْلِهِ‏ ؛ لِمَا فِيه ِمَا مِنْ‏ إسْق َاطِ‏ الش ُّك ْر ِ ،<br />

} إي َّاك ُمْ‏ وَا لِامْتِنَان َ ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُبْطِ‏ ل ُ ا لش ُّك ْرَ‏ ، وَ‏ يَمْ‏ حَقُ‏ ا ل ْأ َجْرَ‏<br />

.<br />

ث ُ م َّ تَل َا : } ل َا تُبْطِل ُو ا صَدَق َاتِك ُمْ‏ ب ِا ل ْمَن ِّ وَال ْأ َذ َى { { وَسَمِعَ‏ ا بْنُ‏ سِير ِ ينَ‏ رَجُل ًا يَق ُول ُ لِرَجُ‏ ل ٍ : ف َعَل ْتُ‏ إل َيْك وَف َعَل ْتُ‏ .<br />

: ف َق َال َ ا بْنُ‏ سِير ِ ينَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

ا ُسْك ُتْ‏ ف َل َا خَيْرَ‏ فِيا ل ْمَعْرُوفِ‏ إذ َا أ ُحْصِيَ‏ .<br />

‏:ا ل ْمَن ُّ مَف ْسَدَة ُ ا لص َّن ِيعَةِ‏ .<br />

: ك َد َّرَ‏ مَعْرُوف ًا امْتِنَان ٌ وَ‏ ضَي َّعَ‏ حَسَبًاامْتِهَان ٌ .<br />

مَنْ‏ مَن َّ ب ِمَعْرُوفِهِ‏<br />

.<br />

:<br />

أ َسْق َط َ شُك ْر ِهِ‏ ، وَمَنْ‏ أ ُعْج ِبَ‏ ب ِعَمَلِهِ‏ أ ُحْب ِط َ أ َجْرُهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏ ق ُو َّة ُ ا ل ْمِنَن ِ مِنْ‏ ضَعْفِ‏ ا ل ْمُنَن ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : أ َف ْسَدْتَ‏ ب ِا ل ْمَن ِّ مَا أ َسْدَيْتَ‏ مِنْ‏ حُسْن ٍ ل َيْسَ‏ ال ْك َر ِيمُ‏ إذ َا أ َسْدَى ب ِمَن َّانِ‏ وَق َال َ أ َبُو نُوَ‏ ا س ٍ : ف َامْض ِ ل َا<br />

تَمْنُنْ‏ عَل َي َّ يَدًا مَن َّك ا ل ْمَعْرُوفَ‏ مِنْ‏ ك َدَر ِهِ‏ وَأ َ نْشَدْتُ‏ عَنْ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

ل َا تَ‏ حْمِل َن َّ لِمَنْ‏ يَمُن ُّ مِنْ‏ ال ْأ َنَا ِم<br />

عَل َيْك مِن َّهْ‏ وَاخْتَرْ‏ لِنَف ْسِك حَظ َّهَا وَاصْب ِرْ‏ ف َإ ِن َّ الص َّبْرَ‏ جُن َّهْ‏ مِنَنُ‏ ا لر ِّجَال ِ عَل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ أ َشَد ُّ مِنْ‏ وَق ْع ِ ا ل ْأ َسِن َّهْ‏ وَمِنْ‏ شُرُوطِ‏<br />

ا ل ْمَعْرُوفِ‏ أ َن ْ ل َا يَ‏ حْتَقِرَ‏ مِنْهُ‏ شَيْئ ًا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ق َلِيل ًا نَزْرًا إذ َا ك َان َ ا ل ْك َثِيرُ‏ مَعُوزًا وَك ُنْت عَنْهُ‏ عَاج ِزًا ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ حَق َّرَ‏ يَسِيرَهُ‏<br />

ف َمَنَعَ‏ مِنْهُ‏ أ َعْ‏ جَزَهُ‏ ك َثِيرُهُ‏ ف َامْتَنَعَ‏ عَنْهُ‏ ، وَفِعْ‏ ل ُ ق َلِي ل ِ ال ْ خَيْر ِ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ تَرْكِهِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ جَعْف َر ٍ<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

} :<br />

ل َا يَمْنَعُك ُمْ‏ مِنْا ل ْمَعْرُوفِ‏ صَغِيرُهُ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

ل َا تَسْتَ‏ ح ِ مِنْ‏ ا ل ْق َلِي ل ِ ف َإ ِن َّا ل ْمَنْعَ‏ أ َق َ ل ُّ مِنْهُ‏ ، وَل َا تَجْبُنْ‏ عَنْ‏ ا ل ْك َثِير ِ ف َإ ِن َّك أ َك ْث َرُ‏ مِنْهُ‏ .<br />

اعْمَل ْال ْ خَيْرَ‏ مَااسْتَط َعْتَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ق َلِيل ًا ف َل َنْ‏ تُ‏ حِيط َ ب ِك ُل ِّهِ‏ وَمَتَى تَف ْعَ‏ ل ُ ال ْك َثِيرَ‏ مِنْ‏ ال ْخَيْر ِ إذ َا ك ُنْتَ‏<br />

تَار ِك ًا لِأ َق َل ِّهِ‏ عَل َى أ َن َّ مِنْ‏ ا ل ْمَعْرُوفِ‏ مَا ل َا ك ُل ْف َة َ عَل َى مُو لِيهِ‏ ، وَل َا مَشَق َّة َ عَل َى مُسْدِ‏ يهِ‏ ، وَإ ِ ن َّمَا هُوَ‏ جَاهٌ‏ يَسْتَظِ‏ ل ُّ ب ِهِ‏ ال ْأ َدْنَى<br />

وَ‏ يَرْ‏ تَفِقُ‏ ب ِهِ‏ ا لت َّا ب ِعُ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

: ظِ‏ ل ُّ ال ْف َتَى يَنْف َعُ‏ مَنْ‏ دُو نَهُ‏ وَمَا ل َهُ‏ فِي ظِل ِّهِ‏ حَظ ُّ وَاعْل َمْ‏ أ َن َّك ل َنْ‏ تَسْتَطِيعَ‏ أ َن ْ تَسَعَ‏ جَمِيعَ‏ ا لن َّا س ِ مَعْرُوف ُك<br />

وَل َا أ َن ْ تُو لِيَهُمْ‏ إحْسَانَك ، ف َاعْتَمِدْ‏ ب ِذ َلِكَ‏ أ َهْ‏ ل َ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ مِنْهُمْ‏ وَال ْحِف َاظِ‏ وَاق ْصِدْ‏ ب ِهِ‏ ذ َو ِي ا لر ِّعَا يَةِ‏ وَا ل ْو ِدَادِ‏ ؛ لِيَك ُون َ<br />

مَعْرُوف ُك فِيه ِمْ‏ نَامِيًا ، وَ‏ صَن ِيعُك عِنْدَهُمْ‏ زَاكِيًا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏


وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ل َا تَنْف َعُ‏ الص َّن ِيعَة ُ إل َّا عِنْدَ‏ ذِي حَسَب ٍ وَدِ‏ ين ٍ { .<br />

وَق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى الل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ }<br />

وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ‏ ث َاب ِتٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

إذ َا أ َرَ‏ ادَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِعَبْدٍ‏ خَيْرًا جَعَ‏ ل َ صَنَا ئِعَهُ‏ فِي أ َهْ‏ ل ِ ال ْ حِف َاظِ‏ { .<br />

صَن ِيعَة ً ف َاعْمَل ْ ب ِهَا لِل َّهِ‏ أ َوْ‏ لِذ َو ِيا ل ْق َرَا بَةِ‏ أ َوْ‏ دَعْ‏ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْحِك َم ِ<br />

إن َّ الص َّن ِيعَة َ ل َا تَك ُون ُ صَن ِيعَة ً حَت َّى يُصَابَ‏ ب ِهَا ط َر ِ يقُ‏ ا ل ْمَصْنَع ِ ف َإ ِذ َا صَنَ‏ عْتَ‏<br />

: ل َا خَيْرَ‏ فِي مَعْرُوفٍ‏ إل َى غ َيْر ِ عَرُوفٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ضَرَبَ‏ الش َّاعِرُ‏ ب ِهِ‏ مَث َل ًا ق َال َ : ك َ حِمَار ِ ا لس ُّوءِ‏ إن ْأ َشْبَعْتَهُ‏ رَمَ‏ حَ‏ ا لن َّا سَ‏ وَإ ِن ْ جَا عَ‏ نَهَقْ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ : عَل َى<br />

ق َدْر ِ ا ل ْمَغَار ِ س ِ يَك ُون ُ اجْتِنَاءُ‏ ا ل ْغَار ِ س ِ ، ف َأ َخَذ َهُ‏ بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ ل َعَمْرُك مَا ا ل ْمَعْرُوفُ‏ فِي غ َيْر ِ أ َهْلِهِ‏ وَفِي أ َهْلِهِ‏ إل َّا<br />

:<br />

ك َبَعْض ِ ا ل ْوَدَا ئِع ِ ف َمُسْتَوْدَ‏ عٌ‏ ضَا عَ‏ ال َّذِي ك َان َ عِنْدَهُ‏ وَمُسْتَوْدَ‏ عٌ‏ مَا عِنْدَهُ‏ غ َيْرُ‏ ضَائِع ِ وَمَا ا لن َّا سُ‏ فِي شُك ْر ِ الص َّن ِيعَةِ‏ عِنْدَهُمْ‏<br />

وَفِي ك ُف ْر ِهَا إل َّا ك َبَعْض ِ ا ل ْمَزَار ِ ع ِ ف َمَزْرَعَة ٌ ط َابَتْ‏ وَأ َ ضْعَفَ‏ نَبْتُهَا وَمَزْرَعَة ٌ أ َك ْدَتْ‏ عَل َى ك ُ ل ِّ زَار ِ ع ِ وَأ َم َّا مَنْ‏ أ ُسْدِيَ‏ إ ل َيْهِ‏<br />

ا ل ْمَعْرُوفُ‏ وَ‏ ا صْط ُن ِعَ‏ إ ل َيْهِ‏ ال ْإ ِحْسَان ُ ف َق َدْ‏ صَارَ‏ ب ِأ َسْر ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ مَوْث ُوق ًا ، وَفِي مِل ْكِا ل ْإ ِحْسَانِ‏ مَرْق ُوق ًا ، وَ‏ ل َز ِمَهُ‏ ، إن ْ ك َان َ<br />

مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمُك َاف َأ َةِ‏ ، أ َن ْ يُك َافِئ َ عَل َيْهَا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْ‏<br />

أ َهْلِهَا أ َن ْ يُق َا ب ِ ل َا ل ْمَعْرُوفَ‏ ب ِنَشْر ِهِ‏ ، وَ‏ يُق َا ب ِ ل َ ا ل ْف َاعِ‏ ل َ ب ِشُك ْر ِهِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َق َدْ‏ ك َف َرَهُ‏<br />

} :<br />

. {<br />

وَرَوَىا لز ُّهْر ِي ُّ عَنْ‏ عُرْوَة َ عَنْ‏ عَا ئِشَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا ق َال َتْ‏<br />

أ َ تَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َ يْن ِا ل ْبَيْتَيْن ِ<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َوْدَ‏ عَ‏ مَعْرُوف ًا ف َل ْيَنْشُرْهُ‏ ف َإ ِن ْ نَشَرَهُ‏ ف َق َدْ‏ شَك َرَهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َتَمَهُ‏<br />

} دَخَ‏ ل َ عَل َي َّ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَأ َنَا<br />

: ارْف َعْ‏ ضَعِيف َك ل َا يَخُونُك ضَعْف ُهُ‏ يَوْمًا ف َتُدْر ِك ُهُ‏ ال ْعَوَاقِبُ‏ ق َدْ‏ نَمَا يُجْز ِيك أ َوْ‏ يُث ْن ِي عَل َيْكَ‏ وَ‏ إ ِن َّ<br />

مَنْ‏ أ َث ْنَى عَل َيْكَ‏ ب ِمَا ف َعَل ْت ف َق َدْ‏ جَزَى ف َق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

أ َ تَا ن ِي جَبْرَا ئِي ل ُ ب ِر ِسَا ل َةٍ‏ مِنْ‏ رَب ِّي تَعَال َى<br />

ك َاف َأ َهُ‏<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

رُد ِّي عَل َي َّ ق َوْل َ ال ْيَهُودِي ِّ - ق َا تَل َهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

- ل َق َدْ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏<br />

:<br />

: الش ُّك ْرُ‏ ق َيْدُ‏ ا لن ِّعَم ِ .<br />

أ َي ُّمَا رَجُ‏ ل ٍ صَنَعَ‏ إل َى أ َخِيهِ‏ صَن ِيعَة ً ف َل َمْ‏ يَج ِدْ‏ ل َهَا جَزَ‏ اءً‏ إل َّا ا لد ُّعَاءَ‏ وَالث َّنَاءَ‏ ف َق َدْ‏<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَشْك ُرْ‏ ال ْإ ِنْعَامَ‏ ف َاعْدُدْهُ‏ مِنْ‏ ال ْأ َنْعَام ِ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ قِيمَة ُ ك ُ ل ِّ ن ِعْمَةٍ‏ شُك ْرُهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

: ك ُف ْرُ‏ ا لن ِّعَم ِ مِنْ‏ أ َمَارَاتِ‏ ال ْبَط َر ِ وَأ َسْبَاب ِ ا ل ْغِيَر ِ .<br />

: ا ل ْك َر ِيمُ‏ شَ‏ ك ُو رٌ‏ أ َوْمَشْ‏ ك ُو رٌ‏ ، وَا لل َّئِيمُ‏ ك َف ُو رٌ‏ أ َوْمَ‏ ك ْف ُو رٌ‏ .<br />

ل َا زَوَ‏ ال َ لِلن ِّعْمَةِ‏ مَعَ‏ ا لش ُّك ْر ِ ، وَل َا بَق َاءَ‏ ل َهَا مَعَ‏ ال ْك ُف ْ ِر .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : شُك ْرُ‏ ال ْإ ِ ل َهِ‏ ب ِط ُول ِ الث َّنَاءِ‏ وَشُك ْرُ‏ ال ْوُل َاةِ‏ ب ِصِدْ‏ ق ِ ال ْوَل َاءِ‏ وَشُك ْرُ‏ ا لن َّظِير ِ ب ِ حُسْن ِ ال ْ جَزَ‏ اءِ‏ وَشُك ْرُك الد ُّون َ<br />

ب ِحُسْن ِ ا ل ْعَط َاءِ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : ف َل َوْ‏ ك َان َ يَسْتَغْن ِي عَنْ‏ ا لش ُّك ْر ِ مَاج ِ دٌ‏ لِعِز َّةِ‏ مُل ْكٍ‏ أ َوْ‏ عُل ُو ِّ مَك َانِ‏ ل َمَا أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ ا ل ْعِبَادَ‏<br />

ب ِشُك ْر ِهِ‏ ف َق َال َ : ا ُشْك ُرُو ا لِي أ َي ُّهَا ا لث َّق َل َانِ‏ ف َإ ِن َّ مَنْ‏ شَك َرَ‏ مَعْرُوفَ‏ مَنْ‏ أ َحْسَنَ‏ إل َيْهِ‏ ، وَ‏ نَشَرَ‏ أ َف ْضَال َ مَنْ‏ أ َ نْعَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ، ف َق َدْ‏<br />

أ َد َّى حَق َّ ا لن ِّعْمَةِ‏ ، وَق َضَى مُوج ِب ِ الص َّن ِيعَة ، وَ‏ ل َمْ‏ يَبْقَ‏ عَل َيْهِ‏ إل َّا اسْتِدَ‏ امَة ُ ذ َ لِكَ‏ إتْمَامًا لِشُك ْر ِهِ‏ لِيَك ُون َ لِل ْمَز ِيدِ‏ مُسْتَحِقًّا<br />

وَ‏ لِمُتَا بَعَةِا ل ْإ ِحْسَانِ‏ مُسْتَوْج ِبًا .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ ال ْحَ‏ ج َّاجَ‏ أ ُتِيَ‏ إ ل َيْهِ‏ ب ِق َوْم ٍ مِنْ‏ ال ْ خَوَار ِج ِ ، وَك َان َ فِيه ِمْ‏ صَ‏ دِ‏ يقٌ‏ ل َهُ‏ ف َأ َمَرَ‏ ب ِق َتْلِه ِمْ‏ إل َّا ذ َلِكَ‏ الص َّدِ‏ يقُ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ عَف َا عَنْهُ‏<br />

وَ‏ أ َط ْل َق َهُ‏ وَوَ‏ صَل َهُ‏ .<br />

ف َرَجَعَ‏ الر َّجُ‏ ل ُ إل َى ق َط َر ِي ِّ بْن ِ ا ل ْف ُ جَاءَةِ‏ ف َق َال َ ل َهُ‏ : عُدْ‏ إل َى قِتَال ِ عَ‏ دُو ِّ ا لل َّهِ‏ .


ف َق َال َ هَيْهَاتَ‏ ، غ َ ل َّ يَدًا مُط ْلِق ُهَا وَ‏ اسْتَرَ‏ ق َّ رَق َبَة ً مُعْتِق ُهَا .<br />

وَ‏ أ َنْشَأ َ يَق ُول ُ : أ َ أ ُق َا تِل ُ<br />

ال ْحَ‏ ج َّاجَ‏ فِي سُل ْط َا ن ِهِ‏ ب ِيَدٍ‏ تُقِر ُّ ب ِأ َن َّهَا مَوْ‏ ل َا تُهُ‏ إن ِّي إذ ًا ل َأ َخُو الد َّنَاءَةِ‏ وَا َل َّذِي شَه ِدَتْ‏ ب ِأ َق ْبَ‏ ح ِ فِعْلِهِ‏ غ َدَ‏ رَ‏ ا تُهُ‏ مَاذ َا أ َق ُول ُ إذ َا<br />

وَق َف ْتُ‏ إزَ‏ اءَهُ‏ فِي ا لص َّف ِّ وَاحْتَج َّتْ‏ ل َهُ‏ ف َعَل َا تُهُ‏ أ َ أ َق ُول ُ جَارَ‏ عَل َي َّ ل َا إن ِّي إذ ًا ل َأ َحَق ُّ مَنْ‏ جَارَتْ‏ عَل َيْهِ‏ وُ‏ ل َا تُهُ‏ وَتَ‏ حَد َّث َال ْأ َق ْوَ‏ امُ‏<br />

أ َن َّ صَنَا ئِعًا غ ُر ِسَتْ‏ ل َدَي َّ ف َ حَنْظ َل َتْ‏ نَ‏ خَل َا تُهُ‏ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ‏:ا ل ْمَعْرُوفُ‏ ر ِ ق ٌّ ، وَ‏ ا ل ْمُك َاف َأ َة ُعِتْقٌ‏ .<br />

وَمِنْ‏ أ َشْك َر ِ ا لن َّا س ِ ال َّذِي يَق ُول ُ : ل َأ َشْك ُرَ‏ ن َّكَ‏ مَعْرُوف ًا هَمَمْتَ‏ ب ِهِ‏ إن َّ اهْتِمَامَك ب ِا ل ْمَعْرُوفِ‏ مَعْرُوفُ‏ وَل َا أ َل ُومَك إن ْ ل َمْ‏<br />

يُمْضِهِ‏ ق َدَرٌ‏ ف َالش َّيْءُ‏ ب ِا ل ْق َدَر ِا ل ْمَحْتُوم ِ مَصْرُوفُ‏ وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا لش ُّك ْر ِ ال َّذِي يَتَعَ‏ ج َّ ل ُا ل ْمَعْرُوفَ‏ وَ‏ يَتَق َد َّمُا ل ْب ِر َّ ق َدْ‏ يَك ُون ُ<br />

عَل َى وُجُوهٍ‏<br />

:<br />

:<br />

ف َيَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ‏ حُسْن ِ الث ِّق َةِ‏ ب ِا ل ْمَشْك ُور ِ فِي وُ‏ صُول ِ ب ِر ِّهِ‏ وَإ ِسْدَاءِ‏ عُرْفِهِ‏ وَل َا رَ‏ أ ْيَ‏ لِمَنْ‏ يُ‏ حْسِنُ‏ ب ِهِ‏ ظ َن َّ شَاكِر ٍ<br />

أ َن ْ يُ‏ خْلِفَ‏ حُسْنَ‏ ظ َن ِّهِ‏ فِيهِ‏ ، ف َيَك ُون ُ ك َمَا ق َال َا ل ْعَت َّاب ِي ُّ ق َدْ‏ أ َوْرَق َتْ‏ فِيك آمَالِي ب ِوَعْدِك لِي وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي وَرَ‏ ق ِ ا ل ْ آمَال ِ لِي<br />

ث َمَرُ‏ وَق َدْ‏ يَك ُون ُ تَارَة ً مِنْ‏ ف َرْطِ‏ شُك ْر ِ الر َّاج ِي وَحُسْن ِ مُك َاف َأ َةِ‏ ال ْ آمِ‏ ل ِ ، ف َل َا يَرْضَى لِنَف ْسِهِ‏ إل َّا ب ِتَعْج ِي ل ِ ال ْ حَق ِّ وَ‏ إ ِسْل َافِ‏<br />

ا لش ُّك ْر ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ صَادَفَ‏ لِمَعْرُوفِهِ‏ مَعْدِنًا زَاكِيًا ، وَمُغْر ِسًا نَامِيًا ، أ َن ْ يُف َو ِّتَ‏ نَف ْسَهُ‏ غ ُنْمًا ، وَل َا يَحْر ِمَهَا ر ِبْحًا ف َهَذ َاوَ‏ جْهٌ‏ ث َانٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ يَك ُون ُ تَارَة ً ارْتِهَانًا لِل ْمَأ ْمُول ِ ، وَحُبا لِل ْمَسْئ ُول ِ .<br />

وَ‏ ب ِحَسَب ِ مَا أ َسْل َفَ‏ مِنْ‏ ا لش ُّك ْر ِ يَك ُون ُ ال ذ َّم ُّ عِنْدَ‏ ال ْإ ِ يَا س ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مِنْ‏ حُك َمَاءِ‏ ا ل ْمُتَق َد ِّمِينَ‏<br />

ذ َما<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ<br />

:<br />

مَنْ‏ شَك َرَكَ‏ عَل َى مَعْرُوفٍ‏ ل َمْ‏ تُسْدِهِ‏ إل َيْهِ‏ ف َعَاج ِل ْهُ‏ ب ِال ْب ِر ِّ وَإ ِل َّا ا نْعَك َسَ‏ ف َصَارَ‏<br />

وَمَا ال ْحِق ْدُ‏ إل َّا تَوْ‏ أ َمُ‏ الش ُّك ْر ِ فِي ال ْف َتَى وَ‏ بَعْضُ‏ الس َّجَايَا يُنْسَبْنَ‏ إل َى بَعْض ِ ف َ حَيْث ُ تَرَى حِق ْدًا عَل َى<br />

ذِي إسَاءَةٍ‏ ف َث َم َّ تَرَى شُك ْرًا عَل َى حُسْن ِا ل ْق َرْض ِ إذ َا ال ْأ َرْضُ‏ أ َد َّتْ‏<br />

ر ِ يعَ‏ مَا أ َنْتَزَ‏ ار ِ عٌ‏ مِنْ‏ ال ْبَذ ْر ِ فِيهَا ف َه ِيَ‏ نَاهِيك مِنْ‏ أ َرْض ِ وَأ َم َّا مَنْ‏ سَتَرَ‏ مَعْرُوفَا ل ْمُنْعِم ِ وَل َمْ‏ يَشْك ُرْهُ‏ عَل َى مَا أ َوْ‏ ل َاهُ‏ مِنْ‏<br />

ن ِعَمِهِ‏ ، ف َق َدْ‏ ك َف َرَ‏ ا لن ِّعْمَة َ وَجَ‏ حَدَ‏ الص َّن ِيعَة َ .<br />

وَ‏ إ ِن َّ مِنْ‏ أ َذ َم ِّ ال ْ خَل َا ئِق ِ ، وَأ َسْوَ‏ أِ‏ الط َّرَ‏ ا ئِق ِ ، مَا يَسْتَوْج ِبُ‏ ب ِهِ‏ ق ُبْ‏ حَ‏ ا لر َّد ِّ وَسُوءَا ل ْمَنْع ِ .<br />

ف َق َدْ‏ رَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاِء<br />

:<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَشْك ُرْ‏ لِمُنْعِمِهِ‏ اسْتَ‏ حَق َّ ق َط ْعَ‏ الن ِّعْمَةِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏ مَنْ‏ ك َف َرَ‏ ن ِعْمَة َ ا ل ْمُفِيدِ‏ اسْتَوْجَبَ‏ حِرْمَان َ ا ل ْمَز ِيدِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ أ َ نْك َرَ‏ الص َّن ِيعَة َ اسْتَوْجَبَ‏ ق ُبْ‏ حَ‏ ال ْق َطِيعَةِ‏<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَا ذ َك َرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ<br />

.<br />

} ل َا يَشْك ُرُ‏ ا لل َّهَ‏ مَنْ‏ ل َا يَشْك ُرُ‏ الن َّا سَ‏ {<br />

- ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ - : مَنْ‏ جَاوَزَ‏ ا لن ِّعْمَة َ ب ِا لش ُّك ْر ِ ل َمْ‏ يَ‏ خْشَ‏<br />

عَل َى ا لن ِّعْمَةِ‏ مُغْتَال َهَا ل َوْ‏ شَك َرُو ا ا لن ِّعْمَة َ زَادَتْهُمْ‏ مَق َا ل َة ُ الل َّهِ‏ ال َّتِي ق َال َهَا ل َئِنْ‏ شَك َرْتُمْ‏ ل َأ َز ِيدَن َّك ُمْ‏ ل َكِن َّمَا ك ُف ْرُهُمْ‏ غ َال َهَاوَا ل ْك ُف ْرُ‏<br />

ب ِا لن ِّعْمَةِ‏ يَدْعُو إل َى زَوَالِهَا وَ‏ الش ُّك ْرُ‏ أ َبْق َى ل َهَا وَهَذ َا آخِرُ‏ مَا يَتَعَل َّقُ‏ ب ِا ل ْق َاعِدَةِ‏ ا لث َّا ن ِيَةِ‏ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِا ل ْأ ُ ل ْف َةِ‏ ال ْ جَامِعَةِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْق َاعِدَة ُ الث َّا لِث َة ُ<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

:<br />

} :<br />

ف َه ِيَ‏ ا ل ْمَاد َّة ُ ا ل ْك َافِيَة ُ ؛ لِأ َن َّ حَاجَة َ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ل َاز ِمَة ٌ ل َا يُعَر َّى مِنْهَا بَشَرٌ‏ .<br />

وَمَا جَعَل ْنَاهُمْ‏ جَسَدًا ل َا يَأ ْك ُل ُون َ ا لط َّعَامَ‏ وَمَا ك َانُوا خَالِدِ‏ ينَ‏<br />

{<br />

ف َإ ِذ َا عَدَمَ‏ ا ل ْمَاد َّة َ ال َّتِي هِيَ‏ قِوَ‏ امُ‏ نَف ْسِهِ‏


ل َمْ‏ تَدُمْ‏ ل َهُ‏ حَيَاة ٌ ، وَ‏ ل َمْتَسْتَقِمْ‏ ل َهُ‏ دُنْيَا ، وَإ ِذ َا تَعَذ َّرَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ مِنْهَا عَل َيْهِ‏ ل َ حِق َهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْوَهْن ِ فِي نَف ْسِهِ‏ وَ‏ الِاخْتِل َال ِ فِي دُنْيَاهُ‏ ب ِق َدْر ِ<br />

مَا تَعَذ َّرَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَاد َّةِ‏ عَل َيْهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّيْءَ‏ ا ل ْق َا ئِمَ‏ ب ِغَيْر ِهِ‏ يَك ْمُ‏ ل ُ ب ِك َمَا لِهِ‏ وَ‏ يَخْتَ‏ ل ُّ ب ِاخْتِل َا لِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ ل َم َّا ك َانَتْ‏ ال ْمَوَاد ُّ مَط ْل ُو بَة ً لِ‏ حَاجَةِ‏ ال ْك َاف َّةِ‏ إل َيْهَا أ ُعْو ِزَتْ‏ ب ِغَيْر ِ ط َل َب ٍ ، وَعُدِمَتْ‏ لِغَيْر ِ سَبَب ٍ .<br />

وَ‏ أ َسْبَابُ‏ ا ل ْمَوَد َّةِ‏ مُخْتَلِف َة ٌ ، وَج ِهَاتُ‏ ا ل ْمَك َاسِب ِ مُتَشَع ِّبَة ٌ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َافُ‏ أ َسْبَا ب ِهَا عِل َّة َ ا لِا ئ ْتِل َافِ‏ ب ِهَا ، وَتَشَع ُّبُ‏ ج ِهَا تِهَا<br />

تَوْسِعَة ً لِط ُل َّاب ِهَا ، ك َيْ‏ ل َا يَ‏ جْتَمِعُو ا عَل َى سَبَب ٍ وَ‏ احِدٍ‏ ف َل َا يَل ْتَئِمُون َ ، أ َوْ‏ يَشْتَر ِك ُو ا فِي ج ِهَةٍ‏ وَ‏ احِدَةٍ‏ ف َل َا يَك ْتَف ُون َ .<br />

ث ُ م َّ هَدَاهُمْ‏ إل َيْهَا ب ِعُق ُولِه ِمْ‏ وَأ َرْشَدَهُمْ‏ إل َيْهَا ب ِطِبَاعِه ِمْ‏ حَت َّى ل َا يَتَك َل َّف ُو ا ائ ْتِل َاف َهُمْ‏ فِي ا ل ْمَعَاي ِش ِ ا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏ ف َيَعْ‏ ج ِزُو ا وَل َا<br />

يُعَاوَنُوا ب ِتَق ْدِ‏ ير ِ مَوَ‏ اد ِّهِمْ‏ ب ِا ل ْمَك َاسِب ِ ا ل ْمُتَشَع ِّبَةِ‏ ، ف َيَخْتَل ُّو ا حِك ْمَة ً مِنْهُ‏ سُبْ‏ حَا نَهُ‏ وَ‏ تَعَال َى اط َّل َعَ‏ ب ِهَا عَل َى عَوَ‏ اقِب ِ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />

وَق َدْ‏ أ َ نْبَأ َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى فِي كِتَا ب ِهِ‏ ا ل ْعَز ِيز ِ أ َخْبَارً‏ ا وَ‏ إ ِذ ْك َارً‏ ا ف َق َال َ - سُبْ‏ حَا نَهُ‏ وَ‏ تَعَال َى<br />

خَل ْق َهُ‏ ث ُ م َّ هَدَى { .<br />

اخْتَل َفَ‏ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ فِي تَأ ْو ِي ل ِ ذ َلِكَ‏ ف َق َال َ ق َتَادَة ُ : أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءٍ‏ مَا يَصْل ُ حُ‏ ث ُ م َّ هَدَ‏ اهُ‏ .<br />

: وَق َال َ مُ‏ جَاهِ‏ دٌ‏<br />

:<br />

أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءِ‏ زَوْجَة ً ث ُ م َّ هَدَ‏ اهُ‏ لِن ِك َاحِهَا .<br />

وَق َال َ تَعَال َى } يَعْل َمُون َ ظ َاهِرًا مِنْ‏ ال ْ حَيَاةِ‏ الد ُّنْيَا { .<br />

يَعْن ِي مَعَا ي ِشَهُمْ‏ مَتَى يَزْرَعُون َ وَمَتَى يَغْر ِسُون َ وَهُمْ‏ عَنْ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ هُمْ‏ غ َافِل ُون َ<br />

وَق َال َ تَعَال َى<br />

} :<br />

- : } ق َال َ رَب ُّنَا ال َّذِي أ َعْط َى ك ُ ل َّ شَيْءٍ‏<br />

. {<br />

{<br />

} :<br />

وَق َد َّرَ‏ فِيهَا أ َق ْوَا تَهَا فِي أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َي َّام ٍ سَوَ‏ اءً‏ لِلس َّا ئِلِينَ‏ ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />

لِيَعِيشَ‏ بَعْضُهُمْ‏ مِنْ‏ بَعْض ٍ ب ِا لت ِّ جَارَةِ‏ مِنْ‏ بَل َدٍ‏ إل َى بَل َدٍ‏ .<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ وَعَبْدُ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ‏ زَيْدٍ‏<br />

:<br />

:<br />

ق َد َّرَ‏ فِي ك ُ ل ِّ بَل ْدَةٍ‏ مِنْهَا مَا ل َمْ‏ يَجْعَل ْهُ‏ فِي ال ْأ ُخْرَى<br />

ق َد َّرَ‏ أ َرْزَا قَ‏ أ َهْلِهَا سَوَ‏ اءً‏ لِلس َّا ئِلِينَ‏ ا لز ِّ يَادَة َ فِي أ َرْزَ‏ اقِه ِمْ‏ .<br />

ث ُ م َّ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى جَعَ‏ ل َ ل َهُمْ‏ مَعَ‏ مَا هَدَاهُمْ‏ إ ل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَك َاسِب ِه ِمْ‏ وَأ َرْشَدَهُمْ‏ إ ل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَعَاي ِشِه ِمْ‏ دِينًا يَك ُون ُ حُك ْمًا وَشَرْعًا<br />

يَك ُون ُ ق َي ِّمًا ؛ لِيَصِل ُو ا إل َى مَوَاد ِّهِمْ‏ ب ِتَق ْدِ‏ ير ِهِ‏ ، وَ‏ يَط ْل ُبُو ا أ َسْبَابَ‏ مَك َاسِب ِه ِمْ‏ ب ِتَدْ‏ ب ِير ِهِ‏ ، حَت َّى ل َا يَ‏ نْف َر ِدُو ا ب ِإ ِرَ‏ ادَ‏ تِه ِمْ‏ ف َيَتَغَال َبُوا ،<br />

وَتَسْتَوْلِي عَل َيْه ِمْ‏ أ َهْوَ‏ اؤُهُمْ‏ ف َيَتَق َاط َعُوا .<br />

: } ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

وَل َوْ‏ ا ت َّبَعَال ْ حَق ُّ أ َهْوَاءَهُمْ‏ ل َف َسَدَتْ‏ ا لس َّمَوَاتُ‏ وَال ْأ َرْ‏ ‏ُض { ق َال َ ا ل ْمُف َس ِّرُون َ ‏:ا ل ْ حَق ُّ فِي هَذ َاا ل ْمَوْ‏ ضِع ِ<br />

هُوَ‏ ا لل َّهُ‏ - جَ‏ ل َّ جَل َا ل َهُ‏ - ف َلِأ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ ل َمْ‏ يَجْعَل ْ ال ْمَوَاد َّ مَط ْل ُو بَة ً ب ِال ْإ ِل ْهَام ِ حَت َّى جَعَ‏ ل َ ال ْعَق ْ ل َ هَادِيًا إل َيْهَا ، وَالد ِّينَ‏ ق َاضِيًا<br />

عَل َيْهَا ؛ لِتَتِم َّ ا لس َّعَادَة ُ وَ‏ تَعُم َّا ل ْمَصْل َ حَة ُ .<br />

ث ُ م َّ إ ن َّهُ‏ - جَل َّتْ‏ ق ُدْرَ‏ تُهُ‏ - جَعَ‏ ل َ سَ‏ د َّ حَاجَتِه ِمْ‏ وَ‏ تَوَ‏ ص ُّلِه ِمْ‏ إل َى مَنَافِعِه ِمْ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمَاد َّة ُ ف َه ِيَ‏ حَادِ‏ ث َة ٌ عَنْ‏ اق ْتِنَاءِ‏ أ ُ صُول ٍ نَامِيَةٍ‏ ب ِذ َوَاتِهَا .<br />

وَهِيَ‏ شَيْئ َانِ‏ : نَبْتٌ‏ نَام ٍوَحَيَوَ‏ ان ٌمُتَنَاسِ‏ ل ٌ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : } وَ‏ أ َ ن َّهُ‏ هُوَ‏ أ َغ ْنَى وَأ َق ْنَى<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

ق َال َ أ َبُو صَالِ‏ ح ٍ أ َغ ْنَى خَل ْق َهُ‏ ب ِا ل ْمَال ِ ، وَأ َق ْنَى جَعَ‏ ل َ ل َهُمْ‏ ق ُنْيَة ً وَهِيَ‏ أ ُ صُول ُ ال ْأ َمْوَال ِ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمَك ْسَبُ‏ ف َيَك ُون ُ ب ِال ْأ َف ْعَال ِ ا ل ْمُوَ‏ ص ِّل َةِ‏ إل َى ا ل ْمَاد َّةِ‏ وَ‏ الت َّصَر ُّفِ‏ ال ْمُؤَد َّيْ‏ إل َى ا ل ْحَاجَةِ‏ .<br />

وَذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

: أ َحَدُهُمَا : تَق َل ُّبٌ‏ فِي تِجَارَةٍ‏ .<br />

وَالث َّان ِي : تَصَر ُّفٌ‏ فِي صِنَاعَةٍ‏ .<br />

وَهَذ َ انِ‏ هُمَا ف َرْ‏ عٌ‏ لِوَجْهَيْ‏ ا ل ْمَاد َّةِ‏ ، ف َصَارَتْ‏ أ َسْبَابُ‏ ال ْمَوَاد ِّا ل ْمَأ ْ ل ُوف َةِ‏ ، وَج ِهَاتُ‏ ا ل ْمَك َاسِب ِ<br />

ب ِمَاد َّةٍ‏ وَك َسْب ٍ .


ا ل ْمَعْرُوف َةِ‏ ، مِنْ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َوْجُهٍ‏ : نَمَاءُ‏ ز ِرَ‏ اعَةٍ‏ ، وَ‏ ن ِتَاجُ‏ حَيَوَ‏ انٍ‏ ، وَر ِبْ‏ حُ‏ تِ‏ جَارَةٍ‏ ، وَك َسْبُ‏ صِنَاعَةٍ‏ .<br />

وَحَك َى ال ْحَسَنُ‏ بْنُ‏ رَجَاءٍ‏ مِث ْ ل َ ذ َ لِكَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَأ ْمُونِ‏ ق َال َ : سَمِعْتُهُ‏ يَق ُول ُ<br />

وَصِنَاعَة ٌوَتِ‏ جَا رَة ٌوَإ ِمَا رَة ٌ .<br />

ف َمَنْ‏ خَرَجَ‏ عَنْهَا ك َان َ ك َلًّا عَل َيْهَا<br />

.<br />

وَإ ِذ ْ ق َدْ‏ تَق َر َّرَتْ‏ أ َسْبَابُ‏ ال ْمَوَاد ِّ ب ِمَا ذ َك َرْ‏ نَاهُ‏ ف َسَنَصِفُ‏ حَال َ ك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهَا ب ِق َوْل ٍ مُوجَز ٍ .<br />

أ َم َّا ال ْأ َو َّل ُ مِنْ‏ أ َسْبَاب ِهَا وَهِيَ‏ ا لز ِّرَ‏ اعَة ُ<br />

وَأ َوْف َى ف َرْعًا<br />

:<br />

.<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ضَرَبَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِهِ‏ ا ل ْمَث َ ل َ ف َق َال َ<br />

: مَعَا ي ِشُ‏ ا لن َّا س ِ عَل َى أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َق ْسَام ٍ ‏:ز ِرَ‏ اعَة ٌ<br />

ف َه ِيَ‏ مَاد َّة ُ أ َهْ‏ ل ِ ال ْ حَضَر ِ وَسُك َّانِ‏ ال ْأ َمْصَار ِ وَ‏ ا ل ْمُدُنِ‏ ، وَالِاسْ‏ تِمْدَ‏ ادُ‏ ب ِهَا أ َعَم ُّ نَف ْعًا ،<br />

} :<br />

مَث َ ل ُ ال َّذِ‏ ينَ‏ يُنْفِق ُون َ أ َمْوَال َهُمْ‏ فِي سَب ِي ل ِ ا لل َّهِ‏ ك َمَث َ ل ِ حَب َّةٍأ َ نْبَتَتْ‏ سَبْعَ‏ سَنَاب ِ ل َ<br />

فِي ك ُ ل ِّ سُنْبُل َةٍ‏ مِا ئ َة ُ حَب َّةٍ‏ وَا َ لل َّهُ‏ يُضَاعِفُ‏ لِمَنْ‏ يَشَاءُ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } خَيْرُ‏ ا ل ْمَال ِعَيْنٌ‏ سَاهِرَة ٌ لِعَيْن ٍ نَا ئِمَةٍ‏<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

مِت َّ<br />

. {<br />

:<br />

} :<br />

ن ِعْمَتْ‏ ل َك ُمْ‏ ا لن َّ خْل َة ُ تَشْرَبُ‏ مِنْ‏ عَيْن ٍ خَر َّ ارَةٍ‏ وَ‏ تُغْرَ‏ سُ‏ فِي أ َرْض ٍ خَو َّارَةٍ‏<br />

. {<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ‏{ا لن َّخْ‏ ل ُ هِيَ‏ ا لر َّ اسِ‏ خَاتُ‏ فِي ا ل ْوَحْ‏ ل ِ ال ْمَط ْعِمَاتُ‏ فِي ا ل ْمَ‏ حَ‏ ل ِّ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : خَيْرُ‏ ا ل ْمَال ِعَيْنٌ‏ خَر َّا رَة ٌ فِي أ َرْض ٍ خَو َّارَةٍ‏ تَسْهَرُ‏ إذ َا ن ِمْتَ‏ ، وَ‏ تَشْهَدُ‏ إذ َا غِبْتَ‏ ، وَتَك ُون ُ عُق ْبًا إذ َا<br />

وَرَوَى هِشَامُ‏ بْنُ‏ عُرْوَة َ ، عَنْ‏ عَا ئِشَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا ق َال َتْ‏<br />

ا لر ِّزْ‏ قَ‏ فِي خَبَا يَاا ل ْأ َرْض ِ<br />

يَعْن ِي ا لز َّرْ‏ عَ‏ .<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُعْتَضِدِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : رَأ َ يْتُ‏ عَلِي َّ بْنَ‏ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ فِي ا ل ْمَنَام ِ يُنَاو ِل ُن ِيا ل ْمِسْ‏ حَاة َ وَق َال َ<br />

ف َإ ِن َّهَا مَف َاتِي حُ‏ خَزَا ئِن ِ ا ل ْأ َرْض ِ .<br />

وَق َال َ كِسْرَى لِل ْمُوبَدِ‏<br />

‏{ا ل ْتَمِسُو ا<br />

: خُذ ْهَا<br />

:<br />

مَا قِيمَة ُ تَاج ِي هَذ َا ؟ ف َأ َط ْرَ‏ قَ‏ سَاعَة ً ث ُ م َّ ق َال َ<br />

ف َإ ِن َّهَا تُصْلِ‏ حُ‏ مِنْ‏ مَعَاي ِش ِ الر َّعِي َّةِ‏ مَا تَك ُون ُ قِيمَتُهُ‏ مِث ْ ل َ تَاج ِ ا ل ْمَلِكِ‏ .<br />

وَ‏ ل َقِيَ‏ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ ا بْنَ‏ شِهَاب ٍا لز ُّهْر ِي َّ ف َق َال َ ل َهُ‏<br />

ف َأ َ نْشَأ َ ا بْنُ‏ شِهَاب ٍ يَق ُول ُ<br />

إذ َا مَا مِيَاهُ‏ ا ل ْأ َرْض ِ غ َارَتْ‏<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َعْر ِفُ‏ ل َهُ‏ قِيمَة ً إل َّا أ َن ْ تَك ُون َ مَط ْرَة ٌ فِي نَيْسَان َ<br />

ا ُدْل ُل ْن ِي عَل َى مَا أ ُعَا لِ‏ جُهُ‏ .<br />

: تَتَب َّعْ‏ خَبَا يَا ال ْأ َرْض ِ وَ‏ ادْ‏ عُ‏ مَلِيك َهَا ل َعَل َّك يَوْمًا أ َن ْ تُ‏ جَابَ‏ ف َتُرْزَق َا ف َيُؤْ‏ تِيك مَال ًا وَاسِعًا ذ َا مَتَا نَةٍ‏<br />

تَدَف َّق َا وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ الن َّا سُ‏ فِي تَف ْضِي ل ِ ا لز َّرْ‏ ع ِ وَ‏ الش َّجَر ِ ب ِمَا ل َيْسَ‏ يَت َّسِعُ‏ كِتَا بُنَا هَذ َا لِبَسْطِ‏ ال ْق َوْل ِ فِيهِ‏ ، غ َيْرَ‏ أ َن َّ مَنْ‏ ف َض َّ ل َ<br />

ا لز َّرْ‏ عَ‏ ف َلِق ُرْب ِ مَدَ‏ اهُ‏ ، وَوُف ُور ِ جَدَ‏ اهُ‏ وَمَنْ‏ ف َض َّ ل َ ا لش َّ جَرَ‏ ف َلِث ُبُوتِ‏ أ َ صْلِهِ‏ وَ‏ تَوَ‏ الِي ث َمَر ِهِ‏ .<br />

وَأ َم َّا الث َّان ِي مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهَا وَهُوَ‏ ن ِتَاجُ‏ ال ْ حَيَوَ‏ انِ‏<br />

:<br />

ف َهُوَ‏ مَاد َّة ُ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْف َل َوَاتِ‏ وَسُك َّانِ‏ ا ل ْخِيَام ِ ؛ لِأ َن َّهُمْ‏ ل َم َّا ل َمْ‏ تَسْتَقِر َّ ب ِه ِمْ‏ دَ‏ ا رٌ‏ ،<br />

وَ‏ ل َمْ‏ تَضُم َّهُمْأ َمْ‏ صَا رٌ‏ اف ْتَق َرُو ا إل َىا ل ْأ َمْوَال ِا ل ْمُنْتَقِل َةِ‏ مَعَهُمْ‏ ، وَمَا ل َا يَنْق َطِعُ‏ نَمَاؤُهُ‏ ب ِالظ َّعْن ِ وَا لر ِّحْل َةِ‏ ، ف َاق ْتَنَوْا ال ْ حَيَوَ‏ ان َ ؛<br />

لِأ َ ن َّهُ‏ يَسْتَقِ‏ ل ُّ فِي الن َّق ْل َةِ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ ، وَيَسْتَغْن ِي عَنْ‏ ال ْعُل ُوف َةِ‏ ب ِرَعْي ِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ هُوَمَرْك ُو بٌوَمَ‏ حْل ُو بٌ‏ ، ف َك َان َ اق ْتِنَاؤُهُ‏ عَل َى أ َهْ‏ ل ِ ال ْ خِيَام ِ أ َ يْسَرَ‏ لِقِل َّةِ‏ مُؤْ‏ نَتِهِ‏ وَتَسْه ِي ل ِ ال ْك ُل ْف َةِ‏ ب ِهِ‏ ، وَك َانَتْ‏ جَدْوَ‏ اهُ‏<br />

عَل َيْه ِمْ‏ أ َك ْث َرَ‏ لِوُف ُور ِ نَسْلِهِ‏ وَ‏ اق ْتِيَاتِ‏ ر ِسْلِهِ‏ إل ْهَامًا مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ لِ‏ خَل ْقِهِ‏ فِي تَعْدِ‏ ي ل ِ ا ل ْمَصَالِ‏ ح ِ فِيه ِمْ‏ ، وَإ ِرْشَادِ‏ ا ل ْعِبَادِ‏ فِي ق َسْم ِ


ا ل ْمَنَافِع ِ بَيْنَهُمْ‏ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } خَيْرُ‏ ا ل ْمَال ِمُهْرَة ٌمَأ ْمُو رَة ٌ وَسِك َّة ٌ مَأ ْ بُو رَة ٌ<br />

وَمَعْنَى ق َوْ‏ لِهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَمُهْرَة ٌمَأ ْمُو رَة ٌ أ َيْ‏ ك َثِيرَة ُ الن َّسْ‏ ل ِ .<br />

وَمِنْهُ‏ تَأ َو َّل َ ال ْ حَسَنُ‏ وَق َتَادَة ُ ق َوْله تَعَال َى<br />

. {<br />

أ َمَرْنَا مُتْرَفِيهَا : }<br />

أ َيْ‏ ك َث َّرْنَا عَدَدَهُمْ‏ .<br />

وَأ َم َّا الس ِّك َّة ُ ال ْمَأ ْبُورَة ُ ف َه ِيَ‏ الن َّخْ‏ ل ُا ل ْمُؤَ‏ ب َّرَة ُ ال ْ حُمُ‏ ل ُ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي ظ َبْيَان َ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

. {<br />

} :<br />

فِي ا ل ْغَنَم ِ سِمَنُهَا مَعَا شٌ‏ ، وَصُوف ُهَا ر ِ يَا ش ٍ<br />

. {<br />

:<br />

ق َال َ لِي عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

:<br />

مَا مَال ُك يَا أ َبَا ظ َبْيَان َ ؟ ق َال َ ق ُل ْت : عَط َا ئِي<br />

أ َ ل ْف َانِ‏ .<br />

ق َال َ ات َّخِذ ْ مِنْ‏ هَذ َا ال ْ حَرْثِ‏ وَالس َّائِبَاتِ‏ ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ تَلِيَك غِل ْمَة ٌ مِنْ‏ ق ُرَ‏ يْش ٍ ل َا تَعُ‏ د ُّ ا ل ْعَط َاءَ‏ مَعَهُمْ‏ مَا ل ًا ، وَالس َّائِبَاتُ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ<br />

الن ِّتَاجُ‏ .<br />

} امْرَ‏ أ َة ً أ َ تَتْ‏ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َتْ‏ : يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن ِّي ات َّخَذ ْت غ َنَمًا أ َبْتَغِي نَسْل َهَا وَر ِسْل َهَا<br />

وَأ َن َّهَا ل َا تَنْمِي .<br />

ف َق َال َ ل َهَا ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : مَا أ َ ل ْوَ‏ انُهَا ؟ ق َال َتْ‏ :<br />

: عَف ِّر ِي { .<br />

سُودٌ‏ .<br />

ف َق َال َ<br />

وَهَذ َا مِث ْ ل ُ } ق َوْ‏ لِهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ فِي مَنَاكِ‏ ح ِ ال ْ آدَمِي ِّينَ‏ ‏:اغ ْتَر ِ بُو ا وَل َا تُضْوُو ا<br />

وَأ َم َّا الث َّالِث ُ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهَا وَهِيَ‏ ا لت ِّ جَارَة ُ<br />

. {<br />

:<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

الس َّائِبَاتِ‏<br />

وَهِيَ‏ نَوْعَانِ‏<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

فِيهِ‏ ذ َوُو ال ْأ َخْط َا ِر .<br />

ف َه ِيَ‏ ف َرْ‏ عٌ‏ لِمَاد َّتَيْ‏ ا لز َّرْ‏ ع ِ وَالن ِّتَاج ِ .<br />

} تِسْعَة ُ أ َعْشَار ِ الر ِّزْ‏ ق ِ فِي ا لت ِّ جَارَةِ‏ وَ‏ ال ْ حَرْثِ‏ وَال ْبَاقِي فِي<br />

تُق َل َّبُ‏ فِي ال ْحَضَر ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ قِل َّةٍ‏ وَل َا سَف َر ٍ ، وَهَذ َا تَرَب ُّصٌوَ‏ اخْتِ‏ صَا رٌ‏ وَق َدْ‏ رَغِبَ‏ عَنْهُ‏ ذ َوُو ا لِاق ْتِدَ‏ ار ِ وَزَهِدَ‏<br />

وَالث َّان ِي : تَق َل ُّبٌ‏ ب ِا ل ْمَال ِ ب ِا ل ْأ َسْف َار ِ وَ‏ نَق ْل ُهُ‏ إل َى ا ل ْأ َمْصَار ِ ، ف َهَذ َا أ َ ل ْيَقُ‏ ب ِأ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَ‏ أ َعَم ُّ جَدْوَى وَمَنْف َعَة ً ، غ َيْرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ أ َك ْث َرُ‏<br />

خَط َرًا ، وَ‏ أ َعْظ َمُ‏ غ َرَرًا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَعْن ِي عَل َى خَط َر ٍ ، وَفِي ا لت َّوْرَاةِ‏<br />

ق َال َ<br />

} :<br />

إن َّ ا ل ْمُسَافِرَ‏ وَمَا ل َهُ‏ ل َعَل َى ق َل َتٍ‏ إل َّا مَا وَق َى ا لل َّهُ‏<br />

. {<br />

:<br />

يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ أ َحْدِث ْ سَف َرًا أ ُحْدِث ُ ل َك ر ِزْق ًا .<br />

وَأ َم َّا الر َّا ب ِعُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهَا وَهُوَ‏ ا لص ِّنَاعَة ُ : ف َق َدْ‏ يَتَعَل َّقُ‏ ب ِمَا مَضَى مِنْ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ا لث َّل َا ث َةِ‏ وَ‏ تَنْق َسِمُ‏ أ َق ْسَامًا ث َل َا ث َة ً ‏:صِنَاعَة ٌ فِك ْر ٍ ،<br />

وَ‏ صِنَاعَة ُ عَمَ‏ ل ٍ ‏،وَصِنَاعَة ٌ مُشْتَرَك َة ٌ بَيْنَ‏ فِك ْر ٍ وَعَمَ‏ ل ٍ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ‏ آل َا تٌ‏ لِلص ِّنَاعَاتِ‏ ، وَأ َشْرَف ُهُمْ‏ نَف ْسًا مُتَهَي ِّئ لِأ َشْرَفِهَا<br />

ج ِنْسًا ، ك َمَا أ َن َّأ َرْذ َ ل َهُمْ‏ نَف ْسًا مُتَهَي ِّئ لِأ َرْذ َلِهَا ج ِنْسًا ؛ لِأ َن َّ ا لط َّبْعَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى مَا يُل َا ئِمُهُ‏ ، وَيَدْعُو إل َى مَا يُجَان ِسُهُ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّال ْإ ِسْك َنْدَرَ‏ ل َم َّا أ َرَادَ‏ ال ْ خُرُوجَ‏ إل َى أ َق َاصِي ا ل ْأ َرْض ِ ق َال َ لأرسطاطاليس<br />

: ا ُخْرُجْ‏ مَعِي .<br />

:<br />

ق َدْ‏ نَحِ‏ ل َ ج ِسْمِي وَ‏ ضَعُف ْتُ‏ عَنْ‏ ا ل ْحَرَك َةِ‏ ف َل َا تُزْعِجُن ِي .<br />

ق َال َ ف َمَا أ َ صْنَعُ‏ فِي عُم َّالِي خَا ص َّة ً ؟ ق َال َ ا ُنْظ ُرْ‏ إل َى مَنْ‏ ك َان َ ل َهُ‏ عَب ِيدٌ‏ ف َأ َحْسَنَ‏ سِيَاسَتِه ِمْ‏ ف َوَ‏ ل ِّهِ‏ ال ْ جُنُودَ‏ ، وَمَنْ‏ ك َانَتْ‏ ل َهُ‏


ضَيْعَة ٌ ف َأ َحْسَنَ‏ تَدْب ِير ِهَا ف َوَ‏ ل ِّهِ‏ ا ل ْخَرَاجَ‏ .<br />

ف َنَب َّهَ‏ ب ِاعْتِبَار ِ ا لط ِّبَا ع ِ عَل َى مَا أ َغ ْنَاهُ‏ عَنْ‏ ك ُل ْف َةِ‏ ا لت َّ جْر ِ بَةِ‏ .<br />

وَ‏ أ َشْرَفُ‏ الص ِّنَاعَاتِ‏ صِنَاعَة ُ ا ل ْفِك ْر ِ وَهِيَ‏ مُدَ‏ ب ِّرَة ٌ ، وَأ َرْذ َل ُهَا صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَمَ‏ ل َ نَتِي جَة ُا ل ْفِك ْر ِ وَ‏ تَدْ‏ ب ِيرُهُ‏ .<br />

ف َأ َم َّا صِنَاعَة ُا ل ْفِك ْر ِ ف َق َدْ‏ تَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ<br />

: أ َحَدُهُمَا :<br />

مَا وَق َفَ‏ عَل َى ا لت َّدْ‏ ب ِيرَاتِ‏ الص َّادِرَةِ‏ عَنْ‏ نَتَائِ‏ ج ِ ا ل ْآرَ‏ اءِ‏ ا لص َّ حِي حَةِ‏<br />

ك َسِيَاسَةِ‏ ا لن َّا س ِ وَ‏ تَدْ‏ ب ِير ِ ال ْب ِل َادِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ أ َف ْرَدْنَا لِلس ِّيَاسَةِ‏ كِتَابًا ل َخ َّصْنَا فِيهِ‏ مِنْ‏ جُمَلِهَا مَا ل َيْسَ‏ يَ‏ حْتَمِ‏ ل ُ هَذ َا ا ل ْكِتَابُ‏ ز ِ يَادَة ً عَل َيْهَا .<br />

: وَالث َّان ِي<br />

مَا أ َد َّتْ‏ إل َى ا ل ْمَعْل ُومَاتِ‏ ال ْ حَادِ‏ ث َةِ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َف ْك َار ِ ا لن َّظ َر ِ ي َّةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ مَضَى فِي ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ مِنْ‏ كِتَا ب ِنَا هَذ َا بَا بٌ‏ أ َغ ْنَى مَا فِيهِ‏ عَنْ‏ ز ِ يَادَةِ‏ ق َوْل ٍ فِيهِ‏<br />

.<br />

وَأ َم َّا صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ف َق َدْ‏ تَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ : عَمَ‏ ل ٌ صِنَاعِ‏ ي ٌّ ، وَعَمَ‏ ل ٌبَه ِيمِ‏ ي ٌّ .<br />

ف َا ل ْعَمَ‏ ل ُ ا لص ِّنَاعِي ُّ أ َعْل َاهَا رُ‏ تْبَة ً ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَ‏ حْتَاجُ‏ إل َى مُعَاط َاةٍ‏ فِي تَعَل ُّمِهِ‏ ، وَمُعَا نَاةٍ‏ فِي تَصَو ُّ ر ِهِ‏ ، ف َصَارَ‏ ب ِهَذِهِ‏ ا لن ِّسْبَةِ‏ مِنْ‏<br />

ا ل ْمَعْل ُومَاتِا ل ْفِك ْر ِ ي َّةِ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ آخَرُ‏ إن َّمَا هُوَ‏ صِنَاعَة ُ ك َ د ٍّ وَآ ل َة ُ مِهْنَةٍ‏ .<br />

وَهِيَ‏ الص ِّنَاعَة ُ ال َّتِي تَق ْتَصِرُ‏ عَل َيْهَا ا لن ُّف ُو س ِ ا لر َّذِ‏ ل َة ُ ، وَ‏ تَقِفُ‏ عَل َيْهَا ا لط ِّبَا عُ‏ ا ل ْخَاسِئ َة ُ .<br />

ك َمَا ق َال َ أ َك ْث َمُ‏ بْنُ‏ صَيْفِي ٍّ : لِك ُ ل ِّ سَاقِط َةٍ‏ ل َاقِط َةٍ‏ ، وَك َمَا ق َال َ ا ل ْمُتَل َم ِّسُ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَل َا يُقِيمُ‏ عَل َى ضَيْم ٍ يُسَامُ‏ ب ِهِ‏ إل َّا ال ْأ َذ َل َّانِ‏ عَيْرُ‏<br />

ال ْ حَي ِّ وَا ل ْوَ‏ تِدُ‏ هَذ َا عَل َى ال ْ خَسْفِمَرْبُوط ٌ ب ِرُم َّتِهِ‏ وَذ َا يُشَ‏ ج ُّ ف َل َا يَرْثِي ل َهُ‏ أ َحَدُ‏ وَأ َم َّا الص ِّنَاعَة ُا ل ْمُشْتَرَك َة ُ بَيْنَ‏ ا ل ْفِك ْر ِ وَا ل ْعَمَ‏ ل ِ<br />

ف َق َدْ‏ تَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن ْ تَك ُون َ صِنَاعَة ُا ل ْفِك ْر ِ أ َغ ْل َبَ‏ وَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ تَبَعًا ك َا ل ْكِتَا بَةِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

: أ َن ْ تَك ُون َ صِنَاعَة ُ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ أ َغ ْل َبَ‏ وَال ْفِك ْرُ‏ تَبَعًا ك َا ل ْب ِنَاءِ‏ .<br />

أ َعْل َاهُمَا رُ‏ تْبَة ً مَا ك َانَتْ‏ صِنَاعَة ُ ا ل ْفِك ْر ِ أ َغ ْل َبُ‏ عَل َيْهَا وَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ تَبَعًا ل َهَا .<br />

ف َهَذِهِ‏ أ َحْوَال ُ ال ْ خَل ْق ِ ال َّتِي رَك َّبَهُمْ‏ ا لل َّهُ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ عَل َيْهَا فِي ارْ‏ تِيَادِ‏ مَوَاد ِّهِمْ‏ ، وَوَك َل َهُمْ‏ إل َى نَظ َر ِهِمْ‏ فِي ط َل َب ِ مَك َاسِب ِه ِمْ‏ ،<br />

وَف َر َّ قَ‏ بَيْنَ‏ هِمَمِه ِمْ‏ فِيا ل ْتِمَاسِه ِمْ‏ ؛ لِيَك ُون َ ذ َ لِكَ‏ سَبَبًا لِأ ُ ل ْف َتِه ِمْ‏ ، ف َسُبْ‏ حَان َ مَنْ‏ تَف َر َّدَ‏ فِينَا ب ِل ُط ْفِ‏ حِك ْمَتِهِ‏ ، وَ‏ أ َظ ْهَرَ‏ فِط َنَنَا<br />

ب ِعَزَا ئِم ِ ق ُدْرَ‏ تِهِ‏ .<br />

.<br />

وَ‏ إ ِذ ْ ق َدْ‏ وَضَ‏ حَ‏ ال ْق َوْل ُ فِي أ َسْبَاب ِ ال ْمَوَاد ِّ وَج ِهَاتِ‏ ال ْك َسْب ِ ، ف َل َيْسَ‏ يَخْل ُو حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِيهَا مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ ُمُور ٍ : أ َحَدُهَا :<br />

أ َن ْ يَط ْل ُبَ‏ مِنْهَا ق َدْرَ‏ كِف َا يَتِهِ‏ ، وَ‏ يَل ْتَمِسَ‏ وَف ْقَ‏ حَاجَتِهِ‏ ، مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َن ْ يَتَعَد َّى إل َى ز ِ يَادَةٍ‏ عَل َيْهَا ، أ َوْ‏ يَق ْتَصِرَ‏ عَل َى نُق ْصَانٍ‏ مِنْهَا<br />

ف َهَذِهِ‏ أ َحَدُ‏ أ َحْوَال ُ ا لط َّا لِب ِينَ‏ ، وَ‏ أ َعْدَل ُ مَرَ‏ اتِب ِ ال ْمُق ْتَصِدِينَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } أ َوْحَى ا لل َّهُ‏ تَعَال َى إ ل َي َّ ك َلِمَاتٍ‏ ف َدَخَل ْنَ‏ فِي أ ُذ ُن ِي وَوَق َرْن َ<br />

: فِي ق َل ْب ِي<br />

مَنْ‏ أ َعْط َى ف َضْ‏ ل َ مَا لِهِ‏ ف َهُوَ‏ خَيْرٌ‏ ل َهُ‏ ، وَمَنْ‏ أ َمْسَكَ‏ ف َهُوَ‏ شَر ٌّ ل َهُ‏ ، وَل َا يَل ُمْ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َى ك َف َافٍ‏<br />

وَرَوَىحُمَيْ‏ دٌ‏ عَنْ‏ مُعَاو ِ يَة َ بْن ِ جنيدة ق َال َ<br />

وَ‏ يَسْتُرُ‏ عَوْرَتَك<br />

. {<br />

: } ق ُل ْت :<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ مَا يَك ْفِين ِي مِنْ‏ الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ<br />

:<br />

.<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ ذ َ لِكَ‏ ف َذ َاكَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ حَم َّادًا ف َبَ‏ خ ٍ بَ‏ خ ٍ ف َل ْقٌ‏ مِنْ‏ خُبْز ٍوَ‏ جُزْءٌ‏ مِنْ‏ مَاءٍ‏ وَ‏ أ َ نْتَمَ‏ سْئ ُو ل ٌ عَم َّا ف َوْ‏ قَ‏ ا ل ْإ ِزَار ِ<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ وَمُ‏ جَاهِدٍ‏ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

أ َن َّ ك ُ ل َّ مَنْ‏ مَل َكَ‏ بَيْتًا وَزَوْجَة ً وَخَادِمًا ف َهُوَ‏ مَلِكٌ‏<br />

مَا يَسُ‏ د ُّ جَوْعَتَك ،<br />

. {<br />

} :<br />

.<br />

إذ ْ جَعَ‏ ل َ فِيك ُمْ‏ أ َنْب ِيَاءَ‏ وَجَعَل َك ُمْ‏ مُل ُوك ًا<br />

. {


وَرَوَى زَ‏ يْدُ‏ بْنُ‏ أ َسْل َمَ‏ ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } مَنْ‏ ك َان َ ل َهُبَيْتٌوَ‏ خَادِمٌ‏ ف َهُوَ‏ مَلِكٌ‏ { .<br />

وَهُوَ‏ فِي ال ْمَعْنَى صَحِي حٌ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ب ِا لز َّوْجَةِ‏ وَا ل ْخَادِم ِ مُط َا عٌ‏ فِي أ َمْر ِهِ‏ ، وَفِي ا لد َّ ار ِ مَحْجُوبٌ‏ إل َّا عَنْ‏ إذ ْ ن ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ عَل َى مَنْ‏ ط َل َبَ‏ ال ْكِف َا يَة َ وَ‏ ل َمْ‏ يُجَاو ِزْ‏ تَبَعَاتِ‏ ا لز ِّيَادَةِ‏ إل َّا تَوَخ ِّي ال ْ حَل َال َ مِنْهُ‏ ، وَإ ِجْمَال َ ا لط َّل َب ِ فِيهِ‏ ، وَمُ‏ جَا نَبَة َ<br />

ا لش ُّبْهَةِ‏ ا ل ْمُمَازَجَةِ‏ ل َهُ‏ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رَوَى نَافِعٌ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عُمَرَ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَ‏ ال ْ حَرَ‏ امُ‏ بَي ِّنٌ‏ ، ف َدَ‏ عْ‏ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك ، ف َل َنْ‏ تَ‏ ج ِدَ‏ ف َق ْدَ‏ شَيْءٍ‏ تَرَك ْتَهُ‏ لِل َّهِ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَسُئِ‏ ل َ رَسُول ُ }<br />

ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَنْ‏ ا لز ُّهْدِ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

‏{ال ْ حَل َال ُبَي ِّنٌ‏ ،<br />

أ َمَا إ ن َّهُ‏ ل َيْسَ‏ ب ِإ ِ ضَاعَةِ‏ ا ل ْمَال ِ ، وَل َا تَحْر ِيم ِ ال ْ حَل َال ِ ، وَ‏ ل َكِنْ‏ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِمَا<br />

ب ِيَدِ‏ ا لل َّهِ‏ أ َوْ‏ ث َقُ‏ مِنْك ب ِمَا فِي يَدِ‏ يك ، وَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ث َوَابُ‏ ا ل ْمُصِيبَةِ‏ أ َرْجَ‏ حَ‏ عِنْدَك مِنْ‏ بَق َا ئِهَا { .<br />

وَحَك َى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُبَارَكِ‏ ق َال َ : ك َتَبَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْعَز ِيز ِ إل َى ال ْجَر َّاح ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ال ْ حَك َمِي ِّ : إن ْ اسْتَط َعْتَ‏ أ َن ْ<br />

تَدَ‏ عَ‏ مِم َّا أ َحَ‏ ل َّ ا لل َّهُ‏ ل َك مَا يَك ُون ُ حَاج ِزًا بَيْنَك وَ‏ بَيْنَ‏ ال ْ حَرَ‏ ام ِ ف َاف ْعَل ْ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ مَنْ‏ اسْتَوْعَبَ‏ ال ْ حَل َال َ تَاق َتْ‏ نَف ْسُهُ‏ إل َى ا ل ْ حَرَ‏ ام ِ<br />

.<br />

وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ أ َهْ‏ ل ُ الت َّأ ْو ِي ل ِ فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } ف َإ ِن َّ ل َهُ‏ مَعِيشَة ً ضَنْك ًا { .<br />

: ف َق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />

يَعْن ِي ك َسْبًا حَرَ‏ امًا .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ هُوَ‏ إ نْف َا قُ‏ مَنْ‏ ل َا يُوقِنُ‏ ب ِا ل ْ خَل َفِ‏ .<br />

وَق َال َ يَحْيَى بْنُ‏ مُعَاذٍ‏ : الد ِّرْهَمُ‏ عَق ْرَبُ‏ ف َإ ِن ْ أ َحْسَنْتَ‏ رُق ْيَتَهَا وَإ ِل َّا ف َل َا تَأ ْخُذ ْهَا .<br />

وَقِي ل َ<br />

.<br />

:<br />

مَنْ‏ ق َ ل َّ تَوَق ِّيهِ‏ ك َث ُرَتْ‏ مَسَاو ِ ئ ُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : خَيْرُ‏ ال ْأ َمْوَال ِ مَا أ َخَذ ْ ته مِنْ‏ ال ْ حَل َال ِ وَ‏ صَرَف ْته فِي ا لن َّوَ‏ ال ِ ، وَشَر ُّ ال ْأ َمْوَ‏ ال ِ مَا أ َخَذ ْ ته مِنْ‏ ال ْ حَرَ‏ ام ِ ،<br />

وَ‏ صَرَف ْته فِي ا ل ْآ ث َام ِ .<br />

وَك َان َ ال ْأ َوْزَاعِي ُّ ال ْف َقِيهُ‏ ك َثِيرًا مَا يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذِهِ‏ ال ْأ َبْيَاتِ‏ ‏:ا ل ْمَال ُ يُنْق َدُ‏ حِل ُّهُ‏ وَحَرَ‏ امُهُ‏ يَوْمًا وَيَبْق َى بَعْدَ‏ ذ َ اكَ‏ آث َامُهُ‏ ل َيْسَ‏ الت َّقِي ُّ<br />

ب ِمُت َّق ٍ لِإ ِ ل َه ِهِ‏ حَت َّى يَطِيبَ‏ شَرَا بُهُ‏ وَط َعَامُهُ‏ وَ‏ يَطِيبَ‏ مَا يَجْن ِي وَيَك ْسِبَ‏ أ َهْل ُهُ‏ وَ‏ يَطِيبَ‏ مِنْ‏ ل َف ْظِ‏ ا ل ْحَدِيثِ‏ ك َل َامُهُ‏ نَط َقَ‏ ا لن َّب ِي ُّ ل َنَا<br />

ب ِهِ‏ عَنْ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ ف َعَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َا تُهُ‏ وَسَل َامُهُ‏ وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ ا ل ْمُعْتَمِر ِ الس ُّل َمِ‏ ي ِّ ق َال َ : ا لن َّا سُ‏ ث َل َا ث َة ُ أ َصْنَافٍ‏ : أ َغ ْن ِيَاءٌ‏ وَف ُق َرَ‏ اءُ‏<br />

وَ‏ أ َوْسَاط ُ<br />

ف َال ْف ُق َرَاءُ‏ مَوْتَى إل َّا مَنْ‏ أ َغ ْنَاهُ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِعِز ِّ ا ل ْق َنَاعَةِ‏ ، وَال ْأ َغ ْن ِيَاءُ‏ سُك َارَى إل َّا مَنْ‏ عَصَمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ب ِتَوَق ُّع ِ ا ل ْغِيَر ِ .<br />

وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ ا ل ْخَيْر ِ مَعَ‏ أ َك ْث َر ِ ال ْأ َوْسَاطِ‏ ، وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ ا لش َّر ِّ مَعَ‏ أ َك ْث َر ِ ال ْف ُق َرَاءِ‏ وَال ْأ َغ ْن ِيَاءِ‏ ؛ لِسُ‏ خْفِ‏<br />

ا ل ْف َق ْر ِ وَ‏ بَط ْر ِ ا ل ْغَن ِي ِّ .<br />

: وَال ْأ َمْرُ‏ الث َّان ِي<br />

أ َن ْ يُق َص ِّرَ‏ عَنْ‏ ط َل َب ِ كِف َا يَتِهِ‏ ، وَ‏ يَزْهَدَ‏ فِي ا ل ْتِمَا س ِ مَاد َّ تِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا ا لت َّق ْصِيرُ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏ : ف َيَك ُون ُ تَارَة ً ك َسَل ًا ، وَ‏ تَارَة ً تَوَك ُّل ًا ، وَ‏ تَارَة ً زُهْدًا وَتَق َن ُّعًا .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُهُ‏ لِك َسَ‏ ل ٍ ف َق َدْ‏ حُر ِمَ‏ ث َرْوَة ُ الن َّشَاطِ‏ ، وَمَرَحُ‏ الِاغ ْتِبَاطِ‏ ، ف َل َنْ‏ يَعْدَمَ‏ أ َن ْ يَ‏ ك ُون َ ك َلًّا ق َصِيا ، أ َوْ‏ ضَائِعًا شَقِيا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} ك َادَ‏ ا ل ْحَسَدُ‏ أ َن ْ يَغْلِبَ‏ ا ل ْق َدَرَ‏ ، وَك َادَ‏ ال ْف َق ْرُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ك ُف ْرًا<br />

{<br />

.


وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ‏ : إن ْ ك َان َ شَ‏ يْءٌ‏ ف َوْ‏ قَ‏ ال ْ حَيَاةِ‏ ف َالص ِّ ح َّة ُ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ شَ‏ يْءٌ‏ مِث ْل َهَا ف َال ْغِنَى ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ شَ‏ يْءٌ‏ ف َوْ‏ قَ‏ ا ل ْمَوْتِ‏ ف َا ل ْمَرَضُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ شَ‏ يْءٌ‏ مِث ْل َهُ‏ ف َال ْف َق ْ ‏ُر<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْق َبْرُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َق ْر ِ .<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَوُج ِدَ‏ فِي ن ِي ل ِ مِصْرَمَ‏ ك ْتُو بٌ‏ عَل َى حَ‏ جَر ٍ : عُق ْبُ‏ ا لص َّبْر ِنَ‏ جَا حٌ‏ وَغِنًى وَ‏ ر ِدَ‏ اءُ‏ ا ل ْف َق ْر ِ مِنْ‏ نَسْ‏ ج ِ ال ْك َسَ‏ ل ِ وَق َال َ بَعْضُ‏<br />

ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ أ َعُوذ ُ ب ِك ا لل َّهُ‏ م َّ مِنْ‏ بَط َر ِ ال ْغِنَى وَمِنْ‏ نَك ْهَةِ‏ ال ْبَل ْوَى وَمِنْ‏ ذِ‏ ل َّةِ‏ ا ل ْف َق ْر ِ وَمِنْ‏ أ َمَ‏ ل ٍ يَمْتَ‏ د ُّ فِي ك ُ ل ِّ شَار ِفٍ‏ يُرْج ِعُن ِي<br />

مِنْهُ‏ ب ِ حَظ ِّ يَدٍ‏ صِف ْر ِ إذ َا ل َمْ‏ تُدَن ِّسْن ِي الذ ُّ نُوبُ‏ ب ِعَار ِهَا ف َل َسْتُ‏ أ ُبَالِي مَا تَشَع َّث َ مِنْ‏ أ َمْر ِي وَإ ِذ َا ك َان َ تَق ْصِيرُهُ‏ لِتَوَك ُّ ل ٍ ف َذ َ لِكَ‏<br />

عَ‏ جْزٌ‏ ق َدْ‏ أ َعْذ َرَ‏ ب ِهِ‏ نَف ْسَهُ‏ ، وَ‏ تَرْكُ‏ حَزْم ٍ ق َدْ‏ غ َي َّرَ‏ اسْمَهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى أ َمَرَنَا ب ِا لت َّوَك ُّ ل ِ عِنْدَ‏ ا نْقِط َا ع ِ ا ل ْحِيَ‏ ل ِ وَالت َّسْلِيم ِ إل َى<br />

ا ل ْق َضَاءِ‏ بَعْدَا ل ْإ ِعْوَاز ِ .<br />

} :<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رَوَى مَعْمَرٌ‏ ، عَنْ‏ أ َ ي ُّوبَ‏ ، عَنْ‏ أ َب ِي قِل َا بَة َ ، ق َال َ ذ ُكِرَ‏ عِنْدَ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى الل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ رَجُ‏ ل ٌ ف َذ َك َرَ‏ فِيهِ‏ خَيْرًا ،<br />

ف َق َال ُوا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ خَرَجَ‏ مَعَنَا حَاجا ف َإ ِذ َا نَزَل ْنَا مُنْز ِل ًا ل َمْ‏ يَزَل ْ يُصَل ِّي حَت َّى نَرْحَ‏ ل َ ، ف َإ ِذ َا ارْ‏ تَ‏ حَل ْنَا ل َمْ‏ يَزَل ْ يَذ ْك ُرُ‏ ا لل َّهَ‏<br />

عَز َّ وَجَ‏ ل َّ حَت َّى نَنْز ِل َ .<br />

ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : ف َمَنْ‏ ك َان َ يَك ْفِيهِ‏ عَل َفَ‏ نَاق َتِهِ‏<br />

وَ‏ صُنْعَ‏ ط َعَامِهِ‏ ؟ ق َال ُوا ك ُل ُّنَا يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏<br />

ق َال َ : ك ُل ُّك ُمْ‏ خَيْرٌ‏ مِنْهُ‏<br />

.<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ل َيْسَ‏ مِنْ‏ تَوَك ُّ ل ِا ل ْمَرْءِ‏ إ ضَاعَتُهُ‏ لِل ْ حَزْم ِ ، وَل َا مِنْ‏ ال ْ حَزْم ِ إ ضَاعَة ُ نَصِيب ِهِ‏ مِنْ‏ ا لت َّوَك ُّ ل ِ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ تَق ْصِيرُهُ‏ لِزُهْدٍ‏ وَ‏ تَق َن ُّع ٍ ف َهَذِهِ‏ حَال ُ مَنْ‏ عَلِمَ‏ ب ِمُ‏ حَاسَبَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ ب ِتَب ِعَاتِ‏ ال ْغِنَى وَالث َّرْوَةِ‏ ، وَخَافَ‏ عَل َيْهَا بَوَ‏ ا ئِقَ‏ ال ْهَوَى<br />

وَال ْق ُدْرَةِ‏ ، ف َآ ث َرَا ل ْف َق ْرَ‏ عَل َى ال ْغِنَى ، وَزَجَرَ‏ ا لن َّف ْسَ‏ عَنْ‏ رُك ُوب ِ ال ْهَوَى .<br />

} :<br />

ف َق َدْ‏ رَوَى أ َبُو الد َّرْدَ‏ اءِ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَا مِنْ‏ يَوْم ٍ ط َل َعَتْ‏ فِيهِ‏ شَمْسُهُ‏ إل َّا وَعَل َى<br />

جَنْبَتَيْهَا مَل َك َانِ‏ يُنَادِيَانِ‏ يَسْمَعُهُمَا خَل ْقُ‏ ا لل َّهِ‏ ك ُل ُّهُمْ‏ إل َّا ا لث َّق َل َيْن ِ يَا أ َي ُّهَا الن َّا سُ‏ هَل ُم ُّوا إل َى رَب ِّك ُمْ‏ إن َّ مَا ق َ ل َّ وَك َف َى خَيْرٌ‏<br />

مِم َّا ك َث ُرَ‏ وَأ َل ْهَى<br />

:<br />

. {<br />

. {<br />

:<br />

وَرَوَى زَ‏ يْدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ِّ بْن ِ ال ْحُسَيْن ِ عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ عَنْ‏ جَد ِّهِ‏ - رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمْ‏ أ َجْمَعِينَ‏ - أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏<br />

عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ا نْتِظ َا رُا ل ْف َرْج ِ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ ب ِالص َّبْر ِعِبَادَة ٌ ، وَمَنْ‏ رَضِيَ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ مِنْ‏ ا لر ِّزْ‏ ق ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَز َّ<br />

وَجَ‏ ل َّ مِنْهُ‏ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ مِنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏ نُبْ‏ ل ِ ا ل ْف َق ْر ِ أ َن َّك ل َا تَج ِدُ‏ أ َحَدًا يَعْصِي ا لل َّهَ‏ لِيَف ْتَقِرَ‏ .<br />

ف َأ َخَذ َهُمَ‏ حْمُودٌ‏ ا ل ْوَ‏ ر َّا قُ‏ ف َق َال َ : يَا عَا ئِبَا ل ْف َق ْر ِ أ َل َاتَزْدَج ِرْ‏ عَيْبُ‏ ا ل ْغَن ِي ِّ أ َك ْث َرُ‏ ل َوْ‏ تَعْتَب ِرْ‏ مِنْ‏ شَرَفِا ل ْف َق ْر ِ وَمِنْ‏ ف َضْلِهِ‏ عَل َى<br />

ال ْغِنَى إن ْ صَ‏ ح َّ مِنْك الن َّظ َرْ‏ أ َن َّك تَعْصِي لِتَنَال َ ال ْغِنَى وَل َسْتَ‏ تَعْصِي ا لل َّهَ‏ ك َيْ‏ تَف ْتَقِرْ‏ وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ : دَ‏ لِيل ُك أ َن َّا ل ْف َق ْرَ‏<br />

خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْغِنَى وَ‏ أ َن َّ ق َلِي ل َ ا ل ْمَال ِ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْمُث ْر ِي لِق َاؤُك مَخْل ُوق ًا عَصَى ا لل َّهَ‏ ب ِال ْغِنَى وَل َمْ‏ تَرَ‏ مَخْل ُوق ًا عَصَى ا لل َّهَ‏ ب ِا ل ْف َق ْر ِ<br />

وَهَذِهِ‏ ال ْ حَال ُ إن َّمَا تَصِ‏ ح ُّ لِمَنْ‏ نَصَ‏ حَ‏ نَف ْسَهُ‏ ف َأ َط َاعَتْهُ‏ ، وَصَد َّق َهَا ف َأ َجَابَتْهُ‏ ،<br />

حَت َّى ل َان َ قِيَادُهَا ، وَهَان َ عِنَادُهَا .<br />

وَعَلِمَتْ‏ أ َن َّ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَق ْنَعْ‏ ب ِا ل ْق َلِي ل ِ ل َمْ‏ يَق ْنَعْ‏ ب ِال ْك َثِير ِ ، ك َمَا ك َتَبَ‏ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ إل َى عُمَرَ‏ بْن ِ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

عَنْهُمَا يَا أ َخِي ، مَنْ‏ اسْتَغْنَى ب ِا َ لل َّهِ‏ اك ْتَف َى ، وَمَنْ‏ ا نْق َط َعَ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ تَعَن َّى ، وَمَنْ‏ ك َان َ مِنْ‏ ق َلِي ل ِ الد ُّنْيَا ل َا يَشْبَعُ‏ ، ل َمْ‏ يُغْن ِهِ‏<br />

مِنْهَا ك َث ْرَة ُ مَا يَ‏ جْمَعُ‏ ، ف َعَل َيْك مِنْهَا ب ِال ْك َف َافِ‏ ، وَأ َ ل ْزَمْ‏ نَف ْسَك ال ْعَف َافِ‏ ، وَإ ِ ي َّاكَ‏ وَجَمْعَ‏ ا ل ْف ُضُول ِ ، ف َإ ِن َّ حِسَا بَهُ‏ يَط ُول ُ .


:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : هَيْهَاتَ‏ مِنْك ال ْغِنَى إن ْ ل َمْ‏ يُق ْن ِعْك مَا حَوَيْت .<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ أ َعْرَ‏ ضَتْ‏ نَف ْسُهُ‏ عَنْ‏ ق َبُول ِ نُصْ‏ حِهِ‏ ، وَجَمَحَتْ‏ ب ِهِ‏ عَنْ‏ ق َنَاعَةِ‏ زُهْدِهِ‏ ، ف َل َيْسَ‏ إل َى إك ْرَاهِهَا سَب ِيل ٌ وَل َا لِل ْ حَمْ‏ ل ِ<br />

عَل َيْهَا وَ‏ جْهٌ‏ إل َّا ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا ل ْمُرُوءَةِ‏ .<br />

وَ‏ أ َن ْ يَسْتَنْز ِل َهَا إل َى ا ل ْيَسِير ِ ال َّذِي ل َا تَنْفِرُ‏ مِنْهُ‏ ف َإ ِذ َا اسْتَق َر َّتْ‏ عَل َيْهِ‏ أ َنْزَل َهَا إل َى مَا هُوَ‏ أ َق َ ل ُّ مِنْهُ‏ ؛ لِتَنْتَه ِيَ‏ ب ِا لت َّدْر ِي ج ِ إل َى ا ل ْغَا يَةِ‏<br />

ا ل ْمَط ْل ُو بَةِ‏ وَتَسْتَقِر ُّ ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا لت َّمْر ِ ين ِ عَل َى ال ْ حَال ِا ل ْمَ‏ حْبُو بَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ تَق َد َّمَ‏ ق َوْل ُ ال ْحُك َمَاءِ‏ إن َّ ا ل ْمَك ْرُوهَ‏ يَسْهُ‏ ل ُ ب ِا لت َّمْر ِ ين ِ .<br />

ف َهَذ َا حُك ْمُ‏ مَا فِيا ل ْأ َمْر ِ الث َّان ِي مِنْ‏ الت َّق ْصِير ِ عَنْ‏ ط َل َب ِ ال ْكِف َا يَةِ‏ .<br />

: وَأ َم َّا ال ْأ َمْرُ‏ ا لث َّا لِث ُ<br />

ف َهُوَ‏ أ َن ْ ل َا يَق ْنَعَ‏ ب ِا ل ْكِف َا يَةِ‏ وَ‏ يَط ْل ُبَ‏ ا لز ِّ يَادَة َ وَال ْك َث ْرَة َ ، ف َق َدْ‏ يَدْعُو إل َى ذ َلِكَ‏ أ َرْ‏ بَعَة ُ أ َسْبَاب ٍ<br />

أ َحَدُهَا :<br />

مُنَازَعَة ُ الش َّهَوَ‏ اتِ‏ ال َّتِي ل َا تُنَال ُ إل َّا ب ِز ِ يَادَةِ‏ ا ل ْمَال ِ وَك َث ْرَةِ‏ ا ل ْمَاد َّةِ‏ ، ف َإ ِذ َا نَازَعَتْهُ‏ ا لش َّهْوَة ُ ط َل َبَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَال ِ مَا يُوَ‏ ص ِّل ُهُ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِلش َّهَوَ‏ اتِ‏ حَ‏ د ٌّ مُتَنَاهٍ‏ ف َيَصِيرُ‏ ذ َلِكَ‏ ذ َر ِ يعَة ً إل َى أ َن َّ مَا يَط ْل ُبُهُ‏ مِنْ‏ الز ِّ يَادَةِ‏ غ َيْرُ‏ مُتَنَاهٍ‏ .<br />

:<br />

وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَتَنَاهَ‏ ط َل َبُهُ‏ اسْتَدَ‏ امَ‏ ك َد ُّهُ‏ وَ‏ تَعَبُهُ‏ ، وَمَنْ‏ اسْتَدَ‏ امَا ل ْك َ د َّ وَا لت َّعَبَ‏ ل َمْ‏ يَفِ‏ ال ْتِذ َاذ َهُ‏ ب ِنَ‏ يْ‏ ل ِ شَهَوَ‏ ا تِهِ‏ ب ِمَا يُعَان ِيهِ‏ مِنْ‏ اسْتِدَ‏ امَةِ‏<br />

ك َد ِّهِ‏ وَ‏ إ ِ تْعَا ب ِهِ‏ ، مَعَ‏ مَا ق َدْ‏ ل َز ِمَهُ‏ مِنْ‏ ذ َم ِّ ا لِا نْقِيَادِ‏ لِمُغَال َبَةِ‏ الش َّهَوَ‏ اتِ‏ ، وَا لت َّعَر ُّض ِ لِاك ْتِسَاب ِ الت َّب ِعَاتِ‏ ، حَت َّى يَصِيرَ‏ ك َا ل ْبَه ِيمَةِ‏<br />

ال َّتِي ق َدْ‏ انْصَرَفَ‏ ط َل َبُهَا إل َى مَا تَدْعُو إ ل َيْهِ‏ شَهْوَتُهَا ، ف َل َا تَنْزَج ِرُ‏ عَنْهُ‏ ب ِعَق ْ ل ٍ وَل َا تَنْك َف ُّ عَنْهُ‏ ب ِق َنَاعَةٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ٍّ ، عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َرَادَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ خَيْرًا حَال َ بَيْنَهُ‏ وَبَيْنَ‏ شَهْوَ‏ تِهِ‏ ،<br />

وَحَال َ بَيْنَهُ‏ وَ‏ بَيْنَ‏ ق َل ْب ِهِ‏ ، وَإ ِذ َا أ َرَ‏ ادَ‏ ب ِهِ‏ شَرا وَك َل َهُ‏ إل َى نَف ْسِهِ‏ { .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ وَإ ِن َّك إن ْ أ َعْط َيْتَ‏ بَط ْنَك هَم َّهُ‏ وَف َرْجَك نَال َا مُنْتَهَى ا ل ذ َّم ِّ أ َجْمَعَا وَ‏ الس َّبَبُ‏ الث َّان ِي<br />

أ َن ْ يَط ْل ُبَ‏ ا لز ِّيَادَة َ :<br />

وَ‏ يَل ْتَمِسَا ل ْك َث ْرَة َ لِيَصْر ِف َهَا فِي وُجُوهِ‏ ال ْ خَيْر ِ ، وَ‏ يَتَق َر َّبَ‏ ب ِهَا فِي ج ِهَاتِ‏ ال ْب ِر ِّ ، وَيَصْط َن ِعَ‏ ب ِهَا ا ل ْمَعْرُوفَ‏ ، وَ‏ يُغِيث َ ب ِهَا<br />

ا ل ْمَل ْهُوفَ‏ .<br />

ف َهَذ َا أ َعْذ َرُ‏ وَ‏ ب ِال ْ حَمْدِ‏ أ َحْرَى وَأ َجْدَرُ‏ ، إذ َاا نْصَرَف َتْ‏ عَنْهُ‏ تَب ِعَاتُ‏ ا ل ْمَط َالِب ِ ، وَتَوَق َّى شُبُهَاتِ‏ ال ْمَك َاسِب ِ ، وَ‏ أ َحْسَنَ‏<br />

ا لت َّق ْدِ‏ يرَ‏ فِي حَال َتَيْ‏ ف َائِدَ‏ تِهِ‏ وَ‏ إ ِف َادَ‏ تِهِ‏ عَل َى ق َدْر ِ ا لز َّمَانِ‏ ، وَ‏ ب ِق َدْر ِ ال ْإ ِمْك َانِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَال َ آل َة ٌ لِل ْمَك َار ِم ِ وَعَوْن ٌ عَل َى ا لد ِّ ين ِ<br />

وَمُتَأ َ ل ِّفٌ‏ لِل ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ ، وَمَنْ‏ ف َق َدَهُ‏ مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ الد ُّنْيَا ق َل َّتْ‏ الر َّغ ْبَة ُ فِيهِ‏ وَالر َّهْبَة ُ مِنْهُ‏ ،<br />

وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْهُمْ‏ ب ِمَوْضِع ِ رَهْبَةٍ‏ وَل َا رَغ ْبَةٍ‏ اسْتَهَانُوا ب ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ بُرَيْدَة َ عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

:<br />

ا ل ْمَال ُ { .<br />

وَق َال َ مُ‏ جَاهِ‏ دٌ‏<br />

عَنْ‏ ذِك ْر ِ رَب ِّي<br />

:<br />

ال ْخَيْرُ‏ فِي ا ل ْق ُرْآنِ‏ ك ُل ِّهِ‏ ا ل ْمَال ُ<br />

:<br />

} وَ‏ إ ِ ن َّهُ‏ لِ‏ حُب ِّال ْ خَيْر ِ ل َشَدِ‏ يدٍ‏ { يَعْن ِي ا ل ْمَال َ وَ‏<br />

{ يَعْن ِي ا ل ْمَال َ : } ف َك َاتِبُوهُمْ‏ إن ْ عَلِمْتُمْ‏ فِيه ِمْ‏ خَيْرًا { يَعْن ِي مَال ًا .<br />

وَق َال َشُعَيْبٌ‏ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏<br />

: إن ِّي أ َرَاك ُمْ‏ ب ِ خَيْر ٍ يَعْن ِي ا ل ْمَال َ .<br />

:<br />

} :<br />

إن َّ حِسَابَ‏ أ َهْ‏ ل ِ الد ُّنْيَا هَذ َا<br />

} أ َحْبَبْتُ‏ حُب َّا ل ْخَيْر ِ<br />

وَإ ِن َّمَا سَم َّى ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ا ل ْمَال َ خَيْرًا إذ َا ك َان َ فِي ال ْ خَيْر ِ مَصْرُوف ًا ؛ لِأ َن َّ مَا أ َد َّى إل َىال ْ خَيْر ِ ف َهُوَ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ أ َهْ‏ ل ُ الت َّأ ْو ِي ل ِ فِي ق َوْ‏ لِهِ‏ ق َوْله تَعَا ل َى وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَق ُول ُ رَب َّنَا آتِنَا فِي الد ُّنْيَا حَسَنَة ً وَفِي ال ْ آخِرَةِ‏ حَسَنَة ً وَقِنَا<br />

{ عَذ َ ابَ‏ ا لن َّار ِ<br />

ف َق َال َ الس ُّ د ِّي ُّ وَعَبْدُ‏ الر َّحْمَن ِ بْنُ‏ زَيْدٍ‏<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ وَسُف ْيَان ُا لث َّوْر ِي ُّ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ<br />

:<br />

: ا ل ْحَسَنَة ُ فِي الد ُّنْيَا وَفِي ال ْآخِرَةِ‏ ال ْ جَن َّة ُ .<br />

فِي الد ُّنْيَا ال ْعِل ْمُ‏ وَال ْعِبَادَة ُ وَفِي ا ل ْآخِرَةِ‏ ال ْ جَن َّة ُ .<br />

: الد َّرَ‏ اهِمُ‏ وَالد َّنَان ِيرُ‏ خَوَ‏ اتِمُ‏ ا لل َّهِ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ ل َا تُؤْك َ ل ُ وَل َا تُشْرَبُ‏ حَيْث ُ ق َصَدْتَ‏ ب ِهَا ق َضَيْتَ‏ حَاجَتَك .


وَق َال َ ق َيْسُ‏ بْنُ‏ سَعْدٍ‏ : ا لل َّهُ‏ م َّ ا ُرْزُق ْن ِي حَمْدًا وَمَجْدًا ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا حَمْدَ‏ إل َّا ب ِفِعَال ٍ وَل َا مَ‏ جْدَ‏ إل َّا ب ِمَال ٍ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِأ َب ِي ا لز ِّنَادِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

: لِمَ‏ تُ‏ حِب ُّ ا لد َّرَ‏ اهِمَ‏ وَهِيَ‏ تُدِينُك مِنْ‏ الد ُّنْيَا ؟ ف َق َال َ : هِيَ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ َدْنَتْن ِي مِنْهَا ف َق َدْ‏ صَانَتْن ِي عَنْهَا .<br />

مَنْ‏ أ َ صْل َ حَ‏ مَا ل َهُ‏ ف َق َدْ‏ صَان َا ل ْأ َك ْرَمَيْن ِ<br />

مَنْ‏ اسْتَغْنَى ك َرُمَ‏ عَل َى أ َهْلِهِ‏<br />

.<br />

: ا لد ِّ ينُ‏ وَال ْعِرْضُ‏ .<br />

وَمَر َّ رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏ أ َرْ‏ بَاب ِا ل ْأ َمْوَال ِ ب ِبَعْض ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ف َتَ‏ حَر َّكَ‏ ل َهُ‏ وَ‏ أ َك ْرَمَهُ‏ ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

ل َا .<br />

وَل َكِن ِّي رَأ َيْت ذ َا ا ل ْمَال ِ مَه ِيبًا<br />

.<br />

وَسَأ َل َ رَجُ‏ ل ٌ مُ‏ حَم َّ دَ‏ بْنَ‏ عُمَيْر ِ بْن ِ عُط َار ِدَ‏ وَعَت َّابَ‏ بْنَ‏ وَرْق َاءَ‏ فِي عَشْر ِ دِيَاتٍ‏ ف َق َال َ مُ‏ حَم َّ دٌ‏<br />

وَق َال َ عَت َّا بٌ‏<br />

ف َق َال َ مُ‏ حَم َّ دٌ‏<br />

: ال ْبَاقِي عَل َي َّ .<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ<br />

:<br />

:<br />

: ن ِعْمَ‏ ال ْعَوْن ُ ال ْيَسَا رُ‏ عَل َى ا ل ْمَ‏ جْدِ‏ .<br />

: بَعْدَ‏ ذ َلِكَ‏ أ َك َانَتْ‏ ل َك إل َى هَذ َا حَا جَة ٌ ؟ ق َال َ<br />

: عَل َي َّ دِ‏ يَ‏ ٌة .<br />

ف َل َوْ‏ ك ُنْتُ‏ مُث ْرًى ب ِمَال ٍ ك َثِير ٍ ل َ جُدْتُ‏ وَك ُنْتُ‏ ل َهُ‏ بَاذِل َا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َا تُسْتَط َا عُ‏ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏<br />

مَال ُهَا ف َاضِل ًا وَك َان َ يُق َال ُ : الد َّرَ‏ اهِمُ‏ مَرَاهِمُ‏ ؛ لِأ َن َّهَا تُدَاو ِي ك ُ ل َّ جُرْح ٍ ، وَ‏ يَطِيبُ‏ ب ِهَا ك ُ ل ُّ صُل ْ ح ٍ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْ جَل َّال ِ : رُ‏ ز ِق ْتُ‏ مَال ًا وَل َمْ‏ أ ُرْزَقْ‏ مُرُوءَ‏ تَهُ‏ وَمَا ا ل ْمُرُوءَة ُ إل َّا ك َث ْرَة ُ ا ل ْمَال ِ إذ َا أ َرَدْتُ‏ رُق َىا ل ْعَل ْيَاءِ‏ يُق ْعِدُن ِي عَم َّا<br />

يُنَو ِّهُ‏ ب ِاسْمِي ر ِق َّة ُ ال ْ حَال ِ وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْف َق ْرُ‏ مَخْذ َ ل َة ٌ ، وَا ل ْغِنَى مَجْدَ‏ ل َة ٌ ‏،وَا ل ْبُؤْ‏ سُ‏ مَرْذ َ ل َة ٌ ، وَ‏ الس ُّؤَال ُ مَبْذ َ ل َ ٌة .<br />

وَق َال َ أ َوْ‏ سُ‏ بْنُ‏ حَجَر ٍ أ ُقِيمُ‏ ب ِدَ‏ ار ِا ل ْحَزْم ِ مَا دَ‏ امَ‏ حَزْمُهَا وَأ َحْرَى إذ َا حَال َتْ‏ ب ِأ َن ْ أ َتَحَو َّل َا ف َإ ِن ِّي وَجَدْتُ‏ ا لن َّا سَ‏ إل َّا أ َق َل َّهُمْ‏<br />

خِف َافَ‏ عُهُودٍ‏ يُك ْثِرُون َ الت َّث َق ُّل َا بَن ِي أ ُم ِّ ذِي ا ل ْمَال ِ ال ْك َثِير ِ يَرَوْ‏ نَهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ عَبْدًا سَي ِّدَا ل ْأ َمْر ِ جَحْف َل َا وَهُمْ‏ لِمُقِ‏ ل ِّ ا ل ْمَال ِ أ َوْ‏ ل َادُ‏<br />

عِل َّةٍ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مَحْضًا فِي ا ل ْعَشِيرَةِ‏ مِخْوَل َا وَق َال َب ِشْرٌ‏ الض َّر ِ يرُ‏ : ك َف َى حُزْنًا أ َن ِّي أ َ رُوحُ‏ وَأ َغ ْتَدِي وَمَا لِي مِنْ‏ مَال ٍ أ َ صُون ُ<br />

ب ِهِ‏ عِرْضِي وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ مَا أ َل ْق َى الص َّدِ‏ يقَ‏ ب ِمَرْحَبًا وَذ َلِكَ‏ ل َا يَك ْفِي ا لص َّدِ‏ يقَ‏ وَل َا يُرْضِي وَق َال َ آخَرُ‏ : أ َجَل َّك ق َوْمٌ‏ حِينَ‏ صِرْتَ‏<br />

إل َى ال ْغِنَى وَك ُ ل ُّ غ َن ِي ٍّ فِي ا ل ْعُيُونِ‏ جَلِي ل ُ وَل َيْسَ‏ ال ْغِنَى إل َّا غِنًى زَ‏ ي َّنَ‏ ال ْف َتَى عَشِي َّة َ يُق ْر ِي أ َوْ‏ غ َدَاة َ يُن ِي ل ُ وَق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ الن َّا سُ‏<br />

فِي تَف ْضِي ل ِ ال ْغِنَىوَ‏ ا ل ْف َق ْر ِ مَعَ‏ ا ت ِّف َاقِه ِمْ‏ أ َن َّ مَا أ َحْوَجَ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َق ْر ِمَ‏ ك ْرُوهٌ‏ ، وَمَا أ َ بْط َرَ‏ مِنْ‏ ا ل ْغِنَىمَ‏ ذ ْمُومٌ‏ ، ف َذ َهَبَق َوْمٌ‏ إل َى<br />

تَف ْضِي ل ِ ال ْغِنَى عَل َىا ل ْف َق ْر ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْغَن ِي َّ مُق ْتَدِرٌ‏ وَ‏ ا ل ْف َقِيرَ‏ عَا ج ِزٌ‏ ، وَا ل ْق ُدْ‏ رَة ُ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ ال ْعَجْز ِ<br />

.<br />

وَهَذ َا مَذ ْهَبُ‏ مَنْ‏ غ َل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ حُب ُّ ا لن َّبَاهَةِ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَذ َهَبَ‏ آخَرُون َ إل َى تَف ْضِي ل ِ ا ل ْف َق ْر ِ عَل َى ا ل ْغِنَى ؛ لِأ َن َّ ا ل ْف َقِيرَ‏ تَا ر ِكٌ‏ وَا ل ْغَن ِي َّمُل َاب ِ سٌ‏ ، وَ‏ تَرْكُ‏ الد ُّنْيَا أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ مُل َابَسَتِهَا .<br />

وَهَذ َا مَذ ْهَبُ‏ مَنْ‏ غ َل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ حُب ُّ ا لس َّل َامَةِ‏<br />

وَذ َهَبَ‏ آخَرُون َ إل َى تَف ْضِي ل ِ الت َّوَس ُّطِ‏ بَيْنَا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ ب ِأ َن ْ يَ‏ خْرُجَ‏ عَنْ‏ حَ‏ د ِّا ل ْف َق ْر ِ إل َى أ َدْنَى مَرَا تِب ِ ال ْغِنَى ؛ لِيَصِ‏ ل َ إل َى ف َضِيل َةِ‏<br />

ا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ ، وَ‏ يَسْل َمَ‏ مِنْ‏ مَذ َم َّةِ‏ ال ْ حَال َيْن ِ ، وَهَذ َا مَذ ْهَبُ‏ مَنْ‏ يَرَى تَف ْضِي ل َ ا لِاعْتِدَال ِ ، وَ‏ أ َن َّ خِيَارَ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ أ َوْسَاط ُهَا .<br />

وَق َدْ‏ مَضَى شَوَ‏ اهِدُ‏ ك ُ ل ِّ ف َر ِ يق ٍ فِي مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ب ِمَا أ َغ ْنَى عَنْ‏ إعَادَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَ‏ الس َّبَبُ‏ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ يَط ْل ُبَ‏ ا لز ِّ يَادَة َ وَ‏ يَق ْتَن ِيَ‏ ال ْأ َمْوَال َ ؛ لِيَد َّخِرَهَا لِوَل َدِهِ‏ ، وَيَخْل ُف ُهَا عَل َى وَرَث َتِهِ‏ ، مَعَ‏ شِد َّةِ‏ ضَن ِّهِ‏ عَل َى<br />

نَف ْسِهِ‏ ، وَك َف ِّهِ‏ عَنْ‏ صَرْفِ‏ ذ َلِكَ‏ فِي حَق ِّهِ‏ ، إشْف َاق ًا عَل َيْه ِمْ‏ مِنْ‏ ك َدْح ِ ا لط َّل َب ِ ، وَسُوءِا ل ْمُنْق َل َب ِ ، وَهَذ َا شَقِي ٌّ ب ِجَمْعِهَا ،<br />

مَأ ْ خُوذ ٌ ب ِو ِزْر ِهَا ، ق َدْ‏ اسْتَ‏ حَق َّ ا لل َّوْمَ‏ مِنْ‏ وُجُوهٍ‏ ل َا تَخْف َى عَل َى ذِي ل ُب ٍّ .<br />

مِنْهَا : سُوءُ‏ ظ َن ِّهِ‏ ب ِ خَا لِقِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَرْ‏ زُق ُهُمْ‏ إل َّا مِنْ‏ ج ِهَتِهِ‏ .


وَق َدْ‏ قِي ل َ : ق َتَ‏ ل َ ا ل ْق ُنُوط ُ صَاحِبَهُ‏ ، وَفِي حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِا َ لل َّهِ‏ رَ‏ احَة ُ ا ل ْق ُل ُوب ِ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ : ك َيْفَ‏ تَبْق َى عَل َى حَا ل َتِكَ‏ وَا لد َّهْرُ‏ فِي إحَا ل َتِكَ‏<br />

وَمِنْهَا الث ِّق َة ُ ب ِبَق َاءِ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى وَ‏ ل َدِهِ‏ مَعَ‏ نَوَا ئِب ِ ا لز َّمَانِ‏ وَمَصَا ئِب ِهِ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

: الد َّهْرُ‏ حَ‏ سُودٌ‏ ل َا يَأ ْتِي عَل َى شَيْءٍ‏ إل َّا غ َي َّرَهُ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: وَمِنْهَا<br />

: وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

: ا ل ْمَال ُ مَل ُو ل ٌ .<br />

: الد ُّنْيَا إن ْ بَقِيَتْ‏ ل َك ل َا تَبْق َى ل َهَا .<br />

مَا حُر ِمَ‏ مِنْ‏ مَنَافِع ِ مَا لِهِ‏ ، وَسُلِبَ‏ مِنْ‏ وُف ُور ِ حَا لِهِ‏ .<br />

إن َّمَا مَال ُك ل َك أ َوْ‏ لِل ْوَار ِثِ‏ أ َوْ‏ لِل ْجَائِ‏ حَةِ‏ ف َل َا تَك ُنْ‏ أ َشْق َى ا لث َّل َا ث َةِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ اط ْرَحْ‏ ك َوَ‏ اذِبَ‏ آمَالِك وَك ُنْ‏ وَ‏ ار ِث َ مَالِك .<br />

وَمِنْهَا مَا ل َ حِق َهُ‏ مِنْ‏ شَق َاءِ‏ جَمْعِهِ‏ ، وَ‏ نَا ل َهُ‏ مِنْ‏<br />

عَنَاءِ‏ ك َد ِّهِ‏ ، حَت َّى صَارَ‏ سَاعِيًا مَحْرُومًا ، وَجَاهِدً‏ ا مَذ ْمُومًا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ رُب َّ مَغْبُوطٍ‏ ب ِمَسَر َّةٍ‏ هِيَ‏ دَ‏ اؤُهُ‏ ، وَمَرْحُوم ٍ مِنْ‏ سَق َم ٍ هُوَ‏ شِف َاؤُهُ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : وَمَنْ‏ ك َل َّف َتْهُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ ف َوْ‏ قَ‏ ك َف َافِهَا ف َمَا يَنْق َضِي حَت َّى ال ْمَمَاتِ‏ عَنَاؤُهُ‏ وَمِنْهَا<br />

وَآ ث َامِهِ‏ ، وَيُ‏ حَاسَبُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ تَب ِعَا تِهِ‏ وَ‏ أ َجْرَ‏ امِهِ‏ .<br />

:<br />

مَا يُؤَ‏ اخَذ ُ ب ِهِ‏ مِنْ‏ و ِزْر ِهِ‏<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ أ َن َّ هِشَامَ‏ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ ل َم َّا ث َق ُ ل َ بُك َاءُ‏ وَ‏ ل َدِهِ‏ عَل َيْهِ‏ ق َال َ ل َهُمْ‏ : جَادَ‏ ل َك ُمْ‏ هِ‏ شَامٌ‏ ب ِالد ُّنْيَا وَجُدْتُمْ‏ عَل َيْهِ‏ ب ِال ْبُك َاءِ‏<br />

، وَ‏ تَرَكَ‏ ل َك ُمْ‏ مَا ك َسَبَ‏ وَ‏ تَرَك ْتُمْ‏ عَل َيْهِ‏ مَا اك ْتَسَبَ‏ ، مَا أ َسْوَ‏ أ ُ حَال ِ هِشَام ٍ إن ْ ل َمْ‏ يَغْفِرْ‏ ا لل َّهُ‏ ل َهُ‏<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَىمَ‏ حْمُودٌ‏ ا ل ْوَ‏ ر َّا قُ‏ ف َق َال َ<br />

.<br />

: تَمَت َّعْ‏ ب ِمَالِك ق َبْ‏ ل َ ال ْمَمَاتِ‏ وَإ ِل َّا ف َل َا مَال َ إن ْ أ َ نْتَ‏ مُت َّا شَقِيتَ‏ ب ِهِ‏ ث ُ م َّ خَل َّف ْتَهُ‏<br />

لِغَيْر ِك بُعْدًا وَسُحْق ًا وَمَق ْتَا ف َجَادُوا عَل َيْك ب ِزُور ِ ا ل ْبُك َاءِ‏ وَجُدْتَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ب ِمَا ق َدْ‏ جَمَعْتَاوَ‏ أ َرْهَنْتَهُمْ‏ ك ُ ل َّ مَا فِي يَدَيْك<br />

وَخَل َّوْك رَهْنًا ب ِمَا ق َدْ‏ ك َسَبْتَا وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ } ا ل ْعَب َّا سَ‏ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمُط َّلِب ِ جَاءَ‏ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ يَا رَسُول َ<br />

الل َّهِ‏ وَل ِّن ِي .<br />

ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

يَا عَب َّا سُ‏ يَا عَ‏ م َّ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َلِي ل ٌ يَك ْفِيك خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ك َثِير ٍ يُرْدِيك ،<br />

يَا عَب َّا سُ‏ يَا عَ‏ م َّ الن َّب ِي ِّنَف ْ سٌ‏ تُنْج ِيهَاخَيْرٌ‏ مِنْ‏ إمَارَةٍ‏ ل َا تُحْصِيهَا ، يَا عَب َّا سُ‏ يَا عَ‏ م َّ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ ا ل ْإ ِمَارَة َ<br />

أ َو َّل ُهَانَدَ‏ امَة ٌ ، وَأ َوْسَط ُهَا مَل َامَة ٌ ، وَآخِرُهَا خِزْيٌ‏ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏ .<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إل َّا مَنْ‏ عَدَل َ .<br />

ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : ك َيْفَ‏ تَعْدِ‏ ل ُون َ مَعَ‏ ا ل ْأ َق َار ِب ِ<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِل ْحَسَن ِ ال ْبَصْر ِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ إن ِّي أ َخَافُا ل ْمَوْتَ‏ وَ‏ أ َك ْرَهُهُ‏<br />

ف َق َال َ<br />

. {<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ<br />

إن َّك خَل َّف ْتَ‏ مَال َك وَ‏ ل َوْ‏ ق َد َّمْتَهُ‏ ل َسَر َّك ا لل ُّ حُو ق ِ ب ِهِ‏<br />

ال ْ حِك َم ِ ك َث ْرَة ُ مَال ِ ا ل ْمَي ِّتِ‏ تُعَز ِّي وَرَ‏ ث َتَهُ‏ عَنْهُ‏ .<br />

.<br />

ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ ف َق َال َ وَزَ‏ ادَ‏ ‏:أ َ بْق َيْتَ‏ مَال َك مِيرَا ث ًا لِوَ‏ ار ِ ثِهِ‏ ف َل َيْتَ‏ شِعْر ِي مَا أ َبْق َى ل َك ا ل ْمَال ُ ال ْق َوْمُ‏ بَعْدَك<br />

فِي حَال ٍ تَسُر ُّهُمْ‏ ف َك َيْفَ‏ بَعْدَهُمْ‏ حَال َتْ‏ ب ِك ا ل ْحَال ُ مَل ُّوا ا ل ْبُك َاءَ‏ ف َمَا يُبْكِيكَ‏ مِنْ‏ أ َحَدٍوَ‏ اسْتَحْك َمَ‏ ال ْق َوْل ُ فِي ا ل ْمِيرَاثِ‏<br />

وَال ْق َال ُ وَل َّتْهُمْ‏ عَنْك دُنْيَا أ َق ْبَل َتْ‏ ل َهُمْ‏ وَأ َدْ‏ بَرَتْ‏ عَنْك وَال ْأ َي َّامُ‏ أ َحْوَ‏ ال ُ وَا لس َّبَبُ‏ ا لر َّا ب ِعُ‏ أ َن ْ يَ‏ جْمَعَ‏ ا ل ْمَال َ وَ‏ يَط ْل ُبَهُ‏ اسْتِ‏ حْل َا ل ًا<br />

:


لِ‏ جَمْعِهِ‏ ، وَشَغَف ًا ب ِاحْتِرَ‏ امِهِ‏ .<br />

} :<br />

}<br />

ف َهَذ َا أ َسْوَ‏ أ ُ ا لن َّا س ِ حَال ًا فِيهِ‏ ، وَأ َشَد ُّهُمْ‏ حُزْنًا ل َهُ‏ ، ق َدْ‏ تَوَج َّهَتْ‏ إ ل َيْهِ‏ سَا ئِرُ‏ ا ل ْمَل َاو ِم ِ حَت َّى صَارَ‏ وَ‏ بَا ل ًا عَل َيْهِ‏ وَمَ‏ ذ َ ام َّ .<br />

وَفِي مِث ْلِهِ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَا َل َّذِينَ‏ يَك ْن ِزُون َ الذ َّهَبَ‏ وَا ل ْفِض َّة َ وَل َا يُنْفِق ُونَهَا فِي سَب ِي ل ِ ا لل َّهِ‏ ف َبَش ِّرْهُمْ‏ ب ِعَذ َ اب ٍ أ َ لِيم ٍ<br />

ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

{<br />

:<br />

تَبا لِلذ َّهَب ِ تَبا لِل ْفِض َّةِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

ف َشَق َّ ذ َ لِكَ‏ عَل َى أ َ صْحَاب ِ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال ُوا : أ َي ُّ مَال ٍ نَت َّخِذ ُ ؟ ف َق َال َ عُمَرُ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َنَا أ َعْل َمُ‏<br />

ل َك ُمْ‏ ذ َ لِكَ‏ ، ف َق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن َّ أ َصْ‏ حَابَك ق َدْ‏ شَق َّ عَل َيْه ِمْ‏ ف َق َال ُوا أ َي ُّ مَال ٍ نَت َّ خِذ ُ ؟ ف َق َال َ لِسَا نًا ذ َاكِرًا ، وَق َل ْبًا<br />

شَاكِرًا ، وَزَوْجَة ً مُؤْمِنَة ً تُعِينُ‏ أ َحَدَك ُمْ‏ عَل َى دِ‏ ين ِهِ‏ { .<br />

وَرَوَى شَهْرُ‏ بْنُ‏ حَوْشَب ٍ عَنْ‏ أ َب ِي أ ُمَامَة َ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

} :<br />

ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : ك َي َّة ٌ .<br />

ث ُ م َّ مَاتَ‏ آخَرُ‏ ف َوُج ِدَ‏ فِي مِئ ْزَر ِهِ‏ دِ‏ ينَارَ‏ انِ‏ ، ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ك َي َّتَانِ‏<br />

مَاتَ‏ رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا لص ُّف َّةِ‏ ف َوُج ِدَ‏ فِي مِئ ْزَر ِهِدِ‏ ينَا رٌ‏ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى<br />

. {<br />

وَإ ِن َّمَا ذ َك َرَ‏ ذ َ لِكَ‏ فِيه ِمَا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ق َدْ‏ مَاتَ‏ عَل َى عَهْدِهِ‏ مَنْ‏ تَرَكَ‏ أ َمْوَال ًا جَم َّة ً ، وَأ َحْوَال ًا ضَ‏ خْمَة ً ، ف َل َمْ‏ يَك ُنْ‏ فِيهِ‏ مَا ك َان َ<br />

فِي هَذ َ يْن ِ ؛ لِأ َن َّهُمَا تَظ َاهَرَ‏ ا ب ِا ل ْق َنَاعَةِ‏ وَاحْتَجْنَا مَا ل َيْسَ‏ ب ِه ِمَا إل َيْهِ‏ حَا جَة ٌ ف َصَارَ‏ مَا<br />

احْتَ‏ جْنَاهُ‏ و ِزْرًا عَل َيْه ِمَا ، وَعِق َا بًا ل َهُمَا .<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

إذ َا ك ُنْتَ‏ ذ َا مَال ٍ وَل َمْ‏ تَك ُنْ‏ ذ َا نَدًى ف َأ َ نْتَ‏ إذ ًا وَا ل ْمُق ْتِرُون َ سَوَ‏ اءُ‏ عَل َى أ َن َّ فِي ال ْأ َمْوَال ِ يَوْمًا تِبَاعَة ً<br />

:<br />

عَل َى أ َهْلِهَا وَال ْمُق ْتِرُون َ بَرَ‏ اءُ‏ وَأ َ نْشَدْتُ‏ عَنْ‏ الر َّ ب ِيع ِ لِلش َّافِعِي ِّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ إن َّ ال َّذِي رُز ِ قَ‏ ا ل ْيَسَارَ‏ وَل َمْ‏ يُصِبْ‏ حَمْدًا<br />

وَل َا أ َجْرًا ل َغَيْرُ‏ مُوَف َّق ِ وَ‏ ال ْ ج ِ د ُّ يُدْن ِي ك ُ ل َّ شَيْءٍ‏ شَاسِع ٍ وَا ل ْج ِ د ُّ يَف ْتَ‏ حُ‏ ك ُ ل َّ بَاب ٍ مُغْل َق ِ وَ‏ أ َحَق ُّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ ب ِا ل ْهَ‏ م ِّامْرُؤٌ‏ ذ ُو هِم َّةٍ‏<br />

عُل ْيَا وَعَيْش ٍ ضَي ِّق ِ وَمِنْ‏ ا لد َّ لِي ل ِ عَل َى ا ل ْق َضَاءِ‏ وَك َوْ‏ ن ِهِ‏ بُؤْ‏ سُ‏ الل َّب ِيب ِ وَطِيبُ‏ عَيْش ِ ال ْأ َحْمَق ِ ف َإ ِذ َا سَمِعْتَ‏ ب ِأ َن َّ مَجْدُودًا<br />

حَوَى عُودًا ف َأ َوْرَ‏ قَ‏ فِي يَدَ‏ يْهِ‏ ف َ حَق ِّقْ‏ وَإ ِذ َا سَمِعْتَ‏ ب ِأ َن َّ مَخْذ ُول ًا أ َتَى مَاءً‏ لِيَشْرَ‏ بَهُ‏ ف َ جَف َّ ف َصَد ِّ قْ‏ ا لل ُّب ُّ ال ْعَق ْ ُل<br />

تَق ُول ُ ‏:ل َب ِيبٌ‏ ذ ُو ل ُب ٍّ .<br />

وَ‏ ال ْ ج ِ د ُّ فِي ا لل ُّغَةِ‏ ال ْ حَظ ُّ ، وَهُوَ‏ ال ْبَخْتُ‏ ، وَ‏ ال ْجَ‏ د ُّ أ َيْضًا ا ل ْعَظ َمَة ُ .<br />

وَمِنْهُ‏ ق َوْله تَعَال َى<br />

.<br />

:<br />

} وَأ َ ن َّهُ‏ تَعَا ل َى جَ‏ د ُّ رَب ِّنَا<br />

. {<br />

وَ‏ ال ْ جَ‏ د ُّ مَصْدَ‏ رُ‏ جَ‏ د َّ ا لش َّيْءُ‏ إذ َا ق ُطِعَ‏ وَ‏ ال ْ ج ِ د ُّ ب ِال ْك َسْر ِ ا لِا نْكِمَا شُ‏ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ أ َيْ‏ ا لِاجْتِهَادُ‏ فِيهَا ، وَهُوَ‏ أ َيْضًا ال ْ حَق ُّ ضِ‏ د ُّ<br />

ا ل ْهَزْل ِ .<br />

وَ‏ ب ِال ْ حَاءِ‏ إذ َا مَنَعَ‏ ا لر ِّزْ‏ قَ‏ وَمَ‏ جْدٌ‏ مَ‏ جْدُودٍ‏ ل َا يُق َال ُ فِيه ِمَا إل َّا ب ِمَا ل َمْ‏ يُسَ‏ م َّ ف َاعِل ُهُ‏<br />

.<br />

وَآف َة ُ مَنْ‏ بُلِيَ‏ ب ِا ل ْ جَمْع ِ وَالِاسْتِك ْث َار ِ ، وَمُن ِيَ‏ ب ِال ْإ ِمْسَاكِ‏ وَا لِاد ِّخَار ِ ، حَت َّى ا نْصَرَفَ‏ عَنْ‏ رُشْدِهِ‏ ف َغَوَى ، وَ‏ انْ‏ حَرَفَ‏ عَنْ‏ سُنَن ِ<br />

ق َصْدِهِ‏ ف َهَوَى ، أ َن ْيَسْتَوْ‏ لِيَ‏ عَل َيْهِ‏ حُب ُّ ا ل ْمَال ِ وَ‏ بُعْدُ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ ف َيَبْعَث ُهُ‏ حُب ُّ ا ل ْمَال ِ عَل َىا ل ْحِرْص ِ فِي ط َل َب ِهِ‏ ، وَ‏ يَدْعُوهُ‏ بُعْدُ‏<br />

ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ عَل َى الش ُّ ح ِّ ب ِهِ‏ .<br />

وَال ْحِرْصُ‏ وَا لش ُّ ح ُّأ َصْ‏ ل ٌ لِك ُ ل ِّ ذ َم ٍّ ، وَسَبَبٌ‏ لِك ُ ل ِّ ل ُؤْم ٍ ؛ لِأ َن َّ ا لش ُّ ح َّ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ أ َدَ‏ اءِ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَيَبْعَث ُ عَل َى ا ل ْق َطِيعَةِ‏<br />

وَال ْعُق ُو ِق .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْغَن ِي ُّ<br />

:<br />

} شَر ُّ مَا أ ُعْط َى ال ْعَبْدُ‏ شُ‏ ح ٌّهَالِعٌوَجُبْنٌ‏ خَالِعٌ‏<br />

. {


ال ْبَخِيل ُ ك َا ل ْق َو ِي ِّ ال ْ جَبَانِ‏ .<br />

وَأ َم َّا ال ْحِرْصُ‏ ف َيَسْل ُبُ‏ ف َضَائِ‏ ل َ ا لن َّف ْس ِ ؛ لِاسْتِيل َا ئِهِ‏ عَل َيْهَا ، وَ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ا لت َّوَف ُّر ِ عَل َى ا ل ْعِبَادَةِ‏ ؛ لِتَشَاغ ُلِهِ‏ عَنْهَا ، وَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى<br />

ا لت َّوَر ُّطِ‏ فِي ا لش ُّبُهَاتِ‏ ؛ لِقِل َّةِ‏ تَ‏ حَر ُّز ِهِ‏ مِنْهَا .<br />

وَهَذِهِ‏ الث َّل َاث ُ خِصَال ُ هُن َّ جَامِعَاتُ‏ ا لر َّذ َ ائِ‏ ل ِ ، سَا لِبَاتُ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ ، مَعَ‏ أ َن َّ ال ْ حَر ِ يصَ‏ ل َا يَسْتَز ِيدُ‏ ب ِ حِرْ‏ صِهِ‏ ز ِ يَادَة ً عَل َى ر ِزْقِهِ‏<br />

سِوَى إذ ْ ل َال ِ نَف ْسِهِ‏ ، وَإ ِسْ‏ خَاطِ‏ خَا لِقِهِ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ‏{ا ل ْحَر ِيصُ‏ ال ْ جَاهِدُ‏ وَال ْق َنُو عُ‏ ا لز َّ ائِدُ‏ يَسْتَوْفِيَانِ‏ أ َك ْل َهُمَا غ َيْرُ‏ مُنْتَقِص ٍ<br />

مِنْهُ‏ شَ‏ يْءٌ‏ ، ف َعَل َامَ‏ ا لت َّهَاف ُتُ‏ فِي ا لن َّار ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

. {<br />

: ال ْحِرْصُ‏ مَف ْسَدَة ٌ لِلد ِّ ين ِ وَا ل ْمُرُوءَةِ‏ ، وَا َ لل َّهِ‏ مَا عَرَف ْتُ‏ مِنْ‏ وَجْهِ‏ رَجُ‏ ل ٍ حِرْصًا ف َرَأ َ يْتُ‏ أ َن َّ فِيهِ‏<br />

مُصْط َنَعًا .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ ‏:ا ل ْحَر ِيصُ‏ أ َسِيرُ‏ مَهَا نَةٍ‏ ل َا يُف َك ُّ أ َسْرُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ا ل ْمَق َادِ‏ يرُ‏ ا ل ْغَا لِبَة ُ ل َا تُنَال ُ ب ِا ل ْمُغَا ل َبَةِ‏ ، وَال ْأ َرْزَاقُا ل ْمَك ْتُو بَة ُ ل َا تُنَال ُ ب ِا لش ِّ د َّةِ‏ وَا ل ْمُط َا ل َبَةِ‏ ، ف َذ َ ل ِّ ل ْ لِل ْمَق َادِ‏ ير ِ<br />

نَف ْسَك وَاعْل َمْ‏ ب ِأ َن َّك غ َيْرُ‏ نَائِ‏ ل ٍ ب ِا ل ْحِرْص ِ إل َّا حَظ َّك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : رُب َّ حَظ ٍّ أ َدْرَك َهُ‏ غ َيْرُ‏ ط َالِب ِهِ‏ ، وَدُ‏ ر ٍّ أ َحْرَزَهُ‏ غ َيْرُ‏ جَا لِب ِهِ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِمُ‏ حَم َّدِ‏ بْن ِ حَاز ِم ٍ<br />

:<br />

.<br />

يَا أ َسِيرَ‏ ا لط َّمَع ِ ا ل ْك َاذِب ِ فِي غِ‏ ل ِّ ال ْهَوَانِ‏ إن َّ عِز َّ ا ل ْيَأ ْ س ِ خَيْرٌ‏ ل َك مِنْ‏ ذ ُل ِّ<br />

ا ل ْأ َمَا ن ِي سَامِحْ‏ الد َّهْرَ‏ إذ َا عَز َّ وَخُذ ْ صَف ْوَ‏ ا لز َّمَانِ‏ إن َّمَا أ ُعْدِمَ‏ ذ ُوال ْ حِرْص ِ وَأ ُ ث ْر ِيَ‏ ذ ُوا ل ْتَوَا ن ِي وَل َيْسَ‏ لِل ْ حَر ِ يص ِغ َايَة ٌ<br />

مَق ْ صُودَة ٌ يَقِفُ‏ عِنْدَهَا ، وَل َان ِهَايَة ٌمَ‏ حْ‏ دُودَة ٌ يَق ْنَعُ‏ ب ِهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ إذ َا وَصَ‏ ل َ ب ِال ْ حِرْص ِ إل َى مَا أ َم َّ ل َ أ َغ ْرَ‏ اهُ‏ ذ َلِكَ‏ ب ِز ِ يَادَةِ‏ ال ْ حِرْص ِ<br />

وَ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَصِ‏ ل ْ رَأ َى إ ضَاعَة َ ال ْغِنَى ل ُؤْمًا ، وَالص َّبْرَ‏ عَل َيْهِ‏ حَزْمًا ، وَ‏ صَارَ‏ ب ِمَا سَل َفَ‏ مِنْ‏ رَجَا ئِهِ‏ أ َق ْوَى رَجَاءً‏ وَ‏ أ َبْسَط َ<br />

أ َمَل ًا<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى<br />

ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } يَشِيبُ‏ ا بْنُ‏ آدَمَ‏ وَيَبْق َى مَعَهُ‏ خَصْل َتَانِ‏ ال ْحِرْصُ‏ وَ‏ ا ل ْأ َمَ‏ ل ُ<br />

. {<br />

.<br />

وَقِي ل َ لِل ْمَسِي ح ِ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ : مَا بَال ُ ا ل ْمَشَاي ِ خ ِ أ َحْر ِصُ‏ عَل َى الد ُّنْيَا مِنْ‏ الش َّبَاب ِ ؟ ق َال َ : ؛ لِأ َ ن َّهُمْ‏ ذ َاق ُوا مِنْ‏ ط َعْم ِ الد ُّنْيَا<br />

مَا ل َمْ‏ يَذ ُق ْهُ‏ الش َّبَابُ‏<br />

وَ‏ ل َوْ‏ صَدَ‏ قَ‏ ال ْحَر ِيصُ‏ نَف ْسَهُ‏ وَ‏ اسْتَنْصَ‏ حَ‏ عَق ْل َهُ‏ ل َعَلِمَ‏ أ َن َّ مِنْ‏ تَمَام ِ الس َّعَادَةِ‏ وَحُسْن ِ الت َّوْفِيق ِ ا لر ِّ ضَاءَ‏ ب ِا ل ْق َضَاءِ‏ وَ‏ ا ل ْق َنَاعَة َ<br />

ب ِا ل ْق َسْم ِ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

حُر ِمْتُمُوهُ‏ ف َل َنْ‏ تَنَا ل ُوهُ‏ وَ‏ ل َوْ‏ حَرَصْتُمْ‏<br />

وَرُو ِيَ‏<br />

:<br />

. {<br />

}<br />

} اق ْتَصِدُو ا فِي ا لط َّل َب ِ ف َإ ِن َّ مَا رُ‏ ز ِق ْتُمُوهُ‏ أ َشَد ُّ ط َل َبًا ل َك ُمْ‏ مِنْك ُمْ‏ ل َهُ‏ وَمَا<br />

أ َن َّ ج ِبْر ِ ي ل َ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ - هَبَط َ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ<br />

وَ‏ تَعَال َى - يَق ْرَأ ُ عَل َيْك الس َّل َامَ‏ وَ‏ يَق ُول ُ ل َك اق ْرَأ ْ ب ِسْم ِ ا لل َّهِ‏ ا لر َّحْمَن ِ ا لر َّحِيم ِ<br />

أ َزْوَ‏ اجًا مِنْهُمْ‏ زَهْرَة َ ال ْ حَيَاةِ‏ الد ُّنْيَا لِنَف ْتِنَهُمْ‏ فِيهِ‏ وَر ِزْ‏ قُ‏ رَب ِّك خَيْرٌ‏ وَأ َبْق َى<br />

- تَبَارَكَ‏ إن َّ ا لل َّهَ‏ :<br />

:<br />

:<br />

ف َأ َمَرَ‏ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مُنَادِيًا يُنَادِي<br />

. {<br />

:<br />

.<br />

وَقِي ل َ ‏:مَ‏ ك ْتُو بٌ‏ فِي بَعْض ِ ا ل ْك ُتُب ِ : رُد ُّوا أ َبْصَارَك ُمْ‏ عَل َيْك ُمْ‏ ف َإ ِن َّ ل َك ُمْ‏ فِيهَا شُغْل ًا .<br />

وَق َال َ مُ‏ جَاهِ‏ دٌ‏ فِي تَأ ْو ِ ي ل ِ ق َوْله تَعَال َى<br />

} وَل َا تَمُ‏ د َّن َّ عَيْنَيْكَ‏ إل َى مَا مَت َّعْنَا ب ِهِ‏<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَتَأ َد َّبْ‏ ب ِأ َدَب ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى تَق َط َّعَتْ‏ نَف ْسُهُ‏ عَل َى الد ُّنْيَا حَسَرَاتِ‏<br />

{<br />

:<br />

} ف َل َنُ‏ حْي ِيَن َّهُ‏ حَيَاة ً ط َي ِّبَة ً<br />

: ب ِا ل ْق َنَاعَةِ‏ . ق َال َ {


:<br />

وَق َال َ أ َك ْث َمُ‏ بْنُ‏ صَيْفِي ٍّ : مَنْ‏ بَا عَال ْ حِرْصَ‏ ب ِا ل ْق َنَاعَةِ‏ ظ َف َرَ‏ ب ِال ْغِنَى وَا لث َّرْوَةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : ق َدْ‏ يَ‏ خِيبُ‏ ال ْ جَاهِدُ‏ الس َّاعِي ، وَ‏ يَظ ْف َرُ‏ ال ْوَادِعُ‏ ال ْهَادِي .<br />

ف َأ َخَذ َهُا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ ف َق َال َ ل َمْ‏ أ َ ل ْقَ‏ مَق ْدُورًا عَل َىاسْتِ‏ حْق َاقِهِ‏ فِي ال ْ حَظ ِّ إم َّا نَاقِصًا أ َوْ‏ زَائِدَا وَعَ‏ ج ِبْتُ‏ لِل ْمَ‏ حْدُودِ‏ يُ‏ حْرَمُ‏ نَا صِبًا<br />

ك َل َف ًا وَلِل ْمَ‏ جْدُودِ‏ يَغْنَمُ‏ ق َاعِدَا مَا خَط ْبُ‏ مَنْ‏ حُر ِمَ‏ ال ْإ ِرَ‏ ادَة َ ق َاعِدًا<br />

خَط ْبُ‏ ال َّذِي حُر ِمَ‏ ا ل ْإ ِرَادَة َ جَاهِدَا وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

ف َقِيرًا وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

:<br />

مُك ْثِرًا .<br />

:<br />

إن َّ مَنْ‏ ق َنَعَ‏ ك َان َ غ َن ِيا وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مُق ْتِرًا ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَق ْنَعْ‏ ك َان َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ إذ َا ط َل َبْتَا ل ْعِز َّ ف َاط ْل ُبْهُ‏ ب ِا لط َّاعَةِ‏ ، وَإ ِذ َا ط َل َبْتَ‏ ال ْغِنَى ف َاط ْل ُبْهُ‏ ب ِا ل ْق َنَاعَةِ‏ ، ف َمَنْ‏ أ َط َا عَ‏ ا لل َّهَ‏ - عَز َّ وَجَ‏ ل َّ<br />

- عَن َّ نَصْرُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ل َز ِمَ‏ ا ل ْق َنَاعَة َ زَ‏ ال َ ف َق ْرُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاِء : ا ل ْق َنَاعَة ُ عِز ُّ ا ل ْمُعْسِر ِ ، وَ‏ الص َّدَق َة ُ حِرْزُ‏ ا ل ْمُوسِر ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ إن ِّي أ َرَى مَنْ‏ ل َهُ‏ ق ُنُو عٌ‏ يُدْر ِكُ‏ مَا نَال َ أ َوْ‏ تَمَن َّى وَالر ِّزْقُ‏ يَأ ْتِي ب ِل َا عَنَاءٍ‏ وَرُب َّمَا ف َاتَ‏ مَنْ‏ تَعَن َّى وَا ل ْق َنَاعَة ُ<br />

ق َدْ‏ تَك ُون ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏ .<br />

.<br />

ف َال ْوَجْهُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ : أ َن ْ يَق ْنَعَب ِا ل ْبُل ْغَةِ‏ مِنْ‏ دُ‏ نْيَاهُ‏ ، وَ‏ يَصْر ِفَ‏ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ ا لت َّعَر ُّض ِ لِمَا سِوَ‏ اهُ‏ .<br />

وَهَذ َا أ َعْل َى مَنَاز ِل ِ ا ل ْق َنَاعَةِ‏<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

إذ َا شِئ ْتَ‏ أ َن ْ تَ‏ حْيَا غ َن ِيا ف َل َا تَك ُنْ‏ عَل َى حَا ل َةٍ‏ إل َّا رَ‏ ضِيتَ‏ ب ِدُون ِهَا وَق َال َ مَالِكُ‏ بْنُ‏ دِينَار ٍ : أ َزْهَدُ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏<br />

ل َا تَتَ‏ جَاوَزُ‏ رَغ ْبَتُهُ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا بُل ْغَتِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : الر ِّضَى ب ِال ْك َف َافِ‏ يُؤَد ِّي إل َى ال ْعَف َافِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاِء<br />

:<br />

يَا رُب َّ ضَي ِّق ٍ أ َف ْضَ‏ ل ِ مِنْ‏ سَعَةٍ‏ ، وَعَنَاءٍ‏ خَيْر ٍ مِنْ‏ دَعَةٍ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ ، وَذ َك َرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َالِب ٍ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْه ِهِ‏ - : أ َف َادَ‏ تْن ِي ا ل ْق َنَاعَة ُ ك ُ ل َّ عِز ٍّ وَأ َي ُّ غِنًى<br />

أ َعَز ُّ مِنْ‏ ال ْق َنَاعَهْ‏ ف َصَي ِّرْهَا لِنَف ْسِك رَأ ْ سَ‏ مَال ٍ وَصَي ِّرْ‏ بَعْدَهَا الت َّق ْوَى ب ِضَاعَهْ‏ تَ‏ حَر َّزْ‏ حِينَ‏ تَغْنَى عَنْ‏ ب ِ خَيْ‏ ل ٍ وَ‏ تَنَع َّمْ‏ فِي ال ْ ج ِنَانِ‏<br />

ب ِصَبْر ِ سَاعَهْ‏ وَال ْوَجْهُ‏ الث َّان ِي<br />

:<br />

وَهَذِهِ‏ أ َوْسَط ُ حَال ِ ا ل ْمُق ْتَن ِع ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ر ِ زْق ُهُ‏ ،<br />

وَ‏ إ ِن ْ هَتَكَ‏ ا ل ْحِ‏ جَابَ‏ ل َمْ‏ يَز ِدْ‏ فِي ر ِزْقِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ<br />

أ َن ْ تَنْتَه ِيَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْق َنَاعَة ُ إل َى ا ل ْكِف َا يَةِ‏ ، وَيَ‏ حْذِفُ‏ ا ل ْف ُضُول َ وَالز ِّيَادَة َ .<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

مَا ف َوْ‏ قَ‏ ا ل ْك َف َافِإسْرَ‏ افٌ‏ .<br />

مَنْ‏ رَضِيَ‏ ب ِا ل ْمَق ْدُور ِ ق َنَعَ‏ ب ِا ل ْمَيْسُور ِ .<br />

مَا مِنْ‏ عَبْدٍ‏ إل َّا بَيْنَهُ‏ وَ‏ بَيْنَ‏ ر ِزْقِهِ‏ حِ‏ جَا بٌ‏ ، ف َإ ِن ْ ق َنَعَ‏ وَاق ْتَصَدَ‏ أ َ تَاهُ‏<br />

: تَط ْل ُبُا ل ْأ َك ْث َرَ‏ فِي الد ُّنْيَا وَق َدْ‏ تَبْل ُغ ُ ا ل ْحَاجَة َ مِنْهَا ب ِال ْأ َق َ ل ِّ وَأ َ نْشَدْتُ‏ لِإ ِ بْرَ‏ اهِيمَ‏ بْن ِ ا ل ْمُدَ‏ ب َّر ِ : إن َّ ا ل ْق َنَاعَة َ<br />

:<br />

وَال ْعَف َافَ‏ ل َيُغْن ِيَانِ‏ عَنْ‏ ال ْغِنَى ف َإ ِذ َا صَبَرْتَ‏ عَنْ‏ ال ْمُنَى ف َاشْك ُرْ‏ ف َق َدْ‏ ن ِل ْتَ‏ ال ْمُنَى وَا ل ْوَجْهُ‏ ا لث َّا لِث ُ أ َن ْ تَنْتَه ِيَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْق َنَاعَة ُ إل َى<br />

ال ْوُق ُوفِ‏ عَل َى مَا سَنَ‏ حَ‏ ف َل َا يَك ْرَهُ‏ مَا أ َ تَاهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ك َثِيرًا ، وَل َا يَط ْل ُبُ‏ مَا تَعَذ َّرَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ يَسِيرًا .<br />

وَهَذِهِ‏ ال ْ حَال ُ أ َدْنَى مَنَاز ِل ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْق َنَاعَةِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهَا مُشْتَرَك َة ٌ بَيْنَ‏ رَغ ْبَةٍ‏ وَرَهْبَةٍ‏ .<br />

أ َم َّا الر َّغ ْبَة ُ ؛ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَك ْرَهُ‏ ا لز ِّ يَادَة َ عَل َى ا ل ْكِف َا يَةِ‏ إذ َا سَنَ‏ حَتْ‏ .<br />

وَأ َم َّا الر َّهْبَة ُ ؛ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَط ْل ُبُ‏ ا ل ْمُتَعَذ َّرَ‏ عَنْ‏ نُق ْصَانِ‏ ا ل ْمَاد َّةِ‏ إذ َا تَعَذ َّرَتْ‏ .


وَفِي مِث ْلِهِ‏ ق َال َ ذ ُو ا لن ُّونِ‏ - رَحْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْهِ‏ - : مَنْ‏ ك َانَتْ‏ ق َنَاعَتُهُ‏ سَمِينَة ً ط َابَتْ‏ ل َهُ‏ ك ُ ل ُّ مَرَق َةٍ‏ .<br />

} :<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رَوَى ال ْحَسَنُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ ، عَنْ‏ جَد ِّهِ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمْ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

الد ُّنْيَا دُوَ‏ ل ٌ ف َمَا ك َان َ مِنْهَا ل َك أ َ تَاك عَل َى ضَعْفِك ، وَمَا ك َان َ مِنْهَا عَل َيْك ل َمْ‏ تَدْف َعْهُ‏ ب ِق ُو َّتِك ، وَمَنْ‏ ا نْق َط َعَ‏ رَجَاؤُهُ‏ مِم َّا<br />

ف َاتَ‏ اسْتَرَاحَ‏ بَدَ‏ نُهُ‏ ، وَمَنْ‏ رَضِيَ‏ ب ِمَا رَزَق َهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ق َر َّتْ‏ عَيْنُهُ‏<br />

. {<br />

وَق َال َ أ َبُو حَاز ِم ٍا ل ْأ َعْرَجُ‏ وَجَدْتُ‏ شَيْئ َيْن ِ : شَيْئ ًا هُوَ‏ لِي ل َنْ‏ أ َعْ‏ جَل َهُ‏ ق َبْ‏ ل َ أ َجَلِهِ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ط َل َبْتُهُ‏ ب ِق ُو َّةِ‏ الس َّمَوَ‏ اتِوَ‏ ا ل ْأ َرْض ِ ، وَشَيْئ ًا<br />

هُوَ‏ لِغَيْر ِي وَذ َلِكَ‏ مِم َّا ل َمْ‏ أ َ نَل ْهُ‏ فِيمَا مَضَى وَل َا أ َنَا ل ُهُ‏ فِيمَا بَقِيَ‏ يَمْنَعُ‏ ال َّذِي لِي مِنْ‏ غ َيْر ِي ك َمَا يَمْنَعُ‏ ال َّذِي لِغَيْر ِي مِن ِّي ،<br />

ف َفِي أ َي ِّ هَذ َ يْن ِ أ ُف ْن ِي عُمْر ِي وَ‏ أ ُهْلِكُ‏ نَف ْسِي .<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ<br />

:<br />

ل َا تَأ ْخُذ ُون ِي ب ِا لز َّمَانِ‏ وَل َيْسَ‏ لِي<br />

تَبَعًا وَل َسْتُ‏ عَل َى الز َّمَانِ‏ ك َفِيل َا مَنْ‏ ك َان َ مَرْعَى عَزْمِهِ‏ وَهُمُومِهِ‏ رَوْضَ‏ ا ل ْأ َمَان ِي ل َمْ‏ يَزَل ْ مَهْزُول َا ل َوْ‏ جَارَ‏ سُل ْط َان ُ ال ْق ُنُو ع ِ<br />

وَحُك ْمِهِ‏ فِي ال ْ خَل ْق ِ مَا ك َان َ ا ل ْق َلِي ل ُ ق َلِيل َا ا لر ِّ زْ‏ قُ‏ ل َا تَك ْمَدْ‏ عَل َيْهِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يَأ ْتِي وَ‏ ل َمْ‏ تَبْعَث ْ عَل َيْهِ‏ رَسُول َا وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ<br />

ا ل ْأ َدَب ِ لِا بْن ِ الر ُّومِي ِّ : جَرَى ق َل َمُ‏ ا ل ْق َضَاءِ‏ ب ِمَا يَك ُون ُ ف َسِي َّانِ‏ ا لت َّ حَر ُّكُ‏ وَا لس ُّك ُون ُ جُنُون ٌ مِنْك أ َن ْ تَسْعَى لِر ِزْ‏ ق ٍ وَيُرْزَ‏ قُ‏ فِي<br />

غِشَاوَ‏ تِهِ‏ ا ل ْجَن ِينُ‏ وَنَ‏ حْنُ‏ نَسْأ َل ُ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َك ْرَمَ‏ مَسْئ ُول ٍ ، وَ‏ أ َف ْضَ‏ ل َ مَأ ْمُول ٍ ، أ َن ْ يُحْسِنَ‏ إل َيْنَا الت َّوْفِيقَ‏ فِيمَا مَنَ‏ حَ‏ ، وَيَصْر ِفَ‏<br />

عَن َّا ا لر َّغ ْبَة َ فِيمَا مَنَعَ‏ ؛اسْتِك ْف َاف ًا لِتَب ِعَاتِ‏ ا لث َّرْوَةِ‏ ، وَمُو ب ِق َاتِ‏ الش َّهْوَةِ‏ .<br />

رَوَى شَر ِ يكُ‏ بْنُ‏ أ َب ِي نَمِر ٍ ، عَنْ‏ أ َب ِيال ْ ج ِذ ْ ع ِ ، عَنْ‏ أ َعْمَامِهِ‏ وَ‏ أ َجْدَ‏ ادِهِ‏ ، عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

{<br />

خَيْرُ‏ أ ُم َّتِي ال َّذِينَ‏ ل َمْ‏ يُعْط ُو ا حَت َّى يَبْط َرُو ا ، وَل َمْ‏ يُق ْتِرُو ا حَت َّىيَسْأ َ ل ُو ا وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ُّ : عِنْدِي مِنْ‏ ال ْأ َي َّام ِ مَا ل َوْ‏ أ َ ن َّهُ‏<br />

أ َضْحَى ب ِشَار ِب ٍ مُرْقِدٍ‏ مَا غ َم َّضَا ل َا تَط ْل ُبَن َّ ا لر ِّزْ‏ قَ‏ بَعْدَ‏ شِمَاسِهِ‏ ف َتَرُومَهُ‏ شِبَعًا إذ َا مَا غ َي َّضَا مَا عُو ِّ ضَ‏ الص َّبْرَامْرُؤٌ‏ إل َّا رَأ َى<br />

مَا ف َا تَهُ‏ دُون َ ال َّذِي ق َدْ‏ عُو ِّضَا<br />

ا ل ْبَابُ‏ ال ْخَامِسُ‏ أ َدَبُ‏ ا لن َّف ْس ِ اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا لن َّف ْسَمَ‏ جْبُول َة ٌ عَل َى شِيَم ٍ مُهْمَل َةٍ‏ ، وَأ َخْل َا ق ٍ مُرْسَل َةٍ‏ ، ل َا يَسْتَغْن ِي مَحْمُودُهَا عَنْ‏<br />

ا لت َّأ ْدِ‏ يب ِ ، وَل َا يَك ْتَفِي ب ِال ْمُرْضِي مِنْهَا عَنْ‏ ا لت َّهْذِيب ِ ؛ لِأ َن َّ لِمَ‏ حْمُودِهَا أ َ ضْدَ‏ ادً‏ ا مُق َا ب ِل َة ً يُسْعِدُهَا هَوًى مُط َا عٌ‏ وَشَهْوَة ٌ غ َا لِبَ ٌة<br />

، ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ تَأ ْدِ‏ يبَهَا تَف ْو ِيضًا إل َىا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ‏ تَوَك ُّل ًا عَل َى أ َن ْ تَنْق َادَ‏ إل َى ال ْأ َحْسَن ِ ب ِا لط َّبْع ِ أ َعْدَمَهُا لت َّف ْو ِ يضُ‏ دَرَكَ‏ ال ْمُجْتَه ِدِينَ‏<br />

، وَ‏ أ َعْق َبَهُ‏ ا لت َّوَك ُّ ل ُ نَدَمَ‏ ال ْ خَا ئِب ِينَ‏ ، ف َصَارَ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َدَب ِ عَاطِل ًا ، وَفِي صُورَةِ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِ دَاخِل ًا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْأ َدَبَ‏ مُك ْتَسَبٌ‏ ب ِا لت َّ جْر ِبَةِ‏<br />

، أ َوْ‏ مُسْتَ‏ حْسَنٌ‏ ب ِا ل ْعَادَةِ‏ ، وَ‏ لِك ُ ل ِّ ق َوْم ٍ مُوَ‏ ا ضَعَ‏ ٌة .<br />

وَذ َ لِكَ‏ ل َا يُنَال ُ ب ِتَوْقِيفِ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَل َا ب ِا لِا نْقِيَادِ‏ لِلط َّبْع ِ حَت َّى يُك ْتَسَبَ‏ ب ِالت َّجْر ِ بَةِ‏ وَا ل ْمُعَا نَاةِ‏ ، وَ‏ يُسْتَف َادَ‏ ب ِا لد ُّرْ‏ بَةِ‏ وَ‏ ا ل ْمُعَاط َاةِ‏ .<br />

ث ُ م َّ يَك ُون ُ ال ْعَق ْل ُ عَل َيْهِ‏ ق َي ِّمًا وَزَكِي ُّ ا لط َّبْع ِ إ ل َيْهِ‏ مُسَل ِّمًا .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ك َان َ ال ْعَق ْل ُ مُغْن ِيًا عَنْ‏ ا ل ْأ َدَب ِ ل َك َان َ أ َنْب ِيَاءُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى عَنْ‏ أ َدَ‏ ب ِهِ‏ مُسْتَغْن ِينَ‏ ، وَ‏ ب ِعُق ُولِه ِمْ‏ مُك ْتَفِينَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } بُعِث ْتُ‏ لِأ ُ تَم ِّمَ‏ مَك َار ِمَ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ { .<br />

وَقِي ل َ لِعِيسَى ا بْن ِ مَرْ‏ يَمَ‏ - عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏<br />

:<br />

- : مَنْ‏ أ َد َّبَك ؟ ق َال َ : مَا أ َد َّبَن ِي أ َحَدٌ‏ وَل َكِن ِّي رَأ َ يْتُ‏ جَهْ‏ ل َ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ<br />

ف َ جَا نَبْتُهُ‏ .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى جَعَ‏ ل َ مَك َار ِمَ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَمَ‏ حَاسِنَهَا وَصْل ًا بَيْنَهُوَ‏ بَيْنَك ُمْ‏ ،<br />

ف َ حَسْبُ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ أ َن ْ يَت َّصِ‏ ل َ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ب ِ خُل ُق ٍ مِنْهَا .<br />

وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ‏ بْنُ‏ بَا بَكَ‏<br />

:<br />

مِنْ‏ ف َضِيل َةِ‏ ا ل ْأ َدَب ِ أ َ ن َّهُمَمْ‏ دُو حٌ‏ ب ِك ُ ل ِّ لِسَانٍ‏ ، وَمُتَزَ‏ ي َّنٌ‏ ب ِهِ‏ فِي ك ُ ل ِّ مَك َان ، وَبَا ق ٍ ذِك ْرُهُ‏ عَل َى أ َ ي َّام ِ


ا لز َّمَانِ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َمَهْبُودٌ‏ : شُب ِّهَ‏ ا ل ْعَا لِمُ‏ ا لش َّر ِ يفُ‏ ا ل ْق َدِيمُ‏ ا ل ْأ َدَب ِ ب ِال ْبُنْيَانِ‏ ا ل ْخَرَاب ِ ال َّذِي ك ُل َّمَا عَل َا سُمْك ُهُ‏ ك َان َ أ َشَد َّ<br />

لِوَحْشَتِهِ‏ وَ‏ ب ِا لن َّهْر ِ ا ل ْيَاب ِس ِ ال َّذِي ك ُل َّمَا ك َان َ أ َعْرَضَ‏ وَأ َعْمَقَ‏ ك َان َ أ َشَد َّ لِوُعُورَ‏ تِهِ‏ ، وَب ِا ل ْأ َرْض ِ ال ْ جَي ِّدَةِ‏ ا ل ْمُعَط َّل َةِ‏ ال َّتِي ك ُل َّمَا<br />

ط َال َ خَرَ‏ ابُهَا ازْدَادَ‏ نَبَا تُهَا غ َيْرَا ل ْمُنْتَف َع ِ ب ِهِ‏ ال ْتِف َاف ًا وَ‏ صَارَ‏ لِل ْهَوَ‏ ام ِّ مَسْك َنًا .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ مَا نَ‏ حْنُ‏ إل َى مَا نَتَق َو َّى ب ِهِ‏ عَل َى حَوَ‏ اس ِّنَا مِنْ‏ ا ل ْمَط ْعَم ِ وَا ل ْمَشْرَب ِ ب ِأ َحْوَج ِ مِن َّا إل َى ال ْأ َدَب ِ ال َّذِي هُوَ‏<br />

لِق َاحُ‏ عُق ُو لِنَا ، ف َإ ِن َّ ال ْ حَب َّة َا ل ْمَدْف ُو نَة َ فِي الث َّرَى ل َا تَق ْدِرُ‏ أ َن ْ تَط ْل ُعَ‏ زَهْرَتُهَا وَنَضَارَ‏ تُهَا إ ل َّا ب ِا ل ْمَاءِ‏ ال َّذِي يَعُودُ‏ إل َيْهَا مِنْ‏<br />

مُسْتَوْدَعِهَا .<br />

وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى أ َن َّ أ َعْرَ‏ اب ِيا ق َال َ لِا بْن ِهِ‏<br />

:<br />

يَا بُنَي َّ ال ْعَق ْل ُ ب ِل َا أ َدَب ٍ ك َالش َّجَر ِ ا ل ْعَاقِر ِ ، وَمَعَ‏ ا ل ْأ َدَب ِ دِعَامَة ٌ<br />

أ َي َّدَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهَا ال ْأ َل ْبَابَ‏ ، وَحِل ْيَة ٌ زَ‏ ي َّنَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهَا عَوَ‏ اطِ‏ ل َ ا ل ْأ َحْسَاب ِ ، ف َا ل ْعَاقِ‏ ل ُ ل َا يَسْتَغْن ِي وَ‏ إ ِن ْ صَح َّتْ‏ غ َر ِ يزَ‏ تُهُ‏ ، عَنْ‏ ا ل ْأ َدَب ِ<br />

ا ل ْمُ‏ خْر ِج ِ زَهْرَ‏ تُهُ‏ ، ك َمَا ل َا تَسْتَغْن ِي ال ْأ َرْضُ‏ وَ‏ إ ِن ْ عَذ ُ بَتْ‏ تُرْبَتُهَا عَنْ‏ ا ل ْمَاءِ‏ ا ل ْمُ‏ خْر ِج ِ ث َمَرَتُهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْأ َدَبُ‏ صُورَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ ف َصَو ِّرْ‏ عَق ْل َك ك َيْفَ‏ شِئ ْتَ‏ .<br />

وَق َال َ آخَرُ‏ : ال ْعَق ْل ُ ب ِل َا أ َدَب ٍ ك َا لش َّ جَر ِ ا ل ْعَاقِر ِ ، وَمَعَ‏ ا ل ْأ َدَب ِ ك َالش َّجَر ِ ا ل ْمُث ْمِر ِ .<br />

وَقِي ل َ ال ْأ َدَبُ‏ أ َحَدُا ل ْمَنْصِبَيْن ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءُ‏<br />

:<br />

ال ْف َضْل ُ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْأ َدَب ِ ، ل َاب ِا ل ْأ َصْ‏ ل ِ وَ‏ ال ْحَسَب ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ سَاءَ‏ أ َدَ‏ بُهُ‏ ضَا عَ‏ نَسَبُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ق َ ل َّ عَق ْل ُهُ‏<br />

ضَ‏ ل َّ أ َ صْل ُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءُ‏ : ذ َك ِّ ق َل ْبَك ب ِا ل ْأ َدَب ِ ك َمَا تُذ َك َّى الن َّا رُ‏ ب ِال ْ حَط َب ِ ، وَاِت َّ خِذ ْ ا ل ْأ َدَبَ‏ غ ُنْمًا ، وَ‏ ال ْ حِرْصَ‏ عَل َيْهِ‏ حَظًّا ،<br />

يَرْتَ‏ ج ِيكَ‏ رَ‏ اغِبٌ‏ ، وَ‏ يَخَافُ‏ صَوْل َتَك رَ‏ اهِبٌ‏ ، وَ‏ يُؤَم ِّ ل ُ نَف ْعَكَ‏ ، وَيُرْجَى عَدْل ُك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءُ‏ فِيهِ‏<br />

:<br />

: ا ل ْأ َدَبُ‏ وَ‏ سِيل َة ٌ إل َى ك ُ ل ِّ ف َضِيل َةٍ‏ ‏،وَذ َر ِ يعَة ٌ إل َى ك ُ ل ِّ شَر ِيعَةٍ‏ .<br />

: ا ل ْأ َدَبُ‏ يَسْتُرُ‏ ق َب ِي حَ‏ الن َّسَب ِ .<br />

ف َمَا خَل َقَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

مِث ْ ل َ ال ْعُق ُول ِ وَل َا اك ْتَسَبَ‏ الن َّا سُ‏ مِث ْ ل َا ل ْأ َدَبْ‏ وَمَا ك َرَمُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ إل َّا الت ُّق َى وَل َا حَسَبُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ إ ل َّا الن َّسَبْ‏ وَفِي ا ل ْعِل ْم ِزَ‏ يْنٌ‏<br />

لِأ َهْ‏ ل ِ ال ْحِجَا وَآف َة ُ ذِي ال ْ حِل ْم ِ ط َيْشُا ل ْغَضَبْ‏ وَ‏ أ َنْشَدَا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : وَ‏ إ ِن ْ يَكُ‏ ال ْعَق ْل ُ مَوْل ُودًا ف َل َسْتُ‏ أ َرَى ذ َا<br />

ا ل ْعَق ْ ل ِ مُسْتَغْن ِيًا عَنْ‏ حَادِثِا ل ْأ َدَبْ‏ إن ِّي رَ‏ أ َ يْتُهُمَا ك َا ل ْمَاءِ‏ مُخْتَلِط ًا ب ِالت ُّرْب ِ تَظ ْهَرُ‏ مِنْهُ‏ زَهْرَة ُ ال ْعُشَبْ‏ وَك ُ ل ُّ مَنْ‏ أ َخْط َأ َ تْهُ‏ فِي<br />

مَوَ‏ الِدِهِ‏ غ َر ِ يزَة ُ ا ل ْعَق ْ ل ِ حَاك َى ال ْبُهْمَ‏ فِي ال ْ حَسَبْ‏ وَالت َّأ ْدِيبُ‏ يَل ْزَمُ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا مَا ل َز ِمَا ل ْوَا لِدَ‏ لِوَ‏ ل َدِهِ‏ فِي صِغَر ِهِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي مَا ل َز ِمَ‏ ال ْإ ِنْسَان َ فِي نَف ْسِهِ‏ عِنْدَ‏ نُشُو ئِهِ‏ وَكِبَر ِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا لت َّأ ْدِ‏ يبُ‏ ا لل َّاز ِمُ‏ لِل ْأ َب ِ ف َهُوَ‏ أ َن ْ يَأ ْخُذ َ وَل َدَهُ‏ ب ِمَبَادِئ ِ ا ل ْآدَاب ِ لِيَأ ْ نَسَ‏ ب ِهَا ، وَ‏ يَنْشَأ َ عَل َيْهَا ، ف َيَسْهُ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ ق َبُول ُهَا عِنْدَ‏<br />

ال ْكِبْر ِ لِاسْتِئ ْنَاسِهِ‏ ب ِمَبَادِئِهَا فِي ا لص ِّغَر ِ ؛ لِأ َن َّ نُشُوءَ‏ ا لص ِّغَر ِ عَل َى الش َّيْءِ‏ يَ‏ جْعَل ُهُ‏ مُتَط َب ِّعًا ب ِهِ‏ .<br />

}<br />

وَمَنْ‏ أ ُغ ْفِ‏ ل َ تَأ ْدِ‏ يبُهُ‏ فِي الص ِّغَر ِ ك َان َ تَأ ْدِيبُهُ‏ فِي ال ْكِبَر ِ عَسِيرًا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَا نَ‏ حَ‏ ل َوَ‏ الِ‏ دٌ‏ وَ‏ ل َدَهُ‏ ن ِ حْل َة ً أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏ أ َدَب ٍ حَسَن ٍ يُفِيدُهُ‏ إ ي َّاهُ‏ ، أ َوْ‏<br />

جَهْ‏ ل ٍ ق َب ِي ح ٍ يَك ْفِهِ‏ عَنْهُ‏ وَ‏ يَمْنَعُهُ‏ مِنْهُ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

بَادِرُوا ب ِتَأ ْدِ‏ يب ِ ال ْأ َط ْف َا ِل ق َبْ‏ ل َ تَرَ‏ اك ُم ِا ل ْأ َشْغَال ِ وَ‏ تَف َر ُّ ق ِ ا ل ْبَال ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ إن َّ ا ل ْغُصُون َ إذ َا ق َو َّمْتَهَا اعْتَدَ‏ ل َتْ‏ وَل َا يَلِينُ‏ إذ َا ق َو َّمْتَهُ‏ ا ل ْخَشَبُ‏ ق َدْ‏ يَنْف َعُ‏ ا ل ْأ َدَبُ‏ ال ْأ َحْدَاث َ فِي صِغَر ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏


وَ‏ ل َيْسَ‏ يَنْف َعُ‏ عِنْدَ‏ ا لش َّيْبَةِ‏ ا ل ْأ َدَبُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ : يَنْشُو ا لص َّغِيرُ‏ عَل َى مَا ك َان َ وَا لِدُهُ‏ إن َّ ال ْأ ُ صُول َ عَل َيْهَا تَنْبُتُ‏ الش َّ جَرُ‏ وَأ َم َّا<br />

ا ل ْأ َدَبُ‏ ا لل َّاز ِمُ‏ لِل ْإ ِنْسَانِ‏ عِنْدَ‏ نُشُو ئِهِ‏ وَكِبَر ِهِ‏ ف َأ َدَبَانِ‏<br />

ف َأ َم َّا أ َدَبُ‏ ا ل ْمُوَا ضَعَةِ‏ وَا لِا صْطِل َاح ِ ف َيُؤْخَذ ُ<br />

:<br />

تَق ْلِيدً‏ ا عَل َى مَا اسْتَق َر َّ عَل َيْهِ‏ ا صْطِل َاحُ‏ ال ْعُق َل َاءِ‏ ، وَ‏ ا ت َّف َقَ‏ عَل َيْهِ‏ اسْتِ‏ حْسَان ُ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

أ َدَبُ‏ مُوَا ضَعَةٍ‏ وَا صْطِل َاح ٍ ، وَ‏ أ َدَبُ‏ ر ِ يَا ضَةٍوَ‏ اسْتِصْل َاح ٍ<br />

.<br />

.<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِا صْطِل َاحِه ِمْ‏ عَل َى وَ‏ ضْعِهِتَعْلِي ل ٌ مُسْتَنْبَط ٌ ، وَل َا لِا ت ِّف َاقِه ِمْ‏ عَل َى اسْتِ‏ حْسَا ن ِهِدَلِي ل ٌ مُو ج ِبٌ‏ ، ك َا صْطِل َاحِه ِمْ‏ عَل َى<br />

مُوَ‏ ا ضَعَاتِ‏ ا ل ْ خِط َاب ِ ، وَا ت ِّف َاقِه ِمْ‏ عَل َى هَيْئ َاتِ‏ ا لل ِّبَا س ِ ، حَت َّى إن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ا ل ْ آن َ إذ َا تَ‏ جَاوَزَ‏ مَا ا ت َّف َق ُوا عَل َيْهِ‏ مِنْهَا صَارَ‏<br />

مُجَان ِبًا لِل ْأ َدَب ِ ، مُسْتَوْج ِبًا لِل ذ َّم ِّ<br />

.<br />

.<br />

لِأ َن َّ فِرَا قَ‏ ال ْمَأ ْل ُوفِ‏ فِي ا ل ْعَادَةِ‏ ، وَمُ‏ جَا نَبَة َ مَا صَارَ‏ مُت َّف َق ًا عَل َيْهِ‏ ب ِا ل ْمُوَ‏ ا ضَعَةِ‏ ، مُف ْض ٍ إل َى اسْتِحْق َا ق ِ ال ذ َّم ِّ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏<br />

لِمُ‏ خَا ل َف َتِهِ‏ عِل َّة ٌ ظ َاهِرَة ٌ وَمَعْنًى حَادِ‏ ث ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ جَائِزًا فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يُوضَعَ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى غ َيْر ِ مَا ات َّف َق ُوا عَل َيْهِ‏ ف َيَرَوْ‏ نَهُ‏ حَسَنًا ، وَ‏ يَرَوْن َ مَا سِوَاهُ‏ ق َب ِيحًا ، ف َصَارَ‏ هَذ َا<br />

مُشَار ِك ًا لِمَا وَجَبَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مِنْ‏ حَيْث ُ تَوَج ُّهُ‏ ال ذ َّم ِّ عَل َى تَار ِكِهِ‏ وَمُ‏ خَالِف ًا ل َهُ‏ مِنْ‏ حَيْث ُ أ َ ن َّهُ‏ ك َان َ جَائِزًا فِيا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يُو ضَعَ‏<br />

عَل َى خِل َافِهِ‏<br />

وَأ َم َّا أ َدَبُ‏ الر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ ف َهُوَ‏ مَا ك َان َ مَحْمُول ًا عَل َى حَال ٍ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِ خِل َافِهَا ، وَل َا أ َن ْ<br />

تَ‏ خْتَلِفَ‏ ال ْعُق َل َاءُ‏ فِي صَل َاحِهَا وَف َسَادِهَا<br />

.<br />

وَمَا ك َان َ ك َذ َ لِكَ‏ ف َتَعْلِيل ُهُ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ مُسْتَنْبَط ٌ ، وَوُ‏ ضُوحُ‏ صِح َّتِهِ‏ ب ِالد َّلِي ل ِ مُرْ‏ تَب ِ ٌط .<br />

وَ‏ لِلن َّف ْس ِ عَل َى مَا يَأ ْتِي مِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ شَاهِ‏ دٌ‏ أ َل ْهَمَهَا ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى إرْشَادًا ل َهَا .<br />

: } ق َال َ الل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

ف َأ َل ْهَمَهَا ف ُ جُو رَهَا وَ‏ تَق ْوَ‏ اهَا { ق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ا لش َّر ِّ .<br />

وَسَنَذ ْك ُرُ‏ تَعْلِي ل َ ك ُ ل ِّ شَيْءٍ‏ فِي مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ أ َوْل َى ب ِهِ‏ وَأ َحَق ُّ .<br />

:<br />

بَي َّنَ‏ ل َهَا مَا تَأ ْتِي مِنْ‏ ا ل ْخَيْر ِ وَتَذ َرُ‏ مِنْ‏<br />

ف َأ َو َّل ُ مُق َد َّمَاتِ‏ أ َدَب ِ ا لر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ أ َن ْ ل َا يَسْب ِقَ‏ إل َى حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِنَف ْسِهِ‏ ، ف َيَخْف َى عَنْهُ‏ مَذ ْمُومُ‏ شِيَمِهِ‏ وَمَسَاو ِئُ‏<br />

أ َخْل َاقِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا لن ُّف ُو سَ‏ ب ِا لش َّهَوَ‏ اتِ‏ آمِرَة ٌ ، وَعَنْ‏ ا لر ُّشْدِ‏ زَاج ِرَ‏ ٌة .<br />

وَق َدْ‏<br />

}<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى :<br />

إن َّ ا لن َّف ْسَل َأ َم َّا رَة ٌ ب ِا لس ُّوءِ‏<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَدَعَتْ‏ أ َعْرَاب ِي َّة ٌ لِرَجُ‏ ل ٍ ف َق َال َتْ‏<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ<br />

. {<br />

} :<br />

أ َعْدَى أ َعْدَا ئِك نَف ْسُك ال َّتِي بَيْنَ‏ جَنْبَيْك ، ث ُ م َّ أ َهْل ُك ، ث ُ م َّ عِيَا ل ُك { .<br />

.<br />

:<br />

: ك َبَتَ‏ ا لل َّهُ‏ ك ُ ل َّ عَ‏ دُو ٍّ ل َك إل َّا نَف ْسَك<br />

ق َل ْب ِي إل َى مَا ضَر َّن ِي دَاعِي يُك ْثِرُ‏ أ َسْق َامِي وَ‏ أ َوْجَاعِي ك َيْفَ‏ احْتِرَ‏ اسِي مِنْ‏ عَدُو ِّي إذ َا ك َان َ<br />

عَدُو ِّي بَيْنَ‏ أ َ ضْل َاعِي ف َإ ِذ َا ك َانَتْ‏ ا لن َّف ْسُ‏ ك َذ َلِكَ‏ ف َ حُسْنُ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِهَاذ َ ر ِ يعَة ٌ إل َى تَ‏ حْكِيمِهَا ، وَ‏ تَحْكِيمُهَا دَا ع ٍ إل َى سَل َاط َتِهَا<br />

وَف َسَادِ‏ ال ْأ َخْل َا ق ِ ب ِهَا .<br />

ف َإ ِذ َا صَرَفَ‏ حُسْنَ‏ ا لظ َّن ِّ عَنْهَا وَتَوَس َّمَهَا ب ِمَا هِيَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ا لت َّسْو ِ يفِ‏ وَا ل ْمَك ْر ِ ف َازَ‏ ب ِط َاعَتِهَا ‏،وَ‏ انْ‏ حَازَ‏ عَنْ‏ مَعْصِيَتِهَا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ :<br />

ف َأ َم َّا سُوءُ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا ف َق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏<br />

مَنْ‏ سَا سَ‏ نَف ْسَهُ‏ سَادَ‏ نَاسَهُ‏ .<br />

: ا ل ْعَاج ِزُ‏ مَنْ‏ عَ‏ جَزَ‏ عَنْ‏ سِيَاسَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ .<br />

فِيهِ‏ ، ف َمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ ك َر ِهَهُ‏ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ ا ت ِّهَام ِ ط َاعَتِهَا ، وَرَد ِّ مُنَاصَحَتِهَا .


ف َإ ِن َّ ا لن َّف ْسَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ل َهَامَ‏ ك ْرٌ‏ يُرْدِي ف َل َهَانُصْ‏ حٌ‏ يُهْدِي .<br />

ف َل َم َّا ك َان َ حُسْنُ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا يُعْمِي عَنْ‏ مَسَاو ِ ئِهَا ، ك َان َ سُوءُ‏ الظ َّن ِّ ب ِهَا يُعْمِي عَنْ‏ مَ‏ حَاسِن ِهَا .<br />

وَمَنْ‏ عَمِيَ‏ عَنْ‏ مَ‏ حَاسِن ِ نَف ْسِهِ‏ ك َان َ ك َمَنْ‏ عَمِيَ‏ عَنْ‏ مَسَاو ِ ئِهَا ، ف َل َمْ‏ يَنْفِ‏ عَنْهَا ق َب ِي حًا وَل َمْ‏ يَهْدِ‏ إل َيْهَا حَسَنًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ فِي كِتَاب ِ ا ل ْبَيَانِ‏<br />

: يَ‏ ج ِبُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ فِي الت ُّهْمَةِ‏ لِنَف ْسِهِ‏ مُعْتَدِل ًا ، وَفِي حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا مُق ْتَصِدًا ، ف َإ ِ ن َّهُ‏<br />

إن ْ تَجَاوَزَ‏ مِق ْدَ‏ ارَ‏ ال ْ حَق ِّ فِي الت ُّهْمَةِ‏ ظ َل َمَهَا ف َأ َوْدَعَهَا ذِ‏ ل َّة َا ل ْمَظ ْل ُومِينَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تَجَاوَزَ‏ ب ِهَا ال ْ حَق َّ فِي مِق ْدَ‏ ار ِ حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ<br />

أ َوْدَعَهَا تَهَاوُن َ ال ْ آمَن ِينَ‏ ، وَلِك ُ ل ِّ ذ َ لِكَمِق ْ دَا رٌ‏ مِنْ‏ ا لش ُّغْ‏ ل ِ ، وَلِك ُ ل ِّ شُغْ‏ ل ٍمِق ْدَ‏ ا رٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْوَهْن ِ ، وَلِك ُ ل ِّ وَهْن ٍمِق ْدَ‏ ا رٌ‏ مِنْ‏<br />

ال ْ جَهْ‏ ل ِ .<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ظ َل َمَ‏ نَف ْسَهُ‏ ك َان َ<br />

لِغَيْر ِهِ‏ أ َظ ْل َمَ‏ ، وَمَنْ‏ هَدَمَ‏ دِ‏ ينَهُ‏ ك َان َ لِمَ‏ جْدِهِ‏ أ َهْدَمَ‏ .<br />

وَذ َهَبَ‏ ق َوْمٌ‏ إل َى أ َن َّ سُوءَ‏ ا لظ َّن ِّ ب ِهَا أ َ بْل ُغ ُ فِي صَل َاحِهَا ، وَ‏ أ َوْف َرُ‏ فِي اجْتِهَادِهَا ؛ لِأ َن َّ لِلن َّف ْس ِ جَوْرًا ل َا يَنْف َك ُّ إل َّا ب ِا لس َّ خَطِ‏<br />

عَل َيْهَا ، وَغ ُرُو رً‏ ا ل َا يَنْك َشِفُ‏ إل َّا ب ِالت ُّهْمَةِ‏ ل َهَا ؛ لِأ َن َّهَامَ‏ حْبُوبَة ٌ تَ‏ جُو رُ‏ إدْل َال ًا وَ‏ تَغُر ُّ مَك ْرًا ، ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يُسِئ ْ ا لظ َّن َّ ب ِهَا غ َل َبَ‏<br />

عَل َيْهِ‏ جَوْرُهَا ، وَ‏ تَمَو َّهَ‏ عَل َيْهِ‏ غ ُرُو رُهَا ف َصَارَ‏ ب ِمَيْسُور ِهَا ق َان ِعًا ، وَب ِالش ُّبْهَةِ‏ مِنْ‏ أ َف ْعَا لِهَا رَا ضِيًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ مَنْ‏ رَ‏ ضِيَ‏ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ أ َسْ‏ خَط َ عَل َيْهِ‏ ا لن َّا سَ‏ .<br />

وَق َال َ ك ُشَاج ِمُ‏<br />

: ل َمْ‏ أ َرْضَ‏ عَنْ‏ نَف ْسِي مَ‏ خَاف َة َ سُخْطِهَا وَر ِضَا ال ْف َتَى عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ إغ ْضَابُهَا وَ‏ ل َوْ‏ أ َن َّن ِي عَنْهَا رَضِيتُ‏ ل َق َص َّرَتْ‏<br />

عَم َّا تَز ِ يدُ‏ ب ِمِث ْلِهِ‏ آدَابُهَا وَ‏ تَبَي َّنَتْ‏ آ ث َارَ‏ ذ َ اكَ‏ ف َأ َك ْث َرَتْ‏ عَذ ْلِي عَل َيْهِ‏ ف َط َال َ فِيهِ‏ عِتَا بُهَا وَق َدْا ُسْتُ‏ حْسِنَ‏ ق َوْل ُ أ َب ِي تَم َّام ٍ ا لط َّائِي ِّ<br />

وَ‏ يُسِيءُ‏ ب ِا ل ْإ ِحْسَانِ‏ ظ َنا ل َا ك َمَنْ‏ هُوَ‏ ب ِابْن ِهِ‏ وَ‏ ب ِشَعْر ِهِ‏ مَف ْتُون ُ ف َل َمْ‏ يَرَوْا إسَاءَة َ ظ َن ِّهِ‏ ب ِال ْإ ِحْسَانِ‏ ذ َما وَل َا اسْتِق ْل َال َ عِل ْمِهِ‏ ل َوْمًا ،<br />

بَل ْ رَأ َوْا ذ َ لِكَ‏ أ َ بْل َغ َ فِيا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَأ َ بْعَث َ عَل َى ا لِازْدِ‏ يَادِ‏ ف َإ ِذ َا عَرَفَ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ مَا تُ‏ ج ِن ُّ ، وَ‏ تَصَو َّ رَ‏ مِنْهَا مَا تُكِن ُّ ، وَ‏ ل َمْ‏<br />

يُط َاو ِعْهَا فِيمَا تُ‏ حِب ُّ إذ َا ك َان َ غ َيا ، وَل َا صَرَفَ‏ عَنْهَا مَا تَك ْرَهُ‏ إذ َا ك َان َ رُشْدًا ، ف َق َدْ‏ مَل َك َهَا بَعْدَ‏ أ َن ْ ك َان َ فِي مِل ْكِهَا ،<br />

وَغ َل َبَهَا بَعْدَ‏ أ َن ْ ك َان َ فِي غ َل ْب ِهَا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َبُو حَاز ِم ٍ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ<br />

نَف ْسَهُ‏<br />

:<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ عَوْن ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

ف َ حِينَئِذٍ‏ يَأ ْخُذ ُ نَف ْسَهُ‏ عِنْدَ‏ مَعْر ِف َةِ‏<br />

} الش َّدِ‏ يدُ‏ مَنْ‏ غ َل َبَ‏<br />

إذ َا عَصَتْكَ‏ نَف ْسُك فِيمَا ك َر ِهْتَ‏ ف َل َا تُطِعْهَا فِيمَا أ َحَب َّتْ‏ ، وَل َا يَغُر َّن َّكث َنَاءٌ‏ مَنْ‏ جَه ِ ل َ أ َمْرَك .<br />

مَنْ‏ ق َو ِيَ‏ عَل َى نَف ْسِهِ‏ تَنَاهَى فِي ا ل ْق ُو َّةِ‏ ، وَمَنْ‏ صَبَرَ‏ عَنْ‏ شَهْوَ‏ تِهِ‏ بَا ل َغ َ فِي ا ل ْمُرُو َّةِ‏ .<br />

مَا أ َك َن َّتْ‏ ، وَخِبْرَةِ‏ مَا أ َجَن َّتْ‏ ب ِتَق ْو ِيم ِ عِوَج ِهَا وَإ ِ صْل َاح ِ ف َسَادِهَا .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَا ئِشَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا أ َن َّهَا ق َال َتْ‏ } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ مَتَى يَعْر ِفُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ رَ‏ ب َّهُ‏ ؟ ق َال َ إذ َا عَرَفَ‏ نَف ْسَهُ‏ { .<br />

ث ُ م َّ يُرَاعِي مِنْهَا مَا صَل ُ حَ‏ وَ‏ اسْتَق َامَ‏ مِنْ‏ زَ‏ يْع ٍ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ إغ ْف َال ٍ ، أ َوْ‏ مَيْ‏ ل ٍ يَك ُون ُ عَنْ‏ إهْمَال ٍ ؛ لِيَتِم َّ ل َهُ‏ الص َّل َاحُ‏ وَتَسْتَدِيمَ‏ ل َهُ‏<br />

ا لس َّعَادَة ُ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُغَف َّ ل َ بَعْدَ‏ ا ل ْمُعَا نَاةِ‏ ضَائِعٌ‏ ، وَ‏ ا ل ْمُهْمِ‏ ل َ بَعْدَ‏ ا ل ْمُرَ‏ اعَاةِ‏ زَائِغ ٌ .<br />

وَسَنَذ ْك ُرُ‏ مِنْ‏ أ َحْوَال ِ أ َدَب ِ الر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا لِاسْتِصْل َاح ِ ف ُصُول ًا تَحْتَو ِي عَل َى مَا يَل ْزَمُ‏ مُرَ‏ اعَا تُهُ‏ مِنْا ل ْأ َخْل َا ق ِ ، وَيَ‏ ج ِبُ‏ مُعَا نَا تُهُ‏<br />

مِنْ‏ ا ل ْأ َدَب ِ ، وَهِيَ‏ سِت َّة ُ ف ُصُول ٍ مُتَف َر ِّعَةٍ‏ .


مُ‏ جَانَبَة ُ ال ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ ال ْف َصْل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي مُ‏ جَا نَبَةِا ل ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ : لِأ َ ن َّهُمَا يَسْل ُبَانِ‏ ا ل ْف َضَائِ‏ ل َ ، وَ‏ يُك ْسِبَانِ‏ ا لر َّذ َ ائِ‏ ل َ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ اسْتَوْل َيَا عَل َيْهِإ صْغَاءٌ‏ لِنُصْ‏ ح ٍ ، وَل َا ق َبُو ل ٌ لِتَأ ْدِ‏ يب ٍ ؛ لِأ َن َّ ال ْكِبْرَ‏ يَك ُون ُب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ ، وَال ْعُجْبَ‏ يَك ُون ُ ب ِا ل ْف َضِيل َةِ‏ .<br />

ف َا ل ْمُتَك َب ِّرُ‏ يُج ِ ل ُّ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ رُ‏ تْبَةِ‏ ا ل ْمُتَعَل ِّمِينَ‏ ، وَ‏ ا ل ْمُعْجَبُ‏ يَسْتَك ْثِرُ‏ ف َضْل َهُ‏ عَنْ‏ اسْتِزَ‏ ادَةِ‏ ا ل ْمُتَأ َد ِّ ب ِينَ‏ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ وَجَبَ‏ تَق ْدِيمُا ل ْق َوْل ِ فِيه ِمَا ب ِإ ِ بَا نَةِ‏ مَا يُك ْسِبَا ن ِهِ‏ مِنْ‏ ذ َم ٍّ ، وَ‏ يُوج ِبَا ن ِهِ‏ مِنْ‏ ل َوْم ٍ<br />

ف َنَق ُول ُ<br />

ذ َم ِّهِ‏<br />

.<br />

:<br />

.<br />

} وَ‏ لِذ َ لِكَ‏<br />

أ َم َّا ا ل ْكِ‏ بْرُ‏ ف َيُك ْسِبُ‏ ا ل ْمَق ْتَ‏ وَيُل ْه ِي عَنْ‏ ا لت َّأ َ ل ُّفِ‏ وَ‏ يُوغِرُ‏ صُدُورَ‏ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ ، وَحَسْبُك ب ِذ َلِكَ‏ سُوءًا عَنْ‏ اسْتِق ْصَاءِ‏<br />

ق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ لِعَم ِّهِ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ أ َ نْهَاك عَنْ‏ ا لش ِّرْكِ‏ ب ِا َلل َّهِ‏ وَا ل ْكِبْر ِ ، ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ يَ‏ حْتَ‏ ج ِبُ‏ مِنْهُمَا { .<br />

وَق َال َ أ َزْدَشِيرُ‏ بْنُ‏ بَا بَكَ‏<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مَا ال ْكِبْرُ‏ إل َّا ف َضْ‏ ل ُ حُمْق ٍ ل َمْ‏ يَدْر ِ صَاحِبُهُ‏ أ َ يْنَ‏ يَذ ْهَبُ‏ ب ِهِ‏ ف َيَصْر ِف ُهُ‏ إل َى ال ْكِبْر ِ .<br />

وَمَا أ َشْبَهَ‏ مَا ق َال َب ِال ْ حَق ِّ .<br />

وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ مُط َر ِّفِ‏ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ الش ِّ خ ِّير ِ نَظ َرَ‏ إل َى ا ل ْمُهَل َّب ِ بْن ِ أ َب ِي صُف ْرَة َ وَعَل َيْهِ‏ حُل َّة ٌ يَسْحَبُهَا وَ‏ يَمْشِي ال ْ خُيَل َاءَ‏<br />

يَا أ َبَا عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ، مَا هَذِهِ‏ ا ل ْمِشْيَة ُ ال َّتِي يُبْغِضُهَا ا لل َّهُ‏ وَرَسُو ل ُهُ‏ ؟ ف َق َال َ ال ْمُهَل َّبُ‏<br />

:<br />

أ َمَا تَعْر ِف ُن ِي ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

بَل ْ أ َعْر ِف ُك<br />

، أ َو َّل ُكنُط ْف َة ٌ مَذِرَة ٌ ، وَآخِرُك ج ِيف َة ٌ ق َذِرَة ٌ ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ‏ ذ َ لِكَبَوْ‏ ل ٌ وَعَذِرَ‏ ٌة .<br />

ف َأ َخَذ َ ا بْنُ‏ عَوْفٍ‏ هَذ َا ا ل ْك َل َامَ‏ ف َنَظ َمَهُ‏ شِعْرًا ف َق َال َ : عَ‏ ج ِبْتُ‏ مِنْ‏ مُعْ‏ جَب ٍ ب ِصُورَ‏ تِهِ‏ وَك َان َ ب ِا ل ْأ َمْس ِ نُط ْف َة ً مَذِرَهْ‏ وَفِي غ َدٍ‏ بَعْدَ‏<br />

حُسْن ِ صُورَ‏ تِهِ‏ يَصِيرُ‏ فِي ا لل َّحْدِ‏ ج ِيف َة ً ق َذِرَهْ‏ وَهُوَ‏ عَل َى تِيه ِهِ‏ وَنَ‏ خْوَ‏ تِهِ‏ مَا بَيْنَ‏ ث َوْبَيْهِ‏ يَ‏ حْمِ‏ ل ُ ا ل ْعَذِرَهْ‏ وَق َدْ‏ ك َان َ ا ل ْمُهَل َّبُ‏<br />

أ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏ أ َن ْ يَخْدَ‏ عَ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِهَذ َا ال ْجَوَاب ِ غ َيْر ِ ا لص َّوَ‏ اب ِ ، وَل َكِن َّهَا زَ‏ ل َّة ٌ مِنْ‏ زَل َّاتِ‏<br />

الِاسْتِرْسَال ِ ، وَخَطِيئ َة ٌ مِنْ‏ خَط َايَا ال ْإ ِدْل َا ِل .<br />

ف َأ َم َّا ال ْ حُمْقُ‏ ا لص َّر ِي حُ‏ ، وَال ْجَهْل ُ ا ل ْق َب ِي حُ‏ ، ف َهُوَ‏ مَا حُكِيَ‏ عَنْ‏ نَافِع ِ بْن ِ جُبَيْر ِ بْن ِ مُط ْعِم ٍ أ َ ن َّهُ‏ جَل َسَ‏ فِي حَل ْق َةِ‏ ا ل ْعَل َاءِ‏ بْن ِ عَبْدِ‏<br />

ا لر َّحْمَن ِ ال ْ خِرَقِي ِّ وَهُوَ‏ يُق ْر ِئُ‏ الن َّا سَ‏ ، ف َل َم َّا ف َرَ‏ غ َ ق َال َ : أ َتَدْرُون َ لِمَ‏ جَل َسْتُ‏ إل َيْك ُمْ‏ ؟ ق َال ُوا : جَل َسْتَ‏ لِتَسْمَعَ‏ .<br />

ق َال َ ل َا وَل َكِن ِّي أ َرَدْتُ‏ أ َن ْ أ َ تَوَا ضَعَ‏ لِل َّهِ‏ ب ِال ْ جُل ُو س ِ إل َيْك ُمْ‏ .<br />

ف َهَ‏ ل ْ يُرْجَى مِنْ‏ هَذ َا ف َضْ‏ ل ٌ أ َوْ‏ يَنْف َعُ‏ فِيهِ‏ عَذ َل ٌ ، وَق َدْ‏ ق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ<br />

اسْتَعَانُوا ب ِال ْكِبْر ِ لِيُعَظ ِّمَ‏ صَغِيرًا ، وَ‏ يَرْف َعَ‏ حَقِيرًا<br />

، وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِف َاعِ‏ ل ٍ .<br />

:<br />

ل َم َّا عَرَفَ‏ أ َهْ‏ ل ُ ا لن َّق ْص ِ حَال َهُمْ‏ عِنْدَ‏ ذ َو ِي ا ل ْك َمَال ِ<br />

وَأ َم َّاال ْإ ِعْ‏ جَابُ‏ ف َيُخْفِي ا ل ْمَ‏ حَاسِنَ‏ وَ‏ يُظ ْه ِرُ‏ ا ل ْمَسَاو ِئَ‏ وَ‏ يُك ْسِبُ‏ ال ْمَذ َام َّ وَ‏ يَصُد ُّ عَنْ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إن َّ ال ْعُجْبَ‏ ل َيَأ ْك ُ ل ُ ال ْ حَسَنَاتِ‏ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الن َّا رُ‏ ال ْ حَط َبَ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

. {<br />

} :<br />

: ال ْإ ِعْجَابُ‏ ضِ‏ د ُّ ا لص َّوَ‏ اب ِ وَآف َة ُ ال ْأ َ ل ْبَاب ِ .<br />

وَق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ‏ : ا لن ِّعْمَة ُ ال َّتِي ل َا يُ‏ حْسَدُ‏ صَاحِبُهَا عَل َيْهَا ا لت َّوَا ضُعُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : عُ‏ جْبُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ أ َحَدُ‏ حُس َّادِ‏ عَق ْلِهِ‏<br />

.<br />

، وَا ل ْبَل َاءُ‏ ال َّذِي ل َا يُرْحَمُ‏ صَاحِبُهُ‏ مِنْهُا ل ْعُ‏ جْبُ‏ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ إل َى مَا يُك ْسِبُهُ‏ ال ْكِبْرُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَق ْتِ‏ حَ‏ د ٌّ ، وَل َا إل َى مَا يَنْتَه ِي إ ل َيْهِ‏ ا ل ْعُ‏ جْبُ‏ مِنْ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِغ َايَة ٌ ، حَت َّى إ ن َّهُ‏ ل َيُط ْفِئ َ مِنْ‏<br />

ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ مَا ا نْتَشَرَ‏ ، وَ‏ يَسْل ُبَ‏ مِنْ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِ مَا اشْتَهَرَ‏ .<br />

وَ‏ نَاهِيَك ب ِسَي ِّئ َةٍ‏ تُ‏ حْب ِط ُ ك ُ ل َّ حَسَنَةٍ‏ وَ‏ ب ِمَذ َم َّةِ‏ تَهْدِمُ‏ ك ُ ل َّ ف َضِيل َةٍ‏ ، مَعَ‏ مَا يُثِيرُهُ‏ مِنْ‏ حَنَق ٍ وَيُك ْسِبُهُ‏ مِنْ‏ حِق ْدٍ‏ .<br />

حَك َى عُمَرُ‏ بْنُ‏ حَف ْص ٍ ق َال َ<br />

أ َرْ‏ بَعَةٍ‏ ف َتَق َر َّ بْتُ‏ إ ل َيْهِ‏ ب ِدِمَا ئِه ِمْ‏<br />

:<br />

قِي ل َ لِل ْحَ‏ ج َّاج ِ ك َيْفَ‏ وَجَدْت مَنْز ِل َك ب ِا ل ْعِرَا ق ِ ؟ ق َال َ : خَيْرُ‏ مَنْز ِل ٍ ل َوْ‏ ك َان َ ا لل َّهُ‏ بَل َّغَن ِي ق َتْ‏ ل َ<br />

: مُق َا تِ‏ ل ُ بْنُ‏ مُسْمِع ٍ وَلِي سِج ِسْتَان َ ف َأ َ تَاهُ‏ الن َّاسُ‏


.<br />

ف َأ َعْط َاهُمْ‏ ال ْأ َمْوَال َ ، ف َل َم َّا عُز ِل َ دَخَ‏ ل َ مَسْ‏ ج ِدَا ل ْبَصْرَةِ‏ ف َبَسَط َ ا لن َّا سُ‏ ل َهُ‏ أ َرْدِ‏ يَتَهُمْ‏ ف َمَشَى عَل َيْهَا ، وَق َال َ لِرَجُ‏ ل ٍ يُمَاشِيهِ‏ :<br />

لِمِث ْ ل ِ هَذ َا ف َل ْيَعْمَل ْ ا ل ْعَامِل ُون َ<br />

وَعَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ز ِ يَادِ‏ بْن ِ ظ َبْيَان َ الت َّيْمِي ُّ خَو َّفَ‏ أ َهْ‏ ل َ ا ل ْبَصْرَةِأ َمْرٌ‏ ف َ خَط َبَ‏ خُط ْبَة ً أ َوْجَزَ‏ فِيهَا ، ف َنَادَى ا لن َّا سُ‏ مِنْ‏ أ َعْرَاض ِ<br />

ا ل ْمَسْج ِدِ‏<br />

: أ َك ْث َرَ‏ ا لل َّهُ‏ فِينَا مِث ْل َك .<br />

ف َق َال َ : ل َق َدْ‏ ك َل َّف ْتُمْ‏ ا لل َّهَ‏ شَط َط ًا .<br />

وَمَعْبَدُ‏ بْنُ‏ زُرَ‏ ارَة َ ك َان َ ذ َات يَوْم ٍ جَالِسًا فِي ط َر ِ يق ٍ ف َمَر َّتْ‏ ب ِهِ‏ امْرَ‏ أ َة ٌ ف َق َال َتْ‏ ل َهُ‏<br />

ك َذ َا ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

يَا هَنَاهُ‏ مِث ْلِي يَك ُون ُ مِنْ‏ عَب ِيدِ‏ ا لل َّهِ‏ .<br />

يَا عَبْدَ‏ ا لل َّهِ‏ ك َيْفَ‏ ا لط َّر ِ يقُ‏ إل َى مَوْ‏ ضِع ِ<br />

وَأ َبُو شِمَال ٍ ال ْأ َسَدِي ُّ أ َضَ‏ ل َّ رَاحِل َتَهُ‏ ف َا ل ْتَمَسَهَا الن َّا سُ‏ ف َل َمْ‏ يَج ِدُوهَا ، ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ‏ إن ْ ل َمْ‏ يَرُد َّ إ ل َي َّ رَاحِل َتِي ل َا صَل َّيْتُ‏ ل َهُ‏<br />

صَل َاة ً أ َبَدًا .<br />

ف َال ْتَمَسَهَا ا لن َّا سُ‏ ف َوَجَدُوهَا ، ف َق َال ُوا ل َهُ‏ : ق َدْ‏ رَد َّ ا لل َّهُ‏ رَاحِل َتَك ف َصَ‏ ل ِّ .<br />

: ف َق َال َ<br />

إن َّ يَمِين ِي يَمِينُ‏ مُصِر ٍّ .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ إل َى هَؤُ‏ ل َاءِ‏ ك َيْفَ‏ أ َف ْضَيْ‏ ب ِه ِمْا ل ْعُ‏ جْبُ‏ إل َى حُمْق ٍ صَارُوا ب ِهِ‏ نَك َا ل ًا فِي ا ل ْأ َو َّ لِينَ‏ ، وَمَث َل ًا فِي ال ْ آخَر ِ ينَ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ تَصَو َّرَا ل ْمُعْ‏ جَبُ‏ ا ل ْمُتَك َب ِّرُ‏ مَا ف ُطِرَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ج ِب ِل َّةٍ‏ ، وَ‏ بُلِيَ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ مِهْنَةٍ‏ ، ل َ خَف َضَ‏ جَنَاحَ‏ نَف ْسِهِ‏ وَاسْتَبْدَل َ لِينًا مِنْ‏ عُتُو ِّهِ‏<br />

، وَسُك ُو تًا مِنْ‏ نُف ُور ِهِ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ : عَ‏ ج ِبْتُ‏ لِمَنْ‏ جَرَى فِي مَجْرَى ا ل ْبَوْل ِ مَر َّتَيْن ِ ك َيْفَ‏ يَتَك َب َّرُ‏ ، وَق َدْ‏ وَ‏ صَفَ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

ال ْإ ِنْسَان َ ف َق َال َ يَا مُظ ْه ِرَا ل ْكِبْر ِ إعْجَابًا ب ِصُورَ‏ تِهِ‏ ا ُنْظ ُرْ‏ خَل َاكَ‏ ف َإ ِن َّ ا لن َّتْنَ‏ تَث ْر ِيبُ‏ ل َوْ‏ ف َك َّرَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِيمَا فِي بُط ُون ِه ِمْ‏ مَا<br />

اسْتَشْعَرَا ل ْكِبْرَ‏ شُب َّان ٌ وَل َا شِيبُ‏ هَل ْ فِي ا بْن ِ آدَمَ‏ مِث ْ ل ُ ا لر َّأ ْ س ِ مَك ْرُمَة ً وَهُوَ‏ ب ِ خَمْس ٍ مِنْ‏ ال ْأ َق ْذ َار ِ مَضْرُوبُأ َ نْفٌ‏ يَسِي ل ُ<br />

وَأ ُذ ْن ٌ ر ِيحُهَا سَه ِكٌ‏ وَال ْعَيْنُمُرْف َ ض َّة ٌ وَالث َّغْرُ‏ مَل ْعُوبُ‏ يَا ا بْنَ‏ ا لت ُّرَاب ِ وَمَأ ْك ُول َ ا لت ُّرَ‏ اب ِ غ َدًا أ َق ْصِرْ‏ ف َإ ِن َّكمَأ ْك ُو ل ٌ وَمَشْرُوبُ‏<br />

وَ‏ أ َحَق ُّ مَنْ‏ ك َان َ<br />

لِل ْكِبْر ِ مُجَان ِبًا ، وَ‏ لِل ْإ ِعْجَاب ِ مُبَاي ِنًا ، مَنْ‏ جَ‏ ل َّ فِي الد ُّنْيَا ق َدْ‏ رُهُ‏ ، وَعَظ ُمَ‏ فِيهَا خَط َرُهُ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ يَسْتَقِ‏ ل ُّ ب ِعَالِي هِم َّتِهِ‏ ك ُ ل َّ<br />

ك َثِير ٍ ، وَ‏ يَسْتَصْغِرُ‏ مَعَهَا ك ُ ل َّ ك َب ِير ٍ .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ :<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لس َّم َّاكِ‏ لِعِيسَى بْن ِ مُوسَى<br />

:<br />

وَك َان َ يُق َال ُ : اسْمَانِ‏ مُتَضَاد َّ انِ‏ ب ِمَعْنًى وَاحِدٍ‏<br />

ل َا يَنْبَغِي لِلش َّر ِ يفِ‏ أ َن ْ يَرَى شَيْئ ًا مِنْ‏ الد ُّنْيَا لِنَف ْسِهِ‏ خَطِيرًا ف َيَك ُون ُ ب ِهَا نَاب ِهًا .<br />

تَوَا ضُعُك فِي شَرَفِك أ َشْرَفُ‏ ل َك مِنْ‏ شَرَفِك .<br />

: ا لت َّوَ‏ اضُعُ‏ وَ‏ الش َّرَفُ‏ .<br />

وَ‏ لِل ْكِبْر ِأ َ سْبَا بٌ‏ : ف َمِنْ‏ أ َق ْوَى أ َسْبَا ب ِهِ‏ عُل ُو ُّ ا ل ْيَدِ‏ ، وَ‏ نُف ُوذ ُا ل ْأ َمْر ِ ، وَقِل َّة ُ مُ‏ خَا ل َط َةِ‏ ال ْأ َك ْف َاءِ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ق َوْمًا مَشَوْا خَل ْفَ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َق َال َ : أ َ بْعِدُو ا عَن ِّي خَف ْقَ‏ ن ِعَالِك ُمْ‏ ف َإ ِن َّهَا مُف ْسِدَة ٌ لِق ُل ُوب ِ<br />

نَوْك َى ا لر ِّجَال ِ .<br />

}<br />

:<br />

وَمَشَوْا خَل ْفَ‏ ا بْن ِ مَسْعُودٍ‏ ف َق َال َ ارْج ِعُوا ف َإ ِن َّهَا ز ِ ل َّة ٌ لِلت َّا ب ِع ِ وَفِتْنَة ٌ لِل ْمَتْبُوع ِ .<br />

وَرَوَى ق َيْسُ‏ بْنُ‏ حَاز ِم ٍ أ َن َّ رَجُل ًا أ ُ تِيَ‏ ب ِهِ‏ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َأ َصَابَتْهُ‏ ر ِعْدَة ٌ ، ف َق َال َ ل َهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

هَو ِّن ْ عَل َيْك ف َإ ِن َّمَا أ َنَا ا بْنُ‏ امْرَأ َةٍ‏ ك َانَتْ‏ تَأ ْك ُ ل ُ ا ل ْق َدِيدَ‏<br />

. {<br />

وَإ ِن َّمَا ق َال َ ذ َ لِكَ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ حَسْمًا لِمَوَاد ِّ ال ْكِبْر ِ ، وَق َط ْعًا لِذ َرَ‏ ا ئِع ِ ال ْإ ِعْجَاب ِ ، وَك َسْرًا لِأ َشَر ِ الن َّف ْس ِ ، وَتَذ ْلِيل ًا<br />

لِسَط ْوَةِا لِاسْتِعْل َاءِ‏ .<br />

وَمِث ْ ل ُ ذ َلِكَ‏ مَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ نَادَى الص َّل َاة ُ جَامِعَة ٌ ف َل َم َّا اجْتَمَعَ‏ ا لن َّا سُ‏ صَعِدَا ل ْمِنْبَرَ‏


:<br />

.<br />

ف َ حَمِدَ‏ ا لل َّهَ‏ وَأ َث ْنَى عَل َيْهِ‏ وَصَل َّى عَل َى نَب ِي ِّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ث ُ م َّ ق َال َ : أ َي ُّهَا ا لن َّا سُ‏ ل َق َدْ‏ رَأ َيْتُن ِي أ َرْعَى عَل َى خَا ل َاتِ‏ لِي<br />

مِنْ‏ بَن ِي مَ‏ خْزُوم ٍ ف َيَق ْب ِضُ‏ لِي ا ل ْق َبْضَة َ مِنْ‏ ا لت َّمْر ِ وَا لز َّ ب ِيب ِ ف َأ َظ َ ل ُّ ال ْيَوْمَ‏ وَ‏ أ َي َّ يَوْم ٍ .<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ عَبْدُ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْنُ‏ عَوْفٍ‏ وَا َلل َّهِ‏ يَا أ َمِيرَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ مَا ز ِدْتَ‏ عَل َى أ َن ْ ق َص َّرْتَ‏ ب ِنَف ْسِك<br />

ف َق َال َ عُمَرُ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ وَيْحَك يَا ا بْنَ‏ عَوْفٍ‏ إن ِّي خَل َوْت ف َحَد َّث َتْن ِي نَف ْسِي ، ف َق َال َتْ‏ أ َ نْتَ‏ أ َمِيرُ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ ف َمَنْ‏ ذ َا<br />

أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْك ف َأ َرَدْتُ‏ أ َن ْ أ ُعَر ِّف َهَا نَف ْسَهَا .<br />

وَ‏ لِل ْإ ِعْ‏ جَاب ِأ َسْبَا بٌ‏ : ف َمِنْ‏ أ َق ْوَى أ َسْبَا ب ِهِ‏ ك َث ْرَة ُ مَدِي ح ِا ل ْمُتَق َر ِّ ب ِينَ‏ وَإ ِط ْرَاءِ‏ ا ل ْمُتَمَل ِّقِينَ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ جَعَل ُو ا الن ِّف َا قَ‏ عَادَة ً وَمَك ْسَبًا ،<br />

وَ‏ ا لت َّمَل ُّقَ‏ خَدِ‏ يعَة ً وَمَل ْعَبًا ، ف َإ ِذ َا وَجَدُوهُ‏ مَق ْبُول ًا فِي ال ْعُق ُول ِ الض َّعِيف َةِ‏ أ َغ ْرَوْا أ َرْ‏ بَا بَهَا ب ِاعْتِق َادِ‏ ك َذِ‏ ب ِه ِمْ‏ ، وَجَعَل ُو ا ذ َ لِكَ‏ ذ َر ِ يعَة ً<br />

إل َى ا لِاسْتِهْزَ‏ اءِ‏ ب ِه ِمْ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } أ َ ن َّهُ‏ سَمِعَ‏ رَجُل ًا يُزَك ِّي رَجُل ًا ف َق َال َ ل َهُ‏ : ق َط َعْتَ‏ مَط َاهُ‏ ل َوْ‏ سَمِعَهَا مَا أ َف ْل َ حَ‏<br />

بَعْدَهَا { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ال ْمَدْحُ‏ ذ َ بْ‏ حُ‏ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ : ق َا ب ِ ل ُ ا ل ْمَدْح ِ ك َمَادِح ِ نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َل ْيَق ُل ْ أ َحْسَبُ‏ وَل َا أ ُزَك ِّي عَل َى ا لل َّهِ‏ أ َحَدًا { .<br />

مَنْ‏ رَضِيَ‏ أ َن ْ يُمْدَحَ‏ ب ِمَا ل َيْسَ‏ فِيهِ‏ ف َق َدْ‏ أ َمْك َنَ‏ الس َّاخِرَ‏ مِنْهُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

} إي َّاك ُمْ‏ وَالت َّمَادُحَ‏ ف َإ ِ ن َّهُا لذ َّبْ‏ حُ‏ إن ْ ك َان َ أ َحَدُك ُمْ‏ مَادِحًا أ َخَاهُ‏ ل َا مَحَا ل َة َ<br />

وَقِي ل َ فِيمَا أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ مِنْ‏ ا ل ْك ُتُب ِ ا لس َّا لِف َةِ‏ : عَج ِبْت لِمَنْ‏ قِي ل َ فِيهِ‏ ال ْخَيْرُ‏ وَل َيْسَ‏ فِيهِ‏ ك َيْفَ‏ يَف ْرَحُ‏ ، وَعَج ِبْت<br />

لِمَنْ‏ قِي ل َ فِيهِ‏ ا لش َّر ُّ وَهُوَ‏ فِيهِ‏ ك َيْفَ‏ يَغْضَبُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ يَا جَاهِل ًا غ َر َّهُ‏ إف ْرَاط ُ مَادِحِهِ‏ ل َا يَغْلِبَن َّ جَهْ‏ ل ُ مَنْ‏ أ َط ْرَاك عِل ْمُك ب ِك أ َث ْنَى وَق َال َ ب ِل َا عِل ْم ٍ أ َحَاط َ ب ِهِ‏<br />

وَ‏ أ َ نْتَ‏ أ َعْل َمُ‏ ب ِا ل ْمَ‏ حْصُول ِ مِنْ‏ ر ِيَب ِك وَهَذ َاأ َمْرٌ‏ يَنْبَغِي لِل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ يَضْب ِط َ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ أ َن ْ يَسْتَفِز َّهَا ، وَيَمْنَعَهَا مِنْ‏ تَصْدِ‏ يق ِ<br />

ا ل ْمَدْح ِ ل َهَا ، ف َإ ِن َّ لِلن َّف ْس ِ مَيْل ًا لِ‏ حُب ِّ الث َّنَاءِ‏ وَسَمَا ع ِ ال ْمَدْح ِ .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

يَهْوَى الث َّنَاءَ‏ مُبَر ِّ زٌ‏ وَمُق َص ِّرٌ‏ حُب ُّ ا لث َّنَاءِ‏ ط َب ِيعَة ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ف َإ ِذ َا سَامَحَ‏<br />

نَف ْسَهُ‏ فِي مَدْح ِ الص َّبْوَةِ‏ ، وَ‏ تَا بَعَهَا عَل َى هَذِهِ‏ ا لش َّهْوَةِ‏ ، تَشَاغ َ ل َ ب ِهَا عَنْ‏ ا ل ْف َضَا ئِ‏ ل ِا ل ْمَمْدُوحَةِ‏ ، وَ‏ ل َهَا ب ِهَا عَنْ‏ ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ<br />

ا ل ْمَمْنُوحَةِ‏ ، ف َصَارَ‏ ا لظ َّاهِرُ‏ مِنْ‏ مَدْحِهِ‏ ك َذِبًا ، وَا ل ْبَاطِنُ‏ مِنْ‏ ذ َم ِّهِ‏ صِدْق ًا ، وَعِنْدَ‏ تَق َا بُلِه ِمَا يَك ُون ُ الص ِّدْ‏ قُ‏ أ َ ل ْزَمَال ْأ َمْرَ‏ يْن ِ .<br />

وَهَذِهِ‏ خُ‏ دْعَة ٌ ل َا يَرْ‏ تَضِيهَا عَاقِ‏ ل ٌ وَل َا يَنْ‏ خَدِ‏ عُ‏ ب ِهَامُمَي ِّزٌ‏ .<br />

وَل ْيَعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْمُتَق َر ِّبَ‏ ب ِا ل ْمَدْح ِ يُسْر ِفُ‏ مَعَ‏ ا ل ْق َبُول ِ وَيَك ُف ُّ مَعَ‏ ال ْإ ِبَاءِ‏ ، ف َل َا يَغْلِبُهُ‏ حُسْنُ‏ الظ َّن ِّ عَل َى تَصْدِ‏ يق ِ مَدْح ٍ هُوَ‏<br />

أ َعْرَفُ‏ ب ِ حَقِيق َتِهِ‏ وَل ْتَك ُنْ‏ تُهْمَة ُ ا ل ْمَادِح ِ أ َغ ْل َبَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

ف َق َ ل َّ مَدْ‏ حٌ‏ ك َان َ جَمِيعُهُ‏ صِدْق ًا ، وَق َ ل َّث َنَاءٌ‏ ك َان َ ل َهُ‏ حَقًّا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ك َر ِهَ‏ أ َهْ‏ ل ُا ل ْف َضْ‏ ل ِ أ َن ْ يُط ْلِق ُو ا أ َل ْسِنَتَهُمْ‏ ب ِا لث َّنَاءِ‏ وَ‏ ا ل ْمَدْح ِ تَحَر ُّزًا مِنْ‏ ا لت َّ جَاوُز ِ فِيهِ‏ ، وَ‏ تَنْز ِ يهًا عَنْ‏ ا لت َّمَل ُّق ِ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَىمَك ْ حُو ل ٌ ق َال َ<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

ل َا تَك ُونُوا عَي َّا ب ِينَ‏ وَل َا تَك ُونُوا ل َع َّا ن ِينَ‏ وَل َا<br />

مُتَمَادَحِينَ‏ وَل َا مُتَمَاو ِ تِينَ‏<br />

وَحَك َى ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ أ َن َّ أ َبَا بَك ْر ٍ الص ِّد ِّ يقَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ك َان َ إذ َا مَدَحَ‏ ق َال َ : ا لل َّهُ‏ م َّ أ َ نْتَ‏ أ َعْل َمُ‏ ب ِي مِنْ‏ نَف ْسِي ، وَأ َنَا أ َعْل َمُ‏


:<br />

ب ِنَف ْسِي مِنْهُمْ‏ ، ا لل َّهُ‏ م َّ اجْعَل ْن ِي خَيْرًا مِم َّا يَ‏ حْسَبُون َ وَاغ ْفِرْ‏ لِي مَا ل َا يَعْل َمُون َ ، وَل َا تُؤَاخِذ ْن ِي ب ِمَا يَق ُو ل ُون َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ إذ َا ال ْمَرْءُ‏ ل َمْ‏ يَمْدَحْهُ‏ حُسْنُ‏ فِعَا لِهِ‏ ف َمَادِحُهُ‏ يَهْذِي وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مُف ْصِحَا وَرُب َّمَا آل َ حُب ُّ ا ل ْمَدْح ِ<br />

ب ِصَاحِب ِهِ‏ إل َى أ َن ْ يَصِيرَ‏ مَادِحَ‏ نَف ْسِهِ‏ ، إم َّا لِتَوَه ُّمِهِ‏ أ َن َّ ا لن َّا سَ‏ ق َدْ‏ غ َف َل ُو ا عَنْ‏ ف َضْلِهِ‏ ، وَ‏ أ َخَل ُّو ا ب ِ حَق ِّهِ‏ .<br />

وَإ ِم َّا لِيَ‏ خْدَعَهُمْ‏ ب ِتَدْلِيس ِ نَف ْسِهِ‏ ب ِا ل ْمَدْح ِوَ‏ ال ْإ ِط ْرَ‏ اءِ‏ ، ف َيَعْتَقِدُون َ أ َن َّ ق َوْ‏ ل َهُ‏ حَق ٌّمُت َّبَعٌ‏ ، وَصِدْ‏ قٌ‏ مُسْتَمَ‏ ‏ٌع .<br />

وَإ ِم َّا لِتَل َذ ُّذِهِ‏ ب ِسَمَا ع ِ ا لث َّنَاءِ‏ وَسُرُور ِ نَف ْسِهِب ِا ل ْمَدْح ِ وَال ْإ ِط ْرَاءِ‏ ، مَا يَتَغَن َّى ب ِنَف ْسِهِ‏ ط َرَبًا إذ َا ل َمْ‏ يَسْمَعْ‏ صَوْتًا مُط ْر ِبًا وَل َا غِنَاءً‏<br />

مُمْتِعًا .<br />

وَ‏ لِأ َي ِّ ذ َلِكَ‏ ك َان َ ف َهُوَ‏ ال ْجَهْل ُ ا لص َّر ِي حُ‏ ، وَ‏ الن َّق ْصُ‏ ا ل ْف َضِي حُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

وَمَا شَرَفٌ‏ أ َن ْ يَمْدَحَ‏ ال ْمَرْءُ‏ نَف ْسَهُ‏ وَل َكِن َّ أ َعْمَا ًلا تَ‏ ذ ُم ُّ وَ‏ تَمْدَحُ‏ وَمَا ك ُ ل ُّ حِين ٍ يَصْدُ‏ قُ‏ ال ْمَرْءُ‏ ظ َن ُّهُ‏<br />

وَل َا ك ُ ل ُّ أ َصْ‏ حَاب ِ ا لت ِّ جَارَةِ‏ يَرْبَ‏ حُ‏ وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ‏ تَرْجُو لِغَيْب ِك حَافِظ ًا وَل َا ك ُ ل ُّ مَنْ‏ ضَ‏ م َّ ا ل ْوَدِ‏ يعَة َ يَصْل ُ حُ‏ وَيَنْبَغِي لِل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ<br />

يَسْتَرْشِدَ‏ إخْوَ‏ ان َ الص ِّدْ‏ ق ِ ال َّذِينَ‏ هُمْ‏ أ َ صْفِيَاءُ‏ ا ل ْق ُل ُوب ِ ، وَمُرَا ئِي ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ وَا ل ْعُيُوب ِ ، عَل َى مَا يُنَب ِّهُونَهُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَسَاو ِ ئِهِ‏<br />

ال َّتِي صَرَف َهُ‏ حَسَنُ‏ ا لظ َّن ِّ عَنْهَا .<br />

ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ أ َمْك َنُ‏ نَظ َرًا ، وَ‏ أ َسْل َمُ‏ فِك ْرًا ، وَيَ‏ جْعَل ُون َ مَا يُنَب ِّهُو نَهُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَسَاو ِ ئِهِ‏ عِوَضًا عَنْ‏ تَصْدِ‏ يق ِا ل ْمَدْح ِ فِيهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َنَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْمُؤْمِنُ‏ مِرْآة ُ ا ل ْمُؤْمِن ِ إذ َا رَأ َى فِيهِ‏ عَيْبًا أ َ صْل َ حَهُ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَك َان َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ يَق ُول ُ<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

: رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ امْرَ‏ أ ً أ َهْدَى إل َيْنَا مَسَاو ِ ئ َنَا .<br />

: أ َتُ‏ حِب ُّ أ َن ْ تُهْدَى إل َيْك عُيُوبُك ؟ ق َال َ : نَعَمْ‏ ، مِنْ‏ نَاصِ‏ ح ٍ .<br />

وَمِم َّا يُق َار ِبُ‏ مَعْنَى هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ مَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

نُوَ‏ ل ِّيَهُ‏ حِمْصَ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

ق َال َ<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

تَك ُون ُ أ َ نْتَ‏ ذ َ لِكَ‏ ا لر َّجُ‏ ل َ .<br />

ل َا تَنْتَفِعُ‏<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

رَجُل ًا صَ‏ حِي حًا مِنْك ، صَ‏ حِي حًا ل َك .<br />

ب ِي مَعَ‏ سُوءِ‏ ظ َن ِّي ب ِك وَسُوءِ‏ ظ َن ِّك ب ِي .<br />

مَنْ‏ أ َظ ْهَرَ‏ عَيْبَ‏ نَف ْسِهِ‏ ف َق َدْ‏ زَك َّاهَا .<br />

مَنْ‏ تَرَى أ َن ْ<br />

ف َإ ِذ َا ق َط َعَ‏ أ َسْبَابَا ل ْكِبْر ِ وَحَسَمَ‏ مَوَاد َّ ال ْعُجْب ِ اعْتَاضَ‏ ب ِال ْكِبْر ِ تَوَا ضُعًا وَب ِال ْعُجْب ِ تَوَد ُّدًا .<br />

وَذ َلِكَ‏ مِنْ‏ أ َوْك َدَ‏ أ َسْبَاب ِ ا ل ْك َرَ‏ امَةِ‏ وَأ َق ْوَى مَوَ‏ اد ِّ ا لن ِّعَم ِ وَ‏ أ َ بْل َغ ِ شَافِع ٍ إل َى ا ل ْق ُل ُوب ِ يَعْطِف ُهَا إل َى ال ْمَ‏ حَب َّةِ‏ وَ‏ يُث ْن ِيهَا عَنْ‏ ال ْبُغْ‏ ِض .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

وَمَنْ‏ بَر ِئَ‏ مِنْ‏ ال ْبُخْل ِ نَال َ ا لش َّرَفَ‏ .<br />

وَمَنْ‏ بَر ِئَ‏ مِنْ‏ ا ل ْكِبْر ِ نَال َ ال ْك َرَ‏ امَة َ .<br />

وَق َال َ مُصْعَبُ‏ بْنُ‏ ا لز ُّبَيْر ِ<br />

مَنْ‏ بَر ِئَ‏ مِنْ‏ ث َل َاثٍ‏ نَال َ ث َل َا ث ًا<br />

:<br />

:<br />

:<br />

: ا لت َّوَا ضُعُ‏ مَصَائِدُ‏ الش َّرَفِ‏ .<br />

مَنْ‏ بَر ِئَ‏ مِنْ‏ الس َّرَفِ‏ نَال َا ل ْعِز َّ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ‏ دَ‏ امَ‏ تَوَا ضُعُهُ‏ ك َث ُرَ‏ صَدِ‏ يق ُهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ تُحْدِث ُ ا ل ْمَنَاز ِل ُ وَا ل ْو ِل َا يَاتُ‏ لِق َوْم ٍ أ َخْل َاق ًا مَذ ْمُومَة ً يُظ ْه ِرُهَا سُوءُ‏ طِبَاعِه ِمْ‏ ، وَ‏ لِآخَر ِ ينَ‏ ف َضَا ئِ‏ ل َ مَ‏ حْمُودَة ً يَبْعَث ُ عَل َيْهَا<br />

زَك َاءُ‏ شِيَمِه ِمْ‏ ؛ لِأ َن َّ تَق َل ُّبَ‏ ال ْأ َحْوَال ِ سَك َرَة ٌ تُظ ْه ِرُ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ مَك ْنُونَهَا ، وَمِنْ‏ الس َّرَ‏ ا ئِر ِ مَخْزُونَهَا ، ل َا سِي َّمَا إذ َا هَ‏ جَمَتْ‏<br />

مِنْ‏ غ َيْر ِ تَدْر ِي ج ٍ وَط َرَق َتْ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَأ َه ُّب ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ فِي تَق َل ُّب ِ ال ْأ َحْوَال ِ تُعْرَفُ‏ جَوَ‏ اهِرُ‏ ا لر ِّجَال ِ .


وَق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ : مَنْ‏ ك َانَتْ‏ و ِ ل َايَتُهُ‏ ف َوْ‏ قَ‏ ق ُدْرَةٍ‏ تَك َب َّرَ‏ ل َهَا ، وَمَنْ‏ ك َانَتْ‏ و ِ ل َايَتُهُ‏ دُون َ ق ُدْرَةٍ‏ تَوَا ضَعَ‏ ل َهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَدَ‏ نَاءَ‏ تِهِ‏ .<br />

: الن َّا سُ‏ فِي ا ل ْو ِ ل َا يَةِ‏ رَجُل َانِ‏ : رَ‏ جُ‏ ل ٌ يُج ِ ل ُّ ا ل ْعَمَ‏ ل َ ب ِف َضْلِهِ‏ وَمُرُوءَ‏ تِهِ‏ ، وَرَجُ‏ ل ٌ يَج ِ ل ُّ ب ِا ل ْعَمَ‏ ل ِ لِنَق ْصِهِ‏<br />

ف َمَنْ‏ جَ‏ ل َّ عَنْ‏ عَ‏ مَلِهِ‏ ازْدَ‏ ادَ‏ ب ِهِ‏ تَوَا ضُعًا وَب ِشْرًا ، وَمَنْ‏ جَ‏ ل َّ عَنْهُ‏ عَمَل ُهُ‏ ازْدَ‏ ادَ‏ ب ِهِ‏ تَجَب ُّرًا وَتَك َب ُّرًا .<br />

حُسْنُ‏ ال ْ خُل ُق ِ ال ْف َصْل ُ الث َّان ِي فِي حُسْن ِ ال ْ خُل ُق ِ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ل َك ُمْ‏ ا ل ْإ ِسْل َامَ‏ دِينًا ف َأ َك ْر ِمُوهُ‏ ب ِ حُسْن ِ ا ل ْ خُل ُق ِ وَا لس َّ خَاءِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَك ْمُ‏ ل ُ إل َّا ب ِه ِمَا<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ<br />

ق َال َ ال ْ خُل ُقُ‏ ال د َّن ِي ُّ وَالل ِّسَان ُ ال ْبَذِي ُّ .<br />

: أ َل َا أ ُخْب ِرُك ُمْ‏ ب ِأ َدْوَ‏ أِ‏ ا لد َّ اءِ‏ ؟ ق َال ُوا بَل َى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ سَاءَ‏ خُل ُق ُهُ‏ ضَا قَ‏ ر ِ زْق ُهُ‏<br />

وَعِل َّة ُ هَذ َا ا ل ْق َوْل ِ ظ َاهِرَ‏ ٌة .<br />

} :<br />

. {<br />

.<br />

:<br />

:<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى اخْتَارَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ال ْحَسَنُ‏ ال ْ خُل ُق ِ مَنْ‏ نَف ْسُهُ‏ فِي رَاحَةٍ‏ ، وَ‏ الن َّا سُ‏ مِنْهُ‏ فِي سَل َامَةٍ‏ .<br />

وَ‏ الس َّي ِّئ ُ ال ْ خُل ُق ِ ا لن َّا سُ‏ مِنْهُ‏ فِي بَل َاءٍ‏ ، وَهُوَ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ فِي عَنَاءٍ‏ ، وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : عَاشِرْ‏ أ َهْل َك ب ِأ َحْسَن ِ أ َخْل َاقِك<br />

ف َإ ِن َّ ا لث َّوَ‏ اءَ‏ فِيه ِمْ‏ ق َلِي ل ٌ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : إذ َا ل َمْ‏ تَت َّسِعْ‏ أ َخْل َا قُ‏ ق َوْم ٍ تَضِيقُ‏ ب ِه ِمْ‏ ف َسِي حَاتُ‏ ال ْب ِل َادِ‏ إذ َا مَا ال ْمَرْءُ‏ ل َمْ‏ يُ‏ خْل َقُ‏ ل َب ِيبًا ف َل َيْسَ‏ ا لل ُّب ُّ<br />

عَنْ‏ قِدَم ِ ال ْو ِل َادِ‏ ف َإ ِذ َا حَسُنَتْ‏ أ َخْل َا قُ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ك َث ُرَ‏ مُصَاف ُوهُ‏ ، وَق َ ل َّ مُعَادُوهُ‏ ، ف َتَسَه َّل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْأ ُمُو رُ‏ الص ِّعَابُ‏ ، وَل َانَتْ‏ ل َهُ‏<br />

ا ل ْق ُل ُوبُ‏ ا ل ْغِضَابُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } حُسْنُ‏ ال ْ خُل ُق ِ وَحُسْنُ‏ ال ْ جُوَ‏ ار ِ يُعَم ِّرَ‏ انِ‏ ا لد ِّ يَارَ‏ وَ‏ يَز ِيدَ‏ انِ‏ فِي<br />

ال ْأ َعْمَار ِ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مِنْ‏ سَعَةِ‏ ال ْأ َخْل َاق ِ ك ُنُو زُ‏ ال ْأ َرْزَا ِق .<br />

وَسَبَبُ‏ ذ َلِكَ‏ مَا ذ َك َرْنَا مِنْ‏ ك َث ْرَةِ‏ ال ْأ َصْفِيَاءِ‏ ال ْمُسْعِدِينَ‏ ، وَقِل َّةِ‏ ال ْأ َعْدَاءِا ل ْمُجْ‏ حِفِينَ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } أ َحَب ُّك ُمْ‏ إ ل َي َّ أ َحْسَنك ُمْ‏ أ َخْل َاق ًا ، ال ْمُوَط َّئ ُون َ أ َك ْنَاف ًا ، ال َّذِينَ‏ يَأ ْ ل َف ُون َ وَيُؤْل َف ُو َن<br />

. {<br />

وَحُسْنُ‏ ال ْ خَل ْق ِ أ َن ْ يَك ُون َ سَهْ‏ ل َ ا ل ْعَر ِيك َةِ‏ ، ل َي ِّنَ‏ ا ل ْجَا ن ِب ِ ، ط َلِيقَا ل ْوَجْهِ‏ ، ق َلِي ل َ ا لن ُّف ُور ِ ، ط َي ِّبَ‏ ال ْك َلِمَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ بَي َّنَ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْأ َوْ‏ صَافَ‏ ف َق َال َ } أ َهْ‏ ل ُ ا ل ْجَن َّةِ‏ ك ُل ُّ<br />

:<br />

:<br />

هَي ِّن ٍ ل َي ِّن ٍ سَهْ‏ ل ٍ ط َل ْق ٍ { .<br />

وَل َم َّا ذ َك َرْنَا مِنْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْأ َوْ‏ صَافِ‏ حُدُودً‏ ا مُق َد َّرَة ً وَمَوَا ضِعَ‏ مُسْتَ‏ حَق َّة ً ، مَا ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : أ َصْف ُو وَ‏ أ َك ْدُرُ‏ أ َحْيَا نًا لِمُخْتَب ِر ِي<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ مُسْتَحْسَنًا صَف ْوٌ‏ ب ِل َا ك َدَر ِ وَ‏ ل َيْسَ‏ يُر ِ يدُ‏ ب ِال ْك َدَر ِ ال َّذِي هُوَ‏ ال ْبَذ َاءُ‏ وَشَرَ‏ اسَة ُ ال ْ خُل ُق ِ ، ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَ‏ ذ َم ٌّ ل َا يُسْتَحْسَنُ‏<br />

وَعَيْبٌ‏ ل َا يَرْتَضِي .<br />

وَ‏ إ ِ ن َّمَا يُر ِ يدُ‏ ال ْك َف َّ وَ‏ الِا نْقِبَاضَ‏ فِي مَوْ‏ ضِع ٍ يُل َامُ‏ فِيهِ‏ ا ل ْمُسَاعِدُ‏ وَيُذ َم ُّ فِيهِ‏ ال ْمُوَافِقُ‏ ، ف َإ ِذ َا ك َانَتْ‏ لِمَ‏ حَاسِن ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ حُ‏ دُودٌ‏<br />

مُق َد َّرَة ٌ وَمَوَاضِعُ‏ مُسْتَ‏ حَق َّة ٌ ف َإ ِن ْ تَجَاوَزَ‏ ب ِهَا ال ْحَ‏ د َّ صَارَتْ‏ مَل َق ًا وَ‏ إ ِن ْ عَدْل َ ب ِهَا عَنْ‏ مَوَا ضِعِهَا صَارَتْ‏ ن ِف َاق ًا .<br />

وَ‏ ا ل ْمَل َقُ‏ ذ ُ ل ٌّ ، وَ‏ الن ِّف َا قُ‏ ل ُؤْمٌ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ وُسِمَ‏ ب ِه ِمَا وُد ٌّمَبْرُو رٌ‏ وَل َا أ َث َرٌمَ‏ شْ‏ ك ُو رٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى حَ‏ كِي مٌ‏ عَنْ‏ جَاب ِر ِ بْن ِ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } شَر ُّ ا لن َّا س ِ ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ<br />

:


ال َّذِي يَأ ْتِي هَؤُل َاءِ‏ ب ِوَجْهٍ‏ وَهَؤُل َاءِ‏ ب ِوَجْهٍ‏ { .<br />

وَرَوَىمَك ْ حُو ل ٌ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ<br />

وَج ِيهًا عِنْد ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى { .<br />

وَق َال َ سَعِيدُ‏ بْنُ‏ عُرْوَة َ<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

ل َا يَنْبَغِي لِذِي ا ل ْوَجْهَيْن ِ أ َن ْ يَك ُون َ<br />

: ل َأ َن ْ يَك ُون َ لِي ن ِصْفُ‏ وَجْهٍ‏ وَن ِصْفُ‏ لِسَانٍ‏ عَل َى مَا فِيه ِمَا مِنْ‏ ق ُبْ‏ ح ِ ا ل ْمَنْظ َر ِ وَعَ‏ جْز ِا ل ْمَ‏ خْبَر ِ أ َحَب ُّ<br />

إل َي َّ مِنْ‏ أ َن ْ أ َك ُون َ ذ َا وَجْهَيْن ِ وَذ َا لِسَا نَيْن ِ وَذ َا ق َوْ‏ ل َيْن ِ مُ‏ خْتَلِف َيْن ِ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : خَ‏ ل ِّ الن ِّف َا قَ‏ لِأ َهْلِهِ‏ وَعَل َيْك ف َا ل ْتَمِسْ‏ الط َّر ِيق َا وَارْغ َبْ‏ ب ِنَف ْسِك أ َن ْ تُرَى إل َّا عَدُوا أ َوْ‏ صَدِ‏ يق َا وَق َال َ إبْرَ‏ اهِيمُ‏<br />

بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ : وَك َمْ‏ مِنْ‏ صَدِ‏ يق ٍ وُد ُّهُ‏ ب ِلِسَا ن ِهِ‏ خَئ ُون ٌ ب ِظ َهْر ِ ا ل ْغَيْب ِ ل َا يَتَذ َم َّمُ‏ يُضَاحِك ُن ِي عَجَبًا إذ َا مَا ل َقِيتُهُ‏ وَيَصْدُف ُن ِي مِنْهُ‏ إذ َا<br />

غِبْتُ‏ أ َسْهُمُ‏ ك َذ َلِكَ‏ ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ يُرْضِيك شَاهِدًا وَفِي غ َيْب ِهِ‏ إن ْ غ َابَ‏ صَا بٌ‏ وَعَل ْق َمُ‏ وَرُب َّمَا تَغَي َّرَ‏ حُسْنُ‏ ا ل ْ خُل ُق ِ وَا ل ْوَط َاءُ‏<br />

إل َى الش َّرَاسَةِ‏ وَال ْبَذ َاءِ‏ لِأ َسْبَاب ٍ عَار ِ ضَةٍ‏ ، وَ‏ أ ُمُور ٍ<br />

ط َار ِ ئ َةٍ‏ ، تَ‏ جْعَ‏ ل ُ ا لل ِّينَ‏ خُشُو نَة ً وَال ْوَط َاءَ‏ غِل ْظ َة ً وَ‏ ا لط َّل َاق َة َ عُبُوسًا .<br />

ف َمِنْ‏ أ َسْبَاب ِ ذ َلِكَ‏ ال ْو ِل َايَة ُ ال َّتِي تُحْدِث ُ فِيا ل ْأ َخْل َا ق ِ تَغَي ُّرًا ، وَعَل َى ال ْ خُل َط َاءِ‏ تَنَك ُّرًا ، إم َّا مِنْ‏ ل ُؤْم ِ ط َبْع ٍ ، وَإ ِم َّا مِنْ‏ ضِيق ِ<br />

صَدْر ٍ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : مَنْ‏ تَاهَ‏ فِي و ِ ل َا يَتِهِ‏ ذ َل َّ فِي عَزْ‏ لِهِ‏ .<br />

وَقِي ل َ<br />

:<br />

:<br />

ذ ُ ل ُّا ل ْعَزْل ِ يُضْحِكُ‏ مِنْ‏ تِيهِ‏ ا ل ْو ِ ل َا يَةِ‏ .<br />

وَمِنْهَا ال ْعَزْل ُ ف َق َدْ‏ يَسُوءُ‏ ب ِهِ‏ ال ْ خُل ُقُ‏ وَ‏ يَضِيقُ‏ ب ِهِ‏ الص َّدْ‏ رُ‏ إم َّا لِشِد َّةِ‏ أ َسَفٍ‏ أ َوْ‏ لِقِل َّةِ‏ صَبْر ٍ .<br />

حَك َىحُمَيْ‏ دٌ‏ ا لط َّو ِ ي ل ُ أ َن َّ عَم َّارَ‏ بْنَ‏ يَاسِر ٍ عُز ِل َ عَنْ‏ و ِ ل َا يَةٍ‏ ف َاشْتَ‏ د َّ ذ َلِكَ‏ عَل َيْهِ‏ ، وَق َال َ إن ِّي وَجَدْهت َا حُل ْوَة َ الر َّ ضَا ع ِ مَر َّة َ<br />

ا ل ْفِط َام ِ .<br />

وَمِنْهَا<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْغِنَى ف َق َدْ‏ تَتَغَي َّرُ‏ ب ِهِ‏ أ َخْل َا قُ‏ ا لل َّئِيم ِ بَط َرًا ، وَتَسُوءُ‏ ط َرَا ئِق ُهُ‏ أ َشَرًا .<br />

مَنْ‏ نَال َ اسْتَط َال َ .<br />

:<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا لر ِّيَاشِي ُّ : غ َضْبَان ُ يَعْل َمُ‏ أ َن َّ ا ل ْمَال َ سَا ق ٍ ل َهُ‏ مَا ل َمْ‏ يَسْقِهِ‏ ل َهُ‏ دِ‏ ينٌ‏ وَل َا خُل ُقُ‏ ف َمَنْ‏ يَك ُنْ‏ عَنْ‏ كِرَ‏ ام ِ ا لن َّا س ِ يَسْأ َل ُن ِي<br />

ف َأ َك ْرَمُ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ ك َانَتْ‏ ل َهُ‏ وَر ِ قُ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : ف َإ ِن ْ تَك ُنْ‏ الد ُّنْيَا أ َ نَا ل َتْك ث َرْوَة ً ف َأ َصْبَحْت ذ َا يُسْر ٍ وَق َدْ‏ ك ُنْت ذ َا<br />

عُسْر ِ ل َق َدْ‏ ك َشَفَ‏ ال ْإ ِث ْرَاءُ‏ مِنْك خَل َا ئِق ًا مِنْ‏ ا لل ُّؤْم ِ ك َانَتْ‏ تَ‏ حْتَ‏ ث َوْب ٍ مِنْ‏ ا ل ْف َق ْر ِ وَ‏ ب ِحَسَب ِ مَا أ َف ْسَدَهُ‏ ال ْغِنَى ك َذ َلِكَ‏ يُصْلِ‏ حُهُ‏<br />

ال ْف َق ْرُ‏ .<br />

وَك َتَبَ‏ ق ُتَيْبَة ُ بْنُ‏ مُسْلِم ٍ إل َى ال ْ حَج َّاج ِ أ َن َّ أ َهْ‏ ل َ ا لش َّام ِ ق َدْ‏ ال ْتَاث ُوا عَل َيْهِ‏ ف َك َتَبَ‏ إ ل َيْهِ‏ أ َن ْ اق ْط َعْ‏ عَنْهُمْ‏ ال ْأ َرْزَاقَ‏ ، ف َف َعَ‏ ل َ ف َسَاءَتْ‏<br />

حَا ل ُهُمْ‏ ف َاجْتَمَعُو ا إل َيْهِ‏ ف َق َال ُوا أ َقِل ْنَا .<br />

ف َك َتَبَ‏ إل َى ا ل ْحَ‏ ج َّاج ِ فِيه ِمْ‏ ف َك َتَبَ‏ إ ل َيْهِ‏<br />

:<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْف َق ْرَ‏ جُنْدُ‏ الل َّهِا ل ْأ َك ْبَرَ‏ يُذِ‏ ل ُّ ب ِهِ‏ ك ُ ل َّ جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ‏ يَتَك َب َّرُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ال ْف َق ْرُ‏ ، وَا ل ْمَرَضُ‏ ، وَال ْمَوْ‏ ‏ُت { .<br />

وَمِنْهَا<br />

}<br />

إن ْ ك ُنْت آنَسْتَ‏ مِنْهُمْ‏ رُشْدًا ف َأ َجْر ِ عَل َيْه ِمْ‏ مَا ك ُنْتَ‏ تُجْر ِي .<br />

ل َوْل َا أ َن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َذ َل َّ ا بْنَ‏ آدَمَ‏ ب ِث َل َاثٍ‏ مَا ط َأ ْط َأ َ رَأ ْسَهُ‏ لِشَيْءٍ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْف َق ْرُ‏ ف َق َدْ‏ يَتَغَي َّرُ‏ ب ِهِ‏ ال ْ خُل ُقُ‏ إم َّا أ َ نَف َة ً مِنْ‏ ذ ُل ِّ الِاسْتِك َا نَةِ‏ أ َوْ‏ أ َسَف ًا عَل َى ف َا ئِتِ‏ ال ْغِنَى .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ك َادَ‏ ال ْف َق ْرُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ك ُف ْرًا ، وَك َادَ‏ ا ل ْحَسَدُ‏ أ َن ْ يَغْلِبَ‏ ا ل ْق َدَرَ‏ { .<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : وَ‏ أ َعْ‏ جَبُ‏ حَا ل َاتِ‏ ا بْن ِ آدَمَ‏ خَل ْق ُهُ‏ يَضِ‏ ل ُّ إذ َا ف َك َّرْتَ‏ فِي ك ُنْه ِهِ‏ ال ْفِك ْرُ‏ ف َيَف ْرَحُ‏ ب ِا لش َّيْءِ‏ ا ل ْق َلِي ل ِ بَق َاؤُهُ‏


:<br />

وَ‏ يَجْزَ‏ عُ‏ مِم َّا صَارَ‏ وَهُوَ‏ ل َهُ‏ ذ ُخْرُ‏ وَرُب َّمَا تَسَل َّى مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َةِ‏ ب ِال ْأ َمَان ِي ، وَ‏ إ ِن ْ ق َ ل َّ صِدْق ُهَا .<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ ق َل َّمَا تَصْدُ‏ قُ‏ ال ْأ ُمْن ِي َّة ُ وَل َكِنْ‏ ق َدْ‏ يُعْتَا ضُ‏ ب ِهَا سَل ْوَة ً مِنْ‏ هَ‏ م ٍّ أ َوْ‏ مَسَر َّةٍ‏ ب ِرَجَاءٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ : حَر ِّكْ‏ مُنَاك إذ َا اغ ْتَمَمْت ف َإ ِ ن َّهُن َّ مَرَ‏ او ِحُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ : إذ َا تَمَن َّيْت ب ِت َّ ا لل َّيْ‏ ل َ مُغْتَب ِط ًا إن َّ ال ْمُنَى<br />

رَأ ْ سُ‏ أ َمْوَ‏ ال ِ ا ل ْمَف َا لِيس ِ وَمِنْهَا ا ل ْهُمُومُ‏ ال َّتِي تُذ ْهِ‏ ل ُ ا لل ُّب َّ ، وَ‏ تَشْغَ‏ ل ُ ا ل ْق َل ْبَ‏ ، ف َل َا تَتْبَعُ‏ الِاحْتِمَال َ وَل َا تَق ْوَى عَل َى صَبْر ٍ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

: ا ل ْهَ‏ م ُّ ك َالس ُّ م ِّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

‏:ال ْ حُزْن ُ ك َا لد َّ اءِ‏ ا ل ْمَ‏ خْزُونِ‏ فِي ف ُؤَ‏ ادِ‏ ا ل ْمَ‏ حْزُونِ‏ .<br />

هُمُومُك ب ِا ل ْعَيْش ِمَق ْرُونَة ٌ ف َمَا تَق ْط َعُا ل ْعَيْشَ‏ إ ل َّا ب ِه ِمْ‏ إذ َا تَ‏ م َّأ َمْرٌ‏ بَدَا نَق ْصُهُ‏ تَرَق َّبْ‏ زَوَال ًا إذ َا قِي ل َ تَمْ‏<br />

إذ َا ك ُنْتَ‏ فِي ن ِعْمَةٍ‏ ف َارْعَهَا ف َإ ِن َّ ا ل ْمَعَا صِيَ‏ تُز ِي ل ُ الن ِّعَمْ‏ وَحَام ِ عَل َيْهَا ب ِشُك ْر ِ ا ل ْإ ِ ل َهِ‏ ف َإ ِن َّ ا ل ْإ ِل َهَ‏ سَر ِيعُ‏ الن ِّق َمْ‏ حَل َاوَة ُ دُنْيَاك<br />

مَ‏ سْمُومَة ٌ ف َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الش َّهْدَ‏ إل َّا ب ِسُمْ‏ ف َك َمْ‏ ق َدَرٌ‏ دَب َّ فِي مُهْل َةٍ‏ ف َل َمْ‏ يَعْل َمْ‏ ا لن َّا سُ‏ حَت َّى هَجَمْ‏ وَمِنْهَا ا ل ْأ َمْرَا ضُ‏ ال َّتِي يَتَغَي َّرُ‏ ب ِهَا<br />

ا لط َّبْعُ‏ مَا يَتَغَي َّرُ‏ ب ِهَا ال ْج ِسْمُ‏ ، ف َل َا تَبْق َىال ْأ َخْل َا قُ‏ عَل َى اعْتِدَ‏ ال ٍ وَل َا يُق ْدَرُ‏ مَعَهَا عَل َى احْتِمَال ٍ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />

الض َّعْفَ‏ مَل َّا وَإ ِذ َا ل َمْ‏ تَ‏ ج ِدْ‏<br />

: آ ل َة ُا ل ْعَيْش ِ صِ‏ ح َّة ٌ وَشَبَابُ‏ ف َإ ِذ َا وَل َّيَا عَنْ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ وَل َّى وَإ ِذ َا الش َّيْ‏ خُ‏ ق َال َ أ ُف ٍّ ف َمَا مَ‏ ل َّ حَيَاة ً وَإ ِن َّمَا<br />

مِنْ‏ ا لن َّا س ِ ك ُف ُئ ًا ذ َاتَ‏ خِدْر ٍ أ َرَادَتْا ل ْمَوْتَ‏ بَعْل َا أ َبَدًا تَسْتَر ِد ُّ مَا تَهَبُ‏ الد ُّنْيَا ف َيَا ل َيْتَ‏ جُودَهَا ك َان َ بُخْل َا وَمِنْهَا عُل ُو ُّ ا لس ِّن ِّ<br />

وَحُدُوث ُ ال ْهَرَم ِ لِتَأ ْ ثِير ِهِ‏ فِي آ ل َةِ‏ ال ْ جَسَدِ‏ ك َذ َلِكَ‏ يَك ُون ُ تَأ ْثِيرُهُ‏ فِي أ َخْل َا ق ِ ا لن َّف ْس ِ ، ف َك َمَا يَضْعُفُ‏ ال ْ جَسَدُ‏ عَنْ‏ احْتِمَال ِ مَا<br />

ك َان َ يُطِيق ُهُ‏ مِنْ‏ أ َ ث ْق َال ٍ ف َك َذ َ لِكَ‏ تَعْ‏ ج ِزُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ عَنْ‏ أ َ ث ْق َال ِ مَا ك َانَتْ‏ تَصْب ِرُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مُ‏ خَا ل َف َةِ‏ ال ْو ِف َا ق ِ ، وَمَضِيق ِ ا لش ِّق َا ق ِ .<br />

وَك َذ َلِكَ‏ مَا ضَاهَاهُ‏ .<br />

وَق َال َمَنْ‏ صُو رٌ‏ ا لن َّمَر ِي ُّ<br />

:<br />

مَا ك ُنْتُ‏ أ ُوفِي شَبَاب ِي ك ُنْهَ‏ عِز َّ تِهِ‏ حَت َّى مَضَى ف َإ ِذ َا الد ُّنْيَا ل َهُ‏ تَبَعُ‏ أ َصْبَحْتُ‏ ل َمْ‏ تُط ْعِمِي ث ُك ْ ل َ<br />

ا لش َّبَاب ِ وَ‏ ل َمْ‏ تَشْجَيْ‏ لِغُص َّتِهِ‏ ف َا ل ْعُذ ْ رُ‏ ل َا يَق َعُ‏ مَا ك َان َ أ َق ْصَرَ‏ أ َي َّام ِ الش َّبَاب ِ وَمَا أ َبْق َى حَل َاوَة َ ذِك ْرَ‏ اهُ‏ ال َّتِي تَدَ‏ عُ‏ مَا وَاجَهَ‏<br />

ا لش َّيْبُ‏ مِنْ‏ عَيْن ٍ وَ‏ إ ِن ْ رَمَق َتْ‏ إل َّا ل َهَا نَبْوَة ٌ عَنْهُ‏ وَمُرْتَدَ‏ عُ‏ ق َدْ‏ كِدْت تَق ْضِي عَل َى ف َوْتِ‏ ا لش َّبَاب ِ أ َسًى ل َوْل َا يُعَز ِّيك أ َن َّ ال ْعُمْ‏ ‏َر<br />

مُنْق َطِعُ‏ ف َهَذِهِ‏ سَبْعَة ُ أ َسْبَاب ٍأ َحْدَ‏ ث َتْ‏ سُوءَ‏ خُل ُق ٍ ك َان َ عَاما<br />

.<br />

وَهَا هُنَا سَبَبٌ‏ خَاص ٌّ يُ‏ حْدِث ُ سُوءَ‏ خُل ُق ٍ خَاص ٍّ وَهُوَ‏ ا ل ْبُغْضُ‏ ال َّذِي تَنْفِرُ‏ مِنْهُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ ف َتُ‏ حْدِث ُ نُف ُو رً‏ ا عَل َىا ل ْمُبْغَض ِ ،<br />

ف َيَؤُول ُ إل َى سُوءِ‏ خُل ُق ٍ يَخُص ُّهُ‏ دُون َ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ سُوءُ‏ ال ْ خُل ُق ِ حَادِث ًا ب ِسَبَب ٍ ك َان َ زَوَ‏ ا ل ُهُ‏ مَق ْرُونًا ب ِزَوَ‏ ال ِ ذ َ لِكَ‏ الس َّبَب ِ ، ث ُ م َّ ب ِا لض ِّ د ِّ .<br />

ال ْ حَيَاءُ‏ ال ْف َصْل ُ الث َّالِث ُ فِي ال ْ حَيَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ ال ْ خَيْرَ‏ وَ‏ الش َّر َّ مَعَانٍ‏ ك َامِنَة ٌ تُعْرَفُ‏ ب ِسِمَاتٍ‏ دَال َّةٍ‏ ك َمَا ق َال َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ فِي<br />

أ َمْث َالِهَا : تُ‏ خْب ِرُ‏ عَنْ‏ مَ‏ جْهُو لِهِ‏ مَرَآ تُهُ‏ وَك َمَا ق َال َ سَل َمُ‏ بْنُ‏ عَمْر ٍو ا لش َّاعِر ِ ، ل َا تَسْأ َل ْا ل ْمَرْءَ‏ عَنْ‏ خَل َا ئِقِهِ‏ فِي وَجْه ِهِ‏ شَاهِ‏ دٌ‏ مِنْ‏<br />

ال ْ خَبَر ِ ف َسِمَة ُا ل ْخَيْر ِ ا لد َّعَة ُ وَا ل ْحَيَاءُ‏ ، وَسِمَة ُ الش َّر ِّ ا ل ْقِ‏ حَة ُ وَال ْبَذ َاءُ‏ .<br />

وَك َف َى ب ِال ْ حَيَاءِ‏ خَيْرًا أ َن ْ يَك ُون َ عَل َى ال ْ خَيْر ِ دَ‏ لِيل ًا ، وَك َف َى ب ِا ل ْقِ‏ حَةِ‏ وَ‏ ال ْبَذ َ اءِ‏ شَرا أ َن ْ يَك ُونَا إل َى ا لش َّر ِّ سَب ِيل ًا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى حَس َّان ُ بْنُ‏ عَطِي َّة َ عَنْ‏ أ َب ِي أ ُمَامَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ، وَال ْبَذ َاءُ‏ وَال ْبَيَان ُ شُعْبَتَانِ‏ مِنْ‏ ا لن ِّف َا ق ِ { .<br />

:<br />

وَ‏ يُشْب ِهُ‏ أ َن ْ يَك ُون َا ل ْعِي ُّ فِي مَعْنَى ا لص َّمْتِ‏ ، وَال ْبَيَان ُ فِي مَعْنَى ا لت َّشَادُ‏ ق ِ ، ك َمَا جَاءَ‏ فِي ال ْ حَدِ‏ يثِ‏ ال ْآخَر ِ<br />

إل َي َّ ا لث َّرْ‏ ث َارُون َ ال ْمُتَف َيْه ِق ُون َ ا ل ْمُتَشَد ِّق ُون َ<br />

وَرَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

. {<br />

} ال ْ حَيَاءُ‏ وَا ل ْعِي ُّ شُعْبَتَانِ‏ مِنْ‏<br />

} إن َّ أ َ بْغَضَك ُمْ‏<br />

} ال ْ حَيَاءُ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِيمَانِ‏


وَ‏ ا ل ْإ ِيمَان ُ فِي ا ل ْجَن َّةِ‏ ، وَ‏ ال ْبَذ َ اءُ‏ مِنْ‏ ا ل ْ جَف َاءِ‏ وَال ْجَف َاءُ‏ فِي ا لن َّار ِ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ا ل ْعُل َمَاءُ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ ك َسَاهُ‏ ا ل ْحَيَاءُ‏ ث َوْ‏ بَهُ‏ ل َمْ‏ يَرَ‏ ا لن َّا سُ‏ عَيْبَهُ‏ .<br />

: حَيَاة ُ ا ل ْوَجْهِ‏ ب ِ حَيَا ئِهِ‏ ، ك َمَا أ َن َّ حَيَاة َ ا ل ْغَرْ‏ س ِ ب ِمَا ئِهِ‏ .<br />

:<br />

يَا عَجَبًا ك َيْفَ‏ ل َا تَسْتَحْي ِي مِنْ‏ ك َث ْرَةِ‏ مَا ل َا تَسْتَحْي ِي وَتَبْق َى مِنْ‏ ط ُول ِ مَا ل َا تَبْق َى .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ، وَهُوَ‏ صَالِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ إذ َا ق َ ل َّ مَاءُ‏ ا ل ْوَجْهِ‏ ق َ ل َّ حَيَاؤُهُ‏ وَل َا خَيْرَ‏ فِي وَجْهٍ‏ إذ َا ق َ ل َّ مَاؤُهُ‏<br />

حَيَاؤُك ف َاحْف َظ ْهُ‏ عَل َيْك وَإ ِن َّمَا يَ‏ دُ‏ ل ُّ عَل َى فِعْ‏ ل ِ ا ل ْك َر ِيم ِ حَيَاؤُهُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ سُلِبَ‏ ال ْ حَيَاءَ‏ صَاد ٌّ عَنْ‏ ق َب ِيح ٍ وَل َا زَا ج ِرٌ‏ عَنْ‏<br />

مَ‏ حْظ ُور ٍ ، ف َهُوَ‏ يَق ْدَمُ‏ عَل َى مَا يَشَاءُ‏ وَيَأ ْتِي مَا<br />

يَهْوَى ، وَب ِذ َلِكَ‏ جَاءَ‏ ا ل ْخَبَرُ‏ .<br />

:<br />

رَوَى شُعْبَة ُ عَنْ‏ مَنْصُور ِ بْن ِ ر ِ بْعِي ٍّ عَنْ‏ أ َب ِي مَنْصُور ٍا ل ْبَدْر ِي ِّ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

أ َدْرَكَ‏ ا لن َّا سَ‏ مِنْ‏ ك َل َام ِ ا لن ُّبُو َّةِ‏ ال ْأ ُول َى يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ إذ َا ل َمْ‏ تَسْتَ‏ ح ِ ف َاصْنَعْ‏ مَا شِئ ْتَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا ال ْق َوْل ُ إغ ْرَ‏ اءً‏ ب ِفِعْ‏ ل ِ ا ل ْمَعَاصِي عِنْدَ‏ قِل َّةِ‏ ا ل ْحَيَاءِ‏ ك َمَا تَوَه َّمَهُ‏ بَعْضُ‏ مَنْ‏ جَه ِ ل َ مَعَا ن ِيَ‏ ال ْك َل َام ِ وَمُوَ‏ ا ضَعَاتِ‏<br />

إن َّ مِم َّا<br />

ال ْ خِط َاب ِ ، وَفِي مِث ْ ل ِ هَذ َا ال ْ خَبَر ِ ق َوْل ُ الش َّاعِر ِ إذ َا ل َمْ‏ تَ‏ خْشَ‏ عَاقِبَة َ الل َّيَالِي وَ‏ ل َمْ‏ تَسْتَ‏ ح ِ ف َاصْنَعْ‏ مَا تَشَاءُ‏ ف َل َا وَا َلل َّهِ‏ مَا فِي<br />

ا ل ْعَيْش ِ خَيْرٌ‏ وَل َا الد ُّنْيَا إذ َا ذ َهَبَ‏ ال ْ حَيَاءُ‏ يَعِيشُ‏ ال ْمَرْءُ‏ مَا اسْتَحْيَا ب ِخَيْر ٍ وَ‏ يَبْق َى ا ل ْعُودُ‏ مَا بَقِيَ‏ ا لل ِّ حَاءُ‏ وَ‏ اخْتَل َفَ‏ أ َهْ‏ ل ُا ل ْعِل ْم ِ<br />

فِي مَعْنَى هَذ َا ال ْ خَبَر ِ ، ف َق َال َ أ َبُو بَك ْر ِ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ا لش َّاشِي ُّ فِي أ ُ صُول ِا ل ْفِق ْهِ‏<br />

تَرْكُ‏ ا ل ْحَيَاءِ‏ إل َى أ َن ْ يَعْمَ‏ ل َ مَا يَشَاءُ‏ ل َا يَرْدَعُهُ‏ عَنْهُرَ‏ ادِ‏ عٌ‏ .<br />

ف َلِيَسْتَحِي ال ْمَرْءُ‏ ف َإ ِن َّ ا ل ْحَيَاءَ‏ يَرْدَعُهُ‏ .<br />

:<br />

مَعْنَى هَذ َا ال ْحَدِ‏ يثِ‏ أ َن َّ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَسْتَ‏ ح ِ دَعَاهُ‏<br />

وَسَمِعْت مَنْ‏ يَحْكِي عَنْ‏ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لر َّ از ِي ِّ مِنْ‏ أ َصْ‏ حَاب ِ أ َب ِي حَن ِيف َة َ أ َن َّ ال ْمَعْنَى فِيهِ‏ إذ َا عُر ِ ضَتْ‏ عَل َيْك أ َف ْعَا ل ُك ال َّتِي<br />

هَمَمْت ب ِفِعْلِهَا ف َل َمْ‏ تَسْتَ‏ ح ِ مِنْهَا لِحُسْن ِهَا وَجَمَا لِهَا ف َاصْنَعْ‏ مَا شِئ ْت مِنْهَا .<br />

ف َ جَعَ‏ ل َ ال ْ حَيَاءَ‏ حَك َمًا عَل َى أ َف ْعَا لِهِ‏ وَكِل َاا ل ْق َوْ‏ ل َيْن ِ حَسَنٌ‏ .<br />

وَال ْأ َو َّل ُ أ َشْبَهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َل َامَ‏ خَرَجَ‏ مِنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَخْرَجَ‏ ا ل ذ َّم ِّ ل َا مَ‏ خْرَجَا ل ْمَدْح ِ .<br />

ل َكِنْ‏ ق َدْ‏ جَاءَا ل ْحَدِيث ُ ب ِمَا يُضَاهِيا ل ْق َوْل َ الث َّان ِي وَهُوَ‏ ق َوْ‏ ل ُهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

مَا أ َحْبَبْت أ َن ْ تَسْمَعَهُ‏ أ ُذ ُ نَاك ف َأ ْ تِهِ‏<br />

، وَمَا ك َر ِهْت أ َن ْ تَسْمَعَهُ‏ أ ُذ ُ نَاك ف َاجْتَن ِبْهُ‏ { .<br />

وَ‏ يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يُ‏ حْمَ‏ ل َ هَذ َاال ْ حَدِ‏ يث ُ عَل َى ال ْمَعْنَى الص َّر ِ ي ح ِ فِيهِ‏ وَيَك ُون ُا لت َّأ ْو ِ ي ل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي ال ْحَدِ‏ يثِ‏ ال ْمُتَق َد ِّم ِ أ َصَ‏ ح َّ إذ ْ ل َيْسَ‏<br />

يَل ْزَمُ‏ أ َن ْ تَك ُون َ أ َحَادِ‏ يث ُ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ك ُل ُّهَا مُت َّفِق َة َ ا ل ْمَعَان ِي بَل ْ اخْتِل َافُ‏ مَعَان ِيهَا أ َدْخَ‏ ل ُ فِي ال ْ حِك ْمَةِ‏ وَأ َ بْل َغ ُ فِي ا ل ْف َصَاحَةِ‏ إذ َا ل َمْ‏ يُضَاد َّ<br />

بَعْضُهَا بَعْضًا .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ال ْ حَيَاءَ‏ فِي ال ْإ ِنْسَانِ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏<br />

وَالث َّان ِي<br />

وَ‏ ا لث َّا لِثِ‏<br />

: حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ الن َّا س ِ .<br />

: حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ف َيَك ُون ُ ب ِامْتِث َال ِ أ َوَ‏ امِر ِهِوَ‏ ال ْك َف ِّ عَنْ‏ زَوَ‏ اج ِر ِهِ‏ .<br />

:<br />

:<br />

: أ َحَدِهَا : حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ } اسْتَحْيُوا مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ حَق َّ ا ل ْحَيَاءِ‏ .<br />

ف َقِي ل َ يَا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ ف َك َيْفَ‏ نَسْتَحِي مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ حَق َّ ال ْ حَيَاءِ‏ ؟ ق َال َ مَنْ‏ حَفِظ َ ا لر َّأ ْ سَ‏ وَمَا حَوَى ‏،وَا ل ْبَط ْنَ‏ وَمَا<br />

:


:<br />

وَعَى ، وَ‏ تَرَكَ‏ ز ِ ينَة َ الد ُّنْيَا ، وَذ َك َرَا ل ْمَوْتَ‏ وَال ْب ِل َى ، ف َق َدْ‏ اسْتَحَى مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ حَق َّ ا ل ْحَيَاءِ‏ { .<br />

وَهَذ َاال ْ حَدِ‏ يث ُ مِنْ‏ أ َ بْل َغ ِ ا ل ْوَصَا يَا .<br />

وَق َال َ أ َبُو ال ْ حَسَن ِا ل ْمَاوَرْدِي ُّ ، مُصَن ِّفُ‏ ا ل ْكِتَاب ِ : رَ‏ أ َيْتُ‏ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ فِي ا ل ْمَنَام ِ ذ َاتَ‏ ل َيْل َةٍ‏ ف َق ُل ْتُ‏<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َوْصِن ِي<br />

ث ُ م َّ ق َال َ<br />

ق ُل ْتُ‏<br />

:<br />

:<br />

: وَك َيْفَ‏<br />

تَغَي َّرَ‏ ا لن َّا سُ‏ .<br />

ف َق َال َ<br />

: اسْتَ‏ ح ِ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ حَق َّ ال ْ حَيَاءِ‏ .<br />

ذ َ لِكَ‏ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ؟ ق َال َ : ك ُنْتُ‏ أ َ نْظ ُرُ‏ إل َى الص َّب ِي ِّ ف َأ َرَى مِنْ‏ وَجْه ِهِا ل ْب ِشْرَ‏ وَ‏ ال ْ حَيَاءَ‏ ، وَأ َنَا أ َ نْظ ُرُ‏ إ ل َيْهِ‏<br />

ا ل ْيَوْمَ‏ ف َل َا أ َرَى ذ َ لِكَ‏ فِي وَجْه ِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ تَك َل َّمَ‏ بَعْدَ‏ ذ َلِكَ‏ ب ِوَ‏ صَايَا وَعِظ َاتٍ‏ تَصَو َّرْتُهَا ، وَأ َذ ْهَل َن ِي ا لس ُّرُو رُ‏ عَنْ‏ حِف ْظِهَا وَوَدِدْت أ َن ِّي ل َوْ‏ حَفِظ ْتهَا .<br />

ف َل َمْ‏ يَبْدَأ ْ ب ِشَيْءٍ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َبْ‏ ل َ ا ل ْوَ‏ صِي َّةِ‏ ب ِال ْ حَيَاءِ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ، وَجَعَ‏ ل َ مَا سَل َبَهُ‏ الص َّب ِي ُّ مِنْا ل ْب ِشْر ِ<br />

وَ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ سَبَبًا لِتَغَي ُّر ِ الن َّا س ِ ، وَخَص َّ الص َّب ِي َّ ؛ لِأ َن َّ مَا يَأ ْ تِيهِ‏ ب ِا لط َّبْع ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ تَك َل ُّفٍ‏ .<br />

ف َصَل َّى ا لل َّهَ‏ وَسَلِمْ‏ عَل َى مَنْ‏ هَدَى أ ُم َّتَهُ‏ ، وَ‏ تَابَعَ‏ إنْذ َارَهَا ،<br />

وَق َط َعَ‏ أ َعْذ َارَهَا ، وَ‏ أ َوْ‏ صَ‏ ل َ تَأ ْدِيبَهَا ، وَحَفِظ َ تَهْذِ‏ يبَهَا ، وَجَعَ‏ ل َ لِك ُ ل ِّ عَصْر ٍ حَظًّا مِنْ‏ زَوَاج ِر ِهِ‏ ، وَ‏ نَصِيبًا مِنْ‏ أ َوَ‏ امِر ِهِ‏<br />

أ َعَا نَنَا ا لل َّهُ‏ عَل َى ق َبُولِهَا ب ِا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، وَعَل َى اسْتِدَ‏ امَتِهَا ب ِالت َّوْفِيق ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ أ َن َّ عَل ْق َمَة َ بْنَ‏ عُل َا ث َة َ ق َال َ<br />

.<br />

:<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ عِظ ْن ِي .<br />

ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } اسْتَ‏ ح ِ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى اسْتِ‏ حْيَاءَك مِنْ‏ ذ َو ِي ا ل ْهَيْبَةِ‏ مِنْ‏ ق َوْمِك { .<br />

وَهَذ َا ال ْ حَيَاءُ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ ق ُو َّةِ‏ الد َّ يْن ِ وَ‏ صِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْيَقِين ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

قِل َّة ُ ال ْ حَيَاءِ‏ ك ُف ْرٌ‏ : }<br />

. {<br />

:<br />

يَعْن ِي مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ ؛ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ مُ‏ خَا ل َف َةِ‏ أ َوَ‏ امِر ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ال ْ حَيَاءُ‏ ن ِظ َامُ‏ ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ف َإ ِذ َا انْحَ‏ ل َّ ن ِظ َامُ‏ ا لش َّيْءِ‏ تَبَد َّدَ‏ مَا فِيهِ‏ وَتَف َر َّ قَ‏ { .<br />

وَأ َم َّا حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ ف َيَك ُون ُ ب ِك َف ِّ ال ْأ َذ َى وَ‏ تَرْكِ‏ ا ل ْمُجَاهَرَةِ‏ ب ِا ل ْق َب ِي ح ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

مَنْ‏ ات َّق َى ا لل َّهَ‏ ات َّق َى ا لن َّا سَ‏<br />

. {<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ حُذ َيْف َة َ بْنَ‏ ا ل ْيَمَانِ‏ أ َتَى ال ْ جُمُعَة َ ف َوَجَدَ‏ ا لن َّا سَ‏ ق َدْا نْصَرَف ُو ا ف َتَنْك َب َّ ا لط َّر ِ يقَ‏ عَنْ‏ ا لن َّا س ِ ، وَق َال َ<br />

ل َا يَسْتَحِي مِنْ‏ ا لن َّا س ِ .<br />

ل َا خَيْرَ‏ فِيمَنْ‏ :<br />

وَق َال َ بَش َّا رُ‏ بْنُ‏ بُرْدٍ‏ : وَ‏ ل َق َدْ‏ أ َ صْر ِفُ‏ ال ْف ُؤَادَ‏ عَنْ‏ الش َّيْءِ‏ حَيَاءً‏ وَحُب ُّهُ‏ فِي الس َّوَادِ‏ أ ُمْسِكُ‏ ا لن َّف ْسَ‏ ب ِا ل ْعَف َافِ‏ وَأ ُمْسِي ذ َاكِرًا<br />

فِي غ َدٍ‏ حَدِيث َ ال ْأ َعَادِي وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ ك َمَال ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَحُب ِّ ا لث َّنَاءِ‏<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَنْ‏ أ َل ْق َى ج ِل ْبَابَ‏ ا ل ْحَيَاءِ‏ ف َل َا غِيبَة َ ل َهُ‏<br />

يَعْن ِي ‏-وَا َلل َّهُ‏ أ َعْل َمُ‏<br />

وَرَوَى ا ل ْحَسَنُ‏ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ<br />

وَمَ‏ جْلِسُهُ‏ وَإ ِ ل ْف ُهُ‏ وَجَلِيسُهُ‏ { .<br />

.<br />

. {<br />

} :<br />

:<br />

- لِقِل َّةِ‏ مُرُوءَ‏ تِهِ‏ ، وَظ ُهُور ِ شَهْوَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَرُب َّ ق َب ِي حَةٍ‏ مَا حَال َ بَيْن ِي<br />

ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

إن َّ مُرُوءَة َ الر َّجُ‏ ل ِ مَمْشَاهُ‏ وَمَدْخَل ُهُ‏ وَمَ‏ خْرَجُهُ‏<br />

:<br />

وَ‏ بَيْنَ‏ رُك ُوب ِهَا إل َّا ال ْ حَيَاءُ‏ إذ َا رُز ِ قَ‏ ال ْف َتَى وَجْهًا وَق َاحًا تَق َل َّبَ‏ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ك َمَا يَشَاءُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ إذ َا ل َمْ‏ تَصُنْ‏ عِرْضًا وَ‏ ل َمْ‏<br />

تَخْشَ‏ خَالِق ًا وَتَسْتَحِي مَخْل ُوق ًا ف َمَا شِئ ْت ف َاصْنَعْ‏ وَأ َم َّا حَيَاؤُهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ف َيَك ُون ُ ب ِا ل ْعِف َّةِ‏ وَصِيَا نَةِ‏ ال ْخَل َوَا ‏ِت .


:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : لِيَك ُنْ‏ اسْتِحْيَاؤُك مِنْ‏ نَف ْسِك أ َك ْث َرَ‏ مِنْاسْتِ‏ حْيَائِك مِنْ‏ غ َيْر ِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَدَعَا ق َوْمٌ‏ رَجُل ًا ك َان َ يَأ ْ ل َفُ‏ عِشْرَ‏ تَهُمْ‏ ، ف َل َمْ‏ يُج ِبْهُمْ‏ ، وَق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ عَمِ‏ ل َ فِي ا لس ِّر ِّ عَمَل ًا يَسْتَحِي مِنْهُ‏ فِي ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ ف َل َيْسَ‏ لِنَف ْسِهِ‏ عِنْدَهُ‏ ق َدْ‏ رٌ‏ .<br />

: إن ِّي دَخَل ْت ال ْبَار ِحَة َ فِيا ل ْأ َرْ‏ بَعِينَ‏ وَأ َنَا أ َسْتَحِي مِنْ‏ سِن ِي .<br />

ف َسِر ِّي ك َإ ِعْل َان ِي وَ‏ تِل ْكَ‏ خَلِيق َتِي وَظ ُل ْمَة ُ ل َيْلِي مِث ْ ل ُ ضَوْءِ‏ نَهَار ِي وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ<br />

مِنْ‏ ف َضِيل َةِ‏ ا لن َّف ْس ِ وَحُسْن ِ الس َّر ِ يرَةِ‏ .<br />

ف َمَتَى ك َمُ‏ ل َ حَيَاءُ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ مِنْ‏ وُجُوهِهِ‏ الث َّل َا ث َةِ‏ ، ف َق َدْ‏ ك َمُل َتْ‏ فِيهِ‏ أ َسْبَابُ‏ ال ْ خَيْر ِ ، وَ‏ انْتَف َتْ‏ عَنْهُ‏ أ َسْبَابُ‏ ا لش َّر ِّ ، وَ‏ صَارَ‏<br />

ب ِا ل ْف َضْ‏ ل ِ مَشْهُورًا ، وَ‏ ب ِا ل ْ جَمِي ل ِ مَذ ْك ُورًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَإ ِن ِّي لِيُث ْن ِيَن ِي عَنْ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِ وَال ْخَنَى وَعَنْ‏ شَتْم ِ ذِي ال ْق ُرْبَى خَل َا ئِقُ‏ أ َرْ‏ بَعُ‏ حَيَاءٌوَإ ِ سْل َامٌ‏ وَ‏ تَق ْوَى<br />

وَط َاعَة ٌ لِرَب ِّي وَمِث ْلِي مَنْ‏ يَضُر ُّ وَ‏ يَنْف َعُ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ َخَ‏ ل َّ ب ِأ َحَدِ‏ وُجُوهِ‏ ال ْ حَيَاءِ‏ ل َ حِق َهُ‏ مِنْ‏ الن َّق ْص ِ ب ِإ ِخْل َا لِهِ‏ ب ِق َدْر ِ مَا ك َان َ يَل ْ حَق ُهُ‏ مِنْ‏<br />

ا ل ْف َضْ‏ ل ِ ب ِك َمَا لِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لر ِّ يَاشِي ُّ<br />

:<br />

يُق َال ُ أ َن َّ أ َبَا بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يقَ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ك َان َ يَتَمَث َّ ل ُ ب ِهَذ َا ا لش َّعْر ِ ‏:وَ‏ حَا جَة ٌ دُون َ أ ُخْرَى ق َدْ‏ سَ‏ خَتْ‏<br />

ل َهَا جَعَل ْتُهَا لِل َّتِي أ َخْف َيْتُ‏ عُنْوَانَا إن ِّي ك َأ َن ِّي أ َرَى مَنْ‏ ل َا حَيَاءَ‏ ل َهُ‏ وَل َا أ َمَا نَة َ وَسْط َ ا ل ْق َوْم ِ عُرْ‏ يَانَا<br />

ال ْحِل ْمُ‏ وَا ل ْغَضَبُ‏ ال ْف َصْل ُ ا لر َّ اب ِعُ‏ فِي ال ْ حِل ْم ِ وَا ل ْغَضَب ِ<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

رَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ حَار ِثٍا ل ْه ِل َا لِي ُّ } أ َن َّ ج ِبْر ِي ل َ نَزَل َ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ<br />

يَا مُ‏ حَم َّدُ‏ إن ِّي أ َتَيْتُك ب ِمَك َار ِم ِ ا ل ْأ َخْل َا ق ِ فِي الد ُّنْيَا وَ‏ ال ْ آخِرَةِ‏<br />

:<br />

} خُذ ْا ل ْعَف ْوَ‏ وَأ ْمُرْ‏ ب ِال ْعُرْفِ‏<br />

وَ‏ أ َعْر ِضْ‏ عَنْ‏ ال ْ جَاهِلِينَ‏ { .<br />

وَرَوَى سُف ْيَان ُ بْنُ‏ عُيَيْنَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ حِينَ‏ نَزَ‏ ل َتْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ آ يَة ُ ق َال َ : يَا ج ِبْر ِ ي ل ُ مَا هَذ َا ق َال َ : ل َا أ َدْر ِي<br />

حَت َّى أ َسْأ َل َ ا ل ْعَالِمَ‏ .<br />

ث ُ م َّ عَادَ‏ ج ِبْر ِي ل ُ ، وَق َال َ<br />

:<br />

يَا مُ‏ حَم َّدُ‏ إن َّ رَب َّك يَأ ْمُرُك أ َن ْ تَصِ‏ ل َ مَنْ‏ ق َط َعَك ، وَ‏ تُعْطِيَ‏ مَنْ‏ حَرَمَكَ‏ ، وَ‏ تَعْف ُوَ‏ عَم َّنْ‏ ظ َل َمَكَ‏<br />

{<br />

.<br />

وَرَوَى هِ‏ شَامٌ‏ عَنْ‏ ال ْ حَسَن ِ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

خَرَجَ‏ مِنْ‏ مَنْز ِ لِهِ‏ ق َال َ<br />

:<br />

: ا لل َّهُ‏ م َّ إن ِّي تَصَد َّق ْتُ‏ ب ِعِرْضِي عَل َى عِبَادِك { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : }<br />

وَق َال َ عَل َيْهِ‏ ا لص َّل َاة ُ وَالس َّل َامُ‏ مَنْ‏ حَلِمَ‏ سَادَ‏ ، وَمَنْ‏ تَف َه َّمَ‏ ازْدَ‏ ادَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

} :<br />

} أ َ يَعْ‏ ج ِزُ‏ أ َحَدُك ُمْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ك َأ َب ِي ضَمْضَم ٍ ك َان َ إذ َا<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ يُحِب ُّ ال ْ حَلِيمَ‏ ال ْ حَي ِي َّ ، وَ‏ يُبْغِضُ‏ ا ل ْف َاحِشَ‏ ال ْبَذِيءُ‏ { .<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ غ َرَ‏ سَ‏ شَ‏ جَرَة َال ْ حِل ْم ِ اجْتَنَى ث َمَرَة َ ا لس ِّل ْم ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَا ذ َ ب ٌّ عَنْ‏ ا ل ْأ َعْرَاض ِ ك َالص َّف ْ ح ِ وَال ْإ ِعْرَاض ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : أ ُحِب ُّ مَك َار ِمَ‏ ال ْأ َخْل َاق ِ جَهْدِي وَ‏ أ َك ْرَهُ‏ أ َن ْ أ َعِيبَ‏ وَ‏ أ َن ْ أ ُعَابَا وَ‏ أ َ صْف َ حُ‏ عَنْ‏ سِبَاب ِ ا لن َّا س ِ حِل ْمًا وَشَر ُّ<br />

ا لن َّا س ِ مَنْ‏ يَهْوَى الس ِّبَابَا وَمَنْ‏ هَابَ‏ الر ِّجَال َ تَهَي َّبُوهُ‏ وَمَنْ‏ حَق َرَ‏ ا لر ِّجَال َ ف َل َنْ‏ يُهَابَا ف َا ل ْ حِ‏ ل ْمُ‏ مِنْ‏ أ َشْرَفِا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَأ َحَق ِّهَا<br />

ب ِذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ ؛ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ سَل َامَةِ‏ ا ل ْعِرْض ِ وَرَاحَةِ‏ ا ل ْجَسَدِ‏ وَ‏ اجْتِل َاب ِا ل ْ حَمْدِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ - : أ َو َّل ُ عِوَض ِ ال ْ حَلِيم ِ عَنْ‏ حِل ْمِهِ‏ أ َن َّ ا لن َّا سَ‏ أ َ نْصَا رُهُ‏ .<br />

وَحَدُا ل ْ حِل ْم ِ ضَبْط ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ‏<br />

هَيَ‏ جَانِ‏ ا ل ْغَضَب ِ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ عَنْ‏ بَاعِثٍ‏ وَسَبَب ٍ .


:<br />

وَ‏ أ َسْبَابُا ل ْ حِل ْم ِ ال ْبَاعِث َة ُ عَل َى ضَبْطِ‏ ا لن َّف ْس ِ عَشَرَة ٌ : أ َحَدُهَا : ا لر َّحْمَة ُ لِل ْجُه َّال ِ وَذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ خَيْر ٍ يُوَ‏ افِقُ‏ ر ِق َّة ً .<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مِنْ‏ أ َوْك َدِا ل ْ حِل ْم ِ رَحْمَة ُ ال ْ جُه َّال ِ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا لد َّرْدَ‏ اءِ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ لِرَجُ‏ ل ٍ أ َسْمَعَهُ‏ ك َل َامًا يَا هَذ َا ل َا تُغْر ِق َن َّ فِي سَب ِّنَا ، وَدَ‏ عْ‏ لِلص ُّل ْ ح ِ مَوْضِعًا ، ف َإ ِن َّا ل َا<br />

نُك َافِئ ُ مَنْ‏ عَصَى ا لل َّهَ‏ فِينَا ب ِأ َك ْث َرَ‏ مِنْ‏ أ َن ْ نُطِيعَ‏ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ فِيهِ‏ .<br />

شِف َاءً‏<br />

وَشَتَمَ‏ رَجُ‏ ل ٌ الش َّعْب ِي َّ ف َق َال َ إن ْ ك ُنْت مَا ق ُل ْت ف َغَف َرَ‏ ا لل َّهُ‏ لِي ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ أ َك ُنْ‏ ك َمَا ق ُل ْت ف َغَف َرَ‏ ا لل َّهُ‏ ل َك .<br />

وَاغ ْتَاظ َتْ‏ عَائِشَة ُ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا عَل َى خَادِم ٍ ل َهَا ث ُ م َّ رَجَعَتْ‏ إل َى نَف ْسِهَا ف َق َال َتْ‏ لِل َّهِ‏ دَ‏ ر ُّ الت َّق ْوَى مَا تَرَك َتْ‏ لِذِي غ َيْظٍ‏<br />

:<br />

.<br />

وَق َس َّمَ‏ مُعَاو ِ يَة ُ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ قِط َاف ًا ف َأ َعْط َى شَيْخًا مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ دِمَشْقَ‏ ق َطِيف َة ً ف َل َمْ‏ تُعْج ِبْهُ‏ ، ف َ حَل َفَ‏ أ َن ْ يَضْر ِبَ‏ ب ِهَا رَأ ْ سَ‏<br />

مُعَاو ِ يَة َ .<br />

ف َأ َتَاهُ‏ ف َأ َخْبَرَهُ‏ ف َق َال َ ل َهُ‏ مُعَاو ِ يَة ُ : أ َوْفِ‏ ب ِنَذ ْر ِك وَل ْيَرْف ُقْ‏ ا لش َّيْ‏ خُ‏ ب ِالش َّيْ‏ خ ِ .<br />

: وَالث َّان ِي<br />

مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ ا ل ْق ُدْ‏ رَة ُ عَل َى ا لِا نْتِصَار ِ وَذ َ لِكَ‏<br />

مِنْ‏ سَعَةِ‏ الص َّدْر ِ وَحُسْن ِ ا لث ِّق َةِ‏ .<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إذ َا ق َدَرْت عَل َى عَدُو ِّك ف َاجْعَل ْ ا ل ْعَف ْوَ‏ شُك ْرًا لِل ْق ُدْرَةِ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ل َيْسَ‏ مِنْ‏ ال ْك َرَم ِ عُق ُو بَة ُ مَنْ‏ ل َا يَج ِدْ‏ امْتِنَاعًا مِنْ‏ ا لس َّط ْوَةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

: أ َحْسَنُ‏ ا ل ْمَك َار ِم ِ عَف ْوُ‏ ا ل ْمُق ْتَدِر ِ ، وُجُودُا ل ْمُف ْتَقِر ِ .<br />

وَالث َّالِث ُ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ : ا لت َّرَف ُّعُ‏ عَنْ‏ الس ِّبَاب ِ وَذ َلِكَ‏ مِنْ‏ شَرَفِ‏ ا لن َّف ْس ِ وَعُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ .<br />

ك َمَا ق َال َتْ‏ ال ْ حُك َمَاءُ‏ : شَرَفُ‏ ا لن َّف ْس ِ أ َن ْ تَ‏ حْمِ‏ ل َ ا ل ْمَك َار ِهَ‏ ك َمَا تَ‏ حْمِ‏ ل ُ ا ل ْمَك َار ِمَ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

. {<br />

.<br />

:<br />

:<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى سَم َّى يَحْيَى عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ سَي ِّدًا لِ‏ حِل ْمِهِ‏ .<br />

ل َا يَبْل ُغ ُ ا ل ْمَ‏ جْدَأ َق ْوَ‏ امٌ‏<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َرَمُو ا حَت َّى يَذِ‏ ل ُّو ا وَ‏ إ ِن ْ عَز ُّوا لِأ َق ْوَ‏ ام ِ وَ‏ يَشْتُمُو ا ف َتَى ال ْأ َل ْوَانِ‏ مُسْفِرَة ً ل َا صَف ْ حَ‏ ذ ُل ٍّ وَل َكِنْ‏ صَف ْ حَ‏ أ َحْل َام ِ وَالر َّاب ِعُ‏ مِنْ‏<br />

أ َسْبَا ب ِهِ‏ ‏:ا لِاسْتِهَا نَة ُ ب ِا ل ْمُسِيءِ‏ وَذ َلِكَ‏ عَنْ‏ ضَرْب ٍ مِنْ‏ ال ْكِبْر ِ وَال ْإ ِعْجَاب ِ ، مَا حُكِيَ‏ عَنْ‏ مُصْعَب ِ بْن ِ ا لز ُّ بَيْر ِ أ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا وَ‏ لِيَ‏<br />

ا ل ْعِرَا قَ‏ جَل َسَ‏ يَوْمًا لِعَط َاءِ‏ ال ْجُنْدِ‏ وَ‏ أ َمَرَ‏ مُنَادِ‏ يَهُ‏ ف َنَادَى أ َ يْنَ‏ عَمْرُو بْنُ‏ جُرْمُوز ٍ ، وَهُوَ‏ ال َّذِي ق َتَ‏ ل َ أ َ بَاهُا لز ُّ بَيْرُ‏ ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

أ َي ُّهَا ا ل ْأ َمِيرُ‏ إ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ تَبَاعَدَ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ .<br />

ف َق َال َ أ َوَ‏ يَظ ُن ُّ ا ل ْجَاهِ‏ ل ُ أ َن ِّي أ ُقِيدُهُ‏ ب ِأ َب ِي عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ ؟ ف َل ْيَظ ْهَرْ‏ آمِنًا لِيَأ ْخُذ َ عَط َاءَهُ‏ مُوَف َّرًا .<br />

:<br />

:<br />

ف َعَد َّ ا لن َّا سُ‏ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ مُسْتَ‏ حْسَن ِا ل ْكِبْر ِ .<br />

:<br />

وَمِث ْ ل ُ ذ َلِكَ‏ ق َوْل ُ بَعْض ِ الز ُّعَمَاءِ‏ فِي شِعْر ِهِ‏ أ َوَك ُل َّمَا ط َن َّ ا لذ ُّ بَابُ‏ ط َرَدْ‏ تُهُ‏ إن َّ ا لذ ُّ بَابَ‏ إذ ًا عَل َي َّ ك َر ِيمُ‏ وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ رَجُ‏ ل ٌ مِنْ‏<br />

سَب ِّ ال ْأ َحْنَفِ‏ وَهُوَ‏ ل َا يُ‏ ج ِيبُهُ‏ ف َق َال َ : وَا َ لل َّهِ‏ مَا مَنَعَهُ‏ مِنْ‏ جَوَ‏ اب ِي إل َّا هَوَ‏ ان ِي عَل َيْهِ‏<br />

وَفِي مِث ْلِهِ‏ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ‏<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ الر َّجُ‏ ل ُ<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

إي َّاكَ‏ أ َعَنَى .<br />

وَعَنْك أ ُعْر ِضْ‏ .<br />

وَفِي مِث ْلِهِ‏ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ‏<br />

:<br />

: نَجَا ب ِكَ‏ ل ُؤْمُكَ‏ مَنْجَى ا لذ ُّ بَاب ِ حَمَتْهُ‏ مَق َاذِ‏ يرُهُ‏ أ َن ْ يُنَال َا وَأ َسْمَعَ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ ا بْنَ‏ هُبَيْرَة َ ف َأ َعْرَضَ‏ عَنْهُ‏<br />

ف َاذ ْهَبْ‏ ف َأ َنْتَ‏ ط َلِيقُ‏ عِرْ‏ ضِكَ‏ إ ن َّهُ‏ عِرْ‏ ضٌ‏ عَزَزْتَ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ أ َ نْتَ‏ ذ َ لِي ل ُ وَق َال َ عَمْرُو بْنُ‏ عَلِي ٍّ<br />

نَط َقَ‏ ا لس َّفِيهُ‏ ف َل َا تُ‏ ج ِبْهُ‏ ف َخَيْرٌ‏ مِنْ‏ إجَا بَتِهِ‏ ا لس ُّك ُوتُ‏ سَك َت ُّ عَنْ‏ الس َّفِيهِ‏ ف َظ َن َّ أ َن ِّي عَي ِيتُ‏ عَنْ‏ ال ْجَوَاب ِ وَمَا عَي ِيتُ‏<br />

وَ‏ ال ْ خَامِسُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ ‏:الِاسْتِ‏ حْيَاءُ‏ مِنْ‏ جَزَ‏ اءِ‏ ال ْجَوَا ِب .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ صِيَا نَةِ‏ الن َّف ْس ِ وَك َمَال ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ .<br />

إذ َا :


:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : احْتِمَال ُ ا لس َّفِيهِ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ الت َّحَل ِّي ب ِصُورَتِهِ‏ ، وَال ْإ ِغ ْضَاءُ‏ عَنْ‏ ا ل ْجَاهِ‏ ل ِخَيْرٌ‏ مِنْ‏ مُشَاك َل َتِهِ‏ .<br />

مَا أ َف ْحَشَ‏ حَلِي مٌ‏ وَل َا أ َوْحَشَ‏ ك َر ِيمٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ وَق ُل ْ لِبَن ِي سَعْدٍ‏ ف َمَا لِي وَمَا ل َك ُمْ‏<br />

وَق َال َ ل َقِيط ُ بْنُ‏ زُرَارَة َ تُر ِق ُّون َ مِن ِّي مَا اسْتَط َعْتُمْ‏ وَ‏ أ َعْتِقُ‏ أ َغ َر َّك ُمْ‏ أ َن ِّي ب ِأ َحْسَن ِ شِيمَةٍ‏ بَصِيرٌ‏ وَأ َن ِّي ب ِا ل ْف َوَاحِش ِ أ َخْرَ‏ قُ‏ وَإ ِن ْ تَكُ‏ ق َدْ‏ ف َاحَشْتَن ِي ف َق َهَرْتَن ِي<br />

هَن ِيئ ًا مَر ِيئ ًا أ َ نْتَ‏ ب ِال ْف ُحْش ِ أ َحْذ َ قُ‏ .<br />

وَ‏ الس َّادِ‏ سُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ : الت َّف َض ُّ ل ُ عَل َى الس ِّبَاب ِ .<br />

ف َهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ا ل ْك َرَم ِ وَحُب ِّ ا لت َّأ َ ل ُّفِ‏ ، ك َمَا قِي ل َلِل ْإ ِسْك َنْدَر ِ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

إن َّ ف ُل َانًا وَف ُل َا نًا يُنْقِصَا ن ِك وَ‏ يَث ْل ُبَا ن ِكَ‏ ف َل َوْ‏ عَاق َبْتَهُمَا<br />

.<br />

:<br />

هُمَا بَعْدَ‏ ا ل ْعُق ُو بَةِ‏ أ َعْذ َرُ‏ فِي تَنَق ُّصِي وَث َل ْب ِي .<br />

ف َك َان َ هَذ َا تَف َض ُّل ًا مِنْهُ‏ وَتَأ َل ُّف ًا .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َحْنَفِ‏ بْن ِ ق َيْس ٍ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

مَا عَادَان ِي أ َحَدٌ‏ ق َط ُّ إل َّا أ َخَذ ْت فِي أ َمْر ِهِ‏ ب ِإ ِحْدَى ث َل َاثِ‏ خِصَال ٍ<br />

أ َعْل َى مِن ِّي عَرَف ْت ل َهُ‏ ق َدْرَهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ دُون ِي رَف َعْت ق َدْر ِي عَنْهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ نَظِير ِي تَف َض َّل ْت عَل َيْهِ‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

إن ْ ك َان َ<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ ال ْ خَلِي ل ُ ، ف َنَظ َمَهُ‏ شِعْرًا ف َق َال َ : سَأ ُ ل ْز ِمُ‏ نَف ْسِي ا لص َّف ْ حَ‏ عَنْ‏ ك ُ ل ِّ مُذ ْ ن ِب ٍ وَ‏ إ ِن ْ ك َث ُرَتْ‏ مِنْهُ‏ إل َي َّ ال ْ جَرَ‏ ائِمُ‏ ف َمَا ا لن َّا سُ‏ إل َّا<br />

وَ‏ احِ‏ دٌ‏ مِنْ‏ ث َل َا ث َةٍ‏ شَر ِ يفٌوَمَ‏ شْرُوفٌ‏ وَمِث ْ ٌل مُق َاو ِمُ‏ ف َأ َم َّا ال َّذِي ف َوْقِي ف َأ َعْر ِفُ‏ ق َدْرَهُ‏ وَ‏ أ َ تْبَعُ‏ فِيهِ‏ ال ْ حَق َّ وَ‏ ال ْ حَق ُّ ل َاز ِمُ‏ وَأ َم َّا ال َّذِي<br />

دُون ِي ف َأ َحْل ُمُ‏ دَائِبًا أ َ صُون ُ ب ِهِ‏ عِرْضِي وَ‏ إ ِن ْ ل َامَ‏ ل َا ئِمُ‏ وَأ َم َّا ال َّذِي مِث ْلِي ف َإ ِن ْ زَل َّ أ َوْ‏ هَف َا تَف َض َّل ْت إن َّ ال ْف َضْ‏ ل َ ب ِا ل ْف َ خْر ِ حَاكِمُ‏ .<br />

وَ‏ الس َّا ب ِعُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ اسْتِنْك َافُ‏ الس ِّبَاب ِ وَق َط ْعُ‏ الس ِّبَاب ِ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ال ْ حَزْم ِ ، ك َمَا حُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ لِضِرَار ِ بْن ِ ال ْق َعْق َا ِع<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ ضِرَ‏ ا رٌ‏<br />

‏:وَا َلل َّهِ‏ ل َوْ‏ ق ُل ْت عَشْرًا ل َمْ‏ تَسْمَعْ‏ وَ‏ احِدَة ً .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عَلِي َّ بْنَ‏ أ َب ِي ط َالِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ ق َال َ لِعَامِر ِ بْن ِ مُر َّة َا لز ُّهْر ِي ِّ<br />

أ َعْق َ ل ُ الن َّا س ِ .<br />

ق َال َ<br />

:<br />

: صَدَق ْت ، ف َمَنْ‏ أ َعْق َ ل ُ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال َ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَتَجَاوَزْ‏ الص َّمْتَ‏ فِي عُق ُو بَةِ‏ ا ل ْجُه َّال ِ .<br />

وَق َال َ الش َّعْب ِي ُّ<br />

: وَا َ لل َّهِ‏ ل َوْ‏ ق ُل ْت وَ‏ احِدَة ً ل َسَمِعْت عَشْرًا .<br />

مَنْ‏ أ َحْمَقُ‏ ا لن َّا س ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

مَا أ َدْرَك ْت أ ُم ِّي :<br />

:<br />

ف َأ َبَر ُّهَا ، وَل َكِنْ‏ ل َا أ َسُب ُّ أ َحَدًا ف َيَسُب ُّهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ فِي إعْرَاضِك صَوْن ُ أ َعْرَا ضِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

نَدَ‏ امَة ٌ ك َمَا نَدِمَ‏ ا ل ْمَغْبُون ُ ل َم َّا تَف َر َّق َا وَق َال َ آخَرُ‏<br />

وَالث َّامِنُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ ظ َن َّ أ َ ن َّهُ‏<br />

وَفِيا ل ْ حِل ْم ِ رَدْ‏ عٌ‏ لِلس َّفِيهِ‏ عَنْ‏ ال ْأ َذ َى وَفِيا ل ْخَرْ‏ ق ِإغ ْرَ‏ اءٌ‏ ف َل َا تَكُ‏ أ َخْرَق َا ف َتَنْدَمَ‏ إذ ْ ل َا تَنْف َعَن َّكَ‏<br />

: ال ْخَوْفُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعُق ُو بَةِ‏ عَل َى ال ْجَوَا ِب .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ضَعْفِ‏ الن َّف ْس ِ وَرُب َّمَا أ َوْجَبَهُا لر َّأ ْيُ‏ وَ‏ اق ْتَضَاهُ‏ ال ْحَزْمُ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

وَالت َّاسِعُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

ال ْحِل ْمُ‏ حِجَابُ‏ ا ل ْ آف َاتِ‏ .<br />

ق ُل ْ مَا بَدَا ل َك مِنْ‏ زُور ٍ وَمِنْ‏ ك َذِب ِ حِل ْمِي أ َصَم ُّ وَأ ُذ ْن ِي غ َيْرُ‏ صَم َّاءِ‏ .<br />

: ا ُرْف ُقْ‏ إذ َا خِف ْتَ‏ مِنْ‏ ذِي هَف ْوَةٍ‏ خَرَق ًا ل َيْسَ‏ ال ْ حَلِيمُ‏ ك َمَنْ‏ فِي أ َمْر ِهِ‏ خَرَ‏ قُ‏ .<br />

: ا لر ِّعَا يَة ُ لِيَدٍ‏ سَا لِف َةٍ‏ ، وَحُرْمَةٍ‏ ل َاز ِمَةٍ‏ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ا ل ْوَف َاءِ‏ وَحُسْن ِا ل ْعَهْدِ‏ ، وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : أ َك ْرَمُ‏ ا لش ِّيَم ِ أ َرْعَاهَا لِلذ ِّمَم ِ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إن َّ ا ل ْوَف َاءَ‏ عَل َى ا ل ْك َر ِيم ِف َر ِ ي ضَة ٌ وَالل ُّؤْمُمَق ْرُون ٌ ب ِذِي ال ْإ ِخْل َافِ‏ وَتَرَى ا ل ْك َر ِيمَ‏ لِمَنْ‏ يُعَاشِرُ‏ مُنْصِف ًا وَتَرَى


ا لل َّئِيمَ‏ مُ‏ جَا ن ِبَ‏ ال ْإ ِنْصَافِ‏ .<br />

.<br />

وَال ْعَاشِرُ‏ مِنْ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ : ال ْمَك ْرُ‏ وَ‏ تَوَق ُّعُ‏ ا ل ْف ُرَص ِ ال ْ خَل ْفِي َّةِ‏ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ مِنْ‏ ا لد َّهَاءِ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

مَنْ‏ ظ َهَرَ‏ غ َضَبُهُ‏ ق َ ل َّ ك َيْدُهُ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : غ َضَبُ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ فِي ق َوْ‏ لِهِ‏ ، وَغ َضَبُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ فِي فِعْلِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ إذ َا سَك َت َّ عَنْ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ ف َق َدْ‏ أ َوْسَعْتَهُ‏ جَوَا بًا وَ‏ أ َوْجَعْتَهُ‏ عِق َا بًا .<br />

وَق َال َ إ يَا سُ‏ بْنُ‏ ق َتَادَة َ : تُعَاقِبُ‏ أ َ يْدِ‏ ينَا وَيَ‏ حْل ُمُ‏ رَأ ْيُنَا وَنَشْتُمُ‏ ب ِا ل ْأ َف ْعَال ِ ل َا ب ِا لت َّك َل ُّم ِ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَ‏ ل َل ْك َف ُّ عَنْ‏ شَتْم ِ<br />

ا لل َّئِيم ِ تَك َر ُّمًا أ َ ضَر ُّ ل َهُ‏ مِنْ‏ شَتْمِهِ‏ حِينَ‏ يَشْتُمُ‏ .<br />

ف َهَذِهِ‏ عَشْرَة ُ أ َسْبَاب ٍ تَدْعُو إل َى ال ْ حِل ْم ِ .<br />

وَ‏ بَعْضُ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ أ َف ْضَ‏ ل ُ مِنْ‏ بَعْض ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ إذ َا ك َان َ بَعْضُ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏<br />

مَف ْضُول ًا مَا يَق ْتَضِي أ َن ْ تَك ُون َ نَتِي جَتُهُ‏ مِنْ‏ ال ْ حِل ْم ِ مَذ ْمُومَة ً .<br />

وَأ َم َّا ال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ‏ أ َن ْ يَدْعُوَهُ‏ ل َل ْ حِل ْم ِ أ َف ْضَ‏ ل ُ أ َسْبَا ب ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْحِل ْمُ‏ ك ُل ُّهُ‏ ف َضْل ًا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ عَر ِيَ‏ عَنْ‏ أ َحَدِ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ك َان َ ذ ُلًّا وَ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ حِل ْمًا ، لِأ َن َّنَا ق َدْ‏ ذ َك َرْنَا فِي حَ‏ د ِّ ال ْحِل ْم ِ أ َ ن َّهُ‏ ضَبْط ُ ا لن َّف ْس ِ عَنْ‏<br />

هَيَ‏ جَانِ‏ ا ل ْغَضَب ِ ، ف َإ ِذ َا ف َق َدَ‏ ا ل ْغَضَبَ‏ لِسَمَا ع ِ مَا يُغْضِبُ‏ ك َان َ ذ َلِكَ‏ مِنْ‏ ذ ُل ِّ الن َّف ْس ِ وَقِل َّةِ‏ ال ْ حَمِي َّةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ حُك َمَاءُ‏ : ث َل َاث َة ٌ ل َا يُعْرَف ُون َ إل َّا فِي ث َل َا ث َةِ‏ مَوَ‏ اطِنَ‏ : ل َا يُعْرَفُال ْ جَوَ‏ ادُ‏ إل َّا فِيا ل ْعُسْرَةِ‏ ، وَا لش ُّ جَا عُ‏ إل َّا فِي ال ْ حَرْب ِ<br />

، وَ‏ ال ْ حَلِيمُ‏ إل َّا فِي ا ل ْغَضَب ِ<br />

:<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ ل َيْسَتْ‏ ال ْأ َحْل َامُ‏ فِي حَال ِ الر ِّضَى إن َّمَا ال ْأ َحْل َامُ‏ فِي حَال ِ ا ل ْغَضَب ِ وَق َال َ آخَرُ‏ مَنْ‏ يَد َّعِي ال ْ حِل ْمَ‏ أ َغ ْضِبْهُ‏<br />

لِتَعْر ِف َهُ‏ ل َا يُعْرَفُ‏ ال ْحِل ْمُ‏ إل َّا سَاعَة َ ا ل ْغَضَب ِ وَأ َ نْشَ‏ دَ‏ ا لن َّا ب ِغَة ُ ال ْ جَعْدِي ُّ ب ِ حَضْرَةِ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَل َا خَيْرَ‏<br />

:<br />

فِي حِل ْم ٍ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ بَوَ‏ ادِرُ‏ تَحْمِي صَف ْوَهُ‏ أ َن ْ يُك َد َّرَا وَل َا خَيْرَ‏ فِي جَهْ‏ ل ٍ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ حَلِي مٌ‏ إذ َا مَا أ َوْرَدَ‏ ال ْأ َمْرَ‏<br />

أ َصْدَرَا ف َل َمْ‏ يُنْكِرْ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َوْ‏ ل َهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

وَمَنْ‏ ف َق َدَ‏ ا ل ْغَضَبَ‏ فِيا ل ْأ َشْيَاءِا ل ْمُغْضِبَةِ‏ حَت َّىاسْتَوَتْ‏ حَال َتَاهُ‏ ق َبْ‏ ل َ ال ْإ ِغ ْضَاب ِ وَ‏ بَعْدَهُ‏ ، ف َق َدْ‏ عَ‏ دِمَ‏ مِنْ‏ ف َضَائِ‏ ل ِ الن َّف ْس ِ<br />

ا لش َّ جَاعَة َ ، وَا ل ْأ َ نَف َة َ ، وَ‏ ال ْ حَمِي َّة َ ، وَا ل ْغَيْرَة َ ، وَ‏ الد ِّف َا عَ‏ ، وَا ل ْأ َخْذ َ ب ِا لث َّأ ْر ِ ؛ لِأ َن َّهَا خِ‏ صَا ل ٌ مُرَك َّبَة ٌ مِنْ‏ ا ل ْغَضَب ِ .<br />

ف َإ ِذ َا عَدِمَهَا ال ْإ ِنْسَان ُ هَان َ ب ِهَا وَل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِبَاقِي ف َضَا ئِلِهِ‏ فِي ا لن ُّف ُو س ِ مَوْ‏ ضِعٌ‏ ، وَل َا لِوُف ُور ِ حِل ْمِهِ‏ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ مَوْقِ‏ ‏ٌع .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْمَنْصُو رُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: إذ َا ك َان َ ال ْحِل ْمُ‏ مَف ْسَدَة ً ك َان َ ال ْعَف ْوُ‏ مَعْ‏ جَزَة ً .<br />

: ال ْعَف ْوُ‏ يُف ْسِدُ‏ مِنْ‏ ا لل َّئِيم ِ ب ِق َدْر ِ إ صْل َاحِهِ‏ مِنْ‏ ال ْك َر ِيم ِ .<br />

وَق َال َ عَمْرُو بْنُ‏ ا ل ْعَاص ِ : أ َك ْر ِمُو ا سُف َهَاءَك ُمْ‏ ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ يَق ُونَك ُمْ‏<br />

ا ل ْعَارَ‏ وَ‏ الش َّنَارَ‏ .<br />

وَق َال َ مُصْعَبُ‏ بْنُ‏ ا لز ُّبَيْر ِ : مَا ق َ ل َّ سُف َهَاءُ‏ ق َوْم ٍ إل َّا ذ َل ُّوا .<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ<br />

:<br />

وَال ْحَرْبُ‏ تَرْك َبُ‏ رَأ ْسَهَا فِي مَشْهَدٍ‏ عَدْل ُ ا لس َّفِيهِ‏ ب ِهِ‏ ب ِأ َ ل ْفِ‏ حَلِيم ِ وَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا ال ْق َوْل ُإغ ْرَ‏ اءٌ‏<br />

ب ِتَحَك ُّم ِ ا ل ْغَضَب ِ وَا لِا نْقِيَادِ‏ إ ل َيْهِ‏ عِنْدَ‏ حُدُوثِ‏ مَا يُغْضِبُ‏ ، ف َيَك ْسِبُ‏ ب ِا لِا نْقِيَادِ‏ لِل ْغَضَب ِ مِنْ‏ الر َّذ َائِ‏ ل ِ أ َك ْث َرَ‏ مِم َّا يَسْل ُبُهُ‏ عَدَمُ‏<br />

ا ل ْغَضَب ِ مِنْ‏ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ .


وَل َكِنْ‏ إذ َا ث َارَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ عِنْدَ‏ هُ‏ جُوم ِ مَا يُغْضِبُهُ‏ ك َف َّ سَوْرَ‏ تَهُ‏ ب ِ حَزْمِهِ‏ ، وَ‏ أ َط ْف َأ َ ث َائِرَ‏ تَهُ‏ ب ِ حِل ْمِهِ‏ ، وَوَك َّ ل َ مَنْ‏ اسْتَ‏ حَق َّ<br />

ا ل ْمُق َا بَل َة َ إل َى غ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َمْ‏ يَعْدَمْ‏ مُسِيئ ًا مُك َافِيًا ك َمَا ل َمْ‏ يَعْدَمْ‏ مُحْسِنًا مُ‏ جَاز ِيًا .<br />

: وَ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ<br />

دَخَ‏ ل َ بَيْتًا مَا أ ُخْر ِجَ‏ مِنْهُ‏ .<br />

:<br />

:<br />

أ َيْ‏ إن ْ أ ُخْر ِجَ‏ مِنْهُ‏ خَيْرٌ‏ دَخَل َهُ‏ خَيْرٌ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ ُخْر ِجَ‏ مِنْهُ‏ شَر ٌّ دَخَل َهُ‏ شَر ٌّ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا بْنُ‏ دُرَيْدٍ‏ عَنْ‏ أ َب ِي حَاتِم ٍ إذ َا أ َمِنَ‏ ال ْ جُه َّال ُ جَهْل َك مَر َّة ً ف َعِرْضُك لِل ْ جُه َّال ِغ ُنْ‏ مٌ‏ مِنْ‏ ال ْغُنْم ِ ف َعَم ِّ عَل َيْهِ‏ ال ْ حِل ْمَ‏<br />

وَ‏ ال ْ جَهْ‏ ل َ وَ‏ ا ل ْقِهِ‏ ب ِمَنْز ِ ل َةٍ‏ بَيْنَ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ وَ‏ الس ِّل ْم ِ إذ َا أ َ نْتَ‏ جَازَيْت الس َّفِيهَ‏ ك َمَا جَزَى ف َأ َ نْتَ‏ سَفِيهٌ‏ مِث ْل ُهُ‏ غ َيْرُ‏ ذِي حِل ْم ِ وَل َا<br />

تُغْضِبَن َّ عِرْضَ‏ الس َّفِيهِ‏ وَدَار ِهِ‏ ب ِ حِل ْم ٍ ف َإ ِن ْ أ َعْيَا عَل َيْك ُمْ‏ ف َب ِالص َّرْم ِ ف َيَرْجُوك تَارَ‏ اتٍ‏ وَ‏ يَخْشَاك تَارَة ً وَ‏ يَأ ْخُذ ُ فِيمَا بَيْنَ‏ ذ َلِكَ‏<br />

ب ِال ْ حَزْم ِ ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ بُدا مِنْ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِ ف َاسْتَعِنْ‏ عَل َيْهِ‏ ب ِجُه َّال ٍ ف َذ َ اكَ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَزْم ِ وَهَذِهِ‏ مِنْ‏ أ َحْك َم ِ أ َ بْيَاتٍ‏ وَجَدْتُهَا فِي تَدْب ِير ِ<br />

ال ْ حِل ْم ِ وَا ل ْغَضَب ِ .<br />

وَهَذ َاا لت َّدْ‏ ب ِيرُ‏ إن َّمَا يُسْتَعْمَ‏ ل ُ فِيمَا ل َا يَج ِدُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ بُدا مِنْ‏ مُق َارَنَتِهِ‏ ، وَل َا سَب ِي ل َ إل َى إط ْرَاحِهِ‏ وَمُتَارَك َتِهِ‏ ، إم َّا لِ‏ خَوْفِ‏ شَر ِّهِ‏<br />

أ َوْ‏ لِل ُّزُوم ِ أ َمْر ِهِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ أ َمْك َنَ‏ إط ْرَاحُهُ‏ وَل َمْ‏ يَضُر َّ إ بْعَادُهُ‏ ، ف َال ْهَوَان ُ ب ِهِ‏ أ َوْل َى وَال ْإ ِعْرَاضُ‏ عَنْهُ‏ أ َ صْوَبُ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا ك َان َ عَل َى مَا وَ‏ صَف ْتُ‏ اسْتَف َادَ‏ ب ِتَ‏ حْر ِيكِ‏ ا ل ْغَضَب ِ ف َضَا ئِل َهُ‏ وَ‏ أ َمِنَ‏ ب ِك َف ِّ نَف ْسِهِ‏ عَنْ‏ ا لِا نْقِيَادِ‏ ل َهُ‏<br />

رَذ َا ئِل َهُ‏ ، وَ‏ صَارَ‏ ال ْحِل ْمُ‏ مُدَب ِّرًا لِل ْأ ُمُور ِ ا ل ْمُغْضِبَةِ‏ ب ِق َدْر ٍ ل َا يَعْتَر ِ يهِنَق ْصٌ‏ ب ِعَدَم ِ ا ل ْغَضَب ِ ، وَل َا يَل ْ حَق ُهُز ِيَادَة ٌ ب ِف َق ْدِال ْ حِل ْم ِ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ عَزَبَ‏ عَنْهُ‏ ال ْحِل ْمُ‏ حَت َّى ا نْق َادَ‏ لِغَضَب ِهِ‏ ضَ‏ ل َّ عَنْهُ‏ وَجْهُ‏ الص َّوَاب ِ فِيهِ‏ ، وَ‏ ضَعُفَ‏ رَأ ْ يُهُ‏ عَنْ‏ خِيرَةِ‏ أ َسْبَا ب ِهِ‏ وَدَوَ‏ اعِيهِ‏ ، حَت َّى<br />

يَصِيرَ‏ بَلِيدَ‏ ا لر َّأ ْي ِ ، مَغْمُورَ‏ ا لر َّو ِ ي َّةِ‏ ، مَق ْط ُو عَ‏ ال ْحُ‏ ج َّةِ‏ ، مَسْل ُوبَ‏ ال ْعَزَاءِ‏ ، ق َلِي ل َ ال ْ حِيل َةِ‏ ، مَعَ‏ مَا يَنَا ل ُهُ‏ مِنْ‏ أ َ ث َر ِ ذ َلِكَ‏ فِي<br />

نَف ْسِهِ‏ وَجَسَدِهِ‏ حَت َّى يَصِيرَ‏ أ َ ضَر َّ عَل َيْهِ‏ مِم َّا غ َضِبَ‏ ل َهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ شَط َط ُهُ‏ ك َث ُرَ‏ غ َل َط ُهُ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ سَل ْمَان َ ق َال َ لِعَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

مَا ال َّذِي يُبَاعِدُن ِي عَنْ‏ غ َضَب ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ؟ ق َال َ<br />

: أ َق ْرَبُ‏ مَا يَك ُون ُ ال ْعَبْدُ‏ مِنْ‏ غ َضَب ِ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ، إذ َا غ َضِبَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ عِظ ْن ِي .<br />

:<br />

مَنْ‏ رَد َّ غ َضَبَهُ‏ هَ‏ د َّ مَنْ‏ أ َغ ْضَبَهُ‏ .<br />

مَا هَي َّ جَ‏ جَأ ْشَك ك َغَيْظٍ‏ أ َجَاشَكَ‏ .<br />

ل َا تَغْضَبْ‏ .<br />

ق َال َ ل َا تَغْضَبْ‏ .<br />

ف َيَنْبَغِي لِذِي ا لل ُّب ِّ الس َّو ِي ِّ وَال ْ حَزْم ِ ا ل ْق َو ِي ِّ أ َن ْ يَتَل َق َّى ق ُو َّة َ ا ل ْغَضَب ِ ب ِ حِل ْمِهِ‏ ف َيَصُد َّهَا ، وَ‏ يُق َاب ِ ل َ دَوَ‏ اعِيَ‏ شِر َّ تِهِ‏ ب ِ حَزْمِهِ‏<br />

ف َيَرُد ُّهَا ، لِيَحْظ َى ب ِأ َجَ‏ ل ِّا ل ْخِبْرَةِ‏ وَيَسْعَدَ‏ ب ِ حَمِيدِ‏ ا ل ْعَاقِبَةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ فِي إغ ْضَاب ِك رَاحَة ُ أ َعْصَا ب ِك .<br />

وَسَبَبُ‏ ا ل ْغَضَب ِ هُ‏ جُومُ‏ مَا تَك ْرَهُهُ‏ الن َّف ْسُ‏ مِم َّنْ‏ دُونَهَا ، وَسَبَبُ‏ ال ْحُزْنِ‏ هُ‏ جُومُ‏ مَا تَك ْرَهُهُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ مِم َّنْ‏ ف َوْق َهَا<br />

وَ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ يَتَ‏ حَر َّكُ‏ مِنْ‏ دَ‏ اخِ‏ ل ِ ال ْجَسَدِ‏ إل َى خَار ِج ِهِ‏ ‏،وَ‏ ال ْ حُزْن ُ يَتَحَر َّك مِنْ‏ خَار ِج ِ ا ل ْجَسَدِ‏ إل َى دَاخِلِهِ‏<br />

.<br />

.<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ ق َتَ‏ ل َال ْ حُزْن ُ وَل َمْ‏ يَق ْتُل ْ ا ل ْغَضَبُ‏ لِبُرُوز ِ ا ل ْغَضَب ِ وَك ُمُونِ‏ ال ْحُزْنِ‏ .<br />

وَ‏ صَارَ‏ ال ْ حَادِث ُ عَنْ‏ ا ل ْغَضَب ِ الس َّط ْوَة َ وَا لِا نْتِق َامَ‏ لِبُرُوز ِهِ‏ ، وَال ْحَادِث ُ عَنْ‏ ال ْحُزْنِ‏ ا ل ْمَرَضَ‏ وَا ل ْأ َسْق َامَ‏ لِك ُمُو ن ِهِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ أ َف ْضَىال ْ حُزْن ُ إل َىا ل ْمَوْتِ‏ وَل َمْ‏ يُفِضْ‏


إ ل َيْهِ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ .<br />

ف َهَذ َا ف َرْ‏ قٌ‏ مَا بَيْنَ‏ ال ْحُزْنِ‏ وَ‏ ا ل ْغَضَب ِ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِتَسْكِين ِ ا ل ْغَضَب ِ إذ َا هَجَمَ‏ أ َسْبَا بًا يُسْتَعَان ُ ب ِهَا عَل َىا ل ْ حِل ْم ِ مِنْهَا<br />

:<br />

ال ْ خَوْفِ‏ مِنْهُ‏ ، وَ‏ يَبْعَث ُهُ‏ ال ْخَوْفُ‏ مِنْهُ‏ عَل َى ا لط َّاعَةِ‏ ل َهُ‏ ، ف َيَرْج ِعُ‏ إل َى أ َدَ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ يَأ ْخُذ ُ ب ِنَدْ‏ ب ِهِ‏ .<br />

ف َعِنْدَ‏ ذ َ لِكَ‏ يَزُول ُ ا ل ْغَضَبُ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَاذ ْك ُرْ‏ رَب َّك إذ َا نَسِيتَ‏<br />

وَق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

{<br />

} :<br />

: ق َال َ عِك ْر ِمَة ُ<br />

} :<br />

وَإ ِم َّا يَنْزَغ َن َّكَ‏ مِنْ‏ الش َّيْط َانِنَزْ‏ غ ٌ ف َاسْتَعِذ ْ ب ِا َ لل َّهِ‏<br />

يَعْن ِي إذ َا غ َضِبْتَ‏ .<br />

{<br />

إ ن َّهُ‏ هُوَ‏ الس َّمِيعُ‏ ا ل ْعَلِيمُ‏ يَعْن ِي أ َ ن َّهُ‏ سَمِيعٌ‏ ب ِجَهْ‏ ل ِ مَنْ‏ جَه ِ ل َ ، عَلِي مٌ‏ ب ِمَا يُذ ْهِبُ‏ عَنْك ا ل ْغَضَبَ‏ .<br />

أ َن ْ يَذ ْك ُرَ‏ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ف َيَدْعُوهُ‏ ذ َ لِكَ‏ إل َى<br />

وَمَعْنَى ق َوْ‏ لِهِ‏ يَنْزَغ َن َّكَ‏ أ َيْ‏ يُغْضِبَن َّكَ‏ ، ف َاسْتَعِذ ْ ب ِا َ لل َّهِ‏<br />

وَذ ُكِرَ‏ أ َن َّ فِي الت َّوْرَ‏ اةِ‏ مَك ْتُوبًا يَا ا بْنَ‏ آدَمَ‏ ا ُذ ْك ُرْن ِي حِينَ‏ تَغْضَبُ‏ أ َذ ْك ُرُك حِينَ‏ أ َغ ْضَبُ‏ ، ف َل َا أ َمْحَق ُك فِيمَنْ‏ أ َمْ‏ حَقُ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ بَعْضَ‏ مُل ُوكِ‏ ال ْف ُرْس ِ ك َتَبَ‏ كِتَا بًا وَدَف َعَهُ‏ إل َى وَز ِ ير ٍ ل َهُ‏ وَق َال َ : إذ َا غ َضِبْتُ‏ ف َنَاو ِ ل ْن ِيهِ‏ .<br />

وَك َان َ فِيهِ‏<br />

.<br />

:<br />

مَا ل َك وَ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ إن َّمَا أ َنْتَ‏ بَشَرٌ‏ ، ارْحَمْ‏ مَنْ‏ فِي ال ْأ َرْض ِ يَرْحَمْك مَنْ‏ فِي الس َّمَاءِ‏<br />

.<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ذ َك َرَ‏ ق ُدْرَة َ ا لل َّهِ‏ ل َمْ‏ يَسْتَعْمِل ْ ق ُدْرَ‏ تَهُ‏ فِي ظ ُل ْم ِ عِبَادِ‏ ا لل َّهِ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مُسْلِم ِ بْن ِ مُ‏ حَار ِب ٍ لِهَارُون َ ا لر َّشِيدِ‏ يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ أ َسْأ َل ُك ب ِا َل َّذِي أ َنْتَ‏ بَيْنَ‏ يَدَ‏ يْهِ‏ أ َذ َل ُّ مِن ِّي بَيْنَ‏<br />

يَدَيْك ، وَب ِا َل َّذِي هُوَ‏ أ َق ْدَرُ‏ عَل َى عِق َاب ِك مِنْك عَل َى عِق َاب ِي ل َمَا عَف َوْتَ‏ عَن ِّي .<br />

ف َعَف َا عَنْهُ‏ ل َم َّا ذ َك َّرَهُ‏ ق ُدْرَة َ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى .<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ } رَجُل ًا شَك َا إل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَا ل ْق َسْوَة َ ف َق َال َ : اط َّلِعْ‏ فِي ا ل ْق ُبُور ِ وَ‏ اعْتَب ِرْ‏ ب ِا لن ُّشُور ِ { .<br />

وَك َان َ بَعْضُ‏ مُل ُوكِ‏ ا لط َّوَ‏ ا ئِفِ‏ إذ َا غ َضِبَ‏ أ ُل ْقِيَ‏ عِنْدَهُ‏ مَف َا تِي حُ‏ تُرَب ِ ا ل ْمُل ُوكِ‏ ف َيَزُول ُ غ َضَبُهُ‏ ، وَلِذ َلِكَ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

عَنْهُ‏<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِنْ‏ ذِك ْر ِ ا ل ْمَوْتِ‏ رَ‏ ضِيَ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا ب ِا ل ْيَسِير ِ .<br />

أ َن ْ يَنْتَقِ‏ ل َ عَنْ‏<br />

ال ْ حَا ل َةِ‏ ال َّتِي هُوَ‏ فِيهَا إل َى حَا ل َةٍ‏ غ َيْر ِهَا ، ف َيَزُول ُ عَنْهُ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ ب ِتَغَي ُّر ِ ال ْأ َحْوَ‏ ال ِ وَا لت َّنَق ُّ ل ِ مِنْ‏ حَال ٍ إل َى حَال ٍ .<br />

وَك َان َ هَذ َا مَذ ْهَبَ‏ ا ل ْمَأ ْمُونِ‏ إذ َا غ َضِبَ‏ أ َوْ‏ شُتِمَ‏ .<br />

وَك َانَتْا ل ْف ُرْ‏ سُ‏ تَق ُول ُ<br />

وَمِنْهَا<br />

: إذ َا غ َضِبَ‏ ا ل ْق َائِمُ‏ ف َل ْيَجْلِسْ‏ وَإ ِذ َا غ َضِبَ‏ ال ْجَالِسُ‏ ف َل ْيَق ُمْ‏ .<br />

أ َن ْ يَتَذ َك َّرَ‏ مَا يَئ ُول ُ إ ل َيْهِ‏ ا ل ْغَضَبُ‏ مِنْ‏ ا لن َّدَم ِ وَمَذ َم َّةِ‏ ا لِا نْتِق َام ِ .<br />

وَك َتَبَ‏ إبْرُو ِيزُ‏ إل َى ا بْن ِهِ‏ شِيرَوَ‏ يْهِ‏<br />

:<br />

إن َّ ك َلِمَة ً مِنْك تَسْفِكُ‏ دَمًا وَأ ُخْرَى مِنْك تَ‏ حْقِنُ‏ دَمًا ، وَ‏ إ ِن َّ نَف َاذ َ أ َمْر ِك مَعَ‏ ك َل َامِك ،<br />

ف َاحْتَر ِ سْ‏ ، فِي غ َضَب ِك ، مِنْ‏ ق َوْلِك أ َن ْ تُ‏ خْطِئ َ ، وَمِنْ‏ ل َوْن ِك أ َن ْ يَتَغَي َّرَ‏ ، وَمِنْ‏ جَسَدِك أ َن ْ يَ‏ خِف َّ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمُل ُوكَ‏ تُعَاقِبُ‏<br />

ق ُدْرَة ً ، وَتَعْف ُو حِل ْمًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْغَضَبُ‏ عَل َى مَنْ‏ ل َا تَمْلِكُ‏ عَجْزٌ‏ ، وَعَل َى مَنْ‏ تَمْلِكُل ُؤْمٌ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

إي َّاكَ‏ وَعِز َّة َ ا ل ْغَضَب ِ ف َإ ِن َّهَا تُف ْضِي إل َى ذ ُل ِّ ال ْعُذ ْ ِر .<br />

وَإ ِذ َا مَا اعْتَرَتْك فِي ا ل ْغَضَب ِ ا ل ْعِز َّة ُ ف َاذ ْك ُرْ‏ تَذ َل ُّ ل َ ا لِاعْتِذ َ ار ِ وَمِنْهَا<br />

:<br />

أ َن ْ يَذ ْك ُرَ‏ ث َوَ‏ ابَا ل ْعَف ْو ِ ،<br />

وَجَزَ‏ اءَ‏ ا لص َّف ْ ح ِ ، ف َيَق ْهَرُ‏ نَف ْسَهُ‏ عَل َى ا ل ْغَضَب ِ رَغ ْبَة ً فِي ال ْ جَزَ‏ اءِ‏ وَا لث َّوَ‏ اب ِ ، وَحَذ َرًا مِنْ‏ اسْتِ‏ حْق َا ق ِ ا ل ذ َّم ِّ وَال ْعِق َا ِب .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َيَق ُومُ‏ ا ل ْعَاف ُون َ عَنْ‏ ا لن َّا س ِ .<br />

}<br />

يُنَادِي مُنَادٍ‏ يَوْمَ‏ ا ل ْقِيَامَةِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ ل َهُأ َ جْرٌ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ف َل ْيَق ُمْ‏ .


ث ُ م َّ تَل َا : } ف َمَنْ‏ عَف َا وَ‏ أ َ صْل َ حَ‏ ف َأ َجْرُهُ‏ عَل َى ا لل َّهِ‏ { { .<br />

وَق َال َ رَجَاءُ‏ بْنُ‏ حَيْوَة َ لِعَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ بْن ِ مَرْوَ‏ ان َ ، فِي أ ُسَارَى ا بْن ِا ل ْأ َشْعَثِ‏<br />

ا لل َّهَ‏ مَا يُ‏ حِب ُّ مِنْ‏ ا ل ْعَف ْو ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

إذ َا رَضِيَ‏ ل َمْ‏ يُدْخِل ْهُ‏ ر ِضَاهُ‏ فِي بَاطِ‏ ل ٍ ، وَإ ِذ َا غ َضِبَ‏ ل َمْ‏ يُخْر ِجْهُ‏ غ َضَبُهُ‏<br />

مِنْ‏ حَق ٍّ ، وَإ ِذ َا ق َدَرَ‏ عَف َا<br />

. {<br />

وَ‏ أ َسْمَعَ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ عُمَرَ‏ بْنَ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ ك َل َامًا ف َق َال َ عُمَرُ‏<br />

تَنَا ل ُهُ‏ مِن ِّي غ َدًا انْصَر ِفْ‏ رَحِمَك ا لل َّهُ‏<br />

.<br />

:<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ ق َدْ‏ أ َعْط َاك مَا تُ‏ حِب ُّ مِنْ‏ ا لظ َّف َر ِ ف َأ َعْطِ‏<br />

} ال ْخَيْرُ‏ ث َل َاث ُ خِصَال ٍ ف َمَنْ‏ ك ُن َّ فِيهِ‏ ف َق َدْ‏ اسْتَك ْمَ‏ ل َ ال ْإ ِيمَا َن : مَنْ‏<br />

: أ َرَدْتَ‏ أ َن ْ يَسْتَفِز َّن ِي ا لش َّيْط َان ُ لِعِز َّةِ‏ الس ُّل ْط َانِ‏ ف َأ َنَال ُ مِنْكا ل ْيَوْمَ‏ مَا<br />

وَمِنْهَا أ َن ْ يَذ ْك ُرَ‏ ا نْعِط َافَ‏ ا ل ْق ُل ُوب ِ عَل َيْهِ‏ ، وَمَيْ‏ ل َ ا لن ُّف ُو س ِ إل َيْهِ‏ ، ف َل َا يَرَى إ ضَاعَة َ ذ َلِكَ‏ ب ِتَغَي ُّر ِ ا لن َّا س ِ عَنْهُ‏ ف َيَرْغ َبُ‏ فِي<br />

ا لت َّأ َ ل ُّفِ‏ وَجَمِي ل ِ الث َّنَاءِ‏ .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ أ َب ِي ل َيْل َى ، عَنْ‏ عَطِي َّة َ ، عَنْ‏ أ َب ِي سَعِيدٍ‏ ، ق َال َ<br />

ب ِعَف ْو ٍ إل َّا عِزا ، ف َاعْف ُوا يُعِز ُّك ُمْ‏ ا لل َّهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ ا ل ْمَأ ْمُون ُ لِإ ِ بْرَ‏ اهِيمَ‏ بْن ِ ا ل ْمَهْدِي ِّ<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

: ل َيْسَ‏ مِنْ‏ عَادَةِ‏ ال ْكِرَ‏ ام ِ سُرْعَة ُ ا لِا نْتِق َام ِ ، وَل َا مِنْ‏ شُرُوطِ‏ ال ْك َرَم ِ إزَا ل َة ُ ا لن ِّعَم ِ .<br />

مَا ازْدَ‏ ادَ‏ أ َحَ‏ ‏ٌد<br />

: إن ِّي شَاوَرْتُ‏ فِي أ َمْر ِك ف َأ َشَارُوا عَل َي َّ ب ِق َتْلِك إل َّا أ َن ِّي وَجَدْتُ‏ ق َدْرَك ف َوْ‏ قَ‏ ذ َنْب ِك<br />

ف َك َر ِهْتُا ل ْق َتْ‏ ل َ لِل َاز ِم ِ حُرْمَتِك .<br />

ف َق َال َ يَا أ َمِيرَا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ إن َّ ا ل ْمُشِيرَ‏ أ َشَارَ‏ ب ِمَا جَرَتْ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْعَادَة ُ فِي الس ِّيَاسَةِ‏<br />

حَيْث ُ عَو َّدَ‏ تْهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَف ْو ِ ف َإ ِن ْ عَاق َبْت ف َل َكَ‏ نَظِيرٌ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ عَف َوْتَ‏ ف َل َا نَظِيرَ‏ ل َك .<br />

، إل َّا أ َن َّك أ َبَيْت أ َن ْ تَط ْل ُبَ‏ ا لن َّصْرَ‏ إل َّا مِنْ‏<br />

وَ‏ أ َنْشَأ َ يَق ُول ُ ‏:ا ل ْب ِر ُّ ب ِي مِنْكَ‏ وَط َّا ال ْعُذ ْرَ‏ عِنْدَكَ‏ لِي فِيمَا ف َعَل ْتَ‏ ف َل َمْ‏ تَعْذِل ْ وَل َمْ‏ تَل ُمْ‏ وَق َامَ‏ عِل ْمُكَ‏ ب ِي ف َاحْتَ‏ ج َّ عِنْدَكَ‏ لِي<br />

مَق َامُ‏ شَاهِدٍ‏ عَدْل ٍ غ َيْر ِ مُت َّهَم ِ ل َئِنْ‏ جَحَدْتُكَ‏ مَعْرُوف ًا مَنَنْتَ‏ ب ِهِ‏ إن ِّي ل َفِي ا لل ُّؤْم ِ أ َحْظ َى مِنْكَ‏ ب ِال ْ ك َرَم ِ تَعْف ُو ب ِعَدْل ٍ وَتَسْط ُو إن ْ<br />

سَط َوْتَ‏ ب ِهِ‏ ف َل َا عَدِمْنَاكَ‏ مِنْ‏ عَافٍ‏ وَمُنْتَقِم ِ<br />

الص ِّدْ‏ قُ‏ وَا ل ْك َذِبُ‏ .<br />

ال ْف َصْل ُ ال ْ خَامِسُ‏ فِي الص ِّدْ‏ ق ِ وَا ل ْك َذِب ِ<br />

:<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَهُوَ‏ أ َ صْدَ‏ قُ‏ ا ل ْق َا ئِلِينَ‏<br />

:<br />

ال ْك َاذِ‏ ب ِينَ‏ { .<br />

وَق َال َ تَعَال َى<br />

:<br />

:<br />

} ث ُ م َّنَبْتَه ِ ل ْ ف َنَ‏ جْعَ‏ ل ْ ل َعْنَة َ ا لل َّهِ‏ عَل َى<br />

} إ ن َّمَا يَف ْتَر ِي ا ل ْك َذِبَ‏ ال َّذِينَ‏ ل َا يُؤْمِنُون َ ب ِآ يَاتِ‏ ا لل َّهِ‏ { وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

. {<br />

} :<br />

لِل ْ حَسَن ِ بْن ِ عَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا } دَعْ‏ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك ف َإ ِن َّ ا ل ْك َذِبَ‏ ر ِ يبَة ٌ وَ‏ الص ِّدْ‏ قَ‏ ط ُمَأ ْن ِينَة ٌ<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ امْرَ‏ أ ً أ َ صْل َ حَ‏ مِنْ‏ لِسَا ن ِهِ‏ ، وَ‏ أ َق ْصَرَ‏ مِنْ‏ عِنَا ن ِهِ‏ ، وَأ َ ل ْزَمَ‏ ط َر ِ يقَ‏<br />

ال ْ حَق ِّ مِق ْوَ‏ ل َهُ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يُعَو ِّدْ‏ ا ل ْ خَط َ ل َ مَف ْصِل َهُ‏<br />

وَرَوَى صَف ْوَ‏ ان ُ بْنُ‏ سُل َيْم ٍ ق َال َ<br />

قِي ل َ أ َف َيَك ُون ُ بَ‏ خِيل ًا ؟ ق َال َ<br />

قِي ل َ<br />

. {<br />

} :<br />

: نَعَمْ‏ .<br />

:<br />

:<br />

أ َف َيَك ُون ُ ك َذ َّابًا ؟ ق َال َ<br />

ل َا :<br />

قِي ل َ لِلن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

: أ َ يَك ُون ُا ل ْمُؤْمِنُ‏ جَبَا نًا ؟ ق َال َ : نَعَمْ‏ .<br />

وَق َال َ ابْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا فِي ق َوْله تَعَال َى وَل َا تَل ْب ِسُو ا ال ْ حَق َّ ب ِا ل ْبَاطِ‏ ل ِ { أ َيْ‏ ل َا تَ‏ خْلِط ُو ا الص ِّدْ‏ قَ‏ ب ِا ل ْك َذِب ِ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْك َذ َّ ابُ‏ لِص ٌّ ؛ لِأ َن َّ ا لل ِّص َّ يَسْر ِ قُ‏ مَال َك ، وَا ل ْك َذ َّابُ‏ يَسْر ِ قُ‏ عَق ْل َك<br />

.


وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْخَرَ‏ سُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْك َذِب ِ وَصِدْ‏ قُ‏ ا لل ِّسَانِ‏ أ َو َّل ُ الس َّعَادَةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

الص َّادِ‏ قُ‏ مُصَان ٌ خَلِي ل ٌ ، وَ‏ ال ْك َاذِبُ‏ مُهَان ٌذ َلِي ل ٌ .<br />

ل َا سَيْفَ‏ ك َال ْ حَق ِّ ، وَل َا عَوْن َ ك َا لص ِّدْ‏ ق ِ .<br />

وَمَا شَ‏ يْءٌ‏ إذ َا ف َك َّرْتَ‏ فِيهِ‏ ب ِأ َذ ْهَبَ‏ لِل ْمُرُوءَةِ‏ وَ‏ ال ْ جَمَال ِ مِنْ‏ ا ل ْك َذِب ِ ال َّذِي ل َا خَيْرَ‏ فِيهِ‏ وَ‏ أ َ بْعَدَ‏ ب ِا ل ْبَهَاءِ‏<br />

مِنْ‏ ا لر ِّجَال ِ وَا ل ْك َذِبُ‏ ج ِمَا عُ‏ ك ُ ل ِّ شَر ٍّ ، وَأ َ صْ‏ ل ُ ك ُ ل ِّ ذ َم ٍّ لِسُوءِ‏ عَوَ‏ اقِب ِهِ‏ ، وَخُبْثِ‏ نَتَائِ‏ ج ِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يُنْتِ‏ جُ‏ ا لن َّمِيمَة َ ، وَالن َّمِيمَة ُ<br />

تُنْتِ‏ جُ‏ ال ْبَغْضَاءَ‏ ، وَا ل ْبَغْضَاءُ‏ تُؤَو َّل ُ إل َى ا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ مَعَ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَةِأ َمْنٌ‏ وَل َا رَا حَة ٌ .<br />

: وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

مَنْ‏ ق َ ل َّ صِدْق ُهُ‏ ق َ ل َّ صَدِ‏ يق ُهُ‏ .<br />

وَ‏ الص ِّدْ‏ قُ‏ وَا ل ْك َذِبُ‏ يَدْخُل َانِ‏ ال ْأ َخْبَارَ‏ ا ل ْمَا ضِيَة َ ، ك َمَا أ َن َّ ا ل ْوَف َاءَ‏ وَال ْخُل ْفَ‏ يَدْخُل َانِ‏ ا ل ْمَوَ‏ اعِيدَا ل ْمُسْتَق ْبَل َة َ .<br />

ف َا لص ِّدْ‏ قُ‏ هُوَ‏ ال ْإ ِخْبَارُ‏ عَنْ‏ الش َّيْءِ‏ عَل َى مَا هُوَ‏ عَل َيْهِ‏ ، وَ‏ ا ل ْك َذِبُ‏ هُوَ‏ ال ْإ ِخْبَارُ‏ عَنْ‏ الش َّيْءِ‏ ب ِ خِل َافِ‏ مَا هُوَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

وَ‏ لِك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهَا دَوَ‏ ا ع ٍ .<br />

.<br />

ف َدَوَ‏ اعِي ا لص ِّدْ‏ ق ِ ل َاز ِمَة ٌ ، وَدَوَ‏ اعِي ا ل ْك َذِب ِ عَار ِ ضَة ٌ ؛ لِأ َن َّ الص ِّدْ‏ قَ‏ يَدْعُو إل َيْهِ‏ عَق ْ ل ٌ مُو ج ِبٌ‏ وَشَرْ‏ عٌ‏ مُؤَك َّ دٌ‏ ، ف َا ل ْك َذِبُ‏<br />

يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ال ْعَق ْل ُ وَيَصُد ُّ عَنْهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ جَازَ‏ أ َن ْ تَسْتَفِيضَ‏ ال ْأ َخْبَارُ‏ ا لص َّادِق َة ُ حَت َّى تَصِيرَ‏ مُتَوَ‏ اتِرَة ً ، وَل َمْ‏ يَجُزْ‏ أ َن ْ تَسْتَفِيضَ‏ ال ْأ َخْبَا رُا ل ْك َاذِ‏ بَة ُ ؛ لِأ َن َّ ا ت ِّف َا قَ‏<br />

ا لن َّا س ِ فِي ا لص ِّدْ‏ ق ِ وَ‏ ال ْك َذِب ِ إ ن َّمَا هُوَ‏ لِا ت ِّف َا ق ِ الد َّوَاعِي ، ف َدَوَ‏ اعِي ا لص ِّدْ‏ ق ِ يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يَت َّفِقَ‏ ال ْجَمْعُ‏ ا ل ْك َثِيرُ‏ عَل َيْهَا ، حَت َّى<br />

إذ َا تَل َق َّوْا خَبَرًا ، وَك َانُوا عَدَدًا يَنْتَفِي عَنْ‏ مِث ْلِه ِمْ‏ ا ل ْمُوَاط َأ َة ُ ، وَق َعَ‏ فِي الن َّف ْس ِ صِدْق ُهُ‏ ؛ لِأ َن َّ الد َّوَ‏ اعِيَ‏ إ ل َيْهِ‏ نَافِعَة ٌ ، وَات ِّف َاقُ‏<br />

ا لن َّا س ِ فِي الد َّوَاعِي ا لن َّافِعَةِمُمْ‏ كِنٌ‏ .<br />

وَل َا يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يَت َّفِقَ‏ ا ل ْعَدَدُ‏ ا ل ْك َثِيرُ‏ ، ال َّذِي ل َا يُمْكِنُ‏ مُوَ‏ اط َأ َة ُ مِث ْلِه ِمْ‏ ، عَل َى نَق ْ ل ِ خَبَر ٍ يَك ُون ُ ك َذِبًا ؛ لِأ َن َّ ا لد َّوَ‏ اعِيَ‏ إ ل َيْهِ‏ غ َيْرُ‏<br />

نَافِعَةٍ‏ ، وَرُب َّمَا ك َانَتْ‏ ضَار َّة ً .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي جَار ِي ا ل ْعَادَةِ‏ أ َن ْ يَت َّفِقَ‏ ال ْجَمْعُ‏ ا ل ْك َثِيرُ‏ عَل َى دَوَ‏ ا ع ٍ غ َيْر ِ نَافِعَةٍ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ جَازَ‏ ا ت ِّف َا قُ‏ الن َّا س ِ عَل َى ا لص ِّدْ‏ ق ِ ؛ لِ‏ جَوَاز ِ ا ت ِّف َا ق ِ دَوَ‏ اعِيه ِمْ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَجُزْ‏ أ َن ْ يَت َّفِق ُوا عَل َى ال ْك َذِب ِ لِامْتِنَا ع ِ ا ت ِّف َا ق ِ<br />

. دَوَ‏ اعِيه ِمْ‏<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ لِلص ِّدْ‏ ق ِ وَا ل ْك َذِب ِ دَوَ‏ ا ع ٍ ف َل َا بُ‏ د َّ مِنْ‏ ذِك ْر ِ مَا سَنَ‏ حَ‏ ب ِهِ‏ ال ْ خَاطِرُ‏ مِنْ‏ دَوَاعِيه ِمَا .<br />

أ َم َّا دَوَ‏ اعِي الص ِّدْ‏ ق ِ ف َمِنْهَا : ال ْعَق ْل ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ مُو ج ِبٌ‏ لِق ُبْ‏ ح ِ ال ْك َذِب ِ ، ل َا سِي َّمَا إذ َا ل َمْ‏ يَجْلِبْ‏ نَف ْعًا وَ‏ ل َمْ‏ يَدْف َعْ‏ ضَرَرًا .<br />

وَال ْعَق ْل ُ يَدْعُو إل َى فِعْ‏ ل ِ مَا ك َان َ مُسْتَحْسَنًا ، وَ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْ‏ إ تْيَانِ‏ مَا ك َان َ<br />

مُسْتَق ْبَحًا .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ مَاا ُسْتُ‏ حْسِنَ‏ مِنْ‏ مُبَا ل َغَاتِ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ، حَت َّى صَارَ‏ ك َذِبًا صُرَاحًا ، اسْتِحْسَانًا لِل ْك َذِب ِ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ ك َا َل َّذِي أ َنَشَدَ‏ ن ِيهِ‏<br />

ا ل ْأ َزْدِي ُّ لِبَعْض ِ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

تَوَه َّمَهُ‏ فِك ْر ِي ف َأ َ صْبَ‏ حَ‏ خَد ُّهُ‏ وَفِيهِ‏ مَك َان ُا ل ْوَهْم ِ مِنْ‏ فِك ْرَتِي أ َ ث َرُ‏ وَ‏ صَاف َ حَهُ‏ ك َف ِّي ف َآ ل َمَ‏ ك َف َّهُ‏ ف َمِنْ‏<br />

ل َمْس ِ ك َفِي فِي أ َ نَامِلِهِ‏ عَق ْرُ‏ وَمَر َّ ب ِق َل ْب ِي خَاطِرًا ف َ جَرَحْتُهُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ أ َرَ‏ شَيْئ ًا ق َط ُّ يَجْرَحُهُ‏ ال ْفِك ْرُ‏ وَك َق َوْل ِ ا ل ْعَب َّا س ِ بْن ِا ل ْأ َحْنَفِ‏ وَ‏ إ ِن ْ<br />

ك َان َ دُون َ هَذِهِ‏ ا ل ْمُبَا ل َغَةِ‏ تَق ُول ُ وَق َدْ‏ ك َتَبْتُ‏ دَقِيقَ‏ خَط ِّي إل َيْهَا : لِمَ‏ تَ‏ جَن َّبْتَ‏ ال ْ جَلِيل َا ف َق ُل ْت ل َهَا : نَ‏ حِل ْتُ‏ ف َصَارَ‏ خَط ِّي<br />

مُسَاعَدَة ً لِك َا تِب ِهِ‏ نَ‏ حِيل َا لِأ َ ن َّهُ‏ خَرَجَ‏ مُخْرَجَ‏ ا ل ْمُبَا ل َغَةِ‏ فِي الت َّشْب ِيهِ‏ وَ‏ ا لِاق ْتِدَار ِ عَل َى صَنْعَةِ‏ ا لش َّ عْر ِ ، وَ‏ أ َن َّ شَوَ‏ اهِدَ‏ ال ْ حَال ِ تُ‏ خْر ِجُهُ‏<br />

عَنْ‏ تَل ْب ِيس ِ ال ْك َذِب ِ<br />

وَمِنْهَا<br />

، وَك َذ َلِكَ‏ مَاا ُسْتُ‏ حْسِنَ‏ فِي الص َّنْعَةِ‏ وَل َمْ‏ يُسْتَق ْبَحْ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْك َذِبُ‏ مُسْتَق ْبَحًا فِيهِ‏ .<br />

: الد ِّ ينُا ل ْوَار ِدُ‏ ب ِا ت ِّبَا ع ِ ا لص ِّدْ‏ ق ِ وَحَظ ْر ِ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِأ َن َّ ا لش َّرْ‏ عَ‏ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يَر ِدَ‏ ب ِإ ِرْخَاص ِ مَا حَظ َرَهُ‏ ال ْعَق ْل ُ ، بَل ْ ق َدْ‏


.<br />

جَاءَ‏ الش َّرْ‏ عُ‏ زَائِدًا عَل َى مَا اق ْتَضَاهُ‏ ال ْعَق ْل ُ مِنْ‏ حَظ ْر ِ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِأ َن َّ الش َّرْ‏ عَ‏ وَرَدَ‏ ب ِ حَظ ْر ِ ال ْك َذِب ِ وَإ ِن ْ جَر َّ نَف ْعًا أ َوْ‏ دَف َعَ‏<br />

ضَرَرًا .<br />

وَال ْعَق ْل ُ إن َّمَا حَظ ْرَ‏ مَا ل َا يَ‏ جْلِبُ‏ نَف ْعًا وَل َا يَدْف َعُ‏ ضَرَرًا .<br />

وَمِنْهَا : ا ل ْمُرُوءَة ُ ف َإ ِن َّهَا مَا ن ِعَة ٌ مِنْ‏ ا ل ْك َذِب ِ بَاعِث َة ٌ عَل َى ا لص ِّدْ‏ ق ِ ؛ لِأ َن َّهَا ق َدْ‏ تَمْنَعُ‏ مَنْ‏ ف َعَ‏ ل َ مَا ك َان َ مُسْتَك ْرَهًا ، ف َأ َوْل َى مَنْ‏<br />

ف َعَ‏ ل َ مَا ك َان َ مُسْتَق ْبَحًا .<br />

وَمِنْهَا : حُب ُّ ا لث َّنَاءِ‏ وَالِ‏ اشْتِهَار ِ ب ِا لص ِّدْ‏ ق ِ حَت َّى ل َا يُرَد َّ عَل َيْهِ‏ ق َوْ‏ ل ٌ وَل َا يَل ْ حَق ُهُ‏ نَدَ‏ ‏ٌم .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

: لِيَك ُنْ‏ مَرْج ِعُك إل َى ال ْ حَق ِّ وَمَنْزَعُكَ‏ إل َى الص ِّدْ‏ ق ِ ، ف َال ْ حَق ُّ أ َق ْوَى مُعِين ٍ ، وَ‏ الص ِّدْ‏ قُ‏ أ َف ْضَ‏ ل ُ ق َر ِ ين ٍ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : عَو ِّدْ‏ لِسَانَك ق َوْل َ الص ِّدْ‏ ق ِ تَ‏ حْظ َ ب ِهِ‏ إن َّ ا لل ِّسَان َ لِمَا عَو َّدْتَ‏ مُعْتَادُ‏ مُوَك َّل ٌ<br />

ب ِتَق َا ضِي مَا سَنَنْتَ‏ ل َهُ‏ فِيال ْ خَيْر ِ وَا لش َّر ِّ ف َانْظ ُرْ‏ ك َيْفَ‏ تَرْ‏ تَادُ‏ .<br />

وَأ َم َّا دَوَ‏ اعِي ال ْك َذِب ِ ف َمِنْهَا<br />

: اجْتِل َابُ‏ الن َّف ْع ِ وَاسْتِدْف َا عُ‏ الض ُّر ِّ ، ف َيَرَى أ َن َّ ا ل ْك َذِبَ‏ أ َسْل َمُ‏ وَ‏ أ َغ ْنَمُ‏ ف َيُرَخ ِّصُ‏ لِنَف ْسِهِ‏ فِيهِ‏<br />

اغ ْتِرَارً‏ ا ب ِال ْ خُدَ‏ ع ِ ، وَاسْتِشْف َاف ًا لِلط َّمَع ِ .<br />

وَرُب َّمَا ك َان َ ا ل ْك َذِبُ‏ أ َ بْعَدَ‏ لِمَا يُؤَم ِّ ل ُ وَ‏ أ َق ْرَبَ‏ لِمَا يَ‏ خَافُ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْق َب ِي حَ‏ ل َا يَك ُون ُ حَسَنًا وَ‏ الش َّر َّ ل َا يَصِيرُ‏ خَيْرًا .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يُجْنَى مِنْ‏ الش َّوْكِ‏ ا ل ْعِنَبُ‏ وَل َا مِنْ‏ ا ل ْك َرْم ِ ال ْ حَنْظ َ ل ُ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } تَحَر َّوْا الص ِّدْ‏ قَ‏ وَ‏ إ ِن ْ رَأ َيْتُمْ‏ أ َن َّ فِيهِ‏ ا ل ْهَل َك َة َ ف َإ ِن َّ فِيهِ‏ الن َّجَاة َ ،<br />

وَ‏ تَجَن َّبُو ا ا ل ْك َذِبَ‏ وَ‏ إ ِن ْ رَأ َيْتُمْ‏ أ َن َّ فِيهِ‏ الن َّ جَاة َ ف َإ ِن َّ فِيهِ‏ ا ل ْهَل َك َة َ { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

: ل َأ َن ْ يَضَعَن ِي الص ِّدْ‏ قُ‏ وَق َل َّمَا يَف ْعَ‏ ل ُ ، أ َحَب ُّ إ ل َ ي َّ مِنْ‏ أ َن ْ يَرْف َعَن ِي ا ل ْك َذِبُ‏ وَق َل َّمَا<br />

يَف ْعَ‏ ل ُ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا لص ِّدْ‏ قُ‏ مُنْج ِيك وَ‏ إ ِن ْ خِف ْته ، وَ‏ ال ْك َذِبُ‏ مُرْدِيك وَ‏ إ ِن ْ أ َمِنْته .<br />

وَق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ<br />

:<br />

: الص ِّدْ‏ قُ‏ وَا ل ْوَف َاءُ‏ تَوْ‏ أ َمَانِ‏ ، وَ‏ الص َّبْرُ‏ وَال ْحِل ْمُ‏ تَوْ‏ أ َمَانِ‏ فِيه ِن َّ تَمَامُ‏ ك ُ ل ِّ دِ‏ ين ٍ ، وَ‏ صَل َاحُ‏ ك ُ ل ِّ دُنْيَا ،<br />

وَ‏ أ َضْدَادُهُن َّ سَبَبُ‏ ك ُ ل ِّ ف ُرْق َةٍ‏ وَأ َ صْ‏ ل ُ ك ُ ل ِّ ف َسَادٍ‏ .<br />

وَمِنْهَا أ َن ْ يُؤْ‏ ثِرَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ حَدِ‏ يث ُهُ‏ مُسْتَعْذ َبًا وَك َل َامُهُ‏ مُسْتَظ ْرَف ًا ، ف َل َا يَج ِدُ‏ صِدْق ًا يُعْذ َبُ‏ وَل َا حَدِ‏ يث ًايُسْتَظ ْرَفُ‏ ، ف َيَسْتَحْلِي<br />

ال ْك َذِبَ‏ ال َّذِي ل َيْسَتْ‏ غ َرَا ئِبُهُ‏ مَعُوزَة ً ، وَل َا ظ َرَ‏ ا ئِف ُهُ‏ مُعْ‏ ج ِزَة ً .<br />

وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ أ َسْوَ‏ أ ُ حَال ًا مِم َّا ق َبْ‏ ل ُ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَصْدُ‏ رُ‏ عَنْ‏ مَهَا نَةِ‏ الن َّف ْس ِ وَدَ‏ نَاءَةِ‏ ال ْه ِم َّةِ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />

وَمِنْهَا<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ل َمْ‏ يَك ْذِبْ‏ أ َحَدٌ‏ ق َط ُّ إل َّا لِصِغَر ِ ق َدْر ِ نَف ْسِهِ‏ عِنْدَهُ‏ .<br />

ل َا تَتَهَاوَن ْ ب ِإ ِرْسَال ِا ل ْكِذ ْ بَةِ‏ مِنْ‏ ال ْهَزْل ِ ف َإ ِن َّهَا تُسْر ِ عُ‏ إل َى إ بْط َال ِ ال ْ حَق ِّ .<br />

أ َن ْ يَق ْصِدَ‏ ب ِال ْك َذِب ِ ا لت َّشَف ِّيَ‏ مِنْ‏ عَدُو ِّهِ‏ ف َيُسَم ِّهِ‏ ب ِق َبَائِ‏ حَ‏ يَخْتَر ِعُهَا عَل َيْهِ‏ ، وَ‏ يَصِف ُهُ‏ ب ِف َضَائِ‏ حَ‏ يَنْسُبُهَا إل َيْهِ‏<br />

وَيَرَى أ َن َّ مَعَر َّة َ ال ْك َذِب ِغ ُنْمٌ‏<br />

وَ‏ أ َن َّ إرْسَال َهَا فِيا ل ْعَ‏ دُو ِّسَهْ‏ مٌ‏ وَسُ‏ م ٌّ .<br />

وَهَذ َا أ َسْوَ‏ أ ُ حَال ًا مِنْا لن َّوْعَيْن ِ ا ل ْأ َو َّ لِينَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ جَمَعَ‏ بَيْنَ‏ ا ل ْك َذِب ِ ا ل ْمُعِر ِّ وَا لش َّر ِّ ا ل ْمُضِر ِّ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ وَرَدَ‏ الش َّرْ‏ عُ‏ ب ِرَد ِّ شَهَادَةِ‏ ا ل ْعَ‏ دُو ِّ عَل َى عَدُو ِّهِ‏ .<br />

.


:<br />

وَمِنْهَا : أ َن ْ تَك ُون َ دَوَ‏ اعِي ال ْك َذِب ِ ق َدْ‏ تَرَ‏ ادَف َتْ‏ عَل َيْهِ‏ حَت َّى أ َلِف َهَا ، ف َصَارَ‏ ا ل ْك َذِبُ‏ ل َهُ‏ عَادَة ً ، وَ‏ نَف ْسُهُ‏ إ ل َيْهِمُنْق َادَة ٌ ، حَت َّى<br />

ل َوْ‏ رَ‏ امَ‏ مُجَا نَبَة َ ال ْك َذِب ِ عَسِرَ‏ عَل َيْهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَادَة َ ط َبْعٌ‏ ث َانٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ مَنْ‏ اسْتَحْل َى رَ‏ ضَا عَ‏ ال ْك َذِب ِ عَسِرَ‏ فِط َامُهُ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

ل َا يَل ْزَمُ‏ ا ل ْك َذ َّابَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ إل َّا غ َل َبَ‏ عَل َيْهِ‏<br />

.<br />

.<br />

:<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْك َذ َّاب ِ ق َبْ‏ ل َ خِبْرَ‏ تِهِ‏ أ َمَارَ‏ اتٍ‏ دَال َّة ً عَل َيْهِ‏<br />

ف َمِنْهَا أ َن َّك إذ َا ل َق َّنْتَهُ‏ ا ل ْحَدِيث َ تَل َق َّنَهُ‏ وَل َمْ‏ يَك ُنْ‏ بَيْنَ‏ مَا ل َق َّنْته وَ‏ بَيْنَ‏ مَا أ َوْرَدَهُ‏ ف َرْ‏ قٌ‏ عِنْدَهُ‏ .<br />

وَمِنْهَا<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

:<br />

أ َن َّك إذ َا شَك َّك ْتَهُ‏ فِيهِ‏ تَشَك َّكَ‏ حَت َّى يَك َادَ‏ يَرْج ِعُ‏ فِيهِ‏ ، وَ‏ ل َوْل َاك مَا تَ‏ خَال َ جَهُ‏ ا لش َّك ُّ فِيهِ‏ .<br />

أ َن َّك إذ َا رَدَدْت عَل َيْهِ‏ ق َوْ‏ ل َهُ‏ حُصِرَ‏ وَ‏ ارْ‏ تَبَكَ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ عِنْدَهُ‏ نُصْرَة ُ ا ل ْمُ‏ حْتَ‏ ج ِّينَ‏ ، وَل َا بُرْهَان ُ الص َّادِقِينَ‏ .<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ : ال ْك َذ َّ ابُ‏ ك َا لس َّرَاب ِ<br />

وَمِنْهَا مَا يَظ ْهَرُ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ر ِ يبَةِا ل ْك َذ َّا ب ِينَ‏ وَ‏ يَنُم ُّ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ذِ‏ ل َّةِ‏ ا ل ْمُتَوَه ِّمِينَ‏ ؛ لِأ َن َّ هَذِهِ‏ أ ُمُو رٌ‏ ل َا يُمْكِنُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ دَف ْعَهَا عَنْ‏<br />

نَف ْسِهِ‏ ؛ لِمَا فِي ا لط َّبْع ِ مِنْ‏ آث َار ِهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َتْ‏ ال ْ حُك َمَاءُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

: ال ْعَيْنَانِ‏ أ َنَم ُّ مِنْ‏ ا لل ِّسَانِ‏ .<br />

: ا ل ْوُجُوهُ‏ مَرَايَا تُر ِيك أ َسْرَارَ‏ ال ْبَرَايَا .<br />

تُر ِ يكَ‏ أ َعْيُنُهُمْ‏ مَا فِي صُدُور ِهِمْ‏ إن َّ ا ل ْعُيُون َ يُؤَد ِّي سِر َّهَا ا لن َّظ َرُ‏ وَإ ِذ َا ا ت َّسَمَ‏ ب ِا ل ْك َذِب ِ نُسِبَتْ‏ إل َيْهِ‏<br />

شَوَار ِدُ‏ ا ل ْك َذِب ِا ل ْمَجْهُو ل َة ُ ، وَأ ُضِيف َتْ‏ إل َى أ َك َاذِ‏ يب ِهِ‏ ز ِ يَادَ‏ اتٌ‏ مُف ْتَعَل َة ٌ حَت َّى يَصِيرَ‏ ال ْك َاذِبُ‏ مَك ْذ ُوبًا عَل َيْهِ‏ ، ف َيَ‏ جْمَعُ‏ بَيْنَ‏<br />

مَعَر َّةِ‏ ال ْك َذِب ِ مِنْهُ‏<br />

وَمَضَر َّةِ‏ ا ل ْك َذِب ِ عَل َيْهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : حَسْبُ‏ ال ْك َذ ُوب ِ مِنْ‏ ا ل ْبَلِي َّةِ‏ بَعْضُ‏ مَا يُحْك َى عَل َيْهِ‏ ف َإ ِذ َا سَمِعْت ب ِكِذ ْ بَةٍ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ نُسِبَتْ‏ إل َيْهِ‏ ث ُ م َّ إ ن َّهُ‏<br />

إن ْ تَحَر َّى ا لص ِّدْ‏ قَ‏ ا ُ ت ُّه ِمَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ جَا نَبَ‏ ال ْك َذِبَ‏ ك ُذ ِّبَ‏ ، حَت َّى ل َا يُعْتَق َدُ‏ ل َهُ‏ حَدِ‏ يث ٌ يُصَد َّ قُ‏ ، وَل َا ك َذِ‏ بٌ‏ مُسْتَنْك َ ‏ٌر .<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

إذ َا عُر ِفَ‏ ال ْك َذ َّابُ‏ ب ِال ْك َذِب ِ ل َمْ‏ يَك َدْ‏ يُصَد َّ قُ‏ فِي شَيْءٍ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ صَادِق َا وَمِنْ‏ آف َةِ‏ ا ل ْك َذ َّاب ِ ن ِسْيَان ُ<br />

كِذ ْ ب ِهِ‏ وَ‏ تَل ْق َاهُ‏ ذ َا حِف ْظٍ‏ إذ َا ك َان َ صَادِق َا وَق َدْ‏ وَرَدَتْ‏ ا لس ُّن َّة ُ ب ِإ ِرْخَاص ِ ا ل ْك َذِب ِ فِيال ْ حَرْب ِ وَ‏ إ ِ صْل َاح ِ ذ َاتِ‏ ال ْبَيْن ِ عَل َى وَجْهِ‏<br />

ا لت َّوْر ِ يَةِ‏ ، وَا لت َّأ ْو ِ ي ل ِ دُون َ ا لت َّصْر ِ ي ح ِ ب ِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ ا لس ُّن َّة َ ل َا يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ تَر ِدَ‏ ب ِإ ِ بَاحَةِ‏ ا ل ْك َذِب ِ ؛ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ ا لت َّنْفِير ِ ، وَإ ِن َّمَا ذ َ لِكَ‏ عَل َى ط َر ِ يق ِ ا لت َّوْر ِ يَةِ‏ وَالت َّعْر ِيض ِ ، ك َمَا<br />

سُئِ‏ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَق َدْ‏ تَط َر َّفَ‏ ب ِر ِدَ‏ اءٍ‏ وَ‏ ا نْف َرَدَ‏ عَنْ‏ أ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏ ، ف َق َال َ ل َهُ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ<br />

}<br />

: مِم َّنْ‏ أ َ نْتَ‏ ؟ ق َال َ :<br />

{<br />

مِنْ‏ مَاءٍ‏ ، ف َوَر َّى عَنْ‏ ا ل ْإ ِخْبَار ِ ب ِنَسَب ِهِ‏ ب ِأ َمْر ٍ يَحْتَمِ‏ ل ُ .<br />

ف َظ َن َّ ا لس َّائِ‏ ل ُ أ َ ن َّهُ‏ عَنَى ا ل ْق َب ِيل َة َا ل ْمَنْسُو بَة َ إل َى ذ َلِكَ‏ ، وَإ ِن َّمَا أ َرَ‏ ادَ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَاءِ‏ ال َّذِي<br />

يُ‏ خْل َقُ‏ مِنْهُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ ، ف َبَل َغ َ مَا أ َحَب َّ مِنْ‏ إخْف َاءِ‏ نَف ْسِهِ‏ وَ‏ صَدَ‏ قَ‏ فِي خَبَر ِهِ‏ .<br />

وَك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي بَك ْر ٍ ا لص ِّد ِّ يق ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ك َان َ يَسِيرُ‏ خَل ْفَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ حِينَ‏<br />

هَاجَرَ‏ مَعَهُ‏ ف َتَل ْق َاهُ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ وَهُمْ‏ يَعْر ِف ُون َ أ َبَا بَك ْر ٍ وَل َا يَعْر ِف ُون َ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َيَق ُو ل ُون َ يَا أ َ بَا بَك ْر ٍ مَنْ‏<br />

هَذ َا ؟ ف َيَق ُول ُ<br />

:<br />

:<br />

هَادٍ‏ يَهْدِين ِي ا لس َّب ِي ل َ ف َيَظ ُن ُّون َ أ َ ن َّهُ‏ يَعْن ِي هِدَ‏ ا يَة َ ا لط َّر ِ يق ِ ، وَهُوَ‏ إن َّمَا يُر ِ يدُ‏ هِدَ‏ ا يَة َ سَب ِي ل ِ ال ْ خَ‏ يْر ِ ، ف َيَصْدُ‏ قُ‏ فِي<br />

ق َوْ‏ لِهِ‏ وَيُوَر ِّي عَنْ‏ مُرَ‏ ادِهِ‏<br />

.<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ


: } إن َّ فِي ا ل ْمَعَار ِيض ِ ل َمَنْدُوحَة ً عَنْ‏ ال ْك َذِب ِ { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ الت َّأ ْو ِ ي ل ِ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

أ َ ن َّهُ‏ ل َمْ‏ يَنْسَ‏ وَ‏ ل َكِن َّهُ‏ مَعَار ِ يضُ‏ ا ل ْك َل َام ِ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ سِير ِ ينَ‏<br />

:<br />

}<br />

إن َّ فِي ا ل ْمَعَار ِ يض ِ مَا يَك ْفِي أ َن ْ يَعِف َّ الر َّجُ‏ ل َ عَنْ‏ ا ل ْك َذِب ِ .<br />

ل َا تُؤَاخِذ ْن ِي ب ِمَا نَسِيتُ‏<br />

: ال ْك َل َامُ‏ أ َوْسَعُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ يُصَر َّحَ‏ فِيهِ‏ ب ِال ْك َذِب ِ .<br />

. {<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ مِنْ‏ ا لص ِّدْ‏ ق ِ مَا يَق ُومُ‏ مَق َامَ‏ ا ل ْك َذِب ِ فِي ال ْق ُبْح ِ وَا ل ْمَعَر َّةِ‏ وَيَز ِيدُ‏ عَل َيْهِ‏ فِي ال ْأ َذ َى وَ‏ ا ل ْمَضَر َّةِ‏ ، وَهِيَ‏ ال ْغِيبَة ُ<br />

وَالن َّمِيمَة ُ وَا لس ِّعَا يَة ُ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْغِيبَة ُ ف َإ ِن َّهَاخِيَانَة ٌ وَهَتْكُ‏ سِتْر ٍ يَحْدُ‏ ث َانِ‏ عَنْ‏ حَسَدٍ‏ وَغ َدْر ٍ .<br />

} :<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَل َا يَغْتَبْ‏ بَعْضُك ُمْ‏ بَعْضًا أ َيُ‏ حِب ُّ أ َحَدُك ُمْ‏ أ َن ْ يَأ ْك ُ ل َ ل َحْمَ‏ أ َخِيهِ‏ مَيْتًا<br />

يَعْن ِي أ َ ن َّهُ‏ ك َمَا ل َا يَحِ‏ ل ُّ ل َ حْمُهُ‏ مَي ِّتًا ل َا تَحِ‏ ل ُّ غِيبَتُهُ‏ حَيا .<br />

وَرُو ِيَ‏<br />

. {<br />

}<br />

أ َن َّ امْرَأ َ تَيْن ِ صَامَتَا عَل َى عَهْدِ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَجَعَل َتَا تَغْتَا بَانِ‏ ا لن َّا سَ‏ ف َأ ُخْب ِرَ‏ ب ِذ َلِكَ‏ ا لن َّب ِي ُّ<br />

. {<br />

:<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ : صَامَتَا عَم َّا أ ُحِ‏ ل َّ ل َهُمَا ، وَأ َف ْط َرَتَا عَل َى مَا حُر ِّمَ‏ عَل َيْه ِمَا<br />

وَرَوَتْ‏ أ َسْمَاءُ‏ ب ِنْتُ‏ يَز ِيدَ‏ ق َال َتْ‏ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَنْ‏ ذ َب َّ عَنْ‏ ل َحْم ِ أ َخِيهِ‏ ب ِظ َهْر ِ ا ل ْغَيْب ِ ك َان َ<br />

حَقًّا عَل َى ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ أ َن ْ يُ‏ حَر ِّمَ‏ ل َ حْمَهُ‏ عَل َى ا لن َّار ِ<br />

وَق َال َ عَدِي ُّ بْنُ‏ حَا تِم ٍ : ال ْغِيبَة ُ رَعْيُ‏ الل ِّئ َام ِ .<br />

وَك َان َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى ، يَق ُول ُ<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِا بْن ِ سِير ِ ينَ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏<br />

} :<br />

. {<br />

: ال ْغِيبَة ُ ف َاكِهَة ُ ا لن ِّسَاءِ‏ .<br />

: إن ِّي اغ ْتَبْتُك ف َاجْعَل ْن ِي فِي حِ‏ ل ٍّ .<br />

ف َق َال َ مَا أ ُحِب ُّ أ َن ْ أ َحِ‏ ل َّ ل َك مَا حَر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َيْك .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لس َّم َّاكِ‏ : ل َا تُعِنْ‏ الن َّا سَ‏ عَل َى عَيْب ِك ب ِسُوءِ‏ غ َيْب ِك .<br />

: وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

ل َا تَل ْتَمِسْ‏ مِنْ‏ مَسَاو ِي ا لن َّا س ِ مَا سَتَرُو ا ف َيَهْتِكَ‏ ا لل َّهُ‏ سِتْرًا مِنْ‏ مَسَاو ِيك َا وَاذ ْك ُرْ‏ مَ‏ حَاسِنَ‏ مَا فِيه ِمْ‏ إذ َا<br />

ذ ُكِرُوا وَل َا تَعِبْ‏ أ َحَدًا مِنْهُمْ‏ ب ِمَا فِيك َا وَرُب َّمَا عَذ َرَا ل ْمُغْتَابُ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِأ َ ن َّهُ‏ يَق ُول ُ حَقًّا وَ‏ يُعْلِنُ‏ فِسْق ًا<br />

وَ‏ يَسْتَشْه ِدُ‏ ب ِمَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ال ْ خَمْر ِ وَا ل ْمُعْلِنُ‏ ب ِفِسْقِهِ‏<br />

.<br />

:<br />

. {<br />

ف َيَبْعُدُ‏ مِنْ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ وَ‏ يُجَا ن ِبُ‏ ا ل ْأ َدَبَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

} ث َل َاث َة ٌ ل َيْسَتْ‏ غِيبَتُهُمْ‏ ب ِغِيبَةٍ‏ ال ْإ ِمَامُ‏ ال ْ جَا ئِرُ‏ وَشَار ِبُ‏<br />

ب ِا ل ْغِيبَةِ‏ صَادِق ًا ف َق َدْ‏ هَتَكَ‏ سِتْرًا ك َان َ ب ِصَوْ‏ ن ِهِ‏ أ َوْل َى وَجَاهَرَ‏ مَنْ‏ أ َسَر َّ وَ‏ أ َخْف َى .<br />

وَرُب َّمَا دَعَاا ل ْمُغْتَابَ‏ ذ َ لِكَ‏ إل َى إظ ْهَار ِ مَا ك َان َ يَسْتُرُهُ‏ ، وَا ل ْمُجَاهَرَةِ‏ ب ِمَا ك َان َ يُضْمِرُهُ‏ ، ف َل َمْ‏ يَفِدْ‏ ذ َلِكَ‏ إل َّا ف َسَادَ‏ أ َخْل َاقِهِ‏<br />

مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهِ‏ صَل َا حٌ‏ لِغَيْر ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ‏ ان<br />

فِيهِ‏ خَيْرًا .<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

مَا ال َّذِي ل َا خَيْرَ‏ فِيهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

ل َا تُبْدِ‏ مِنْ‏ ا ل ْعُيُوب ِ مَا سَتَرَهُ‏ عَل َّامُ‏ ا ل ْغُيُوب ِ .<br />

:<br />

:<br />

مَا ضَر َّن ِي وَل َمْ‏ يَنْف َعْ‏ غ َيْر ِي ، أ َوْ‏ ضَر َّ غ َيْر ِي وَل َمْ‏ يَنْف َعْن ِي ، ف َل َا أ َعْل َمُ‏<br />

وَق َدْ‏ رَوَى ال ْعَل َاءُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ ، عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ ، عَنْ‏ أ َب ِي هُرَيْرَة َ ق َال َ } سُئِ‏ ل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَنْ‏<br />

ا ل ْغِيبَةِ‏ ف َق َال َ هِيَ‏ أ َن ْ تَق ُول َ لِأ َخِيك مَا فِيهِ‏ ف َإ ِن ْ ك ُنْتَ‏ صَادِق ًا ف َق َدْ‏ اغ ْتَبْتَهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك ُنْتَ‏ ك َاذِبًا ف َق َدْ‏ بَهَتَهُ‏ { .


وَق َال َ عَبْدُ‏ الر َّحْمَن ِ بْنُ‏ زَيْدٍ‏ فِي ق َوْله تَعَا ل َى : } يَا أ َي ُّهَا ال َّذِينَ‏ آمَنُوا ل َا يَسْخَرْ‏ ق َوْمٌ‏ مِنْ‏ ق َوْم ٍ عَسَى أ َن ْ يَك ُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ‏<br />

{ إ ن َّهُ‏ اسْتِهْزَاءُا ل ْمُسْلِم ِ ب ِمَنْ‏ أ َعْل َنَ‏ ب ِفِسْقِهِ‏ .<br />

} وَدَخَل َتْ‏ امْرَ‏ أ َة ٌ عَل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مُسْتَف ْتِيَة ً ف َل َم َّا خَرَجَتْ‏ ق َال َتْ‏ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا : يَا رَسُول َ<br />

ا لل َّهِ‏ مَا أ َق ْصَرَهَا .<br />

ف َق َال َ<br />

ف َق َال َتْ‏<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مَهْل ًا إ ي َّاكِ‏ وَ‏ ا ل ْغِيبَة َ .<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن َّمَا ق ُل ْت مَا فِيهَا .<br />

: أ َجَ‏ ل ْ وَل َوْل َا ذ َلِكَ‏ ل َك َان َ بُهْتَانًا { .<br />

وَسُئِ‏ ل َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ عَنْ‏ صِف َةِ‏ ا لل َّئِيم ِ ، ف َق َال َ<br />

: الل َّئِيمُ‏ إذ َا غ َابَ‏ عَابَ‏ ، وَإ ِذ َا حَضَرَ‏ اغ ْتَابَ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْ خَبَرُ‏ ف َمَحْمُول ٌ عَل َى ال ْإ ِنْك َار ِ لِأ َف ْعَال ِ هَؤُ‏ ل َاءِ‏ وَل َا يَك ُون ُا ل ْإ ِنْك َا رُ‏ غِيبَة ً ؛ لِأ َ ن َّهُنَهْ‏ يٌ‏ عَنْ‏ مُنْك َر ٍ ، وَف َرْ‏ قٌ‏ بَيْنَ‏ إ نْك َار ِ<br />

ا ل ْمُ‏ جَاهِر ِ وَغِيبَةِ‏ ا ل ْمُسَا تَر ِ .<br />

: وَأ َم َّا الن َّمِيمَة ُ<br />

ف َه ِيَ‏ أ َن ْ تَ‏ جْمَعَ‏ إل َى مَذ َم َّةِ‏ ا ل ْغِيبَةِ‏ رَدَ‏ اءَة ً وَشَرا ، وَ‏ تَضُ‏ م َّ إل َى ل ُؤْمِهَا دَ‏ نَاءَة ً وَغ َدْرًا .<br />

ث ُ م َّ تُؤَو َّل ُ إل َى تَق َاط ُع ِ ا ل ْمُتَوَا صِلِينَ‏ ، وَ‏ تَبَاغ ُض ِ<br />

ا ل ْمُتَ‏ حَا ب ِّينَ‏ .<br />

وَرَوَى شَهْرُ‏ بْنُ‏ حَوْشَب ٍ عَنْ‏ أ َسْمَاءَ‏ ب ِنْتِ‏ يَز ِ يدَ‏ عَنْ‏ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ق َال ُوا<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏<br />

.<br />

مِنْ‏ شِرَار ِك ُمْ‏ ا ل ْمَش َّاءُون َ ب ِا لن َّمِيمَةِ‏ ، ا ل ْمُف ْسِدُون َ بَيْنَ‏ ا ل ْأ َحِب َّةِ‏ ا ل ْبَاغ ُون َ ا ل ْعُيُوبَ‏ { .<br />

وَرَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَمْر ٍو ، عَنْ‏ أ َب ِي سَل َمَة َ ، عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ ق َال َ<br />

:<br />

} أ َ ل َا أ ُخْب ِرُك ُمْ‏ ب ِشِرَار ِك ُمْ‏ ؟<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

.<br />

‏{مَل ْعُون ٌ<br />

ذ ُوا ل ْوَجْهَيْن ِ ‏،مَل ْعُون ٌ ذ ُو ا لل ِّسَا نَيْن ِمَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ شَف َّار ٍ ‏،مَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ ق َت َّاتٍ‏ ‏،مَل ْعُون ٌ ك ُ ل ُّ مَن َّانٍ‏ { .<br />

ا لش َّف َّا رُ‏ ا ل ْمُحَر ِّ شُ‏ بَيْنَ‏ الن َّا س ِ يُل ْقِي بَيْنَهُمْ‏ ا ل ْعَدَ‏ اوَة َ ، وَال ْق َت َّاتُ‏ ا لن َّم َّامُ‏ وَقِي ل َ ا لن َّم َّامُ‏ ال َّذِي يَك ُون ُ مَعَا ل ْق َوْم ِ يَتَحَد َّ ث ُون َ ف َيَنُم ُّ<br />

حَدِيث َهُمْ‏ ، وَال ْق َت َّاتُ‏ هُوَ‏ ال َّذِي يَسْتَمِعُ‏ عَل َيْه ِمْ‏ وَهُمْ‏ ل َا يَعْل َمُون َ ف َيَنُم ُّ حَدِيث َهُمْ‏ ، وَال ْمَن َّان ُ هُوَ‏ ال َّذِي يَصْنَعُ‏ ال ْ خَيْرَ‏ وَ‏ يَمُن ُّ ب ِهِ‏<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

الن َّمِيمَة ُ سَيْفٌق َاتِ‏ ل ٌ .<br />

ل َمْ‏ يَمْش ِ مَا ش ٍ شَر ٌّ مِنْ‏ وَا ش ٍ .<br />

ف َأ َم َّا ا لس ِّعَا يَة ُ ف َه ِيَ‏ شَر ُّ الث َّل َا ث َةِ‏ ؛ لِأ َن َّهَا تَ‏ جْمَعُ‏ إل َى مَذ َم َّةِ‏ ا ل ْغِيبَةِ‏ وَ‏ ل ُؤْم ِ ا لن َّمِيمَةِ‏ ، الت َّغْر ِيرَ‏ ب ِالن ُّف ُو س ِ وَال ْأ َمْوَال ِ ، وَ‏ ا ل ْق َدَحَ‏ فِي<br />

ا ل ْمَنَاز ِل ِوَا ل ْأ َحْوَال ِ .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ أ َن َّ الن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ : } ال ْ جَن َّة ُ ل َا يَدْخُل ُهَا دَي ُّو ث ٌ وَل َا ق َل َّا عٌ‏ { .<br />

الد َّ ي ُّوث ُ هُوَ‏ ال َّذِي يَ‏ جْمَعُ‏ بَيْنَ‏ ا لر ِّجَال ِ وَا لن ِّسَاءِ‏ ، سُم ِّيَ‏ ب ِذ َلِكَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَدُث ُّ بَيْنَهُمْ‏ .<br />

وَال ْق َل َّاعُ‏ هُوَ‏ الس َّاعِي ال َّذِي يَق َعُ‏ فِي ا لن َّا س ِ عِنْدَ‏ ال ْأ ُمَرَاءِ‏ ، سُم ِّيَ‏ ب ِذ َلِكَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَأ ْتِي ا لر َّجُ‏ ل َ ا ل ْمُتَمَك ِّنَ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْأ َمِير ِ ف َل َا يَزَال ُ<br />

يَق َعُ‏ فِيهِ‏ حَت َّى يَق ْل َعَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

ك َذ َبَ‏ ف َ خَا ل َفَ‏ ا ل ْمُرُوءَة َ<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: الس َّاعِي بَيْنَ‏ مَنْز ِل َتَيْن ِ ق َب ِيحَتَيْن ِ : إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ صَدَ‏ قَ‏ ف َق َدْ‏ خَان َ ا ل ْأ َمَا نَة َ ، وَإ ِم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ‏


: ا لص ِّدْ‏ قُ‏ يُزَ‏ ي ِّنُ‏ ك ُ ل َّ أ َحَدٍ‏ إل َّا ا لس ُّعَاة َ ، ف َإ ِن َّ ا لس َّاعِيَ‏ أ َذ َم ُّ وَآث َمُ‏ مَا يَك ُون ُ إذ َا صَدَ‏ قَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

أ َهْل َهُمَا<br />

:<br />

.<br />

الن َّمِيمَة ُدَنَاءَة ٌ وَا لس ِّعَا يَة ُرَدَ‏ اءَة ٌ ، وَهُمَا رَأ ْ سُا ل ْغَدْر ِ وَأ َسَا سُ‏ الش َّر ِّ ف َتَجَن َّبْ‏ سُبُل َهُمَا ‏،وَ‏ اجْتَن ِبْ‏<br />

وَوَق َعَ‏ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ سَهْ‏ ل ٍ عَل َى قِص َّةِ‏ سَا ع ٍ سَعَى إ ل َيْهِ‏ : نَ‏ حْنُ‏ نَرَى ق َبُول َ ا لس ِّعَا يَةِ‏ شَرا مِنْهَا ؛ لِأ َن َّ الس ِّعَا يَة َدَل َال َة ٌ ، وَال ْق َبُول َ<br />

إ جَا زَة ٌ ، ف َات َّق ُوا الس َّاعِيَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ ك َان َ فِي سِعَايَتِهِ‏ صَادِق ًا ك َان َ فِي صِدْقِهِ‏ آثِمًا ، إذ ْ ل َمْ‏ يَحْف َظ ْ ا ل ْ حُرْمَة َ وَيَسْتُرْ‏ ا ل ْعَوْرَة َ .<br />

وَق َال َا ل ْإ ِسْك َنْدَرُ‏ لِرَجُ‏ ل ٍ سَعَى إ ل َيْهِ‏ ب ِرَجُ‏ ل ٍ : أ َتُ‏ حِب ُّ أ َن ْ نَق ْبَ‏ ل َ مِنْك مَا تَق ُول ُ فِيهِ‏ عَل َى أ َن ْ نَق ْبَ‏ ل َ مِنْهُ‏ مَا يَق ُول ُ فِيك ؟ ق َال َ<br />

:<br />

ل َا .<br />

ق َال َ<br />

: ف َك ُف َّ عَنْ‏ ا لش َّر ِّ يَك ُف َّ عَنْك ا لش َّر ُّ .<br />

:<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ ا لل َّهَ‏ أ َوْحَى إل َى مُوسَى ‏-عَل َى نَب ِيّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ - أ َن َّ فِي بَل َدِك سَاعِيًا وَ‏ ل َسْتُ‏ أ ُخْب ِرُك<br />

ق َال َ يَا رَب ِّ دُل َّن ِي عَل َيْهِ‏ حَت َّى أ ُخْر ِجَهُ‏ ف َق َال َ يَا مُوسَى أ َك ْرَهُ‏ الن َّمِيمَة َ وَ‏ أ َنُم ُّ .<br />

ال ْ حَسَدُ‏ وَ‏ ا ل ْمُنَاف َسَة ُ .<br />

:<br />

وَهُوَ‏ فِي أ َرْضِك .<br />

ال ْف َصْل ُ ا لس َّادِ‏ سُ‏ فِي ال ْ حَسَدِ‏ وَا ل ْمُنَاف َسَةِ‏ اعْل َمْ‏ أ َن َّ ال ْ حَسَدَ‏ خُل ُقٌ‏ ذ َمِي مٌ‏ مَعَ‏ إضْرَار ِهِ‏ ب ِا ل ْبَدَنِ‏ وَف َسَادِهِ‏ لِلد َّ يْن ِ ، حَت َّى ل َق َدْ‏<br />

أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِا لِاسْتِعَاذ َةِ‏ مِنْ‏ شَر ِّهِ‏ ، ف َق َال َ تَعَا ل َى : } وَمِنْ‏ شَر ِّ حَاسِدٍ‏ إذ َا حَسَدَ‏ { وَ‏ نَاهِيكَ‏ ب ِ حَال ِ ذ َ لِكَ‏ شَرا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

. {<br />

.<br />

دَب َّ إل َيْك ُمْ‏ دَ‏ اءُ‏ ا ل ْأ ُمَم ِ ق َبْل َك ُمْ‏ ا ل ْبَغْضَاءُ‏ وَ‏ ال ْحَسَدُ‏ هِيَ‏ ال ْ حَا لِق َة ُ حَا لِق َة ُ<br />

الد ِّ ين ِ ل َا حَا لِق َة ُ ا لش َّعْر ِ وَا َل َّذِي نَف ْسُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ب ِيَدِهِ‏ ل َا تُؤْمِنُو ا حَت َّى تَحَاب ُّوا أ َل َا أ ُ نَب ِّئ ُك ُمْ‏ ب ِأ َمْر ٍ إذ َا ف َعَل ْتُمُوهُ‏ تَحَابَبْتُمْ‏ ا ُف ْشُوَا<br />

ا لس َّل َامَ‏ بَيْنَك ُمْ‏<br />

ف َأ َخْبَرَ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ب ِ حَال ِ ال ْحَسَدِ‏ وَ‏ أ َن َّ ا لت َّ حَا بُبَ‏ يَنْفِيهِ‏ وَ‏ أ َن َّ ا لس َّل َامَ‏ يَبْعَث ُ عَل َى ا لت َّ حَابُب ِ ، ف َصَارَ‏ الس َّل َامُ‏ إذ ًا<br />

نَافِيًا لِل ْ حَسَدِ‏<br />

وَق َدْ‏ جَاءَ‏ كِتَابُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ب ِمَا يُوَ‏ افِقُ‏ هَذ َاا ل ْق َوْل َ وَق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

عَ‏ دَ‏ اوَة ٌ ك َأ َ ن َّهُ‏ وَ‏ لِي ٌّ حَمِي مٌ‏<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

} :<br />

{<br />

:<br />

ق َال َمُ‏ جَاهِ‏ دٌ‏<br />

: مَعْنَاهُ‏ ادْف َعْ‏ ب ِالس َّل َام ِ إسَاءَة َ ا ل ْمُسِيءِ‏ .<br />

ادْف َعْ‏ ب ِا َل َّتِي هِيَ‏ أ َحْسَنُ‏ ف َإ ِذ َا ال َّذِي بَيْنَك وَ‏ بَيْنَهُ‏<br />

ق َدْ‏ يَل ْبَث ُ ا لن َّا سُ‏ حِينًا ل َيْسَ‏ بَيْنُهُمْ‏ وُد ٌّ ف َيَزْرَعُهُ‏ الت َّسْلِيمُ‏ وَالل ُّط ْفُ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لس َّل َفِ‏ : ال ْحَسَدُ‏ أ َو َّل ُ<br />

ذ َ نْب ٍ عُصِيَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ فِي ا لس َّمَاءِ‏ ، يَعْن ِي حَسَدَ‏ إ بْلِيسَ‏ لِ‏ آدَمَ‏ عَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ وَ‏ أ َو َّل ُ ذ َ نْب ٍ عُصِيَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ ، يَعْن ِي<br />

حَسَدَ‏ ا بْن ِ آدَمَ‏ لِأ َخِيهِ‏ حَت َّى ق َتَل َهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ رَضِيَ‏ ب ِق َضَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ل َمْ‏ يَسْخَط ْهُ‏ أ َحَدٌ‏ ، وَمَنْ‏ ق َنَعَ‏ ب ِعَط َا ئِهِ‏ ل َمْ‏ يَدْخُل ْهُ‏ حَسَ‏ ‏ٌد .<br />

: الن َّا سُ‏ حَا سِ‏ دٌوَمَ‏ حْ‏ سُودٌ‏ ، وَ‏ لِك ُ ل ِّ ن ِعْمَةٍ‏ حَ‏ سُودٌ‏ .<br />

مَا رَأ َ يْتُ‏ ظ َالِمًا أ َشْبَهَ‏ ب ِمَظ ْل ُوم ٍ مِنْ‏ ا ل ْحَسُودِ‏ نَف َسٌدَائِ‏ مٌ‏ ، وَهَم ٌّ ل َا ز ِمٌ‏ ، وَق َل ْبٌهَائِ‏ مٌ‏ .<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ بَ‏ عْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : إن َّ ا ل ْحَسُودَ‏ ا لظ َّل ُومَ‏ فِي ك َرْب ٍ يَ‏ خَا ل ُهُ‏<br />

مَنْ‏ يَرَ‏ اهُ‏ مَظ ْل ُومَا ذ َا نَف َس ٍ دَا ئِم ٍ عَل َى نَف َس ٍ يُظ ْه ِرُ‏ مِنْهَا مَا ك َان َ مَك ْتُومَا وَ‏ ل َوْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْ‏ ذ َم ِّ ال ْحَسَدِ‏ إل َّا أ َ ن َّهُ‏ خُل ُقٌ‏ دَن ِ يءٌ‏<br />

يَتَوَج َّهُ‏ نَحْوَ‏ ال ْأ َك ْف َاءِ‏ وَا ل ْأ َق َار ِب ِ ، وَيَ‏ خْتَص ُّ ب ِا ل ْمُ‏ خَا لِطِ‏ وَا ل ْمُصَاحِب ِ ، ل َك َانَتْ‏ ا لن َّزَ‏ اهَة ُ عَنْهُ‏ ك َرَمًا ، وَا لس َّل َامَة ُ مِنْهُ‏ مَغْنَمًا .<br />

ف َك َيْفَ‏ وَهُوَ‏ ب ِا لن َّف ْس ِ مُ‏ ضِر ٌّ ، وَعَل َىا ل ْهَ‏ م ِّ مُ‏ صِر ٌّ ، حَت َّى رُب َّمَا أ َف ْضَى ب ِصَاحِب ِهِ‏ إل َى الت َّل َفِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ ن ِك َا يَةٍ‏ فِي عَ‏ دُو ٍّ وَل َا<br />

إضْرَار ٍ ب ِمَحْسُودِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ل َيْسَ‏ فِي خِصَال ِ ا لش َّر ِّ أ َعْدَل ُ مِنْ‏ ال ْحَسَدِ‏ ، يَق ْتُ‏ ل ُ ال ْ حَاسِدَ‏ ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ يَصِ‏ ل َ إل َى


ا ل ْمَ‏ حْسُودِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : يَك ْفِيك مِنْ‏ ا ل ْ حَاسِدِ‏ أ َ ن َّهُ‏ يَغْتَم ُّ فِي وَق ْتِ‏ سُرُو ر ِك .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : عُق ُو بَة ُ ال ْ حَاسِدِ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َ صْمَعِي ُّ : ق ُل ْتُلِأ َعْرَ‏ اب ِي ٍّ<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِشُرَيْ‏ ح ٍ ال ْق َاضِي<br />

ف َق َال َ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

مَا نَف َعَك ا لل َّهُ‏ ب ِذ َ لِكَ‏ وَل َا ضَر َّن ِي .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

مَا أ َط ْوَل َ عُمُرَك ، ق َال َ<br />

: تَرَك ْتُ‏ ال ْ حَسَدَ‏ ف َبَقِيتُ‏ .<br />

: إن ِّي ل َأ َحْسُدُك عَل َى مَا أ َرَى مِنْ‏ صَبْر ِك عَل َى ال ْخُصُوم ِ ، وَوُق ُوفِك عَل َى غ َامِض ِ ال ْحُك ْ ِم .<br />

: اصْب ِرْ‏ عَل َى ك َيْدِا ل ْحَسْو ِ دِ‏ ف َإ ِن َّ صَبْرَكَ‏ ق َا تِل ُهُ‏ ف َا لن َّا رُ‏ تَأ ْك ُ ل ُ بَعْضَهَا إن ْ ل َمْ‏<br />

تَج ِدْ‏ مَا تَأ ْك ُل ُهُ‏ وَحَقِيق َة ُ ال ْ حَسَدِ‏ شِد َّة ُ ال ْأ َسَى عَل َى ال ْ خَيْرَ‏ اتِ‏ تَك ُون ُ لِلن َّا س ِ ا ل ْأ َف َا ضِ‏ ل ِ وَهُوَ‏ غ َيْرُ‏ ا ل ْمُنَاف َسَةِ‏ ، وَرُب َّمَا غ َلِط َ ق َوْمٌ‏<br />

ف َظ َن ُّو ا أ َن َّ ا ل ْمُنَاف َسَة َ فِيا ل ْخَيْر ِ هِيَ‏ ال ْ حَسَدُ‏ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ ال ْأ َمْرُ‏ عَل َى مَا ظ َن ُّوا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُنَاف َسَة َ ط َل َبُ‏ ا لت َّشَب ُّهِ‏ ب ِا ل ْأ َف َاضِ‏ ل ِ مِنْ‏ غ َيْر ِ<br />

إدْخَال ِ ضَرَر ٍ عَل َيْه ِمْ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ حَسَدُمَ‏ صْرُوفٌ‏ إل َى الض َّرَ‏ ر ِ ؛ لِأ َن َّ غ َايَتَهُ‏ أ َن ْ يَعْدَمَ‏ ا ل ْأ َف َا ضِ‏ ل ُ ف َضْل َهُمْ‏ ، مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َن ْ يَصِيرَ‏ ال ْف َضْل ُ ل َهُ‏ ، ف َهَذ َا ال ْف َرْقُ‏ بَيْنَ‏<br />

ا ل ْمُنَاف َسَةِ‏ وَ‏ ال ْ حَسَدِ‏ .<br />

ف َا ل ْمُنَاف َسَة ُ إذ ًاف َ ضِيل َة ٌ ؛ لِأ َن َّهَا دَ‏ اعِيَة ٌ إل َى اك ْتِسَاب ِ ا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ وَالِاق ْتِدَاءِ‏ ب ِأ َخْيَار ِ ا ل ْأ َف َاضِل ِ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْمُؤْمِنُ‏ يَغْب ِط ُ وَال ْمُنَافِقُ‏ يَ‏ حْسُدُ‏<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ نَافِسْ‏ عَل َى ال ْ خَيْرَ‏ اتِ‏ أ َهْ‏ ل َ ال ْعُل َا ف َإ ِن َّمَا الد ُّنْيَا أ َحَادِ‏ يث ُ ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ فِي شَأ ْ ن ِهِ‏ ك َادِ‏ حٌف َوَ‏ ار ِ ث ٌ مِنْهُمْ‏<br />

وَمَوْرُوث ُ وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ دَوَ‏ اعِيَ‏ ال ْ حَسَدِث َل َاث َة ٌ<br />

ف َيُثِيرُ‏ حَسَدًا ق َدْ‏ خَامَرَ‏ بُغْضًا .<br />

وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ ل َا يَك ُون ُ عَاما وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ أ َضَر َّهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َيْسَ‏ يُبْغِضُ‏ ك ُ ل َّ ا لن َّا س ِ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

. عَنْهُ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا : بُغْضُا ل ْمَحْسُودِ‏ ف َيَأ ْسَى عَل َيْهِ‏ ب ِف َضِيل َةٍ‏ تَظ ْهَرُ‏ ، أ َوْ‏ مَنْق َبَةٍ‏ تُشْك َرُ‏ ،<br />

: أ َن ْ يَظ ْهَرَ‏ مِنْا ل ْمَحْسُودِ‏ ف َ ضْ‏ ل ٌ يَعْج ِزُ‏ عَنْهُ‏ ف َيَك ْرَهُ‏ تَق َد ُّمَهُ‏ فِيهِ‏ وَ‏ اخْتِصَا صَهُ‏ ب ِهِ‏ ، ف َيُثِيرُ‏ ذ َ لِكَ‏ حَسَدًا ل َوْل َاهُ‏ ل َك َف َّ<br />

وَهَذ َا أ َوْسَط ُهَا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَحْسُدُ‏ ال ْأ َك ْف َاءُ‏ مَنْ‏ دَنَا ، وَإ ِن َّمَا يَ‏ خْتَص ُّ ب ِ حَسَدِ‏ مِنْ‏ عَل َا .<br />

وَق َدْ‏ يَمْتَز ِجُ‏ ب ِهَذ َا الن َّوْ‏ ع ِ ضَرْ‏ بٌ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُنَاف َسَةِ‏ وَل َكِن َّهَا مَعَ‏ عَ‏ جْز ٍ ف َلِذ َلِكَ‏ صَارَتْ‏ حَسَدًا .<br />

: وَالث َّالِث ُ<br />

أ َن ْ يَك ُون َ فِي ال ْ حَاسِدِ‏ شُ‏ ح ٌّ ب ِا ل ْف َضَائِ‏ ل ِ ‏،وَبُخْ‏ ل ٌ ب ِا لن ِّعَم ِ وَ‏ ل َيْسَتْ‏ إ ل َيْهِ‏ ف َيَمْنَعُ‏ مِنْهَا ، وَل َا ب ِيَدِهِ‏ ف َيَدْف َعُ‏ عَنْهَا ؛ لِأ َن َّهَا<br />

مَوَ‏ اهِبُ‏ ق َدْ‏ مَنَحَهَا ا لل َّهُ‏ مَنْ‏ شَاءَ‏ ف َيَسْ‏ خَط ُ عَل َى ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ فِي ق َضَا ئِهِ‏ ، وَيَحْسُدُ‏ عَل َى مَا مَنَ‏ حَ‏ مِنْ‏ عَط َا ئِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ<br />

ك َانَتْ‏ ن ِعَمُ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ عِنْدَهُ‏ أ َك ْث َرَ‏ ، وَمِنَ‏ حُهُ‏ عَل َيْهِ‏ أ َظ ْهَرَ‏ .<br />

وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَسَدِ‏ أ َعَم َّهَا وَأ َخْبَث ُهَا إذ ْ ل َيْسَ‏ لِصَاحِب ِهِ‏ رَا حَة ٌ ، وَل َا لِر ِ ضَاهُغ َايَة ٌ ، ف َإ ِن ْ اق ْتَرَن َ ب ِشَر ٍّ وَق ُدْرَةٍ‏ ك َان َ بُورًا<br />

وَ‏ ا نْتِق َامًا ، وَ‏ إ ِن ْ صَادَفَ‏ عَجْزًا وَمَهَا نَة ً ك َان َ ك َمَدًا وَسَق َامًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ : ال ْحَسُودُ‏ مِنْ‏ ا ل ْهَ‏ م ِّ ك َسَاقِي الس ُّ م ِّ ، ف َإ ِن ْ سَرَى سُم ُّهُ‏ زَال َ عَنْهُ‏ غ َم ُّهُ‏ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ب ِ حَسَب ِ ف َضْ‏ ل ِ ال ْإ ِنْسَانِ‏ وَظ ُهُور ِ ا لن ِّعْمَةِ‏ عَل َيْهِ‏ يَك ُون ُ حَسَدُ‏ ا لن َّا س ِ ل َهُ‏ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َث ُرَ‏ ف َضْل ُهُ‏ ك َث ُرَ‏ حُس َّادُهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ق َ ل َّ ق َل ُّوا ؛ لِأ َن َّ ظ ُهُورَ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ يُثِيرُ‏ ا ل ْحَسَدَ‏ ،


وَحُدُوث َ الن ِّعْمَةِ‏ يُضَاعِفُ‏ ا ل ْك َمَدَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

} اسْتَعِينُوا عَل َى ق َضَاءِ‏ ال ْ حَوَ‏ ائِ‏ ج ِ ب ِسَتْر ِهَا ف َإ ِن َّ ك ُ ل َّ ذِي ن ِعْمَةٍمَحْ‏ سُودٌ‏ { .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَا ك َانَتْ‏ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َى أ َحَدٍ‏ إل َّا وَجَدَ‏ ل َهَا حَاسِدًا ، ف َل َوْ‏ ك َان َ ا لر َّجُ‏ ل ُ أ َق ْوَمَ‏<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْق َدْح ِ ل َمَا عَدِمَ‏ غ َامِزًا .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ إن ْ يَ‏ حْسُدُو ن ِي ف َإ ِن ِّي غ َيْرُ‏ ل َا ئِمِه ِمْ‏ ق َبْلِي مِنْ‏ ا لن َّا س ِ أ َهْ‏ ل ُا ل ْف َضْ‏ ل ِ ق َدْ‏ حُسِدُو ا ف َدَ‏ امَ‏ لِي وَ‏ ل َهُمْ‏ مَا ب ِي وَمَا<br />

ب ِه ِمْ‏ وَمَاتَ‏ أ َك ْث َرُنَا غ َيْظ ًا ب ِمَا يَج ِدُ‏ وَرُب َّمَا ك َان َ ال ْ حَسَدُ‏ مُنَب ِّهًا عَل َى ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْمَ‏ حْسُودِ‏ وَ‏ نَق ْص ِ ال ْ حَسُودِ‏ ، ك َمَا ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ<br />

ا لط َّا ئِي ُّ<br />

ف َمِنْهَا<br />

:<br />

وَإ ِذ َا أ َرَادَ‏ ا لل َّهُ‏ نَشْرَ‏ ف َضِيل َةٍ‏ ط ُو ِيَتْ‏ أ َتَاحَ‏ ل َهَا لِسَان َ حَسُودِ‏ ل َوْل َا اشْتِعَال ُ ا لن َّار ِ فِيمَا جَاوَرَتْ‏ مَا ك َان َ يُعْرَفُ‏<br />

طِيبُ‏ عَرْفِ‏ ا ل ْعُودِ‏ ل َوْل َا الت َّ خَو ُّفُ‏ لِل ْعَوَ‏ اقِب ِ ل َمْ‏ يَزَل ْ لِل ْحَاسِدِ‏ الن ُّعْمَى عَل َى ا ل ْمَ‏ حْسُودِ‏ ف َأ َم َّا مَا يَسْتَعْمِل ُهُ‏ مَنْ‏ ك َان َ غ َالِبًا<br />

عَل َيْهِ‏ ا ل ْحَسَدُ‏ ، وَك َان َ ط َبْعُهُ‏ إ ل َيْهِ‏ مَائِل ًا لِيَنْفِيَ‏ عَنْهُ‏ وَ‏ يُك ْف َاهُ‏ وَ‏ يَسْل َمُ‏ مِنْ‏ ضَرَر ِهِ‏ وَعَدَ‏ اوَ‏ تِهِ‏ ، ف َأ ُمُو رٌ‏ هِيَ‏ ل َهُ‏ حَ‏ سْ‏ مٌ‏ إن ْ صَادَف َهَا<br />

عَزْمٌ‏ .<br />

: ا ت ِّبَا عُ‏ ا لد ِّ ين ِ فِي اجْتِنَا ب ِهِ‏ ، وَالر ُّجُوع ِ إل َى ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ فِي آدَا ب ِهِ‏ ، ف َيَق ْهَرُ‏ نَف ْسَهُ‏ عَل َى مَذ ْمُوم ِ خُل ُقِهَا ، وَيَنْق ُل ُهَا<br />

عَنْ‏ ل َئِيم ِ ط َبْعِهَا .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ نَق ْ ل ُ ا لط ِّبَا ع ِ عَسِرًا ل َك ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ‏ وَا لت َّدْر ِ ي ج ِ يَسْهُ‏ ل ُ مِنْهَا مَا ا ُسْتُصْعِبَ‏ ، وَيُ‏ حَب َّبُ‏ مِنْهَا مَا أ َ تْعَبَ‏ وَ‏ إ ِن ْ تَق َد َّمَ‏ ق َوْل ُ<br />

: ا ل ْق َا ئِ‏ ل ِ<br />

مَنْ‏ رَ‏ ب ُّهُ‏ خَل َق َهُ‏ ك َيْفَ‏ يُخَل ِّي خَل ْق َهُ‏ ، غ َيْرَ‏ أ َ ن َّهُ‏ إذ َا عَانَى تَهْذِ‏ يبَ‏ نَف ْسِهِ‏ تَظ َاهَرَ‏ ب ِا لت َّ خَل ُّق ِ دُون َ ال ْ خُل ُق ِ ، ث ُ م َّ ب ِا ل ْعَادَةِ‏<br />

يَصِيرُ‏ ك َا ل ْ خُل ُق ِ .<br />

ق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ : ف َل َمْ‏ أ َج ِدْ‏ ا ل ْأ َخْل َا قَ‏ إل َّا تَخَل ُّق ًا وَ‏ ل َمْ‏ أ َج ِدْ‏ ال ْأ َف ْضَال َ إل َّا تَف َض ُّل َا وَمِنْهَا : ال ْعَق ْل ُ ال َّذِييَسْتَق ْب ِ حُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏<br />

نَتَائِ‏ ج ِ ال ْ حَسَدِ‏ مَا ل َا يُرْ‏ ضِيهِ‏ ‏،وَ‏ يَسْتَنْكِفُ‏<br />

مِنْ‏ هُ‏ جْنَةِ‏ مُسَاو ِ يهِ‏ ، ف َيُذ َل ِّ ل ُ نَف ْسَهُ‏ أ َ نَف َة ً ، وَيَق ْهَرُهَا حَمِي َّة ً ، ف َتُذ ْعِنُ‏ لِرُشْدِهَا ، وَ‏ تُج ِيبُ‏ إل َى صَل َاحِهَا .<br />

وَهَذ َا إن َّمَا يَصِ‏ ح ُّ لِذِي ا لن َّف ْس ِ ال ْأ َ ب ِي َّةِ‏ ، وَ‏ ا ل ْه ِم َّةِ‏ ا ل ْعَلِي َّةِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ذ ُو ال ْه ِم َّةِ‏ يَج ِ ل ُّ عَنْ‏ دَنَاءَةِ‏ ا ل ْحَسَدِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

: أ َ ب ِي ٌّ ل َهُ‏ نَف ْسَانِنَف ْ سٌ‏ زَكِي َّة ُ وَ‏ نَف ْسٌ‏ إذ َا مَا خَاف َتْ‏ ا لظ ُّل ْمَ‏ تُشْمِسُ‏ وَمِنْهَا : أ َن ْيَسْتَدْفِعَ‏ ضَرَرَهُ‏ ، وَيَتَوَق َّى<br />

أ َ ث َرَهُ‏ ، وَ‏ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ مَك َا نَتَهُ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ أ َ بْل ُغ ُ وَمِنْ‏ ال ْ حَسَدِ‏ أ َ بْعَدُ‏ ، ف َيَسْتَعْمِ‏ ل ُ ال ْ حَزْمَ‏ فِي دَف ْع ِ مَا ك َد َّهُ‏ وَ‏ أ َك ْمَدَهُ‏ لِيَك ُون َ أ َط ْيَبَ‏<br />

نَف ْسًا وَ‏ أ َهْنَأ َ عَيْشًا .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : ا ل ْعَ‏ جَبُ‏ لِغَف ْل َةِ‏ ال ْ حُس َّادِ‏ عَنْ‏ سَل َامَةِ‏ ال ْأ َجْسَادِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

: بَصِيرٌ‏ ب ِأ َعْق َاب ِ ا ل ْأ ُمُور ِ ك َأ َن َّمَا يَرَى ب ِصَوَاب ِ ا لر َّأ ْي ِ مَا هُوَ‏ وَ‏ اقِعُ‏ وَمِنْهَا : مَا يَرَى مِنْ‏ نُف ُور ِ الن َّا س ِ عَنْهُ‏<br />

وَ‏ بُعْدِهِمْ‏ مِنْهُ‏ ف َيَ‏ خَاف ُهُمْ‏ إم َّا عَل َى نَف ْسِهِ‏ مِنْ‏ عَدَ‏ اوَةٍ‏ ، أ َوْ‏ عَل َى عِرْ‏ ضِهِ‏ مِنْ‏ مَل َامَةٍ‏ ، ف َيَتَأ َ ل َّف ُهُمْ‏ ب ِمُعَال َ جَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ وَيَرَاهُمْ‏ إن ْ<br />

صَل َ حُو ا أ َجْدَى نَف ْعًا وَ‏ أ َخْل َصُ‏ وُدا .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْعَمِيدِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى : دَاو ِي جَوًى ب ِجَوًى وَ‏ ل َيْسَ‏ ب ِ حَاز ِم ٍ مَنْ‏ يَسْتَكِف ُّ ا لن َّارَ‏ ب ِال ْ حَل ْف َاءِ‏ وَق َال َ ا ل ْمُؤَم َّ ل ُ بْنُ‏<br />

أ ُمَيْ‏ ل ٍ : ل َا تَ‏ حْسَبُو ن ِي غ َن ِيا عَنْ‏ مَوَد َّ تِك ُمْ‏ إن ِّي إل َيْك ُمْ‏ وَ‏ إ ِن ْ أ َيَسَرْتُ‏ مُف ْتَقِرُ‏ وَمِنْهَا : أ َن ْ يُسَاعِدَ‏ ا ل ْق َضَاءَ‏ وَ‏ يَسْتَسْلِمَ‏ لِل ْمَق ْدُور ِ ،<br />

وَل َا يَرَى أ َن ْ يُغَا لِبَ‏ ق َضَاءَ‏ ا لل َّهِ‏ ف َيَرْج ِعُ‏ مَغْل ُوبًا ، وَل َا أ َن ْ يُعَار ِ ضَهُ‏ فِي أ َمْر ِهِ‏ ف َيُرَد ُّ مَحْرُومًا مَسْل ُوبًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َزْدَشِيرُ‏ بْنُ‏ بَا بَكَ‏<br />

: إذ َا ل َمْ‏ يُسَاعِدْنَا ا ل ْق َضَاءُ‏ سَاعَدْ‏ نَاهُ‏ .<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏ : ق َدْرُ‏ ا لل َّهِك َائِنٌ‏ حِينَ‏ يَق ْضِي وُ‏ رُودُهُ‏ ق َدْ‏ مَضَى فِيك عِل ْمُهُ‏ وَانْتَهَى مَا يُر ِيدُهُ‏ ف َأ َر ِدْ‏ مَا يَك ُون ُ إن ْ ل َمْ‏<br />

يَك ُنْ‏ مَا تُر ِ يدُهُ‏ ف َإ ِن ْأ َظ ْف َرَ‏ تْهُ‏ ا لس َّعَادَة ُ ب ِأ َحَدِ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ ، وَهَدَ‏ تْهُا ل ْمَرَاشِدُ‏ إل َى اسْتِعْمَال ِ ا لص َّوَ‏ اب ِ ، سَلِمَ‏ مِنْ‏ سَق َامِهِ‏ ،<br />

وَخَل ُصَ‏ مِنْ‏


غ َرَ‏ امِهِ‏ ، وَ‏ اسْتَبْدَل َ ب ِا لن َّق ْص ِ ف َضْل ًا وَ‏ اعْتَاضَ‏ مِنْ‏ ا ل ذ َّم ِّ حَمْدًا .<br />

وَ‏ ل َمَنْ‏ اسْتَنْزَل َ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ مَذ َم َّةٍ‏ ف َصَرَف َهَا عَنْ‏ ل َا ئِمَةٍ‏ هُوَ‏ أ َظ ْهَرُ‏ حَزْمًا وَأ َق ْوَى عَزْمًا مِم َّنْ‏ ك َف َتْهُ‏ ا لن َّف ْسُ‏ ج ِهَادَهَا ، وَ‏ أ َعْط َتْهُ‏<br />

قِيَادَهَا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : خِيَا رُك ُمْ‏ ك ُ ل ُّ مُف َت َّن ٍ تَو َّاب ٍ<br />

.<br />

وَ‏ إ ِن ْ صَد َّ تْهُ‏ ا لش َّهْوَة ُ عَنْ‏ مَرَ‏ اشِدِهِ‏ ، وَأ َ ضَل َّهُال ْ حِرْمَان ُ عَنْ‏ مَق َاصِدِهِ‏ ، ف َا نْق َادَ‏ لِلط َّبْع ِ الل َّئِيم ِ ، وَغ َل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ ال ْ خُل ُقُ‏ ا لذ َّمِيم ِ ،<br />

حَت َّى ظ َهَرَ‏ حَسَدُهُ‏ وَاشْتَ‏ د َّ ك َمَدُهُ‏ ، ف َق َدْ‏ بَاءَ‏ ب ِأ َرْبَع ِ مَ‏ ذ َ ام َّ ‏:إحْدَ‏ اهُن َّ : حَسَرَ‏ اتُ‏ ال ْ حَسَدِ‏ وَسَق َامُ‏ ال ْ جَسَدِ‏ ، ث ُ م َّ ل َا يَ‏ ج ِدُ‏<br />

لِحَسْرَ‏ تِهِ‏ ا نْتِهَاءً‏ ، وَل َا يُؤَم ِّ ل ُ لِسَق َامِهِ‏ شِف َاءً‏ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ<br />

: ا ل ْحَسَدُ‏ دَ‏ اءُ‏ ال ْ جَسَدِ‏ .<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ ‏:انْ‏ خِف َا ضُ‏ ا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ وَانْحِط َاط ُا ل ْمَرْ‏ تَبَةِ‏ لِانْ‏ حِرَ‏ افِ‏ ا لن َّا س ِ عَنْهُ‏ ، وَ‏ نُف ُور ِهِمْ‏ مِنْهُ‏ وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ا ل ْحِك َم ِ<br />

ال ْ حَسُودُ‏ ل َا يَسُودُ‏ .<br />

:<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ : مَق ْتُ‏ ا لن َّا س ِ ل َهُ‏ حَت َّى ل َا يَ‏ ج ِدَ‏ فِيه ِمْ‏ مُحِبا ، وَعَدَ‏ اوَتُهُمْ‏ ل َهُ‏ حَت َّى ل َا يَرَى فِيه ِمْ‏ وَلِيا ، ف َيَصِيرُ‏ ب ِا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ مَأ ْ ث ُورًا ،<br />

وَ‏ ب ِا ل ْمَق ْتِ‏ مَزْجُورًا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } شَر ُّ الن َّا س ِ مَنْ‏ يُبْغِضُ‏ ا لن َّا سَ‏ وَ‏ يُبْغِضُوهُ‏ { .<br />

وَالر َّاب ِعَة ُ : إسْ‏ خَاط ُ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى فِي مُعَارَ‏ ضَتِهِ‏ ، وَ‏ اجْتِنَاءِا ل ْأ َوْزَار ِ فِي مُخَا ل َف َتِهِ‏ ، إذ ْ ل َيْسَ‏ يَرَى ق َضَاءَ‏ ا لل َّهِ‏ عَدْل ًا ، وَل َا لِن ِعَمِهِ‏<br />

مِنْ‏ ا لن َّا س ِ أ َهْل ًا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } ال ْ حَسَدُ‏ يَأ ْك ُ ل ُ ال ْحَسَنَاتِ‏ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ ا لن َّا رُ‏ ا ل ْ حَط َبَ‏ { .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْمُعْتَز ِّ : ا ل ْحَاسِدُمُغْتَاظ ٌ عَل َى مَنْ‏ ل َا ذ َ نْبَ‏ ل َهُ‏ ، بَخِي ل ٌ ب ِمَا ل َا يَمْلِك ُهُ‏ ، ط َا لِبُ‏ مَا ل َا يَج ِدُهُ‏ .<br />

وَإ ِذ َا بُلِيَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ ب ِمَنْ‏ هَذِهِ‏ حَا ل ُهُ‏ مِنْ‏ حُس َّادِ‏ ا لن ِّعَم ِ وَأ َعْدَاءِ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ اسْتَعَاذ َ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ شَر ِّهِ‏ ، وَتَوَق َّى مَصَار ِ عَ‏ ك َيْدِهِ‏ ،<br />

وَ‏ تَحَر َّزَ‏ مِنْ‏ غ َوَ‏ ائِ‏ ل ِ حَسَدِهِ‏ ،<br />

وَ‏ أ َ بْعَدَ‏ عَنْ‏ مُل َا بَسَتِهِ‏ .<br />

وَ‏ إ ِدْ‏ نَا ئِهِ‏ لِعَضْ‏ ل ِ دَ‏ ا ئِهِ‏ ، وَإ ِعْوَاز ِ دَوَ‏ ا ئِهِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏<br />

:<br />

:<br />

: حَاسِدُ‏ ا لن ِّعْمَةِ‏ ل َا يُرْضِيهِ‏ إل َّا زَوَا ل ُهَا .<br />

مَنْ‏ ضَر َّ ب ِط َبْعِهِ‏ ف َل َا تَأ ْنَسْ‏ ب ِق ُرْ‏ ب ِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ق َل ْبَ‏ ا ل ْأ َعْيَانِ‏ صَعْبُ‏ ال ْمَرَام ِ .<br />

أ َسَدٌ‏ تُق َا ر ِ بُهُخَيْرٌ‏ مِنْ‏ حَسُودٍ‏ تُرَ‏ اقِبُهُ‏ .<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏ : أ َعْط َيْتُ‏ ك ُ ل َّ ا لن َّا س ِ مِنْ‏ نَف ْسِي ا لر ِّضَى إل َّا ا ل ْحَسُودَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ أ َعْيَان ِي مَا إن َّ لِي ذ َنْبًا إ ل َيْهِ‏ عَلِمْتُهُ‏ إل َّا<br />

تَظ َاهَرَ‏ ن ِعْمَة َ ا لر َّحْمَن ِ وَأ َبَى ف َمَا يُرْ‏ ضِيهِ‏ إل َّا ذِل َّتِي وَذ َهَابُ‏ أ َمْوَ‏ الِي وَق َط ْعُ‏ لِسَا ن ِي وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

: وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} ث َل َاث َة ٌ ل َا يَسْل َمُ‏ أ َحَدٌ‏ مِنْهُن َّ : ا لط ِّيَرَة ُ وَسُوءُ‏ ا لظ َّن ِّ ، وَا ل ْحَسَدُ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا تَط َي َّرْت ف َل َا تَرْج ِعْ‏ ، وَإ ِذ َا ظ َنَنْتَ‏ ف َل َا تَتَ‏ حَق َّقْ‏ ، وَإ ِذ َا حَسَدْتَ‏ ف َل َا تَبْغ ِ {<br />

ا ل ْمُوَا ضَعَة ُ وَا ل ْإ ِ صْل َاحُ‏ .<br />

ف َ صْ‏ ل ٌ<br />

.<br />

:<br />

وَأ َم َّا آدَ‏ ابُ‏ ا ل ْمُوَا ضَعَةِ‏ وَا لِا صْطِل َاح ِ ف َضَرْ‏ بَانِ‏<br />

لِأ ُ صُو لِهِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي مَا تَك ُون ُا ل ْمُوَا ضَعَة ُ فِي ف ُرُوعِهِ‏ وَ‏ أ ُ صُو لِهِ‏ .<br />

: أ َحَدُهُمَا مَا تَك ُون ُا ل ْمُوَا ضَعَة ُ فِي ف ُرُوعِهِ‏ ، وَال ْعَق ْل ُ مُو ج ِبٌ‏


وَذ َ لِكَ‏ مُت َّضِ‏ حٌ‏ فِي ا ل ْف ُصُول ِ ال َّتِي نَذ ْك ُرُهَا إذ َا سُب ِرَتْ‏ وَهِيَ‏ ث َمَا ن ِيَ‏ ٌة .<br />

:<br />

ال ْف َصْل ُ ا ل ْأ َو َّل ُ فِي ال ْك َل َام ِ وَ‏ الص َّمْتِ‏ اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْك َل َامَتَرْ‏ جُمَان ٌ يُعَب ِّرُ‏ عَنْ‏ مُسْتَوْدَعَاتِ‏ ا لض َّمَا ئِر ِ ، وَيُ‏ خْب ِرُ‏ ب ِمَك ْنُو نَاتِ‏<br />

ا لس َّرَا ئِر ِ ، ل َا يُمْكِنُ‏ اسْتِرْجَاعُ‏ بَوَ‏ ادِر ِهِ‏ ، وَل َا يُق ْدَ‏ رُ‏ عَل َى رَد ِّ شَوَار ِدِهِ‏ .<br />

ف َ حَق ٌّ عَل َى ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ يَحْتَر ِزَ‏ مِنْ‏ زَ‏ ل َلِهِ‏ ب ِال ْإ ِمْسَاكِ‏ عَنْهُ‏ أ َوْب ِا ل ْإ ِق ْل َال ِ مِنْهُ‏<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ لِمُعَاذٍ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

} رَحِمَ‏ ا لل َّهُ‏ مَنْ‏ ق َال َ خَيْرًا ف َغَن ِمَ‏ ، أ َوْ‏ سَك َتَ‏ ف َسَلِمَ‏ { .<br />

} يَا مُعَاذ ُ أ َنْتَ‏ سَالِ‏ مٌ‏ مَا سَك َت َّ ، ف َإ ِذ َا تَك َل َّمْتَ‏ ف َعَل َيْك أ َوْ‏ ل َك { .<br />

: ا لل ِّسَان ُمِعْيَا رٌ‏ أ َط َاشَهُ‏ ال ْجَهْل ُ وَأ َرْجَ‏ حَهُ‏ ال ْعَق ْ ُل .<br />

: ال ْزَمْ‏ الص َّمْتَ‏ تُعَ‏ د ُّ حَكِيمًا ، جَاهِل ًا ك ُنْتَ‏ أ َوْ‏ عَالِمًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : سَعِدَ‏ مَنْ‏ لِسَا نُهُ‏ صَمُو تٌ‏ ، وَك َل َامُهُ‏ ق ُو تٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ مِنْ‏ أ َعْوَذِ‏ مَا يَتَك َل َّمُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ أ َن ْ ل َا يَتَك َل َّمَ‏ إل َّا لِ‏ حَاجَتِهِ‏ أ َوْ‏ مَحَ‏ ج َّتِهِ‏ ، وَل َا يُف َك ِّرُ‏ إل َّا<br />

آخِرَ‏ تِهِ‏ .<br />

:<br />

فِي عَاقِبَتِهِ‏ أ َوْ‏ فِي<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ ال ْزَمْ‏ الص َّمْتَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُك ْسِبُك صَف ْوَ‏ ال ْمَ‏ حَب َّةِ‏ ، وَيُؤْمِنُك سُوءَ‏ ا ل ْمَغَب َّةِ‏ ، وَيُل ْب ِسُك ث َوْبَ‏ ا ل ْوَق َار ِ ،<br />

وَ‏ يَك ْفِيكَ‏ مَئ ُو نَة َ ا لِاعْتِذ َار ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏<br />

:<br />

اعْقِل ْ لِسَانَك إل َّا عَنْ‏ حَق ٍّ تُوَ‏ ض ِّ حُهُ‏ ، أ َوْ‏ بَاطِ‏ ل ٍ تَدْحَضُهُ‏ ، أ َوْ‏ حِك ْمَةٍ‏ تَنْشُرُهَا ، أ َوْ‏ ن ِعْمَةٍ‏ تَذ ْك ُرُهَا<br />

.<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : رَ‏ أ َ يْتُ‏ ا ل ْعِز َّ فِي أ َدَب ٍ وَعَق ْ ل ٍ وَفِي ال ْ جَهْ‏ ل ِ ا ل ْمَذ َ ل َّة ُ وَال ْهَوَان ُ وَمَا حُسْنُ‏ ا لر ِّجَال ِ ل َهُمْ‏ ب ِحُسْن ٍ إذ َا ل َمْ‏<br />

يُسْعِدْ‏ ال ْحُسْنَ‏ ا ل ْبَيَان ُ ك َف َى ب ِا ل ْمَرْءِ‏ عَيْبًا أ َن ْ تَرَ‏ اهُ‏ ل َهُ‏ وَ‏ جْهٌ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ ل َهُ‏ لِسَان ُ وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْك َل َام ِ شُرُوط ًا ل َا يَسْل َمُ‏ ا ل ْمُتَك َل ِّمُ‏ مِنْ‏<br />

ا لز َّ ل َ ل ِ إل َّا ب ِهَا ، وَل َا يَعْرَى مِنْ‏ ا لن َّق ْص ِ إل َّا بَعْدَ‏ أ َن ْ يَسْتَوْفِيَهَا وَهِيَ‏ أ َرْ‏ بَعَ‏ ٌة : ف َا لش َّرْط ُ ال ْأ َو َّل ُ<br />

إ ل َيْهِ‏ إم َّا فِي اجْتِل َاب ِ نَف ْع ٍ أ َوْ‏ دَف ْع ِ ضَرَر ٍ .<br />

وَ‏ الش َّرْط ُ الث َّان ِي<br />

وَ‏ الش َّرْط ُ ا لث َّا لِث ُ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أ َن ْ يَأ ْتِيَ‏ ب ِهِ‏ فِي مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ، وَيَتَوَخ َّى ب ِهِ‏ إ صَا بَة َ ف ُرْ‏ صَتِهِ‏ .<br />

أ َن ْ يَق ْتَصِرَ‏ مِنْهُ‏ عَل َى ق َدْر ِ حَاجَتِهِ‏ .<br />

وَ‏ الش َّرْط ُ ا لر َّا ب ِعُ‏ أ َن ْ يَتَ‏ خَي َّرَ‏ ا لل َّف ْظ َ ال َّذِي يَتَك َل َّمُ‏ ب ِهِ‏ .<br />

ف َهَذِهِ‏ أ َرْ‏ بَعَة ُ شُرُوطٍ‏ مَتَى أ َخَ‏ ل َّ ا ل ْمُتَك َل ِّمُ‏ ب ِشَرْطٍ‏ مِنْهَا ف َق َدْ‏ أ َوْهَنَ‏ ف َضِيل َة َ بَاقِيهَا .<br />

وَسَنَذ ْك ُرُ‏ تَعْلِي ل َ ك ُ ل ِّ شَرْطٍ‏ مِنْهَا ب ِمَا يُنَب ِّئ ُ عَنْ‏ ل ُزُومِهِ‏ .<br />

.<br />

:<br />

أ َن ْ يَك ُون َ ا ل ْك َل َامُ‏ لِدَا ع ٍ يَدْعُو<br />

ف َأ َم َّا الش َّرْط ُ ا ل ْأ َو َّل ُ وَهُوَ‏ الد َّاعِي إل َى ا ل ْك َل َام ِ ؛ ف َلِأ َن َّ مَا ل َا دَ‏ اعِيَ‏ ل َهُهَ‏ ذ َيَان ٌ ، وَمَا ل َا سَبَبَ‏ ل َهُ‏ هَجْرٌ‏<br />

وَمَنْ‏ سَامَ‏ حَ‏ نَف ْسَهُ‏ فِي ال ْك َل َام ِ ، إذ َا عَن َّ وَ‏ ل َمْ‏ يُرَا ع ِ صِ‏ ح َّة َ دَوَ‏ اعِيهِ‏ ، وَإ ِ صَا بَة َ مَعَا ن ِيهِ‏ ، ك َان َ ق َوْ‏ ل ُهُ‏ مَرْذ ُول ًا ، وَرَ‏ أ ْ يُهُ‏ مَعْل ُول ًا ،<br />

ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَا ئِشَة َ أ َن َّ شَابا ك َان َ يُجَالِسُ‏ ال ْأ َحْنَفَ‏ وَ‏ يُطِي ل ُ الص َّمْتَ‏ ، ف َأ َعْ‏ جَبَ‏ ذ َ لِكَ‏ ا ل ْأ َحْنَفَ‏ ف َ خَل َتْا ل ْ حَل ْق َة ُ<br />

يَوْمًا ف َق َال َ ل َهُا ل ْأ َحْنَفُ‏ : تَك َل َّمْ‏ يَا ا بْنَ‏ أ َخِي .<br />

ف َق َال َ يَا عَ‏ م ِّ ل َوْ‏ أ َن َّ رَجُل ًا سَق َط َ مِنْ‏ شُرَفِ‏ هَذ َاا ل ْمَسْ‏ ج ِدِ‏ هَل ْ ك َان َ يَضُر ُّهُ‏ شَ‏ يْءٌ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

مَسْتُورًا .<br />

يَا ا بْنَ‏ أ َخِي ل َيْتَنَا تَرَك ْنَاك<br />

ث ُ م َّ تَمَث َّ ل َا ل ْأ َحْنَفُ‏ ب ِق َوْل ِا ل ْأ َعْوَر ِ الش َّن ِّي ُّ ‏:وَك َائِنٌ‏ تَرَى مِنْ‏ صَاحِب ٍ ل َكمُعْج ِبٌ‏ ز ِيَادَ‏ تُهُ‏ أ َوْ‏ نَق ْصُهُ‏ فِي ا لت َّك َل ُّم ِ لِسَان ُ ال ْف َتَى<br />

ن ِ صْفٌ‏ وَن ِصْفٌ‏ ف ُؤَ‏ ادُهُ‏ ف َل َمْ‏ يَبْقَ‏ إل َّا صُورَة ُ ا لل َّحْم ِ وَا لد َّم ِ وَك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي يُوسُفَ‏ ا ل ْف َقِيهِ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ك َان َ يَ‏ جْلِسُ‏ إل َيْهِ‏


ف َيُطِيل ُ ا لص َّمْتَ‏ ، ف َق َال َ ل َهُ‏ أ َبُو يُوسُفَ‏ : أ َل َا تَسْأ َل ُ ؟ ق َال َ : بَل َى .<br />

مَتَى يُف ْطِرُ‏ ا لص َّائِمُ‏ ؟ ق َال َ<br />

ا لش َّمْسُ‏ .<br />

إذ َا غ َرَبَتْ‏ :<br />

ق َال َ : ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَغْرُبْ‏ إل َى ن ِصْفِ‏ ا لل َّيْ‏ ل ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

ف َتَبَس َّمَ‏ أ َبُو يُوسُفَ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَ‏ تَمَث َّ ل َ ب ِبَيْتِي ِّ ال ْ خَط َفِي ِّ جَ‏ د ِّ جَر ِ ير ٍ : عَ‏ ج ِبْتُ‏<br />

لِإ ِزْرَ‏ اءِ‏ ا ل ْعَي ِي ِّ ب ِنَف ْسِهِ‏ وَ‏ صَمْتِ‏ ال َّذِي ق َدْ‏ ك َان َب ِا ل ْعِل ْم ِ أ َعْل َمَا وَفِي ا لص َّمْتِ‏ سِتْرٌ‏ لِل ْغَب ِي ِّ وَ‏ إ ِ ن َّمَا صَ‏ حِيف َة ُ ل ُب ِّا ل ْمَرْءِ‏ أ َن ْ يَتَك َل َّمَا<br />

وَمِم َّا أ ُط ْر ِف ُك ب ِهِ‏ عَن ِّي أ َن ِّي ك ُنْتُ‏ يَوْمًا فِي مَجْلِسِي ب ِال ْبَصْرَةِ‏ وَأ َنَامُق ْب ِ ل ٌ عَل َى تَدْر ِيس ِ أ َصْ‏ حَاب ِي إذ ْ دَخَ‏ ل َ عَل َي َّ رَجُ‏ ل ٌ مُ‏ سِن ٌّ<br />

ق َدْ‏ نَاهَزَ‏ ا لث َّمَا ن ِينَ‏ أ َوْ‏ جَاوَزَهَا .<br />

: ف َق َال َ لِي<br />

:<br />

ق َدْ‏ ق َصَدْتُك ب ِمَسْأ َ ل َةٍ‏ اخْتَرْتُك ل َهَا .<br />

ف َق ُل ْت اسْأ َل ْ ‏-عَاف َاك ا لل َّهُ‏ - وَظ َنَنْتُهُ‏ يَسْأ َل ُ عَنْ‏ حَادِثٍ‏ نَزَل َ ب ِهِ‏ ، ف َق َال َ<br />

هُوَ‏ ؟ ف َإ ِن َّ هَذ َ يْن ِ لِعِظ َم ِ شَأ ْن ِه ِمَا ل َا يُسْأ َل ُ عَنْهُمَا إل َّا عُل َمَاءُ‏ ا لد ِّ ين ِ<br />

:<br />

.<br />

أ َخْب ِرْن ِي عَنْ‏ نَ‏ جْم ِ إ بْلِيسَ‏ ، وَنَ‏ جْم ِ آدَمَ‏ ، مَا<br />

ف َعَ‏ ج ِبْتُ‏ وَعَج ِبَ‏ مَنْ‏ فِي مَجْلِسِي مِنْ‏ سُؤَا لِهِ‏ وَبَدَرَ‏ إ ل َيْهِ‏ ق َوْمٌ‏ مِنْهُمْ‏ ب ِال ْإ ِنْك َار ِ وَ‏ الِاسْتِ‏ خْف َافِ‏ ف َك َف َف ْتُهُمْ‏ وَق ُل ْتُ‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

هَذ َا ل َا يَق ْنَعُ‏<br />

مَعَ‏ مَا ظ َهَرَ‏ مِنْ‏ حَا لِهِ‏ إل َّا ب ِ جَوَاب ٍ مِث ْلِهِ‏<br />

ف َأ َق ْبَل ْتُ‏ عَل َيْهِ‏ ، وَ‏ ق ُل ْتُ‏ يَا هَذ َا إن َّ ا ل ْمُنَ‏ ج ِّمِينَ‏ يَزْعُمُون َ أ َن َّ نُجُومَ‏ ا لن َّا س ِ ل َا تُعْرَفُ‏ إل َّا ب ِمَعْر ِف َةِ‏ مَوَا لِيدِهِمْ‏ ف َإ ِن ْ ظ َف َرْتَ‏ ب ِمَنْ‏<br />

يَعْر ِفُ‏ ذ َلِكَ‏ ف َاسْأ َل ْهُ‏ .<br />

ف َ حِينَئِذٍ‏ أ َق ْبَ‏ ل َ عَل َي َّ وَق َال َ<br />

ث ُ م َّ ا نْصَرَفَ‏ مَسْرُورًا .<br />

ف َل َم َّا ك َان َ بَعْدَ‏ أ َ ي َّام ٍ عَادَ‏ وَق َال َ<br />

: جَزَاك ا لل َّهُ‏ خَيْرًا .<br />

:<br />

مَا وَجَدْت إل َى وَق ْتِي هَذ َا مَنْ‏ يَعْر ِفُ‏ مَوْ‏ لِدَ‏ هَذ َ يْن ِ<br />

.<br />

ف َانْظ ُرْ‏ إل َى هَؤُ‏ ل َاءِ‏ ك َيْفَ‏ أ َبَانُوا ب ِا ل ْك َل َام ِ عَنْ‏ جَهْلِه ِمْ‏ ، وَ‏ أ َعْرَ‏ بُو ا ب ِالس ُّؤَال ِ عَنْ‏ نَق ْصِه ِمْ‏ ، إذ ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُمْ‏ دَ‏ ا ع ٍ إ ل َيْهِ‏ ، وَل َا<br />

رَو ِ ي َّة ٌ فِيمَا تَك َل َّمُوا ب ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ صَدَرَ‏ عَنْ‏ رَو ِ ي َّةٍ‏ وَدَعَا إ ل َيْهِ‏ دَا ع ٍ ل َسَلِمُو ا مِنْ‏ شَيْن ِهِ‏ ، وَ‏ بَر ِ ئ ُو ا مِنْ‏ عَيْب ِهِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

تَك َل َّمَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

عَل َيْهِ‏ أ َمْسَكَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَق َل ْبُ‏ ا ل ْ جَاهِ‏ ل ِ مِنْ‏ وَرَ‏ اءِ‏ لِسَا ن ِهِ‏ يَتَك َل َّمُ‏ ب ِك ُ ل ِّ مَا عَرَضَ‏ ل َهُ‏ { .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَعُ‏ د َّ ك َل َامَهُ‏ مِنْ‏ عَمَلِ‏ هِ‏ ك َث ُرَتْ‏ خَط َايَاهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : عَق ْ ل ُا ل ْمَرْءِمَ‏ خْبُوءٌ‏ تَ‏ حْتَ‏ لِسَا ن ِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

} لِسَان ُ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ مِنْ‏ وَرَ‏ اءِ‏ ق َل ْب ِهِ‏ ف َإ ِذ َا أ َرَادَ‏ ال ْك َل َامَ‏ رَجَعَ‏ إل َى ق َل ْب ِهِ‏ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َهُ‏<br />

احْب ِسْ‏ لِسَا نَك ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ يُطِي ل َ حَبْسَك أ َوْ‏ يُتْلِفَ‏ نَف ْسَك ، ف َل َا شَيْءَ‏ أ َوْل َى ب ِط ُول ِ حَبْس ٍ مِنْ‏ لِسَانٍ‏<br />

يَق ْصُرُ‏ عَنْ‏ الص َّوَاب ِ ، وَ‏ يُسْر ِ عُ‏ إل َى ال ْ جَوَ‏ اب ِ .<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ وَمِم َّا ك َانَتْ‏ ال ْ حُك َمَاءُ‏ ق َال َتْ‏ لِسَان ُ ا ل ْمَرْءِ‏ مِنْ‏ تَبَع ِ ا ل ْف ُؤَادِ‏ وَك َان َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ يَ‏ حْسِمُ‏<br />

ا لر ُّخْصَة َ فِي ا ل ْك َل َام ِ وَ‏ يَق ُول ُ<br />

:<br />

:<br />

إذ َا جَال َسْت ال ْ جُه َّال َ ف َأ َنْصِتْ‏ ل َهُمْ‏ ، وَإ ِذ َا جَال َسْت ا ل ْعُل َمَاءَ‏ ف َأ َ نْصِتْ‏ ل َهُمْ‏ ، ف َإ ِن َّ فِي<br />

إنْصَاتِك لِل ْجُه َّال ِ ز ِ يَادَة ً فِي ال ْ حِل ْم ِ ، وَفِي إنْصَاتِك لِل ْعُل َمَاءِ‏ ز ِ يَادَة ً فِي ا ل ْعِل ْم ِ .<br />

وَأ َم َّا الش َّرْط ُ الث َّان ِي ف َهُوَ‏ أ َن ْ يَأ ْتِيَ‏ ب ِا ل ْك َل َام ِ فِي مَوْ‏ ضِعِهِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْك َل َامَ‏ فِي غ َيْر ِ حِين ِهِ‏ ل َا يَق َعُ‏ مَوْقِعَ‏ ا لِانْتِف َا ع ِ ب ِهِ‏ ، وَمَا ل َا


يَنْف َعُ‏ مِنْ‏ ال ْك َل َام ِ ف َق َدْ‏ تَق َد َّمَ‏ ال ْق َوْل ُ ب ِأ َ ن َّهُهَذ َيَان ٌ وَهَجْرٌ‏ ، ف َإ ِن ْ ق َد َّمَ‏ مَا يَق ْتَضِي ا لت َّأ ْخِيرَ‏ ك َان َ عَ‏ جَل َة ً وَخَرَق ًا وَ‏ إ ِن ْ أ َخ َّرَ‏ مَا<br />

يَق ْتَضِي الت َّق ْدِيمَ‏ ك َان َ تَوَ‏ ان ِيًا وَعَجْزًا ؛ لِأ َن َّ لِك ُ ل ِّ مَق َام ٍ ق َوْل ًا ، وَفِي ك ُ ل ِّ زَمَانٍ‏ عَمَل ًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : تَضَعُ‏ ا ل ْحَدِيث َ عَل َى مَوَ‏ ا ضِعِهِ‏ وَك َل َامُهَا مِنْ‏ بَعْدِهَا نَزْرُ‏ وَأ َم َّا ا لش َّرْط ُ ا لث َّالِث ُ : وَهُوَ‏ أ َن ْ يَق ْتَصِرَ‏ مِنْهُ‏<br />

عَل َى ق َدْر ِ حَاجَتِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ ا ل ْك َل َامَ‏ إن ْ ل َمْ‏ يَنْ‏ حَصِرْ‏ ب ِا ل ْحَاجَةِ‏ ، وَل َمْ‏ يُق َد َّرْ‏ ب ِا ل ْكِف َا يَةِ‏ ، ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِحَد ِّهِغ َايَة ٌ ، وَل َا لِق َدْر ِهِن ِهَايَة ٌ .<br />

وَمَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ مَحْصُورًا ك َان َ حَصْرًا إن ْ ق َصُرَ‏ ، وَهَذ ْرًا إن ْ ك َث ُرَ‏ .<br />

} وَرُو ِيَ‏<br />

أ َن َّ أ َعْرَا ب ِيا تَك َل َّمَ‏ عِنْدَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَط َو َّل َ ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى الل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : ك َمْ‏ دُون َ<br />

لِسَا ن ِك مِنْ‏ حِ‏ جَاب ٍ ؟ ق َال َ<br />

: شَف َتَايَ‏<br />

:<br />

وَ‏ أ َسْنَا ن ِي .<br />

ق َال َ ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ يَك ْرَهُ‏ ا لِا نْب ِعَا قَ‏ فِي ا ل ْك َل َام ِ<br />

. {<br />

ف َنَض َّرَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَ‏ امْر ِئ ٍ أ َوْجَزَ‏ فِي ك َل َامِهِ‏ ، ف َاق ْتَصَرَ‏ عَل َى حَاجَتِهِ‏ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ بَعْضَ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ رَأ َى رَجُل ًا يُك ْثِرُ‏ ا ل ْك َل َامَ‏ وَ‏ يُقِ‏ ل ُّ الس ُّك ُوتَ‏ ف َق َال َ<br />

وَاحِدًا لِيَك ُون َ مَا تَسْمَعُهُ‏ ضِعْفَ‏ مَا تَتَك َل َّمُ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ ك َل َامُهُ‏ ك َث ُرَتْ‏ آ ث َامُهُ‏ .<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى إن َّمَا خَل ْقَ‏ ل َك أ ُذ ُ نَيْن ِ وَلِسَا نًا<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ : أ ُنْذِ‏ رُك ُمْ‏ ف ُضُول َا ل ْمَنْطِق ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : ك َل َامُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ بَيَان ُ ف َضْلِهِ‏ ، وَ‏ تَرْجُمَان ُ عَق ْلِهِ‏ ، ف َاق ْصُرْهُ‏ عَل َى ال ْ جَمِي ل ِ وَ‏ اق ْتَصِرْ‏ مِنْهُ‏ عَل َى ا ل ْق َلِي ل ِ ،<br />

وَإ ِي َّاكَ‏ مَا يُسْ‏ خِط ُ سُل ْط َانَك ، وَ‏ يُوحِشُ‏ إخْوَانَك ، ف َمَنْ‏ أ َسْ‏ خَط َ سُل ْط َا نَهُ‏ تَعَر َّضَ‏ لِل ْمَن ِي َّةِ‏ وَمَنْ‏ أ َوْحَشَ‏ إخْوَا نَهُ‏ تَبَر َّ أ َ مِنْ‏<br />

ال ْ حُر ِّ ي َّةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَز ِن ْ ا ل ْك َل َامَ‏ إذ َا نَط َق ْتَ‏ ف َإ ِن َّمَا يُبْدِي عُيُوبَ‏ ذ َو ِي ا ل ْعُيُوب ِ ا ل ْمَنْطِقُ‏ وَ‏ لِمُ‏ خَا ل َف َةِ‏ ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ‏ مِنْ‏<br />

ال ْك َل َام ِ حَا ل َتَانِ‏<br />

: تَق ْصِيرٌ‏ يَك ُون ُ حَصْرًا ، وَ‏ تَك ْثِيرٌ‏ يَك ُون ُ هَذ ْرًا ، وَكِل َاهُمَا شَيْنٌ‏ .<br />

وَشَيْنُ‏ ا ل ْهَذ َر ِ أ َشْنَعُ‏ ، وَرُب َّمَا ك َان َ فِي ا ل ْغَا لِب ِ أ َخْوَفَ‏ .<br />

. {<br />

:<br />

ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } وَهَ‏ ل ْ يَك ُب ُّ الن َّا سَ‏ عَل َى مَنَاخِر ِهِمْ‏ فِي نَار ِ جَهَن َّمَ‏ إل َّا حَصَائِدُ‏ أ َل ْسِنَتِه ِمْ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مَق ْتَ‏ ل ُ ا لر َّجُ‏ ل ِ بَيْنَ‏ ف َك َّيْهِ‏ ، وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْبُل َغَاءِ‏ ال ْحَصْرُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْهَذ ْر ِ ؛ لِأ َن َّال ْ حَصْرَ‏ يُضَع ِّفُ‏<br />

ال ْحُ‏ ج َّة َ ، وَا ل ْهَذ ْرَ‏ يُتْلِفُ‏ ا ل ْمَحَ‏ ج َّة َ .<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏ : رَأ َيْت ا لل ِّسَان َ عَل َى أ َهْلِهِ‏ إذ َا سَاسَهُ‏ ال ْجَهْل ُ ل َيْث ًا مُغِيرَا وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : يَا رُب َّ أ َ ل ْسِنَةٍ‏ ك َا لس ُّيُوفِ‏<br />

تَق ْط َعُ‏ أ َعْنَا قَ‏ أ َصْ‏ حَاب ِهَا .<br />

وَمَا يَنْق ُصُ‏ مِنْ‏ هَيْئ َاتِ‏ ا لر ِّجَال ِ يَز ِ يدُ‏ فِي ب ِهَائِهَا وَ‏ أ َل ْبَاب ِهَا .<br />

وَق َدْ‏ ذ َهَبَ‏ بَعْضُهُمْ‏ إل َى أ َن َّ ال ْك َل َامَ‏ إذ َا ك َث ُرَ‏ عَنْ‏ ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ‏ ، وَزَ‏ ادَ‏ عَل َى حَ‏ د ِّ ال ْكِف َا يَةِ‏ ، وَك َان َ صَوَابًا ل َا يَشُو بُهُ‏<br />

خَط َ ل ٌ ، وَسَلِيمًا ل َا يَتَعَو َّدُهُ‏ زَل َ ل ٌ ، ف َهُوَ‏ ال ْبَيَان ُ وَا لس َّ حَرُ‏ ال ْ حَل َال ُ .<br />

.<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ ، وَق َدْ‏ ذ ُم َّ ا ل ْك َل َامُ‏ فِي مَ‏ جْلِسِهِ‏ : ك َلًّا إن َّ مَنْ‏ تَك َل َّمَ‏ ف َأ َحْسَنَ‏ ق َدَرَ‏ عَل َى أ َن ْ يَسْك ُتَ‏ ف َيُ‏ حْسِنَ‏<br />

، وَ‏ ل َيْسَ‏ مَنْ‏ سَك َتَ‏ ف َأ َحْسَنَ‏ ق َدَرَ‏ عَل َى أ َن ْ يَتَك َل َّمَ‏ ف َيُحْسِنَ‏<br />

وَوَ‏ صَفَ‏ بَعْضُهُمْ‏ ال ْك َاتِبَ‏ ف َق َال َ : ال ْك َا تِبُ‏ مَنْ‏ إذ َا أ َخَذ َ شِبْرًا ك َف َاهُ‏ ، وَإ ِذ َا وَجَدَ‏ ط ُومَارًا أ َمْل َاهُ‏ .


وَ‏ أ َنْشُدَ‏ بَعْضُهُمْ‏ فِي خُط َبَاءِ‏ إ يَادٍ‏ : يَرْمُون َ ب ِال ْ خُط َب ِ ا لط ِّوَ‏ ال ِ وَتَارَة ً وَحْيَ‏ ا ل ْمَل َاحِظِ‏ خِيف َة َ ا لر ُّق َبَاءِ‏ وَق َال َ ال ْهَيْث َمُ‏ بْنُ‏ صَا لِ‏ ح ٍ<br />

لِا بْن ِهِ‏<br />

ف َق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

: يَا بُنَي َّ إذ َا أ َق ْل َل ْتَ‏ مِنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ أ َك ْث َرْتَ‏ مِنْ‏ الص َّوَاب ِ .<br />

يَا أ َ بَتِ‏ ف َإ ِن ْ أ َنَا أ َك ْث َرْتُ‏ وَأ َك ْث َرْت يَعْن ِي ك َل َامًا وَصَوَابًا .<br />

يَا بُنَي َّ مَا رَأ َ يْتُ‏ مَوْعُوظ ًا أ َحَق َّ ب ِأ َن ْ يَك ُون َ وَاعِظ ًا مِنْك .<br />

وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ‏ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ<br />

تَق ُو ل ُهُ‏ ف َصَمْتُكَ‏ عَنْ‏ غ َيْر ِ ا لس َّدَ‏ ادِ‏ سَدَادُ‏ وَقِي ل َ لِإ ِيَاس ِ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ<br />

صَوَا بًا أ َوْ‏ خَط َأ ً ؟ ق َال ُوا<br />

ق َال َ<br />

:<br />

: تَك َل َّمْ‏ وَسَد ِّدْ‏ مَا اسْتَط َعْت ف َإ ِن َّمَا ك َل َامُكَ‏ حَ‏ ي ٌّ وَا لس ُّك ُوتُ‏ جَمَادُ‏ ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ تَ‏ ج ِدْ‏ ق َوْل ًا سَدِ‏ يدًا<br />

مَا فِيكعَيْبٌ‏ إل َّا ك َث ْرَة ُ ال ْك َل َام ِ ، ف َق َال َ<br />

: أ َف َتَسْمَعُون َ<br />

:<br />

:<br />

ف َالز ِّيَادَة ُ مِنْ‏ ال ْ خَيْر ِ خَيْرٌ‏ .<br />

ل َا بَل ْ صَوَ‏ ابًا .<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ أ َبُو عُث ْمَان َ ا ل ْجَاحِظ ُ لِل ْك َل َام ِغ َايَة ٌ ، وَلِنَشَاطِ‏ الس َّامِعِينَن ِهَايَة ٌ .<br />

وَمَا ف َضَ‏ ل َ عَنْ‏ مِق ْدَ‏ ار ِ ا لِاحْتِمَال ِ ، وَدَعَا إل َى الِاسْتِث ْق َال ِ وَا ل ْمَل َال ِ ، ف َذ َلِكَ‏ ا ل ْف َا ضِ‏ ل ُ هُوَ‏ ال ْهَذ ْرُ‏ .<br />

وَ‏ صَدَ‏ قَ‏ أ َبُو عُث ْمَان َ ؛ لِأ َن َّا ل ْإ ِك ْث َارَ‏ مِنْهُ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ صَوَابًا يُمِ‏ ل ُّ ا لس َّامِعَ‏ وَ‏ يُكِ‏ ل ُّ ال ْ خَاطِرَ‏ وَهُوَ‏ صَادِ‏ رٌ‏ عَنْ‏ إعْجَاب ٍ ب ِهِ‏ ل َوْ‏ ل َاهُ‏<br />

ق َصُرَ‏ عَنْهُ‏<br />

وَمَنْ‏ أ ُعْ‏ ج ِبَ‏ ب ِك َل َامِهِ‏ اسْتَرْسَ‏ ل َ فِيهِ‏ ، وَال ْمُسْتَرْسِل ُ فِي ا ل ْك َل َام ِ ك َثِيرُ‏ ا لز َّل َ ل ِ دَا ئِمُ‏ ا ل ْعِث َار ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ أ ُعْ‏ ج ِبَ‏ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ أ ُ صِيبَ‏ ب ِعَق ْلِهِ‏<br />

.<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِك َث ْرَةِ‏ ال ْهَذ ْر ِ رَجَاءٌ‏ يُق َاب ِ ل ُ خَوْف َهُ‏ ، وَل َانَف ْعٌ‏ يُوَاز ِي ضُر َّهُ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَ‏ خَافُ‏<br />

مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ا لز َّل َ ل َ ، وَمِنْ‏ سَامِعِيهِ‏ ا ل ْمَل َ ل َ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي مُق َا بَل َةِ‏ هَذ َ يْن ِ حَا جَة ٌ دَاعِيَة ٌ وَل َانَف ْعٌمَرْ‏ جُو ٌّ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَسَأ َل َ رَجُ‏ ل ٌ حَكِيمًا ف َق َال َ مَتَى أ َ تَك َل َّمُ‏ ؟ ق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَتَى أ َ صْمُتُ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ يَحْيَى<br />

:<br />

:<br />

إذ َا اشْتَهَيْتَ‏ ا ل ْك َل َامَ‏ .<br />

‏{أ َ بْغَضُك ُمْ‏ إ ل َي َّ ا ل ْمُتَف َيْه ِقُا ل ْمِك ْث َا رُ‏ وَا ل ْمُلِ‏ ح ُّ ال ْمِهْذ َارُ‏ { .<br />

إذ َااشْتَهَيْتَ‏ الص َّمْتَ‏ .<br />

إذ َا ك َان َ ال ْإ ِيجَازُ‏ ك َافِيًا ك َان َا ل ْإ ِك ْث َا رُ‏ عِيا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َا ل ْإ ِك ْث َا رُ‏ وَاج ِبًا ك َان َ ا لت َّق ْصِيرُ‏ عَجْزًا<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ إذ َا تَ‏ م َّ ال ْعَق ْل ُ نَق َصَ‏ ال ْك َل َامُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَنْ‏ أ َط َال َ صَمْتَهُ‏ اجْتَل َبَ‏ مِنْ‏ ا ل ْهَيْبَةِ‏ مَا يَنْف َعُهُ‏ ، وَمِنْ‏ ا ل ْوَحْشَةِ‏ مَا ل َا يَضُر ُّهُ‏ .<br />

.<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : عِ‏ ي ٌّ تَسْل َمُ‏ مِنْهُخَيْرٌ‏ مِنْ‏ مَنْطِق ٍ تَنْدَمُ‏ عَل َيْهِ‏ ف َاق ْتَصِرْ‏ مِنْ‏ ال ْك َل َام ِ عَل َى مَا يُقِيمُ‏ حُج َّتَك ، وَ‏ يُبَل ِّغ ُ<br />

حَاجَتَك ، وَإ ِ ي َّاكَ‏ وَف ُضُو ل َهُ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُز ِ ل ُّ ا ل ْق َدَمَ‏ ، وَ‏ يُور ِث ُ ا لن َّدَمَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏ ف َمُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ مُل َ ج َّ مٌ‏ إذ َا هَ‏ م َّ ب ِال ْك َل َام ِ أ َحْ‏ جَمَ‏ ، وَف َمُ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل ِمُط ْل َقٌ‏ ك ُل َّمَا شَاءَ‏ أ َط ْل َقَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

.<br />

:<br />

إن َّ ا ل ْك َل َامَ‏ يَغُر ُّ ا ل ْق َوْمَ‏ ج ِل ْوَ‏ تُهُ‏ حَت َّى يَلِ‏ ج َّ ب ِهِ‏ عِ‏ ي ٌّ وَ‏ إ ِك ْث َا رُ‏ وَأ َم َّا الش َّرْط ُ ا لر َّ اب ِعُ‏<br />

:<br />

وَهُوَ‏ اخْتِيَا رُ‏ ا لل َّف ْظِ‏<br />

ال َّذِي يَتَك َل َّمُ‏ ب ِهِ‏ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لل ِّسَان َ عُنْوَ‏ ان ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ يُتَرْج ِمُ‏ عَنْ‏ مَ‏ جْهُو لِهِ‏ ، وَ‏ يُبَرْهِنُ‏ عَنْ‏ مَ‏ حْصُو لِهِ‏ ، ف َيَل ْزَمُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِتَهْذِيب ِ<br />

أ َ ل ْف َاظِهِ‏ حَر ِيا وَ‏ ب ِتَق ْو ِيم ِ لِسَا ن ِهِ‏ مَلِيا .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ } ق َال َ لِعَم ِّهِ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ<br />

:<br />

: لِسَا نُهُ‏ { .<br />

:<br />

:<br />

يُعْج ِبُن ِي جَمَال ُك .<br />

ق َال َ وَمَا جَمَال ُ ا لر َّجُ‏ ل ِ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ مَا ال ْإ ِنْسَان ُ ل َوْل َا ا لل ِّسَان ُ هَل ْ إل َّابَه ِيمَة ٌ مُهْمَل َة ٌ أ َوْ‏ صُو رَة ٌ مُمَث َّل َة ٌ ؟ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

ا لل ِّسَان ُ وَ‏ ز ِ يرُ‏ ال ْإ ِنْسَانِ‏ .<br />

:


وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : ك َل َامُ‏ ا ل ْمَر ِيدِ‏ وَ‏ افِدُ‏ أ َدَ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : يُسْتَدَل ُّ عَل َى عَق ْ ل ِ ا لر َّجُ‏ ل ِ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ ، وَعَل َى أ َ صْلِهِ‏ ب ِفِعْلِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَ‏ إ ِن َّ لِسَان َا ل ْمَرْءِ‏ مَا ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ ل َهُ‏ حَ‏ صَاة ٌ عَل َى عَوْرَا تِهِ‏ ل َدَ‏ لِي ل ُ وَ‏ ل َيْسَ‏ يَصِ‏ ح ُّ اخْتِيَا رُ‏ ا ل ْك َل َام ِ ل َا لِمَنْ‏<br />

أ َخَذ َ نَف ْسَهُ‏ ب ِا ل ْبَل َاغ َةِ‏ ، وَك َل َّف َهَا ل ُزُومَ‏ ا ل ْف َصَاحَةِ‏ ، حَت َّى يَصِيرَ‏ مُتَدَر ِّبًا ب ِهَا مُعْتَادًا ل َهَا ، ف َل َا يَأ ْ تِيَ‏ ب ِك َل َام ٍ مُسْتَك ْرَهِ‏ ا لل َّف ْظِ‏ وَل َا<br />

مُ‏ خْتَ‏ ل ِّ ال ْمَعْنَى ؛ لِأ َن َّ ا ل ْبَل َاغ َة َ ل َيْسَتْ‏ عَل َى مَعَانٍ‏ مُف ْرَدَةٍ‏ وَل َا لِأ َ ل ْف َاظِهَاغ َايَة ٌ ، وَإ ِن َّمَا ا ل ْبَل َاغ َة ُ أ َن ْ تَك ُون َ ب ِال ْمَعَان ِي الص َّ حِي حَةِ‏<br />

مُسْتَوْدَعَة ٌ فِي أ َ ل ْف َاظٍ‏ ف َصَيْ‏ حَةٍ‏ .<br />

ف َتَك ُون ُ ف َصَاحَة ُ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ مَعَ‏ صِ‏ ح َّةِ‏ ا ل ْمَعَان ِي هِيَ‏ ا ل ْبَل َاغ َة ُ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِل ْيُو نَا ن ِي ِّ ؛ مَا ا ل ْبَل َاغ َة ُ ؟ ق َال َ<br />

وَقِي ل َ ذ َلِكَ‏ لِلر ُّومِي ِّ ، ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِل ْه ِنْدِي ِّ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِل ْعَرَب ِي ِّ ف َق َال َ<br />

:<br />

وَقِي ل َ لِل ْبَدْو ِي ِّ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ لِل ْحَضَر ِي ِّ ف َق َال َ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ<br />

: اخْتِيَا رُ‏ ال ْك َل َام ِ وَ‏ تَصْ‏ حِي حُ‏ ال ْأ َق ْسَا ِم .<br />

: حَسَنُ‏ ا لِاخْتِصَار ِ عِنْدَ‏ ا ل ْبَدِ‏ يهَةِ‏ وَال ْغَزَارَة ُ يَوْمَ‏ ا ل ْإ ِط َا ل َةِ‏ .<br />

: مَعْر ِف َة ُ ا ل ْف َصْ‏ ل ِ مِنْا ل ْوَصْ‏ ل ِ .<br />

مَا حَسُنَ‏ إيجَا زُهُ‏ وَق َ ل َّ مَ‏ جَا زُهُ‏ .<br />

:<br />

:<br />

مَا دُون َ الس َّحَر ِ وَف َوْ‏ قَ‏ ا لش ِّعْر ِ ، يَف ُت ُّا ل ْخَرْدَل َ وَ‏ يَ‏ حُط ُّ ال ْ جَنْدَل َ .<br />

مَا ك َث ُرَ‏ إعْ‏ جَا زُهُ‏ وَتَنَاسَبَتْ‏ صُدُورُهُ‏ وَ‏ أ َعْجَا زُهُ‏ .<br />

: ال ْبَل َاغ َة ُ قِل َّة ُ ا ل ْ حَصْر ِ وَ‏ ال ْ جَرَ‏ اءَة ُ عَل َى ال ْبَشَر ِ .<br />

:<br />

وَسَأ َل َ ال ْ حَج َّاجُ‏ ا بْنَ‏ ا ل ْق َرْ‏ يَةِ‏ عَنْ‏ ا ل ْإ ِيجَاز ِ ق َال َ أ َن ْ تَق ُول َ ف َل َا تُبْطِئ َ وَأ َن تُصِيبَ‏ ف َل َا تُ‏ خْطِئ َ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : خَيْرُ‏ ال ْك َل َام ِ ق َلِي ل ٌ عَل َى ك َثِير ٍ دَ‏ لِي ل ُ وَال ْعِي ُّ مَعْنًى ق َصِيرٌ‏ يَ‏ حُو بُهُل َف ْظ ٌ ط َو ِي ل ُ وَفِي ا ل ْك َل َام ِ ف ُ ضُو ل ٌ وَفِيهِ‏ ق َا ل ٌ<br />

وَقِي ل ُ وَأ َم َّا صِ‏ ح َّة ُ ا ل ْمَعَان ِي ف َتَك ُون ُ مِنْ‏ ث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏<br />

وَالث َّان ِي : اسْتِيف َاءُ‏ تَق ْسِيمِهَا حَت َّى ل َا يَدْخُ‏ ل َ فِيهَا مَا ل َيْسَ‏<br />

مِنْهَا وَل َا يَ‏ خْرُجَ‏ عَنْهَا مَا هُوَ‏ فِيهَا .<br />

وَالث َّالِث ُ<br />

: صِ‏ ح َّة ُ مُق َا بَل َا تِهَا .<br />

وَ‏ ا ل ْمُق َا بَل َة ُ تَك ُون ُ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

.<br />

: أ َحَدُهَا : إيضَاحُ‏ تَف ْسِير ِهَا حَت َّى ل َا تَك ُون َ مُشْكِل َة ً وَل َا مُ‏ جْمَل َة ً .<br />

: أ َحَدُهُمَا مُق َا بَل َة ُ ال ْمَعْنَى ب ِمَا يُوَ‏ افِق ُهُ‏ وَحَقِيق َة ُ هَذِهِ‏ ال ْمُق َارَ‏ بَةِ‏ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَعَان ِيَ‏ تَصِيرُ‏ مُتَشَاكِل َة ً .<br />

وَالث َّان ِي مُق َا بَل َتُهُ‏ ب ِمَا يُضَاد ُّهُ‏ وَهُوَ‏ حَقِيق َة ُ ا ل ْمُق َا بَل َةِ‏<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِل ْمُق َا بَل َةِ‏ إل َّا أ َحَدُ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ : ا ل ْمُوَ‏ اف َق َة ُ فِي ا لِا ئ ْتِل َافِ‏ وَا ل ْمُضَاد َّة ُ مَعَ‏ الِاخْتِل َافِ‏<br />

ف َأ َم َّا ف َصَاحَة ُ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ ف َتَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ َوْجُهٍ‏<br />

وَالث َّان ِي<br />

عَام ِّ ي ٌّ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

أ َحَدُهَا<br />

: مُجَا نَبَة ُ ال ْغَر ِيب ِا ل ْوَحْشِي ِّ حَت َّى ل َا يَمُ‏ ج َّهُ‏ سَمْعٌ‏ وَل َا يَنْفِرُ‏ مِنْهُ‏ ط َبْعٌ‏ .<br />

: تَنَك ُّبُ‏ ا لل َّف ْظِا ل ْمُسْتَبْذ َل ِ ، وَال ْعُدُول ُ عَنْ‏ ال ْك َل َام ِا ل ْمُسْتَرْذ َل ِ ، حَت َّى ل َايَسْتَسْقِط َهُ‏ خَاص ِّ ي ٌّ وَل َا يَنْبُوَ‏ عَنْ‏ ف َهْمِهِ‏<br />

ك َمَا ق َال َ ال ْ جَاحِظ ُ فِي كِتَاب ِ ال ْبَيَانِ‏<br />

: أ َم َّا أ َنَا ف َل َمْ‏ أ َرَ‏ ق َوْمًا أ َمْث َ ل َ ط َر ِ يق َة ً فِي ا ل ْبَل َاغ َةِ‏ مِنْ‏ ال ْك ُت َّاب ِ وَذ َلِكَ‏ أ َن َّهُمْ‏ ق َدْا ل ْتَمَسُو ا<br />

مِنْ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ مَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مُتَوَع ِّرًا وَحْشِيا وَل َا سَاقِط ًا عَام ِّيا .<br />

وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَك ُون َ بَيْنَ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ ك َا ل ْق َوَا لِب ِ لِمَعَان ِيهَا ف َل َا تَز ِ يدُ‏ عَل َيْهَا وَل َا تَنْق ُصُ‏ عَنْهَا<br />

وَق َال َ ب ِشْرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُعْتَمِر ِ ، فِي وَ‏ صِي َّتِهِ‏ فِي ا ل ْبَل َاغ َةِ‏<br />

.<br />

:<br />

إذ َا ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ ا لل َّف ْظ َة َ وَ‏ اقِعَة ً مَوْقِعَهَا ، وَل َا صَا ئِرَة ً إل َى مُسْتَق َر ِّهَا ، وَل َا<br />

حَا ل َّة ً فِي مَرْك َز ِهَا ، بَل ْ وَجَدْهت َا ق َلِق َة ً فِي مَك َان ِهَا ، نَافِرَة ً عَنْ‏ مَوْضِعِهَا ، ف َل َا تُك ْر ِهُهَا عَل َى ال ْق َرَار ِ فِي غ َيْر ِ مَوْضِعِهَا ،<br />

ف َإ ِن َّك إن ْ ل َمْ‏ تَتَعَاط َ ق َر ِيضَ‏ الش ِّعْر ِ ال ْمَوْزُونِ‏ ، وَل َمْ‏ تَتَك َل َّفْ‏ اخْتِيَارَ‏ ال ْك َل َام ِ ال ْمَنْث ُور ِ ، ل َمْ‏ يَعِبْك ب ِتَرْكِ‏ ذ َ لِكَ‏ أ َحَ‏ ‏ٌد .


وَإ ِذ َا أ َ نْتَ‏ تَك َل َّف ْتَهُمَا وَل َمْ‏ تَك ُنْ‏ حَاذِق ًا فِيه ِمَا عَابَك مَنْ‏ أ َ نْتَ‏ أ َق َ ل ُّ عَيْبًا مِنْهُ‏ ، وَأ َزْرَى عَل َيْك مَنْ‏ أ َ نْتَ‏ ف َوْق َهُ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُنَاسَبَة ُ ف َه ِيَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْمَعْنَى يَلِيقُ‏ ب ِبَعْض ِ ال ْأ َ ل ْف َاظِ‏ إم َّا لِعُرْفٍ‏ مُسْتَعْمَ‏ ل ٍ ، أ َوْ‏ لِا ت ِّف َا ق ٍ مُسْتَ‏ حْسَن ٍ ، حَت َّى إذ َا<br />

ذ َك َرْت تِل ْكَ‏ ا ل ْمَعَا ن ِيَ‏ بَعْدَ‏ تِل ْكَ‏ ال ْأ َل ْف َاظِ‏ ك َانَتْ‏ نَافِرَة ً عَنْهَا ، وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ أ َف ْصَ‏ حَ‏ وَ‏ أ َوْضَ‏ حَ‏ لِاعْتِيَادِ‏ مَا سِوَ‏ اهَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

ل َا يَك ُون ُ ال ْبَلِيغ ُ بَلِيغًا حَت َّى يَك ُون َ مَعْنَى ك َل َامُهُ‏ أ َسْبَقَ‏ إل َى ف َهْمِك مِنْ‏ ل َف ْظِهِ‏ إل َى سَمْعِك<br />

.<br />

:<br />

}<br />

وَأ َم َّا مُعَاط َاة ُ ال ْإ ِعْرَاب ِ وَتَ‏ جَن ُّبُ‏ ا لل َّ حَن ِ ف َإ ِن َّمَا هُوَ‏ مِنْ‏ صِف َاتِ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ وَال ْبَل َاغ َة ُ أ َعْل َى مِنْهُ‏ رُ‏ تْبَة ً ، وَأ َشْرَفُ‏ مَنْز ِ ل َة ً .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ ل َ حَنَ‏ فِي ك َل َامِهِمُ‏ دْخَ‏ ل ٌ فِي ال ْأ ُدَبَاءِ‏ ف َضْل ًا عَنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ فِي عِدَ‏ ادِ‏ ا ل ْبُل َغَاءُ‏ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْك َل َام ِ آدَابًا إن ْ أ َغ ْف َل َهَا ا ل ْمُتَك َل ِّمُ‏ أ َذ ْهَبَ‏ رَوْ‏ نَقَ‏ ك َل َامِهِ‏ ، وَط َمَسَ‏ بَهْ‏ جَة َ بَيَا ن ِهِ‏ ، وَل َهَا الن َّا سَ‏ عَنْ‏ مَ‏ حَاسِن ِ ف َضْلِهِ‏<br />

ب ِمُسَاو ِي أ َدَ‏ ب ِهِ‏ ، ف َعَدَ‏ ل ُو ا عَنْ‏ مَنَاقِب ِهِ‏ ب ِذِك ْر ِ مَث َا لِب ِهِ‏ .<br />

ف َمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ ل َا يَتَ‏ جَاوَزَ‏ فِي مَدْح ٍ وَل َا يُسْر ِفَ‏ فِي ذ َم ٍّ وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ الن َّزَ‏ اهَة ُ عَنْ‏ ال ذ َّم ِّ ك َرَمًا وَ‏ الت َّجَاوُ‏ زُ‏ فِيا ل ْمَدْح ِ مَل َق ًا<br />

يَصْدُ‏ رُ‏ عَنْ‏ مَهَا نَةٍ‏ .<br />

وَ‏ الس َّرَفُ‏ فِي ا ل ذ َّم ِّ ا نْتِق َامٌ‏ يَصْدُ‏ رُ‏ عَنْ‏ شَر ٍّ ، وَكِل َاهُمَا شَيْنٌ‏ وَ‏ إ ِن ْ سَلِمَ‏ مِنْ‏ ا ل ْك َذِب ِ .<br />

يُرْوَى أ َ ن َّهُ‏ ل َم َّا ق َدِمَ‏ عَل َى رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَف ْدُ‏ تَمِيم ٍ سَأ َل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَمْرَو<br />

بْنَ‏ ا ل ْأ َهْتَم ِ عَنْ‏ ق َيْس ِ بْن ِ عَا صِم ٍ ف َمَدَحَهُ‏ ، ف َق َال َق َيْ‏ سٌ‏ : وَا َ لل َّهِ‏ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ل َق َدْ‏ عَلِمَ‏ أ َن ِّي خَيْرٌ‏ مِم َّا وَ‏ صَفَ‏ وَل َكِنْ‏<br />

حَسَدَن ِي ، ف َذ َم َّهُ‏ عَمْرٌو وَق َال َ<br />

:<br />

وَا َلل َّهِ‏ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ل َق َدْ‏ صَدَق ْت فِي ال ْأ ُول َى وَمَا ك َذ َ بْت فِي ال ْأ ُخْرَى ؛ لِأ َن ِّي رَضِيتُ‏ فِي<br />

ال ْأ ُول َى ف َق ُل ْت أ َحْسَنَ‏ مَا عَلِمْت وَسَخِط ْت فِي ال ْأ ُخْرَى ف َق ُل ْت أ َق ْبَ‏ حَ‏ مَا عَلِمْت<br />

ف َق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ مِنْ‏ ال ْبَيَانِ‏ ل َسِحْرًا { .<br />

عَل َى أ َن َّ ا لس َّل َامَة َ<br />

.<br />

:<br />

مِنْ‏ ال ْك َذِب ِ فِيا ل ْمَدْح ِ وَ‏ ال ذ َّم ِّ مُتَعَذ ِّرَة ٌ ل َا سِي َّمَا إذ َا مَدَحَ‏ تَق َر ُّبًا وَذ َم َّ تَحَن ُّق ًا .<br />

وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َحْنَفِ‏ بْن ِ ق َيْس ٍ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : سَه ِرْت ل َيْل َتِي أ ُف َك ِّرُ‏ فِي ك َلِمَةٍ‏ أ ُرْضِي ب ِهَا سُل ْط َان ِي وَل َا أ ُسْ‏ خِط ُ ب ِهَا رَ‏ ب ِّي ف َمَا<br />

وَجَدْهت َا .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏<br />

قِي ل َ<br />

:<br />

:<br />

إن َّ الر َّجُ‏ ل َ ل َيَدْخُ‏ ل ُ عَل َى الس ُّل ْط َانِ‏ وَمَعَهُ‏ دِ‏ ينُهُ‏ ف َيَ‏ خْرُجُ‏ وَمَا مَعَهُ‏ دِينُهُ‏ .<br />

: وَك َيْفَ‏ ذ َلِكَ‏ ؟ ق َال َ يُرْضِيهِ‏ ب ِمَا يُسْ‏ خِط ُ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ .<br />

وَسَمِعَ‏ ا بْنُ‏ الر ُّومِي ِّ رَجُل ًا يَصِفُ‏ رَجُل ًا وَ‏ يُبَا لِغ ُ فِي مَدْحِهِ‏ ف َأ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : إذ َا مَا وَ‏ صَف ْتَ‏ امْرَ‏ أ ً لِامْر ِئ ٍ ف َل َا تَغْ‏ ل ُ فِي وَ‏ صْفِهِ‏<br />

وَاق ْصِدْ‏ ف َإ ِن َّك إن ْ تَغْ‏ ل ُ تَغْ‏ ل ُ ا لظ ُّنُون ُ فِيهِ‏ إل َى ال ْأ َمَدِا ل ْأ َ بْعَدِ‏ ف َيَضْأ َل ُ مِنْ‏ حَيْث ُ عَظ َّمْتَهُ‏<br />

لِف َضْ‏ ل ِ ا ل ْمَغِيب ِ عَل َى ا ل ْمَشْهَدِ‏<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ ل َا تَبْعَث َهُ‏ ا لر َّغ ْبَة ُ وَا لر َّهْبَة ُ عَل َى الِاسْتِرْسَال ِ فِي وَعْدٍ‏ أ َوْ‏ وَعِيدٍ‏ يَعْج ِزُ‏ عَنْهُمَا وَل َا يَق ْدِرُ‏ عَل َى ا ل ْوَف َاءِ‏ ب ِه ِمَا .<br />

ف َإ ِن َّ مَنْ‏ أ َط ْل َقَ‏ ب ِه ِمَا لِسَا نَهُ‏ وَأ َرْسَ‏ ل َ فِيه ِمَا عِنَا نَهُ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَسْتَث ْقِل ْ مِنْ‏ ا ل ْق َوْل ِ مَا يَسْتَث ْقِل ُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ، صَارَ‏ وَعْدُهُ‏ نَك ْث ًا<br />

وَوَعِيدُهُ‏ عَجْزًا .<br />

ق َال َ<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ‏ دَاوُد عَل َيْه ِمَا ا لس َّل َامُ‏ ، مَر َّ ب ِعُصْف ُور ٍ يَدُو رُ‏ حَوْل َ عُصْف ُورَةٍ‏ ف َق َال َ لِأ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏<br />

ل َهَا ؟ ق َال ُوا ل َا يَا نَب ِي َّ ا لل َّهِ‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

: إ ن َّهُ‏ يَخْط ُبُهَا لِنَف ْسِهِ‏ وَ‏ يَق ُول ُ ل َهَا زَو ِّج ِين ِي نَف ْسَك أ ُسْكِنُكِ‏ أ َي َّ غ ُرَفِ‏ دِمَشْقَ‏ شِئ ْتِ‏ .<br />

هَل ْ تَدْرُون َ مَا يَق ُول ُ<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ : ك َذ َبَ‏ ا ل ْعُصْف ُو رُ‏ ف َإ ِن َّ غ ُرَفَ‏ دِمَشْقَ‏ مَبْن ِي َّة ٌ ب ِالص ُّ خُور ِ ل َا يَق ْدِرُ‏ أ َن ْ يُسْكِنَهَا هُنَاكَ‏ ، وَل َكِنْ‏ ك ُ ل ُّ خَاطِب ٍ


ك َاذِ‏ بٌ‏ .<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏<br />

ا ضْطِرَا رٌ‏ .<br />

} :<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إن ْ ق َال َ ق َوْل ًا حَق َّق َهُ‏ ب ِفِعْلِهِ‏ ، وَإ ِذ َا تَك َل َّمَ‏ ب ِك َل َام ٍ صَد َّق َهُ‏ ف َعَمِل َهُ‏ ، ف َإ ِن َّ إرْسَال َ ا ل ْق َوْل ِ اخْتِ‏ يَا رٌ‏ ، وَا ل ْعَمَ‏ ل َ ب ِهِ‏<br />

وَ‏ ل َئِنْ‏ يَف ْعَ‏ ل َ مَا ل َمْ‏ يَق ُل ْ أ َجْمَ‏ ل ُ مِنْ‏ أ َن ْ يَق ُول َ مَا ل َمْ‏ يَف ْعَل ْ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : أ َحْسَنُ‏ ا ل ْك َل َام ِ مَا ل َا يُ‏ حْتَاجُ‏ فِيهِ‏ إل َى ا ل ْك َل َام ِ أ َيْ‏ يَك ْتَفِي ب ِا ل ْفِعْ‏ ل ِ مِنْ‏ ا ل ْق َوْل ِ .<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏ : ال ْق َوْل ُ مَا صَد َّق َهُ‏ ال ْفِعْل ُ وَال ْفِعْل ُ مَا وَك َّدَهُ‏ ال ْعَق ْل ُ ل َا يَث ْبُتُ‏ ال ْق َوْل ُ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ يُقِل ُّهُ‏ مِنْ‏ تَ‏ حْتِهِ‏<br />

ال ْأ َصْ‏ ُل<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ يُرَ‏ اعِيَ‏ مَ‏ خَار ِجَ‏ ك َل َامِهِ‏ ب ِحَسَب ِ مَق َا صِدِهِ‏ وَأ َغ ْرَا ضِهِ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ تَرْغِيبًا ق َرَ‏ نَهُ‏ ب ِا لل ِّين ِ وَالل ُّط ْفِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

تَرْهِيبًا خَل َط َهُ‏ ب ِال ْخُشُو نَةِ‏ وَال ْعُنْفِ‏ ، ف َإ ِن َّ لِينَ‏ ا لل َّف ْظِ‏ فِي الت َّرْهِيب ِ وَخُشُو نَتُهُ‏ فِي ا لت َّرْغِيب ِ خُرُو جٌ‏ عَنْ‏ مَوْضِعِه ِمَاوَتَعْطِي ل ٌ<br />

لِل ْمَق ْصُودِ‏ ب ِه ِمَا ، ف َيَصِيرُ‏ ال ْك َل َامُ‏ ل َغْوًا وَا ل ْغَرَضُا ل ْمَق ْصُودُ‏ ل َهْوًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ‏ ا لد ُّؤَ‏ لِي ُّ لِا بْن ِهِ‏ : يَا بُنَي َّ إن ْ ك ُنْت فِي ق َوْم ٍ ف َل َا تَتَك َل َّمْ‏ ب ِك َل َام ِ مَنْ‏ هُوَ‏ ف َوْق َك ف َيَمْق ُتُوك ، وَل َا ب ِك َل َام ِ مَنْ‏<br />

هُوَ‏ دُونَك ف َيَزْدَرُوك .<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ ل َا يَرْف َعَ‏ ب ِك َل َامِهِ‏ صَوْتًا مُسْتَنْك َرًا وَل َا يَنْزَعِ‏ جَ‏ ل َهُ‏ ا نْز ِعَاجًا مُسْتَهْجَنًا ، وَ‏ ل ْيَك ُف َّ عَنْ‏ حَرَك َةٍ‏ تَك ُون ُ ط َيْشًا<br />

وَعَنْ‏ حَرَك َةٍ‏ تَك ُون ُ عِيا ، ف َإ ِن َّ نَق ْصَ‏ ا لط َّيْش ِ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ِ ا ل ْبَل َاغ َةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ أ َن َّ ال ْحَ‏ ج َّاجَ‏ ق َال َلِأ َعْرَ‏ اب ِي ٍّ ‏:أ َ خَطِيبٌ‏ أ َنَا ؟ ق َال َ : نَعَمْ‏ ل َوْل َا أ َن َّك تُك ْثِرُ‏ ا لر َّد َّ ، وَ‏ تُشِيرُ‏ ب ِال ْيَدِ‏ ، وَ‏ تَق ُول ُ أ َم َّا بَعْدُ‏ .<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ يَتَ‏ جَاف َى هَ‏ جَرَا ل ْق َوْل ِ وَمُسْتَق ْبَ‏ حَ‏ ا ل ْك َل َام ِ ، وَل ْيَعْدِل ْ إل َى ال ْكِنَا يَةِ‏ عَم َّا يُسْتَق ْبَ‏ حُ‏ صَر ِيحُهُ‏ وَ‏ يُسْتَهْ‏ جَنُ‏ ف َصِي حُهُ‏<br />

؛ لِيَبْل ُغ َ ا ل ْغَرَضَ‏ وَ‏ لِسَا نُهُ‏ نَز ِهٌ‏ وَ‏ أ َدَ‏ بُهُ‏ مَ‏ صُون ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ فِي ق َوْله تَعَا ل َى وَإ ِذ َا مَر ُّوا ب ِا لل َّغْو ِ مَر ُّوا كِرَ‏ امًا<br />

ق َال َ : ك َانُوا إذ َا ذ َك َرُو ا ا ل ْف ُرُوجَ‏ ك َن َّوْا عَنْهَا .<br />

وَك َمَا أ َ ن َّهُ‏ يَصُون ُ لِسَا نَهُ‏ عَنْ‏ ذ َ لِكَ‏ ف َهَك َذ َا يَصُون ُ عَنْهُ‏ سَمْعَهُ‏ ، ف َل َا يَسْمَعُ‏ خَنَاءً‏ وَل َا يُصْغِي إل َى ف ُحْش ٍ ف َإ ِن َّ سَمَا عَ‏ ال ْف ُحْ‏ ِش<br />

. {<br />

دَا ع ٍ إل َى إظ ْهَار ِهِ‏ ، وَذ َر ِ يعَة ٌ إل َى إنْك َار ِهِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا وَجَدَ‏ عَنْ‏ ال ْف ُحْش ِ مَعْر ِضًا ك َف َّ ق َا ئِل ُهُ‏ وَك َان َ إعْرَ‏ ا ضُهُ‏ أ َحَدَ‏ ا لن َّكِيرَ‏ يْن ِ ، ك َمَا أ َن َّ سَمَاعَهُ‏ أ َحَ‏ دُ‏ ا ل ْبَاعِث َيْن ِ<br />

وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ال ْحَسَن ِ بْنُ‏ ال ْ حَار ِثِ‏ ا ل ْهَاشِمِي ُّ : تَ‏ حَر َّ مِنْ‏ ا لط ُّرُ‏ ق ِ أ َوْسَاط َهَا وَعُدْ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَوْ‏ ضِع ِ ال ْمُشْتَب ِهْ‏ وَسَمْعَك صُنْ‏ عَنْ‏<br />

ق َب ِيح ِ ال ْك َل َا م ِ ك َصَوْنِ‏ ا لل ِّسَانِ‏ عَنْ‏ ا لن ُّط ْق ِ ب ِهِ‏ ف َإ ِن َّك عِنْدَ‏ اسْتِمَا ع ِ ا ل ْق َب ِي ح ِ شَر ِ ي كٌ‏ لِق َا ئِلِهِ‏ ف َا نْتَب ِهْ‏ وَمِم َّا يَجْر ِي مَجْرَى ف ُ حْش ِ<br />

ا ل ْق َوْل ِ وَهَ‏ جْر ِهِ‏ فِي وُجُوب ِ اجْتِنَا ب ِهِ‏ ، وَل ُزُوم ِ تَنَك ُّب ِهِ‏ ، مَا ك َان َ شَن ِيعَ‏ ا ل ْبَدِ‏ يهَةِ‏ مُسْتَنْك َرَ‏ ا لظ َّاهِر ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ عَقِبَ‏ ا لت َّأ َم ُّ ل ِ<br />

سَلِيمًا ، وَ‏ بَعْدَا ل ْك َشْفِ‏ وَا لر َّو ِ ي َّةِ‏ مُسْتَقِيمًا ، ك َا َل َّذِي رَوَ‏ اهُا ل ْأ َزْدِي ُّ عَنْ‏ ا لص ُّو لِي ِّ لِبَعْض ِ ا ل ْمُتَك َل ِّفِينَ‏ مِنْ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ إن َّن ِي شَيْ‏ خٌ‏<br />

ك َب ِيرٌ‏ ك َافِرٌ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ سِير ِي أ َ نْتِ‏ رَب ِّي وَإ ِل َه ِي رَ‏ از ِ قُ‏ ا لط ِّف ْ ل ِ الص َّغِير ِ يُر ِ يدُ‏ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ ك َافِرٌ‏ أ َيْل َاب ِ سٌ‏ ؛ لِأ َن َّ ال ْك ُف ْرَ‏ الت َّغْطِيَة ُ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ سُم ِّيَ‏ ال ْك َافِرُ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ ك َافِرًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ غ َط َّى ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ‏ ب ِمَعْصِيَتِهِ‏ .<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ سِير ِي يُق ْسِمُ‏ عَل َيْهَا أ َن ْ تَسِيرَ‏ .<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ أ َ نْتَ‏ رَب ِّي يَعْن ِي رَب ِّي وَل َدَك مِنْ‏ ا لت َّرْ‏ ب ِيَةِ‏ .<br />

.


وَإ ِل َه ِي رَ‏ از ِ قُ‏ ا لط ِّف ْ ل ِ ا لص َّغِير ِ ك َمَا أ َ ن َّهُ‏ رَ‏ از ِ قُ‏ ال ْوَل َدِ‏ ال ْك َب ِير ِ .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ إل َى هَذ َا الت َّك َل ُّفِ‏ ا لش َّن ِيع ِ ، وَ‏ الت َّعَم ُّق ِ ا ل ْبَشِيع ِ ، مَا اعْتَاضَ‏ مِنْ‏ حَيْث ُ<br />

ال ْبَدِيهَة ُ إذ َا سَل َّمَ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْفِك ْر ِ وَا لر َّو ِ ي َّةِ‏ إل َّا ل ُؤْمًا إن ْ حَسُنَ‏ فِيهِ‏ ا لظ َّن ُّ ، أ َوْ‏ ذ َما إن ْ ق َو ِيَ‏ فِيهِ‏ الِارْتِيَابُ‏ .<br />

وَق َل َّمَا يَك ُون ُ ذ َ لِكَ‏ إل َّا مِنْ‏ خَلِيع ٍ بَطِر ٍ أ َوْ‏ مُرْ‏ تَاب ٍ أ َشِر ٍ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْ حَدِ‏ يث ُا ل ْمَرْو ِي ُّ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

الت َّل ْب ِيس ِ .<br />

وَفِي تَأ ْو ِ يلِهِ‏ وَجْهَانِ‏<br />

:<br />

ل َا تُصَل ُّوا عَل َى ا لن َّب ِي ِّ ‏}ف َ خَار ِ جٌ‏ مِنْ‏ هَذ َا الن َّوْ‏ ع ِ مِنْ‏<br />

أ َحَدُهُمَا أ َ ن َّهُ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ا لن َّهْيَ‏ عَنْ‏ ا لص َّل َاةِ‏ فِي ا ل ْمَك َانِا ل ْمُرْ‏ تَفِع ِا ل ْمُحْدَوْدِب ِ ‏،مَأ ْ خُوذ ٌ مِنْ‏ الن َّبْوَةِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي أ َ ن َّهُ‏ أ َرَادَ‏ ا لط َّر ِ يقَ‏ ، وَمِنْهُ‏ سُم ِّيَ‏ رُسُ‏ ل ُ ا لل َّهِ‏ أ َ نْب ِيَاءَ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ‏ ا لط ُّرُ‏ قُ‏ إ ل َيْهِ‏ .<br />

إن َّمَا زَ‏ ال َ عَنْهُ‏ الت َّل ْب ِيسُ‏ إذ َا ق َا ل َهُ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مِنْ‏ ق َوْل ِ غ َيْر ِهِ‏ تَل ْب ِيسًا شَن ِيعًا ؛ لِأ َن َّ مَوْضُوعَ‏ خِط َا ب ِهِ‏ وَشَوَ‏ اهِدَ‏ أ َحْوَا لِهِ‏ يَصْر ِف َانِ‏ ك َل َامَهُ‏ عَنْ‏ ا لت َّ جَو ُّز ِ وَالِاسْتِرْسَا ِل<br />

فِي أ َمْر ٍ أ َوْ‏ نَهْي ٍ إل َى مَا يَ‏ جُو زُ‏ أ َن ْ يَر ِدَ‏ ب ِهِ‏ شَرْ‏ عٌ‏ وَيَنْهَى عَنْهُ‏ نَب ِي ٌّ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يَمْتَن ِعُ‏ ذ َلِكَ‏ فِي غ َيْر ِهِ‏ وَلِذ َلِكَ‏ اف ْتَرَ‏ قَ‏ وُجُودُهُ‏ مِنْهُ‏ وَمِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏<br />

.<br />

وَمِنْ‏ آدَ‏ ا ب ِهِ‏ أ َن ْ يَ‏ جْتَن ِبَ‏ أ َمْث َال َ ا ل ْعَام َّةِ‏ ا ل ْغَوْغ َاءِ‏ وَيَتَخَص َّصَ‏ ب ِأ َمْث َال ِ ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ صِنْفٍ‏ مِنْ‏ الن َّا س ِ أ َمْث َا ل ًا<br />

تُشَاكِل ُهُمْ‏ ، ف َل َا تَ‏ ج ِدْ‏ لِسَاقِطٍ‏ إل َّا مَث َل ًا سَاقِط ًا وَتَشْب ِيهًا مُسْتَق ْبَحًا .<br />

وَ‏ لِلس ُّق َّاطِ‏ أ َمْ‏ ث َا ل ٌ ف َمِنْهَا تَمَث ُّل ُهُمْ‏ لِلش َّيْءِ‏ ال ْمُر ِيب ِ ، ك َمَا ق َال َ ا لص َّنَوْ‏ بَر ِي ُّ : إذ َا مَا ك ُنْتَ‏ ذ َا بَوْل ٍ صَ‏ حِي ح ٍ أ َل َا ف َاضْر ِبْ‏ ب ِهِ‏<br />

وَجْهَ‏ ا لط َّب ِيب ِ وَلِذ َلِكَ‏ عِل َّتَانِ‏ .<br />

: إحْدَاهُمَا<br />

:<br />

أ َن َّ ال ْأ َمْث َال َ مِنْ‏ هَوَ‏ اج ِس ِ ا ل ْه ِمَم ِ وَخَطِرَاتِ‏ الن ُّف ُو س ِ ، وَل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِذِي ا ل ْه ِم َّةِ‏ ا لس َّاقِط َةِ‏ إل َّا مَث َ ل ٌ مَرْذ ُول ٌ ،<br />

وَتَشْب ِيهٌمَعْل ُو ل ٌ .<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ أ َن َّ ال ْأ َمْث َال َ مُسْتَخْرَجَة ٌ مِنْ‏ أ َحْوَ‏ ال ِ ا ل ْمُتَمَث ِّلِينَ‏ ب ِهَا ، ف َب ِ حَسَب ِ مَا هُمْ‏ عَل َيْهِ‏ تَك ُون ُ أ َمْث َا ل ُهُمْ‏ .<br />

ف َلِهَا تَيْن ِ ا ل ْعِل َّتَيْن ِ وَق َعَ‏ ال ْف َرْقُ‏ بَيْنَ‏ أ َمْث َال ِ ا ل ْ خَا ص َّةِ‏ وَ‏ أ َمْث َال ِ ا ل ْعَام َّةِ‏ .<br />

وَرُب َّمَا أ َ ل َّفَ‏ ا ل ْمُتَخَص ِّصُ‏ مَث َل ًا عَام ِّيا أ َوْ‏ تَشْب ِيهًا رَكِيك ًا ؛ لِك َث ْرَةِ‏ مَا يَط ْرُ‏ قُ‏ سَمْعَهُ‏ مِنْ‏ مُ‏ خَا ل َط َةِ‏ ا ل ْأ َرَاذِل ِ ف َيَسْتَرْسِ‏ ل ُ فِي ضَرْ‏ ب ِهِ‏<br />

مَث َل ًا ف َيَصِيرُ‏ ب ِهِ‏ مَث َل ًا ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ أ َن َّ ا لر َّشِيدَ‏ سَأ َ ل َهُ‏ يَوْمًا عَنْ‏ أ َ نْسَاب ِ بَعْض ِ ا ل ْعَرَب ِ ف َق َال َ : عَل َى ا ل ْخَب ِير ِ<br />

سَق َط ْتَ‏ يَا أ َمِيرَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ .<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ : أ َسْق َط َ ا لل َّهُ‏ جَنْبَيْك أ َ تَخَاط َبُ‏ أ َمِيرَ‏ ا ل ْمُؤْمِن ِينَ‏ ب ِمِث ْ ل ِ هَذ َا ال ْ خِط َاب ِ ؟ ف َك َان َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ ا لر َّ ب ِيع ِ<br />

، مَعَ‏ قِل َّةِ‏ عِل ْمِهِ‏ أ َعْل َمَ‏ ب ِمَا يُسْتَعْمَ‏ ل ُ مِنْ‏ ال ْك َل َام ِ فِي مُ‏ حَاوَرَةِ‏ ال ْ خُل َف َاءِ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ ال َّذِي هُوَ‏ وَ‏ احِدُ‏ عَصْر ِهِ‏ وَق َر ِيعُ‏ دَهْر ِهِ‏ .<br />

وَلِل ْأ َمْث َال ِ مِنْ‏ ا ل ْك َل َام ِ مَوْقِعٌ‏ فِي ال ْأ َسْمَاع ِ وَ‏ تَأ ْثِيرٌ‏ فِي ا ل ْق ُل ُوب ِ ل َا يَك َادُ‏ ا ل ْك َل َامُا ل ْمُرْسَ‏ ل ُ يَبْل ُغ ُ مَبْل َغَهَا ، وَل َا يُؤَث ِّرُ‏ تَأ ْثِيرَهَا ؛ لِأ َن َّ<br />

ا ل ْمَعَان ِيَ‏ ب ِهَا ل َا ئِ‏ حَة ٌ ، وَا لش َّوَ‏ اهِدَ‏ ب ِهَا وَاضِ‏ حَة ٌ ، وَا لن ُّف ُو سَ‏ ب ِهَا وَ‏ امِق َة ٌ ، وَال ْق ُل ُوبَ‏ ب ِهَا وَا ثِق َة ٌ ، وَال ْعُق ُول ُ ل َهَا مُوَ‏ افِق َ ٌة .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ ضَرَبَ‏ ا لل َّهُ‏ ال ْأ َمْث َال َ فِي كِتَا ب ِهِ‏ ال ْعَز ِيز ِ<br />

وَجَعَل َهَا مِنْ‏ دَ‏ ل َائِ‏ ل ِ رُسُلِهِ‏ وَ‏ أ َوْضَ‏ حَ‏ ب ِهَا ال ْحُ‏ ج َّة َ عَل َى خَل ْقِهِ‏ ؛ لِأ َن َّهَا فِي ال ْعُق ُول ِ مَعْق ُول َة ٌ ، وَفِي ا ل ْق ُل ُوب ِمَق ْبُول َة ٌ .<br />

وَل َهَا أ َرْ‏ بَعَة ُ شُرُوطٍ‏<br />

وَالث َّان ِي<br />

: أ َحَدُهَا : صِ‏ ح َّة ُ الت َّشْب ِيهِ‏ .<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ ال ْعِل ْمُ‏ ب ِهَا سَاب ِق ًاوَا ل ْك ُ ل ُّ عَل َيْهَا مُوَافِق ًا .


وَالث َّالِث ُ : أ َن ْ يُسْر ِ عَ‏ وُصُول ُهَا لِل ْف َهْم ِ ، وَ‏ يُعَج َّ ل َ تَصَو ُّرُهَا فِيا ل ْوَهْم ِ ، مِنْ‏ غ َيْر ِ ارْ‏ تِيَاءٍ‏ فِياسْتِ‏ خْرَ‏ اج ِهَا وَل َا ك َ د ٍّ فِي<br />

اسْتِنْبَاطِهَا .<br />

وَالر َّاب ِعُ‏ :<br />

أ َن ْ تُنَاسِبَ‏ حَال َ ا لس َّامِع ِ لِتَك ُون َ أ َ بْل َغ َ تَأ ْثِيرًا وَأ َحْسَنَ‏ مَوْقِعًا<br />

.<br />

:<br />

ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ‏ فِي ال ْأ َمْث َال ِ ا ل ْمَضْرُو بَةِ‏ هَذِهِ‏ الش ُّرُوط ُا ل ْأ َرْ‏ بَعَة ُ ك َانَتْ‏ ز ِ ينَة ً لِل ْك َل َام ِ وَجَل َاءً‏ لِل ْمَعَان ِي وَتَدَب ُّرًا لِل ْأ َف ْهَا ِم .<br />

الص َّبْرُ‏ وَا ل ْجَزَ‏ عُ‏ ال ْف َصْل ُ الث َّان ِي فِي الص َّبْر ِ وَال ْ جَزَ‏ ع ِ اعْل َمْ‏ أ َن َّ مِنْ‏ حُسْن ِ الت َّوْفِيق ِ وَ‏ إ ِمَارَاتِ‏ الس َّعَادَةِ‏ الص َّبْرُ‏ عَل َى<br />

ال ْمُلِم َّاتِ‏ وَا لر ِّف ْق ِ عِنْدَ‏ الن َّوَاز ِل ِ ، وَ‏ ب ِهِ‏ نَزَل َ ال ْكِتَابُ‏ وَجَاءَتْ‏ ا لس ُّن َّة ُ .<br />

: } ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

يَا أ َي ُّهَا ال َّذِينَ‏ آمَنُوا اصْب ِرُوا وَصَاب ِرُوا وَرَاب ِط ُوا وَات َّق ُوا ا لل َّهَ‏ ل َعَل َّك ُمْ‏ تُف ْلِ‏ حُون َ<br />

يَعْن ِي اصْب ِرُوا عَل َى مَا اف ْتَرَضَ‏ ا لل َّهُ‏ عَل َيْك ُمْ‏ ، وَصَاب ِرُوا عَدُو َّك ُمْ‏ ، وَرَابَط ُوا فِيهِ‏ تَأ ْو ِ يل َانِ‏<br />

وَالث َّان ِي : عَل َى ا نْتِظ َار ِ الص َّل َوَاتِ‏ .<br />

وَعَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

الد َّرَجَاتِ‏ ؟ ق َال ُوا<br />

. {<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا : عَل َى ال ْ ج ِهَادِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

: بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ .<br />

} أ َل َا أ َدُ‏ ل ُّك ُمْ‏ عَل َى مَا يُحْب ِط ُ ا لل َّهُ‏ ب ِهِ‏ ال ْ خَط َايَا وَ‏ يَرْف َعُ‏ ب ِهِ‏<br />

ق َال َ : إسْبَا غ ُ ا ل ْوُ‏ ضُوءِ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْمَك َار ِهِ‏ وَك َث ْرَة ُ ال ْخُط َى إل َى ا ل ْمَسْج ِدِ‏ وَ‏ انْتِظ َارُ‏ الص َّل َاةِ‏ بَعْدَ‏ الص َّل َاةِ‏ ف َذ َلِك ُمْ‏ ا لر ِّ بَاط ُ { .<br />

ف َنَزَل َ ال ْكِتَابُ‏ ب ِتَأ ْكِيدِ‏ الص َّبْر ِ فِيمَا أ َمَرَ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ نَدَبَ‏ إل َيْهِ‏ ، وَجَعَل َهُ‏ مِنْ‏ عَزَ‏ ا ئِم ِ الت َّق ْوَى فِيمَا اف ْتَرَ‏ ضَهُ‏ وَحَث َّ عَل َيْهِ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

.<br />

:<br />

} ا لص َّبْرُ‏ سِتْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْك ُرُوب ِ وَعَوْن ٌ عَل َى ا ل ْ خُط ُوب ِ<br />

. {<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ : ا لص َّبْرُ‏ مَطِي َّة ٌ ل َا تَك ْبُو ، وَا ل ْق َنَاعَة ُ سَيْفٌ‏ ل َا يَنْبُو .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ ل َمْ‏ أ َسْمَعْ‏ أ َعْ‏ جَبَ‏ مِنْ‏ ق َوْل ِ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ل َوْ‏ أ َن َّ ا لص َّبْرَ‏ وَا لش ُّك ْرَ‏ يُعَي ِّرَ‏ انِ‏ مَا<br />

بَال َيْت أ َي َّهُمَا رَكِبْتُ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ،<br />

:<br />

مِنْ‏ خَيْر ِ خِل َا لِك ا لص َّبْرُ‏ عَل َى اخْتِل َا لِك .<br />

أ َف ْضَ‏ ل ُ ا ل ْعُد َّةِ‏ ا لص َّبْرُ‏ عَل َى الش ِّ د َّةِ‏ .<br />

مَنْ‏ أ َحَب َّ ا ل ْبَق َاءَ‏ ف َل ْيُعِد َّ لِل ْمَصَا ئِب ِ ق َل ْبًا صَبُورًا .<br />

: ب ِا لص َّبْر ِ عَل َى مَوَ‏ اقِع ِ ال ْك ُرْهِ‏ تُدْ‏ رَكُ‏ ا ل ْ حُظ ُوظ ُ .<br />

وَهُوَ‏ عُبَيْدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْأ َ بْرَص ِ : صَب ِّرْ‏ ا لن َّف ْسَ‏ عِنْدَ‏ ك ُ ل ِّ مُلِ‏ م ٍّ إن َّ فِي ا لص َّبْر ِ حِيل َة َا ل ْمُحْتَال ِ ل َا تُضَي ِّق َن َّ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ف َق َدْ‏ تُك ْشَفُ‏<br />

غِمَاؤُهَا ب ِغَيْر ِ احْتِيَال ِ رُب َّمَا تَ‏ جْزَ‏ عُ‏ ا لن ُّف ُو سُ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َمْر ِ ل َهُف ُرْ‏ جَة ٌ ك َحِ‏ ل ِّ ال ْعِق َال ِ وَق َال َ ا بْنُ‏ ال ْمُق َف َّع ِ فِي كِتَاب ِ ا ل ْيَتِيمَةِ‏<br />

: الص َّبْرُ‏<br />

:<br />

صَبْرَ‏ انِ‏ ف َالل ِّئ َامُ‏ أ َ صْبَرُ‏ أ َجْسَامًا ، وَال ْكِرَامُ‏ أ َ صْبَرُ‏ نُف ُوسًا .<br />

وَل َيْسَ‏ الص َّبْرُ‏ ال ْمَمْدُوحُ‏ صَاحِبُهُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ الر َّجُ‏ ل ُ ق َو ِي َّ ال ْجَسَدِ‏ عَل َى ال ْك َ د ِّ وَ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ِ ؛ لِأ َن َّ هَذ َا مِنْ‏ صِف َاتِ‏ ال ْ حَمِير ِ ،<br />

وَ‏ ل َكِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ لِلن َّف ْس ِ غ َل ُوبًا ، وَ‏ لِل ْأ ُمُور ِ مُتَحَم ِّل ًا ، وَ‏ لِ‏ جَأ ْشِهِ‏ عِنْدَ‏ ال ْ حِف َاظِ‏ مُرْتَب ِط ًا .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ الص َّبْرَ‏ عَل َى سِت َّةِ‏ أ َق ْسَام ٍ ، وَهُوَ‏ فِي ك ُ ل ِّ قِسْم ٍ مِنْهَامَ‏ حْمُودٌ‏ .<br />

ف َأ َو َّل ُ أ َق ْسَامِهِ‏ وَ‏ أ َوْ‏ ل َاهَا ‏:ا لص َّبْرُ‏ عَل َى امْتِث َال ِ مَا أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ - تَعَا ل َى - ب ِهِ‏ ، وَالِانْتِهَاءُ‏ عَم َّا نَهَى ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ؛ لِأ َن َّ ب ِهِ‏ تَ‏ خْل ُصُ‏<br />

ا لط َّاعَة ُ وَب ِهَا يَصِ‏ ح ُّ ا لد ِّ ينُ‏ وَتُؤَد َّى ا ل ْف ُرُو ضُ‏ وَيُسْتَ‏ حَق ُّ الث َّوَابُ‏ ، ك َمَا ق َال َ فِي مُ‏ حْكِم ِ ا ل ْكِتَاب ِ<br />

:<br />

:<br />

} إن َّمَا يُوَف َّى الص َّاب ِرُو َن<br />

أ َجْرَهُمْ‏ ب ِغَيْر ِ حِسَاب ٍ { وَلِذ َلِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } ا لص َّبْرُ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ب ِمَنْز ِ ل َةِ‏ ا لر َّأ ْ س ِ مِنْ‏ ال ْجَسَدِ‏<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ ق َ ل َّ صَبْرُهُ‏ عَل َى ط َاعَةٍ‏ حَظ ٌّ مِنْ‏ ب ِر ٍّ وَل َا نَصِيبٌ‏ مِنْ‏ صَل َاح ٍ ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يَرَ‏ لِنَف ْسِهِ‏ صَبْرًا يُك ْسِبُهَا ث َوَابًا .<br />

. {


.<br />

.<br />

وَ‏ يَدْف َعُ‏ عَنْهَا عِق َابًا ، ك َان َ مِنْ‏ سُوءِ‏ الِاخْتِيَار ِ بَعِيدً‏ ا مِنْ‏ ا لر َّشَادِ‏ حَقِيق ًا ب ِالض َّل َا ِل .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

تَط ْل ُبُهُ‏<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

: يَا مَنْ‏ يَط ْل ُبُ‏ مِنْ‏ الد ُّنْيَا مَا ل َا يَل ْ حَق ُهُ‏ أ َتَرْجُو أ َن ْ تَل ْ حَقَ‏ مِنْ‏ ال ْ آخِرَةِ‏ مَا ل َا<br />

: أ َرَ‏ اك امْرَ‏ أ ً تَرْجُو مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَف ْوَهُ‏ وَأ َ نْتَ‏ عَل َى مَا ل َا يُ‏ حِب ُّ مُقِيمُ‏ تَدُ‏ ل ُّ عَل َى الت َّق ْوَى<br />

وَ‏ أ َ نْتَ‏ مُق َ ص ِّرٌ‏ ف َيَا مَنْ‏ يُدَاو ِي الن َّا سَ‏ وَهُوَ‏ سَقِيمُ‏ وَهَذ َا ا لن َّوْ‏ عُ‏ مِنْ‏ ا لص َّبْر ِ إن َّمَا يَك ُون ُ لِف َرْطِ‏<br />

ال ْ جَزَ‏ ع ِ وَشِد َّةِ‏ ال ْ خَوْفِ‏ ف َإ ِن َّ مَنْ‏ خَافَ‏ ا لل َّهَ‏ - عَز َّ وَجَ‏ ل َّ - وَ‏ صَبَرَ‏ عَل َى ط َاعَتِهِ‏ ، وَمَنْ‏ جَزَ‏ عَ‏ مِنْ‏ عِق َا ب ِهِ‏ وَق َفَ‏ عِنْدَ‏ أ َوَ‏ امِر ِهِ‏<br />

وَال ْقِسْمُ‏ الث َّان ِي : ا لص َّبْرُ‏ عَل َى مَا تَق ْتَضِيهِ‏ أ َوْق َا تُهُ‏ مِنْ‏ رَز ِ ي َّةٍ‏ ق َدْ‏ أ َجْهَدَهُ‏ ال ْ حُزْن ُ عَل َيْهَا ، أ َوْ‏ حَادِ‏ ث َةٍ‏ ق َدْ‏ ك َد َّهُا ل ْهَ‏ م ُّ ب ِهَا ف َإ ِن َّ<br />

الص َّبْرَ‏ عَل َيْهَا يَعْق ُبُهُ‏ ا لر َّ احَة ُ مِنْهَا ، وَ‏ يُك ْسِبُهُ‏ ا ل ْمَث ُو بَة َ عَنْهَا .<br />

ف َإ ِن ْ صَبَرَ‏ ط َائِعًا وَإ ِل َّا احْتَمَ‏ ل َ هَم َّا ل َاز ِمًا وَصَبَرَ‏ ك َار ِهًا آثِمًا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَق ُول ُ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى :<br />

ف َل ْيَخْتَرْ‏ رَبا سِوَ‏ ايَ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ لِل ْأ َشْعَثِ‏ بْن ِ ق َيْس ٍ<br />

} :<br />

. {<br />

جَز ِعْتَ‏ جَرَى عَل َيْك ا ل ْق َل َمُ‏ وَ‏ أ َ نْتَمَأ ْزُو رٌ‏ .<br />

:<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَرْضَ‏ ب ِق َضَائِي وَ‏ يَصْب ِرْ‏ عَل َى بَل َائِي<br />

: إن َّك إن ْ صَبَرْت جَرَى عَل َيْك ا ل ْق َل َمُ‏ وَ‏ أ َ نْتَمَأ ْ جُو رٌ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ<br />

وَق َدْ‏ ذ َك َرَ‏ ذ َ لِكَ‏ أ َبُو تَم َّام ٍ فِي شَعْر ِهِ‏ ف َق َال َ وَق َال َ عَلِي ٌّ فِي الت َّعَاز ِي لِأ َشْعَث َ وَخَافَ‏ عَل َيْهِ‏ بَعْضَ‏ تِل ْكَ‏ ا ل ْمَآ ثِم ِ : أ َ تَصْب ِرُ‏<br />

لِل ْبَل ْوَى عَزَ‏ اءً‏ وَخَشْيَة ً ف َتُؤْجَرُ‏ أ َوْ‏ تَسْل ُو سُل ُو َّ ال ْبَهَائِمْ‏ وَق َال َ شَب ِيبُ‏ بْنُ‏ شَيْبَة َ لِل ْمَهْدِي ِّ إن َّ أ َحَق َّ مَا تَصْب ِرُ‏ عَل َيْهِ‏ مَا ل َمْ‏ تَج ِدْ‏<br />

إل َى دَف ْعِهِ‏ سَب ِيل ًا .<br />

:<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ : وَ‏ ل َئِنْ‏ تُصِبْكَ‏ مُصِيبَة ٌ ف َاصْب ِرْ‏ ل َهَا عَظ ُمَتْ‏ مُصِيبَة ُ مُبْتَ‏ ل ٍ ل َا يَصْب ِرُ‏ وَق َال َ آخَرُ‏ : تَصَب َّرْتُ‏ مَغْل ُوبًا وَإ ِن ِّي ل َمُو جَعٌ‏ ك َمَا<br />

صَبَرَ‏ ا لظ َّمْ‏ آن ُ فِي ا ل ْبَل َدِ‏ ا ل ْق َف ْر ِ وَ‏ ل َيْسَ‏ ا صْطِبَار ِي عَنْك صَبْرَ‏ اسْتِط َاعَةٍ‏ وَ‏ ل َكِن َّهُ‏ صَبْرٌ‏ أ َمَر ُّ مِنْ‏ الص َّبْر ِ<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا لث َّا لِث ُ : ا لص َّبْرُ‏ عَل َى مَا ف َاتَ‏ إدْرَ‏ اك ُهُ‏ مِنْ‏ رَغ ْبَةٍ‏ مَرْجُو َّةٍ‏ ، وَ‏ أ َعْوَزَ‏ نَيْل ُهُ‏ مِنْ‏ مَسَر َّةٍ‏ مَأ ْمُو ل َةٍ‏ ف َإ ِن َّ ا لص َّبْرَ‏ عَنْهَا يُعْقِبُ‏<br />

ا لس َّل ْوَ‏ مِنْهَا ، وَا ل ْأ َسَفُ‏ بَعْدَ‏ ال ْيَأ ْ س ِ خَرَ‏ ‏ٌق .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َأ ُو ل َئِكَ‏ ل َهُمْ‏ ال ْأ َمْنُ‏ وَهُمْ‏ مُهْتَدُون َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

} :<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

مَنْ‏ أ ُعْطِيَ‏ ف َشَك َرَ‏ ، وَمُن ِعَ‏ ف َصَبَرَ‏ ، وَظ ُلِمَ‏ ف َغَف َرَ‏ ، وَظ َل َمَ‏ ف َاسْتَغْف َرَ‏ ،<br />

: اجْعَل ْ مَا ط َل َبْته مِنْ‏ الد ُّنْيَا ف َل َمْ‏ تَنَل ْهُ‏ مِث ْ ل َ مَا ل َا يَ‏ خْط ُرُ‏ ب ِبَا لِك ف َل َمْ‏ تَق ُل ْهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ إذ َا مَل َكَ‏ ا ل ْق َضَاءُ‏ عَل َيْك أ َمْرًا ف َل َيْسَ‏ يَ‏ حِل ُّهُ‏ غ َيْرُ‏ ا ل ْق َضَاءِ‏ ف َمَا ل َك وَا ل ْمُق َامُ‏ ب ِدَار ِ ذ ُل ٍّ وَدَ‏ ا رُ‏ ا ل ْعِز ِّ<br />

وَ‏ اسِعَة ُ ا ل ْف َضَاءِ‏ وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ إن ْ ك ُنْت تَ‏ جْزَ‏ عُ‏ عَل َى مَا ف َاتَ‏ مِنْ‏ يَدِك ف َاجْزَعْ‏ عَل َى مَا ل َا يَصِ‏ ل ُ إل َيْك .<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ<br />

حُزْنًا لِمَا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏<br />

:<br />

ل َا تُطِل ْ ال ْحُزْن َ عَل َى ف َا ئِتٍ‏ ف َق َل َّمَا يُجْدِي عَل َيْكَ‏ ال ْ حَزَن ْ سِي َّانِمَ‏ حْزُون ٌ عَل َى ف َا ئِتٍ‏ وَمُضْمِ‏ ‏ٌر<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا لر َّا ب ِعُ‏ : ا لص َّبْرُ‏ فِيمَا يُخْشَى حُدُو ث ُهُ‏ مِنْ‏ رَهْبَةٍ‏ يَ‏ خَاف ُهَا ، أ َوْ‏ يَحْذ َرُ‏ حُل ُو ل َهُ‏ مِنْ‏ نَك ْبَةٍ‏ يَ‏ خْشَاهَا ف َل َا يَتَعَج َّل ْ هَ‏ م َّ مَا<br />

ل َمْ‏ يَأ ْتِ‏ ، ف َإ ِن َّ أ َك ْث َرَ‏ ا ل ْهُمُوم ِ ك َاذِ‏ بَة ٌ وَ‏ إ ِن َّ ال ْأ َغ ْل َبَ‏ مِنْ‏ ا ل ْ خَوْفِمَ‏ دْف ُو عٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} ب ِا لص َّبْر ِ يُتَوَق َّعُ‏ ال ْف َرْجُ‏ وَمَنْ‏ يُدْمِنُ‏ ق َرْ‏ عَ‏ بَاب ٍ يَلِ‏ جُ‏ { .


:<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ : ل َا تَ‏ حْمِل َن َّ عَل َى يَوْمِك هَ‏ م َّ غ َدِك ، ف َ حَسْبُ‏ ك ُ ل ِّ يَوْم ٍ هَم ُّهُ‏ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا ل ْجَاحِظ ُ لِ‏ حَار ِ ث َة َ بْن ِ زَيْدٍ‏ إذ َا ا ل ْهَ‏ م ُّ أ َمْسَى وَهُوَ‏ دَ‏ اءٌ‏ ف َأ َمْضِهِ‏ وَ‏ ل َسْتَ‏ ب ِمُمْضِيهِ‏ وَ‏ أ َنْتَ‏ تُعَاذِل ُهْ‏ وَل َا تُنْز ِ ل َن َّ أ َمْرَ‏<br />

ا لش َّدِيدَةِ‏ ب ِامْر ِئ ٍ إذ َا هَ‏ م َّ أ َمْرًا عَو َّق َتْهُ‏ عَوَاذِل ُهْ‏ وَق ُل ْ لِل ْف ُؤَ‏ ادِ‏ إن ْ تَج ِدْ‏ ب ِك ث َوْرَة ً مِنْ‏ ا لر َّوْ‏ ع ِ ف َاف ْرَحْ‏ أ َك ْث َرُ‏ ال ْهَ‏ م ِّ بَاطِل ُهْ‏<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا ل ْخَامِسُ‏ ‏:ا لص َّبْرُ‏ فِيمَا يَتَوَق َّعُهُ‏ مِنْ‏ رَغ ْبَةٍ‏ يَرْجُوهَا ، وَ‏ يَنْتَظِرُ‏ مِنْ‏ ن ِعْمَةٍ‏ يَأ ْمُل ُهَا ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ أ َدْهَشَهُ‏ ا لت َّوَق ُّعُ‏ ل َهَا ، وَ‏ أ َذ ْهَل َهُ‏<br />

ا لت َّط َل ُّعُ‏ إل َيْهَا انْسَد َّتْ‏ عَل َيْهِ‏ سُبُ‏ ل ُ ا ل ْمَط َالِب ِ وَ‏ اسْتَف َز َّهُ‏ تَسْو ِي ل ُ ا ل ْمَط َامِع ِ ف َك َان َ أ َ بْعَدَ‏ لِرَجَا ئِهِ‏ وَ‏ أ َعْظ َمَ‏ لِبَل َا ئِهِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ مَعَ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ وَق ُورًا وَعِنْدَ‏ ا لط َّل َب ِ صَبُورًا انْ‏ جَل َتْ‏ عَنْهُ‏ عَمَا يَة ُ الد َّهَش ِ وَانْجَابَتْ‏ عَنْهُ‏ حِيرَة ُ ا ل ْوَ‏ ل َهِ‏ ، ف َأ َبْصَرَ‏ رُشْدَهُ‏<br />

وَعَرَفَ‏ ق َصْدَهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

يَعْن ِي ‏-وَا َلل َّهُ‏ أ َعْل َمُ‏<br />

وَق َال َ أ َك ْث َمُ‏ بْنُ‏ صَيْفِي ٍّ<br />

:<br />

:<br />

‏{ا لص َّبْرُ‏ ضِيَاءٌ‏ { .<br />

- أ َ ن َّهُ‏ يَك ْشِفُ‏ ظ ُل ْمَ‏ ال ْ حِيرَةِ‏ ، وَ‏ يُوَض ِّ حُ‏ حَق َا ئِقَ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />

مَنْ‏ صَبَرَ‏ ظ َفِرَ‏ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ : ك َان َ مَك ْتُوبًا فِي ق َصْر ِ أ َزْدَشِير ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

: ب ِ حُسْن ِ الت َّأ َن ِّي تَسْهُ‏ ل ُ ا ل ْمَط َا لِبُ‏ .<br />

: الص َّبْرُ‏ مِف ْتَاحُ‏ ا لد َّرَكِ‏ .<br />

مَنْ‏ صَبَرَ‏ نَال َ ال ْمُنَى ، وَمَنْ‏ شَك َرَ‏ حَص َّنَ‏ الن ُّعْمَى .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ بَشِير ٍ : إن َّ ا ل ْأ ُمُورَ‏ إذ َا سُد َّتْ‏ مَط َا لِبُهَا ف َالص َّبْرُ‏ يَف ْتَقُ‏ مِنْهَا ك ُ ل َّ مَا ارْتَتَجَا ل َا تَيْأ َسَن َّ وَ‏ إ ِن ْ ط َال َتْ‏ مُط َا ل َبَة ٌ إذ َا<br />

اسْتَعَنْتَ‏ ب ِصَبْر ٍ أ َن ْ تَرَى ف َرَجَا أ َخْلِقْ‏ ب ِذِي الص َّبْر ِ أ َن ْ يَحْظ َى ب ِ حَاجَتِهِ‏ وَمُدْمِن ِ ا ل ْق َرْ‏ ع ِ لِل ْأ َبْوَاب ِ أ َن ْ يَلِجَا<br />

وَال ْقِسْمُ‏ ا لس َّادِ‏ سُ‏<br />

.<br />

: الص َّبْرُ‏ عَل َى مَا نَزَل َ مِنْ‏ مَك ْرُوهٍ‏ أ َوْ‏ حَ‏ ل َّ مِنْ‏ أ َمْر ٍ مَ‏ خُوفٍ‏ .<br />

} :<br />

ف َب ِا لص َّبْر ِ فِي هَذ َا تَنْف َتِ‏ حُ‏ وُجُوهُ‏ ال ْ آرَ‏ اءِ‏ ، وَ‏ تُسْتَدْف َعُ‏ مَك َا ئِدُ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏ ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ ق َ ل َّ صَبْرُهُ‏ عَزَبَ‏ رَ‏ أ ْ يُهُ‏ ‏،وَ‏ اشْتَ‏ د َّ جَزَعُهُ‏ ،<br />

ف َصَارَ‏ صَر ِ يعَ‏ هُمُومِهِ‏ ، وَف َر ِيسَة َ غ ُمُومِهِ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَاصْب ِرْ‏ عَل َى مَا أ َ صَابَك إن َّ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ عَزْم ِ ا ل ْأ ُمُور ِ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

ب ِالر ِّضَى فِي ال ْيَقِين ِ ف َاف ْعَل ْ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ تَسْتَطِعْ‏ ف َاصْب ِرْ‏ ف َإ ِن َّ فِي الص َّبْر ِ عَل َى مَا تَك ْرَهُ‏ خَيْرًا ك َثِيرًا<br />

إن ْ اسْتَط َعْت أ َن ْ تَعْمَ‏ ل َ لِل َّهِ‏<br />

. {<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ الن َّصْرَ‏ مَعَ‏ الص َّبْر ِ ، وَا ل ْف َرَجَ‏ مَعَ‏ ال ْك َرْب ِ ، وَال ْيُسْرَ‏ مَعَ‏ ال ْعُسْ‏ ِر .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ا لص َّبْرُ‏ مُسْتَأ ْصِ‏ ل ُ ال ْحِدْ‏ ث َانِ‏ ، وَال ْ جَزَ‏ عُ‏ مِنْ‏ أ َعْوَ‏ انِ‏ الز َّمَانِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: ب ِمِف ْتَاح ِ عَز ِ يمَةِ‏ ا لص َّبْر ِ تُعَا ل َ جُ‏ مَغَا لِيقُ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : عِنْدَ‏ انْسِدَادِ‏ ا ل ْف َرَج ِ تَبْدُو مَط َالِعُ‏ ا ل ْف َرَج ِ .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا أ َن َّ سُل َيْمَان َ بْنَ‏ دَاوُد عَل َيْه ِمَا الس َّل َامُ‏ ل َم َّا اسْتَك َد َّ شَيَاطِينَهُ‏ فِي ال ْب ِنَاءِ‏ شَك َوْا ذ َ لِكَ‏ إل َى<br />

إ بْلِيسَ‏ ، ل َعَنَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ، ف َق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

:<br />

أ َل َسْتُمْ‏ تَذ ْهَبُون َ ف َرْغ ًا وَ‏ تَرْج ِعُون َ مَشَاغِي ل َ ؟ ق َال ُوا<br />

. بَل َى :<br />

:<br />

:<br />

ق َال َ ف َفِي ذ َ لِكَ‏ رَا حَة ٌ .<br />

ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ‏ سُل َيْمَان َ ‏-عَل َى نَب ِي ِّنَا وَعَل َيْهِ‏ الس َّل َامُ‏ ‏-ف َشَغْل َهُمْ‏ ذ َ اهِب ِينَ‏ وَرَاج ِعِينَ‏ ف َشَك َوْا ذ َلِكَ‏ إل َى إ بْلِيسَ‏ ، ل َعَنَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ،<br />

أ َل َسْتُمْ‏ تَسْتَر ِيحُون َ ب ِا لل َّيْ‏ ل ِ ؟ ق َال ُوا<br />

. بَل َى :<br />

ق َال َ ف َفِي هَذ َارَ‏ ا حَة ٌ ل َك ُمْ‏ ن ِصْفُ‏ دَهْر ِك ُمْ‏ .<br />

ف َبَل َغ َ ذ َ لِكَ‏ سُل َيْمَان َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َشَغْل َهُمْ‏ ب ِا لل َّيْ‏ ل ِ وَالن َّهَار ِ ، ف َشَك َوْا ذ َ لِكَ‏ إل َى إ بْلِيسَ‏ ، ل َعَنَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ، ف َق َال َ : ال ْ آن َ


ف َإ ِذ َا<br />

جَاءَك ُمْ‏ ا ل ْف َرَجُ‏ ، ف َمَا ل َب ِث َ أ َن ْ أ ُ صِيبَ‏ سُل َيْمَان ُ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ مَي ِّتًا عَل َى عَصَاهُ‏ .<br />

ك َان َ هَذ َا فِي نَب ِي ٍّ مِنْ‏ أ َ نْب ِيَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ يَعْمَ‏ ل ُ ب ِأ َمْر ِهِ‏ وَ‏ يَقِفُ‏ عَل َى حَد ِّهِ‏ ف َك َيْفَ‏ ب ِمَا جَرَتْ‏ ب ِهِ‏ ال ْأ َق ْدَارُ‏ مِنْ‏ أ َيْدٍ‏ عَادِ‏ يَةٍ‏ ، وَسَاق َهُ‏<br />

ا ل ْق َضَاءُ‏ مِنْ‏ حَوَ‏ ادِث َ نَاز ِ ل َةٍ‏ ، هَل ْ تَك ُون ُ مَعَ‏ الت َّنَاهِي إل َّا مُنْق َر ِ ضَة ً وَعِنْدَ‏ بُل ُو غ ِ ا ل ْغَا يَةِ‏ إل َّا مُنْ‏ حَسِرَة ً ؟ وَ‏ أ َ نْشَدَ‏ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

لِعُث ْمَان َ بْن ِ عَف َّان َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : خَلِيل َي َّ ل َا وَا َلل َّهِ‏ مَا مِنْ‏ مُلِم َّةٍ‏ تَدُومُ‏ عَل َى حَي ٍّ وَ‏ إ ِن ْ هِيَ‏ جَل َّتْ‏ ف َإ ِن ْ نَزَ‏ ل َتْ‏ يَوْمًا ف َل َا<br />

تَخْضَعَن َّ ل َهَا وَل َا تُك ْثِرْ‏ الش َّك ْوَى إذ َا الن َّعْ‏ ل ُ زَل َّتْ‏ ف َك َمْ‏ مِنْ‏ ك َر ِيم ٍ ق َدْ‏ بُلِي ب ِنَوَ‏ ا ئِبَ‏ ف َصَا بَرَهَا حَت َّى مَضَتْ‏ وَا ضْمَ‏ حَل َّتْ‏ وَك َمْ‏<br />

غ َمْرَةٍ‏ هَاجَتْ‏ ب ِأ َمْوَ‏ اج ِ غ َمْرَةٍ‏ تَل َق َّيْتهَا ب ِا لص َّبْر ِ حَت َّى تَ‏ جَل َّتْ‏ وَك َانَتْ‏ عَل َى ال ْأ َي َّام ِ نَف ْسِيعَز ِ يزَة ٌ ف َل َم َّا رَأ َتْ‏ صَبْر ِي عَل َى ال ذ ُّل ِّ<br />

: ذ َل َّتْ‏ ف َق ُل ْتُ‏ ل َهَا<br />

يَا نَف ْسُ‏ مُوتِي ك َر ِيمَة ً ف َق َدْ‏ ك َانَتْ‏ الد ُّنْيَا ل َنَا ث ُ م َّ وَل َّتْ‏<br />

وَلِتَسْه ِيل ِ ا ل ْمَصَا ئِب ِ وَ‏ تَ‏ خْفِيفِ‏ الش َّدَ‏ ائِدِأ َسْبَا بٌ‏ إذ َا ق َارَنْت حَزْمًا ، وَصَادَف ْت عَزْمًا .<br />

هَان َ وَق ْعُهَا ، وَق َ ل َّ تَأ ْثِيرُهَا وَضَرَرُهَا .<br />

ف َمِنْهَا<br />

: إشْعَا رُ‏ الن َّف ْس ِ ب ِمَا تَعْل َمُهُ‏ مِنْ‏ نُزُول ِ ا ل ْف َنَاءِ‏ وَتَق َض ِّي ا ل ْمُسِر ِّ وَ‏ أ َن َّ ل َهَا آجَال ًا مُنْصَر ِمَة ٌ وَمُدَدًا مُنْق َضِيَة ٌ ، إذ ْ ل َيْسَ‏<br />

لِلد ُّنْيَا حَا ل ٌ تَدُومُ‏ وَل َا لِمَ‏ خْل ُو ق ٍ فِيهَابَق َاءٌ‏ .<br />

وَرَوَى ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَا مَث َلِي وَمَث َ ل ُ الد ُّنْيَا إل َّا ك َمَث َ ل ِ رَ‏ اكِب ٍ<br />

مَال َ إل َى ظِ‏ ل ِّ شَجَرَةٍ‏ فِي يَوْم ٍ صَا ئِفٍ‏ ث ُ م َّ رَ‏ احَ‏ وَتَرَك َهَا<br />

. {<br />

وَسُئِ‏ ل َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ الد ُّنْيَا ف َق َال َ<br />

وَسَأ َل َ بَعْضُ‏ خُل َف َاءِ‏ بَن ِي ا ل ْعَب َّا س ِ جَلِيسًا ل َهُ‏ عَنْ‏ الد ُّنْيَا ف َق َال َ<br />

وَق َال َ عَمْرُو بْنُ‏ عُبَيْدٍ‏<br />

:<br />

:<br />

الد ُّنْيَا أ َمَدٌ‏ وَا ل ْآخِرَة ُ أ َبَ‏ ‏ٌد .<br />

: تَغُر ُّ وَتَضُر ُّ وَ‏ تَمُر ُّ .<br />

: إذ َا أ َق ْبَل َتْ‏ أ َدْبَرَتْ‏ .<br />

وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ إن ْ أ َحْبَبْت أ َن ْ ل َا تَغْتَم َّ ف َل َا تَق ْتَن ِ مَا ب ِهِ‏ تَهْتَم ُّ .<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : أ َل َمْ‏ تَرَ‏ أ َن َّ الد َّهْرَ‏ مِنْ‏ سُوءِ‏ فِعْلِهِ‏ يُك َد ِّ رُ‏ مَا أ َعْط َى وَيَسْل ُبُ‏ مَا أ َسْدَى ف َمَنْ‏ سَر َّهُ‏ أ َن ْ ل َا يَرَى<br />

مَا يَسُوءُهُ‏ ف َل َا يَت َّخِذ ْ شَيْئ ًا يَ‏ خَافُ‏ ل َهُ‏ ف َق ْدَا وَأ َ نْشَدَ‏ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: لِحَكِيمِنَا بُق ْرَ‏ اط َ خَيْرُ‏ ق َضِي َّةٍ‏ وَوَ‏ صِي َّةٍ‏ تَنْفِي ال ْهُمُومَ‏<br />

الر ُّك َّدَا ق َال َ ا ل ْهُمُومُ‏ تَك ُون ُ مِنْ‏ ط َبْع ِ ال ْوَرَى فِي ل ُبْثِ‏ مَا فِي ط َبْعِهِ‏ أ َن ْ يَنْف َدَا ف َإ ِذ َا اق ْتَنَيْتَ‏ مِنْ‏ ا لز ُّجَاجَةِ‏ ق َاب ِل ًا لِل ْك َسْر ِ<br />

ف َا نْك َسَرَتْ‏ ف َل َا تَكُ‏ مُك ْمَدَا وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِسَعِيدِ‏ بْن ِ مُسْلِم ٍ<br />

رَخَاءٍ‏ وَرَ‏ خَاءٌ‏ بَعْدَ‏ شِد َّهْ‏ وَل َم َّا ق ُتِ‏ ل َ بَزَرْجَمْهَرُ‏ وُج ِدَ‏ فِي جَيْب ِ ق َمِيصِهِ‏ رُق ْعَة ٌ فِيهَامَك ْتُو بٌ‏<br />

وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِل ْأ َمْر ِ دَوَ‏ امٌ‏ ف َفِيمَ‏ الس ُّرُو رُ‏ ، وَإ ِذ َا ل َمْ‏ يُر ِدْ‏ ا لل َّهُ‏ دَوَ‏ امَ‏ مُل ْ كٌ‏ ف َفِيمَ‏ ال ْ حِيل َة ُ .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ : رَأ َ يْتُ‏<br />

: إن َّمَا الد ُّنْيَا هِبَا تٌ‏ وَعَوَ‏ ار ٍ مُسْتَرَد َّهْ‏ شِد َّة ٌ بَعْدَ‏<br />

: إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ جَ‏ د ٌّ ف َفِيمَا ل ْك َ د ُّ ،<br />

حَيَاة َا ل ْمَرْءِ‏ رَهْنًا ب ِمَوْ‏ تِهِ‏ وَصِ‏ ح َّتُهُ‏ رَهْنًا ك َذ َ لِكَ‏ ب ِالس َّق َم ِ إذ َا ط َابَ‏ لِيعَيْ‏ شٌ‏ تَنَغ َّصَ‏ طِيبُهُ‏ ب ِصِدْ‏ ق ِ يَقِين ِي أ َن ْ سَيَذ ْهَبُ‏<br />

ك َال ْحُل ْم ِ وَمَنْ‏ ك َان َ فِي عَيْش ٍ يُرَاعِي زَوَا ل َهُ‏ ف َذ َلِكَ‏ فِي بُؤْ‏ س ٍ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ فِي ن ِعَم ِ وَمِنْهَا<br />

:<br />

أ َن ْ يَتَصَو َّرَ‏ انْ‏ ج ِل َاءَ‏ ا لش َّدَا ئِدِ‏<br />

وَ‏ انْكِشَافَ‏ ا ل ْهُمُوم ِ ، وَأ َن َّهَا تُق َد َّ رُ‏ ب ِأ َوْق َاتٍ‏ ل َا تَنْصَر ِمُ‏ ق َبْل َهَا ، وَل َا تَسْتَدِيمُ‏ بَعْدَهَا ، ف َل َا تَق ْصُرُ‏ ب ِجَزَ‏ ع ٍ وَل َا تَط ُول ُ ب ِصَبْر ٍ ،<br />

وَ‏ أ َن َّ ك ُ ل َّ يَوْم ٍ يَمُر ُّ ب ِهَا يَذ ْهَبُ‏ مِنْهَا ب ِشَط ْر ٍ وَ‏ يَأ ْخُذ ُ مِنْهَا ب ِنَصِيب ٍ ، حَت َّى تَنْ‏ جَلِيَ‏ وَهُوَ‏ عَنْهَاغ َافِ‏ ل ٌ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ الر َّشِيدَ‏ حَبَسَ‏ رَجُل ًا ث ُ م َّ سَأ َل َ عَنْهُ‏ بَعْدَ‏ زَمَانٍ‏ ، ف َق َال َ لِل ْمُتَوَك ِّ ل ِ ب ِهِ‏<br />

مِنْ‏ بُؤْسِي مِث ْل ُهُ‏ ، وَال ْأ َمْرُ‏ ق َر ِ يبٌوَال ْ حُك ْمُ‏ لِل َّهِ‏ تَعَا ل َى .<br />

:<br />

ق ُل ْ ل َهُ‏ ك ُ ل ُّ يَوْم ٍ يَمْضِي مِنْ‏ ن ِعَمِهِ‏ يَمْضِي


ف َأ َخَذ َ هَذ َا ال ْمَعْنَى بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ف َق َال َ : ل َوْ‏ أ َن َّ مَا أ َنْتُمُو فِيهِ‏ يَدُومُ‏ ل َك ُمْ‏ ظ َنَنْتُ‏ مَا أ َنَا فِيهِ‏ دَائِمًا أ َبَدَا ل َكِن َّن ِيعَالِ‏ مٌ‏ أ َن ِّي<br />

وَ‏ أ َن َّك ُمْ‏ سَنَسْتَجْدِي خِل َافَال ْ حَال َتَيْن ِ غ َدَا وَأ َ نْشَدَ‏ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ حِينَ‏ حَضَرَ‏ تْهُ‏ ا ل ْوَف َاة ُ : أ َل َمْ‏ تَرَ‏ أ َن َّ<br />

رَب َّك ل َيْسَ‏ تُحْصَى أ َيَادِ‏ يهِال ْ حَدِ‏ يث َة ُ وَا ل ْق َدِيمَهْ‏ تَسَ‏ ل َّ عَنْ‏ ا ل ْهُمُوم ِ ف َل َيْسَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ يَق ُومُ‏ وَل َا هُمُومُكَ‏ ب ِا ل ْمُقِيمَهْ‏ ل َعَ‏ ل َّ ا لل َّهَ‏ يَنْظ ُرُ‏<br />

بَعْدَ‏ هَذ َا إل َيْك ب ِنَظ ْرَةٍ‏ مِنْهُ‏ رَحِيمَهْ‏ وَمِنْهَا<br />

.<br />

:<br />

أ َن ْ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ فِي مَا وُقِيَ‏ مِنْ‏ الر َّزَايَا ، وَك ُفِيَ‏ مِنْ‏ ال ْ حَوَ‏ ادِثِ‏ ، مَا هُوَ‏ أ َعْظ َمُ‏ مِنْ‏<br />

رَز ِ ي َّتِهِ‏ وَ‏ أ َشَد ُّ مِنْ‏ حَادِ‏ ث َتِهِ‏ ؛ لِيَعْل َمَ‏ أ َ ن َّهُمَمْنُو حٌ‏ ب ِحُسْن ِ الد ِّف َا ع ِ<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ لِل َّهِ‏ تَعَال َى فِي أ َث ْنَاءِ‏ ك ُ ل ِّ مِحْنَةٍ‏ مِنْ‏ حَ‏ ٌة { .<br />

} :<br />

وَقِي ل َ لِلش َّعْب ِي ِّ فِي نَا ئِبَةٍ‏ ك َيْفَ‏ أ َصْبَحْت ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

هَل َعَهُ‏<br />

:<br />

:<br />

.<br />

: بَيْنَ‏ ن ِعْمَتَيْن ِ ‏:خَيْرٌمَنْ‏ شُو رٌ‏ وَشَر ٌّمَسْتُو رٌ‏ .<br />

ل َا تَك ْرَهْ‏ ا ل ْمَك ْرُوهَ‏ عِنْدَ‏ حَوْ‏ لِهِ‏ إن َّ ا ل ْعَوَ‏ اقِبَ‏ ل َمْ‏ تَزَل ْ مُتَبَا ي ِنَهْ‏ ك َمْ‏ ن ِعْمَةٍ‏ ل َا تَسْتَقِ‏ ُّل<br />

ب ِشُك ْر ِهَا لِل َّهِ‏ فِي ط َي ِّ ا ل ْمَك َار ِهِ‏ ك َامِنَهْ‏ وَمِنْهَا أ َن ْ يَتَأ َس َّى ب ِذ َو ِي ا ل ْغِيَر ِ ، وَيَتَسَل َّى ب ِأ ُولِي ا ل ْعِبَر ِ .<br />

وَ‏ يَعْل َمَ‏ أ َن َّهُمْا ل ْأ َك ْث َرُون َ عَدَدًا وَال ْأ َسْرَعُون َ مَدَدًا ، ف َيَسْتَ‏ ج ِد َّ مِنْ‏ سَل ْوَةِ‏ ال ْأ َسَى وَحُسْن ِ ال ْعَزَا مَا يُ‏ خَف ِّفُ‏ شَ‏ جْوَهُ‏ ، وَ‏ يُقِ‏ ُّل<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : أ َل ْصِق ُو ا ب ِذ َو ِي ا ل ْغِيَر ِ تَت َّسِعْ‏ ق ُل ُو بُك ُمْ‏<br />

وَعَل َى مِث ْ ل ِ ذ َلِكَ‏ ك َانَتْ‏ مَرَ‏ اثِي الش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

ق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ<br />

.<br />

.<br />

:<br />

ف َل َا عُ‏ جْبَ‏ لِل ْأ ُسْدِ‏ إن ْ ظ َفِرَتْ‏ ب ِهَا كِل َابُ‏ ال ْأ َعَادِي مِنْ‏ ف َصِي ح ٍ وَأ َعْجَمِي ف َ حَرْ‏ بَة ُ وَحْشِي ٍّ سَق َتْ‏ حَمْزَة َ<br />

الر َّدَى وَمَوْتُ‏ عَلِي ٍّ مِنْ‏ حُسَام ِ ا بْن ِ مُل ْ ج ِم ِ وَق َال َ أ َبُو نُوَ‏ ا س ٍ : ال ْمَرْءُ‏ بَيْنَ‏ مَصَا ئِب ل َا تَنْق َضِي حَت َّى يُوَارَى ج ِسْمُهُ‏ فِي<br />

رَمْسِهِ‏ ف َمُؤَج َّ ل ٌ يَل ْق َى الر َّدَى فِي أ َهْلِهِ‏ وَمُعَ‏ ج َّ ل ٌ يَل ْق َى الر َّدَى فِي نَف ْسِهِ‏ وَمِنْهَا أ َن ْ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ ا لن ِّعَمَ‏ زَا ئِرَة ٌ ، وَأ َن َّهَا ل َا مَ‏ حَا ل َة َ<br />

:<br />

زَا ئِل َة ٌ ، وَ‏ أ َن َّ الس ُّرُورَ‏ ب ِهَا إذ َا أ َق ْبَل َتْ‏ مَ‏ شُو بٌ‏ ب ِال ْ حَذ َر ِ مِنْ‏ فِرَ‏ اقِهَا إذ َا أ َدْبَرَتْ‏ ، وَأ َن َّهَا ل َا تَف ْرَحُ‏ ب ِإ ِق ْبَا لِهَا ف َرَحًا حَت َّى تُعْقِبَ‏<br />

ب ِفِرَ‏ اقِهَا تَرَحًا ، ف َعَل َى ق َدْر ِ الس ُّرُور ِ يَك ُون ُ ال ْ حُزْن ُ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ‏:ا ل ْمَف ْرُوحُ‏ ب ِهِ‏ هُوَا ل ْمَ‏ حْزُون ُ عَل َيْهِ‏ .<br />

: وَقِي ل َ<br />

مَنْ‏ بَل َغ َ غ َا يَة َ مَا يُ‏ حِب ُّ ف َل ْيَتَوَق َّعْ‏ غ َا يَة َ مَا يَك ْرَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَمِنْهَا<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ عَلِمَ‏ أ َن َّ ك ُ ل َّ نَائِبَةٍ‏ إل َى ا نْقِضَاءٍ‏ حَسُنَ‏ عَزَ‏ اؤُهُ‏ عِنْدَ‏ نُزُول ِ ا ل ْبَل َاءِ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِل ْحَسَن ِ ا ل ْبَصْر ِي ِّ رَحِمَهُ‏ الل َّهُ‏ : ك َيْفَ‏ تَرَى الد ُّنْيَا ؟ ق َال َ : شَغَل َن ِي تَوَق ُّعُ‏ بَل َائِهَا عَنْ‏ ا ل ْف َرَح ِ ب ِرَخَا ئِهَا .<br />

ف َأ َخَذ َهُ‏ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ ف َق َال َ : تَز ِيدُهُ‏ ال ْأ َي َّامُ‏ إن ْ أ َق ْبَل َتْ‏ شِد َّة َ خَوْفٍ‏ لِتَصَار ِيفِهَا ك َأ َن َّهَا فِي حَال ِ إسْعَافِهَا تُسْمِعْهُ‏ وَق ْعَ‏ تَ‏ خْو ِ يفِهَا<br />

أ َن ْ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ سُرُورَهُمَق ْرُون ٌ ب ِمُسَاءَةِ‏ غ َيْر ِهِ‏ ، وَك َذ َلِكَ‏ حُزْ‏ نُهُمَق ْرُون ٌ ب ِسُرُور ِ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

إذ ْ ك َانَتْ‏ الد ُّنْيَا تَنْق ُ ل ُ مِنْ‏ صَاحِب ٍ إل َى صَاحِب ٍ ، وَتَصِ‏ ل ُ صَاحِبًا<br />

ب ِفِرَا ق ِ صَاحِب ٍ .<br />

ف َتَك ُون ُ سُرُو رً‏ ا لِمَنْ‏ وَ‏ صَل َتْهُ‏ وَحُزْنًا لِمَنْ‏ ف َارَق َتْهُ‏<br />

.<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَا ق َرَعْت عَصَا عَل َى عَصَا إل َّا ف َر ِحَ‏ ل َهَا ق َوْمٌ‏ وَحَز ِن َ آخَرُون َ<br />

وَق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ مَتَى أ َرَتْ‏ الد ُّنْيَا نَبَاهَة َ خَامِ‏ ل ٍ ف َل َا تَرْ‏ تَقِبْ‏ إل َّا خُمُول َ نَب ِيهِ‏ وَق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

مَصَا ئِبُ‏ ق َوْم ٍ عِنْدَ‏ ق َوْم ٍ ف َوَائِدُ‏ وَأ َ نْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ<br />

: ب ِذ َا ق َضَتْ‏ ال ْأ َي َّامُ‏ مَا بَيْنَ‏ أ َهْلِهَا<br />

: أ َل َا إن َّمَا الد ُّنْيَا غ َضَارَة ُ أ َيْك َةٍ‏ إذ َا اخْضَر َّ مِنْهَا جَان ِبٌ‏ جَف َّ<br />

جَا ن ِبُ‏ ف َل َا تَف ْرَحَن َّ مِنْهَا لِشَيْءٍ‏ تُفِيدُهُ‏ سَيَذ ْهَبُ‏ يَوْمًا مِث ْ ل َ مَا أ َ نْتَ‏ ذ َ اهِبُ‏ وَمَا هَذِهِ‏ ال ْأ َي َّامُ‏ إل َّاف َ جَائِعٌ‏ وَمَا ال ْعَيْشُ‏ وَا لل َّذ َّ اتُ‏<br />

إل َّا مَصَا ئِبُ‏ وَمِنْهَا أ َن ْ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ ط َوَار ِ قَ‏ ا ل ْإ ِ نْسَانِ‏ مِنْ‏ دَل َائِ‏ ل ِ ف َضْلِهِ‏ ، وَمِ‏ حَنَهُ‏ مِنْ‏ شَوَ‏ اهِدِ‏ نُبْلِهِ‏ .


:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ إحْدَى عِل َّتَيْن ِ : إم َّا ؛ لِأ َن َّ ال ْك َمَال َمُعْو ِ زٌ‏ وَ‏ الن َّق ْصُ‏ ل َا ز ِمٌ‏ ، ف َإ ِذ َا تَوَ‏ اتَرَ‏ ال ْف َضْل ُ عَل َيْهِ‏ صَارَ‏ ا لن َّق ْصُ‏ فِيمَا سِوَ‏ اهُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ مَنْ‏ زَ‏ ادَ‏ فِي عَق ْلِهِ‏ نَق َصَ‏ مِنْ‏ ر ِزْقِهِ‏ .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏<br />

} :<br />

مَا انْتَق َصَتْ‏ جَار ِحَة ٌ مِنْ‏ إنْسَانٍ‏ إل َّا ك َانَتْ‏ ذ َك َاءً‏ فِي عَق ْلِهِ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

مَا جَاوَزَ‏ ال ْمَرْءُ‏ مِنْ‏ أ َط ْرَ‏ افِهِ‏ ط َرَف ًا إل َّا تَ‏ خَو َّ نَهُ‏ ا لن ُّق ْصَان ُ مِنْ‏ ط َرَفِ‏ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ال ْأ َدَب ِ ،<br />

لِإ ِ بْرَ‏ اهِيمَ‏ بْن ِ هِل َال ٍ ا ل ْك َا تِب ِ إذ َا جَمَعَتْ‏ بَيْنَ‏ امْرَأ َ يْن ِ صِنَاعَة ٌ ف َأ َحْبَبْتَ‏ أ َن ْ تَدْر ِيَ‏ ال َّذِي هُوَ‏ أ َحْذ َ قُ‏ ف َل َا تَتَف َق َّدْ‏ مِنْهُمَا غ َيْرَ‏<br />

مَا جَرَتْ‏ ب ِهِ‏ ل َهُمَاا ل ْأ َرْ‏ زَا قُ‏ حِينَ‏ تُف َر َّ قُ‏ ف َ حَيْث ُ يَك ُون ُ ا لن َّق ْصُ‏ ف َا لر ِّزْ‏ قُ‏ وَا سِعٌ‏ وَحَيْث ُ يَك ُون ُ ال ْف َضْ‏ ُل ف َا لر ِّزْ‏ قُ‏ ضَي ِّقُ‏ وَإ ِم َّا ؛<br />

لِأ َن َّ ذ َاا ل ْف َضْ‏ ل ِمَحْ‏ سُودٌ‏ ، وَب ِا ل ْأ َذ َىمَق ْ صُودٌ‏ ، ف َل َا يَسْل َمُ‏ فِي ب ِر ِّهِ‏ مِنْ‏ مُعَادٍ‏ وَاشْتِط َاطِ‏ مُنَاو ٍ .<br />

: وَق َال َ الص َّنَوْبَر ِي ُّ<br />

مِ‏ حَنُ‏ ال ْف َتَىيُ‏ خْب ِرْن َ عَنْ‏ ف َضْ‏ ل ِ ال ْف َتَى ك َالن َّار ِ مُ‏ خْب ِرَة ٌ ب ِف َضْ‏ ل ِا ل ْعَنْبَر ِ وَق َل َّمَا تَك ُون ُ مِ‏ حْنَة ُ<br />

ف َا ضِ‏ ل ٍ إل َّا مِنْ‏ ج ِهَةِ‏ نَاقِص ٍ ، وَبَل ْوَى عَالِم ٍ إل َّا عَل َى يَدِ‏ جَاهِ‏ ل ٍ .<br />

وَذ َ لِكَ‏ لِاسْتِحْك َام ِ ا ل ْعَدَ‏ اوَةِ‏ بَيْنَهُمَا ب ِا ل ْمُبَا يَنَةِ‏ ، وَحُدُوثِ‏ ا لِا نْتِق َام ِ ؛ لِأ َجَ‏ ل ِ الت َّق َد ُّم ِ .<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

ف َل َا غ َرْوَ‏ أ َن ْ يُمْنَى عَلِي مٌ‏ ب ِ جَاهِ‏ ل ِ ف َمِنْ‏ ذ َ نَب ِ ا لت ِّن ِّين ِ تَنْك َسِفُ‏ ا لش َّمْسُ‏ وَمِنْهَا<br />

:<br />

مَا يَعْتَا ضُهُ‏ مِنْ‏ الِارْ‏ تِيَاض ِ<br />

ب ِنَوَا ئِب ِ عَصْر ِهِ‏ ، وَ‏ يَسْتَفِيدُهُ‏ مِنْا ل ْحُنْك َةِ‏ ب ِبَل َاءِ‏ دَهْر ِهِ‏ ، ف َيَصْل ُبُ‏ عُودُهُ‏ وَيَسْتَقِيمُ‏ عَمُودُهُ‏ ، وَيَك ْمُ‏ ل ُ ب ِأ َدْنَى شِد َّ تِهِ‏ وَرَخَا ئِهِ‏ ،<br />

وَ‏ يَت َّعِظ ُ ب ِ حَال َتَيْ‏ عَف ْو ِهِ‏ وَ‏ بَل َا ئِهِ‏ .<br />

حُكِيَ‏ عَنْ‏ ث َعْل َب ٍ ق َال َ<br />

:<br />

دَخَل ْت عَل َى عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ سُل َيْمَان َ بْن ِ وَهْب ٍ وَعَل َيْهِ‏ خُل َعُ‏ الر ِّضَا بَعْدَ‏ ا لن َّك ْبَةِ‏ ف َل َم َّا مَث ُل ْت بَيْنَ‏<br />

يَدَ‏ يْهِ‏ ق َال َ لِي : يَا أ َبَا ا ل ْعَب َّا س ِ اسْمَعْ‏ مَا أ َق ُول ُ : نَوَا ئِبُ‏ ا لد َّهْر ِ أ َد َّبَتْن ِي وَإ ِن َّمَا يُوعَظ ُ ال ْأ َدِيبُ‏ ق َدْ‏ ذ ُق ْتُ‏ حُل ْوًا وَذ ُق ْتُ‏ مُرا<br />

ك َذ َ اك عَيْشُ‏ ال ْف َتَى ضُرُوبُ‏ ل َمْ‏ يَمْض ِبُؤْ‏ سٌ‏ وَل َا نَعِي مٌ‏ إل َّا وَلِيَ‏ فِيه ِمَا نَصِيبُ‏ ك َذ َاكَ‏ مَنْ‏ صَاحَبَ‏ ا لل َّيَا لِي تَغْدُوهُ‏ مِنْ‏ دَر ِّهَا<br />

ال ْ خُط ُوبُ‏ ف َق ُل ْت<br />

:<br />

: لِمَنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َبْيَاتُ‏ ؟ ق َال َ : لِي .<br />

وَمِنْهَا أ َن ْ يَ‏ خْتَب ِرَ‏ أ ُمُورَ‏ زَمَا ن ِهِ‏ ، وَيَتَنَب َّهُ‏ عَل َى صَل َاح ِ شَأ ْ ن ِهِ‏ ، ف َل َا يَغْتَر ُّ ب ِرَخَاءٍ‏ ، وَل َا يَط ْمَعُ‏ فِي اسْتِوَ‏ اءٍ‏ ، وَل َا يُؤَم ِّ ل ُ أ َن ْ تَبْق َى<br />

الد ُّنْيَا عَل َى حَا ل َةٍ‏ ، أ َوْ‏ تَخْل ُو مِنْ‏ تَق َل ُّب ٍ وَ‏ اسْتِ‏ حَا ل َةٍ‏ ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ عَرَفَ‏ الد ُّنْيَا وَخَبَرَ‏ أ َحْوَا ل َهَا هَان َ عَل َيْهِ‏ بُؤْسُهَا وَ‏ نَعِيمُهَا .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

إن ِّي رَأ َ يْتُ‏ عَوَ‏ اقِبَ‏ الد ُّنْيَا ف َتَرَك ْتُ‏ مَا أ َهْوَى لِمَا أ َخْشَى ف َك َّرْتُ‏ فِي الد ُّنْيَا وَعَا ل َمِهَا ف َإ ِذ َا جَمِيعُ‏<br />

أ ُمُو ر ِهَا تَف ْنَى وَ‏ بَل َوْتُ‏ أ َك ْث َرَ‏ أ َهْلِهَا ف َإ ِذ َا ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ فِي شَأ ْ ن ِهِ‏ يَسْعَى أ َسْنَى مَنَاز ِ لِهَا وَ‏ أ َرْف َعُهَا فِيا ل ْعِز ِّ أ َق ْرَبُهَا مِنْ‏ ال ْمَهْوَى<br />

تَعْف ُو مَسَاو ِيهَا مَحَاسِنَهَا ل َا ف َرْ‏ قَ‏ بَيْنَ‏ ا لن َّعْي ِ وَال ْبُشْرَى وَ‏ ل َق َدْ‏ مَرَرْتُ‏ عَل َى ا ل ْق ُبُور ِ ف َمَا مَي َّزْتُ‏ بَيْنَ‏ ا ل ْعَبْدِ‏ وَال ْمَوْل َى أ َتُرَاكَ‏<br />

تَدْر ِي ك َمْ‏ رَ‏ أ َ يْتَ‏ مِنْ‏ ال ْأ َحْيَاءِ‏ ث ُم َّ<br />

رَأ َ يْتُهُمْ‏ مَوْتَى ف َإ ِذ َا ظ َفِرَ‏ ا ل ْمُصَابُ‏ ب ِأ َحَدِ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ َسْبَاب ِ تَ‏ خَف َّف َتْ‏ عَنْهُ‏ أ َحْزَا نُهُ‏ ، وَ‏ تَسَه َّل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ أ َشْ‏ جَا نُهُ‏ ، ف َصَارَ‏ وَشْيَك<br />

ا لس َّل ْوَةِ‏ ق َلِي ل َ ال ْ جَزَ‏ ع ِ حَسَنَ‏ ال ْعَزَاءِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ حَاذ َرَ‏ ل َمْ‏ يَهْل َعْ‏ ، وَمَنْ‏ رَ‏ اق َبَ‏ ل َمْ‏ يَجْزَعْ‏ ، وَمَنْ‏ ك َان َ مُتَوَق ِّعًا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مُتَوَج ِّعًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

مَا يَك ُون ُ ال ْأ َمْرُ‏ سَهْل ًا ك ُل ُّهُ‏ إن َّمَا الد ُّنْيَا سُرُو رٌ‏ وَحُزُون ُ هَو ِّن ْ ا ل ْأ َمْرَ‏ تَعِشْ‏ فِي رَاحَةٍ‏ ق َ ل َّ مَا هَو َّنْتَ‏ إل َّا<br />

سَيَهُون ُ تَط ْل ُبُ‏ ا لر َّ احَة َ فِي دَ‏ ار ِ ال ْف َنَا ضَ‏ ل َّ مَنْ‏ يَط ْل ُبُ‏ شَيْئ ًا ل َا يَك ُون ُ ف َإ ِن ْ أ َغ ْف َ ل َ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ دَوَاعِي ا لس َّل ْوَةِ‏ وَمَنَعَهَا مِنْ‏<br />

أ َسْبَاب ِ ا لص َّبْر ِ ، تَضَاعَفَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ شِد َّةِ‏ ال ْأ َسَى وَهَم ِّ ال ْ جَزَ‏ ع ِ مَا ل َا يُطِيقُ‏ عَل َيْهِ‏ صَبْرًا وَل َا يَ‏ ج ِدُ‏ عَنْهُ‏ سَل ْوًا .<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ<br />

: إن َّ ال ْبَل َاءَ‏ يُط َا قُ‏ غ َيْرُ‏ مُضَاعَفٍ‏ ف َإ ِذ َا تَضَاعَفَ‏ صَارَ‏ غ َيْرَ‏ مُط َا ق ِ ف َإ ِذ َا سَاعَدَهُ‏ جَزَعُهُ‏ ب ِال ْأ َسْبَاب ِ ال ْبَاعِث َةِ‏<br />

عَل َيْهِ‏ ، وَ‏ أ َمَد َّهُ‏ هَل َعُهُ‏ ب ِا لذ َّرَا ئِع ِ ا لد َّ اعِيَةِ‏ إ ل َيْهِ‏ ، ف َق َدْ‏ سَعَى فِي حَتْفِهِ‏ وَ‏ أ َعَان َ عَل َى تَل َفِهِ‏ .<br />

ف َمِنْ‏ أ َسْبَاب ِ ذ َلِكَ‏ : تَذ َك ُّرُ‏ ا ل ْمُصَاب ِ حَت َّى ل َا يَتَنَاسَاهُ‏ ، وَ‏ تَصَو ُّرُهُ‏ حَت َّى ل َا يَعْزُبَ‏ عَنْهُ‏ ، وَل َا يَ‏ ج ِدُ‏ مِنْ‏ الت َّذ ْك َار ِ سَل ْوَة ً ، وَل َا


يَ‏ خْلِط ُ مَعَ‏ ا لت َّصَو ُّر ِ تَعْز ِ يَة ً .<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ل َا تَسْتَفِز ُّو ا الد ُّمُو عَ‏ ب ِا لت َّذ َك ُّر ِ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ وَل َا يَبْعَث ُ ال ْأ َحْزَان َ مِث ْ ل ُ الت َّذ َك ُّر ِ وَمِنْهَا : ال ْأ َسَفُ‏ وَشِد َّة ُال ْ حَسْرَةِ‏ ف َل َا يَرَى مِنْ‏ مُصَا ب ِهِ‏ خَل َف ًا ، وَل َا يَ‏ ج ِدُ‏<br />

لِمَف ْق ُودِهِ‏ بَدَل ًا ، ف َيَزْدَ‏ ادُ‏ ب ِا ل ْأ َسَفِ‏ وَل َهًا ‏،وَ‏ ب ِال ْحَسْرَةِ‏ هَل َعًا .<br />

:<br />

:<br />

} لِك َيْل َا تَأ ْسَوْا عَل َى مَا ف َاتَك ُمْ‏ وَل َا تَف ْرَحُو ا ب ِمَا آتَاك ُمْ‏ { .<br />

وَلِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى إذ َا بُلِيتَ‏ ف َثِقْ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ وَ‏ ارْضَ‏ ب ِهِ‏ إن َّ ال َّذِي يَك ْشِفُ‏ ال ْبَل ْوَى هُوَ‏ ا لل َّهُ‏ إذ َا ق َضَى ا لل َّهُ‏ ف َاسْتَسْلِمْ‏ لِق ُدْرَ‏ تِهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ مَا لِامْر ِئ ٍ حِيل َة ٌ فِيمَا ق َضَى ا لل َّهُ‏<br />

ال ْيَأ ْسُ‏ يَق ْط َعُ‏ أ َحْيَانًا ب ِصَاحِب ِهِ‏ ل َا تَيْأ َسَن َّ ف َإ ِن َّ ا لص َّا ن ِعَ‏ ا لل َّهُ‏ وَمِنْهَا<br />

} :<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ فِي ق َوْله تَعَال َى ف َاصْب ِرْ‏ صَبْرًا جَمِيل ًا<br />

إ ن َّهُ‏ ا لص َّبْرُ‏ ال َّذِي ل َا شَك ْوَى فِيهِ‏ وَل َا بَث َّ .<br />

. {<br />

رَوَى أ َ نَسُ‏ بْنُ‏ مَالِكٍ‏ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

: ك َث ْرَة ُ الش َّك ْوَى وَ‏ بَث ُّ ال ْ جَزَ‏ ع ِ .<br />

مَا صَبَرَ‏ مَنْ‏ بَث َّ<br />

وَحَك َى ك َعْبُ‏ ال ْأ َحْبَار ِ أ َ ن َّهُمَ‏ ك ْتُو بٌ‏ فِي الت َّوْرَ‏ اةِ‏<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ أ َعْرَ‏ ا ب ِي َّة ً دَخَل َتْ‏ مِنْ‏ ا ل ْبَادِ‏ يَةِ‏ ف َسَمِعَتْ‏ صُرَاخًا فِي دَار ٍ ف َق َال َتْ‏<br />

ف َق َال َتْ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َصَا بَتْهُ‏ مُصِيبَة ٌ ف َشَك َا إل َى الن َّا س ِ ف َإ ِن َّمَا يَشْك ُو رَ‏ ب َّهُ‏ .<br />

مَا هَذ َا ؟ ف َقِي ل َ ل َهَا<br />

:<br />

:<br />

مَا أ َرَاهُمْ‏ إل َّا مِنْ‏ رَب ِّه ِمْ‏ يَسْتَغِيث ُون َ ، وَ‏ ب ِق َضَا ئِهِ‏ يَتَبَر َّمُون َ ، وَعَنْ‏ ث َوَ‏ ا ب ِهِ‏ يَرْغ َبُون َ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

الد ُّنْيَا مَعَ‏ الس َّق َم ِ وَمِنْهَا<br />

صَبْرٌ‏ ، وَل َا يَت َّسِعُ‏ ل َهَا صَدْ‏ رٌ‏ .<br />

: وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ<br />

مَنْ‏ ضَا قَ‏ ق َل ْبُهُ‏ ا ت َّسَعَ‏ لِسَا نُهُ‏ .<br />

مَاتَ‏ ل َهُمْإنْ‏ سَان ٌ .<br />

: ل َا تُك ْثِرْ‏ الش َّك ْوَى إل َى ا لص َّدِ‏ يق ِ وَارْج ِعْ‏ إل َى ا ل ْخَا لِق ِ ل َا ا ل ْمَ‏ خْل ُو ق ِ ل َا يَخْرُجُ‏ ال ْغَر ِيقُ‏ ب ِال ْغَر ِيق ِ<br />

ل َا تَشْكُ‏ دَهْرَكَ‏ مَا صَحَ‏ حْتَ‏ ب ِهِ‏ إن َّ ال ْغِنَى هُوَ‏ صِ‏ ح َّة ُا ل ْج ِسْم ِ هَبْكَ‏ ا ل ْ خَلِيف َة َ ك ُنْتَ‏ مُنْتَفِعًا ب ِغَضَارَةِ‏<br />

: ال ْيَأ ْسُ‏ مِنْ‏ خَيْر ِ مُصَا ب ِهِ‏ ، وَدَرَكِ‏ ط ُل َّا ب ِهِ‏ ، ف َيَق ْتَر ِن ُ ب ِ حُزْنِ‏ ا ل ْحَادِ‏ ث َةِ‏ ق ُنُوط ُ ال ْإ ِيَاس ِ ف َل َا يَبْق َى مَعَهَا<br />

ال ْمُصِيبَة ُ ب ِا لص َّبْر ِ أ َعْظ َمُ‏ ا ل ْمُصِيبَتَيْن ِ .<br />

: اصْب ِر ِي أ َي َّتُهَا ا لن َّف ْسُ‏ ف َإ ِن َّ الص َّبْرَ‏ أ َحْجَى رُب َّمَا خَابَ‏ رَ‏ جَاءٌ‏ وَأ َتَى مَا ل َيْسَ‏ يُرْجَى وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ<br />

ا ل ْعِل ْم ِ : أ َتَ‏ حْسَبُ‏ أ َن َّ ال ْبُؤْسَ‏ لِل ْ حُر ِّدَ‏ ائِ‏ مٌ‏ وَ‏ ل َوْ‏ دَ‏ امَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ عَد َّهُ‏ ا لن َّا سُ‏ فِي ا ل ْعَ‏ جَبْ‏ ل َق َدْ‏ عَر َّف َتْكَ‏ ال ْ حَادِ‏ ث َاتُ‏ ب ِبُؤْسِهَا وَق َدْ‏<br />

أ ُد ِّبْتَ‏ إن ْ ك َان َ يَنْف َعُكَ‏ ال ْأ َدَبْ‏ وَ‏ ل َوْ‏ ط َل َبَ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ مِنْ‏ صَرْفِ‏ دَهْر ِهِ‏ دَوَ‏ امَ‏ ال َّذِي يَخْشَى ل َأ َعْيَاهُ‏ مَا ط َل َبْ‏ وَمِنْهَا أ َن ْ<br />

يَعْرَى ب ِمُل َاحَظ َةِ‏ مِنْ‏ حِيط َتْ‏ سَل َامَتُهُ‏ وَحُر ِسَتْ‏<br />

:<br />

ن ِعْمَتُهُ‏ حَت َّى ا ل ْتَ‏ حَفَب ِا ل ْأ َمْن ِ وَا لد َّعَةِ‏ ، وَاسْتَمْتَعَ‏ ب ِا لث َّرْوَةِ‏ وَا لس َّعَةِ‏ .<br />

وَيَرَى أ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ خُص َّ مِنْ‏ بَيْن ِه ِمْ‏ ب ِالر َّز ِ ي َّةِ‏ بَعْدَ‏ أ َن ْ ك َان َ مُسَاو ِيًا ، وَ‏ أ ُف ْر ِدَ‏ ب ِال ْ حَادِ‏ ث َةِ‏ بَعْدَ‏ أ َن ْ ك َان َ مُك َافِيًا ، ف َل َا يَسْتَطِيعُ‏ صَبْرًا<br />

عَل َى بَل ْوَى ، وَل َا يَل ْزَمُ‏ شُك ْرًا عَل َى نُعْمَى .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ق َا بَ‏ ل َ ب ِهَذِهِ‏ ا لن َّظ ْرَةِ‏ مُل َاحَظ َة َ مَنْ‏ شَارَك َهُ‏ فِي ا لر َّز ِ ي َّةِ‏ وَسَاوَاهُ‏ فِي ال ْ حَادِ‏ ث َةِ‏ ل َتَك َاف َأ َ ا ل ْأ َمْرَ‏ انِ‏ ف َهَان َ عَل َيْهِ‏ ا لص َّبْرُ‏ وَحَان َ مِنْهُ‏<br />

ا ل ْف َرَجُ‏ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدْتُ‏ لِامْرَ‏ أ َةٍ‏ مِنْ‏ ا ل ْعَرَب ِ<br />

: أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ُ صَبْرًا إن َّ بَعْدَ‏ ال ْعُسْر ِ يُسْرَا ك َمْ‏ رَأ َيْنَاا ل ْيَوْمَ‏ حُرا ل َمْ‏ يَكُ‏ ب ِا ل ْأ َمْس ِ حُر َّا مَل َكَ‏<br />

الص َّبْرَ‏ ف َأ َضْحَى مَالِك ًا خَيْرًا وَشَر َّا اشْرَبْ‏ الص َّبْرَ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مِنْ‏ ا لص َّبْر ِ أ َمَر َّا وَ‏ أ َنْشَدْتُ‏ لِبَعْض ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ : يُرَا عُ‏ ال ْف َتَى<br />

لِل ْ خَط ْب ِ تَبْدُو صُدُو رُهُ‏ ف َيَأ ْسَى وَفِي عُق ْبَاهُ‏ يَأ ْتِي سُرُورُهُ‏ أ َل َمْ‏ تَرَ‏ أ َن َّ ا لل َّيْ‏ ل َ ل َم َّا تَرَ‏ اك َمَتْ‏ دُجَاهُ‏ بَدَا وَجْهُ‏ الص َّبَاح ِ وَ‏ نُورُهُ‏ ف َل َا


.<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

تَصْ‏ حَبَن َّ ال ْيَأ ْ سَ‏ إن ْ ك ُنْتَ‏ عَالِمًا ل َب ِيبًا ف َإ ِن َّ ا لد َّهْرَ‏ شَت َّى أ ُمُو رُهُ‏ وَاعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َ ل َّ مَنْ‏ صَبَرَ‏ عَل َى حَادِ‏ ث َةٍ‏ وَ‏ تَمَاسَكَ‏ فِي نَك ْبَةٍ‏ إل َّا<br />

أ َن َّ انْكِشَاف َهَا وَشِيك ًا ، وَك َان َ ا ل ْف َرَجُ‏ مِنْهُ‏ ق َر ِيبًا .<br />

أ َخْبَرَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ أ َن َّ أ َبَا أ َ ي ُّوبَ‏ ا ل ْك َا تِبَ‏ حُب ِسَ‏ فِي الس ِّ جْن ِ خَمْسَ‏ عَشْرَة َ سَنَة ً حَت َّى ضَاق َتْ‏ حِيل َتُهُ‏ وَق َ ل َّ صَ‏ بْرُهُ‏<br />

ف َك َتَبَ‏ إل َى بَعْض ِ إخْوَ‏ ا ن ِهِ‏ يَشْك ُو ل َهُ‏ ط ُول َ حَبْسِهِ‏ ، ف َرَد َّ عَل َيْهِ‏ جَوَابَ‏ رُق ْعَتُهُ‏ ب ِهَذ َا : صَبْرًا أ َبَا أ َ ي ُّوبَ‏ صَبْرٌ‏ مُبَر ِّحُ‏ ف َإ ِذ َا<br />

عَجَزْت عَنْ‏ ال ْ خُط ُوب ِ ف َمَنْ‏ ل َهَا إن َّ ال َّذِي عَق َدَ‏ ال َّذِي ا نْعَق َدَتْ‏ ل َهُ‏ عُق َدُ‏ ا ل ْمَك َار ِهِ‏ فِيكَ‏ يَمْلِكُ‏ حَل َّهَا صَبْرًا ف َإ ِن َّ ا لص َّبْرَ‏<br />

يُعْقِبُ‏ رَاحَة ً وَل َعَل َّهَا أ َن ْ تَنْجَلِي وَل َعَل َّهَا ف َأ َجَا بَهُ‏ أ َبُو أ َ ي ُّوبَ‏ يَق ُول ُ : صَب َّرْتَن ِي وَوَعَظ ْتَن ِي وَأ َنَا ل َهَا وَسَتَنْجَلِي بَل ْ ل َا أ َق ُول ُ ل َعَل َّهَا<br />

وَيَحُل ُّهَا مَنْ‏ ك َان َ صَاحِبَ‏ عَق ْدِهَا ك َرَمًا ب ِهِ‏ إذ ْ ك َان َ يَمْلِكُ‏ حَل َّهَا ف َل َمْ‏ يَل ْبَث ْ بَعْدَ‏ ذ َلِكَ‏<br />

فِي ا لس َّ جْن ِ إل َّا أ َي َّامًا حَت َّى أ ُط ْلِقَ‏ مُك َر َّمًا<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ا بْنُ‏ دُرَيْدٍ‏ عَنْ‏ أ َب ِي حَاتِم ٍ إذ َا اشْتَمَل َتْ‏ عَل َى ا ل ْيَأ ْ س ِ ا ل ْق ُل ُوبُ‏ وَضَا قَ‏ لِمَا ب ِهِ‏ ا لص َّدْ‏ رُ‏ ا لر َّحِيبُ‏ وَ‏ أ َوْط َنَتْ‏ ا ل ْمَك َار ِهُ‏<br />

وَ‏ اط ْمَأ َن َّتْ‏ وَ‏ أ َرْسَتْ‏ فِي مَك َا نَتِهَا ال ْ خُط ُوبُ‏ وَ‏ ل َمْ‏ تَرَ‏ لِا نْكِشَافِ‏ ا لض ُّر ِّ وَجْهًا وَل َا أ َغ ْنَى ب ِحِيل َتِهِ‏ ال ْأ َر ِ يبُ‏ أ َ تَاك عَل َى ق ُنُوطٍ‏<br />

مِنْك غ َوْ‏ ث ٌ يَمُن ُّ ب ِهِ‏ ا لل َّطِيفُ‏ ال ْمُسْتَج ِيبُ‏ وَك ُ ل ُّ ال ْ حَادِ‏ ث َاتِ‏ إذ َا تَنَاهَتْف َمَوْ‏ صُو ل ٌ ب ِهَا ا ل ْف َرَجُ‏ ال ْق َر ِيبُ‏ .<br />

ال ْف َصْل ُ ا لث َّا لِث ُ فِي ا ل ْمَشُورَةِ‏ اعْل َمْ‏ أ َن َّ مِنْ‏ ال ْ حَزْم ِ لِك ُ ل ِّ ذِي ل ُب ٍّ أ َن ْ ل َا يُبْر ِمَ‏ أ َمْرًا وَل َا يُمْضِيَ‏ عَزْمًا إل َّا ب ِمَشُورَةِ‏ ذِي ا لر َّأ ْي ِ<br />

ا لن َّاصِ‏ ح ِ ، وَمُط َا ل َعَةِ‏ ذِي ا ل ْعَق ْ ل ِ ا لر َّاج ِ ح ِ .<br />

ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َمَرَ‏ ب ِا ل ْمَشُورَةِ‏ نَب ِي َّهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَعَ‏ مَا تَك َف َّ ل َ ب ِهِ‏ مِنْ‏ إرْشَادِهِ‏ ، وَوَعَدَ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ تَأ ْ ي ِيدِهِ‏ ، ف َق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

تَعَال َى وَشَاو ِرْهُمْ‏ فِي ا ل ْأ َمْر ِ<br />

ق َال َ ق َتَادَة ُ<br />

وَق َال َ الض َّح َّاكُ‏<br />

وَق َال َ ال ْ حَسَنُا ل ْبَصْر ِي ُّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى<br />

أ َمَرَهُ‏ ب ِمُشَاوَرَ‏ تِه ِمْ‏ تَأ َل ُّف ًا ل َهُمْ‏ وَتَط ْي ِيبًالِأ َ نْف ُسِه ِمْ‏ .<br />

أ َمَرَهُ‏ ب ِمُشَاو ِرَتِه ِمْ‏ لِمَا عَلِمَ‏ فِيهَا مِنْ‏ ا ل ْف َضْ‏ ل ِ .<br />

:<br />

:<br />

أ َمَرَهُ‏ ب ِمُشَاوَرَ‏ تِه ِمْ‏ لِيَسْتَن َّ ب ِهِ‏ ا ل ْمُسْلِمُون َ وَ‏ يَتْبَعَهُ‏ فِيهَا ال ْمُؤْمِنُون َ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ عَنْ‏<br />

مَشُورَ‏ تِه ِمْ‏ غ َن ِيا .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } ا ل ْمَشُورَة ُ حِ‏ صْنٌ‏ مِنْ‏ الن َّدَ‏ امَةِ‏ ‏،وَأ َمَان ٌ مِنْ‏ ا ل ْمَل َامَةِ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ن ِعْمَ‏ ا ل ْمُؤَ‏ ازَرَة ُ ا ل ْمُشَاوَرَة ُ وَ‏ ب ِئ ْسَ‏ ا لِ‏ اسْتِعْدَادُالِاسْتِبْدَ‏ ادُ‏ .<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : الر ِّجَال ُث َل َاث َة ٌ : رَجُ‏ ل ٌ تَر ِدُ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْأ ُمُو رُ‏ ف َيُسَد ِّدُهَا ب ِرَأ ْ ي ِهِ‏ ، وَرَجُ‏ ل ٌ يُشَاو ِرُ‏ فِيمَا<br />

أ َشْك َ ل َ عَل َيْهِ‏ وَ‏ يَنْز ِل ُ حَيْث ُ يَأ ْمُرُهُ‏ أ َهْ‏ ل ُ ا لر َّأ ْي ِ ، وَرَجُ‏ ل ٌحَائِرٌ‏ ب ِأ َمْر ِهِ‏ ل َا يَأ ْ تَمِرُ‏ رُشْدًا وَل َا يُطِيعُ‏ مُرْشِدًا .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ إن َّ ا ل ْمَشُورَة َ وَا ل ْمُنَاظ َرَة َ بَابَا رَحْمَةٍ‏ وَمِف ْتَاحَا بَرَك َةٍ‏ ل َا يَضِ‏ ل ُّ مَعَهُمَارَ‏ أ ْيٌ‏ وَل َا يُف ْق َدُ‏ مَعَهُمَا<br />

حَزْمٌ‏<br />

وَق َال َ سَيْفُ‏ بْنُ‏ ذِي يَزَن َ مَنْ‏ أ ُعْ‏ ج ِبَ‏ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ل َمْ‏ يُشَاو ِرْ‏ ، وَمَنْ‏ اسْتَبَد َّ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ك َان َ مِنْ‏ الص َّوَاب ِ بَعِيدً‏ ا .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ال ْ حَمِيدِ‏ : ا ل ْمُشَاو ِرُ‏ فِي رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ نَاظِرٌ‏ مِنْ‏ وَرَ‏ ا ئِهِ‏ .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْمُشَاوَرَة ُ رَا حَة ٌ ل َك وَ‏ تَعَبٌ‏ عَل َى غ َيْر ِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا لِاسْتِشَارَة ُ عَيْنُ‏ ا ل ْه ِدَا يَةِ‏ وَق َدْ‏ خَاط َرَ‏ مَنْ‏ اسْتَغْنَى ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَا خَابَ‏ مَنْ‏ اسْتَ‏ خَارَ‏ ، وَل َا نَدِمَ‏ مَنْ‏ اسْتَشَارَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ : مِنْ‏ حَق ِّ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ يُضِيفَ‏ إل َى رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ آرَ‏ اءَ‏ ال ْعُق َل َاءِ‏ ، وَيَ‏ جْمَعَ‏ إل َى عَق ْلِهِ‏ عُق ُول َ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ، ف َا لر َّأ ْيُ‏


ا ل ْف َ ذ ُّ رُب َّمَا زَل َّ وَال ْعَق ْل ُ ال ْف َرْدُ‏ رُب َّمَا ضَ‏ ل َّ .<br />

:<br />

وَق َال َ بَش َّا رُ‏ بْنُ‏ بُرْدٍ‏ إذ َا بَل َغ َ الر َّ أ ْيُ‏ ا ل ْمَشُورَة َ ف َاسْتَعِنْ‏ ب ِرَ‏ أ ْي ِ نَصِي ح ٍ أ َوْ‏ نَصِي حَةِ‏ حَاز ِم ِ وَل َا تَجْعَل ْ الش ُّورَى عَل َيْك<br />

غ َضَا ضَة ً ف َإ ِن َّ ا ل ْ خَوَ‏ افِيَ‏ ق ُو َّة ٌ لِل ْق َوَادِم ِ<br />

ف َإ ِذ َا عَزَمَ‏ عَل َى ا ل ْمُشَاوَرَةِ‏ ارْ‏ تَادَ‏ ل َهَا مِنْ‏ أ َهْلِهَا مَنْ‏ ق َدْاسْتَك ْمَل َتْ‏ فِيهِ‏ خَمْسُ‏ خِصَال ٍ ‏:إحْ‏ دَ‏ اهُن َّ ‏:عَق ْ ل ٌ ك َامِ‏ ل ٌ مَعَ‏ تَجْر ِ بَةٍ‏<br />

سَا لِف َةٍ‏ ف َإ ِن َّ ب ِك َث ْرَةِ‏ ا لت َّ جَار ِب ِ تَصِ‏ ح ُّ الر َّو ِ ي َّة ُ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َبُو ا لز ِّ نَادِ‏ عَنْ‏ ال ْأ َعْرَج ِ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ‏{اسْتَرْشِدُو ا ا ل ْعَاقِ‏ ل َ<br />

تَرْشُدُو ا وَل َا تَعْصُوهُ‏ ف َتَنْدَمُو ا<br />

. {<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ال ْ حَسَن ِ لِا بْن ِهِ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏<br />

:<br />

:<br />

احْذ َرْ‏ مَشُورَة َ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ نَاصِحًا ك َمَا تَ‏ حْذ َرُ‏ عَدَ‏ اوَة َ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ إذ َا ك َان َ<br />

عَدُوا ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُوشِكُ‏ أ َن ْ يُوَر ِّط َك ب ِمَشُورَ‏ تِهِ‏ ف َيَسْب ِقَ‏ إل َيْك مَك ْرُ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ وَتَوْر ِيط ُ ال ْ جَاهِ‏ ل ِ .<br />

وَقِي ل َ لِرَجُ‏ ل ٍ مِنْ‏ عَبْس ٍ مَا أ َك ْث َرُ‏ صَوَاب ِك ُمْ‏ ؟ ق َال َ : نَ‏ حْنُ‏ أ َ ل ْفُ‏ رَجُ‏ ل ٍ وَفِينَا حَا ز ِمٌ‏ وَنَ‏ حْنُ‏ نُطِيعُهُ‏ ف َك َأ َن َّا أ َ ل ْفُ‏ حَاز ِم ٍ .<br />

وَك َان َ يُق َال ُ<br />

.<br />

: إ ي َّاكَ‏ وَمُشَاوَرَة َ رَجُل َيْن ِ : شَا ب ٌّمُعْ‏ جَبٌ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ ق َلِي ل ُ ا لت َّ جَار ِب ِ فِي غ َيْر ِهِ‏ ، أ َوْ‏ ك َب ِيرٌ‏ ق َدْ‏ أ َخَذ َ ا لد َّهْرُ‏ مِنْ‏<br />

عَق ْلِهِ‏ ك َمَا أ َخَذ َ مِنْ‏ ج ِسْمِهِ‏<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ‏ يَحْتَاجُ‏ إل َى ال ْعَق ْ ل ِ ، وَال ْعَق ْل ُ يَ‏ حْتَاجُ‏ إل َى ا لت َّ جَار ِب ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

وَق َال َ أ َبُوا ل ْأ َسْوَدِ‏ ا لد ُّؤَ‏ لِي ُّ<br />

:<br />

: ال ْأ َي َّامُ‏ تَهْتِكُ‏ ل َك عَنْ‏ ال ْأ َسْتَار ِ ا ل ْك َامِنَةِ‏ .<br />

: ا لت َّ جَار ِبُ‏ ل َيْسَ‏ ل َهَاغ َايَة ٌ ، وَال ْعَاقِل ُ مِنْهَا فِي ز ِ يَادَةٍ‏ .<br />

مَنْ‏ اسْتَعَان َ ب ِذ َو ِي ال ْعُق ُول ِ ف َازَ‏ ب ِدَرَكِ‏ ا ل ْمَأ ْمُول ِ .<br />

وَمَا ك ُ ل ُّ ذِي نُصْ‏ ح ٍ ب ِمُؤْ‏ تِيك نُصْ‏ حَهُ‏ وَل َا ك ُ ل ُّ مُؤْتٍ‏ نُصْ‏ حَهُ‏ ب ِل َب ِيب ِ وَل َكِنْ‏ إذ َا مَا اسْتَجْمَعَا<br />

عِنْدَ‏ صَاحِب ٍ ف َ حُق َّ ل َهُ‏ مِنْ‏ ط َاعَةٍ‏ ب ِنَصِيب ِ وَا ل ْخَصْل َة ُ الث َّان ِيَة ُ<br />

وَ‏ بَابُ‏ ك ُ ل ِّ نَ‏ جَاح ٍ .<br />

:<br />

وَمَنْ‏ غ َل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لد ِّ ينُ‏ ف َهُوَ‏ مَأ ْمُون ُ الس َّر ِ يرَةِ‏ مُوَف َّقُ‏ ا ل ْعَز ِيمَةِ‏ .<br />

رَوَى عِك ْر ِمَة ُ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

أ َن ْ يَك ُون َ ذ َا دِ‏ ين ٍ وَتُق ًى ، ف َإ ِن َّ ذ َلِكَ‏ عِمَادُ‏ ك ُ ل ِّ صَل َاح ٍ<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏<br />

أ َمْرًا ف َشَاوَرَ‏ فِيهِ‏ امْرَ‏ أ ً مُسْلِمًا وَف َّق َهُ‏ ا لل َّهُ‏ لِأ َرْشَدَ‏ أ ُمُور ِهِ‏ { .<br />

وَ‏ ال ْ خَصْل َة ُ ا لث َّا لِث َة ُ أ َن ْ يَك ُون َ نَاصِحًا وَدُودًا ، ف َإ ِن َّ ا لن ُّصْ‏ حَ‏ وَ‏ ا ل ْمَوَد َّة َ يُصَد ِّق َانِ‏ ا ل ْفِك ْرَة َ وَ‏ يُمَح ِّضَانِ‏ ا لر َّأ ْيَ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

رَأ ْ يَهُن َّ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إل َى ال ْأ َف ْن ِ ، وَعَزْمَهُن َّ إل َىا ل ْوَهْن ِ .<br />

ل َا تُشَاو ِرْ‏ إل َّا ال ْ حَاز ِمَ‏ غ َيْرَ‏ ال ْ حَسُودِ‏ ، وَالل َّب ِيبَ‏ غ َيْرَ‏ ال ْ حَق ُودِ‏ ، وَإ ِي َّاكَ‏ وَمُشَاوَرَة َ ا لن ِّسَاءِ‏ ف َإ ِن َّ<br />

مَشُورَة ُ ا ل ْمُشْفِق ِ ال ْ حَاز ِم ِ ظ َف َرٌ‏ ، وَمَشُورَة ُ غ َيْر ِ ال ْ حَاز ِم ِ خَط َرٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : أ َ صْفِ‏ ضَمِيرًا لِمَنْ‏ تُعَاشِرُهُ‏ وَاسْك ُنْ‏ إل َى نَاصِ‏ ح ٍ تُشَاو ِرُهُ‏ وَ‏ ارْضَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ فِي مَوَد َّ تِهِ‏ ب ِمَا يُؤَد ِّي<br />

إل َيْك ظ َاهِرُهُ‏ مَنْ‏ يَك ْشِفْ‏ ا لن َّا سَ‏ ل َا يَج ِدْ‏ أ َحَدًا تَصِ‏ ح ُّ مِنْهُمْ‏ ل َهُ‏ سَرَ‏ ائِرُهُ‏ أ َوْشَكَ‏ أ َن ْ ل َا يَدُومَ‏ وَ‏ صْ‏ ل ُ أ َخ ٍ فِي ك ُ ل ِّ زَ‏ ل َّا تِهِ‏ تُنَافِرُهُ‏<br />

وَ‏ ال ْ خَصْل َة ُ ا لر َّا ب ِعَة ُ أ َن ْ يَك ُون َ سَلِيمَ‏ ا ل ْفِك ْر ِ مِنْ‏ هَ‏ م ٍّ ق َاطِع ٍ ، وَغ َم ٍّ شَاغِ‏ ل ٍ ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ عَارَ‏ ضَتْ‏ فِك ْرَهُ‏ شَوَا ئِبُ‏ ا ل ْهُمُوم ِ ل َا<br />

يَسْل َمُ‏ ل َهُرَ‏ أ ْيٌ‏ وَل َا يَسْتَقِيمُ‏ ل َهُ‏ خَاطِرٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ك ُ ل ُّ شَيْءٍ‏ يَحْتَاجُ‏ إل َى ا ل ْعَق ْ ل ِ وَال ْعَق ْل ُ يَ‏ حْتَاجُ‏ إل َى ا لت َّ جَار ِب ِ .<br />

وَك َان َ كِسْرَى إذ َا دَهَمَهُأ َمْرٌ‏ بَعَث َ إل َى مَرَاز ِبَتِهِ‏ ف َاسْتَشَارَهُمْ‏ ف َإ ِن ْ ق َص َّرُوا فِي ا لر َّ أ ْي ِ ضَرَبَ‏ ق َهَار ِمَتِهِ‏ وَق َال َ<br />

: أ َبْط َأ ْتُمْ‏


ب ِأ َرْزَ‏ اقِه ِمْ‏ ف َأ َخْط َئ ُو ا فِي آرَا ئِه ِمْ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ وَل َا مُشِيرَ‏ ك َذِي نُصْ‏ ح ٍ وَمَق ْدِرَةٍ‏ فِي مُشْكِ‏ ل ِ ا ل ْأ َمْر ِ ف َاخْتَرْ‏ ذ َ اكَ‏ مُنْتَصِحًا وَ‏ ال ْخَصْل َة ُ<br />

ال ْ خَامِسَة ُ : أ َن ْ ل َا يَك ُون َ ل َهُ‏ فِيا ل ْأ َمْر ِ ال ْمُسْتَشَار ِ غ َرَضٌ‏ يُتَا ب ِعُهُ‏ ، وَل َا هَوًى يُسَاعِدُهُ‏ ، ف َإ ِن َّ ال ْأ َغ ْرَاضَ‏ جَاذِ‏ بَة ٌ وَال ْهَوَى صَاد ٌّ<br />

، وَالر َّأ ْيُ‏ إذ َا عَارَ‏ ضَهُ‏ ال ْهَوَى وَجَاذ َبَتْهُا ل ْأ َغ ْرَا ضُ‏ ف َسَدَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْف َضْل ُ بْنُ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ بْن ِ عُتْبَة َ بْن ِ أ َب ِي ل َهَب ٍ : وَق َدْ‏ يَ‏ حْك ُمُ‏ ال ْأ َي َّامَ‏ مَنْ‏ ك َان َ جَاهِل ًا وَيُرْدِي ال ْهَوَى ذ َا الر َّ أ ْي ِ وَهُوَ‏<br />

ل َب ِيبُ‏ وَيُ‏ حْمَدُ‏ فِي ا ل ْأ َمْر ِ ال ْف َتَى<br />

وَهُوَمُ‏ خْطِ‏ ئ ٌ وَ‏ يُعْذ َل ُ فِيا ل ْإ ِحْسَانِ‏ وَهُوَ‏ مُصِيبُ‏ ف َإ ِذ َااسْتَك ْمَل َتْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْخِصَال ُ ال ْخَمْسُ‏ فِي رَجُل ٍ ك َان َ أ َهْل ًا لِل ْمَشُورَةِ‏<br />

وَمَعْدِنًا لِلر َّ أ ْي ِ ، ف َل َا تَعْدِل ْ عَنْ‏ اسْتِشَارَ‏ تِهِ‏ اعْتِمَادً‏ ا عَل َى مَا تَتَوَه َّمُهُ‏ مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ِ رَأ ْي ِك ، وَ‏ ثِق َة ً ب ِمَا تَسْتَشْعِرُهُ‏ مِنْ‏ صِ‏ ح َّةِ‏<br />

رَو ِي َّتِك ، ف َإ ِن َّ رَ‏ أ ْيَ‏ غ َيْر ِ ذِي ال ْ حَاجَةِ‏ أ َسْل َمُ‏ ، وَهُوَ‏ مِنْ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ أ َق ْرَبُ‏ ، لِ‏ خُل ُوص ِ ا ل ْفِك ْر ِ وَخُل ُو ِّ ا ل ْخَاطِر ِ مَعَ‏ عَدَم ِ ال ْهَوَى<br />

وَ‏ ارْ‏ تِف َا ع ِ الش َّهْوَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} رَ‏ أ ْ سُ‏ ا ل ْعَق ْ ل ِ بَعْدَ‏ ا ل ْإ ِيمَانِ‏ ب ِا َ لل َّهِ‏ الت َّوَد ُّدُ‏ إل َى ا لن َّا س ِ ، وَمَا اسْتَغْنَى<br />

مُسْتَب ِد ٌّ ب ِرَأ ْ ي ِهِ‏ ، وَمَا هَل َكَ‏ أ َحَ‏ دٌ‏ عَنْ‏ مَشُورَةٍ‏ ، ف َإ ِذ َا أ َرَ‏ ادَ‏ ا لل َّهُ‏ ب ِعَبْدٍ‏ هَل َك َة ً ك َان َ أ َو َّل ُ مَا يُهْلِك ُهُ‏ رَأ ْ يَهُ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ا لِاسْتِشَارَة ُ عَيْنُ‏ ا ل ْه ِدَا يَةِ‏ وَق َدْ‏ خَاط َرَ‏ مَنْ‏ اسْتَغْنَى ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ ال ْحَكِيمُ‏ لِابْن ِهِ‏<br />

. {<br />

:<br />

: شَاو ِرْ‏ مَنْ‏ جَر َّبَ‏ ا ل ْأ ُمُورَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُعْطِيك مِنْ‏ رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ مَا ق َامَ‏ عَل َيْهِ‏ ب ِا ل ْغَل َاءِ‏ وَ‏ أ َ نْتَ‏ تَأ ْخُذ ُهُ‏ مَ‏ ج َّا نًا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ن ِصْفُ‏ رَأ ْي ِك مَعَ‏ أ َخِيك ف َشَاو ِرْهُ‏ لِيَك ْمُ‏ ل َ ل َك الر َّ أ ْيُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ مَنْ‏ اسْتَغْنَى ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ضَ‏ ل َّ ، وَمَنْ‏ اك ْتَف َى ب ِعَق ْلِهِ‏ زَل َّ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

.<br />

: ال ْ خَط َأ ُ مَعَ‏ الِاسْتِرْشَادِ‏ أ َحْمَدُ‏ مِنْ‏ الص َّوَاب ِ مَعَ‏ الِاسْتِبْدَادِ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : خَلِيل َي َّ ل َيْسَا لر َّ أ ْيُ‏ فِي صَدْر ِ وَ‏ احِدٍ‏ أ َشِيرَا عَل َي َّ ب ِا َل َّذِي تَرَيَانِ‏ وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يَتَصَو َّرَ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ إن ْ<br />

شَاوَرَ‏ فِي أ َمْر ِهِ‏ ظ َهَرَ‏ لِلن َّا س ِ ضَعْفُ‏ رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ، وَف َسَادُ‏ رَو ِي َّتِهِ‏ ، حَت َّى اف ْتَق َرَ‏ إل َى رَ‏ أ ْي ِ غ َيْر ِهِ‏ .<br />

ف َإ ِن َّ هَذِهِ‏ مَعَاذِ‏ يرُ‏ الن َّوْك َى وَ‏ ل َيْسَ‏ يُرَ‏ ادُا لر َّ أ ْيُ‏ لِل ْمُبَاهَاةِ‏ ب ِهِ‏ وَإ ِن َّمَا يُرَ‏ ادُ‏ لِلِا نْتِف َا ع ِ ب ِنَتِي جَتِهِ‏ وَا لت َّ حَر ُّ ز ِ مِنْ‏ ال ْ خَط َأِ‏ عِنْدَ‏ زَ‏ ل َلِهِ‏<br />

وَك َيْفَ‏ يَك ُون ُ عَارًا مَا أ َد َّى إل َى صَوَ‏ اب ٍ وَ‏ صَد َّ عَنْ‏ خَط َأٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى<br />

ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

.<br />

} :<br />

:<br />

:<br />

ل َق ِّحُوا عُق ُول َك ُمْ‏ ب ِا ل ْمُذ َ اك َرَةِ‏ ، وَاسْتَعِينُوا عَل َى أ ُمُور ِك ُمْ‏ ب ِا ل ْمُشَاوَرَةِ‏ { .<br />

مِنْ‏ ك َمَال ِ عَق ْلِك اسْتِظ ْهَارُك عَل َى عَق ْلِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ إذ َا أ َشْك َل َتْ‏ عَل َيْك ا ل ْأ ُمُو رُ‏ وَ‏ تَغَي َّرَ‏ ل َك ال ْ جُمْهُو رُ‏ ف َارْج ِعْ‏ إل َى رَ‏ أ ْي ِ ال ْعُق َل َاءِ‏ ، وَاف ْزَعْ‏ إل َى اسْتِشَارَةِ‏<br />

ا ل ْعُل َمَاءِ‏ ، وَل َا تَأ ْنَفْ‏ مِنْ‏ الِاسْتِرْشَادِ‏ ، وَل َا تَسْتَنْكِفْ‏ مِنْ‏ ا لِاسْتِمْدَ‏ ادِ‏ .<br />

ف َل َأ َن ْ تَسْأ َل َ وَتَسْل َمَ‏ خَيْرٌ‏ ل َك مِنْ‏ أ َن ْ تَسْتَب ِد َّ وَ‏ تَنْدَمَ‏<br />

.<br />

وَيَنْبَغِي أ َن ْ تُك ْثِرَ‏ مِنْ‏ اسْتِشَارَةِ‏ ذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ ل َا سِي َّمَا فِيا ل ْأ َمْر ِ ال ْ جَلِي ل ِ ف َق َل َّمَا يَضِ‏ ل ُّ عَنْ‏ ا ل ْ جَمَاعَةِرَ‏ أ ْيٌ‏ ، أ َوْ‏ يَذ ْهَبُ‏ عَنْهُمْ‏<br />

صَوَا بٌ‏ ، لِإ ِرْسَال ِ ا ل ْ خَوَ‏ اطِر ِ الث َّاقِبَةِ‏ وَ‏ إ ِجَا ل َةِا ل ْأ َف ْك َار ِ ا لص َّادِق َةِ‏ ف َل َا يَعْزُبُ‏ عَنْهَامُمْ‏ كِنٌ‏ وَل َا يَخْف َى عَل َيْهَاجَائِزٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َك ْث َرَ‏ ا ل ْمَشُورَة َ ل َمْ‏ يَعْدَمْ‏ عِنْدَ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ مَادِحًا ، وَعِنْدَ‏ ال ْ خَط َأِ‏ عَاذِرًا ، وَإ ِن ْ ك َان َ ا ل ْ خَط َأ ُ<br />

مِنْ‏ ا ل ْ جَمَاعَةِ‏ بَعِيدً‏ ا .<br />

ف َإ ِذ َا اسْتَشَارَ‏ ا ل ْ جَمَاعَة َ ف َق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ أ َهْ‏ ل ُ ا لر َّ أ ْي ِ فِياجْتِمَاعِه ِمْ‏ عَل َيْهِ‏ وَانْفِرَادِ‏ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ ب ِهِ‏ .


ف َمَذ ْهَبُ‏ ال ْف ُرْس ِ أ َن َّ ال ْأ َوْل َىاجْتِمَاعُهُمْ‏ عَل َى ا لِارْتِيَاءِ‏ وَ‏ إ ِجَا ل َةِا ل ْفِك ْر ِ لِيَذ ْك ُرَ‏ ك ُ ل ُّ وَاحِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ مَا ق َدَحَهُ‏ خَاطِرُهُ‏ ، وَ‏ أ َ نْتَ‏ جَهُ‏<br />

فِك ْرُهُ‏ حَت َّى إذ َا ك َان َ فِيهِ‏ ق َ دْ‏ حٌ‏ عُور ِضَ‏ ، أ َوْ‏ تَوَج َّهَ‏ عَل َيْهِ‏ رَد ٌّ نُوقِضَ‏ ، ك َال ْ جَدَل ِ ال َّذِي تَك ُون ُ فِيهِ‏ ال ْمُنَاظ َرَة ُ ، وَ‏ تَق َعُ‏ فِيهِ‏<br />

ال ْمُنَازَعَة ُ وَ‏ ا ل ْمُشَاجَرَة ُ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَبْق َى فِيهِ‏ مَعَ‏ اجْتِمَا ع ِ ا ل ْق َرَ‏ ائِ‏ ح ِ عَل َيْهِ‏ خَل َ ل ٌ إل َّا ظ َهَرَ‏ ، وَ‏ ل َا زَ‏ ل َ ل ٌ إل َّا بَان َ .<br />

وَذ َهَبَ‏ غ َيْرُهُمْ‏ مِنْ‏ أ َصْنَافِ‏ ا ل ْأ ُمَم ِ إل َى أ َن َّ ال ْأ َوْل َىاسْتِسْرَا رُ‏ ك ُ ل ِّ وَاحِدٍ‏ ب ِا ل ْمَشُورَةِ‏ ل َيُج ِيل َ ك ُ ل ُّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ فِك ْرَهُ‏ فِي<br />

ا لر َّ أ ْي ِ ط َمَعًا فِيا ل ْ حُظ ْوَةِ‏ ب ِا لص َّوَ‏ اب ِ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْق َرَا ئِ‏ حَ‏ إذ َا ا نْف َرَدَتْ‏ اسْتَك َد َّهَا ال ْفِك ْرُ‏ وَاسْتَف ْرَغ َهَا ا لِاجْتِهَادُ‏ ، وَإ ِذ َا اجْتَمَعَتْ‏<br />

ف َو َّ ضَتْ‏ وَك َان َ ال ْأ َو َّل ُ مِنْ‏ ب ِدَ‏ ائِهَا<br />

مَتْبُوعًا .<br />

وَ‏ لِك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْا ل ْمَذ ْهَبَيْن ِ وَ‏ جْهٌ‏ ، وَوَجْهُ‏ الث َّان ِي أ َظ ْهَرُ‏ .<br />

وَا َل َّذِي أ َ رَ‏ اهُ‏ فِي ال ْأ َوْل َى غ َيْرُ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْمَذ ْهَبَيْن ِ عَل َى ا ل ْإ ِط ْل َا ق ِ ، وَ‏ ل َكِنْ‏ يُنْظ َرُ‏ فِي الش ُّورَى ف َإ ِن ْ ك َانَتْ‏ فِي حَال ٍ وَ‏ احِدَةٍ‏ هَل ْ<br />

هِيَ‏ صَ‏ وَ‏ ا بٌ‏ أ َمْ‏ خَط َأ ٌ ك َان َ اجْتِمَاعُهُمْ‏ عَل َيْهَا أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ مَا تَرَد َّدَ‏ بَيْنَ‏ أ َمْرَ‏ يْن ِ ف َال ْمُرَادُ‏ مِنْهُ‏ الِاعْتِرَ‏ ا ضُ‏ عَل َى ف َسَادِهِ‏ ، أ َوْ‏<br />

ظ ُهُو رُ‏ ال ْ حُ‏ ج َّةِ‏ فِي صَل َاحِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا مَعَ‏ ا لِاجْتِمَا ع ِ أ َ بْل َغ ُ ، وَعِنْدَ‏ ا ل ْمُنَاظ َرَةِ‏ أ َوْضَ‏ حُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ الش ُّورَى فِي خَط ْب ٍ ق َدْاسْتُبْه ِمَ‏ صَوَ‏ ا بُهُ‏ ‏،وَ‏ اسْتُعْج ِمَ‏<br />

جَوَا بُهُ‏ ، مِنْ‏ أ ُمُور ٍ خَافِيَةٍ‏ وَأ َحْوَال ٍ غ َامِضَةٍ‏ ل َمْ‏ يَحْصُرْهَا عَدَدٌ‏ وَل َمْ‏ يَجْمَعْهَاتَق ْ سِي مٌ‏ وَل َا عُر ِفَ‏ ل َهَا جَوَا بٌ‏ يَك ْشِفُ‏ عَنْ‏<br />

خَط َئِهِ‏ وَصَوَا ِبهِ‏ .<br />

ف َال ْأ َوْل َى فِي مِث ْلِهِ‏ انْفِرَادُ‏ ك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ ب ِفِك ْر ِهِ‏ ، وَخُل ُو ِّهِ‏ ب ِ خَاطِر ِهِ‏ ، لِيَ‏ جْتَه ِدَ‏ فِي ال ْجَوَاب ِ ث ُ م َّ يَق َعَ‏ ال ْك َشْفُ‏ عَنْهُ‏ أ َخَط َأ ٌ هُوَ‏ أ َمْ‏<br />

صَوَا بٌ‏ ، ف َيَك ُون َ ا لِاجْتِهَادُ‏ فِي ال ْجَوَاب ِ مُنْف َر ِدًا وَال ْك َشْفُ‏ عَنْ‏ ا لص َّوَ‏ اب ِ مُجْتَمِعًا ؛ لِأ َن َّ الِانْفِرَادَ‏ فِي ا لِاجْتِهَادِ‏ أ َصَ‏ ح ُّ ،<br />

وَ‏ ا لِاجْتِمَا عَ‏ عَل َى ا ل ْمُنَاظ َرَةِ‏ أ َ بْل َغ ُ ، ف َهَك َذ َا .<br />

هَذ َا وَيَنْبَغِي أ َن ْ يَسْل َمَ‏ أ َهْ‏ ل ُ الش ُّورَى مِنْ‏ حَسَدٍ‏ أ َوْ‏ تَنَاف ُس ٍ ، ف َيَمْنَعَهُمْ‏ مِنْ‏ تَسْلِيم ِ ا لص َّوَ‏ اب ِ لِصَاحِب ِهِ‏ .<br />

ث ُ م َّ يَعْر ِضُا ل ْمُسْتَشِيرُ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى نَف ْسِهِ‏ مَعَ‏ مُشَارَك َتِه ِمْ‏ فِي ا لِارْ‏ تِيَاءِ‏ وَ‏ ا لِاجْتِهَادِ‏ ف َإ ِذ َا تَصَف َّ حَ‏ أ َق َاو ِي ل َ جَمِيعِه ِمْ‏ ك َشَفَ‏ عَنْ‏<br />

أ ُ صُو لِهَا وَأ َسْبَا ب ِهَا ، وَ‏ بَحَث َ عَنْ‏ نَتَائِ‏ ج ِهَا وَعَوَ‏ اقِب ِهَا ، حَت َّى ل َا يَك ُون َ فِي ال ْأ َمْر ِ مُق َل ِّدًا وَل َا فِي الر َّ أ ْي ِ مُف َو ِّضًا ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ يَسْتَفِيدُ‏<br />

ب ِذ َ لِكَ‏ مَعَ‏ ارْ‏ تِيَا ضِهِ‏ ب ِالِاجْتِهَادِ‏ ث َل َاث َ خِصَال ٍ ‏:إحْدَ‏ اهُن َّ : مَعْر ِف َة ُ عَق ْلِهِ‏ وَ‏ صِ‏ ح َّةِ‏ رَو ِي َّتِهِ‏<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

: مَعْر ِف َة ُ عَق ْ ل ِ صَاحِب ِهِ‏ وَ‏ صَوَاب ِ رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ .<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ : وُ‏ ضُوحُ‏ مَااسْتَعْ‏ جَمَ‏ مِنْ‏ الر َّ أ ْي ِ وَاف ْتِتَاحُ‏ مَا أ ُغ ْلِقَ‏ مِنْ‏ ا لص َّوَاب ِ .<br />

ف َإ ِذ َا تَق َر َّرَ‏ ل َهُا لر َّأ ْيُ‏ أ َمْضَاهُ‏ ف َل َمْ‏<br />

.<br />

يُؤَاخِذ ْهُمْ‏ ب ِعَوَ‏ اقِب ِ ال ْإ ِك ْدَاءِ‏ فِيهِ‏ ، ف َإ ِن َّ مَا عَل َى ا لن َّاصِ‏ ح ِ ا لِاجْتِهَادُ‏ ، وَل َ يْسَ‏ عَل َيْهِ‏ ضَمَان ُ الن ُّجْ‏ ح ِ ل َا سِي َّمَا وَا ل ْمَق َادِ‏ يرُ‏ غ َا لِبَ‏ ٌة .<br />

وَمَتَى عُر ِفَ‏ مِنْهُ‏ تَعَق ُّبُ‏ ا ل ْمُشِير ِ وَك َ ل َ إل َى رَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ، وَأ َسْل َمَ‏ إل َى نَف ْسِهِ‏ ، ف َصَارَ‏ ف َرْدًا ل َا يُعَان ُ ب ِرَأ ْي ٍ وَل َا يُمَ‏ د ُّ ب ِمَشُورَةٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ا ل ْف ُرْ‏ سُ‏ فِي حِك َمِهَا : أ َ ضْعَفُ‏ ال ْ حِيل َةِ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َق ْوَى ا لش ِّ د َّةِ‏ .<br />

وَ‏ أ َق َ ل ُّ الت َّأ َن ِّي خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َك ْث َر ِ ا ل ْعَ‏ جَل َةِ‏ ، وَا لد َّوْ‏ ل َة ُ رَسُول ُ ا ل ْق َضَاءِا ل ْمُبْرَم ِ .<br />

وَإ ِذ َا اسْتَبَد َّ ا ل ْمَلِكُ‏ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ عَمِيَتْ‏ عَل َيْهِ‏ ال ْمَرَاشِدُ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ظ َفِرَ‏ ب ِرَأ ْي ٍ مِنْ‏ خَامِ‏ ل ٍ ل َا يَرَ‏ اهُ‏ لِلر َّأ ْي ِ أ َهْل ًا وَل َا لِل ْمَشُورَةِ‏ مُسْتَوْج ِبًا اغ ْتَنَمَهُ‏ عَف ْوًا ف َإ ِن َّ ا لر َّأ ْيَ‏ ك َالض َّال َّةِ‏ تُؤْخَذ ُ أ َ يْنَ‏<br />

وُج ِدَتْ‏ ، وَل َا يَهُون ُ لِمَهَا نَةِ‏ صَاحِب ِهِ‏ ف َيُط ْرَحُ‏ ، ف َإ ِن َّ ا لد ُّ ر َّة َ ل َا يَضَعُهَا مُهَا نَة ً غ َائِصُهَا ، وَا لض َّا ل َّة َ ل َا تُتْرَكُ‏ لِذِ‏ ل َّةِ‏ وَاج ِدِهَا .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يُرَادُ‏ الر َّ أ ْيُ‏ لِمَك َانِ‏ ا ل ْمُشِير ِ ب ِهِ‏ ف َيُرَ‏ اعَى ق َدْرُهُ‏ وَإ ِن َّمَا يُرَادُ‏ لِا نْتِف َا ع ِ ا ل ْمُسْتَشِير ِ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ أ َبُو ال ْعَيْنَاءِ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َ صْمَعِي ِّ ‏:ا لن ُّصْ‏ حُ‏ أ َرْخَصُ‏ مَا بَا عَ‏ ا لر ِّجَال ُ ف َل َا تَرْدُدْ‏ عَل َى نَاصِ‏ ح ٍ نُصْحًا وَل َا تَل ُمْ‏ إن َّ ا لن َّصَائِ‏ حَ‏ ل َا


:<br />

تَخْف َى مَنَاهِ‏ جُهَا عَل َى ا لر ِّجَال ِ ذ َو ِي ال ْأ َل ْبَاب ِ وَ‏ ا ل ْف َهْم ِ ث ُ م َّ ل َا وَجْهَ‏ لِمَنْ‏ تَق َر َّرَ‏ ل َهُرَ‏ أ ْيٌ‏ أ َن ْ يَن ِيَ‏ فِي إمْضَا ئِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ا لز َّمَان َ<br />

غ َادِ‏ رٌ‏ وَ‏ ا ل ْف ُرَصُ‏ مُنْتَهَزَة ٌ وَ‏ الث ِّق َة ُ عَ‏ جْزٌ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِمَلِكٍ‏ زَ‏ ال َ عَنْهُ‏ مِل ْك ُهُ‏ مَا ال َّذِي سَل َبَك مِل ْك َك ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

:<br />

:<br />

وَإ ِنْف َاذ ُ ذِي الر َّ أ ْي ِ ا ل ْعَز ِيمَة َ أ َرْشَدَا<br />

تَأ ْخِير ِي عَمَ‏ ل َا ل ْيَوْم ِ لِغَدٍ‏ .<br />

إذ َا ك ُنْت ذ َا رَ‏ أ ْي ٍ ف َك ُنْ‏ ذ َا عَز ِيمَةٍ‏ وَل َا تَكُ‏ ب ِالت َّرْدَ‏ ادِ‏ لِلر َّ أ ْي ِ مُف ْسِدَا ف َإ ِن ِّي رَأ َيْت الر َّ يْبَ‏ فِي ا ل ْعَزْم ِ هُ‏ جْنَة ً<br />

وَيَنْبَغِي لِمَنْ‏ أ ُ نْز ِل َ مَنْز ِ ل َة َ ا ل ْمُسْتَشَار ِ وَأ ُحِ‏ ل َّ مَ‏ حَ‏ ل َّ ا لن َّاصِ‏ ح ِ ال ْمَوَاد ِّ حَت َّى صَارَ‏ مَأ ْمُول َ الن ُّجْ‏ ح ِ ، مَرْجُو َّ الص َّوَاب ِ ، أ َن ْ يُؤَد ِّيَ‏<br />

حَق َّ هَذِهِ‏ الن ِّعْمَةِ‏ ب ِإ ِخْل َاص ِ ا لس َّر ِ يرَةِ‏ ، وَ‏ يُك َافِئ َ عَل َى ا لِاسْتِسْل َام ِ ب ِبَذ ْل ِ ا لن ُّصْ‏ ح ِ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

إن َّ مِنْ‏ حَق ِّ ال ْمُسْلِم ِ عَل َى ا ل ْمُسْلِم ِ إذ َا اسْتَنْصَ‏ حَهُ‏ أ َن ْ يَنْصَ‏ حَهُ‏<br />

{<br />

.<br />

وَرُب َّمَاأ َ بْط َرَ‏ تْهُ‏ ا ل ْمُشَاوَرَة ُ ف َأ ُعْ‏ ج ِبَ‏ ب ِرَ‏ أ ْ ي ِهِ‏ ف َاحْذ َرْهُ‏ فِي ا ل ْمُشَاوَرَةِ‏ ف َل َيْسَ‏ لِل ْمُعْ‏ جَب ِرَ‏ أ ْيٌ‏ صَ‏ حِي حٌ‏ وَل َا رَو ِ ي َّة ٌ سَلِيمَة ٌ ، وَرُب َّمَا<br />

شَ‏ ح َّ فِي ا لر َّ أ ْي ِ لِعَدَاوَةٍ‏ أ َوْ‏ حَسَدٍ‏ ف َوَر َّى أ َوْ‏ مَك َرَ‏ ف َاحْذ َرْا ل ْعَ‏ دُو َّ وَل َا تَثِقْ‏ ب ِ حَسُودٍ‏ .<br />

وَل َا عُذ ْرَ‏ لِمَنْ‏ اسْتَشَارَهُ‏ عَ‏ دُو ٌّ أ َوْ‏ صَ‏ دِ‏ يقٌ‏ أ َن ْ يَك ْتُمَ‏ رَأ ْيًا وَق َدْا ُسْتُرْشِدَ‏ وَل َا أ َن ْ يَ‏ خُون َ وَق َدْ‏ ا ُؤْتُمِنَ‏ .<br />

رَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُنْك َدِر ِ عَنْ‏ عَا ئِشَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْمُسْتَشِيرُ‏ وَال ْمُسْتَشَارُ‏<br />

مُؤْ‏ تَمَنٌ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ سُل َيْمَان ُ بْنُ‏ دُرَ‏ يْدٍ‏ : وَأ َج ِبْ‏ أ َخَاكَ‏ إذ َا اسْتَشَارَكَ‏ نَاصِحًا وَعَل َى أ َخِيكَ‏ نَصِي حَة ً ل َا تَرْدُدْ‏ وَل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يُشِيرَ‏ ق َبْ‏ ل َ أ َن ْ<br />

يُسْتَشَارَ‏ إل َّا فِيمَا مَس َّ ، وَل َا أ َن ْ يَتَبَر َّ عَ‏ ب ِالر َّ أ ْي ِ إل َّا فِيمَا ل َز ِمَ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَنْف َك ُّ مِنْ‏ أ َن ْ يَ‏ ك ُون َ رَ‏ أ ْ يُهُ‏ مُت َّهَمًا أ َوْ‏ مُط ْرَحًا ، وَفِي<br />

أ َي ِّ هَذ َ يْن ِ ك َان َ وَ‏ صْمَة ً<br />

.<br />

وَإ ِن َّمَا يَك ُون ُ الر َّ أ ْيُ‏ مَق ْبُول ًا إذ َا ك َان َ عَنْ‏ رَغ ْبَةٍ‏ وَط َل َب ٍ ، أ َوْ‏ ك َان َ لِبَاعِثٍ‏ وَسَبَب ٍ .<br />

رَوَى أ َبُو ب ِل َال ٍا ل ْعِ‏ جْلِي ُّ ، عَنْ‏ حُذ َ يْف َة َ بْن ِ ا ل ْيَمَانِ‏ ، عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } ق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِابْن ِهِ‏ : يَا<br />

بُنَي َّ إذ َا ا ُسْتُشْه ِدْتَ‏ ف َاشْهَدْ‏ ، وَإ ِذ َا ا ُسْتُعِنْتَ‏ ف َأ َعِنْ‏ ، وَإ ِذ َا ا ُسْتُشِرْتَ‏ ف َل َا تُعَج ِّل ْ حَت َّى تَنْظ ُرَ‏<br />

وَق َال َ بَيْهَسٌال ْكِل َاب ِي ُّ<br />

ل َيْسَ‏ أ َهْل َهُ‏ ف َل َا<br />

. {<br />

:<br />

أ َ نْتَمَ‏ حْمُودٌ‏ وَل َاا لر َّ أ ْيُ‏ نَافِعُهْ‏<br />

كِتْمَان ُ ا لس ِّر ِّ ال ْف َصْل ُ ا لر َّ اب ِعُ‏ فِي كِتْمَانِ‏ الس ِّر ِّ<br />

:<br />

مِنْ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ إن ْيَسْتَشِرْكَ‏ ف َتَجْتَه ِدْ‏ ل َهُ‏ ا لر َّ أ ْيَيَسْتَغْشِشْك مَا ل َا تُبَاي ِعُهْ‏ ف َل َا تَمْنَ‏ حَن َّ ا لر َّ أ ْيَ‏ مَنْ‏<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ كِتْمَان َ ال ْأ َسْرَار ِ مِنْ‏ أ َق ْوَى أ َسْبَاب ِ الن َّجَاح ِ ، وَ‏ أ َدْوَم ِ لِأ َحْوَال ِ<br />

الص َّل َاح ِ .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } اسْتَعِينُوا عَل َى ال ْ حَاجَاتِ‏ ب ِال ْكِتْمَانِ‏ ف َإ ِن َّ ك ُ ل َّ ذِي ن ِعْمَةٍمَ‏ حْ‏ سُودٌ‏ { .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

:<br />

: سِر ُّك أ َسِيرُك ف َإ ِن ْ تَك َل َّمْت ب ِهِ‏ صِرْت أ َسِيرَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ لِا بْن ِهِ‏ يَا بُنَي َّ ك ُنْ‏ جَوَ‏ ادً‏ ا ب ِا ل ْمَال ِ فِي مَوْ‏ ضِع ِ ال ْ حَق ِّ ، ضَن ِينًاب ِا ل ْأ َسْرَار ِ عَنْ‏ جَمِيع ِ ال ْ خَل ْق ِ<br />

ف َإ ِن َّ أ َحْمَدَ‏ جُودِ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ ال ْإ ِنْف َا قُ‏ فِي وَجْهِ‏ ا ل ْب ِر ِّ ‏،وَ‏ ال ْبُخْ‏ ل ُ ب ِمَك ْتُوم ِ الس ِّر ِّ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ك َتَمَ‏ سِر َّهُ‏ ك َان َ ال ْ خِيَا رُ‏ إل َيْهِ‏ ، وَمَنْ‏ أ َف ْشَاهُ‏ ك َان َ ا ل ْخِيَا رُ‏ عَل َيْهِ‏ .<br />

مَا أ َسَر َّك مَا ك َتَمْت سِر َّك<br />

.


:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْف ُصَ‏ حَاءِ‏ : مَا ل َمْ‏ تُغَي ِّبْهُ‏ ال ْأ َضَالِعُ‏ ف َهُوَمَ‏ ك ْ شُوفٌ‏ ضَائِعٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ، وَهُوَ‏ أ َنَسُ‏ بْنُ‏ أ ُسَيْدٍ‏ : وَل َا تُف ْش ِ سِر َّك إل َّا إل َيْك ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ نَصِي ح ٍ نَصِي حَا ف َإ ِن ِّي رَ‏ أ َ يْتُ‏ وُشَاة َ<br />

ا لر ِّجَال ِ ل َا يَتْرُك ُون َ أ َدِيمًا صَ‏ حِي حَا وَك َمْ‏ مِنْ‏ إظ ْهَار ِ سِر ٍّ أ َرَا قَ‏ دَمَ‏ صَاحِب ِهِ‏ ، وَمَنَعَ‏ مِنْ‏ نَيْ‏ ل ِ مَط َا لِب ِهِ‏ ، وَ‏ ل َوْ‏ ك َتَمَهُ‏ ك َان َ مِنْ‏<br />

سَط ْوَ‏ تِهِ‏ آمِنًا ، وَفِي عَوَ‏ اقِب ِهِ‏ سَالِمًا ، وَ‏ لِنَ‏ جَاح ِ حَوَائِ‏ ج ِهِ‏ رَاج ِيًا .<br />

وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ مَنْ‏ حَص َّنَ‏ سِر َّهُ‏ ف َل َهُ‏ ب ِتَحْصِين ِهِ‏ خَصْل َتَانِ‏ : ا لظ َّف َرُ‏ ب ِ حَاجَتِهِ‏ ، وَا لس َّل َامَة ُ مِنْ‏ الس َّط َوَاتِ‏ .<br />

وَ‏ إ ِظ ْهَا رُ‏ الر َّجُ‏ ل ِ سِر َّ غ َيْر ِهِ‏ أ َق ْبَ‏ حُ‏ مِنْ‏ إظ ْهَار ِهِ‏ سِر َّ نَف ْسِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَبُوءُ‏ ب ِإ ِحْدَى وَ‏ صْمَتَيْن ِ ‏:ا ل ْخِيَا نَة ُ إن ْ ك َان َ مُؤْتَمَنًا ، أ َوْ‏<br />

الن َّمِيمَة ُ إن ْ ك َان َ مُسْتَوْدَعًا .<br />

ف َأ َم َّا ا لض َّرَرُ‏ ف َرُب َّمَا اسْتَوَيَا فِيهِ‏ وَ‏ تَف َا ضَل َا .<br />

وَكِل َاهُمَامَ‏ ذ ْمُومٌ‏ ، وَهُوَ‏ فِيه ِمَا مَل ُو مٌ‏ .<br />

وَفِي الِاسْتِرْسَال ِ ب ِإ ِبْدَ‏ اءِ‏ ا لس ِّر ِّ دَ‏ ل َا ئِ‏ ل ُ عَل َى ث َل َا ث َةِ‏ أ َحْوَ‏ ال ٍ مَذ ْمُومَةٍ‏<br />

ل َمْ‏ يَت َّسِعْ‏ لِسِر ٍّ ، وَل َمْ‏ يَق ْدِرْ‏ عَل َى صَبْر ٍ .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إحْدَاهَا : ضِيقُ‏ ا لص َّدْر ِ ، وَقِل َّة ُ ا لص َّبْر ِ ، حَت َّى أ َ ن َّهُ‏<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ إذ َا ال ْمَرْءُ‏ أ َف ْشَى سِر َّهُ‏ ب ِلِسَا ن ِهِ‏ وَ‏ ل َامَ‏ عَل َيْهِ‏ غ َيْرَهُ‏ ف َهُوَ‏ أ َحْمَقُ‏ إذ َا ضَا قَ‏ صَدْرُ‏ ا ل ْمَرْءِ‏ عَنْ‏ سِر ِّ نَف ْسِهِ‏ ف َصَدْرُ‏<br />

ال َّذِي يُسْتَوْدَ‏ عُ‏ الس ِّر َّ أ َ ضْيَقُ‏ وَا لث َّا ن ِيَة ُ ‏:ا ل ْغَف ْل َة ُ عَنْ‏ تَ‏ حَذ ُّر ِ ال ْعُق َل َاءِ‏ ، وَا لس َّهْوُ‏ عَنْ‏ يَقِظ َةِ‏ ال ْأ َذ ْكِيَاءِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَ‏ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

.<br />

‏:ا نْف َر ِدْ‏ ب ِسِر ِّك وَل َا تُودِعْهُ‏ حَاز ِمًا ف َيَز ِل َّ ، وَل َا جَاهِل ًا ف َيَ‏ خُون َ .<br />

مَا ارْتَك َبَهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْغَدْر ِ ، وَاسْتَعْمَل َهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْ خَط َر ِ .<br />

: سِر ُّك مِنْ‏ دَمِك ف َإ ِذ َا تَك َل َّمْت ب ِهِ‏ ف َق َدْ‏ أ َرَق ْتَهُ‏ .<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ مِنْ‏ ا ل ْأ َسْرَار ِ مَا ل َا يُسْتَغْنَى فِيهِ‏ عَنْ‏ مُط َا ل َعَةِ‏ صَدِ‏ يق ٍ مُسَاهِم ٍ ، وَاسْتِشَارَةِ‏ نَاصِ‏ ح ٍ مُسَالِم ٍ .<br />

ف َل ْيَخْتَرْ‏ ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ لِسِر ِّهِ‏ أ َمِينًا إن ْ ل َمْ‏ يَج ِدْ‏ إل َى ك َتْمِهِ‏ سَب ِيل ًا ، وَل ْيَتَ‏ حَر َّ فِي اخْتِيَار ِ مَنْ‏ يَأ ْ تَمِنُهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَ‏ يَسْتَوْدِعُهُ‏ إ ي َّاهُ‏ .<br />

ف َل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ مَنْ‏ ك َان َ عَل َى ا ل ْأ َمْوَال ِ أ َمِينًا ك َان َ عَل َىا ل ْأ َسْرَار ِ مُؤْتَمَنًا .<br />

وَال ْعِف َّة ُ عَنْ‏ ال ْأ َمْوَال ِ أ َ يْسَرُ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِف َّةِ‏ عَنْ‏ إذ َ اعَةِ‏ ال ْأ َسْرَ‏ ار ِ ؛ لِأ َن َّ ال ْإ ِنْسَان َ ق َدْ‏ يُذِ‏ يعَ‏ سِر َّ نَف ْسِهِ‏ ب ِبَادِرَةِ‏ لِسَا ن ِهِ‏ ، وَسَق َطِ‏ ك َل َامِهِ‏<br />

، وَ‏ يَشُ‏ ح ُّ ب ِا ل ْيَسِير ِ مِنْ‏ مَا لِهِ‏ ، حِف ْظ ًا ل َهُ‏ وَضَنا ب ِهِ‏ ، وَل َا يَرَى مَا أ َذ َا عَ‏ مِنْ‏ سِر ِّهِ‏ ك َب ِيرًا فِي جَنْب ِ مَا حَفِظ َهُ‏ مِنْ‏ يَسِير ِ مَا لِهِ‏ مَعَ‏<br />

عِظ َم ِ الض َّرَر ِ الد َّاخِ‏ ل ِ عَل َيْهِ‏<br />

ف َمِنْ‏ أ َجْ‏ ل ِ ذ َلِكَ‏ ك َان َ أ ُمَنَاءُ‏ ال ْأ َسْرَار ِ أ َشَد َّ تَعَذ ُّرًا وَ‏ أ َق َ ل َّ وُجُودً‏ ا مِنْ‏ أ ُمَنَاءِا ل ْأ َمْوَال ِ .<br />

وَك َان َ حِف ْظ ُ ا ل ْمَال ِ أ َيْسَرَ‏ مِنْ‏ ك َتْم ِا ل ْأ َسْرَار ِ ؛ لِأ َن َّ إحْرَ‏ ازَا ل ْأ َمْوَال ِ مَن ِيعَة ٌ وَإ ِحْرَ‏ ازَا ل ْأ َسْرَار ِ بَار ِزَة ٌ يُذِيعُهَالِ‏ سَان ٌ نَاطِقٌ‏ ،<br />

وَ‏ يُشِيعُهَا ك َل َامٌ‏ سَاب ِقٌ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ا ل ْق ُل ُوبُ‏ أ َوْعِيَة ُ ال ْأ َسْرَ‏ ار ِ ، وَا لش ِّف َاءُ‏ أ َق ْف َا ل ُهَاوَ‏ ا ل ْأ َ ل ْسُنُ‏ مَف َاتِيحُهَا ، ف َل ْيَحْف َظ ْ<br />

ك ُ ل ُّ امْر ِئ ٍ مِف ْتَاحَ‏ سِر ِّهِ‏ .<br />

وَمِنْ‏ صِف َاتِ‏ أ َمِين ِ ا لس ِّر ِّ أ َن ْ يَك ُون َ ذ َا عَق ْل ٍ<br />

صَاد ٍّ ، وَدِ‏ ين ٍ حَاج ِز ٍ ، وَ‏ نُصْ‏ ح ٍ مَبْذ ُول ٍ ، وَوُد ٍّ مَوْف ُور ٍ ، وَك َتُومًا ب ِا لط َّبْع ِ .<br />

ف َإ ِن َّ هَذِهِ‏ ا ل ْأ ُمُورَ‏ تَمْنَعُ‏ مِنْ‏ ا ل ْإ ِذ َ اعَةِ‏ ، وَ‏ تُوج ِبُ‏ حِف ْظ َ ا ل ْأ َمَا نَةِ‏ ، ف َمَنْ‏ ك َمُل َتْ‏ فِيهِ‏ ف َهُوَ‏ عَنْق َاءُ‏ مُغْر ِب ٍ<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ق ُل ُوبُ‏ ال ْعُق َل َاءِ‏ حُصُون ُ ال ْأ َسْرَار ِ .<br />

وَل ْيَحْذ َرْ‏ صَاحِبُ‏ ا لس ِّر ِّ أ َن ْ يُودِ‏ عَ‏ سِر َّهُ‏ مَنْ‏ يَتَط َل َّعُ‏ إ ل َيْهِ‏ ، وَ‏ يُؤْ‏ ثِرُ‏ ال ْوُق ُوفَ‏ عَل َيْهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ط َا لِبَ‏ ا ل ْوَدِ‏ يعَةِ‏ خَائِنٌ‏ .<br />

.<br />

:


وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ل َا تُنْكِحْ‏ خَاطِبَ‏ سِر ِّك .<br />

:<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ ل َا تَدَ‏ عْ‏ سِرا إل َى ط َا لِب ِهِ‏ مِنْك ف َا لط َّا لِبُ‏ لِلس ِّر ِّ مُذِيعُ‏ وَل ْيَحْذ َرْ‏ ك َث ْرَة َا ل ْمُسْتَوْدَعِينَ‏ لِسِر ِّهِ‏<br />

ف َإ ِن َّ ك َث ْرَ‏ تَهُمْ‏ سَبَبُ‏ ا ل ْإ ِذ َ اعَةِ‏ ‏،وَط َر ِ يقٌ‏ إل َى ا ل ْإ ِشَاعَةِ‏ ؛ لِأ َمْرَ‏ يْن ِ أ َحَدُهُمَا أ َن َّ اجْتِمَا عَ‏ هَذِهِ‏ ا لش ُّرُوطِ‏ فِي ا ل ْعَدَدِ‏ ا ل ْك َثِير ِمُعْو ِزٌ‏<br />

، وَل َا بُ‏ د َّ إذ َا ك َث ُرُو ا مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ فِيه ِمْ‏ مَنْ‏ أ َخَ‏ ل َّ ب ِبَعْضِهَا .<br />

:<br />

.<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّ ك ُ ل َّ وَاحِدٍ‏ مِنْهُمْ‏ يَ‏ ج ِدُ‏ سَب ِيل ًا إل َى نَف ْي ِا ل ْإ ِذ َ اعَةِ‏ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ، وَ‏ إ ِحَا ل َةِ‏ ذ َلِكَ‏ عَل َى غ َيْر ِهِ‏ ، ف َل َا يُضَافُ‏ إ ل َيْهِذ َنْبٌ‏<br />

، وَل َا يَتَوَج َّهُ‏ عَل َيْهِعَتْبٌ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

: ك ُل َّمَا ك َث ُرَتْ‏ خِزَ‏ ان ُا ل ْأ َسْرَار ِ ازْدَادَتْ‏ ضَيَاعًا .<br />

وَسِر ُّك مَا ك َان َ عِنْدَ‏ امْر ِئ ٍ وَسِر ُّ ا لث َّل َا ث َةِ‏ غ َيْرُ‏ ال ْخَفِي وَق َال َ آخَرُ‏<br />

:<br />

ف َل َا تَنْطِقْ‏ ب ِسِر ِّك ك ُ ل ُّ سِر ٍّ إذ َا مَا<br />

جَاوَزَا لِا ث ْنَيْن ِ ف َاشِي ث ُ م َّ ل َوْ‏ سَلِمَ‏ مِنْ‏ إذ َ اعَتِه ِمْ‏ ل َمْ‏ يَسْل َمْ‏ مِنْ‏ إدْ‏ ل َا لِه ِمْ‏ وَ‏ اسْتِط َا ل َتِه ِمْ‏ ، ف َإ ِن َّ لِمَنْ‏ ظ َفِرَ‏ ب ِسِر ٍّ مِنْ‏ ف َرْطِ‏ ال ْإ ِدْل َال ِ<br />

وَك َث ْرَةِ‏ الِاسْتِط َا ل َةِ‏ ، مَا إن ْ ل َمْ‏ يَحْج ِزْهُ‏ عَنْهُ‏ عَق ْ ل ٌ وَل َمْ‏ يَك ُف َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َضْ‏ ل ٌ ، ك َان َ أ َشَد َّ مِنْ‏ ذ ُل ِّ الر ِّ ق ِّ وَخُضُو ع ِا ل ْعَبْدِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َف ْشَى سِر َّهُ‏ ك َث ُرَ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْمُتَأ َم ِّرُون َ .<br />

ف َإ ِذ َا اخْتَارَ‏ وَأ َرْجُو أ َن ْ يُوَف َّقَ‏ لِلِاخْتِيَار ِ ‏،وَ‏ ا ضْط َر َّ إل َى اسْتِيدَا ع ِ سِر ِّهِ‏ وَ‏ ل َيْتَهُ‏ ك ُفِيَ‏ ا لِا ضْطِرَ‏ ارُ‏ ، وَجَبَ‏ عَل َىا ل ْمُسْتَوْدَ‏ ع ِ ل َهُ‏<br />

أ َدَ‏ اءُ‏<br />

ا ل ْأ َمَا نَةِ‏ فِيهِ‏ ب ِالت َّ حَف ُّظِ‏ وَالت َّنَاسِي ل َهُ‏ حَت َّى ل َا يَ‏ خْطِرَ‏ ل َهُ‏ ب ِبَال ٍ وَل َا يَدُورَ‏ ل َهُ‏ فِي خَل َدٍ‏ .<br />

ث ُ م َّ يَرَى ذ َلِكَ‏ حُرْمَة ً يَرْعَاهَا وَل َا يُ‏ دِ‏ ل ُّ إدْل َال َ ا لل ِّئ َام ِ .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا أ َسَر َّ إل َى صَدِ‏ يق ٍ ل َهُ‏ حَدِيث ًا ث ُ م َّ ق َال َ : أ َف َه ِمْت ؟ ق َال َ : بَل ْ جَه ِل ْتُ‏ .<br />

أ َحَفِظ ْت ؟ ق َال َ<br />

: بَل ْ نَسِيتُ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِرَجُ‏ ل ٍ : ك َيْفَ‏ كِتْمَا نُك لِلس ِّر ِّ ؟ ق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

: ا بْنُهُ‏<br />

: أ َجْ‏ حَدُ‏ ال ْ خَبَرَ‏ وَأ َحْلِفُلِل ْمُسْتَ‏ خْب ِر ِ .<br />

: وَ‏ ل َوْ‏ ق َدَرْتُ‏ عَل َى ن ِسْيَانِ‏ مَااشْتَمَل َتْ‏ مِن ِّي ا لض ُّل ُو عُ‏ عَل َى ا ل ْأ َسْرَ‏ ار ِ وَال ْ خَبَر ِ ل َك ُنْتُ‏ أ َو َّل َ مَنْ‏ يَنْسَى<br />

سَرَا ئِرَهُ‏ إذ َا ك ُنْتُ‏ مِنْ‏ نَشْر ِهَا يَوْمًا عَل َى خَط َر ِ وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عَبْدَ‏ ا لل َّهِ‏ بْنَ‏ ط َاهِر ٍ تَذ َ اك َرَ‏ الن َّا سُ‏ فِي مَ‏ جْلِسِهِ‏ حِف ْظ َ الس ِّر ِّ ف َق َال َ<br />

وَمُسْتَوْدَعِي سِرا تَضَم َّنْتُ‏ سِر َّهُ‏ ف َأ َوْدَعْتُهُ‏ مِنْ‏ مُسْتَق َر ِّ ال ْحَشَى ق َبْرَا وَل َكِن َّن ِي أ ُخْفِيهِ‏ عَن ِّي ك َأ َن َّن ِي مِنْ‏ الد َّهْر ِ يَوْمًا مَا<br />

أ َحَط ْتُ‏ ب ِهِ‏ خُبْرَا وَمَا الس ِّر ُّ فِي ق َل ْب ِي ك َمَيْتٍ‏ ب ِ حُف ْرَةٍ‏ لِأ َن ِّي أ َرَىا ل ْمَدْف ُون َ يَنْتَظِرُ‏ الن َّشْرَا<br />

ال ْمِزَاحُ‏ وَا لض َّحِكُ‏ ال ْف َصْل ُ ال ْ خَامِسُ‏ فِي ال ْمِزَاح ِ وَ‏ الض َّحِكِ‏<br />

ا ل ْق َطِيعَةِ‏ وَال ْعُق ُوق ِ ، يَصِمُ‏ ا ل ْمَاز ِحَ‏ وَيُؤْذِي ا ل ْمُمَازَحَ‏ .<br />

:<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ لِل ْمِزَ‏ اح ِ إزَاحَة ً عَنْ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَمَخْرَجًا إل َى<br />

ف َوَ‏ صْمَة ُ ا ل ْمَاز ِح ِ أ َن ْ يُذ ْهِبَ‏ عَنْهُ‏ ال ْهَيْبَة َ وَال ْبَهَاءَ‏ ، وَ‏ يُجْر ِيَ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْغَوْغ َاءَ‏ وَا لس ُّف َهَاءَ‏ .<br />

وَأ َم َّا أ َذِ‏ ي َّة ُ ا ل ْمُمَاز ِح ِ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ مَعْق ُوقٌ‏ ب ِق َوْل ٍ ك َر ِ يهٍ‏ وَفِعْ‏ ل ٍ مُمْض ٍ إن ْ أ َمْسَكَ‏ عَنْهُ‏ أ َحْزَن َ ق َل ْبَهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ق َا بَ‏ ل َ عَل َيْهِ‏ جَا نَبَ‏ أ َدَ‏ بَهُ‏ .<br />

ف َ حُق َّ عَل َى ال ْعَاقِ‏ ل ِ أ َن ْ يَت َّقِيَهُ‏ وَيُنَز ِّهَ‏ نَف ْسَهُ‏ عَنْ‏ وَ‏ صْمَةِ‏ مَسَاو ِ ئِهِ‏ .<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ا ل ْمِزَاحُ‏ اسْتِدْ‏ رَا جٌ‏ مِنْ‏ ا لش َّيْط َانِوَ‏ اخْتِدَ‏ ا عٌ‏ مِنْ‏ ال ْهَوَى<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ : ات َّق ُوا ا ل ْمِزَاحَ‏ ف َإ ِن َّهَا حِمْق َة ٌ تُور ِث ُ ضَغِينَة ً .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَقِي ل َ<br />

وَق َال َ إ بْرَاهِيمُ‏ الن َّ خَعِي ُّ<br />

: إن َّمَا ال ْمِزَاحُ‏ سِبَا بٌ‏ إل َّا أ َن َّ صَاحِبَهُ‏ يُضْحِكُ‏ .<br />

. {<br />

:<br />

إن َّمَا سُم ِّيَ‏ ال ْمِزَاحُ‏ مِزَ‏ احًا لِأ َ ن َّهُ‏ يُز ِ ي حُ‏ عَنْ‏ ال ْ حَق ِّ .<br />

‏:ا ل ْمِزَاحُ‏ مِنْ‏ سُ‏ خْفٍ‏ أ َوْ‏ بَط َر ٍ .


:<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْمِزَاحُ‏ يَأ ْك ُ ل ُ ا ل ْهَيْبَة َ ك َمَا تَأ ْك ُ ل ُ الن َّا رُ‏ ال ْ حَط َبَ‏ .<br />

مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ مِزَاحُهُ‏ زَال َتْ‏ هَيْبَتُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ذ َك َرَ‏ خِل َاف َهُ‏ ط َابَتْ‏ غ َيْبَتُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ق َ ل َّ عَق ْل ُهُ‏ ك َث ُرَ‏ هَزْ‏ ل ُهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ .<br />

وَذ َك َرَ‏ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ ا ل ْمِزَاحَ‏ ف َق َال َ : يَصُك ُّ أ َحَدُك ُمْ‏ صَاحِبَهُ‏ ب ِأ َشَد َّ مِنْ‏ ال ْ جَنْدَل ِ ، وَ‏ يُنْشِق ُهُ‏ أ َحْرَ‏ قَ‏ مِنْا ل ْخَرْدَل ِ ،<br />

وَ‏ يُف ْر ِ غ ُ عَل َيْهِ‏ أ َحَر َّ مِنْ‏ ا ل ْمِرْجَ‏ ل ِ ، ث ُ م َّ يَق ُول ُ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

إن َّمَا ك ُنْتُ‏ أ ُمَاز ِحُك .<br />

: خَيْرُ‏ ال ْمِزَاح ِ ل َا يُنَال ُ ، وَشَر ُّهُ‏ ل َا يُق َال ُ .<br />

ف َنَظ َمَهُ‏ ا لن َّيْسَا بُور ِي ُّ فِي ق َصِيدَ‏ تِهِ‏ ال ْ جَامِعَةِ‏ لِل ْ آدَ‏ اب ِ ف َق َال َ وَزَادَ‏<br />

يُق َال ُ ك َث ْرَة ُ ال ْمِزَاح ِ مِنْ‏ ال ْف َتَى تَدْعُو إل َى ا لت َّل َاح ِ إن َّ ال ْمِزَاحَ‏ بَدْؤُهُ‏ حَل َاوَهْ‏ ل َكِن َّمَا آخِرُهُ‏<br />

: شَر ُّ مِزَ‏ اح ِا ل ْمَرْءِ‏ ل َا يُق َال ُ وَخَيْرُهُ‏ يَا صَاح ِ ل َا يُنَال ُ وَق َدْ‏<br />

عَدَاوَهْ‏ يَ‏ حْتَد ُّ مِنْهُ‏ الر َّجُ‏ ل ُ الش َّر ِ يفُ‏ وَيَجْتَر ِي ب ِسُخْفِهِ‏ ا لس َّ خِيفُ‏ وَق َال َ أ َبُو نُوَا س ٍ : خَ‏ ل ِّ جَنْبَيْك لِرَ‏ ام ٍ وَ‏ امْض ِ عَنْهُ‏ ب ِسَل َام ِ<br />

مُتْ‏ ب ِدَ‏ اءِ‏ ا لص َّمْتِ‏ خَيْرٌ‏ ل َك مِنْ‏ دَ‏ اءِ‏ ال ْك َل َام ِ إن َّمَا ا لس َّالِمُ‏ مَنْ‏ أ َ ل ْجَمَ‏ ف َاهُ‏ ب ِلِ‏ جَام ِ رُب َّمَااسْتَف ْتَ‏ حَب ِا ل ْمَزْح ِ مَغَا لِيقَ‏ ا ل ْ حِمَام ِ<br />

وَال ْمَنَا يَا آكِل َا تٌشَا ر ِبَا تٌ‏ لِل ْأ َ نَام ِ وَاعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َل َّمَا يَعْرَى مِنْ‏ ا ل ْمِزَاح ِ مَنْ‏ ك َان َ سَهْل ًا ف َا ل ْعَاقِ‏ ل ُ يَتَوَخ َّى ب ِمِزَاحِهِ‏ إحْدَى<br />

حَا ل َتَيْن ِ ل َا ث َا لِث َ ل َهُمَا : إحْدَاهُمَا : إ ينَا سُ‏ ا ل ْمُصَاحِب ِينَ‏ وَا لت َّوَد ُّدُ‏ إل َى ا ل ْمُ‏ خَا لِطِينَ‏ .<br />

وَهَذ َا يَك ُون ُ ب ِمَا أ َ ن ِسَ‏ مِنْ‏ جَمِي ل ِ ا ل ْق َوْل ِ ، وَ‏ بُسِط َ مِنْ‏ مُسْتَحْسَن ِ ا ل ْفِعْ‏ ل ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ سَعِيدُ‏ بْنُ‏ ا ل ْعَاص ِ لِا بْن ِهِ‏ ‏:اق ْتَصِدْ‏ فِي مِزَاحِك ف َإ ِن َّ ال ْإ ِف ْرَ‏ اط َ فِيهِ‏ يُذ ْهِبُ‏ ا ل ْبَهَاءَ‏ ، وَ‏ يُ‏ جَر ِّئُ‏ عَل َيْك الس ُّف َهَاءَ‏ ، وَ‏ إ ِن َّ<br />

ا لت َّق ْصِيرَ‏ فِيهِ‏ يَف ُض ُّ عَنْك ا ل ْمُؤَ‏ ان ِسِينَ‏ ، وَ‏ يُوحِشُ‏ مِنْك ا ل ْمُصَاحِب ِينَ‏ .<br />

وَ‏ ال ْ حَا ل َة ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ : أ َن ْ يَنْفِيَ‏ ب ِال ْمِزَاح ِ مَا ط َرَ‏ أ َ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ سَأ َم ٍ ، وَ‏ أ َحْدَث َ ب ِهِ‏ مِنْ‏ هَ‏ م ٍّ .<br />

: ف َق َدْ‏ قِي ل َ<br />

ل َا بُ‏ د َّ لِل ْمَصْدُور ِ أ َن ْ يَنْف ُث َ .<br />

وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ‏ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ : أ َف ْدِ‏ ط َبْعَكا ل ْمَك ْدُودَ‏ ب ِا ل ْج ِ د ِّ رَ‏ احَة ً يُجَ‏ م ُّ وَعَل ِّل ْهُ‏ ب ِشَيْءٍ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَزْح ِ وَل َكِنْ‏ إذ َا أ َعْط َيْتَهُ‏<br />

ا ل ْمَزْحَ‏ ف َل ْيَك ُنْ‏ ب ِمِق ْدَار ِ مَا تُعْطِي ا لط َّعَامَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمِل ْ ح ِ وَق َدْ‏ ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ يَمْزَحُ‏ عَل َى هَذ َاا ل ْوَجْهِ‏ .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ف َمِنْ‏ مِزَ‏ احِهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَا رُو ِيَ‏<br />

}<br />

} :<br />

إن ِّي ل َأ َمْزَحُ‏ وَل َا أ َق ُول ُ إل َّا حَقًّا { .<br />

أ َن َّ عَجُوزًا مِنْا ل ْأ َنْصَار ِ أ َتَتْهُ‏ ف َق َال َتْ‏<br />

ف َق َال َ أ َمَا عَلِمْت أ َن َّ ال ْ جَن َّة َ ل َا يَدْخُل ُهَا ا ل ْعَ‏ جَا ئِزُ‏ ، ف َصَرَخَتْ‏ .<br />

ف َتَبَس َّمَ‏ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَق َال َ أ َمَا ق َرَأ ْت ق َوْل َ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أ َبْك َارً‏ ا عُرُبًا أ َتْرَابًا { { .<br />

}<br />

وَ‏ أ َ تَتْهُ‏ أ ُخْرَى فِي حَاجَةٍ‏ لِزَوْج ِهَا ف َق َال َ ل َهَا : وَمَنْ‏ زَوْجُك ؟ ف َق َال َتْ‏<br />

ف َق َال َ ل َهَا : ا ل َّذِي فِي عَيْن ِهِبَيَا ضٌ‏ ؟ ف َق َال َتْ‏<br />

: ف ُل َان ٌ .<br />

: ل َا .<br />

ف َق َال َ : بَل َى .<br />

ف َا نْصَرَف َتْ‏ عَجْل َى إل َى زَوْج ِهَا وَجَعَل َتْ‏ تَتَأ َم َّ ل ُ عَيْنَيْهِ‏ ف َق َال َ ل َهَا<br />

عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َن َّ فِي عَيْنَيْك بَيَاضًا .<br />

ف َق َال َ أ َم َّا تَرَ‏ يْنَ‏ بَيَاضَ‏ عَيْنَي َّ أ َك ْث َرَ‏ مِنْ‏ سَوَادِهَا ،<br />

وَأ َتَى رَجُ‏ ل ٌ عَلِي َّ بْنَ‏ أ َب ِي ط َالِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

مَا شَأ ْنُك ؟ ف َق َال َتْ‏<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

إن ِّي احْتَل َمْتُ‏ عَل َى أ ُم ِّي .<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َدْ‏ عُ‏ لِي ب ِا ل ْمَغْفِرَةِ‏ .<br />

} إن َّا أ َنْشَأ ْنَاهُن َّ إ نْشَاءً‏ ف َ جَعَل ْنَاهُن َّ<br />

أ َخْبَرَن ِي رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏


:<br />

ف َق َال َ : أ َقِيمُوهُ‏ فِي الش َّمْس ِ وَاضْر ِبُوا ظِل َّهُ‏ ال ْ حَ‏ د َّ .<br />

وَسُئِ‏ ل َ الش َّعْب ِي ُّ عَنْ‏ أ َك ْ ل ِ ل َحْم ِ ا لش َّيْط َانِ‏ ف َق َال َ<br />

وَقِي ل َ ل َهُ‏<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِغُل َام ٍ<br />

.<br />

:<br />

: نَ‏ حْنُ‏ نَرْضَى مِنْهُ‏ ب ِا ل ْك َف َافِ‏ .<br />

مَا اسْمُ‏ امْرَ‏ أ َةِ‏ إ بْلِيسَ‏ - ل َعَنَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ‏-؟ ف َق َال َ : ذ َ اكَن ِ ك َا حٌ‏ مَا شَه ِدْ‏ نَاهُ‏ .<br />

ف َق َال َ ل َهُ‏ أ َحْسِنْ‏ ق َلِيل ًا<br />

ق َال َ : ف َأ َ صُومُ‏ الِا ث ْنَيْن ِ وَال ْخَمِيسَ‏ .<br />

: ب ِك َمْ‏ تَعْمَ‏ ل ُ مَعِي ؟ ق َال َ : ب ِط َعَامِي .<br />

:<br />

وَحُكِيَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي صَالِ‏ ح ِ بْن ِ حَس َّان َ ، وَك َان َ مُحَد ِّث ًا ، أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ يَوْمًا لِأ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏<br />

: أ َف ْق َهُ‏ ا لن َّا س ِ وَ‏ ض َّاحُ‏ ا ل ْيَمَن ِ فِي ق َوْ‏ لِهِ‏ : إذ َا<br />

ق ُل ْت هَاتِي نَو ِّلِين ِي تَبَر َّمَتْ‏ وَق َال َتْ‏ مَعَاذ َ ا لل َّهِ‏ مِنْ‏ فِعْ‏ ل ِ مَا حَرُمْ‏ ف َمَا نَو َّ ل َتْ‏ حَت َّى تَضَر َّعْتُ‏ عِنْدَهَا وَأ َنْبَأ ْتُهَا مَا رَخ َّصَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

فِي الل َّمَمْ‏ ف َأ َم َّا ا ل ْخُرُوجُ‏ إل َى حَ‏ د ِّ ا ل ْ خَل َاعَةِ‏ ف َهُ‏ جْنَة ٌ وَمَذ َم َّة ٌ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ أ َب ِي مُعَاو ِ يَة َ الض َّر ِير ِ ، وَك َان َ مُحَد ِّث ًا ، أ َ ن َّهُ‏<br />

خَرَجَ‏ يَوْمًا إل َى أ َصْ‏ حَا ب ِهِ‏ وَهُوَ‏ يَق ُول ُ وَإ ِذ َا ا ل ْمَعِدَة ُ جَاشَتْ‏ ف َارْمِهَا ب ِال ْمَنْجَن ِيق ِ ب ِث َل َاثٍ‏ مِنْ‏ نَب ِيذٍ‏ ل َيْسَ‏ ب ِال ْحُل ْو ِ الر َّقِيق ِ أ َمَا<br />

تَرَى ك َيْفَ‏ ط َرَ‏ قَ‏ ب ِ خَل َاعَتِهِ‏ ا لت ُّهْمَة َ عَل َى نَف ْسِهِ‏ ب ِهَذ َا ا ل ْمَزْح ِ فِيمَا ل َعَل َّهُ‏ بَر ِيءٌ‏ مِنْهُ‏ ‏،وَبَعِي دٌ‏ عَنْهُ‏<br />

.<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ أ َبُو هُرَيْرَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ مُسْتَرْسِل ًا فِي مِزَاحِهِ‏ .<br />

رَوَى ا بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ فِي ا ل ْمَعَار ِفِ‏ أ َن َّ مَرْوَ‏ ان َ رُب َّمَا ك َان َيَسْتَ‏ خْلِف ُهُ‏ عَل َى ا ل ْمَدِ‏ ينَةِ‏ ف َيَرْك َبُ‏ حِمَارً‏ ا ق َدْ‏<br />

شَ‏ د َّ عَل َيْهِ‏ بَرْذ َعَة ً ف َيَسِيرُ‏ ف َيَل ْق َى ا لر َّجُ‏ ل َ ف َيَق ُول ُ<br />

. {<br />

: ا لط َّر ِ يقُ‏ ق َدْ‏ جَاءَ‏ ال ْأ َمِيرُ‏ .<br />

وَرُب َّمَا أ َتَى الص ِّبْيَان َ وَهُمْ‏ يَل ْعَبُون َ ل ُعْبَة َ ا ل ْأ َعْرَاب ِ ف َل َا يَشْعُرُون َ حَت َّى يُل ْقِيَ‏ نَف ْسَهُ‏ بَيْنَهُمْ‏ وَيَضْر ِبَ‏ ب ِر ِجْلِهِ‏ ف َيَف ْزَ‏ عُ‏ الص ِّبْيَان ُ<br />

ف َيَنْفِرُون َ ، وَهَذ َا خُرُو جٌ‏ عَنْ‏ ا ل ْق َدْر ِا ل ْمُسْتَسْمَ‏ ح ِ ب ِهِ‏ وَ‏ يُوشِكُ‏ أ َن ْ يَك ُون َ لِهَذ َاا ل ْفِعْ‏ ل ِ مِنْهُتَأ ْو ِي ل ٌسَائِغ ٌ .<br />

وَق َدْ‏ } ك َان َ صُهَيْبُ‏ بْنُ‏ سِنَانٍ‏ مَز َّاحًا ف َق َال َ ل َهُ‏ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : أ َ تَأ ْك ُ ل ُ تَمْرًا وَب ِك رَمَدٌ‏ ؟ ف َق َال َ يَا رَسُول َ<br />

ا لل َّهِ‏ إن َّمَا أ َمْضُغ ُ عَل َى ا لن َّاحِيَةِ‏ ال ْأ ُخْرَى<br />

وَإ ِن َّمَا اسْتَ‏ جَازَصُهَيْبٌ‏ أ َن ْ يُعَر ِّضَ‏ لِرَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ب ِا ل ْمَزْح ِ فِي جَوَا ب ِهِ‏ ؛ لِأ َن َّاسْتِ‏ خْبَارَهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏<br />

عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َدْ‏ ك َان َ يَتَضَم َّنُ‏ ا ل ْمَزْحَ‏ ، ف َأ َجَا بَهُ‏ عَنْ‏ اسْتِ‏ خْبَار ِهِ‏ ب ِمَا يُوَ‏ افِق ُهُ‏ مُسَاعِدَة ً لِغَرَ‏ ضِهِ‏ ، وَ‏ تَق َر ُّبًا مِنْ‏ ق َل ْب ِهِ‏ ، وَإ ِل َّا ف َل َيْسَ‏<br />

لِأ َحَدٍ‏ أ َن ْ يَ‏ جْعَ‏ ل َ جَوَابَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَزْحًا ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمَزْحَ‏ هَزْ‏ ل ٌ ، وَمَنْ‏ جَعَ‏ ل َ جَوَابَ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏<br />

صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ا ل ْمُبَي ِّن ِ عَنْ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ أ َحْك َامَهُ‏ ، ال ْمُؤَد ِّي إل َى خَل ْقِهِ‏ أ َوَ‏ امِرَهُ‏ ، هَزْل ًا وَمَزْحًا ف َق َدْ‏ عَصَى ا لل َّهَ‏<br />

وَرَسُو ل َهُ‏ ، وَ‏ صُهَيْبٌ‏ ك َان َ أ َط َوْ‏ عَ‏ لِل َّهِ‏ سُبْ‏ حَا نَهُ‏ وَ‏ تَعَا ل َى مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ب ِهَذِهِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

. {<br />

أ َنَا سَا ب ِقُ‏ ا ل ْعَرَب ِ ، وَ‏ صُهَيْبٌ‏ سَا ب ِقُ‏ الر ُّومَ‏ ، وَسَل ْمَان ُ سَا ب ِقُ‏ ال ْف ُرْسَ‏ ‏،وَب ِل َا ل ٌ سَا ب ِقُ‏<br />

ال ْ حَبَش ِ<br />

وَمِنْ‏ مُسْتَ‏ حْسَن ِا ل ْمَزْح ِ وَمُسْتَسْمَ‏ ح ِ ا لد ُّعَا بَةِ‏ مَا حَك َى الز ُّ بَيْرُ‏ بْنُ‏ بَك َّار ٍ عَنْ‏ ال ْكِنْدِي ِّ أ َن َّ ا ل ْق ُشَيْر ِي َّ وَق َفَ‏ عَل َى شَيْ‏ خ ٍ مِنْ‏<br />

ال ْأ َعْرَاب ِ ف َق َال َ<br />

:<br />

ق َال َ مِنْ‏ أ َي ِّ عَقِي ل ٍ ؟ ق َال َ<br />

ف َق َال َ ا ل ْق ُشَيْر ِي ُّ<br />

ف َق َال َ ا ل ْأ َعْرَاب ِي ُّ<br />

:<br />

:<br />

: يَاأ َعْرَ‏ اب ِي ُّ مِم َّنْ‏ أ َ نْتَ‏ ؟ ف َق َال َ : مِنْ‏ عَقِي ل ٍ .<br />

مِنْ‏ بَن ِي خَف َاجَة َ .<br />

: رَأ َيْت شَيْخًا مِنْ‏ بَن ِي خَف َاجَة َ .<br />

مَا شَأ ْ نُهُ‏ ؟ ق َال َ<br />

إذ َا جَن َّ ا لظ َّل َامُ‏ حَا جَة ٌ<br />

ف َق َال َ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ مَا هِيَ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

.<br />

:<br />

ل َهُ‏<br />

: ك َ حَاجَةِ‏ الد ِّيكِ‏ إل َى ا لد َّجَاجَةِ‏ .


ف َاسْتَعْبَرَ‏ ال ْأ َعْرَاب ِي ُّ ضَاحِك ًا ، وَق َال َ : ‏-ق َاتَل َك ا لل َّهُ‏ - مَا أ َعْرَف َك ب ِسَرَ‏ ا ئِر ِ ا ل ْق َوْم ِ .<br />

ف َانْظ ُرْ‏ ك َيْفَ‏ بَل َغ َ ب ِهَذ َا ا ل ْمَزْحَ‏ غ َا يَتَهُ‏ ، وَلِسَا نُهُ‏ نَز ِهٌ‏ ، وَعِرْ‏ ضُهُ‏ مَ‏ صُون ٌ .<br />

وَهَذ َا غ َا يَة ُ مَا يَتَسَامَ‏ حُ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْف ُضَل َاءُ‏ مِنْ‏ ال ْ خَل َاعَةِ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مُسْتَك ْرَهَ‏ ال ْف َحْوَى وَا لن َّزَ‏ اهَة ُ عَنْ‏ مِث ْلِهِ‏ أ َوْل َى .<br />

وَل ْيَحْذ َرْ‏ أ َن ْ يَسْتَرْسِ‏ ل َ فِي مُمَازَحَةِ‏ عَ‏ دُو ٍّ ف َيَ‏ جْعَ‏ ل َ ل َهُ‏ ط َر ِ يق ًا إل َى إعْل َانِ‏ ا ل ْمَسَاو ِئ ِ وَهُوَ‏ مُ‏ ج ِ د ٌّ ، وَ‏ يُف ْسِ‏ حَ‏ ل َهُ‏ فِي الت َّشَف ِّي<br />

مَزْحًا وَهُوَ‏ مُ‏ حِق ٌّ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : إذ َا مَازَحْت عَدُو َّك ظ َهَرَتْ‏ ل َهُ‏ عُيُو بُك .<br />

وَأ َم َّا الض َّ حِكُ‏ ف َإ ِن َّ اعْتِيَادَهُ‏ شَاغِ‏ ل ٌ عَنْ‏ ا لن َّظ َر ِ فِي ا ل ْأ ُمُور ِ ا ل ْمُه ِم َّةِ‏ ‏،مُ‏ ذ ْهِ‏ ل ٌ عَنْ‏ ا ل ْفِك ْر ِ فِي الن َّوَا ئِب ِ ا ل ْمُلِم َّةِ‏<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ أ َك ْث َرَ‏ مِنْهُ‏ هَيْبَة ٌ وَل َا وَق َا رٌ‏ ، وَل َا لِمَنْ‏ وُصِمَ‏ ب ِهِ‏ خَط َرٌ‏ وَل َامِق ْ دَا رٌ‏ .<br />

رَوَى أ َبُو إدْر ِيسَال ْ خَوْ‏ ل َان ِي ُّ ، عَنْ‏ أ َب ِي ذ َ ر ٍّ ا ل ْغِف َا ر ِي ِّ ق َال َ<br />

الض َّحِكِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ يُمِيتُ‏ ا ل ْق َل ْبَ‏ وَيُذ ْهِبُ‏ ب ِنُور ِا ل ْوَجْهِ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ فِي ق َوْله تَعَال َى<br />

.<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

} :<br />

مَا لِهَذ َا ا ل ْكِتَاب ِ ل َا يُغَادِرُ‏ صَغِيرَة ً وَل َا ك َب ِيرَة ً إل َّا أ َحْصَاهَا<br />

الض َّحِكُ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ ضَ‏ حِك ُهُ‏ ق َل َّتْ‏ هَيْبَتُهُ‏ .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

:<br />

إذ َا ضَحِكَ‏ ا ل ْعَا لِمُ‏ ضِ‏ حْك َة ً مَ‏ ج َّ مِنْ‏ ا ل ْعِل ْم ِ مَ‏ ج َّة ً<br />

.<br />

.<br />

إ ي َّاكَ‏ وَك َث ْرَة َ<br />

{ إن َّ الص َّغِيرَة َ<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ضِ‏ حْك َة ُ ا ل ْمُؤْمِن ِ غ َف ْل َة ٌ مِنْ‏ ق َل ْب ِ هِ‏<br />

وَال ْق َوْل ُ فِي الض َّ حِكِ‏ ك َا ل ْق َوْل ِ فِي ا ل ْمِزَاح ِ إن ْ تَ‏ جَاف َاهُ‏ ا ل ْإ ِنْسَان ُ نَف َرَ‏ عَنْهُ‏ وَ‏ أ َوْحَشَ‏ مِنْهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َ لِف َهُ‏ ك َانَتْ‏ حَا ل ُهُ‏ مَا وَصَف ْنَا .<br />

ف َل ْيَك ُنْ‏ بَدَل ُ ا لض َّحِكِ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْإ ِينَا س ِ تَبَس ُّمًا .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَهَذ َا<br />

: الت َّبَس ُّ مُدُعَابَة ٌ .<br />

أ َ بْل َغ ُ فِي ال ْإ ِينَا س ِ مِنْ‏ ا لض َّحِكِ‏ ال َّذِي هُوَ‏ ق َدْ‏ يَك ُون ُ اسْتِهْزَاءً‏ وَتَعَج ُّبًا .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ يُنْك َرُ‏ مِنْهُ‏ ا ل ْمَر َّة َ ا لن َّادِرَة َ لِط َار ِئ ٍاسْتَغْف َ ل َ ا لن َّف ْسَ‏ عَنْ‏ دَف ْعِهِ‏<br />

.<br />

هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَهُوَ‏ أ َمْل َكُا ل ْ خَل ْق ِ لِنَف ْسِهِ‏ ، ق َدْ‏ تَبَس َّمَ‏ حَت َّى بَدَتْ‏ نَوَ‏ اج ِذ ُهُ‏ .<br />

وَإ ِن َّمَا ك َان َ ذ َلِكَ‏ مِنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَل َى ا ل ْوَجْهِ‏ ال َّذِي ذ َك َرْ‏ نَاهُ‏ .<br />

ال ْف َصْل ُ ا لس َّادِ‏ سُ‏ فِي ا لط ِّيَرَةِ‏ وَا ل ْف َأ ْل ِ<br />

: اعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ ل َيْسَ‏ شَ‏ يْءٌ‏ أ َ ضَر َّ ب ِا لر َّأ ْي ِ وَل َا أ َف ْسَدَ‏ لِلت َّدْب ِير ِ مِنْ‏ اعْتِق َادِ‏ ا لط ِّيَرَةِ‏ ، وَمَنْ‏ ظ َن َّ<br />

أ َن َّ خُوَارَ‏ بَق َرَةٍ‏ أ َوْ‏ نَعِيبَ‏ غ ُرَ‏ اب ٍ يَرُد ُّ ق َضَاءً‏ أ َوْ‏ يَدْف َعُ‏ مَق ْدُورًا ف َق َدْ‏ جَه ِ ل َ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ل َا عَدْوَى وَل َا طِيَرَة َ وَل َا هَامَة َ وَل َا صَف َرَ‏<br />

. {<br />

} :<br />

ف َال ْعَدْوَى مَا يَظ ُن ُّهُ‏ الن َّا سُ‏ مِنْ‏ تَعَد ِّي ا ل ْعِل َ ل ِ وَال ْأ َمْرَاض ِ ف َأ َخْبَرَ‏ أ َن َّهَا ل َا تُعْدِي ، ف َقِي ل َ<br />

ال ْ جَرَب ِ فِي مِشْف َر ِ ال ْبَعِير ِ ف َتَتَعَد َّى إل َى جَمِيعِهِ‏ .<br />

ف َق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َمَا أ َعْدَى ا ل ْأ َو َّل َ ؟<br />

:<br />

{<br />

:<br />

ا ل ْق َتِي ل َ إذ َا ط َ ل َّ دَمُهُ‏ ف َل َمْ‏ يُدْرَك ب ِث َأ ْ ر ِهِ‏ صَاحَتْ‏ هَامَتُهُ‏ فِي ا ل ْق َبْر ِ<br />

} يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن َّا نَرَى ا لن ُّق ْط َة َ مِنْ‏<br />

وَأ َم َّا ا ل ْهَامَة ُ ف َهُوَ‏ مَا ك َانَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ فِي ال ْ جَاهِلِي َّةِ‏ تَعْتَقِدُهُ‏ مِنْ‏ أ َن َّ<br />

: اسْق ُون ِي .<br />

ق َال َ ا لز ِّ بْر ِق َان ُ بْنُ‏ بَدْر ٍ يَعْن ِيهَا : يَا عَمْرُو إل َّا تَدَ‏ عْ‏ شَتْمِي وَمَنْق َصَتِيأ َ ضْر ِبْكَ‏ حَت َّى تَق ُول َ ال ْهَامَة ُ اسْق ُون ِي وَق َال َ إبْرَ‏ اهِيمُ‏ بْنُ‏<br />

هَرْمَة َ : وَك َيْفَ‏ وَق َدْ‏ صَارُوا عِظ َامًا وَأ َق ْبُرًا يَصِي حُ‏ صَدَ‏ اهَا ب ِا ل ْعَشِي ِّ وَهَامُهَا تَف َانَوْا وَل َمْ‏ يَبْق َوْا وَك ُ ل ُّ ق َب ِيل َةٍ‏ سَر ِ يعٌ‏ إل َى و ِرْدِ‏


ا ل ْفِنَاءِ‏ كِرَ‏ امُهَا وَأ َم َّا الص َّف َرُ‏ ف َهُوَ‏ ك َال ْ حَي َّةِ‏ يَك ُون ُ فِيا ل ْ جَوْفِ‏ يُصِيبُ‏ ا ل ْمَاشِيَة َ وَالن َّاسَ‏ ، وَهُوَ‏ أ َعْدَى عِنْدَهُمْ‏ مِنْ‏ ا ل ْجَرَب ِ .<br />

وَفِيهِ‏ يَق ُول ُ الش َّاعِرُ‏<br />

عَنْهُ‏ أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ<br />

ف َامْضُوا وَعَل َى ا لل َّهِ‏ ف َتَوَك َّل ُو ا<br />

:<br />

. {<br />

:<br />

: ل َا يُمْسِكُ‏ الس َّا قَ‏ مِنْ‏ أ َ يْن ٍ وَل َا وَصَب ٍ وَل َا يَعَض ُّ عَل َى شُرْسُوفِهِ‏ الص َّف َرُ‏ وَرَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

} إذ َا ظ َنَنْتُمْ‏ ف َل َا تُ‏ حَق ِّق ُو ا ، وَإ ِذ َا حَسَدْتُمْ‏ ف َل َا تَبْغُوا ، وَإ ِذ َا تَط َي َّرْتُمْ‏<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ طِيَرَة ُ ا لن َّا س ِ ل َا تَرُد ُّ ق َضَاءً‏ ف َاعْذ ُرْ‏ ا لد َّهْرَ‏ ل َا تُشَب ِّهْ‏ ب ِل َوْم ِ أ َي ُّ يَوْم ٍ تَ‏ خُص ُّهُ‏ ب ِسُعُودٍ‏ وَال ْمَنَايَا يَنْز ِ ل ْنَ‏ فِي ك ُ ل ِّ يَوْم ِ<br />

ل َيْسَيَوْمٌ‏ إل َّا وَفِيهِ‏ سُعُودٌوَنُ‏ حُوسٌ‏<br />

تَجْر ِي لِق َوْم ٍ وَق َوْم ِ وَق َدْ‏ ك َانَتْ‏ ا ل ْف ُرْ‏ سُ‏ أ َك ْث َرَ‏ ا لن َّا س ِ طِيَرَة ً .<br />

وَك َانَتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ إذ َا أ َرَادَتْ‏ سَف َرًا نَف َّرَتْ‏ أ َو َّل َ ط َا ئِر ٍ تَل ْق َاهُ‏ ف َإ ِن ْ ط َارَ‏ يَمْنَة ً سَارَتْ‏ وَ‏ تَيَم َّنَتْ‏ ، وَإ ِذ َا ط َارَ‏ يَسْرَة ً رَجَعَتْ‏<br />

. {<br />

} :<br />

وَ‏ تَشَاءَمَتْ‏ ، ف َنَهَى الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَنْ‏ ذ َ لِكَ‏ وَق َال َ أ َقِر ُّو ا ا لط َّيْرَ‏ عَل َى وُك ُنَاتِهَا<br />

وَحَك َى عِك ْر ِمَة ُ ق َال َ : ك ُن َّا جُل ُوسًا عِنْدَ‏ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا ، ف َمَر َّ ط َائِرٌ‏ يَصِي حُ‏ ف َق َال َ رَ‏ جُ‏ ل ٌ مِنْا ل ْق َوْم ِ<br />

ف َق َال َ ا بْنُ‏ عَب َّا س ٍ<br />

‏:خَيْرٌ‏ .<br />

:<br />

:<br />

ل َا خَيْرَ‏ وَل َا شَر َّ .<br />

وَق َال َل َب ِي دٌ‏ ل َعَمْرُك مَا تَدْر ِي الض َّوَار ِبُ‏ ب ِال ْحَصَى وَل َا زَاج ِرَاتُ‏ ا لط َّيْر ِ مَا ا لل َّهُ‏ صَا ن ِعُ‏ وَاعْل َمْ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َل َّمَا يَخْل ُو مِنْ‏ ا لط ِّيَرَةِ‏<br />

أ َحَدٌ‏ ل َا سِي َّمَا مَنْ‏ عَارَ‏ ضَتْهُا ل ْمَق َادِيرُ‏ فِي إرَ‏ ادَ‏ تِهِ‏ ، وَصَد َّهُ‏ ا ل ْق َضَاءُ‏ عَنْ‏ ط َلِبَتِهِ‏ ، ف َهُوَ‏ يَرْجُو وَال ْيَأ ْسُ‏ عَل َيْهِ‏ أ َغ ْل َبُ‏ ، وَ‏ يَأ ْمُ‏ ل ُ<br />

وَال ْخَوْفُ‏ إ ل َيْهِ‏ أ َق ْرَبُ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا عَاق َهُ‏ ا ل ْق َضَاءُ‏ ، وَخَا نَهُ‏ ا لر َّجَاءُ‏ ، جَعَ‏ ل َ ا لط ِّيَرَة َ عُذ ْرَ‏ خَيْبَتِهِ‏ ، وَغ َف َ ل َ عَنْ‏ ق َضَاءِ‏ ا لل َّهِ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ وَمَشِيئ َتِهِ‏ ، ف َإ ِذ َا تَط َي َّرَ‏<br />

أ َحْ‏ جَمَ‏ عَنْ‏ ال ْإ ِق ْدَام ِ وَ‏ يَئِسَ‏ مِنْ‏ ا لظ َّف َر ِ وَظ َن َّ أ َن َّ ا ل ْقِيَا سَ‏ فِيهِ‏ مُط َّر ِدٌ‏ وَ‏ أ َن َّ ا ل ْعِبْرَة َ فِيهِ‏ مُسْتَمِر َّ ٌة .<br />

ث ُ م َّ يَصِيرُ‏ ذ َلِكَ‏ ل َهُ‏ عَادَة ً ف َل َا يَنْجَ‏ حُ‏ ل َهُ‏ سَعْ‏ يٌ‏ ، وَل َا يَتِم ُّ ل َهُ‏ ق َ صْ‏ دٌ‏ .<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ سَاعَدَ‏ تْهُا ل ْمَق َادِ‏ يرُ‏ وَوَ‏ اف َق َهُ‏ ا ل ْق َضَاءُ‏ ف َهُوَ‏ ق َلِي ل ُ ا لط ِّيَرَةِ‏ لِإ ِق ْدَ‏ امِهِ‏ ثِق َة ً ب ِإ ِق ْبَا لِهِ‏ وَ‏ تَعْو ِ يل ًا عَل َى سَعَادَ‏ تِهِ‏ ، ف َل َا يَصُد ُّهُ‏ خَوْفٌ‏<br />

وَل َا يَك ُف ُّهُ‏ حُزْن ٌ وَل َا يَئ ُوبُ‏ ، إل َّا ظ َافِرًا ، وَل َا يَعُودُ‏ إل َّا مُنْج ِحًا ؛ لِأ َن َّ ال ْغُنْمَ‏ ب ِال ْإ ِق ْدَام ِ ، وَ‏ ال ْ خَيْبَة َ مَعَ‏ ا ل ْإ ِحْ‏ جَام ِ ، ف َصَارَتْ‏<br />

ا لط ِّيَرَة ُ مِنْ‏ سِمَاتِ‏ ال ْإ ِدْبَار ِ وَاط ِّرَاحُهَا مِنْ‏ إمَارَاتِ‏ ال ْإ ِق ْبَا ِل .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ مُن ِيَ‏ ب ِهَا وَ‏ بُلِيَ‏ أ َن ْ يَصْر ِفَ‏ عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ وَسَاو ِ سَ‏ الن َّوْك َى وَدَوَ‏ اعِيَال ْ خَيْبَةِ‏ وَذ َرَا ئِعَا ل ْحِرْمَانِ‏ ، وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل َ<br />

لِلش َّيْط َانِ‏ سُل ْط َانًا فِي نَق ْض ِ عَزَ‏ ا ئِمِهِ‏ وَمُعَارَ‏ ضَةِ‏ خَا لِقِهِ‏ .<br />

وَ‏ يَعْل َمَ‏ أ َن َّ ق َضَاءَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى عَل َيْهِغ َالِبٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ ر ِزْق َهُ‏ ل َهُط َالِبٌ‏ ، إل َّا أ َن َّ ال ْ حَرَك َة َ سَبَبٌ‏ ف َل َا يُث ْن ِيهِ‏ عَنْهَا مَا ل َا يَضُر ُّ مَخْل ُوق ًا<br />

وَل َا يَدْف َعُ‏ مَق ْدُورًا .<br />

:<br />

وَ‏ ل ْيَمْض ِ فِي عَزَا ئِمِهِ‏ وَاثِق ًا ب ِا َ لل َّهِ‏ تَعَا ل َى إن ْ أ ُعْطِيَ‏ وَرَا ضِيًا ب ِهِ‏ إن ْ مُن ِعَ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

إن َّ فِي ال ْإ ِنْسَانِ‏ ث َل َا ث َة ً<br />

:<br />

ف َمَ‏ خْرَجُهُ‏ مِنْ‏ ا لط ِّيَرَةِ‏ أ َن ْ ل َا يَرْج ِعَ‏ وَمَخْرَجُهُ‏ مِنْ‏ ا لظ َّن ِّ أ َن ْ ل َا يَتَ‏ حَق َّقَ‏ وَمَ‏ خْرَجُهُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَسَدِ‏ أ َن ْ ل َا يَبْغِيَ‏ { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } ك َف َّارَة ُ ا لط ِّيَرَةِ‏ الت َّوَك ُّ ل ُ عَل َى ا لل َّهِ‏ تَعَال َى<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْخَيْرُ‏ فِي تَرْكِ‏ ا لط ِّيَرَةِ‏ .<br />

. {<br />

:<br />

ا لط ِّيَرَة ُ وَا لظ َّن ُّ وَا ل ْ حَسَدُ‏<br />

وَل ْيَق ُل ْ إن ْ عَارَ‏ ضَهُ‏ فِي ا لط ِّيَرَةِرَ‏ يْبٌ‏ ، أ َوْ‏ خَامَرَهُ‏ فِيهَا وَهْ‏ مٌ‏ ، مَا رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

.<br />

مَنْ‏<br />

تَط َي َّرَ‏ ف َل ْيَق ُل ْ : ا لل َّهُ‏ م َّ ل َا يَأ ْتِي ب ِال ْ خَيْرَ‏ اتِ‏ إل َّا أ َ نْتَ‏ وَل َا يَدْف َعُ‏ الس َّي ِّئ َاتِ‏ إل َّا أ َ نْتَ‏ ، وَل َا حَوْل َ وَل َا ق ُو َّة َ إل َّا ب ِا َ لل َّهِ‏ {<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا جَاءَ‏ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َق َال َ } يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ إن َّا نَزَل ْنَا دَارًا ف َك َث ُرَ‏ فِيهَا عَدَدُنَا ،<br />

:


:<br />

وَك َث ُرَتْ‏ فِيهَا أ َمْوَ‏ ال ُنَا ، ث ُ م َّ تَحَو َّل ْنَا عَنْهَا إل َى أ ُخْرَى ف َق َل َّتْ‏ فِيهَا أ َمْوَا ل ُنَا ، وَق َ ل َّ فِيهَا عَدَدُنَا .<br />

ف َق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ذ َرُوهَا ف َه ِيَ‏ ذ َمِيمَة ٌ { .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا ال ْق َوْل ُ مِنْهُ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ عَل َى وَجْهِ‏ ا لط ِّيَرَةِ‏ وَ‏ ل َكِنْ‏ عَل َى ط َر ِ يق ِ ا لت َّبَر ُّكِ‏ ب ِمَا ف َارَ‏ قَ‏ وَتَرْكِ‏ مَا اسْتَوْحَشَ‏<br />

مِنْهُ‏ إل َى مَا أ َن ِسَ‏ ب ِهِ‏ .<br />

وَأ َم َّا ا ل ْف َأ ْل ُ ف َفِيهِ‏ تَق ْو ِ يَة ٌ لِل ْعَزْم ِوَبَاعِث ٌ عَل َى ال ْج ِ د ِّ وَمَعُونَة ٌ عَل َى ا لظ َّف َر ِ .<br />

ف َق َدْ‏ تَف َاءَل َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ فِي غ َزَوَ‏ ا تِهِ‏ وَحُرُو ب ِهِ‏ .<br />

وَرَوَى أ َبُو هُرَ‏ يْرَة َ<br />

}<br />

وَسَل َّمَ‏ سَمِعَ‏ ك َلِمَة ً ف َأ َعْ‏ جَبَتْهُ‏ ف َق َال َ<br />

أ َن َّ رَسُول َ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏<br />

: أ َخَذ ْنَا ف َأ ْل َكَ‏ مِنْ‏ فِيكَ‏ { .<br />

ف َيَنْبَغِي لِمَنْ‏ تَف َاءَل َ أ َن ْ يَتَأ َو َّل َ ا ل ْف َأ ْل َ ب ِأ َحْسَن ِ تَأ ْو ِ يل َا تِهِ‏ وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل َ لِسُوءِ‏ ا لظ َّن ِّ عَل َى نَف ْسِهِ‏ سَب ِيل ًا .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ ال ْبَل َاءَ‏ مُوَك َّ ل ٌ ب ِا ل ْمَنْطِق ِ { .<br />

} :<br />

رُو ِيَ‏ أ َن َّ يُوسُفَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ شَك َا إل َى ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى ط ُول َ ال ْ حَبْس ِ ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى إ ل َيْهِ‏ يَا يُوسُفُ‏ أ َ نْتَ‏ حَبَسْت نَف ْسَك<br />

حَيْث ُ ق ُل ْت رَب ِّ ا لس ِّجْنُ‏ أ َحَب ُّ إ ل َي َّ وَ‏ ل َوْ‏ ق ُل ْت ا ل ْعَافِيَة ُ أ َحَب ُّ إل َي َّ ل َعُوفِيت .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ بْنَ‏ أ ُمَيْ‏ ل ٍ ا لش َّاعِرَ‏ ل َم َّا ق َال َ يَوْمَ‏ ال ْ حِيرَةِ‏ : شَف َّ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ يَوْمَ‏ ال ْ حِيرَةِ‏ ا لن َّظ َرُ‏ ل َيْتَ‏ ا ل ْمُؤَم َّ ل َ ل َمْ‏ يُخْل َقْ‏ ل َهُ‏<br />

بَصَرُ‏ عَمِيَ‏ ف َأ َ تَاهُ‏ آتٍ‏ فِي مَنَامِهِ‏ ف َق َال َ ل َهُ‏<br />

:<br />

{<br />

هَذ َا مَا ط َل َبْت .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ ال ْوَ‏ لِيدَ‏ بْنَ‏ يَز ِ يدَ‏ بْن ِ عَبْدِ‏ ا ل ْمَلِكِ‏ تَف َاءَل َ يَوْمًا فِيا ل ْمُصْ‏ حَفِ‏ ف َ خَرَجَ‏ ل َهُ‏ ق َوْله تَعَا ل َى : ‏{وَاسْتَف ْتَ‏ حُو ا وَخَابَ‏ ك ُ ل ُّ<br />

جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ‏ ف َمَز َّ قَا ل ْمُصْ‏ حَفَ‏ وَ‏ أ َ نْشَأ َ يَق ُول ُ : أ َ تُوعِدُ‏ ك ُ ل َّ جَب َّار ٍ عَن ِيدٍ‏ ف َهَا أ َنَا ذ َ اكَ‏ جَب َّا رٌ‏ عَن ِيدُ‏ إذ َا مَا ج ِئ ْت رَب َّك يَوْمَ‏<br />

حَشْر ٍ ف َق ُل ْ يَا رَب ِّ مَز َّق َن ِي ال ْوَلِيدُ‏ ف َل َمْ‏ يَل ْبَث ْ إل َّا أ َي َّامًا حَت َّى ق ُتِ‏ ل َ شَر َّ قِتْل َةٍ‏ ، وَ‏ صُلِبَ‏ رَأ ْسُهُ‏ عَل َى ق َصْر ِهِ‏ ، ث ُ م َّ عَل َى سُور ِ<br />

بَل َدِهِ‏ .<br />

ف َنَعُوذ ُ ب ِا َ لل َّهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْبَغْي ِ وَمَصَار ِعِهِ‏ ، وَ‏ الش َّيْط َانِ‏ وَمَك َائِدِهِ‏ ، وَهُوَ‏ حَسْبُنَا وَعَل َيْهِ‏ تَوَك ُّل ُنَا .<br />

ال ْف َصْل ُ ا لس َّا ب ِعُ‏ فِي ا ل ْمُرُوءَةِ‏ اعْل َمْ‏ أ َن َّ مِنْ‏ شَوَ‏ اهِدِا ل ْف َضْ‏ ل ِ وَدَل َائِ‏ ل ِ ال ْك َرَم ِ ا ل ْمُرُوءَة َ ال َّتِي هِيَ‏ حِل ْيَة ُ الن ُّف ُو س ِ وَز ِ ينَة ُ ا ل ْه ِمَم ِ<br />

.<br />

} :<br />

ف َا ل ْمُرُوءَة ُ مُرَ‏ اعَاة ُا ل ْأ َحْوَال ِ ال َّتِي تَك ُون ُ عَل َى أ َف ْضَلِهَا حَت َّى ل َا يَظ ْهَرَ‏ مِنْهَا ق َب ِيحٌ‏ عَنْ‏ ق َصْدٍ‏ وَ‏ ل َا يَتَوَج َّهُ‏ إل َيْهَا ذ َم ٌّ ب ِاسْتِ‏ حْق َا ق ٍ .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَنْ‏ عَامَ‏ ل َ الن َّا سَ‏ ف َل َمْ‏ يَظ ْلِمْهُمْ‏ ، وَحَد َّ ث َهُمْ‏ ف َل َمْ‏ يَك ْذِبْهُمْ‏ ، وَوَعَدَهُمْ‏<br />

ف َل َمْ‏ يُخْلِف ْهُمْ‏ ، ف َهُوَ‏ مِم َّنْ‏ ك َمُل َتْ‏ مُرُوءَ‏ تُهُ‏ وَظ َهَرَتْ‏ عَدَا ل َتُهُ‏ وَوَجَبَتْ‏ أ ُخُو َّ تُهُ‏ {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

.<br />

:<br />

مِنْ‏ شَرَا ئِطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ أ َن ْ يَتَعَف َّفَ‏ عَنْ‏ ال ْ حَرَ‏ ام ِ ، وَ‏ يَتَصَل َّفَ‏ عَنْ‏ ا ل ْآ ث َام ِ ، وَ‏ يُنْصِفَ‏ فِي ا ل ْحِك َم ِ ،<br />

وَ‏ يَك ُف َّ عَنْ‏ ا لظ ُّل ْم ِ ، وَل َا يَط ْمَعَ‏ فِيمَا ل َا يَسْتَ‏ حِق ُّ ، وَل َا يَسْتَطِيل َ عَل َى مَنْ‏ ل َا يَسْتَر ِ ق ُّ ، وَل َا يُعِينَ‏ ق َو ِيا عَل َى ضَعِيفٍ‏ ، وَل َا<br />

يُؤْ‏ ثِرَ‏ دَن ِيا عَل َى شَر ِ يفٍ‏ ، وَل َا يُسِر َّ مَا يَعْق ُبُهُ‏ ال ْو ِزْرُ‏ وَال ْإ ِث ْمُ‏ ، وَل َا يَف ْعَ‏ ل َ مَا يُق َب ِّ حُ‏ الذ ِّك ْرَ‏ وَا لِاسْمَ‏ .<br />

وَسُئِ‏ ل َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ عَنْ‏ ا ل ْف َرْ‏ ق ِ بَيْنَا ل ْعَق ْ ل ِ وَا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َق َال َ : ال ْعَق ْل ُ يَأ ْمُرُك ب ِا ل ْأ َ نْف َع ِ ، وَا ل ْمُرُوءَة ُ تَأ ْمُرُك ب ِا ل ْأ َجْمَ‏ ل ِ .<br />

وَ‏ ل َنْ‏ تَج ِدَ‏ ال ْأ َخْل َا قَ‏ عَل َى مَا وَصَف ْنَا مِنْ‏ حَ‏ د ِّ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ مُنْط َب ِعَة ً ، وَل َا عَنْ‏ ا ل ْمُرَ‏ اعَاةِ‏ مُسْتَغْن ِيَة ً ، وَ‏ إ ِ ن َّمَاا ل ْمُرَ‏ اعَاة ُ هِيَ‏ ا ل ْمُرُوءَة ُ<br />

ل َا مَا ا نْط َبَعَتْ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ف َضَا ئِ‏ ل ِا ل ْأ َخْل َا ق ِ ؛ لِأ َن َّ غ ُرُورَ‏ ال ْهَوَى وَ‏ نَاز ِ عَ‏ الش َّهْوَةِ‏ يَصْر ِف َانِ‏ الن َّف ْسَ‏ أ َن ْ تَرْك َبَ‏ ال ْأ َف ْضَ‏ ل َ مِنْ‏<br />

خَل َا ئِقِهَا ‏،وَ‏ ا ل ْأ َجْمَ‏ ل َ مِنْ‏ ط َرَا ئِقِهَا ، وَ‏ إ ِن ْ سَلِمَتْ‏ مِنْهَا ‏،وَبَعِي دٌ‏ أ َن ْ تَسْل َمَ‏ إل َّا لِمَنْ‏ اسْتَك ْمَ‏ ل َ شَرَفَا ل ْأ َخْل َا ق ِ ط َبْعًا ،<br />

وَاسْتَغْنَى عَنْ‏ تَهْذِ‏ يب ِهَا تَك َل ُّف ًا وَتَط َب ُّعًا .


وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ : مَنْ‏ ل َك ب ِا ل ْمَحْض ِ وَ‏ ل َيْسَ‏ مَحْضٌ‏ يَ‏ خْبُث ُبَعْضٌ‏ وَ‏ يَطِيبُ‏ بَعْضُ‏ ث ُ م َّ ل َوْ‏ اسْتَك ْمَ‏ ل َ ا ل ْف َضْ‏ ل َ ط َبْعًا ، وَفِي<br />

ا ل ْمُعْو ِز ِ أ َن ْ يَك ُون َ مُسْتَك ْمِل ًا ، ل َك َان َ فِيا ل ْمُسْتَ‏ حْسَن ِ مِنْ‏ عَادَ‏ اتِ‏ دَهْر ِهِ‏<br />

، وَال ْمَوْضُوع ِ مِنْ‏ ا صْطِل َاح ِ عَصْر ِهِ‏ ، مِنْ‏ حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَشُرُوطِهَا مَا ل َا يَتَوَ‏ ص َّ ل ُ إ ل َيْهِ‏ إل َّا ب ِا ل ْمُعَانَاةِ‏ وَل َا يُوق َفُ‏ عَل َيْهِ‏ إل َّا<br />

ب ِا لت َّف َق ُّدِ‏ وَا ل ْمُرَ‏ اعَاةِ‏ .<br />

ف َث َبُتَ‏ أ َن َّ مُرَ‏ اعَاة َ ا لن َّف ْس ِ عَل َى أ َف ْضَ‏ ل ِ أ َحْوَ‏ الِهَا هِيَ‏ ا ل ْمُرُوءَة ُ .<br />

وَإ ِذ َا ك َانَتْ‏ ك َذ َ لِكَ‏ ف َل َيْسَ‏ يَنْق َادُ‏ ل َهَا مَعَ‏ ثِق َ ل ِ ك ُل َفِهَا إل َّا مَنْ‏ تَسَه َّل َتْ‏ عَل َيْهِ‏ ا ل ْمَشَا ق ُّ رَغ ْبَة ً فِيال ْ حَمْدِ‏ ، وَهَانَتْ‏ عَل َيْهِ‏<br />

ا ل ْمَل َاذ ُ حَذ َرًا مِنْ‏ ا ل ذ َّم ِّ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

:<br />

: سَي ِّدُا ل ْق َوْم ِ أ َشْق َاهُمْ‏ .<br />

:<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ ا لط َّا ئِي ُّ وَال ْحَمْدُ‏ شَهْ‏ دٌ‏ ل َا يُرَى مُشْتَارَهُ‏ يَ‏ جْن ِيهِ‏ إل َّا مِنْ‏ نَقِيع ِ ال ْ حَنْظ َ ل ِ غ ُ ل ٌّ لِ‏ حَامِلِهِ‏ وَيَ‏ حْسَبُهُ‏ ال َّذِي ل َمْ‏ يُوهِ‏<br />

عَا تِق َهُ‏ خَفِيفَا ل ْمَ‏ حْمَ‏ ل ِ وَق َدْ‏ ل َ حَظ َ ال ْمُتَنَب ِّي ذ َ لِكَ‏ فِي ق َوْ‏ لِهِ‏ ل َوْل َا ا ل ْمَشَق َّة ُ سَادَ‏ الن َّا سُ‏ ك ُل ُّهُمْ‏ ال ْ جُودُ‏ يُف ْقِرُ‏ وَال ْإ ِق ْدَامُ‏ ق َت َّال ُ<br />

: وَ‏ ل َهُ‏ أ َيْضًا<br />

عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ‏<br />

وَالث َّان ِي شَرَفُ‏ ا لن َّف ْس ِ .<br />

وَإ ِذ َا ك َانَتْ‏ الن ُّف ُو سُ‏ كِبَارً‏ ا تَعِبَتْ‏ فِي مُرَادِهَا ال ْأ َجْسَامُ‏ وَالد َّاعِي إل َىاسْتِسْهَال ِ ذ َلِكَ‏ شَيْئ َا ‏ِن<br />

: أ َحَدُهُمَا :<br />

} :<br />

.<br />

أ َم َّا عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ بَاعِث ٌ عَل َى الت َّق َد ُّم ِ وَدَا ع ٍ إل َى ا لت َّخْصِيص ِ أ َ نَف َة ً مِنْ‏ خُمُول ِ ا لض َّعَةِ‏ ، وَاسْتِنْك َارً‏ ا لِمَهَا نَةِ‏ ا لن َّق ْص ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ إن َّ ا لل َّهَ‏ يُ‏ حِب ُّ مَعَالِيَ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ وَ‏ أ َشْرَ‏ اف َهَا ، وَيَك ْرَهُ‏ دَن ِي َّهَا وَسَف ْسَاف َهَا { .<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : ل َا تُصَغ ِّرَن َّ هِم َّتَك ُمْ‏ ف َإ ِن ِّي ل َمْ‏ أ َرَ‏ أ َق ْعَدَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَك ْرُمَاتِ‏ مِنْ‏ صِغَر ِ<br />

. ا ل ْه ِمَم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَأ َم َّا شَرَفُ‏ الن َّف ْس ِ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

: ا ل ْه ِم َّة ُ رَا يَة ُا ل ْج ِ د ِّ .<br />

: عُل ُو ِّ ا ل ْه ِمَم ِ بَذ ْرُ‏ ا لن ِّعَم ِ .<br />

إذ َا ط َل َبَ‏ رَجُل َانِ‏ أ َمْرًا ظ َفِرَ‏ ب ِهِ‏ أ َعْظ َمُهُمَا مُرُوءَة ً .<br />

مَنْ‏ تَرَكَ‏ ا ل ْتِمَا سَ‏ ا ل ْمَعَا لِي ب ِسُوءِ‏ ا لر َّجَاءِ‏ ل َمْ‏ يَنَ‏ ل ْ جَسِيمًا .<br />

ف َإ ِن َّ ب ِهِ‏ يَك ُون ُ ق َبُول ُ الت َّأ ْدِ‏ يب ِ ، وَاسْتِق ْرَ‏ ارُ‏<br />

ا لت َّق ْو ِيم ِ وَالت َّهْذِيب ِ ، لِأ َن َّ ا لن َّف ْسَ‏ رُب َّمَا جَمَ‏ حَتْ‏ عَنْ‏ ا ل ْأ َف ْضَ‏ ل ِ وَهِيَ‏ ب ِهِ‏ عَار ِف َة ٌ ، وَ‏ نَف َرَتْ‏ عَنْ‏ الت َّأ ْدِ‏ يب ِ وَهِيَ‏ ل َهُ‏ مُسْتَ‏ حْسِنَة ٌ ؛<br />

لِأ َن َّهَا عَل َيْهِ‏ غ َيْرُ‏ مَط ْبُوعَةٍ‏ ، وَ‏ ل َهُ‏ غ َيْرُ‏ مُل َا ئِمَةٍ‏ ، ف َتَصِيرُ‏ مِنْهُ‏ أ َ نْف َرَ‏ ، وَلِضِد ِّهِ‏ ا ل ْمُل َائِم ِ آ ث َرَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ مَا أ َك ْث َرُ‏ مَنْ‏ يَعْر ِفُ‏ ال ْ حَق َّ وَل َا يُطِيعُهُ‏ .<br />

وَإ ِذ َا شَرُف َتْ‏ الن َّف ْسُ‏ ك َانَتْ‏ لِل ْآدَاب ِ ط َالِبَة ً ، وَفِي ا ل ْف َضَائِ‏ ل رَاغِبَة ً ، ف َإ ِذ َا مَازَحَهَا صَارَتْ‏ ط َبْعًا مُل َائِمًا ف َنَمَا وَ‏ اسْتَق َر َّ .<br />

ف َأ َم َّا مَنْ‏ مُن ِيَ‏ ب ِعُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ وَسُلِبَ‏ شَرَفُ‏ الن َّف ْس ِ ف َق َدْ‏ صَارَ‏ عُرْ‏ ضَة ً لِأ َمْر ٍ أ َعْوَزَ‏ تْهُ‏ آ ل َتُهُ‏ ، وَ‏ أ َ ف ْسَدَ‏ تْهُ‏ جَهَال َتُهُ‏ ، ف َصَارَ‏ ك َضَر ِير ٍ<br />

يَرُومُ‏ تَعَل ُّمَ‏ ا ل ْكِتَا بَةِ‏ ، وَأ َخْرَ‏ سَ‏ يُر ِ يدُال ْ خُط ْبَة َ ، ف َل َا يَز ِيدُهُ‏ ا لِاجْتِهَادُ‏ إل َّا عَجْزًا وَا لط َّل َبُ‏ إل َّا عَوَزًا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَا هَل َكَامْرُؤٌ‏ عَرَفَ‏ ق َدْرَهُ‏ {<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

مَق ْدِرَ‏ تُهُ‏<br />

وَق َال َ أ ُف ْنُون ُ الت َّغْلِب ِي ُّ<br />

.<br />

} :<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َسْوَ‏ أ ُ ا لن َّا س ِ حَال ًا ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

.<br />

مَنْ‏ بَعُدَتْ‏ هِم َّتُهُ‏ ، وَا ت َّسَعَتْ‏ أ ُمْن ِي َّتُهُ‏ ، وَق َصُرَتْ‏ آ ل َتُهُ‏ ، وَق َل َّتْ‏<br />

وَل َا خَيْرَ‏ فِيمَا يَك ْذِبُ‏ ال ْمَرْءُ‏ نَف ْسَهُ‏ وَ‏ تِق ْوَا لِهِ‏ لِلش َّيْءِ‏ يَا ل َيْتَ‏ ذ َا لِيَا ل َعَمْرُك مَا يَدْر ِيامْرُؤٌ‏ ك َيْفَ‏


.<br />

:<br />

يَت َّقِي إذ َا هُوَ‏ ل َمْ‏ يَجْعَل ْ ل َهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَاقِيَا وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : تَ‏ جَن َّبُو ا ال ْمُنَى ف َإ ِن َّهَا تَذ ْهَبُ‏ ب ِبَهْ‏ جَةِ‏ مَا خُو ِّل ْتُمْ‏ ،<br />

وَ‏ تَسْتَصْغِرُون َ ب ِهَا ن ِعْمَة َ ا لل َّهِ‏ عَل َيْك ُمْ‏<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ال ْمُنَى مِنْ‏ بَضَا ئِع ِ الن َّوْك َى .<br />

ف َإ ِن ْ صَادَفَ‏ ب ِه ِم َّتِهِ‏ حَظًّا نَال َ ب ِهِ‏ أ َمَل ًا ك َان َ فِيمَا نَا ل َهُ‏ ك َا ل ْمُغْتَصِب ِ ، وَفِيمَا وَصَ‏ ل َ إل َيْهِ‏ ك َا ل ْمُتَغَل ِّب ِ ، إذ ْ ل َيْسَ‏ فِي ال ْ حُظ ُوظِ‏<br />

تَق ْدِ‏ يرٌ‏ لِ‏ حَق ٍّ ، وَل َاتَمْي ِيزٌ‏ لِمُسْتَ‏ حِق ٍّ ، وَإ ِن َّمَا هِيَ‏ ك َالس َّ حَاب ِ ال َّذِي يَمْسِكُ‏ عَنْ‏ مَنَاب ِتِ‏ ا ل ْأ َشْ‏ جَار ِ إل َى مَغَاي ِص ِ ال ْب ِحَار ِ وَ‏ يَتْرُكُ‏<br />

حَيْث ُ صَادَفَ‏ مِنْ‏ خَب ِيثٍ‏ وَط َي ِّب ٍ ، ف َإ ِن ْ صَادَفَ‏ أ َرْضًا ط َي ِّبَة ً نَف َعَ‏ وَ‏ إ ِن ْ صَادَفَ‏ أ َرْضًا خَب ِيث َة ً ضَر َّ .<br />

ك َذ َلِكَ‏ ال ْ حَظ ُّ إن ْ صَادَفَ‏ نَف ْسًا شَر ِ يف َة ً نَف َعَ‏ ، وَك َان َ ن ِعْمَة ً عَام َّة ً ، وَ‏ إ ِن ْ صَادَفَ‏ نَف ْسًا دَ‏ ن ِي َّة ً ضَر َّ وَك َان َ ن ِق ْمَة ً ط َام َّة ً .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ مُوسَى بْنَ‏ عِمْرَ‏ ان َ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ دَعَا عَل َى ق َوْم ٍ ب ِا ل ْعَذ َاب ِ ف َأ ُوحِيَ‏ إل َيْهِ‏ ق َدْ‏ مَل َك ْت سُف ْل َهَا عَل َى أ َعْل َاهَا ف َق َال َ<br />

: يَا<br />

رَب ِّ ك ُنْتُ‏ أ ُحِب ُّ ل َهُمْ‏ عَذ َابًا عَاج ِل ًا ، ف َأ َوْحَى ا لل َّهُ‏ تَعَال َى إ ل َيْهِ‏ أ َوَ‏ ل َيْسَ‏ هَذ َا ك ُ ل َّ ا ل ْعَذ َاب ِ ا ل ْعَاج ِ ل ِ ال ْأ َ لِيم ِ ؟ ف َأ َم َّا شَرَفُ‏<br />

ا لن َّف ْس ِ إذ َا تَ‏ جَر َّدَ‏ عَنْ‏ عُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ ف َإ ِن َّ ا ل ْف َضْ‏ ل َ ب ِهِ‏ عَاطِ‏ ل ٌ ، وَ‏ ا ل ْق َدْرَ‏ ب ِهِ‏ خَامِ‏ ل ٌ ، وَهُوَ‏ ك َا ل ْق ُو َّةِ‏ فِيا ل ْ ج ِل ْدِ‏ ال ْك َسِ‏ ل ِ ، وَا ل ْجَبَانِ‏<br />

ا ل ْف َشِ‏ ل ِ ، تَضِيعُ‏ ق ُو َّ تُهُ‏ ب ِك َسَلِهِ‏ ، وَجَل َدُهُ‏ ب ِف َشَلِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏<br />

دَ‏ امَ‏ ك َسَل ُهُ‏ خَابَ‏ أ َمَل ُهُ‏ .<br />

: نَك َ حَ‏ ال ْعَجْزُ‏ الت َّوَان ِي ف َ خَرَجَ‏ مِنْهُمَا الن َّدَ‏ امَة ُ ، وَ‏ نَك َ حَ‏ ا لش ُّؤْمُ‏ ا ل ْك َسَ‏ ل َ ف َ خَرَجَ‏ مِنْهُمَاال ْ حِرْمَان ُ .<br />

إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَعْر ِفْ‏ لِنَف ْسِكَ‏ حَق َّهَا هَوَانًا ب ِهَا ك َانَتْ‏ عَل َى ا لن َّا س ِ أ َهْوَنَا ف َنَف ْسَكَ‏ أ َك ْر ِمْهَا وَ‏ إ ِن ْ ضَا قَ‏<br />

مَسْك َنٌ‏ عَل َيْك ل َهَا ف َاط ْل ُبْ‏ لِنَف ْسِكَ‏ مَسْك َنَا وَإ ِ ي َّاكَ‏ وَالس ُّك ْنَى ب ِمَنْز ِل ِ ذِ‏ ل َّةٍ‏ يُعَ‏ د ُّ مُسِيئ ًا فِيهِ‏ مَنْ‏ ك َان َ مُحْسِنَا وَشَرَفُ‏ الن َّف ْس ِ<br />

مَعَ‏ صِغَر ِ ا ل ْه ِم َّةِ‏ أ َوْل َى مِنْ‏ عُل ُو ِّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ مَعَ‏ دَ‏ نَاءَةِ‏ ا لن َّف ْس ِ ؛ لِأ َن َّ مَنْ‏ عَل َتْ‏ هِم َّتُهُ‏ مَعَ‏ دَ‏ نَاءَةِ‏ نَف ْسِهِ‏ ك َان َ مُتَعَد ِّيًا إل َى ط َل َب ِ مَا<br />

ل َا يَسْتَ‏ حِق ُّهُ‏ ، وَمُتَخَط ِّيًا إل َى ال ْتِمَا س ِ مَا ل َا يَسْتَوْج ِبُهُ‏ .<br />

وَمَنْ‏ شَرُف َتْ‏ نَف ْسُهُ‏ مَعَ‏ صِغَر ِ هِم َّتِهِ‏ ف َهُوَ‏ تَا ر ِكٌ‏ لِمَا يَسْتَ‏ حِق ُّ وَمُق َص ِّرٌ‏ عَم َّا يَ‏ ج ِبُ‏ ل َهُ‏ .<br />

وَف َضْ‏ ل ُ مَا بَيْنَا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ ظ َاهِرٌ‏ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ لِك ُ ل ِّ وَ‏ احِدٍ‏ مِنْهُمَا مِنْ‏ ا ل ذ َّم ِّنَ‏ صِيبٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَا أ َ صْعَبُ‏ شَيْءٍ‏ عَل َى ال ْإ ِنْسَانِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

أ َن ْ يَعْر ِفَ‏ نَف ْسَهُ‏ وَيَك ْتُمَ‏ ا ل ْأ َسْرَارَ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا اجْتَمَعَ‏ ال ْأ َمْرَ‏ انِ‏ وَ‏ اق ْتَرَن َ ب ِشَرَفِ‏ ا لن َّف ْس ِ عُل ُو ُّ ا ل ْه ِم َّةِ‏ ك َان َ ال ْف َضْل ُ ب ِه ِمَا ظ َاهِرًا ، وَ‏ ال ْأ َدَبُ‏ ب ِه ِمَا<br />

وَافِرًا ، وَمَشَا ق ُّال ْ حَمْدِ‏ بَيْنَهُمَا مُسَه َّل َة ً ، وَشُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ بَيْنَهُمَا مُتَبَي َّنَة ً .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ال ْ حُصَيْنُ‏ بْنُ‏ ا ل ْمُنْذِر ِ ا لر َّق َاشِي ُّ إن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َيْسَ‏ يُدْر ِك ُهَاامْرُؤٌ‏ وَر ِث َ ا ل ْمَك َار ِمَ‏ عَنْ‏ أ َب ٍ ف َأ َ ضَاعَهَا أ َمَرَ‏ تْهُنَف ْ سٌ‏<br />

ب ِالد َّ نَاءَةِ‏ وَال ْخَنَا وَ‏ نَهَتْهُ‏ عَنْ‏ سُبُ‏ ل ِ ال ْعُل َا ف َأ َط َاعَهَا ف َإ ِذ َا أ َ صَابَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَك َار ِم ِ خَل َّة ً يَبْن ِي ال ْك َر ِيمُ‏ ب ِهَا ا ل ْمَك َار ِمَ‏ بَاعَهَا وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ<br />

حُق ُو قَ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ أ َك ْث َرُ‏ مِنْ‏ أ َن ْ تُحْصَى ، وَأ َخْف َى مِنْ‏ أ َن ْ تَظ ْهَرَ‏ ؛ لِأ َن َّ مِنْهَا مَا يَق ُومُ‏ فِي ا ل ْوَهْم ِ حِسا ، وَمِنْهَا مَا يَق ْتَضِيهِ‏<br />

شَاهِدُ‏ ال ْ حَال ِ حَدْسًا ، وَمِنْهَا مَا يَظ ْهَرُ‏ ب ِا ل ْفِعْ‏ ل ِ وَيَخْف َى ب ِا لت َّغَاف ُ ل ِ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ أ َعْوَزَ‏ اسْتِيف َاءُ‏ شُرُوطِهَا إل َى جُمَ‏ ل ٍ يَتَنَب َّهُ‏ ا ل ْف َاضِ‏ ل ُ عَل َيْهَا ب ِيَقِظ َتِهِ‏ ، وَ‏ يَسْتَدِل ُّ ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ عَل َيْهَا ب ِفِط ْرَ‏ تِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ<br />

جَمِيعُ‏ مَا تَضَم َّنَهُ‏ كِتَا بُنَا هَذ َا مِنْ‏ حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَشُرُوطِهَا .<br />

وَإ ِن َّمَا نَذ ْك ُرُ‏ فِي هَذ َا ا ل ْف َصْ‏ ل ِ ا ل ْأ َشْهَرَ‏ مِنْ‏ ق َوَ‏ اعِدِهَا وَ‏ أ ُ صُو لِهَا ‏،وَ‏ ا ل ْأ َظ ْهَرَ‏ مِنْ‏ شُرُوطِهَا وَحُق ُوقِهَا ، مَحْصُورًا فِي تَق ْسِيم ٍ<br />

جَامِع ٍ وَهُوَ‏ يَنْق َسِمُ‏ قِسْمَيْن ِ<br />

وَالث َّان ِي<br />

: شُرُوط ُهَا فِي غ َيْر ِهِ‏ .<br />

: أ َحَدُهُمَا : شُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ .


:<br />

ف َأ َم َّا شُرُوط ُهَا فِي نَف ْسِهِ‏ بَعْدَ‏ ال ْتِزَ‏ ام ِ مَا أ َوْجَبَهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ مِنْ‏ أ َحْك َامِهِ‏ ف َيَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ ُمُور ٍ وَهِيَ‏ : ا ل ْعِف َّة ُ وَا لن َّزَ‏ اهَة ُ وَ‏ الص ِّيَا نَة ُ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ ف َنَوْعَانِ‏<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ‏ ا ل ْمَحَار ِم ِ ف َنَوْعَانِ‏<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ‏ ا ل ْمَ‏ حَار ِم ِ وَالث َّان ِي ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ‏ ا ل ْمَآ ثِم ِ .<br />

أ َحَدُهُمَا ضَبْط ُ ا ل ْف َرْج ِ عَنْ‏ ال ْ حَرَ‏ ام ِ ، وَالث َّان ِي ك َف ُّ ا لل ِّسَانِ‏ عَنْ‏ ال ْأ َعْرَاض ِ .<br />

} :<br />

ف َأ َم َّا ضَبْط ُا ل ْف َرْج ِ عَنْ‏ ال ْ حَرَ‏ ام ِ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ مَعَ‏ وَعِيدِ‏ الش َّرْ‏ ع ِ وَزَ‏ اج ِر ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ مَعَر َّة ٌ ف َاضِ‏ حَة ٌ ، وَهَتْك َة ٌ وَ‏ اضِ‏ حَ‏ ٌة .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ الن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَنْ‏ وُقِيَ‏ شَر َّ ذ َ بْذ َ ب ِهِ‏ وَ‏ ل َق ْل َقِهِ‏ وَق َبْق َب ِهِ‏ ف َق َدْ‏ وُقِيَ‏<br />

يُر ِيدُ‏ ب ِذ َ بْذ َ ب ِهِا ل ْف َرْجَ‏ ، وَ‏ ب ِل َق ْل َقِهِ‏ ا لل ِّسَان َ ، وَ‏ ب ِق َبْق َب ِهِ‏ ال ْبَط ْنَ‏<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

. {<br />

.<br />

:<br />

{<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ مُعَاو ِ يَة َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ سَأ َل َ عُمَرَ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

} أ َحَب ُّ ال ْعَف َافِ‏ إل َى ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى عَف َافُا ل ْف َرْج ِ وَ‏ ا ل ْبَط ْن ِ .<br />

تَق ْوَى ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى وَ‏ صِل َة ُ ا لر َّحِم ِ .<br />

وَسَأ َل َ ا ل ْمُغِيرَة َ ف َق َال َ هِيَ‏ ا ل ْعِف َّة ُ عَم َّا حَر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى وَ‏ ال ْ حِرْف َة ُ فِيمَا أ َحَ‏ ل َّ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى .<br />

وَسَأ َل َ يَز ِيدَ‏ ف َق َال َ هِيَ‏ ا لص َّبْرُ‏ عَل َى ال ْبَل ْوَى ، وَ‏ الش ُّك ْرُ‏ عَل َى الن ُّعْمَى ، وَال ْعَف ْوُ‏ عِنْدَا ل ْق ُدْرَةِ‏ ، ف َق َال َ مُعَاو ِ يَة ُ<br />

حَقًّا .<br />

وَق َال َ أ َ نُوشِرْوَان َ لِابْن ِهِ‏ هُرْمُزَ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَقِي ل َ<br />

:<br />

مَنْ‏ ال ْك َامِ‏ ل ُ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ؟ ف َق َال َ<br />

:<br />

:<br />

: عَا رُ‏ ا ل ْف َضِي حَةِ‏ يُك َد ِّ رُ‏ ل َذ َّتَهَا .<br />

وَق َدْ‏ أ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْل ِ<br />

ا ل ْأ َدَب ِ لِل ْ حَسَن ِ بْن ِ عَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا<br />

وَهَذ َا جَار ِي وَالد َّاعِي إل َى ذ َ لِكَ‏ شَيْئ َا ‏ِن<br />

مَنْ‏ أ َحَب َّ ا ل ْمَك َار ِمَ‏ اجْتَنَبَ‏ ا ل ْمَحَار ِمَ‏ .<br />

:<br />

مَنْ‏ حَص َّنَ‏ دِ‏ ينَهُ‏ وَوَ‏ صَ‏ ل َ رَحِمَهُ‏ وَ‏ أ َك ْرَمَإخْوَا نَهُ‏ .<br />

: أ َنْتَ‏ مِن ِّي<br />

ال ْمَوْتُ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ رُك ُوب ِ ا ل ْعَار ِ وَال ْعَارُخَيْرٌ‏ مِنْ‏ دُخُول ِ ا لن َّار ِ وَا َ لل َّهُ‏ مِنْ‏ هَذ َا<br />

: أ َحَدُهُمَا : إرْسَال ُ ا لط َّرْفِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي : ا ت ِّبَا عُ‏ ا لش َّهْوَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ لِعَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

ال ْأ ُول َى ل َك وَا لث َّا ن ِيَة َ عَل َيْك<br />

:<br />

. {<br />

وَفِي ق َوْ‏ لِهِ‏ ل َا تُتْب ِعْ‏ الن َّظ ْرَة َ ا لن َّظ ْرَة َ تَأ ْو ِ يل َانِ‏<br />

. فِتْنَة ً<br />

} يَا عَلِي ُّ ل َا تُتْب ِعْ‏ الن َّظ ْرَة َ ا لن َّظ ْرَة َ ف َإ ِن َّ<br />

: أ َحَدُهُمَا ل َا تُتْب ِعْ‏ نَظ َرَ‏ عَيْنَيْك نَظ َرَ‏ ق َل ْب ِك ، وَالث َّان ِي ل َا تُتْب ِعْ‏ ال ْأ ُول َى ال َّتِي وَق َعَتْ‏<br />

سَهْوًا ب ِا لن َّظ ْرَةِ‏ ا لث َّا ن ِيَةِ‏ ال َّتِي تُوقِعُهَا عَمْدًا .<br />

وَق َال َ عِيسَى ا بْنُ‏ مَرْيَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ : إي َّاك ُمْ‏ وَا لن َّظ ْرَة َ بَعْدَ‏ ا لن َّظ ْرَةِ‏ ف َإ ِن َّهَا تَزْرَ‏ عُ‏ فِيا ل ْق َل ْب ِ ا لش َّهْوَة َ ، وَك َف َى ب ِهَا لِصَاحِب ِهَا<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ - ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َرْسَ‏ ل َ ط َرْف َهُ‏ اسْتَدْعَى حَتْف َهُ‏ .<br />

- : ا ل ْعُيُون ُ مَصَائِدُ‏ الش َّيْط َانِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَك ُنْتَ‏ مَتَى أ َرْسَل ْتَ‏ ط َرْف َك رَائِدًا لِق َل ْب ِك يَوْمًا أ َ تْعَبَتْكَ‏ ا ل ْمَنَاظِرُ‏ رَأ َ يْتَ‏ ال َّذِي ل َا ك ُل َّهُ‏ أ َ نْتَ‏ ق َادِ‏ رٌ‏<br />

عَل َيْهِ‏ وَل َا عَنْ‏ بَعْضِهِ‏ أ َ نْتَ‏ صَاب ِرُ‏ وَأ َم َّا ا لش َّهْوَة ُ ف َه ِيَ‏ خَادِعَة ُ ال ْعُق ُول ِ وَغ َادِرَة ُ ال ْأ َل ْبَاب ِ ، وَمُ‏ حَس ِّنَة ُ ا ل ْق َبَائِ‏ ح ِ ، وَمُسَو ِّ ل َة ُ<br />

ا ل ْف َضَائِ‏ ح ِ .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ عَط َبٌ‏ إل َّا وَهِيَ‏ ل َهُ‏ سَبَبٌ‏ ، وَعَل َيْهِ‏ أ َل َب ُّ<br />

.<br />

:<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ } أ َرْ‏ بَعٌ‏ مَنْ‏ ك ُن َّ فِيهِ‏ وَجَبَتْ‏ ل َهُ‏ ال ْ جَن َّة ُ وَحُفِظ َ مِنْ‏ ا لش َّيْط َانِ‏<br />

يَرْغ َبُ‏ ، وَحِينَ‏ يَرْهَبُ‏ ، وَحِينَ‏ يَشْتَه ِي ، وَحِينَ‏ يَغْضَبُ‏<br />

وَق َهْرُهَا عَنْ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْأ َحْوَال ِ يَك ُون ُ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ ُمُور ٍ<br />

:<br />

. {<br />

مَنْ‏ مَل َكَ‏ نَف ْسَهُ‏ حِينَ‏<br />

: أ َحَدُهَا غ َض ُّ ا لط َّرْفِ‏ عَنْ‏ إث َارَتِهَا ، وَك َف ُّهُ‏ عَنْ‏ مُسَاعَدَتِهَا .


ف َإ ِ ن َّهُ‏ ا لر َّ ائِدُ‏ ا ل ْمُ‏ حَر ِّكُ‏ ، وَال ْق َائِدُ‏ ا ل ْمُهْلِكُ‏ .<br />

رَوَى سَعِيدُ‏ بْنُ‏ سِنَانٍ‏ ، عَنْ‏ أ َنَس ِ بْن ِ<br />

مَا لِكٍ‏ ، عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ق َال ُوا وَمَا هِيَ‏ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ؟ ق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

تَق َب َّل ُو ا إ ل َي َّ ب ِسِت ٍّ أ َ تَق َب َّ ل ُ إل َيْك ُمْ‏ ب ِال ْ جَن َّةِ‏ .<br />

. {<br />

إذ َا حَد َّث َ أ َحَدُك ُمْ‏ ف َل َا يَك ْذِبُ‏ ، وَإ ِذ َا وَعَدَ‏ ف َل َا يُ‏ خْلِفُ‏ ، وَإ ِذ َا ا ُؤْ‏ تُمِنَ‏ ف َل َا يَ‏ خُون ُ ،<br />

غ ُض ُّوا أ َبْصَارَك ُمْ‏ ، وَاحْف َظ ُوا ف ُرُوجَك ُمْ‏ ، وَك ُف ُّواأ َ يْدِ‏ يَك ُمْ‏<br />

وَالث َّان ِي : تَرْغِيبُهَا فِي ال ْ حَل َال ِ عِوَضًا ، وَ‏ إ ِق ْنَاعُهَا ب ِا ل ْمُبَاح ِ بَدَل ًا ، ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ مَا حَر َّمَ‏ شَيْئ ًا إل َّا وَأ َغ ْنَى عَنْهُ‏ ب ِمُبَاح ٍ مِنْ‏ ج ِنْسِهِ‏<br />

لِمَا عَلِمَهُ‏ مِنْ‏ نَوَ‏ از ِ ع ِ ا لش َّهْوَةِ‏ ، وَ‏ تَرْكِيب ِ ا ل ْفِط ْرَةِ‏ ، لِيَك ُون َ ذ َلِكَ‏ عَوْنًا عَل َى ط َاعَتِهِ‏ ، وَحَاج ِزً‏ ا عَنْ‏ مُ‏ خَا ل َف َتِهِ‏ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

:<br />

مَا أ َمَرَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى ب ِشَيْءٍ‏ إل َّا وَ‏ أ َعَان َ عَل َيْهِ‏ ، وَل َا نَهَى عَنْ‏ شَيْءٍ‏ إل َّا وَأ َغ ْنَى عَنْهُ‏ .<br />

وَالث َّالِث ُ : إشْعَا رُ‏ الن َّف ْس ِ تَق ْوَى ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى فِي أ َوَ‏ امِر ِهِ‏ ، وَات ِّق َاءَهُ‏ فِي زَوَاج ِره ، وَإ ِ ل ْزَ‏ امُهَا مَا أ َ ل ْزَمَ‏ مِنْ‏ ط َاعَتِهِ‏ ، وَ‏ تَحْذِيرُهَا<br />

مَا حَذ َّرَ‏ مِنْ‏ مَعْصِيَتِهِ‏ ، وَ‏ إ ِعْل َامُهَا أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَخْف َى عَل َيْهِ‏ ضَمِيرٌ‏ ، وَل َا يَعْزُبُ‏ عَنْهُ‏ قِط ْمِيرٌ‏<br />

وَ‏ أ َ ن َّهُ‏ يُجَاز ِيا ل ْمُحْسِنَ‏ وَ‏ يُك َافِئ ُ ا ل ْمُسِيءَ‏ ، وَب ِذ َلِكَ‏ نَزَ‏ ل َتْ‏ ك ُتُبُهُ‏ وَ‏ بَل َّغَتْ‏ رُسُل ُهُ‏ .<br />

رَوَى ا بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ أ َن َّ آخِرَ‏ مَا نَزَل َ مِنْ‏ ا ل ْق ُرْآنِ‏<br />

وَهُمْ‏ ل َا يُظ ْل َمُون َ<br />

.<br />

} :<br />

. {<br />

وَآخِرَ‏ مَا نَزَل َ مِنْ‏ ا لت َّوْرَ‏ اةِ‏<br />

وَآخِرَ‏ مَا نَزَل َ مِنْا ل ْإ ِنْ‏ ج ِي ل ِ<br />

وَآخِرَ‏ مَا نَزَل َ مِنْ‏ ا لز َّبُور ِ<br />

:<br />

: إذ َا ل َمْ‏ تَسْتَ‏ ح ِ ف َاصْنَعْ‏ مَا شِئ ْت .<br />

وَات َّق ُوا يَوْمًا تُرْجَعُون َ فِيهِ‏ إل َى ا لل َّهِ‏ ث ُ م َّ تُوَف َّى ك ُ ل ُّ نَف ْس ٍ مَا ك َسَبَتْ‏<br />

: شَر ُّ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ ل َا يُبَالِي أ َن ْ يَرَ‏ اهُ‏ ا لن َّا سُ‏ مُسِيئ ًا .<br />

مَنْ‏ يَزْرَعْ‏ خَيْرًا حَصَدَ‏ زَرْعَهُ‏ غِبْط َة ً .<br />

ف َإ ِذ َا أ َشْعَرهَا مَا وَ‏ صَف ْتُ‏ انْق َادَتْ‏ إل َى ال ْك َف ِّ وَ‏ أ َذ ْعَنَتْ‏ ب ِالِا ت ِّق َاءِ‏ ف َسَلِمَ‏ دِ‏ ينُهُ‏ وَظ َهَرَتْ‏ مُرُوءَ‏ تُهُ‏ .<br />

ف َهَذ َا شَرْط ٌ وَأ َم َّا ك َف ُّ ا لل ِّسَانِ‏ عَنْ‏ ال ْأ َعْرَاض ِ ف َلِأ َ ن َّهُ‏ مَل َاذ ُ ا لس ُّف َهَاءِ‏ ، وَانْتِق َامُ‏ أ َهْ‏ ل ِا ل ْغَوْغ َاءِ‏ ، وَهُوَ‏ مُسْتَسْهَ‏ ل ُ ا ل ْك َل َفِ‏<br />

إذ َا ل َمْ‏ يَق ْهَرْ‏ نَف ْسَهُ‏ عَنْهُ‏ ب ِرَ‏ ادِ‏ ع ٍ ك َافٍ‏ وَزَ‏ اج ِر ٍ صَاد ٍّ تَل َب َّط َ ب ِمَعَار ِّهِ‏ ، وَتَ‏ خَب َّط َ ب ِمَضَار ِّهِ‏ ، وَظ َن َّ أ َ ن َّهُ‏ لِتَ‏ جَافِي ا لن َّا س ِ عَنْهُ‏ حِمًى<br />

يُت َّق َى ، وَرُ‏ تْبَة ً تُرْتَق َى ، ف َهَل َكَ‏ وَ‏ أ َهْل َكَ‏ .<br />

ف َلِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

} أ َل َا إن َّ دِمَاءَك ُمْ‏ وَأ َمْوَال َك ُمْ‏ وَأ َعْرَاضَك ُمْ‏ حَرَ‏ امٌ‏ عَل َيْك ُمْ‏ حَرَ‏ امٌ‏ عَل َيْك ُمْ‏ { .<br />

ف َ جَمَعَ‏ بَيْنَ‏ الد َّم ِ وَ‏ ا ل ْعِرْض ِ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ إ يغَار ِ ا لص ُّدُور ِ ، وَإ ِبْدَاءِ‏ ا لش ُّرُور ِ ، وَ‏ إ ِظ ْهَار ِ ال ْبَذ َاءِ‏ ، وَاك ْتِسَاب ِ ا ل ْأ َعْدَاءِ‏ ، وَل َا<br />

يَبْق َى مَعَ‏ هَذِهِ‏ ال ْأ ُمُور ِ وَ‏ زْن ٌ لِمَوْمُوق ٍ وَل َا مُرُوءَة ٌ لِمَل ْ حُوظٍ‏ ث ُ م َّ هُوَ‏ ب ِهَامَوْتُو رٌمَوْزُو رٌ‏ ؛ وَ‏ لِأ َجْلِهَامَهْ‏ جُو رٌمَزْ‏ جُو رٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

} شَر ُّ الن َّا س ِ مَنْ‏ أ َك ْرَمَهُ‏ ا لن َّا سُ‏ ا ت ِّق َاءَ‏ لِسَا ن ِهِ‏<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : إن َّمَا هَل َكَ‏ ا لن َّا سُ‏ ب ِف ُضُول ِ ال ْك َل َام ِ وَف ُضُول ِ ا ل ْمَال ِ .<br />

وَمَا ق َدَحَ‏ فِي ال ْأ َعْرَاض ِ مِنْ‏ ال ْك َل َام ِ نَوْعَانِ‏ أ َحَدُهُمَا مَا ق َدَحَ‏ فِي عِرْض ِ صَاحِب ِهِ‏ وَل َمْ‏ يَتَ‏ جَاوَزْهُ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ ، وَذ َ لِكَ‏<br />

شَيْئ َانِ‏<br />

:<br />

: ا ل ْك َذِبُ‏ وَف ُ حْشُا ل ْق َوْل ِ .<br />

:<br />

:<br />

وَالث َّان ِي مَا تَ‏ جَاوَزَهُ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ ، وَذ َلِكَ‏ أ َرْ‏ بَعَة ُ أ َشْيَاءَ‏ ال ْغِيبَة ُ وَالن َّمِيمَة ُ وَ‏ الس ِّعَا يَة ُ وَ‏ الس َّب ُّ ب ِق َذ ْفٍ‏ أ َوْ‏ شَتْم ٍ .<br />

وَرُب َّمَا ك َان َ ا لس َّب ُّ أ َنْك َاهَا لِل ْق ُل ُوب ِ وَأ َبْل َغَهَا أ َث َرًا فِي ا لن ُّف ُو س ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ زَجَرَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ب ِال ْ حَ‏ د ِّ تَغْلِيظ ًا وَب ِالت َّف ْسِيق ِ تَشْدِ‏ يدً‏ ا وَتَصْعِيبًا .<br />

وَق َدْ‏ يَك ُون ُ ذ َلِكَ‏ لِأ َحَدِ‏ شَيْئ َيْن ِ إم َّاا نْتِق َامٌ‏ يَصْدُ‏ رُ‏ عَنْ‏ سَف َهٍ‏ أ َوْبَذ َ اءٌ‏ يَ‏ حْدُث ُ عَنْ‏ ل ُؤْم ٍ .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى أ َبُو سَل َمَة َ عَنْ‏ أ َب ِي هُرَ‏ يْرَة َ أ َن َّ ا لن َّب ِي َّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ق َال َ ‏{ا ل ْمُؤْمِنُ‏ غِر ٌّ ك َر ِيمٌ‏ وَال ْف َاج ِرُ‏ خِب ٌّ ل َئِيمٌ‏ { .<br />

:


وَق َال َ ا بْنُ‏ ا ل ْمُق َف َّع ِ : الِاسْتِط َا ل َة ُ لِسَان ُ ال ْجُه َّال ِ .<br />

وَك َف ُّ ا لن َّف ْس ِ عَنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ ب ِمَا يَصُد ُّهَا مِنْ‏ الز َّوَاج ِر ِ أ َسْل َمُ‏ وَهُوَ‏ ب ِذ َو ِي ا ل ْمُرُوءَةِ‏ أ َجْمَ‏ ل ُ .<br />

ف َهَذ َا شَرْط ٌ وَأ َم َّا ا ل ْعِف َّة ُ عَنْ‏ ا ل ْمَآ ثِم ِ<br />

ف َنَوْعَانِ‏<br />

تَعَال َى<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا ‏:ا ل ْك َف ُّ عَنْ‏ ا ل ْمُ‏ جَاهَرَةِ‏ ب ِا لظ ُّل ْم ِ ، وَالث َّان ِي<br />

: زَجْرُ‏ الن َّف ْس ِ عَنْ‏ ال ْإ ِسْرَار ِ ب ِ خِيَا نَةٍ‏ .<br />

.<br />

} :<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُجَاهَرَة ُ ب ِا لظ ُّل ْم ِ ف َعُتُو ٌّمُهْلِ‏ كٌوَط ُغْيَان ٌمُتْلِفٌ‏ ، وَهُوَ‏ يَئ ُول ُ إن ْ اسْتَمَر َّ إل َى فِتْنَةٍ‏ أ َوْ‏ جَل َاءٍ‏<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْفِتْنَة ُ فِي ا ل ْأ َغ ْل َب ِ ف َتُحِيط ُ ب ِصَاحِب ِهَا ، وَ‏ تَنْعَكِسُ‏ عَنْ‏ ا ل ْبَادِئ ِ ب ِهَا ، ف َل َا تَنْك َشِفُ‏ إل َّا وَهُوَ‏ ب ِهَامَ‏ صْرُو عٌ‏ ك َمَا ق َال َ ا لل َّهُ‏<br />

وَل َا يَحِيقُ‏ ال ْمَك ْرُ‏ الس َّي ِّئِ‏ إل َّا ب ِأ َهْلِهِ‏<br />

. {<br />

وَرُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

‏{ا ل ْفِتْنَة ُ نَا ئِمَة ٌ ف َمَنْ‏ أ َيْق َظ َهَا صَارَ‏ ط َعَامًا ل َهَا<br />

وَق َال َ جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ‏:ا ل ْفِتْنَة ُ حَ‏ صَادٌ‏ لِلظ َّا لِمَيْن ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : صَاحِبُ‏ ا ل ْفِتْنَةِ‏ أ َق ْرَبُ‏ شَيْءٍ‏ أ َجَل ًا وَ‏ أ َسْوَ‏ أ ُ شَيْءٍ‏ عَمَل ًا<br />

. {<br />

.<br />

.<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ الش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَك ُنْتَ‏ ك َعَنْز ِ الس ُّوءِ‏ ق َامَتْ‏ لِحَتْفِهَا إل َى مُدْ‏ يَةٍ‏ تَ‏ حْتَ‏ الث َّرَى تَسْتَثِيرُهَا وَأ َم َّا ال ْ جَل َاءُ‏ ف َق َدْ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏<br />

ق ُو َّةِ‏ ا لظ َّالِم ِ وَ‏ تَط َاوُل ِ مُد َّ تِهِ‏ ف َيَصِيرُ‏ ظ ُل ْمُهُ‏ مَعَ‏ ا ل ْمُك ْنَةِ‏ جَل َاءً‏ وَف َنَاءٍ‏ ، ك َالن َّار ِ إذ َا وَق َعَتْ‏ فِي يَاب ِس ِ الش َّ جَر ِ ف َل َا تُبْقِي مَعَهَا مَعَ‏<br />

تَمَك ُّن ِهَا شَيْئ ًا حَت َّى إذ َا أ َف ْنَتْ‏ مَا وَجَدَتْا ضْمَ‏ حَل َّتْ‏ وَخَمَدَتْ‏ .<br />

ف َك َذ َا حَال ُ ا لظ َّا لِم ِمُهْلِ‏ كٌ‏ ث ُ م َّهَالِ‏ كٌ‏ .<br />

:<br />

وَال ْبَاعِث ُ عَل َى ذ َ لِكَ‏ شَيْئ َانِ‏ : ال ْجَرَاءَة ُ وَا ل ْق َسْوَة ُ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ } ا ُط ْل ُبُو ا ا ل ْف َضْ‏ ل َ وَا ل ْمَعْرُوفَ‏ عِنْدَ‏ ا لر ُّحَمَاءِ‏ مِنْ‏ أ ُم َّتِي تَعِيشُوا فِي أ َك ْنَافِه ِمْ‏<br />

. {<br />

وَ‏ الص َّاد ُّ عَنْ‏ ذ َ لِكَ‏ أ َن ْ يَرَى آ ث َارَ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى فِي الظ َّا لِمِينَ‏ ف َإ ِن َّ ل َهُ‏ فِيه ِمْ‏ عِبَرًا ، وَ‏ يَتَصَو َّرَ‏ عَوَ‏ اقِبَ‏ ظ ُل ْمِه ِمْ‏ ف َإ ِن َّ فِيهَا مُزْدَجَرًا<br />

.<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَنْ‏ أ َصْبَ‏ حَ‏ وَل َمْ‏ يَنْو ِ ظ ُل ْمَ‏ أ َحَدٍ‏ غ َف َرَ‏ ا لل َّهُ‏ ل َهُ‏ مَا اجْتَرَمَ‏ { .<br />

وَرَوَى جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏ ، عَنْ‏ أ َ ب ِيهِ‏ ، عَنْ‏ جَد ِّهِ‏ ، ق َال َ<br />

:<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

دَعْوَة َ ا ل ْمَظ ْل ُوم ِ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن َّمَا يَسْأ َل ُ ا لل َّهَ‏ حَق َّهُ‏ وَ‏ إ ِن َّ ا لل َّهَ‏ ل َا يَمْنَعُ‏ ذ َا حَق ٍّ حَق َّهُ‏ { .<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ ‏:وَيْ‏ ل ٌ لِلظ َّالِم ِ مِنْ‏ يَوْم ِ ا ل ْمَظ َالِم ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ جَارَ‏ حُك ْمُهُ‏ أ َهْل َك َهُ‏ ظ ُل ْمُهُ‏<br />

} :<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

ال ْ خِيَا نَةِ‏ مَه ِينٌ‏ ، وَ‏ لِقِل َّةِ‏ ا لث ِّق َةِ‏ ب ِهِ‏ مُسْتَكِينٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ‏ يَخُنْ‏ يَهُنْ‏ .<br />

وَق َال َ خَالِ‏ دٌ‏ ا لر َّ بَعِي ُّ<br />

:<br />

:<br />

يَا عَلِي ُّ ا ت َّق ِ<br />

وَمَا مِنْ‏ يَدٍ‏ إل َّا يَدُ‏ ا لل َّهِ‏ ف َوْق َهَا وَل َا ظ َا لِم ٍ إل َّا سَيُبْل َى ب ِظ َا لِم ِ وَأ َم َّاا لِاسْتِسْرَ‏ ارُ‏ ب ِال ْ خِيَا نَةِ‏ ف َضِعَة ٌ لِأ َ ن َّهُ‏ ب ِذ ُل ِّ<br />

ق َرَأ ْت فِي بَعْض ِ ا ل ْك ُتُب ِ ا لس َّا لِف َةِ‏ أ َن َّ مِم َّا تُعَ‏ ج ِّ ل ُ عُق ُو بَة ً وَل َا تُؤَخ ِّرُ‏ ال ْأ َمَانَة ُ تُخَان ُ وَال ْإ ِحْسَان ُ يُك ْف َرُ‏<br />

وَالر َّحِمُ‏ تُق ْط َعُ‏ وَال ْبَغْيُ‏ عَل َى ا لن َّا س ِ .<br />

وَ‏ ل َوْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ مِنْ‏ ذ َم ِّ ا ل ْخِيَا نَةِ‏ إل َّا مَا يَج ِدُهُا ل ْ خَا ئِنُ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَذ َ ل َّةِ‏ ل َك َف َاهُ‏ زَاج ِرًا ، وَ‏ ل َوْ‏ تَصَو َّرَ‏ عُق ْبَى أ َمَا نَتِهِ‏ وَجَدْوَى<br />

ثِق َتِهِ‏ ل َعَلِمَ‏ أ َن َّ ذ َ لِكَ‏ مِنْ‏ أ َرْبَ‏ ح ِ بَضَا ئِع ِ جَاهِهِ‏ وَأ َق ْوَى شُف َعَاءِ‏ تَق َد ُّمِهِ‏ مَعَ‏ مَا يَ‏ ج ِدُهُ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِز ِّ وَ‏ يُق َا بَ‏ ل ُ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏<br />

ال ْإ ِعْظ َا ِم .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } أ َد ِّ ا ل ْأ َمَا نَة َ إل َى مَنْ‏ ائ ْتَمَنَك وَل َا تَخُنْ‏ مَنْ‏ خَانَك { .


وَرَوَى سَعِيدُ‏ بْنُ‏ جُبَيْر ٍ ق َال َ : ل َم َّا نَزَ‏ ل َتْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ آ يَة ُ : } وَمِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْكِتَاب ِ مَنْ‏ إن ْ تَأ ْمَنْهُ‏ ب ِقِنْط َار ٍ يُؤَد ِّهِ‏ إل َيْك وَمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ إن ْ<br />

تَأ ْمَنْهُ‏ ب ِدِ‏ ينَار ٍ ل َا يُؤَد ِّهِ‏ إل َيْك إل َّا مَا دُمْتَ‏ عَل َيْهِ‏ ق َائِمًا ذ َ لِكَ‏ ب ِأ َ ن َّهُمْ‏ ق َال ُوا ل َيْسَ‏ عَل َيْنَا فِي ا ل ْأ ُم ِّي ِّينَ‏ سَب ِي ل ٌ<br />

يَعْنُون َ أ َن َّ أ َمْوَ‏ ال َ ا ل ْعَرَب ِ حَل َا ل ٌ ل َهُمْ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُمْ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْكِتَاب ِ .<br />

ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

. {<br />

:<br />

ا ل ْأ َمَا نَة َ ف َإ ِن َّهَامُؤَد َّ اة ٌ إل َى ا ل ْبَر ِّ وَ‏ ا ل ْف َاج ِر ِ وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل ُ مَا يَتَظ َاهَرُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َمَا نَةِ‏ زُورًا<br />

} ك َذ َبَ‏ أ َعْدَ‏ اءُ‏ ا لل َّهِ‏ مَا مِنْ‏ شَيْءٍ‏ ك َان َ فِي ال ْ جَاهِلِي َّةِ‏ إل َّا وَهُوَ‏ تَحْتَ‏ ق َدَمِي إل َّا<br />

وَل َا مَا يُبْدِ‏ يهِ‏ مِنْ‏ ا ل ْعِف َّةِ‏ غ ُرُورً‏ ا ف َيَنْهَتِكَ‏ ا لز ُّو رُ‏ وَ‏ يَنْك َشِفُ‏ ا ل ْغُرُو رُ‏ ف َيَك ُون ُ مَعَ‏ هَتْكِهِ‏ لِلت َّدْ‏ لِيس ِ أ َق ْبَ‏ حَ‏ وَ‏ لِمَعَر َّةِ‏ ا لر ِّ يَاءِ‏ أ َف ْضَ‏ حَ‏<br />

{<br />

.<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

:<br />

ل َا تَزَال ُ أ ُم َّتِي ب ِ خَيْر ٍ مَا ل َمْ‏ تَرَ‏ ا ل ْأ َمَا نَة َ مَغْنَمًا وَ‏ الص َّدَق َة َ مَغْرَمًا { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ أ َرْبَعًا ب ِأ َرْبَع ٍ ال ْتَمَسَ‏ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ ال ْجَزَ‏ اءَ‏ ب ِا لر ِّيَاءِ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ مَا ل َا يَك ُون ُ ،<br />

وَمَنْ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ مَوَد َّة َ ا لن َّا س ِب ِا ل ْغِل ْظ َةِ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ‏ ال ْتَمَسَ‏ وَف َاءَ‏ ال ْإ ِخْوَانِ‏ ب ِغَيْر ِ وَف َاءٍ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ مَا ل َا يَك ُون ُ ، وَمَنْ‏<br />

ا ل ْتَمَسَ‏ ا ل ْعِل ْمَ‏ ب ِرَاحَةِ‏ ا ل ْجَسَدِ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ مَا ل َا يَك ُون ُ .<br />

وَالد َّاعِي إل َى ال ْ خِيَا نَةِ‏ شَيْئ َانِ‏ : ا ل ْمَهَا نَة ُ وَقِل َّة ُ ا ل ْأ َمَا نَةِ‏ ، ف َإ ِذ َا حَسَمَهُمَا عَنْ‏ نَف ْسِهِ‏ ب ِمَا وَ‏ صَف ْتُ‏ ظ َهَرَتْ‏ مُرُوءَ‏ تُهُ‏ ، ف َهَذ َا<br />

شَرْط ٌ ق َدْ‏ اسْتَوْف َيْنَا فِيهِ‏ أ َق ْسَامَ‏ ا ل ْعِف َّةِ‏ .<br />

وَأ َم َّا الن َّزَ‏ اهَة ُ ف َنَوْعَانِ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا : ا لن َّزَ‏ اهَة ُ عَنْ‏ ا ل ْمَط َامِع ِ ا لد َّ ن ِي َّةِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي ا لن َّزَ‏ اهَة ُ عَنْ‏ مَوَ‏ اقِفِ‏ ا لر ِّ يبَةِ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمَط َامِعُ‏ ا لد َّ ن ِي َّة ُ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لط َّمَعَ‏ ذ ُ ل ٌّ وَ‏ الد َّنَاءَة َ ل ُؤْمٌ‏ ، وَهُمَا أ َدْف َعُ‏ شَيْءٍ‏ لِل ْمُرُوءَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ك َان َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ يَق ُول ُ فِي دُعَا ئِهِ‏<br />

:<br />

} ا لل َّهُ‏ م َّ إن ِّي أ َعُوذ ُ ب ِك مِنْ‏ ط َمَع ٍ يَهْدِي إل َى ط َبْع ٍ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ل َا تَخْضَعَن َّ لِمَ‏ خْل ُو ق ٍ عَل َى ط َمَع ٍ ف َإ ِن َّ ذ َ لِكَنَق ْصٌ‏ مِنْك فِي ا لد ِّ ين ِ وَاسْتَرْز ِقْ‏ ا لل َّهَ‏ مِم َّا فِي خَزَا ئِن ِهِ‏<br />

ف َإ ِن َّمَا هُوَ‏ بَيْنَ‏ ال ْك َافِ‏ وَا لن ُّونِ‏ وَا ل ْبَاعِث ُ عَل َى ذ َلِكَ‏ شَيْئ َانِ‏ الش َّرَهُ‏ وَقِل َّة ُ ال ْأ َ نَف َةِ‏ ف َل َا يَق ْنَعُ‏ ب ِمَا أ ُو تِيَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ك َثِيرًا ؛<br />

لِأ َجْ‏ ل ِ شَرَهِهِ‏ ، وَل َا يَسْتَنْكِفُ‏ مِم َّا مُن ِعَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ حَقِيرًا لِقِل َّةِ‏ أ َ نَف َتِهِ‏ .<br />

وَهَذِهِ‏ حَال ُ مَنْ‏ ل َا يَرَى لِنَف ْسِهِ‏ ق َدْرًا ، وَيَرَى ا ل ْمَال َ أ َعْظ َمَ‏ خَط َرًا ، ف َيَرَى بَذ ْل َ أ َهْوَنِا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ لِأ َجَل ِّه ِمَا مَغْنَمًا ، وَ‏ ل َيْسَ‏<br />

لِمَنْ‏ ك َان َ ا ل ْمَال ُ عِنْدَهُ‏ أ َجَ‏ ل َّ وَ‏ نَف ْسُهُ‏ عَل َيْهِ‏ أ َق َ ل َّإ صْغَاءٌ‏ لِتَأ ْن ِيب ٍ ، وَل َا ق َبُو ل ٌ لِتَأ ْدِ‏ يب ٍ .<br />

وَرُو ِيَ‏ أ َن َّ رَجُل ًا ق َال َ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ أ َوْصِن ِي .<br />

ق َال َ : عَل َيْك ب ِا ل ْيَأ ْ س ِ مِم َّا فِي أ َيْدِي الن َّا س ِ ، وَ‏ إ ِ ي َّاكَ‏ وَ‏ ا لط َّمَعَ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ف َق ْرٌ‏ حَاضِرٌ‏ ، وَإ ِذ َا صَل َّيْت صَل َاة ً ف َصَ‏ ل ِّ صَل َاة َ مُوَد ِّ ع ٍ ،<br />

وَإ ِي َّاكَ‏ وَمَا يُعْتَذ َرُ‏ مِنْهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَمَنْ‏ ك َانَتْ‏ الد ُّنْيَا مُنَاهُ‏ وَهَم ُّهُ‏ سَبَتْهُ‏ ال ْمُنَىوَاسْتَعْبَدَ‏ تْهُ‏ ا ل ْمَط َامِعُ‏ وَحَسْمُ‏ هَذِهِ‏ ا ل ْمَط َامِع ِ شَيْئ َانِ‏ :<br />

ال ْيَأ ْسُ‏ وَا ل ْق َنَاعَة ُ .<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رَوَى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ إن َّ رُوحَ‏ ا ل ْق ُدُ‏ س ِ نَف َث َ فِي رَوْعِي أ َن َّ نَف ْسًا<br />

ل َنْ‏ تَمُوتَ‏ حَت َّى تَسْتَوْفِيَ‏ ر ِزْق َهَا ، ف َات َّق ُوا ا لل َّهَ‏ وَأ َجْمِل ُو ا فِي ا لط َّل َب ِ ، وَل َايَ‏ حْمِل َن َّك ُمْ‏ إ بْط َاءُ‏ ا لر ِّزْ‏ ق ِ عَل َى أ َن ْ تَط ْل ُبُوهُ‏<br />

ب ِمَعَاصِي ا لل َّهِ‏ تَعَال َى ف َإ ِن َّ ا لل َّهَ‏ عَز َّ وَجَ‏ ل َّ ل َا يُدْ‏ رَكُ‏ مَا عِنْدَهُ‏ إل َّا


ب ِط َاعَتِهِ‏ { .<br />

ف َهَذ َا شَرْط ٌ .<br />

وَأ َم َّا مَوَ‏ اقِفُ‏ الر ِّ يبَةِ‏ ف َه ِيَ‏ الت َّرَد ُّدُ‏ بَيْنَ‏ مَنْز ِ ل َتَيْ‏ حَمْدٍ‏ وَذ َم ٍّ ، وَال ْوُق ُوفُ‏ بَيْنَ‏ حَا ل َتَيْ‏ سَل َامَةٍ‏ وَسَق َم ٍ ، ف َتَتَوَج َّهُ‏ إ ل َيْهِ‏ ل َا ئِمَة ُ<br />

ا ل ْمُتَوَه ِّمِينَ‏ ، وَ‏ يَنَا ل ُهُ‏ ذِ‏ ل َّة ُ ا ل ْمُر ِ يب ِينَ‏ ، وَك َف َى ب ِصَاحِب ِهَا مَوْقِف ًا إن ْ صَ‏ ح َّ اف ْتَضَ‏ حَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَصِ‏ ح َّ ا ُمْتُه ِنَ‏ .<br />

} :<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ دَعْ‏ مَا يَر ِ يبُك إل َى مَا ل َا يَر ِ يبُك<br />

وَسُئِ‏ ل َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ عَنْ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َق َال َ<br />

وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ‏ أ َب ِي سِنَانٍ‏<br />

قِي ل َ ل َهُ‏ : وَك َيْفَ‏ ؟ ق َال َ<br />

. {<br />

:<br />

:<br />

وَالد َّاعِي إل َى هَذِهِ‏ ا ل ْحَال ِ شَيْئ َانِ‏<br />

وَال ْمَان ِعُ‏ مِنْهُمَا شَيْئ َانِ‏<br />

أ َن ْ ل َا تَعْمَ‏ ل َ فِي ا لس ِّر ِّ عَمَل ًا تَسْتَحِي مِنْهُ‏ فِي ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ .<br />

مَا وَجَدْت شَيْئ ًا هُوَ‏ أ َهْوَن ُ مِنْ‏ ا ل ْوَرَ‏ ع ِ .<br />

إذ َاارْتَبْتَ‏ ب ِشَيْءٍ‏ تَرَك ْتُهُ‏ .<br />

: ال ْ حَيَاءُ‏ ، وَ‏ ال ْ حَذ َرُ‏ .<br />

: الِاسْتِرْسَال ُ ، وَحُسْنُ‏ ا لظ َّن ِّ .<br />

وَرُب َّمَاا نْتَف َتْ‏ ا لر ِّ يبَة ُ ب ِ حُسْن ِ ا لث ِّق َةِ‏ وَارْ‏ تَف َعَتْ‏ ا لت ُّهْمَة ُ ب ِط ُول ِال ْ خِبْرَةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ حُكِيَ‏ عَنْ‏ عِيسَى ا بْن ِ مَرْيَمَ‏ عَل َيْهِ‏ ا لس َّل َامُ‏ أ َ ن َّهُ‏ رَآهُ‏ بَعْضُا ل ْ حَوَ‏ ار ِ ي ِّينَ‏ وَق َدْ‏ خَرَجَ‏ مِنْ‏ مَنْز ِل ِ امْرَ‏ أ َةٍ‏ ذ َ اتِ‏ ف ُ جُور ٍ ف َق َال َ<br />

يَا رُوحَ‏ ا لل َّهِ‏ مَا تَصْنَعُ‏ هُنَا ؟ ف َق َال َ الط َّب ِيبُ‏ إن َّمَا يُدَاو ِي ال ْمَرْضَى .<br />

:<br />

:<br />

وَ‏ ل َكِنْ‏ ل َا يَنْبَغِي أ َن ْ يُ‏ جْعَ‏ ل َ ذ َ لِكَ‏ ط َر ِ يق ًا إل َى الِاسْتِرْسَال ِ وَل ْيَك ُنْ‏ ال ْ حَذ َرُ‏ عَل َيْهِ‏ أ َغ ْل َبَ‏ ، وَإ ِل َىال ْ خَوْفِ‏ مِنْ‏ تَصْدِ‏ يق ِ ا لت ُّهَم ِ<br />

أ َق ْرَبَ‏ ، ف َمَا ك ُ ل ُّ ر ِيبَةٍ‏ يَنْفِيهَا حُسْنُ‏ ا لث ِّق َةِ‏ .<br />

هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ وَهُوَ‏ أ َ بْعَدُ‏ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ مِنْ‏ ا لر ِّ يَب ِ وَأ َ صْوَنُهُمْ‏ مِنْ‏ الت ُّهَم ِ ، } وَق َفَ‏ مَعَ‏ زَوْجَتِهِ‏ صَفِي َّة َ<br />

ذ َ اتَ‏ ل َيْل َةٍ‏ عَل َى بَاب ِ مَسْ‏ ج ِدٍ‏ يُحَادِث ُهَا وَك َان َ مُعْتَكِف ًا ف َمَر َّ ب ِهِ‏ رَجُل َانِ‏ مِنْ‏ ال ْأ َنْصَار ِ ف َل َم َّا رَ‏ أ َ يَاهُ‏ أ َسْرَعَا ف َق َال َ ل َهُمَا<br />

: عَل َى<br />

ر ِسْلِك ُمَا إن َّهَا صَفِي َّة ُ ب ِنْتُ‏ حُيَي ٍّ .<br />

ف َق َا ل َا : سُبْ‏ حَان َ ا لل َّهِ‏ أ َوَفِيكَ‏ شَ‏ ك ٌّ يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ ؟ ف َق َال َ : مَهْ‏ إن َّ الش َّيْط َان َ يَجْر ِي مِنْ‏ أ َحَدِك ُمْ‏ مَجْرَى ل َ حْمِهِ‏ وَدَمِهِ‏<br />

ف َ خَشِيتُ‏<br />

أ َن ْ يَق ْذِفَ‏ فِي ق َل ْبَيْك ُمَا سُوءًا<br />

. {<br />

ف َك َيْفَ‏ مَنْ‏ تَ‏ خَا ل َجَتْ‏ فِيهِ‏ الش ُّك ُوكُ‏ وَ‏ تَق َا بَل َتْ‏ فِيهِ‏ ا لظ ُّنُون ُ ف َهَ‏ ل ْ يَعْرَى مَنْ‏ فِي مَوَ‏ اقِفِ‏ ا لر ِّ يَب ِ مِنْ‏ ق َادِح ٍ مُ‏ حَق َّق ٍ ، وَل َائِم ٍ<br />

مُصَد َّ ق ٍ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

} :<br />

إذ َا ل َمْ‏ يَشْقَ‏ ال ْمَرْءُ‏ إل َّا ب ِمَا عَمِ‏ ل َ ف َق َدْ‏ سَعِدَ‏<br />

. {<br />

وَإ ِذ َااسْتَعْمَ‏ ل َ ال ْ حَزْمَ‏ وَغ َل َّبَ‏ ال ْحَذ َرَ‏ وَ‏ تَرَكَ‏ مَوَ‏ اقِفَ‏ الر ِّيَب ِ وَمَظ َان َّ ا لت ُّهَم ِ ، وَل َمْ‏ يَقِفْ‏ مَوْقِفَ‏ ا لِاعْتِذ َار ِ وَل َا عُذ ْرَ‏ لِمُ‏ خْتَار ٍ<br />

ل َمْيَ‏ خْتَلِ‏ جْ‏ فِي نَزَ‏ اهَتِهِ‏ شَ‏ ك ٌّ وَ‏ ل َمْ‏ يَق ْدَحْ‏ فِي عِرْ‏ ضِهِ‏ إف ْ كٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

: أ َصُونُك أ َن ْ أ ُدِل َّ عَل َيْك ظ َنا لِأ َن َّ ا لظ َّن َّ مِف ْتَاحُ‏ ا ل ْيَقِين ِ وَق َال َ سَهْ‏ ل ُ بْنُ‏ هَارُون َ : مُؤْ‏ نَة ُ ا ل ْمُتَوَق ِّفِ‏ أ َ يْسَرُ‏<br />

مِنْ‏ تَك َل ُّفِ‏ ا ل ْمُعَس َّفِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مَنْ‏ حَسُنَ‏ ظ َن ُّهُ‏ ب ِمَنْ‏ ل َا يَ‏ خَافُ‏ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى ف َهُوَمَ‏ خْ‏ دُو عٌ‏ .<br />

وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ ، لِأ َب ِي بَك ْر ٍ الص ُّولِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ق َوْ‏ ل َهُ‏<br />

:<br />

ل َا آمَنُ‏ ا لن َّا سَ‏ بَعْدَ‏ هَذ َا مَا ال ْخَوْفُ‏ إ ل َّا مِنْ‏ ال ْأ َمَانِ‏ ف َهَذ َاشَرْط ٌ اسْتَوْف َيْنَا فِيهِ‏ نَوْعَيْ‏ الن َّزَ‏ اهَةِ‏ .<br />

أ َحْسَنْتُ‏ ظ َن ِّي ب ِأ َهْ‏ ل ِ دَهْر ِي ف َ حُسْنُ‏ ظ َن ِّي ب ِه ِمْ‏ دَهَان ِي


وَأ َم َّا الص ِّيَا نَة ُ وَهِيَ‏ ا لث َّا لِث ُ مِنْ‏ شُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َنَوْعَانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : صِيَا نَة ُ ا لن َّف ْس ِ ب ِا ل ْتِمَا س ِ كِف َا يَتِهَا وَتَق ْدِير ِ مَاد َّتِهَا .<br />

وَالث َّان ِي : صِيَا نَتُهَا عَنْ‏ تَ‏ حَم ُّ ل ِ ا ل ْمِنَن ِ مِنْ‏ ا لن َّا س ِ وَالِاسْتِرْسَال ِ فِي ا لِاسْتِعَا نَةِ‏ .<br />

وَأ َم َّا ال ْتِمَا سُ‏ ال ْكِف َا يَةِ‏ وَتَق ْدِيرُ‏ ا ل ْمَاد َّةِ‏ ؛ ف َلِأ َن َّ ا ل ْمُ‏ حْتَاجَ‏ إل َى الن َّا س ِ ك ُ ل ُّ مُهْتَضَم ٍ وَذ َ لِي ل ٍ مُسْتَث ْق َ ل ٍ .<br />

وَهُوَ‏ لِمَا ف ُطِرَ‏ عَل َيْهِ‏ ‏،مُ‏ حْتَا جٌ‏ إل َى مَا يَسْتَمِد ُّهُ‏ لِيُقِيمَ‏ أ َوَدَ‏ نَف ْسِهِ‏ ، وَ‏ يَدْف َعَ‏ ضَرُورَة َ وَق ْتِهِ‏<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ا ل ْعَرَبُ‏ فِي أ َمْث َالِهَا<br />

وَمَا يَسْتَمِد ُّهُ‏ نَوْعَانِ‏<br />

‏:ل َا ز ِمٌ‏ وَ‏ نَدْبٌ‏ .<br />

‏:ك َل ْبٌ‏ جَو َّا ل ٌ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ أ َسَدٍ‏ رَ‏ اب ِض ٍ .<br />

ف َأ َم َّا ا لل َّاز ِمُ‏ ف َمَا أ َق َامَ‏ ب ِال ْكِف َا يَةِ‏ وَأ َف ْضَى إل َى سَ‏ د ِّ ال ْ خَل َّةِ‏ .<br />

وَعَل َيْهِ‏ فِي ط َل َب ِهِ‏ ث َل َا ث َة ُ شُرُوطٍ‏<br />

.<br />

:<br />

وَاحِدُهَا ‏:اسْتِط َا بَتُهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْوُجُوهِ‏ ا ل ْمُبَاحَةِ‏ وَتَوَق ِّيا ل ْمَ‏ حْظ ُورَةِ‏ ف َإ ِن َّ ال ْمَوَاد َّ ا ل ْمُحَر َّمَة َ<br />

مُسْتَخْبَث َة ُ ا ل ْأ ُ صُول ِ ، مَمْ‏ حُوق َة ُا ل ْمَحْصُول ِ ، إن ْ صَرَف َهَا فِي ب ِر ٍّ ل َمْ‏ يُؤْجَرْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ صَرَف َهَا فِي مَدْح ٍ ل َمْ‏ يُشْك َرْ‏ ، ث ُ م َّ هُوَ‏<br />

لِأ َوْزَ‏ ار ِهَا مُ‏ حْتَقِبٌ‏ ، وَعَل َيْهَا مُعَاق َبٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَ‏ إ ِن ْ أ َمْسَك َهُ‏ ف َهُوَ‏ زَ‏ ادُهُ‏ إل َى ا لن َّار ِ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

} :<br />

. {<br />

ل َا يُعْج ِبُك رَجُ‏ ل ٌ ك َسَبَ‏ مَال ًا مِنْ‏ غ َيْر ِ حِل ِّهِ‏ ف َإ ِن ْ أ َ نْف َق َهُ‏ ل َمْ‏ يُق ْبَل ْ مِنْهُ‏ ،<br />

: شَر ُّ ا ل ْمَال ِ مَا ل َز ِمَك إث ْمُ‏ مَك ْسَب ِهِ‏ وَحُر ِمْتَ‏ أ َجْرَ‏ إ نْف َاقِهِ‏ .<br />

وَ‏ نَظ َرَ‏ بَعْضُ‏ ال ْخَوَ‏ ار ِج ِ إل َى رَجُ‏ ل ٍ مِنْ‏ أ َ صْ‏ حَاب ِ ا لس ُّل ْط َانِ‏ يَتَصَد َّ قُ‏ عَل َى مِسْكِين ٍ ، ف َق َال َ<br />

: ا ُنْظ ُرْ‏ إل َيْه ِمْ‏ حَسَنَا تُهُمْ‏ مِنْ‏<br />

سَي ِّئ َا تِه ِمْ‏ .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ ال ْ جَهْم ِ : سُر َّ مَنْ‏ عَا شَ‏ مَا ل ُهُ‏ ف َإ ِذ َا حَاسَبَهُ‏ ا لل َّهُ‏ سَر َّهُال ْإ ِعْدَ‏ امُ‏ وَا لث َّان ِي : ط َل َبُهُ‏ مِنْ‏ أ َحْسَن ِ ج ِهَا تِهِ‏ ال َّتِي ل َا<br />

يَل ْ حَق ُهُ‏ فِيهَا غ َض ٌّ ، وَل َا يَتَدَن َّسُ‏ ل َهُ‏ ب ِهَا عِرْ‏ ضٌ‏ ، ف َإ ِن َّ ا ل ْمَال َ يُرَ‏ ادُ‏ لِصِيَا نَةِ‏ ا ل ْأ َعْرَاض ِ ل َا لِا بْتِذ َالِهَا ، وَ‏ لِعِز ِّ الن ُّف ُو س ِ ل َا لِإ ِذ ْ ل َا لِهَا<br />

.<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ الر َّحْمَن ِ بْنُ‏ عَوْفٍ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏<br />

: عَنْهُ‏<br />

ف َق َال َ<br />

يَا حَب َّذ َا ا ل ْمَال ُ أ َ صُون ُ ب ِهِ‏ عِرْضِي وَأ ُرْضِي ب ِهِ‏ رَب ِّي .<br />

وَق َال َ أ َبُو ب ِشْر ٍ ا لض َّر ِ يرُ‏ : ك َف َى حُزْنًا أ َن ِّي أ َ رُوحُ‏ وَأ َغ ْتَدِي وَمَا لِي مِنْ‏ مَال ٍ أ َ صُون ُ ب ِهِ‏ عِرْضِي وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ مَا أ َل ْق َى ا لص َّدِ‏ يقَ‏<br />

ب ِمَرْحَبًا وَذ َ لِكَ‏ ل َا يَك ْفِي ا لص َّدِ‏ يقَ‏ وَل َا يُرْضِي وَسُئِ‏ ل َ ا بْنُ‏ عَا ئِشَة َ عَنْ‏ ق َوْل ِ الن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

ال ْحَوَائِجَ‏ مِنْ‏ حِسَانِ‏ ال ْوُجُوهِ‏ { .<br />

: مَعْنَاهُ‏ مِنْ‏ أ َحْسَن ِ ا ل ْوُجُوهِ‏ ال َّتِي تَحِ‏ ُّل .<br />

:<br />

:<br />

} ا ُط ْل ُبُو ا<br />

وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَتَأ َن َّى فِي تَق ْدِ‏ ير ِ مَاد َّ تِهِ‏ وَتَدْ‏ ب ِير ِ كِف َا يَتِهِ‏ ب ِمَا ل َا يَل ْ حَق ُهُ‏ خَل َ ل ٌ وَل َا يَنَا ل ُهُ‏ زَل َ ل ٌ ، ف َإ ِن َّ يَسِيرَ‏ ا ل ْمَال ِ مَعَ‏ حُسْن ِ<br />

ا لت َّق ْدِ‏ ير ِ ، وَ‏ إ ِصَا بَةِ‏ ا لت َّدْ‏ ب ِير ِ ، أ َجْدَى نَف ْعًا وَأ َحْسَنُ‏ مَوْقِعًا مِنْ‏ ك َثِير ِهِ‏ مَعَ‏ سُوءِ‏ ا لت َّدْ‏ ب ِير ِ ، وَف َسَادِ‏ ا لت َّق ْدِ‏ ير ِ ، ك َال ْبَذ ْر ِ فِي<br />

ا ل ْأ َرْض ِ إذ َا رُوعِيَ‏ يَسِيرُهُ‏ زَك َا ، وَ‏ إ ِن ْ أ ُهْمِ‏ ل َ ك َثِيرُهُ‏ ا ضْمَحَ‏ ل َّ .<br />

وَق َال َ مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ عَلِي ٍّ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ : ال ْك َمَال ُ فِي ث َل َا ث َةٍ‏ : ا ل ْعِف َّة ُ فِي الد ِّ ين ِ ، وَ‏ الص َّبْرُ‏ عَل َى ا لن َّوَ‏ ا ئِب ِ ، وَحُسْنُ‏ ا لت َّدْ‏ ب ِير ِ<br />

فِي ا ل ْمَعِيشَةِ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ : ف ُل َان ٌ غ َن ِي ٌّ<br />

.<br />

:<br />

ف َق َال َ ل َا أ َعْر ِفُ‏ ذ َ لِكَ‏ مَا ل َمْ‏ أ َعْر ِفْ‏ تَدْ‏ ب ِيرَهُ‏ فِي مَا لِهِ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا اسْتَك ْمَ‏ ل َ هَذِهِ‏ ا لش ُّرُوط َ فِيمَا يَسْتَمِد ُّهُ‏ مِنْ‏ ق َدْر ِ ال ْكِف َا يَةِ‏ ف َق َدْ‏ أ َد َّى حَق َّ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَسُئِ‏ ل َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ عَنْ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َق َال َ<br />

: ا ل ْعِف َّة ُ وَال ْ حِرْف َة ُ .


وَق َال َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ لِا بْن ِهِ‏ : يَا بُنَي َّ ل َا تَك ُنْ‏ عَل َى أ َحَدٍ‏ ك َلًّا ف َإ ِن َّك تَزْدَ‏ ادُ‏ ذ ُلًّا ، وَاضْر ِبْ‏ فِيا ل ْأ َرْض ِ عَوْدًا وَبَدْءًا ، وَل َا<br />

تَأ ْسَفْ‏ لِمَال ٍ ك َان َ ف َذ َهَبَ‏ ، وَل َا تَعْجَزْ‏ عَنْ‏ ا لط َّل َب ِ لِوَ‏ صَب ٍ وَل َا نَصَب ٍ .<br />

ف َهَذ َا حَال ُ ا لل َّاز ِم ِ وَق َدْ‏ ك َان َ ذ َوُو ال ْه ِمَم ِ ا ل ْعَلِي َّةِ‏ وَ‏ الن ُّف ُو س ِ ا ل ْأ َ ب ِي َّةِ‏ يَرَوْن َ مَا وَ‏ صَ‏ ل َ إل َى ال ْإ ِنْسَانِ‏ ك َسْبًا أ َف ْضَ‏ ل َ مِم َّا وَ‏ صَ‏ ل َ إ ل َيْهِ‏<br />

إرْث ًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ فِي ا ل ْإ ِرْثِ‏ فِي جَدْوَى غ َيْر ِهِ‏ وَ‏ ب ِا ل ْك َسْب ِ مُجْدٍ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ ، وَف َرْ‏ قُ‏ مَا بَيْنَهُمَا فِي ا ل ْف َضْ‏ ل ِ ظ َاهِرٌ‏ .<br />

: ك ُشَاج ِمُ‏<br />

ل َا أ َسْتَلِ‏ ُّذا ل ْعَيْشَ‏ ل َمْ‏ أ َدْأ َبْ‏ ل َهُ‏ ط َل َبًا وَسَعْيًا فِي ا ل ْهَوَاج ِر ِ وَا ل ْغَل َسْ‏ وَأ َرَى حَرَ‏ امًا أ َن ْ يُؤَاتِيَن ِي ال ْغِنَى حَت َّى يُ‏ حَاوَل َ<br />

ب ِا ل ْعَنَاءِ‏ وَ‏ يُل ْتَمَسْ‏ ف َاصْر ِفْ‏ نَوَ‏ ال َكَ‏ عَنْ‏ أ َخِيكَ‏ مُوَف ِّرًا ف َا لل َّيْث ُ ل َيْسَ‏ يُسِيغ ُ إل َّا مَا اف ْتَرَ‏ سْ‏ وَأ َم َّا ا لن َّدْبُ‏ ف َهُوَ‏ مَا ف َضَ‏ ل َ عَنْ‏<br />

ال ْكِف َا يَةِ‏ ، وَزَ‏ ادَ‏ عَل َى ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ‏ ، ف َإ ِن َّا ل ْأ َمْرَ‏ فِيهِ‏ مُعْتَبَرٌ‏ ب ِحَال ِ ط َا لِب ِهِ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ مِم َّنْ‏ تَق َاعَدَ‏ عَل َى مَرَ‏ ا تِب ِ ا لر ُّؤَسَاءِ‏ ،<br />

وَ‏ تَق َاصَرَ‏ عَنْ‏ مُط َاوَ‏ ل َةِ‏ ا لن ُّظ َرَ‏ اءِ‏ ، وَا نْق َبَضَ‏ عَنْ‏ مُنَاف َسَةِ‏ ال ْأ َك ْف َاءِ‏ ، ف َ حَسْبُهُ‏ مَا ك َف َاهُ‏ ف َل َيْسَ‏ فِي الز ِّ يَادَةِ‏ إل َّا شَرَهٌ‏ وَل َا فِي<br />

ا ل ْف ُضُول ِ إل َّا نَهَمٌ‏ ، وَكِل َاهُمَامَ‏ ذ ْمُومٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

:<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ مَسْعُودٍ‏<br />

} خَيْرُ‏ ا لر ِّزْ‏ ق ِ مَا يَك ْفِي وَخَيْرُ‏ ا لذ ِّك ْر ِ ال ْ خَفِي ُّ<br />

: الد ُّنْيَا ك َ ل ٌّ عَل َى ا ل ْعَاقِ‏ ل ِ .<br />

. {<br />

:<br />

ال ْمُسْتَغْن ِي عَنْ‏ الد ُّنْيَا ب ِالد ُّنْيَا ك َمُط ْفِئِ‏ ا لن َّار ِ ب ِا لت ِّبْن ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : اشْتَر ِ مَاءَ‏ وَجْه ِك ب ِا ل ْق َنَاعَةِ‏ وَتَسَ‏ ل َّ عَنْ‏ الد ُّنْيَا لِتَجَافِيهَا عَنْ‏ ال ْكِرَ‏ ام ِ<br />

.<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ مِم َّنْ‏ مُن ِيَ‏ ب ِعُل ُو ِّ ا ل ْه ِمَم ِ وَتَ‏ حَر َّك َتْ‏ فِيهِ‏ أ َرْيَ‏ حِي َّة ُ ا ل ْك َرَم ِ وَآ ث َرَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ رَأ ْسًا وَمُق َد َّمًا ، وَ‏ أ َن ْ يُرَى فِي ا لن ُّف ُو س ِ<br />

مُعَظ َّمًا وَمُف َخ َّمًا ف َا ل ْكِف َا يَة ُ ل َا تُقِل ُّهُ‏ حَت َّى يَك ُون َ مَا ل ُهُ‏ ف َاضِل ًا ، وَ‏ نَا ئِل ُهُ‏ ف َائِضًا .<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ لِبَعْض ِ ا ل ْعَرَب ِ<br />

:<br />

مَا ا ل ْمُرُوءَة ُ فِيك ُمْ‏ ؟ ق َال َ<br />

: ط َعَامٌمَأ ْك ُو ل ٌ ‏،وَنَائِ‏ ل ٌمَبْ‏ ذ ُو ل ٌ ، وَ‏ ب ِشْرٌ‏ مَق ْبُو ل ٌ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ : ف َل َوْ‏ مُ‏ د َّ سَرْو ِي ب ِمَال ٍ ك َثِير ٍ ل َجُدْتُ‏ وَك ُنْتُ‏ ل َهُ‏ بَاذِل َا ف َإ ِن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ ل َا تُسْتَط َا عُ‏ إذ َا ل َمْ‏ يَك ُنْ‏<br />

مَال ُهَا ف َاضِل َا وَأ َم َّا صِيَانَتُهَا عَنْ‏ تَ‏ حَم ُّ ل ِ ا ل ْمِنَن ِ وَالِاسْتِرْسَال ِ فِيا لِاسْتِعَا نَةِ‏ ؛ ف َلِأ َن َّ ا ل ْمِن َّة َ اسْتِرْق َا قُ‏ ال ْأ َحْرَار ِ تُحْدِث ُ ذِ‏ ل َّة ً فِي<br />

ال ْمَمْنُونِ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَط ْوَة ً فِي ا ل ْمَان ِّ ب ِهِ‏ .<br />

وَالِاسْتِرْسَال ُ فِي ا لِاسْتِعَا نَةِ‏<br />

تَث ْقِي ل ٌ وَمَنْ‏ ث َق َّ ل َ عَل َى ا لن َّا س ِ هَان َ ، وَل َا ق َدْرَ‏ عِنْدَهُمْ‏ لِمُهَانٍ‏ .<br />

وَق َال َ رَجُ‏ ل ٌ لِعُمَرَ‏ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

ف َق َال َ<br />

: أ َغ ْنَان ِي ا لل َّهُ‏ عَنْهُمْ‏ .<br />

:<br />

: خَدَمَك بَنُوك .<br />

وَق َال َ عَلِي ُّ بْنُ‏ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ لِا بْن ِهِ‏ ال ْ حَسَن ِ فِي وَ‏ صِي َّتِهِ‏ ل َهُ‏ يَا بُنَي َّ إن ْ اسْتَط َعْتَ‏ أ َن ْ ل َا يَك ُون َ بَيْنَك وَبَيْنَ‏ ا لل َّهِ‏<br />

ذ ُو ن ِعْمَةٍ‏ ف َاف ْعَل ْ ، وَل َا تَك ُنْ‏ عَبْدَ‏ غ َيْر ِك وَق َدْ‏ جَعَل َك ا لل َّهُ‏ حُرا ، ف َإ ِن َّ ا ل ْيَسِيرَ‏ مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى أ َك ْرَمُ‏ وَ‏ أ َعْظ َمُ‏ مِنْ‏ ا ل ْك َثِير ِ مِنْ‏<br />

غ َيْر ِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ك ُ ل ٌّ مِنْهُ‏ ك َثِيرًا .<br />

وَق َال َ ز ِيَادٌ‏ لِبَعْض ِ الد َّهَاقِين ِ : مَا ا ل ْمُرُوءَة ُ فِيك ُمْ‏ ؟ ق َال َ : اجْتِنَابُ‏ الر ِّ يَب ِ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَنْبُ‏ ل ُ مُر ِ يبٌ‏ ، وَإ ِ صْل َاحُ‏ ا لر َّجُ‏ ل ِ مَا ل َهُ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏<br />

مِنْ‏ مُرُوءَ‏ تِهِ‏ وَقِيَامِهِ‏ ب ِ حَوَائِ‏ ج ِهِ‏ وَحَوَائِ‏ ج ِ أ َهْلِهِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يَنْبُ‏ ل ُ مَنْ‏ احْتَاجَ‏ إل َى أ َهْلِهِ‏ وَل َا مَنْ‏ احْتَاجَ‏ أ َهْل ُهُ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ .<br />

: وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ث َعْل َبٌ‏<br />

مَنْ‏ عَف َّ خَف َّ عَل َى ا لص َّدِ‏ يق ِ لِق َاؤُهُ‏ وَأ َخُو ال ْحَوَائِج ِ وَجْهُهُ‏ مَمْل ُول ُ وَأ َخُوك مَنْ‏ وَف َّرْتَ‏ مَا فِي كِيسِهِ‏ ف َإ ِذ َا<br />

عَبَث ْتَ‏ ب ِهِ‏ ف َأ َ نْتَ‏ ث َقِي ل ُ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ا لن َّا سُ‏ ل ُ حْمَة ً ل َا يَسْتَغْنُون َ عَنْ‏ ا لت َّعَاوُنِ‏ وَل َا يَسْتَقِل ُّون َ عَنْ‏ ا ل ْمُسَاعِدِ‏ وَ‏ ا ل ْمُظ َافِر ِ ، ف َإ ِن َّمَا<br />

ذ َ لِكَ‏ تَعَاوُن ُ ائ ْتِل َافٍ‏ يَتَك َاف َئ ُون َ فِيهِ‏ وَل َا يَتَف َا ضَل ُون َ وَرُب َّمَا ك َان َا ل ْمُسْتَعِينُ‏ فِيهِ‏ مُف َض َّل ًا ، وَال ْمُعِينُ‏ مُسْتَف ْضِل ًا ك َاسْتِعَا نَةِ‏


.<br />

:<br />

ا لس ُّل ْط َانِ‏ ب ِجُنْدِهِ‏ وَال ْمُزَار ِع ِ ب ِأ َك َرَ‏ تِهِ‏ ف َل َيْسَ‏ مِنْ‏ هَذ َا بُ‏ د ٌّ وَل َا لِأ َحَدٍ‏ عَنْهُ‏ غِنًى ، وَإ ِن َّمَا ال َّذِي يَتَصَو َّن ُ عَنْهُ‏ ال ْكِرَ‏ امُ‏ تَعَاوُن ُ<br />

ا لت َّف ْضِي ل ِ ف َيَنْق َب ِضُون َ عَنْ‏ أ َن ْ يَسْتَعِينُوا لِئ َل َّا يَك ُون َ عَل َيْه ِمْ‏ يَ‏ دٌ‏ ، وَ‏ يُسَار ِعُون َ أ َن ْ يُعِينُوا ل َأ َن ْ يَك ُون َ ل َهُمْ‏ يَ‏ دٌ‏ .<br />

وَمَنْ‏ أ َق ْدَمَ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ ا ضْطِرَار ٍ عَل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ‏ ب ِ جَاهٍ‏ أ َوْ‏ ب ِمَال ٍ ف َق َدْ‏ أ َوْهَى مُرُوءَ‏ تَهُ‏ ، وَاسْتَبْذ َل َ صِيَا نَتَهُ‏ ، وَمَنْ‏ دَعَاهُ‏ ا لِا ضْطِرَ‏ ارُ‏<br />

لِنَائِب ٍ أ َل َم َّ أ َوْ‏ حَادِثٍ‏ هَ‏ جَمَ‏ إل َى ا لِاسْتِعَا نَةِ‏ ب ِمَنْ‏ يَتَنَف َّسُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏ خِنَا ق ِ ك َرْ‏ ب ِهِ‏ ، وَ‏ يَتَ‏ خَل َّصُ‏ ب ِهِ‏ مِنْ‏<br />

و ِ ث َا ق ِ نَوَا ئِب ِهِ‏ ، ف َل َا ل َوْمَ‏ عَل َى مُضْط َر ٍّ<br />

ف َإ ِن ْ أ َغ ْنَتْهُ‏ ا لِاسْتِعَا نَة ُ ب ِا ل ْجَاهِ‏ عَنْ‏ ا لِاسْتِعَا نَةِ‏ ب ِال ْمَا ل ِ ، ف َل َا عُذ ْرَ‏ ل َهُ‏ فِي ا لت َّعَر ُّض ِ لِل ْمَال ِ ، وَ‏ يَعْدِل ُ إل َى وُ‏ ل َاةِ‏ ا ل ْأ ُمُور ِ ف َإ ِن َّ<br />

ال ْحَوَائِجَ‏ عِنْدَهُمْ‏ أ َنْ‏ جَ‏ حُ‏ وَهِيَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ ، وَهُمْ‏ لِذ َ لِكَ‏ مَنْدُو بُون َ ، ف َهُمْ‏ ل َا يَ‏ ج ِدُون َ ل َهُمْ‏ مُسَاو ِيًا وَ‏ لِيَصْب ِرَن َّ عَل َى<br />

إ بْط َا ئِه ِمْ‏ ف َإ ِن َّ تَرَ‏ اك ُمَ‏ ال ْأ ُمُور ِ عَل َيْه ِمْيَشْغَل ُهُمْ‏ إل َّا عَنْ‏ ا ل ْمُلِ‏ ح ِّ الص َّبُور ِ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ أ َبُو سَارَة َ سُحَيْمُ‏ بْنُا ل ْأ َعْرَفِ‏<br />

ق َد ِّمْ‏ لِ‏ حَاجَتِك بَعْضَ‏ ل َ جَاجَتِك .<br />

: تُعِ‏ د ُّ ق َرَا بَة ً وَ‏ تُعِد ُّ صِهْرًا وَيَسْعَدُ‏ ب ِا ل ْق َرَ‏ ا بَةِ‏ مَنْ‏ رَعَاهَا وَمَا زُرْنَاك مِنْ‏ عَدَم ٍ وَ‏ ل َكِنْ‏<br />

يَهَش ُّ إل َى ا ل ْإ ِمَارَةِ‏ مَنْ‏ رَجَاهَا وَأ َيا مَا ف َعَل ْتَ‏ ف َإ ِن َّ نَف ْسِي تَعُ‏ د ُّ صَل َاحَ‏ نَف ْسِك مِنْ‏ غِنَاهَا ف َإ ِن ْ تَعَذ َّرَ‏ عَل َيْهِ‏ صَل َاحُ‏ حَا لِهِ‏ إل َّا<br />

ب ِمَال ٍ يَسْتَعِينُ‏ ب ِهِ‏ عَل َى نَوَا ئِب ِهِ‏ ك َان َ ل َهُ‏ مَعَ‏ الض َّرُورَةِف ُ سْ‏ حَة ٌ .<br />

ل َكِنْ‏ إن ْ وَجَدَهُ‏ ق َرْضًا مَرْدُودًا ل َمْ‏ يَأ ْخُذ ْهُ‏ صِل َة ً وَجُودًا ، ف َإ ِن َّا ل ْق َرْضَ‏ مُسْتَسْمَ‏ حٌ‏ ب ِهِ‏ فِي ال ْمُرُوآت .<br />

هَذ َا رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ مَعَ‏ مَا أ َعْل َى ا لل َّهُ‏ مِنْ‏ ق َدْر ِهِ‏ وَف َض َّل َهُ‏ عَل َى خَل ْقِهِ‏ ، ق َدْ‏ اق ْتَرَضَ‏ ث ُ م َّ ق َضَى ف َأ َحْسَنَ‏ ،<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

وَق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ<br />

قِي ل َ<br />

} :<br />

} :<br />

مَنْ‏ أ َعْيَاهُ‏ ر ِزْ‏ قُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى حَل َا ل ًاف َل ْيَسْتَدِن ْ عَل َى ا لل َّهِ‏ وَعَل َى رَسُو لِهِ‏<br />

ال ْمُسْتَدِينُ‏ تَاج ِرُ‏ ا لل َّهِ‏ فِي أ َرْ‏ ضِهِ‏<br />

. {<br />

. {<br />

:<br />

إن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْك ُث ْرٌ‏ ف َق ُل ْ عَطِي َّة ٌ يَبْل ُغ ْ ب ِهَا بَاغِي الر ِّضَا بَعْضَ‏ الر ِّضَا أ َوْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ هِبَة ٌ ف َق َرْضٌ‏ يُس ِّرَتْ‏ أ َسْبَا بُهُ‏<br />

وَك َوَ‏ اهِب ٍ مَنْ‏ أ َق ْرَضَا وَ‏ ل َئِنْ‏ ك َان َ الد َّ يْنُ‏ ر ِقًّا ف َهُوَ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ مِنْ‏ ر ِ ق ِّا ل ْإ ِف ْضَال ِ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ عَلِي ِّ بْن ِ أ َب ِي ط َا لِب ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ا ل ْبَق َاءَ‏ وَل َا بَق َاءَ‏ ف َل ْيُبَاكِرْ‏ ال ْغَدَاءَ‏ وَل ْيُخَف ِّفْ‏ ا لر ِّدَ‏ اءَ‏ .<br />

:<br />

:<br />

وَمَا فِي خِف َّةِ‏ الر ِّدَاءِ‏ مِنْ‏ ال ْبَق َاءِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

ف َإ ِن ْ أ َعْوَزَهُ‏ ذ َلِكَ‏ إل َّا اسْتِسْمَاحًا ف َهُوَ‏ ا لر ِّ ق ُّا ل ْمُذِ‏ ل ُّ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

: ل َا مُرُوءَة َ لِمُقِ‏ ل ٍّ .<br />

:<br />

قِل َّة ُ ا لد َّ يْن ِ .<br />

مَنْ‏ ق َب ِ ل َ صِل َتَك ف َق َدْ‏ بَاعَك مُرُوءَ‏ تَهُ‏ وَ‏ أ َذ َل َّ لِق َدْر ِك عِز َّهُ‏ وَجَل َا ل َتَهُ‏ .<br />

وَا َل َّذِي يَتَمَاسَكُ‏ ب ِهِ‏ ال ْبَاقِي مِنْ‏ مُرُوءَةِ‏ ا لر َّ اغِب ِينَ‏ ، وَ‏ ال ْيَسِير ِ ا لت َّافِهِ‏ مِنْ‏ صِيَا نَةِ‏ ا لس َّا ئِلِينَ‏ ، وَإ ِن ْ ل َمْ‏ يَبْقَ‏ لِذِي رَغ ْبَةٍ‏ مُرُوءَة ٌ وَل َا<br />

لِسَا ئِ‏ ل ٍ تَصَو ُّ ٌن أ َرْ‏ بَعَة ُ أ ُمُور ٍ هِيَ‏ جَهْدُ‏ ال ْمُضْط َر ِّ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَتَ‏ جَاف َى ضَرَ‏ عَ‏ ا لس َّا ئِلِينَ‏ ، وَ‏ أ ُب َّهَة َ ا ل ْمُسْتَقِل ِّينَ‏ .<br />

ف َيَذِل َّ ب ِا لض َّرَ‏ ع ِ وَ‏ يُحْرَمَ‏ ب ِال ْأ ُ ب َّهَةِ‏ ، وَل ْيَك ُنْ‏ مِنْ‏ ا لت َّ جَم ُّ ل ِ عَل َى مَا يَق ْتَضِيهِ‏ حَال ُ مِث ْلِهِ‏ مِنْ‏ ذ َو ِي ال ْ حَاجَاتِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ يُف ْ حِشُ‏ زَوَ‏ ال َ ا لن ِّعَم ِ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

إذ َا زَال َ مَعَهَا ا لت َّ جَم ُّ ل ُ .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِعَلِي ِّ بْن ِ ال ْ جَهْم ِ هِيَ‏ ا لن َّف ْسُ‏ مَا حَم َّل ْتهَا تَتَ‏ حَم َّ ل ُ وَ‏ لِلد َّهْر ِأ َ ي َّامٌ‏ تَ‏ جُو رُ‏ وَ‏ تَعْدِل ُ وَعَاقِبَة ُ ا لص َّبْر ِ<br />

ال ْ جَمِي ل ِ جَمِيل َة ٌ وَ‏ أ َحْسَنُ‏ أ َخْل َا ق ِ الر ِّجَال ِ ا لت َّف َض ُّ ل ُ وَل َا عَارَ‏ إن ْ زَال َتْ‏ عَنْ‏ ال ْ حُر ِّ ن ِعْمَة ٌ وَل َكِن َّ عَارًا أ َن ْ يَزُول َ ا لت َّ جَم ُّ ل ُ<br />

وَالث َّان ِي<br />

:<br />

: أ َن ْ يَق ْتَصِرَ‏ فِي ا لس ُّؤَ‏ ال ِ عَل َى مَا دَعَتْهُ‏ إل َيْهِ‏ الض َّرُورَة ُ ، وَق َادَ‏ تْهُ‏ إ ل َيْهِ‏ ال ْ حَاجَة ُ ، وَل َا يَ‏ جْعَ‏ ل َ ذ َ لِكَ‏ ذ َر ِ يعَة ً إل َى<br />

ا لِاغ ْتِنَام ِ ف َيَ‏ حْرُمُ‏ ب ِاغ ْتِنَامِهِ‏ ، وَل َا يُعْذ َ رُ‏ فِي ضَرُورَ‏ تِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ أ َ لِفَا ل ْمَسْأ َ ل َة َ أ َ لِف َهُ‏ ال ْمَنْعُ‏ .


وَالث َّا لِث ُ : أ َن ْ يَعْذ ُرَ‏ فِي ا ل ْمَنْع ِ وَ‏ يَشْك ُرَ‏ عَل َى ال ْإ ِجَا بَةِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ مُن ِعَ‏ ف َعَم َّا ل َا يَمْلِكُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ ُج ِيبَ‏ ف َإ ِل َى مَا ل َا يَسْتَ‏ حِق ُّ .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ ا لن َّمِرُ‏ بْنُ‏ تَوْ‏ ل َب ٍ : ل َا تَغْضَبَن َّ عَل َى امْر ِئ ٍ فِي مَا لِهِ‏ وَعَل َى ك َرَا ئِم ِ صُل ْب ِ مَالِكَ‏ ف َاغ ْضَبْ‏ وَالر َّاب ِ ‏ُع : أ َن ْ يَعْتَمِدَ‏ عَل َى<br />

سُؤَال ِ مَنْ‏ ك َان َ لِل ْمَسْأ َ ل َةِ‏ أ َهْل ًا ، وَك َان َ ا لن ُّ جْ‏ حُ‏ عِنْدَهُ‏ مَأ ْمُول ًا ، ف َإ ِن َّ ذ َو ِيا ل ْمُك ْنَةِ‏ ك َثِيرٌ‏ وَال ْمُعِينُ‏ مِنْهُمْ‏ ق َلِي ل ٌ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

ال ْخَيْرُ‏ ك َثِيرٌ‏ وَق َلِي ل ٌ ف َاعِل ُهُ‏ { .<br />

وَال ْمَرْجُو ُّ لِل ْإ ِجَا بَةِ‏ مَنْ‏ تَك َامَل َتْ‏ فِيهِ‏ خِصَال ُهَا وَهِيَ‏ ث َل َا ث ٌ : إحْ‏ دَ‏ اهُن َّ<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

وَ‏ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

:<br />

:<br />

ال ْمَخْ‏ ذ ُول ُ مَنْ‏ ك َانَتْ‏ ل َهُ‏ إل َى ا لل ِّئ َام ِ حَا جَة ٌ .<br />

: سَل َامَة ُ ا لص َّدْر ِ ف َإ ِن َّا ل ْعَ‏ دُو َّإ ل ْبٌ‏ عَل َى نَك ْبَتِك ، وَحَرْبٌ‏ فِي نَائِبَتِك .<br />

: ك َرَمُ‏ ا لط َّبْع ِ ف َإ ِن َّ ال ْك َر ِيمَ‏ مُسَاعِ‏ دٌ‏ ، وَالل َّئِيمَمُعَان ِ دٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ مَنْ‏ أ َوْغ َرْت صَدْرَهُ‏ اسْتَدْعَيْت شَر َّهُ‏ ، ف َإ ِن ْ رَ‏ ق َّ ل َك ب ِك َرَم ِ ط َبْعِهِ‏ ، وَرَحِمَك ب ِحُسْن ِ ظ َف َر ِهِ‏ ، ف َأ َعْظِمْ‏ ب ِهَا مِنْ‏ حَة ً<br />

أ َن ْ يَصِيرَ‏ عَدُو ُّك ل َك رَاحِمًا .<br />

: وَق َدْ‏ ق َال َ الش َّاعِرُ‏<br />

وَحَسْبُك مِنْ‏ حَادِثٍ‏ ب ِامْر ِئ ٍ تَرَى حَاسِدِ‏ يهِ‏ ل َهُ‏ رَاحِمَيْنَا وَ‏ ال ْ خَامِسُ‏<br />

:<br />

:<br />

ظ ُهُو رُ‏ ا ل ْمُك ْنَةِ‏ ف َإ ِن َّ مَنْ‏ سَأ َل َ مَا<br />

ل َا يُمْكِنُ‏ ف َق َدْ‏ أ َحَال َ ، وَك َان َ ك َمُسْتَنْه ِض ِ ا ل ْمَسْ‏ جُونِ‏ ، وَمُسْتَسْعِفِ‏ ال ْمَدْيُونِ‏ ، وَك َان َ ب ِالر َّد ِّ خَلِيق ًا ، وَب ِال ْحِرْمَانِ‏ حَقِيق ًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏ مَنْ‏ ل َا يَعْر ِفُ‏ ل َا حَت َّى يُق َال َ ل َهُ‏ ل َا ف َهُوَ‏ أ َحْمَقُ‏<br />

وَوَص َّى عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُا ل ْأ َهْتَم ِ ابْنَهُ‏ ف َق َال َ<br />

.<br />

:<br />

:<br />

يَا بُنَي َّ ل َا تَط ْل ُبْ‏ ال ْ حَوَ‏ ائِ‏ جَ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َهْلِهَا ، وَل َا تَط ْل ُبْهَا فِي غ َيْر ِ حِين ِهَا ، وَل َا<br />

تَط ْل ُبْ‏ مَا ل َسْتَ‏ ل َهُ‏ مُسْتَحِقًّا ف َإ ِن َّك إن ْ ف َعَل ْتَ‏ ذ َ لِكَ‏ ك ُنْتَ‏ حَقِيق ًا ب ِال ْحِرْمَانِ‏ .<br />

وَق َال َ الش َّاعِرُ‏ وَل َا تَسْأ َ ل َن َّ امْرَ‏ أ ً حَاجَة ً يُ‏ حَاو ِل ُ مِنْ‏ رَ‏ ب ِّهِ‏ مِث ْل َهَا ف َيَتْرُكَ‏ مَا ك ُنْتَ‏ حَم َّل ْتَهُ‏ وَ‏ يَبْدَ‏ أ ُ ب ِ حَاجَتِهِ‏ ق َبْل َهَا ف َهَذ َا مَا<br />

يَ‏ خْتَص ُّ ب ِشُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ فِي نَف ْسِهِ‏ .<br />

وَأ َم َّا شُرُوط ُ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ فِي غ َيْر ِهِف َث َل َاث َة ٌ<br />

أ َم َّا ا ل ْمُؤَ‏ ازَرَة ُ ف َنَوْعَانِ‏ أ َحَدُهُمَا<br />

:<br />

‏:ا ل ْمُؤَازَرَة ُ وَ‏ ا ل ْمُيَاسَرَة ُ وَ‏ ال ْإ ِف ْضَال ُ .<br />

‏:ال ْإ ِسْعَافُ‏ ب ِا ل ْجَاهِ‏ ، وَالث َّان ِيا ل ْإ ِسْعَافُ‏ فِي الن َّوَا ئِب ِ .<br />

ف َأ َم َّاا ل ْإ ِسْعَافُ‏ ب ِال ْ جَاهِ‏ ف َق َدْ‏ يَك ُون ُ مِنْ‏ ال ْأ َعْل َى ق َدْرًا ‏،وَا ل ْأ َ نْف َذِ‏ أ َمْرًا ، وَهُوَ‏ أ َرْخَصُ‏ ا ل ْمَك َار ِم ِ ث َمَنًا وَ‏ أ َ ل ْط َفُ‏ ا لص َّنَائِع ِ مَوْقِعًا ،<br />

وَرُب َّمَا ك َان َ أ َعْظ َمَ‏ مِنْ‏ ا ل ْمَال ِ نَف ْعًا .<br />

وَهُوَ‏ ا لظ ِّ ل ُّ ال َّذِي يَل ْ جَأ ُ إل َيْهِ‏ ا ل ْمُضْط َر ُّون َ ، وَال ْحِمَى ال َّذِي يَأ ْو ِي إ ل َيْهِ‏ ال ْ خَا ئِف ُون َ .<br />

ف َإ ِن ْ أ َوَط ْأ َهُ‏ ا ت َّسَعَ‏ ب ِك َث ْرَةِ‏ ال ْأ َنْصَار ِ وَ‏ الش ِّيَع ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ق َبَضَهُ‏ ا نْق َط َعَ‏ ب ِنُف ُور ِ ا ل ْغَاشِيَةِ‏ وَا لت َّبَع ِ ، ف َهُوَ‏ ب ِا ل ْبَذ ْل ِ يُنَم َّى وَيَز ِيدُ‏ ،<br />

وَ‏ ب ِال ْك َف ِّ يَنْق ُصُ‏ وَ‏ يَب ِيدُ‏ ، ف َل َا عُذ ْرَ‏ لِمَنْ‏ مُن ِ حَ‏ جَاهًا أ َن ْ يَبْخَ‏ ل َ ب ِهِ‏ ف َيَك ُون َ أ َسْوَ‏ أ َ حَال ًا مِنْ‏ ال ْبَخِيل ِ ب ِمَا لِهِ‏ ال َّذِي ق َدْ‏ يُعِد ُّهُ‏<br />

لِنَوَا ئِب ِهِ‏ ، وَيَسْتَبْقِيهِ‏ لِل َذ َّ تِهِ‏ ، وَيَك ْن ِزُهُ‏ لِذ ُر ِّي َّتِهِ‏ .<br />

وَ‏ ب ِضِد ِّ ذ َلِكَ‏ مَنْ‏ بَخِ‏ ل َ ب ِ جَاهِهِ‏ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ أ َ ضَاعَهُ‏ ب ِالش ُّ ح ِّ وَ‏ بَد َّدَهُ‏ ب ِال ْبُخْل ِ وَحَرَمَ‏ نَف ْسَهُ‏ غ َن ِيمَة َ مُك ْنَتِهِ‏ ، وَف ُرْ‏ صَة َ ق ُدْرَ‏ تِهِ‏ ، ف َل َمْ‏<br />

يُعْقِبْهُ‏ إل َّا نَدَمًا عَل َى ف َا ئِتٍ‏ وَأ َسَف ًا عَل َى ضَائِع ٍ وَمَق ْتًايَسْتَ‏ حْكِمُ‏ فِي ا لن ُّف ُو س ِ وَذ َما ق َدْ‏ يَنْتَشِرُ‏<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

صَن ِيعًا إل َى عِيَا لِهِ‏<br />

:<br />

. {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

فِي الن َّا س ِ .<br />

} ال ْخَل ْقُ‏ ك ُل ُّهُمْ‏ عِيَال ُ ا لل َّهِ‏ وَأ َحَب ُّ خَل ْق ِ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى إ ل َيْهِأ َحْسَنُهُمْ‏<br />

: اصْنَعْ‏ ال ْ خَيْرَ‏ عِنْدَ‏ إمْك َا ن ِهِ‏ يَبْق َى ل َك حَمْدُهُ‏ عِنْدَ‏ زَوَا لِهِ‏ ، وَ‏ أ َحْسِنْ‏ وَ‏ الد َّوْ‏ ل َة ُ ل َك يُحْسَنُ‏ ل َك ،<br />

وَ‏ الد َّوْ‏ ل َة ُ عَل َيْك ، وَاجْعَل ْ زَمَان َ رَخَائِك عُد َّة ً لِزَمَانِ‏ بَل َائِك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مِنْ‏ عَل َامَةِ‏ ال ْإ ِق ْبَال ِ ا صْطِنَا عُ‏ ا لر ِّجَال ِ .


وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : بَذ ْل ُ ا ل ْجَاهِ‏ أ َحَدُال ْ حِبَاءَ‏ يْن ِ .<br />

وَق َال َ ا بْنُا ل ْأ َعْرَا ب ِي ِّ : ا ل ْعَرَبُ‏ تَق ُول ُ<br />

وَ‏ بَذ ْل ُ ال ْ جَاهِ‏ ق َدْ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ أ َم َّ ل َ شَيْئ ًا هَا بَهُ‏ وَمِنْ‏ جَه ِ ل َ شَيْئ ًا عَا بَهُ‏ .<br />

يَك ُون ُ مِنْ‏ ك َرَم ِ ا لن َّف ْس ِ وَشُك ْر ِ الن ِّعْمَةِ‏ وَ‏ ضِد ُّهُ‏ مِنْ‏ ضِد ِّهِ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ بَذ ْل ُ ال ْ جَاهِ‏ لِال ْتِمَا س ِ ال ْ جَزَ‏ اءِ‏ بَذ ْل ًا مَشْك ُورًا ، وَإ ِن َّمَا هُوَ‏<br />

بَا ئِعُ‏ جَاهِهِ‏ وَمُعَاو ِضُ‏ عَل َى ن ِعَم ِ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى وَآ ل َا ئِهِ‏ ف َك َان َ ب ِا ل ذ َّم ِّ أ َحَق َّ<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ لِعَلِي ِّ بْن ِ عَب َّا س ٍ ا لر ُّومِي ِّ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ل َا يَبْذ ُل ُ ال ْعُرْفَ‏ حِينَ‏ يَبْذ ُ ل ُهُ‏ ك َمُشْتَر ِيال ْ حَمْدِ‏ أ َوْ‏ ك َمُعْتَا ضِهِ‏<br />

بَل ْ يَف ْعَ‏ ل ُ ال ْعُرْفَ‏ حِينَ‏ يَف ْعَل ُهُ‏ لِ‏ جَوْهَر ِ ال ْعُرْفِ‏ ل َا لِأ َعْرَا ضِهِ‏ وَعَل َى مَنْ‏ أ ُسْعِدَ‏ ب ِ جَاهِهِ‏ ث َل َا ث َة ُ حُق ُو ق ٍيَسْتَك ْثِرُ‏ ب ِهَا الش ُّك ْرَ‏<br />

وَ‏ يَسْتَمِ‏ د ُّ ب ِهَا ا ل ْمَز ِيدَ‏ مِنْ‏ ا ل ْأ َجْر ِ : أ َحَدُهَا : أ َن ْ يَسْتَسْه ِ ل َ ا ل ْمَعُو نَة َ مَسْرُورًا ، وَل َا يَسْتَث ْقِل َهَا ك َار ِهًا ، ف َيَك ُون َ ب ِن ِعَم ِ ا لل َّهِ‏<br />

تَعَال َى مُتَبَر ِّمًا وَ‏ لِإ ِحْسَا ن ِهِ‏ مُسْخِط ًا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } مَنْ‏ عَظ ُمَتْ‏ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى عَل َيْهِ‏ عَظ ُمَتْ‏ مَئ ُو نَة ُ ا لن َّا س ِ عَل َيْهِ‏ {<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

.<br />

ف َمَنْ‏ ل َمْ‏ يَ‏ حْتَمِ‏ ل ْ تِل ْكَ‏ ا ل ْمَئ ُو نَة َ عَرَضَ‏ تِل ْكَ‏ ا لن ِّعْمَة َ لِلز َّوَ‏ ال ِ .<br />

وَالث َّان ِي : مُ‏ جَا نَبَة ُ ا لِاسْتِط َا ل َةِ‏ وَتَرْكُ‏ الِامْتِنَانِ‏ ف َإ ِن َّهُمَا مِنْ‏ ل ُؤْم ِ ا لط َّبْع ِ وَ‏ ضِيق ِ ا لص َّدْر ِ وَفِيه ِمَا هَدْمُ‏ الص َّن ِيع ِ ، وَإ ِحْبَاط ُ الش ُّك ْر ِ<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ عَاشَرَ‏ ا لن َّا سَ‏ ب ِعُبُو س ِ وَجْه ِهِ‏ وَ‏ اسْتَط َال َ<br />

مَنْ‏ أ َ ضْيَقُ‏ ا لن َّا س ِ ط َر ِ يق ًا وَ‏ أ َق َل ُّهُمْ‏ صَدِ‏ يق ًا ؟ ق َال َ وَق َدْ‏ قِي ل َ لِل ْحَكِيم ِا ل ْيُو نَا ن ِي ِّ عَل َيْه ِمْ‏ ب ِنَف ْسِهِ‏ .<br />

أ َن ْ ل َا يَق ْر ِن َ ب ِمَشْك ُور ِ سَعْي ِهِ‏ تَق ْر ِ يعًا ب ِذ َ نْب ٍ وَل َا تَوْ‏ ب ِي خًا عَل َى هَف ْوَةٍ‏ ف َل َا يَفِي مَضَضُ‏ الت َّوْ‏ ب ِي خ ِ ب ِإ ِدْرَ‏ اكِ‏ ا لن ُّجْ‏ ح ِ<br />

وَالث َّالِث ُ وَ‏ يَصِيرُ‏ ا لش ُّك ْرُ‏ وَجْدًا وَال ْحَمْدُ‏ عَيْبًا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } أ َقِيل ُوا ذ َو ِي ال ْهَيْئ َاتِ‏ عَث َرَا تِه ِمْ‏ { .<br />

وَق َال َ ا لن َّا ب ِغَة ُال ْ جَعْدِي ُّ : أ َل َمْ‏ تَعْل َمَا أ َن َّ ا ل ْمَل َامَة َ نَف ْعُهَا ق َلِي ل ٌ إذ َا مَا الش َّيْءُ‏ وَل َّى ف َأ َدْبَرَا وَأ َم َّا ال ْ إ ِسْعَافُ‏ فِي ا لن َّوَ‏ ا ئِب ِ ف َلِأ َن َّ<br />

ال ْأ َي َّامَ‏ غ َادِرَة ٌ ، وَالن َّوَاز ِل َ غ َا ئِرَة ٌ ، وَ‏ ال ْ حَوَادِث َ عَار ِ ضَة ٌ ،<br />

وَالن َّوَائِبَ‏ رَ‏ اكِضَة ٌ ، ف َل َا يَعْذ ُ رُ‏ فِيهَا إل َّا عَلِي مٌ‏ ، وَل َا يَسْتَنْقِذ ُهُ‏ مِنْهَا إل َّا سَلِي مٌ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ عَدِي ُّ بْنُ‏ حَا تِم ٍ : ك َف َى زَاج ِرًا لِل ْمَرْءِ‏ أ َ ي َّامُ‏ دَهْر ِهِ‏ تَرُوحُ‏ ل َهُ‏ ب ِا ل ْوَ‏ اعِظ َاتِ‏ وَتَغْتَدِي ف َإ ِذ َا وُج ِدَ‏ ال ْك َر ِيمُ‏ مُصَابًا<br />

ب ِ حَوَ‏ ادِث دَهْر ِهِ‏ حَث َّهُ‏ ال ْك َرْمُ‏ وَشُك ْرُ‏ الن ِّعَم ِ عَل َىا ل ْإ ِسْعَافِ‏ فِيهَا ب ِمَا اسْتَط َا عَ‏ سَب ِيل ًا إ ل َيْهِ‏ وَوَجَدَ‏ ق ُدْرَة ً عَل َيْهِ‏<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ‏:خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ال ْخَيْرُ‏ مُعْطِيهِ‏ وَشَر ٌّ مِنْ‏ الش َّر ِّ ف َاعِل ُهُ‏<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ هَل ْ شَ‏ يْءٌ‏ خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا لذ َّهَب ِ وَ‏ ا ل ْفِض َّةِ‏ ؟ ق َال َ<br />

وَال ْإ ِسْعَافُ‏ فِي ا لن َّوَ‏ ا ئِب ِ نَوْعَانِ‏ ‏:وَ‏ اج ِبٌ‏ وَ‏ تَبَر ُّ عٌ‏ .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْوَاج ِبُ‏ ف َمَا اخْتَص َّ ب ِث َل َا ث َةِ‏ أ َ صْنَافٍ‏ وَهُمْ‏ ال ْأ َهْل ُ وَال ْإ ِخْوَان ُوَ‏ ال ْ ج ِيرَ‏ ان ُ .<br />

.<br />

.<br />

: مُعْطِيه ِمَا .<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أ َم َّا ال ْأ َهْل ُ ف َلِمُمَاس َّةِ‏ الر َّحِم ِ وَ‏ تَعَاط ُفِ‏ ا لن َّسَب ِ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ ل َمْ‏ يَسُدْ‏ مَنْ‏ احْتَاجَ‏ أ َهْل ُهُ‏ إل َى غ َيْر ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ حَس َّان ُ بْنُ‏ ث َاب ِتٍ‏ : وَ‏ إ ِن َّ امْرَ‏ أ ً نَال َ ال ْمُنَى ث ُ م َّ ل َمْ‏ يَنَ‏ ل ْ ق َر ِ يبًا وَل َا ذ َا حَاجَةٍ‏ ل َزَهِيدُ‏ وَ‏ إ ِن َّ امْرَ‏ أ ً عَادَى ا لر ِّجَال َ عَل َى<br />

وَ‏ ل َمْ‏ يَسْأ َل ْ ا لل َّهَ‏ ال ْغِنَى ل َحَسُودُ‏ وَأ َم َّا ال ْإ ِخْوَان ُ ف َلِمُسْتَ‏ حْك َم ِا ل ْوُد ُّ وَمُتَأ َك ِّدُ‏ ا ل ْعَهْدِ‏ .<br />

ال ْغِنَى


سُئِ‏ ل َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ عَنْ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َق َال َ : صِدْ‏ قُ‏ ا لل ِّسَانِ‏ وَمُؤَاسَاة ُ ال ْإ ِخْوَانِ‏ وَذِك ْرُ‏ ا لل َّهِ‏ تَعَا ل َى فِي ك ُ ل ِّ مَك َان .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ حُك َمَاءِ‏ ال ْف ُرْ‏ س ِ : صِف َة ُ ا لص َّدِ‏ يق ِ أ َن ْ يَبْذ ُل َ ل َك مَا ل َهُ‏ عِنْدَ‏ ا ل ْ حَاجَةِ‏ ، وَ‏ نَف ْسَهُ‏ عِنْدَ‏ ا لن َّك ْبَةِ‏ ، وَيَحْف َظ َك عِنْدَ‏<br />

ا ل ْمَغِيب ِ .<br />

وَرَأ َى بَعْضُ‏ ا ل ْحُك َمَاءِ‏ رَجُل َيْن ِ يَصْط َ حِبَانِ‏ ل َا يَف ْتَر ِق َانِ‏ ف َسَأ َل َ عَنْهُمَا ف َقِي ل َ<br />

:<br />

:<br />

ف َق َال َ مَا بَال ُ أ َحَدِهِمَا ف َقِيرٌ‏ وَا ل ْآخَر ِ غ َن ِي ٌّ .<br />

وَأ َم َّا ال ْ جَا رُ‏ ف َلِدُ‏ نُو ِّ دَ‏ ار ِهِ‏ وَ‏ ات ِّصَال ِ مَزَ‏ ار ِهِ‏ .<br />

ق َال َ عَلِي ٌّ ك َر َّمَ‏ ا لل َّهُ‏ وَجْهَهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

هُمَا صَدِ‏ يق َانِ‏ .<br />

: ل َيْسَ‏ حُسْنُ‏ ال ْجُوَار ِ ك َف َّ ال ْأ َذ َى بَل ْ الص َّبْرُ‏ عَل َى ال ْأ َذ َى .<br />

مَنْ‏ أ َجَارَ‏ جَارَهُ‏ أ َعَا نَهُ‏ ا لل َّهُ‏ وَأ َجَارَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏ مَنْ‏ أ َحْسَنَ‏ إل َى جَار ِهِ‏ ف َق َدْ‏ دَل َّ عَل َى حُسْن ِ ن ِ جَار ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَ‏ لِل ْ جَار ِ حَق ٌّ ف َاحْتَر ِزْ‏ مِنْ‏ إذ َ ا ئِهِ‏ وَمَا خَيْرُ‏ جَار ٍ ل َا يَزَال ُ مُؤَاذِيًا ف َيَج ِبُ‏ فِي حُق ُو ق ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَشُرُوطِ‏<br />

ال ْك َرَم ِ فِي هَؤُ‏ ل َاءِ‏ الث َّل َا ث َةِ‏ تَ‏ حَم ُّ ل ُ أ َ ث ْق َا لِه ِمْ‏ ، وَ‏ إ ِسْعَاف ُهُمْ‏ فِي نَوَ‏ ا ئِب ِه ِمْ‏ وَل َا ف ُسْ‏ حَة َ لِذِي مُرُوءَةٍ‏ مَعَ‏ ظ ُهُور ِا ل ْمُك ْنَةِ‏ أ َن ْ يَكِل َهُمْ‏<br />

إل َى غ َيْر ِهِ‏ ، أ َوْ‏ يُل ْج ِئ َهُمْ‏ إل َى سُؤَ‏ ا لِهِ‏ ، وَل ْيَك ُنْ‏ سَا ئِ‏ ل َ ك َرَم ِ نَف ْسِهِ‏ عَنْهُمْ‏ ف َإ ِ ن َّهُمْ‏ عِيَال ُ ك َرَمِهِ‏ وَ‏ أ َضْيَافُ‏ مُرُوءَ‏ تِهِ‏ ، ف َك َمَا أ َ ن َّهُ‏ ل َا<br />

يَحْسُنُ‏ أ َن ْ يُل ْج ِئ َ عِيَا ل َهُ‏ وَ‏ أ َضْيَاف َهُ‏ إل َى ا لط َّل َب ِ وَ‏ ا لر َّغ ْبَةِ‏ ف َهَك َذ َا مَنْ‏ عَا ل َهُ‏ ك َرَمُهُ‏ وَ‏ أ َضَاف َتْهُ‏ مُرُوءَ‏ تُهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : حَق ٌّ عَل َى الس َّي ِّ دِ‏ ال ْمَرْجُو ِّ نَا ئِل ُهُ‏ وَال ْمُسْتَجَار ِ ب ِهِ‏ فِي ا ل ْعَرَب ِ وَ‏ ا ل ْعَجَم ِ أ َن ْ ل َا يُن ِي ل َ ا ل ْأ َق َاصِيَ‏ صَوْبَ‏<br />

رَاحَتِهِ‏ حَت َّى يَ‏ خُص َّ ب ِهِ‏ ال ْأ َدْنَى مِنْ‏ ال ْ خَدَم ِ إن َّ ا ل ْف ُرَاتَ‏ إذ َا جَاشَتْ‏ غ َوَا ر ِ بُهُ‏ رَو َّى الس َّوَاحِ‏ ل َ ث ُ م َّ امْتَ‏ د َّ فِي ا ل ْأ ُمَم ِ وَأ َم َّا ا لت َّبَر ُّ عُ‏<br />

فِيمَنْ‏ عَدَا هَؤُ‏ ل َاءِ‏ ا لث َّل َا ث َةِ‏ مِنْ‏ ال ْبُعَدَاءِ‏ ال َّذِ‏ ينَ‏ ل َا يُدْ‏ ل ُون َ ب ِنَسَب ٍ ، وَل َا يَتَعَل َّق ُون َ ب ِسَبَب ٍ ، ف َإ ِن ْ تَبَر َّ عَ‏ ب ِف َضْ‏ ل ِ ا ل ْك َرَم ِ وَف َا ئِض ِ<br />

ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ف َنَهَضَ‏ فِي حَوَ‏ ادِ‏ ثِه ِمْ‏ ، وَ‏ تَك َف َّ ل َ ب ِنَوَ‏ ائِب ِه ِمْ‏ ، ف َق َدْ‏ زَ‏ ادَ‏ عَل َى شُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ وَتَ‏ جَاوَزَهَا إل َى شُرُوطِ‏ ا لر ِّ ئ َاسَةِ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِبَعْض ِ ال ْحُك َمَاءِ‏ أ َي ُّ شَيْءٍ‏ مِنْ‏ أ َف ْعَال ِ ا لن َّا س ِ يُشْب ِهُ‏ أ َف ْعَال َ ال ْإ ِ ل َهِ‏ ؟ ق َال َ : ال ْإ ِحْسَان ُ إل َى ا لن َّا س ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َف َّ تَشَاغ ُل ًا<br />

ب ِمَا ل َز ِمَ‏ ف َل َا ل َوْمَ‏ مَا ل َمْ‏ يَل ْجَأ ْ إ ل َيْهِمُ‏ ضْط َر ٌّ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْقِيَامَب ِال ْك ُ ل ِّمُعْو ِ زٌ‏ وَ‏ ا لت َّك َف ُّ ل َ ب ِال ْ جَمِيع ِ مُتَعَذ ِّ ‏ٌر .<br />

ف َهَذ َا حُك ْمُ‏ ا ل ْمُؤَازَرَةِ‏<br />

.<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُيَاسَرَةِ‏ ف َنَوْعَانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : ال ْعَف ْوُ‏ عَنْ‏ ال ْهَف َوَاتِ‏ ، وَالث َّان ِي ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ .<br />

ف َأ َم َّا ال ْعَف ْوُ‏ عَنْ‏ ال ْهَف َوَاتِ‏ : ف َلِأ َ ن َّهُ‏ ل َا مُبَر َّ أ َ مِنْ‏ سَهْو ٍ وَزَ‏ ل َ ل ٍ ، وَل َا سَلِيمَ‏ مِنْ‏ نَق ْص ٍ أ َوْ‏ خَل َ ل ٍ ، وَمَنْ‏ رَ‏ امَ‏ سَلِيمًا مِنْ‏ هَف ْوَةٍ‏ ،<br />

وَ‏ ا ل ْتَمَسَ‏ بَر ِ يئ ًا مِنْ‏ نَبْوَةٍ‏ ، ف َق َدْ‏ تَعَد َّى عَل َى الد َّهْر ِ ب ِشَط َطِهِ‏ ، وَخَادَ‏ عَ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِغَل َطِهِ‏ ، وَك َان َ مِنْ‏ وُجُودِ‏ بُغْيَتِهِ‏ بَعِيدً‏ ا وَصَارَ‏<br />

ب ِاق ْتِرَاحِهِ‏ ف َرْدًا وَحِيدً‏ ا .<br />

:<br />

.<br />

:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏ ل َا صَدِ‏ يقَ‏ لِمَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ صَدِ‏ يق ًا ل َا عَيْبَ‏ فِيهِ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِأ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ هَل ْ مِنْ‏ أ َحَدٍ‏ ل َا عَيْبَ‏ فِيهِ‏ ؟ ق َال َ مَنْ‏ ل َا مَوْتَ‏ ل َهُ‏ ، وَإ ِذ َا ك َان َ الد َّهْر ِ ل َا يُوج ِدُهُ‏ مَا ط َل َبَ‏ ، وَل َا يُن ِيل ُهُ‏<br />

مَا أ َحَب َّ ، وَك َان َ ا ل ْوَحِيدُ‏ فِي ا لن َّا س ِ مَرْف ُوضًا ق َصِيا ، وَا ل ْمُنْق َطِعُ‏ عَنْهُمْ‏ وَحْشِيا ، ل َز ِمَهُ‏ مُسَاعِدَة ُ زَمَا ن ِهِ‏ فِي ا ل ْق َضَاءِ‏ ،<br />

وَمُيَاسَرَة ُ إخْوَ‏ ا ن ِهِ‏ فِي ا لص َّف ْ ح ِ وَال ْإ ِغ ْضَاءِ‏<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ا ل ْف َرَ‏ ائِض ِ<br />

} :<br />

. {<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ ا بْنُ‏ الر ُّومِي ِّ<br />

:<br />

:<br />

ث َل َاث ُ خِصَال ٍ ل َا تَ‏ جْتَمِعُ‏ إل َّا فِي ك َر ِيم ٍ<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَال َى أ َمَرَن ِي ب ِمُدَارَاةِ‏ الن َّا س ِ ك َمَا أ َمَرَن ِي ب ِأ َدَ‏ اءِ‏<br />

: حُسْنُ‏ ا ل ْمَحْضَر ِ وَاحْتِمَال ُ ا لز َّ ل َّةِ‏ وَقِل َّة ُ ا ل ْمَل َال ِ .<br />

ف َعُذ ْرُكمَبْ‏ سُوط ٌ لِذ َ نْب ٍ مُق َد َّم ٍ وَوُد ُّكمَق ْبُو ل ٌ ب ِأ َهْ‏ ل ٍ وَمَرْحَب ِ وَ‏ ل َوْ‏ بَل َّغَتْن ِي عَنْكَ‏ أ ُذ ْن ِي أ َق َمْتُهَا ل َدَي َّ


مَق َامَ‏ ا ل ْك َاشِ‏ ح ِ ا ل ْمُتَك َذ ِّب ِ ف َل َسْتُ‏ ب ِتَق ْلِيب ِ ا لل ِّسَانِ‏ مُصَار ِمًا خَلِيل ًا إذ َا مَا ال ْق َل ْبُ‏ ل َمْ‏ يَتَق َل َّبْ‏ وَإ ِذ َا ك َان َ ال ْإ ِغ ْضَاءُ‏ حَتْمًا<br />

وَ‏ الص َّف ْ حُ‏ ك َرَمًا تَرَت َّبَ‏ ب ِ حَسَب ِ ا ل ْهَف ْوَةِ‏ وَ‏ تَنَز َّل ُ ب ِق َدْر ِ ا لذ َّ نْب ِ .<br />

وَال ْهَف َوَاتُ‏ نَوْعَانِ‏ : صَغَا ئِرُ‏ وَك َبَا ئِرُ‏ .<br />

ف َا لص َّغَا ئِرُ‏ مَغْف ُورَة ٌ ، وَالن ُّف ُوسُ‏ ب ِهَامَعْ‏ ذ ُورَة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا لن َّا سَ‏ مَعَ‏ أ َط ْوَ‏ ار ِهِمْا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏ ، وَأ َخْل َاقِه ِمْ‏ ا ل ْمُتَف َا ضِل َةِ‏ ، ل َا يَسْل َمُون َ<br />

مِنْهَا .<br />

ف َك َان َ ال ْوَجْدُ‏ فِيهَا مُط َّرَحًا ، وَال ْعَتْبُ‏ مُسْتَق ْبَحًا .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْعُل َمَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ هَ‏ جَرَ‏ أ َخَاهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ ذ َ نْب ٍ ك َان َ ك َمَنْ‏ زَرَ‏ عَ‏ زَرْعًا ث ُ م َّ حَصَدَهُ‏ فِي غ َيْر ِ أ َوَا ن ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ أ َبُو ا ل ْعَتَاهِيَةِ‏ وَشَر ُّ ال ْأ َخِل َّاءِ‏ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَزَل ْ يُعَا تِبُ‏ ط َوْرًا وَط َوْرًا يَذ ُمْ‏ يُر ِيك ا لن َّصِي حَة َ عِنْدَ‏ ا لل ِّق َاءِ‏ وَ‏ يَبْر ِ يك فِي ا لس ِّر ِّ<br />

بَرْيَا ل ْق َل َمْ‏ وَأ َم َّا ال ْك َبَا ئِرُ‏ ف َنَوْعَانِ‏ أ َن ْ يَهْف ُوَ‏ ب ِهَا خَاطِئ ًا ، وَ‏ يَز ِل َّ ب ِهَا سَاهِيًا ، ف َال ْ حَرَجُ‏ فِيهَامَرْف ُو عٌ‏ ، وَال ْعَتْبُ‏ عَنْهَا<br />

مَوْ‏ ضُو عٌ‏ ؛ لِأ َن َّ هَف ْوَة َ ا ل ْخَاطِر ِ هَدَرٌ‏ وَ‏ ل َوْمَهُ‏ هَذ ْ رٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ ا ل ْأ َحْنَفُ‏ بْنُ‏ ق َيْس ٍ : حَق ُّ الص َّدِ‏ يق ِ أ َن ْ تَ‏ حْتَمِ‏ ل َ ل َهُ‏ ث َل َا ث ًا<br />

.<br />

:<br />

ل َا تَق ْط َعْ‏ أ َخَاك إل َّا بَعْدَ‏ عَ‏ جْز ِ ال ْ حِيل َةِ‏ عَنْ‏ اسْتِصْل َاحِهِ‏ .<br />

وَحَك َى ا بْنُ‏ عَوْنٍ‏ أ َن َّ غ ُل َامًا هَاشِمِيا عَرْبَدَ‏ عَل َى ق َوْم ٍ ف َأ َرَ‏ ادَ‏ عَم ُّهُ‏ أ َن ْ يُسِيءَ‏ ب ِهِ‏ ف َق َال َ<br />

: ظ ُل ْمَ‏ ا ل ْغَضَب ِ ، وَظ ُل ْمَ‏ الد َّال َّةِ‏ ، وَظ ُل ْمَا ل ْهَف ْوَةِ‏ .<br />

: يَا عَ‏ م ِّ إن ِّي ق َدْ‏ أ َسَأ ْت وَ‏ ل َيْسَ‏ مَعِي<br />

عَق ْلِي ف َل َا تُسِئ ْ ب ِي وَمَعَك عَق ْل ُك<br />

وَق َال َ أ َبُو نُوَا س ٍ ل َمْ‏ أ ُؤَاخِذ ْكَ‏ إذ ْ جَنَيْتَ‏ لِأ َن ِّيوَاثِقٌ‏ مِنْك ب ِا ل ْإ ِخَاءِ‏ الص َّ حِي ح ِ ف َ جَمِي ل ُ ا ل ْعَ‏ دُو ِّ غ َيْرُ‏ جَمِي ل ٍ وَق َب ِيحُ‏ ا لص َّدِ‏ يق ِ<br />

غ َيْرُ‏ ق َب ِيح ِ ف َإ ِن ْ تَشَب َّهَ‏ خَط َؤُهُ‏ ب ِا ل ْعَمْدِ‏ ، وَسَهْوُهُ‏ ب ِا ل ْق َصْدِ‏ ، تَث َب َّتَ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَل ُمْ‏ ب ِا لت َّوَه ُّم ِ ف َيَك ُون َ مَل ُومًا ، وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ : ا لت َّث َب ُّتُ‏<br />

ن ِصْفُا ل ْعَف ْو ِ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ل َا يُف ْسِدُك ا لظ َّن ُّ عَل َى صَدِ‏ يق ٍ أ َصْل َحَك ا ل ْيَقِينُ‏ ل َهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ شُعَرَ‏ اءِ‏ هُذ َ يْ‏ ل ٍ : ف َبَعْضُ‏ ا ل ْأ َمْر ِ تُصْلِ‏ حُهُ‏ ب ِبَعْض ٍ ف َإ ِن َّ ا ل ْغَث َّ يَ‏ حْمِل ُهُ‏ ا لس َّمِينُ‏ وَل َا تَعْجَل ْ ب ِظ َن ِّك ق َبْ‏ ل َ خُبْر ٍ ف َعِنْدَ‏<br />

ال ْخُبْر ِ تَنْق َطِعُ‏ ا لظ ُّنُون ُ تَرَى بَيْنَ‏ ا لر ِّجَال ِ ال ْعَيْنُ‏ ف َضْل ًا وَفِيمَا أ َ ضْمَرُو ا ال ْف َضْل ُ ا ل ْمُب ِينُ‏ ك َل َوْنِ‏ ا ل ْمَاءِ‏ مُشْتَبَهًاوَ‏ ل َيْسَتْ‏ تُخْب ِرُ‏<br />

عَنْ‏ مَذ َ اق َتِهِ‏ ا ل ْعُيُون ُ وَالث َّان ِي<br />

وَل َا يَخْل ُو فِيمَا أ َ تَاهُ‏ مِنْ‏ أ َرْ‏ بَع ِ أ َحْوَال ٍ : ف َال ْ حَال ُ ال ْأ ُول َى<br />

: أ َن ْ يَعْتَمِدَ‏ مَا اجْتَرَمَ‏ مِنْ‏ ك َبَا ئِر ِهِ‏ ، وَ‏ يَق ْصِدَ‏ مَا اجْتَرَحَ‏ مِنْ‏ سَي ِّئ َا تِهِ‏ .<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ مَوْتُورًا ق َدْ‏ ق َا بَ‏ ل َ عَل َى وَ‏ تْرَ‏ تِهِ‏<br />

وَك َاف َأ َ عَل َى مُسَاءَ‏ تِهِ‏ ف َا لل َّا ئِمَة ُ عَل َى مَنْ‏ وَ‏ تَرَهُ‏ عَا ئِدَة ٌ ، وَإ ِل َى ا ل ْبَادِئ ِ ب ِهَا رَ‏ اج ِعَة ٌ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْمُك َافِئ َ أ َعَذ ْرُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ الص َّف ْ حُ‏<br />

أ َجْمَ‏ ل َ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } إي َّاك ُمْ‏ وَال ْمُشَار َّة َ ف َإ ِن َّهَا تُمِيتُ‏ ا ل ْغَيْرَة َ وَتُحْي ِي ا ل ْغُر َّة َ { .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ ف َعَ‏ ل َ<br />

وَق َال َ صَا لِ‏ حُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ا ل ْق ُد ُّو س ِ<br />

:<br />

مَا شَاءَ‏ ل َقِيَ‏ مَا ل َمْ‏ يَشَأ ْ .<br />

مَنْ‏ نَا ل َتْهُ‏ إسَاءَتُك هَم َّهُ‏ مُسَاءَتُك .<br />

مَنْ‏ أ ُو لِعَ‏ ب ِق ُبْ‏ ح ِ ا ل ْمُعَامَل َةِ‏ أ ُوج ِعَ‏ ب ِق ُبْ‏ ح ِ ا ل ْمُق َا بَل َةِ‏ .<br />

إذ َا وَتَرْت امْرَ‏ أ ً ف َاحْذ َرْ‏ عَدَ‏ اوَ‏ تَهُ‏ مَنْ‏ يَزْرَعْ‏ ا لش َّوْكَ‏ ل َا يَحْصُدْ‏ ب ِهِ‏ عِنَبَا إن َّا ل ْعَ‏ دُو َّ وَ‏ إ ِن ْ<br />

أ َبْدَى مُسَا ل َمَة ً إذ َا رَأ َى مِنْك يَوْمًا ف ُرْ‏ صَة ً وَث َبَا وَال ْإ ِغ ْضَاءُ‏ عَنْ‏ هَذ َا أ َوْجَبُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ تَك ُنْ‏ ا ل ْمُك َاف َأ َة ُ ذ َنْبًا لِأ َ ن َّهُ‏ ق َدْ‏ رَأ َى<br />

عُق ْبَى إسَاءَ‏ تِهِ‏ ، ف َإ ِن ْ وَ‏ اصَ‏ ل َ ا لش َّر َّ وَاصَل ْته ا ل ْمُك َاف َأ َة ُ .


:<br />

:<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : ب ِاعْتِزَ‏ الِك الش َّر َّ يَعْتَز ِل ُك وَب ِ حُسْن ِ ا لن َّصَف َةِ‏ يَك ُون ُا ل ْمُوَا صِل ُون َ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ مَنْ‏ ك ُنْت سَبَبًا لِبَل َا ئِهِ‏ وَجَبَ‏ عَل َيْك الت َّل َط ُّفُ‏ ل َهُ‏ فِي عِل َاج ِهِ‏ مِنْ‏ دَ‏ ا ئِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ أ َوْ‏ سُ‏ بْنُ‏ حَجَر ٍ إذ َا ك ُنْت ل َمْ‏ تُعْر ِضْ‏ عَنْ‏ ا ل ْجَهْ‏ ل ِ وَال ْخَنَا أ َصَبْت حَلِيمًا أ َوْ‏ أ َ صَا بَك جَاهِ‏ ل ُ وَال ْحَال ُ ا لث َّا ن ِيَة ُ<br />

أ َن ْ يَك ُون َ عَدُوا ق َدْاسْتَحْك َمَتْ‏ شَحْنَاؤُهُ‏ ‏،وَ‏ اسْتَوْعَرَتْ‏ سَر َّ اؤُهُ‏ ‏،وَ‏ اسْتَخْشَنَتْ‏ ضَر َّ اؤُهُ‏ ، ف َهُوَ‏ يَتَرَب َّصُ‏ ب ِدَوَا ئِر ِ ا لس َّوْءِ‏<br />

:<br />

ا نْتِهَازَ‏ ف ُرَ‏ صِهِ‏ ، وَ‏ يَتَ‏ جَر َّ عُ‏ ب ِمَهَا نَةِ‏ ا ل ْعَ‏ جْز ِ مَرَ‏ ارَة َ غ ُصَصِهِ‏ ، ف َإ ِذ َا ظ َفِرَ‏ ب ِنَا ئِبَةٍ‏ سَاعَدَهَا ، وَإ ِذ َا شَاهَدَ‏ ن ِعْمَة ً عَانَدَهَا ، ف َا ل ْبُعْدُ‏<br />

مِنْهُ‏ حَذ َرًا أ َسْل َمُ‏ ، وَا ل ْك َف ُّ عَنْهُ‏ مُتَارَك َة ً أ َغ ْنَمُ‏ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا يُسْل َمُ‏ مِنْ‏ عَوَ‏ اقِب ِ شَر ِّهِ‏ ، وَل َا يُف ْل َتُ‏ مِنْ‏ غ َوَ‏ ائِ‏ ل ِ مَك ْر ِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِا بْن ِهِ‏<br />

:<br />

:<br />

ل َا تَعْر ِ ضَن َّ لِعَدُو ِّك فِي دَوْ‏ ل َتِهِ‏ ف َإ ِذ َا زَال َتْ‏ ك ُفِيَتْ‏ شَر َّهُ‏ .<br />

يَا بُنَي َّ ك َذ َبَ‏ مَنْ‏ ق َال َ إن َّ<br />

ا لش َّر َّ ب ِا لش َّر ِّ يُط ْف َأ ُ ، ف َإ ِن ْ ك َان َ صَادِق ًا ف َل ْيُوقِدْ‏ نَارَ‏ يْن ِ وَل ْيَنْظ ُرْ‏ هَل ْ تُط ْفِئ ُ إحْدَاهُمَا ال ْأ ُخْرَى ، وَإ ِن َّمَا يُط ْفِئ ُ ال ْخَيْرُ‏ ا لش َّر َّ ك َمَا<br />

يُط ْفِئ ُ ا ل ْمَاءُ‏ ا لن َّارَ‏ .<br />

وَق َال َ جَعْف َرُ‏ بْنُ‏ مُ‏ حَم َّدٍ‏<br />

قِي ل َ<br />

:<br />

: ك َف َاك مِنْ‏ ا لل َّهِ‏ نَصْرًا أ َن ْ تَرَى عَدُو َّك يَعْصِي ا لل َّهَ‏ فِيك .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ب ِا لس ِّيرَةِ‏ ا ل ْعَادِ‏ ل َةِ‏ يُق ْهَرُ‏ ال ْمُعَادِي .<br />

وَق َال َ ا ل ْبُ‏ حْتُر ِي ُّ : وَ‏ أ ُق ْسِمُ‏ ل َا أ َجْز ِ يكَ‏ ب ِالش َّر ِّ مِث ْل َهُ‏ ك َف َى ب ِا َل َّذِي جَازَيْتن ِي ل َك جَاز ِيَا وَال ْحَال ُ ا لث َّا لِث َة ُ<br />

:<br />

.<br />

أ َن ْ يَك ُون َ ل َئِيمَ‏ ا لط َّبْع ِ<br />

خَب ِيث َا ل ْأ َصْ‏ ل ِ ق َدْ‏ أ َغ ْرَ‏ اهُ‏ ل ُؤْمُ‏ ا لط َّبْع ِ عَل َى سُوءِ‏ ا لِاعْتِق َادِ‏ ، وَ‏ بَعَث َهُ‏ خُبْث ُا ل ْأ َ صْ‏ ل ِ عَل َى إ تْيَانِ‏ ال ْف َسَادِ‏ ، ف َهُوَ‏ ل َا يَسْتَق ْب ِ حُ‏ الش َّر َّ<br />

وَل َا يَك ُف َّ عَنْ‏ ا ل ْمَك ْرُوهِ‏ .<br />

ف َهَذِهِ‏ ال ْ حَا ل َة ُ أ َط َم ُّ ؛ لِأ َن َّ ال ْأ َضْرَارَ‏ ب ِهَا أ َعَم ُّ ، وَل َا سَل َامَة َ مِنْ‏ مِث ْلِهِ‏ إل َّا ب ِال ْبُعْدِ‏ وَالِانْقِبَاض ِ ، وَل َا خَل َاصَ‏ مِنْهُ‏ إل َّا ب ِالص َّف ْ ح ِ<br />

وَال ْإ ِعْرَاض ِ ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ك َالس َّبُع ِ الض َّار ِي فِي سَوَ‏ ار ِح ِ ا ل ْغَنَم ِ وَك َالن َّار ِ ا ل ْمُتَأ َج ِّ جَةِ‏ فِي يَا ب ِس ِ ال ْ حَط َب ِ ل َا يَق ْرَبُهَا إل َّاتَالِفٌ‏ وَل َا يَدْنُو<br />

مِنْهَا إل َّاهَالِ‏ كٌ‏<br />

رَوَىمَك ْ حُو ل ٌ عَنْ‏ أ َب ِي أ ُمَامَة َ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

.<br />

وَق َال َ<br />

} ا لن َّا سُ‏ ك َشَ‏ جَرَةٍ‏ ذ َ اتِ‏ جَنًى<br />

وَ‏ يُوشِكُ‏ أ َن ْ يَعُودُوا ك َشَ‏ جَرَةٍ‏ ذ َ اتِ‏ شَوْكٍ‏ إن ْ نَاق َدْتَهُمْ‏ نَاق َدُوكَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ هَرَبْتَ‏ مِنْهُمْ‏ ط َل َبُوكَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ تَرَك ْتَهُمْ‏ ل َمْ‏ يَتْرُك ُوكَ‏<br />

يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ وَك َيْفَ‏ ا ل ْمَ‏ خْرَجُ‏ ؟ ق َال َ : أ َق ْر ِضْهُمْ‏ مِنْ‏ عَرْضِك لِيَوْم ِ ف َاق َتِك { .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا لل َّهِ‏ بْنُ‏ ا ل ْعَب َّا س ِ : ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ ا ل ْك َر ِيمُ‏ صَدِ‏ يقُ‏ ك ُ ل ِّ أ َحَدٍ‏ إل َّا مَنْ‏ ضَر َّهُ‏ ، وَ‏ ال ْ جَاهِ‏ ل ُ الل َّئِيمُ‏ عَ‏ دُو ُّ ك ُ ل ِّ أ َحَدٍ‏ إل َّا مَنْ‏ نَف َعَهُ‏<br />

: شَر ُّ مَا فِي ال ْك َر ِيم ِ أ َن ْ يَمْنَعَك خَيْرَهُ‏ ، وَخَيْرُ‏ مَا فِي ا لل َّئِيم ِ أ َن ْ يَك ُف َّ عَنْك شَر َّهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَوَص َّى بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ ابْنَهُ‏ ف َق َال َ<br />

:<br />

: أ َعْدَ‏ اؤُك دَاؤُك وَفِي ال ْبُعْدِ‏ عَنْهُمْ‏ شِف َاؤُك .<br />

: شَرَفُ‏ ال ْك َر ِيم ِ تَغَاف ُل ُهُ‏ عَنْ‏ الل َّئِيم ِ .<br />

يَا بُنَي َّ إذ َا سَلِمَ‏ ا لن َّا سُ‏ مِنْك ف َل َا عَل َيْك أ َن ْ ل َا تَسْل َمَ‏ مِنْهُمْ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ ق َ ل َّ مَا اجْتَمَعَتْ‏ هَا تَانِ‏<br />

الن ِّعْمَتَانِ‏ .<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ ا ل ْمَسِي ح ِ بْنُ‏ نُف َيْل َة َ : ال ْخَيْرُ‏ وَ‏ الش َّر ُّ مَق ْرُو نَانِ‏ فِي ق َرْنٍ‏ ف َال ْخَيْرُ‏ مُسْتَتْبَعٌ‏ وَا لش َّر ُّ مَ‏ حْذ ُو رُ‏ وَا ل ْحَال ُ ا لر َّ ا ب ِعَة ُ : أ َن ْ<br />

يَك ُون َ صَدِ‏ يق ًا ق َدْ‏ اسْتَحْدَث َ نَبْوَة ً وَتَغَي ُّرًا ، أ َوْ‏ أ َخًا ق َدْ‏ اسْتَجَد َّ جَف ْوَة ً وَتَنَك ُّرًا ، ف َأ َبْدَى صَف ْ حَة َ عُق ُوقِهِ‏ ، وَ‏ اط َّرَحَ‏ ل َاز ِمَ‏<br />

حُق ُوقِهِ‏ ، وَعَدَل َ عَنْ‏ ب ِر ِّ ا ل ْإ ِخَاءِ‏ إل َى جَف ْوَةِ‏ ال ْأ َعْدَاءِ‏<br />

.<br />

ف َهَذ َا ق َدْ‏ يَعْر ِضُ‏ فِي ا ل ْمَوَد َّاتِا ل ْمُسْتَقِيمَةِ‏ ك َمَا تَعْر ِضُ‏ ال ْأ َمْرَاضُ‏ فِي ا ل ْأ َجْسَام ِ الس َّلِيمَةِ‏ ف َإ ِن ْ عُولِ‏ جَتْ‏ أ َق ْل َعَتْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ


أ ُهْمِل َتْ‏ أ َسْق َمَتْ‏ ث ُ م َّ أ َ تْل َف َتْ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َتْ‏ ال ْ حُك َمَاءُ‏<br />

وَق َال َ ك ُشَاج ِمُ‏<br />

:<br />

: دَوَ‏ اءُ‏ ا ل ْمَوَد َّةِ‏ ك َث ْرَة ُ الت َّعَاهُدِ‏ .<br />

: أ َقِ‏ ل ْ ذ َاا ل ْوُد ِّ عَث َرْ‏ تَهُ‏ وَقِف ْهُ‏ عَل َى سُنَن ِ ا لط َّر ِ يق ِ ال ْمُسْتَقِيمَهْ‏ وَل َا تُسْر ِعْ‏ ب ِمَعْتَبَةٍ‏ إل َيْهِ‏ ف َق َدْ‏ يَهْف ُو وَن ِي َّتُهُ‏ سَلِيمَهْ‏<br />

وَمِنْ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّ مُتَارَك َة َ ال ْإ ِخْوَ‏ انِ‏ إذ َا نَف َرُو ا أ َ صْل َ حُ‏ ، وَاط ِّرَاحَهُمْ‏ إذ َا ف َسَدُو ا أ َوْل َى ، ك َأ َعْضَاءِ‏ ا ل ْجَسَدِ‏ إذ َا<br />

ف َسَدَتْ‏ ك َان َ ق َط ْعُهَا أ َسْل َمَ‏ ف َإ ِن ْ شَ‏ ح َّ ب ِهَا سَرَتْ‏ إل َى نَف ْسِهِ‏ ، وَك َا لث َّوْب ِ إذ َا خَلِقَ‏ ك َان َ اط ِّرَاحُهُ‏ ب ِا ل ْجَدِيدِ‏ ل َهُ‏ أ َجْمَ‏ ل َ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ رَغ ْبَتُك فِيمَنْ‏ يَزْهَدُ‏ فِيك ذ ُ ل ُّ نَف ْس ٍ ، وَزُهْدُك فِيمَنْ‏ يَرْغ َبُ‏ فِيك صِغَرُ‏ هِم َّةٍ‏ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ بَزَرْجَمْهَرُ‏<br />

:<br />

:<br />

مَنْ‏ تَغَي َّرَ‏ عَل َيْك فِي مَوَد َّ تِهِ‏ ف َدَعْهُ‏ حَيْث ُ ك َان َ ق َبْ‏ ل َ مَعْر ِف َتِهِ‏ .<br />

وَق َال َ نَصْرُ‏ بْنُ‏ أ َحْمَدَ‏ ال ْ خُبْزُ‏ أ َرُ‏ ز ِّي ٍّ : صِل ْ مَنْ‏ دَنَا وَ‏ تَنَا سَ‏ مَنْ‏ بَعُدَا ل َا تُك ْر ِهَن َّ عَل َى ال ْهَوَى أ َحَدَا ق َدْ‏ أ َك ْث َرَتْ‏ حَو َّ اءُ‏ إذ ْ<br />

وَ‏ ل َدَتْ‏ ف َإ ِذ َا جَف َا وَ‏ ل َ دٌ‏ ف َخُذ ْ وَل َدَا ف َهَذ َا مَذ ْهَبُ‏ مَنْ‏ ق َ ل َّ وَف َاؤُهُ‏ ، وَ‏ ضَعُفَ‏ إخَاؤُهُ‏ ، وَسَاءَتْ‏ ط َرَ‏ ا ئِق ُهُ‏ ، وَضَاق َتْ‏ خَل َا ئِق ُهُ‏ ،<br />

وَ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ فِيهِ‏ ف َضْ‏ ل ُ الِاحْتِمَال ِ ، وَل َا صَبْرٌ‏ عَل َى ال ْإ ِدْل َال ِ ، ف َق َابَ‏ ل َ عَل َى ال ْ جَف ْوَةِ‏ ،<br />

وَعَاق َبَ‏ عَل َى ال ْهَف ْوَةِ‏ ، وَ‏ اط َّرَحَ‏ سَا لِفَ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ، وَق َابَ‏ ل َ ال ْعُق ُوقَ‏ ب ِال ْعُق ُوق ِ ، ف َل َا ب ِا ل ْف َضْ‏ ل ِ أ َخَذ َ وَل َا إل َى ا ل ْعَف ْو ِ أ َخْل َدَ‏ .<br />

وَق َدْ‏ عَلِمَ‏ أ َن َّ نَف ْسَهُ‏ ق َدْ‏ تَط ْغَى عَل َيْهِ‏ ف َتُرْدِيهِ‏ ، وَ‏ أ َن َّ ج ِسْمَهُ‏ ق َدْ‏ يَسْق َمُ‏ عَل َيْهِ‏ ف َيُؤْ‏ لِمُهُ‏ وَيُؤْذِ‏ يهِ‏ ، وَهُمَا أ َخَص ُّ ب ِهِ‏ وَأ َحْنَى عَل َيْهِ‏<br />

مِنْ‏ صَدِ‏ يق ٍ ق َدْ‏ تَمَي َّزَ‏ ب ِذ َ ا تِهِ‏ ، وَا نْف َصَ‏ ل َ ب ِأ َدَوَا تِهِ‏ ف َيُر ِيدُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ لِنَف ْسِهِ‏ مَا ل َا يَج ِدُهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِ‏ لِنَف ْسِهِ‏ .<br />

هَذ َا عَيْنُ‏ ا ل ْمُ‏ حَال ِ وَمَ‏ حْضُ‏ ال ْ جَهْ‏ ل ِ مَعَ‏ أ َن َّ مَنْ‏ ل َمْيَ‏ حْتَمِ‏ ل ْ بَقِيَ‏ ف َرْدًا وَا نْق َل َبَ‏ الص َّدِ‏ يقُ‏ ف َصَارَ‏ عَدُوا .<br />

وَعَدَ‏ اوَة ُ مَنْ‏ ك َان َ صَدِ‏ يق ًا أ َعْظ َمُ‏ مِنْ‏ عَدَ‏ اوَةِ‏ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَزَل ْ عَدُوا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } أ َوْ‏ صَا ن ِي رَب ِّي ب ِسَبْع ٍ : ال ْإ ِخْل َاصُ‏ فِي ا لس ِّر ِّ وَ‏ ا ل ْعَل َا ن ِيَةِ‏ وَ‏ أ َن ْ أ َعْف ُوَ‏ عَم َّنْ‏<br />

ظ َل َمَن ِي وَ‏ أ ُعْطِيَ‏ مَنْ‏ حَرَمَن ِي وَأ َ صِ‏ ل َ مَنْ‏ ق َط َعَن ِي وَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ صَمْتِي فِك ْرًا ، وَنُط ْقِي ذِك ْرًا وَنَظ َر ِي عِبْرَة ً<br />

. {<br />

:<br />

وَق َال َ ل ُق ْمَان ُ لِا بْن ِهِ‏ يَا بُنَي َّ ل َا تَتْرُكْ‏ صَدِ‏ يق َك ا ل ْأ َو َّل َ ف َل َا يَط ْمَئِن َّ إل َيْك الث َّان ِي ، يَا بُنَي َّ ات َّ خَذ َ أ َ ل ْفَ‏ صَدِ‏ يق ٍ وَال ْأ َل ْفُ‏ ق َلِي ل ٌ وَل َا<br />

تَت َّخِذ ْ عَدُوا وَاحِدًا وَا ل ْوَاحِدُ‏ ك َثِيرٌ‏ .<br />

وَقِي ل َ لِل ْمُهَل َّب ِ بْن ِ أ َب ِي صُف ْرَة َ<br />

:<br />

مَا تَق ُول ُ فِيا ل ْعَف ْو ِ وَا ل ْعُق ُو بَةِ‏ ؟ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

.<br />

هُمَا ب ِمَنْز ِ ل َةِ‏ ال ْ جُودِ‏ وَال ْبُخْل ِ ف َتَمَس َّكْ‏ ب ِأ َي ِّه ِمَا شِئ ْتَ‏<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ ث َعْل َبٌ‏ إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَسْتَق ْب ِل ْ ا ل ْأ َمْرَ‏ ل َمْ‏ تَج ِدْ‏ ب ِك َف َّيْكَ‏ فِي إدْ‏ بَار ِهِ‏ مُتَعَل ِّق َا إذ َا أ َ نْتَ‏ ل َمْ‏ تَتْرُكْ‏ أ َخَاكَ‏ وَزَ‏ ل َّة ً إذ َا زَل َّهَا<br />

أ َوْشَك ْتُمَا أ َن ْ تَف َر َّق َا ف َإ ِذ َا ك َان َ ال ْأ َمْرُ‏ عَل َى مَا وَ‏ صَف ْتُ‏ ف َمِنْ‏ حُق ُو ق ِ ا لص َّف ْ ح ِ ال ْك َشْفُ‏ عَنْ‏ سَبَب ِا ل ْهَف ْوَةِ‏ لِيَعْر ِفَ‏ ا لد َّ اءَ‏<br />

ف َيُعَا لِ‏ جَهُ‏ ف َإ ِن ْ ل َمْ‏ يَعْر ِفْ‏ الد َّ اءَ‏ ل َمْ‏ يَقِفْ‏ عَل َى الد َّوَ‏ اءِ‏ ك َمَا ق َدْ‏ ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي<br />

:<br />

عَل َى ف َسَادِ‏ وَإ ِذ َا ك َان َ ذ َ لِكَ‏ ك َذ َلِكَ‏ ف َل َا يَخْل ُو حَال ُ الس َّبَب ِ مِنْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ لِمِل َ ل ٍ أ َوْ‏ زَ‏ ل َ ل ٍ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ<br />

لِمِل َ ل ٍ ف َمَوَد َّ اتُ‏ ا ل ْمَل ُول ِ ظِ‏ ل ُّ ا ل ْغَمَام ِ وَحُل ْمُ‏ ا لن ِّيَام ِ<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ<br />

ا ل ْإ ِخَاءَ‏ .<br />

.<br />

:<br />

ف َإ ِن َّ ال ْجُرْحَ‏ يَنْفِرُ‏ بَعْدَ‏ حِين ٍ إذ َا ك َان َ ال ْب ِنَاُء<br />

ل َا تَأ ْمَنَن َّ لِمَل ُول ٍ ، وَ‏ إ ِن ْ تَحَل َّى ب ِا لص ِّل َةِ‏ وَعِل َاجُهُ‏ أ َن ْ يُتْرَكَ‏ عَل َى مَل َلِهِ‏ ف َيَمَ‏ ل َّ ال ْ جَف َاءَ‏ ك َمَا مَ‏ ل َّ<br />

وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ لِزَل َ ل ٍ ل ُوحِظ َتْ‏ أ َسْبَا بُهُ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َهَا مَدْخَ‏ ل ٌ فِي ا لت َّأ ْو ِي ل ِ وَشُبْهَة ٌ تَئ ُول ُ إل َى جَمِي ل ٍ حَمَل َهُ‏ عَل َى أ َجْمَ‏ ل ِ تَأ ْو ِ يلِهِ‏<br />

وَ‏ صَرَف َهُ‏ إل َى أ َحْسَن ِ ج ِهَةٍ‏ ، ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ خَا لِدِ‏ بْن ِ صَف ْوَ‏ ان َ أ َ ن َّهُ‏ مَر َّ ب ِهِ‏ صَدِ‏ يق َانِ‏ ل َهُ‏ ف َعَرَجَ‏ عَل َيْهِ‏ أ َحَدُهُمَا وَط َوَ‏ اهُ‏ ا ل ْآخَرُ‏<br />

، ف َقِي ل َ ل َهُ‏ فِي ذ َلِكَ‏ ف َق َال َ : نَعَمْ‏ عَرَجَ‏ عَل َيْنَا هَذ َا ب ِف َضْلِهِ‏ ، وَط َوَا نَا ذ َاكَ‏ ب ِثِق َتِهِ‏ ب ِنَا .


:<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِ لِمُ‏ حَم َّدِ‏ بْن ِ دَاوُد ال ْأ َصْف َهَان ِي ِّ : وَتَزْعُمُ‏ لِل ْوَاشِينَ‏ أ َن ِّي ف َاسِ‏ دٌ‏ عَل َيْكَ‏ وَأ َن ِّي ل َسْتُ‏ فِيمَا عَه ِدْتَن ِي<br />

وَمَا ف َسَدَتْ‏ لِي يَعْل َمُ‏ ا لل َّهُ‏ ن ِي َّة ٌ عَل َيْكَ‏ وَل َكِنْ‏ خُنْتَن ِي ف َات َّهَمْتَن ِي غ َدَرْتَ‏ ب ِعَهْدِي عَامِدًا وَأ َخَف ْتَن ِي ف َ خِف ْتُ‏ وَل َوْ‏ آمَنْتَن ِي ل َأ َمِنْتَن ِي<br />

.<br />

وَ‏ إ ِن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ لِزَ‏ ل َلِهِ‏ فِي ا لت َّأ ْو ِي ل ِ مَدْخَ‏ ل ٌ نَظ َرَ‏ بَعْدَ‏ زَل َلِهِ‏ ف َإ ِن ْ ظ َهَرَ‏ نَدَمُهُ‏ وَ‏ بَان َ خَ‏ جَل ُهُ‏ ف َا لن َّدَمُ‏ تَوْ‏ بَة ٌ وَا ل ْخَجَ‏ ل ُإنَابَة ٌ ، وَل َا ذ َ نْبَ‏<br />

لِتَائِب ٍ وَل َا ل َوْمَ‏ عَل َى مُن ِيب ٍ ، وَل َا يُك َل َّفُ‏ عُذ ْرًا عَم َّا سَل َفَ‏ ، ف َيُل ْ جَأ َ إل َى ذ ُل ِّ ا لت َّ حْر ِ يفِ‏ ، أ َوْ‏ خَجَ‏ ل ِ الت َّعْن ِيفِ‏ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } إي َّاك ُمْ‏ وَ‏ ا ل ْمَعَاذِرَ‏ ف َإ ِن َّ أ َك ْث َرَهَا مَف َاج ِرُ‏ { .<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ مُسْلِمُ‏ بْنُ‏ ق ُتَيْبَة َ لِرَجُ‏ ل ٍ اعْتَذ َرَ‏ إ ل َيْهِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : ا ل ْك َر ِيمُ‏ مَنْ‏<br />

: ك َف َى ب ِمَا يُعْتَذ َرُ‏ مِنْهُ‏ تُهْمَة ً .<br />

ل َا يَدْعُوَن َّكَأ َمْرٌ‏ ق َدْ‏ تَخَل َّصْت مِنْهُ‏ إل َى الد ُّخُول ِ فِي أ َمْر ٍ ل َعَل َّك ل َا تَ‏ خْل ُصُ‏ مِنْهُ‏ .<br />

: شَفِيعُا ل ْمُذ ْ ن ِب ِ إق ْرَا رُهُ‏ ، وَ‏ تَوْبَتُهُ‏ اعْتِذ َ ارُهُ‏ .<br />

مَنْ‏ ل َمْ‏ يَق ْبَل ْ الت َّوْبَة َ عَظ ُمَتْ‏ خَطِيئ َتُهُ‏ ، وَمَنْ‏ ل َمْ‏ يُحْسِنْ‏ إل َى ا لت َّا ئِب ِ ق َبُ‏ حَتْ‏ إسَاءَ‏ تُهُ‏ .<br />

أ َوْسَعَا ل ْمَغْفِرَة َ إذ َا ضَاق َتْب ِا ل ْمُذ ْ ن ِب ِا ل ْمَعْذِرَة ُ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ‏:ا ل ْعُذ ْ رُ‏ يَل ْ حَق ُهُ‏ ا لت َّحْر ِ يفُ‏ وَ‏ ال ْك َذِبُ‏ وَ‏ ل َيْسَ‏ فِي غ َيْر ِ مَا يُرْضِيك لِي أ َرَبُ‏ وَق َدْ‏ أ َسَأ ْتُ‏ ف َب ِالن ُّعْمَى ال َّتِي<br />

سَل َف َتْ‏ إل َّا مَنَنْتَ‏ ب ِعَف ْو ٍ مَا ل َهُ‏ سَبَبُ‏ وَ‏ إ ِن ْ عَج َّ ل َ ال ْعُذ ْرَ‏ ق َبْ‏ ل َ تَوْ‏ بَتِهِ‏ وَق َد َّمَ‏ الت َّنَص ُّ ل َ ق َبْ‏ ل َ إ نَا بَتِهِ‏ ف َا ل ْعُذ ْ رُ‏ تَوْ‏ بَ‏ ٌة وَا لت َّنَص ُّ ل ُإنَابَة ٌ ف َل َا<br />

يَك ْشِفُ‏ عَنْ‏ بَاطِن ِ عُذ ْر ِهِ‏ ، وَل َا يُعَن َّفُ‏ ب ِظ َاهِر ِ غ َدْر ِهِ‏ ، ف َيَك ُون َ ل َئِيمَ‏ ا لظ َّف َر ِ سِيءَ‏ ا ل ْمُك َاف َأ َةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ مَنْ‏ غ َل َبَتْهُ‏ ا ل ْحِدَة ُ ف َل َا تَغْتَر َّ ب ِمَوَد َّ تِهِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : شَافِعُا ل ْمُذ ْ ن ِب ِ خُضُوعُهُ‏ إل َى عُذ ْر ِهِ‏<br />

.<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ اق ْبَل ْ مَعَاذِيرَ‏ مَنْ‏ يَأ ْ تِيكَ‏ مُعْتَذِرًا إن ْ بَر َّ عِنْدَك فِيمَا ق َال َ أ َوْ‏ ف َجَرَا ف َق َدْ‏ أ َط َاعَكَ‏ مَنْ‏ يُرْ‏ ضِيكَ‏ ظ َاهِرُهُ‏<br />

وَق َدْ‏ أ َجَل َّكَ‏ مَنْ‏ يَعْصِيكَ‏ مُسْتَتِرَا وَ‏ إ ِن ْ تَرَكَ‏ نَف ْسَهُ‏ فِي زَ‏ ل َلِهِ‏ ، وَ‏ ل َمْ‏ يَتَدَارَكْ‏ ب ِعُذ ْر ِهِ‏ وَ‏ تَنَص ُّلِهِ‏ ، وَل َا مَحَاهُ‏ ب ِتَوْ‏ بَتِهِ‏ ، وَإ ِ نَابَتِهِ‏ ،<br />

رَاعَيْت فِي ا ل ْمُتَارَك َةِ‏ ف َسَتَ‏ ج ِدُهُ‏ ل َا يَنْف َك ُّ فِيهَا مِنْ‏ أ ُمُور ٍ ث َل َا ث َةٍ‏<br />

أ َحَدُهَا :<br />

سَا لِفِ‏ زَ‏ ل َلِهِ‏ ، ف َا ل ْك َف ُّ إحْدَىا لت َّوْ‏ بَتَيْن ِ ، وَال ْإ ِق ْل َاعُ‏ أ َحَدُ‏ ال ْعُذ ْرَيْ‏ ِن .<br />

:<br />

ف َك ُنْ‏ أ َ نْتَا ل ْمُعْتَذِرُ‏ عَنْهُ‏ ب ِصَف ْحِك وَ‏ ا ل ْمُتَنَص ِّ ل ُ ل َهُ‏ ب ِف َضْلِك .<br />

ف َق َدْ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ا ل ْ خَط َّاب ِ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ ‏:ا ل ْمُ‏ حْسِنُ‏ عَل َى ا ل ْمُسِيءِ‏ أ َمِيرٌ‏ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

.<br />

:<br />

:<br />

أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ‏ ك َف َّ عَنْ‏ سَي ِّئِ‏ عَمَلِهِ‏ ، وَ‏ أ َق ْل َعَ‏ عَنْ‏<br />

: أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ‏ وَق َفَ‏ عَل َى مَا أ َسْل َفَ‏ مِنْ‏ زَ‏ ل َلِهِ‏ غ َيْرَ‏ تَار ِكٍ‏ وَل َا مُتَ‏ جَاو ِز ٍ ف َوُق ُوفُ‏ ا ل ْمَرَض ِ أ َحَدُ‏ البرأين ، وَك َف ُّهُ‏ عَنْ‏<br />

ا لز ِّ يَادَةِ‏ إحْدَىا ل ْحُسْنَيَيْن ِ ، وَق َدْ‏ اسْتَبْق َى ب ِال ْوُق ُوفِ‏ عَنْ‏ ا ل ْمُتَ‏ جَاو ِز ِ أ َحَدَ‏ شَط ْرَ‏ يْهِ‏ ف َعَو َّل َ ب ِهِ‏ عَل َى صَل َاح ِ شَط ْر ِهِ‏ ا ل ْآخَر ِ .<br />

وَإ ِي َّاكَ‏ وَ‏ إ ِرْجَاءَهُ‏ ف َإ ِن َّ ال ْإ ِرْجَاءَ‏ يُف ْسِدُ‏ شَط ْرَ‏ صَل َاحِهِ‏ ، وَا لت َّل َافِيَ‏ يُصْلِ‏ حُ‏ شَط ْرَ‏ ف َسَادِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ مَنْ‏ سَقِمَ‏ مِنْ‏ ج ِسْمِهِ‏ مَا ل َمْ‏<br />

يُعَالِ‏ جْهُ‏ سَرَى الس َّق َمُ‏ إل َى صِ‏ ح َّتِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ عَال َ جَهُ‏ سَرَتْ‏<br />

الص ِّ ح َّة ُ إل َى سَق َمِهِ‏<br />

وَالث َّالِث ُ أ َن ْ يَتَ‏ جَاوَزَ‏ مَعَا ل ْأ َوْق َاتِ‏ ف َيَز ِيدَ‏ فِيهِ‏ عَل َى مُرُور ِ ال ْأ َي َّام ِ ، ف َهَذ َا هُوَ‏ ا لد َّ اءُ‏ ا ل ْعُضَال ُ ف َإ ِن ْ أ َمْك َنَاسْتِدْرَاك ُهُ‏ وَتَأ َت َّى<br />

اسْتِصْل َاحُهُ‏ ، وَذ َ لِكَب ِاسْتِنْزَا لِهِ‏ عَنْهُ‏ إن ْ عَل َا ، وَ‏ ب ِإ ِرْغ َا ب ِهِ‏ إن ْ دَنَا ، وَ‏ ب ِعِتَا ب ِهِ‏ إن ْ سَاوَى ، وَإ ِل َّا<br />

وَمَنْ‏ بَل َغَتْ‏ ب ِهِ‏ ال ْأ َعْذ َارُ‏ إل َى غ َايَتِهَا ف َل َا ل َا ئِمَة َ عَل َيْهِ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

مَنْ‏ سَ‏ ل َّ سَيْفَا ل ْبَغْي ِ أ َغ ْمَدَهُ‏ فِي رَ‏ أ ْسِهِ‏ ف َهَذ َاشَرْط ٌ .<br />

وَال ْمُقِيمُ‏ عَل َى شِق َاقِهِ‏ بَا غ ٍمَصْرُو عٌ‏ .<br />

ف َآخِرُ‏ ا لد َّ اءِ‏ ا ل ْعَيَاءِ‏ ال ْك َي ُّ .


:<br />

وَأ َم َّا ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ ؛ ف َلِأ َن َّ ا لِاسْتِيف َاءَ‏ مُوحِ‏ شٌ‏ وَا لِاسْتِق ْصَاءَ‏ مُنَف ِّرٌ‏ وَمَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ك ُ ل َّ حَق ِّهِ‏ مِنْ‏ ا لن ُّف ُو س ِا ل ْمُسْتَصْعَبَةِ‏<br />

ب ِشُ‏ ح ٍّ أ َوْ‏ ط َمَع ٍ ل َمْ‏ يَصِ‏ ل ْ إ ل َيْهِ‏ إل َّا ب ِا ل ْمُنَاف َرَةِ‏ وَا ل ْمُشَاق َّةِ‏ ، وَل َمْ‏ يَق ْدِرْ‏ عَل َيْهِ‏ إل َّا ب ِا ل ْمُ‏ خَاشَنَةِ‏ وَال ْمُشَاح َّةِ‏ ؛ لِمَا اسْتَق َر َّ فِي ا لط ِّبَا ع ِ<br />

مِنْ‏ مَق ْتِ‏ مَنْ‏ شَاق َّهَا وَ‏ نَاف َرَهَا ، وَ‏ بُغْض ِ مَنْ‏ شَاح َّهَا وَ‏ نَازَعَهَا ، ك َمَا اسْتَق َر َّ حُب ُّ مَنْ‏ يَاسَرَهَا وَسَامَ‏ حَهَا ف َك َان َ أ َ ل ْيَقُ‏ لِأ ُمُور ِ<br />

ا ل ْمُرُوءَةِاسْتِل ْط َافَ‏ ا لن ُّف ُو س ِ ب ِا ل ْمُيَاسَرَةِ‏ وَا ل ْمُسَامَ‏ حَةِ‏ ، وَتَأ َل ُّف َهَا ب ِا ل ْمُق َارَ‏ بَةِ‏ وَا ل ْمُسَاهَل َةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : مَنْ‏ عَاشَرَ‏ إخْوَا نَهُ‏ ب ِا ل ْمُسَامَ‏ حَةِ‏ دَامَتْ‏ ل َهُ‏ مَوَد َّا تُهُمْ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ إذ َا أ َخَذ ْت عَف ْوَ‏ ا ل ْق ُل ُوب ِ زَك َا ر ِيعُك ، وَ‏ إ ِن ْ اسْتَق ْصَيْت أ َك ْدَ‏ يْتَ‏ .<br />

وَ‏ ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ نَوْعَانِ‏ فِي عُق ُودٍ‏ وَحُق ُو ق ٍ .<br />

ق َال َ<br />

:<br />

ف َأ َم َّا ال ْعُق ُودُ‏ ف َهُوَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ فِيهَا سَهْ‏ ل َ ا ل ْمُنَاجَزَةِ‏ ، ق َلِي ل َ ا ل ْمُ‏ حَاجَزَةِ‏ مَأ ْمُون َ ا ل ْغَيْبَةِ‏ بَعِيدً‏ ا مِنْ‏ ا ل ْمَك ْر ِ وَ‏ ال ْخَدِ‏ يعَةِ‏ .<br />

رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } أ َجْمِل ُو ا فِي ط َل َب ِ ال د ُّنْيَا ف َإ ِن َّ ك ُلًّا مُيَ‏ س َّرٌ‏ لِمَا ك ُتِبَ‏ ل َهُ‏ مِنْهَا<br />

وَق َال َ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َل َا أ َدُ‏ ل ُّك ُمْ‏ عَل َى شَيْءٍ‏ يُ‏ حِب ُّهُ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى وَرَسُو ل ُهُ‏ ؟ ق َال ُوا بَل َى يَا رَسُول َ ا لل َّهِ‏ .<br />

: ا لت َّغَا بُنُ‏ لِلض َّعِيفِ‏ { .<br />

وَحَك َى ا بْنُ‏ عَوْنٍ‏ أ َن َّ<br />

. {<br />

:<br />

} :<br />

عُمَرَ‏ بْنَ‏ عُبَيْدِ‏ ا لل َّهِ‏ اشْتَرَى لِل ْ حَسَن ِا ل ْبَصْر ِي ِّ إزَارًا ب ِسِت َّةِ‏ دَرَ‏ اهِمَ‏ وَ‏ ن ِصْفٍ‏ ف َأ َعْط َى ا لت َّاج ِرَ‏ سَبْعَة َ دَرَ‏ اهِمَ‏ ، ف َق َال َ<br />

دَرَ‏ اهِمَ‏ وَن ِصْفٌ‏ .<br />

:<br />

:<br />

ث َمَنُهُ‏ سِت َّة ُ<br />

ف َق َال َ إن ِّي اشْتَرَيْته لِرَجُ‏ ل ٍ ل َا يُق َاسِمُ‏ أ َخَاهُ‏ دِرْهَمًا .<br />

وَمِنْ‏ ا لن َّا س ِ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّ ا ل ْمُسَاهَل َة َ فِي ال ْعُق ُودِ‏ عَ‏ جْزٌ‏ ، وَ‏ أ َن َّ الِاسْتِق ْصَاءَ‏ فِيهَا حَزْمٌ‏ ، حَت َّى أ َ ن َّهُ‏ ل َيُنَافِسُ‏ فِي ا ل ْ حَقِير ِ ، وَ‏ إ ِن ْ<br />

جَادَ‏ ب ِال ْ جَلِي ل ِ ا ل ْك َثِير ِ ك َا َل َّذِي حُكِيَ‏ عَنْ‏ عَبْدِ‏ ا لل َّهِ‏ بْن ِ جَعْف َر ٍ وَق َدْ‏ مَاك َسَ‏ فِي دِرْهَم ٍ ، وَهُوَ‏ يَ‏ جُودُ‏ ب ِمَا يَ‏ جُودُ‏ ب ِهِ‏ ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏<br />

فِي ذ َ لِكَ‏ ف َق َال َ : ذ َ لِكَ‏ مَالِي أ َجْوَدُ‏ ب ِهِ‏ وَهَذ َا عَق ْلِي بَخِل ْت ب ِهِ‏ .<br />

وَهَذ َا إن َّمَا يَنْسَا عُ‏ مِنْ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ فِي دَف ْع ِ مَا يُخَادِعُهُمْ‏ ب ِهِ‏ ال ْأ َدْن ِيَاءُ‏ ، وَ‏ يُغَاب ِنُهُمْ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْأ َشِ‏ ح َّاءُ‏ ، وَهَك َذ َا ك َانَتْ‏ حَال ُ عَبْدِ‏<br />

ا لل َّهِ‏ بْن ِ جَعْف َر ٍ .<br />

ف َأ َم َّا مُمَاك َسَة ُ الِاسْتِنْزَال ِوَ‏ ا لِاسْتِسْمَاح ِ ف َك َل َّا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ مُنَافٍ‏ لِل ْك َرْم ِوَمُبَاي ِنٌ‏ لِل ْمُرُوءَةِ‏ .<br />

وَأ َم َّا ال ْ حُق ُو قُ‏ ف َتَتَنَو َّ عُ‏ ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِيهَا نَوْعَيْن ِ<br />

: أ َحَدُهُمَا فِيا ل ْأ َحْوَال ِ ، وَالث َّان ِي فِي ال ْأ َمْوَا ِل .<br />

ف َأ َم َّا ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِي ال ْأ َحْوَال ِ ف َهُوَ‏ إط ْرَاحُ‏ ا ل ْمُنَازَعَةِ‏ فِي ا لر ُّ تَب ِ وَ‏ تَرْكُ‏ ا ل ْمُنَاف َسَةِ‏ فِي الت َّق َد ُّم ِ .<br />

ف َإ ِن َّ مُشَاح َّة َ ا لن ُّف ُو س ِ فِيهَا أ َعْظ َمُ‏ وَا ل ْعِنَادَ‏ عَل َيْهَا أ َك ْث َرُ‏ ، ف َإ ِن ْ سَامَ‏ حَ‏ فِيهَا وَل َمْ‏ يُنَافِسْ‏ ك َان َ مَعَ‏ أ َخْذِهِ‏ ب ِأ َف ْضَ‏ ل ِ ال ْأ َخْل َا ِق<br />

وَ‏ اسْتِعْمَا لِهِ‏ لِأ َحْسَن ِ ا ل ْ آدَ‏ اب ِ أ َوْق َعَ‏ فِي الن ُّف ُو س ِ مِنْ‏ إف ْضَا لِهِ‏ ب ِرَغ َا ئِب ِ ال ْأ َمْوَال ِ ، ث ُ م َّ هُوَ‏ أ َزْ‏ يَدُ‏ فِي رُ‏ تْبَتِهِ‏ وَ‏ أ َ بْل َغ ُ فِي تَق َد ُّمِهِ‏ .<br />

وَ‏ إ ِن ْ شَاح َّ فِيهَا وَ‏ نَازَ‏ عَ‏ ك َان َ مَعَ‏ ارْتِك َا ب ِهِ‏ لِأ َخْشَن ِ ال ْأ َخْل َا ق ِ وَاسْتِعْمَا لِهِ‏ لِأ َهْ‏ جَن ِ ا ل ْآدَاب ِ أ َنْك َى فِي ا لن ُّف ُو س ِ مِنْ‏ حَ‏ د ِّ الس َّيْفِ‏<br />

وَط َعْن ِ ا لس ِّنَانِ‏ ، ث ُ م َّ هُوَ‏ أ َخْف َضُ‏ لِل ْمَرْ‏ تَبَةِ‏ وَ‏ أ َمْنَعُ‏ مِنْ‏ ا لت َّق َد ُّم ِ<br />

.<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ ف َتًى مِنْ‏ بَن ِي هَاشِم ٍ تَخَط َّى ر ِق َابَ‏ ا لن َّا س ِ عِنْدَ‏ ا بْن ِ أ َب ِي دُؤَ‏ ادٍ‏ ف َق َال َ<br />

وَ‏ ل َسْتُ‏ أ َرَى عِنْدَك<br />

مَنْ‏ سَل َفِك إرْث ًا .<br />

وَ‏ أ َم َّا ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِي ال ْأ َمْوَال ِ ف َتَتَنَو َّ عُ‏ ث َل َا ث َة َ أ َ نْوَا ع ٍ<br />

:<br />

لِعُسْرَةٍ‏ .<br />

: يَا بُنَي َّ إن َّ ال ْ آدَ‏ ابَ‏ مِيرَ‏ اث ُا ل ْأ َشْرَافِ‏<br />

مُسَامَ‏ حَة ُ إسْق َاطٍ‏ لِعُدْم ٍ ، وَمُسَامَ‏ حَة ُ تَ‏ خْفِيفٍ‏ لِعَ‏ جْز ٍ ، وَمُسَامَ‏ حَة ُ إنْك َار ٍ


وَهِيَ‏ مَعَ‏ اخْتِل َافِ‏ أ َسْبَاب ِهَا تَف َض ُّ ل ٌمَأ ْث ُو رٌوَتَ‏ آل ُفٌمَشْ‏ ك ُو رٌ‏ .<br />

وَ‏ إ ِذ َا ك َان َ ا ل ْك َر ِيمُ‏ ق َدْ‏ يَ‏ جُودُ‏ ب ِمَا تَ‏ حْو ِ يهِ‏ يَدُهُ‏ ، وَ‏ يَنْف ُذ ُ فِيهِ‏ تَصَر ُّف ُهُ‏ ، ك َان َ أ َوْل َى أ َن ْ يَ‏ جُودَ‏ ب ِمَا خَرَجَ‏ عَنْ‏ يَدِهِ‏ ف َط َابَ‏ نَف ْسًا<br />

ب ِفِرَ‏ اقِهِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ تَصِ‏ ل ُ ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِي ال ْ حُق ُو ق ِ إل َى مَنْ‏ ل َا يَق ْبَ‏ ل ُا ل ْب ِر َّ وَ‏ يَأ ْبَى الص ِّل َة َ ف َيَك ُون ُ أ َحْسَنَ‏ مَوْقِعًا وَأ َزْك َى مَحَلًّا .<br />

وَرُب َّمَا ك َانَتْ‏ ا ل ْمُسَامَ‏ حَة ُ فِيهَا آمَنُ‏ مِنْ‏ رَد ِّ ا لس َّائِ‏ ل ِ وَمَنْع ِ ال ْمُجْتَدِي ؛ لِأ َن َّ الس َّائِ‏ ل َ ك َمَا اجْتَرَأ َ عَل َى سُؤَالِك ف َسَيَ‏ جْتَر ِئُ‏<br />

عَل َى سُؤَ‏ ال ِ غ َيْر ِك إن ْ رَدَدْ‏ ته .<br />

وَ‏ ل َيْسَ‏ ك ُ ل ُّ مَنْ‏ صَارَ‏ أ َسِيرَ‏ حَق ِّك ، وَرَهِينَ‏ دَيْن ِك يَج ِدُ‏ بُدا مِنْ‏ مُسَامَحَتِك وَمُيَاسَرَ‏ تِك ، ث ُ م َّ ل َك مَعَ‏ ذ َلِكَ‏ حُسْنُ‏ الث َّنَاِء<br />

وَجَز ِي ل ُا ل ْأ َجْر ِ .<br />

:<br />

وَق َال َمَ‏ حْمُودٌ‏ ال ْوَر َّاقُ‏ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ال ْمَرْءُ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْمَوْتِ‏ أ ُحْدُوث َة ٌ يَف ْنَى وَتَبْق َى مِنْهُ‏ آث َارُهْ‏ ف َأ َحْسَنُ‏ ال ْ حَا ل َاتِ‏ حَال ُ امْر ِئ ٍ<br />

تَطِيبُ‏ بَعْدَ‏ ا ل ْمَوْتِ‏ أ َخْبَارُهْ‏ ف َهَذِهِ‏ حَال ُ ا ل ْمُيَاسَرَةِ‏ .<br />

وَأ َم َّاال ْإ ِف ْضَال ُ ف َنَوْعَانِ‏<br />

:<br />

: إف ْضَال ُ ا صْطِنَا ع ٍ ، وَ‏ إ ِف ْضَال ُ اسْتِك ْف َافٍ‏ وَدِف َا ع ٍ .<br />

ف َأ َم َّا إف ْضَال ُ ا لِا صْطِنَا ع ِ ف َنَوْعَانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : مَا أ َسَدَ‏ اهُ‏ جُودًا فِي شَك ُور ٍ .<br />

وَالث َّان ِي مَا تَأ َ ل َّفَ‏ ب ِهِ‏ نَبْوَة َ نُف ُور ٍ .<br />

وَكِل َاهُمَا مِنْ‏ شُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ لِمَا فِيه ِمَا مِنْ‏ ظ ُهُور ِ ا لِا صْطِنَا ع ِ ، وَتَك َاث ُر ِ ال ْأ َشْيَاع ِ وَال ْأ َتْبَاع ِ .<br />

وَمَنْ‏ ق َل َّتْ‏ صَنَا ئِعُهُ‏ فِي الش َّاكِر ِ ينَ‏ ، وَ‏ أ َعْرَضَ‏ عَنْ‏ تَأ َ ل ُّفِ‏ الن َّافِر ِ ينَ‏ ، ك َان َ ف َرْدًا مَهْجُورًا ، وَتَا ب ِعًا مَحْق ُورًا .<br />

وَل َا مُرُوءَة َ لِمَتْرُوكٍ‏ مُط َّرَح ٍ ، وَل َا ق َدْرَ‏ لِمَ‏ حْق ُور ٍ مُهْتَضَم ٍ .<br />

وَق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

مَا ط َاوَعَن ِي ا لن َّا سُ‏ عَل َى شَيْءٍ‏ أ َرَدْ‏ تُهُ‏ مِنْ‏ ال ْ حَق ِّ حَت َّى بَسَط ْتُ‏ ل َهُمْ‏ ط َرَف ًا مِنْ‏ الد ُّنْيَا .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ أ َق َ ل ُّ مَا يَج ِبُ‏ لِل ْمُنْعِم ِ ب ِ حَق ِّ ن ِعْمَتِهِ‏ أ َن ْ ل َا يَتَوَ‏ ص َّ ل َ ب ِهَا إل َى مَعْصِيَتِهِ‏ .<br />

وَأ َنْشَدْت لِبَعْض ِ ال ْأ َعْرَاب ِ مَنْ‏ جَمَعَ‏ ا ل ْمَال َ وَ‏ ل َمْ‏ يَجُدْ‏ ب ِهِ‏ وَ‏ تَرَكَ‏ ا ل ْمَال َ لِعَام ِ جَدْ‏ ب ِهِ‏ هَان َ عَل َى الن َّا س ِ هَوَ‏ ان َ ك َل ْب ِهِ‏ يَبْق َى<br />

ا لث َّنَاءُ‏ وَ‏ تَذ ْهَبُ‏ ال ْأ َمْوَال ُ وَ‏ لِك ُ ل ِّ دَهْر ٍ دَوْ‏ ل َة ٌ وَ‏ ر ِجَال ُ مَا نَال َ مَ‏ حْمَدَة َ الر ِّجَال ِ وَشُك ْرَهُمْ‏ إل َّا ال ْجَوَادُ‏ ب ِمَا لِهِا ل ْمِف ْضَال ُ ل َا تَرْضَ‏<br />

مِنْ‏ رَجُ‏ ل ٍ حَل َاوَة َ ق َوْ‏ لِهِ‏ حَت َّى يُصَد ِّ قَ‏ مَا يَق ُول ُ فِعَال ُ ف َإ ِن ْ ضَاق َتْ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْ حَال ُ عَنْ‏ ا لِا صْطِنَا ع ِ ب ِمَا لِهِ‏ ف َق َدْ‏ عَدِمَ‏ مِنْ‏ آ ل َةِ‏ ا ل ْمَك َار ِم ِ<br />

عِمَادَهَا ، وَف َق َدَ‏ مِنْ‏ شُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ سِنَادَهَا ، ف َل ْيُوَا س ِ ب ِنَف ْسِهِ‏ مُوَاسَاة َ ا ل ْمُسَاعِفِ‏ وَل ْيَسْعَدْ‏ ب ِهَا إسْعَادَا ل ْمُتَأ َ ل ِّفِ‏ .<br />

ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي ف َل ْيُسْعِدْ‏ ا لن ُّط ْقُ‏ إن ْ ل َمْ‏ تُسْعَدْ‏ ال ْ حَال ُ وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ل َا يَرَ‏ اهَا ، وَ‏ إ ِن ْ أ َجْهَدَهَا إل َّا تَبَعًا لِل ْمُف ْضِلِينَ‏ ق َلِيل َة ً بَيْنَ‏<br />

ال ْمُك ْثِر ِينَ‏ ف َإ ِن َّ الن َّا سَ‏ ل َا يُسَاوَوْن َ بَيْنَ‏ ال ْمُعْطِي وَا ل ْمَان ِع ِ ، وَل َا يُق ْن ِعُهُمْ‏ ال ْق َوْل ُ دُون َ ا ل ْفِعْ‏ ل ِ ، وَل َا يُغْن ِيه ِمْ‏ ال ْك َل َامُ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَال ِ ،<br />

وَ‏ يَرَوْ‏ نَهُ‏ ك َالص َّدَى إن ْ رَد َّ صَوْتًا ل َمْ‏ يَ‏ ج ِدْ‏ نَف ْعًا ، ك َمَا ق َال َ ا لش َّاعِرُ‏<br />

: يَ‏ جُودُ‏ ب ِا ل ْوَعْدِ‏ وَل َكِن َّهُ‏ يَدْهُنُ‏ مِنْ‏ ق َارُورَةٍ‏ ف َار ِغ َهْ‏<br />

ف َ ك ُ ل ُّ مَا خَرَجَ‏ عِنْدَهُمْ‏ عَنْ‏ ا ل ْمَال ِ ك َان َ ف َار ِغ ًا ، وَك ُ ل ُّ مَا عَدَا ال ْإ ِف ْضَال َ ب ِهِ‏ ك َان َ هَي ِّنًا ، وَق َدْ‏ ق َ د َّمْنَا مِنْا ل ْق َوْل ِ فِي شُرُوطِ‏<br />

ال ْإ ِف ْضَال ِ مَا أ َق ْنَعَ‏ .<br />

وَأ َم َّا إف ْضَال ُا لِاسْتِك ْف َافِ‏ ؛ ف َلِأ َن َّ ذ َا ا ل ْف َضْ‏ ل ِ ل َا يَعْدَمُ‏ حَاسِدَ‏ ن ِعْمَةٍ‏ وَمُعَا ن ِدَ‏ ف َضِيل َةٍ‏ يَعْتَر ِ يهِ‏ ال ْجَهْل ُ ب ِإ ِظ ْهَار ِ عِنَادِهِ‏ ، وَ‏ يَبْعَث ُهُ‏<br />

ا لل ُّؤْمُ‏ عَل َى ال ْبَذ َاءِ‏ ب ِسَف َه ِهِ‏ ف َإ ِن ْ غ َف َ ل َ عَنْ‏ اسْتِك ْف َافِ‏ الس ُّف َهَاءِ‏ ، وَ‏ أ َعْرَضَ‏ عَنْ‏ اسْتِدْف َا ع ِ أ َهْ‏ ل ِ ال ْبَذ َاءِ‏ ، صَارَ‏ عِرْ‏ ضُهُ‏ هَدَف ًا<br />

لِل ْمَث َا لِب ِ ، وَحَا ل ُهُ‏ عُرْ‏ ضَة ً لِلن َّوَا ئِب ِ ، وَإ ِذ َا اسْتَك ْف َى ا لس َّفِيهَوَ‏ اسْتَدْف َعَ‏ ا ل ْبَذِيءَ‏ صَان َ عَرْ‏ ضَهُ‏ وَحَمَى ن ِعْمَتَهُ‏ .<br />

} :<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ مَا وَق َى ب ِهِ‏ ال ْمَرْءُ‏ عِرْ‏ ضَهُ‏ ف َهُوَ‏ صَدَق َ ٌة<br />

وَق َال َتْ‏ عَا ئِشَة ُ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهَا ذ ُب ُّوا ب ِأ َمْوَالِك ُمْ‏ عَنْ‏ أ َحْسَاب ِك ُمْ‏ .<br />

. {<br />

:


وَ‏ امْتَدَحَ‏ رَجُ‏ ل ٌا لز ُّهْر ِي َّ ف َأ َعْط َاهُ‏ ق َمِيصَهُ‏ ، ف َق َال َ ل َهُ‏ رَ‏ جُ‏ ل ٌ : أ َتُعْطِي عَل َى ك َل َام ِ الش َّيْط َانِ‏ ؟ ف َق َال َ : مَنْ‏ ابْتَغَى ال ْ خَيْرَ‏ ات َّق َى<br />

ا لش َّر َّ .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ ا لن َّب ِي ُّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ : } مَنْ‏ أ َرَ‏ ادَ‏ ب ِر َّا ل ْوَ‏ الِدَ‏ يْن ِ ف َل ْيُعْطِ‏ الش ُّعَرَ‏ اءَ‏ { .<br />

وَهَذ َا صَحِي حٌ‏ ؛ لِأ َن َّ الش َّعْرَ‏ سَاتِرٌ‏ يَسْتُرُ‏ ب ِهِ‏ مَا ضَمِنَ‏ مِنْ‏ مَدْح ٍ أ َوْ‏ هِجَاءٍ‏ وَمِنْ‏ أ َجْ‏ ل ِ ذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

يَمْدَحُك ب ِث َمَن ٍ وَ‏ يَهْ‏ جُوك مَج َّانًا ، وَ‏ لِاسْتِك ْف َافِ‏ الس ُّف َهَاءِ‏ ب ِال ْإ ِف ْضَال ِ شَرْط َانِ‏<br />

مَط َامِعُ‏ الس ُّف َهَاءِ‏ ف َيَتَوَص َّل ُون َ إل َى اجْتِذ َا ب ِهِ‏ ب ِسَب ِّهِ‏ ، وَإ ِل َى مَا لِهِ‏ ب ِث َل ْب ِهِ‏ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

ال ْبَذ َاءِ‏ .<br />

: ل َا تُؤَ‏ اخ ِ شَاعِرًا ف َإ ِ ن َّهُ‏<br />

: أ َحَدُهُمَا : أ َن ْ يُ‏ خْفِيَهُ‏ حَت َّى ل َا يَنْتَشِرَ‏ فِيهِ‏<br />

: أ َن ْ يَتَط َل َّبَ‏ ل َهُ‏ فِي ا ل ْمُجَامَل َةِ‏ وَجْهًا وَيَ‏ جْعَل َهُ‏ فِي ال ْإ ِف ْضَال ِ عَل َيْهِ‏ سَبَبًا ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ ل َا يَرَى أ َ ن َّهُ‏ عَل َى ا لس َّف َهِ‏ وَ‏ اسْتِدَ‏ امَةِ‏<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّك مَا حَي ِيتَ‏ مَل ْ حُوظ ُ ا ل ْمَ‏ حَاسِن ِ مَ‏ حْف ُوظ ُ ا ل ْمَسَاو ِئ ِ .<br />

ث ُ م َّ مِنْ‏ بَعْدِ‏ ذ َ لِكَحَ‏ دِيث ٌ مُنْتَشِرٌ‏ ل َا يُرَاقِبُك صَدِ‏ يقٌ‏ ، وَل َا يُحَامِي عَنْك شَقِيقٌ‏ ، ف َك ُنْ‏ أ َحْسَنَ‏ حَدِ‏ يثٍ‏ يُنْشَرُ‏ يَك ُنْ‏<br />

سَعْيُك فِي ا لن َّا س ِ مَشْك ُورًا ، وَأ َجْرُك عِنْدَ‏ ا لل َّهِ‏ مَذ ْخُورًا .<br />

:<br />

:<br />

.<br />

ف َق َدْ‏ رَوَى ز ِيَادُ‏ بْنُ‏ ا ل ْجَر َّاح ِ ، عَنْ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ مَيْمُونٍ‏ ، أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ } اغ ْتَن ِمْ‏ خَمْسًا<br />

ق َبْ‏ ل َ خَمْس ٍ : شَبَابَكَ‏ ق َبْ‏ ل َ هِرَمِكَ‏ وَصِ‏ ح َّتَكَ‏ ق َبْ‏ ل َ سَق َمِكَ‏ وَغِنَاكَ‏ ق َبْ‏ ل َ ف َق ْر ِكَ‏ وَف َرَ‏ اغ َكَ‏ ق َبْ‏ ل َ شُغْلِكَ‏ وَحَيَاتَكَ‏ ق َبْ‏ ل َ مَوْتِكَ‏ {<br />

ف َهَذ َا مَا اق ْتَضَاهُ‏ هَذ َا ال ْف َصْل ُ مِنْ‏ شُرُوطِ‏ ا ل ْمُرُوءَةِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ك ُ ل ُّ كِتَا ب ِنَا هَذ َا مِنْ‏ شُرُوطِهَا وَمَا ات َّصَ‏ ل َ ب ِ حُق ُوقِهَا ، وَا َلل َّهُ‏<br />

سُبْ‏ حَا نَهُ‏ وَ‏ تَعَال َى أ َعْل َمُ‏ .<br />

آدَ‏ ا بٌ‏ مَنْث ُورَة ٌ ال ْف َصْل ُ ا لث َّامِنُ‏ فِي آدَاب ٍ مَنْث ُورَةٍ‏<br />

:<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْ آدَ‏ ابَ‏ مَعَ‏ اخْتِل َافِهَا ب ِتَنَق ُّ ل ِ ال ْأ َحْوَال ِ وَ‏ تَغَي ُّر ِ ا ل ْعَادَ‏ اتِ‏ ل َا يُمْكِنُ‏<br />

اسْتِيعَابُهَا ، وَل َا يُق ْدَ‏ رُ‏ عَل َى حَصْر ِهَا ، وَإ ِن َّمَا يَذ ْك ُرُ‏ ك ُ ل ُّ إ نْسَانٍ‏ مَا بَل َغَهُ‏ ا ل ْوُسْعُ‏ مِنْ‏ آدَ‏ اب ِ زَمَان ِهِ‏ ، وَاسْتَ‏ حْسَنَ‏ ب ِال ْعُرْفِ‏ مِنْ‏<br />

عَادَ‏ اتِ‏ دَهْر ِهِ‏ ، وَ‏ ل َوْ‏ أ َمْك َنَ‏ ذ َ لِكَ‏ ل َك َان َ ا ل ْأ َو َّل ُ ق َدْ‏ أ َغ ْنَى ا لث َّان ِيَ‏ عَنْهَا ، وَ‏ ا ل ْمُتَق َد ِّمُ‏ ق َدْ‏ ك َف َى ا ل ْمُتَأ َخ ِّرَ‏ تَك َل ُّف َهَا ، وَإ ِن َّمَا حَظ ُّ<br />

ا ل ْأ َخِير ِ أ َن ْ يَتَعَانَى حِف ْظ َ ا لش َّار ِدِ‏ وَجَمْعَ‏ ا ل ْمُف ْتَر ِ ق ِ .<br />

ث ُ م َّ يَعْر ِضَ‏ مَا تَق َد َّمَ‏ عَل َى حُك ْم ِ زَمَا ن ِهِ‏ ، وَعَادَ‏ اتِ‏ وَق ْتِهِ‏ ، ف َيُث ْب ِتَ‏ مَا ك َان َ مُوَافِق ًا ، وَ‏ يَنْفِيَ‏ مَا ك َان َ مُخَالِف ًا ، ث ُ م َّ يَسْتَمِد َّ<br />

خَاطِرَهُ‏ فِي اسْتِنْبَاطِ‏ ز ِ يَادَةٍ‏ وَ‏ اسْتِخْرَاج ِ ف َا ئِدَةٍ‏ ف َإ ِن ْ أ َسْعَفَ‏ ب ِشَيْءٍ‏ ف َازَ‏ ب ِدَرَكِهِ‏ ، وَحَظِيَ‏ ب ِف َضِيل َتِهِ‏ ، ث ُ م َّ يُعَب ِّرُ‏ عَنْ‏ ذ َلِكَ‏ ك ُل ِّهِ‏<br />

ب ِمَا ك َان َ مَأ ْل ُوف ًا مِنْ‏ ك َل َام ِ ا ل ْوَق ْتِ‏ وَعُرْفِ‏ أ َهْلِهِ‏ ف َإ ِن َّ لِأ َهْ‏ ل ِ ك ُ ل ِّ وَق ْتٍ‏ فِي ا ل ْك َل َام ِ عَادَة ً تُؤْ‏ ل َفُ‏ ، وَعِبَارَة ً تُعْرَفُ‏ ؛ لِيَك ُون َ<br />

أ َوْق َعَ‏ فِي ا لن ُّف ُو س ِ وَأ َسْبَقَ‏ إل َى ال ْأ َف ْهَا ِم .<br />

ث ُ م َّ يُرَ‏ ت ِّبُ‏ ذ َ لِكَ‏ عَل َى أ َوَ‏ ا ئِلِهِ‏ وَمُق َد ِّمَا تِهِ‏ ، وَ‏ يُث ْب ِتُهُ‏ عَل َى أ ُ صُو لِهِ‏ وَق َوَ‏ اعِدِهِ‏ حَسْبَمَا يَق ْتَضِيهِ‏ ال ْج ِنْسُ‏ ف َإ ِن َّ لِك ُ ل ِّ نَوْ‏ ع ٍ مِنْ‏ ا ل ْعُل ُوم ِ<br />

ط َر ِ يق َة ً هِيَ‏ أ َوْضَ‏ حُ‏ مَسْل َك ًا وَ‏ أ َسْهَ‏ ل ُ مَأ ْخَذ ًا .<br />

ف َهَذِهِ‏ خَمْسَة ُ شُرُوطٍ‏ هِيَ‏ حَظ ُّ ا ل ْأ َخِير ِ فِيمَا يُعَا ن ِيهِ‏ .<br />

وَك َذ َلِكَ‏ ال ْق َوْل ُ فِي ك ُ ل ِّ تَصْن ِيفٍ‏ مُسْتَحْدَثٍ‏ وَل َوْل َا ذ َ لِكَ‏ ل َك َان َ تَعَاطِي مَا تَق َد َّمَ‏ ب ِهِ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ عَنَاءً‏ ضَائِعًا وَتَك َل ُّف ًا مُسْتَهْجَنًا .<br />

وَنَرْجُو ا لل َّهَ‏ أ َن ْ يُمِد َّنَا ب ِالت َّوْفِيق ِ لِتَأ ْدِ‏ يَةِ‏ هَذِهِ‏ ا لش ُّرُوطِ‏ ، وَتُنْه ِضَنَاا ل ْمَعُو نَة ُ ب ِتَوْفِيَةِ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حُق ُو ق ِ ، حَت َّى نَسْل َمَ‏ مِنْ‏ ذ َم ِّ<br />

ا لت َّك َل ُّفِ‏ وَ‏ نَبْرَ‏ أ َ مِنْ‏ عُيُوب ِ ا لت َّق ْصِير ِ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ا ل ْيَسِيرُ‏ مَغْف ُورًا وَ‏ ال ْ خَاطِئ ُ مَعْذ ُورًا .<br />

ف َق َدْ‏ قِي ل َ<br />

وَق َدْ‏<br />

:<br />

مَنْ‏ صَن َّفَ‏ كِتَابًا ف َق َدْ‏ اسْتَهْدَفَ‏ ف َإ ِن ْ أ َحْسَنَ‏ ف َق َدْاسْتَعْط َفَ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ أ َسَاءَ‏ ف َق َدْاسْتَق ْذ َفَ‏ .


مَضَتْأ َ بْوَا بٌ‏ تَضَم َّنَتْ‏ ف ُصُو ل ًا رَ‏ أ َيْتُ‏ إتْبَاعَهَا ب ِمَا ل َمْ‏ أ ُحِب َّا ل ْإ ِخْل َال َ ب ِهِ‏ .<br />

ف َمِنْ‏ ذ َ لِكَ‏ حَال ُ ال ْإ ِنْسَانِ‏ فِي مَأ ْك َلِهِ‏ وَمَشْرَ‏ ب ِهِ‏ ف َإ ِن َّ الد َّ اعِيَ‏ إل َى ذ َلِكَ‏ شَيْئ َانِ‏<br />

ف َأ َم َّا ال ْ حَاجَة ُ ف َتَدْعُو إل َى مَا سَ‏ د َّ ال ْ جُو عَ‏ وَسَك َّنَ‏ ا لظ َّمَأ َ .<br />

وَهَذ َامَنْ‏ دُو بٌ‏ إ ل َيْهِ‏ عَق ْل ًا وَشَرْعًا ؛ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ حِف ْظِ‏ ا لن َّف ْس ِ وَحِرَ‏ اسَةِ‏ ال ْ جَسَدِ‏ .<br />

: حَا جَة ٌ مَاس َّة ٌ وَشَهْوَة ٌ بَاعِث َ ٌة .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ وَرَدَ‏ الش َّرْ‏ عُ‏ ب ِا لن َّهْي ِ عَنْ‏ ا ل ْو ِصَال ِ بَيْنَ‏ صَوْم ِا ل ْيَوْمَيْن ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يُضْعِفُ‏ ال ْ جَسَدَ‏ وَ‏ يُمِيتُ‏ ا لن َّف ْسَ‏ وَ‏ يُعْ‏ ج ِزُ‏ عَنْ‏ ا ل ْعِبَادَةِ‏ .<br />

وَك ُ ل ُّ ذ َلِكَ‏ يَمْنَعُ‏ مِنْهُ‏ ا لش َّرْ‏ عُ‏ وَيَدْف َعُ‏ عَنْهُ‏ ال ْعَق ْل ُ ، وَ‏ ل َيْسَ‏ لِمَنْ‏ مَنَعَ‏ نَف ْسَهُ‏ ق َدْرَ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ حَظ ٌّ مِنْ‏ ب ِر ٍّ ، وَل َا نَصِيبٌ‏ مِنْ‏ زُهْدٍ‏<br />

؛ لِأ َن َّ مَا حَرَمَهَا مِنْ‏ فِعْ‏ ل ِ ا لط َّاعَاتِ‏ ب ِا ل ْعَ‏ جْز ِ وَ‏ الض َّعْفِ‏ أ َك ْث َرُ‏ ث َوَا بًا وَ‏ أ َعْظ َمُ‏ أ َجْرًا ، إذ ْ ل َيْسَ‏ فِي تَرْكِ‏ ا ل ْمُبَاح ِث َوَا بٌ‏ يُق َاب ِ ل ُ<br />

فِعْ‏ ل َ ا لط َّاعَاتِ‏ ، وَ‏ إ ِتْيَان َ ا ل ْق ُرَب ِ ، وَمَنْ‏ أ َخْسَرَ‏ نَف ْسَهُ‏ ر ِبْحًا مَوْف ُورًا ، أ َوْ‏ أ َحْرَمَهَا أ َجْرًا مَذ ْخُورًا ، ك َان َ زُهْدُهُ‏ فِي ال ْ خَيْر ِ<br />

أ َق ْوَى مِنْ‏ رَغ ْبَتِهِ‏ وَ‏ ل َمْ‏ يَبْقَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ هَذ َا الت َّك ْلِيفِ‏ إل َّا ا لش َّهْوَة ُ ب ِر ِ يَا ئِهِ‏ وَسُمْعَتِهِ‏ .<br />

وَأ َم َّا الش َّهْوَة ُ ف َتَتَنَو َّ عُ‏ نَوْعَيْن ِ : شَهْوَة ٌ فِيا ل ْإ ِك ْث َار ِ وَا لز ِّيَادَةِ‏ وَشَهْوَة ٌ فِي تَنَاوُل ِ ال ْأ َل ْوَانِ‏ ا ل ْمُلِذ َّةِ‏ .<br />

:<br />

ف َأ َم َّا ا لن َّوْ‏ عُ‏ ا ل ْأ َو َّل ُ وَهُوَ‏ شَهْوَة ُ الز ِّ يَادَةِ‏ عَل َى ق َدْر ِ ال ْ حَاجَةِ‏ ، وَال ْإ ِك ْث َار ِ عَل َى مِق ْدَ‏ ار ِ ا ل ْكِف َا يَةِ‏ ، ف َهُوَمَمْنُو عٌ‏ مِنْهُ‏ فِيا ل ْعَق ْ ل ِ<br />

وَ‏ الش َّرْ‏ ع ِ ؛ لِأ َن َّ تَنَاوُل َ مَا زَ‏ ادَ‏ عَل َى ال ْكِف َا يَةِ‏ نَهَمٌ‏ مُعَر ٍّ وَشَرَهٌ‏ مُضِر ٌّ .<br />

وَق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ } إي َّاك ُمْ‏ وَا ل ْب ِط ْنَة َ ف َإ ِن َّهَا مُف ْسِدَة ٌ لِلد ِّ ين ِ مُور ِ ث َة ٌ لِلس َّق َم ِ مُك ْسِل َة ٌ عَنْ‏<br />

{ . ا ل ْعِبَادَةِ‏<br />

وَق َال َ عَلِي ٌّ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏ : الر ُّعْبُ‏ ل ُؤْمٌ‏<br />

إن ْ ك ُنْتَ‏ بَطِنًا ف َعُ‏ د َّ نَف ْسَك زَمِنًا .<br />

أ َق ْلِل ْ ط َعَامًا تُحْمَدْ‏ مَنَامًا .<br />

وَالن َّهَمُ‏ شُؤْمٌ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏ : أ َك ْبَرُ‏ الد َّوَ‏ اءِ‏ تَق ْدِيرُ‏ ال ْغِذ َاءِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : ف َك َمْ‏ مِنْ‏ ل ُق ْمَةٍ‏ مَنَعَتْ‏ أ َخَاهَا ب ِل َذ َّةِ‏ سَاعَةٍ‏ أ َك َل َاتِ‏ دَهْر ِ وَك َمْ‏ مِنْ‏ ط َا لِب ٍ يَسْعَى لِأ َمْر ٍ وَفِيهِ‏ هَل َاك ُهُ‏ ل َوْ‏<br />

ك َان َ يَدْر ِي وَق َال َ آخَرُ‏ : ك َمْ‏ دَخَل َتْ‏ أ َك ْل َة ٌ حَشَا شَر ِهٍ‏ ف َأ َخْرَجَتْ‏ رُوحَهُ‏ مِنْ‏ ا ل ْجَسَدِ‏ ل َا بَارَكَ‏ ا لل َّهُ‏ فِي ا لط َّعَام ِ إذ َا ك َان َ<br />

هَل َاكُ‏ ا لن ُّف ُو س ِ فِي ا ل ْمَعِدِ‏ وَرُب َّ أ َك ْل َةٍ‏ هَاضَتْ‏ آكِل ًا وَحَرَمَتْهُ‏ مَ‏ آكِ‏ ل َ .<br />

رَوَى أ َبُو يَز ِيدَ‏ ا ل ْمَدَن ِي ُّ ، عَنْ‏ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ ا ل ْمُرَق َّع ِ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

} :<br />

:<br />

يَخْل ُقْ‏ و ِعَاءً‏ مَلِيئ ًا شَرا مِنْ‏ بَط ْن ٍ ف َإ ِن ْ ك َان َ ل َا بُ‏ د َّ ف َاعِل ًا ف َاجْعَل ُوا ث ُل ُث ًا لِلط َّعَام ِ وَث ُل ُث ًا لِلش َّرَ‏ اب ِ وَث ُل ُث ًا لِلر ِّي ح ِ<br />

. {<br />

:<br />

إن َّ ا لل َّهَ‏ ل َمْ‏<br />

وَأ َم َّا الن َّوْ‏ عُ‏ الث َّان ِي وَهُوَ‏ شَهْوَة ُ ال ْأ َشْيَاءِ‏ ا ل ْمَل َذ َّةِ‏ وَمُنَازَعَة ُ ا لن ُّف ُو س ِ إل َى ط َل َب ِ ال ْأ َنْوَاع ِ الش َّه ِي َّةِ‏ ف َمَذ َ اهِبُ‏ ا لن َّا س ِ فِي تَمْكِين ِ<br />

ا لن َّف ْس ِ فِيهَا مُخْتَلِف َة ٌ .<br />

ف َمِنْهُمْ‏ مَنْ‏ يَرَى أ َن َّ صَرْفَ‏ ا لن َّف ْس ِ عَنْهَا أ َوْل َى ، وَق َهْرَهَا عَنْ‏ ا ت ِّبَا ع ِ شَهَوَا تِهَا أ َحْرَى ، لِيَذِل َّ ل َهُ‏ قِيَادُهَا .<br />

وَ‏ يَهُون َ عَل َيْهِ‏ عِنَادُهَا ؛ لِأ َن َّ تَمْكِينَهَا وَمَا تَهْوَى بَط َرٌ‏ يُط ْغِي وَأ َشَرٌ‏ يُرْدِي ؛ لِأ َن َّ شَهَوَاتِهَا غ َيْرُ‏ مُتَنَاهِيَةٍ‏ ف َإ ِذ َا أ َعْط َاهَا ال ْمُرَادَ‏<br />

مِنْ‏ شَهَوَ‏ اتِ‏ وَق ْتِهَا تَعَد َّتْهَا إل َى شَهَوَاتٍ‏ ق َدْ‏ اسْتَحْدَث َتْهَا ، ف َيَصِيرُ‏ ال ْإ ِنْسَان ُ أ َسِيرَ‏ شَهَوَاتٍ‏ ل َا تَنْق َضِي ، وَعَبْدَ‏ هَوًى ل َا<br />

يَنْتَه ِي .<br />

وَمَنْ‏ ك َان َ ب ِهَذِهِ‏ ا ل ْحَال ِ ل َمْ‏ يُرْجَ‏ ل َهُ‏ صَل َا حٌ‏ وَل َمْ‏ يُوجَدْ‏ فِيهِ‏ ف َ ضْ‏ ل ٌ .<br />

وَأ َنْشَدْت لِأ َب ِيا ل ْف َتْ‏ ح ِ ال ْبُسْتِي ِّ يَا خَادِمَ‏ ال ْج ِسْم ِ ك َمْ‏ تَشْق َى ب ِخِدْمَتِهِ‏ لِتَط ْل ُبَ‏ الر ِّبْ‏ حَ‏ مِم َّا فِيهِ‏ خُسْرَ‏ ان ُ أ َق ْب ِل ْ عَل َى ا لن َّف ْس ِ


وَاسْتَك ْمِل ْ ف َضَا ئِل َهَا ف َأ َ نْتَ‏ ب ِالن َّف ْس ِ ل َا ب ِال ْج ِسْم ِ إ نْسَان ُ وَ‏ لِل ْحَذ َر ِ مِنْ‏ هَذِهِ‏ ال ْ حَال ِ مَا حُكِيَ‏ أ َن َّ أ َبَا حَزْم ٍ رَحِمَهُ‏ ا لل َّهُ‏ ك َان َ يَمُر ُّ<br />

عَل َى ا ل ْف َاكِهَةِ‏ ف َيَشْتَه ِيهَا ف َيَق ُول ُ<br />

وَق َال َ آخَرُ‏<br />

:<br />

مَوْعِدُك ا ل ْجَن َّة ُ .<br />

: تَمْكِينُ‏ ا لن َّف ْس ِ مِنْ‏ ل َذ َّاتِهَا أ َوْل َى ، وَ‏ إ ِعْط َاؤُهَا مَااشْتَهَتْ‏ مِنْ‏ ا ل ْمُبَاحَاتِ‏ أ َحْرَى ؛ لِمَا فِيهِ‏ مِنْ‏ ارْ‏ تِيَاح ِ الن َّف ْس ِ<br />

ب ِنَيْ‏ ل ِ شَهَوَاتِهَا ، وَ‏ نَشَاطِهَا ب ِإ ِدْرَ‏ اكِ‏ ل َذ َّاتِهَا ، ف َتَنْ‏ حَسِرُ‏ عَنْهَا ذِ‏ ل َّة ُا ل ْمَق ْهُور ِ ، وَ‏ بَل َادَة ُ ال ْمَجْبُور ِ ، وَل َا تَق ْصُرُ‏ عَنْ‏ دَرَكٍوَل َا<br />

تَعْصِي فِي نَهْضَةٍ‏ وَل َا تَكِ‏ ل ُّ عَنْ‏ اسْتِعَا نَةٍ‏ .<br />

وَق َال َ آخَرُون َ : بَل ْ تَوَس ُّط ُا ل ْأ َمْرَ‏ يْن ِ أ َوْل َى ؛ لِأ َن َّ فِي إعْط َائِهَا ك ُ ل َّ شَهَوَ‏ اتِهَابَل َادَة ٌ وَالن َّف ْسُ‏ ال ْبَلِيدَة ُ عَاج ِزَ‏ ٌة ، وَفِي مَنْعِهَا<br />

عَنْ‏ ا ل ْبَعْض ِ ك َف ٌّ ل َهَا عَنْ‏<br />

الس َّل َاط َةِ‏ ، وَفِي تَمْكِين ِهَا مِنْا ل ْبَعْض ِ حَ‏ سْ‏ مٌ‏ ل َهَا عَنْ‏ ا ل ْبَل َادَةِ‏ .<br />

وَهَذ َا ل َعَمْر ِي أ َشْبَهُ‏ ا ل ْمَوَاهِب ِ ب ِا لس َّل َام ِ ؛ لِأ َن َّ ا لت َّوَس ُّط َ فِي ال ْأ ُمُور ِ أ َحْمَدُ‏ .<br />

وَ‏ إ ِذ ْ ق َدْ‏ مَضَى ال ْك َل َامُ‏ فِي ا ل ْمَأ ْك ُول ِ وَال ْمَشْرُوب ِ ف َيَنْبَغِي<br />

أ َن ْ يُتْبَعَ‏ ب ِذِك ْر ِ ا ل ْمَل ْبُو س ِ .<br />

} :<br />

اعْل َمْ‏ أ َن َّ ال ْ حَاجَة َ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َانَتْ‏ فِي ا ل ْمَأ ْك ُول ِ وَا ل ْمَشْرُوب ِ أ َدْعَى ف َه ِيَ‏ إل َىا ل ْمَل ْبُو س ِ مَاس َّة ٌ وَب ِهَا إل َيْهِ‏ ف َاق َة ٌ ؛ لِمَا فِي<br />

ا ل ْمَل ْبُو س ِ مِنْ‏ حِف ْظِ‏ ال ْ جَسَدِ‏ وَدَف ْع ِ ال ْأ َذ َى وَسَتْر ِ ا ل ْعَوْرَةِ‏ وَحُصُول ِ الز ِّ ينَةِ‏ .<br />

ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى يَا بَن ِي آدَمَ‏ ق َدْ‏ أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ‏ لِبَاسًا يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ‏ وَر ِيشًا وَ‏ لِبَا سُ‏ الت َّق ْوَى ذ َ لِكَ‏ خَيْرٌ‏<br />

ف َمَعْنَى ق َوْ‏ لِهِ‏<br />

. {<br />

) :<br />

أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ‏ لِبَاسًا<br />

(<br />

:<br />

، أ َيْ‏ خَل َق ْنَا<br />

ل َك ُمْ‏ مَا تَل ْبَسُون َ مِنْ‏ الث ِّيَاب ِ .<br />

يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ‏ أ َيْ‏ يَسْتُرُ‏ عَوْرَاتِك ُمْ‏ وَسُم ِّيَتْ‏ ا ل ْعَوْرَة ُ سَوْأ َة ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ يَسُوءُ‏ صَاحِبَهَا انْكِشَاف ُهَا<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ : وَر ِ يشًا ، فِيهِ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ تَأ ْو ِ يل َاتٍ‏<br />

مِنْ‏ جَسَدِهِ‏ .<br />

: أ َحَدُهَا أ َ ن َّهُا ل ْمَال ُ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ مُجَاهِدٍ‏ ، وَالث َّان ِي أ َ ن َّهُ‏ ا لل ِّبَا سُ‏ وَال ْعَيْشُ‏ وَا لن ِّعَمُ‏ وَهُوَ‏<br />

ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا وَالث َّالِث ُ أ َ ن َّهُ‏ ا ل ْمَعَا شُ‏ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ مَعْبَدٍ‏ ال ْ جُهَن ِي ِّ ، وَالر َّاب ِعُ‏ أ َ ن َّهُ‏ ا ل ْ جَمَال ُ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ عَبْدِ‏<br />

ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ زَ‏ يْدٍ‏ .<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ } وَ‏ لِبَا سُ‏ الت َّق ْوَى {<br />

وَالث َّان ِي<br />

وَالث َّالِث ُ<br />

وَالر َّاب ِعُ‏ :<br />

وَ‏ ال ْ خَامِسُ‏<br />

: وَ‏ الس َّادِ‏ سُ‏<br />

:<br />

، فِيهِ‏ سِت َّة ُ تَأ ْو ِ يل َاتٍ‏<br />

: أ َ ن َّهُ‏ ا ل ْعَمَ‏ ل ُ ا لص َّالِ‏ حُ‏ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ ا بْن ِ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا .<br />

: أ َ ن َّهُ‏ ا لس َّمْتُ‏ ال ْ حَسَنُ‏ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ عُث ْمَان َ بْن ِ عَف َّان َ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏ .<br />

هُوَ‏ خَشْيَة ُ ا لل َّهِ‏ تَعَال َى وَهُوَ‏ ق َوْل ُ عُرْوَة َ بْن ِ الز ُّ بَيْر ِ .<br />

: أ َ ن َّهُ‏ ال ْ حَيَاءُ‏ وَهَذ َا ق َوْل ُ مَعْبَدٍ‏ ا ل ْجُهَن ِي ِّ .<br />

:<br />

هُوَ‏ سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ‏ وَهَذ َا ق َوْل ُ عَبْدِ‏ ا لر َّحْمَن ِ بْن ِ زَيْدٍ‏ .<br />

:<br />

: أ َحَدُهَا : أ َن َّ لِبَا سَ‏ الت َّق ْوَى هُوَ‏ ال ْإ ِيمَان ُ وَهُوَ‏ ق َوْل ُ ق َتَادَة َ وَ‏ الس ُّد ِّي ِّ .<br />

:<br />

وَق َوْ‏ ل ُهُ‏ ذ َ لِكَخَيْرٌ‏ فِيهِ‏ تَأ ْو ِ يل َانِ‏ أ َحَدُهُمَا أ َن َّ ذ َلِكَ‏ رَا ج ِعٌ‏ إل َى جَمِيع ِ مَا تَق َد َّمَ‏ مِنْ‏ ق َوْ‏ لِهِ‏ ق َدْ‏ أ َنْزَل ْنَا عَل َيْك ُمْ‏ لِبَاسًا<br />

يُوَار ِي سَوْآتِك ُمْ‏ وَر ِيشًا وَ‏ لِبَا سُ‏ الت َّق ْوَى ، ث ُ م َّ ق َال َ : ذ َ لِكَخَيْرٌ‏ ، أ َيْ‏ ذ َ لِكَ‏ ال َّذِي ذ َك َرْ‏ تُهُ‏ خَيْرٌ‏ ك ُل ُّهُ‏ .<br />

وَالث َّان ِي : أ َن َّ ذ َلِكَ‏ رَا ج ِعٌ‏ إل َى لِبَا س ِ الت َّق ْوَى وَمَعْنَى<br />

ال ْك َل َام ِ ، وَ‏ إ ِن َّ لِبَا سَ‏ الت َّق ْوَى خَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا لر ِّ يَا ش ِ وَالل ِّبَاس ِ وَهَذ َا ق َوْل ُ ق َتَادَة َ وَالس ُّ د ِّي ِّ .<br />

ف َل َم َّا وَ‏ صَفَ‏ ا لل َّهُ‏ تَعَال َى حَال َ ا لل ِّبَا س ِ وَ‏ أ َخْرَجَهُ‏ مَخْرَجَ‏ ا لِامْتِنَانِ‏ عُلِمَ‏ أ َ ن َّهُمَعُونَة ٌ مِنْهُ‏ لِشِد َّةِ‏ ال ْ حَاجَةِ‏ إل َيْهِ‏ .<br />

وَإ ِذ َا ك َان َ ك َذ َ لِكَ‏ ف َفِي ا لل ِّبَا س ِ ث َل َا ث َة ُ أ َشْيَاءَ‏<br />

وَالث َّان ِي<br />

:<br />

: سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ‏ .<br />

أ َحَدُهَا دَف ْعُ‏ ال ْأ َذ َى .


وَالث َّالِث ُ ‏:ال ْ جَمَال ُ وَا لز ِّ ينَة ُ .<br />

} :<br />

ف َأ َم َّا دَف ْعُ‏ ال ْأ َذ َى ب ِهِف َوَ‏ اج ِبٌ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ ؛ لِأ َن َّ ا ل ْعَق ْ ل َ يُوج ِبُ‏ دَف ْعَ‏ ا ل ْمَضَا ر ِّ وَ‏ اجْتِل َابَ‏ ا ل ْمَنَافِع ِ .<br />

وَق َدْ‏ ق َال َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى وَا َلل َّهُ‏ جَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ مِم َّا خَل َقَ‏ ظِل َا ل ًا وَجَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ ال ْ ج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا وَجَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ سَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْ‏<br />

ال ْ حَر َّ وَسَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْ‏ بَأ ْسَك ُمْ‏<br />

. {<br />

ف َأ َخْبَرَ‏ ب ِ حَا لِهَا وَل َمْ‏ يَأ ْمُرْ‏ ب ِهَا اك ْتِف َاءً‏ ب ِمَا يَق ْتَضِيهِ‏ ال ْعَق ْل ُ ، وَاسْتِغْنَاءً‏ ب ِمَا يَبْعَث ُ عَل َيْهِ‏ ا لط َّبْعُ‏ .<br />

وَيَعْن ِي ب ِا لظ ِّل َال ِ الش َّ جَرَ‏ وَ‏ ب ِا ل ْأ َك ْنَانِ‏ جَمْع ِ كِن ٍّ وَهُوَ‏ ا ل ْمَوْ‏ ضِعُ‏ ال َّذِي يُسْتَك َنُ‏ فِيهِ‏ ، وَيَعْن ِي ب ِق َوْلِهِ‏ سَرَا ب ِي ل َ تَقِيك ُمْال ْ حَر َّ ثِيَابَ‏<br />

ال ْق ُط ْن ِ وَ‏ ال ْك َت َّانِ‏ وَ‏ الص ُّوفِ‏ ، وَ‏ ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ وَسَرَاب ِيل َ تَقِيك ُمْ‏ بَأ ْسَك ُمْ‏ الد ُّرُو عَ‏ ال َّتِي تَقِيا ل ْبَأ ْ سَ‏ وَهُوَ‏<br />

ف َإ ِن ْ قِي ل َ : ك َيْفَ‏ ق َال َ<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ال ْحَرْ‏ ‏ُب .<br />

تَقِيه ِمْ‏ ال ْ حَر َّ وَل َمْ‏ يَذ ْك ُرْا ل ْبَرْدَ‏ ، وَق َال َ : جَعَ‏ ل َ ل َك ُمْ‏ مِنْ‏ ا ل ْج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا وَ‏ ل َمْ‏ يَذ ْك ُرْ‏ الس َّهْ‏ ل َ ، ف َعَنْ‏<br />

ذ َ لِكَ‏ جَوَا بَانِ‏ أ َحَدُهُمَا أ َن َّا ل ْق َوْمَ‏ ك َانُوا أ َصْ‏ حَابَ‏ ج ِبَال ٍ وَخِيَام ٍ ف َذ َك َرَ‏ ل َهُمْ‏ ال ْ ج ِبَال َ وَك َانُوا أ َصْ‏ حَابَ‏ حَر ٍّ دُون َ بَرْدٍ‏<br />

ف َذ َك َرَ‏ ل َهُمْ‏ ن ِعْمَتَهُ‏ عَل َيْه ِمْ‏ فِيمَا هُوَمُ‏ خْتَص ٌّ ب ِه ِمْ‏ وَهَذ َا ق َوْل ُ عَط َاءٍ‏ .<br />

وَال ْجَوَابُ‏ الث َّان ِي<br />

: أ َ ن َّهُاك ْتِف َاءٌ‏ ب ِذِك ْر ِ أ َحَدِهِمَا عَنْ‏ ذِك ْر ِ ال ْ آخَر ِ إذ ْ ك َان َ مَعْل ُومًا أ َن َّ ا لس َّرَ‏ اب ِي ل َ ال َّتِي تَقِي ال ْ حَر َّ أ َيْضًا تَقِي<br />

ا ل ْبَرْدَ‏ وَمَنْ‏ ات َّ خَذ َ مِنْ‏ ال ْ ج ِبَال ِ أ َك ْنَا نًا ات َّ خَذ َ مِنْ‏ ا لس َّهْ‏ ل ِ ، وَهَذ َا ق َوْل ُ ال ْ جُمْهُور ِ .<br />

وَأ َم َّا سَتْرُ‏ ا ل ْعَوْرَةِ‏ ف َق َدْ‏ اخْتَل َفَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِيهِ‏ هَل ْ وَجَبَ‏ ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ أ َوْ‏ ب ِا لش َّرْ‏ ع ِ ؟ ف َق َال َتْ‏ ط َا ئِف َ ٌة<br />

ظ ُهُور ِهَا مِنْ‏ ال ْق ُبْح ِ ، وَمَا ك َان َ ق َب ِي حًا ف َال ْعَق ْل ُمَان ِعٌ‏ مِنْهُ‏<br />

:<br />

.<br />

وَجَبَ‏ سَتْرُهَا ب ِا ل ْعَق ْ ل ِ لِمَا فِي<br />

أ َل َا تَرَى أ َن َّ آدَمَ‏ وَحَو َّ اءَ‏ ل َم َّا أ َك َل َا مِنْ‏ ا لش َّ جَرَةِ‏ ال َّتِي نُه ِيَا عَنْهَا بَدَتْ‏ ل َهُمَا سَوْآتُهُمَا وَط َفِق َا يَ‏ خْصِف َانِ‏ عَل َيْه ِمَا مِنْ‏ وَرَ‏ ق ِ<br />

ال ْ جَن َّةِ‏ تَنْب ِيهًا لِعُق ُو لِه ِمَا فِي سَتْر ِ مَا رَأ َيَاهُ‏ مُسْتَق ْبَحًا مِنْ‏ سَوْآتِه ِمَا ؛ لِأ َن َّهُمَا ل َمْ‏ يَك ُونَا ق َدْ‏ ك ُل ِّف َا سَتْرَ‏ مَا ل َمْ‏ يَبْدُ‏ ل َهُمَا .<br />

وَل َا ك ُل ِّف َاهُ‏ بَعْدَ‏ أ َن ْ بَدَتْ‏ ل َهُمَا وَق َبْ‏ ل َ سَتْر ِهَا .<br />

:<br />

وَق َال َتْ‏ ط َا ئِف َة ٌ أ ُخْرَى بَل ْ سَتْرُا ل ْعَوْرَةِ‏ وَ‏ اج ِبٌ‏ ب ِالش َّرْ‏ ع ِ ؛ لِأ َ ن َّهُ‏ بَعْضُ‏ ال ْجَسَدِ‏ ال َّذِي ل َا يُوج ِبُ‏ ال ْعَق ْل ُ سَتْرَ‏ بَاقِيهِ‏ ، وَإ ِ ن َّمَا<br />

اخْتَص َّتْا ل ْعَوْرَة ُ ب ِحُك ْم ٍ شَرْعِي ٍّ ف َوَجَبَ‏ أ َن ْ يَك ُون َ مَا يَل ْزَمُ‏ مِنْ‏ سَتْر ِهَا حُك ْمًا شَرْعِيا .<br />

وَق َدْ‏ ك َانَتْ‏ ق ُ رَيْ‏ شٌ‏ وَ‏ أ َك ْث َرُ‏ ا ل ْعَرَب ِ مَعَ‏ مَا ك َانُوا عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ وُف ُور ِ ا ل ْعَق ْ ل ِ وَصِ‏ ح َّةِ‏ ال ْأ َل ْبَاب ِ يَط ُوف ُون َ ب ِال ْبَيْتِ‏ عُرَاة ً وَيُ‏ حَر ِّمُون َ<br />

عَل َى نُف ُوسِه ِمْ‏ ا لل َّ حْمَ‏ وَا ل ْوَدَكَ‏ .<br />

وَ‏ يَرَوْن َ ذ َلِكَ‏ أ َ بْل َغ َ فِيا ل ْق ُرْ‏ بَةِ‏ ، وَإ ِن َّمَا ا ل ْق ُرَبُ‏ مَا ا ُسْتُحْسِنَتْ‏ فِي ا ل ْعَق ْ ل ِ حَت َّى أ َ نْزَل َ ا لل َّهُ‏ تَعَا ل َى<br />

ز ِ ينَتَك ُمْ‏ عِنْدَ‏ ك ُ ل ِّ مَسْ‏ ج ِدٍ‏ وَك ُل ُو ا وَاشْرَبُوا وَل َا تُسْر ِف ُو ا إ ن َّهُ‏ ل َا يُ‏ حِب ُّ ا ل ْمُسْر ِفِينَ‏<br />

:<br />

. {<br />

} يَا بَن ِي آدَمَ‏ خُذ ُو ا<br />

يَعْن ِي ب ِق َوْ‏ لِهِ‏ : خُذ ُو ا ز ِ ينَتَك ُمْ‏ ، ا لث ِّيَابَ‏ ال َّتِي تَسْتُرُ‏ عَوْرَاتِك ُمْ‏ ، وَك ُل ُو ا وَاشْرَبُوا مَا حَر َّمْتُمُوهُ‏ عَل َىأ َ نْف ُسِك ُمْ‏ مِنْ‏ ا لل َّ حْم ِ<br />

وَ‏ ا ل ْوَدَكِ‏ .<br />

وَفِي ق َوْله تَعَال َى : وَل َا تُسْر ِف ُو ا تَأ ْو ِ يل َانِ‏ : أ َحَدُهُمَا : ل َا تُسْر ِف ُو ا فِي ا لت َّ حْر ِيم ِ وَهَذ َا ق َوْل ُ الس ُّ د ِّي ِّ .<br />

وَالث َّان ِي<br />

: ل َا تَأ ْك ُل ُو ا حَرَ‏ امًا ف َإ ِ ن َّهُإ سْرَافٌ‏ وَهَذ َا ق َوْل ُ ا بْن ِ زَيْدٍ‏ .<br />

ف َأ َوْجَبَ‏ ب ِهَذِهِ‏ ا ل ْآ يَةِ‏ سَتْرَ‏ ا ل ْعَوْرَةِ‏ بَعْدَ‏ أ َن ْ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ال ْعَق ْل ُ مُوج ِبًا ل َهُ‏ ف َدَل َّ ذ َلِكَ‏ عَل َى أ َن َّ سَتْرَهَا وَجَبَ‏ ب ِا لش َّرْ‏ ع ِ دُون َ ا ل ْعَق ْ ل ِ<br />

.<br />

وَأ َم َّا ال ْ جَمَال ُ وَالز ِّينَة ُ ف َهُوَ‏ مُسْتَحْسَنٌ‏ ب ِال ْعُرْفِ‏ وَا ل ْعَادَةِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ أ َن ْ يُوج ِبَهُ‏ عَق ْ ل ٌ أ َوْ‏ شَرْ‏ عٌ‏<br />

وَفِي هَذ َا ا لن َّوْ‏ ع ِ ق َدْ‏ يَق َعُ‏ ا لت َّ جَاوُ‏ زُ‏ وَ‏ الت َّق ْصِيرُ‏ وَا لت َّوَس ُّط ُ ا ل ْمَط ْل ُوبُ‏ فِيهِ‏ مُعْتَبَرٌ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

.<br />

: أ َحَدُهُمَا :<br />

وَك َيْفِي َّتِهِ‏ .<br />

فِي صِف َةِا ل ْمَل ْبُو س ِ


وَالث َّان ِي : فِي ج ِنْسِهِ‏ وَقِيمَتِهِ‏ .<br />

:<br />

ف َأ َم َّا صِف َتُهُ‏ ف َمُعْتَبَرَة ٌ ب ِال ْعُرْفِ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ أ َحَدُهُمَا عُرْفُ‏ ال ْب ِل َادِ‏ ف َإ ِن َّ لِأ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمَشْر ِ ق ِ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَ‏ لِأ َهْ‏ ل ِ ا ل ْمَغْر ِب ِ ز ِ يا<br />

مَأ ْل ُوف ًا ، وَك َذ َلِكَ‏ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ‏ ا ل ْب ِل َادِ‏ ا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِعَادَا تٌ‏ فِي ا لل ِّبَا س ِ مُ‏ خْتَلِف َة ٌ .<br />

وَالث َّان ِي : عُرْفُ‏ ال ْأ َجْنَاس ِ ف َإ ِن َّ لِل ْأ َجْنَادِ‏ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَ‏ لِلت ُّ ج َّار ِ ز ِيا مَأ ْل ُوف ًا ، وَك َذ َ لِكَ‏ لِمَنْ‏ سِوَ‏ اهُمَا مِنْ‏ ال ْأ َجْنَاس ِا ل ْمُ‏ خْتَلِف َةِ‏<br />

عَادَ‏ ا تٌ‏ فِي ا لل ِّبَا س ِ .<br />

وَإ ِن َّمَااخْتَل َف َتْ‏ عَادَاتُ‏ ا لن َّا س ِ فِي ا لل ِّبَا س ِ مِنْ‏ هَذ َ يْن ِا ل ْوَجْهَيْن ِ ؛ لِيَك ُون َ اخْتِل َاف ُهُمْ‏ سِمَة ً يَتَمَي َّزُون َ ب ِهَا ، وَعَل َامَة ً ل َا يَ‏ خْف ُون َ<br />

مَعَهَا ، ف َإ ِن ْ عَدَل َ أ َحَ‏ دٌ‏ عَنْ‏ عُرْفِ‏ بَل َدِهِ‏ وَج ِنْسِهِ‏ ك َان َ ذ َلِكَ‏ مِنْهُ‏ خَرَق ًا وَحُمْق ًا .<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ قِي ل َ<br />

‏:ا ل ْعُرْيُ‏ ا ل ْف َادِحُخَيْرٌ‏ مِنْ‏ ا لز ِّي ِّ ا ل ْف َاضِ‏ ح ِ .<br />

وَأ َم َّا ج ِنْسُ‏ ا ل ْمَل ْبُو س ِ وَقِيمَتُهُ‏ ف َمُعْتَبَرٌ‏ مِنْ‏ وَجْهَيْن ِ<br />

، وَ‏ لِل ْمُعْسِر ِ دُو نَهُ‏ .<br />

:<br />

أ َحَدُهُمَا ‏:ب ِا ل ْمُك ْنَةِ‏ مِنْ‏ ال ْيَسَار ِ وَ‏ ال ْإ ِعْسَار ِ ف َإ ِن َّ لِل ْمُوسِر ِ فِي الز ِّي ِّ ق َدْرًا<br />

وَالث َّان ِي ‏:ب ِا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ وَال ْحَال ِ ف َإ ِن َّ لِذِيا ل ْمَنْز ِ ل َةِ‏ ا لر َّفِيعَةِ‏ فِي ا لز ِّي ِّ ق َدْرًا ، وَ‏ لِل ْمُنْ‏ خَفِض ِ عَنْهُ‏ دُو نَهُ‏ لِيَتَف َاضَ‏ ل َ فِيهِ‏ عَل َى حَسَب ِ<br />

تَف َاضُ‏ ل ِأ َحْوَا لِه ِمْ‏ ف َيَصِيرُو ا ب ِهِ‏ مُتَمَي ِّز ِينَ‏ .<br />

ف َإ ِن ْ عَدَل َ ا ل ْمُوسِرُ‏ إل َى ز ِي ِّ ا ل ْمُعْسِر ِ ك َان َ شُحا وَبُخْل ًا ، وَ‏ إ ِن ْ عَدَل َ ا لر َّفِيعُ‏ إل َى ز ِي ِّ ا لد َّ ن ِيءِ‏ ك َان َ مَهَا نَة ً وَذ ُلًّا ، وَ‏ إ ِن ْ عَدَل َ<br />

ا ل ْمُعْسِرُ‏ إل َى ز ِي ِّ ا ل ْمُوسِر ِ ك َان َ تَبْذِ‏ يرً‏ ا وَسَرَف ًا ، وَ‏ إ ِن ْ عَدَل َ الد َّن ِيءُ‏ إل َى ز ِي ِّ ا لر َّفِيع ِ ك َان َ جَهْل ًا وَتَخَل ُّف ًا .<br />

وَ‏ ل ُزُومُ‏ ال ْعُرْفِ‏ ا ل ْمَعْهُودِ‏ ، وَاعْتِبَارُا ل ْحَ‏ د ِّا ل ْمَق ْصُودِ‏ ، أ َدَل ُّ عَل َى ا ل ْعَق ْل ِ<br />

. وَ‏ أ َمْنَعُ‏ مِنْ‏ ال ذ َّم ِّ<br />

وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َ عُمَرُ‏ بْنُ‏ ال ْ خَط َّاب ِ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

إي َّاك ُمْ‏ ل ُبْسَتَيْن ِ<br />

: ل ُبْ‏ سَة ٌمَ‏ شْهُو رَة ٌ وَل ُبْسَة ٌمَ‏ حْق ُو رَة ٌ .<br />

: ال ْبَسْ‏ مِنْ‏ الث ِّيَاب ِ مَا ل َا يَزْدَر ِ يك فِيهِ‏ ا ل ْعُظ َمَاءُ‏ ، وَل َا يَعِيبُهُ‏ عَل َيْك ال ْ حُك َمَاءُ‏ .<br />

إن َّ ا ل ْعُيُون َ رَمَتْك إذ ْ ف َاجَأ َتْهَا وَعَل َيْك مِنْ‏ شَهْر ِ الث ِّيَاب ِ لِبَا سُ‏ أ َم َّا ا لط َّعَامُ‏ ف َك ُل ْ لِنَف ْسِك مَا تَشَا<br />

وَاجْعَل ْ لِبَاسَك مَا اشْتَهَاهُ‏ ا لن َّا سُ‏ وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ ا ل ْمُرُوءَة َ أ َن ْ يَك ُون َ ال ْإ ِنْسَان ُ مُعْتَدِل َ ال ْحَال ِ فِي مُرَ‏ اعَاةِ‏ لِبَاسِهِ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِ إك ْث َار ٍ<br />

وَل َا اط ِّرَ‏ اح ٍ ، ف َإ ِن َّ اط ِّرَاحَ‏ مُرَاعَاتِهَا وَتَرْكَ‏ تَف َق ُّدِهَامَهَانَة ٌ وَذ ُ ل ٌّ ، وَك َث ْرَة َ مُرَاعَاتِهَا وَصَرْفَ‏ ا ل ْه ِم َّةِ‏ إل َى ا ل ْعِنَا يَةِ‏ ل َهَادَنَاءَة ٌ<br />

وَ‏ نَق ْصٌ‏ .<br />

وَرُب َّمَا تَوَه َّمَ‏ بَعْضُ‏ مَنْ‏ خَل َا مِنْ‏ ف َضْ‏ ل ٍ ، وَعَر ِيَ‏ عَنْ‏ تَمْي ِيز ٍ أ َن َّ ذ َ لِكَ‏ هُوَ‏ ا ل ْمُرُوءَة ُ ال ْك َامِل َة ُ ، وَ‏ الس ِّيرَة ُ ا ل ْف َا ضِل َة ُ ؛ لِمَا يَرَى<br />

مِنْ‏ تَمَي ُّز ِهِ‏ ب ِذ َ لِكَ‏ عَنْ‏ ال ْأ َك ْث َر ِينَ‏ ، وَخُرُوج ِهِ‏ عَنْ‏ جُمْل َةِ‏ ال ْعَوَامّا ل ْمُسْتَرْذ َ لِينَ‏ .<br />

وَخَفِيَ‏ عَل َيْهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ إذ َا تَعَد َّى ط َوْرَهُ‏ ، وَتَ‏ جَاوَزَ‏ ق َدْرَهُ‏ ، ك َان َ أ َق ْبَ‏ حَ‏ لِذِك ْر ِهِ‏ ، وَأ َ بْعَث َ عَل َى ذ َم ِّهِ‏ .<br />

ف َك َان َ ك َمَا ق َال َ ال ْمُتَنَب ِّي ل َا يُعْج ِبَن َّ مُضِيمًا حُسْنُ‏ ب ِز َّ تِهِ‏ وَهَ‏ ل ْ يَرُو قُ‏ دَفِينًا جَوْدَة ُ ا ل ْك َف َن ِ وَحَك َى ا ل ْمُبَر ِّدُ‏ أ َن َّ رَجُل ًا مِنْ‏<br />

ق ُرَ‏ يْش ٍ ك َان َ إذ َا ا ت َّسَعَ‏ ل َب ِسَ‏ أ َرَث َّ ثِيَا ب ِهِ‏ ، وَإ ِذ َا ضَا قَ‏ ل َب ِسَ‏ أ َحْسَنَهَا ، ف َقِي ل َ ل َهُ‏ فِي ذ َ لِكَ‏ ، ف َق َال َ<br />

:<br />

إذ َا ات َّسَعْتُ‏ تَزَ‏ ي َّنَتْ‏<br />

ب ِال ْ جُودِ‏ ، وَإ ِذ َا ضِق ْتُ‏ ف َب ِال ْهَيْئ َةِ‏ .<br />

وَق َدْ‏ أ َتَى ا بْنُ‏ ا لر ُّومِي ِّ ب ِأ َ بْل َغ َ مِنْ‏ هَذ َا ال ْمَعْنَى فِي شَعْر ِهِ‏ ف َق َال َ : وَمَا ال ْ حُلِي ُّ إل َّاز ِ ينَة ٌ لِنَقِيصَةٍ‏ يُتَم ِّمُ‏ مِنْ‏ حُسْن ٍ إذ َا ال ْحُسْنُ‏<br />

ق َص َّرَا ف َأ َم َّا إذ َا ك َان َ ال ْ جَمَال ُ مُوَف ِّرًا لِ‏ حُسْن ِكَ‏ ل َمْ‏ يَحْتَجْ‏ إل َى أ َن ْ يُزَو َّرَا وَ‏ لِذ َ لِكَ‏ ق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

ا ل ْب ِز َّةِ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ : وَتَرَى سَفِيهَا ل ْق َوْم ِ يُدَ‏ ن ِّسُ‏ عِرْ‏ ضَهُ‏ سَف َهًا وَ‏ يَمْسَحُ‏<br />

:<br />

ل َيْسَتْ‏ ا ل ْعِز َّة ُ حُسْنَ‏


نَعْل َهُ‏ وَشِرَ‏ اك َهَا وَإ ِذ َا اشْتَ‏ د َّ ك َل َف ُهُ‏ ب ِمُرَ‏ اعَاةِ‏ لِبَاسِهِ‏ ق َط َعَهُ‏ ذ َ لِكَ‏ عَنْ‏ مُرَ‏ اعَاةِ‏ نَف ْسِهِ‏ وَ‏ صَارَا ل ْمَل ْبُو سُ‏ عِنْدَهُ‏ أ َ نْف َسَ‏ ، وَهُوَ‏ عَل َى<br />

مُرَ‏ اعَا تِهِ‏ أ َحْرَصُ‏ .<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ : ال ْبَسْ‏ مِنْ‏ الث ِّيَاب ِ مَا يَخْدُمُك وَل َا يَسْتَخْدِمُك .<br />

وَق َال َ خَالِدُ‏ بْنُ‏ صَف ْوَ‏ ان َ لِإ ِيَاس ِ بْن ِ مُعَاو ِ يَة َ<br />

ث َوْب ٍ أ َقِيهِ‏ ب ِنَف ْسِي .<br />

ف َك َمَا أ َ ن َّهُ‏ ل َا يَك ُون ُ شَدِيدَ‏ ا ل ْك َل َفِ‏ ب ِهَا ف َك َذ َلِكَ‏ ل َا يَك ُون ُ شَدِيدَ‏ ا لِاط ِّرَ‏ اح ِ ل َهَا .<br />

ف َق َدْ‏ حُكِيَ‏ عَنْ‏ ا بْن ِ عَا ئِشَة َ<br />

ق َال َ<br />

}<br />

:<br />

:<br />

مِنْ‏ ك ُ ل ِّ ا ل ْمَال ِ ق َدْ‏ آتَان ِي ا لل َّهُ‏ .<br />

: أ َرَاك ل َا تُبَالِي مَا ل َب ِسْت ؟ ف َق َال َ : أ َ ل ْبَسُ‏ ث َوْبًا أ َقِي ب ِهِ‏ نَف ْسِي أ َحَب ُّ إل َي َّ مِنْ‏<br />

أ َن َّ رَجُل ًا جَاءَ‏ إل َى ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ ف َنَظ َرَ‏ إ ل َيْهِ‏ رَث َّ ال ْهَيْئ َةِ‏ ف َق َال َ : مَا مَال ُك ؟<br />

ف َق َال َ إن َّ ا لل َّهَ‏ تَعَا ل َى يُحِب ُّ إذ َا أ َ نْعَمَ‏ عَل َى امْر ِئ ٍ ن ِعْمَة ً أ َن ْ يَنْظ ُرَ‏ إل َى أ َث َر ِهَا عَل َيْهِ‏<br />

وَق َدْ‏ قِي ل َ : ا ل ْمُرُوءَة ُ ا لظ َّاهِرَة ُ فِي الث ِّيَاب ِ ا لط َّاهِرَةِ‏ .<br />

. {<br />

وَهَك َذ َا ال ْق َوْل ُ فِي غِل ْمَا ن ِهِ‏ وَحَشَمِهِ‏ إن ْ اشْتَ‏ د َّ ك َل َف ُهُ‏ ب ِه ِمْ‏ صَارَ‏ عَل َيْه ِمْ‏ ق َي ِّمًا وَ‏ ل َهُمْ‏ خَادِمًا ، وَ‏ إ ِن ْ اط َّرَحَهُمْ‏ ق َ ل َّ رَشَادُهُمْ‏<br />

وَظ َهَرَ‏ ف َسَادُهُمْ‏ ف َصَارُوا سَبَبًا لِمَق ْتِهِ‏ ، وَط َر ِ يق ًا إل َى ذ َم ِّهِ‏ ، ل َكِنْ‏ يَك ُف ُّهُمْ‏ عَنْ‏ سَي ِّئِا ل ْأ َخْل َا ق ِ وَ‏ يَأ ْخُذ ُهُمْ‏ ب ِأ َحْسَن ِ ال ْ آدَاب ِ<br />

لِيَك ُونُوا ك َمَا ق َال َ فِيه ِمْ‏ الش َّاعِرُ‏ : سَهْ‏ ل ُ ا ل ْفِنَاءِ‏ إذ َا مَرَرْتَ‏ ب ِبَا ب ِهِ‏ ط َل ْقُ‏ ا ل ْيَدَ‏ يْن ِ مُؤَد َّبُ‏ ال ْخُد َّ ام ِ وَل ْيَك ُنْ‏ فِي تَف َق ُّدِأ َحْوَا لِه ِمْ‏<br />

عَل َى مَا يَ‏ حْف َظ ُ تَ‏ جَم ُّل َهُ‏ وَ‏ يَصُون ُ مُبْتَذ َ ل َهُ‏ .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

، وَ‏ أ َحْسِنُو ا إل َى مَمَا لِيكِك ُمْ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ أ َك ْبَتُ‏ لِعَدُو ِّك ُمْ‏ { .<br />

} :<br />

اد َّهِنُوا يَذ ْهَبْا ل ْبُؤْ‏ سُ‏ عَنْك ُمْ‏ ، وَال ْبَسُوا تَظ ْهَرْ‏ ن ِعْمَة ُ ا لل َّهِ‏ عَل َيْك ُمْ‏<br />

وَ‏ ل ْيَتَوَس َّط ْ فِيه ِمْ‏ مَا بَيْنَ‏ حَا ل َتَيْ‏ ا لل ِّين ِ وَال ْ خُشُو نَةِ‏ ف َإ ِ ن َّهُ‏ إن ْ ل َان َ هَان َ عَل َيْه ِمْ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ خَشُنَ‏ مَق َتُوهُ‏ وَك َان َ عَل َى خَط َر ٍ مِنْهُمْ‏ .<br />

حُكِيَ‏ أ َن َّ ا ل ْمُؤَ‏ ب َّذ ُ سَمِعَ‏ ضَ‏ حِكَ‏ ال ْ خَد َّ ام ِ فِي<br />

مَ‏ جْلِس ِ أ َ نُوشِرْوَان َ ف َق َال َ<br />

:<br />

أ َمَا تَمْنَعُ‏ هَؤُ‏ ل َاءِا ل ْغِل ْمَانِ‏ ؟ ف َق َال َ أ َ نُوشِرْوَ‏ ان َ<br />

: إن َّمَا ب ِه ِمْ‏ يَهَا بُنَا أ َعْدَ‏ اؤُ‏ نَا .<br />

وَق َال َ أ َبُو تَم َّام ٍ الط َّا ئِي ُّ : حَشَمُ‏ ا لص َّدِ‏ يق ِ عُيُونُهُمْبَ‏ ح َّاث َة ٌ لِصَدِ‏ يقِهِ‏ عَنْ‏ صِدْقِهِ‏ وَ‏ ن ِف َاقِهِ‏ ف َل ْيَنْظ ُرَن َّ ال ْمَرْءُ‏ مِنْ‏ غِل ْمَا ن ِهِ‏ ف َهُمْ‏<br />

خَل َا ئِف ُهُ‏ عَل َى أ َخْل َاقِهِ‏<br />

وَاعْل َمْ‏ أ َن َّ لِلن َّف ْس ِ حَال َتَيْن ِ : حَا ل َة ُ اسْتِرَاحَةٍ‏ إن ْ حَر َّمْتُهَا إ ي َّاهَا ك َل َّتْ‏ ، وَحَا ل َة ُ تَصَر ُّفٍ‏ إن ْ أ َرَحْتهَا فِيهَا تَ‏ خَل َّتْ‏ .<br />

ف َال ْأ َوْل َى ب ِال ْإ ِنْسَانِ‏ تَق ْدِ‏ يرُ‏ حَال َيْهِ‏ : حَال ُ نَوْمِهِ‏ وَدَعَتِهِ‏ ، وَحَال ُ تَصَر ُّفِهِ‏ وَ‏ يَقِظ َتِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ ل َهُمَا ق َدْرًا مَحْدُودًا وَزَمَانًا مَخْصُوصًا<br />

يَضُر ُّ ب ِا لن َّف ْس ِ<br />

مُجَاوَزَة ُ أ َحَدِهِمَا ، وَ‏ تَغَي ُّرُ‏ زَمَا ن ِه ِمَا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

لِل ْ حَاجَةِ‏<br />

:<br />

.<br />

. {<br />

وَق َال َ عَبْدُ‏ الل َّهِ‏ بْنُ‏ عَب َّا س ٍ رَ‏ ضِيَ‏ ا لل َّهُ‏ عَنْهُمَا : ا لن َّوْمُث َل َاث َة ٌ<br />

} نَوْمَة ُ ا لص ُّبْ‏ حَةِ‏ مَعْ‏ جَزَة ٌ مَنْف َ خَة ٌ مَك ْسَل َة ٌ مَوْرَمَة ٌ مَف ْشَل َة ٌ مَنْسَأ َ ٌة<br />

: نَوْمُ‏ خَرَ‏ ق ٍ وَهِيَ‏ ا لص ُّبْ‏ حَة ُ ، وَ‏ نَوْمُ‏ خَل َق ٍ وَهِيَ‏ ا ل ْق َا ئِل َة ُ ، وَ‏ نَوْمُ‏<br />

حُمْق ٍ وَهُوَ‏ ا ل ْعَشِي ُّ<br />

وَق َدْ‏ رَوَى مُ‏ حَم َّدُ‏ بْنُ‏ يَزْدَ‏ ان َ ، عَنْ‏ مَيْمُونِ‏ بْن ِ مِهْرَان َ ، عَنْ‏ ابْن ِ عَب َّا س ٍ ، ق َال َ ق َال َ رَسُول ُ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏<br />

نَوْمُ‏ الض ُّحَى خَرَ‏ قٌ‏ ، وَا ل ْق َيْل ُو ل َةِ‏ خَل َقٌ‏ ، وَ‏ نَوْمُ‏ ا ل ْعَشِي ِّ حُمْقٌ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

وَقِي ل َ فِي مَنْث ُور ِ ال ْ حِك َم ِ مَنْ‏ ل َز ِمَ‏ ا لر ُّق َادَ‏ عَدِمَ‏ ال ْمُرَادَ‏ .<br />

ف َإ ِذ َا أ َعْط َى ا لن َّف ْسَ‏ حَق َّهَا مِنْ‏ ا لن َّوْم ِ وَ‏ الد َّعَةِ‏ ، وَاسْتَوْف َى حَق َّهُ‏ ب ِا لت َّصَر ُّفِ‏ وَا ل ْيَقِظ َةِ‏ ، خَل َصَ‏ ب ِالِاسْتِرَاحَةِ‏ مِنْ‏ عَجْز ِهَا


وَك َل َا لِهَا ، وَسَلِمَ‏ ب ِا لر ِّ يَا ضَةِ‏ مِنْ‏ بَل َادَ‏ تِهَا وَف َسَادِهَا .<br />

وَحُكِيَ‏ أ َن َّ عَبْدَ‏ ا لل َّهِ‏ بْنَ‏ عُمَرَ‏ بْن ِ عَبْدِ‏ ال ْعَز ِيز ِ دَخَ‏ ل َ عَل َى أ َ ب ِيهِ‏ ف َوَجَدَهُ‏ نَائِمًا ف َق َال َ<br />

يَا بُنَي َّ نَف ْسِي مَطِي َّتِي وَ‏ أ َك ْرَهُ‏ أ َن ْ أ ُتْعِبَهَا ف َل َا تَق ُومَ‏ ب ِي .<br />

: يَا أ َبَتِ‏ أ َتَنَامُ‏ وَالن َّاسُ‏ ب ِال ْبَاب ِ ؟ ف َق َال َ :<br />

وَيَنْبَغِي أ َن ْ يُق َس ِّمَ‏ حَا ل َة َ تَصَر ُّفِهِ‏ وَيَقِظ َتِهِ‏ عَل َى ا ل ْمُه ِ م ِّ مِنْ‏ حَاجَا تِهِ‏ ف َإ ِن َّ حَاجَة َ ال ْإ ِنْسَانِ‏ ل َاز ِمَة ٌ وَ‏ الز َّمَان ُ يَق ْصُرُ‏ عَنْ‏ اسْتِيعَاب ِ<br />

ا ل ْمُه ِ م ِّ ، ف َك َيْفَ‏ ب ِهِ‏ إن ْ تَ‏ جَاوَزَ‏ إل َى مَا ل َيْسَ‏ ب ِمُه ِم ٍّ هَل ْ يَك ُون ُ إل َّا : ك َتَار ِك َةٍ‏ بَيْضَهَا ب ِال ْعَرَاءِ‏ وَمُل ْب ِسَةٍ‏ بَيْضَ‏ أ ُخْرَى جَنَاحَا ث ُ م َّ<br />

عَل َيْهِ‏ أ َن ْ يَتَصَف َّ حَ‏ فِي ل َيْلِهِ‏ مَا صَدَرَ‏ مِنْ‏ أ َف ْعَال ِ نَهَار ِهِ‏ ، ف َإ ِن َّ<br />

ا لل َّيْ‏ ل َ أ َخْط َرُ‏ لِل ْ خَاطِر ِ وَأ َجْمَعُ‏ لِل ْفِك ْر ِ .<br />

ف َإ ِن ْ ك َان َ مَحْمُودًا أ َمْضَاهُ‏ وَأ َ تْبَعَهُ‏ ب ِمَا شَاك َل َهُ‏ وَ‏ ضَاهَاهُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ مَذ ْمُومًااسْتَدْرَك َهُ‏ إن ْ أ َمْك َنَ‏ وَانْتَهَى عَنْ‏ مِث ْلِهِ‏ فِي<br />

ا ل ْمُسْتَق ْبَ‏ ل ِ .<br />

ف َإ ِ ن َّهُ‏ إذ َا ف َعَ‏ ل َ ذ َ لِكَ‏ وَجَدَ‏ أ َف ْعَا ل َهُ‏ ل َا تَنْف َك ُّ مِنْ‏ أ َرْ‏ بَعَةِ‏ أ َحْوَال ٍ : إم َّا أ َن ْ يَك ُون َ ق َدْ‏ أ َ صَابَ‏ فِيهَا ا ل ْغَرَضَ‏ ا ل ْمَق ْصُودَ‏ ب ِهَا ، أ َوْ‏<br />

يَ‏ ك ُون َ ق َدْ‏ أ َخْط َأ َ فِيهَا ف َوَضَعَهَا فِي غ َيْر ِ مَوْضِعِهَا ، أ َوْ‏ يَك ُون َ ق َص َّرَ‏ فِيهَا ف َنَق َصَتْ‏ عَنْ‏ حُدُودِهَا ، أ َوْ‏ يَك ُون َ ق َدْ‏ زَ‏ ادَ‏ فِيهَا<br />

حَت َّى تَ‏ جَاوَزَتْ‏ مَحْدُودَهَا .<br />

وَهَذ َا ا لت َّصَف ُّ حُ‏ إن َّمَا هُوَاسْتِظ ْهَا رٌ‏ بَعْدَ‏ تَق ْدِيم ِ ا ل ْفِك ْر ِ ق َبْ‏ ل َا ل ْفِعْ‏ ل ِ لِيَعْل َمَ‏ ب ِهِ‏ مَوَ‏ اقِعَ‏ ا ل ْإ ِ صَا بَةِ‏ وَ‏ يَنْتَه ِزَ‏ ب ِهِاسْتِدْرَاكَ‏ ال ْ خَط َأِ‏ .<br />

: وَق َدْ‏ قِي ل َ<br />

مَنْ‏ ك َث ُرَ‏ اعْتِبَارُهُ‏ ق َ ل َّ عِث َا رُهُ‏ .<br />

وَك َمَا يَتَصَف َّ حُ‏ أ َحْوَ‏ ال َ نَف ْسِهِ‏ ف َك َذ َا يَ‏ ج ِبُ‏ أ َن ْ يَتَصَف َّ حَ‏ أ َحْوَ‏ ال َ غ َيْر ِهِ‏ ، ف َرُب َّمَا ك َان َ اسْتِدْرَ‏ اك ُهُ‏ ا لص َّوَ‏ ابَ‏ مِنْهَا أ َسْهَ‏ ل َ ب ِسَل َامَةِ‏<br />

ا لن َّف ْس ِ مِنْ‏ شُبْهَةِ‏ ال ْهَوَى ، وَخُل ُو ِّ ال ْ خَاطِر ِ مِنْ‏ حُسْن ِ ا لظ َّن ِّ ، ف َإ ِن ْ ظ َفِرَ‏ ب ِصَوَ‏ اب ٍ وَجَدَهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ ، أ َوْ‏ أ َعْ‏ جَبَهُ‏ جَمِي ل ٌ مِنْ‏<br />

فِعْلِهِ‏ زَ‏ ي َّنَ‏ نَف ْسَهُ‏ ب ِال ْعَمَ‏ ل ِ ب ِهِ‏ .<br />

وَق َال َ<br />

ف َإ ِن َّ ا لس َّعِيدَ‏ مَنْ‏ تَصَف َّ حَ‏ أ َف ْعَال َ غ َيْر ِهِ‏ ف َاق ْتَدَى ب ِأ َحْسَن ِهَا وَانْتَهَى عَنْ‏ سَي ِّئِهَا .<br />

وَق َدْ‏ رَوَى زَيْدُ‏ بْنُ‏ خَا لِدٍ‏ ال ْ جُهَن ِي ُّ عَنْ‏ رَسُول ِ ا لل َّهِ‏ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ : } الس َّعِيد مَنْ‏ وُعِظ َ ب ِغَيْر ِهِ‏ { .<br />

ال ْ حُسَيْن ِ<br />

` الش َّاعِرُ‏ : إن َّ ا لس َّعِيدَ‏ ل َهُ‏ مِنْ‏ غ َيْر ِهِ‏ عِظ َة ٌ وَفِي ا لت َّ جَار ِب ِتَحْ‏ كِي مٌ‏ وَمُعْتَبَرُ‏ وَأ َنْشَدَن ِي بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْعِل ْم ِ لِط َاهِر ِ بْن ِ<br />

: إذ َا أ َعْجَبَتْك خِصَال ُ امْر ِئ ٍ ف َك ُنْهُ‏ يَك ُنْ‏ مِنْك مَا يُعْج ِبُكْ‏ ف َل َيْسَ‏ عَل َى ا ل ْمَ‏ جْدِ‏ وَا ل ْمَك ْرُمَاتِ‏ إذ َا ج ِئ ْتَهَا حَا ج ِبٌ‏<br />

يَحْ‏ جُبُكْ‏ ف َأ َم َّا مَا يَرُومُهُ‏ مِنْ‏ أ َعْمَا لِهِ‏ ، وَ‏ يُؤْ‏ ثِرُ‏ ال ْإ ِق ْدَامَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ مَط َا لِب ِهِ‏ ، ف َيَ‏ ج ِبُ‏ أ َن ْ يُق َ د ِّمَا ل ْفِك ْرَ‏ فِيهِ‏ ق َبْ‏ ل َ دُخُو لِهِ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ<br />

ا لر َّجَاءُ‏ فِيهِ‏ أ َغ ْل َبَ‏ مِنْ‏ ال ْإ ِيَاس ِ مِنْهُ‏ وَحُمِدَتْ‏ ا ل ْعَافِيَة ُ<br />

فِيهِ‏ سَل َك َهُ‏ مِنْ‏ أ َسْهَ‏ ل ِ مَط َا لِب ِهِ‏ وَأ َ ل ْط َفِ‏ ج ِهَا تِهِ‏ .<br />

وَ‏ ب ِق َدْر ِ شَرَفِهِ‏ يَك ُون ُ ال ْإ ِق ْدَامُ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ ك َان َ ال ْإ ِيَاسُ‏ أ َغ ْل َبَ‏ عَل َيْهِ‏ مِنْ‏ ا لر َّجَاءِ‏ مَعَ‏ شِد َّةِ‏ الت َّغْر ِير ِ وَدَ‏ نَاءَةِا ل ْأ َمْر ِ ا ل ْمَط ْل ُوب ِ<br />

ف َل ْيَحْذ َرْ‏ أ َن ْ يَك ُون َ ل َهُ‏ مُتَعَر ِّضًا .<br />

ف َق َدْ‏ رُو ِيَ‏ عَنْ‏ ا لن َّب ِي ِّ صَل َّى ا لل َّهُ‏ عَل َيْهِ‏ وَسَل َّمَ‏ أ َ ن َّهُ‏ ق َال َ<br />

ك َان َ غ َيا ف َا نْتَهِ‏ عَنْهُ‏<br />

وَق َال َتْ‏ ال ْحُك َمَاءُ‏<br />

} :<br />

. {<br />

:<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏<br />

:<br />

وَل َيْسَ‏ ل َهُ‏ مِنْ‏ سَا ئِر ِ ا لن َّا س ِ عَاذِرُ‏<br />

ط َل َبُ‏ مَا ل َا يُدْ‏ رَكُ‏ عَجْزٌ‏ .<br />

إذ َا هَمَمْت ب ِأ َمْر ٍ ف َف َك ِّرْ‏ فِي عَاقِبَتِهِ‏ ف َإ ِن ْ ك َان َ رُشْدًا ف َأ َمْضِهِ‏ ، وَ‏ إ ِن ْ<br />

ف َإ ِي َّاكَوَ‏ ا ل ْأ َمْرَ‏ ال َّذِي إن ْ تَوَس َّعَتْ‏ مَوَ‏ ا ر ِدُهُ‏ ضَاق َتْ‏ عَل َيْك ا ل ْمَصَادِرُ‏ ف َمَا حَسَنٌ‏ أ َن ْ يَعْذ ُرَ‏ ال ْمَرْءُ‏ نَف ْسَهُ‏


وَل ْيَعْل َمْ‏ أ َن َّ لِك ُ ل ِّ حِين ٍ مِنْ‏ أ َ ي َّام ِ عُمُر ِهِ‏ خُل ُق ًا ، وَفِي ك ُ ل ِّ وَق ْتٍ‏ مِنْ‏ أ َوْق َاتِ‏ دَهْر ِهِ‏ عَمَل ًا ف َإ ِن ْ تَ‏ خَل َّقَ‏ فِي كِبَر ِهِ‏ ب ِأ َخْل َاق ِ الص ِّغَر ِ<br />

، وَ‏ تَعَاط َى أ َف ْعَال َ ا ل ْف ُك َاهَةِ‏ وَ‏ ا ل ْبَط َر ِ ، اسْتَصْغَرَهُ‏ مَنْ‏ هُوَ‏ أ َ صْغَرُ‏ وَحَق َّرَهُ‏ مَنْ‏ هُوَ‏ أ َق َ ل ُّ وَ‏ أ َحْق َرُ‏ ، وَك َان َ ك َا ل ْمَث َ ل ِ ا ل ْمَضْرُوب ِ<br />

ب ِق َوْل ِ الش َّاعِر : وَك ُ ل ُّ بَاز ٍ يَمَس ُّهُ‏ هَرَمٌ‏ تَخَر َّا عَل َى رَ‏ أ ْسِهِ‏ ا ل ْعَصَافِيرُ‏ ف َك ُنْ‏ أ َي ُّهَا ا ل ْعَاقِ‏ ل ُ مُق ْب ِل ًا عَل َى شَان ِكَ‏ ، رَاضِيًا عَنْ‏<br />

زَمَان ِك ، سِل ْمًا لِأ َهْ‏ ل ِ دَهْر ِك ، جَار ِيًا عَل َى عَادَةِ‏ عَصْر ِك ، مُنْق َادًا لِمَنْ‏ ق َد َّمَهُ‏ الن َّا سُ‏ عَل َيْك ، مُتَ‏ حَن ِّنًا عَل َى مَنْ‏ ق َد َّمَك<br />

ا لن َّا سُ‏ عَل َيْهِ‏ ، وَل َا تُبَاي ِنْهُمْب ِا ل ْعُزْ‏ ل َةِ‏ عَنْهُمْ‏ ف َيَمْق ُتُوك ، وَل َا تُجَاهِرْهُمْ‏ ب ِا ل ْمُ‏ خَا ل َف َةِ‏ ل َهُمْ‏ ف َيُعَادُوك ، ف َإ ِ ن َّهُ‏ ل َا عَيْشَ‏ لِمَمْق ُوتٍ‏ وَل َا<br />

رَاحَة َ لِمُعَادِي .<br />

وَ‏ أ َنْشَدَ‏ بَعْضُ‏ أ َهْ‏ ل ِ ا ل ْأ َدَب ِلِبَعْضِه ِمْ‏<br />

عَل َى عَق ْلِهِ‏ أ َ ن َّهُ‏ ف َاسِدُ‏<br />

:<br />

إذ َا اجْتَمَعَ‏ ا لن َّا سُ‏ فِي وَ‏ احِدٍ‏ وَخَا ل َف َهُمْ‏ فِي الر ِّضَا وَ‏ احِدُ‏ ف َق َدْ‏ دَل َّإجْمَاعُهُمْ‏ دُو نَهُ‏<br />

وَاجْعَل ْ نُصْ‏ حَ‏ نَف ْسِك غ َن ِيمَة َ عَق ْلِك ، وَل َا تُدَاهِنْهَا ب ِإ ِخْف َاءِ‏ عَيْب ِك وَ‏ إ ِظ ْهَار ِ عُذ ْر ِك ، ف َيَصِرْ‏ عَدُو ُّك أ َحْظ َى مِنْك فِي زَجْر ِ<br />

نَف ْسِهِ‏ ب ِإ ِ نْك َار ِك وَمُ‏ جَاهَرَ‏ تِك مِنْ‏ نَف ْسِك ال َّتِي هِيَ‏ أ َخَص ُّ ب ِك لِإ ِغ ْرَ‏ ائِك ل َهَا ب ِأ َعْذ َار ِك وَمُسَاءَ‏ تِك .<br />

ف َحَسْبُك سُوءًا رَجُ‏ ل ٌ يَنْف َعُ‏ عَدُو َّهُ‏ وَ‏ يَضُر ُّ نَف ْسَهُ‏ .<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْ حُك َمَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ا ل ْبُل َغَاءِ‏<br />

وَق َال َ بَعْضُ‏ ال ْأ ُدَبَاءِ‏<br />

:<br />

:<br />

: أ َصْلِحْ‏ نَف ْسَك لِنَف ْسِك يَك ُنْ‏ ا لن َّا سُ‏ تَبَعًا ل َك .<br />

مَنْ‏ أ َ صْل َ حَ‏ نَف ْسَهُ‏ أ َرْغ َمَ‏ أ َ نْفَ‏ أ َعَادِ‏ يهِ‏ ، وَمَنْ‏ أ َعْمَ‏ ل َ ج ِد َّهُ‏ بَل َغ َ ك ُنْهَ‏ أ َمَا ن ِيهِ‏ .<br />

مَنْ‏ عَرَفَ‏ مَعَا بَهُ‏ ف َل َا يَل ُمْ‏ مَنْ‏ عَا بَهُ‏<br />

.<br />

وَأ َنْشَدَن ِي أ َبُو ث َا ب ِتٍا لن َّ حْو ِي ُّ لِبَعْض ِ ا لش ُّعَرَ‏ اءِ‏ ‏:وَمَ‏ صْرُوف َة ٌ عَيْنَاهُ‏ عَنْ‏ عَيْب ِ نَف ْسِهِ‏ وَ‏ ل َوْ‏ بَان َعَيْبٌ‏ مِنْ‏ أ َخِيهِ‏ ل َأ َبْصَرَا وَ‏ ل َوْ‏<br />

ك َان َ ذ َا ال ْإ ِنْسَان ُ يُنْصِفُ‏ نَف ْسَهُ‏ ل َأ َمْسَكَ‏ عَنْ‏ عَيْب ِ ا لص َّدِ‏ يق ِ وَق َص َّرَا ف َهَذ ِّبْ‏ أ َي ُّهَا ال ْإ ِنْسَان ُ نَف ْسَك ب ِأ َف ْك َار ِ عُيُو ب ِك وَانْف َعْهَا<br />

ك َنَف ْعِك لِعَدُو ِّك ف َإ ِن َّ مَنْ‏ ل َمْ‏ يَك ُنْ‏ ل َهُ‏ مِنْ‏ نَف ْسِهِوَ‏ اعِظ ٌ ل َمْ‏ تَنْف َعْهُ‏ ال ْمَوَاعِظ ُ<br />

.<br />

أ َعَا نَنَا ا لل َّهُ‏ ، وَ‏ إ ِي َّاكَ‏ عَل َى ا ل ْق َوْل ِ ب ِا ل ْعَمَ‏ ل ِ وَعَل َى ا لن ُّصْ‏ ح ِ ب ِا ل ْق َبُول ِ وَحَسْبُنَا ا لل َّهُ‏ وَك َف َى .<br />

| ٢٠١٠ ISLAMICBOOK.WS<br />

جميع الحقوق مت احة لجميع ا لمسلم ين

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!