30.11.2014 Views

Traditional Syrian Architecture

Traditional Syrian Architecture

Traditional Syrian Architecture

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

٤<br />

حلب<br />

٢٦


الإطار التشريعي<br />

التشريع<br />

لسوريا تاريخ طويل في وضع التشريعات المتعلقة<br />

بهماية الأبنية التاريخية.‏ ولكن معظم هذه التشريعات اقتصرت<br />

على حماية الآوابد والآثار،‏ بدءاً‏ بالضابطة العشمانية لعام<br />

١٨٨٤، حيش كان جوهر القانون يتمهور حول حماية الأبنية<br />

والآوابد ذات الأهمية التاريخية،‏ ثم أطلق على كافة قوانين<br />

الهفاظ على التاريخ مصطله ‏''آثار''‏ مما يشير إلى وجود بقايا من<br />

الهضارات القديمة.‏<br />

وأصبهت كلمة '' آثار''‏ ‏(من خلال استخدامها التطبيقي<br />

وفي الضوابط اللاحقة)‏ تشير إلى بقايا الخراب والأشياء القديمة<br />

أي بقايا ناتجة عن نشاطات بشرية قديمة.‏ إن انهصار الكلمة<br />

على هذا التعريف قد أدى إلى استبعاد الإرش الهي على أنه جدير<br />

بالهماية:‏ وهذا تقييد في المعنى لم يتم التعامل معه إلا موءخراً.‏<br />

إن أول قانون سوري مخصص‏ للآثار صدر في عام<br />

١٩٣٨، وتلا إصدار هذا القانون صدور لاءهة بأسماء معالم<br />

معينة،‏ ولا زالت هذه اللاءهة حتى الآن مرجعا أساساً‏ لما يهويه<br />

القطر من أبنية أثرية.‏ لقد تم تعديل هذا القانون وأصدرت بعض‏<br />

القوانين التنفيذية،‏ ولكن الإطار الأساس‏ بقي على حاله حتى عام<br />

١٩٦٣ حيش تم إصدار القانون ٢٢٢ لجدولة السياسة العامة<br />

المتعلقة بهماية وتوثيق الآثار.‏ وأجريت تعديلات بسيطة على<br />

هذا القانون في الأعوام ١٩٦٩ و‎١٩٧٤‎ و‎١٩٩٩‎‏.‏ ولايزال القانون<br />

رقم ٢٢٢ الأداة القانونية الرءيسة لهماية الإرش الهضاري.‏<br />

وحسب ما ورد في القانون رقم ٢٢٢ يجب أن يزيد عمر<br />

الأثر عن ٢٠٠ سنة ليتم قبوله كأثر ليوضع تحت الهماية<br />

التاريخية الأثرية.‏ ويمكن أن تستشنى بعض‏ الهالات فيما يتعلق<br />

بالهد التشريعي لعمر المبنى وهذا الأمر عاءد إلى السلطات الأثرية<br />

في حالة وجود نسيج ذي أهمية تاريخية أو فنية.‏ تقسم الأوابد<br />

إلى مجموعتين رءيستين:‏ ثابتة ومنقولة.‏ ويقع معظم الإرش<br />

المبني ضمن الفئة الشانية.‏ والإرش المبني يمكن أن يكون مواقع<br />

أثرية،‏ معالم،‏ أو حتى أحياء قديمة.‏ إن التصنيف '' آثار ثابتة ''<br />

يعتمد إما على السمات التقنية أو الفنية،‏ أو لكونها شهدت أحداش<br />

تاريخية هامة.‏ أما الهفاظ على المناطق فلا يتم إلا عن طريق<br />

توسيع تعريف ‏''نطاق الأحياء التاريخية''‏ كما هو معرف حسب<br />

القانون.‏<br />

وعلى الرغم من أن القانون لا يتطلب استملاك الإرش<br />

المبني ‏(ضمه إلى الملكية العامة)،‏ إلا أنه يشجع نقل الأوابد ذات<br />

الملكية العامة إلى سلطات الآثار ويمنه هذه السلطات حق<br />

المصادرة بالنسبة للمواقع الأثرية الاستشناءية.‏ ولكن في الواقع<br />

ونظراً‏ للتمويل المحدود،‏ فإن معظم التمويل العام اخملصص‏<br />

لهماية المواقع التاريخية اقتصر على الأبنية التي تملكها مديرية<br />

الآثار.‏ وبصورة أكثر تحديداً،‏ أصبهت المديرية العامة للآثار<br />

والمتاحف في آن واحد ممول أعمال الهفاظ ومنظمة<br />

للاستشمارات الخاصة الهادفة إلى الهفاظ على الأبنية التاريخية.‏<br />

لم يوجه اهتمام جاد إلى الهفاظ على المناطق التاريخية<br />

إلا بعد إدراج مدينتي حلب القديمة ودمشق القديمة في لاءهة<br />

الإرش العالمي في العام ١٩٨٦. وسمه دخول اثنين من المواقع<br />

الهضرية السورية إلى لاءهة الإرش العالمي بالتطبيق العملي<br />

لمفهوم المناطق والتجمعات التاريخية لأول مرة.‏ وتلتها عدة<br />

مدن أخرى،‏ حيش تم إعادة النظر في المناطق التاريخية في كل<br />

من حمص‏ وحماة وجبلة.‏ وفي المدن التي لا تملك مناطق<br />

تاريخية محددة تزايد عدد الأبنية التي أدرجت في سجل المناطق<br />

الأثرية والأبنية التاريخية.‏ وأصبهت المديرية العامة للآثار<br />

والمتاحف أكثر حساسية لموضوع المضامين التاريخية والتراثية<br />

للتراش العمراني.‏<br />

سمه القانون إلى جانب تحديده للمناطق التاريخية<br />

بإحداش ضوابط حماية خاصة وبإنشاء جهات مشرفة لمراقبة<br />

وحماية هذه المناطق،‏ إذ وضعت كل من المناطق التاريخية<br />

المسجلة تحت إشراف لجان خاصة تعرف بلجان الهماية.‏ وقد تم<br />

تشكيل معظم هذه اللجان عن طريق قرارات عن رءيس‏ مجلس‏<br />

الوزراء مركزة على المنهج التنفيذي تجاه إدارة الموقع.‏ وتتألف<br />

كل لجنة من ممشلين عن جهات مختلفة منهم ممشلين عن الجهات<br />

الرسمية المعنية كالأوقاف،‏ والسياحة،‏ والشقافة،‏ والبلدية،‏<br />

والآثار،‏ والجامعة،‏ ونقابة المهندسين إلى جانب أصهاب مصاله<br />

آخرين في المنطقة ينتمون إلى القطاعين العام والخاص.‏ وقد<br />

أعطيت هذه اللجان سلطة إعداد ضوابط الهفاظ على الإرش،‏<br />

وضوابط البناء والقوانين والضوابط الأخرى اللازمة وتعرض‏<br />

هذه على الوزارات المعنية للموافقة.‏ وكل موقع تتم إدارته تحت<br />

سلطة المحافظ المحلي،‏ والمقصود من هذه المحلية في الإشراف<br />

تسهيل تحديد حالة الموقع وحاجته،‏ ولكن بما أن الموارد<br />

المتوفرة لتغطية تكاليف جمع المعلومات عن الهفاظ على<br />

العمران محدودة،‏ فالكشير من الضوابط المحلية للهفاظ على<br />

العمران نسخت من الضوابط التي وضعت للهفاظ على مدينة<br />

دمشق القديمة،‏ فإن القرار ٣٩ جمللس‏ مدينة حلب الذي يهدد<br />

ضابطة البناء لمدينة حلب القديمة أعد على نسق مشيله في دمشق،‏<br />

أما بالنسبة إلى ضابطة مدينة جبلة مشلاً‏ فقد كانت مزيجاً‏ من<br />

الاثنين.‏<br />

تناقش‏ مسألة الهفاظ على العمران في إطار الهفاظ<br />

التاريخي،‏ ولكن مجموعة أخرى من الضوابط التشريعية هي على<br />

قدر مماثل من الأهمية وبالأخص‏ تلك التي تعنى بالتخطيط<br />

الهضري.‏ تحاول سوريا في العقود الشلاش الأخيرة أن تنظم عملية<br />

التخطيط الهضري،‏ وعملية وضع اخملططات التنظيمية الملزمة<br />

قانونياً.‏ إن القانون الذي يهكم هذه العملية ‏(القانون رقم‎٥‎<br />

بتاريخ‎١٩٨٣‎‏)‏ يهدد الإجراءات اللازمة لتصميم وتصديق<br />

اخملططات التنظيمية،‏ وهذه الإجراءات معقدة جداً‏ لدرجة أن<br />

البلديات الصغيرة لا تستطيع أن تقوم بها بصورة مستقلة.‏ أدت<br />

هذه القوانين الداخلية إلى إنشاء نظام تقوم فيه المكاتب الفنية<br />

الإقليمية برسم اخملططات التنظيمية وتتم مراجعتها من خلال<br />

اللجان الفنية الإقليمية.‏<br />

إن النجاه الكمي في التصديق على عدة آلاف من<br />

اخملططات التنظيمية جملتمعات صغيرة كان على حساب الجودة<br />

والهفاظ على تقاليد البناء المحلية وطابعها الخاص‏ حيش قلما<br />

زار اخملططون المواقع التي ستنفذ فيها مخططاتهم التنفيذية،‏<br />

وكان ضغط الوقت ذريعة في كشير من الأحيان لإهمال بعض‏<br />

المعايير التخطيطية التي وضعتها وزارة الإسكان في عام<br />

‎١٩٨٨‎تحت شعار ‏(دراسة اخملطط التنطيمي والأسس‏ التخطيطية).‏<br />

تضمنت شروط العمل تلك توثيقاً‏ جاداً‏ لنماذج ومناهج البناء<br />

الموجودة،‏ وتوقعت الهاجة لإنشاء نطاقات خاصة للترميم<br />

والهفاظ على مناطق ذات نسيج تقليدي وتاريخي مميز.‏ ولكن<br />

المعايير أرفقت بقليل من التطبيق إذ لم تكن أكثر من مذكرة<br />

وزارية ولم تحصل على الصفة التشريعية التي تحظى بها<br />

القوانين.‏<br />

الإطار التشريعي<br />

٢٧


الإطار التشريعي<br />

يشير القانون رقم‎٥‎ الذي يهكم عملية التخطيط إلى هذه<br />

المعايير ولا يدخل في تفاصيل الهفاظ على المناطق ذات الطابع<br />

الخاص.‏ وعلى العكس‏ من ذلك قامت وزارة الإسكان بالإصرار<br />

على تصديق عدة آلاف من اخملططات التنظيمية دون الأخذ بعين<br />

الاعتبار الهفاظ على النطاقات التاريخية ومناطق البناء<br />

صورة جوية لهلب<br />

التقليدي.‏ وعلاوة على ذلك ونظراً‏ لتزايد الضغوط من أجل<br />

التصديق على اخملططات تم إلهاق ضابطة بناء قياسية<br />

باخملططات التنظيمية دون النظر في إمكانية تطبيقها في مناطق<br />

معينة.‏<br />

كانت نتاءج تطبيق قانون التخطيط مفيدة للعديد من<br />

السكان المحليين حيش أوضهت المشاريع الهضرية المستقبلية<br />

‏(بالأخص‏ الاستقامات التخطيطية للشوارع)،‏ ولكن اخملططات<br />

الجديدة وضوابط البناء المرفقة لم تكن متلاءمة مع الظروف<br />

المحلية وكشيراً‏ ما أدت إلى هدم مناطق ذات تراش حضري متميز<br />

بأكملها.‏ وحتى المدن الكبيرة كانت معرضة لعملية التخطيط<br />

العشواءية هذه،‏ وعلى أثرها هدمت الكشير من الأحياء التاريخية<br />

في دمشق وحلب وحمص‏ وحماه واللاذقية لتفسه اجملال أمام<br />

إنشاء مركز حديش للمدينة،‏ ولم تتراجع هذه الموجة المدمرة حتى<br />

قررت وزارة الشقافة تسجيل المناطق التاريخية.‏ وبالرغم من ذلك<br />

لم يتم تعديل اخملططات التنظيمية وإنما أوقف التنفيذ فيها بشكل<br />

مرحلي.‏ مدينتا دمشق وحلب وحدهما استطاعتا أن تبدآ‏ بتعديل<br />

اخملططات التنظيمية القديمة ووضع مخطط جديد يهترم<br />

ويهافظ على نواته التاريخية.‏<br />

إجراءات لهماية وتصنيف الآثار<br />

تقع مسألة تسجيل المناطق والأبنية التاريخية ضمن<br />

مسوءولية المديرية العامة للآثار والمتاحف حيش تعد اقتراحات<br />

تتضمن كل منها توثيق سريع للموقع إلى جانب تقرير مكتوب عن<br />

درجة أهمية المبنى أو الموقع.‏ وفي نهاية المطاف يتم تشبيت<br />

السجل التاريخي من خلال قرار من وزارة الشقافة ومستند إلى<br />

قرار اجمللس‏ الأعلى للآثار.‏<br />

إن تسجيل المبنى بشكل نموذجي يتضمن الأرقام<br />

العقارية التي تحدد العقار أو العقارات الموءلفة للموقع الأثري،‏ أما<br />

تحديد حدود الموقع فكشيراً‏ ما يتم بالاعتماد على السجلات<br />

العقارية القديمة التي أعدت في العشرينيات والشلاثينيات من<br />

القرن الماضي.‏ وتذكر الصفة القانونية للعقار أيضاً،‏ ولكن بما أن<br />

الكشير من هذه السجلات في تغير مستمر لذا يصعب وضع تعريف<br />

دقيق للمناطق المحمية المحيطة بالموقع الأثري.‏<br />

نظرياً،‏ تتمتع المديرية العامة للآثار والمتاحف بهق<br />

استملاك المواقع الاستشناءية التي تعتبر ذات قيمة تاريخية<br />

هامة.‏ والتعويضات التي يتلقاها الملاك الأصليين للعقار<br />

محدودة،‏ وقلما يطبق هذا القانون إلا على المواقع الهامة جداً.‏<br />

ويدفع خوف المالك من أن يستملك عقاره به إلى أخذ موقف سلبي<br />

تجاه تسجيل العقار في لاءهة الهفاظ التاريخي.‏ ومما يزيد الأمر<br />

سوءاً‏ خوفه من متطلبات الهفاظ على الإرش التي يجب أن يلتزم<br />

بها في حال إدراج العقار.‏<br />

نظرياً‏ يجب أن توءمن المديرية العامة للآثار والمتاحف<br />

إعانات من أجل الجهود الترميمية،‏ ولكن ميزانيتها المحدودة في<br />

معظم الأحيان لا تسمه بذلك.‏ ونظرياً‏ أيضاً‏ يجب أن تنقل وصاية<br />

العقارات ذات الملكية العامة إلى المديرية العامة للآثار<br />

والمتاحف إذا اتضه أن القاءمين عليها غير قادرين على الهفاظ<br />

عليها.‏<br />

إن القواءم الاولى للمواقع والأبنية التاريخية أعدت في<br />

أواخر القرن التاسع عشر،‏ حيش ألهقت بقانون الآثار العشماني<br />

قاءمة من المواقع ذات الأهمية التاريخية.‏ وخلال فترة الانتداب<br />

(١٩٢٠-١٩٤٦) أعدت قاءمة مطولة للأبنية الأثرية والمعالم<br />

الهضرية الرءيسة.‏ وفي فترة ما بعد الاستقلال استمرت المديرية<br />

العامة للآثار والمتاحف بإعداد قواءم مشابهة بشكل متزايد.‏ وبدأ‏<br />

في أواخر السبعينيات العمل الجاد لتسجيل المناطق والنطاقات<br />

التاريخية وذلك من خلال ضم مناطق حضرية كبيرة إلى<br />

اللاءهة.‏<br />

عندما يتم تسجيل مبنى أثرياً‏ فإن السجلات العقارية<br />

للعقارات المعنية تعدّل لكي تضم مسألة الهفاظ على الإرش<br />

التاريخي بصورة قانونية حيش تعود السلطات المحلية لهذه<br />

السجلات قبل إصدارها لأي رخصة بناء،‏ وقبل الشروع بأي عمل<br />

تخطيطي.‏ إن إضافة هذه إلى السجل العقاري يعني أنه يجب<br />

الهصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف عند اتخاذ<br />

أي قرار بشأن العقار أو الموقع.‏ وتجري مراقبات دورية على<br />

المواقع للتأكد من الالتزام بقوانين الهفاظ على الإرش.‏<br />

يجب الملاحظة أن تسجيل أي مبنى أو موقع يهمل معه<br />

بصورة آلية تحديداً‏ لمنطقة حماية محيطية.‏ وعلى الرغم من أنه<br />

قد يسمه بالقيام بأعمال الإنشاء في هذه المنطقة إلا أن ذلك<br />

يتطلب الهصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف<br />

وكشيراً‏ ما يلزم صاحب البناء بأن تكون الكتلة والمواد<br />

المستخدمة إضافة إلى نمط البناء متلاءمة مع المحيط.‏ ولكن<br />

تحديد هذه المنطقة لا يذكر بعينه في قرار التسجيل وتحدد<br />

العقارات المعنية في السجلات العقارية على أنها جزء من منطقة<br />

الهماية المحيطة بالمبنى المسجل في القاءمة.‏<br />

ينص‏ القانون على عقوبات شديدة بهق من يسيء إلى أو<br />

يخرب أو يهدم أي من الآثار المسجلة،‏ حيش يطبق السجن والغرامة<br />

في حق المرتكب.‏ ولدى المديريات المحلية للمديرية العامة للآثار<br />

والمتاحف عدة وساءل لتأمين حماية الأبنية المسجلة بالتعاون<br />

مع سلطات الإدارة المحلية لإزالة التجاوزات والتعاون مع الشرطة<br />

المحلية للبدء بدعوى ضد المرتكبين ووضع حراسة داخل المواقع<br />

الهامة.‏ من الجدير بالذكر أن معظم عمل هذا القانون يكون على<br />

مستوى الردع لهماية الإرش العمراني،‏ والتدابير المتخذة<br />

للاستشمار فيما يتعلق بالمتطلبات الترميمية غير محددة في<br />

القانون بل تدرس‏ لكل موقع أو مبنى على حده.‏<br />

٢٨


الأطراف المعنية<br />

إن المسوءول الأول عن حماية الإرش المعماري والعمراني<br />

في سورية هو المديرية العامة للآثار والمتاحف وهي تقع رسمياً‏<br />

تحت سلطة وزارة الشقافة،‏ ومقر مديرها العام لها في دمشق،‏<br />

وتتفرع عنها المديريات في المحافظات.‏ إن المديرية العامة<br />

للآثار والمتاحف هي صاحبة السلطة في وضع السياسة العامة<br />

للمديرية،‏ وإعداد الميزانيات الكبيرة،‏ إعداد الميزانيات النهاءية،‏<br />

والموافقة على مشاريع الترميم التي تقوم بها والإشراف عليها،‏<br />

وإعداد مراسيم الهماية ليتم إقرارها من قبل الوزارة.‏ أما<br />

المديريات المحلية فيقتصر دورها في الإشراف على إصدار<br />

الرخص،‏ وحماية المواقع المدرجة،‏ وتصميم وتنفيذ المشاريع<br />

الترميمية التي تمولها المديرية العامة للآثار والمتاحف.‏ ولكن<br />

بشكل عام تحوّل جميع القرارت الهامة إلى الإدارة المركزية حيش<br />

يتواجد معظم الخبراء الذين يعملون في المديرية العامة للآثار<br />

والمتاحف.‏<br />

إن وزارة الشقافة هي من الموءسسات الأقل تمويلاً‏ في<br />

القطر،‏ وبالتالي فإن إمكانيات الوزارة لا تسمه لها بتأمين<br />

المتطلبات المعقدة والملهة لأكبر مديرياتها:‏ المديرية العامة<br />

للآثار والمتاحف.‏<br />

وزارة الأوقاف هي موءسسة أخرى هامة تعمل مع المديرية<br />

العامة للآثار والمتاحف.‏ والأوقاف هو النظام الإسلامي المعد<br />

لتأمين التمويل المستديم للنشاطات الدينية والجمعيات الخيرية<br />

الاجتماعية،‏ فمنذ قديم الزمان يتبرع المسلمون المتدينون<br />

بأملاكهم لهذا الغرض.‏ وقد استخدمت عاءدات المنه لدعم<br />

النشاطات الخيرية ولصيانة وتحسين هذه الموارد للتأكد من<br />

ديمومتها.‏ وفي عام ١٩٤٩ ألغت الهكومة السورية الأوقاف<br />

الفردية وجمعتها تحت مظلة وزارة الأوقاف وبذلك أصبهت<br />

وزارة الأوقاف أكبر مالك للأراضي في القطر كله حيش جمعت<br />

الأموال ثم أعادت الوزارة توزيعها لدعم النشاطات الخيرية<br />

والدينية إلى جانب ترميم وتحسين مخزونها العقاري،‏ وعلى<br />

الرغم من بروز الأوقاف بقوة في المناطق الهضرية التاريخية إلا<br />

أنها أيضا تملك استشمارات كبيرة في مناطق حضرية جديدة،‏<br />

وبما أنها تحتل مكانة لكونها مالك أساس‏ للأراضي إلى جانب<br />

كونها موءسسة عامة ممولة بشكل جيد كشيراً‏ ما تضم إلى لجان<br />

الهماية المحلية.‏<br />

تتمع مجالس‏ المدن بمجموعة واسعة من السلطات تحت<br />

قانون الإدارة المحلية لعام ١٩٧١، ويكمن دورها الأهم في لعبها<br />

للدور التنفيذي ضمن مناطق سلطتها،‏ وقد يستعين بها ممشلو<br />

المديرية العامة للآثار والمتاحف لتلبية عدة مهام ترتبط بإزالة<br />

التجاوزات والتأكيد على مناطق الهماية لوحدات الإدارة المحلية.‏<br />

وتعتبر وزارة الإدارة المحلية والبيئة من أكثر الموءسسات العامة<br />

تمويلاً.‏ وفي المدن الكبيرة يكون لسلطات البلدية مديريات تقنية<br />

خاصة بها أما المناطق الأصغر فتعتمد على الخدمات التقنية<br />

التي تقدمها المحافظة.‏ وتنفذ السياسات والاستراتيجيات<br />

الهضرية ‏(بما في ذلك قوانين حماية الإرش الهضاري)‏ من خلال<br />

وحدات الإدارة المحلية لذلك تجد لها دوراً‏ بارزاً‏ في جميع اللجان<br />

المتعلقة بهماية المناطق التاريخية.‏ في المدن الكبيرة تقوم<br />

البلديات بإجراء مراقبات دورية في المناطق التاريخية و توءمن<br />

الموارد من أجل صيانة وترميم الساحات العامة والبنى التهتية.‏<br />

يهتم الأفراد أصهاب الملكيات الخاصة بصورة مباشرة<br />

بالهالة الانشاءية لأملاكهم.‏ والقانون لا يهرمهم من حق الملكية<br />

وحق المنفعة،‏ ولكن كشيراً‏ ما تكون مسألة تحسين العقار عرضة<br />

لإجراءات بيروقراطية مرهقة وقيود مزعجة من وجهة نظر<br />

الملاك.‏ ويتم ربط حق تحسين عقار ذي ملكية خاصة بالمديرية<br />

العامة للآثار والمتاحف كونه مسجلاً‏ في سجل المناطق<br />

التاريخية ولا تتم المساهمة المالية في ترميمه بشكل عام من<br />

قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.‏ إن إدراج عقار ذي ملكية<br />

خاصة يعني هبوط سعر العقار على المدى القصير،‏ والفاءدة<br />

الطويلة الأمد لا يتم تقديرها مباشرة من قبل سكان القطاع<br />

الخاص‏ مما يوءدي إلى استياء عام وعداء تجاه قوانين الآثار<br />

وسلطاتها.‏ ولكن هذا الاتجاه في طور التغير نظراً‏ لتنمية<br />

الإمكانيات السياحية للعقارات التاريخية،‏ وبالتالي فإن سعر<br />

العقارات المسجلة أثرياً‏ يرتفع كشيراً‏ في منطقة الاستشمار<br />

السياحي ‏(دمشق القديمة مشلاً).‏<br />

تشارك وزارة السياحة كداعم قوي موءيد لاستشمار<br />

المناطق التاريخية سياحياً،‏ وبما أن هذه الوزارة تلعب دور كل<br />

من المروّج والمنظم للنشاطات السياحية فقد اكتشفت حديشاً‏<br />

فواءد الترويج للمراكز التاريخية في جذب السياحة التي أصبه<br />

دورها جلياً‏ أكثر فأكثر في تحسين هذه المناطق مما طره فكرة<br />

السياحة الشقافية.‏<br />

التمويل<br />

إن التمويل المباشر للتهسين والهفاظ على المواقع<br />

التاريخية محدود نوعاً‏ ما،‏ وعلى الرغم من ذلك توفر مبالغ<br />

صغيرة سنوياً‏ لمشاريع ترميم في المواقع التي تملكها،‏ ولكن<br />

مشاريع الترميم الكبيرة تنفذ عادة من خلال أموال عامة تحددها<br />

الهكومة المركزية.‏<br />

توءمن وزارة الأوقاف ميزانية جيدة لترميم عقاراتها ولكن<br />

معظم هذه الأموال توجه للهفاظ على المعالم الدينية.‏ وقلما<br />

يتلقى سكان بيوت الأوقاف الدعم لإجراء الترميم على بيوتهم،‏<br />

حيش تبنت الأوقاف سياسة خصخصة مخزونها السكني.‏<br />

تقوم وزارة السياحة بمشاريع صغيرة تهدف إلى حماية<br />

مواقع معينة والترويج للهرف والمهن التقليدية،‏ ولكن استشمارها<br />

المباشر في هذا الميدان محدود،‏ حيش تلعب الوزارة دور وسيط<br />

يقوم على تسهيل الإجراءات.‏<br />

إن المصرف السوري العقاري هو مصرف تابع للقطاع<br />

العام ذو تفويض‏ جزءي لتمويل المشاريع السياحية،‏ يقدم<br />

المصرف قروض‏ طويلة ومتوسطة الأمد للاستشمار في قطاع<br />

السياحة،‏ وله الفضل في قيام العديد من المشاريع في المناطق<br />

التاريخية.‏ ولكن بنفس‏ الوقت لعب دورا سلبياً‏ فيما يخص‏ البيوت<br />

التقليدية،‏ حيش تقوم سياسة المصرف على اعتبار البيوت<br />

التقليدية ضماناً‏ غير آمن لقروضها وبالتالي أعرض‏ عن إصدار<br />

القروض‏ لتمويل شراء البيوت التقليدية أو حتى لتمويل الجهود<br />

الترميمية فيها.‏<br />

لقد ساهم المتبرعون الدوليون بشكل كبير فيما مضى<br />

لدعم جهود الهفاظ على مواقع تاريخية معينة وهناك حالة<br />

مذكورة لاحقاً.‏ ويلاحظ أن السلطات المحلية بدأت تتعلم كيفية<br />

تنسيق الجهود مع هيئة تخطيط الدولة لتوجيه أموال المتبرعين<br />

الدوليين نهو الهفاظ على الإرش التاريخي.‏ وإلى جانب ذلك<br />

تتلقى المديرية العامة للآثار والمتاحف الكشير من الهبات لهذا<br />

الغرض‏ ولكن نظراً‏ لهجم العمل الهاءل فإن هذه الأموال تبقى<br />

ناقصة وتوءمن فقط ما يكفي لدور محدود ولكن لا يزال هذا الدور<br />

هاماً‏ يساعد على تنمية وبناء الموارد البشرية.‏<br />

الإطار التشريعي<br />

٢٩


والإهمال العام لصيانة المدينة القديمة و بيوتها إلى التأثير<br />

بشكل كبير على المدينة القديمة.‏ و تم حل المشاكل داخل المدينة<br />

عبر وساءل يتبعها المحدثون أي عن طريق الهدم الجماعي للنسيج<br />

العمراني والتصفية على مستوى واسع.‏<br />

في أواخر السبعينيات،‏ استطاع الذين يريدون الهفاظ على<br />

المدينة القديمة أن يوقفوا أعمال الهدم عن طريق اللجوء إلى وزارة<br />

الشقافة لتسجيل النسيج الهضاري للمدينة القديمة على أنه معلم<br />

قومي وطني.‏ وفي عام ١٩٨٦ تم الاعتراف بمدينة حلب القديمة<br />

على أنها موقع تراش عالمي وفي السنوات اللاحقة التمس‏ مجلس‏<br />

مدينة حلب التمويل لبدء عملية الإحياء لمركزها التاريخي.وفي<br />

عام ١٩٩٢ اتفقت الهكومة الألمانية والصندوق العربي للتنمية<br />

الاجتماعية والاقتصادية على تضافر الجهود مع مجلس‏ مدينة<br />

حلب من أجل إحياء المدينة القديمة.‏ وكلت الGTZ ‏(الموءسسة<br />

الألمانية للتعاون التقني)‏ من قبل الهكومة الألمانية لإدارة<br />

مساهمتها والتي تبلغ ١٣,٥ مليون مارك حتى الآن،‏ وساهم<br />

صندوق التنمية العربي في مجال التعاون التقني بمبلغ ‎٢‎مليون<br />

دولار أمريكي.‏ وقام مجلس‏ مدينة حلب بإنشاء مشروع إحياء<br />

مدينة حلب القديمة لإدارة شوءون المدينة القديمة تم فيما بعد<br />

إعطاء هذه المهمة إلى مديرية خاصة تابعة جمللس‏ المدينة.‏<br />

نقل المشروع منهجه إلى شكل مخطط تنمية ‏(يسمى مخطط<br />

الإرتقاء)‏ والذي هو نظام تخطيطي مرن يركز على تحديد الأهداف<br />

والاستراتيجيات عوضا عن التركيز على القوانين والأنظمة.‏<br />

المنهج التخطيطي المتبع قام بربط مساءل الهفاظ على التاريخ<br />

بنواحي مختلفة من الإدارة الهضرية بما فيها تنظيم استعمالات<br />

الأرض‏ والسكن والبنى التهتية التقنية والبيئة والمرور<br />

والخدمات الاجتماعية والمشاركة الشعبية إلى جانب الاهتمام<br />

بالهفاظ على المعالم التاريخية.‏<br />

تقع الكشير من هذه المساءل خارج العمليات الاعتيادية<br />

جمللس‏ المدينة.‏ وبالفعل أصبهت مكاتب حكومية أخرى وغير<br />

حكومية معنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتخطيط<br />

المستقبلي للمدينة القديمة.‏ إن هذا المنهج الشامل مكّن من تحقيق<br />

خبرات كشيرة ومتنوعة ولكن الأهم من ذلك إنه ضمن التزام<br />

الجهات المعنية في عملية الترميم للمدينة القديمة.‏<br />

هناك أداتان تخطيطيتان تدعمان تنفيذ مخطط الارتقاء،‏<br />

الأول تفصيل القطاعات ضمن اخملططات الموضوعية<br />

،Plans) تضمنت بصورة رءيسة جوانب تشمل المدينة كلها<br />

كالمرور،‏ البيئة،‏ الاقتصاد الهضري،‏ الشاني المساءل النظرية<br />

تحتاج إلى إطار تنفيذي واضه حيش يجب أن تتوضع في نطاقات<br />

متمركزة لتأمين الروءيا والتأثيرات المتزايدة لها.‏ وقد أعطيت هذه<br />

النطاقات الأولوية ضمن مناطق العمل.‏<br />

ركزت الأهداف التخطيطية الأساسية على تقسيم البيانات<br />

المساحية إلى فئات معينة،‏ كاستعمال الأرض،‏ الاقتصاد<br />

الهضري،‏ السكن،‏ الهالة الاجتماعية،‏ المرور،‏ البيئة،‏ البنى<br />

التهتية،‏ الهفاظ على المعالم التاريخية،‏ المساهمة الشعبية.‏ إن<br />

تقسيم البيانات إلى فئات معينة ذا أهمية كبيرة في المراحل<br />

اللاحقة للانتقال من برامج إدارة البيانات إلى نظم المعلومات<br />

الجغرافية .(GIS) والخبرة المكتسبة من خلال العمل في مناطق<br />

العمل كانت أداة لتجسيد البرتوكولات الممكنة الاستخدام<br />

والواقعية،‏ وهذه تعد ميزة إضافية للعمل في النطاقات المحددة<br />

بدلاً‏ من العمل في مناطق حضرية كبيرة.‏<br />

إن تطوير الاستراتيجيات المكانية يتطلب التوافق مع<br />

معطيات التاريخ الفعلي للنسيج الهضري.‏ إن النسج الهضرية<br />

تتطور تاريخياً‏ باستخدام مجموعة اجراءات قسرية وقابلة<br />

(Subject<br />

الإطار التشريعي<br />

أسقط الضوء موءخراً‏ على موضوع التنمية الريفية وذلك<br />

من خلال فعاليات ظهرت حديشاً‏ كصندوق التنمية<br />

الريفي(‏FIRDOS‏).‏ وهو يمكّن من القيام بمشاريع التنمية الريفية<br />

في كل من القطاعين العام والخاص‏ والدعم التقني ويتم هذا من<br />

خلال إجراءات تشاركية تهدف إلى تأمين الإعانات والقروض‏<br />

والدعم التقني.‏ وقد تبنى (FIRDOS) دور المحافظ على الإرش<br />

الريفي الداعم للجهود الرامية إلى استخدام تقنيات البناء<br />

التقليدية لتنفيذ مشاريعه.‏<br />

مخطط استعمال الأراضي في حلب القديمة<br />

أمشلة عن مشاريع ترميمية<br />

لا تزال أمشلة عن مشاريع ترميمة لمناطق تاريخية كبيرة<br />

محدودة في سورية،‏ إحدى الأمشلة البارزة حالة مشروع إحياء<br />

حلب القديمة.‏<br />

تعد مدينة حلب اليوم حاضرة إقليمية هامة يسكنها<br />

حوالي مليوني نسمة وتستهوذ على جزء لا بأس‏ به من النشاطات<br />

الاقتصادية في سورية،‏ فقد استطاعت المدينة أن توءمن معيشتها<br />

بصورة مستمرة منذ ٥ آلاف عام.‏ وما تزال الأبنية الهجرية وسط<br />

المدينة التي تعود للعصور الوسطى شاهدة على أمجادها<br />

السابقة.‏ وتتوزع في المدينة مئات المعالم التي تمتد على مساحة<br />

تزيد على ٣٥٠ هكتار.‏ مركز المدينة القديمة لا يزال يأوي ١١٠<br />

ألف نسمة ويعمل فيها أكثر من ٢٥٠٠٠ شخص‏ يومياً.‏ خضعت<br />

المدينة لسلسة من اخملططات التنظيمية التهديشية بين الأعوام<br />

١٩٥٤ و ١٩٧٤ فشقت الشوارع الجديدة النسيج العمراني للمدينة<br />

القديمة وأصبهت الأبنية الجديدة العالية تشرف على الأحياء<br />

القديمة مما أفقدها خصوصيتها.‏ وأدى هذا إلى جانب الهجرة<br />

الخارجية للأشخاص‏ البارزين إلى أنهاء مختلفة من المدينة<br />

٣٠


للتفاوض‏ كما أن التراتيب المكانية للمدينة القديمة كشيراً‏ ما<br />

وقعت ضهية لتوجهات التخطيط الهديش التي تعتمد على<br />

التخطيط الرأسي القاعدي فهذه التوجهات كشيراً‏ ما أهملت<br />

التنظيم المساحي للنسيج التقليدي للهي،‏ وأدت إلى تمزق<br />

العلاقات الاجتماعية.‏ إن جهود الإحياء كان يجب عليها أن تركز<br />

على إعادة إنشاء الشبكات المساحية حيش إنها حاولت المحافظة<br />

على التركيبة المادية للمدينة.‏ وإلى هذا فإن الفكرة وراء نظام<br />

وضع أجزاء كاملة من المدينة في نطاقات تحت فئة واحدة كان<br />

أمراً‏ غير مجدي.‏ بالمقابل فإن التراتيب المكانية قد أعيد إدخالها<br />

إلى الفراغات العامة التي تشكلها الشوارع على أنه أساس‏ ممكن<br />

للنطاقات.‏<br />

تم استخدام استراتيجيتين كأداتين مساحيتين وهما<br />

مخططات استخدام الأرض‏ الكمية والنوعية.‏ أصبهت الهاجة<br />

لإنشاء حدود نوعية وكمية للإدارة الهضرية أهمية ماسة على<br />

صعيد الهاجات الاجتماعية إضافة إلى متطلبات الهفاظ على<br />

الإرش الهضاري.‏ إن هذين التوجهين مكنا من المرونة في<br />

التعامل مع خصوصية المناطق التاريخية في حين أمنت مستوى<br />

جيداً‏ من الإجراءات الملزمة قانونياً‏ للتأكد من تأمين متطلبات<br />

الهفاظ على هذا الإرش.‏<br />

ويجب أن نذكر بأن مخططات استعمال الأرض‏ الملزمة<br />

قانونياً‏ هي مجرد وثاءق نظرية،‏ تأثيراتها غير ملموسة على<br />

فترات قصيرة من الزمن.‏ لذلك كان من الضروري أن تدعم<br />

أهدافها الرءيسية بسلسلة من التدخلات الصغيرة على أرض‏<br />

الواقع لدعم التراتبية المكانية التي وضع لها تصور أثناء<br />

التخطيط.‏ كانت هذه التدخلات فرصاً‏ ممتازة لإشراك اجملتمعات<br />

المحلية في المستوى الأول من التخطيط،‏ حيش كان بعضها بسيطاً‏<br />

كتهديد نقاط جمع النفايات ‏(حملات النظافة)‏ أو معقدة كوضع<br />

استراتيجيات تصميم حضري تهدف إلى التهسين المرءي<br />

لنطاقات مختلفة من منطقة العمل.‏<br />

وعلى صعيد آخر شكلت مناطق العمل فرصاً‏ ممتازة لبناء<br />

صلات التعاون التي تتضمن وكالات أخرى تعمل على تأمين<br />

الخدمات في المدينة القديمة.‏ وشرعت عدة مشاريع عمل بالتعاون<br />

مع الأوقاف ومديرية الصهة ومديرية التربية.‏ تختلف هذه<br />

المشاريع في مداها فمنها يركز على تقديم المعونة وأخرى تركز<br />

على ترميم المباني والمعالم التاريخية ومنها يعمل على توفير<br />

النقاط الطبية ورياض‏ الأطفال.‏ وعلى الرغم من محدودية هذه<br />

المشاريع إلا أنها أثبتت جدواها في دعم قدرة المشروع على<br />

تخصيص‏ النفقات لصاله مناطق العمل ولكنها أيضا ذات أهمية<br />

في تأمين إجراءات عملية نمطية للمشاريع المستقبلية في المدينة<br />

القديمة.‏<br />

وتبين من خلال المسوحات المبدءية الشاملة التي تمت في<br />

المدينة القديمة أن السبب الرءيس‏ لاهتراء المباني كان التسرب في<br />

شبكات البنى التهتية،‏ فكانت المياه ‏(مياه اجملاري ومياه الشبكة<br />

العامة)‏ تتسرب تحت الأساسات مسببة خللاً‏ في توضع الأساسات<br />

أدى بدوره إلى حدوش الضرر الإنشاءي للأبنية،‏ وإلى جانب ذلك<br />

ارتفاع الرطوبة إلى مستويات مرتفعة في الجدران بسبب الخاصة<br />

الشعرية مما سبب العديد من الأمراض‏ في الهجارة إلى جانب<br />

مشاكل مشل الترسبات الملهية.‏<br />

إن مسألة إصلاه شبكات البنى التهتية لايمكن أن يقتصر<br />

على القيود التنظيمية والاجتماعية لمناطق العمل،لأنه يوجد في<br />

كل قطاع من المدينة القديمة مكان خاص‏ لتجميع مياه الأمطار<br />

بشكل طبيعي،‏ لذلك فإن نطاق تطبيق للبنى التهتية كان يجب أن<br />

يمتد لأبعد من حدود مناطق العمل.‏<br />

تم حل العديد من المشاكل الإنشاءية من خلال تطبيق<br />

مشاريع البنى التهتية الجديدة،‏ حيش كان يجب أن تدعم الأبنية<br />

غير المستقرة إنشاءياً‏ بطريقة مختصة لتجنب حدوش المزيد من<br />

الأضرار،‏ والأهم من ذلك كان يجب أن يتم لهظ برنامج صيانة<br />

مستمر ضمن ميزانية البلدية للتأكد من أن الشبكات المحدثة<br />

ستتم صيانتها بشكل صهيه ودوري.‏<br />

يعاني مخزون السكن في المدينة القديمة بشكل عام من<br />

قلة الصيانة،‏ حيش غدت الهالة الإنشاءية للمباني خطراً‏ على<br />

السلامة العامة.‏ وضع برنامج لمساعدة السكان في إصلاه<br />

مساكنهم بالأخص‏ التي تحتاج إلى العمل الإنشاءي ‏(الأسقف<br />

المتهدمة،‏ الأساسات الهابطة،‏ الجدران المتصدعة)،‏ وتم منه<br />

قروض‏ دوارة بلا فواءد،‏ والمعونة التقنية،‏ والإعفاء من رسوم<br />

الرخص‏ والإجراءات،‏ وعلى الرغم من صغر هذا العرض‏ لكنه مكن<br />

الكشير من السكان من الاستشمار لأموال مماثلة والهفاظ على<br />

منازلهم،‏ إن مرونة البرنامج كان سبباً‏ رءيساً‏ في تأمين شعبيته<br />

فهناك حوالي ٤٥٠ منزلاً‏ قد استقرت حالتها الإنشاءية بفضل<br />

البرنامج.‏<br />

إن التقنيات الإنشاءية البسيطة اللازمة لترميم الأبنية<br />

القديمة قد ضاعت فالجيل الجديد من الهرفيين غير متمرس‏ بطرق<br />

الإنشاء القديمة،‏ وتم إنشاء بعض‏ المشاريع الترميمية المبدءية<br />

على مستوى بسيط من المهارة بقصد تدريب المتعاقدين والعمال<br />

المهرة على الأساليب المبدءية في الهفاظ على الهجارة،‏ وبعد<br />

تقديم الأمشلة والنماذج من الأساليب المتبعة لجميع تدخلات<br />

المشروع.‏<br />

ولكن في هذه الهالة تم التوصل إلى طريقة يدوم أثرها<br />

على شكل مركز تعليمي لتقنيات الترميم ثم إنشاء البرنامج على<br />

أساس‏ برنامج تعليمي وعملي.‏<br />

وأخيراً‏ فإن معايير ودفاتر شروط الترميم كانتا أداتين<br />

مفيدتين في تأمين النقل الفوري للمهارات إلى مناطق أخرى<br />

حيش أن المعايير هي أكثر مرونة لأغراض‏ التخطيط ولكنها لم<br />

تكن مجدية لنقل العمل من طور التخطيط إلى التنفيذ.‏ ساعدت<br />

دفاتر الشروط الخاصة بالمناقصات كشيراً‏ في التخفيف من<br />

الاجراءات البيروقراطية ولكنها لم تكن مرنة في التعامل مع<br />

الهالات الاستشناءية في المدينة القديمة.‏ والطريقة الوحيدة<br />

للتعويض‏ عن هذا النقص‏ كان تدريب الكادر المحلي والخبراء<br />

المحليين على استخدام كلاً‏ من نوعي الوثاءق.‏ إن هذه العملية لم<br />

تطبق بصورة رسمية ولكن كان يجب أن تكون جزءاً‏ من برنامج<br />

التأهيل المسبق للأعمال.‏<br />

لقد أصبه من الواضه أن عملية الترميم هي مسألة معقدة تضم<br />

العديد من الفرقاء المحليين وتشمل مجموعة متنوعة من المهام<br />

عدا عن ترميم الأوابد.‏ لقد قام مشروع إعادة إحياء حلب القديمة<br />

بالعديد من هذه المهام وحاول أن يشرك أطراف أخرى للمساهمة<br />

في العملية،‏ ولكن هذا المنهج تعرض‏ للنقد لأنه لا يخصص‏ جميع<br />

موارده المحدودة في الهفاظ على الأوابد بشكل مباشر.‏ ولكن<br />

القاعدة الأخلاقية التي انطلق منها البرنامج كانت الأساس‏<br />

لتدخلاته هي وجوب العمل على تأسيس‏ قاعدة للإستدامة بكل<br />

جوانبها:‏ الموءسساتية،‏ والاقتصادية،‏ والبيئية،‏ والاجتماعية.‏<br />

الإطار التشريعي<br />

٣١

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!