INS-AH
INS-AH
INS-AH
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
1<br />
مؤسسة املالحم | الربيع | 2014
المستجدات والرأي<br />
3 رسالة املحرر<br />
4 استمع إىل العالم<br />
6 مذكرات مجاهد<br />
8 ردود أفعال إنسباير<br />
9 أصداء خلف خطوط العدو<br />
19 بيان تنظيم قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />
عرض المنهج<br />
16 سؤال وجواب مع الشيخ أنور العولقي<br />
الشيخ أنور العولقي<br />
32 ملاذا اخرتت القاعدة<br />
الشيخ أبو مصعب العولقي<br />
34 رشوط كلمة التوحيد<br />
الشيح حارث النظاري<br />
تاريخ واستراتيجية<br />
10 اإليمان يرصع اإلستكبار<br />
د. أيمن الظواهري<br />
42 الخربات الجهادية:<br />
مفهوم اإلعداد وسببه وهدفه<br />
الشيخ أبو مصعب السوري<br />
28 يف مطاردة محمومة للرساب<br />
خرباء<br />
30 ذئاب املدينة<br />
عبد اإلله حيدر شائع<br />
13<br />
قصة الغالف<br />
داخل العدد<br />
52<br />
املتحطم: حكاية عن التغيري<br />
أبو عبد الله املرابط<br />
نار تحت الرماد<br />
الشيخ نرص اآلنيس<br />
متفرقات<br />
15 نصيحة خالصة من مهاجر<br />
حافظ األوربي<br />
44 الحاجز<br />
مقتبس من مشارع األشواق<br />
14 جهاد الحرائق<br />
سياسي<br />
58 نهاية رحلة األدغال<br />
أخ مجاهد يف حركة الشباب<br />
46 مقابلة مع أوباما<br />
مهند جنة سيكر )طالب الجنة(<br />
41 الطيب والحمل والقبيح<br />
أبو نوح<br />
ركن األخوات<br />
48 املجاهدة، زوجة املجاهد<br />
أم يحيى<br />
بسم الله الرحمن الرحيم<br />
الحمد لله رب العاملني والصالة والسالم عىل رسوله محمد ومن اقتفى أثره، أما بعد:<br />
حني تذكر القاعدة يتبادر إىل ذهن املواطن األمريكي السرتات الناسفة أو السيارات املفخخة. ولكن ضع يف اعتبارك أن أيا من هذين السالحني<br />
لم يرضب األمريكيني داخل أمريكا منذ هجمات الحادي عرش من سبتمرب. ونتساءل، ملاذا يربطون القاعدة بهذين السالحني؟ والجواب بسيط،<br />
ألنهم يخافون منهما بعد أن رأوا ما يكفي من قوتها التدمريية يف أفغانستان والعراق.<br />
يعيش الكثريون من أمثال فيصل شهزاد داخل أمريكا، وكل ما يحتاجونه هو العلم بكيفية تجهيز السيارات املفخخة. إنهم يتوقون جميعا<br />
ألداء واجبهم الجهادي.<br />
إن الحكومة األمريكية لم تستطع حماية مواطنيها من قنابل قدور الضغط املحمولة داخل حقائب الظهر، وأنا أتساءل هل لديها الجاهزية<br />
إليقاف سيارات متفجرة!<br />
26<br />
20<br />
38<br />
62<br />
70<br />
جهاد مفتوح المصدر<br />
السيارات املتفجرة داخل أمريكا<br />
طباخ القاعدة<br />
السيارات املتفجرة - بيانات ميدانية<br />
طباخ القاعدة<br />
الحرب الصليبية وتبادل املواقف<br />
الشيخ إبراهيم الربيش<br />
فلسطني: خيانة الضمري اإلنساني<br />
سمري خان<br />
إرهاب عىل مدار الساعة<br />
مهند جي. إس<br />
بناء عىل ذلك، وانطالقا من مسئوليتنا تجاه األمة املسلمة عموما واملسلمني يف أمريكا خصوصا، تقدم لك مجلة إنسباير بتواضع وصفة منزلية<br />
ارتجالية ميرسة لسيارة فيصل شهزاد املتفجرة. والخرب الجيد هو أن بإمكانك تجهيزها يف مطبخ أمك أيضا.<br />
يحيى إبراهيم<br />
ملحوظة: أوقفنا العمل مؤقتا بالبريد اإللكتروني لدواع تقنية وأمنية .<br />
مجلة جهادية تصدرها جماعة قاعدة اجلهاد في جزيرة العرب<br />
16<br />
الكنز المستكشف<br />
هل تعلم؟<br />
•أن أمريكا عىل يقني أن أبا أنس الليبي ليس له أي عالقة<br />
بهجمات 1998 التي استهدفت سفارتي الواليات<br />
املتحدة يف نريوبي ودار السالم؟<br />
•أن أمريكا تخفي حقيقة إخفاقها يف أخذ جثة الشيخ<br />
أسامة بن الدن بعد استشهاده؟<br />
| 2 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 3
الرائد نضال حسن، جندي الله مطلق النار يف قاعدة فورت هود<br />
)بيان يف املحكمة(:<br />
أنا مطلق النار. . ستظهر األدلة أنني كنت أقف في الجانب الخطأ )مع األمريكيين(.<br />
كماستظهر كذلك أنني غيرت هذا الموقف الحقا، وأننا جنود نسعى إلقامة دين كامل<br />
على أرض الله تعالى على ما بنا من عيوب.<br />
روبرت مولر، مدير مكتب املباحث الفيدرالية سابقا )أ ف ب(:<br />
»الذئب المنفرد« أو اإلرهابيون المنفردون يصعب للغاية بالنسبة لنا تحديد هويتهم<br />
وإحباط تنفيذ هجوم يشنونه. إذ يصعب تقدير التهديد؛ ألنه ليس لديك مقياس لمنع<br />
كل الهجمات. لو أن هجوما واحدا وقع فهذا يعني أنك فاشل.<br />
إن عملية نضال حسن هي جزء من نموذج قد رأيناه مؤخرا، ولكنه نموذج من المحتمل<br />
أن يتكرر في المستقبل. إن وجود »الذئاب المنفردين« هو السبب في أن برامج<br />
مراقبة الهواتف واإلنترنت أمر مهم للغاية.<br />
باراك أوباما، الرئيس األمريكي )يس إن إن(:<br />
من خالل الواقع السياسي، يدرك األمريكيون أنه تعين علينا التكيف مع عالم يمكن<br />
أن يتم فيه تصنيع قنبلة داخل قبو.<br />
)في خطاب يبرر فيه برنامج وكالة األمن القومي األمريكية غير القانوني لمراقبة<br />
الجماهير(<br />
آدم غدن، مجاهد من القاعدة )السحاب لإلنتاج اإلعالمي(:<br />
قوموا واثأروا من أمريكا عدوة اإلسالم والمسلمين وأعيدوا لنا أمجاد نيروبي ودار<br />
السالم وعدن ونيويورك وواشنطن وفورت هود وبنغازي وبوسطن، دافعوا عن دينكم<br />
وأمتكم وإخوانكم وحرماتكم ضد القراصنة األمريكيين والصليبيين بضرب مصالحهم<br />
في كل مكان في بالدنا وبالدهم فإن الحرب مع الصليبيين واليهود حرب عالمية ال<br />
تعرف حدودا وال تقبل قيودا إال قيودا جاء بها الشرع الحكيم أو اقتضتها مصلحة<br />
اإلسالم والمسلمين بحسب ما يراه الثقات من علماء األمة وقادة المجاهدين.<br />
مصطفى قادري، باحث يف منظمة العفو الدولية أمنستي )فرانس 24(:<br />
نحن بالفعل قلقون إزاء برنامج الطائرات المسيرة األمريكي. ألن الواليات المتحدة تقول<br />
أن بوسعها استخدامها في أي مكان حول العالم ألنها في حرب عالمية ضد القاعدة<br />
وحلفائها. ولكننا يجب أن نحاسب الواليات المتحدة بناء على كالمها، حيث أنها ال تقدم<br />
معلومات عن هذا البرنامج السري. في الواقع لقد وجدنا في بحثنا على األقل في بعض<br />
الحاالت أن األمريكيين قتلوا مدنيين، وإن بعض هذه الحاالت قد تكون جرائم حرب.<br />
توم كوتون، نائب بمجلس النواب وجندي سابق يف العراق وأفغانستان:<br />
الرئيس يحبذ القول بأن القاعدة هاربة، ربما يكون األمر كذلك. لكن على اعتبار واحد.<br />
بالنسبة للكثيرين ممن يعلمون قواعد قتال المشاة، فإن المشاة يكونون في حالة هجوم<br />
أثناء التحرك، وفي حالة دفاع وهم ال يتحركون. القاعدة تكون هاربة فقط إذا لم تكن في<br />
موقع الهجوم في جميع أنحاء العالم.<br />
د. كورنيل ويست، فيلسوف أمريكي وناشط حقوق مدنية<br />
)هفينجتون بوست(:<br />
أظن أننا يجب أن نعترف بأن الرئيس أوباما لديه القليل جدا من السلطة األخالقية<br />
في هذه المسألة، ألننا نعلم أن من يحاول تبرير قتل األبرياء هو مجرم.<br />
إن جورج زيمرمان مجرم، لكن الرئيس أوباما هو جورج زيمرمان عالمي.<br />
)تعليقا على محاولة أوباما تبرير قتل أطفال أبرياء بطائرات أمريكية مسيرة(.<br />
جريمايا أديبوالجو، شقيق مجاهد وولويتش )الجزيرة إنرتناشيونال(:<br />
ربما يقول الناس: »حسنا، إنه )مجاهد وولويتش( شخص عنيف، وقد أثبت ذلك يوم<br />
وولويتش. لكنني سأقول بدوري: هل كان )الجندي البريطاني( لي ريجبي شخصا<br />
عنيفا؟ وهل بقية الجنود البريطانيين الذين يذهبون إلى أفغانستان والعراق ليقتلوا<br />
هم أشخاص عنيفون؟.<br />
إيرول جي. ساوذيرز، خبري يف مكافحة اإلرهاب )مقابلة مع هاينز(:<br />
العناصر )الجهادية( المحلية يمكنها أن تهاجم هدفا أمريكيا بنجاح، سواء بموارد قليلة<br />
أو حتى بدون موارد. لقد عرفنا دائما أن ذلك أمر وارد؛ ولكن تفجيرات بوسطن ذكرتنا<br />
بالطبيعة التكيفية للتهديد الذي يواجهنا. لقد اختار األخوان تسارناييف مهاجمة<br />
الماراثون، وهو هدف يصعب تأمينه بشكل دقيق. هذا يجرنا إلى الحديث عن قضية<br />
األهداف الناعمة وقابليتها النسبية للجرح، وإلى حقيقة أن العناصر العنيفة تبحث عن<br />
التجمعات الشعبية التي هي بطبيعة الحال ال يمكن تأمينها بشكل تام.<br />
صهيب أمني، طالب سابق يف كلية بروكلني )الجزيرة أمريكا(:<br />
أتذكر أننا كنا في نقاش سياسي في الصف الدراسي بالكلية -وهو نقاش لم أشأ حقيقة<br />
الدخول فيه-، وأتذكر أن أحد األساتذة قال أنه لو كان في العراق لكان سيصبح على<br />
األرجح في الجانب اآلخر )من المعركة(. أتذكر أنني كنت أنظر إليه فقط وأنا أفكر أنني<br />
سأدخل السجن لو فكرت بمثل هذا األمر.<br />
| 4 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 5
-مطاعم<br />
-محطات كهرباء<br />
-أعواد ثقاب<br />
-واشنطن<br />
-نيويورك<br />
•<br />
ا<br />
•<br />
ماركوس•ا<br />
النبالء ال يقرؤون رسائل اآلخرين<br />
- هيرني ل. ستيمسون 1929<br />
أ لونزو زيا: تم اعتقاله لالشتباه أ بن لديه النية للسفر إلى جبهة جهادية. . أ وكنهم يقرؤون<br />
أ فكاره!<br />
حملة أ »ا أ طلقوا•ا أ م•اسامة« رفعت شعار أ »اين المجاهد المنفرد الذي سينهي أ سجن•اخواتنا؟«<br />
| 6 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 7<br />
– كاليفورنيا<br />
- متر وعسل وقهوة<br />
-لوس أجنلوس<br />
- قدرا ضغط<br />
• تذكر يوم الخامس من نوفمبر؛ في ذلك اليوم قتل وا أ صاب ال أ خ<br />
نضال حسن 60 ضابط•ا أ مريكيا في موقف ث أ ري لقتلى المسلمين،<br />
وهو فعل لم يذهب سدى. عندما سحب بندقيته ال آ لية كان يريد نيل<br />
الشهادة. بعد 4 سنوات اقترب ما كان يتمنى:•ا أ ن يقتل في سبيل الله.<br />
- هيوستون<br />
-داالس<br />
-شيكاجو<br />
- أطالنطا<br />
-ميامي<br />
-سفارات<br />
الحكومة األمريكية<br />
املمثل األمرييك الهزيل: آدم ساندلر<br />
هجوم بقنبلتني يدويتني عىل قاعدة عسكرية أمريكية<br />
يف اليابان ذكرين هذا الخرب مبقال الشيخ نرص اآلنيس<br />
يف هذا العدد بعنوان: نار تحت الرماد.<br />
أ وباما أ بن قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أ تمثل•اكبر خطر يتهدد<br />
امريكا كان السبب في التحاقي بهذه الجبهة التي أ به•اناس »خطيرون« لكي<br />
أ<br />
احارب إمبراطورية الشر أ »امريكا«.<br />
أ<br />
• عندما خرج قطار في نيويورك عن مساره، أ كان•اول ما فكر فيه أ المريكيون<br />
والمجاهدون على السواء هو التالي: »هل هذه عملية جهاد فردي؟«.<br />
بشار:<br />
قتل أكرث من 150.000 واستخدم<br />
األسلحة الكيميائية واالغتصاب<br />
ودمر وحارص مدنا سورية.<br />
ويعتربه العامل:<br />
رئيسا معرتفا به<br />
•طارق مهنا: -الحائز عىل شهادة دكتوراة من كلية الصيدلة وعلوم<br />
الصحة بجامعة ماساشوستس، وليست له عالقة بالقاعدة عىل اإلطالق<br />
الحكم )من قبل القضاء األمرييك(: 5 17. عام.<br />
االتهام: التعبري عن وجهات نظره وترجمة كتابات إسالمية.<br />
التعليق: كنت أظن أن »حرية التعبري« أمرا حقيقيا<br />
ميزان مقلوب<br />
املجاهدون:<br />
يدافعون عن النساء واألطفال،<br />
ويقدمون املاء والغذاء، ويدعمون<br />
الثورة السورية، ويقاتلون<br />
الطاغية.<br />
ويعتربهم العامل:<br />
إرهابيني دوليني<br />
الرشاء من محالت مختلفة<br />
4: يوليو 2014<br />
• إعالن•ا<br />
•»إم 16 كانت السبب وراء فشل األمريكيني يف العراق«<br />
أم أن األمر له عالقة مبوت ميخائيل<br />
كالشنيكوف فحسب؟<br />
« اليوم يف أمريكا: ضابط أطلق النار عىل طفل يف مدرسة يف<br />
هونولولو، اليوم: املقاولون يزدادون ثراء واملرشدون يزدادون فقرا.<br />
اليوم: سعر الغاز ارتفع بنسبة 4%، واملزارع يف كالفورنيا يزرع<br />
الحبوب بعد سنة من حرائق الغابات يف أسوأ جفاف منذ 163<br />
سنة. .<br />
اليوم: طبيب يعالج ولدا أصيب بالسعال الدييك -حالة من خمسني<br />
ألف حالة يف هذه السنة.<br />
اليوم كذلك: رجل عجوز متعب يضطر للعودة إىل العمل بدال عن<br />
منحه مكافئة التقاعد وتعويضات عن خسارته ابنه يف حرب العراق.<br />
الليلة صوت واحد يتكلم فحسب - صوت حزب »الحامر« الدميقراطي<br />
- الخطاب إىل القطيع. «. .<br />
هههههههههههههه<br />
خطاب أوباما: حالة االتحاد 2014<br />
مذكرات<br />
مجاهد<br />
نكات:<br />
•<br />
•<br />
- صاموالت ومسامري.<br />
- أسطوانة غاز أكسجني.<br />
- مقياس ضغط – خرطوم.<br />
- سكر – ملح.<br />
- مصباح كريسامس.<br />
- بيتزا – لحام إيبوكيس.<br />
- مناديل ورقية – بطارية جافة.<br />
•اإلخوة يف املغرب اإلسالمي نرشوا وصفة إنسباير لقنبلة قدور الضغط باللغات<br />
اإلنجليزية والعربية واإلسبانية.<br />
أسأل الله تعاىل أن ينرشها املزيد من املسلمني ومعها وصفة السيارات املتفجرة<br />
بالعديد من اللغات األخرى.<br />
باقة من 150 صاروخ هيلفاير هو كل ما في وسع قائد وزعيم الحرب على أ اإلرهاب•ان يقدمه لدعم<br />
حكومة العراق المرتدة لقتال المجاهدين.خاسرون.<br />
خبر موت المومياء المتحنطة يتصدر النشرات! بعد موت مجرم الحرب شارون، أ جدد•اوباما<br />
التزامه المخلص بدعم إسرائيل والمزيد من التجسس على حلفاء بالده!.<br />
أغراض للرشاء:
ردود أفعال إنسباير<br />
تفاعالت حكومية وإعالمية<br />
»مثل هذه العمليات ال تقي منها إجراءات أمنية إال إذا كانت لدى أمريكا<br />
قدرة عىل زرع أجهزة تنصت داخل أدمغة املواطنني ملراقبة التفكري.<br />
والنجاح األمني يف هذا الجانب ال يتجاوز القبض عىل املنفذ بعد التنفيذ«.<br />
أصداء خلف خطوط العدو<br />
من المهم لدرجة ما معرفة من في سلطة الحكم، لكن األهم من ذلك معرفة كم هو مقدار الضغط الذي يتعرضون له<br />
من قبل الشعب.<br />
نعوم تشومسكي<br />
أوال. . لم تتوقف املجلة بعد مقتل الشيخ أنور<br />
العولقي وسمري خان وأبو يزيد القطري ولم<br />
يتوقف التحريض املؤثر. هذا يعني أن لدى<br />
تنظيم القاعدة البديل الجاهز دوما.<br />
عملية بوسطن ستستدعي عمليات أخرى<br />
ومنفذين آخرين متأثرين بأصحاب العمليات<br />
السابقة وبدوافعهم. . وهكذا. . إلخ. ولهذا<br />
أورد تنظيم القاعدة يف العدد األخري من املجلة<br />
عملية بريطانيا األخرية.<br />
حظر وحذف روابط املجلة بعد نزولها بدقائق<br />
يعطي فكرة عن حجم القلق األمريكي، وهو<br />
إجراء ال نجد مثله مع اإلصدارات األخرى.<br />
مثل هذه العمليات ال تقي منها إجراءات أمنية<br />
إال إذا كانت لدى أمريكا قدرة عىل زرع أجهزة<br />
تنصت داخل أدمغة املواطنني ملراقبة التفكري.<br />
والنجاح األمني يف هذا الجانب ال يتجاوز<br />
القبض عىل املنفذ بعد التنفيذ.<br />
]عبد الرزاق الجمل -صحفي يمني[<br />
ال أعتقد أن القاعدة تتمتع بالحق الذي يكفله<br />
التعديل األول يف الدستور األمريكي كي تنرش<br />
دعايتها وتشجع الناس عىل تنفيذ أعمال<br />
إرهابية. لسوء الحظ، أعتقد أن مجلة إنسباير<br />
تعد تهديدا عظيما لدرجة أنها تنرش معلومات<br />
حول كيفية تصنيع قنبلة وتشجع الناس<br />
ليصبحوا »متطرفني«. لقد أظهرت املجلة<br />
تأثريا خطريا تصعب مواجهته.<br />
]السيناتور الجمهوري/ آدم بي. شيف<br />
-كاليفورنيا[<br />
تحتوي النسخة األخرية أيضا عىل مقالة<br />
مقتضبة ألبي محمد الصنعاني بعنوان »العني<br />
بالعني« والتي ذكر فيها عملية قتل الجندي<br />
الربيطاني يل ريجبي يف لندن بتاريخ الثاني<br />
والعرشين من مايو بشكل كامل مع صورة<br />
بطولية ملايكل أديبوالجو أحد قاتليه، والتي<br />
يظهر فيها بيدين تغطيهما الدماء وبيده<br />
ساطور. مقال آخر مخترص يذكر اإلعصار<br />
الذي دمر مدينة موري بوالية أوكالهوما يف<br />
العرشين من مايو.<br />
إن قدرة محرر إنسباير يحيى إبراهيم عىل<br />
تغطية هذه األحداث األخرية يف هذا العدد تعرب<br />
عن ذكاء لم نره يف مجلة إنسباير منذ مقتل<br />
محررها السابق سمري خان يف 2011. هذا<br />
يشري إىل أن إبراهيم وأعضاء فريقه يتطورون<br />
بأريحية أكرب يف مضمار اإلعالم.<br />
]ستراتفور[<br />
أبراهام ه. فوكسمان مدير رابطة مكافحة<br />
اإلساءة لليهود قال إن تركيز إنسباير الفعيل<br />
هو التحريض عىل اليهود، مشريا إىل أن<br />
»معاداة السامية توقد شهوة الدماء ملجلة<br />
القاعدة إنسباير«. وأوضح أنه »منذ األيام<br />
األوىل ألسامة بن الدن فإن القاعدة لم تخف أبدا<br />
عداءها تجاه اليهود، كما أن قيادتها الحالية<br />
تواصل دعوة أنصارها حول العالم الستهداف<br />
اليهود واإلرسائيليني بأعمال اإلرهاب. إن مجلة<br />
إنسباير تزخر بمعاداة السامية من بدايتها<br />
إىل نهايتها، وإن استخدامهم للتحريض ضد<br />
اليهود قد خدم كنهج مركزي يف عملية التجنيد<br />
للتنظيم اإلرهابي«.<br />
إن املقاالت والرسائل التي يحملها العدد<br />
الحادي عرش من املجلة تشجع عىل شن املزيد<br />
من الهجمات داخل األرايض األمريكية، وهي<br />
تتحدث عن استخدام األخوين تسارناييف<br />
للمجلة لتنفيذ هجومهما وفق ما أفاد به<br />
مسئولون أمريكيون بأن األخوين حصال عىل<br />
إرشادات تصنيع القنبلة من املجلة. لقد كان<br />
تامرالن تسارناييف قارئا مولعا باالطالع عىل<br />
املواقع ومواد اإلعالم الجهادية األخرى حسبما<br />
أكد مسئولون أمريكيون.<br />
يعرض العدد تغريدات للمجاهدين يف جزيرة<br />
العرب يحتفلون فيها بالتفجريات، كما يتضمن<br />
قسما يمتدح أعاصري أوكالهوما.<br />
]تايمز أوف إسرائيل[<br />
إن أجهزة االستخبارات الغربية قلقة بشكل<br />
واضح إزاء فاعلية إنسباير كأداة تجنيد ودعوة<br />
لألصولية.<br />
]معهد أبحاث إعالم الشرق األوسط<br />
)اإلسرائيلي([<br />
إن هذا اإلصدار الحادي عرش من مجلة<br />
إنسباير كان مثريا لالهتمام أمس أثناء اجتماع<br />
كبار قادة ومسئويل الرشطة األمريكية ومكتب<br />
التحقيقات الفيدرايل )إف بي آي(، لكن األمر<br />
الهام يف هذا العدد أنه يعد بمثابة احتفال<br />
املنترص، حيث يعرض محرروه العديد من<br />
املقاالت والصور عن تفجريات بوسطن. كما<br />
يعرضون مقاالت وصور لعملية قطع رأس<br />
الجندي الربيطاني التي وقعت يف لندن،<br />
وإن وجهة نظرهم األساسية تعكس ما قاله<br />
مفوض رشطة نيويورك لتلك املجموعة من<br />
قيادات الرشطة ومسئويل إف بي آي هنا يف<br />
داالس بشأن نموذج اإلرهاب الجديد الذي<br />
تنفذه عنارص مستقلة تقرأ أدبيات القاعدة<br />
عىل اإلنرتنت، وتحصل منها عىل إرشادات<br />
خاصة من مجلة إنسباير حول كيفية تصنيع<br />
القنبلة، والتي وصفوها )محررو املجلة(<br />
ب”حالة مثالية الستثمار منخفض التكاليف”<br />
يف إشارة لنموذج بوسطن. .<br />
]برنامج سي بي إس هذا الصباح[<br />
سموكي:<br />
كيف يمكن للقوة العظمى العالمية الوحيدة<br />
الباقية -والتي هزمت الرايخ الثالث واالتحاد<br />
السوفيتي- أن تتزلزل حتى النخاع أمام عشرات<br />
من العرب القالئل؟<br />
جيم رات:<br />
الشىء الذي يستفزني؛ هو لماذا ال يزال أوباما<br />
يحظى باالهتمام؟ من الواضح للجميع أنه<br />
حتى أسوأ من بوش، ورغم ذلك فالمشاهير<br />
يحتشدون للقائه، حتى أن البائسة ماالال أرادت<br />
األمر ذاته.<br />
مدير عام بيلديربيرج:<br />
ريتشارد نيكسون؟ استقال بعد ضبطه<br />
يتجسس على منافسيه. أوباما جعل وكالة<br />
األمن القومي تتجسس على »البلد بأسرها«<br />
لكنه ما زال في منصبه!.<br />
جون ماك كين:<br />
إذا لم نغير سياساتنا الخارجية الغبية، فإن<br />
المزيد من الناس عبر البحار عاجال أم آجال<br />
سوف يتمنون إلحاق األذى ببالدنا! إننا بالفعل<br />
البلد األكثر كراهة في العالم، ومن خالل غبائنا<br />
نحن فإن األمر سوف يزداد سوءا. باإلضافة إلى<br />
هذا، فإننا نستنزف أنفسنا في تناسي كل ذلك!.<br />
جيبالرجل زوج:<br />
نحتاج بشكل جدي إلى الكف عن غزو األراضي<br />
األجنبية. أعلم أنه في طبعنا لكن لدينا خيارات<br />
أفضل.<br />
تيري لين سوليفان:<br />
في هذا اليوم وهذا العصر، من الصعب أن تحترم<br />
الجهل والعقيدة العمياء، إن االثنين ومعهما<br />
الوالء »األعمى« موجودان لدى أي مواطن<br />
أمريكي يعتقد أن حروب أمريكا واحتاللها<br />
»يخدمان بالدنا« بطريقة ما.<br />
سوير وايت:<br />
أنتم تصفونهم باإلرهابيين بينما أمريكا هي<br />
الدولة التي تهاجم وتقصف األمم األخرى.<br />
استيقظوا! لقد أبصرت العدو )الحقيقي( وهو<br />
نحن!<br />
جاكروس:<br />
ألن البنتاجون والحكومة األمريكية مدمنان<br />
على القتل. فإن ضربة الطائرة المسيرة التي<br />
تبخر جماعة من المارة األبرياء تمثل بالنسبة<br />
لهما الكأس األول من نخب الصباح. هؤالء<br />
المعتوهون ال يمكنهم أن يمضوا بقية اليوم<br />
دون مثل هذا الكأس.<br />
بيلي نيلسون:<br />
أنتم أيها الناس الذين تظنون أنه من الجيد<br />
الذهاب إلى الشرق األوسط وقتل أناس أبرياء<br />
لستم سوى بلهاء. لهذا السبب في البداية وقعت<br />
أحداث 11 سبتمبر!<br />
ماكبرايد:<br />
المدنيون يستمتعون باأللعاب النارية، فهي<br />
جزء من احتفاالت الرابع من يوليو. لكن<br />
المحاربين الذين خدموا في مناطق الحرب<br />
وعاينوا قصف الهاون والهجمات التفجيرية،<br />
يشعرون أنهم يتعرضون للتهديد إذا سمعوا تلك<br />
األصوات.<br />
ليزا )أرملة جندي أمريكي(:<br />
ليست فقط العائالت مثل عائلتي هي التي<br />
تعرف معنى التضحية بشكل وثيق جدا. إننا ال<br />
نستطيع أن نبدأ حياتنا من جديد، وال نستطيع<br />
استرجاع أزواجنا وإحياءهم. كل ما علينا فعله<br />
فقط هو إيجاد طريقة للمضي قدما بشكل<br />
إيجابي.<br />
ميدجيك:<br />
بالدنا تحتاج بالفعل إلى التركيز على أمريكا<br />
وليس على تلك البلدان األخرى. لدينا الماليين<br />
من الفقراء والجوعى هنا في الواليات المتحدة.<br />
اهتموا بأمركم، ثم ربما يمكنكم بعد ذلك<br />
معالجة مشكالت العالم. نريد أن نحل مشكالتنا<br />
االقتصادية ثم نركز علينا وليس عليهم.<br />
| 8 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 9
د. أيمن الظواهري<br />
ما ييل هو مقتطف من الجزء األول<br />
من كلمة ألمري القاعدة حفظه الله،<br />
والتي وردت يف فيلم بعنوان »اإليمان<br />
يرصع االستكبار« من إصدار مؤسسة<br />
السحاب لإلنتاج اإلعالمي.<br />
اإليمان<br />
يصرع<br />
االستكبار<br />
بسم الله، والحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، وآله<br />
وصحبه ومن وااله.<br />
أيها اإلخوة المسلمون في كل مكان، السالم عليكم ورحمة الله<br />
وبركاته، وبعد:<br />
مرت هذه األيام اثنتا عشرة سنة على الغزوات المباركات في<br />
نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، وعلى الحماقة األمريكية في غزو<br />
أفغانستان. حماقة أمريكية أدت لتحطم الغرور األمريكي وانكشاف<br />
الضعف الصليبي، حماقة أدت لتورط أمريكا في أفغانستان والعراق،<br />
ففرت من كليهما مهزومة، وأصبح هم الرئيس األمريكي وإدارته<br />
والكونجرس ليس االنتصار في الحرب ولكن في النجاة بالفرار من<br />
العراق وأفغانستان.<br />
لقد جر الثور األحمق بوش أمريكا للعراق وأفغانستان، فلما فشل<br />
وخاب وانهزم، جاءت القوى الحاكمة في أمريكا بمخادع ليحاول<br />
خداع المسلمين والمستضعفين، فجاءوا برئيس مرتد كان أبوه مسلما<br />
من أصل أفريقي، لعله ينجح في إيقاف الكارثة. فقال في دعايته<br />
االنتخابية: إن العراق هي حرب الخيار، وسأتركها ألتفرغ لحرب<br />
الضرورة في أفغانستان. فترك العراق، وها هو يترك أفغانستان،<br />
ولم يكن له من خيار إال ضرورة إعالن هزيمته.<br />
ولم يجد ما يفخر به أمام الكونجرس خيرا من أن يعلن فراره من<br />
أفغانستان. وحاول اإلعالم العالمي أن يغطي خيبته في أفغانستان<br />
فتواطأ على التغافل عن أخبار انسحاب األمريكان منها، ولكن<br />
الفضيحة التاريخية أفظع من أن تغطى، وأشنع من أن تطمس.<br />
وفي محاولة إلنقاذ ما تبقى من ماء وجهه، قال: إنني أنتصر<br />
على القاعدة، وسأهزمهم بالطائرات الجاسوسية. ومتى كانت<br />
الطائرات تنصر جيشا موليا األدبار؟ لو كانت الطائرات تغني ألغنى<br />
عنكم قصفها الوحشي في فيتنام التي تركتموها منهزمين بعد أن<br />
أحرقتموها بطائراتكم.<br />
ولما تصاعد لهيب الجهاد في أمريكا، وقف ليتخبط فقال: إن<br />
ضغطنا على القاعدة المركزية، قد أنتج صورا أخرى من اإلرهاب<br />
أكثر تعقيدا. فجعل من نفسه مسخرة التاريخ، ثم قال إن حادثة<br />
بوسطن فيها أسئلة تبحث عن إجابات. ولو صدق لقال: إن حادثة<br />
بوسطن فيها أسئلة نهرب من إجابتها.<br />
إن حادثة بوسطن تؤكد لألمريكان مدى كذبهم وخداعهم ألنفسهم<br />
وتكبرهم عن قبول الحقيقة الساطعة كالشمس، وهي أنهم ال يواجهون<br />
أفرادا وال تنظيمات وال جماعات، ولكنهم يواجهون أمة منتفضة،<br />
هبت للجهاد لتدافع عن أرواحها وكرامتها وعزتها ومقدراتها. إن ما<br />
يرفض النظام األمريكي أن يعترف به هو أن القاعدة رسالة قبل أن<br />
تكون تنظيما، والرسالة قد وصلت وانتشرت بفضل الله، واحتضنتها<br />
األمة المسلمة.<br />
والرسالة بسيطة ومفهومة وهي: يا أيها المسلمون؛ إذا أردتم أن<br />
تعيشوا كراما أحرارا أعزة فعليكم أن تدافعوا عن هذه العزة، وإن<br />
أمريكا ليست قوة أسطورية، ولكن األمريكان في النهاية بشر من<br />
البشر، يمكن أن يهزموا ويفشلوا ويعاقبوا، وها هي القوة التي تعتبر<br />
نفسها أقوى قوة في تاريخ البشرية، قد ضربت ألول مرة في عقر<br />
دارها، وهزمت في العراق ثم في أفغانستان على يد المجاهدين<br />
البسطاء، الذين يحملون سكاكين وكالشنكوفات.<br />
إنها هزيمة التكنولوجيا أمام اإليمان وهزيمة اإلمبراطورية أمام<br />
اليقين. إنها هزيمة قيم الغرب الصليبي المادي أمام قيم اإلسالم<br />
والتوحيد والتقوى والعفة. كم كانت قوة اإلمارة اإلسالمية بقيادة<br />
أمير المؤمنين المال محمد عمر مجاهد حفظه الله؟ وكم كانت قوات<br />
أمريكا التي جاءت بخيالئها وحشودها؟ ولكن المال عمر كان أصدق<br />
بصيرة حينما قال: لقد وعدنا الله بالنصر، ووعدنا بوش بالهزيمة،<br />
وسنرى أيهما أصدق وعدا.<br />
واألمريكان بسياستهم الخرقاء يصبون الزيت على النار كل يوم،<br />
فالجرائم المستمرة التي حدثت في فلسطين وأفغانستان ومناطق<br />
القبائل في باكستان واليمن ومالي، والسرقة المستمرة لثروات<br />
المسلمين، والتي سماها الشيخ أسامة بن الدن رحمه الله بأكبر سرقة<br />
في تاريخ البشرية، واإلساءة لمقدسات المسلمين، ولحضرة النبي<br />
-صلى الله عليه وآله وسلم- ،والجيوش الجرارة التي تحتل ديار<br />
المسلمين، والقواعد الصليبية التي تنتشر وتحاصر العالم اإلسالمي،<br />
والدعم األمريكي لألنظمة المستبدة الفاسدة في الخليج والعالمين<br />
العربي واإلسالمي، كل هذه الجرائم تزيد من تحفز المسلمين<br />
لمواجهة اإلجرام األمريكي.<br />
إن ما تمارسه أمريكا ضد األسرى المسلمين جريمة لن تنساها األمة<br />
المسلمة، إن تنكر أمريكا لما وقعت عليه من معاهدات جنيف ومن<br />
التعذيب، وتعذيبها األسرى المسلمين ماديا ومعنويا، واحتجازهم<br />
في سجون سرية، حيث ال يعلم ذووهم عنهم شيئا، واعتقالهم لمدد<br />
غير محددة دون توجيه أية تهم، كل هذه الجرائم تعطي األمة المسلمة<br />
الحق في أن توقف العدوان األمريكي، وأن تعامل أمريكا بالمثل.<br />
لقد كان من أول اإلجراءات التي اتخذها أوباما بعد توليه منصبه هو<br />
العفو عن محققي السي آي إيه الذين مارسوا التعذيب ضد المسلمين،<br />
ليرسل رسالة واضحة للمسلمين؛ أننا سنظل نعذب أسراكم، وأن كل<br />
ما وقعنا عليه من معاهدات من التعذيب ومعاملة األسرى هي لنا<br />
وليست لكم، ولن تنالوا منا إال اإلجرام والنكال واإلهانة.<br />
إخواني المسلمين: إننا لن نحرر أسرانا إال بالقوة، التي ال تفهم<br />
أمريكا لغة غيرها. إن األسرى لن يتحرروا باألماني وال باالحتجاج<br />
والتوسل، ولكن بأن نأسر من أعدائنا مثلما أسروا منا.<br />
لقد كانت الغزوات المباركات في الحادي عشر من سبتمبر<br />
نتيجة للجرائم األمريكية المتكررة على المسلمين، وبسبب احتالل<br />
األمريكان ألراضي المسلمين، واليوم بعد اثنتي عشرة سنة من تلك<br />
الغزوات قدم األمريكان مزيدا من الجرائم المحفزة للمسلمين على<br />
تكرار تلك الغزوات.<br />
| 10 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 11
إن من مبشرات النصر لألمة المسلمة أن األمريكان يصرون على<br />
االستمرار في نفس األخطاء، ويصرون على الركض في نفس النفق<br />
المظلم، وينتقلون من فشل لفشل ومن هزيمة ألخرى، ولعل هذا من<br />
تدبير الله لهم ليهلكهم كما أهلك األمم المتكبرة من قبلهم. لقد دعا<br />
سيدنا موسى عليه السالم على فرعون وقومه فقال:}وَقَالَ مُوسَ ى<br />
رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِ رْعَ وْنَ وَمَ ألَ َهُ زِ ينَةاً وَأَمْ وَاالاً فِ ي الْحَ يَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِ لُّوا<br />
عَ نْ سَ بِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِ سْ عَ لَى أَمْ وَالِهِ مْ وَاشْ دُدْ عَ لَى قُلُوبِهِ مْ فَالَ يُؤْمِ نُوا<br />
حَ تَّى يَرَوُا الْعَ ذَابَ األْ َلِيمَ{)يونس -88(. إنها غطرسة اإلمبراطوريات<br />
التي ترفض قبول الحقائق فتسوق نفسها للهالك.<br />
إن هذه الغطرسة األمريكية توجب على األمة المسلمة أن تتصدى<br />
لها، والتصدي لها ليس بالمستحيل، علينا أن نستنزف أمريكا<br />
اقتصاديا باستفزازها لتستمر في إنفاقها الهائل على أمنها، فإن نقطة<br />
ضعف أمريكا هي في اقتصادها الذي بدأ يترنح من نزيف اإلنفاق<br />
العسكري واألمني.<br />
وإذا وفقنا الله سبحانه ألن ندفعها لالستمرار في نزيف<br />
اإلنفاق العسكري واألمني فستسقط قريبا بإذن الله كما سقطت<br />
أسئلة يجب أن نسألها<br />
•إذا كانت ضربات الطائرات األمريكية المسيرة ضد القاعدة ناجحة، فلماذا<br />
المجاهدون في اليمن بعد كل تلك السنوات قادرون أن يجعلوا الواليات<br />
المتحدة تغلق 22 سفارة لها في الشرق األوسط وأفريقيا لمدة أسبوع؟<br />
•كيف يمكن أن يحمي إغالق سفارات أمريكية لمدة أسبوع المصالح األمريكية<br />
طوال العام؟ أم كانت قصة اإلغالق تلك تبريرا لبرامج وكالة األمن القومي<br />
األمريكية غير المشروعة؟<br />
•أال يساوي من يقاتلون في صفوف الجيش األمريكي »مقابل الحصول على<br />
الجنسية األمريكية« ثمن كلب صيد؟ لماذا ال يتم تكريمهم على األقل بمنحهم<br />
أوسمة »ديكن« التي تمنح للحيوانات المشاركة في الحروب؟<br />
•إذا كان عدد حاالت االغتصاب واالعتداء الجنسي التي ترتكب داخل الجيش<br />
األمريكي بلغت 26 000. حالة خالل عام واحد، فكيف يمكن لرجل عنده<br />
ذرة رجولة أن يدع زوجته أو ابنته أو أخته تلتحق بالجيش األمريكي رغم أن<br />
المتحرشين المفترسين فيه هم الرؤساء ذوو البدالت العسكرية؟<br />
•أوليس أمرا محزنا أن يكون »بو« -كلب أوباما -يتناول عشاء أفضل من ذلك<br />
الذي يتناوله 100 مليون أمريكي، رغم أن ثمن وجبة عشاء ساني يتحملها<br />
دافعو الضرائب األمريكيون؟<br />
•إذا كان هؤالء الذين يقترفون إساءات ضد اإلسالم لديهم الحق في التعبير<br />
عن أنفسهم، فلماذا ال تعد أفعال أسانج وسنودن ومانينج وهاموند من حرية<br />
التعبير أيضا؟<br />
اإلمبراطوريات المستكبرة من قبلها.<br />
إن استمرار نزيف اإلنفاق العسكري واألمني يتطلب منا أن نجعل<br />
أمريكا في حالة توتر وترقب متى وأين ستأتيها الضربة القادمة؟<br />
وإبقاء أمريكا في توتر وترقب ال يكلفنا إال ضربات متفرقة هنا<br />
وهناك، أي كما هزمناها بحرب العصابات في الصومال واليمن<br />
والعراق وأفغانستان، فعلينا أن نتعقبها بتلك الحرب في عقر دارها.<br />
وهذه الضربات المتفرقة يمكن أن يقوم بها أخ واحد أو قلة من<br />
اإلخوة. ومع هذه الضربات علينا أن نترصد ونتربص ونتحين أية<br />
فرصة إلنزال ضربة كبيرة بها، ولو صبرنا على ذلك سنينا.<br />
وعلينا باإلضافة لذلك أن نحث أمتنا على المقاطعة االقتصادية<br />
ألمريكا ولحلفائها، وأن نبين لهم أن كل دوالر نشتري به سلعة من<br />
أمريكا وحلفائها يتحول لرصاصة أو شظية قذيفة تقتل مسلما في<br />
فلسطين أو أفغانستان، أو يتحول لوقود لدباباتها وطائراتها وسفنها<br />
التي تحتل أراضينا. بل علينا أن نحث األمة على التخلي عن الدوالر<br />
واستبداله بعمالت الدول التي ال تشارك في العدوان علينا.<br />
بلغة األرقام<br />
يف الواليات املتحدة، يقول واحد من كل أربعة رجال<br />
سود أنهم يتلقون معاملة ظاملة من الرشطة.<br />
باإلضافة إىل ذلك فإن ما نسبته %24 من الذكور<br />
السود الذين ترتاوح أعمارهم بني 18 إىل 34 عاما<br />
تلقوا معاملة غري عادلة من قبل الرشطة خالل شهر<br />
يوليو 2013 وحده، وذلك مقارنة بنسبة %13 من<br />
األمريكيني الالتينيني الذين قالوا أنهم تعرضوا لألمر<br />
ذاته.<br />
فرانك نيوبورت -رئيس تحرير مؤسسة جالوب األمريكية<br />
لألبحاث.<br />
%79 من األمريكيني يرون أن اقتصاد بالدهم ما<br />
زال يعاني حالة ركود وذلك مقارنة ب %19 من<br />
األمريكيني ال يعتقدون ذلك.<br />
استطالع رأي أجرته صحيفة الواشنطن بوست ومحطة<br />
أخبار إيه بي يس نيوز. )ديسمرب 2013(<br />
يشعر واحد من كل ثالثة آباء وأمهات ألطفال<br />
أمريكيني باملستوى الدرايس الثاني عرش بالخوف<br />
عىل أبنائهم أثناء وجودهم يف املدرسة.<br />
مؤسسة جالوب األمريكية لألبحاث. )ديسمرب 2013(<br />
الشيخ نرص اآلنيس<br />
نار<br />
تحت الرماد<br />
يحاول اإلعالم األمريكي إعطاء صورة براقة عن اإلمبراطورية األمريكية بكونها المحبوب األول عند كل البشر، وأنها راعية السالم<br />
في العالم، وأنها المدافع األول عن حقوق اإلنسان، وصاحبة القيم والمبادئ والداعية إليها، فهل هذا فعال ما يشعر به المليارات<br />
من الناس ويعتقدونه، أم أن الواقع على خالف ذلك.<br />
إذا كان الشعب األمريكي قد اقتنع فعالً بهذا، فهو في الحقيقة قد وقع في ورطة كبيرة وال يعرف قدر الجحيم واألهوال التي<br />
تنتظره، خاصة ودولتهم العظمى تلفظ أنفاسها األخيرة.<br />
أتتذكر أيها الشعب األمريكي كم كنت تسخر من الروس وهم يصفقون لجورباتشوف في الكرملين، بينما كان االتحاد السوفييتي<br />
يتهاوى وينهار، كانت مهزلة حقيقية، وتجاهال مخزٍ ألوضاع ال يمكن ألي حكومة تحترم شعبها أن تتجاهله.<br />
أال ترى أن ما كنت تسخر منه في السابق هو ما يسخر منه اآلخرون اليوم منك ومن حكومتك.<br />
أليس األولى بحكومة أمريكا أن تصارح شعبها بحقيقة ما يجري، وما ستؤول إليه األمور في السنوات القليلة القادمة، أليس من<br />
حق الشعب األمريكي أن يعرف ماذا ينتظره، وما يجب عليه أن يفعله لمواجهة هذا الواقع؟<br />
وما يزيد هذا األمر أهمية أن أمريكا كانت بارعة في خلق البغض والعداء لها، ونجحت نجاحا باهرا في حشد عداء عالمي أممي<br />
ضدها بطغيانها، وسياستها التوسعية اإلمبريالية.<br />
أن ما حدث في هيروشيما وناجازاكي، ال تظنوا أن اليابانيين قد نسوه، وكذلك ما قامت به أمريكا في فيتنام وبنما وما تقوم به في<br />
العالم اإلسالمي، بل حتى ما حصل لأللمان من إذالل بعد الحرب العالمية الثانية، ال تظنوا أن األلمان قد نسوه، ولن ينسى ضحايا<br />
المجاعات آالف األطنان من القمح التي كنتم تلقون بها في المحيط ، بينما أطفالهم يموتون جوعاً أمام أعينهم، وماليين األطفال<br />
الذين ماتوا تحت حصار ترسانتكم العسكرية، وبآثار إشعاعات أسلحتكم المحرمة، في صراع لم يكونوا طرفا فيه في يوم من<br />
أيام حياتهم القصيرة، وكل أمة ظلمتها أمريكا يستحيل أن تنسى مظلمتها، و إنما هي نار تحت الرماد الساكن، و أحقاد مدفونة<br />
تتأجج في الصدور، توشك أن تتفجر في وجه األمريكان، وإنما ينتظر الجميع اللحظة المناسبة لالنتقام، ولهذا فأنا أبشركم<br />
بمستقبل مظلم أسود مريع ينتظركم، ولحظة انتقام ليست من المسلمين فقط، بل من أعداء كثيرين قد تكونوا نسيتموهم أو ال<br />
تعرفونهم، ولكنهم لم ينسوكم يوما.<br />
نعم إن األمم تمر بنفس المراحل التي يمر بها اإلنسان، فاإلنسان يبدأ حياته بميالد جديد، طفولة، ثم ريعان الشباب، ثم شيخوخة،<br />
وفي النهاية صراع مع الموت، وال يشك عاقل بأن هذه هي المرحلة التي وصلت إليها أمريكا اليوم.<br />
ولكن كما أن نهايات الناس تختلف فكذلك نهايات األمم تختلف وتتباين، وكل نهاية ما هي إال نتيجة وانعكاس لتاريخ هذا اإلنسان<br />
أو هذه األمة.<br />
فال تحلم أمة تحمل أبشع تاريخ إجرامي عرفته البشرية بنهاية سعيدة وميتة هادئة على سرير دافئ.<br />
| 12 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 13
نصيحة<br />
حافظ األوربي<br />
خالصة من مهاجر<br />
قال رسول الله [ في الحديث: »الدين النصيحة« لذا فإنني أود فعل ذلك بإسداء النصيحة إلخواني وأخواتي األعزاء في األمة المسلمة، خاصة هؤالء الذين<br />
-لبعض األسباب -ما زالوا يقيمون في أوروبا والواليات المتحدة األمريكية، أدعوهم فيها لاللتحاق بصفوف المجاهدين المتنامية الحجم في أرض الجهاد،<br />
أو لتنفيذ عمليات جهادية داخل دار الكفر نفسها.<br />
إنك لست حتى مضطرا لتنفيذ ذلك ضمن مجموعة، بل يمكنك أن تنفذه بنفسك. فقط ال تخبر أحدا، ولو كان أقرب أصدقائك. وتذكر أن لديك الكثير من<br />
األدوات المتاحة لتنفيذ مثل هذه العمليات. وإن كنت بحاجة إلى أفكار، فقط ادخل إلى شبكة اإلنترنت، ويفضل من مقهى انترنت لكي ال تتمكن السلطات<br />
األمنية من تعقبك بسهولة. أيضا ال تنس استخدام برامج البروكسي. وغني عن القول أنك يمكن أن تحصل على بعض المساعدة من هذه المجلة التي بين<br />
يديك »إنسباير«.<br />
»تسارناييف يف الغابة«، موازنة املعادلة، هذا ما يفعله -بالضبط- متخف ال يعلمه الرجال، ولكن يكفي أن<br />
الله العليم بكل يشء يعلمه. ينظر حوله فريى املباني واملنازل محطمة، والناس مرشدون. يفكر، »أتذكر<br />
مقاطع مرئية مشابهة لهذا املشهد. . آه نعم يف فلسطني!«. ينظر إىل السماء فوقه، »طائرات يف سماء الواليات<br />
املتحدة؟ إن منظرا مشابها لهذا يوجد يف وزيرستان والصومال واليمن. نريان حرائق الغابات مقابل نريان<br />
صواريخ الهيل فاير، واحدة بواحدة«. يستمع إىل املذياع، ويصيح: »ماذا؟ خزانات ماء ملوثة؟ هذا ليس<br />
حتى بخرب! فالنفايات األمريكية قد لوثت سواحل الصومال بقدر أكرب من هذا!« يشاهد أخبار الطقس،<br />
»تغريات مناخية يف الواليات املتحدة، وأسوأ موجة جفاف يف كاليفورنيا منذ 163 عاما، و. . . و. . . إلخ هذا<br />
الهراء. إذن؟ ليس هناك جديد، فهذه نفس النتيجة التي سببتها الصناعات األمريكية يف أفريقيا وآسيا«.<br />
يؤدي صالة الفريضة، ويرفع يديه إىل السماء، تتحدر الدموع عىل وجهه، ويقول: »يا رب تقبل جهادي« يخرج تذكرة<br />
سفره من جيبه، لقد حان الوقت! يتوجه إىل والية أخرى ليزيد من ديون أمريكا باستخدام علبة أعواد ثقابه املتواضعة.<br />
إذا كان لديك اإلخالص والجدية، فقط اجلس<br />
مع نفسك وفكر بما تمر به هذه األمة، وما يعانيه<br />
إخوانك وأخواتك في أنحاء البالد اإلسالمية،<br />
وسوف تدرك إن شاء الله أنه فرض عين عليك<br />
أن تقوم بما عليك وتدافع عنهم وتحاول أن تحرر<br />
األمة من الحالة التي تعيشها. ما هو األمر الذي<br />
يفصلك عن باقي األمة؟ يجب أن نناضل من<br />
أجل إقامة شريعة الله، وهو أمر لن تحصل عليه<br />
بالمجان، أو بمجرد أدائك الصلوات الخمس<br />
ودعائك. بل هو أمر قد تحقق في السابق بالدماء<br />
والتضحية بكل شيء . . . . كل شيء!<br />
بالنسبة إليَّ ، فقد وُلدت وعشت ثالثين عاما في<br />
أوروبا، وأعلم كل شيء عن الحياة هناك، وليس<br />
باألمر الجيد لنفس مسلمة أن تعيش في مثل<br />
هذه البيئة. إن األمور التي تراها بعينيك ليس<br />
من الجيد لمسلم أن يراها. في كل مرة تشغل<br />
التلفاز فإن عينيك معرضة لمشاهدة شيء محرم.<br />
أال تعلم أن عينيك سوف تشهدان عليك في يوم<br />
مقداره 50000 سنة؟ هل تجرؤ حتى أن تدع<br />
هذه الفكرة تدخل إلى رأسك؟ وماذا عن الحديث<br />
الذي قال فيه رسول الله ]: »أنا بريء ممن يقيم<br />
بين ظهراني المشركين«.<br />
إن أحد أسباب هجرتي كان مشاهدتي لرجل<br />
وامرأة يرتكبان الزنا بالقرب من درج إحدى<br />
الكنائس في بلدي، وعندها قلت لنفسي: »حسنا،<br />
إلى هنا وكفى!« ثم قمت ببعض الترتيبات وحاولت<br />
الهجرة على الفور، ولكن تم رفض طلب دخولي<br />
اليمن بسبب مشكالت في التأشيرة. لكن سبحان<br />
الله »إن الله مع الصابرين«. فبعد عام كامل يسر<br />
الله لي األمر ودخلت اليمن رغم كل العوائق<br />
وقطعت الطريق مباشرة إلى أبين والحمد لله!<br />
وأنت يا أخي المسلم العزيز، إذا لم تهاجر اآلن<br />
فمتى؟ إلى متى ستبقى في دار الكفر تستمع ألئمة<br />
المساجد الذين يقولون : »هذا هو وقت الصبر<br />
والتسامح، إننا ضعفاء للغاية وعلينا فقط أن<br />
نستسلم. . «. ال! إن هذا ليس العهد المكي، العهد<br />
المكي كان منذ 1435 سنة.<br />
إن معظم العلماء الصادقين الذين تتحدد مهمتهم<br />
الرئيسية في إرشاد األمة إما موجودون داخل<br />
السجون أو قضوا نحبهم أو مع المجاهدين<br />
يقاتلون.<br />
ال تتوقع من كثير من العلماء الذين تشاهدهم<br />
في التلفاز واإلنترنت أن يهدوك طريق الحق<br />
عبر خطبهم، بل يجب عليك أن تعلم اآلن أن هذا<br />
ليس وقت المصابرة والتسامح، وليس الوقت<br />
لالستسالم، وإنما هو وقت النهوض والقتال<br />
باستخدام أي وسيلة في متناول يديك.<br />
أيها المسلم العزيز، أال ترى رايات ال إله إال<br />
الله يتعاظم رفعها في شوارع بالدنا المسلمة؟<br />
أال ترغب في نيل شيء من أجر ذلك وثوابه؟ إن<br />
األمة تناديك وتدعوك، ونحن اآلن لدينا جيوش<br />
من المجاهدين في العراق وأفغانستان وباكستان<br />
وهنا في اليمن والجزائر ومالي والصومال<br />
وسوريا والشيشان وداغستان ومصر ونيجيريا<br />
وليبيا والقائمة تطول ولله الحمد.<br />
أال ترغب في أن تكون جزءا من الجيوش التي ترفع<br />
راية التوحيد، والتي سوف تعيد إقامة الخالفة إن<br />
شاء الله؟ إننا لن نتمكن من تحقيق ذلك بدون<br />
السالح والتضحية بكل ما يتطلبه تحقيق هذه<br />
الغاية؛ ال تنسانا من دعائك.<br />
والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته.<br />
| 14 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 15
سؤال وجواب<br />
مع<br />
الشيخ أنور العولقي<br />
- رحمه اهلل -<br />
إجابات الشيخ أنور عىل األسئلة التي تم إرسالها إىل برنامج : »أرسل أسئلتك للشيخ أنور العولقي«<br />
الذي تم اإلعالن عنه يف العدد السادس<br />
سؤال مرسل بالربيد اإللكرتوني:<br />
حول حكم قتل الكفار املدنيني غري<br />
املقاتلني يقول الشيخ ابن عثيمني<br />
أنه يجوز رشعا قتل هؤالء إذا كان<br />
الكفار يقتلون املدنيني لدينا ألن اآليات<br />
القرآنية تقول أنه يمكن لنا أن نعامل<br />
الكفار باملثل، ولكن البعض يقول أن<br />
هذا غري صحيح، ذلك أنه لو اغتصب<br />
الكفار نساء مسلمات فإنه ال يمكننا<br />
الرد باملثل واغتصاب نسائهم، فماذا<br />
نقول لهؤالء؟<br />
يبذلون الكثري من الجهد يف محاولة لتخويفنا<br />
من انتهاج مثل هذا املسلك يف القتال، ألنه<br />
بالنسبة ألولئك الذين يفهمون كيف تعمل<br />
الديمقراطية، عندما تبدأ جماعة ما يف<br />
مهاجمة شعب ينتمي لدولة ديمقراطية بدال<br />
من استهداف جيشها فإنك قد تنتهي بفتح<br />
باب رش لن تتمكن النخبة السياسية يف تلك<br />
الدولة من إغالقه.<br />
ترضب املدنيني فأنت ترضب الغرب يف موطن<br />
هو األشد إيالما بالنسبة له وهذا هو مقصود<br />
تكتيكاتنا.<br />
اإلجابة: أوال وقبل كل يشء فإن هناك أمورا<br />
وأود أن أقول أيضا إلخواني أننا نريد أن نفهم<br />
الهدف من عملياتنا. إن الهدف الرئيس ليس<br />
هو إيقاع أكرب عدد من القتىل بل تحقيق أقىص<br />
فائدة وتأثري عىل العدو. وعىل ذلك فعملية مثل<br />
عملية الطرود املفخخة لم تقتل يف حقيقة<br />
األمر أي أحد إال أنها حققت تأثريا يتجاوز ما<br />
إنك ال تعلم كيف ستكون ردة فعل الجماهري يمكن أن تحققه عملية ينتج عنها قتل عرشات<br />
حيال مثل هذه الهجمات. يف إسبانيا عىل األشخاص. والسبب يف ذلك أن عملية الطرود<br />
سبيل املثال ركلت الجماهري حكومة خوسيه املفخخة -التي وصفها العدو بالفاشلة ونحن<br />
أثنار بعد تفجريات مدريد. إن أي شعب يف بلد مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 17<br />
نسميها عملية االستنزاف ونعتربها ناجحة مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 غربي سوف يبدأ يف طرح العديد من األسئلة ينبغي توضيحها:<br />
إذا شعر بتعرضه للخطر، سوف يطرح الناس بكل األشكال- قد كبدت العدو خسائر<br />
لم يكن املسلمون أول من أقحم املدنيني يف<br />
أسئلة من نوع: ملاذا نقاتل يف حروب تبعد عنا بمليارات الدوالرات جراء إضافة املزيد من<br />
هذه الحرب. بل األمريكيون هم من فعل ذلك،<br />
آالف األميال؟ ملاذا ندعم إرسائيل؟ ما الذي قد اإلجراءات األمنية، ومليارات الدوالرات من<br />
وفعلوه عىل نطاق يختلف بشكل هائل عما<br />
نستفيده كأمة ومجتمع جراء دعم إرسائيل؟ الخسائر الناتجة عن فقد عائدات اقتصادية<br />
قام به املسلمون. فهم قتلوا ماليني املسلمني<br />
هل يستحق ذلك الدعم دفع مثل هذا الثمن؟ يسببها تشديد اإلجراءات األمنية. إن ردة<br />
املدنيني بدم بارد خالل حصار العراق الذي<br />
إن النخبة السياسية يف دول الغرب ال تريد من الفعل النفسية الخرقاء إلدارة أوباما حيال<br />
كان سابقا عىل هجمات الحادي عرش من<br />
شعوبها أن تطرح عليها مثل هذه األسئلة، تلك العملية اضطرتها التخاذ إجراءات<br />
سبتمرب.<br />
لذلك فهذه النخب تريد أن تبقي عىل شعوبها أمنية جديدة وإجبارية يف جميع املطارات<br />
األمريكية، ما سوف يكلفها أمواال باهظة،<br />
وتفاقما يف أزمات الشعب األمريكي وهو األمر<br />
األكثر أهمية. إنه ألمر مثري كيف أن الحكومة<br />
األمريكية تدعي أننا نهاجم األمريكيني بسبب<br />
نائمة، واألمر املثري للسخرية أن عمليات<br />
املجاهدين التي تستهدف تلك الشعوب هي<br />
التي قد توقظها من سباتها وتدفعها لطرح<br />
األسئلة التي تصب يف مصلحتها. ولكن إذا<br />
ثانيا: إنه ألمر مذهل كيف يريد الغرب أن<br />
يمارس أفعاال جشعة واستعمارية وظاملة<br />
واحتاللية ينهب بها ثروات العالم اإلسالمي<br />
ويدعم من خاللها احتالال عنرصيا وحشيا<br />
لفلسطني التي هي قلب العالم اإلسالمي، ثم كانت الهجمات ال توقظهم، بل تجعلهم أكثر حرياتهم، ثم تستخدم عملياتنا كذريعة<br />
بعد كل ذلك ال يتوقع ردااً أيا كان نوعه من تصميما عىل االستمرار يف دعم حكوماتهم لتضييق مساحة حريات الشعب األمريكي.<br />
املسلمني، بل ويصور بكل وقاحة املسلمني يف ممارساتها املعادية للمسلمني، فال بأس<br />
إن تضييق الحريات االجتماعية هو جانب<br />
الذين يدافعون عن أنفسهم بأنهم هم حينئذ ألنهم يكونون قد نالوا ما يستحقونه<br />
من خسائر الحرب تسبب به األمريكيون<br />
املعتدون. ما أقصده أن هكذا افرتاء ال يمكن باعتبارهم مشاركني لحكوماتهم عرب<br />
ألنفسهم.<br />
أن يتقبله الناس ما لم يكن لدى الغرب أدوات التصويت لها ودعمها بدفع الرضائب التي<br />
إلقناع الناس بمثل هذه الكذبة وهذا التشويه تمول الحرب عىل اإلسالم، ففي هذه الحالة أمريكا ومعها الغرب يف طريقهم إىل الخروج<br />
للتاريخ، ولكن الغرب بالفعل لديه األدوات هم مشاركون باملال واألصوات االنتخابية. )من بلدان املسلمني(. وإخواننا يف حاجة<br />
ليدركوا أن عملياتهم يف الغرب هامة جدا يف<br />
املناسبة لذلك أال وهي أدوات اإلعالم. لقد نجح<br />
هذه املرحلة من الحرب، ألنهم سيكشفون أن<br />
بناء عىل ذلك فلو سألتني من ناحية التكتيك،<br />
اإلعالم يف تشويه الحقائق وتقديم الباطل عىل<br />
الحرب عىل اإلرهاب كانت يف حقيقتها فشال<br />
هل استهداف املدنيني يف الغرب يعد أمرا<br />
أنه حق والرش عىل أنه خري.<br />
وخطأ، وأن هذه الحرب ضد العالم اإلسالمي<br />
جيدا؟ فسوف أقول لك نعم ألنه أكثر فعالية<br />
واآلن نعود إىل مسألة استهداف شعوب الدول وقوة بكثري؛ فاملتوقع بشأن العسكريني أنهم<br />
ليست هي السبيل للدفاع عن الغرب.<br />
التي تحاربنا. هل يجوز ذلك أم ال؟ حسنا، سوف يموتون بأي حال، لذا فهم عندما<br />
بداية وقبل كل يشء ملاذا يهتم الغرب للغاية يسجلون أسماءهم يف الخدمة العسكرية فهم لكن أوال نحن نحتاج للنظر فيما إذا كانت<br />
بهذا األمر، وملاذا يتحدث كثريا بشأنه؟ إن يفعلون ذلك للمشاركة يف القتال ثم ليقتلوا هذه العمليات حالل أم حرام. سننظر يف<br />
هذا تأكيد عىل أن هذا الشكل من الحرب أو يُقتلوا. فالجندي عىل أي حال يف خطر موقفني منذ عهد النبي –صىل الله عليه وآله<br />
يؤلم الغربيني. إنهم يأملون عندما نستهدف وهذه الخطورة متضمنة يف طبيعة عمله. وسلم- هما البيات والرمي باملنجنيق.<br />
لكن املدني ليس كذلك. من أجل هذا فعندما<br />
مدنييهم، وهو أمر يشغلهم ويقلقهم ولذا فهم
املقصود بالبيات هو مهاجمة العدو ليال.<br />
وخالل القتال يسقط حتما قتىل من النساء<br />
واألطفال والعجائز بسبب عدم قدرة املغريين<br />
عىل التمييز يف الظالم. فسأل أحد الصحابة<br />
رسول الله –صىل الله عليه وآله وسلم– عن<br />
جواز قتل النساء واألطفال أثناء البيات فأجاز<br />
النبي –صىل الله عليه وآله وسلم– ذلك. وقد<br />
ورد هذا بسند صحيح يف صحيح مسلم وغريه<br />
من كتب الحديث.<br />
وقد سأل قوم اإلمام أحمد عن جواز استخدام<br />
البيات يف قتال الكفار يف عرصه فقال: »وهل<br />
يكون غزو الروم إال بالبيات؟« فاملسألة متفق<br />
عليها بشدة لدرجة أن اإلمام أحمد قال: »ال<br />
أعلم أحدا كره البيات«.<br />
أما املنجنيق فقد استخدمه رسول الله –صىل<br />
الله عليه وآله وسلم– أثناء حصاره للطائف<br />
واستخدمته أجيال املجاهدين من بعده.<br />
يقول ابن رشد: واتفق عوام الفقهاء عىل جواز<br />
رمي الحصون باملجانيق سواء كان فيها نساء<br />
وذرية أم لم يكن.<br />
قال أبو حنيفة رحمه الله تعاىل: إذا حرص<br />
املسلمون عدوهم فقام العدو عىل سورهم<br />
معهم أطفال املسلمني يترتسون بهم قال<br />
يرمونهم بالنبل واملنجنيق يعمدون بذلك أهل<br />
الحرب وال يتعمدون بذلك أطفال املسلمني.<br />
وقال الشافعي يف األم: ثم لم يزل املسلمون<br />
والسلف الصالح من أصحاب محمد صىل<br />
الله عليه وآله وسلم يف حصون االعاجم قبلنا<br />
عىل ذلك لم يبلغنا عن أحد منهم أنه كف عن<br />
حصن برمي وال غريه من القوة ملكان النساء<br />
والصبيان وملكان من ال يحل قتله ملن ظهر<br />
منهم.<br />
فهل يف وسعنا أن نلقي بوسائل قتال عمرها<br />
1400 عام من النافذة ونخرتع فجأة قواعد<br />
جديدة من عند أنفسنا؟ هكذا قاتل رسول<br />
الله – صىل الله عليه وآله وسلم – والصحابة<br />
والخلفاء الراشدون واألمويون والعباسيون<br />
واملماليك والعثمانيون. جميعهم استخدم<br />
املنجنيق وبعدها املدفعية يف قصف املدن. إن<br />
ما يفعله املنجنيق هو التايل: رمي صاروخ<br />
سواء كان من الحجارة أو من حاوية مليئة<br />
بمواد حارقة إىل داخل مدينة ما، وبهذا فهو<br />
قد يصيب امرأة أو طفل كما قد يصيب<br />
رجال أيضا. وهذا بالضبط مثل وضع قنبلة<br />
يف واشنطن أو لندن أو أي مدينة غربية، فال<br />
فرق بني ذلك وبني ما كان يفعله سلفنا طيلة<br />
1400 عام.<br />
عىل الجانب اآلخر، فإننا نعلم بوجود حديث<br />
نهى فيه النبي – صىل الله عليه وآله وسلم<br />
-عن قتل النساء واألطفال، فكيف نجمع بني<br />
ما ذكرناه سابقا وبني هذا الحديث؟ اإلجابة<br />
هي أن النساء واألطفال ال يجوز استهدافهم<br />
منفردين قصدا، وإذا وقعوا كأرسى لدى<br />
املسلمني يف الحرب فال يجوز إعدامهم. عرب<br />
تاريخنا كان املسلمون يستبقون من يقع يف<br />
أيديهم كأرسى من النساء واألطفال أحياء،<br />
وذلك خالف ما فعل الصليبيون مثال والذين<br />
ذبحوا آالف املسلمني األرسى لديهم، أو املغول<br />
الذين أبادوا أهايل عدة مدن بأكملها من<br />
املسلمني. ولكن عندما يكون هناك خليط من<br />
الرجال والنساء واألطفال املندمجني يف مدينة<br />
أو قرية واحدة، فال شك أنه يجوز استهدافهم<br />
عىل أن كون ذلك بنية عدم تقصد قتل النساء<br />
واألطفال. وبناء عليه، فإن مهاجمة مراكز<br />
تجمع سكاني مثل مدن أمريكية وبريطانية<br />
وفرنسية وأملانية بقنبلة أو سالح ناري هو أمر<br />
جائز قطعا.<br />
بعد ذلك ينبغي علينا النظر يف أمر آخر ورد<br />
يف سؤال السائل وهو هل يجوز لنا أن نعامل<br />
عدونا بمثل ما يعاملنا؟ إن الحرب هي أمر<br />
ينشب بني جانبني، لذلك فإنك ال تستطيع أن<br />
تضع قواعد تضيق بها عىل نفسك يف حني أن<br />
عدوك ال يلتزم بمثل هذه القواعد. إن الواليات<br />
املتحدة وبريطانيا وفرنسا مذنبون جميعا<br />
بارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق اإلنسان<br />
ضد املسلمني، ثم يأتون بعدها ليلقوا عىل<br />
مسامعنا املحارضات حول أخالق الحرب. ثم<br />
من هو هذا املسلم الذي لديه من الوقاحة ما<br />
يكفي ليأتي ويقول لنا أنه ال يجوز لنا الثأر<br />
من أمريكا وحلفائها بعد أن قصفت الطائرات<br />
األمريكية املسرية يف باكستان أكثر من مائة<br />
مرة يف العام 2011 وحده! ونحن جميعا نعلم<br />
من هم ضحايا تلك الهجمات.<br />
سؤال مرسل بالربيد<br />
سؤايل الذي أطرحه يعد اعتياديا إذ سأل<br />
الكثري من إخواننا أسئلة مشابهة له من<br />
قبل. إن لدي الرغبة يف أن أضحي بحياتي<br />
يف سبيل الله سبحانه وتعاىل، وأن أنال<br />
الشهادة يف سبيله وأن أواجه األعداء يف<br />
مرحلة »الجهاد باليد«. لكن الفرصة ال<br />
تسنح لنا بتحقيق ذلك بسبب مشكالت<br />
أمنية يعانيها األخوة جراء الزمن<br />
الصعب الذي نعيشه. وثانيا: إذا كان<br />
هناك شخص لديه رغبة ملحة للقتال<br />
يف سبيل الله سبحانه وتعاىل وليس<br />
لديه قناة اتصال يستطيع من خاللها<br />
الوصول إىل اإلخوة يف الجبهات، ماذا<br />
ينبغي عليه أن يفعل؟ هو ال يستطيع أن<br />
يجد أي شخص يدله عىل سبيل لاللتحاق<br />
باألخوة ولكن لديه رغبة كبرية يف القتال<br />
يف سبيل الله وأن يضحي بحياته يف سبيل<br />
الله تعاىل فماذا عساه أن يفعل؟ برجاء<br />
اإلجابة عن أسئلتي هذه ألنني غري قادر<br />
عىل الوصول ألي شخص يساعدني.<br />
اإلجابة: سواء كان األخ لديه قناة اتصال<br />
تمكنه من اللحاق باألخوة أم ال فاألفضل<br />
له أن يؤدي واجبه بالجهاد يف الغرب. يف<br />
جبهة القتال أنت مجرد جندي آخر لكن<br />
يف الغرب أنت تمثل جيشا بأكمله. عندما<br />
جاء الصحابي نعيم بن مسعود –ريض الله<br />
عنه- إىل رسول الله –صىل الله عليه وآله<br />
وسلم- ليلتحق بجيش املسلمني يف غزوة<br />
األحزاب كما ذكر رواة السرية، قال له النبي<br />
-صىل الله عليه وآله وسلم- ما معناه: أنت<br />
معنا مجرد رجل واحد، ولكن ارجع إليهم<br />
)املرشكني( وخذل عنا العدو واضعفه من<br />
الداخل ما استطعت. فنصيحتي إليك هي:<br />
أنت يف وسطنا مجرد رجل واحد، فابق حيث<br />
أنت وخذل عنا العدو وأضعفه من الداخل ما<br />
أمكنك ذلك. إذا كان لدينا أخوة يستطيعون<br />
نقل املعركة إىل أمريكا وفرنسا وبريطانيا<br />
وأملانيا والدنمارك واسرتاليا فإن ذلك سيكون<br />
أبلغ أثرا يف إضعاف العدو من انتقال أخوة<br />
من تلك البلدان للقتال معنا. لقد جلب الغرب<br />
الحرب والدمار إىل ديارنا، فهيا بنا نمنح<br />
الغرب مثل ما أعطانا.<br />
بيان تعزية يف مقتل القائد حكيم الله محسود -رحمه الله-<br />
َحْ يَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) والصالة والسالم على رسول الله<br />
الحمد لله القائل: )وَال تَحْ سَ بَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَ بِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاًا بَلْ أ<br />
القائل: )لوددت أن أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل. . ) وبعد:<br />
فقد تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ مقتل القائد حكيم الله محسود مع جمع من إخوانه المسلمين في غارة أمريكية غادرة،<br />
نسأل الله أن يتقبل القتلى في عداد الشهداء وأن يعلي منازلهم.<br />
فنعزي األمة اإلسالمية عامة في فقد هذا القائد المجاهد البطل الذي قام مع إخوانه من قبائل وزيرستان بدور تاريخي<br />
في دفع وجهاد الحملة الصليبية األمريكية على أفغانستان، ففتحوا قلوبهم وبيوتهم إلخوانهم المهاجرين، وقدموا أعظم<br />
التضحيات من دماء أبنائهم، ونخص بالعزاء الشعب الباكستاني المسلم األبي الكريم الذي ننظر إليه بكل إعزاز وإكبار<br />
وإجالل، ونحرضه في هذا المقام على االستمرار في االنتفاضة ضد االنتهاك األمريكي السافر لسيادة بالد المسلمين وأن<br />
يسعى في إزالة الحكومات العميلة المتعاقبة التي تبيع دماء المسلمين من أجل حفنة بئيسة من المال الحرام، والتي تتاجر<br />
بمعاناة الشعب وتقتات على جراحه.<br />
وفي ختام هذه التعزية نذكر أمة اإلسالم عامة بأن مقتل القادة وأعيان المجاهدين يزيد الجهاد اشتعاالاً، ويمأل القلوب غيظااً<br />
على أعداء اإلسالم، وستستمر مسيرة الجهاد -بإذن الله- حتى يخرج المحتلون الكافرون من بالد المسلمين، ويسود اإلسالم<br />
هذه المعمورة، إن الله على كل شيء قدير.<br />
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.<br />
تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب<br />
الموضوع: بيان تعزية يف مقتل القائد حكيم الله محسود رحمه الله.<br />
| 18 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 19
| 20 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 21
لقد ترك سمري خان »شهيد الدعوة« -تقبله<br />
الله- كنزا ملن بعده. إن األمر يحتاج ألكثر<br />
من صاروخ لقتل مثل هذا النوع من األبطال.<br />
}<br />
هذا ليس تحليال تاريخيا حول املعضلة اإلرسائيلية، وهو أيضا ليس رسدا<br />
لقائمة ال نهائية من جرائم اقرتفها اإلرسائيليون يف حق الفلسطينيني<br />
ونشطاء السالم والصحفيني األجانب. إنما هو كلمة من قلب امرئ<br />
حطمته رصخات ونداءات أهل فلسطني من البؤساء واملستضعفني<br />
واملضطهدين واملظلومني. إن هذه األسطر هي انعاكس ملا تجيش به<br />
نفس مسلم نبذ جنسيته األمريكية من أجل التضحية بحياته يف سبيل<br />
الله لكي يوجه هذا الغضب فيما ينفع دينه إزاء ذلك الظلم الذي يشاهده<br />
العالم تقريبا بشكل يومي.<br />
ال تظن لوهلة أن كلماتي التي كتبتها هنا جاءت أمال يف تحريك جيش<br />
من الكفار ليأتي وينهي تلك اآلالم. إن الحقيقة التامة تؤكد أنه ليس<br />
هناك جيش يتبع أي دولة اليوم قد يضحي بجنده من أجل هدف فاضل<br />
وجدير بالثناء سوى املجاهدين. هؤالء الذين تركوا وال زالوا يرتكون كل<br />
يشء لحماية أمتهم. أريد أن أتحدث هنا إليك أيها املسلم امللتزم بالعقيدة<br />
اإلسالمية حول موضوع قد يجعل ضمريك املذنب يخفق بصورة أشد<br />
من دق الطبول املدوية. ال، إن هذه ليست قصة شخص أو شاهد عيان<br />
عىل القسوة اإلرسائيلية، بل هي محاولة للعثور عىل روحي. . . وروحك.<br />
. . وسط كل هذا الكم من األنقاض والدماء والجنون.<br />
منذ سنوات مضت، وكناشط إسالمي، حرضت لقاءات وتعلمت يف<br />
حلقات دراسية وشاركت يف احتجاجات مناهضة للحرب، كما نرشت<br />
أفكاري الدينية والسياسية يف اإلنرتنت ودعوت الناس لإلسالم. اعتدت<br />
الدخول يف مناقشات حية يف مسجد الحي مع مسلمني من خلفيات<br />
متنوعة. بالتأكيد كنا نختلف حول موضوعات متنوعة، ولكن حينما<br />
كان األمر يتعلق بإرسائيل لم يكن أبدا ثمة خالف. كل واحد منا كان<br />
يعلم أننا معرضون للمسائلة يوم القيامة جراء صمتنا إزاء ما يحدث.<br />
لقد كانت تلك هي الفكرة األكثر تخويفا بالنسبة لنا. والسبب يف ذلك<br />
أننا جميعا كنا نعلم أن ما يقوم به أغلب الناس حيال فلسطني –يف<br />
إطار االحتجاجات وإلقاء الخطب وكتابة الرسائل إىل أعضاء مجلس<br />
الشيوخ– لم يكن بأي حال سيجهز جيشا فعليا يزيل الدولة اليهودية<br />
بقبضة حديدية.<br />
| 22 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 23
يف بعض األحيان عندما كنت أحرض تلك<br />
االحتجاجات كنت أفكر يف إمكانية أن يكون<br />
الشخص الذي بجواري قد فكر بالفعل يف<br />
حمل السالح. . هل كان ذلك الشخص أعمى<br />
عن رؤية هذا الحل أم أنهم يؤمنون صدقا بأن<br />
صياحهم وهتافهم سيجعل الدولة اإلرسائيلية<br />
تختفي يف الهواء؟<br />
بمرور الوقت ويف النهاية بات الكالم مؤملا.<br />
عندما كان الناس يناقشون املوضوعات التي<br />
كنت أنفجر بشأنها يف املايض، رصت أجد<br />
نفيس هادئا بشكل استثنائي. وكان ذلك<br />
بسبب شعوري العميق بنفاق كبري بسبب<br />
كوني مجرد متكلم، حيث كنت أقول لنفيس<br />
إن النقاش لم يعد يستحق العناء إذ لم تعد يل<br />
حاجة إلثبات وجهات نظري ألي شخص كان،<br />
وإنما كل ما أحتاجه هو أن أكون جزءا من<br />
سبب يغري ما يحدث عىل مرسح العالم. إذا كان<br />
املرء يعلم أن الناس لديهم القدرة عىل القتال<br />
يف سبيل الله، إذن فال يشء يجب أن يمنعهم<br />
من ذلك. إن األمر يشبه كأنك تعلم أنك طائر<br />
غري أنك لم ترفرف بجناحيك مطلقا لتطري.<br />
وبدال من ذلك جعلت من نفسك ثرثارا يتكلم<br />
عن الجناحني وكم هما عظيمان، غري أنك لست<br />
جادا بشأن استخدامهما بنفسك للطريان.<br />
عندما يدب هذا اإلدراك بداخلك فإنك تبدأ<br />
وقتها يف اإلمساك بزمام ما يستحق منك<br />
بذل العناء. وتكون الخطوة التالية لذلك هي<br />
أن تخترب نفسك لتتأكد إذا كنت صادقا أم ال<br />
يف ادعائك. إن هذا األمر يصبح صعبا لهؤالء<br />
الذين يقلقون باستمرار حول العواقب يف هذه<br />
الدنيا بصورة أكرب من قلقهم بشأن العواقب<br />
يف اآلخرة.<br />
أتذكر تلك اللحظات عندما كنت أحدق بحزن يف<br />
شاشة حاسوبي وأنا أشاهد ساعات ال نهائية<br />
من معاناة أهلنا الفلسطينيني. ما زلت أذكر<br />
عندما كانت تدخل أمي إىل غرفتي وتراني إما<br />
عىل وشك البكاء أو حزين للغاية ثم تسألني:<br />
»ملاذا تشاهد هذه املقاطع؟ إنها ال تزيدك إال<br />
حزنا!« بارك الله فيها، لقد أرادت دائما أن<br />
ترى أبناءها سعداء. وكنت أقول لها: »أنا أريد<br />
أن أكون حزينا )بسبب أفعال اإلرسائيليني(.<br />
فكلما ازددت ضيقا ازددت<br />
رغبة يف القيام بيشء عميل<br />
من أجل األمة«.<br />
لم تكن تستطيع فهم<br />
طريقة تفكريي، فعندما<br />
كنت أدعوها ملشاهدة<br />
بعض الثواني من مقطع<br />
كئيب عن فلسطني –مثل<br />
مشهد الفتاة الصغرية التي<br />
رأت آثار مقتل عائلتها<br />
بأكملها عىل الساحل<br />
الفلسطيني – كانت<br />
تسألني دائما لم أشاهد<br />
مثل هذه املقاطع املحطمة للقلب إذا كنت أعلم حقيقة<br />
ما يحدث. وكنت أجيبها برصاحة: »هذه املقاطع تذكرني<br />
بحقيقة ما يحدث يف فلسطني. ربما أعرف ما يحدث هناك<br />
لكنني أريد أن يكون قلبي جزءا منه. إذا فصلت روحي عن<br />
مآسيهم بإشاحة وجهي عن معاناتهم، فإنني سوف أكون<br />
وقتئذ مثل باقي الناس: ال أفعل شيئا سوى التعلق باألمل«.<br />
لم أكن أبحث عن الحزن واألىس، كما لم أكن آمل يف خلق<br />
حالة من الحرسة الدائمة، فديننا ال يسمح بهذا. إال أنني<br />
كنت أحاول أن أكون صادقا مع ربي ونفيس إزاء مأساة<br />
أمتنا. لقد أردت أن أسكب تلك الدموع كي أشعر بالذنب<br />
كوني لم أفعل شيئا حيال معضلة أمتنا.<br />
لقد كنت حزينا من نفيس بسبب حقيقة أنني لم أكن يف<br />
السابق مرتبطا بما فيه الكفاية بالفجيعة الفلسطينية.<br />
قبل ذلك كنت فقط مهتما بإقامة الخالفة واتباع إرشادات<br />
أي منظمة إسالمية بشأن كيفية تحقيق ذلك عرب أسلوب<br />
قانوني وسلمي! أين هي عقول املسلمني؟ فيما يبدو أنها<br />
تسبح يف قناة مليئة بأناس آخرين يبتغون حماية حياتهم<br />
أكثر من حماية هؤالء الذين يقاسون طغيان وإرهاب<br />
األسلحة.<br />
ال يهم من تكون. إذا كنت تعلم أن اإلرسائيليني يظلمون<br />
ويكبتون الفلسطينيني منذ عام 1947، فإن الشعور بالذنب سيدب بداخلك. ولكن بالنسبة للغالبية منا، فإن<br />
هذا اإلحساس يعيش لفرتة قصرية ثم يتالىش عندما نستأنف امليض قدما يف حياتنا. إن األمر يشبه ذلك املشهد<br />
يف فيلم فندق رواندا حيث يخرب الصحفي مدير الفندق بشأن الكيفية التي قد يتفاعل معها العالم حيال املجزرة<br />
قائال: »سيقولون: يا إلهي إنه أمر فظيع. ثم سيذهبون بعدها لتناول العشاء«.<br />
يف أمريكا كنت أتذكر دائما من قراءاتي عن صالح الدين األيوبي كيف أنه كان حتى ال يضحك مع إخوانه، لم<br />
يكن هذا ألنه كان قايس القلب أو غليظ الطباع، ولكن ألن قلبه كان منقوعا يف محيط من اإلحساس بالذنب.<br />
»ماذا سوف أفعل حيال تلك املآيس؟« بعبارة أخرى، كيف يمكنك أن تعيش كمسلم ملتزم بدينه وتدع ذلك<br />
يحدث. إن مسلما حقيقيا مثل صالح الدين سوف يهب ومعه مَ د من أتباعه املخلصني للدفاع عن األمة.<br />
أما اليوم، فإن معظم علمائنا وقادتنا ال يريدون منا أن نكون مثل ذلك عىل اعتبار أن »اإلسالم ليس دين قسوة«.<br />
لو أن شخصا ما قال ذلك لصالح الدين أثناء االحتالل الصليبي لفلسطني، لكان أشاح عنه بوجهه بكل نبل<br />
واستمر يف العمل بجد ليحقق هدفه بغض النظر عما يقول الناس }وَالَ يَخَ افُونَ لَوْمَ ةَ الَ ئِمٍ{ ]املائدة : 54[. إن<br />
غالبية علمائنا اليوم مثل أولئك الذين كانوا يف عرصه وتخلفوا عن القتال بعد سماعهم عن الحجم الكبري لجيش<br />
العدو الصليبي. صالح الدين لم يكن يف حاجة لهم وإنما كان يحتاج إىل الله سبحانه وتعاىل. بعد ذلك، تبني أن<br />
معظم الجيش الصليبي تمزق فيما لقي قائده العام حتفه يف حادث فلم يكن للصليبيني أي فرصة نجاح أمام<br />
الجيش املسلم.<br />
علماؤنا اليوم يتخلفون عن جبهات القتال حول العالم<br />
بسبب الخوف من حجم جيش العدو وتفوقه. لكن<br />
وملفاجأة الجميع أقول إن اليد العليا يف هذه الحرب هي<br />
للمجاهدين. كم عدد املرات التي شهد املجاهدون فيها<br />
حاالت إطالق نريان صديقة بني صفوف العدو؟ كم عدد<br />
املرات التي أصاب فيها املجاهدون العدو باليأس والدمار<br />
باستشهادي واحد فقط؟ إن الكرامات التي نشهدها يف<br />
أرض الواقع مذهلة وتبعث إلينا حقيقة برسالة أن الله<br />
بجانبنا وأنه سبحانه يرى فينا اإلخالص يف العمل من أجل<br />
اإلسالم.<br />
جميعنا يعلم أنه بدون دعم أمريكا املايل إلرسائيل ملا كانت<br />
إرسائيل ببساطة لتصبح الدولة القوية التي هي عليها<br />
اليوم. أنا كمسلم لم أتحمل العيش مع حقيقة أن الدوالرات<br />
التي أدفعها يف الرضائب كانت تذهب إلرسائيل لتقتل أهيل<br />
املسلمني. دعك من هذا، بل لم أكن حتى أحتمل حقيقة<br />
أنني أقيم يف بالد هي العدو األعظم يف عرصنا الحايل –<br />
الدولة التي تمول الطغاة وتشن الحرب الظاملة بدعوى<br />
حماية »حريتها« – وأعيش عىل أرضها مثلما يفعل بقية<br />
الناس.<br />
كنت أقول دوما لنفيس<br />
أنني إذا »استقريت«<br />
يف أمريكا وأصبحت<br />
لدي أرسة ووظيفة ذات<br />
دخل كبري ومنزل جميل<br />
وسيارة وكل ما أتخيله<br />
فإنني أكون حينها قد<br />
فقدت روحي واقرتفت<br />
جريمة أشد من االنتحار.<br />
وأكون وقتئذ قد دفنت<br />
الحقيقة بكل ما تحمل<br />
الكلمة من معنى، وعندها<br />
أستطيع أن أعيش حياة ملؤها االستجمام فيما<br />
أسمح للطغيان اإلرسائييل باالستمرار.<br />
بالنسبة يل، لم يكن أمامي إال الهجرة إىل أرض<br />
الجهاد أو الجهاد يف أمريكا. لم أتخيل نفيس<br />
أبدا أن أقوم بيشء غري هذين الخيارين. ليس<br />
هناك قيمة للحياة إذا رأينا اإلرسائيليني يهدمون<br />
املنازل ويغتصبون العفيفات ويقتلون األطفال<br />
بقذائف الدبابات ويلقون بقنابل الفوسفور<br />
عىل مدارس األطفال، ويسيئون عالنية للدين<br />
اإلسالمي ويقتلون الصحفيني يف وضح النهار،<br />
ويطلقون مجموعات الصواريخ عىل نساء<br />
يحتمني بمنازلهن، ويقتلون نشطاء السالم<br />
األبرياء ويمزقون األجساد بطلقات الرصاص<br />
املتالحقة. ال أستطيع العيش مع نفيس وأنا<br />
عىل علم بكل ما يحدث ثم أدير له ظهري كما<br />
تفعل الغالبية الساحقة من املسلمني الذين<br />
أداروا ظهورهم للجهاد، أنا أرفض أن أموت<br />
كشخص »طبيعي« لديه احتمال كبري يف<br />
دخول جهنم عوضا عن أكون مجاهدا يطمح<br />
أن يكون شهيدا.<br />
إذن أين قلبك وسط كل هذا؟ هل أنت<br />
مستعد للمخاطرة! املخاطرة بأن تموت ميتة<br />
»طبيعية« خالية من الجهاد والتضحية؟ هل<br />
تعترب نفسك حقا من هؤالء الذين يخشون<br />
موقفهم يوم القيامة؟ ألم يتحدث النبي -صىل<br />
الله عليه وآله وسلم- عن الشهيد باحرتام<br />
ورغبة كبريين؟ سل نفسك هذا السؤال: من<br />
الذي سيوقف الظلم اإلرسائييل؟ هل هي األمم<br />
املتحدة؟ أمريكا؟ أم بعض االحتجاجات حول<br />
العالم؟ أم بعض الرسائل ألعضاء مجلس<br />
الشيوخ؟ أم بعض الخطب امللتهبة؟ أم طليعة<br />
مجاهدة منظمة تعيد اإلسالم ليحكم أرايض<br />
املسلمني وتبتغي رضوان الله؟<br />
لك الخيار؛ إما أن تخزي نفسك بتجنب تأنيب<br />
ضمريك املذنب، أو يمكنك أن تلبي نداءه<br />
وتلتحق بالقائمة الطويلة من املسلمني النبالء<br />
الذين ألقوا بأجسادهم يف أودية املوت طلبا<br />
لرؤية وجه موالهم.<br />
| 24 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 25
WW<br />
الشيخ إبراهيم الربيش<br />
الحرب الصليبية<br />
وتبادل<br />
المواقف<br />
عندما تريد محاربة عدوك وأنت تدرك حجم الفرق الهائل حسيا بين قوتك وقوته، ال شك أنك تحتاج إلى إرادة قوية التخاذ قرار الحرب، ولكن بعد أن تقطع الحرب مشوارها،<br />
وترى عدوك يتجه ليأخذ حالة شبيهة بحالتك قبل اتخاذك قرار بدء الحرب، فإنك عندئذ ستشعر بشيء غير قليل من الفرح، واالمتنان لله الذي وفقك التخاذ قرار الحرب، وهكذا<br />
كان شعوري وأنا أتلقى عبر وسائل اإلعالم تصريح أوباما بأن القاعدة في طريقها إلى الهزيمة.<br />
هذه التصريحات من هذا المخذول ذكرتني بحال األمة قبل الغزوات المباركة، في نيويورك وواشنطن، وقبل ذلك في نيروبي ودار السالم ثم عدن، حيث كانت األمة وقتذاك<br />
تقتل وتشرد في كل بقعة، ويكتفي المسلمون بنوح على المنابر، واستنكار على وسائل اإلعالم، وأما العدو فهو المتصرف في شؤوننا، يقتل، وينتهك األعراض، ويشرد، ويجوع<br />
المسلمين وال أثر لتوجعنا على أرض الواقع.<br />
واآلن بدأ العدو الصليبي يأخذ طريقه إلى الحالة التي كنا عليها، فتسمع في اإلعالم تصريح أوباما بهزيمة القاعدة، وفي نفس الوقت ترى أمريكا تقفل قرابة عشرين سفارة<br />
من سفاراتها خوفا من مجرد مراسالت بين قادة القاعدة، استنفار في قنصلية ميالنو خوفا من قنبلة داخلها، وطائرة أمريكية تهبط هبوطا اضطراريا لالشتباه في وجود<br />
قنبلة، كل هذا والقاعدة في طريقها إلى الهزيمة! فكيف لو كانت في طريقها إلى النصر؟!.<br />
يذكرني هذا بكلمة قالها األخ علي حمزة البهلول أحد أسرى<br />
جوانتنامو عجل الله لهم الفرج، وذلك أنه كان يتحدث مع<br />
المحقق عن غزوتي نيويورك وواشنطن، وفي أثناء الحديث<br />
طرح المحقق عليه سؤاال: هل كانت القاعدة تظن ردة الفعل<br />
من أمريكا بهذا الحجم؟.<br />
فأجاب علي: في السابق كانت أمريكا تصنع األحداث،<br />
والمسلمون أصحاب ردود األفعال، أما اآلن فمجرد انتقالنا من<br />
ردود الفعل إلى صنع الحدث، وانتقال أمريكا إلى ردود الفعل<br />
فإن هذا انتصار عظيم.<br />
وبالفعل فإن الغالب على أفعال أمريكا في الفترة األخيرة<br />
انسحاب أو تهيئة النسحاب.<br />
دخل الوهم على أوباما من جهة أنه كثف في هذه األيام<br />
قصف الطائرة بدون طيار، وظن أن هذا يحسم الحرب، وقد<br />
نسي المغرور أن الحرب بيننا وبينهم ال تحسم بهذه الطريقة،<br />
فإن طائراته بجميع أنواعها، وجنوده معها؛ نزلوا العراق<br />
وقتلوا خلقا كثيرا ال يحصيهم إال الذي خلقهم، ثم اضطروا بعد<br />
ذلك إلى االنسحاب يجرون أذيال الخيبة، محملين من الديون<br />
بما يستنزف الخزينة المريضة، والمجاهدون ال زالوا يزدادون<br />
قوة يوما بعد يوم، فماذا عسى أن تفعل طائرة تدار من بعد.<br />
إن الحرب بين المسلمين وعدوهم ال تحسم بعدد القتلى، أو<br />
يؤثر فيها عظمة العتاد، وإنما تحسم-بتثبيت الله- باإلرادة<br />
الصامدة، التي تصمم على التضحية، وهي بثباتها تحيي<br />
من يأتي بعدها ليواصل المشوار، في حلقات متواصلة حتى<br />
يحصل النصر.<br />
إن الطائرات بدون طيار تدفع مسيرة الجهاد ضد الصليبيين،<br />
وتوضح القضية للمسلمين، وتدفعهم ليسلكوا طريق<br />
المجاهدين، وبينما يظن أوباما أنه يقتل القاعدة فإنه يحشد<br />
لنفسه الجيش الذي سيقاتله.<br />
إنما مثل أوباما كمثل مريض مصاب بارتفاع ضغط الدم،<br />
وبينما هو في ظمإ شديد وجد كوبا من الماء فيه ملح، ولكي<br />
يتخلص من الملح حتى يشرب الماء؛ أخذ ملعقة وبدأ يحرك<br />
الماء، داخله السرور وهو يرى الملح يختفي شيئا فشيئا، حتى<br />
اختفى تماما، صحيح أن الملح اختفى، ولكن الماء كله تحول<br />
إلى مالح، وهذا ما يفعله أوباما من استعمال طائرات بدون<br />
طيار.<br />
ومع استمرار الوقت قد تختفي القاعدة، ليس ألن جهادها<br />
انقطع، ولكن ألن األمة بكاملها تحملت هذا الجهاد، وأصبح كل<br />
مسلم يرى أن من الواجب عليه محاربة أمريكا بكل ما يستطيع،<br />
فكما أنه إذا سمع نداء الصالة توضأ وتوجه إلى أقرب جماعة<br />
من المصلين، فإن لم يجد جماعة صلى لوحده في مكانه الذي<br />
هو فيه، كذلك إذا سمع نداء الجهاد ضد أمريكا فإنه سيبادر<br />
إلى االستجابة ملتحقا بأقرب جماعة مجاهدة، فإن لم يجد<br />
جاهد في مكانه الذي هو فيه، وعندها ستخاف أمريكا ليس<br />
من الجنود األفغان فقط، وإنما سيالحقها الخوف أينما ذهبت<br />
مصالحها في األرض، وستخاف حتى من المسلمين الذين<br />
تربوا في أمريكا، بل وحتى من األمريكان األصليين الداخلين<br />
في اإلسالم، فكل واحد منهم يعتبر قنبلة متنقلة يمكن أن<br />
تنفجر في ملعب كرة، أو في ميدان سباق، أو في ملهى،<br />
عندها سيلعن الشعب األمريكي ساسته الذي أوصلوه إلى هذا<br />
الجحيم، وسيلعن الساسة مستشاريهم الذين أوهموهم أن<br />
امبراطوريتهم سينتهي عندها التاريخ، وفيما تلعن كل طائفة<br />
أختها سيكون المسلمون قادرين عند ذلك-بإذن الله- على<br />
إنشاء كيان يخصهم بصفتهم مسلمين، يديرون شؤونهم<br />
بأنفسهم، ويعبدون ربهم كما أمرهم.<br />
| 26 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 27
في مطاردة محمومة للسراب<br />
هل نجحت الطائرات املسرية؟<br />
جريمي سكاهيل، مؤلف وصحفي تحقيقات أمريكي<br />
ديموكرايس ناو!<br />
يبدو أن رضبات الطائرات املسرية تقصف يف مناطق تقتل فيها مدنيني. وما تفعله بذلك هو<br />
أنها تحول الناس يف اليمن -والذين قد ال يكون لديهم عداء ضد الواليات املتحدة- إىل أعداء<br />
محتملني يشعرون بالحقد تجاه أمريكا. لقد رأينا هذا يحدث بشكل متكرر.<br />
الراحل إبراهيم مثنى، كاتب وناشط يمني<br />
الجارديان<br />
بدال من كسب قلوب وعقول املدنيني اليمنيني، فإن أمريكا تنفرهم بقتل أقاربهم وأصدقائهم.<br />
بالتأكيد قد يكون هناك مكاسب عسكرية قصرية املدى جراء قتل قيادات املسلحني يف<br />
تلك الرضبات، لكنها مكاسب ضئيلة للغاية مقارنة بالرضر طويل املدى الذي يتسبب<br />
فيه برنامج الطائرات املسرية. إن جيال جديدا من القيادات ينشأ بشكل تلقائي كرد فعل<br />
انتقامي غاضب للهجمات عىل مناطقهم وقبائلهم.<br />
أليكساندر ميليجرو هيتشينز، خبري يف مكافحة اإلرهاب<br />
املركز الدويل لدراسة التحول إىل التطرف<br />
ستبقى الطائرات املسرية عىل الدوام وسيلة سهلة )لجماعات مثل القاعدة( لكسب الدعم<br />
املعادي للواليات املتحدة. عندما يأتي يشء مثل قصف لطائرة مسرية ليدمر واجهات غرف<br />
نوم الناس ومنازلهم، فإن ذلك سيساعدك قطعا يف تجنيد الناس وتحويلهم إىل متشددين.<br />
نبيل خوري، دبلومايس أمريكي سابق يف اليمن<br />
كايرو ريفيو أوف جلوبال أفريز<br />
عرب االستفادة من بنية اليمن القبلية، فإن الواليات املتحدة تكتسب تقريبا ما بني أربعني<br />
إىل ستني عدوا جديدا بقتلها لعنرص واحد من القاعدة يف جزيرة العرب بواسطة الطائرات<br />
املسرية. وتشري التقارير إىل أن عام 2012 شهد 45 هجوما لطائرة مسرية، فيما شهد عام<br />
2013 حتى اآلن 22 هجوما. إجمايل ضحايا 2012 بلغ 491 قتيال. يف الحرب، قد تكون<br />
الطائرات املسرية جزءا رضوريا من اسرتاتيجية عسكرية واسعة. لكن يف بلد لسنا يف حرب<br />
ضده، فإن تلك الطائرات تكون جزءا من سياستنا الخارجية، فإذا كانت مهيمنة عليها<br />
تماما، فإنها تلحق الرضر بكل من أمننا وأهدافنا السياسية.<br />
باربارا بودين، سفرية أمريكية سابقة يف اليمن<br />
يمن بولييس إنيشياتيف<br />
االعتماد املتعاظم عىل الطائرات املسرية يرض بمصلحتنا طويلة األجل يف الحصول عىل رشيك<br />
مستقر وآمن ودائم يف اليمن. تشري مجموعة متزايدة من األبحاث إىل أن الضحايا املدنيني<br />
والدمار املادي الذي تتسبب فيه الطائرات املسرية يشوه سمعة الحكومة املركزية ويولد<br />
استياء تجاه الواليات املتحدة. حيث تقصف رضبات الطائرات املسرية املدنيني فإن التقارير<br />
اإلخبارية والروايات األولية تشري بشكل مضطرد إىل أن العائالت والقرى املترضرة تتظاهر<br />
وتهتف ضد الحكومتني اليمنية واألمريكية.<br />
ميكا زينكو، عضو مجلس العالقات الخارجية<br />
نقاش الطائرات املسرية يغري انقسام اليمني واليسار يف واشنطن<br />
هناك كذلك ارتباط قوي بني عمليات القتل املتعمد يف اليمن منذ ديسمرب – 2009 والتي<br />
تشنها طائرات أمريكية مسرية – وبني الغضب املتصاعد تجاه الواليات املتحدة والتعاطف<br />
أو الوالء للقاعدة يف جزيرة العرب. يف 2010 وصفت إدارة أوباما قاعدة الجزيرة بأنها »عدة<br />
مئات من أعضاء القاعدة«. بعد ذلك بعامني، ازداد عددها ليصبح »أكثر من ألف عضو«.<br />
اآلن لدى القاعدة يف جزيرة العرب »بعض آالف األعضاء«. بعد أن ذكرت تقارير أن قصفا<br />
لطائرة مسرية قتل 13 مدنيا يف سبتمرب املايض قال الناشط اليمني نارص عبد الله: »لن<br />
أكون متفاجئا إذا التحق مائة من رجال القبائل بصفوف القاعدة كنتيجة لخطأ الطائرة<br />
املسرية األخري«.<br />
ستانيل ماكريستال، جنرال بارز سابق يف الجيش األمريكي<br />
هاف بوست<br />
إن ما يفزعني بشأن رضبات الطائرات املسرية هو كيف أنها ملحوظة حول العالم. إن<br />
االستياء الذي تسبب فيه االستخدام األمريكي لتلك الطائرات هو أكرب بكثري من االستحسان<br />
الذي يستشعره املواطن األمريكي العادي بشأنها. إن تلك الطائرات مكروهة إىل حد بعيد،<br />
حتى من قبل الناس الذين لم يروا أيا منها، أو لم يروا حتى تأثرياتها.<br />
ذي إيكونوميست، نرشة العالقات الدولية<br />
دولة القاعدة . . النار غري املطفئة<br />
بسبب هشاشة حكومة عبد ربه منصور هادي اليمنية الجديدة، والجيش املنقسم إىل<br />
فصائل، واملخاوف بأن يتسبب سقوط ضحايا مدنيني جراء رضبات الطائرات املسرية يف<br />
ارتماء السكان املحليني يف أحضان الجهاديني، فإنه يبدو أن قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />
قادرة عىل الحفاظ عىل مكانتها املميزة يف تنظيم القاعدة.<br />
هيومان رايتس ووتش، منظمة دولية غري حكومية<br />
بني الطائرة املسرية والقاعدة<br />
مع مواصلة الواليات املتحدة لعمليات القتل املتعمد يف اليمن دون االهتمام بعواقب قتل<br />
املدنيني، ودون تحمل مسئوليتها للوفيات غري املرشوعة، فإنها تخاطر بزيادة غضب الكثري<br />
من اليمنيني، وتمنح بطاقة تجنيد أخرى للقاعدة يف جزيرة العرب. ويف ردها عىل عمليات<br />
القتل تلك أصدرت القاعدة يف جزيرة العرب بيانات تتهم فيها الواليات املتحدة بشن حرب<br />
ليست ضد القاعدة فحسب وإنما ضد جميع املسلمني. لقد قطع املواطنون الطرق ونظموا<br />
مظاهرات رددوا خاللها شعارات معادية للواليات املتحدة.<br />
| 28 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 29
املقال مقتبس من الصفحة الرسمية للكاتب<br />
ذئاب المدينة<br />
عبد اإلله حيدر شائع<br />
صحفي مستقل<br />
حين أعلن أوباما قلقه من صحفي ال يملك سوى قلم وكلمة الحقيقة<br />
حول جرائم أمريكا وأكاذيبها كان ذلك اعترافا رسميا من البيت االبيض<br />
أن أمريكا تلفظ أنفاسها األخيرة، وأن العصابات اليهودية التي تدير<br />
أمريكا والغرب تتخلى عنها، فطريقة تعبيره عن قلقة تستحق التأمل<br />
حين أمسك بسماعة الهاتف الرئاسي ليجري مكالمة عاجلة مع أحد<br />
مرتزقته برتبة رئيس اليمن!<br />
فحالة القلق هي حالة معلنة عن الخوف، وتجاوز األعراف الديبلوماسية<br />
في مخاطبة أحد مرتزقته بطريقة مباشرة ومعلنة يتورط فيها أول<br />
رئيس أمريكي على مستوى تاريخ أمريكا التي وضعت أول لبنة في<br />
تأسيسها »البشر جميعا متساوون ولهم حقوق متساوية وال يحق ألحد<br />
مصادرتها« بحسب الدستور األمريكي.<br />
كان بإمكان رئيس دولة تحاول آلة اإلعالم الضخمة التي تديرها<br />
شركات رأس المال أن يوجه الخارجية األمريكية أو المخابرات<br />
األمريكية لتبلغ عمالءها ومرتزقتها في اليمن بما تريد كما هي العادة،<br />
فهم طوع أمرها وال يحتاج أن يرفع سماعة الهاتف ليخاطب شخصيا<br />
رئيس دولة ويصدر أمرا مباشرا يقضي بوضع الصحفي في زنزانة<br />
انفرادية ألكثر من ثالث سنوات!<br />
لجوء رئيس أمريكا لذلك دليل حالة الفزع والضعف في نفس الوقت من<br />
الحقيقة التي تمزق صورة الزيف والباطل التي تختفي خلفها أمريكا<br />
والغرب ومن ورائهم العصابات اليهودية التي تسودهم وتقودهم.<br />
وحين كان الصحفي »المقلق بقلمه وكلمته ألوباما« يقضي بأمر من<br />
أوباما سجينا في زنزانة انفرادية كان هناك عدد من الذئاب يرعبون<br />
أوباما ويهددون أمن وسالمة أمريكا ويضعون أمام العالم مزيدا من<br />
األدلة أن أمريكا ستصبح عما قريب شيئا من الماضي.<br />
خوسيه مانتيه<br />
ففي 21 أكتوبر وبعد ثالثة أسابيع من مقتل اإلمام أنور العولقي كان<br />
الشاب ذو ال 27 ربيعا من أبناء مدينة نيويورك أكمل صناعة ثالث<br />
قنابل في »مطبخ أمه« مسترشدا بدليل صناعة القنابل اليدوية من<br />
مواد بدائية تتحول إلى مواد شديدة االنفجار توقع اآلالف من القتلى<br />
والجرحى، تعلمها من المجلة اإلنجليزية التي تصدرها طليعة من<br />
شباب األمة االسالمية عبر اإلنترنت ويشرف عليها األمام المغدور به<br />
أنور العولقي.<br />
شائع هو صحفي يمني قىض ثالث سنوات يف<br />
حبس انفرادي داخل اليمن ألنه كشف املجزرة<br />
األمريكية التي وقعت جنوب البالد وراح ضحيتها<br />
45 من النساء واألطفال. بعد خروج شائع من<br />
السجن عرب أوباما عن قلقه إزاء إطالق رساحه.<br />
كان خوسيه مانتيه حديث عهد باإلسالم، حيث لم يمض على دخوله<br />
اإلسالم عام، وهو من أصول دومينيكية كما أن رئيس أمريكا من أصول<br />
كينية. لكن خوسيه مانتيه فضل أن يرتبط برباط األخوة اإلسالمية<br />
كمنظومة تعاقد والء بين المسلمين يجب عليهم التناصر فيما بينهم<br />
على أساس الدين وليس العرق أو اللون أو اللغة، فقام بتحديد ثالثة<br />
أهداف عسكرية يستهدفها بالثالث القنابل التي صنعها في مطبخ أمه<br />
بحسب إرشادات إنسباير )اإللهام(.<br />
لم ينفذ العملية ولم يكن مرتبطا بأي جهة أو شخصية خارجية سوى<br />
بالقرآن الكريم الذي يعلمه أن }الْمُؤْمِ نُونَ إِخْ وَةٌ{، }وَالْمُؤْمِ نُونَ<br />
وَالْمُؤْمِ نَاتُ بَعْضُ هُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أوقفته اإلف بي آي دون أن تنجح في<br />
الوصول إلى أي روابط بشرية تربطه بعناصر من طليعة شباب األمة<br />
اإلسالمية )تنظيم قاعدة الجهاد( في أي مكان في العالم.<br />
الرائد نضال حسن<br />
كان قبل خوسيه مانتيه الرائد نضال حسن الذي قتل وجرح أكثر من<br />
ستين من زمالئه الضباط في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية قاعدة<br />
فورت هود بوالية تكساس، وكانت أسبابه ودوافعه ال تختلف عن دوافع<br />
وأسباب خوسيه مانتيه واإلمام أنور العولقي، وهو أداء الواجب اإليماني<br />
في محاربة الشر في العالم ومناصرة المسلمين في كل مكان، حيث<br />
وجد نضال حسن أن زمالءه الضباط والجنود يرتكبون الجرائم في حق<br />
البشرية في أفغانستان والعراق، وقد حصلت على نسخة من إيميالته<br />
مع االمام أنور العولقي أهداني إياها اإلمام الراحل أنور العولقي من<br />
جهازه وشرح طريقة التراسل بينهم.<br />
كان نضال حسن يقوم بمراسلة اإلمام أنور من قاعدة فورت هود نفسها<br />
ويقول له في إحدى رسائله »أال ترى كيف يفعلون بإخواننا في فلسطين<br />
بدعم أمريكي، لماذا ال نقوم بعمل مماثل فندعم إخواننا كما يدعمون<br />
اليهود في فلسطين!؟«<br />
ويقول في رسالة أخرى »إن األمريكيين يقومون بعمليات وحشية وقتل<br />
متعمد وانتهاك للحقوق في العراق وأفغانستان إلخواننا المسلمين<br />
هناك«. فرابط األخوة اإليمانية هو نفسه الذي حرض خوسيه مانتيه<br />
وركز على إيضاحه من القرآن الكريم اإلمام أنور العولقي المتخرج من<br />
جامعة كولورادو األمريكي وأحد مواطني وساكني مدينتي سان دييجو<br />
في الغرب األمريكية وواشنطن في الشرق األمريكي.<br />
جوهر تسارناييف<br />
وحين كانت الصحفية البريطانية أيونا كريج تناقش مع الصحفي<br />
األمريكي جيرمي ساهيل طرقا لنشر حقيقة أوامر أوباما التي أدت<br />
إلى سجني في زنزانة انفرادية لثالث سنوات، كان هناك أخوان في<br />
المدينة التاريخية بوسطن يجهزون قنابل في مطبخ أمهم، عمال<br />
بنصيحة المجلة اإلنجليزية إنسباير، ولنفس الدوافع واألسباب وهو<br />
تحقيق روابط األخوة اإليمانية واإلسالمية بين المسلمين بالتناصر<br />
ضد عدو يعتدي عليهم في أرضهم وأموالهم ويقتل نساءهم وأطفالهم<br />
في مناطق متفرقة من العالم.<br />
وجاءت عملية بوسطن، في ذكرى انطالق شرارة ثورة االستقالل في<br />
14 أبريل، بعد مرور مائة عام على غرق سفينة تايتانيك التي انطلقت<br />
من شواطئ بريطانيا متجهة إلى أوروبا الحديثة واألرض المكتشفة<br />
الجديدة )أمريكا(، وغرقت في البحر بارتطامها في قطعة جليد<br />
صغيرة أدت إلى تدميرها، وفي قصة التايتانيك رمزية أمريكا من<br />
البداية حتى النهاية، حيث مثلت تلك السفينة العمالقة قصة الطبقية<br />
والعنصرية والجشع والتوحش الذي قامت عليه أمريكا والدماء التي<br />
غذت نموها على مدى أربعة قرون.<br />
ولعملية األخوين تسارناييف في بوسطن دالالت هامة، حيث أهمية<br />
المدينة أنها انطلقت )منها( شرارة االستقالل، والهدف الذي تم<br />
استهدافه ماراثون رياضي وعلى خط النهاية، مما يبعث برسالة أن<br />
أمريكا أصبحت اليوم على خط النهاية، ولم تعد بحاجة إلى قيادة بن<br />
الدن أو كاريزما العولقي لتدميرها ووضعها على خط النهاية، فجوهر<br />
تسارناييف ابن التسعة عشر عاما صنع قنبلة في المطبخ مستخدما<br />
أدوات الطبخ أيضا إلنجاز ذلك.<br />
وفي الحادي عشر من سبتمبر كانت أمريكا على مستوى عال من<br />
التخطيط )ما( استغرق سنوات بقيادة مركزية عالمية يقودها بن الدن<br />
تطلبت تسعة عشر شابا كي يضعوا أمريكا على خط بداية النهاية، أما<br />
في عملية بوسطن فلتدمير أمريكا لست بحاجة إال إلى شاب عمره<br />
تسعة عشر عاما ليضع أمريكا على خط النهاية!<br />
قبلهم كان فيصل شهزاد ابن ضابط المخابرات الباكستاني والمولود<br />
في نيويورك الذي أثار تهديدا جديا في تايمز سكوير في مايو 2010.<br />
قالت المعلومات يومها أنه تلقى تدريباته في مناطق القبائل في<br />
باكستان.<br />
لم تستطع أمريكا بطائرات بدون طيار أن توقف التهديدات فقد<br />
أصبحت تنطلق من الداخل، وذئاب المدينة يتكاثرون بصورة تكشف<br />
لنا مستقبل أمريكا التي تغرق في أزمة الديون نتيجة الحادي عشر<br />
من سبتمبر وأخواتها التي استنزفتها حروب وهمية تحملها دافعو<br />
الضرائب، وحين سعى صحفي لكشف الحقيقة للرأي العام األمريكي<br />
والغربي، خاف أوباما ومن خلفه عصابات اليهود التي تدير رأس المال<br />
في أمريكا وتمسك بزمام المال والسياسة واإلعالم هناك، وبلغ خوفه<br />
إلى مرحلة الفزع أن يمسك بسماعة الهاتف ليصدر أوامره بوضع<br />
الصحفي في زنزانة انفرادية معتقدا أنه وضع الحقيقة وراء القضبان.<br />
| 30 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 31
مما حباهم الله به هم وغريهم من املجاهدين: أنهم يرهبون أعداء<br />
الله، وهذه األمة ليست كلها ترهب أعداء الله، ولكن الذي يرهب<br />
أعداء الله هو الذي امتثل األمر الرباني باإلعداد والجهاد، قال<br />
تعاىل: }وأعدُّوا لهُ مْ ما اسْ تطعْ تُمْ منْ قُوّةٍ ومنْ رباط الْخيْل تُرْهبُون<br />
به عدُوّ اللّه وعدُوّكُمْ وآخرين منْ دُونهمْ ال تعْ لمُونهُ مُ اللّهُ يعْ لمُهُ مْ<br />
وما تُنْفقُ وا منْ يشْ ءٍ يف سبيل اللّه يُوفّ إليْكُمْ وأنْتُمْ ال تُظْلمُون{،<br />
فمن ترك االمتثال لألمر الرباني باإلعداد والجهاد، فليس له نصيب<br />
يف كونه يرهب أعداء الله.<br />
وإرهابك ألعداء الله عبادة تتقرب بها إىل الله، قال ابن كثري -رحمه<br />
الله-: ]وقوله: }تُرْهبُون{ أي: تخوفون }به عدُوّ اللّه وعدُوّكُمْ{ أي:<br />
من الكفار[. تفسري ابن كثري.<br />
إن من ترك اإلعداد والجهاد وتأصيل عقيدة الوالء والرباء، ودعا إىل<br />
مؤتمرات مكافحة اإلرهاب،<br />
وإىل الحوار مع اليهود<br />
والنصارى وغريهم فهو القاعدة ترهب أعداء الله<br />
عند املنافقني من أصحاب من اليهود والنصارى<br />
الوسطية املزعومة.<br />
أما من حقق مراد الله بما<br />
يستطيع، من إرهاب العدو<br />
فهو عندهم إرهابي متشدد<br />
من أصحاب الغلو.<br />
واملرتدين وغريهم.<br />
فنقول: اإلرهاب مرشوع ألعداء الله بنص اآلية السابقة، فهنيئا لكم<br />
أيها املجاهدون إرهابكم ألعداء الله، فكم من خطة أحجموا عنها؛<br />
بسبب إرهابكم لهم، ولوال أن الله سخركم لزاد إجرام األمريكان<br />
وأعوانهم، وانتهاكهم ألعراض املسلمني وأموالهم.<br />
إن إرهابهم قربة إىل الله، فكيف ال نحب من يرهب أعداء الله؟<br />
وكيف ال نسلك طريق من أوصل الذعر لهم فأرهبهم كما أرهبوا<br />
املسلمني؟ واستمع إىل أمري »دولة العراق اإلسالمية« الشيخ<br />
أبي عمر القريش البغدادي، وهو يخاطب جنوده خطابا يرهب<br />
به أعداء الله قال: ]فجروا بركان الغضب، أحرقوا األرض تحت<br />
أقدام اليهود وأعوانهم، أبيدوا جيشهم، دمروا آلياتهم، أسقطوا<br />
طائراتهم، واقعدوا لهم كل مرصد، اكمنوا لهم يف البيوت واألودية<br />
واملنعطفات، اتخذوا الليل ستارا، وحولوا صبحهم نارا، اشووا<br />
لحومهم باملفخخات، وقطعوا أوصالهم بالعبوات، اخلعوا قلوبهم<br />
هلعا بالقناصات[ أ. ه.<br />
ونحن نحب أن نسمع هذه الخطابات من مئات ومن آالف من<br />
رجال يكونون قادة لهذه األمة.<br />
أعرفتم أنه بسبب تركنا للجهاد حصل الذل والهوان.<br />
واعلموا أن إرهابهم هو لكل من عادى اإلسالم، فال يُشرتط يف<br />
عدو اإلسالم أن يكون صاحب العيون الزرقاء، والبرشة الصفراء!!<br />
فالقاعدة ترهب أعداء الله من اليهود والنصارى واملرتدين وغريهم،<br />
ومن يسمع إعالمهم ويرى تحركاتهم علم أن الله قذف رعبا يف<br />
قلوبهم من القاعدة التي تحارب أعداء الله، سواء كان كافرا غربيا<br />
أو مرتدا عربيا.<br />
قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -رحمه الله -: ]لقد وىل الزمان<br />
الذي تقبل فيه األمة أن ترتضع الذل والهوان، وأن يُرسق فجرها<br />
الواعد عىل أيدي املنافقني من أبناء جلدتنا، يف القرن املايض بذلت األمة الغايل والنفيس،<br />
وصاولت وطاولت وجاهدت الكافر املحتل، ويف غفلة عن عني الرقيب، وبسذاجة ال<br />
تُحسد عليها، أذنت للمنافقني الوصوليني أن يستلموا دفة الحكم، وأن يتبوؤا مكان<br />
القيادة، ففعلوا بأهل اإلسالم ما عجز األجنبي الكافر أن يفعل عرش معشاره، هذه<br />
التجربة املريرة حارضةٌ يف أذهاننا، ماثلةٌ أمام أعيننا، ولن نسمح بتكرارها بإذن الله.<br />
لقد أحيا أبناؤكم الربرة -بحمد الله -فقه سلفنا الصالح يف قتال طوائف الردة، وإنفاذ<br />
حكم الله يف املرتدين واملمتنعني عن رشائع الله، وسيظل جهادنا موصوال، ال يفرق بني<br />
كافر غربي أو مرتد عربي، حتى تعود الخالفة إىل األرض، أو نموت دون ذلك[ أ. ه.<br />
فهل تحب أن تسمع هذا الكالم نحو هؤالء األعداء من األمريكان واملرتدين؟ أو تحب أن<br />
تسمع كالم الذين يقولون بأن هؤالء الحكام الطواغيت ليسوا كفارا، بل والة أمورنا!!<br />
أي الكالمني الذي يرهب أعداء الله؟<br />
ومما ينبغي اإلشارة إليه أن املؤتمرات التي تسمى »مكافحة اإلرهاب« ويحرضها<br />
بعض املشايخ، ال يجوز حضورها ولو كان قصد بعض املشايخ حسنا؛ ألنه إذا اتفق<br />
املسلم والكافر عىل لفظ، واملسلم يقصد به قصدا حسنا والكافر يقصد به قصدا سيئا<br />
ال ينبغي موافقتهم، ويجب العدول عن هذا اللفظ إىل لفظ آخر ال مدخل لهم من خالله،<br />
ودل عىل ذلك أن الله تعاىل نهى املؤمنني أن يقولوا: }راعنا{؛ ألجل عدم موافقة اليهود،<br />
ألنهم يستخدمونها ويقصدون بها »الرعونة«، قال الله سبحانه وتعاىل: }يا أيُّها الّذين<br />
آمنُوا ال تقُ ولُوا راعنا وقُولُوا انْظُرْنا<br />
واسْ معُ وا وللْكافرين عذابٌ أليمٌ{.<br />
فمصطلح اإلرهاب يقصد به<br />
األمريكان واملنافقون الجهاد،<br />
وبعض املشايخ يقصد معنى آخر،<br />
لكن اتفقوا يف اللفظ فعىل هذا ال<br />
يجوز حضور هذه املؤتمرات التي<br />
تسمى مكافحة »اإلرهاب«.<br />
كوني من قوم يرهبون أعداء الله،<br />
أحبُّ إيل من قوم ال يرهبون أعداء<br />
الله.<br />
ومما أحيطك به علما: أن هذا املصطلح الذي أتى به األمريكان وعمالؤهم يريدون به<br />
اإلسالم، لم يأت من فراغ، بل ملا أحسوا باإلرهاب يف قلوبهم فعال من املجاهدين، صاحوا<br />
خوفا من أبناء اإلسالم عرب وسائل إعالمهم، فهنيئا لكم أيها املجاهدون هذه العبادة<br />
العظيمة. فكوني من قوم يرهبون أعداء الله، أحبُّ إيل من قوم ال يرهبون أعداء الله.<br />
أعمال خفية<br />
دعوة المحبة بال غضب<br />
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه<br />
الله:<br />
»وكثير ممن يدعي المحبة )محبة<br />
الله( هو أبعد من غيره عن اتباع<br />
السنة وعن األمر بالمعروف والنهي<br />
عن المنكر والجهاد في سبيل الله.<br />
ويدعي مع هذا أن ذلك أكمل<br />
لطريق المحبة من غيره لزعمه أن<br />
طريق المحبة لله ليس فيه غيرة وال<br />
غضب لله وهذا خالف ما دل عليه<br />
الكتاب والسنة »1« «.<br />
وقال رحمه الله: « وإن كانت<br />
المحبة التامة مستلزمة لموافقة<br />
المحبوب في محبوبه ومكروهه<br />
وواليته وعداوته فمن المعلوم أن<br />
من أحب الله المحبة الواجبة فال بد<br />
أن يبغض أعداءه »2« «.<br />
وقال: « فإذا كان في القلب حب<br />
الله ورسوله ثابتا استلزم مواالة<br />
أوليائه ومعاداة أعدائه )الَ •تَجِ دُ قَوْماً<br />
يُؤْمِ نُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اآلْ خِ رِ يُوَادُّونَ<br />
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُ ولَهُ وَلَوْ كَانُوا<br />
آبَاءهُ مْ أَوْ أَبْنَاءهُ مْ أَوْ إِخْ وَانَهُمْ أَوْ<br />
عَشِ يرَتَهُمْ( »3« .<br />
)وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِ نُونَ بِالله والنَّبِيِّ<br />
»4«<br />
وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَ ذُوهُ مْ أَوْلِيَاء(<br />
فهذا التالزم ضروري« »5« .<br />
-1 مجموع الفتاوى .38 /01<br />
-2 مجموع الفتاوى .60 /10<br />
-3 المجادلة .22-<br />
-4 المائدة .81-<br />
-5 مجموع الفتاوى .645 /7<br />
| 32 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 33
هذه هي بداية سلسلة جديدة يف قسم عرض املنهج، والتي سيكون عنوانها:<br />
»كلمة التوحيد«. تم اقتباس املادة من كتاب »كلمة التوحيد« للشيخ حارث<br />
الشيخ حارث بن غازي النظاري<br />
النظاري نقدمه إىل القراء وكلنا أمل أن يكون نافعا لهم.<br />
لكلمة التوحيد رشوط البد من تحققها وهذه الرشوط تنقسم إىل قسمني:<br />
1( رشوط لعصمة الدم يف الدنيا.<br />
2( رشوط لنجاة العبد يوم القيامة من الخلود يف النار.<br />
القسم األول:- رشوط عصمة الدم يف الدنيا رشطان فقط هما:<br />
الرشط األول: التلفظ و اإلقرار ب »ال إله إال الله« -لغري العاجز كاألبكم مثالً-:<br />
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صىل الله عليه وآله وسلم: )أُمِ رْتُ أن أُقاتِلَ النَّاسَ حَ تَّى يَشْ هَ دُوا أنْ ال إله<br />
إالّ اللَّهُ وأنِّي رَسُ ولُ اللَّهِ فإذا قالوها عَ صَ مُوا مِ نِّي دِ ماءَهُ مْ وأمْ وَالَهُ مْ إالّ بِحَ قِّ ها وحِ سابُهُ مْ عىل اللَّهِ ) )1( .<br />
قال ابن تيمية رحمه الله تعاىل: )الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق املسلمني، وهو كافر<br />
باطنااً وظاهرااً عند سلف األمة وأئمتها وجماهري علمائها( )2( .<br />
وال يقوم مقام الشهادتني أي عمل إال الصالة خاصة قال القرطبي -رحمه الله تعاىل-: )اإليمان ال يكون إال<br />
بال إله إال الله دون غريه من األقوال واألفعال إال يف الصالة، قال إسحاق بن راهويه: ولقد أجمعوا يف الصالة<br />
عىل يشءٍ لم يجمعوا عليه يف سائر الرشائع، ألنهم بأجمعهم قالوا: مَ ن عُ رف بالكفر ثم رأوه يُصيل الصالة يف<br />
وقتها حتى صىل صلوات كثرية ولم يعلموا منه إقرارااً باللسان أنه يحكم له باإليمان، ولم يحكموا له يف الصوم<br />
والزكاة بمثل ذلك( )3( .<br />
الرشط الثاني: عدم اقرتاف ناقض من نواقض التوحيد:<br />
فمن جاء بكلمة التوحيد ثم عمل ناقضا من نواقض اإليمان فقد حبط عمله وخرج من اإليمان وهو يف اآلخرة<br />
من الخارسين قال تعاىل: }مَ نْ كَفَ رَ بِاللَّهِ مِ نْ بَعْ دِ إِيمَ انِهِ إِالَّ مَ نْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَ ئِ ٌّ بِاإلْ ِيمَ انِ وَلَكِنْ مَ نْ رشَ َ حَ<br />
بِالْكُفْ رِ صَ دْراًا فَعَ لَيْهِ مْ غَ ضَ بٌ مِ نَ اللَّهِ وَلَهُ مْ عَ ذَابٌ عَ ظِ يمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُ مُ اسْ تَحَ بُّوا الْحَ يَاةَ الدُّنْيَا عَ ىلَ اآلْ خِ رَةِ وَأَنَّ اللَّهَ<br />
الَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِ رِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَىلَ قُلُوبِهِ مْ وَسَ مْعِ هِ مْ وَأَبْصَ ارِهِ مْ وَأُولَئِكَ هُ مُ الْغَافِ لُونَ * الَ<br />
جَ رَمَ أَنَّهُ مْ يفِ اآلْ خِ رَةِ هُ مُ الْخَ ارسِ ُونَ } ]النحل : 106 - 109[.<br />
1 -أخرجه مسلم 40 / 1<br />
2 -مجموع الفتاوى 609/7<br />
3 -الجامع ألحكام القرآن 207/8<br />
القسم الثاني:- رشوط لنجاة العبد يوم القيامة من الخلود يف النار:<br />
وهي عدة رشوط يختلف عدها حسب اإلجمال والتفصيل فمن العلماء من عدها سبعة رشوط ومنهم من زاد<br />
عىل ذلك، ومجمل الرشوط ما ييل:<br />
الرشط األول:- العلم بمعنى ال إله إال الله:<br />
قال الله تعاىل : }فَاعْ لَمْ أَنَّهُ الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ{ ]محمد: 19[.<br />
وعَ نْ عُ ثْمَ انَ -ريض الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُ ولُ اللهِ صَ ىلَّ اللهُ عَ لَيْهِ وَسَ لَّمَ: »مَ نْ مَ اتَ وَهُ وَ يَعْ لَمُ أَنَّ الَ إِلَهَ إِالَّ اللهُ،<br />
دَخَ لَ الْجَ نَّةَ » )4( .<br />
الرشط الثاني:- اليقني: أن يكون قائلهما مستيقنا بما تدل عليه، فإن كان شاكّا مرتابا بما تدلّ عليه<br />
لم تنفعه.<br />
قال الله تعاىل: }إِنَّمَ ا الْمُؤْمِ نُونَ الَّذِينَ آمَ نُوا بِاللَّهِ وَرَسُ ولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا{ ]الحجرات: 15[.<br />
وعَ نْ أَبِي هُ رَيْرَةَ-ريض الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَ عَ النَّبِيِّ -صىل الله عليه وآله وسلم- يفِ مَ سِ ريٍ فَنَفِ دَتْ أَزْوَادُ الْقَ وْمِ،<br />
قَالَ: حَ تَّى هَ مَّ بِنَحْ رِ بَعْ ضِ جِ مَ الِهِ مْ، فَقَ الَ عُ مَ رُ: يَا رَسُ ولَ اللَّهِ ، لَوْ جَ مَ عْ تَ مَ ا بَقِ يَ مِ نْ أَزْوَادِ الْقَ وْمِ فَدَعَ وْتَ اللَّهَ<br />
عَ لَيْهَ ا، فَفَ عَ لَ فَجَ اءَ ذُو الْربُ ِّ بِربُ ِّهِ ، وَذُو التَّمْ رِ بِتَمْ رِهِ ، وَذُو النَّوَى بِالنَّوَاةِ، قُلْتُ : وَمَ ا كَانُوا يَصْ نَعُ ونَ بِالنَّوَى؟، قَالَ:<br />
يَمُصُّ ونَهُ فَيَرشْ َبُونَ عَ لَيْهِ الْمَ اءَ، فَدَعَ ا عَ لَيْهَ ا رَسُ ولُ اللَّهِ -صىل الله عليه وآله وسلم- حَ تَّى مَ ألَ الْقَ وْمُ أَزْوِ دَتَهُ مْ.<br />
قَالَ: فَقَ الَ عِ نْدَ ذَلِكَ: »أَشْ هَ دُ أَنْ ال إِلَهَ إِال اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُ ولُ اللَّهِ ، ال يَلْقَ ى بِهِ مَ ا عَ بْدٌ غَريْ ُ شَ اكٍ فِ يهِ مَ ا إِال دَخَ لَ<br />
)5(<br />
الْجَ نَّةَ »<br />
الرشط الثالث :- القبول ملا دلّت عليه هذه الكلمة من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه:<br />
فمن قالها ولم يقبل عبادة الله وحده كان من الذين قال الله فيهم : }إِنَّهُ مْ كَانُوا إِذَا قِ يلَ لَهُ مْ ال إِلَهَ إِال اللَّهُ<br />
يَسْ تَكْربِ ُونَ * وَيَقُ ولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَ تِنَا لِشَ اعِ رٍ مَ جْ نُونٍ } ]الصافات: - 35 36[.<br />
الرشط الرابع:- االنقياد ملا دلت عليه كلمة التوحيد:<br />
قال الله تعاىل:}وَمَ نْ يُسْ لِمْ وَجْ هَ هُ إِىلَ اللَّهِ وَهُ وَ مُحْ سِ نٌ فَقَ دِ اسْ تَمْ سَ كَ بِالْعُ رْوَةِ الْوُثْقَ ى{]لقمان: 22[.<br />
4 -أخرجه مسلم 55/1 الحديث رقم 26<br />
5 -أخرجه مسلم 55/1 الحديث رقم 27.<br />
والفرق بني القبول واالنقياد أن القبول عمل القلب واالنقياد عمل الجوارح فاألول يف الباطن والثاني يف الظاهر.<br />
الرشط الخامس:- الصدق:- وهو أن يقول هذه الكلمة صدقا من قلبه:<br />
قال الله تعاىل:}إِذَا جَ اءَكَ الْمُنَافِ قُ ونَ قَالُوا نَشْ هَ دُ إِنَّكَ لَرَسُ ولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْ لَمُ إِنَّكَ لَرَسُ ولُهُ وَاللَّهُ يَشْ هَ دُ إِنَّ<br />
الْمُنَافِ قِ نيَ لَكَاذِ بُونَ } ]املنافقون : 1[.<br />
وَعَ نْ أَنَسِ بْنِ مَ الِكٍ -ريض الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُ ولُ اللَّهِ -صىل الله عليه وآله وسلم- يفِ بَعْ ضِ أَسْ فَ ارِهِ وَمُعَ اذُ<br />
بْنُ جَ بَلٍ -ريض الله عنه- رَدِ يفُ هُ عَ ىلَ الرَّحْ لِ فَقَ الَ: « يَا مُعَ اذُ«، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُ ولَ اللَّهِ وَسَ عْ دَيْكَ، قَالَ: »يَا<br />
مُعَ اذُ«، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُ ولَ اللَّهِ وَسَ عْ دَيْكَ، قَالَ: »يَا مُعَ اذُ«، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُ ولَ اللَّهِ وَسَ عْ دَيْكَ، قَالَ: »مَ ا مِ نْ عَ بْدٍ<br />
يَشْ هَ دُ أَنْ الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَ مَّداًا رَسُ ولُ اللَّهِ ، صِ دْقاًا مِ نْ قَلْبِهِ إِالَّ حَ رَّمَهُ اللَّهُ عَ ىلَ النَّار. ِ فَقَ الَ مُعَ اذٌ: يَا رَسُ ولَ<br />
اللَّهِ ، أَفَالَ أُخْ ربِ ُ بِهَ ا النَّاسَ فَيَسْ تَبْرشِ ُوا؟ قَالَ: »الَ ، إِنِّي أَخَ افُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَ لَيْهِ «، فَأَخْ ربَ َ بِهَ ا مُعَ اذٌ عِ نْدَ مَ وْتِهِ تَأَثُّماً ا«<br />
. )6(<br />
الرشط السادس:- اإلخالص:- وهو تصفية العمل من جميع شوائب الرشك، بأن ال يقصد بقولها طمعا<br />
من مطامع الدنيا.<br />
قال الله تعاىل: }فَادْعُ وا اللَّهَ مُخْ لِصِ نيَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِ رُونَ } ]غافر : 14[.<br />
وعن عِ تْبَانَ بْنِ مَ الِكٍ -ريض الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُ ولُ اللهِ -صىل الله عليه وآله وسلم-: »فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَ رَّمَ عَ ىلَ<br />
النَّارِ مَ نْ قَالَ الَ إِلهَ إِالَّ اللهُ، يَبْتَغِ ي بِذَلِكَ وَجْ هَ اللهِ » )7( .<br />
الرشط السابع:- املحبة لهذه الكلمة، وملا تدل عليه، وألهلها العاملني بها:<br />
قال الله تعاىل : }وَمِ نَ النَّاسِ مَ نْ يَتَّخِ ذُ مِ نْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداًا يُحِ بُّونَهُ مْ كَحُ بِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَ نُوا أَشَ دُّ حُ بًّا لِلَّهِ }<br />
]البقرة: 165[. وعن أنسٍ -ريض الله عنه- عن النَّبيّ -صىل الله عليه وآله وسلم- قَالَ : »ثَالثٌ مَ نْ كُنَّ فِ يهِ<br />
وَجَ دَ بِهِ نَّ حَ الوَةَ اإليمانِ أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُ ولُهُ أحَ بَّ إِلَيْهِ مِ مَّ ا سَ وَاهُ مَ ا، وَأنْ يُحِ بّ املَرْءَ الَ يُحِ بُّهُ إالَّ للهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ<br />
أنْ يَعُ ودَ يف الكُفْ رِ بَعْ دَ أنْ أنْقَ ذَهُ الله مِ نْهُ ، كَمَ ا يَكْرَهُ أنْ يُقْ ذَفَ يف النَّارِ » )8( .<br />
6 -أخرجه البخاري: 59/1 الحديث . 128<br />
7 -أخرجه البخاري 164/1 الحديث ، 415 ومسلم 455/1 الحديث . 33<br />
8 -أخرجه البخاري 14/1 الحديث رقم ، 16 ومسلم 66/1 الحديث رقم 43.<br />
| 34 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 35
« لدينا عدو يحاول عىل مدار الساعة إيجاد<br />
طرق لقتلنا بعدة أشكال«.<br />
النائب: بيرت تي. كينج<br />
إرهاب<br />
إرهاب<br />
إرهاب<br />
إرهاب<br />
على مدار الساعة<br />
كنت أتحدث منذ شهرين مع الشيخ قاسم الريمي القائد العسكري لقاعدة<br />
الجزيرة حول الرصاع الدائر بني املجاهدين وأمريكا، وسألته: ملاذا يف رأيك<br />
يخاف األمريكيون الجهاد واملجاهدين إىل هذا الحد؟ فأجاب »ألن املجاهدين<br />
يتبعون منهج النبي محمد -صىل الله عليه وآله وسلم- الذي قال: )نرصت<br />
بالرعب مسرية شهر( )1( ، لذلك فكل مسلم يتبع طريق النبي-صىل الله عليه<br />
وآله وسلم- سيخافه بالتأكيد أعداء اإلسالم«.<br />
»لدينا عدو يحاول عىل مدار الساعة إيجاد طرق لقتلنا بعدة أشكال«. بهذه<br />
الكلمات وصف النائب األمريكي بيرت تي. كينج )2( ما يشعر به من تهديد<br />
يشكله تنظيم قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب ألمن بالده الداخيل. جاء هذا<br />
الترصيح يف جلسة استماع اللجنة الفرعية ملكافحة اإلرهاب واالستخبارات<br />
)ل ف م ا( بمجلس النواب األمريكي والتي حملت اسم »تَفَهُمُ تهديد قاعدة<br />
الجهاد يف جزيرة العرب لألمن القومي األمريكي«، والتي انعقدت يف 18<br />
سبتمرب 2013 بالعاصمة األمريكية واشنطن دي يس.<br />
تكمن أهمية هذه الجلسة يف كل من أهدافها وتوقيتها. إذ انعقدت بعد<br />
أسبوع من الذكرى السنوية ال12 لهجمات ال11 من سبتمرب، وبعد شهر<br />
من إغالق 22 سفارة وقنصلية أمريكية يف الرشق األوسط وشمال أفريقيا<br />
جراء ما أشارت له أمريكا عىل أنه »تهديد وشيك من قبل قاعدة الجهاد يف<br />
جزيرة العرب« للمصالح األمريكية يف املنطقة.<br />
وقد كان للجلسة ثالثة أهداف وفقا ملا ذكره كينج:<br />
•تقييم نية وقدرة قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب عىل مهاجمة الواليات<br />
املتحدة.<br />
•استعراض سياسة الواليات املتحدة يف مكافحة اإلرهاب تجاه قاعدة<br />
الجزيرة.<br />
• استعراض الدروس املستفادة من إغالق السفارات األمريكية خالل<br />
أغسطس املايض.<br />
فضال عن كينج، فقد اشرتك أربعة أشخاص آخرين يف الجلسة هم: النائب<br />
الديمقراطي وعضو لجنة »األمن الداخيل« بمجلس النواب بريان هيجينز<br />
)نيويورك(، وثالثة شهود يف مجال مكافحة الجهاد: فرانك جي. سيلوفو )3( ،<br />
)6(<br />
وكاثرين زيمرمان )4( ، وبريان كاتوليس )5( .<br />
3- نائب رئيس مشارك ومدير معهد سياسة األمن القومي، جامعة جورج واشنطن.<br />
1- صحيح البخاري، كتاب التيمم، حديث رقم 533.<br />
4- محلل أول بمشروع التهديدات الخطرة، معهد أمريكان إنتربرايز.<br />
مهند جي . إس<br />
2- النائب. بيتر تي. كينج )نيويورك(، رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة اإلرهاب واالستخبارات<br />
)ل ف م ا( بمجلس النواب األمريكي.<br />
5- زميل أول، مركز التقدم األمريكي.<br />
6- للمزيد من المعلومات راجع الجلسة كاملة على االنترنت.<br />
| 36 إنسباير | العدد 12
وكانت الخطوط العامة لجلسة االستماع تدور بوضوح حول:<br />
1فاعلية 1. اسرتاتيجية املجاهدين يف الحرب ضد الواليات املتحدة.<br />
2فشل 2. االسرتاتيجية التي يتبناها النظام األمريكي يف مكافحة<br />
الجهاد.<br />
قاعدة الجزيرة بني القدرة والتهديد<br />
جميع املتحدثني يف جلسة االستماع أعربوا عن وجهة نظر مشرتكة<br />
حيال نية وقدرة قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب بشأن مهاجمة<br />
أمريكا. وقد لخصوا وجهات نظرهم يف النقاط التالية:<br />
•»القاعدة يف جزيرة العرب ركزت جهودها عىل الحرب البعيدة<br />
ضد الواليات املتحدة، وخالل األربع سنوات املاضية باتت قاعدة<br />
الجزيرة تشكل أكرب تهديد مبارش للواليات املتحدة«.<br />
•»الجماعة ال تخىش كذلك من مهاجمة الواليات املتحدة أينما<br />
استطاعت، سواء كان ذلك يف األرايض األمريكية أو مصالحنا<br />
عرب العالم«.<br />
•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب تشكل الخطر األكرب عىل األمن<br />
الداخيل األمريكي ألنها استهدفت الوطن األمريكي بشكل مبارش،<br />
وكذا املصالح األمريكية يف الخارج يف عدة مناسبات«.<br />
•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب أظهرت وال تزال قدرة ونية<br />
هامتني إللحاق األذى بالواليات املتحدة ومصالحها«.<br />
• »استثمر التنظيم -بشكل الفت- يف تشجيع التشدد والتحريض<br />
عىل شن هجمات »الذئب املنفرد« املحلية، ويشمل ذلك إصداره<br />
مجلة »إنسباير«. إن جهود قاعدة الجزيرة يف هذا الشأن تنرش<br />
العقيدة التي تعزز القاعدة كحركة، كما أنها تقدم الوسائل<br />
والتقنيات واإلجراءات اإلرهابية من طراز »كيف تنفذه بنفسك«.<br />
•»سعت القاعدة يف جزيرة العرب للتحفيز عىل شن هجمات<br />
»الذئب املنفرد« يف الغرب مستخدمة يف ذلك اإلعالم مثل مجلة<br />
إنسباير التي تصدرها باللغة اإلنجليزية وتنرشها عىل اإلنرتنت.<br />
وهذا النوع من الهجمات يصعب منعه«.<br />
•»صالت االرتباط بني القاعدة يف جزيرة العرب وبقية أفرع<br />
القاعدة والجماعات اإلرهابية تمثل مصدرا آخر يثري قلقا بالغا<br />
)ألمريكا(«.<br />
•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب طورت أمنها العملياتي وغريت<br />
ممارساتها من حيث أسلوب تفكريها يف العمل، واتصاالتها<br />
وتخطيطها«.<br />
كل هذه النقاط تشكل مؤرشا دقيقا يثبت أن اسرتاتيجية املجاهدين<br />
باستهداف رأس األفعى »أمريكا« قد أثبتت أنها السبيل األفضل<br />
لدحر العدو. هذا اإلثبات يمكن تلخيصه يف التايل:<br />
1تحقيق 1. »موازنة الرعب« يف الرصاع الدائر بني اإلسالم والكفر.<br />
2وضع 2. العدو تحت ضغط متواصل نتيجة لتوقعه هجوما<br />
مفاجئا، سواء كان هجوما جهاديا منفردا يف أرضه، أو هجوما<br />
عىل مصالحه خارجها.<br />
3وضع 3. العدو يف موقع دفاعي وإبقائه بعيدا عن نرش اعتداءاته<br />
عىل املسلمني.<br />
4دفع 4. العدو إلنفاق املزيد من املال عىل رفع إجراءاته األمنية<br />
داخل وخارج حدوده، وبالتايل يزداد نزيفه االقتصادي.<br />
5إطالة 5. أمد الحرب، فإن عزيمة أمريكا ال يمكنها تحمل حرب<br />
طويلة. )كنتيجة للنقطة الرابعة(<br />
6تضييق 6. الخناق عىل الشعب األمريكي –كنتيجة لتشديد األمن–<br />
سيجعلهم يشعرون بالضجر، وبالتايل سوف يضغطون عىل<br />
حكومتهم إلنهاء حربها ضد اإلسالم واملسلمني.<br />
سياسة مكافحة الجهاد األمريكية حيال قاعدة الجزيرة<br />
اتفق جميع املشاركني أن اسرتاتيجية الواليات املتحدة يف مكافحة<br />
الجهاد فاشلة وغري مثمرة. النقاط التالية التي قدمها املشاركون<br />
توضح ذلك:<br />
•»ما يثري الدهشة أنه حتى رغم أن الواليات املتحدة قتلت الكثري<br />
من قياداتها وأحد أكثر مجنديها فعالية عىل اإلطالق، فإن<br />
الجماعة ما زالت لديها القدرة لتنفيذ هجمات ضد الواليات<br />
املتحدة. كما أنها تدرك الدمار االقتصادي الذي قد تتسبب به<br />
األعمال اإلرهابية«.<br />
•»رغم القضاء عىل كل من أنور العولقي وسمري خان رئيس<br />
تحرير إنسباير يف رضبة جوية أمريكية يف سبتمرب 2011، فإن<br />
رغبة القاعدة يف جزيرة العرب يف نرش العنف داخل الغرب باقية<br />
عرب تشجيع هجمات يشنها أفراد غري مرتبطني بها«.<br />
•»قتلت الطائرات املسرية األمريكية -باإلضافة إىل العولقي- 35<br />
قياديا بارزا يف قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب، إال أن التنظيم<br />
ما برح يشكل خطرا عىل الواليات املتحدة. إن قاعدة الجزيرة<br />
تتحرك برسعة وتحدد أهدافا وتستغل فرصا للتجنيد وكشف<br />
األخطاء )األمريكية(«.<br />
•»االسرتاتيجية )األمريكية( للقضاء عىل شبكة القاعدة عرب قتل<br />
قياداتها غري فعالة عموما يف تفكيك الشبكة«.<br />
•»بعد مرور ما يزيد عىل عقد من هجمات 11 سبتمرب التي غريت<br />
من طريقتنا كدولة يف النظر إىل تلك التهديدات، فإن الواليات<br />
املتحدة ما زالت تفتقر إىل القدرة االسرتاتيجية الكلية يف تقييم<br />
قدرة الحكومة عىل توفيق إمكاناتها بصورة مناسبة للتصدي<br />
للتهديدات التي تشكلها تلك الشبكات اإلرهابية املتنوعة«.<br />
•»إن وزارة األمن الداخيل ال تدرج منطقة )بوفالو–نياجرا(<br />
كمنطقة عالية الخطورة. لذلك فإن قوات إنفاذ القانون يف تلك<br />
املنطقة ليست لديها اإلمكانات التي تعينها إذا دعت الحاجة يف<br />
التصدي لهجوم من قبل هذه الجماعة اإلرهابية حال وقوعه«.<br />
•»إن جهود مكافحة اإلرهاب التي تبذلها الواليات املتحدة يف<br />
التصدي لتهديدات قاعدة الجزيرة باليمن هي مثال رئييس<br />
لسلسلة من الجهود التكتيكية التي أفرزت بعض النجاحات<br />
وبعض حاالت الفشل. غري أن كل تلك الجهود تتداخل يف<br />
اسرتاتيجية رئيسية ضعيفة تفتقر إىل الرتكيز الكايف عىل<br />
االستثمارات طويلة األجل الرضورية للمساعدة يف تحقيق أمن<br />
مستدام )للواليات املتحدة(«.<br />
•»تعتمد اسرتاتيجية مكافحة القاعدة يف جزيرة العرب عىل<br />
عمليات التدخل األمريكي املبارش التي تستهدف قيادات<br />
الجماعة، وعىل عمليات مكافحة اإلرهاب اليمنية لقتال التنظيم<br />
عىل األرض. ليس من الواضح أن هذه االسرتاتيجية ستكون<br />
ناجعة ضد قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب«.<br />
إذن فبعد مرور زهاء عقد من شن حرب عاملية قاسية عىل اإلسالم،<br />
وتبديد أكثر من تريليون دوالر، وتقديم عرشات اآلالف من القتىل<br />
والجرحى، اكتشف خرباء مكافحة الجهاد »فجأة« أن نظامهم<br />
الحاكم كان يمارس اللعبة بشكل خاطئ ويخرس الحرب عىل<br />
األرض من خالل »اسرتاتيجية ضعيفة وغري مجدية وفاشلة«.<br />
من وجهة نظر جهادية، فإن إخفاقات االسرتاتيجية األمريكية<br />
تضيف املزيد من األبعاد للحرب الجارية:<br />
•إن سياسات االحتالل املبارش وغري املبارش األمريكية لم تضمن<br />
تحقيق النرص أو األمن لواشنطن حتى اآلن، وال يبدو أن هاتني<br />
السياستني ستحققهما يف املستقبل.<br />
•بسبب النتيجة العكسية غري املتوقعة للحملة الصليبية التي<br />
استمرت طوال 12 سنة فقد بدأ النظام األمريكي الترصف<br />
بطريقة دفاعية، واعتماد سياسة »تقليل الخسائر«. هذا التوجه<br />
جعل كل خطط النظام ملكافحة الجهاد ضعيفة وغري فعالة.<br />
•لم تمنع اسرتاتيجية القتل املستهدف -التي تنفذها الطائرات<br />
املسرية- املجاهدين من تحقيق املزيد من التوسع والتالحم مع<br />
األمة املسلمة. بل عىل العكس؛ فقد منحتهم تلك االسرتاتيجية<br />
املزيد من الدعم والقوة عىل األرض.<br />
•لم تغري عمليات قتل القيادات املجاهدة بواسطة الطائرات<br />
املسرية من اسرتاتيجية املجاهدين يف استهداف إمرباطورية<br />
الطغيان يف قلبها، كما لم توقف مرشوعاتهم لتحريض أبناء<br />
األمة بدورهم عىل استهدافها.<br />
•رغم اعتماد أمريكا املتزايد عىل الجيوش املحلية العميلة ملواجهة<br />
املجاهدين يف الخطوط األمامية -كمحاولة لرفع حرارة الحرب<br />
عن جنودها- فإن الهجمات األخرية عىل تلك الجيوش خاصة يف<br />
باكستان واليمن كشفت أن هذا الخيار عديم الفائدة.<br />
•هناك العديد من الثغرات امللحوظة يف نظام األمن الداخيل<br />
األمريكي، األمر الذي يتطلب وضع تلك الثغرات عىل أولوية<br />
قائمة هجمات املجاهدين.<br />
•مدار الحرب بني اإلسالم والكفر عىل الصرب، وإن األمة املسلمة<br />
وطليعتها املجاهدة ليست لديها مشكلة يف مواصلة الحرب ضد<br />
أمريكا لقرون، لكن أمريكا ال تستطيع فعل اليشء نفسه.<br />
- إحصائيات لعدد مرات ذكر كلمات ذات داللة أثناء الجلسة:<br />
الذئب املنفرد = 5 التحريض = 7<br />
مجلة إنسباير = 12 اإلرهابي املحيل )داخل أمريكا(= 7<br />
»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب أظهرت وال تزال قدرة ونية<br />
هامتني إللحاق األذى بالواليات املتحدة ومصالحها«.<br />
إرها<br />
| 38 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 39
طريق مسدود<br />
اقرتح شهود جلسة االستماع بعض الحلول التي يمكن للنظام<br />
األمريكي األخذ بها للخروج من أزمته، خاصة يف ضوء تعقيدات<br />
الوضع يف سوريا واقرتاب االنسحاب األمريكي من أفغانستان.<br />
وتدور تلك الحلول بشكل أسايس حول أحد خيارين:<br />
1احتياج 1. الواليات املتحدة ملبارشة سياسة أكثر تماسكا بغية<br />
تعزيز تحول اليمن إىل الديمقراطية تحت رئاسة عبد ربه<br />
منصور هادي، ومن ثم تكون لديها سياسة طويلة األجل<br />
أكثر فعالية تمكنها من القضاء عىل قاعدة الجهاد يف جزيرة<br />
العرب.<br />
2بدال 2. من االنتظار حتى يبزغ ويقوى تهديد املجاهدين فيفاجئ<br />
الواليات املتحدة، فإنه من األفضل لها استخدام »القوة<br />
الكابحة« إلبقاء قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب منشغلة<br />
بنفسها، وبالتايل يكون لديها وقت أقل للتخطيط والتدريب<br />
وتنفيذ هجمات.<br />
إذا كان هذان الخياران يأتيان من زبدة عقول أمريكا الذكية<br />
العاملة يف مجال مكافحة الجهاد، فإني مضطر للقول بأنه يجدر<br />
بالشعب األمريكي أن يكون خجال ألن هؤالء »الخرباء« ال يعلمون<br />
شيئا عن الواقع والتاريخ. ملاذا؟<br />
يخربنا الواقع أن الحل الديمقراطي هو الفكرة األسوأ عىل اإلطالق<br />
التي يمكن تطبيقها يف البيئة املسلمة، ويعود ذلك بشكل أسايس<br />
لسببني:<br />
•أن الديمقراطية هي فكرة مناقضة للتوحيد، ألنها تنادي بالرشك<br />
عرب جعل الحاكمية للجماهري بدال عن توحيد الله -سبحانه<br />
وتعاىل- يف الحاكمية بإقامة رشيعته.<br />
•أثبتت الديمقراطية فشلها كنظرية وتطبيق يف املجتمعات<br />
املسلمة. وما رآه العالم يحدث مؤخرا يف مرص وليبيا وتونس هو<br />
أقوى دليل عىل ذلك.<br />
يظهر التاريخ أن استخدام القوة العسكرية يف أي حرب -وليست<br />
معركة- بني املسلمني والكفار قد فشل يف إنهاء الحرب لصالح<br />
الكفار. إن الحروب الصليبية التاريخية التسعة، والغزو السوفيتي<br />
ألفغانستان، والغزو األمريكي للعراق كلها انتهت بهزائم مهينة<br />
للكفار بفضل الله. لذلك فإن استخدام »النريان الكابحة« ليست<br />
فكرة ذكية أيضا.<br />
إن جلسة االستماع حول تهديد قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />
لألمن الداخيل األمريكي عرضت الكثري من الحقائق عن الطبيعة<br />
العميقة للرصاع بني اإلسالم والكفر. إن الحرب يف معناها الحقيقي<br />
ليست بني القاعدة وأمريكا، بل هي بني التوحيد والرشك، وبني<br />
اإليمان والكفر. هكذا كان شأنها طوال الوقت، وهكذا ستبقى<br />
حتى نهاية هذا العالم.<br />
بالنسبة ألمريكا، فلقد خرست الحرب عىل اإلسالم، وإنها فقط<br />
مسألة وقت إن شاء الله حتى تسحب كافة قواتها من جميع بالد<br />
املسلمني وتختفي بعيدا خلف األطليس لتلعق جراحها وتسرتجع<br />
ذكرياتها القاسية يف أرايض املسلمني.<br />
الطيب والحمل والقبيح<br />
أبو نوح<br />
»منذ وقت ليس بالبعيد، يف أرض غامضة يسودها قانون »البقاء لألقوى«، كان يعيش ذئب مهجن يدعى »الكلب<br />
الذئب«. كان مميزا بني أقرانه برأسه الكبري ولسانه الطويل وعوائه املرتفع. لذلك فقد بات الذكر رقم واحد يف<br />
جماعته.<br />
يف يوم ما، بينما كان الكلب الذئب يبحث عما يسد به جوعه فوق قمة إحدى التالل، إذا به يرى حمال صغريا ذا<br />
صوف منتفش يلهو يف منطقة عشبية متسعة.<br />
نزل الكلب الذئب من أعىل التلة حتى »يلتقي« الحمل الصغري الجذاب، وهو عازم أال يهاجمه بعنف، ولكنه يريد<br />
أنه يجد ذريعة كي يربر للحمل الحق يف أن يأكله. لذا فقد ناداه قائال: »أيها الفتى، لقد أهنتني بفظاظة شديدة<br />
العام املايض«. تكلم الحمل حقيقة بصوت يمأله الخوف قائال: »يف العام املايض، لم أكن قد ولدت بعد«. قال له<br />
الكلب الذئب: »أنت تأكل يف مرعاي الخاص«. فأجابه الحمل: »ال يا سيدي الطيب، فأنا لم أتذوق العشب بعد«. قال<br />
له الكلب الذئب: »أنت ترشب يف برئي«. فرصخ الحمل »ال، أنا لم أرشب املاء بعد، وحتى اآلن فإن حليب أمي هو<br />
طعامي ورشابي«.<br />
فكر الكلب الذئب يف نفسه مرددا: »حسنا، حسنا، لن أبقى بال عشاء«. فأمسك بالحمل وأكله قائال »إذن، ال بد أنها<br />
أمك هي التي فعلت ذلك!«.<br />
أم الحمل من جانبها كانت تراقب الحوار دون حول وال قوة. فما عىس هذه األم املسكينة أن تفعل وهي ترى ابنها<br />
يتمزق لقطع بني أسنان الذئب؟ هي تعلم أنها ال تستطيع اسرتجاع حقها، لكنها وبدافع عاطفة األمومة يف قلبها<br />
نطحت الكلب الذئب. بالطبع لم يتأثر هو بما فعلت عىل اإلطالق، ولكنه اشتعل غضبا، واتسعت حدقتا عينيه ورفع<br />
ذيله وقال محدثا نفسه »كيف تجرؤ هذه الشاة عىل مليس!«.<br />
وبصوت ناعم عوى الكلب الذئب عواء طويال قائال »إنها إرهابية! إنها إرهابية!« وعىل الفور عوت بقية الذئاب<br />
األخرى مكررة نفس كلمات الكلب الذئب فخلقت وهما كاذبا بأن الكثريين يدينون فعلة الشاة.<br />
ولم يكن مستغربا أن يكون كل ذلك العواء مسموعا عىل بعد عرشة أميال، ولكن الغريب هو كيف أن هذا العواء<br />
تردد صداه يف أنحاء الغابة. لقد حدث ذلك بانضمام الببغاوات لحفل العواء وترديدها ما قال الكلب الذئب وأضافت<br />
»إننا ندين نطح الشاة للذئب، وإن كل الحيوانات هي ضد هذا العمل الوحيش!«.<br />
إرهاب<br />
| 40 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 41
اإلعداد: هو اإللمام بمجموعة من المعارف<br />
والعلوم واإلمكانيات المعرفية والبدنية من<br />
أجل أداء مهمة الجهاد، وهو القتال في سبيل<br />
الله وقد لخصت مفاهيمه ووسائله وأهدافه<br />
اآليتان الكريمتان التاليتان . وفصلت في ذلك<br />
كثير من نصوص السنة القولية والفعلية التي<br />
ينبغي أن يفرد لها كتاب مفرد، ولكنا هنا<br />
بصدد اإليجاز.<br />
وهاتان اآليتان هما قوله تعالى في اآلية<br />
)60( من سورة األنفال: }وَأَعِ دُّوا لَهُ مْ مَ ا<br />
اسْ تَطَعْتُمْ مِ نْ قُوَّةٍ وَمِ نْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِ بُونَ<br />
بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ ال<br />
تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِ نْ شَ يْءٍ<br />
فِ ي سَ بِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ ال تُظْلَمُونَ {.<br />
وفي اآلية )63( من سورة التوبة: }وَلَوْ أَرَادُوا<br />
الْخُ رُوجَ ألَ َعَ دُّوا لَهُ عُ دَّةاً وَلَكِ نْ كَرِ هَ اللَّهُ انْبِعَ اثَهُ مْ<br />
فَثَبَّطَهُ مْ وَقِ يلَ اقْعُ دُوا مَ عَ الْقَ اعِ دِينَ {.<br />
ولنذكر بعض الفوائد التي تشير إليها هذه<br />
اآليات:<br />
فأما آية األنفال فإنها:<br />
1- تقرر أن اإلعداد على قدر االستطاعة<br />
وليس فوق االستطاعة وهو التكليف الشرعي<br />
فكل مسلم يعد طاقته وسالحه بحسب قدرته.<br />
2- القوة ورباط الخيل: وهذا كالم جامع<br />
يشير إلى كل أسباب السالح وآالت الحرب<br />
ووسائل الحركة والنقل. وقد بينها رسول الله<br />
-صلى الله عليه وآله وسلم- في حديثه فقال:<br />
»أال إن القوة الرمي، يكررها ثالث مرات« »1« .<br />
وقد أوصى القرآن كل المسلمين بحيازة<br />
السالح وعدم الغفلة عنه فقال: }وَلْيَأْخُ ذُوا<br />
حِ ذْرَهُ مْ وَأَسْ لِحَ تَهُ مْ وَدَّ الَّذِ ينَ كَفَ رُوا لَوْ تَغْ فُ لُونَ<br />
عَنْ أَسْ لِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِ يلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةاً<br />
وَاحِدَةاً وَال جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىاً مِ نْ<br />
مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ<br />
وَخُ ذُوا حِ ذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَ دَّ لِلْكَافِ رِ ينَ عَ ذَابااً<br />
مُهِ ينااً{ ]سورة النساء: 102[.<br />
3 -بينت اآلية أن الغرض من اإلعداد ليس<br />
مجرد حيازة المعرفة والرياضة وغير ذلك<br />
مما شاع مؤخرااً من اإلعداد كسياحة بغير<br />
قصد الجهاد؛ وإنما اإلعداد لهدف محدد.<br />
. }وَأَعِ دُّوا. . . تُرْهِ بُونَ بِهِ عَ دُوَّ اللَّهِ وَعَ دُوَّكُمْ<br />
وَآخَ رِ ينَ . . } اآلية وهذا سبقت اإلشارة له.<br />
4- ثم أشارت اآلية إشارة لطيفة بعد األمر<br />
باإلعداد وحيازة السالح وآلة الحرب إلى<br />
اإلنفاق لعلم الله بتكاليف ذلك، وقصور ذات<br />
يد غالب المريدين للجهاد عنه. . فأمرت اآلية<br />
وختمت باألمر باإلنفاق ووعدت بجزيل األجر<br />
والعطاء من الله عليه.<br />
وأما آية التوبة :<br />
ففيها إشارات عظيمة وفقه عظيم لعالقة<br />
اإلعداد باإليمان وعالقته بالجهاد العملي ومن<br />
لطائف ذلك:<br />
أن اآلية تكلمت عن المنافقين وزعمهم إرادة<br />
الجهاد بعد أن تحدثت اآليات السابقة عن<br />
عالقة المؤمنين وأنهم يجاهدون بأموالهم<br />
وأنفسهم وال يستأذنون للفرار كما يفعل<br />
المنافقون الذين ارتابت قلوبهم واستأذنوا<br />
فرارااً -ولذلك سميت سورة التوبة بالفاضحة<br />
للمنافقين-.<br />
وهنا تأتي اآلية التي نحن بصددها لتقرر<br />
أن من عالمات نفاق المنافقين إعراضهم عن<br />
اإلعداد للقتال والجهاد، وتقول عنهم }وَلَوْ<br />
أَرَادُوا الْخُ رُوجَ } أي لو صدقت عزيمتهم على<br />
القتال والخروج إليه }ألَ َعَ دُّوا لَهُ عُ دَّةاً{، أي<br />
ألعدوا للقتال ما يلزمهم وفق وسعهم وقدر<br />
استطاعتهم.<br />
وقررت أن الله سبحانه وتعالى قد كره<br />
انبعاثهم للجهاد وثبطهم عنه لعلمه بحالهم،<br />
فأقعدهم رأفة بالمجاهدين ألن خروج هؤالء<br />
خبال وأذى.<br />
ولنعد لموضوعنا وهو عالقة الجهاد<br />
باإلعداد فاآلية تشير إلى أن مراحل ذلك هو<br />
في قوله تعالى: }وَلَوْ أَرَادُوا الْخُ رُوجَ ألَ َعَ دُّوا لَهُ عُ دَّةاً وَلَكِنْ كَرِهَ<br />
اللَّهُ انْبِعَ اثَهُ مْ فَثَبَّطَهُ مْ وَقِ يلَ اقْعُ دُوا مَ عَ الْقَ اعِ دِينَ } ]التوبة : 64[.<br />
وما نفهمه من إشارات اآلية أن مراحل ذلك هي ثالث مراحل:<br />
( إرادة ) . . ف ( إعداد( . . ف ( انبعاث ) . .<br />
وهذا الترتيب الحركي والمنطقي يختصر آلية العمل في فعل<br />
الجهاد والمقاومة.<br />
اإلرادة:- إرادة القتال مقدمة لإلعداد ثم الجهاد:<br />
أجمعت كل المدارس العسكرية على أن إرادة القتال والروح<br />
المعنوية للمقاتل هي األساس في االنتصار وحسن األداء.<br />
واإلرادة أساس في كل عمل وكل وجه من أوجه النشاط اإلنساني<br />
كله.<br />
فمن يبتغي الطعام أو الشراب أو الزواج أو التجارة أو السفر<br />
أو أي أمر يجب أن يبتدئ ذلك عنده باإلرادة الصادقة. وعالمة<br />
صدق تلك اإلرادة هي التحرك لإلعداد الالزم لذلك العزم. . .<br />
وفي حالتنا وهو الجهاد. . فإن اإلعداد هو ثمرة اإلرادة<br />
الصادقة.<br />
وبعد أن تصدق اإلرادة والعزم يتحرك المرء لإلعداد بحسب<br />
االستطاعة وإلرهاب عدو الله وعدو المسلمين. .<br />
وبعد اإلعداد يحصل االنبعاث للقتال. . هذا إن صدق العزم<br />
وأعد المستطاع وتحرك الفرد منبعثا ما لم يثبطه الله سبحانه<br />
وتعالى لخباله وهوانه -نسأل الله العافية والثبات- وما لم<br />
يسلط عليه شيطان ونزعات نفسه من جبن وخور وقعود باعثه<br />
باختصار كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: »حب الدنيا<br />
وكراهية الموت« »2« .<br />
إن هذه اإلرادة القتالية التي توجد الحافز لإلعداد والنشاط له<br />
إذا كانت هامة جدا وأساسا للجندي النظامي؛ فهي أساس حركة<br />
مقاتل حروب العصابات عامة والمقاومة الجهادية خاصة بل<br />
هي سالحه األساسي الذي يحركه بما استطاع حتى باألسلحة<br />
المدنية إن لم يجد سواها »3« .<br />
<br />
1- صحيح مسلم.<br />
2- سنن أبي داوود، وقال األلباني: صحيح.<br />
3- دعوة المقاومة اإلسالمية العالمية، أبو مصعب السوري.<br />
بعد اكتمال اإلرادة واإلعداد: سيف العتيبي -رحمه الله- يستعد لالنبعاث<br />
| 42 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 43
الحاجز . . .<br />
اعلم أن الجبن ضد الشجاعة. والشجاعة هي ثبات القلب عىل عزمه فيما يتوجه إليه مما يراد منه، والقلب هو األصل يف اكتساب كل كمال،<br />
والفوز بكل مقام عال. وال يمكن ثبات القلب إال مع سالمة العقل واملزاج، العتدال الطبع. فإن ضعف القلب لقصور وتفريط يف القوة كان ذلك<br />
الضعف سببا يف الجبن. وإن أفرط القلب يف القوة وخرج عن االعتدال كان ذلك اإلفراط سببا يف التهور!<br />
والجبن والتهور كالهما مذموم، واملطلوب هو اعتدال القلب بني التفريط واإلفراط وذلك االعتدال هو سبب الشجاعة.<br />
ويجب عىل الجبان أن يعالج الجبن وذلك بإزالة علته وسببه. وعلة الجبن قد تكون جهال، ويزول الجهل بالتجربة. وقد تكون علة الجبن<br />
ضعفا والضعف يزول بارتكاب الفعل الذي يخاف منه الجبان مرة بعد أخرى، حتى يصري ذلك له عادة وطبعا!!<br />
إننا نجد املبتدئ يف املناظرة واإلمامة والخطابة والوعظ والوقوف بني يدي امللوك قد تجبن نفسه، ويخور طبعه، ويتلجلج لسانه، وما ذلك إال<br />
لضعف قلبه، بسبب مواجهته ما لم يتعوده. فإن تكرر ذلك منه عدة مرات، فارقه الضعف، وصار يقدم عىل الفعل بدون تخوف وال خشية.<br />
إن األخالق الطبيعية قابلة للتغيري والتبديل، وحسبك دليال عىل هذا صبي الحوّا، الذي تعود عىل إمساك الحية العظيمة املخيفة، التي يهرب<br />
منها البطل الشجاع. وسبب ذلك هو تعود الصبي عىل إمساكها، بحيث ألف ذلك وزال نفوره منه، وذهب خوفه، بينما قد يخاف من الضفدع<br />
لعدم تعوده ذلك!<br />
والحيوانات املتوحشة كالوحوش والسباع قد ينجح اإلنسان يف استئناسها وإزالة توحشها، فتألفه ويألفها، وذلك بعد التدريب والتطبيع.<br />
وقد تقع األلفة بني الحيوانات املتعادية، كالذئب والخروف، والهر والفأر، والكلب والهر، وذلك بعد طول األلفة بينها. وإذا كانت الحيوانات قد<br />
تتخىل عن طباعها بالتدريب والتعليم، فإن اإلنسان أوىل بقبول التعليم والتفاعل مع التعود واملمارسة، والتحول عن األخالق والطباع السيئة،<br />
ومنها الجبن والبخل.<br />
واعلم أن قوة النفس والعزم الجازم عىل الغلبة والظفر سبب للظفر. وقد سئل عيل بن أبي طالب ريض الله عنه: كيف كنت ترصع األبطال؟<br />
قال: كنت ألقى الرجل، فأقدِّر أني أقتله، ويقدِّر هو أيضا أني أقتله فأكون أنا ونفسه عونا عليه.<br />
ومن وصايا بعضهم يف الحرب: أشعروا قلوبكم يف الحرب الجرأة، فإنها سبب للظفر والنرص. ومن كالم القدماء: من تهيب عدوه فقد جهز إىل<br />
نفسه جيشا. وإذا أخذنا هذا بعني االعتبار، وجدنا من قُتل النهزامه، أكثر ممن أُصيب بسبب إقدامه.<br />
| 44 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 45<br />
مشارع األشواق البن النحاس )استشهد يف القرن الخامس عرش امليالدي( .
مقابلة مع<br />
أوباما<br />
مهند جنة سيكر )طالب الجنة(<br />
هذه مقابلة افرتاضية بني مراسل مجلة »إنسباير« وباراك أوباما مجرم البيت األبيض. قبل القراءة من املهم لك أن تعرف أننا قد<br />
اقتبسنا حرفيا كل إجابات أوباما املتضمنة يف هذا اللقاء املتخيل من خطابه حول مكافحة اإلرهاب الذي ألقاه يف ال23 من مايو<br />
املايض.<br />
الفكرة الرئيسية هنا هي الرتكيز عىل تغري نغمة الخطاب األمريكية فيما يتعلق بالحرب الصهيو-صليبية ضد األمة املسلمة وطليعتها<br />
املجاهدة. لقد جاء هذا التغري بعد سنوات من القتال والخسائر الفادحة يف جانب العدو لدرجة جعلت النظام األمريكي يدرك أنه من<br />
الصعوبة بمكان تحقيق انتصار يف مثل هذه الحرب الطويلة والقاسية بفضل الله سبحانه وتعاىل.<br />
س: بداية، هل تعتقد أن نظام حكمك يلعب دورا نظيفا وعادال<br />
يف هذه الحرب؟<br />
ج: أعتقد أننا عرضنا قيمنا األساسية للفضيحة باستخدام التعذيب<br />
يف التحقيق مع أعدائنا، واحتجاز أشخاص بطريقة تسري يف عكس<br />
اتجاه حكم القانون.<br />
س: أال تهتم باملسلمني املدنيني الذين قتلتهم الطائرات األمريكية<br />
املسرية؟<br />
ج: إنها حقيقة قاسية أن الرضبات األمريكية قد تسببت يف سقوط<br />
ضحايا من املدنيني، وهذه مخاطرة موجودة يف كل الحروب. وبالنسبة<br />
لعائالت هؤالء الضحايا املدنيني، فليس هناك كلمات أو سند قانوني<br />
يربر خسارتهم. بالنسبة يل ولجميع العاملني تحت إمرتي، فإن هؤالء<br />
الضحايا سوف يطاردوننا ما حيينا، كما زال يطاردنا القتىل املدنيون<br />
الذين قضوا خالل الحرب النظامية يف أفغانستان والعراق.<br />
س: القاعدة تقول أنك أجبن من أن تنرش قوات برية يف أراض<br />
مسلمة، ألنه ال يمكنك أن تتلقى هزيمة جديدة بعدما حدث<br />
لجيشك يف العراق وأفغانستان، فهل هذا االدعاء صحيح؟<br />
ج: من الخطأ الجزم بأن نرش قوات برية عىل األرض سوف يقلل<br />
من سقوط ضحايا مدنيني أو يقلل من جلب املزيد من األعداء لنا يف<br />
العالم اإلسالمي. إن النتيجة سوف تكون سقوط املزيد من القتىل<br />
األمريكيني، واملزيد من إسقاط مروحيات البالك هوك، واملزيد من<br />
املواجهات مع املجتمعات املحلية، ويف النهاية سوف تكون نتيجة تنفيذ<br />
مثل هذه العمليات الربية أن تتصاعد وتريتها لتصبح هناك حروب<br />
جديدة. بالفعل إن الحرب مع القاعدة شأنها شأن أي رصاع مسلح<br />
أمر يستجلب املآيس.<br />
س: هل تنوي استخدام قواتك الخاصة »ذات التدريب الجيد«؟<br />
وهل تشعر بالقلق أن يخذلوك كما فعلوا يف هجمتهم الفاشلة<br />
عىل براوي بالصومال؟<br />
ج: ليس من املمكن أيضا ألمريكا أن تنرش فريقا من القوات الخاصة<br />
العتقال أي إرهابي. وحتى لو كان هذا األمر ممكنا، فهناك مناطق<br />
يسيطر عليها إرهابيون قد تشكل خطرا داهما عىل قواتنا واملدنيني<br />
املحليني، حيث أنه ال يمكن الوصول إىل اإلرهابيني دون اندالع قتال مع<br />
مجتمعات القبائل املحيطة بهم، والتي ال تمثل تهديدا لنا، أو دون أن<br />
يؤدي نرش قوات إىل نشوب أزمة دولية عظمى.<br />
س: ملاذا دائما تتجنب التعهد رصاحة بإنزال الهزيمة بما<br />
تسميه »إرهابا«؟<br />
ج: ال أنا وال أي رئيس يمكنه قطع وعد بإنزال هزيمة شاملة باإلرهاب.<br />
س: كيف تقيم التأثري الذي تتعرض له الواليات املتحدة جراء<br />
الحرب الصهيوصليبية التي تقودها أنت ضد اإلسالم؟<br />
ج: خالل ما يزيد عن العقد األخري، أنفقت دولتنا أكثر بكثري من<br />
تريليون دوالر عىل الحرب، األمر الذي فاقم عجزنا املايل وأعاق قدرتنا<br />
عىل بناء الدولة هنا يف بالدنا. إن جنودنا وعوائلهم قد ضحوا كثريا جدا<br />
نيابة عنا، فيما قدم نحو سبعة آالف جندي أمريكي تضحية نهائية.<br />
الكثريون منهم إما تركوا جزءا من أجسادهم يف ساحة الحرب، أو<br />
عادوا إىل بالدهم حاملني معهم ذكريات املعركة.<br />
س: هل تعتقد أن حربك الرشسة عىل اإلسالم واملسلمني سوف<br />
تنتهي يوما ما؟<br />
ج: هذه الحرب مثل كل الحروب يجب أن تنتهي. هذا ما ينصح به<br />
التاريخ، وهذا ما تطالب به ديمقراطيتنا.<br />
س: بعد مرور أكثر من عقد عىل شن حرب مكلفة وإنفاقكم<br />
مليارات الدوالرات لرفع إجراءات األمن، هل ما زالت أمريكا<br />
تخىش وقوع املزيد من الهجمات الجهادية عىل أراضيها؟<br />
ج: إن دولتنا ال تزال مهددة من قبل اإلرهابيني. فمن هجمات بنغازي<br />
وحتى بوسطن نتذكر بكل أىس هذه الحقيقة.<br />
س: أخريا، ما حجم الرضر الذي قد يسببه مجاهد منفرد إليذاء<br />
أمريكا؟ اجعل إجابتك مخترصة ألن وقتك انتهى.<br />
ج: إن املواطنني األمريكيني أو املقيمني بصفة قانونية يف بالدنا<br />
يمكنهم أن يتسببوا يف إحداث رضر هائل، خاصة حينما يتم تحريضهم<br />
بكم كبري من أفكار الجهاد العنيف. ويبدو أن هذا االنجذاب يف اتجاه<br />
التطرف كان السبب وراء إطالق النار يف قاعدة فورت هود العسكرية،<br />
وتفجريات ماراثون بوسطن.<br />
| 46 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 47
ركن األخوات<br />
المجاهدة<br />
المجاهد<br />
زوجة<br />
»إن عدد أهل<br />
الحق ال ينبغي أن<br />
يزعجك طاملا قد<br />
أديت دورك. فإن<br />
الحق واضح جيل<br />
وأتباعه قليلون«<br />
أيتها املجاهدة! أيتها الغريبة! يا من آثرت اآلخرة عىل هذه الدنيا. يا أختي<br />
الحبيبة يف اإلسالم ويا زوجة املجاهد الرشيفة وأفضل من يرافقه، فلله<br />
الحمد أنك مختلفة عن بقية النساء. فأنت مجاهدة تماما مثل زوجك. أنت<br />
بطلة، وجندية من جنود الله، وتمتلكني قلبا أبيضا صافيا.<br />
إن لك دورا عظيما ورسالة عظيمة يف هذه الحياة التي اخرتتيها، إذ<br />
تسريين إىل جانب رفيقك يف درب نبيل بعيدا عن العالم الفاسد الخاضع<br />
لسيطرة الغرب. وعليك يا أخت اإلسالم يقع عبء فهم متطلبات هذا<br />
الطريق والتزاماته وعواقبه وعوائقه. بينما املجاهدون هم أكثر الناس<br />
هناء؛ فإن الجهاد ليس طريقا مفروشا بالورود، بل فيه فقد املال،<br />
ومفارقة الصديقات، واألشد من ذلك كله مفارقة األهل والديار.<br />
إن صربك يجب أن يكون يف القمة فال تسمحي للشهوات أن تسيطر عليك<br />
وتتحكم فيك. عليك دائما بالترضع إىل الله بهذا الدعاء »اللهم يا مقلب<br />
القلوب واألبصار ثبت قلوبنا عىل دينك«.<br />
إن الجهاد تحوطه الصعوبات واملكاره، ولكن صدقيني فإن حياتك<br />
بدونها ستكون باردة بال أي معنى. إن أقىص ما ستواجهني يف طريقك<br />
مع رفيقك هي الشائعات والبهتان مما تبثه وسائل اإلعالم حول الجهاد<br />
وما يلحق به. واألمر املحزن بما فيه الكفاية هو أن املسلمني من حولك قد<br />
يصدقون تلك القصص الكاذبة. لذلك فعليك يا أختي أن تكوني منارصة<br />
للحق ضد تلك االدعاءات الكاذبة، وينبغي عليك أن تكوني قوية وصلبة<br />
كي ال تتأثري بتلك الدعايات املضللة.<br />
إن زوجك املجاهد ورفاقه مستهدفون من قبل الصليبيني القساة<br />
وعمالئهم الذين هم يف الغالب ويا للعار من بني جلدتنا. إنهم يف هذه<br />
الحرب يعتمدون عىل نرش األكاذيب لصد الناس عن سبيل الله ومنعهم<br />
عن منهج وسبيل املجاهدين املباركني. هذا يؤدي إىل تناقص الدعم<br />
والنرصة من شباب اإلسالم للمجاهدين، وبالتايل يتضاءل ركب الجهاد<br />
ويبقى محدودا. إنهم يناضلون كي يزيدوا من أعداد الجبناء الذين ليس<br />
لديهم استعداد لنرصة دينهم. ولألسف الشديد، فإن إعالم الكافرين قد<br />
دخل إىل بيوت بعض املسلمني ولعب بعقول الضعفاء منهم، هداهم الله.<br />
عىل عاتقك يقع عبء الفهم ومعرفة حقيقة هذه الحرب اإلعالمية. وخذي<br />
يف حسبانك أن أعداءنا يجندون من استطاعوا للحرب ضد اإلسالم.<br />
وإنه ملن املحزن أن تتجه األمة املسلمة وتميل لالنقياد بعيدا عن طريق<br />
الجهاد عرب املحارضات املضللة التي يلقيها معظم علمائنا ممن يؤثر<br />
عليهم أعداؤنا بثمن بخس دراهم معدودة! لكن الحمد لله، فإن األمة قد<br />
استيقظت واملواد الجهادية متوافرة بكثرة يف اإلنرتنت، فخذي نصيبك<br />
وانرشي الحقيقة.<br />
أختي العزيزة يف اإلسالم، يا زوجة املجاهد املوقر…<br />
تحدثي مع الناس من حولك ممن يتكلمون بشكل يسء عن الجهاد،<br />
وانصحيهم باالتصاف بالعدل والحكمة، وأال يستمعوا إىل جانب واحد<br />
دون اآلخر.<br />
اجعليهم يدركون أنه من األهمية بمكان عند االستماع إىل أخبار وسائل<br />
اإلعالم أن يتأكدوا من صحتها بمتابعة إعالم املجاهدين.<br />
يا زوجة املجاهد، كما ستالحظني فإنه ليس كافيا أن تسريي يف هذا<br />
الطريق بدافع من العواطف أو الرغبة يف الثأر واستعادة كرامتنا<br />
فقط. ومن ثم فإن واجبك أن تعدي نفسك وتسلحيها بالعلم. زيدي<br />
من معرفتك باملجاالت التي سوف تساعدك يف فهم سبل األنبياء<br />
واملجاهدين. اهتمي بعلم التوحيد وأصول اإلسالم التي هي من العلم<br />
العيني املفروض تعلمه.<br />
اقرئي القرآن يوميا وبادري بتعلم دينك بشكل أفضل، واعتادي قراءة<br />
سري األنبياء عليهم السالم، واعلمي جيدا كم عانوا وكابدوا املشقات<br />
وكيف كان صربهم عىل امللمات وتعلمي منهم الدروس يف ذلك. اقرئي<br />
وافهمي أكثر عن حياة صحابة النبي -صىل الله عليه وآله وسلم- الذين<br />
ينبغي أن يكونوا قدوتك ومثلك األعىل.<br />
إن املجاهدين -حفظهم الله- هم رافعو راية التوحيد العظيمة وأتباع<br />
الرشيعة ومقتفو طريق رسولنا الكريم -صىل الله عليه وآله وسلم -<br />
إنهم الذين يوحدون األمة املسلمة.<br />
يا أم مجاهدي املستقبل، إن من واجبك ومسئوليتك كذلك أن تعلمي<br />
وتثقفي أبناءك. فهم الجواهر الغالية يف حياتك. إنهم أمانتك ومسئوليتك.<br />
عليك أن تعلميهم عن اإلسالم وتغذيهم بتاريخه كي يتعلموا حب دينهم<br />
ويستعدوا للقتال يف سبيله. وفوق كل هذا، عليك أن تحصنيهم من<br />
الزور والبهتان الذي يثار حول ديننا الحق. شجعيهم لطلب العلم الذي<br />
سوف ينفع أمتهم املسلمة.<br />
يا أخت اإلسالم، تذكري إن عدد أهل الحق ال ينبغي أن يزعجك طاملا قد<br />
أديت دورك. فإن الحق واضح جيل وأتباعه قليلون. قال الله تعاىل }وَمَ ا<br />
يُؤْمِ نُ أَكْثَرُهُ مْ بِاللَّهِ إِالَّ وَهُ مْ مُرشْ ِ كُونَ } ]يوسف: 106[، وإبراهيم عليه<br />
السالم كان وحده لكن الله تعاىل وصفه بأنه أمة.<br />
أختي العزيزة . .<br />
إذا هبت عىل حياتك يف أي وقت ريح هزيمة، أو صم أذنيك الصوت<br />
الشديد النفجارات الصواريخ والقنابل، أو حتى سمعت بخرب وقوع<br />
بعض املجاهدين يف األرس ممن يعرفهم زوجك، فعليك أن تدعمي زوجك<br />
وتشجعيه، وال ترتكيه أو تهجريه يف مثل هذا الوقت من الحاجة.<br />
بعد أول لقاء له بجربيل عليه السالم يف غار حراء، كان النبي -صىل الله<br />
عليه وآله وسلم- يرجف فؤاده فدخل عىل خديجة بنت خويلد ريض<br />
الله عنها، فقال: »زملوني. . زملوني« فزملوه حتى ذهب عنه الروع.<br />
فقال لخديجة وأخربها الخرب: »لقد خشيت عىل نفيس«. فهل اضطربت<br />
-ريض الله عنها- وهاجت؟ بالطبع ال. فهي كزوجة حاولت أن تهدئ<br />
من روعه وتطمئنه فقالت له: »كال والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل<br />
الرحم وتحمل الكل وتكسب املعدوم وتقري الضيف وتعني عىل نوائب<br />
الحق«.<br />
أختي الكريمة . . .<br />
إن زوجك قد يكون يف أعىل قائمة املطلوبني، وقد يتعرض يف وقت ما<br />
لألرس، وقد يمر به الحزن الشديد واألىس. يف هذا الوقت تحديدا يجب<br />
عليك أن تدعميه وتكوني له صدرا حانيا ومصدر قوة. اجعليه قويا،<br />
وعندما تمر به املحنة قويل له:<br />
إن األمور بخري يا عزيزي، وليس هناك رضر. إن عمار بن يارس -ريض<br />
الله عنه- تعرض قبلك لإلهانة، وصرب بالل -ريض الله عنه-، وانترص<br />
صالح الدين، وبالتأكيد فإنك سوف تنترص إن شاء الله، إما النرص أو<br />
الشهادة.<br />
مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 49 | 48 إنسباير | العدد 12
إىل متى ستظل تعيش يف توتر؟<br />
بدال من أن تكتفي بمجرد الجلوس دون حل؛<br />
انهض بكل بساطة، احزم أدواتك املدمرة،<br />
وجهز قنبلتك استعدادا للتفجري.<br />
| 50 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 51
قصة الغالف<br />
المتحطم<br />
حكاية عن<br />
التغيير<br />
أبو عبد الله املرابط<br />
لعقود طويلة اتخذ التاريخ مسارا واحدا ومماثال؛ فيه نفس نمط الحياة ذاته،<br />
ونفس القوى العظمى، ونفس الطغيان. . . كثريون اعتقدوا بأن العالم سوف<br />
يستقر عىل هذا الحال، بينما القليلون قالوا »لعل هناك تغيريا، من يعلم؟« فئة<br />
قليلة جدا آمنت أن بإمكانها إحداث تغيري.<br />
إذن فمن كان صائبا؟ ال تقل: »الزمان سوف يخربنا بذلك«. ألنه قد قال كلمته<br />
بالفعل، لكن السؤال هل أصغى العالم؟<br />
لم تكن هجمات 11 سبتمرب مجرد معلم هام عىل الطريق، ولكنها كانت أيضا<br />
نقطة تحول. . . وكانت تحمل يف طياتها رسالة من هؤالء الذين يؤمنون<br />
بالتغيري إىل أولئك الطغاة مفادها »دعونا جميعا نعيش يف سالم وإال. .«..<br />
بعدها بات العالم معروفا ك »عالم ما بعد 11 سبتمرب«.<br />
العالم انقسم بعد ذلك إىل قسمني: أمريكا وحلفائها وعمالئها يف جانب،<br />
واملجاهدون وأمتهم املسلمة يف الجانب املقابل. بلدان كثرية استسلمت للتهديد<br />
وانضمت ألمريكا، والتي كونت حلفا بمعاونة تلك البلدان. وهو حلف لم يكن<br />
يهدف ليشء سوى إبادة هؤالء الذين عملوا أو ساندوا التغيري. وعندها بدأت<br />
»الحرب عىل اإلرهاب«، وبشكل رسمي.<br />
بدأت الحرب يف أفغانستان. وفتح التحالف عىل نفسه بابا من الجحيم،<br />
وزج بنفسه يف حرب خارسة. هاجم التحالف أفغانستان بذريعة الرغبة<br />
يف أرس الشيخ أسامة بن الدن. ولو كان األمريكيون أذكياء بما فيه الكفاية<br />
لنظروا بتمعن لتاريخ أفغانستان الحديث عىل األقل. فهذا البلد هزم بريطانيا<br />
العظمى، كما صد غزو االتحاد السوفيتي، والذي كان عىل العكس من أمريكا<br />
لديه رجال قادرون عىل تحمل الحروب. هاتان القوتان الهائلتان ذاقتا طبيعة<br />
الحرب الحقيقية، وحذرت أخراهما أمريكا من غزو أفغانستان لكنها لم<br />
تصغ للتحذير، ولم تعر اهتماما للنصيحة الروسية الحمراء. وفعلت األمر<br />
نفسه إزاء األصوات الداخلية التي دعت إىل االلتزام باألخالق األمريكية، كما<br />
سنرى يف األسطر القادمة.<br />
كان ذلك منذ ما يزيد عن عقد مىض، أما اآلن فإن األمور تطورت واختلفت<br />
كثريا. غزت أمريكا البلد املسلم أفغانستان. وبعد وقت قليل، غزت العراق<br />
وهو بلد مسلم آخر. يمكنك تخيل مردود هذين االعتداءين عىل األمة املسلمة.<br />
أي شخص يقرأ التاريخ سيخربك أن األمة املسلمة مثل مياه السد، ساكنة<br />
لكنها مفعمة بالطاقة الكامنة. وإذا حطم أحدهم جدار السد فمن املؤكد<br />
أن املاء سوف يجرفه بعيدا. لذا فعندما حفرت أمريكا يف أحد جدران السد<br />
انفجر املاء بعنف وجرفها بعيدا إىل عمق النهر، إىل هاوية شالل كبري يفقدها<br />
السيطرة عىل مسرية اتجاهها.<br />
الواليات األمريكية الال أخالقية<br />
نعود قليالاً إىل تاريخ أمريكا بعد الحرب العاملية الثانية عندما نظرت أوروبا<br />
وبعض الدول الرشقية إىل أمريكا بإجالل؛ ألنها ساهمت بشكل كبري يف<br />
هزيمة النازية. ونظروا إليها كقوة عسكرية لديها أخالق ومبادئ، وكمحررة<br />
وحامية لحقوق اإلنسان. بعد ذلك، عند انتهاء الحرب الباردة، ظن الكثريون<br />
أن أمريكا لن يكون لها نظري مكافئ، وأنها سوف تحافظ عىل النظام العاملي،<br />
وبالتايل سيكون العالم مكانا أكثر أمنا. لكن هل كان ذلك التصور صحيحا؟<br />
وهل تحقق هذا الحلم الجميل؟<br />
لن نطيل الحديث حول كذب هذا التصور عن طبيعة أمريكا األخالقية<br />
التي أنشأت كيانها عىل اغتصاب حقوق أمة أخرى فقتلت وأبادت الهنود<br />
الحمر، لكن الذي نستطيع الجزم به أن حلما جميال كانت أمريكا تروج له<br />
لم يلبث أن تالىش وانتهى لتحل محله كوابيس من الجرائم املفزعة: »أبو<br />
غريب« و»السجون الرسية« و»جوانتنامو« وجرائم الجنود األمريكيني يف<br />
العراق وأفغانستان أوضح من أن تذكر. يف الحقيقة ليست هنالك طريقة<br />
ممكنة للتعبري عن تلك الفظاعات غري اإلنسانية التي اقرتفتها أمريكا يف حق<br />
البرش، وهنا نستطيع القول أن أمريكا فقدت أهم مقوم الستمراريتها يف قيادة<br />
العالم؛ مقوم األخالق واملبادئ، وأصبح اسم أمريكا مرتبط ارتباطا وثيقا<br />
باالحتالل واإلجرام وانتهاك حقوق الشعوب واإلساءة إىل البرشية، وتحطمت<br />
تلك األسطورة التي نسجتها أمريكا ومألتها بالحديث عن »األخالق والقيم<br />
واملبادئ والحرية وحقوق اإلنسان«.<br />
أمريكا التي كانت ذات يوم دولة تفخر بأخالقها ومبادئها أمست »بال<br />
أخالق«. قبل الحرب عىل اإلرهاب سعت أمريكا لتصور نفسها كدولة ذات<br />
مبادئ، لكنها بعد هجمات سبتمرب ألقت بقناع مبادئها الكاذب بعيدا، فيما<br />
أطاحت سالسل جرائمها بتلك املبادئ التي روجت لها، وكشفت حقيقتها<br />
أمام العالم.<br />
يف البداية احتلت بلدا مسلما هو أفغانستان، وأسقطت قيادته الرشعية من<br />
قندهار وفرضت عميال لها يف كابول. إذا كان هذا أمرا أخالقيا جيدا، فكيف<br />
عساه يكون األمر اليسء إذن؟ إن هذا الغزو املبارش كان األول من نوعه<br />
يف بلد مسلم، مع أن أمريكا تدخلت طوال عقود يف بالد املسلمني وبطرق<br />
مختلفة. بعد ذلك غزت العراق واحتلته. وهناك، انتهك الجنود األمريكيون<br />
السفلة أعراض املسلمات، كما فعلوا يف أفغانستان وأكثر. لقد سمع العالم كله<br />
وشاهد حاالت االغتصاب التي يندى لها الجبني، هذه هي نفس الدولة التي<br />
ترصخ منادية ب: »حقوق النساء! حقوق النساء!«<br />
لقد مارست أمريكا أداء مخالفا للقواعد، وذلك باختطاف املرء ونقله بطريقة<br />
غري قانونية من دولة إىل أخرى، إضافة إىل »التعذيب بالوكالة« الذي يتم<br />
فيه نقل اإلرهابيني املشتبه بهم إىل بلدان أخرى واحتجازهم يف مواقع رسية<br />
لتعذيبهم خارج نطاق القانون األمريكي.<br />
لقد كذب أوباما بشأن برنامج وكالة األمن القومي األمريكية. وأكد أنها لم<br />
تتجسس عىل مواطنيها. لكن حبال الكذب قصرية، وانكشف كذب أوباما<br />
عندما كشف مظهر الفضائح إدوارد سنودن األرسار املظلمة لوكالة »الال<br />
رس« األمريكية. طالب الناس الحكومة بالحرص عىل املبادئ األمريكية إال<br />
أنها لم تنصت لهم، ونبذت جميع سياساتها املتعلقة بالحفاظ عىل خصوصية<br />
األفراد.<br />
هذه الدولة املاردة لم تتوقف عند حد التجسس عىل مواطنيها، بل قتلتهم أيضا.<br />
العديد من مواطنيها تم استهدافهم يف إطار الربنامج األمريكي للقتل خارج<br />
إطار القانون. ولم يسلم األطفال من هذا الربنامج. فعبد الرحمن العولقي ذو<br />
الستة عرش عاما واملولود يف والية كولورادو األمريكية تم استهدافه يف اليمن<br />
بينما كان يتناول العشاء. لقد قتلوه ألن أباه كان شخصا ال يحبه أوباما.<br />
| 52 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 53
يف هذا الربنامج ال تحرتم أمريكا سيادة البلدان األضعف. فباستخدام<br />
الطائرات املسرية يقصف النظام األمريكي املساجد واملدارس اإلسالمية<br />
والنساء والعجائز واألطفال يف كل من باكستان وأفغانستان والصومال<br />
واليمن. فهو يقصف املدارس اإلسالمية ملجرد أنها إسالمية، تماما كما أساء<br />
معاملة املسلمني عىل أرضه ملجرد كونهم مسلمني، وما يزال رغم ذلك يدعي<br />
الحفاظ عىل حرية العبادة والحفاظ عىل املبادئ واألخالق.<br />
كان هذا جزء يسريا من صورة أمريكا الال أخالقية خالل العقد املايض فقط،<br />
وكما ذكرنا فلن نتوغل يف التاريخ لنتحدث عن تاريخ »انعدام خلق أمريكا«.<br />
وهكذا فقدت الواليات املتحدة املقوم األول لبقائها يف موقع القيادة املركزية<br />
للعالم.<br />
كلب الرشطة املتقاعد<br />
الشعب األمريكي ليست لديه فكرة عن ماهية الحرب. إن منتجات ألعاب<br />
الحروب التفاعلية لن تمدكم بتجربة الحرب الحقيقية يف أرض معارك<br />
الحروب الحديثة، حروب ما بعد 11 سبتمرب. إن جراح الرصاص ال تندمل يف<br />
دقيقة، والدبابات ليست كتلك التي ال تقهر يف األلعاب، األخبار الزائفة كذلك<br />
ال تغري شيئا عىل األرض. لكن األمريكيني ال يعرفون هذا، فهم مشغولون جدا<br />
لدرجة تمنعهم من مراقبة مصري جنودهم -أبنائهم وبناتهم-. كما أنهم سذج<br />
للغاية بدرجة تمنعهم من أال ينخدعوا. إن الحقيقة املرة هي أنهم مضطرون<br />
لتجرع حقيقة أنهم ليست لديهم القوة العسكرية التي كانوا يمتلكونها قبل<br />
الحادي عرش من سبتمرب.<br />
لم تعد أمريكا هي ذات القوة العظمى التي كانت. قد تدهش هذه الكلمات<br />
الكثريين، خاصة أولئك املخدوعني بقوة الرتسانة األمريكية. إن الحرب الحالية<br />
لم تعد عىل طراز حروب األربعينات، فرتسانات األسلحة الهائلة ليس لها دور<br />
حيوي. وكذلك الدبابات عالية الثمن ومركبات الهمفي والهمر ال تصمد أمام<br />
العبوات الناسفة. االنتشار الواسع للجنود تبطله تكتيكات حرب العصابات<br />
التي تعتمد عىل الكر والفر، وحتى ثكنات الجيش األمريكي ومعسكراته<br />
املحصنة لم تصمد أمام العمليات االستشهادية ذات التأثري الكارثي عىل<br />
العدو.<br />
و يكفي أن نعلم أن تجربة الفشل يف العراق حطمت إرادة »ائتالف الراغبني«<br />
من الدول التي دعمت أمريكا عسكريا ومعنويا يف غزو العراق عام 2003،<br />
وهو ما اتضح جليا يف امللف السوري. فالحلفاء لم يؤيدوا رضبة عسكرية<br />
أمريكية محدودة ضد سوريا كرد فعل عىل استخدامها للسالح الكيميائي<br />
»املحظور« دوليا، وذلك عىل الرغم من أن أوباما حذر من أن استخدام السالح<br />
الكيميائي يمثل خطا أحمرا. وبعد أن خذلها الحلفاء، بررت أمريكا الضعيفة<br />
صمتها باإلعالن أنها لم تعد تمثل رشطي العالم.<br />
إذن فقد فشلت أمريكا عسكريا كما هو ظاهر للعيان ولم تعد لديها الكفاءة<br />
الالزمة لخوض حروب كبرية تخضع فيها شعوبا أخرى، خصوصا إذا أضفنا<br />
للهزيمة العسكرية انعكاساتها االقتصادية التي بدأت فعليا بعد رضبات<br />
الحادي عرش من سبتمرب مبارشة عندما فقد املستثمرون ثقتهم يف االقتصاد<br />
األمريكي، وعندما قررت إدارة بوش االبن الدخول يف حرب عسكرية وأمنية<br />
باهظة التكاليف.<br />
وألنها -كما قال أوباما- لم تعد تعترب نفسها رشطي العالم تفضل الحكومة<br />
األمريكية استخدام الطائرات املسرية، إذ ليس لديها القدرة عىل خوض<br />
الحرب يف امليدان العسكري. وبالتايل فإن هذه الطائرات املسرية األوىل أن<br />
يقال أنها عالمة الضعف العسكري أكثر من كونها عالمة التقدم التكنولوجي.<br />
إن الحكومة األمريكية تعتمد عىل الطائرات املسرية بشكل مبالغ فيه ألنها ال<br />
تمتلك بديال عنها، وألنها لم تعد تمتلك املكون الثاني لقيادة العالم وهو: القوة<br />
العسكرية الضاربة.<br />
ويرتشافتسوندر! )املعجزة املالية(<br />
لِم قد يستهدف شخص ما مركز التجارة العاملي؟ باختصار ألن االنتصار يف<br />
حرب ال يعني قتل الكثري من الناس، وإنما هو أمر يتعلق بكرس إرادة العدو.<br />
واملعدة الخاوية تحقق ذلك الهدف بأفضل الصور خاصة إذا كان العدو<br />
رأسماليا. بمعنى أن الشعب األمريكي عندما يقع يف أزمة االقتصاد والكساد<br />
سيعلن هزيمته وتخليه عن الحرب العبثية ضد الشعوب األخرى.<br />
كان الوضع االقتصادي للعدو الرأسمايل قبل 9/11 مختلفا عما هو عليه<br />
اآلن. لقد انتهى عهد كلينتون بحياة اقتصادية مرفهة فيما يتعلق بفائض<br />
املوازنة. فقد ترأس كلينتون أطول فرتة سلم وتوسع اقتصادي يف التاريخ<br />
األمريكي، حيث أظهرت بيانات مكتب املوازنة بالكونجرس أن فائض املوازنة<br />
بلغ 69 مليار دوالر عام 98، و126 مليار دوالر عام 99، و236 مليار دوالر<br />
عام 2000، وهي الثالث سنوات األخرية من رئاسة كلينتون.<br />
لكن الوضع االقتصادي الحايل يحتاج حرفيا إىل ما يعرف يف األملانية باسم<br />
»ويرتشافتسوندر« ويعني )معجزة مالية(. إذ تجاوز الدين العام األمريكي<br />
حاجز. )17 17 000. 000. 000. 000. تريليون دوالر( وفق تقارير الحكومة<br />
األمريكية. إنك إذا خرجت اآلن وبدأت تنفق دوالرا واحدا كل ثانية، فإن األمر<br />
يتطلب منك ما يربو عىل 31.000 سنة لتنفق تريليون دوالر، واحسبها بنفسك.<br />
ولو تعاون املواطنون سويا لدفع هذا الدين فإن كل مواطن -بما يف ذلك<br />
األطفال يف الحضانات- سوف يتعني عليه دفع ما يزيد عن 54 000. دوالر،<br />
وهذا فقط أمر افرتايض. فاملواطنون إما مرشدون أو فقراء أو عاطلون أو<br />
مفلسون أو مدينون أو فاحشو الثراء. األصناف األوىل ليست قادرة عىل<br />
تسديد مثل هذا املال، أما الصنف األخري فهو شحيح للغاية ألن يفعل ذلك.<br />
مدينة ديرتويت التي كانت ذات يوم مركز صناعة السيارات يف العالم باتت<br />
مفلسة. فيما يتهدد شبح اإلفالس اثنتي عرشة مدينة أمريكية أخرى تعيش<br />
عىل شفا اإلفالس يف الوقت الراهن جراء قيم السندات املتدهورة والتزامات<br />
معاشات املواطنني، وهذه املدن هي: شيكاجو بوالية إلينوي، وسينسيناتي<br />
يف أوهايو، وكومبتون يف كاليفورنيا، ومينيابوليس يف مينيسوتا، والس<br />
فيجاس يف نيفادا، وأوماها يف نيرباسكا، وبورتالند يف أوريجون، وفرينسو يف<br />
كاليفورنيا، وهاريسبورج يف بنسلفانيا، وترينتون يف نيو جرييس، وأوكالند يف<br />
كاليفورنيا، وبروفيدينس يف رود آيالند. ]1[<br />
إن األمر ال ينتهي عند املدن فحسب. ففي منتصف ديسمرب 2013 نالت وزارة<br />
الدفاع األمريكية نصيبها من استقطاعات املوازنة. وخمنوا من كان الضحية؟<br />
نعم صحيح، إنهم العسكريون املتقاعدون. ألن الحياة ليست قاسية بما فيه<br />
الكفاية لهم، فهيا بنا نستقطع املزيد من مخصصاتهم املالية. ففي النهاية<br />
هناك 22 محاربا فقط ينتحرون يف أمريكا كل يوم. ]2[<br />
كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أخ مجاهد يف مكان ما هنا يف جزيرة<br />
العرب، وكان نقاشنا يدور حول الجيش األمريكي، ولكن ليس فيما يتعلق<br />
بطائراتهم املسرية ذات األزيز أو استقطاعات امليزانية، وإنما يف عمق عقول<br />
الجنود األمريكيني. وبعد نقاش طويل لخص ما جرى قائال: »إنهم يبكون<br />
كاألطفال عندما يطلق املجاهدون النار عليهم. ويخلفون وراءهم يف ساحات<br />
القتال أطرافهم وصحتهم العقلية، فيما يبقى آخرون وال يعودون إىل الديار<br />
أبدا. أما الذين يعودون فهم يرجعون إىل الجحيم عىل األرض«، وتنهد ثم<br />
أضاف »هذا الجحيم سببه نذالة حكومتهم، والتي استبعدت الكثري من<br />
الجنود املصابني من أرباح قانون »فاتورة جي آي« بعد الحادي عرش من<br />
سبتمرب، كما استبعدتهم كذلك من تأمينات البطالة وأي نوع آخر من األرباح.<br />
هذا ليس كل يشء، فالبنتاجون يتخلص منهم كذلك عرب توجيه اتهامات لهم<br />
بإساءة السلوك، وغري ذلك من الخدع القانونية الدنيئة. يقول محامو الجنود<br />
أن الجيش األمريكي سوف يرسح من الخدمة العسكرية ما يزيد عن80.000<br />
شخص، وأن ما نسبته 40% من املرسحني سيتم استبعادهم عرب الفصل<br />
اإلداري. يا لها من وظيفة عظيمة أن يقاتل املرء يف الجيش األمريكي!« ويا له<br />
من اقتصاد عظيم ذلك الذي ال يمكنه ضمان حياة كريمة »ألبطاله املحاربني«.<br />
وليس التدهور االقتصادي وحسب؛ بل هنالك البذخ والعبث الذي تمارسه<br />
الحكومة األمريكية والطبقة الحاكمة فإنه خالل عام 2010 تم إنفاق نحو<br />
أربعة ماليني وخمسة آالف وتسعمائة دوالر من أموال دافعي الرضائب عىل<br />
مرصوفات »شخصية« و »مكتبية« لكل سيناتور عىل حده. كما أنك تحتاج<br />
املال كذلك لتشكر هؤالء الذين جروا البالد إىل حرب استنزاف. ففي العام<br />
املايض 2013 تم تقديم 7 3. مليون دوالر كهدية لكل من الرئيسني السابقني<br />
جورج دابليو بوش وبيل كلينتون لدعم نمط حياتهما الباذخ.<br />
وكل أمريكي تابع »كتاب املهدرات« الحكومية الذي أصدره السيناتور توم<br />
كوبرين يف ديسمرب 2013، والذي يوضح من خالله أن الحكومة أهدرت 30<br />
مليار دوالر يف نفقات هامشية من بينها اآلتي: 500 مليون دوالر كضمانات<br />
قروض منزلية، و300 مليون دوالر يف عمليات مراقبة باملنطاد تم إلغاؤها<br />
الحقا، و4 مليون دوالر تم إهدارها عىل فواتري إفالس بقيمة 100 دوالر لكل<br />
فاتورة، و125 ألف دوالر عىل بحث حول بناء جهاز ثالثي األبعاد الستنساخ<br />
البيتزا والذي قد يستخدم يوما ما لصنع فطائر طازجة لرواد الفضاء،<br />
ومليون دوالر تم استثمارها يف محطة حافالت فريجينيا!]3[.<br />
لقد نجحت خطة رضب مركز التجارة العاملية وبلغت غايتها عندما جعلت<br />
اإلدارة األمريكية تدفع أمواال يف كل مكان. تجىل ذلك يف اإلنفاق عىل حروب<br />
عبثية ال تجلب إال الكساد االقتصادي، واإلنفاق املتزايد عىل األمن الداخيل.<br />
لقد فاق املال املنفق يف حربي أفغانستان والعراق مجموع ما تم إنفاقه خالل<br />
الحربني العامليتني األوىل والثانية. كما أن مساعدات مكافحة اإلرهاب التي يتم<br />
رصفها ملختلف الدول تذهب يف اإلنفاق عىل مصالح القادة الفاسدين لتلك<br />
الدول من أموال دافعي الرضائب األمريكيني، وذلك يف الوقت الذي يعيش فيه<br />
50 مليونا من دافعي الرضائب عىل املساعدات الحكومية الغذائية.<br />
قال أوباما أن الواليات املتحدة األمريكية سوف تربز بشكل أقوى من ذي<br />
قبل، ونيس املقولة القديمة »السلطة يف املال«. القوة تحتاج ماال وتتطلب<br />
اقتصادا قويا. إن الكلمة اإلنجليزية »إيكونومي« )اقتصاد( ترجع يف أصلها<br />
لكلمة يونانية تعني »الشخص الذي يدير شئون أهل البيت«. االقتصاد القوي<br />
يعني إدارة مالئمة ودولة قوية والعكس بالعكس. بدون مال ال يمكن للدولة<br />
أن تعمل. املال كذلك يمثل الجزء الالصق الذي يمسك أجزاء الدولة ببعضها<br />
البعض، ويف ظل اقتصاد ضعيف فإن الروابط تصبح ضعيفة أيضا، ونتيجة<br />
ذلك: فإن كل يشء فيها يتفكك.<br />
وعندما تتفكك إمرباطورية كأمريكا فهي بحاجة إىل معجزة اقتصادية لتعيد<br />
بناء مجدها، وبدون هكذا معجزة؛ تكون أمريكا قد فقدت املقوم الثالث<br />
للسيطرة عىل العالم وهو: القوة االقتصادية.<br />
| 54 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 55
بني نارين<br />
يف فرباير عام 98 جرى اإلعالن عن إنشاء »الجبهة العاملية للجهاد ضد اليهود<br />
والصليبيني«، وأعلن الشيخ أسامة بن الدن الحرب عىل أمريكا ألنها تدعم<br />
إرسائيل املحتلة لفلسطني وألنها تحتل جزيرة العرب بقواعدها العسكرية،<br />
عندما سمع األمريكيون تلك الكلمات أول مرة لم يرصخوا من الرعب.<br />
يف الواقع قليلون جدا هم الذين اهتموا بقراءة ذلك الجزء من الصحيفة، حتى<br />
من يعانون رهاب التهديد -إن كان يوجد مثل هذا النوع من الرهاب- لم<br />
يشعروا بالتهديد.<br />
كما قلنا، قليلون جدا هم الذين آمنوا بحدوث التغيري. لقد كان من املستحيل<br />
بالنسبة ألمريكا التي تعيش يف سالم أن تكون غري آمنة. لقد جرى تجاهل<br />
هذا التهديد القادم من وراء األطليس من رجال يعيشون يف كهوف ومغارات.<br />
انهار مركز التجارة العاملي يف الحادي عرش من سبتمرب ورصخ الناس. مضت<br />
اثنتا عرشة سنة ولم يتوقفوا عن الرصاخ، إنهم مرتعبون ال يمكن إسكاتهم،<br />
مثلهم كمثل الديك إذا طلعت عليه الشمس وبدأ يف الصياح فال يمكنك إسكاته.<br />
عندما ترتفع راية الجهاد فإنها ال تنخفض أبدا.<br />
إن الشيخ أسامة بن الدن رحمه الله أرسل ال 19 ورفع راية الجهاد،<br />
وهذه الراية لم يحملها الشيخ وحده، بل شاركته األمة املسلمة يف حملها.<br />
لذا فعندما انتقل الشيخ أسامة للحياة األخرى، فال تظنوا أن الراية سقطت،<br />
فهناك الكثريون من حاميل هذه الراية: من أصحاب البرشة السوداء والسمراء<br />
والبيضاء، ال تميزهم لغة مشرتكة أو زي أو عرق محدد، كما ال تفصلهم<br />
حدود. وكما قال أحد الصحفيني ]4[ بأنه لم يعد هناك داع إلرسال 19 رجال<br />
لرضب أمريكا، فشاب عمره 19 عاما قادر عىل فعل ذلك.<br />
نعم يمكن فعل ذلك بالجهاد الفردي. إذ من خالله يستطيع شاب عمره 19<br />
عاما أو حتى أصغر من ذلك أن يجعل أمريكا تجثو عىل ركبتيها وتراجع<br />
سياساتها الخارجية وتغري سياساتها املدنية أيضا.<br />
خالل االثنتي عرشة سنة املنرصمة رأينا مجاهدين منفردين عظماء. نضال<br />
حسن يهاجم مركز التعبئة العسكري يف فورت هود – تكساس يف 5 نوفمرب<br />
2009 ويقتل 19 عسكريا. وهناك املزيد من الرجال قادحي الزناد داخل<br />
أرض العدو. إذا كانت معسكرات البحرية ومراكز الجيش ليست آمنة، فأي<br />
األمريكيني سيكون بمأمن إذن؟ تشارلز بيشوب ذو 15 عاما، الشاب املسلم<br />
الذي حطم طائرة كان يقودها بعد أن اصطدم بها بربج بنك أمريكا وترك<br />
رسالة يشري فيها إىل تأييده للشيخ أسامة بن الدن ]5[. هناك أيضا كل<br />
من عبد الحكيم مجاهد محمد وجعفر الطيار وحسن أكرب وفيصل شاهزاد<br />
وكولني ال روز، واألخوين تسارناييف والكثري والكثري غريهم.<br />
هذه األنواع من الهجمات الفردية لها تأثريات مدمرة عىل العدو، وال داعي<br />
لذكر تلك التأثريات هنا، فجميع األعداد السابقة من املجلة تركز عىل الجهاد<br />
الفردي. )للتعرف عىل الخسائر االقتصادية يمكن مراجعة مقال حصاد<br />
أمريكا املر(]6[. يصعب غالبا الحديث عن الجهاد الفردي يف هذا الزمان<br />
دون ذكر الشيخ أنور العولقي. فهذا اإلمام بتحريضه عىل الجهاد جعل نظام<br />
واشنطن يصيح جبنا ويرتجف من أعماقه. ولقد أحيت شهادته كلماته -<br />
تقبله الله يف الشهداء.<br />
حتى بدون الجهاد الفردي، فالحياة يف أمريكا أصبحت ال تطاق جراء حوادث<br />
إطالق النار املتكررة. لقد انتهت األيام الهانئة. تلك األيام التي كانت تحتضن<br />
فيها األم ابنتها قائلة لها: »يا حبيبيتي، عودي ساملة من املدرسة«. اآلن تقول<br />
لها: »يا حبيبتي انتبهي لسالمتك يف املدرسة، وإذا سمعت أي صوت اهربي<br />
واهربي ثم اهربي، ال تنيس حادث إطالق النار يف ساندي هوك« هذه املرأة<br />
ذاتها تخىش كذلك عىل سالمة زوجها يف العمل، من يمكنه لوم هذه املرأة عىل<br />
قلقها؟ من يمكنه لوم أي أمريكي عىل قلقه أو حساسيته املتمثلة يف اتخاذ<br />
تدابري احتياطية؟ حتى قوات األمن والضباط قلقون، وحق لهم ذلك. فمقتل<br />
وإصابة العديد يف حادث إطالق نار داخل مقر البحرية يف واشنطن لم يزل<br />
عالقا يف األذهان.<br />
يف أواخر الثمانينات، كان باتريك ه. شرييل الذي قتل 14 من زمالئه يعد<br />
حالة فريدة من نوعها يف أمريكا، حتى أنه بعد ذلك حصل عىل لقب »بات<br />
املجنون«. اآلن توجد أعداد هائلة من أمثال »بات« يف أمريكا، ولكن ال أحد<br />
يسميهم »مجانني« ألن الجميع يعلم أن الجنون وحده ال يمكنه تجنيد كل<br />
هؤالء الرجال من قادحي الزناد.<br />
هل تعلمون أنه منذ حادث إطالق النار الذي وقع بإحدى مدارس مدينة »نيو<br />
تاون« منتصف ديسمرب 2012، فإن عدد األمريكيني القتىل يف حوادث إطالق<br />
نار قد بلغ 610 11. أشخاص]7[. كان االعتقاد السائد بأن هوملز مهرج<br />
كان يتعني عليه قتل باتمان، يف حني أن هناك آخرين قتلوا أطفاال أبرياء، لكن<br />
الجنون وحده ليس سببا يف حوادث القتل العشوائي بإطالق النريان. هنالك<br />
الكثري من املصحات العقلية، والواليات املتحدة ليست البلد الوحيد الذي لديه<br />
أناس مجانني. املشكلة ليست متعلقة بأمراض عصبية، وإنما بالسياسة<br />
الداخلية والخارجية.<br />
لم يعد هناك سفر بأريحية، وهناك الكثري من الرقابة، املواطنون مثقلون<br />
بالديون، حتى النظام الصحي فاشل. كيف تتوقعون من أناس اعتادوا<br />
العيش يف رغد أن يتحملوا هكذا حياة؟ بالتأكيد سيكون هناك إطالق نار<br />
عشوائي. إنك إذا أطلقت الدجاج من داخل الحظرية لتأكل خارجها، فإنه<br />
حتمااً سيعود إىل ذات الحظرية، فهي منك وإليك، واإلجرام يف أمريكا منها<br />
وإليها.<br />
إذن فأمريكا التي تحطمت صورتها الرمزية يف أذهان العالم، وأمريكا التي<br />
خرست الحرب العسكرية، وأمريكا التي تورطت يف أزمة اقتصادية خانقة لم<br />
تقف عند ذلك الحد بل لقد فقدت -باإلضافة إىل كل ذلك - األمن الداخيل فهي<br />
تعيش بني نارين؛ الجهاد الفردي و جرائم القتل التي تتصاعد يومااً بعد يوم.<br />
ومن ال يتملك الصورة والسمعة الجيدتني، والقوة العسكرية الضاربة املرهبة،<br />
واملال الوفري، وال يستطيع كذلك حماية نفسه من األخطار األمنية املحدقة فهو<br />
متحطم تماما. . هذه حكاية عن التغيري. . . ولكن هل سوف يصغي العالم؟<br />
1- موديز لخدمات املستثمرين. ستيفني مور، ودوج روس.<br />
2- تقرير شئون املقاتلني.<br />
3- فيسكال تايمز.<br />
4- »ذئاب املدينة« للكاتب عبد اإلله حيدر شائع.<br />
www. facebook. com/abdulela & www. twitter. com/abdulela<br />
5- »يس إن إن« 2002-1-7: »الرشطة: طيار تامبا أعلن والءه لبن الدن«.<br />
6- »إنسباير« العدد – 11 »حصاد أمريكا املر« ملهند طالب الجنة.<br />
-7 موقع سليت com. slate.<br />
عدسة إنسباير: قبل مشاركته يف الهجوم عىل وزارة الدفاع اليمنية<br />
(عىل اليمني: أبو العز املطريي -تقبله الله يف الشهداء)<br />
| 56 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 57
يها السائحون عودوا إلى ديار<br />
نهاية<br />
رحلةاألدغال<br />
ئحون عودوا إلى دياركم<br />
املكتب اإلعالمي<br />
لحركة الشباب املجاهدين:<br />
الكينيون لن<br />
يقدروا خطورة<br />
املوقف دون رؤية<br />
املوت واإلحساس<br />
به ومعايشته<br />
بكافة تفاصيله<br />
البشعة.<br />
املكتب اإلعالمي<br />
لحركة الشباب<br />
املجاهدين:<br />
الرسالة التي<br />
نرسلها للحكومة<br />
والشعب الكينيني<br />
لطاملا كانت<br />
وستبقى رسالة<br />
واحدة: أخرجوا<br />
جميع قواتكم من<br />
بلدنا.<br />
ملاذا تم استهداف مركز ويست جيت التجاري؟<br />
»إنه مكان حيث يأتي السائحون من جميع العالم ليتسوقوا، وحيث يستمتع<br />
الدبلوماسيون. . . وحيث يذهب صانعوا القرار الكينيون لالسرتخاء وإبهاج<br />
أنفسهم. . . إنه مكان يوجد به متاجر يهودية وأمريكية«.<br />
الشيخ أبو مصعب<br />
املتحدث العسكري باسم حركة الشباب املجاهدين<br />
»واعلموا -يا أبناء الشعب الكيني- أنكم ال تستطيعون الصمود أمام هذه املعركة الطويلة األمد التي تخوضونها<br />
يف الصومال، كما أنكم ال تستطيعون أن تتحملوا رضبات استنزافية تستهدف دياركم، لذلك عليكم أن تتخذوا<br />
القرار السليم وتخرجوا جنودكم من الواليات اإلسالمية، وإال فاستعدوا ملزيد من الدماء ستسيل يف بالدكم<br />
ومزيد من االنهيار االقتصادي والنزوح والترشد«.<br />
الشيخ مختار أبو الزبري<br />
أمري حركة الشباب املجاهدين<br />
| 58 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 59
7 7<br />
أوغندا<br />
كينيا<br />
بوروندي<br />
سيريا ليون<br />
إثيوبيا<br />
جيبوتي<br />
بدأت المتاعب<br />
لم تكن ويست جيت معركة، لقد كانت<br />
رسالة. املعركة الحقيقية يف الطريق.<br />
الشيخ عيل ديري<br />
املتحدث باسم حركة الشباب املجاهدين.<br />
السالم<br />
ليست هناك<br />
متاعب<br />
لحفظ السالم وقوات أميصوم<br />
لكي تفهم الحارض عليك أن تفهم املايض.<br />
لتمنع املزيد من ردود األفعال من األفضل لك أن تحدث تغيريا<br />
بشكل رسيع.<br />
يف عام 2007 بدأ هذا الفصل الدموي،<br />
أثناء غزو العراق وأفغانستان.<br />
غزت إثيوبيا أرض الصومال،<br />
لكي تمنع إقامة رشع الله.<br />
ولتمارس السلب والنهب واالغتصاب والقتل،<br />
لذا نهض املسلمون ببأس وإرادة.<br />
***<br />
كانت قوات أميصوم يف ذلك الوقت يف طور اإلعداد،<br />
الرشعية والواجهة املقبولة كان أهم يشء يراد.<br />
املتيقظ والفطن ال ينخدع بالقليل،<br />
وبمرور الوقت تمكن األصم واألبكم من فهم ما يجري.<br />
بأن كل الكفار جاؤوا لنفس الهدف،<br />
وفهموا تماما حقيقة دور قوات أميصوم.<br />
أوغندا يف املقدمة وبوروندي يف املرتبة الثانية،<br />
بأصابع متململة عىل الزناد ومدججني باألسلحة.<br />
* * *<br />
علموا الناس معنى السالم،<br />
بتعليمهم التعرف عىل أشالء األجساد.<br />
علموا أصحاب األعمال كيف يغلقون محالهم،<br />
بقصفهم باكارو وسوق باعاد.<br />
أظهروا كيف يهتمون باملريض والضعيف،<br />
بقصفهم املشايف مثل كيسيني.<br />
أظهروا كيف يديرون النقل والطرقات،<br />
بإطالق النار عشوائيا عىل املزدحم من الحافالت.<br />
علموا الناس االلتجاء إىل ربهم والصالة،<br />
بصالتهم الجنازة يف اليوم الواحد مرات ومرات.<br />
***<br />
علموا الناس كيف يعرتفون بأفعالهم،<br />
بإنكارهم جرائمهم الواضحة بكل غطرسة.<br />
علموا الناس كيف يذبحون ويجهزون اللحم،<br />
بقصفهم املذبح بشكل منتظم.<br />
علموا الناس إصالح املنازل والحفاظ عليها،<br />
بتحويل مناطق بأكملها إىل سكن لألشباح.<br />
علموا الناس أهمية نوم الليل املفيد،<br />
بانهمار قذائف الهاون عليهم كل ساعة.<br />
علموا الناس أن العدالة عمياء،<br />
بدفن األطفال مرة بعد مرة.<br />
علموا الناس معنى السالم،<br />
بتعليمهم التعرف عىل أشالء األجساد.<br />
9 | 21<br />
| 60 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 61<br />
أبو أنور املهاجر<br />
أخ مجاهد يف حركة الشباب<br />
أوباما:<br />
»سوف نقدم لهم كل ما هو الزم من<br />
قوات إنفاذ القانون. . . إن الواليات<br />
املتحدة سوف تواصل العمل مع القارة<br />
األفريقية بأرسها وحول العامل للتأكد<br />
من أننا نفكك هذه الشبكات«.<br />
س: ومن الذي سوف يقدم لبالدك ذات<br />
الديون املرتاكمة ما يلزمها للقيام بذلك؟<br />
في هذا التاريخ:<br />
شهد الكينيون عقابا عادال للجرائم التي<br />
ارتكبها جيشهم في الصومال، مع أنه<br />
أمر صغير للغاية في حقيقته حيث أغار<br />
عدة مجاهدين من حركة الشباب على<br />
مركز ويست جيت التجاري وسيطروا<br />
عليه. وهو مركز ذو ملكية أمريكية-<br />
يهودية- ويقع في العاصمة الكينية<br />
نيروبي.<br />
لقي أكثر من 137 شخصا مصرعهم<br />
بينهم أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون<br />
وكنديون وأستراليون فيما أصيب<br />
مئات آخرون. شنت القوات األمريكية<br />
واإلسرائيلية والبريطانية واالستخبارية<br />
عدة هجمات في محاولة لفك الحصار<br />
عن المركز دون جدوى، وبعد 80 ساعة<br />
تمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل<br />
لكن لم يكن ثمة أحد داخل المجمع<br />
التجاري. الحقا تم اكتشاف نفق مجاري<br />
في المركز التجاري.<br />
سخيف
جهاد مفتوح المصدر<br />
جاهد | يجاهد | جاهد | جهادا<br />
معناه في االستخدام اللغوي الرسمي: كتيب إرشادات<br />
مرجعية لهؤالء الذين عافوا ظلم الطغاة، ويتضمن طرق<br />
تصنيع املتفجرات، واإلجراءات األمنية، وفنون حرب<br />
العصابات، والتدريب على األسلحة، وغير ذلك مما يتعلق<br />
بأنشطة اجلهاد.<br />
•استخدام دارج: كارثة لألمم القمعية االستعمارية.<br />
مثال: جهاد مفتوح املصدر هو كابوس أمريكا األعظم.<br />
•يتيح للمسلمني التدريب في املنزل بدال من التعرض<br />
جملازفة السفر للخارج في رحلة محفوفة باخملاطر.<br />
مثال: أرح نفسك من عناء البحث، ف »جهاد مفتوح<br />
املصدر« أصبح اآلن في متناول يديك.<br />
| 62 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 63
املكونات املطلوبة<br />
•عدد 6 أسطوانات غاز<br />
طبخ أو أكثر.<br />
•عدد 1 أسطوانة غاز أكسجين<br />
معبأة بالكامل.<br />
•مقياس الضغط الجوي<br />
)باروميتر( من نوع يناسب<br />
أسطوانة غاز الطبخ.<br />
•صامولة توصيل وخرطوم.<br />
•عدد 6 لمبات زينة.<br />
•أعواد ثقاب.<br />
•لحام إيبوكسي )لحام بارد(.<br />
•مناديل ورقية.<br />
•بطارية 12 فولت أو أكثر.<br />
•سلك كهربائي.<br />
الصق إيبوكيس<br />
مصباح زينة<br />
مقياس ضغط ( باروميرت )<br />
صامولة توصيل<br />
إن هدف مجلة إنسباير هو تقوية الشباب املسلم، ولكن كيف عساها تكون هذه التقوية دون<br />
أن يكون املرء ذاته قويا وفتاكا وذكيا. نعطيك يف هذا القسم القوة والفتك والذكاء. صدقني إن<br />
استخدام السيارات املتفجرة سيمنحك كل هذا إن شاء الله.<br />
الطريقة بسيطة للغاية وسوف نبسطها لك أكثر -بإذن الله- يف هذا املقال حتى يتمكن كل<br />
مسلم -يحب الله ورسوله ويريد أن يعجل يف نرص اإلسالم - من إعدادها حتى لو كان هذا أول<br />
مقال يف الجانب العسكري العميل تراه عيناه وتقرأه شفتاه.<br />
هذه الطريقة تمكنك من إعداد السيارات املتفجرة يف أي مكان يف العالم، حتى يف أعتى الدول<br />
تشديدا ورقابة أمنية، والسبب أن املواد األولية املستخدمة يف اإلعداد متوفرة وال تلفت االنتباه<br />
ألنها مواد غري متفجرة بشكلها الخام، ولكن عندما تعدها وتجهزها تصبح قنبلة مدمرة بقوة<br />
الله.<br />
إن هذا النوع من السيارات املتفجرة ال يستخدم عادة يف تفجري املباني، لكنه فعال جدا يف قتل<br />
األفراد.<br />
امليزة يف هذه الطريقة أنه يمكنك تجهيز السيارة املتفجرة يف ساعات إذا كانت مواد العمل<br />
الخام متوفرة عندك، األمر الذي يعطيك مرونة كبرية يف تجاوز العقبات األمنية.<br />
أخي املسلم؛ أريدك أن تتذكر قبل أن تقرأ التفاصيل أن مثل هذه العمليات إذا ما تم إعدادها<br />
بشكل صحيح، وجرى اختيار املكان املناسب لها، ثم كتب الله تعاىل لها النجاح، فإن التاريخ<br />
لن ينساها وسيتم تسجيلها بني العمليات املنكية يف أعداء اإلسالم.<br />
الفكرة العامة<br />
مدرسة جهاد مفتوح املصدر للقنابل<br />
السيارات المتفجرة داخل أمريكا<br />
مع/ طباخ القاعدة<br />
سنقوم بخلط غازين أحدهما مؤكسد )oxidizer( واألخر وقود )fuel( يف وعاء واحد مغلق؛<br />
األمر الذي سيحول االحرتاق الناتج عن املادتني من االحرتاق غري املتفجر إىل االحرتاق املتفجر.<br />
وسيبدأ االنفجار عندما ينفث املشعل كمية من اللهب تالمس الغاز فيحرتق برسعة كبرية<br />
وضغط مرتفع.<br />
أسطوانة غاز أكسجني<br />
أسطوانة غاز الطبخ<br />
فكرة العمل<br />
•ستكون املادة املؤكسدة التي نستخدمها هنا هي األكسجني النقي، واملادة الوقود ستكون غاز<br />
الطبخ )بروبان(، وسنجعل الوعاء املحكم الذي سنخلط فيه الغازين هو أسطوانة غاز الطبخ.<br />
•نأتي بأسطوانة غاز الطبخ ونفرغ كمية من الغاز منها.<br />
•نأتي بأسطوانة أكسجني ذات ضغط عال ونوصلها بأسطوانة غاز الطبخ.<br />
•عندما نفتح صمامات الغلق يف األسطوانتني سينتقل الغاز من أسطوانة األكسجني اىل أسطوانة<br />
غاز الطبخ مبارشة والسبب يف ذلك هو “فرق الضغط” بني األسطوانتني.<br />
•ضغط األكسجني داخل أسطوانته عال جدا مقارنة بضغط غاز الربوبان يف أسطوانته، ونحن نعلم<br />
أن الغاز ينتقل من الضغط العايل إىل الضغط املنخفض.<br />
فرق الضغط:<br />
نالحظ أن الضغط يف البالون األصفر يساوي صفر، بينما الضغط يف البالون األحمر يساوي واحد.<br />
ونالحظ كذلك أن الصمام يف هذه الحالة مغلق. .<br />
• عندما نفتح الصمام نالحظ أن الغاز ينتقل من الضغط العايل )البالون األحمر( إىل الضغط<br />
املنخفض )البالون األصفر( ويصبح الضغط يف هذه الحالة متعادل.<br />
تسمى مقاييس الضغط )باروميرت(.<br />
هناك مقاييس مختلفة للضغط. فمنها ما يقيس إىل11 بارا، ومنها ما يقيس إىل 280 بارا، ومنها<br />
ما بني ذلك. فمثال املقياس املستخدم لقياس ضغط إطارات السيارات غالبا ما يكون إىل 11 أو 12<br />
أو 16 بارا.<br />
أما مقاييس ضغط األسطوانات فتختلف حسب نوع األسطوانة. فأسطوانات األكسجني الكبرية<br />
تستخدم مقياس 240 أو280 بارا، وأسطوانات الغاز املتوسطة تستخدم مقاييس 34 أو 36 بارا.<br />
وهناك أنواع كثرية ومختلفة ملقاييس الضغط.<br />
املقاييس أيضا مختلفة يف الوحدة املستخدمة يف القياس فنجد بعضها بالبار)Bar( أو الضغط<br />
الجوي )atmosphere( أو رطل لكل بوصة مربعة)Psi( أو باسكال أو كيلو باسكال او ملليمرت<br />
زئبقي) .)mmHg<br />
واآلن سنعرض عليك بعض مقاييس الضغط:<br />
1- مقياس الضغط هذا يسمى أحيانا »منظم«، ونحن<br />
سنستخدمه يف تجربتنا هذه.<br />
الساعة اليمنى ستقيس ضغط الغاز يف أسطوانة األكسجني.<br />
وتصل القيمة إىل280.000 كيلو باسكال )kPa( أي ما<br />
يعادل 280 بارا .)Bar(<br />
الساعة اليرسى ستقيس ضغط الغاز يف أسطوانة الطبخ.<br />
وتصل القيمة إىل 1400 كيلو باسكال)kPa( أي ما يعادل<br />
14 بارا .)Bar(<br />
مغلق<br />
مقياس الضغط )باروميرت(<br />
مفتوح<br />
منظم<br />
وحدات الضغط<br />
•الضغط الجوي الذين نعيش نحن فيه<br />
يساوي واحد.<br />
•الضغط الجوي يساوي البار )Bar(<br />
تقريبا. أي أن )1 ضغط جوي = 1 بار<br />
تقريبا. )<br />
•سنستخدم وحدة البار بيننا في قياس<br />
ضغط أسطوانات الغاز.<br />
•عندما يواجهك مقياس بوحدة أخرى<br />
-مثال: باسكال أو كيلو باسكال أوPsi،<br />
حول القيمة إلى البار.<br />
•طريقة التحويل سهلة تجدها في اآللة<br />
الحاسبة المدمجة في نظام التشغيل في<br />
حاسوبك.<br />
•أسطوانة غاز الطبخ المليئة بالغاز<br />
تتحمل ضغطا حتى 12 بارا.<br />
•أسطوانة األكسجين المليئة بالغاز<br />
تتحمل ضغطا حتى 135 بارا.<br />
•إذا وجدت هذه الوحدة )كجم/سم2(<br />
فمعناها هو الضغط الجوي.<br />
| 64 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 65
مقياس إطار سيارة<br />
منظم 2<br />
فائدة<br />
•يمكنك استخدام األكسجين<br />
الموجود في األسطوانات الطبية أو<br />
الصناعية التي تستخدم في اللحام.<br />
•يمكنك استخدام أنواع وقود أخرى<br />
مثل غاز )الهيدروجين أو الميثان<br />
أو األستلين(.<br />
•أنواع الوقود هذه تعطي نتائج<br />
أفضل من غاز البروبان إذا كانت<br />
ظروفك األمنية تسمح بشرائها.<br />
2- مقياس ضغط إطارات السيارات فيه حتى 11 ضغط<br />
جوي لذا فيمكن استخدامه يف عملنا كما سنبني.<br />
3- الساعة اليمنى تصل القيمة فيها إىل 25 ضغط جوي،<br />
أي ما يساوي تقريبا 25 بارا .)Bar(<br />
الساعة اليسرى تصل القيمة فيها إلى 5 2. ضغط جوي،<br />
أي ما يساوي تقريبا 5 2. بار.<br />
2- نقوم بتوصيل أسطوانة األكسجني بأسطوانة الطبخ.<br />
مالحظة/ لكي تتمكن من تمرير غاز األكسجني داخل أسطوانة<br />
غاز الطبخ البد من استخدام هذه الوصلة املبينة يف الصورة.<br />
صامولة توصيل<br />
إذا لم تتوفر الوصلة أو كان يف رشائها لفت لالنتباه فيمكن استخدام منظم الغاز املعروف ولكن بعد<br />
أن نفتح فيه فتحة من الداخل باملثقب )يشتهر يف بعض البلدان باسم دريل أو شنيور( بحيث تسمح<br />
بدخول غاز األكسجني إىل داخل أسطوانة غاز الطبخ.<br />
إجراءات أمنية<br />
•إذا أردت إخفاء أثرك يف العملية؛ فاعلم<br />
أن اتخاذ اإلجراءات األمنية يبدأ من<br />
رشائك للمواد الخام يف التجهيز.<br />
•ال ترتك بصماتك.<br />
•استخدم سيارة ال تحدد هويتك.<br />
•انتبه كثريا لكامريات املراقبة وحاول أن<br />
تخدعها.<br />
الصور: 1-2 و2-2:<br />
-4 أيضا مقياس ضغط إطارات السيارات قد تصل القيمة<br />
فيه إىل 16 بارا.<br />
املوضع الذي ينبغي ثقبه<br />
موضع الثقب من منظور داخيل 1-2<br />
موضع الثقب من منظور خارجي 2-2<br />
مقياس إطار السيارة 2<br />
3- نقوم بإفراغ 9 بارات من األكسجني داخل<br />
أسطوانة الطبخ فيصبح املجموع 12 بارا. )صورة<br />
)3-2<br />
فائدة<br />
هل تعلم؟<br />
أنه يمكنك أن تجعل التعبئة لخليط<br />
الغازين داخل أسطوانة أكسجين لحام<br />
واحدة؟ وذلك ألن أسطوانة أكسجين<br />
اللحام يمكنها احتواء كمية غاز ال تقل<br />
عن 12 أسطوانة من أسطوانات الطبخ<br />
ذات سعة 25 لترا، ولكن ال تنس فكرة<br />
فرق الضغط في البالونات.<br />
مقياس إطار السيارات 1-1<br />
تجهيز السيارة املتفجرة<br />
1- خلط الغازات:<br />
•نفرغ الغاز من أسطوانة الطبخ حتى يبقى فيها ضغط بمقدار 3 بارات فقط.<br />
•تنبيه/ لكي تتأكد من أن الكمية هي ذاتها المطلوبة فال بد مع كل فترة من إفراغ الغاز، والبد<br />
أن يكون التفريغ في مكان مفتوح. استخدم مقياس ضغط مناسب لقياس ضغط أسطوانة<br />
غاز الطبخ.<br />
•مالحظة/ إذا لم تجد المقياس المناسب ألسطوانة غاز الطبخ فهناك طريقة سهلة لقياس<br />
ضغط الغاز في أسطوانة الطبخ باستخدام مقياس إطار السيارات، وهي كالتالي )صورة<br />
:)1-1<br />
•نأتي بمنظم الغاز العادي ونقص صامولة الربط الخاصة به عند العالمة الصفراء. )صورة<br />
)2-1<br />
•نقطع محبس إطار سيارة بحيث يناسب الجزء السفلي منه صامولة الربط في المنظم بعد<br />
قصها. )3-1(<br />
•ندخل المحبس في الصامولة بشكل محكم.<br />
•نستخدم غراء اإليبوكسي في تثبيت المحبس من الخارج ولمنع تسرب الغاز إلى الخارج. كما<br />
نضع قليال من الغراء في الداخل أيضا ولكن دون أن نغلق فتحة المحبس.<br />
•اآلن الصامولة جاهزة لالستخدام مع مقياس إطارات السيارات وأسطوانة غاز الطبخ.<br />
)صورة 4-1(<br />
احذر أثناء وبعد عملية تعبئة الغاز من اقرتاب<br />
أي مصدر حراري من محيط املكان.<br />
تعبأة األكسجني 3-2<br />
4- إعداد املشعل:<br />
•املشعل هو األداة التي تنفث اللهب داخل الغاز املخلوط يف أسطوانة غاز الطبخ لتفجري القنبلة.<br />
•نكرس رأس ملبة الزينة بالتسخني، مع التأكد من الحفاظ عىل سالمة السلك الحلزوني »تنجستن« وعدم<br />
إتالفه.<br />
•نمأل رأس لمبة الزينة بمسحوق الكبريت )المستخرج بعد طحن أعواد الثقاب(. )صورة 1-3(<br />
•نغلق الرأس بالمنديل الورقي. )صورة 2-3(<br />
يمكنك تجميع الغاز املخلوط يف<br />
األسطوانات الست داخل أسطوانة واحدة<br />
كبرية، وذلك برشط أن يكون ضغط الغاز<br />
فيها ال يقل عن 12 بارا.<br />
كلما زاد ضغط الغاز فإن قوة االنفجار<br />
ستكون أكرب.<br />
إدخال مسحوق الكربيت يف 1-3 إغالق اللمبة باملنديل 2-3<br />
منظم غاز الطبخ 2-1<br />
صامولة .1-3 ومحبس3-1<br />
.النتيجة النهائية .1-4 4-1<br />
| 66 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 67
هام<br />
من األفضل أال تبدأ بإعداد<br />
السيارة املتفجرة إال قبل<br />
ساعات من التنفيذ حتى إذا<br />
دخلت قوات األمن بيتك ال<br />
تتمكن من اتهامك بإعداد قنبلة، خاصة<br />
إذا وزعت أدوات العمل يف أنحاء بيتك<br />
بشكل جيد.<br />
5- إدخال اللمبة املجهزة اىل داخل الوصلة:<br />
•أدخل اللمبة يف الوصلة وأبق السلكني خارجا.<br />
•ضع اإليبوكيس إلغالق املوصل أو املنظم املعدل.<br />
7- تجهيز الدائرة الكهربائية:<br />
•كل مشعل له سلكان، نوصل السلك األيمن الخاص بكل أسطوانة مع أمثاله في باقي<br />
األسطوانات، ثم نوصلها جميعا بسلك واحد يصل إلى موجب البطارية. )بطارية 12 فولت<br />
أو أكثر(<br />
•نقوم باألمر ذاته مع السلك األيسر للمشعل ونوصله عبر سلك واحد بالطرف السالب.<br />
تذكر<br />
إذا كنت تنوي إخفاء هويتك فاشرت<br />
سيارة بدون استخدام أية أوراق رسمية.<br />
املشعل يف صامولة التوصيل<br />
املشعل يف املنظم املعدل<br />
+<br />
•نوصل الوصلة يف األسطوانة، وذلك بعد أن نكون قد أعددنا أسطوانة واحدة جاهزة للتفجري.<br />
قنبلة اسطوانة غاز الطبخ - 1 4<br />
6- إعداد السيارة املتفجرة<br />
•نعد ما ال يقل عن 6 أسطوانات غاز ذات سعة 25 لرتا.<br />
•نضعها جميعا يف السيارة بشكل متقارب ومتالمس، ونراعي قدر املستطاع أال نرتك فراغات فيما بني<br />
األسطوانات.<br />
•نوصل املشاعل يف األسطوانات.<br />
مفتاح<br />
دائرة كهربائية<br />
قنبلة اسطوانة<br />
غاز الطبخ<br />
هذا كل ما عليك فعله<br />
بطارية<br />
•عندما يتالمس الطرفان بموجب وسالب البطارية سوف تنفجر السيارة إن شاء الله.<br />
•البد من وضع مفتاح يف الطرف املوجب لكي تتحكم بوقت التفجري ولكي تؤمن الدائرة<br />
من التفجري الخاطئ.<br />
•تنبيه: من األفضل تجربة الدائرة الكهربائية بلمبات زينة من نفس النوع الذي ستستخدمه يف تفجري<br />
السيارة.<br />
•إذا أردت التفجري مبارشة )عملية استشهادية( فاجعل املفتاح ميكانيكيا، أي يعمل باليد مبارشة.<br />
•إذا أردت التفجري بالتوقيت فاجعل املفتاح ساعة التوقيت. يمكن أن تعود للعدد األول أو التاسع من<br />
املجلة للحصول عىل التفصيل.<br />
•إذا أردت التفجري عن بعد فاجعل التفجري بريموت األلعاب، أو ريموت السيارات، أو ريموت بواب<br />
موقف السيارة، ويمكنك أن تجربه بلمبات االختبار. )العدد الثامن(. .<br />
هام<br />
إذا كان بإمكانك عمل<br />
تجربة ولو بشكل مصغر<br />
يف مكان آمن فافعل، ألن<br />
التجربة ستعطيك فوائد<br />
كثرية قبل الرشوع يف العمل األسايس.<br />
صورة 1-4<br />
قنبلة أسطوانة غاز الطبخ. بعد إعداد<br />
أسطوانة واحدة جاهزة للتفجري، ابدأ يف<br />
إعداد باقي األسطوانات بنفس الطريقة<br />
)بحيث يكون لديك ما ال يقل عن 6<br />
أسطوانات(.<br />
املجزرة القصوى<br />
•من األفضل أن تستخدم الشظايا يف<br />
العملية )صاموالت – كرات حديدية –<br />
مسامري أو أي يشء آخر(، وذلك بأن<br />
تضعها حول املحيط الخارجي ملجموع<br />
األسطوانات.<br />
•الطريقة األفضل لرتتيب الشظايا هي يف<br />
شكل دوائر.<br />
•يف هذه السيارة املتفجرة يمكنك وضع<br />
مائة ألف شظية يف املحيط. )القنبلة<br />
اليدوية عادة ما تحتوي عىل 360<br />
شظية فقط(.<br />
السيارة املتفجرة بدون الدائرة الكهربائية<br />
| 68 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 69
هام<br />
فكر خارج اإلطار التقليدي<br />
تذكر<br />
استشارية جهاد مفتوح املصدر الخاصة<br />
السيارات املتفجرة: بيانات ميدانية<br />
مع/ طباخ القاعدة<br />
ه ذا النوع من ألنك تعيش عىل أرضه.<br />
السيارات املتفجرة<br />
يستخدم لقتل األفراد<br />
وليس لتحطيم املباني.<br />
لذلك ابحث عن مكان مكتظ باألفراد.<br />
كن مبدعا يف جهادك فهذا هو »الجهاد<br />
مفتوح املصدر«. فاجئ العدو، وال<br />
تنتهج نمطا محددا يف العمل. صدقني،<br />
ليس هناك طراز قيايس لنوع السيارة<br />
التي تركبها.<br />
موه مظهرك أثناء العملية.<br />
تظاهر بأنك سمني بارتداء<br />
مالبس إضافية، كما يمكنك أن<br />
تصبغ لون جلدك، أو تحاكي مظاهر<br />
الناس )صدقني إن اإلحراج هو آخر يشء<br />
ينبغي أن تفكر فيه(. من املهم جدا كذلك<br />
أن تنكر الوجه؛ فيمكنك أن تلبس قناعا<br />
يناسب املكان، وهناك أقنعة عىل شكل<br />
وجه حقيقي، أو يمكن أن تضع لحية<br />
بيضاء يف 25 ديسمرب. وبشكل عام كن<br />
مبتكرا يا أخي. املهم أن تخفي منطقة<br />
العني وما حولها.<br />
من املعلوم أن اختيار الزمان واملكان املناسبني يف أي عملية عسكرية سيحدد نسبة النجاح. فمن املهم<br />
اختيار ذلك بعناية. نحن سنحدد لك بعض األهداف العامة والخاصة املقرتحة، ولكن أنت أعلم بعدوك<br />
األهداف العامة:<br />
تحتل أمريكا املركز األول يف أهمية األماكن املستهدفة وتليها بريطانيا وفرنسا والدول املحاربة بشكل عام.<br />
أما بالنسبة للمكان امليداني األفضل للسيارات املتفجرة فهي األماكن املكتظة، فاملواسم الرياضية مثال<br />
والتي تستقبل حدثا رياضيا معينا؛ يحرضها عرشات اآلالف. كذلك يف أوقات الحمالت االنتخابية تتجمع<br />
أعداد كبرية. واألمر ذاته يحدث يف املهرجانات العامة وغريها الكثري. املهم أن توجه السيارة املتفجرة عىل<br />
األفراد ال املباني.<br />
واليات ومدن محددة يف الواليات املتحدة:<br />
أهم الواليات واملدن التي لها األولوية يف االستهداف هى:<br />
•مدينة واشنطن دي يس العاصمة، ونيويورك:<br />
واشنطن هى العاصمة ونيويورك هي العاصمة القديمة. فكال املدينتني لهما رمزية عند الشعب والحكومة.<br />
أضف إىل ذلك أن واشنطن العاصمة فيها البيت االبيض ويعمل فيها نحو 374000 من املوظفني<br />
الفيدراليني. كما أن بها كبار مسؤويل الدولة. أما نيويورك فتعد مركزا رئيسيا للمال والثقافة واملواصالت<br />
والصناعة يف الواليات املتحدة. إذ تضم أكرب املصارف وسوق األوراق املالية ورشكات االتصاالت يف البالد.<br />
•شمال فرجينيا:<br />
تحوي أكرب وجود سيايس وعسكري يف أمريكا بأرسها، وتقع فيها كل القواعد العسكرية ما عدا تلك<br />
الخاصة بالقوات الجوية والتي توجد يف شيكاجو. هناك كذلك وكاالت فيدرالية يف شمال فرجينيا مثل مبنى<br />
مقر وزارة الدفاع )البنتاجون(، ومبنى االستخبارات املركزية ،CIA ومنشآت عسكرية يف هامبتون رودز<br />
التي يقع بها امليناء البحري الرئييس للمنطقة. وفرجينيا بشكل عام تجذب أعدادا كبرية من السائحني.<br />
•شيكاجو:<br />
تقع يف الوسط األمريكي لذا فهي تعد مرفأ رئيسيا للنقل، كما أن بها مكون هام بالنسبة للتوزيع التجاري<br />
العاملي باعتبارها املرفأ الثالث يف العالم. وهي أيضا هامة ملركز التجارة العاملية، ولها ثقل اقتصادي كبري،<br />
حيث أن بها ثاني أضخم مركز مايل يف الواليات املتحدة. ومن بني أهم املقرات االقتصادية بها:<br />
1.1ناطحة سحاب برج سريز TOWER( )SEARS ذي ال 108 طوابق، والذي ظل محتفظا بلقب<br />
أطول مبنى يف العالم طوال 25 سنة.<br />
2.2مبنى تجارة العملة.<br />
•لوس أنجلوس:<br />
تقع يف والية كاليفورنيا وأكثر مدنها كثافة سكانية، فيما تحتل املركز الثاني كأكرب مدينة يف الواليات<br />
املتحدة من حيث الكثافة السكانية. تعترب أكرب مركز صناعي وتجاري ومايل يف غرب الواليات املتحدة،<br />
وبها توجد مدينة هوليوود.<br />
أهداف محددة:<br />
أماكن مطاعم وبارات ليلية توجد فيها شخصيات مهمة:<br />
•أرلينجتون .)Arlington(<br />
•أليكساندريا .)Alexandria(<br />
•املطاعم والبارات يف شارع إم بالعاصمة واشنطن دي يس. وغالبا تأكل الشخصيات الكبرية يف املطاعم<br />
أثناء العطلة األسبوعية يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.<br />
•مالعب كرة املرضب )التنس( حيث تقام سنويا بطولة أمريكا املفتوحة لكرة املرضب، والتي يحرضها<br />
عرشات اآلالف من املتفرجني من بينهم شخصيات كبرية.<br />
أوقات يف أمريكا تناسب تفجري السيارات املتفجرة:<br />
•يف املواسم االنتخابية لكل من الرئاسة والكونجرس.<br />
•عيد الكرسماس يف 25 من ديسمرب من كل عام، وعيد رأس السنة يف 31 من ذات الشهر.<br />
•الرابع من يوليو يف ذكرى عيد االستقالل.<br />
أهداف محددة يف بريطانيا:<br />
•لديك مالعب كرة القدم خاصة أثناء مباريات دوري الدرجة األوىل )بريميري ليج( ومباريات كأس<br />
اتحاد كرة القدم )إف إيه(، حيث أنها تتميز بتغطية إعالمية مبارشة عىل مستوى العالم. وأفضل وقت<br />
لالستهداف هو بعد إطالق صافرة نهاية املباريات التي تبدأ بعدها جماهري املشجعني يف مغادرة امللعب<br />
واالحتفال عند مداخله.<br />
•يف بداية الصيف بمدينة شلتنهام ،)Cheltenham( ويف آخره بمدينة إبسوم )Epsom( تقام سباقات<br />
للخيول يحرضها اآلالف من جميع أنحاء اململكة بما فيهم امللكة.<br />
•بطوالت كرة املرضب )التنس(.<br />
•تجدر اإلشارة عند الحديث عن هدف أكثر تحديدا إىل فندق سافوي )Savoy( الكائن يف شارع سرتاند<br />
بوسط لندن، والذي يعد مكانا مثاليا تتواجد به كبار الشخصيات ورجال األعمال. يمكنك تفجري<br />
السيارة أثناء خروج الزبائن من مطعم الفندق بعد العارشة ليال بتوقيت جرينيتش.<br />
أهداف محددة يف فرنسا:<br />
•تحتل فرنسا املركز األول عامليا كمقصد جاذب للسائحني األجانب، حيث يبلغ عدد من يزورها منهم<br />
سنويا 82 مليون سائح أجنبي. ما بني الشواطئ واملنتجعات الساحلية، ومنتجعات التزلج، ومناطق<br />
الريف التي يستمتع الكثريون بجمالها وهدوئها )السياحة الخرضاء(.<br />
•محطات قطار شبكة سكك حديد )تي إي آر( يف ساعات الذروة.<br />
•وادي »دور دوجن« أثناء الصيف، ارضب عصفورين بحجر واحد: الربيطانيني والفرنسيني.<br />
•مباريات كأس رابطة فرنسا لكرة القدم الذي تشارك فيه أندية املحرتفني فقط. تتواجد جماهري غفرية<br />
من املشجعني أمام مخارج املالعب.<br />
•االستعراض العسكري يف يوم الباستيل: يف صباح 14 من يوليو كل عام يف العاصمة باريس.<br />
•أثناء العروض الخاصة بمتحف اللوفر: وهو أكثر املتاحف الفنية زيارة عىل مستوى العالم فضال عن<br />
كونه أثرا تاريخيا يف حد ذاته.<br />
•نهر الريفيريا الفرنيس.<br />
امنحهم الحرب<br />
قوات رشطة أمريكا وبريطانيا وفرنسا<br />
ليست معتادة عىل طراز حرب املواجهة.<br />
فهي ال تستطيع الصمود أمام رضبة<br />
بقنبلة يدوية، ناهيك عن انفجار سيارة<br />
متفجرة بشكل كامل.<br />
أمر منطقي<br />
عند استهداف أماكن ذات أهمية كبرية<br />
فعليك بالتوجه إىل املدخل، فإنك ال<br />
تستطيع إدخال السيارة يف أماكن مثل<br />
هذه، لكن بالتأكيد من يدخل فسوف<br />
يخرج.<br />
لذا فيجب أن يكون هناك مدخل<br />
لتستهدفه.<br />
هل تعلم؟<br />
أن عداوة فرنسا لإلسالم ليست رسا. فهي<br />
حتى ال تختلق أعذارا لغزو املسلمني. إن<br />
ما يحدث يف جمهورية أفريقيا الوسطى<br />
لدليل كاف عىل ذلك. لقد غزت فرنسا تلك<br />
البالد ملعاونة امليليشيات النرصانية التي<br />
تقاتل الجيش النظامي ملجرد انتسابه<br />
لإلسالم.<br />
| 70 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 71
الرجل املناسب يف املكان املناسب؛ يدمر العدو<br />
فكن حكيما يف اختيارك<br />
| 72 إنسباير | العدد 12