16.01.2015 Views

INS-AH

INS-AH

INS-AH

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

1<br />

مؤسسة املالحم | الربيع | 2014


المستجدات والرأي<br />

3 رسالة املحرر<br />

4 استمع إىل العالم<br />

6 مذكرات مجاهد<br />

8 ردود أفعال إنسباير<br />

9 أصداء خلف خطوط العدو<br />

19 بيان تنظيم قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />

عرض المنهج<br />

16 سؤال وجواب مع الشيخ أنور العولقي<br />

الشيخ أنور العولقي<br />

32 ملاذا اخرتت القاعدة<br />

الشيخ أبو مصعب العولقي<br />

34 رشوط كلمة التوحيد<br />

الشيح حارث النظاري<br />

تاريخ واستراتيجية<br />

10 اإليمان يرصع اإلستكبار<br />

د.‏ أيمن الظواهري<br />

42 الخربات الجهادية:‏<br />

مفهوم اإلعداد وسببه وهدفه<br />

الشيخ أبو مصعب السوري<br />

28 يف مطاردة محمومة للرساب<br />

خرباء<br />

30 ذئاب املدينة<br />

عبد اإلله حيدر شائع<br />

13<br />

قصة الغالف<br />

داخل العدد<br />

52<br />

املتحطم:‏ حكاية عن التغيري<br />

أبو عبد الله املرابط<br />

نار تحت الرماد<br />

الشيخ نرص اآلنيس<br />

متفرقات<br />

15 نصيحة خالصة من مهاجر<br />

حافظ األوربي<br />

44 الحاجز<br />

مقتبس من مشارع األشواق<br />

14 جهاد الحرائق<br />

سياسي<br />

58 نهاية رحلة األدغال<br />

أخ مجاهد يف حركة الشباب<br />

46 مقابلة مع أوباما<br />

مهند جنة سيكر ‏)طالب الجنة(‏<br />

41 الطيب والحمل والقبيح<br />

أبو نوح<br />

ركن األخوات<br />

48 املجاهدة،‏ زوجة املجاهد<br />

أم يحيى<br />

بسم الله الرحمن الرحيم<br />

الحمد لله رب العاملني والصالة والسالم عىل رسوله محمد ومن اقتفى أثره،‏ أما بعد:‏<br />

حني تذكر القاعدة يتبادر إىل ذهن املواطن األمريكي السرتات الناسفة أو السيارات املفخخة.‏ ولكن ضع يف اعتبارك أن أيا من هذين السالحني<br />

لم يرضب األمريكيني داخل أمريكا منذ هجمات الحادي عرش من سبتمرب.‏ ونتساءل،‏ ملاذا يربطون القاعدة بهذين السالحني؟ والجواب بسيط،‏<br />

ألنهم يخافون منهما بعد أن رأوا ما يكفي من قوتها التدمريية يف أفغانستان والعراق.‏<br />

يعيش الكثريون من أمثال فيصل شهزاد داخل أمريكا،‏ وكل ما يحتاجونه هو العلم بكيفية تجهيز السيارات املفخخة.‏ إنهم يتوقون جميعا<br />

ألداء واجبهم الجهادي.‏<br />

إن الحكومة األمريكية لم تستطع حماية مواطنيها من قنابل قدور الضغط املحمولة داخل حقائب الظهر،‏ وأنا أتساءل هل لديها الجاهزية<br />

إليقاف سيارات متفجرة!‏<br />

26<br />

20<br />

38<br />

62<br />

70<br />

جهاد مفتوح المصدر<br />

السيارات املتفجرة داخل أمريكا<br />

طباخ القاعدة<br />

السيارات املتفجرة - بيانات ميدانية<br />

طباخ القاعدة<br />

الحرب الصليبية وتبادل املواقف<br />

الشيخ إبراهيم الربيش<br />

فلسطني:‏ خيانة الضمري اإلنساني<br />

سمري خان<br />

إرهاب عىل مدار الساعة<br />

مهند جي.‏ إس<br />

بناء عىل ذلك،‏ وانطالقا من مسئوليتنا تجاه األمة املسلمة عموما واملسلمني يف أمريكا خصوصا،‏ تقدم لك مجلة إنسباير بتواضع وصفة منزلية<br />

ارتجالية ميرسة لسيارة فيصل شهزاد املتفجرة.‏ والخرب الجيد هو أن بإمكانك تجهيزها يف مطبخ أمك أيضا.‏<br />

يحيى إبراهيم<br />

ملحوظة:‏ أوقفنا العمل مؤقتا بالبريد اإللكتروني لدواع تقنية وأمنية .<br />

مجلة جهادية تصدرها جماعة قاعدة اجلهاد في جزيرة العرب<br />

16<br />

الكنز المستكشف<br />

هل تعلم؟<br />

‏•أن أمريكا عىل يقني أن أبا أنس الليبي ليس له أي عالقة<br />

بهجمات 1998 التي استهدفت سفارتي الواليات<br />

املتحدة يف نريوبي ودار السالم؟<br />

‏•أن أمريكا تخفي حقيقة إخفاقها يف أخذ جثة الشيخ<br />

أسامة بن الدن بعد استشهاده؟<br />

| 2 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 3


الرائد نضال حسن،‏ جندي الله مطلق النار يف قاعدة فورت هود<br />

‏)بيان يف املحكمة(:‏<br />

أنا مطلق النار.‏ . ستظهر األدلة أنني كنت أقف في الجانب الخطأ ‏)مع األمريكيين(.‏<br />

كماستظهر كذلك أنني غيرت هذا الموقف الحقا،‏ وأننا جنود نسعى إلقامة دين كامل<br />

على أرض الله تعالى على ما بنا من عيوب.‏<br />

روبرت مولر،‏ مدير مكتب املباحث الفيدرالية سابقا ‏)أ ف ب(:‏<br />

‏»الذئب المنفرد«‏ أو اإلرهابيون المنفردون يصعب للغاية بالنسبة لنا تحديد هويتهم<br />

وإحباط تنفيذ هجوم يشنونه.‏ إذ يصعب تقدير التهديد؛ ألنه ليس لديك مقياس لمنع<br />

كل الهجمات.‏ لو أن هجوما واحدا وقع فهذا يعني أنك فاشل.‏<br />

إن عملية نضال حسن هي جزء من نموذج قد رأيناه مؤخرا،‏ ولكنه نموذج من المحتمل<br />

أن يتكرر في المستقبل.‏ إن وجود ‏»الذئاب المنفردين«‏ هو السبب في أن برامج<br />

مراقبة الهواتف واإلنترنت أمر مهم للغاية.‏<br />

باراك أوباما،‏ الرئيس األمريكي ‏)يس إن إن(:‏<br />

من خالل الواقع السياسي،‏ يدرك األمريكيون أنه تعين علينا التكيف مع عالم يمكن<br />

أن يتم فيه تصنيع قنبلة داخل قبو.‏<br />

‏)في خطاب يبرر فيه برنامج وكالة األمن القومي األمريكية غير القانوني لمراقبة<br />

الجماهير(‏<br />

آدم غدن،‏ مجاهد من القاعدة ‏)السحاب لإلنتاج اإلعالمي(:‏<br />

قوموا واثأروا من أمريكا عدوة اإلسالم والمسلمين وأعيدوا لنا أمجاد نيروبي ودار<br />

السالم وعدن ونيويورك وواشنطن وفورت هود وبنغازي وبوسطن،‏ دافعوا عن دينكم<br />

وأمتكم وإخوانكم وحرماتكم ضد القراصنة األمريكيين والصليبيين بضرب مصالحهم<br />

في كل مكان في بالدنا وبالدهم فإن الحرب مع الصليبيين واليهود حرب عالمية ال<br />

تعرف حدودا وال تقبل قيودا إال قيودا جاء بها الشرع الحكيم أو اقتضتها مصلحة<br />

اإلسالم والمسلمين بحسب ما يراه الثقات من علماء األمة وقادة المجاهدين.‏<br />

مصطفى قادري،‏ باحث يف منظمة العفو الدولية أمنستي ‏)فرانس 24(:<br />

نحن بالفعل قلقون إزاء برنامج الطائرات المسيرة األمريكي.‏ ألن الواليات المتحدة تقول<br />

أن بوسعها استخدامها في أي مكان حول العالم ألنها في حرب عالمية ضد القاعدة<br />

وحلفائها.‏ ولكننا يجب أن نحاسب الواليات المتحدة بناء على كالمها،‏ حيث أنها ال تقدم<br />

معلومات عن هذا البرنامج السري.‏ في الواقع لقد وجدنا في بحثنا على األقل في بعض<br />

الحاالت أن األمريكيين قتلوا مدنيين،‏ وإن بعض هذه الحاالت قد تكون جرائم حرب.‏<br />

توم كوتون،‏ نائب بمجلس النواب وجندي سابق يف العراق وأفغانستان:‏<br />

الرئيس يحبذ القول بأن القاعدة هاربة،‏ ربما يكون األمر كذلك.‏ لكن على اعتبار واحد.‏<br />

بالنسبة للكثيرين ممن يعلمون قواعد قتال المشاة،‏ فإن المشاة يكونون في حالة هجوم<br />

أثناء التحرك،‏ وفي حالة دفاع وهم ال يتحركون.‏ القاعدة تكون هاربة فقط إذا لم تكن في<br />

موقع الهجوم في جميع أنحاء العالم.‏<br />

د.‏ كورنيل ويست،‏ فيلسوف أمريكي وناشط حقوق مدنية<br />

‏)هفينجتون بوست(:‏<br />

أظن أننا يجب أن نعترف بأن الرئيس أوباما لديه القليل جدا من السلطة األخالقية<br />

في هذه المسألة،‏ ألننا نعلم أن من يحاول تبرير قتل األبرياء هو مجرم.‏<br />

إن جورج زيمرمان مجرم،‏ لكن الرئيس أوباما هو جورج زيمرمان عالمي.‏<br />

‏)تعليقا على محاولة أوباما تبرير قتل أطفال أبرياء بطائرات أمريكية مسيرة(.‏<br />

جريمايا أديبوالجو،‏ شقيق مجاهد وولويتش ‏)الجزيرة إنرتناشيونال(:‏<br />

ربما يقول الناس:‏ ‏»حسنا،‏ إنه ‏)مجاهد وولويتش(‏ شخص عنيف،‏ وقد أثبت ذلك يوم<br />

وولويتش.‏ لكنني سأقول بدوري:‏ هل كان ‏)الجندي البريطاني(‏ لي ريجبي شخصا<br />

عنيفا؟ وهل بقية الجنود البريطانيين الذين يذهبون إلى أفغانستان والعراق ليقتلوا<br />

هم أشخاص عنيفون؟.‏<br />

إيرول جي.‏ ساوذيرز،‏ خبري يف مكافحة اإلرهاب ‏)مقابلة مع هاينز(:‏<br />

العناصر ‏)الجهادية(‏ المحلية يمكنها أن تهاجم هدفا أمريكيا بنجاح،‏ سواء بموارد قليلة<br />

أو حتى بدون موارد.‏ لقد عرفنا دائما أن ذلك أمر وارد؛ ولكن تفجيرات بوسطن ذكرتنا<br />

بالطبيعة التكيفية للتهديد الذي يواجهنا.‏ لقد اختار األخوان تسارناييف مهاجمة<br />

الماراثون،‏ وهو هدف يصعب تأمينه بشكل دقيق.‏ هذا يجرنا إلى الحديث عن قضية<br />

األهداف الناعمة وقابليتها النسبية للجرح،‏ وإلى حقيقة أن العناصر العنيفة تبحث عن<br />

التجمعات الشعبية التي هي بطبيعة الحال ال يمكن تأمينها بشكل تام.‏<br />

صهيب أمني،‏ طالب سابق يف كلية بروكلني ‏)الجزيرة أمريكا(:‏<br />

أتذكر أننا كنا في نقاش سياسي في الصف الدراسي بالكلية ‏-وهو نقاش لم أشأ حقيقة<br />

الدخول فيه-،‏ وأتذكر أن أحد األساتذة قال أنه لو كان في العراق لكان سيصبح على<br />

األرجح في الجانب اآلخر ‏)من المعركة(.‏ أتذكر أنني كنت أنظر إليه فقط وأنا أفكر أنني<br />

سأدخل السجن لو فكرت بمثل هذا األمر.‏<br />

| 4 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 5


‏-مطاعم<br />

‏-محطات كهرباء<br />

‏-أعواد ثقاب<br />

‏-واشنطن<br />

‏-نيويورك<br />

•<br />

ا<br />

•<br />

ماركوس•ا<br />

النبالء ال يقرؤون رسائل اآلخرين<br />

- هيرني ل.‏ ستيمسون 1929<br />

أ لونزو زيا:‏ تم اعتقاله لالشتباه أ بن لديه النية للسفر إلى جبهة جهادية.‏ . أ وكنهم يقرؤون<br />

أ فكاره!‏<br />

حملة أ ‏»ا أ طلقوا•ا أ م•اسامة«‏ رفعت شعار أ ‏»اين المجاهد المنفرد الذي سينهي أ سجن•اخواتنا؟«‏<br />

| 6 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 7<br />

– كاليفورنيا<br />

- متر وعسل وقهوة<br />

‏-لوس أجنلوس<br />

- قدرا ضغط<br />

• تذكر يوم الخامس من نوفمبر؛ في ذلك اليوم قتل وا أ صاب ال أ خ<br />

نضال حسن 60 ضابط•ا أ مريكيا في موقف ث‏ أ ري لقتلى المسلمين،‏<br />

وهو فعل لم يذهب سدى.‏ عندما سحب بندقيته ال آ لية كان يريد نيل<br />

الشهادة.‏ بعد 4 سنوات اقترب ما كان يتمنى:•ا أ ن يقتل في سبيل الله.‏<br />

- هيوستون<br />

‏-داالس<br />

‏-شيكاجو<br />

- أطالنطا<br />

‏-ميامي<br />

‏-سفارات<br />

الحكومة األمريكية<br />

املمثل األمرييك الهزيل:‏ آدم ساندلر<br />

هجوم بقنبلتني يدويتني عىل قاعدة عسكرية أمريكية<br />

يف اليابان ذكرين هذا الخرب مبقال الشيخ نرص اآلنيس<br />

يف هذا العدد بعنوان:‏ نار تحت الرماد.‏<br />

أ وباما أ بن قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أ تمثل•اكبر خطر يتهدد<br />

امريكا كان السبب في التحاقي بهذه الجبهة التي أ به•اناس ‏»خطيرون«‏ لكي<br />

أ<br />

احارب إمبراطورية الشر أ ‏»امريكا«.‏<br />

أ<br />

• عندما خرج قطار في نيويورك عن مساره،‏ أ كان•اول ما فكر فيه أ المريكيون<br />

والمجاهدون على السواء هو التالي:‏ ‏»هل هذه عملية جهاد فردي؟«.‏<br />

بشار:‏<br />

قتل أكرث من 150.000 واستخدم<br />

األسلحة الكيميائية واالغتصاب<br />

ودمر وحارص مدنا سورية.‏<br />

ويعتربه العامل:‏<br />

رئيسا معرتفا به<br />

‏•طارق مهنا:‏ ‏-الحائز عىل شهادة دكتوراة من كلية الصيدلة وعلوم<br />

الصحة بجامعة ماساشوستس،‏ وليست له عالقة بالقاعدة عىل اإلطالق<br />

الحكم ‏)من قبل القضاء األمرييك(:‏ 5 17. عام.‏<br />

االتهام:‏ التعبري عن وجهات نظره وترجمة كتابات إسالمية.‏<br />

التعليق:‏ كنت أظن أن ‏»حرية التعبري«‏ أمرا حقيقيا<br />

ميزان مقلوب<br />

املجاهدون:‏<br />

يدافعون عن النساء واألطفال،‏<br />

ويقدمون املاء والغذاء،‏ ويدعمون<br />

الثورة السورية،‏ ويقاتلون<br />

الطاغية.‏<br />

ويعتربهم العامل:‏<br />

إرهابيني دوليني<br />

الرشاء من محالت مختلفة<br />

4: يوليو 2014<br />

• إعالن•ا<br />

‏•»إم 16 كانت السبب وراء فشل األمريكيني يف العراق«‏<br />

أم أن األمر له عالقة مبوت ميخائيل<br />

كالشنيكوف فحسب؟<br />

« اليوم يف أمريكا:‏ ضابط أطلق النار عىل طفل يف مدرسة يف<br />

هونولولو،‏ اليوم:‏ املقاولون يزدادون ثراء واملرشدون يزدادون فقرا.‏<br />

اليوم:‏ سعر الغاز ارتفع بنسبة 4%، واملزارع يف كالفورنيا يزرع<br />

الحبوب بعد سنة من حرائق الغابات يف أسوأ جفاف منذ 163<br />

سنة.‏ .<br />

اليوم:‏ طبيب يعالج ولدا أصيب بالسعال الدييك ‏-حالة من خمسني<br />

ألف حالة يف هذه السنة.‏<br />

اليوم كذلك:‏ رجل عجوز متعب يضطر للعودة إىل العمل بدال عن<br />

منحه مكافئة التقاعد وتعويضات عن خسارته ابنه يف حرب العراق.‏<br />

الليلة صوت واحد يتكلم فحسب - صوت حزب ‏»الحامر«‏ الدميقراطي<br />

- الخطاب إىل القطيع.‏ «. .<br />

هههههههههههههه<br />

خطاب أوباما:‏ حالة االتحاد 2014<br />

مذكرات<br />

مجاهد<br />

نكات:‏<br />

•<br />

•<br />

- صاموالت ومسامري.‏<br />

- أسطوانة غاز أكسجني.‏<br />

- مقياس ضغط – خرطوم.‏<br />

- سكر – ملح.‏<br />

- مصباح كريسامس.‏<br />

- بيتزا – لحام إيبوكيس.‏<br />

- مناديل ورقية – بطارية جافة.‏<br />

‏•اإلخوة يف املغرب اإلسالمي نرشوا وصفة إنسباير لقنبلة قدور الضغط باللغات<br />

اإلنجليزية والعربية واإلسبانية.‏<br />

أسأل الله تعاىل أن ينرشها املزيد من املسلمني ومعها وصفة السيارات املتفجرة<br />

بالعديد من اللغات األخرى.‏<br />

باقة من 150 صاروخ هيلفاير هو كل ما في وسع قائد وزعيم الحرب على أ اإلرهاب•ان يقدمه لدعم<br />

حكومة العراق المرتدة لقتال المجاهدين.خاسرون.‏<br />

خبر موت المومياء المتحنطة يتصدر النشرات!‏ بعد موت مجرم الحرب شارون،‏ أ جدد•اوباما<br />

التزامه المخلص بدعم إسرائيل والمزيد من التجسس على حلفاء بالده!.‏<br />

أغراض للرشاء:‏


ردود أفعال إنسباير<br />

تفاعالت حكومية وإعالمية<br />

‏»مثل هذه العمليات ال تقي منها إجراءات أمنية إال إذا كانت لدى أمريكا<br />

قدرة عىل زرع أجهزة تنصت داخل أدمغة املواطنني ملراقبة التفكري.‏<br />

والنجاح األمني يف هذا الجانب ال يتجاوز القبض عىل املنفذ بعد التنفيذ«.‏<br />

أصداء خلف خطوط العدو<br />

من المهم لدرجة ما معرفة من في سلطة الحكم،‏ لكن األهم من ذلك معرفة كم هو مقدار الضغط الذي يتعرضون له<br />

من قبل الشعب.‏<br />

نعوم تشومسكي<br />

أوال.‏ . لم تتوقف املجلة بعد مقتل الشيخ أنور<br />

العولقي وسمري خان وأبو يزيد القطري ولم<br />

يتوقف التحريض املؤثر.‏ هذا يعني أن لدى<br />

تنظيم القاعدة البديل الجاهز دوما.‏<br />

عملية بوسطن ستستدعي عمليات أخرى<br />

ومنفذين آخرين متأثرين بأصحاب العمليات<br />

السابقة وبدوافعهم.‏ . وهكذا.‏ . إلخ.‏ ولهذا<br />

أورد تنظيم القاعدة يف العدد األخري من املجلة<br />

عملية بريطانيا األخرية.‏<br />

حظر وحذف روابط املجلة بعد نزولها بدقائق<br />

يعطي فكرة عن حجم القلق األمريكي،‏ وهو<br />

إجراء ال نجد مثله مع اإلصدارات األخرى.‏<br />

مثل هذه العمليات ال تقي منها إجراءات أمنية<br />

إال إذا كانت لدى أمريكا قدرة عىل زرع أجهزة<br />

تنصت داخل أدمغة املواطنني ملراقبة التفكري.‏<br />

والنجاح األمني يف هذا الجانب ال يتجاوز<br />

القبض عىل املنفذ بعد التنفيذ.‏<br />

‏]عبد الرزاق الجمل ‏-صحفي يمني[‏<br />

ال أعتقد أن القاعدة تتمتع بالحق الذي يكفله<br />

التعديل األول يف الدستور األمريكي كي تنرش<br />

دعايتها وتشجع الناس عىل تنفيذ أعمال<br />

إرهابية.‏ لسوء الحظ،‏ أعتقد أن مجلة إنسباير<br />

تعد تهديدا عظيما لدرجة أنها تنرش معلومات<br />

حول كيفية تصنيع قنبلة وتشجع الناس<br />

ليصبحوا ‏»متطرفني«.‏ لقد أظهرت املجلة<br />

تأثريا خطريا تصعب مواجهته.‏<br />

‏]السيناتور الجمهوري/‏ آدم بي.‏ شيف<br />

‏-كاليفورنيا[‏<br />

تحتوي النسخة األخرية أيضا عىل مقالة<br />

مقتضبة ألبي محمد الصنعاني بعنوان ‏»العني<br />

بالعني«‏ والتي ذكر فيها عملية قتل الجندي<br />

الربيطاني يل ريجبي يف لندن بتاريخ الثاني<br />

والعرشين من مايو بشكل كامل مع صورة<br />

بطولية ملايكل أديبوالجو أحد قاتليه،‏ والتي<br />

يظهر فيها بيدين تغطيهما الدماء وبيده<br />

ساطور.‏ مقال آخر مخترص يذكر اإلعصار<br />

الذي دمر مدينة موري بوالية أوكالهوما يف<br />

العرشين من مايو.‏<br />

إن قدرة محرر إنسباير يحيى إبراهيم عىل<br />

تغطية هذه األحداث األخرية يف هذا العدد تعرب<br />

عن ذكاء لم نره يف مجلة إنسباير منذ مقتل<br />

محررها السابق سمري خان يف 2011. هذا<br />

يشري إىل أن إبراهيم وأعضاء فريقه يتطورون<br />

بأريحية أكرب يف مضمار اإلعالم.‏<br />

‏]ستراتفور[‏<br />

أبراهام ه.‏ فوكسمان مدير رابطة مكافحة<br />

اإلساءة لليهود قال إن تركيز إنسباير الفعيل<br />

هو التحريض عىل اليهود،‏ مشريا إىل أن<br />

‏»معاداة السامية توقد شهوة الدماء ملجلة<br />

القاعدة إنسباير«.‏ وأوضح أنه ‏»منذ األيام<br />

األوىل ألسامة بن الدن فإن القاعدة لم تخف أبدا<br />

عداءها تجاه اليهود،‏ كما أن قيادتها الحالية<br />

تواصل دعوة أنصارها حول العالم الستهداف<br />

اليهود واإلرسائيليني بأعمال اإلرهاب.‏ إن مجلة<br />

إنسباير تزخر بمعاداة السامية من بدايتها<br />

إىل نهايتها،‏ وإن استخدامهم للتحريض ضد<br />

اليهود قد خدم كنهج مركزي يف عملية التجنيد<br />

للتنظيم اإلرهابي«.‏<br />

إن املقاالت والرسائل التي يحملها العدد<br />

الحادي عرش من املجلة تشجع عىل شن املزيد<br />

من الهجمات داخل األرايض األمريكية،‏ وهي<br />

تتحدث عن استخدام األخوين تسارناييف<br />

للمجلة لتنفيذ هجومهما وفق ما أفاد به<br />

مسئولون أمريكيون بأن األخوين حصال عىل<br />

إرشادات تصنيع القنبلة من املجلة.‏ لقد كان<br />

تامرالن تسارناييف قارئا مولعا باالطالع عىل<br />

املواقع ومواد اإلعالم الجهادية األخرى حسبما<br />

أكد مسئولون أمريكيون.‏<br />

يعرض العدد تغريدات للمجاهدين يف جزيرة<br />

العرب يحتفلون فيها بالتفجريات،‏ كما يتضمن<br />

قسما يمتدح أعاصري أوكالهوما.‏<br />

‏]تايمز أوف إسرائيل[‏<br />

إن أجهزة االستخبارات الغربية قلقة بشكل<br />

واضح إزاء فاعلية إنسباير كأداة تجنيد ودعوة<br />

لألصولية.‏<br />

‏]معهد أبحاث إعالم الشرق األوسط<br />

‏)اإلسرائيلي([‏<br />

إن هذا اإلصدار الحادي عرش من مجلة<br />

إنسباير كان مثريا لالهتمام أمس أثناء اجتماع<br />

كبار قادة ومسئويل الرشطة األمريكية ومكتب<br />

التحقيقات الفيدرايل ‏)إف بي آي(،‏ لكن األمر<br />

الهام يف هذا العدد أنه يعد بمثابة احتفال<br />

املنترص،‏ حيث يعرض محرروه العديد من<br />

املقاالت والصور عن تفجريات بوسطن.‏ كما<br />

يعرضون مقاالت وصور لعملية قطع رأس<br />

الجندي الربيطاني التي وقعت يف لندن،‏<br />

وإن وجهة نظرهم األساسية تعكس ما قاله<br />

مفوض رشطة نيويورك لتلك املجموعة من<br />

قيادات الرشطة ومسئويل إف بي آي هنا يف<br />

داالس بشأن نموذج اإلرهاب الجديد الذي<br />

تنفذه عنارص مستقلة تقرأ أدبيات القاعدة<br />

عىل اإلنرتنت،‏ وتحصل منها عىل إرشادات<br />

خاصة من مجلة إنسباير حول كيفية تصنيع<br />

القنبلة،‏ والتي وصفوها ‏)محررو املجلة(‏<br />

ب”حالة مثالية الستثمار منخفض التكاليف”‏<br />

يف إشارة لنموذج بوسطن.‏ .<br />

‏]برنامج سي بي إس هذا الصباح[‏<br />

سموكي:‏<br />

كيف يمكن للقوة العظمى العالمية الوحيدة<br />

الباقية ‏-والتي هزمت الرايخ الثالث واالتحاد<br />

السوفيتي-‏ أن تتزلزل حتى النخاع أمام عشرات<br />

من العرب القالئل؟<br />

جيم رات:‏<br />

الشىء الذي يستفزني؛ هو لماذا ال يزال أوباما<br />

يحظى باالهتمام؟ من الواضح للجميع أنه<br />

حتى أسوأ من بوش،‏ ورغم ذلك فالمشاهير<br />

يحتشدون للقائه،‏ حتى أن البائسة ماالال أرادت<br />

األمر ذاته.‏<br />

مدير عام بيلديربيرج:‏<br />

ريتشارد نيكسون؟ استقال بعد ضبطه<br />

يتجسس على منافسيه.‏ أوباما جعل وكالة<br />

األمن القومي تتجسس على ‏»البلد بأسرها«‏<br />

لكنه ما زال في منصبه!.‏<br />

جون ماك كين:‏<br />

إذا لم نغير سياساتنا الخارجية الغبية،‏ فإن<br />

المزيد من الناس عبر البحار عاجال أم آجال<br />

سوف يتمنون إلحاق األذى ببالدنا!‏ إننا بالفعل<br />

البلد األكثر كراهة في العالم،‏ ومن خالل غبائنا<br />

نحن فإن األمر سوف يزداد سوءا.‏ باإلضافة إلى<br />

هذا،‏ فإننا نستنزف أنفسنا في تناسي كل ذلك!.‏<br />

جيبالرجل زوج:‏<br />

نحتاج بشكل جدي إلى الكف عن غزو األراضي<br />

األجنبية.‏ أعلم أنه في طبعنا لكن لدينا خيارات<br />

أفضل.‏<br />

تيري لين سوليفان:‏<br />

في هذا اليوم وهذا العصر،‏ من الصعب أن تحترم<br />

الجهل والعقيدة العمياء،‏ إن االثنين ومعهما<br />

الوالء ‏»األعمى«‏ موجودان لدى أي مواطن<br />

أمريكي يعتقد أن حروب أمريكا واحتاللها<br />

‏»يخدمان بالدنا«‏ بطريقة ما.‏<br />

سوير وايت:‏<br />

أنتم تصفونهم باإلرهابيين بينما أمريكا هي<br />

الدولة التي تهاجم وتقصف األمم األخرى.‏<br />

استيقظوا!‏ لقد أبصرت العدو ‏)الحقيقي(‏ وهو<br />

نحن!‏<br />

جاكروس:‏<br />

ألن البنتاجون والحكومة األمريكية مدمنان<br />

على القتل.‏ فإن ضربة الطائرة المسيرة التي<br />

تبخر جماعة من المارة األبرياء تمثل بالنسبة<br />

لهما الكأس األول من نخب الصباح.‏ هؤالء<br />

المعتوهون ال يمكنهم أن يمضوا بقية اليوم<br />

دون مثل هذا الكأس.‏<br />

بيلي نيلسون:‏<br />

أنتم أيها الناس الذين تظنون أنه من الجيد<br />

الذهاب إلى الشرق األوسط وقتل أناس أبرياء<br />

لستم سوى بلهاء.‏ لهذا السبب في البداية وقعت<br />

أحداث 11 سبتمبر!‏<br />

ماكبرايد:‏<br />

المدنيون يستمتعون باأللعاب النارية،‏ فهي<br />

جزء من احتفاالت الرابع من يوليو.‏ لكن<br />

المحاربين الذين خدموا في مناطق الحرب<br />

وعاينوا قصف الهاون والهجمات التفجيرية،‏<br />

يشعرون أنهم يتعرضون للتهديد إذا سمعوا تلك<br />

األصوات.‏<br />

ليزا ‏)أرملة جندي أمريكي(:‏<br />

ليست فقط العائالت مثل عائلتي هي التي<br />

تعرف معنى التضحية بشكل وثيق جدا.‏ إننا ال<br />

نستطيع أن نبدأ حياتنا من جديد،‏ وال نستطيع<br />

استرجاع أزواجنا وإحياءهم.‏ كل ما علينا فعله<br />

فقط هو إيجاد طريقة للمضي قدما بشكل<br />

إيجابي.‏<br />

ميدجيك:‏<br />

بالدنا تحتاج بالفعل إلى التركيز على أمريكا<br />

وليس على تلك البلدان األخرى.‏ لدينا الماليين<br />

من الفقراء والجوعى هنا في الواليات المتحدة.‏<br />

اهتموا بأمركم،‏ ثم ربما يمكنكم بعد ذلك<br />

معالجة مشكالت العالم.‏ نريد أن نحل مشكالتنا<br />

االقتصادية ثم نركز علينا وليس عليهم.‏<br />

| 8 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 9


د.‏ أيمن الظواهري<br />

ما ييل هو مقتطف من الجزء األول<br />

من كلمة ألمري القاعدة حفظه الله،‏<br />

والتي وردت يف فيلم بعنوان ‏»اإليمان<br />

يرصع االستكبار«‏ من إصدار مؤسسة<br />

السحاب لإلنتاج اإلعالمي.‏<br />

اإليمان<br />

يصرع<br />

االستكبار<br />

بسم الله،‏ والحمد لله،‏ والصالة والسالم على رسول الله،‏ وآله<br />

وصحبه ومن وااله.‏<br />

أيها اإلخوة المسلمون في كل مكان،‏ السالم عليكم ورحمة الله<br />

وبركاته،‏ وبعد:‏<br />

مرت هذه األيام اثنتا عشرة سنة على الغزوات المباركات في<br />

نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا،‏ وعلى الحماقة األمريكية في غزو<br />

أفغانستان.‏ حماقة أمريكية أدت لتحطم الغرور األمريكي وانكشاف<br />

الضعف الصليبي،‏ حماقة أدت لتورط أمريكا في أفغانستان والعراق،‏<br />

ففرت من كليهما مهزومة،‏ وأصبح هم الرئيس األمريكي وإدارته<br />

والكونجرس ليس االنتصار في الحرب ولكن في النجاة بالفرار من<br />

العراق وأفغانستان.‏<br />

لقد جر الثور األحمق بوش أمريكا للعراق وأفغانستان،‏ فلما فشل<br />

وخاب وانهزم،‏ جاءت القوى الحاكمة في أمريكا بمخادع ليحاول<br />

خداع المسلمين والمستضعفين،‏ فجاءوا برئيس مرتد كان أبوه مسلما<br />

من أصل أفريقي،‏ لعله ينجح في إيقاف الكارثة.‏ فقال في دعايته<br />

االنتخابية:‏ إن العراق هي حرب الخيار،‏ وسأتركها ألتفرغ لحرب<br />

الضرورة في أفغانستان.‏ فترك العراق،‏ وها هو يترك أفغانستان،‏<br />

ولم يكن له من خيار إال ضرورة إعالن هزيمته.‏<br />

ولم يجد ما يفخر به أمام الكونجرس خيرا من أن يعلن فراره من<br />

أفغانستان.‏ وحاول اإلعالم العالمي أن يغطي خيبته في أفغانستان<br />

فتواطأ على التغافل عن أخبار انسحاب األمريكان منها،‏ ولكن<br />

الفضيحة التاريخية أفظع من أن تغطى،‏ وأشنع من أن تطمس.‏<br />

وفي محاولة إلنقاذ ما تبقى من ماء وجهه،‏ قال:‏ إنني أنتصر<br />

على القاعدة،‏ وسأهزمهم بالطائرات الجاسوسية.‏ ومتى كانت<br />

الطائرات تنصر جيشا موليا األدبار؟ لو كانت الطائرات تغني ألغنى<br />

عنكم قصفها الوحشي في فيتنام التي تركتموها منهزمين بعد أن<br />

أحرقتموها بطائراتكم.‏<br />

ولما تصاعد لهيب الجهاد في أمريكا،‏ وقف ليتخبط فقال:‏ إن<br />

ضغطنا على القاعدة المركزية،‏ قد أنتج صورا أخرى من اإلرهاب<br />

أكثر تعقيدا.‏ فجعل من نفسه مسخرة التاريخ،‏ ثم قال إن حادثة<br />

بوسطن فيها أسئلة تبحث عن إجابات.‏ ولو صدق لقال:‏ إن حادثة<br />

بوسطن فيها أسئلة نهرب من إجابتها.‏<br />

إن حادثة بوسطن تؤكد لألمريكان مدى كذبهم وخداعهم ألنفسهم<br />

وتكبرهم عن قبول الحقيقة الساطعة كالشمس،‏ وهي أنهم ال يواجهون<br />

أفرادا وال تنظيمات وال جماعات،‏ ولكنهم يواجهون أمة منتفضة،‏<br />

هبت للجهاد لتدافع عن أرواحها وكرامتها وعزتها ومقدراتها.‏ إن ما<br />

يرفض النظام األمريكي أن يعترف به هو أن القاعدة رسالة قبل أن<br />

تكون تنظيما،‏ والرسالة قد وصلت وانتشرت بفضل الله،‏ واحتضنتها<br />

األمة المسلمة.‏<br />

والرسالة بسيطة ومفهومة وهي:‏ يا أيها المسلمون؛ إذا أردتم أن<br />

تعيشوا كراما أحرارا أعزة فعليكم أن تدافعوا عن هذه العزة،‏ وإن<br />

أمريكا ليست قوة أسطورية،‏ ولكن األمريكان في النهاية بشر من<br />

البشر،‏ يمكن أن يهزموا ويفشلوا ويعاقبوا،‏ وها هي القوة التي تعتبر<br />

نفسها أقوى قوة في تاريخ البشرية،‏ قد ضربت ألول مرة في عقر<br />

دارها،‏ وهزمت في العراق ثم في أفغانستان على يد المجاهدين<br />

البسطاء،‏ الذين يحملون سكاكين وكالشنكوفات.‏<br />

إنها هزيمة التكنولوجيا أمام اإليمان وهزيمة اإلمبراطورية أمام<br />

اليقين.‏ إنها هزيمة قيم الغرب الصليبي المادي أمام قيم اإلسالم<br />

والتوحيد والتقوى والعفة.‏ كم كانت قوة اإلمارة اإلسالمية بقيادة<br />

أمير المؤمنين المال محمد عمر مجاهد حفظه الله؟ وكم كانت قوات<br />

أمريكا التي جاءت بخيالئها وحشودها؟ ولكن المال عمر كان أصدق<br />

بصيرة حينما قال:‏ لقد وعدنا الله بالنصر،‏ ووعدنا بوش بالهزيمة،‏<br />

وسنرى أيهما أصدق وعدا.‏<br />

واألمريكان بسياستهم الخرقاء يصبون الزيت على النار كل يوم،‏<br />

فالجرائم المستمرة التي حدثت في فلسطين وأفغانستان ومناطق<br />

القبائل في باكستان واليمن ومالي،‏ والسرقة المستمرة لثروات<br />

المسلمين،‏ والتي سماها الشيخ أسامة بن الدن رحمه الله بأكبر سرقة<br />

في تاريخ البشرية،‏ واإلساءة لمقدسات المسلمين،‏ ولحضرة النبي<br />

‏-صلى الله عليه وآله وسلم-‏ ‏،والجيوش الجرارة التي تحتل ديار<br />

المسلمين،‏ والقواعد الصليبية التي تنتشر وتحاصر العالم اإلسالمي،‏<br />

والدعم األمريكي لألنظمة المستبدة الفاسدة في الخليج والعالمين<br />

العربي واإلسالمي،‏ كل هذه الجرائم تزيد من تحفز المسلمين<br />

لمواجهة اإلجرام األمريكي.‏<br />

إن ما تمارسه أمريكا ضد األسرى المسلمين جريمة لن تنساها األمة<br />

المسلمة،‏ إن تنكر أمريكا لما وقعت عليه من معاهدات جنيف ومن<br />

التعذيب،‏ وتعذيبها األسرى المسلمين ماديا ومعنويا،‏ واحتجازهم<br />

في سجون سرية،‏ حيث ال يعلم ذووهم عنهم شيئا،‏ واعتقالهم لمدد<br />

غير محددة دون توجيه أية تهم،‏ كل هذه الجرائم تعطي األمة المسلمة<br />

الحق في أن توقف العدوان األمريكي،‏ وأن تعامل أمريكا بالمثل.‏<br />

لقد كان من أول اإلجراءات التي اتخذها أوباما بعد توليه منصبه هو<br />

العفو عن محققي السي آي إيه الذين مارسوا التعذيب ضد المسلمين،‏<br />

ليرسل رسالة واضحة للمسلمين؛ أننا سنظل نعذب أسراكم،‏ وأن كل<br />

ما وقعنا عليه من معاهدات من التعذيب ومعاملة األسرى هي لنا<br />

وليست لكم،‏ ولن تنالوا منا إال اإلجرام والنكال واإلهانة.‏<br />

إخواني المسلمين:‏ إننا لن نحرر أسرانا إال بالقوة،‏ التي ال تفهم<br />

أمريكا لغة غيرها.‏ إن األسرى لن يتحرروا باألماني وال باالحتجاج<br />

والتوسل،‏ ولكن بأن نأسر من أعدائنا مثلما أسروا منا.‏<br />

لقد كانت الغزوات المباركات في الحادي عشر من سبتمبر<br />

نتيجة للجرائم األمريكية المتكررة على المسلمين،‏ وبسبب احتالل<br />

األمريكان ألراضي المسلمين،‏ واليوم بعد اثنتي عشرة سنة من تلك<br />

الغزوات قدم األمريكان مزيدا من الجرائم المحفزة للمسلمين على<br />

تكرار تلك الغزوات.‏<br />

| 10 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 11


إن من مبشرات النصر لألمة المسلمة أن األمريكان يصرون على<br />

االستمرار في نفس األخطاء،‏ ويصرون على الركض في نفس النفق<br />

المظلم،‏ وينتقلون من فشل لفشل ومن هزيمة ألخرى،‏ ولعل هذا من<br />

تدبير الله لهم ليهلكهم كما أهلك األمم المتكبرة من قبلهم.‏ لقد دعا<br />

سيدنا موسى عليه السالم على فرعون وقومه فقال:}وَقَالَ‏ مُوسَ‏ ى<br />

رَبَّنَا إِنَّكَ‏ آتَيْتَ‏ فِ‏ رْعَ‏ وْنَ‏ وَمَ‏ ألَ‏ ‏َهُ‏ زِ‏ ينَةاً‏ وَأَمْ‏ وَاالاً‏ فِ‏ ي الْحَ‏ يَاةِ‏ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِ‏ لُّوا<br />

عَ‏ نْ‏ سَ‏ بِيلِكَ‏ رَبَّنَا اطْمِ‏ سْ‏ عَ‏ لَى أَمْ‏ وَالِهِ‏ مْ‏ وَاشْ‏ دُدْ‏ عَ‏ لَى قُلُوبِهِ‏ مْ‏ فَالَ‏ يُؤْمِ‏ نُوا<br />

حَ‏ تَّى يَرَوُا الْعَ‏ ذَابَ‏ األْ‏ ‏َلِيمَ{)يونس -88(. إنها غطرسة اإلمبراطوريات<br />

التي ترفض قبول الحقائق فتسوق نفسها للهالك.‏<br />

إن هذه الغطرسة األمريكية توجب على األمة المسلمة أن تتصدى<br />

لها،‏ والتصدي لها ليس بالمستحيل،‏ علينا أن نستنزف أمريكا<br />

اقتصاديا باستفزازها لتستمر في إنفاقها الهائل على أمنها،‏ فإن نقطة<br />

ضعف أمريكا هي في اقتصادها الذي بدأ يترنح من نزيف اإلنفاق<br />

العسكري واألمني.‏<br />

وإذا وفقنا الله سبحانه ألن ندفعها لالستمرار في نزيف<br />

اإلنفاق العسكري واألمني فستسقط قريبا بإذن الله كما سقطت<br />

أسئلة يجب أن نسألها<br />

‏•إذا كانت ضربات الطائرات األمريكية المسيرة ضد القاعدة ناجحة،‏ فلماذا<br />

المجاهدون في اليمن بعد كل تلك السنوات قادرون أن يجعلوا الواليات<br />

المتحدة تغلق 22 سفارة لها في الشرق األوسط وأفريقيا لمدة أسبوع؟<br />

‏•كيف يمكن أن يحمي إغالق سفارات أمريكية لمدة أسبوع المصالح األمريكية<br />

طوال العام؟ أم كانت قصة اإلغالق تلك تبريرا لبرامج وكالة األمن القومي<br />

األمريكية غير المشروعة؟<br />

‏•أال يساوي من يقاتلون في صفوف الجيش األمريكي ‏»مقابل الحصول على<br />

الجنسية األمريكية«‏ ثمن كلب صيد؟ لماذا ال يتم تكريمهم على األقل بمنحهم<br />

أوسمة ‏»ديكن«‏ التي تمنح للحيوانات المشاركة في الحروب؟<br />

‏•إذا كان عدد حاالت االغتصاب واالعتداء الجنسي التي ترتكب داخل الجيش<br />

األمريكي بلغت 26 000. حالة خالل عام واحد،‏ فكيف يمكن لرجل عنده<br />

ذرة رجولة أن يدع زوجته أو ابنته أو أخته تلتحق بالجيش األمريكي رغم أن<br />

المتحرشين المفترسين فيه هم الرؤساء ذوو البدالت العسكرية؟<br />

‏•أوليس أمرا محزنا أن يكون ‏»بو«‏ ‏-كلب أوباما ‏-يتناول عشاء أفضل من ذلك<br />

الذي يتناوله 100 مليون أمريكي،‏ رغم أن ثمن وجبة عشاء ساني يتحملها<br />

دافعو الضرائب األمريكيون؟<br />

‏•إذا كان هؤالء الذين يقترفون إساءات ضد اإلسالم لديهم الحق في التعبير<br />

عن أنفسهم،‏ فلماذا ال تعد أفعال أسانج وسنودن ومانينج وهاموند من حرية<br />

التعبير أيضا؟<br />

اإلمبراطوريات المستكبرة من قبلها.‏<br />

إن استمرار نزيف اإلنفاق العسكري واألمني يتطلب منا أن نجعل<br />

أمريكا في حالة توتر وترقب متى وأين ستأتيها الضربة القادمة؟<br />

وإبقاء أمريكا في توتر وترقب ال يكلفنا إال ضربات متفرقة هنا<br />

وهناك،‏ أي كما هزمناها بحرب العصابات في الصومال واليمن<br />

والعراق وأفغانستان،‏ فعلينا أن نتعقبها بتلك الحرب في عقر دارها.‏<br />

وهذه الضربات المتفرقة يمكن أن يقوم بها أخ واحد أو قلة من<br />

اإلخوة.‏ ومع هذه الضربات علينا أن نترصد ونتربص ونتحين أية<br />

فرصة إلنزال ضربة كبيرة بها،‏ ولو صبرنا على ذلك سنينا.‏<br />

وعلينا باإلضافة لذلك أن نحث أمتنا على المقاطعة االقتصادية<br />

ألمريكا ولحلفائها،‏ وأن نبين لهم أن كل دوالر نشتري به سلعة من<br />

أمريكا وحلفائها يتحول لرصاصة أو شظية قذيفة تقتل مسلما في<br />

فلسطين أو أفغانستان،‏ أو يتحول لوقود لدباباتها وطائراتها وسفنها<br />

التي تحتل أراضينا.‏ بل علينا أن نحث األمة على التخلي عن الدوالر<br />

واستبداله بعمالت الدول التي ال تشارك في العدوان علينا.‏<br />

بلغة األرقام<br />

يف الواليات املتحدة،‏ يقول واحد من كل أربعة رجال<br />

سود أنهم يتلقون معاملة ظاملة من الرشطة.‏<br />

باإلضافة إىل ذلك فإن ما نسبته %24 من الذكور<br />

السود الذين ترتاوح أعمارهم بني 18 إىل 34 عاما<br />

تلقوا معاملة غري عادلة من قبل الرشطة خالل شهر<br />

يوليو 2013 وحده،‏ وذلك مقارنة بنسبة %13 من<br />

األمريكيني الالتينيني الذين قالوا أنهم تعرضوا لألمر<br />

ذاته.‏<br />

فرانك نيوبورت ‏-رئيس تحرير مؤسسة جالوب األمريكية<br />

لألبحاث.‏<br />

%79 من األمريكيني يرون أن اقتصاد بالدهم ما<br />

زال يعاني حالة ركود وذلك مقارنة ب %19 من<br />

األمريكيني ال يعتقدون ذلك.‏<br />

استطالع رأي أجرته صحيفة الواشنطن بوست ومحطة<br />

أخبار إيه بي يس نيوز.‏ ‏)ديسمرب 2013(<br />

يشعر واحد من كل ثالثة آباء وأمهات ألطفال<br />

أمريكيني باملستوى الدرايس الثاني عرش بالخوف<br />

عىل أبنائهم أثناء وجودهم يف املدرسة.‏<br />

مؤسسة جالوب األمريكية لألبحاث.‏ ‏)ديسمرب 2013(<br />

الشيخ نرص اآلنيس<br />

نار<br />

تحت الرماد<br />

يحاول اإلعالم األمريكي إعطاء صورة براقة عن اإلمبراطورية األمريكية بكونها المحبوب األول عند كل البشر،‏ وأنها راعية السالم<br />

في العالم،‏ وأنها المدافع األول عن حقوق اإلنسان،‏ وصاحبة القيم والمبادئ والداعية إليها،‏ فهل هذا فعال ما يشعر به المليارات<br />

من الناس ويعتقدونه،‏ أم أن الواقع على خالف ذلك.‏<br />

إذا كان الشعب األمريكي قد اقتنع فعالً‏ بهذا،‏ فهو في الحقيقة قد وقع في ورطة كبيرة وال يعرف قدر الجحيم واألهوال التي<br />

تنتظره،‏ خاصة ودولتهم العظمى تلفظ أنفاسها األخيرة.‏<br />

أتتذكر أيها الشعب األمريكي كم كنت تسخر من الروس وهم يصفقون لجورباتشوف في الكرملين،‏ بينما كان االتحاد السوفييتي<br />

يتهاوى وينهار،‏ كانت مهزلة حقيقية،‏ وتجاهال مخزٍ‏ ألوضاع ال يمكن ألي حكومة تحترم شعبها أن تتجاهله.‏<br />

أال ترى أن ما كنت تسخر منه في السابق هو ما يسخر منه اآلخرون اليوم منك ومن حكومتك.‏<br />

أليس األولى بحكومة أمريكا أن تصارح شعبها بحقيقة ما يجري،‏ وما ستؤول إليه األمور في السنوات القليلة القادمة،‏ أليس من<br />

حق الشعب األمريكي أن يعرف ماذا ينتظره،‏ وما يجب عليه أن يفعله لمواجهة هذا الواقع؟<br />

وما يزيد هذا األمر أهمية أن أمريكا كانت بارعة في خلق البغض والعداء لها،‏ ونجحت نجاحا باهرا في حشد عداء عالمي أممي<br />

ضدها بطغيانها،‏ وسياستها التوسعية اإلمبريالية.‏<br />

أن ما حدث في هيروشيما وناجازاكي،‏ ال تظنوا أن اليابانيين قد نسوه،‏ وكذلك ما قامت به أمريكا في فيتنام وبنما وما تقوم به في<br />

العالم اإلسالمي،‏ بل حتى ما حصل لأللمان من إذالل بعد الحرب العالمية الثانية،‏ ال تظنوا أن األلمان قد نسوه،‏ ولن ينسى ضحايا<br />

المجاعات آالف األطنان من القمح التي كنتم تلقون بها في المحيط ، بينما أطفالهم يموتون جوعاً‏ أمام أعينهم،‏ وماليين األطفال<br />

الذين ماتوا تحت حصار ترسانتكم العسكرية،‏ وبآثار إشعاعات أسلحتكم المحرمة،‏ في صراع لم يكونوا طرفا فيه في يوم من<br />

أيام حياتهم القصيرة،‏ وكل أمة ظلمتها أمريكا يستحيل أن تنسى مظلمتها،‏ و إنما هي نار تحت الرماد الساكن،‏ و أحقاد مدفونة<br />

تتأجج في الصدور،‏ توشك أن تتفجر في وجه األمريكان،‏ وإنما ينتظر الجميع اللحظة المناسبة لالنتقام،‏ ولهذا فأنا أبشركم<br />

بمستقبل مظلم أسود مريع ينتظركم،‏ ولحظة انتقام ليست من المسلمين فقط،‏ بل من أعداء كثيرين قد تكونوا نسيتموهم أو ال<br />

تعرفونهم،‏ ولكنهم لم ينسوكم يوما.‏<br />

نعم إن األمم تمر بنفس المراحل التي يمر بها اإلنسان،‏ فاإلنسان يبدأ حياته بميالد جديد،‏ طفولة،‏ ثم ريعان الشباب،‏ ثم شيخوخة،‏<br />

وفي النهاية صراع مع الموت،‏ وال يشك عاقل بأن هذه هي المرحلة التي وصلت إليها أمريكا اليوم.‏<br />

ولكن كما أن نهايات الناس تختلف فكذلك نهايات األمم تختلف وتتباين،‏ وكل نهاية ما هي إال نتيجة وانعكاس لتاريخ هذا اإلنسان<br />

أو هذه األمة.‏<br />

فال تحلم أمة تحمل أبشع تاريخ إجرامي عرفته البشرية بنهاية سعيدة وميتة هادئة على سرير دافئ.‏<br />

| 12 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 13


نصيحة<br />

حافظ األوربي<br />

خالصة من مهاجر<br />

قال رسول الله [ في الحديث:‏ ‏»الدين النصيحة«‏ لذا فإنني أود فعل ذلك بإسداء النصيحة إلخواني وأخواتي األعزاء في األمة المسلمة،‏ خاصة هؤالء الذين<br />

‏-لبعض األسباب ‏-ما زالوا يقيمون في أوروبا والواليات المتحدة األمريكية،‏ أدعوهم فيها لاللتحاق بصفوف المجاهدين المتنامية الحجم في أرض الجهاد،‏<br />

أو لتنفيذ عمليات جهادية داخل دار الكفر نفسها.‏<br />

إنك لست حتى مضطرا لتنفيذ ذلك ضمن مجموعة،‏ بل يمكنك أن تنفذه بنفسك.‏ فقط ال تخبر أحدا،‏ ولو كان أقرب أصدقائك.‏ وتذكر أن لديك الكثير من<br />

األدوات المتاحة لتنفيذ مثل هذه العمليات.‏ وإن كنت بحاجة إلى أفكار،‏ فقط ادخل إلى شبكة اإلنترنت،‏ ويفضل من مقهى انترنت لكي ال تتمكن السلطات<br />

األمنية من تعقبك بسهولة.‏ أيضا ال تنس استخدام برامج البروكسي.‏ وغني عن القول أنك يمكن أن تحصل على بعض المساعدة من هذه المجلة التي بين<br />

يديك ‏»إنسباير«.‏<br />

‏»تسارناييف يف الغابة«،‏ موازنة املعادلة،‏ هذا ما يفعله ‏-بالضبط-‏ متخف ال يعلمه الرجال،‏ ولكن يكفي أن<br />

الله العليم بكل يشء يعلمه.‏ ينظر حوله فريى املباني واملنازل محطمة،‏ والناس مرشدون.‏ يفكر،‏ ‏»أتذكر<br />

مقاطع مرئية مشابهة لهذا املشهد.‏ . آه نعم يف فلسطني!«.‏ ينظر إىل السماء فوقه،‏ ‏»طائرات يف سماء الواليات<br />

املتحدة؟ إن منظرا مشابها لهذا يوجد يف وزيرستان والصومال واليمن.‏ نريان حرائق الغابات مقابل نريان<br />

صواريخ الهيل فاير،‏ واحدة بواحدة«.‏ يستمع إىل املذياع،‏ ويصيح:‏ ‏»ماذا؟ خزانات ماء ملوثة؟ هذا ليس<br />

حتى بخرب!‏ فالنفايات األمريكية قد لوثت سواحل الصومال بقدر أكرب من هذا!«‏ يشاهد أخبار الطقس،‏<br />

‏»تغريات مناخية يف الواليات املتحدة،‏ وأسوأ موجة جفاف يف كاليفورنيا منذ 163 عاما،‏ و.‏ . . و.‏ . . إلخ هذا<br />

الهراء.‏ إذن؟ ليس هناك جديد،‏ فهذه نفس النتيجة التي سببتها الصناعات األمريكية يف أفريقيا وآسيا«.‏<br />

يؤدي صالة الفريضة،‏ ويرفع يديه إىل السماء،‏ تتحدر الدموع عىل وجهه،‏ ويقول:‏ ‏»يا رب تقبل جهادي«‏ يخرج تذكرة<br />

سفره من جيبه،‏ لقد حان الوقت!‏ يتوجه إىل والية أخرى ليزيد من ديون أمريكا باستخدام علبة أعواد ثقابه املتواضعة.‏<br />

إذا كان لديك اإلخالص والجدية،‏ فقط اجلس<br />

مع نفسك وفكر بما تمر به هذه األمة،‏ وما يعانيه<br />

إخوانك وأخواتك في أنحاء البالد اإلسالمية،‏<br />

وسوف تدرك إن شاء الله أنه فرض عين عليك<br />

أن تقوم بما عليك وتدافع عنهم وتحاول أن تحرر<br />

األمة من الحالة التي تعيشها.‏ ما هو األمر الذي<br />

يفصلك عن باقي األمة؟ يجب أن نناضل من<br />

أجل إقامة شريعة الله،‏ وهو أمر لن تحصل عليه<br />

بالمجان،‏ أو بمجرد أدائك الصلوات الخمس<br />

ودعائك.‏ بل هو أمر قد تحقق في السابق بالدماء<br />

والتضحية بكل شيء . . . . كل شيء!‏<br />

بالنسبة إليَّ‏ ، فقد وُلدت وعشت ثالثين عاما في<br />

أوروبا،‏ وأعلم كل شيء عن الحياة هناك،‏ وليس<br />

باألمر الجيد لنفس مسلمة أن تعيش في مثل<br />

هذه البيئة.‏ إن األمور التي تراها بعينيك ليس<br />

من الجيد لمسلم أن يراها.‏ في كل مرة تشغل<br />

التلفاز فإن عينيك معرضة لمشاهدة شيء محرم.‏<br />

أال تعلم أن عينيك سوف تشهدان عليك في يوم<br />

مقداره 50000 سنة؟ هل تجرؤ حتى أن تدع<br />

هذه الفكرة تدخل إلى رأسك؟ وماذا عن الحديث<br />

الذي قال فيه رسول الله ]: ‏»أنا بريء ممن يقيم<br />

بين ظهراني المشركين«.‏<br />

إن أحد أسباب هجرتي كان مشاهدتي لرجل<br />

وامرأة يرتكبان الزنا بالقرب من درج إحدى<br />

الكنائس في بلدي،‏ وعندها قلت لنفسي:‏ ‏»حسنا،‏<br />

إلى هنا وكفى!«‏ ثم قمت ببعض الترتيبات وحاولت<br />

الهجرة على الفور،‏ ولكن تم رفض طلب دخولي<br />

اليمن بسبب مشكالت في التأشيرة.‏ لكن سبحان<br />

الله ‏»إن الله مع الصابرين«.‏ فبعد عام كامل يسر<br />

الله لي األمر ودخلت اليمن رغم كل العوائق<br />

وقطعت الطريق مباشرة إلى أبين والحمد لله!‏<br />

وأنت يا أخي المسلم العزيز،‏ إذا لم تهاجر اآلن<br />

فمتى؟ إلى متى ستبقى في دار الكفر تستمع ألئمة<br />

المساجد الذين يقولون : ‏»هذا هو وقت الصبر<br />

والتسامح،‏ إننا ضعفاء للغاية وعلينا فقط أن<br />

نستسلم.‏ . «. ال!‏ إن هذا ليس العهد المكي،‏ العهد<br />

المكي كان منذ 1435 سنة.‏<br />

إن معظم العلماء الصادقين الذين تتحدد مهمتهم<br />

الرئيسية في إرشاد األمة إما موجودون داخل<br />

السجون أو قضوا نحبهم أو مع المجاهدين<br />

يقاتلون.‏<br />

ال تتوقع من كثير من العلماء الذين تشاهدهم<br />

في التلفاز واإلنترنت أن يهدوك طريق الحق<br />

عبر خطبهم،‏ بل يجب عليك أن تعلم اآلن أن هذا<br />

ليس وقت المصابرة والتسامح،‏ وليس الوقت<br />

لالستسالم،‏ وإنما هو وقت النهوض والقتال<br />

باستخدام أي وسيلة في متناول يديك.‏<br />

أيها المسلم العزيز،‏ أال ترى رايات ال إله إال<br />

الله يتعاظم رفعها في شوارع بالدنا المسلمة؟<br />

أال ترغب في نيل شيء من أجر ذلك وثوابه؟ إن<br />

األمة تناديك وتدعوك،‏ ونحن اآلن لدينا جيوش<br />

من المجاهدين في العراق وأفغانستان وباكستان<br />

وهنا في اليمن والجزائر ومالي والصومال<br />

وسوريا والشيشان وداغستان ومصر ونيجيريا<br />

وليبيا والقائمة تطول ولله الحمد.‏<br />

أال ترغب في أن تكون جزءا من الجيوش التي ترفع<br />

راية التوحيد،‏ والتي سوف تعيد إقامة الخالفة إن<br />

شاء الله؟ إننا لن نتمكن من تحقيق ذلك بدون<br />

السالح والتضحية بكل ما يتطلبه تحقيق هذه<br />

الغاية؛ ال تنسانا من دعائك.‏<br />

والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته.‏<br />

| 14 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 15


سؤال وجواب<br />

مع<br />

الشيخ أنور العولقي<br />

- رحمه اهلل -<br />

إجابات الشيخ أنور عىل األسئلة التي تم إرسالها إىل برنامج : ‏»أرسل أسئلتك للشيخ أنور العولقي«‏<br />

الذي تم اإلعالن عنه يف العدد السادس<br />

سؤال مرسل بالربيد اإللكرتوني:‏<br />

حول حكم قتل الكفار املدنيني غري<br />

املقاتلني يقول الشيخ ابن عثيمني<br />

أنه يجوز رشعا قتل هؤالء إذا كان<br />

الكفار يقتلون املدنيني لدينا ألن اآليات<br />

القرآنية تقول أنه يمكن لنا أن نعامل<br />

الكفار باملثل،‏ ولكن البعض يقول أن<br />

هذا غري صحيح،‏ ذلك أنه لو اغتصب<br />

الكفار نساء مسلمات فإنه ال يمكننا<br />

الرد باملثل واغتصاب نسائهم،‏ فماذا<br />

نقول لهؤالء؟<br />

يبذلون الكثري من الجهد يف محاولة لتخويفنا<br />

من انتهاج مثل هذا املسلك يف القتال،‏ ألنه<br />

بالنسبة ألولئك الذين يفهمون كيف تعمل<br />

الديمقراطية،‏ عندما تبدأ جماعة ما يف<br />

مهاجمة شعب ينتمي لدولة ديمقراطية بدال<br />

من استهداف جيشها فإنك قد تنتهي بفتح<br />

باب رش لن تتمكن النخبة السياسية يف تلك<br />

الدولة من إغالقه.‏<br />

ترضب املدنيني فأنت ترضب الغرب يف موطن<br />

هو األشد إيالما بالنسبة له وهذا هو مقصود<br />

تكتيكاتنا.‏<br />

اإلجابة:‏ أوال وقبل كل يشء فإن هناك أمورا<br />

وأود أن أقول أيضا إلخواني أننا نريد أن نفهم<br />

الهدف من عملياتنا.‏ إن الهدف الرئيس ليس<br />

هو إيقاع أكرب عدد من القتىل بل تحقيق أقىص<br />

فائدة وتأثري عىل العدو.‏ وعىل ذلك فعملية مثل<br />

عملية الطرود املفخخة لم تقتل يف حقيقة<br />

األمر أي أحد إال أنها حققت تأثريا يتجاوز ما<br />

إنك ال تعلم كيف ستكون ردة فعل الجماهري يمكن أن تحققه عملية ينتج عنها قتل عرشات<br />

حيال مثل هذه الهجمات.‏ يف إسبانيا عىل األشخاص.‏ والسبب يف ذلك أن عملية الطرود<br />

سبيل املثال ركلت الجماهري حكومة خوسيه املفخخة ‏-التي وصفها العدو بالفاشلة ونحن<br />

أثنار بعد تفجريات مدريد.‏ إن أي شعب يف بلد مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 17<br />

نسميها عملية االستنزاف ونعتربها ناجحة مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 غربي سوف يبدأ يف طرح العديد من األسئلة ينبغي توضيحها:‏<br />

إذا شعر بتعرضه للخطر،‏ سوف يطرح الناس بكل األشكال-‏ قد كبدت العدو خسائر<br />

لم يكن املسلمون أول من أقحم املدنيني يف<br />

أسئلة من نوع:‏ ملاذا نقاتل يف حروب تبعد عنا بمليارات الدوالرات جراء إضافة املزيد من<br />

هذه الحرب.‏ بل األمريكيون هم من فعل ذلك،‏<br />

آالف األميال؟ ملاذا ندعم إرسائيل؟ ما الذي قد اإلجراءات األمنية،‏ ومليارات الدوالرات من<br />

وفعلوه عىل نطاق يختلف بشكل هائل عما<br />

نستفيده كأمة ومجتمع جراء دعم إرسائيل؟ الخسائر الناتجة عن فقد عائدات اقتصادية<br />

قام به املسلمون.‏ فهم قتلوا ماليني املسلمني<br />

هل يستحق ذلك الدعم دفع مثل هذا الثمن؟ يسببها تشديد اإلجراءات األمنية.‏ إن ردة<br />

املدنيني بدم بارد خالل حصار العراق الذي<br />

إن النخبة السياسية يف دول الغرب ال تريد من الفعل النفسية الخرقاء إلدارة أوباما حيال<br />

كان سابقا عىل هجمات الحادي عرش من<br />

شعوبها أن تطرح عليها مثل هذه األسئلة،‏ تلك العملية اضطرتها التخاذ إجراءات<br />

سبتمرب.‏<br />

لذلك فهذه النخب تريد أن تبقي عىل شعوبها أمنية جديدة وإجبارية يف جميع املطارات<br />

األمريكية،‏ ما سوف يكلفها أمواال باهظة،‏<br />

وتفاقما يف أزمات الشعب األمريكي وهو األمر<br />

األكثر أهمية.‏ إنه ألمر مثري كيف أن الحكومة<br />

األمريكية تدعي أننا نهاجم األمريكيني بسبب<br />

نائمة،‏ واألمر املثري للسخرية أن عمليات<br />

املجاهدين التي تستهدف تلك الشعوب هي<br />

التي قد توقظها من سباتها وتدفعها لطرح<br />

األسئلة التي تصب يف مصلحتها.‏ ولكن إذا<br />

ثانيا:‏ إنه ألمر مذهل كيف يريد الغرب أن<br />

يمارس أفعاال جشعة واستعمارية وظاملة<br />

واحتاللية ينهب بها ثروات العالم اإلسالمي<br />

ويدعم من خاللها احتالال عنرصيا وحشيا<br />

لفلسطني التي هي قلب العالم اإلسالمي،‏ ثم كانت الهجمات ال توقظهم،‏ بل تجعلهم أكثر حرياتهم،‏ ثم تستخدم عملياتنا كذريعة<br />

بعد كل ذلك ال يتوقع ردااً‏ أيا كان نوعه من تصميما عىل االستمرار يف دعم حكوماتهم لتضييق مساحة حريات الشعب األمريكي.‏<br />

املسلمني،‏ بل ويصور بكل وقاحة املسلمني يف ممارساتها املعادية للمسلمني،‏ فال بأس<br />

إن تضييق الحريات االجتماعية هو جانب<br />

الذين يدافعون عن أنفسهم بأنهم هم حينئذ ألنهم يكونون قد نالوا ما يستحقونه<br />

من خسائر الحرب تسبب به األمريكيون<br />

املعتدون.‏ ما أقصده أن هكذا افرتاء ال يمكن باعتبارهم مشاركني لحكوماتهم عرب<br />

ألنفسهم.‏<br />

أن يتقبله الناس ما لم يكن لدى الغرب أدوات التصويت لها ودعمها بدفع الرضائب التي<br />

إلقناع الناس بمثل هذه الكذبة وهذا التشويه تمول الحرب عىل اإلسالم،‏ ففي هذه الحالة أمريكا ومعها الغرب يف طريقهم إىل الخروج<br />

للتاريخ،‏ ولكن الغرب بالفعل لديه األدوات هم مشاركون باملال واألصوات االنتخابية.‏ ‏)من بلدان املسلمني(.‏ وإخواننا يف حاجة<br />

ليدركوا أن عملياتهم يف الغرب هامة جدا يف<br />

املناسبة لذلك أال وهي أدوات اإلعالم.‏ لقد نجح<br />

هذه املرحلة من الحرب،‏ ألنهم سيكشفون أن<br />

بناء عىل ذلك فلو سألتني من ناحية التكتيك،‏<br />

اإلعالم يف تشويه الحقائق وتقديم الباطل عىل<br />

الحرب عىل اإلرهاب كانت يف حقيقتها فشال<br />

هل استهداف املدنيني يف الغرب يعد أمرا<br />

أنه حق والرش عىل أنه خري.‏<br />

وخطأ،‏ وأن هذه الحرب ضد العالم اإلسالمي<br />

جيدا؟ فسوف أقول لك نعم ألنه أكثر فعالية<br />

واآلن نعود إىل مسألة استهداف شعوب الدول وقوة بكثري؛ فاملتوقع بشأن العسكريني أنهم<br />

ليست هي السبيل للدفاع عن الغرب.‏<br />

التي تحاربنا.‏ هل يجوز ذلك أم ال؟ حسنا،‏ سوف يموتون بأي حال،‏ لذا فهم عندما<br />

بداية وقبل كل يشء ملاذا يهتم الغرب للغاية يسجلون أسماءهم يف الخدمة العسكرية فهم لكن أوال نحن نحتاج للنظر فيما إذا كانت<br />

بهذا األمر،‏ وملاذا يتحدث كثريا بشأنه؟ إن يفعلون ذلك للمشاركة يف القتال ثم ليقتلوا هذه العمليات حالل أم حرام.‏ سننظر يف<br />

هذا تأكيد عىل أن هذا الشكل من الحرب أو يُقتلوا.‏ فالجندي عىل أي حال يف خطر موقفني منذ عهد النبي ‏–صىل الله عليه وآله<br />

يؤلم الغربيني.‏ إنهم يأملون عندما نستهدف وهذه الخطورة متضمنة يف طبيعة عمله.‏ وسلم-‏ هما البيات والرمي باملنجنيق.‏<br />

لكن املدني ليس كذلك.‏ من أجل هذا فعندما<br />

مدنييهم،‏ وهو أمر يشغلهم ويقلقهم ولذا فهم


املقصود بالبيات هو مهاجمة العدو ليال.‏<br />

وخالل القتال يسقط حتما قتىل من النساء<br />

واألطفال والعجائز بسبب عدم قدرة املغريين<br />

عىل التمييز يف الظالم.‏ فسأل أحد الصحابة<br />

رسول الله ‏–صىل الله عليه وآله وسلم–‏ عن<br />

جواز قتل النساء واألطفال أثناء البيات فأجاز<br />

النبي ‏–صىل الله عليه وآله وسلم–‏ ذلك.‏ وقد<br />

ورد هذا بسند صحيح يف صحيح مسلم وغريه<br />

من كتب الحديث.‏<br />

وقد سأل قوم اإلمام أحمد عن جواز استخدام<br />

البيات يف قتال الكفار يف عرصه فقال:‏ ‏»وهل<br />

يكون غزو الروم إال بالبيات؟«‏ فاملسألة متفق<br />

عليها بشدة لدرجة أن اإلمام أحمد قال:‏ ‏»ال<br />

أعلم أحدا كره البيات«.‏<br />

أما املنجنيق فقد استخدمه رسول الله ‏–صىل<br />

الله عليه وآله وسلم–‏ أثناء حصاره للطائف<br />

واستخدمته أجيال املجاهدين من بعده.‏<br />

يقول ابن رشد:‏ واتفق عوام الفقهاء عىل جواز<br />

رمي الحصون باملجانيق سواء كان فيها نساء<br />

وذرية أم لم يكن.‏<br />

قال أبو حنيفة رحمه الله تعاىل:‏ إذا حرص<br />

املسلمون عدوهم فقام العدو عىل سورهم<br />

معهم أطفال املسلمني يترتسون بهم قال<br />

يرمونهم بالنبل واملنجنيق يعمدون بذلك أهل<br />

الحرب وال يتعمدون بذلك أطفال املسلمني.‏<br />

وقال الشافعي يف األم:‏ ثم لم يزل املسلمون<br />

والسلف الصالح من أصحاب محمد صىل<br />

الله عليه وآله وسلم يف حصون االعاجم قبلنا<br />

عىل ذلك لم يبلغنا عن أحد منهم أنه كف عن<br />

حصن برمي وال غريه من القوة ملكان النساء<br />

والصبيان وملكان من ال يحل قتله ملن ظهر<br />

منهم.‏<br />

فهل يف وسعنا أن نلقي بوسائل قتال عمرها<br />

1400 عام من النافذة ونخرتع فجأة قواعد<br />

جديدة من عند أنفسنا؟ هكذا قاتل رسول<br />

الله – صىل الله عليه وآله وسلم – والصحابة<br />

والخلفاء الراشدون واألمويون والعباسيون<br />

واملماليك والعثمانيون.‏ جميعهم استخدم<br />

املنجنيق وبعدها املدفعية يف قصف املدن.‏ إن<br />

ما يفعله املنجنيق هو التايل:‏ رمي صاروخ<br />

سواء كان من الحجارة أو من حاوية مليئة<br />

بمواد حارقة إىل داخل مدينة ما،‏ وبهذا فهو<br />

قد يصيب امرأة أو طفل كما قد يصيب<br />

رجال أيضا.‏ وهذا بالضبط مثل وضع قنبلة<br />

يف واشنطن أو لندن أو أي مدينة غربية،‏ فال<br />

فرق بني ذلك وبني ما كان يفعله سلفنا طيلة<br />

1400 عام.‏<br />

عىل الجانب اآلخر،‏ فإننا نعلم بوجود حديث<br />

نهى فيه النبي – صىل الله عليه وآله وسلم<br />

‏-عن قتل النساء واألطفال،‏ فكيف نجمع بني<br />

ما ذكرناه سابقا وبني هذا الحديث؟ اإلجابة<br />

هي أن النساء واألطفال ال يجوز استهدافهم<br />

منفردين قصدا،‏ وإذا وقعوا كأرسى لدى<br />

املسلمني يف الحرب فال يجوز إعدامهم.‏ عرب<br />

تاريخنا كان املسلمون يستبقون من يقع يف<br />

أيديهم كأرسى من النساء واألطفال أحياء،‏<br />

وذلك خالف ما فعل الصليبيون مثال والذين<br />

ذبحوا آالف املسلمني األرسى لديهم،‏ أو املغول<br />

الذين أبادوا أهايل عدة مدن بأكملها من<br />

املسلمني.‏ ولكن عندما يكون هناك خليط من<br />

الرجال والنساء واألطفال املندمجني يف مدينة<br />

أو قرية واحدة،‏ فال شك أنه يجوز استهدافهم<br />

عىل أن كون ذلك بنية عدم تقصد قتل النساء<br />

واألطفال.‏ وبناء عليه،‏ فإن مهاجمة مراكز<br />

تجمع سكاني مثل مدن أمريكية وبريطانية<br />

وفرنسية وأملانية بقنبلة أو سالح ناري هو أمر<br />

جائز قطعا.‏<br />

بعد ذلك ينبغي علينا النظر يف أمر آخر ورد<br />

يف سؤال السائل وهو هل يجوز لنا أن نعامل<br />

عدونا بمثل ما يعاملنا؟ إن الحرب هي أمر<br />

ينشب بني جانبني،‏ لذلك فإنك ال تستطيع أن<br />

تضع قواعد تضيق بها عىل نفسك يف حني أن<br />

عدوك ال يلتزم بمثل هذه القواعد.‏ إن الواليات<br />

املتحدة وبريطانيا وفرنسا مذنبون جميعا<br />

بارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق اإلنسان<br />

ضد املسلمني،‏ ثم يأتون بعدها ليلقوا عىل<br />

مسامعنا املحارضات حول أخالق الحرب.‏ ثم<br />

من هو هذا املسلم الذي لديه من الوقاحة ما<br />

يكفي ليأتي ويقول لنا أنه ال يجوز لنا الثأر<br />

من أمريكا وحلفائها بعد أن قصفت الطائرات<br />

األمريكية املسرية يف باكستان أكثر من مائة<br />

مرة يف العام 2011 وحده!‏ ونحن جميعا نعلم<br />

من هم ضحايا تلك الهجمات.‏<br />

سؤال مرسل بالربيد<br />

سؤايل الذي أطرحه يعد اعتياديا إذ سأل<br />

الكثري من إخواننا أسئلة مشابهة له من<br />

قبل.‏ إن لدي الرغبة يف أن أضحي بحياتي<br />

يف سبيل الله سبحانه وتعاىل،‏ وأن أنال<br />

الشهادة يف سبيله وأن أواجه األعداء يف<br />

مرحلة ‏»الجهاد باليد«.‏ لكن الفرصة ال<br />

تسنح لنا بتحقيق ذلك بسبب مشكالت<br />

أمنية يعانيها األخوة جراء الزمن<br />

الصعب الذي نعيشه.‏ وثانيا:‏ إذا كان<br />

هناك شخص لديه رغبة ملحة للقتال<br />

يف سبيل الله سبحانه وتعاىل وليس<br />

لديه قناة اتصال يستطيع من خاللها<br />

الوصول إىل اإلخوة يف الجبهات،‏ ماذا<br />

ينبغي عليه أن يفعل؟ هو ال يستطيع أن<br />

يجد أي شخص يدله عىل سبيل لاللتحاق<br />

باألخوة ولكن لديه رغبة كبرية يف القتال<br />

يف سبيل الله وأن يضحي بحياته يف سبيل<br />

الله تعاىل فماذا عساه أن يفعل؟ برجاء<br />

اإلجابة عن أسئلتي هذه ألنني غري قادر<br />

عىل الوصول ألي شخص يساعدني.‏<br />

اإلجابة:‏ سواء كان األخ لديه قناة اتصال<br />

تمكنه من اللحاق باألخوة أم ال فاألفضل<br />

له أن يؤدي واجبه بالجهاد يف الغرب.‏ يف<br />

جبهة القتال أنت مجرد جندي آخر لكن<br />

يف الغرب أنت تمثل جيشا بأكمله.‏ عندما<br />

جاء الصحابي نعيم بن مسعود ‏–ريض الله<br />

عنه-‏ إىل رسول الله ‏–صىل الله عليه وآله<br />

وسلم-‏ ليلتحق بجيش املسلمني يف غزوة<br />

األحزاب كما ذكر رواة السرية،‏ قال له النبي<br />

‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ ما معناه:‏ أنت<br />

معنا مجرد رجل واحد،‏ ولكن ارجع إليهم<br />

‏)املرشكني(‏ وخذل عنا العدو واضعفه من<br />

الداخل ما استطعت.‏ فنصيحتي إليك هي:‏<br />

أنت يف وسطنا مجرد رجل واحد،‏ فابق حيث<br />

أنت وخذل عنا العدو وأضعفه من الداخل ما<br />

أمكنك ذلك.‏ إذا كان لدينا أخوة يستطيعون<br />

نقل املعركة إىل أمريكا وفرنسا وبريطانيا<br />

وأملانيا والدنمارك واسرتاليا فإن ذلك سيكون<br />

أبلغ أثرا يف إضعاف العدو من انتقال أخوة<br />

من تلك البلدان للقتال معنا.‏ لقد جلب الغرب<br />

الحرب والدمار إىل ديارنا،‏ فهيا بنا نمنح<br />

الغرب مثل ما أعطانا.‏<br />

بيان تعزية يف مقتل القائد حكيم الله محسود ‏-رحمه الله-‏<br />

‏َحْ‏ يَاءٌ‏ عِنْدَ‏ رَبِّهِمْ‏ يُرْزَقُونَ‏ ) والصالة والسالم على رسول الله<br />

الحمد لله القائل:‏ ‏)وَال تَحْ‏ سَ‏ بَنَّ‏ الَّذِينَ‏ قُتِلُوا فِي سَ‏ بِيلِ‏ اللَّهِ‏ أَمْوَاتاًا بَلْ‏ أ<br />

القائل:‏ ‏)لوددت أن أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.‏ . ) وبعد:‏<br />

فقد تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ مقتل القائد حكيم الله محسود مع جمع من إخوانه المسلمين في غارة أمريكية غادرة،‏<br />

نسأل الله أن يتقبل القتلى في عداد الشهداء وأن يعلي منازلهم.‏<br />

فنعزي األمة اإلسالمية عامة في فقد هذا القائد المجاهد البطل الذي قام مع إخوانه من قبائل وزيرستان بدور تاريخي<br />

في دفع وجهاد الحملة الصليبية األمريكية على أفغانستان،‏ ففتحوا قلوبهم وبيوتهم إلخوانهم المهاجرين،‏ وقدموا أعظم<br />

التضحيات من دماء أبنائهم،‏ ونخص بالعزاء الشعب الباكستاني المسلم األبي الكريم الذي ننظر إليه بكل إعزاز وإكبار<br />

وإجالل،‏ ونحرضه في هذا المقام على االستمرار في االنتفاضة ضد االنتهاك األمريكي السافر لسيادة بالد المسلمين وأن<br />

يسعى في إزالة الحكومات العميلة المتعاقبة التي تبيع دماء المسلمين من أجل حفنة بئيسة من المال الحرام،‏ والتي تتاجر<br />

بمعاناة الشعب وتقتات على جراحه.‏<br />

وفي ختام هذه التعزية نذكر أمة اإلسالم عامة بأن مقتل القادة وأعيان المجاهدين يزيد الجهاد اشتعاالاً،‏ ويمأل القلوب غيظااً‏<br />

على أعداء اإلسالم،‏ وستستمر مسيرة الجهاد ‏-بإذن الله-‏ حتى يخرج المحتلون الكافرون من بالد المسلمين،‏ ويسود اإلسالم<br />

هذه المعمورة،‏ إن الله على كل شيء قدير.‏<br />

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.‏<br />

تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب<br />

الموضوع:‏ بيان تعزية يف مقتل القائد حكيم الله محسود رحمه الله.‏<br />

| 18 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 19


| 20 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 21


لقد ترك سمري خان ‏»شهيد الدعوة«‏ ‏-تقبله<br />

الله-‏ كنزا ملن بعده.‏ إن األمر يحتاج ألكثر<br />

من صاروخ لقتل مثل هذا النوع من األبطال.‏<br />

}<br />

هذا ليس تحليال تاريخيا حول املعضلة اإلرسائيلية،‏ وهو أيضا ليس رسدا<br />

لقائمة ال نهائية من جرائم اقرتفها اإلرسائيليون يف حق الفلسطينيني<br />

ونشطاء السالم والصحفيني األجانب.‏ إنما هو كلمة من قلب امرئ<br />

حطمته رصخات ونداءات أهل فلسطني من البؤساء واملستضعفني<br />

واملضطهدين واملظلومني.‏ إن هذه األسطر هي انعاكس ملا تجيش به<br />

نفس مسلم نبذ جنسيته األمريكية من أجل التضحية بحياته يف سبيل<br />

الله لكي يوجه هذا الغضب فيما ينفع دينه إزاء ذلك الظلم الذي يشاهده<br />

العالم تقريبا بشكل يومي.‏<br />

ال تظن لوهلة أن كلماتي التي كتبتها هنا جاءت أمال يف تحريك جيش<br />

من الكفار ليأتي وينهي تلك اآلالم.‏ إن الحقيقة التامة تؤكد أنه ليس<br />

هناك جيش يتبع أي دولة اليوم قد يضحي بجنده من أجل هدف فاضل<br />

وجدير بالثناء سوى املجاهدين.‏ هؤالء الذين تركوا وال زالوا يرتكون كل<br />

يشء لحماية أمتهم.‏ أريد أن أتحدث هنا إليك أيها املسلم امللتزم بالعقيدة<br />

اإلسالمية حول موضوع قد يجعل ضمريك املذنب يخفق بصورة أشد<br />

من دق الطبول املدوية.‏ ال،‏ إن هذه ليست قصة شخص أو شاهد عيان<br />

عىل القسوة اإلرسائيلية،‏ بل هي محاولة للعثور عىل روحي.‏ . . وروحك.‏<br />

. . وسط كل هذا الكم من األنقاض والدماء والجنون.‏<br />

منذ سنوات مضت،‏ وكناشط إسالمي،‏ حرضت لقاءات وتعلمت يف<br />

حلقات دراسية وشاركت يف احتجاجات مناهضة للحرب،‏ كما نرشت<br />

أفكاري الدينية والسياسية يف اإلنرتنت ودعوت الناس لإلسالم.‏ اعتدت<br />

الدخول يف مناقشات حية يف مسجد الحي مع مسلمني من خلفيات<br />

متنوعة.‏ بالتأكيد كنا نختلف حول موضوعات متنوعة،‏ ولكن حينما<br />

كان األمر يتعلق بإرسائيل لم يكن أبدا ثمة خالف.‏ كل واحد منا كان<br />

يعلم أننا معرضون للمسائلة يوم القيامة جراء صمتنا إزاء ما يحدث.‏<br />

لقد كانت تلك هي الفكرة األكثر تخويفا بالنسبة لنا.‏ والسبب يف ذلك<br />

أننا جميعا كنا نعلم أن ما يقوم به أغلب الناس حيال فلسطني ‏–يف<br />

إطار االحتجاجات وإلقاء الخطب وكتابة الرسائل إىل أعضاء مجلس<br />

الشيوخ–‏ لم يكن بأي حال سيجهز جيشا فعليا يزيل الدولة اليهودية<br />

بقبضة حديدية.‏<br />

| 22 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 23


يف بعض األحيان عندما كنت أحرض تلك<br />

االحتجاجات كنت أفكر يف إمكانية أن يكون<br />

الشخص الذي بجواري قد فكر بالفعل يف<br />

حمل السالح.‏ . هل كان ذلك الشخص أعمى<br />

عن رؤية هذا الحل أم أنهم يؤمنون صدقا بأن<br />

صياحهم وهتافهم سيجعل الدولة اإلرسائيلية<br />

تختفي يف الهواء؟<br />

بمرور الوقت ويف النهاية بات الكالم مؤملا.‏<br />

عندما كان الناس يناقشون املوضوعات التي<br />

كنت أنفجر بشأنها يف املايض،‏ رصت أجد<br />

نفيس هادئا بشكل استثنائي.‏ وكان ذلك<br />

بسبب شعوري العميق بنفاق كبري بسبب<br />

كوني مجرد متكلم،‏ حيث كنت أقول لنفيس<br />

إن النقاش لم يعد يستحق العناء إذ لم تعد يل<br />

حاجة إلثبات وجهات نظري ألي شخص كان،‏<br />

وإنما كل ما أحتاجه هو أن أكون جزءا من<br />

سبب يغري ما يحدث عىل مرسح العالم.‏ إذا كان<br />

املرء يعلم أن الناس لديهم القدرة عىل القتال<br />

يف سبيل الله،‏ إذن فال يشء يجب أن يمنعهم<br />

من ذلك.‏ إن األمر يشبه كأنك تعلم أنك طائر<br />

غري أنك لم ترفرف بجناحيك مطلقا لتطري.‏<br />

وبدال من ذلك جعلت من نفسك ثرثارا يتكلم<br />

عن الجناحني وكم هما عظيمان،‏ غري أنك لست<br />

جادا بشأن استخدامهما بنفسك للطريان.‏<br />

عندما يدب هذا اإلدراك بداخلك فإنك تبدأ<br />

وقتها يف اإلمساك بزمام ما يستحق منك<br />

بذل العناء.‏ وتكون الخطوة التالية لذلك هي<br />

أن تخترب نفسك لتتأكد إذا كنت صادقا أم ال<br />

يف ادعائك.‏ إن هذا األمر يصبح صعبا لهؤالء<br />

الذين يقلقون باستمرار حول العواقب يف هذه<br />

الدنيا بصورة أكرب من قلقهم بشأن العواقب<br />

يف اآلخرة.‏<br />

أتذكر تلك اللحظات عندما كنت أحدق بحزن يف<br />

شاشة حاسوبي وأنا أشاهد ساعات ال نهائية<br />

من معاناة أهلنا الفلسطينيني.‏ ما زلت أذكر<br />

عندما كانت تدخل أمي إىل غرفتي وتراني إما<br />

عىل وشك البكاء أو حزين للغاية ثم تسألني:‏<br />

‏»ملاذا تشاهد هذه املقاطع؟ إنها ال تزيدك إال<br />

حزنا!«‏ بارك الله فيها،‏ لقد أرادت دائما أن<br />

ترى أبناءها سعداء.‏ وكنت أقول لها:‏ ‏»أنا أريد<br />

أن أكون حزينا ‏)بسبب أفعال اإلرسائيليني(.‏<br />

فكلما ازددت ضيقا ازددت<br />

رغبة يف القيام بيشء عميل<br />

من أجل األمة«.‏<br />

لم تكن تستطيع فهم<br />

طريقة تفكريي،‏ فعندما<br />

كنت أدعوها ملشاهدة<br />

بعض الثواني من مقطع<br />

كئيب عن فلسطني ‏–مثل<br />

مشهد الفتاة الصغرية التي<br />

رأت آثار مقتل عائلتها<br />

بأكملها عىل الساحل<br />

الفلسطيني – كانت<br />

تسألني دائما لم أشاهد<br />

مثل هذه املقاطع املحطمة للقلب إذا كنت أعلم حقيقة<br />

ما يحدث.‏ وكنت أجيبها برصاحة:‏ ‏»هذه املقاطع تذكرني<br />

بحقيقة ما يحدث يف فلسطني.‏ ربما أعرف ما يحدث هناك<br />

لكنني أريد أن يكون قلبي جزءا منه.‏ إذا فصلت روحي عن<br />

مآسيهم بإشاحة وجهي عن معاناتهم،‏ فإنني سوف أكون<br />

وقتئذ مثل باقي الناس:‏ ال أفعل شيئا سوى التعلق باألمل«.‏<br />

لم أكن أبحث عن الحزن واألىس،‏ كما لم أكن آمل يف خلق<br />

حالة من الحرسة الدائمة،‏ فديننا ال يسمح بهذا.‏ إال أنني<br />

كنت أحاول أن أكون صادقا مع ربي ونفيس إزاء مأساة<br />

أمتنا.‏ لقد أردت أن أسكب تلك الدموع كي أشعر بالذنب<br />

كوني لم أفعل شيئا حيال معضلة أمتنا.‏<br />

لقد كنت حزينا من نفيس بسبب حقيقة أنني لم أكن يف<br />

السابق مرتبطا بما فيه الكفاية بالفجيعة الفلسطينية.‏<br />

قبل ذلك كنت فقط مهتما بإقامة الخالفة واتباع إرشادات<br />

أي منظمة إسالمية بشأن كيفية تحقيق ذلك عرب أسلوب<br />

قانوني وسلمي!‏ أين هي عقول املسلمني؟ فيما يبدو أنها<br />

تسبح يف قناة مليئة بأناس آخرين يبتغون حماية حياتهم<br />

أكثر من حماية هؤالء الذين يقاسون طغيان وإرهاب<br />

األسلحة.‏<br />

ال يهم من تكون.‏ إذا كنت تعلم أن اإلرسائيليني يظلمون<br />

ويكبتون الفلسطينيني منذ عام 1947، فإن الشعور بالذنب سيدب بداخلك.‏ ولكن بالنسبة للغالبية منا،‏ فإن<br />

هذا اإلحساس يعيش لفرتة قصرية ثم يتالىش عندما نستأنف امليض قدما يف حياتنا.‏ إن األمر يشبه ذلك املشهد<br />

يف فيلم فندق رواندا حيث يخرب الصحفي مدير الفندق بشأن الكيفية التي قد يتفاعل معها العالم حيال املجزرة<br />

قائال:‏ ‏»سيقولون:‏ يا إلهي إنه أمر فظيع.‏ ثم سيذهبون بعدها لتناول العشاء«.‏<br />

يف أمريكا كنت أتذكر دائما من قراءاتي عن صالح الدين األيوبي كيف أنه كان حتى ال يضحك مع إخوانه،‏ لم<br />

يكن هذا ألنه كان قايس القلب أو غليظ الطباع،‏ ولكن ألن قلبه كان منقوعا يف محيط من اإلحساس بالذنب.‏<br />

‏»ماذا سوف أفعل حيال تلك املآيس؟«‏ بعبارة أخرى،‏ كيف يمكنك أن تعيش كمسلم ملتزم بدينه وتدع ذلك<br />

يحدث.‏ إن مسلما حقيقيا مثل صالح الدين سوف يهب ومعه مَ‏ د من أتباعه املخلصني للدفاع عن األمة.‏<br />

أما اليوم،‏ فإن معظم علمائنا وقادتنا ال يريدون منا أن نكون مثل ذلك عىل اعتبار أن ‏»اإلسالم ليس دين قسوة«.‏<br />

لو أن شخصا ما قال ذلك لصالح الدين أثناء االحتالل الصليبي لفلسطني،‏ لكان أشاح عنه بوجهه بكل نبل<br />

واستمر يف العمل بجد ليحقق هدفه بغض النظر عما يقول الناس ‏}وَالَ‏ يَخَ‏ افُونَ‏ لَوْمَ‏ ةَ‏ الَ‏ ئِمٍ{‏ ‏]املائدة : 54[. إن<br />

غالبية علمائنا اليوم مثل أولئك الذين كانوا يف عرصه وتخلفوا عن القتال بعد سماعهم عن الحجم الكبري لجيش<br />

العدو الصليبي.‏ صالح الدين لم يكن يف حاجة لهم وإنما كان يحتاج إىل الله سبحانه وتعاىل.‏ بعد ذلك،‏ تبني أن<br />

معظم الجيش الصليبي تمزق فيما لقي قائده العام حتفه يف حادث فلم يكن للصليبيني أي فرصة نجاح أمام<br />

الجيش املسلم.‏<br />

علماؤنا اليوم يتخلفون عن جبهات القتال حول العالم<br />

بسبب الخوف من حجم جيش العدو وتفوقه.‏ لكن<br />

وملفاجأة الجميع أقول إن اليد العليا يف هذه الحرب هي<br />

للمجاهدين.‏ كم عدد املرات التي شهد املجاهدون فيها<br />

حاالت إطالق نريان صديقة بني صفوف العدو؟ كم عدد<br />

املرات التي أصاب فيها املجاهدون العدو باليأس والدمار<br />

باستشهادي واحد فقط؟ إن الكرامات التي نشهدها يف<br />

أرض الواقع مذهلة وتبعث إلينا حقيقة برسالة أن الله<br />

بجانبنا وأنه سبحانه يرى فينا اإلخالص يف العمل من أجل<br />

اإلسالم.‏<br />

جميعنا يعلم أنه بدون دعم أمريكا املايل إلرسائيل ملا كانت<br />

إرسائيل ببساطة لتصبح الدولة القوية التي هي عليها<br />

اليوم.‏ أنا كمسلم لم أتحمل العيش مع حقيقة أن الدوالرات<br />

التي أدفعها يف الرضائب كانت تذهب إلرسائيل لتقتل أهيل<br />

املسلمني.‏ دعك من هذا،‏ بل لم أكن حتى أحتمل حقيقة<br />

أنني أقيم يف بالد هي العدو األعظم يف عرصنا الحايل –<br />

الدولة التي تمول الطغاة وتشن الحرب الظاملة بدعوى<br />

حماية ‏»حريتها«‏ – وأعيش عىل أرضها مثلما يفعل بقية<br />

الناس.‏<br />

كنت أقول دوما لنفيس<br />

أنني إذا ‏»استقريت«‏<br />

يف أمريكا وأصبحت<br />

لدي أرسة ووظيفة ذات<br />

دخل كبري ومنزل جميل<br />

وسيارة وكل ما أتخيله<br />

فإنني أكون حينها قد<br />

فقدت روحي واقرتفت<br />

جريمة أشد من االنتحار.‏<br />

وأكون وقتئذ قد دفنت<br />

الحقيقة بكل ما تحمل<br />

الكلمة من معنى،‏ وعندها<br />

أستطيع أن أعيش حياة ملؤها االستجمام فيما<br />

أسمح للطغيان اإلرسائييل باالستمرار.‏<br />

بالنسبة يل،‏ لم يكن أمامي إال الهجرة إىل أرض<br />

الجهاد أو الجهاد يف أمريكا.‏ لم أتخيل نفيس<br />

أبدا أن أقوم بيشء غري هذين الخيارين.‏ ليس<br />

هناك قيمة للحياة إذا رأينا اإلرسائيليني يهدمون<br />

املنازل ويغتصبون العفيفات ويقتلون األطفال<br />

بقذائف الدبابات ويلقون بقنابل الفوسفور<br />

عىل مدارس األطفال،‏ ويسيئون عالنية للدين<br />

اإلسالمي ويقتلون الصحفيني يف وضح النهار،‏<br />

ويطلقون مجموعات الصواريخ عىل نساء<br />

يحتمني بمنازلهن،‏ ويقتلون نشطاء السالم<br />

األبرياء ويمزقون األجساد بطلقات الرصاص<br />

املتالحقة.‏ ال أستطيع العيش مع نفيس وأنا<br />

عىل علم بكل ما يحدث ثم أدير له ظهري كما<br />

تفعل الغالبية الساحقة من املسلمني الذين<br />

أداروا ظهورهم للجهاد،‏ أنا أرفض أن أموت<br />

كشخص ‏»طبيعي«‏ لديه احتمال كبري يف<br />

دخول جهنم عوضا عن أكون مجاهدا يطمح<br />

أن يكون شهيدا.‏<br />

إذن أين قلبك وسط كل هذا؟ هل أنت<br />

مستعد للمخاطرة!‏ املخاطرة بأن تموت ميتة<br />

‏»طبيعية«‏ خالية من الجهاد والتضحية؟ هل<br />

تعترب نفسك حقا من هؤالء الذين يخشون<br />

موقفهم يوم القيامة؟ ألم يتحدث النبي ‏-صىل<br />

الله عليه وآله وسلم-‏ عن الشهيد باحرتام<br />

ورغبة كبريين؟ سل نفسك هذا السؤال:‏ من<br />

الذي سيوقف الظلم اإلرسائييل؟ هل هي األمم<br />

املتحدة؟ أمريكا؟ أم بعض االحتجاجات حول<br />

العالم؟ أم بعض الرسائل ألعضاء مجلس<br />

الشيوخ؟ أم بعض الخطب امللتهبة؟ أم طليعة<br />

مجاهدة منظمة تعيد اإلسالم ليحكم أرايض<br />

املسلمني وتبتغي رضوان الله؟<br />

لك الخيار؛ إما أن تخزي نفسك بتجنب تأنيب<br />

ضمريك املذنب،‏ أو يمكنك أن تلبي نداءه<br />

وتلتحق بالقائمة الطويلة من املسلمني النبالء<br />

الذين ألقوا بأجسادهم يف أودية املوت طلبا<br />

لرؤية وجه موالهم.‏<br />

| 24 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 25


WW<br />

الشيخ إبراهيم الربيش<br />

الحرب الصليبية<br />

وتبادل<br />

المواقف<br />

عندما تريد محاربة عدوك وأنت تدرك حجم الفرق الهائل حسيا بين قوتك وقوته،‏ ال شك أنك تحتاج إلى إرادة قوية التخاذ قرار الحرب،‏ ولكن بعد أن تقطع الحرب مشوارها،‏<br />

وترى عدوك يتجه ليأخذ حالة شبيهة بحالتك قبل اتخاذك قرار بدء الحرب،‏ فإنك عندئذ ستشعر بشيء غير قليل من الفرح،‏ واالمتنان لله الذي وفقك التخاذ قرار الحرب،‏ وهكذا<br />

كان شعوري وأنا أتلقى عبر وسائل اإلعالم تصريح أوباما بأن القاعدة في طريقها إلى الهزيمة.‏<br />

هذه التصريحات من هذا المخذول ذكرتني بحال األمة قبل الغزوات المباركة،‏ في نيويورك وواشنطن،‏ وقبل ذلك في نيروبي ودار السالم ثم عدن،‏ حيث كانت األمة وقتذاك<br />

تقتل وتشرد في كل بقعة،‏ ويكتفي المسلمون بنوح على المنابر،‏ واستنكار على وسائل اإلعالم،‏ وأما العدو فهو المتصرف في شؤوننا،‏ يقتل،‏ وينتهك األعراض،‏ ويشرد،‏ ويجوع<br />

المسلمين وال أثر لتوجعنا على أرض الواقع.‏<br />

واآلن بدأ العدو الصليبي يأخذ طريقه إلى الحالة التي كنا عليها،‏ فتسمع في اإلعالم تصريح أوباما بهزيمة القاعدة،‏ وفي نفس الوقت ترى أمريكا تقفل قرابة عشرين سفارة<br />

من سفاراتها خوفا من مجرد مراسالت بين قادة القاعدة،‏ استنفار في قنصلية ميالنو خوفا من قنبلة داخلها،‏ وطائرة أمريكية تهبط هبوطا اضطراريا لالشتباه في وجود<br />

قنبلة،‏ كل هذا والقاعدة في طريقها إلى الهزيمة!‏ فكيف لو كانت في طريقها إلى النصر؟!.‏<br />

يذكرني هذا بكلمة قالها األخ علي حمزة البهلول أحد أسرى<br />

جوانتنامو عجل الله لهم الفرج،‏ وذلك أنه كان يتحدث مع<br />

المحقق عن غزوتي نيويورك وواشنطن،‏ وفي أثناء الحديث<br />

طرح المحقق عليه سؤاال:‏ هل كانت القاعدة تظن ردة الفعل<br />

من أمريكا بهذا الحجم؟.‏<br />

فأجاب علي:‏ في السابق كانت أمريكا تصنع األحداث،‏<br />

والمسلمون أصحاب ردود األفعال،‏ أما اآلن فمجرد انتقالنا من<br />

ردود الفعل إلى صنع الحدث،‏ وانتقال أمريكا إلى ردود الفعل<br />

فإن هذا انتصار عظيم.‏<br />

وبالفعل فإن الغالب على أفعال أمريكا في الفترة األخيرة<br />

انسحاب أو تهيئة النسحاب.‏<br />

دخل الوهم على أوباما من جهة أنه كثف في هذه األيام<br />

قصف الطائرة بدون طيار،‏ وظن أن هذا يحسم الحرب،‏ وقد<br />

نسي المغرور أن الحرب بيننا وبينهم ال تحسم بهذه الطريقة،‏<br />

فإن طائراته بجميع أنواعها،‏ وجنوده معها؛ نزلوا العراق<br />

وقتلوا خلقا كثيرا ال يحصيهم إال الذي خلقهم،‏ ثم اضطروا بعد<br />

ذلك إلى االنسحاب يجرون أذيال الخيبة،‏ محملين من الديون<br />

بما يستنزف الخزينة المريضة،‏ والمجاهدون ال زالوا يزدادون<br />

قوة يوما بعد يوم،‏ فماذا عسى أن تفعل طائرة تدار من بعد.‏<br />

إن الحرب بين المسلمين وعدوهم ال تحسم بعدد القتلى،‏ أو<br />

يؤثر فيها عظمة العتاد،‏ وإنما تحسم-بتثبيت الله-‏ باإلرادة<br />

الصامدة،‏ التي تصمم على التضحية،‏ وهي بثباتها تحيي<br />

من يأتي بعدها ليواصل المشوار،‏ في حلقات متواصلة حتى<br />

يحصل النصر.‏<br />

إن الطائرات بدون طيار تدفع مسيرة الجهاد ضد الصليبيين،‏<br />

وتوضح القضية للمسلمين،‏ وتدفعهم ليسلكوا طريق<br />

المجاهدين،‏ وبينما يظن أوباما أنه يقتل القاعدة فإنه يحشد<br />

لنفسه الجيش الذي سيقاتله.‏<br />

إنما مثل أوباما كمثل مريض مصاب بارتفاع ضغط الدم،‏<br />

وبينما هو في ظمإ شديد وجد كوبا من الماء فيه ملح،‏ ولكي<br />

يتخلص من الملح حتى يشرب الماء؛ أخذ ملعقة وبدأ يحرك<br />

الماء،‏ داخله السرور وهو يرى الملح يختفي شيئا فشيئا،‏ حتى<br />

اختفى تماما،‏ صحيح أن الملح اختفى،‏ ولكن الماء كله تحول<br />

إلى مالح،‏ وهذا ما يفعله أوباما من استعمال طائرات بدون<br />

طيار.‏<br />

ومع استمرار الوقت قد تختفي القاعدة،‏ ليس ألن جهادها<br />

انقطع،‏ ولكن ألن األمة بكاملها تحملت هذا الجهاد،‏ وأصبح كل<br />

مسلم يرى أن من الواجب عليه محاربة أمريكا بكل ما يستطيع،‏<br />

فكما أنه إذا سمع نداء الصالة توضأ وتوجه إلى أقرب جماعة<br />

من المصلين،‏ فإن لم يجد جماعة صلى لوحده في مكانه الذي<br />

هو فيه،‏ كذلك إذا سمع نداء الجهاد ضد أمريكا فإنه سيبادر<br />

إلى االستجابة ملتحقا بأقرب جماعة مجاهدة،‏ فإن لم يجد<br />

جاهد في مكانه الذي هو فيه،‏ وعندها ستخاف أمريكا ليس<br />

من الجنود األفغان فقط،‏ وإنما سيالحقها الخوف أينما ذهبت<br />

مصالحها في األرض،‏ وستخاف حتى من المسلمين الذين<br />

تربوا في أمريكا،‏ بل وحتى من األمريكان األصليين الداخلين<br />

في اإلسالم،‏ فكل واحد منهم يعتبر قنبلة متنقلة يمكن أن<br />

تنفجر في ملعب كرة،‏ أو في ميدان سباق،‏ أو في ملهى،‏<br />

عندها سيلعن الشعب األمريكي ساسته الذي أوصلوه إلى هذا<br />

الجحيم،‏ وسيلعن الساسة مستشاريهم الذين أوهموهم أن<br />

امبراطوريتهم سينتهي عندها التاريخ،‏ وفيما تلعن كل طائفة<br />

أختها سيكون المسلمون قادرين عند ذلك-بإذن الله-‏ على<br />

إنشاء كيان يخصهم بصفتهم مسلمين،‏ يديرون شؤونهم<br />

بأنفسهم،‏ ويعبدون ربهم كما أمرهم.‏<br />

| 26 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 27


في مطاردة محمومة للسراب<br />

هل نجحت الطائرات املسرية؟<br />

جريمي سكاهيل،‏ مؤلف وصحفي تحقيقات أمريكي<br />

ديموكرايس ناو!‏<br />

يبدو أن رضبات الطائرات املسرية تقصف يف مناطق تقتل فيها مدنيني.‏ وما تفعله بذلك هو<br />

أنها تحول الناس يف اليمن ‏-والذين قد ال يكون لديهم عداء ضد الواليات املتحدة-‏ إىل أعداء<br />

محتملني يشعرون بالحقد تجاه أمريكا.‏ لقد رأينا هذا يحدث بشكل متكرر.‏<br />

الراحل إبراهيم مثنى،‏ كاتب وناشط يمني<br />

الجارديان<br />

بدال من كسب قلوب وعقول املدنيني اليمنيني،‏ فإن أمريكا تنفرهم بقتل أقاربهم وأصدقائهم.‏<br />

بالتأكيد قد يكون هناك مكاسب عسكرية قصرية املدى جراء قتل قيادات املسلحني يف<br />

تلك الرضبات،‏ لكنها مكاسب ضئيلة للغاية مقارنة بالرضر طويل املدى الذي يتسبب<br />

فيه برنامج الطائرات املسرية.‏ إن جيال جديدا من القيادات ينشأ بشكل تلقائي كرد فعل<br />

انتقامي غاضب للهجمات عىل مناطقهم وقبائلهم.‏<br />

أليكساندر ميليجرو هيتشينز،‏ خبري يف مكافحة اإلرهاب<br />

املركز الدويل لدراسة التحول إىل التطرف<br />

ستبقى الطائرات املسرية عىل الدوام وسيلة سهلة ‏)لجماعات مثل القاعدة(‏ لكسب الدعم<br />

املعادي للواليات املتحدة.‏ عندما يأتي يشء مثل قصف لطائرة مسرية ليدمر واجهات غرف<br />

نوم الناس ومنازلهم،‏ فإن ذلك سيساعدك قطعا يف تجنيد الناس وتحويلهم إىل متشددين.‏<br />

نبيل خوري،‏ دبلومايس أمريكي سابق يف اليمن<br />

كايرو ريفيو أوف جلوبال أفريز<br />

عرب االستفادة من بنية اليمن القبلية،‏ فإن الواليات املتحدة تكتسب تقريبا ما بني أربعني<br />

إىل ستني عدوا جديدا بقتلها لعنرص واحد من القاعدة يف جزيرة العرب بواسطة الطائرات<br />

املسرية.‏ وتشري التقارير إىل أن عام 2012 شهد 45 هجوما لطائرة مسرية،‏ فيما شهد عام<br />

2013 حتى اآلن 22 هجوما.‏ إجمايل ضحايا 2012 بلغ 491 قتيال.‏ يف الحرب،‏ قد تكون<br />

الطائرات املسرية جزءا رضوريا من اسرتاتيجية عسكرية واسعة.‏ لكن يف بلد لسنا يف حرب<br />

ضده،‏ فإن تلك الطائرات تكون جزءا من سياستنا الخارجية،‏ فإذا كانت مهيمنة عليها<br />

تماما،‏ فإنها تلحق الرضر بكل من أمننا وأهدافنا السياسية.‏<br />

باربارا بودين،‏ سفرية أمريكية سابقة يف اليمن<br />

يمن بولييس إنيشياتيف<br />

االعتماد املتعاظم عىل الطائرات املسرية يرض بمصلحتنا طويلة األجل يف الحصول عىل رشيك<br />

مستقر وآمن ودائم يف اليمن.‏ تشري مجموعة متزايدة من األبحاث إىل أن الضحايا املدنيني<br />

والدمار املادي الذي تتسبب فيه الطائرات املسرية يشوه سمعة الحكومة املركزية ويولد<br />

استياء تجاه الواليات املتحدة.‏ حيث تقصف رضبات الطائرات املسرية املدنيني فإن التقارير<br />

اإلخبارية والروايات األولية تشري بشكل مضطرد إىل أن العائالت والقرى املترضرة تتظاهر<br />

وتهتف ضد الحكومتني اليمنية واألمريكية.‏<br />

ميكا زينكو،‏ عضو مجلس العالقات الخارجية<br />

نقاش الطائرات املسرية يغري انقسام اليمني واليسار يف واشنطن<br />

هناك كذلك ارتباط قوي بني عمليات القتل املتعمد يف اليمن منذ ديسمرب – 2009 والتي<br />

تشنها طائرات أمريكية مسرية – وبني الغضب املتصاعد تجاه الواليات املتحدة والتعاطف<br />

أو الوالء للقاعدة يف جزيرة العرب.‏ يف 2010 وصفت إدارة أوباما قاعدة الجزيرة بأنها ‏»عدة<br />

مئات من أعضاء القاعدة«.‏ بعد ذلك بعامني،‏ ازداد عددها ليصبح ‏»أكثر من ألف عضو«.‏<br />

اآلن لدى القاعدة يف جزيرة العرب ‏»بعض آالف األعضاء«.‏ بعد أن ذكرت تقارير أن قصفا<br />

لطائرة مسرية قتل 13 مدنيا يف سبتمرب املايض قال الناشط اليمني نارص عبد الله:‏ ‏»لن<br />

أكون متفاجئا إذا التحق مائة من رجال القبائل بصفوف القاعدة كنتيجة لخطأ الطائرة<br />

املسرية األخري«.‏<br />

ستانيل ماكريستال،‏ جنرال بارز سابق يف الجيش األمريكي<br />

هاف بوست<br />

إن ما يفزعني بشأن رضبات الطائرات املسرية هو كيف أنها ملحوظة حول العالم.‏ إن<br />

االستياء الذي تسبب فيه االستخدام األمريكي لتلك الطائرات هو أكرب بكثري من االستحسان<br />

الذي يستشعره املواطن األمريكي العادي بشأنها.‏ إن تلك الطائرات مكروهة إىل حد بعيد،‏<br />

حتى من قبل الناس الذين لم يروا أيا منها،‏ أو لم يروا حتى تأثرياتها.‏<br />

ذي إيكونوميست،‏ نرشة العالقات الدولية<br />

دولة القاعدة . . النار غري املطفئة<br />

بسبب هشاشة حكومة عبد ربه منصور هادي اليمنية الجديدة،‏ والجيش املنقسم إىل<br />

فصائل،‏ واملخاوف بأن يتسبب سقوط ضحايا مدنيني جراء رضبات الطائرات املسرية يف<br />

ارتماء السكان املحليني يف أحضان الجهاديني،‏ فإنه يبدو أن قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />

قادرة عىل الحفاظ عىل مكانتها املميزة يف تنظيم القاعدة.‏<br />

هيومان رايتس ووتش،‏ منظمة دولية غري حكومية<br />

بني الطائرة املسرية والقاعدة<br />

مع مواصلة الواليات املتحدة لعمليات القتل املتعمد يف اليمن دون االهتمام بعواقب قتل<br />

املدنيني،‏ ودون تحمل مسئوليتها للوفيات غري املرشوعة،‏ فإنها تخاطر بزيادة غضب الكثري<br />

من اليمنيني،‏ وتمنح بطاقة تجنيد أخرى للقاعدة يف جزيرة العرب.‏ ويف ردها عىل عمليات<br />

القتل تلك أصدرت القاعدة يف جزيرة العرب بيانات تتهم فيها الواليات املتحدة بشن حرب<br />

ليست ضد القاعدة فحسب وإنما ضد جميع املسلمني.‏ لقد قطع املواطنون الطرق ونظموا<br />

مظاهرات رددوا خاللها شعارات معادية للواليات املتحدة.‏<br />

| 28 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 29


املقال مقتبس من الصفحة الرسمية للكاتب<br />

ذئاب المدينة<br />

عبد اإلله حيدر شائع<br />

صحفي مستقل<br />

حين أعلن أوباما قلقه من صحفي ال يملك سوى قلم وكلمة الحقيقة<br />

حول جرائم أمريكا وأكاذيبها كان ذلك اعترافا رسميا من البيت االبيض<br />

أن أمريكا تلفظ أنفاسها األخيرة،‏ وأن العصابات اليهودية التي تدير<br />

أمريكا والغرب تتخلى عنها،‏ فطريقة تعبيره عن قلقة تستحق التأمل<br />

حين أمسك بسماعة الهاتف الرئاسي ليجري مكالمة عاجلة مع أحد<br />

مرتزقته برتبة رئيس اليمن!‏<br />

فحالة القلق هي حالة معلنة عن الخوف،‏ وتجاوز األعراف الديبلوماسية<br />

في مخاطبة أحد مرتزقته بطريقة مباشرة ومعلنة يتورط فيها أول<br />

رئيس أمريكي على مستوى تاريخ أمريكا التي وضعت أول لبنة في<br />

تأسيسها ‏»البشر جميعا متساوون ولهم حقوق متساوية وال يحق ألحد<br />

مصادرتها«‏ بحسب الدستور األمريكي.‏<br />

كان بإمكان رئيس دولة تحاول آلة اإلعالم الضخمة التي تديرها<br />

شركات رأس المال أن يوجه الخارجية األمريكية أو المخابرات<br />

األمريكية لتبلغ عمالءها ومرتزقتها في اليمن بما تريد كما هي العادة،‏<br />

فهم طوع أمرها وال يحتاج أن يرفع سماعة الهاتف ليخاطب شخصيا<br />

رئيس دولة ويصدر أمرا مباشرا يقضي بوضع الصحفي في زنزانة<br />

انفرادية ألكثر من ثالث سنوات!‏<br />

لجوء رئيس أمريكا لذلك دليل حالة الفزع والضعف في نفس الوقت من<br />

الحقيقة التي تمزق صورة الزيف والباطل التي تختفي خلفها أمريكا<br />

والغرب ومن ورائهم العصابات اليهودية التي تسودهم وتقودهم.‏<br />

وحين كان الصحفي ‏»المقلق بقلمه وكلمته ألوباما«‏ يقضي بأمر من<br />

أوباما سجينا في زنزانة انفرادية كان هناك عدد من الذئاب يرعبون<br />

أوباما ويهددون أمن وسالمة أمريكا ويضعون أمام العالم مزيدا من<br />

األدلة أن أمريكا ستصبح عما قريب شيئا من الماضي.‏<br />

خوسيه مانتيه<br />

ففي 21 أكتوبر وبعد ثالثة أسابيع من مقتل اإلمام أنور العولقي كان<br />

الشاب ذو ال 27 ربيعا من أبناء مدينة نيويورك أكمل صناعة ثالث<br />

قنابل في ‏»مطبخ أمه«‏ مسترشدا بدليل صناعة القنابل اليدوية من<br />

مواد بدائية تتحول إلى مواد شديدة االنفجار توقع اآلالف من القتلى<br />

والجرحى،‏ تعلمها من المجلة اإلنجليزية التي تصدرها طليعة من<br />

شباب األمة االسالمية عبر اإلنترنت ويشرف عليها األمام المغدور به<br />

أنور العولقي.‏<br />

شائع هو صحفي يمني قىض ثالث سنوات يف<br />

حبس انفرادي داخل اليمن ألنه كشف املجزرة<br />

األمريكية التي وقعت جنوب البالد وراح ضحيتها<br />

45 من النساء واألطفال.‏ بعد خروج شائع من<br />

السجن عرب أوباما عن قلقه إزاء إطالق رساحه.‏<br />

كان خوسيه مانتيه حديث عهد باإلسالم،‏ حيث لم يمض على دخوله<br />

اإلسالم عام،‏ وهو من أصول دومينيكية كما أن رئيس أمريكا من أصول<br />

كينية.‏ لكن خوسيه مانتيه فضل أن يرتبط برباط األخوة اإلسالمية<br />

كمنظومة تعاقد والء بين المسلمين يجب عليهم التناصر فيما بينهم<br />

على أساس الدين وليس العرق أو اللون أو اللغة،‏ فقام بتحديد ثالثة<br />

أهداف عسكرية يستهدفها بالثالث القنابل التي صنعها في مطبخ أمه<br />

بحسب إرشادات إنسباير ‏)اإللهام(.‏<br />

لم ينفذ العملية ولم يكن مرتبطا بأي جهة أو شخصية خارجية سوى<br />

بالقرآن الكريم الذي يعلمه أن ‏}الْمُؤْمِ‏ نُونَ‏ إِخْ‏ وَةٌ{،‏ ‏}وَالْمُؤْمِ‏ نُونَ‏<br />

وَالْمُؤْمِ‏ نَاتُ‏ بَعْضُ‏ هُمْ‏ أَوْلِيَاءُ‏ بَعْضٍ‏ } أوقفته اإلف بي آي دون أن تنجح في<br />

الوصول إلى أي روابط بشرية تربطه بعناصر من طليعة شباب األمة<br />

اإلسالمية ‏)تنظيم قاعدة الجهاد(‏ في أي مكان في العالم.‏<br />

الرائد نضال حسن<br />

كان قبل خوسيه مانتيه الرائد نضال حسن الذي قتل وجرح أكثر من<br />

ستين من زمالئه الضباط في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية قاعدة<br />

فورت هود بوالية تكساس،‏ وكانت أسبابه ودوافعه ال تختلف عن دوافع<br />

وأسباب خوسيه مانتيه واإلمام أنور العولقي،‏ وهو أداء الواجب اإليماني<br />

في محاربة الشر في العالم ومناصرة المسلمين في كل مكان،‏ حيث<br />

وجد نضال حسن أن زمالءه الضباط والجنود يرتكبون الجرائم في حق<br />

البشرية في أفغانستان والعراق،‏ وقد حصلت على نسخة من إيميالته<br />

مع االمام أنور العولقي أهداني إياها اإلمام الراحل أنور العولقي من<br />

جهازه وشرح طريقة التراسل بينهم.‏<br />

كان نضال حسن يقوم بمراسلة اإلمام أنور من قاعدة فورت هود نفسها<br />

ويقول له في إحدى رسائله ‏»أال ترى كيف يفعلون بإخواننا في فلسطين<br />

بدعم أمريكي،‏ لماذا ال نقوم بعمل مماثل فندعم إخواننا كما يدعمون<br />

اليهود في فلسطين!؟«‏<br />

ويقول في رسالة أخرى ‏»إن األمريكيين يقومون بعمليات وحشية وقتل<br />

متعمد وانتهاك للحقوق في العراق وأفغانستان إلخواننا المسلمين<br />

هناك«.‏ فرابط األخوة اإليمانية هو نفسه الذي حرض خوسيه مانتيه<br />

وركز على إيضاحه من القرآن الكريم اإلمام أنور العولقي المتخرج من<br />

جامعة كولورادو األمريكي وأحد مواطني وساكني مدينتي سان دييجو<br />

في الغرب األمريكية وواشنطن في الشرق األمريكي.‏<br />

جوهر تسارناييف<br />

وحين كانت الصحفية البريطانية أيونا كريج تناقش مع الصحفي<br />

األمريكي جيرمي ساهيل طرقا لنشر حقيقة أوامر أوباما التي أدت<br />

إلى سجني في زنزانة انفرادية لثالث سنوات،‏ كان هناك أخوان في<br />

المدينة التاريخية بوسطن يجهزون قنابل في مطبخ أمهم،‏ عمال<br />

بنصيحة المجلة اإلنجليزية إنسباير،‏ ولنفس الدوافع واألسباب وهو<br />

تحقيق روابط األخوة اإليمانية واإلسالمية بين المسلمين بالتناصر<br />

ضد عدو يعتدي عليهم في أرضهم وأموالهم ويقتل نساءهم وأطفالهم<br />

في مناطق متفرقة من العالم.‏<br />

وجاءت عملية بوسطن،‏ في ذكرى انطالق شرارة ثورة االستقالل في<br />

14 أبريل،‏ بعد مرور مائة عام على غرق سفينة تايتانيك التي انطلقت<br />

من شواطئ بريطانيا متجهة إلى أوروبا الحديثة واألرض المكتشفة<br />

الجديدة ‏)أمريكا(،‏ وغرقت في البحر بارتطامها في قطعة جليد<br />

صغيرة أدت إلى تدميرها،‏ وفي قصة التايتانيك رمزية أمريكا من<br />

البداية حتى النهاية،‏ حيث مثلت تلك السفينة العمالقة قصة الطبقية<br />

والعنصرية والجشع والتوحش الذي قامت عليه أمريكا والدماء التي<br />

غذت نموها على مدى أربعة قرون.‏<br />

ولعملية األخوين تسارناييف في بوسطن دالالت هامة،‏ حيث أهمية<br />

المدينة أنها انطلقت ‏)منها(‏ شرارة االستقالل،‏ والهدف الذي تم<br />

استهدافه ماراثون رياضي وعلى خط النهاية،‏ مما يبعث برسالة أن<br />

أمريكا أصبحت اليوم على خط النهاية،‏ ولم تعد بحاجة إلى قيادة بن<br />

الدن أو كاريزما العولقي لتدميرها ووضعها على خط النهاية،‏ فجوهر<br />

تسارناييف ابن التسعة عشر عاما صنع قنبلة في المطبخ مستخدما<br />

أدوات الطبخ أيضا إلنجاز ذلك.‏<br />

وفي الحادي عشر من سبتمبر كانت أمريكا على مستوى عال من<br />

التخطيط ‏)ما(‏ استغرق سنوات بقيادة مركزية عالمية يقودها بن الدن<br />

تطلبت تسعة عشر شابا كي يضعوا أمريكا على خط بداية النهاية،‏ أما<br />

في عملية بوسطن فلتدمير أمريكا لست بحاجة إال إلى شاب عمره<br />

تسعة عشر عاما ليضع أمريكا على خط النهاية!‏<br />

قبلهم كان فيصل شهزاد ابن ضابط المخابرات الباكستاني والمولود<br />

في نيويورك الذي أثار تهديدا جديا في تايمز سكوير في مايو 2010.<br />

قالت المعلومات يومها أنه تلقى تدريباته في مناطق القبائل في<br />

باكستان.‏<br />

لم تستطع أمريكا بطائرات بدون طيار أن توقف التهديدات فقد<br />

أصبحت تنطلق من الداخل،‏ وذئاب المدينة يتكاثرون بصورة تكشف<br />

لنا مستقبل أمريكا التي تغرق في أزمة الديون نتيجة الحادي عشر<br />

من سبتمبر وأخواتها التي استنزفتها حروب وهمية تحملها دافعو<br />

الضرائب،‏ وحين سعى صحفي لكشف الحقيقة للرأي العام األمريكي<br />

والغربي،‏ خاف أوباما ومن خلفه عصابات اليهود التي تدير رأس المال<br />

في أمريكا وتمسك بزمام المال والسياسة واإلعالم هناك،‏ وبلغ خوفه<br />

إلى مرحلة الفزع أن يمسك بسماعة الهاتف ليصدر أوامره بوضع<br />

الصحفي في زنزانة انفرادية معتقدا أنه وضع الحقيقة وراء القضبان.‏<br />

| 30 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 31


مما حباهم الله به هم وغريهم من املجاهدين:‏ أنهم يرهبون أعداء<br />

الله،‏ وهذه األمة ليست كلها ترهب أعداء الله،‏ ولكن الذي يرهب<br />

أعداء الله هو الذي امتثل األمر الرباني باإلعداد والجهاد،‏ قال<br />

تعاىل:‏ ‏}وأعدُّوا لهُ‏ مْ‏ ما اسْ‏ تطعْ‏ تُمْ‏ منْ‏ قُوّةٍ‏ ومنْ‏ رباط الْخيْل تُرْهبُون<br />

به عدُوّ‏ اللّه وعدُوّكُمْ‏ وآخرين منْ‏ دُونهمْ‏ ال تعْ‏ لمُونهُ‏ مُ‏ اللّهُ‏ يعْ‏ لمُهُ‏ مْ‏<br />

وما تُنْفقُ‏ وا منْ‏ يشْ‏ ءٍ‏ يف سبيل اللّه يُوفّ‏ إليْكُمْ‏ وأنْتُمْ‏ ال تُظْلمُون{،‏<br />

فمن ترك االمتثال لألمر الرباني باإلعداد والجهاد،‏ فليس له نصيب<br />

يف كونه يرهب أعداء الله.‏<br />

وإرهابك ألعداء الله عبادة تتقرب بها إىل الله،‏ قال ابن كثري ‏-رحمه<br />

الله-:‏ ‏]وقوله:‏ ‏}تُرْهبُون{‏ أي:‏ تخوفون ‏}به عدُوّ‏ اللّه وعدُوّكُمْ{‏ أي:‏<br />

من الكفار[.‏ تفسري ابن كثري.‏<br />

إن من ترك اإلعداد والجهاد وتأصيل عقيدة الوالء والرباء،‏ ودعا إىل<br />

مؤتمرات مكافحة اإلرهاب،‏<br />

وإىل الحوار مع اليهود<br />

والنصارى وغريهم فهو القاعدة ترهب أعداء الله<br />

عند املنافقني من أصحاب من اليهود والنصارى<br />

الوسطية املزعومة.‏<br />

أما من حقق مراد الله بما<br />

يستطيع،‏ من إرهاب العدو<br />

فهو عندهم إرهابي متشدد<br />

من أصحاب الغلو.‏<br />

واملرتدين وغريهم.‏<br />

فنقول:‏ اإلرهاب مرشوع ألعداء الله بنص اآلية السابقة،‏ فهنيئا لكم<br />

أيها املجاهدون إرهابكم ألعداء الله،‏ فكم من خطة أحجموا عنها؛<br />

بسبب إرهابكم لهم،‏ ولوال أن الله سخركم لزاد إجرام األمريكان<br />

وأعوانهم،‏ وانتهاكهم ألعراض املسلمني وأموالهم.‏<br />

إن إرهابهم قربة إىل الله،‏ فكيف ال نحب من يرهب أعداء الله؟<br />

وكيف ال نسلك طريق من أوصل الذعر لهم فأرهبهم كما أرهبوا<br />

املسلمني؟ واستمع إىل أمري ‏»دولة العراق اإلسالمية«‏ الشيخ<br />

أبي عمر القريش البغدادي،‏ وهو يخاطب جنوده خطابا يرهب<br />

به أعداء الله قال:‏ ‏]فجروا بركان الغضب،‏ أحرقوا األرض تحت<br />

أقدام اليهود وأعوانهم،‏ أبيدوا جيشهم،‏ دمروا آلياتهم،‏ أسقطوا<br />

طائراتهم،‏ واقعدوا لهم كل مرصد،‏ اكمنوا لهم يف البيوت واألودية<br />

واملنعطفات،‏ اتخذوا الليل ستارا،‏ وحولوا صبحهم نارا،‏ اشووا<br />

لحومهم باملفخخات،‏ وقطعوا أوصالهم بالعبوات،‏ اخلعوا قلوبهم<br />

هلعا بالقناصات[‏ أ.‏ ه.‏<br />

ونحن نحب أن نسمع هذه الخطابات من مئات ومن آالف من<br />

رجال يكونون قادة لهذه األمة.‏<br />

أعرفتم أنه بسبب تركنا للجهاد حصل الذل والهوان.‏<br />

واعلموا أن إرهابهم هو لكل من عادى اإلسالم،‏ فال يُشرتط يف<br />

عدو اإلسالم أن يكون صاحب العيون الزرقاء،‏ والبرشة الصفراء!!‏<br />

فالقاعدة ترهب أعداء الله من اليهود والنصارى واملرتدين وغريهم،‏<br />

ومن يسمع إعالمهم ويرى تحركاتهم علم أن الله قذف رعبا يف<br />

قلوبهم من القاعدة التي تحارب أعداء الله،‏ سواء كان كافرا غربيا<br />

أو مرتدا عربيا.‏<br />

قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي ‏-رحمه الله -: ‏]لقد وىل الزمان<br />

الذي تقبل فيه األمة أن ترتضع الذل والهوان،‏ وأن يُرسق فجرها<br />

الواعد عىل أيدي املنافقني من أبناء جلدتنا،‏ يف القرن املايض بذلت األمة الغايل والنفيس،‏<br />

وصاولت وطاولت وجاهدت الكافر املحتل،‏ ويف غفلة عن عني الرقيب،‏ وبسذاجة ال<br />

تُحسد عليها،‏ أذنت للمنافقني الوصوليني أن يستلموا دفة الحكم،‏ وأن يتبوؤا مكان<br />

القيادة،‏ ففعلوا بأهل اإلسالم ما عجز األجنبي الكافر أن يفعل عرش معشاره،‏ هذه<br />

التجربة املريرة حارضةٌ‏ يف أذهاننا،‏ ماثلةٌ‏ أمام أعيننا،‏ ولن نسمح بتكرارها بإذن الله.‏<br />

لقد أحيا أبناؤكم الربرة ‏-بحمد الله ‏-فقه سلفنا الصالح يف قتال طوائف الردة،‏ وإنفاذ<br />

حكم الله يف املرتدين واملمتنعني عن رشائع الله،‏ وسيظل جهادنا موصوال،‏ ال يفرق بني<br />

كافر غربي أو مرتد عربي،‏ حتى تعود الخالفة إىل األرض،‏ أو نموت دون ذلك[‏ أ.‏ ه.‏<br />

فهل تحب أن تسمع هذا الكالم نحو هؤالء األعداء من األمريكان واملرتدين؟ أو تحب أن<br />

تسمع كالم الذين يقولون بأن هؤالء الحكام الطواغيت ليسوا كفارا،‏ بل والة أمورنا!!‏<br />

أي الكالمني الذي يرهب أعداء الله؟<br />

ومما ينبغي اإلشارة إليه أن املؤتمرات التي تسمى ‏»مكافحة اإلرهاب«‏ ويحرضها<br />

بعض املشايخ،‏ ال يجوز حضورها ولو كان قصد بعض املشايخ حسنا؛ ألنه إذا اتفق<br />

املسلم والكافر عىل لفظ،‏ واملسلم يقصد به قصدا حسنا والكافر يقصد به قصدا سيئا<br />

ال ينبغي موافقتهم،‏ ويجب العدول عن هذا اللفظ إىل لفظ آخر ال مدخل لهم من خالله،‏<br />

ودل عىل ذلك أن الله تعاىل نهى املؤمنني أن يقولوا:‏ ‏}راعنا{؛ ألجل عدم موافقة اليهود،‏<br />

ألنهم يستخدمونها ويقصدون بها ‏»الرعونة«،‏ قال الله سبحانه وتعاىل:‏ ‏}يا أيُّها الّذين<br />

آمنُوا ال تقُ‏ ولُوا راعنا وقُولُوا انْظُرْنا<br />

واسْ‏ معُ‏ وا وللْكافرين عذابٌ‏ أليمٌ{.‏<br />

فمصطلح اإلرهاب يقصد به<br />

األمريكان واملنافقون الجهاد،‏<br />

وبعض املشايخ يقصد معنى آخر،‏<br />

لكن اتفقوا يف اللفظ فعىل هذا ال<br />

يجوز حضور هذه املؤتمرات التي<br />

تسمى مكافحة ‏»اإلرهاب«.‏<br />

كوني من قوم يرهبون أعداء الله،‏<br />

أحبُّ‏ إيل من قوم ال يرهبون أعداء<br />

الله.‏<br />

ومما أحيطك به علما:‏ أن هذا املصطلح الذي أتى به األمريكان وعمالؤهم يريدون به<br />

اإلسالم،‏ لم يأت من فراغ،‏ بل ملا أحسوا باإلرهاب يف قلوبهم فعال من املجاهدين،‏ صاحوا<br />

خوفا من أبناء اإلسالم عرب وسائل إعالمهم،‏ فهنيئا لكم أيها املجاهدون هذه العبادة<br />

العظيمة.‏ فكوني من قوم يرهبون أعداء الله،‏ أحبُّ‏ إيل من قوم ال يرهبون أعداء الله.‏<br />

أعمال خفية<br />

دعوة المحبة بال غضب<br />

قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه<br />

الله:‏<br />

‏»وكثير ممن يدعي المحبة ‏)محبة<br />

الله(‏ هو أبعد من غيره عن اتباع<br />

السنة وعن األمر بالمعروف والنهي<br />

عن المنكر والجهاد في سبيل الله.‏<br />

ويدعي مع هذا أن ذلك أكمل<br />

لطريق المحبة من غيره لزعمه أن<br />

طريق المحبة لله ليس فيه غيرة وال<br />

غضب لله وهذا خالف ما دل عليه<br />

الكتاب والسنة »1« «.<br />

وقال رحمه الله:‏ « وإن كانت<br />

المحبة التامة مستلزمة لموافقة<br />

المحبوب في محبوبه ومكروهه<br />

وواليته وعداوته فمن المعلوم أن<br />

من أحب الله المحبة الواجبة فال بد<br />

أن يبغض أعداءه »2« «.<br />

وقال:‏ « فإذا كان في القلب حب<br />

الله ورسوله ثابتا استلزم مواالة<br />

أوليائه ومعاداة أعدائه ‏)الَ‏ ‏•تَجِ‏ دُ‏ قَوْماً‏<br />

يُؤْمِ‏ نُونَ‏ بِاللَّهِ‏ وَالْيَوْمِ‏ اآلْ‏ خِ‏ رِ‏ يُوَادُّونَ‏<br />

مَنْ‏ حَادَّ‏ اللَّهَ‏ وَرَسُ‏ ولَهُ‏ وَلَوْ‏ كَانُوا<br />

آبَاءهُ‏ مْ‏ أَوْ‏ أَبْنَاءهُ‏ مْ‏ أَوْ‏ إِخْ‏ وَانَهُمْ‏ أَوْ‏<br />

عَشِ‏ يرَتَهُمْ(‏ »3« .<br />

‏)وَلَوْ‏ كَانُوا يُؤْمِ‏ نُونَ‏ بِالله والنَّبِيِّ‏<br />

»4«<br />

وَمَا أُنزِلَ‏ إِلَيْهِ‏ مَا اتَّخَ‏ ذُوهُ‏ مْ‏ أَوْلِيَاء(‏<br />

فهذا التالزم ضروري«‏ »5« .<br />

-1 مجموع الفتاوى .38 /01<br />

-2 مجموع الفتاوى .60 /10<br />

-3 المجادلة .22-<br />

-4 المائدة .81-<br />

-5 مجموع الفتاوى .645 /7<br />

| 32 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 33


هذه هي بداية سلسلة جديدة يف قسم عرض املنهج،‏ والتي سيكون عنوانها:‏<br />

‏»كلمة التوحيد«.‏ تم اقتباس املادة من كتاب ‏»كلمة التوحيد«‏ للشيخ حارث<br />

الشيخ حارث بن غازي النظاري<br />

النظاري نقدمه إىل القراء وكلنا أمل أن يكون نافعا لهم.‏<br />

لكلمة التوحيد رشوط البد من تحققها وهذه الرشوط تنقسم إىل قسمني:‏<br />

1( رشوط لعصمة الدم يف الدنيا.‏<br />

2( رشوط لنجاة العبد يوم القيامة من الخلود يف النار.‏<br />

القسم األول:-‏ رشوط عصمة الدم يف الدنيا رشطان فقط هما:‏<br />

الرشط األول:‏ التلفظ و اإلقرار ب ‏»ال إله إال الله«‏ ‏-لغري العاجز كاألبكم مثالً-:‏<br />

عن أبي هريرة قال:‏ قال رسول الله صىل الله عليه وآله وسلم:‏ ‏)أُمِ‏ رْتُ‏ أن أُقاتِلَ‏ النَّاسَ‏ حَ‏ تَّى يَشْ‏ هَ‏ دُوا أنْ‏ ال إله<br />

إالّ‏ اللَّهُ‏ وأنِّي رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ فإذا قالوها عَ‏ صَ‏ مُوا مِ‏ نِّي دِ‏ ماءَهُ‏ مْ‏ وأمْ‏ وَالَهُ‏ مْ‏ إالّ‏ بِحَ‏ قِّ‏ ها وحِ‏ سابُهُ‏ مْ‏ عىل اللَّهِ‏ ) )1( .<br />

قال ابن تيمية رحمه الله تعاىل:‏ ‏)الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق املسلمني،‏ وهو كافر<br />

باطنااً‏ وظاهرااً‏ عند سلف األمة وأئمتها وجماهري علمائها(‏ )2( .<br />

وال يقوم مقام الشهادتني أي عمل إال الصالة خاصة قال القرطبي ‏-رحمه الله تعاىل-:‏ ‏)اإليمان ال يكون إال<br />

بال إله إال الله دون غريه من األقوال واألفعال إال يف الصالة،‏ قال إسحاق بن راهويه:‏ ولقد أجمعوا يف الصالة<br />

عىل يشءٍ‏ لم يجمعوا عليه يف سائر الرشائع،‏ ألنهم بأجمعهم قالوا:‏ مَ‏ ن عُ‏ رف بالكفر ثم رأوه يُصيل الصالة يف<br />

وقتها حتى صىل صلوات كثرية ولم يعلموا منه إقرارااً‏ باللسان أنه يحكم له باإليمان،‏ ولم يحكموا له يف الصوم<br />

والزكاة بمثل ذلك(‏ )3( .<br />

الرشط الثاني:‏ عدم اقرتاف ناقض من نواقض التوحيد:‏<br />

فمن جاء بكلمة التوحيد ثم عمل ناقضا من نواقض اإليمان فقد حبط عمله وخرج من اإليمان وهو يف اآلخرة<br />

من الخارسين قال تعاىل:‏ ‏}مَ‏ نْ‏ كَفَ‏ رَ‏ بِاللَّهِ‏ مِ‏ نْ‏ بَعْ‏ دِ‏ إِيمَ‏ انِهِ‏ إِالَّ‏ مَ‏ نْ‏ أُكْرِهَ‏ وَقَلْبُهُ‏ مُطْمَ‏ ئِ‏ ٌّ بِاإلْ‏ ‏ِيمَ‏ انِ‏ وَلَكِنْ‏ مَ‏ نْ‏ رشَ‏ َ حَ‏<br />

بِالْكُفْ‏ رِ‏ صَ‏ دْراًا فَعَ‏ لَيْهِ‏ مْ‏ غَ‏ ضَ‏ بٌ‏ مِ‏ نَ‏ اللَّهِ‏ وَلَهُ‏ مْ‏ عَ‏ ذَابٌ‏ عَ‏ ظِ‏ يمٌ‏ * ذَلِكَ‏ بِأَنَّهُ‏ مُ‏ اسْ‏ تَحَ‏ بُّوا الْحَ‏ يَاةَ‏ الدُّنْيَا عَ‏ ىلَ‏ اآلْ‏ خِ‏ رَةِ‏ وَأَنَّ‏ اللَّهَ‏<br />

الَ‏ يَهْدِي الْقَوْمَ‏ الْكَافِ‏ رِينَ‏ * أُولَئِكَ‏ الَّذِينَ‏ طَبَعَ‏ اللَّهُ‏ عَىلَ‏ قُلُوبِهِ‏ مْ‏ وَسَ‏ مْعِ‏ هِ‏ مْ‏ وَأَبْصَ‏ ارِهِ‏ مْ‏ وَأُولَئِكَ‏ هُ‏ مُ‏ الْغَافِ‏ لُونَ‏ * الَ‏<br />

جَ‏ رَمَ‏ أَنَّهُ‏ مْ‏ يفِ‏ اآلْ‏ خِ‏ رَةِ‏ هُ‏ مُ‏ الْخَ‏ ارسِ‏ ‏ُونَ‏ } ‏]النحل : 106 - 109[.<br />

1 ‏-أخرجه مسلم 40 / 1<br />

2 ‏-مجموع الفتاوى 609/7<br />

3 ‏-الجامع ألحكام القرآن 207/8<br />

القسم الثاني:-‏ رشوط لنجاة العبد يوم القيامة من الخلود يف النار:‏<br />

وهي عدة رشوط يختلف عدها حسب اإلجمال والتفصيل فمن العلماء من عدها سبعة رشوط ومنهم من زاد<br />

عىل ذلك،‏ ومجمل الرشوط ما ييل:‏<br />

الرشط األول:-‏ العلم بمعنى ال إله إال الله:‏<br />

قال الله تعاىل : ‏}فَاعْ‏ لَمْ‏ أَنَّهُ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ اللَّهُ{‏ ‏]محمد:‏ 19[.<br />

وعَ‏ نْ‏ عُ‏ ثْمَ‏ انَ‏ ‏-ريض الله عنه - قَالَ:‏ قَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اللهِ‏ صَ‏ ىلَّ‏ اللهُ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ وَسَ‏ لَّمَ:‏ ‏»مَ‏ نْ‏ مَ‏ اتَ‏ وَهُ‏ وَ‏ يَعْ‏ لَمُ‏ أَنَّ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ اللهُ،‏<br />

دَخَ‏ لَ‏ الْجَ‏ نَّةَ‏ » )4( .<br />

الرشط الثاني:-‏ اليقني:‏ أن يكون قائلهما مستيقنا بما تدل عليه،‏ فإن كان شاكّا مرتابا بما تدلّ‏ عليه<br />

لم تنفعه.‏<br />

قال الله تعاىل:‏ ‏}إِنَّمَ‏ ا الْمُؤْمِ‏ نُونَ‏ الَّذِينَ‏ آمَ‏ نُوا بِاللَّهِ‏ وَرَسُ‏ ولِهِ‏ ثُمَّ‏ لَمْ‏ يَرْتَابُوا{‏ ‏]الحجرات:‏ 15[.<br />

وعَ‏ نْ‏ أَبِي هُ‏ رَيْرَةَ-ريض الله عنه-‏ قَالَ:‏ كُنَّا مَ‏ عَ‏ النَّبِيِّ‏ ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ يفِ‏ مَ‏ سِ‏ ريٍ‏ فَنَفِ‏ دَتْ‏ أَزْوَادُ‏ الْقَ‏ وْمِ،‏<br />

قَالَ:‏ حَ‏ تَّى هَ‏ مَّ‏ بِنَحْ‏ رِ‏ بَعْ‏ ضِ‏ جِ‏ مَ‏ الِهِ‏ مْ،‏ فَقَ‏ الَ‏ عُ‏ مَ‏ رُ:‏ يَا رَسُ‏ ولَ‏ اللَّهِ‏ ، لَوْ‏ جَ‏ مَ‏ عْ‏ تَ‏ مَ‏ ا بَقِ‏ يَ‏ مِ‏ نْ‏ أَزْوَادِ‏ الْقَ‏ وْمِ‏ فَدَعَ‏ وْتَ‏ اللَّهَ‏<br />

عَ‏ لَيْهَ‏ ا،‏ فَفَ‏ عَ‏ لَ‏ فَجَ‏ اءَ‏ ذُو الْربُ‏ ِّ بِربُ‏ ‏ِّهِ‏ ، وَذُو التَّمْ‏ رِ‏ بِتَمْ‏ رِهِ‏ ، وَذُو النَّوَى بِالنَّوَاةِ،‏ قُلْتُ‏ : وَمَ‏ ا كَانُوا يَصْ‏ نَعُ‏ ونَ‏ بِالنَّوَى؟،‏ قَالَ:‏<br />

يَمُصُّ‏ ونَهُ‏ فَيَرشْ‏ ‏َبُونَ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ الْمَ‏ اءَ،‏ فَدَعَ‏ ا عَ‏ لَيْهَ‏ ا رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ حَ‏ تَّى مَ‏ ألَ‏ الْقَ‏ وْمُ‏ أَزْوِ‏ دَتَهُ‏ مْ.‏<br />

قَالَ:‏ فَقَ‏ الَ‏ عِ‏ نْدَ‏ ذَلِكَ:‏ ‏»أَشْ‏ هَ‏ دُ‏ أَنْ‏ ال إِلَهَ‏ إِال اللَّهُ،‏ وَأَنِّي رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ ، ال يَلْقَ‏ ى بِهِ‏ مَ‏ ا عَ‏ بْدٌ‏ غَريْ‏ ُ شَ‏ اكٍ‏ فِ‏ يهِ‏ مَ‏ ا إِال دَخَ‏ لَ‏<br />

)5(<br />

الْجَ‏ نَّةَ‏ »<br />

الرشط الثالث :- القبول ملا دلّت عليه هذه الكلمة من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه:‏<br />

فمن قالها ولم يقبل عبادة الله وحده كان من الذين قال الله فيهم : ‏}إِنَّهُ‏ مْ‏ كَانُوا إِذَا قِ‏ يلَ‏ لَهُ‏ مْ‏ ال إِلَهَ‏ إِال اللَّهُ‏<br />

يَسْ‏ تَكْربِ‏ ‏ُونَ‏ * وَيَقُ‏ ولُونَ‏ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَ‏ تِنَا لِشَ‏ اعِ‏ رٍ‏ مَ‏ جْ‏ نُونٍ‏ } ‏]الصافات:‏ - 35 36[.<br />

الرشط الرابع:-‏ االنقياد ملا دلت عليه كلمة التوحيد:‏<br />

قال الله تعاىل:}وَمَ‏ نْ‏ يُسْ‏ لِمْ‏ وَجْ‏ هَ‏ هُ‏ إِىلَ‏ اللَّهِ‏ وَهُ‏ وَ‏ مُحْ‏ سِ‏ نٌ‏ فَقَ‏ دِ‏ اسْ‏ تَمْ‏ سَ‏ كَ‏ بِالْعُ‏ رْوَةِ‏ الْوُثْقَ‏ ى{]لقمان:‏ 22[.<br />

4 ‏-أخرجه مسلم 55/1 الحديث رقم 26<br />

5 ‏-أخرجه مسلم 55/1 الحديث رقم 27.<br />

والفرق بني القبول واالنقياد أن القبول عمل القلب واالنقياد عمل الجوارح فاألول يف الباطن والثاني يف الظاهر.‏<br />

الرشط الخامس:-‏ الصدق:-‏ وهو أن يقول هذه الكلمة صدقا من قلبه:‏<br />

قال الله تعاىل:}إِذَا جَ‏ اءَكَ‏ الْمُنَافِ‏ قُ‏ ونَ‏ قَالُوا نَشْ‏ هَ‏ دُ‏ إِنَّكَ‏ لَرَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ وَاللَّهُ‏ يَعْ‏ لَمُ‏ إِنَّكَ‏ لَرَسُ‏ ولُهُ‏ وَاللَّهُ‏ يَشْ‏ هَ‏ دُ‏ إِنَّ‏<br />

الْمُنَافِ‏ قِ‏ نيَ‏ لَكَاذِ‏ بُونَ‏ } ‏]املنافقون : 1[.<br />

وَعَ‏ نْ‏ أَنَسِ‏ بْنِ‏ مَ‏ الِكٍ‏ ‏-ريض الله عنه-‏ قَالَ:‏ كَانَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ يفِ‏ بَعْ‏ ضِ‏ أَسْ‏ فَ‏ ارِهِ‏ وَمُعَ‏ اذُ‏<br />

بْنُ‏ جَ‏ بَلٍ‏ ‏-ريض الله عنه-‏ رَدِ‏ يفُ‏ هُ‏ عَ‏ ىلَ‏ الرَّحْ‏ لِ‏ فَقَ‏ الَ:‏ « يَا مُعَ‏ اذُ«،‏ قَالَ:‏ لَبَّيْكَ‏ يَا رَسُ‏ ولَ‏ اللَّهِ‏ وَسَ‏ عْ‏ دَيْكَ،‏ قَالَ:‏ ‏»يَا<br />

مُعَ‏ اذُ«،‏ قَالَ:‏ لَبَّيْكَ‏ يَا رَسُ‏ ولَ‏ اللَّهِ‏ وَسَ‏ عْ‏ دَيْكَ،‏ قَالَ:‏ ‏»يَا مُعَ‏ اذُ«،‏ قَالَ:‏ لَبَّيْكَ‏ يَا رَسُ‏ ولَ‏ اللَّهِ‏ وَسَ‏ عْ‏ دَيْكَ،‏ قَالَ:‏ ‏»مَ‏ ا مِ‏ نْ‏ عَ‏ بْدٍ‏<br />

يَشْ‏ هَ‏ دُ‏ أَنْ‏ الَ‏ إِلَهَ‏ إِالَّ‏ اللَّهُ،‏ وَأَنَّ‏ مُحَ‏ مَّداًا رَسُ‏ ولُ‏ اللَّهِ‏ ، صِ‏ دْقاًا مِ‏ نْ‏ قَلْبِهِ‏ إِالَّ‏ حَ‏ رَّمَهُ‏ اللَّهُ‏ عَ‏ ىلَ‏ النَّار.‏ ِ فَقَ‏ الَ‏ مُعَ‏ اذٌ:‏ يَا رَسُ‏ ولَ‏<br />

اللَّهِ‏ ، أَفَالَ‏ أُخْ‏ ربِ‏ ُ بِهَ‏ ا النَّاسَ‏ فَيَسْ‏ تَبْرشِ‏ ‏ُوا؟ قَالَ:‏ ‏»الَ‏ ، إِنِّي أَخَ‏ افُ‏ أَنْ‏ يَتَّكِلُوا عَ‏ لَيْهِ‏ «، فَأَخْ‏ ربَ‏ َ بِهَ‏ ا مُعَ‏ اذٌ‏ عِ‏ نْدَ‏ مَ‏ وْتِهِ‏ تَأَثُّماً‏ ا«‏<br />

. )6(<br />

الرشط السادس:-‏ اإلخالص:-‏ وهو تصفية العمل من جميع شوائب الرشك،‏ بأن ال يقصد بقولها طمعا<br />

من مطامع الدنيا.‏<br />

قال الله تعاىل:‏ ‏}فَادْعُ‏ وا اللَّهَ‏ مُخْ‏ لِصِ‏ نيَ‏ لَهُ‏ الدِّينَ‏ وَلَوْ‏ كَرِهَ‏ الْكَافِ‏ رُونَ‏ } ‏]غافر : 14[.<br />

وعن عِ‏ تْبَانَ‏ بْنِ‏ مَ‏ الِكٍ‏ ‏-ريض الله عنه-‏ قَالَ:‏ قَالَ‏ رَسُ‏ ولُ‏ اللهِ‏ ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-:‏ ‏»فَإِنَّ‏ اللهَ‏ قَدْ‏ حَ‏ رَّمَ‏ عَ‏ ىلَ‏<br />

النَّارِ‏ مَ‏ نْ‏ قَالَ‏ الَ‏ إِلهَ‏ إِالَّ‏ اللهُ،‏ يَبْتَغِ‏ ي بِذَلِكَ‏ وَجْ‏ هَ‏ اللهِ‏ » )7( .<br />

الرشط السابع:-‏ املحبة لهذه الكلمة،‏ وملا تدل عليه،‏ وألهلها العاملني بها:‏<br />

قال الله تعاىل : ‏}وَمِ‏ نَ‏ النَّاسِ‏ مَ‏ نْ‏ يَتَّخِ‏ ذُ‏ مِ‏ نْ‏ دُونِ‏ اللَّهِ‏ أَنْدَاداًا يُحِ‏ بُّونَهُ‏ مْ‏ كَحُ‏ بِّ‏ اللَّهِ‏ وَالَّذِينَ‏ آمَ‏ نُوا أَشَ‏ دُّ‏ حُ‏ بًّا لِلَّهِ‏ }<br />

‏]البقرة:‏ 165[. وعن أنسٍ‏ ‏-ريض الله عنه-‏ عن النَّبيّ‏ ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ قَالَ‏ : ‏»ثَالثٌ‏ مَ‏ نْ‏ كُنَّ‏ فِ‏ يهِ‏<br />

وَجَ‏ دَ‏ بِهِ‏ نَّ‏ حَ‏ الوَةَ‏ اإليمانِ‏ أنْ‏ يَكُونَ‏ اللهُ‏ وَرَسُ‏ ولُهُ‏ أحَ‏ بَّ‏ إِلَيْهِ‏ مِ‏ مَّ‏ ا سَ‏ وَاهُ‏ مَ‏ ا،‏ وَأنْ‏ يُحِ‏ بّ‏ املَرْءَ‏ الَ‏ يُحِ‏ بُّهُ‏ إالَّ‏ للهِ‏ ، وَأَنْ‏ يَكْرَهَ‏<br />

أنْ‏ يَعُ‏ ودَ‏ يف الكُفْ‏ رِ‏ بَعْ‏ دَ‏ أنْ‏ أنْقَ‏ ذَهُ‏ الله مِ‏ نْهُ‏ ، كَمَ‏ ا يَكْرَهُ‏ أنْ‏ يُقْ‏ ذَفَ‏ يف النَّارِ‏ » )8( .<br />

6 ‏-أخرجه البخاري:‏ 59/1 الحديث . 128<br />

7 ‏-أخرجه البخاري 164/1 الحديث ، 415 ومسلم 455/1 الحديث . 33<br />

8 ‏-أخرجه البخاري 14/1 الحديث رقم ، 16 ومسلم 66/1 الحديث رقم 43.<br />

| 34 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 35


« لدينا عدو يحاول عىل مدار الساعة إيجاد<br />

طرق لقتلنا بعدة أشكال«.‏<br />

النائب:‏ بيرت تي.‏ كينج<br />

إرهاب<br />

إرهاب<br />

إرهاب<br />

إرهاب<br />

على مدار الساعة<br />

كنت أتحدث منذ شهرين مع الشيخ قاسم الريمي القائد العسكري لقاعدة<br />

الجزيرة حول الرصاع الدائر بني املجاهدين وأمريكا،‏ وسألته:‏ ملاذا يف رأيك<br />

يخاف األمريكيون الجهاد واملجاهدين إىل هذا الحد؟ فأجاب ‏»ألن املجاهدين<br />

يتبعون منهج النبي محمد ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ الذي قال:‏ ‏)نرصت<br />

بالرعب مسرية شهر(‏ )1( ، لذلك فكل مسلم يتبع طريق النبي-صىل الله عليه<br />

وآله وسلم-‏ سيخافه بالتأكيد أعداء اإلسالم«.‏<br />

‏»لدينا عدو يحاول عىل مدار الساعة إيجاد طرق لقتلنا بعدة أشكال«.‏ بهذه<br />

الكلمات وصف النائب األمريكي بيرت تي.‏ كينج )2( ما يشعر به من تهديد<br />

يشكله تنظيم قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب ألمن بالده الداخيل.‏ جاء هذا<br />

الترصيح يف جلسة استماع اللجنة الفرعية ملكافحة اإلرهاب واالستخبارات<br />

‏)ل ف م ا(‏ بمجلس النواب األمريكي والتي حملت اسم ‏»تَفَهُمُ‏ تهديد قاعدة<br />

الجهاد يف جزيرة العرب لألمن القومي األمريكي«،‏ والتي انعقدت يف 18<br />

سبتمرب 2013 بالعاصمة األمريكية واشنطن دي يس.‏<br />

تكمن أهمية هذه الجلسة يف كل من أهدافها وتوقيتها.‏ إذ انعقدت بعد<br />

أسبوع من الذكرى السنوية ال‎12‎ لهجمات ال‎11‎ من سبتمرب،‏ وبعد شهر<br />

من إغالق 22 سفارة وقنصلية أمريكية يف الرشق األوسط وشمال أفريقيا<br />

جراء ما أشارت له أمريكا عىل أنه ‏»تهديد وشيك من قبل قاعدة الجهاد يف<br />

جزيرة العرب«‏ للمصالح األمريكية يف املنطقة.‏<br />

وقد كان للجلسة ثالثة أهداف وفقا ملا ذكره كينج:‏<br />

‏•تقييم نية وقدرة قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب عىل مهاجمة الواليات<br />

املتحدة.‏<br />

‏•استعراض سياسة الواليات املتحدة يف مكافحة اإلرهاب تجاه قاعدة<br />

الجزيرة.‏<br />

• استعراض الدروس املستفادة من إغالق السفارات األمريكية خالل<br />

أغسطس املايض.‏<br />

فضال عن كينج،‏ فقد اشرتك أربعة أشخاص آخرين يف الجلسة هم:‏ النائب<br />

الديمقراطي وعضو لجنة ‏»األمن الداخيل«‏ بمجلس النواب بريان هيجينز<br />

‏)نيويورك(،‏ وثالثة شهود يف مجال مكافحة الجهاد:‏ فرانك جي.‏ سيلوفو )3( ،<br />

)6(<br />

وكاثرين زيمرمان )4( ، وبريان كاتوليس )5( .<br />

3- نائب رئيس مشارك ومدير معهد سياسة األمن القومي،‏ جامعة جورج واشنطن.‏<br />

1- صحيح البخاري،‏ كتاب التيمم،‏ حديث رقم 533.<br />

4- محلل أول بمشروع التهديدات الخطرة،‏ معهد أمريكان إنتربرايز.‏<br />

مهند جي . إس<br />

2- النائب.‏ بيتر تي.‏ كينج ‏)نيويورك(،‏ رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة اإلرهاب واالستخبارات<br />

‏)ل ف م ا(‏ بمجلس النواب األمريكي.‏<br />

5- زميل أول،‏ مركز التقدم األمريكي.‏<br />

6- للمزيد من المعلومات راجع الجلسة كاملة على االنترنت.‏<br />

| 36 إنسباير | العدد 12


وكانت الخطوط العامة لجلسة االستماع تدور بوضوح حول:‏<br />

‎1‎فاعلية 1. اسرتاتيجية املجاهدين يف الحرب ضد الواليات املتحدة.‏<br />

‎2‎فشل 2. االسرتاتيجية التي يتبناها النظام األمريكي يف مكافحة<br />

الجهاد.‏<br />

قاعدة الجزيرة بني القدرة والتهديد<br />

جميع املتحدثني يف جلسة االستماع أعربوا عن وجهة نظر مشرتكة<br />

حيال نية وقدرة قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب بشأن مهاجمة<br />

أمريكا.‏ وقد لخصوا وجهات نظرهم يف النقاط التالية:‏<br />

‏•»القاعدة يف جزيرة العرب ركزت جهودها عىل الحرب البعيدة<br />

ضد الواليات املتحدة،‏ وخالل األربع سنوات املاضية باتت قاعدة<br />

الجزيرة تشكل أكرب تهديد مبارش للواليات املتحدة«.‏<br />

‏•»الجماعة ال تخىش كذلك من مهاجمة الواليات املتحدة أينما<br />

استطاعت،‏ سواء كان ذلك يف األرايض األمريكية أو مصالحنا<br />

عرب العالم«.‏<br />

‏•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب تشكل الخطر األكرب عىل األمن<br />

الداخيل األمريكي ألنها استهدفت الوطن األمريكي بشكل مبارش،‏<br />

وكذا املصالح األمريكية يف الخارج يف عدة مناسبات«.‏<br />

‏•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب أظهرت وال تزال قدرة ونية<br />

هامتني إللحاق األذى بالواليات املتحدة ومصالحها«.‏<br />

• ‏»استثمر التنظيم ‏-بشكل الفت-‏ يف تشجيع التشدد والتحريض<br />

عىل شن هجمات ‏»الذئب املنفرد«‏ املحلية،‏ ويشمل ذلك إصداره<br />

مجلة ‏»إنسباير«.‏ إن جهود قاعدة الجزيرة يف هذا الشأن تنرش<br />

العقيدة التي تعزز القاعدة كحركة،‏ كما أنها تقدم الوسائل<br />

والتقنيات واإلجراءات اإلرهابية من طراز ‏»كيف تنفذه بنفسك«.‏<br />

‏•»سعت القاعدة يف جزيرة العرب للتحفيز عىل شن هجمات<br />

‏»الذئب املنفرد«‏ يف الغرب مستخدمة يف ذلك اإلعالم مثل مجلة<br />

إنسباير التي تصدرها باللغة اإلنجليزية وتنرشها عىل اإلنرتنت.‏<br />

وهذا النوع من الهجمات يصعب منعه«.‏<br />

‏•»صالت االرتباط بني القاعدة يف جزيرة العرب وبقية أفرع<br />

القاعدة والجماعات اإلرهابية تمثل مصدرا آخر يثري قلقا بالغا<br />

‏)ألمريكا(«.‏<br />

‏•»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب طورت أمنها العملياتي وغريت<br />

ممارساتها من حيث أسلوب تفكريها يف العمل،‏ واتصاالتها<br />

وتخطيطها«.‏<br />

كل هذه النقاط تشكل مؤرشا دقيقا يثبت أن اسرتاتيجية املجاهدين<br />

باستهداف رأس األفعى ‏»أمريكا«‏ قد أثبتت أنها السبيل األفضل<br />

لدحر العدو.‏ هذا اإلثبات يمكن تلخيصه يف التايل:‏<br />

‎1‎تحقيق 1. ‏»موازنة الرعب«‏ يف الرصاع الدائر بني اإلسالم والكفر.‏<br />

‎2‎وضع 2. العدو تحت ضغط متواصل نتيجة لتوقعه هجوما<br />

مفاجئا،‏ سواء كان هجوما جهاديا منفردا يف أرضه،‏ أو هجوما<br />

عىل مصالحه خارجها.‏<br />

‎3‎وضع 3. العدو يف موقع دفاعي وإبقائه بعيدا عن نرش اعتداءاته<br />

عىل املسلمني.‏<br />

‎4‎دفع 4. العدو إلنفاق املزيد من املال عىل رفع إجراءاته األمنية<br />

داخل وخارج حدوده،‏ وبالتايل يزداد نزيفه االقتصادي.‏<br />

‎5‎إطالة 5. أمد الحرب،‏ فإن عزيمة أمريكا ال يمكنها تحمل حرب<br />

طويلة.‏ ‏)كنتيجة للنقطة الرابعة(‏<br />

‎6‎تضييق 6. الخناق عىل الشعب األمريكي ‏–كنتيجة لتشديد األمن–‏<br />

سيجعلهم يشعرون بالضجر،‏ وبالتايل سوف يضغطون عىل<br />

حكومتهم إلنهاء حربها ضد اإلسالم واملسلمني.‏<br />

سياسة مكافحة الجهاد األمريكية حيال قاعدة الجزيرة<br />

اتفق جميع املشاركني أن اسرتاتيجية الواليات املتحدة يف مكافحة<br />

الجهاد فاشلة وغري مثمرة.‏ النقاط التالية التي قدمها املشاركون<br />

توضح ذلك:‏<br />

‏•»ما يثري الدهشة أنه حتى رغم أن الواليات املتحدة قتلت الكثري<br />

من قياداتها وأحد أكثر مجنديها فعالية عىل اإلطالق،‏ فإن<br />

الجماعة ما زالت لديها القدرة لتنفيذ هجمات ضد الواليات<br />

املتحدة.‏ كما أنها تدرك الدمار االقتصادي الذي قد تتسبب به<br />

األعمال اإلرهابية«.‏<br />

‏•»رغم القضاء عىل كل من أنور العولقي وسمري خان رئيس<br />

تحرير إنسباير يف رضبة جوية أمريكية يف سبتمرب 2011، فإن<br />

رغبة القاعدة يف جزيرة العرب يف نرش العنف داخل الغرب باقية<br />

عرب تشجيع هجمات يشنها أفراد غري مرتبطني بها«.‏<br />

‏•»قتلت الطائرات املسرية األمريكية ‏-باإلضافة إىل العولقي-‏ 35<br />

قياديا بارزا يف قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب،‏ إال أن التنظيم<br />

ما برح يشكل خطرا عىل الواليات املتحدة.‏ إن قاعدة الجزيرة<br />

تتحرك برسعة وتحدد أهدافا وتستغل فرصا للتجنيد وكشف<br />

األخطاء ‏)األمريكية(«.‏<br />

‏•»االسرتاتيجية ‏)األمريكية(‏ للقضاء عىل شبكة القاعدة عرب قتل<br />

قياداتها غري فعالة عموما يف تفكيك الشبكة«.‏<br />

‏•»بعد مرور ما يزيد عىل عقد من هجمات 11 سبتمرب التي غريت<br />

من طريقتنا كدولة يف النظر إىل تلك التهديدات،‏ فإن الواليات<br />

املتحدة ما زالت تفتقر إىل القدرة االسرتاتيجية الكلية يف تقييم<br />

قدرة الحكومة عىل توفيق إمكاناتها بصورة مناسبة للتصدي<br />

للتهديدات التي تشكلها تلك الشبكات اإلرهابية املتنوعة«.‏<br />

‏•»إن وزارة األمن الداخيل ال تدرج منطقة ‏)بوفالو–نياجرا(‏<br />

كمنطقة عالية الخطورة.‏ لذلك فإن قوات إنفاذ القانون يف تلك<br />

املنطقة ليست لديها اإلمكانات التي تعينها إذا دعت الحاجة يف<br />

التصدي لهجوم من قبل هذه الجماعة اإلرهابية حال وقوعه«.‏<br />

‏•»إن جهود مكافحة اإلرهاب التي تبذلها الواليات املتحدة يف<br />

التصدي لتهديدات قاعدة الجزيرة باليمن هي مثال رئييس<br />

لسلسلة من الجهود التكتيكية التي أفرزت بعض النجاحات<br />

وبعض حاالت الفشل.‏ غري أن كل تلك الجهود تتداخل يف<br />

اسرتاتيجية رئيسية ضعيفة تفتقر إىل الرتكيز الكايف عىل<br />

االستثمارات طويلة األجل الرضورية للمساعدة يف تحقيق أمن<br />

مستدام ‏)للواليات املتحدة(«.‏<br />

‏•»تعتمد اسرتاتيجية مكافحة القاعدة يف جزيرة العرب عىل<br />

عمليات التدخل األمريكي املبارش التي تستهدف قيادات<br />

الجماعة،‏ وعىل عمليات مكافحة اإلرهاب اليمنية لقتال التنظيم<br />

عىل األرض.‏ ليس من الواضح أن هذه االسرتاتيجية ستكون<br />

ناجعة ضد قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب«.‏<br />

إذن فبعد مرور زهاء عقد من شن حرب عاملية قاسية عىل اإلسالم،‏<br />

وتبديد أكثر من تريليون دوالر،‏ وتقديم عرشات اآلالف من القتىل<br />

والجرحى،‏ اكتشف خرباء مكافحة الجهاد ‏»فجأة«‏ أن نظامهم<br />

الحاكم كان يمارس اللعبة بشكل خاطئ ويخرس الحرب عىل<br />

األرض من خالل ‏»اسرتاتيجية ضعيفة وغري مجدية وفاشلة«.‏<br />

من وجهة نظر جهادية،‏ فإن إخفاقات االسرتاتيجية األمريكية<br />

تضيف املزيد من األبعاد للحرب الجارية:‏<br />

‏•إن سياسات االحتالل املبارش وغري املبارش األمريكية لم تضمن<br />

تحقيق النرص أو األمن لواشنطن حتى اآلن،‏ وال يبدو أن هاتني<br />

السياستني ستحققهما يف املستقبل.‏<br />

‏•بسبب النتيجة العكسية غري املتوقعة للحملة الصليبية التي<br />

استمرت طوال 12 سنة فقد بدأ النظام األمريكي الترصف<br />

بطريقة دفاعية،‏ واعتماد سياسة ‏»تقليل الخسائر«.‏ هذا التوجه<br />

جعل كل خطط النظام ملكافحة الجهاد ضعيفة وغري فعالة.‏<br />

‏•لم تمنع اسرتاتيجية القتل املستهدف ‏-التي تنفذها الطائرات<br />

املسرية-‏ املجاهدين من تحقيق املزيد من التوسع والتالحم مع<br />

األمة املسلمة.‏ بل عىل العكس؛ فقد منحتهم تلك االسرتاتيجية<br />

املزيد من الدعم والقوة عىل األرض.‏<br />

‏•لم تغري عمليات قتل القيادات املجاهدة بواسطة الطائرات<br />

املسرية من اسرتاتيجية املجاهدين يف استهداف إمرباطورية<br />

الطغيان يف قلبها،‏ كما لم توقف مرشوعاتهم لتحريض أبناء<br />

األمة بدورهم عىل استهدافها.‏<br />

‏•رغم اعتماد أمريكا املتزايد عىل الجيوش املحلية العميلة ملواجهة<br />

املجاهدين يف الخطوط األمامية ‏-كمحاولة لرفع حرارة الحرب<br />

عن جنودها-‏ فإن الهجمات األخرية عىل تلك الجيوش خاصة يف<br />

باكستان واليمن كشفت أن هذا الخيار عديم الفائدة.‏<br />

‏•هناك العديد من الثغرات امللحوظة يف نظام األمن الداخيل<br />

األمريكي،‏ األمر الذي يتطلب وضع تلك الثغرات عىل أولوية<br />

قائمة هجمات املجاهدين.‏<br />

‏•مدار الحرب بني اإلسالم والكفر عىل الصرب،‏ وإن األمة املسلمة<br />

وطليعتها املجاهدة ليست لديها مشكلة يف مواصلة الحرب ضد<br />

أمريكا لقرون،‏ لكن أمريكا ال تستطيع فعل اليشء نفسه.‏<br />

- إحصائيات لعدد مرات ذكر كلمات ذات داللة أثناء الجلسة:‏<br />

الذئب املنفرد = 5 التحريض = 7<br />

مجلة إنسباير = 12 اإلرهابي املحيل ‏)داخل أمريكا(=‏ 7<br />

‏»قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب أظهرت وال تزال قدرة ونية<br />

هامتني إللحاق األذى بالواليات املتحدة ومصالحها«.‏<br />

إرها<br />

| 38 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 39


طريق مسدود<br />

اقرتح شهود جلسة االستماع بعض الحلول التي يمكن للنظام<br />

األمريكي األخذ بها للخروج من أزمته،‏ خاصة يف ضوء تعقيدات<br />

الوضع يف سوريا واقرتاب االنسحاب األمريكي من أفغانستان.‏<br />

وتدور تلك الحلول بشكل أسايس حول أحد خيارين:‏<br />

‎1‎احتياج 1. الواليات املتحدة ملبارشة سياسة أكثر تماسكا بغية<br />

تعزيز تحول اليمن إىل الديمقراطية تحت رئاسة عبد ربه<br />

منصور هادي،‏ ومن ثم تكون لديها سياسة طويلة األجل<br />

أكثر فعالية تمكنها من القضاء عىل قاعدة الجهاد يف جزيرة<br />

العرب.‏<br />

‎2‎بدال 2. من االنتظار حتى يبزغ ويقوى تهديد املجاهدين فيفاجئ<br />

الواليات املتحدة،‏ فإنه من األفضل لها استخدام ‏»القوة<br />

الكابحة«‏ إلبقاء قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب منشغلة<br />

بنفسها،‏ وبالتايل يكون لديها وقت أقل للتخطيط والتدريب<br />

وتنفيذ هجمات.‏<br />

إذا كان هذان الخياران يأتيان من زبدة عقول أمريكا الذكية<br />

العاملة يف مجال مكافحة الجهاد،‏ فإني مضطر للقول بأنه يجدر<br />

بالشعب األمريكي أن يكون خجال ألن هؤالء ‏»الخرباء«‏ ال يعلمون<br />

شيئا عن الواقع والتاريخ.‏ ملاذا؟<br />

يخربنا الواقع أن الحل الديمقراطي هو الفكرة األسوأ عىل اإلطالق<br />

التي يمكن تطبيقها يف البيئة املسلمة،‏ ويعود ذلك بشكل أسايس<br />

لسببني:‏<br />

‏•أن الديمقراطية هي فكرة مناقضة للتوحيد،‏ ألنها تنادي بالرشك<br />

عرب جعل الحاكمية للجماهري بدال عن توحيد الله ‏-سبحانه<br />

وتعاىل-‏ يف الحاكمية بإقامة رشيعته.‏<br />

‏•أثبتت الديمقراطية فشلها كنظرية وتطبيق يف املجتمعات<br />

املسلمة.‏ وما رآه العالم يحدث مؤخرا يف مرص وليبيا وتونس هو<br />

أقوى دليل عىل ذلك.‏<br />

يظهر التاريخ أن استخدام القوة العسكرية يف أي حرب ‏-وليست<br />

معركة-‏ بني املسلمني والكفار قد فشل يف إنهاء الحرب لصالح<br />

الكفار.‏ إن الحروب الصليبية التاريخية التسعة،‏ والغزو السوفيتي<br />

ألفغانستان،‏ والغزو األمريكي للعراق كلها انتهت بهزائم مهينة<br />

للكفار بفضل الله.‏ لذلك فإن استخدام ‏»النريان الكابحة«‏ ليست<br />

فكرة ذكية أيضا.‏<br />

إن جلسة االستماع حول تهديد قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب<br />

لألمن الداخيل األمريكي عرضت الكثري من الحقائق عن الطبيعة<br />

العميقة للرصاع بني اإلسالم والكفر.‏ إن الحرب يف معناها الحقيقي<br />

ليست بني القاعدة وأمريكا،‏ بل هي بني التوحيد والرشك،‏ وبني<br />

اإليمان والكفر.‏ هكذا كان شأنها طوال الوقت،‏ وهكذا ستبقى<br />

حتى نهاية هذا العالم.‏<br />

بالنسبة ألمريكا،‏ فلقد خرست الحرب عىل اإلسالم،‏ وإنها فقط<br />

مسألة وقت إن شاء الله حتى تسحب كافة قواتها من جميع بالد<br />

املسلمني وتختفي بعيدا خلف األطليس لتلعق جراحها وتسرتجع<br />

ذكرياتها القاسية يف أرايض املسلمني.‏<br />

الطيب والحمل والقبيح<br />

أبو نوح<br />

‏»منذ وقت ليس بالبعيد،‏ يف أرض غامضة يسودها قانون ‏»البقاء لألقوى«،‏ كان يعيش ذئب مهجن يدعى ‏»الكلب<br />

الذئب«.‏ كان مميزا بني أقرانه برأسه الكبري ولسانه الطويل وعوائه املرتفع.‏ لذلك فقد بات الذكر رقم واحد يف<br />

جماعته.‏<br />

يف يوم ما،‏ بينما كان الكلب الذئب يبحث عما يسد به جوعه فوق قمة إحدى التالل،‏ إذا به يرى حمال صغريا ذا<br />

صوف منتفش يلهو يف منطقة عشبية متسعة.‏<br />

نزل الكلب الذئب من أعىل التلة حتى ‏»يلتقي«‏ الحمل الصغري الجذاب،‏ وهو عازم أال يهاجمه بعنف،‏ ولكنه يريد<br />

أنه يجد ذريعة كي يربر للحمل الحق يف أن يأكله.‏ لذا فقد ناداه قائال:‏ ‏»أيها الفتى،‏ لقد أهنتني بفظاظة شديدة<br />

العام املايض«.‏ تكلم الحمل حقيقة بصوت يمأله الخوف قائال:‏ ‏»يف العام املايض،‏ لم أكن قد ولدت بعد«.‏ قال له<br />

الكلب الذئب:‏ ‏»أنت تأكل يف مرعاي الخاص«.‏ فأجابه الحمل:‏ ‏»ال يا سيدي الطيب،‏ فأنا لم أتذوق العشب بعد«.‏ قال<br />

له الكلب الذئب:‏ ‏»أنت ترشب يف برئي«.‏ فرصخ الحمل ‏»ال،‏ أنا لم أرشب املاء بعد،‏ وحتى اآلن فإن حليب أمي هو<br />

طعامي ورشابي«.‏<br />

فكر الكلب الذئب يف نفسه مرددا:‏ ‏»حسنا،‏ حسنا،‏ لن أبقى بال عشاء«.‏ فأمسك بالحمل وأكله قائال ‏»إذن،‏ ال بد أنها<br />

أمك هي التي فعلت ذلك!«.‏<br />

أم الحمل من جانبها كانت تراقب الحوار دون حول وال قوة.‏ فما عىس هذه األم املسكينة أن تفعل وهي ترى ابنها<br />

يتمزق لقطع بني أسنان الذئب؟ هي تعلم أنها ال تستطيع اسرتجاع حقها،‏ لكنها وبدافع عاطفة األمومة يف قلبها<br />

نطحت الكلب الذئب.‏ بالطبع لم يتأثر هو بما فعلت عىل اإلطالق،‏ ولكنه اشتعل غضبا،‏ واتسعت حدقتا عينيه ورفع<br />

ذيله وقال محدثا نفسه ‏»كيف تجرؤ هذه الشاة عىل مليس!«.‏<br />

وبصوت ناعم عوى الكلب الذئب عواء طويال قائال ‏»إنها إرهابية!‏ إنها إرهابية!«‏ وعىل الفور عوت بقية الذئاب<br />

األخرى مكررة نفس كلمات الكلب الذئب فخلقت وهما كاذبا بأن الكثريين يدينون فعلة الشاة.‏<br />

ولم يكن مستغربا أن يكون كل ذلك العواء مسموعا عىل بعد عرشة أميال،‏ ولكن الغريب هو كيف أن هذا العواء<br />

تردد صداه يف أنحاء الغابة.‏ لقد حدث ذلك بانضمام الببغاوات لحفل العواء وترديدها ما قال الكلب الذئب وأضافت<br />

‏»إننا ندين نطح الشاة للذئب،‏ وإن كل الحيوانات هي ضد هذا العمل الوحيش!«.‏<br />

إرهاب<br />

| 40 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 41


اإلعداد:‏ هو اإللمام بمجموعة من المعارف<br />

والعلوم واإلمكانيات المعرفية والبدنية من<br />

أجل أداء مهمة الجهاد،‏ وهو القتال في سبيل<br />

الله وقد لخصت مفاهيمه ووسائله وأهدافه<br />

اآليتان الكريمتان التاليتان . وفصلت في ذلك<br />

كثير من نصوص السنة القولية والفعلية التي<br />

ينبغي أن يفرد لها كتاب مفرد،‏ ولكنا هنا<br />

بصدد اإليجاز.‏<br />

وهاتان اآليتان هما قوله تعالى في اآلية<br />

)60( من سورة األنفال:‏ ‏}وَأَعِ‏ دُّوا لَهُ‏ مْ‏ مَ‏ ا<br />

اسْ‏ تَطَعْتُمْ‏ مِ‏ نْ‏ قُوَّةٍ‏ وَمِ‏ نْ‏ رِبَاطِ‏ الْخَيْلِ‏ تُرْهِ‏ بُونَ‏<br />

بِهِ‏ عَدُوَّ‏ اللَّهِ‏ وَعَدُوَّكُمْ‏ وَآخَرِينَ‏ مِنْ‏ دُونِهِمْ‏ ال<br />

تَعْلَمُونَهُمُ‏ اللَّهُ‏ يَعْلَمُهُمْ‏ وَمَا تُنْفِقُوا مِ‏ نْ‏ شَ‏ يْءٍ‏<br />

فِ‏ ي سَ‏ بِيلِ‏ اللَّهِ‏ يُوَفَّ‏ إِلَيْكُمْ‏ وَأَنْتُمْ‏ ال تُظْلَمُونَ‏ {.<br />

وفي اآلية )63( من سورة التوبة:‏ ‏}وَلَوْ‏ أَرَادُوا<br />

الْخُ‏ رُوجَ‏ ألَ‏ ‏َعَ‏ دُّوا لَهُ‏ عُ‏ دَّةاً‏ وَلَكِ‏ نْ‏ كَرِ‏ هَ‏ اللَّهُ‏ انْبِعَ‏ اثَهُ‏ مْ‏<br />

فَثَبَّطَهُ‏ مْ‏ وَقِ‏ يلَ‏ اقْعُ‏ دُوا مَ‏ عَ‏ الْقَ‏ اعِ‏ دِينَ‏ {.<br />

ولنذكر بعض الفوائد التي تشير إليها هذه<br />

اآليات:‏<br />

فأما آية األنفال فإنها:‏<br />

1- تقرر أن اإلعداد على قدر االستطاعة<br />

وليس فوق االستطاعة وهو التكليف الشرعي<br />

فكل مسلم يعد طاقته وسالحه بحسب قدرته.‏<br />

2- القوة ورباط الخيل:‏ وهذا كالم جامع<br />

يشير إلى كل أسباب السالح وآالت الحرب<br />

ووسائل الحركة والنقل.‏ وقد بينها رسول الله<br />

‏-صلى الله عليه وآله وسلم-‏ في حديثه فقال:‏<br />

‏»أال إن القوة الرمي،‏ يكررها ثالث مرات«‏ »1« .<br />

وقد أوصى القرآن كل المسلمين بحيازة<br />

السالح وعدم الغفلة عنه فقال:‏ ‏}وَلْيَأْخُ‏ ذُوا<br />

حِ‏ ذْرَهُ‏ مْ‏ وَأَسْ‏ لِحَ‏ تَهُ‏ مْ‏ وَدَّ‏ الَّذِ‏ ينَ‏ كَفَ‏ رُوا لَوْ‏ تَغْ‏ فُ‏ لُونَ‏<br />

عَنْ‏ أَسْ‏ لِحَتِكُمْ‏ وَأَمْتِعَتِكُمْ‏ فَيَمِ‏ يلُونَ‏ عَلَيْكُمْ‏ مَيْلَةاً‏<br />

وَاحِدَةاً‏ وَال جُنَاحَ‏ عَلَيْكُمْ‏ إِنْ‏ كَانَ‏ بِكُمْ‏ أَذىاً‏ مِ‏ نْ‏<br />

مَطَرٍ‏ أَوْ‏ كُنْتُمْ‏ مَرْضَى أَنْ‏ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ‏<br />

وَخُ‏ ذُوا حِ‏ ذْرَكُمْ‏ إِنَّ‏ اللَّهَ‏ أَعَ‏ دَّ‏ لِلْكَافِ‏ رِ‏ ينَ‏ عَ‏ ذَابااً‏<br />

مُهِ‏ ينااً{‏ ‏]سورة النساء:‏ 102[.<br />

3 ‏-بينت اآلية أن الغرض من اإلعداد ليس<br />

مجرد حيازة المعرفة والرياضة وغير ذلك<br />

مما شاع مؤخرااً‏ من اإلعداد كسياحة بغير<br />

قصد الجهاد؛ وإنما اإلعداد لهدف محدد.‏<br />

. ‏}وَأَعِ‏ دُّوا.‏ . . تُرْهِ‏ بُونَ‏ بِهِ‏ عَ‏ دُوَّ‏ اللَّهِ‏ وَعَ‏ دُوَّكُمْ‏<br />

وَآخَ‏ رِ‏ ينَ‏ . . } اآلية وهذا سبقت اإلشارة له.‏<br />

4- ثم أشارت اآلية إشارة لطيفة بعد األمر<br />

باإلعداد وحيازة السالح وآلة الحرب إلى<br />

اإلنفاق لعلم الله بتكاليف ذلك،‏ وقصور ذات<br />

يد غالب المريدين للجهاد عنه.‏ . فأمرت اآلية<br />

وختمت باألمر باإلنفاق ووعدت بجزيل األجر<br />

والعطاء من الله عليه.‏<br />

وأما آية التوبة :<br />

ففيها إشارات عظيمة وفقه عظيم لعالقة<br />

اإلعداد باإليمان وعالقته بالجهاد العملي ومن<br />

لطائف ذلك:‏<br />

أن اآلية تكلمت عن المنافقين وزعمهم إرادة<br />

الجهاد بعد أن تحدثت اآليات السابقة عن<br />

عالقة المؤمنين وأنهم يجاهدون بأموالهم<br />

وأنفسهم وال يستأذنون للفرار كما يفعل<br />

المنافقون الذين ارتابت قلوبهم واستأذنوا<br />

فرارااً‏ ‏-ولذلك سميت سورة التوبة بالفاضحة<br />

للمنافقين-.‏<br />

وهنا تأتي اآلية التي نحن بصددها لتقرر<br />

أن من عالمات نفاق المنافقين إعراضهم عن<br />

اإلعداد للقتال والجهاد،‏ وتقول عنهم ‏}وَلَوْ‏<br />

أَرَادُوا الْخُ‏ رُوجَ‏ } أي لو صدقت عزيمتهم على<br />

القتال والخروج إليه ‏}ألَ‏ ‏َعَ‏ دُّوا لَهُ‏ عُ‏ دَّةاً{،‏ أي<br />

ألعدوا للقتال ما يلزمهم وفق وسعهم وقدر<br />

استطاعتهم.‏<br />

وقررت أن الله سبحانه وتعالى قد كره<br />

انبعاثهم للجهاد وثبطهم عنه لعلمه بحالهم،‏<br />

فأقعدهم رأفة بالمجاهدين ألن خروج هؤالء<br />

خبال وأذى.‏<br />

ولنعد لموضوعنا وهو عالقة الجهاد<br />

باإلعداد فاآلية تشير إلى أن مراحل ذلك هو<br />

في قوله تعالى:‏ ‏}وَلَوْ‏ أَرَادُوا الْخُ‏ رُوجَ‏ ألَ‏ ‏َعَ‏ دُّوا لَهُ‏ عُ‏ دَّةاً‏ وَلَكِنْ‏ كَرِهَ‏<br />

اللَّهُ‏ انْبِعَ‏ اثَهُ‏ مْ‏ فَثَبَّطَهُ‏ مْ‏ وَقِ‏ يلَ‏ اقْعُ‏ دُوا مَ‏ عَ‏ الْقَ‏ اعِ‏ دِينَ‏ } ‏]التوبة : 64[.<br />

وما نفهمه من إشارات اآلية أن مراحل ذلك هي ثالث مراحل:‏<br />

( إرادة ) . . ف ( إعداد(‏ . . ف ( انبعاث ) . .<br />

وهذا الترتيب الحركي والمنطقي يختصر آلية العمل في فعل<br />

الجهاد والمقاومة.‏<br />

اإلرادة:-‏ إرادة القتال مقدمة لإلعداد ثم الجهاد:‏<br />

أجمعت كل المدارس العسكرية على أن إرادة القتال والروح<br />

المعنوية للمقاتل هي األساس في االنتصار وحسن األداء.‏<br />

واإلرادة أساس في كل عمل وكل وجه من أوجه النشاط اإلنساني<br />

كله.‏<br />

فمن يبتغي الطعام أو الشراب أو الزواج أو التجارة أو السفر<br />

أو أي أمر يجب أن يبتدئ ذلك عنده باإلرادة الصادقة.‏ وعالمة<br />

صدق تلك اإلرادة هي التحرك لإلعداد الالزم لذلك العزم.‏ . .<br />

وفي حالتنا وهو الجهاد.‏ . فإن اإلعداد هو ثمرة اإلرادة<br />

الصادقة.‏<br />

وبعد أن تصدق اإلرادة والعزم يتحرك المرء لإلعداد بحسب<br />

االستطاعة وإلرهاب عدو الله وعدو المسلمين.‏ .<br />

وبعد اإلعداد يحصل االنبعاث للقتال.‏ . هذا إن صدق العزم<br />

وأعد المستطاع وتحرك الفرد منبعثا ما لم يثبطه الله سبحانه<br />

وتعالى لخباله وهوانه ‏-نسأل الله العافية والثبات-‏ وما لم<br />

يسلط عليه شيطان ونزعات نفسه من جبن وخور وقعود باعثه<br />

باختصار كما قال ‏-صلى الله عليه وآله وسلم-:‏ ‏»حب الدنيا<br />

وكراهية الموت«‏ »2« .<br />

إن هذه اإلرادة القتالية التي توجد الحافز لإلعداد والنشاط له<br />

إذا كانت هامة جدا وأساسا للجندي النظامي؛ فهي أساس حركة<br />

مقاتل حروب العصابات عامة والمقاومة الجهادية خاصة بل<br />

هي سالحه األساسي الذي يحركه بما استطاع حتى باألسلحة<br />

المدنية إن لم يجد سواها »3« .<br />

<br />

1- صحيح مسلم.‏<br />

2- سنن أبي داوود،‏ وقال األلباني:‏ صحيح.‏<br />

3- دعوة المقاومة اإلسالمية العالمية،‏ أبو مصعب السوري.‏<br />

بعد اكتمال اإلرادة واإلعداد:‏ سيف العتيبي ‏-رحمه الله-‏ يستعد لالنبعاث<br />

| 42 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 43


الحاجز . . .<br />

اعلم أن الجبن ضد الشجاعة.‏ والشجاعة هي ثبات القلب عىل عزمه فيما يتوجه إليه مما يراد منه،‏ والقلب هو األصل يف اكتساب كل كمال،‏<br />

والفوز بكل مقام عال.‏ وال يمكن ثبات القلب إال مع سالمة العقل واملزاج،‏ العتدال الطبع.‏ فإن ضعف القلب لقصور وتفريط يف القوة كان ذلك<br />

الضعف سببا يف الجبن.‏ وإن أفرط القلب يف القوة وخرج عن االعتدال كان ذلك اإلفراط سببا يف التهور!‏<br />

والجبن والتهور كالهما مذموم،‏ واملطلوب هو اعتدال القلب بني التفريط واإلفراط وذلك االعتدال هو سبب الشجاعة.‏<br />

ويجب عىل الجبان أن يعالج الجبن وذلك بإزالة علته وسببه.‏ وعلة الجبن قد تكون جهال،‏ ويزول الجهل بالتجربة.‏ وقد تكون علة الجبن<br />

ضعفا والضعف يزول بارتكاب الفعل الذي يخاف منه الجبان مرة بعد أخرى،‏ حتى يصري ذلك له عادة وطبعا!!‏<br />

إننا نجد املبتدئ يف املناظرة واإلمامة والخطابة والوعظ والوقوف بني يدي امللوك قد تجبن نفسه،‏ ويخور طبعه،‏ ويتلجلج لسانه،‏ وما ذلك إال<br />

لضعف قلبه،‏ بسبب مواجهته ما لم يتعوده.‏ فإن تكرر ذلك منه عدة مرات،‏ فارقه الضعف،‏ وصار يقدم عىل الفعل بدون تخوف وال خشية.‏<br />

إن األخالق الطبيعية قابلة للتغيري والتبديل،‏ وحسبك دليال عىل هذا صبي الحوّا،‏ الذي تعود عىل إمساك الحية العظيمة املخيفة،‏ التي يهرب<br />

منها البطل الشجاع.‏ وسبب ذلك هو تعود الصبي عىل إمساكها،‏ بحيث ألف ذلك وزال نفوره منه،‏ وذهب خوفه،‏ بينما قد يخاف من الضفدع<br />

لعدم تعوده ذلك!‏<br />

والحيوانات املتوحشة كالوحوش والسباع قد ينجح اإلنسان يف استئناسها وإزالة توحشها،‏ فتألفه ويألفها،‏ وذلك بعد التدريب والتطبيع.‏<br />

وقد تقع األلفة بني الحيوانات املتعادية،‏ كالذئب والخروف،‏ والهر والفأر،‏ والكلب والهر،‏ وذلك بعد طول األلفة بينها.‏ وإذا كانت الحيوانات قد<br />

تتخىل عن طباعها بالتدريب والتعليم،‏ فإن اإلنسان أوىل بقبول التعليم والتفاعل مع التعود واملمارسة،‏ والتحول عن األخالق والطباع السيئة،‏<br />

ومنها الجبن والبخل.‏<br />

واعلم أن قوة النفس والعزم الجازم عىل الغلبة والظفر سبب للظفر.‏ وقد سئل عيل بن أبي طالب ريض الله عنه:‏ كيف كنت ترصع األبطال؟<br />

قال:‏ كنت ألقى الرجل،‏ فأقدِّر أني أقتله،‏ ويقدِّر هو أيضا أني أقتله فأكون أنا ونفسه عونا عليه.‏<br />

ومن وصايا بعضهم يف الحرب:‏ أشعروا قلوبكم يف الحرب الجرأة،‏ فإنها سبب للظفر والنرص.‏ ومن كالم القدماء:‏ من تهيب عدوه فقد جهز إىل<br />

نفسه جيشا.‏ وإذا أخذنا هذا بعني االعتبار،‏ وجدنا من قُتل النهزامه،‏ أكثر ممن أُصيب بسبب إقدامه.‏<br />

| 44 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 45<br />

مشارع األشواق البن النحاس ‏)استشهد يف القرن الخامس عرش امليالدي(‏ .


مقابلة مع<br />

أوباما<br />

مهند جنة سيكر ‏)طالب الجنة(‏<br />

هذه مقابلة افرتاضية بني مراسل مجلة ‏»إنسباير«‏ وباراك أوباما مجرم البيت األبيض.‏ قبل القراءة من املهم لك أن تعرف أننا قد<br />

اقتبسنا حرفيا كل إجابات أوباما املتضمنة يف هذا اللقاء املتخيل من خطابه حول مكافحة اإلرهاب الذي ألقاه يف ال‎23‎ من مايو<br />

املايض.‏<br />

الفكرة الرئيسية هنا هي الرتكيز عىل تغري نغمة الخطاب األمريكية فيما يتعلق بالحرب الصهيو-صليبية ضد األمة املسلمة وطليعتها<br />

املجاهدة.‏ لقد جاء هذا التغري بعد سنوات من القتال والخسائر الفادحة يف جانب العدو لدرجة جعلت النظام األمريكي يدرك أنه من<br />

الصعوبة بمكان تحقيق انتصار يف مثل هذه الحرب الطويلة والقاسية بفضل الله سبحانه وتعاىل.‏<br />

س:‏ بداية،‏ هل تعتقد أن نظام حكمك يلعب دورا نظيفا وعادال<br />

يف هذه الحرب؟<br />

ج:‏ أعتقد أننا عرضنا قيمنا األساسية للفضيحة باستخدام التعذيب<br />

يف التحقيق مع أعدائنا،‏ واحتجاز أشخاص بطريقة تسري يف عكس<br />

اتجاه حكم القانون.‏<br />

س:‏ أال تهتم باملسلمني املدنيني الذين قتلتهم الطائرات األمريكية<br />

املسرية؟<br />

ج:‏ إنها حقيقة قاسية أن الرضبات األمريكية قد تسببت يف سقوط<br />

ضحايا من املدنيني،‏ وهذه مخاطرة موجودة يف كل الحروب.‏ وبالنسبة<br />

لعائالت هؤالء الضحايا املدنيني،‏ فليس هناك كلمات أو سند قانوني<br />

يربر خسارتهم.‏ بالنسبة يل ولجميع العاملني تحت إمرتي،‏ فإن هؤالء<br />

الضحايا سوف يطاردوننا ما حيينا،‏ كما زال يطاردنا القتىل املدنيون<br />

الذين قضوا خالل الحرب النظامية يف أفغانستان والعراق.‏<br />

س:‏ القاعدة تقول أنك أجبن من أن تنرش قوات برية يف أراض<br />

مسلمة،‏ ألنه ال يمكنك أن تتلقى هزيمة جديدة بعدما حدث<br />

لجيشك يف العراق وأفغانستان،‏ فهل هذا االدعاء صحيح؟<br />

ج:‏ من الخطأ الجزم بأن نرش قوات برية عىل األرض سوف يقلل<br />

من سقوط ضحايا مدنيني أو يقلل من جلب املزيد من األعداء لنا يف<br />

العالم اإلسالمي.‏ إن النتيجة سوف تكون سقوط املزيد من القتىل<br />

األمريكيني،‏ واملزيد من إسقاط مروحيات البالك هوك،‏ واملزيد من<br />

املواجهات مع املجتمعات املحلية،‏ ويف النهاية سوف تكون نتيجة تنفيذ<br />

مثل هذه العمليات الربية أن تتصاعد وتريتها لتصبح هناك حروب<br />

جديدة.‏ بالفعل إن الحرب مع القاعدة شأنها شأن أي رصاع مسلح<br />

أمر يستجلب املآيس.‏<br />

س:‏ هل تنوي استخدام قواتك الخاصة ‏»ذات التدريب الجيد«؟<br />

وهل تشعر بالقلق أن يخذلوك كما فعلوا يف هجمتهم الفاشلة<br />

عىل براوي بالصومال؟<br />

ج:‏ ليس من املمكن أيضا ألمريكا أن تنرش فريقا من القوات الخاصة<br />

العتقال أي إرهابي.‏ وحتى لو كان هذا األمر ممكنا،‏ فهناك مناطق<br />

يسيطر عليها إرهابيون قد تشكل خطرا داهما عىل قواتنا واملدنيني<br />

املحليني،‏ حيث أنه ال يمكن الوصول إىل اإلرهابيني دون اندالع قتال مع<br />

مجتمعات القبائل املحيطة بهم،‏ والتي ال تمثل تهديدا لنا،‏ أو دون أن<br />

يؤدي نرش قوات إىل نشوب أزمة دولية عظمى.‏<br />

س:‏ ملاذا دائما تتجنب التعهد رصاحة بإنزال الهزيمة بما<br />

تسميه ‏»إرهابا«؟<br />

ج:‏ ال أنا وال أي رئيس يمكنه قطع وعد بإنزال هزيمة شاملة باإلرهاب.‏<br />

س:‏ كيف تقيم التأثري الذي تتعرض له الواليات املتحدة جراء<br />

الحرب الصهيوصليبية التي تقودها أنت ضد اإلسالم؟<br />

ج:‏ خالل ما يزيد عن العقد األخري،‏ أنفقت دولتنا أكثر بكثري من<br />

تريليون دوالر عىل الحرب،‏ األمر الذي فاقم عجزنا املايل وأعاق قدرتنا<br />

عىل بناء الدولة هنا يف بالدنا.‏ إن جنودنا وعوائلهم قد ضحوا كثريا جدا<br />

نيابة عنا،‏ فيما قدم نحو سبعة آالف جندي أمريكي تضحية نهائية.‏<br />

الكثريون منهم إما تركوا جزءا من أجسادهم يف ساحة الحرب،‏ أو<br />

عادوا إىل بالدهم حاملني معهم ذكريات املعركة.‏<br />

س:‏ هل تعتقد أن حربك الرشسة عىل اإلسالم واملسلمني سوف<br />

تنتهي يوما ما؟<br />

ج:‏ هذه الحرب مثل كل الحروب يجب أن تنتهي.‏ هذا ما ينصح به<br />

التاريخ،‏ وهذا ما تطالب به ديمقراطيتنا.‏<br />

س:‏ بعد مرور أكثر من عقد عىل شن حرب مكلفة وإنفاقكم<br />

مليارات الدوالرات لرفع إجراءات األمن،‏ هل ما زالت أمريكا<br />

تخىش وقوع املزيد من الهجمات الجهادية عىل أراضيها؟<br />

ج:‏ إن دولتنا ال تزال مهددة من قبل اإلرهابيني.‏ فمن هجمات بنغازي<br />

وحتى بوسطن نتذكر بكل أىس هذه الحقيقة.‏<br />

س:‏ أخريا،‏ ما حجم الرضر الذي قد يسببه مجاهد منفرد إليذاء<br />

أمريكا؟ اجعل إجابتك مخترصة ألن وقتك انتهى.‏<br />

ج:‏ إن املواطنني األمريكيني أو املقيمني بصفة قانونية يف بالدنا<br />

يمكنهم أن يتسببوا يف إحداث رضر هائل،‏ خاصة حينما يتم تحريضهم<br />

بكم كبري من أفكار الجهاد العنيف.‏ ويبدو أن هذا االنجذاب يف اتجاه<br />

التطرف كان السبب وراء إطالق النار يف قاعدة فورت هود العسكرية،‏<br />

وتفجريات ماراثون بوسطن.‏<br />

| 46 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 47


ركن األخوات<br />

المجاهدة<br />

المجاهد<br />

زوجة<br />

‏»إن عدد أهل<br />

الحق ال ينبغي أن<br />

يزعجك طاملا قد<br />

أديت دورك.‏ فإن<br />

الحق واضح جيل<br />

وأتباعه قليلون«‏<br />

أيتها املجاهدة!‏ أيتها الغريبة!‏ يا من آثرت اآلخرة عىل هذه الدنيا.‏ يا أختي<br />

الحبيبة يف اإلسالم ويا زوجة املجاهد الرشيفة وأفضل من يرافقه،‏ فلله<br />

الحمد أنك مختلفة عن بقية النساء.‏ فأنت مجاهدة تماما مثل زوجك.‏ أنت<br />

بطلة،‏ وجندية من جنود الله،‏ وتمتلكني قلبا أبيضا صافيا.‏<br />

إن لك دورا عظيما ورسالة عظيمة يف هذه الحياة التي اخرتتيها،‏ إذ<br />

تسريين إىل جانب رفيقك يف درب نبيل بعيدا عن العالم الفاسد الخاضع<br />

لسيطرة الغرب.‏ وعليك يا أخت اإلسالم يقع عبء فهم متطلبات هذا<br />

الطريق والتزاماته وعواقبه وعوائقه.‏ بينما املجاهدون هم أكثر الناس<br />

هناء؛ فإن الجهاد ليس طريقا مفروشا بالورود،‏ بل فيه فقد املال،‏<br />

ومفارقة الصديقات،‏ واألشد من ذلك كله مفارقة األهل والديار.‏<br />

إن صربك يجب أن يكون يف القمة فال تسمحي للشهوات أن تسيطر عليك<br />

وتتحكم فيك.‏ عليك دائما بالترضع إىل الله بهذا الدعاء ‏»اللهم يا مقلب<br />

القلوب واألبصار ثبت قلوبنا عىل دينك«.‏<br />

إن الجهاد تحوطه الصعوبات واملكاره،‏ ولكن صدقيني فإن حياتك<br />

بدونها ستكون باردة بال أي معنى.‏ إن أقىص ما ستواجهني يف طريقك<br />

مع رفيقك هي الشائعات والبهتان مما تبثه وسائل اإلعالم حول الجهاد<br />

وما يلحق به.‏ واألمر املحزن بما فيه الكفاية هو أن املسلمني من حولك قد<br />

يصدقون تلك القصص الكاذبة.‏ لذلك فعليك يا أختي أن تكوني منارصة<br />

للحق ضد تلك االدعاءات الكاذبة،‏ وينبغي عليك أن تكوني قوية وصلبة<br />

كي ال تتأثري بتلك الدعايات املضللة.‏<br />

إن زوجك املجاهد ورفاقه مستهدفون من قبل الصليبيني القساة<br />

وعمالئهم الذين هم يف الغالب ويا للعار من بني جلدتنا.‏ إنهم يف هذه<br />

الحرب يعتمدون عىل نرش األكاذيب لصد الناس عن سبيل الله ومنعهم<br />

عن منهج وسبيل املجاهدين املباركني.‏ هذا يؤدي إىل تناقص الدعم<br />

والنرصة من شباب اإلسالم للمجاهدين،‏ وبالتايل يتضاءل ركب الجهاد<br />

ويبقى محدودا.‏ إنهم يناضلون كي يزيدوا من أعداد الجبناء الذين ليس<br />

لديهم استعداد لنرصة دينهم.‏ ولألسف الشديد،‏ فإن إعالم الكافرين قد<br />

دخل إىل بيوت بعض املسلمني ولعب بعقول الضعفاء منهم،‏ هداهم الله.‏<br />

عىل عاتقك يقع عبء الفهم ومعرفة حقيقة هذه الحرب اإلعالمية.‏ وخذي<br />

يف حسبانك أن أعداءنا يجندون من استطاعوا للحرب ضد اإلسالم.‏<br />

وإنه ملن املحزن أن تتجه األمة املسلمة وتميل لالنقياد بعيدا عن طريق<br />

الجهاد عرب املحارضات املضللة التي يلقيها معظم علمائنا ممن يؤثر<br />

عليهم أعداؤنا بثمن بخس دراهم معدودة!‏ لكن الحمد لله،‏ فإن األمة قد<br />

استيقظت واملواد الجهادية متوافرة بكثرة يف اإلنرتنت،‏ فخذي نصيبك<br />

وانرشي الحقيقة.‏<br />

أختي العزيزة يف اإلسالم،‏ يا زوجة املجاهد املوقر…‏<br />

تحدثي مع الناس من حولك ممن يتكلمون بشكل يسء عن الجهاد،‏<br />

وانصحيهم باالتصاف بالعدل والحكمة،‏ وأال يستمعوا إىل جانب واحد<br />

دون اآلخر.‏<br />

اجعليهم يدركون أنه من األهمية بمكان عند االستماع إىل أخبار وسائل<br />

اإلعالم أن يتأكدوا من صحتها بمتابعة إعالم املجاهدين.‏<br />

يا زوجة املجاهد،‏ كما ستالحظني فإنه ليس كافيا أن تسريي يف هذا<br />

الطريق بدافع من العواطف أو الرغبة يف الثأر واستعادة كرامتنا<br />

فقط.‏ ومن ثم فإن واجبك أن تعدي نفسك وتسلحيها بالعلم.‏ زيدي<br />

من معرفتك باملجاالت التي سوف تساعدك يف فهم سبل األنبياء<br />

واملجاهدين.‏ اهتمي بعلم التوحيد وأصول اإلسالم التي هي من العلم<br />

العيني املفروض تعلمه.‏<br />

اقرئي القرآن يوميا وبادري بتعلم دينك بشكل أفضل،‏ واعتادي قراءة<br />

سري األنبياء عليهم السالم،‏ واعلمي جيدا كم عانوا وكابدوا املشقات<br />

وكيف كان صربهم عىل امللمات وتعلمي منهم الدروس يف ذلك.‏ اقرئي<br />

وافهمي أكثر عن حياة صحابة النبي ‏-صىل الله عليه وآله وسلم-‏ الذين<br />

ينبغي أن يكونوا قدوتك ومثلك األعىل.‏<br />

إن املجاهدين ‏-حفظهم الله-‏ هم رافعو راية التوحيد العظيمة وأتباع<br />

الرشيعة ومقتفو طريق رسولنا الكريم ‏-صىل الله عليه وآله وسلم -<br />

إنهم الذين يوحدون األمة املسلمة.‏<br />

يا أم مجاهدي املستقبل،‏ إن من واجبك ومسئوليتك كذلك أن تعلمي<br />

وتثقفي أبناءك.‏ فهم الجواهر الغالية يف حياتك.‏ إنهم أمانتك ومسئوليتك.‏<br />

عليك أن تعلميهم عن اإلسالم وتغذيهم بتاريخه كي يتعلموا حب دينهم<br />

ويستعدوا للقتال يف سبيله.‏ وفوق كل هذا،‏ عليك أن تحصنيهم من<br />

الزور والبهتان الذي يثار حول ديننا الحق.‏ شجعيهم لطلب العلم الذي<br />

سوف ينفع أمتهم املسلمة.‏<br />

يا أخت اإلسالم،‏ تذكري إن عدد أهل الحق ال ينبغي أن يزعجك طاملا قد<br />

أديت دورك.‏ فإن الحق واضح جيل وأتباعه قليلون.‏ قال الله تعاىل ‏}وَمَ‏ ا<br />

يُؤْمِ‏ نُ‏ أَكْثَرُهُ‏ مْ‏ بِاللَّهِ‏ إِالَّ‏ وَهُ‏ مْ‏ مُرشْ‏ ِ كُونَ‏ } ‏]يوسف:‏ 106[، وإبراهيم عليه<br />

السالم كان وحده لكن الله تعاىل وصفه بأنه أمة.‏<br />

أختي العزيزة . .<br />

إذا هبت عىل حياتك يف أي وقت ريح هزيمة،‏ أو صم أذنيك الصوت<br />

الشديد النفجارات الصواريخ والقنابل،‏ أو حتى سمعت بخرب وقوع<br />

بعض املجاهدين يف األرس ممن يعرفهم زوجك،‏ فعليك أن تدعمي زوجك<br />

وتشجعيه،‏ وال ترتكيه أو تهجريه يف مثل هذا الوقت من الحاجة.‏<br />

بعد أول لقاء له بجربيل عليه السالم يف غار حراء،‏ كان النبي ‏-صىل الله<br />

عليه وآله وسلم-‏ يرجف فؤاده فدخل عىل خديجة بنت خويلد ريض<br />

الله عنها،‏ فقال:‏ ‏»زملوني.‏ . زملوني«‏ فزملوه حتى ذهب عنه الروع.‏<br />

فقال لخديجة وأخربها الخرب:‏ ‏»لقد خشيت عىل نفيس«.‏ فهل اضطربت<br />

‏-ريض الله عنها-‏ وهاجت؟ بالطبع ال.‏ فهي كزوجة حاولت أن تهدئ<br />

من روعه وتطمئنه فقالت له:‏ ‏»كال والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل<br />

الرحم وتحمل الكل وتكسب املعدوم وتقري الضيف وتعني عىل نوائب<br />

الحق«.‏<br />

أختي الكريمة . . .<br />

إن زوجك قد يكون يف أعىل قائمة املطلوبني،‏ وقد يتعرض يف وقت ما<br />

لألرس،‏ وقد يمر به الحزن الشديد واألىس.‏ يف هذا الوقت تحديدا يجب<br />

عليك أن تدعميه وتكوني له صدرا حانيا ومصدر قوة.‏ اجعليه قويا،‏<br />

وعندما تمر به املحنة قويل له:‏<br />

إن األمور بخري يا عزيزي،‏ وليس هناك رضر.‏ إن عمار بن يارس ‏-ريض<br />

الله عنه-‏ تعرض قبلك لإلهانة،‏ وصرب بالل ‏-ريض الله عنه-،‏ وانترص<br />

صالح الدين،‏ وبالتأكيد فإنك سوف تنترص إن شاء الله،‏ إما النرص أو<br />

الشهادة.‏<br />

مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 49 | 48 إنسباير | العدد 12


إىل متى ستظل تعيش يف توتر؟<br />

بدال من أن تكتفي بمجرد الجلوس دون حل؛<br />

انهض بكل بساطة،‏ احزم أدواتك املدمرة،‏<br />

وجهز قنبلتك استعدادا للتفجري.‏<br />

| 50 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 51


قصة الغالف<br />

المتحطم<br />

حكاية عن<br />

التغيير<br />

أبو عبد الله املرابط<br />

لعقود طويلة اتخذ التاريخ مسارا واحدا ومماثال؛ فيه نفس نمط الحياة ذاته،‏<br />

ونفس القوى العظمى،‏ ونفس الطغيان.‏ . . كثريون اعتقدوا بأن العالم سوف<br />

يستقر عىل هذا الحال،‏ بينما القليلون قالوا ‏»لعل هناك تغيريا،‏ من يعلم؟«‏ فئة<br />

قليلة جدا آمنت أن بإمكانها إحداث تغيري.‏<br />

إذن فمن كان صائبا؟ ال تقل:‏ ‏»الزمان سوف يخربنا بذلك«.‏ ألنه قد قال كلمته<br />

بالفعل،‏ لكن السؤال هل أصغى العالم؟<br />

لم تكن هجمات 11 سبتمرب مجرد معلم هام عىل الطريق،‏ ولكنها كانت أيضا<br />

نقطة تحول.‏ . . وكانت تحمل يف طياتها رسالة من هؤالء الذين يؤمنون<br />

بالتغيري إىل أولئك الطغاة مفادها ‏»دعونا جميعا نعيش يف سالم وإال.‏ .«..<br />

بعدها بات العالم معروفا ك ‏»عالم ما بعد 11 سبتمرب«.‏<br />

العالم انقسم بعد ذلك إىل قسمني:‏ أمريكا وحلفائها وعمالئها يف جانب،‏<br />

واملجاهدون وأمتهم املسلمة يف الجانب املقابل.‏ بلدان كثرية استسلمت للتهديد<br />

وانضمت ألمريكا،‏ والتي كونت حلفا بمعاونة تلك البلدان.‏ وهو حلف لم يكن<br />

يهدف ليشء سوى إبادة هؤالء الذين عملوا أو ساندوا التغيري.‏ وعندها بدأت<br />

‏»الحرب عىل اإلرهاب«،‏ وبشكل رسمي.‏<br />

بدأت الحرب يف أفغانستان.‏ وفتح التحالف عىل نفسه بابا من الجحيم،‏<br />

وزج بنفسه يف حرب خارسة.‏ هاجم التحالف أفغانستان بذريعة الرغبة<br />

يف أرس الشيخ أسامة بن الدن.‏ ولو كان األمريكيون أذكياء بما فيه الكفاية<br />

لنظروا بتمعن لتاريخ أفغانستان الحديث عىل األقل.‏ فهذا البلد هزم بريطانيا<br />

العظمى،‏ كما صد غزو االتحاد السوفيتي،‏ والذي كان عىل العكس من أمريكا<br />

لديه رجال قادرون عىل تحمل الحروب.‏ هاتان القوتان الهائلتان ذاقتا طبيعة<br />

الحرب الحقيقية،‏ وحذرت أخراهما أمريكا من غزو أفغانستان لكنها لم<br />

تصغ للتحذير،‏ ولم تعر اهتماما للنصيحة الروسية الحمراء.‏ وفعلت األمر<br />

نفسه إزاء األصوات الداخلية التي دعت إىل االلتزام باألخالق األمريكية،‏ كما<br />

سنرى يف األسطر القادمة.‏<br />

كان ذلك منذ ما يزيد عن عقد مىض،‏ أما اآلن فإن األمور تطورت واختلفت<br />

كثريا.‏ غزت أمريكا البلد املسلم أفغانستان.‏ وبعد وقت قليل،‏ غزت العراق<br />

وهو بلد مسلم آخر.‏ يمكنك تخيل مردود هذين االعتداءين عىل األمة املسلمة.‏<br />

أي شخص يقرأ التاريخ سيخربك أن األمة املسلمة مثل مياه السد،‏ ساكنة<br />

لكنها مفعمة بالطاقة الكامنة.‏ وإذا حطم أحدهم جدار السد فمن املؤكد<br />

أن املاء سوف يجرفه بعيدا.‏ لذا فعندما حفرت أمريكا يف أحد جدران السد<br />

انفجر املاء بعنف وجرفها بعيدا إىل عمق النهر،‏ إىل هاوية شالل كبري يفقدها<br />

السيطرة عىل مسرية اتجاهها.‏<br />

الواليات األمريكية الال أخالقية<br />

نعود قليالاً‏ إىل تاريخ أمريكا بعد الحرب العاملية الثانية عندما نظرت أوروبا<br />

وبعض الدول الرشقية إىل أمريكا بإجالل؛ ألنها ساهمت بشكل كبري يف<br />

هزيمة النازية.‏ ونظروا إليها كقوة عسكرية لديها أخالق ومبادئ،‏ وكمحررة<br />

وحامية لحقوق اإلنسان.‏ بعد ذلك،‏ عند انتهاء الحرب الباردة،‏ ظن الكثريون<br />

أن أمريكا لن يكون لها نظري مكافئ،‏ وأنها سوف تحافظ عىل النظام العاملي،‏<br />

وبالتايل سيكون العالم مكانا أكثر أمنا.‏ لكن هل كان ذلك التصور صحيحا؟<br />

وهل تحقق هذا الحلم الجميل؟<br />

لن نطيل الحديث حول كذب هذا التصور عن طبيعة أمريكا األخالقية<br />

التي أنشأت كيانها عىل اغتصاب حقوق أمة أخرى فقتلت وأبادت الهنود<br />

الحمر،‏ لكن الذي نستطيع الجزم به أن حلما جميال كانت أمريكا تروج له<br />

لم يلبث أن تالىش وانتهى لتحل محله كوابيس من الجرائم املفزعة:‏ ‏»أبو<br />

غريب«‏ و»السجون الرسية«‏ و»جوانتنامو«‏ وجرائم الجنود األمريكيني يف<br />

العراق وأفغانستان أوضح من أن تذكر.‏ يف الحقيقة ليست هنالك طريقة<br />

ممكنة للتعبري عن تلك الفظاعات غري اإلنسانية التي اقرتفتها أمريكا يف حق<br />

البرش،‏ وهنا نستطيع القول أن أمريكا فقدت أهم مقوم الستمراريتها يف قيادة<br />

العالم؛ مقوم األخالق واملبادئ،‏ وأصبح اسم أمريكا مرتبط ارتباطا وثيقا<br />

باالحتالل واإلجرام وانتهاك حقوق الشعوب واإلساءة إىل البرشية،‏ وتحطمت<br />

تلك األسطورة التي نسجتها أمريكا ومألتها بالحديث عن ‏»األخالق والقيم<br />

واملبادئ والحرية وحقوق اإلنسان«.‏<br />

أمريكا التي كانت ذات يوم دولة تفخر بأخالقها ومبادئها أمست ‏»بال<br />

أخالق«.‏ قبل الحرب عىل اإلرهاب سعت أمريكا لتصور نفسها كدولة ذات<br />

مبادئ،‏ لكنها بعد هجمات سبتمرب ألقت بقناع مبادئها الكاذب بعيدا،‏ فيما<br />

أطاحت سالسل جرائمها بتلك املبادئ التي روجت لها،‏ وكشفت حقيقتها<br />

أمام العالم.‏<br />

يف البداية احتلت بلدا مسلما هو أفغانستان،‏ وأسقطت قيادته الرشعية من<br />

قندهار وفرضت عميال لها يف كابول.‏ إذا كان هذا أمرا أخالقيا جيدا،‏ فكيف<br />

عساه يكون األمر اليسء إذن؟ إن هذا الغزو املبارش كان األول من نوعه<br />

يف بلد مسلم،‏ مع أن أمريكا تدخلت طوال عقود يف بالد املسلمني وبطرق<br />

مختلفة.‏ بعد ذلك غزت العراق واحتلته.‏ وهناك،‏ انتهك الجنود األمريكيون<br />

السفلة أعراض املسلمات،‏ كما فعلوا يف أفغانستان وأكثر.‏ لقد سمع العالم كله<br />

وشاهد حاالت االغتصاب التي يندى لها الجبني،‏ هذه هي نفس الدولة التي<br />

ترصخ منادية ب:‏ ‏»حقوق النساء!‏ حقوق النساء!«‏<br />

لقد مارست أمريكا أداء مخالفا للقواعد،‏ وذلك باختطاف املرء ونقله بطريقة<br />

غري قانونية من دولة إىل أخرى،‏ إضافة إىل ‏»التعذيب بالوكالة«‏ الذي يتم<br />

فيه نقل اإلرهابيني املشتبه بهم إىل بلدان أخرى واحتجازهم يف مواقع رسية<br />

لتعذيبهم خارج نطاق القانون األمريكي.‏<br />

لقد كذب أوباما بشأن برنامج وكالة األمن القومي األمريكية.‏ وأكد أنها لم<br />

تتجسس عىل مواطنيها.‏ لكن حبال الكذب قصرية،‏ وانكشف كذب أوباما<br />

عندما كشف مظهر الفضائح إدوارد سنودن األرسار املظلمة لوكالة ‏»الال<br />

رس«‏ األمريكية.‏ طالب الناس الحكومة بالحرص عىل املبادئ األمريكية إال<br />

أنها لم تنصت لهم،‏ ونبذت جميع سياساتها املتعلقة بالحفاظ عىل خصوصية<br />

األفراد.‏<br />

هذه الدولة املاردة لم تتوقف عند حد التجسس عىل مواطنيها،‏ بل قتلتهم أيضا.‏<br />

العديد من مواطنيها تم استهدافهم يف إطار الربنامج األمريكي للقتل خارج<br />

إطار القانون.‏ ولم يسلم األطفال من هذا الربنامج.‏ فعبد الرحمن العولقي ذو<br />

الستة عرش عاما واملولود يف والية كولورادو األمريكية تم استهدافه يف اليمن<br />

بينما كان يتناول العشاء.‏ لقد قتلوه ألن أباه كان شخصا ال يحبه أوباما.‏<br />

| 52 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 53


يف هذا الربنامج ال تحرتم أمريكا سيادة البلدان األضعف.‏ فباستخدام<br />

الطائرات املسرية يقصف النظام األمريكي املساجد واملدارس اإلسالمية<br />

والنساء والعجائز واألطفال يف كل من باكستان وأفغانستان والصومال<br />

واليمن.‏ فهو يقصف املدارس اإلسالمية ملجرد أنها إسالمية،‏ تماما كما أساء<br />

معاملة املسلمني عىل أرضه ملجرد كونهم مسلمني،‏ وما يزال رغم ذلك يدعي<br />

الحفاظ عىل حرية العبادة والحفاظ عىل املبادئ واألخالق.‏<br />

كان هذا جزء يسريا من صورة أمريكا الال أخالقية خالل العقد املايض فقط،‏<br />

وكما ذكرنا فلن نتوغل يف التاريخ لنتحدث عن تاريخ ‏»انعدام خلق أمريكا«.‏<br />

وهكذا فقدت الواليات املتحدة املقوم األول لبقائها يف موقع القيادة املركزية<br />

للعالم.‏<br />

كلب الرشطة املتقاعد<br />

الشعب األمريكي ليست لديه فكرة عن ماهية الحرب.‏ إن منتجات ألعاب<br />

الحروب التفاعلية لن تمدكم بتجربة الحرب الحقيقية يف أرض معارك<br />

الحروب الحديثة،‏ حروب ما بعد 11 سبتمرب.‏ إن جراح الرصاص ال تندمل يف<br />

دقيقة،‏ والدبابات ليست كتلك التي ال تقهر يف األلعاب،‏ األخبار الزائفة كذلك<br />

ال تغري شيئا عىل األرض.‏ لكن األمريكيني ال يعرفون هذا،‏ فهم مشغولون جدا<br />

لدرجة تمنعهم من مراقبة مصري جنودهم ‏-أبنائهم وبناتهم-.‏ كما أنهم سذج<br />

للغاية بدرجة تمنعهم من أال ينخدعوا.‏ إن الحقيقة املرة هي أنهم مضطرون<br />

لتجرع حقيقة أنهم ليست لديهم القوة العسكرية التي كانوا يمتلكونها قبل<br />

الحادي عرش من سبتمرب.‏<br />

لم تعد أمريكا هي ذات القوة العظمى التي كانت.‏ قد تدهش هذه الكلمات<br />

الكثريين،‏ خاصة أولئك املخدوعني بقوة الرتسانة األمريكية.‏ إن الحرب الحالية<br />

لم تعد عىل طراز حروب األربعينات،‏ فرتسانات األسلحة الهائلة ليس لها دور<br />

حيوي.‏ وكذلك الدبابات عالية الثمن ومركبات الهمفي والهمر ال تصمد أمام<br />

العبوات الناسفة.‏ االنتشار الواسع للجنود تبطله تكتيكات حرب العصابات<br />

التي تعتمد عىل الكر والفر،‏ وحتى ثكنات الجيش األمريكي ومعسكراته<br />

املحصنة لم تصمد أمام العمليات االستشهادية ذات التأثري الكارثي عىل<br />

العدو.‏<br />

و يكفي أن نعلم أن تجربة الفشل يف العراق حطمت إرادة ‏»ائتالف الراغبني«‏<br />

من الدول التي دعمت أمريكا عسكريا ومعنويا يف غزو العراق عام 2003،<br />

وهو ما اتضح جليا يف امللف السوري.‏ فالحلفاء لم يؤيدوا رضبة عسكرية<br />

أمريكية محدودة ضد سوريا كرد فعل عىل استخدامها للسالح الكيميائي<br />

‏»املحظور«‏ دوليا،‏ وذلك عىل الرغم من أن أوباما حذر من أن استخدام السالح<br />

الكيميائي يمثل خطا أحمرا.‏ وبعد أن خذلها الحلفاء،‏ بررت أمريكا الضعيفة<br />

صمتها باإلعالن أنها لم تعد تمثل رشطي العالم.‏<br />

إذن فقد فشلت أمريكا عسكريا كما هو ظاهر للعيان ولم تعد لديها الكفاءة<br />

الالزمة لخوض حروب كبرية تخضع فيها شعوبا أخرى،‏ خصوصا إذا أضفنا<br />

للهزيمة العسكرية انعكاساتها االقتصادية التي بدأت فعليا بعد رضبات<br />

الحادي عرش من سبتمرب مبارشة عندما فقد املستثمرون ثقتهم يف االقتصاد<br />

األمريكي،‏ وعندما قررت إدارة بوش االبن الدخول يف حرب عسكرية وأمنية<br />

باهظة التكاليف.‏<br />

وألنها ‏-كما قال أوباما-‏ لم تعد تعترب نفسها رشطي العالم تفضل الحكومة<br />

األمريكية استخدام الطائرات املسرية،‏ إذ ليس لديها القدرة عىل خوض<br />

الحرب يف امليدان العسكري.‏ وبالتايل فإن هذه الطائرات املسرية األوىل أن<br />

يقال أنها عالمة الضعف العسكري أكثر من كونها عالمة التقدم التكنولوجي.‏<br />

إن الحكومة األمريكية تعتمد عىل الطائرات املسرية بشكل مبالغ فيه ألنها ال<br />

تمتلك بديال عنها،‏ وألنها لم تعد تمتلك املكون الثاني لقيادة العالم وهو:‏ القوة<br />

العسكرية الضاربة.‏<br />

ويرتشافتسوندر!‏ ‏)املعجزة املالية(‏<br />

لِم قد يستهدف شخص ما مركز التجارة العاملي؟ باختصار ألن االنتصار يف<br />

حرب ال يعني قتل الكثري من الناس،‏ وإنما هو أمر يتعلق بكرس إرادة العدو.‏<br />

واملعدة الخاوية تحقق ذلك الهدف بأفضل الصور خاصة إذا كان العدو<br />

رأسماليا.‏ بمعنى أن الشعب األمريكي عندما يقع يف أزمة االقتصاد والكساد<br />

سيعلن هزيمته وتخليه عن الحرب العبثية ضد الشعوب األخرى.‏<br />

كان الوضع االقتصادي للعدو الرأسمايل قبل 9/11 مختلفا عما هو عليه<br />

اآلن.‏ لقد انتهى عهد كلينتون بحياة اقتصادية مرفهة فيما يتعلق بفائض<br />

املوازنة.‏ فقد ترأس كلينتون أطول فرتة سلم وتوسع اقتصادي يف التاريخ<br />

األمريكي،‏ حيث أظهرت بيانات مكتب املوازنة بالكونجرس أن فائض املوازنة<br />

بلغ 69 مليار دوالر عام 98، و‎126‎ مليار دوالر عام 99، و‎236‎ مليار دوالر<br />

عام 2000، وهي الثالث سنوات األخرية من رئاسة كلينتون.‏<br />

لكن الوضع االقتصادي الحايل يحتاج حرفيا إىل ما يعرف يف األملانية باسم<br />

‏»ويرتشافتسوندر«‏ ويعني ‏)معجزة مالية(.‏ إذ تجاوز الدين العام األمريكي<br />

حاجز.‏ )17 17 000. 000. 000. 000. تريليون دوالر(‏ وفق تقارير الحكومة<br />

األمريكية.‏ إنك إذا خرجت اآلن وبدأت تنفق دوالرا واحدا كل ثانية،‏ فإن األمر<br />

يتطلب منك ما يربو عىل 31.000 سنة لتنفق تريليون دوالر،‏ واحسبها بنفسك.‏<br />

ولو تعاون املواطنون سويا لدفع هذا الدين فإن كل مواطن ‏-بما يف ذلك<br />

األطفال يف الحضانات-‏ سوف يتعني عليه دفع ما يزيد عن 54 000. دوالر،‏<br />

وهذا فقط أمر افرتايض.‏ فاملواطنون إما مرشدون أو فقراء أو عاطلون أو<br />

مفلسون أو مدينون أو فاحشو الثراء.‏ األصناف األوىل ليست قادرة عىل<br />

تسديد مثل هذا املال،‏ أما الصنف األخري فهو شحيح للغاية ألن يفعل ذلك.‏<br />

مدينة ديرتويت التي كانت ذات يوم مركز صناعة السيارات يف العالم باتت<br />

مفلسة.‏ فيما يتهدد شبح اإلفالس اثنتي عرشة مدينة أمريكية أخرى تعيش<br />

عىل شفا اإلفالس يف الوقت الراهن جراء قيم السندات املتدهورة والتزامات<br />

معاشات املواطنني،‏ وهذه املدن هي:‏ شيكاجو بوالية إلينوي،‏ وسينسيناتي<br />

يف أوهايو،‏ وكومبتون يف كاليفورنيا،‏ ومينيابوليس يف مينيسوتا،‏ والس<br />

فيجاس يف نيفادا،‏ وأوماها يف نيرباسكا،‏ وبورتالند يف أوريجون،‏ وفرينسو يف<br />

كاليفورنيا،‏ وهاريسبورج يف بنسلفانيا،‏ وترينتون يف نيو جرييس،‏ وأوكالند يف<br />

كاليفورنيا،‏ وبروفيدينس يف رود آيالند.‏ ]1[<br />

إن األمر ال ينتهي عند املدن فحسب.‏ ففي منتصف ديسمرب 2013 نالت وزارة<br />

الدفاع األمريكية نصيبها من استقطاعات املوازنة.‏ وخمنوا من كان الضحية؟<br />

نعم صحيح،‏ إنهم العسكريون املتقاعدون.‏ ألن الحياة ليست قاسية بما فيه<br />

الكفاية لهم،‏ فهيا بنا نستقطع املزيد من مخصصاتهم املالية.‏ ففي النهاية<br />

هناك 22 محاربا فقط ينتحرون يف أمريكا كل يوم.‏ ]2[<br />

كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أخ مجاهد يف مكان ما هنا يف جزيرة<br />

العرب،‏ وكان نقاشنا يدور حول الجيش األمريكي،‏ ولكن ليس فيما يتعلق<br />

بطائراتهم املسرية ذات األزيز أو استقطاعات امليزانية،‏ وإنما يف عمق عقول<br />

الجنود األمريكيني.‏ وبعد نقاش طويل لخص ما جرى قائال:‏ ‏»إنهم يبكون<br />

كاألطفال عندما يطلق املجاهدون النار عليهم.‏ ويخلفون وراءهم يف ساحات<br />

القتال أطرافهم وصحتهم العقلية،‏ فيما يبقى آخرون وال يعودون إىل الديار<br />

أبدا.‏ أما الذين يعودون فهم يرجعون إىل الجحيم عىل األرض«،‏ وتنهد ثم<br />

أضاف ‏»هذا الجحيم سببه نذالة حكومتهم،‏ والتي استبعدت الكثري من<br />

الجنود املصابني من أرباح قانون ‏»فاتورة جي آي«‏ بعد الحادي عرش من<br />

سبتمرب،‏ كما استبعدتهم كذلك من تأمينات البطالة وأي نوع آخر من األرباح.‏<br />

هذا ليس كل يشء،‏ فالبنتاجون يتخلص منهم كذلك عرب توجيه اتهامات لهم<br />

بإساءة السلوك،‏ وغري ذلك من الخدع القانونية الدنيئة.‏ يقول محامو الجنود<br />

أن الجيش األمريكي سوف يرسح من الخدمة العسكرية ما يزيد عن‎80.000‎<br />

شخص،‏ وأن ما نسبته 40% من املرسحني سيتم استبعادهم عرب الفصل<br />

اإلداري.‏ يا لها من وظيفة عظيمة أن يقاتل املرء يف الجيش األمريكي!«‏ ويا له<br />

من اقتصاد عظيم ذلك الذي ال يمكنه ضمان حياة كريمة ‏»ألبطاله املحاربني«.‏<br />

وليس التدهور االقتصادي وحسب؛ بل هنالك البذخ والعبث الذي تمارسه<br />

الحكومة األمريكية والطبقة الحاكمة فإنه خالل عام 2010 تم إنفاق نحو<br />

أربعة ماليني وخمسة آالف وتسعمائة دوالر من أموال دافعي الرضائب عىل<br />

مرصوفات ‏»شخصية«‏ و ‏»مكتبية«‏ لكل سيناتور عىل حده.‏ كما أنك تحتاج<br />

املال كذلك لتشكر هؤالء الذين جروا البالد إىل حرب استنزاف.‏ ففي العام<br />

املايض 2013 تم تقديم 7 3. مليون دوالر كهدية لكل من الرئيسني السابقني<br />

جورج دابليو بوش وبيل كلينتون لدعم نمط حياتهما الباذخ.‏<br />

وكل أمريكي تابع ‏»كتاب املهدرات«‏ الحكومية الذي أصدره السيناتور توم<br />

كوبرين يف ديسمرب 2013، والذي يوضح من خالله أن الحكومة أهدرت 30<br />

مليار دوالر يف نفقات هامشية من بينها اآلتي:‏ 500 مليون دوالر كضمانات<br />

قروض منزلية،‏ و‎300‎ مليون دوالر يف عمليات مراقبة باملنطاد تم إلغاؤها<br />

الحقا،‏ و‎4‎ مليون دوالر تم إهدارها عىل فواتري إفالس بقيمة 100 دوالر لكل<br />

فاتورة،‏ و‎125‎ ألف دوالر عىل بحث حول بناء جهاز ثالثي األبعاد الستنساخ<br />

البيتزا والذي قد يستخدم يوما ما لصنع فطائر طازجة لرواد الفضاء،‏<br />

ومليون دوالر تم استثمارها يف محطة حافالت فريجينيا!]‏‎3‎‏[.‏<br />

لقد نجحت خطة رضب مركز التجارة العاملية وبلغت غايتها عندما جعلت<br />

اإلدارة األمريكية تدفع أمواال يف كل مكان.‏ تجىل ذلك يف اإلنفاق عىل حروب<br />

عبثية ال تجلب إال الكساد االقتصادي،‏ واإلنفاق املتزايد عىل األمن الداخيل.‏<br />

لقد فاق املال املنفق يف حربي أفغانستان والعراق مجموع ما تم إنفاقه خالل<br />

الحربني العامليتني األوىل والثانية.‏ كما أن مساعدات مكافحة اإلرهاب التي يتم<br />

رصفها ملختلف الدول تذهب يف اإلنفاق عىل مصالح القادة الفاسدين لتلك<br />

الدول من أموال دافعي الرضائب األمريكيني،‏ وذلك يف الوقت الذي يعيش فيه<br />

50 مليونا من دافعي الرضائب عىل املساعدات الحكومية الغذائية.‏<br />

قال أوباما أن الواليات املتحدة األمريكية سوف تربز بشكل أقوى من ذي<br />

قبل،‏ ونيس املقولة القديمة ‏»السلطة يف املال«.‏ القوة تحتاج ماال وتتطلب<br />

اقتصادا قويا.‏ إن الكلمة اإلنجليزية ‏»إيكونومي«‏ ‏)اقتصاد(‏ ترجع يف أصلها<br />

لكلمة يونانية تعني ‏»الشخص الذي يدير شئون أهل البيت«.‏ االقتصاد القوي<br />

يعني إدارة مالئمة ودولة قوية والعكس بالعكس.‏ بدون مال ال يمكن للدولة<br />

أن تعمل.‏ املال كذلك يمثل الجزء الالصق الذي يمسك أجزاء الدولة ببعضها<br />

البعض،‏ ويف ظل اقتصاد ضعيف فإن الروابط تصبح ضعيفة أيضا،‏ ونتيجة<br />

ذلك:‏ فإن كل يشء فيها يتفكك.‏<br />

وعندما تتفكك إمرباطورية كأمريكا فهي بحاجة إىل معجزة اقتصادية لتعيد<br />

بناء مجدها،‏ وبدون هكذا معجزة؛ تكون أمريكا قد فقدت املقوم الثالث<br />

للسيطرة عىل العالم وهو:‏ القوة االقتصادية.‏<br />

| 54 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 55


بني نارين<br />

يف فرباير عام 98 جرى اإلعالن عن إنشاء ‏»الجبهة العاملية للجهاد ضد اليهود<br />

والصليبيني«،‏ وأعلن الشيخ أسامة بن الدن الحرب عىل أمريكا ألنها تدعم<br />

إرسائيل املحتلة لفلسطني وألنها تحتل جزيرة العرب بقواعدها العسكرية،‏<br />

عندما سمع األمريكيون تلك الكلمات أول مرة لم يرصخوا من الرعب.‏<br />

يف الواقع قليلون جدا هم الذين اهتموا بقراءة ذلك الجزء من الصحيفة،‏ حتى<br />

من يعانون رهاب التهديد ‏-إن كان يوجد مثل هذا النوع من الرهاب-‏ لم<br />

يشعروا بالتهديد.‏<br />

كما قلنا،‏ قليلون جدا هم الذين آمنوا بحدوث التغيري.‏ لقد كان من املستحيل<br />

بالنسبة ألمريكا التي تعيش يف سالم أن تكون غري آمنة.‏ لقد جرى تجاهل<br />

هذا التهديد القادم من وراء األطليس من رجال يعيشون يف كهوف ومغارات.‏<br />

انهار مركز التجارة العاملي يف الحادي عرش من سبتمرب ورصخ الناس.‏ مضت<br />

اثنتا عرشة سنة ولم يتوقفوا عن الرصاخ،‏ إنهم مرتعبون ال يمكن إسكاتهم،‏<br />

مثلهم كمثل الديك إذا طلعت عليه الشمس وبدأ يف الصياح فال يمكنك إسكاته.‏<br />

عندما ترتفع راية الجهاد فإنها ال تنخفض أبدا.‏<br />

إن الشيخ أسامة بن الدن رحمه الله أرسل ال 19 ورفع راية الجهاد،‏<br />

وهذه الراية لم يحملها الشيخ وحده،‏ بل شاركته األمة املسلمة يف حملها.‏<br />

لذا فعندما انتقل الشيخ أسامة للحياة األخرى،‏ فال تظنوا أن الراية سقطت،‏<br />

فهناك الكثريون من حاميل هذه الراية:‏ من أصحاب البرشة السوداء والسمراء<br />

والبيضاء،‏ ال تميزهم لغة مشرتكة أو زي أو عرق محدد،‏ كما ال تفصلهم<br />

حدود.‏ وكما قال أحد الصحفيني ]4[ بأنه لم يعد هناك داع إلرسال 19 رجال<br />

لرضب أمريكا،‏ فشاب عمره 19 عاما قادر عىل فعل ذلك.‏<br />

نعم يمكن فعل ذلك بالجهاد الفردي.‏ إذ من خالله يستطيع شاب عمره 19<br />

عاما أو حتى أصغر من ذلك أن يجعل أمريكا تجثو عىل ركبتيها وتراجع<br />

سياساتها الخارجية وتغري سياساتها املدنية أيضا.‏<br />

خالل االثنتي عرشة سنة املنرصمة رأينا مجاهدين منفردين عظماء.‏ نضال<br />

حسن يهاجم مركز التعبئة العسكري يف فورت هود – تكساس يف 5 نوفمرب<br />

2009 ويقتل 19 عسكريا.‏ وهناك املزيد من الرجال قادحي الزناد داخل<br />

أرض العدو.‏ إذا كانت معسكرات البحرية ومراكز الجيش ليست آمنة،‏ فأي<br />

األمريكيني سيكون بمأمن إذن؟ تشارلز بيشوب ذو 15 عاما،‏ الشاب املسلم<br />

الذي حطم طائرة كان يقودها بعد أن اصطدم بها بربج بنك أمريكا وترك<br />

رسالة يشري فيها إىل تأييده للشيخ أسامة بن الدن ]5[. هناك أيضا كل<br />

من عبد الحكيم مجاهد محمد وجعفر الطيار وحسن أكرب وفيصل شاهزاد<br />

وكولني ال روز،‏ واألخوين تسارناييف والكثري والكثري غريهم.‏<br />

هذه األنواع من الهجمات الفردية لها تأثريات مدمرة عىل العدو،‏ وال داعي<br />

لذكر تلك التأثريات هنا،‏ فجميع األعداد السابقة من املجلة تركز عىل الجهاد<br />

الفردي.‏ ‏)للتعرف عىل الخسائر االقتصادية يمكن مراجعة مقال حصاد<br />

أمريكا املر(]‏‎6‎‏[.‏ يصعب غالبا الحديث عن الجهاد الفردي يف هذا الزمان<br />

دون ذكر الشيخ أنور العولقي.‏ فهذا اإلمام بتحريضه عىل الجهاد جعل نظام<br />

واشنطن يصيح جبنا ويرتجف من أعماقه.‏ ولقد أحيت شهادته كلماته -<br />

تقبله الله يف الشهداء.‏<br />

حتى بدون الجهاد الفردي،‏ فالحياة يف أمريكا أصبحت ال تطاق جراء حوادث<br />

إطالق النار املتكررة.‏ لقد انتهت األيام الهانئة.‏ تلك األيام التي كانت تحتضن<br />

فيها األم ابنتها قائلة لها:‏ ‏»يا حبيبيتي،‏ عودي ساملة من املدرسة«.‏ اآلن تقول<br />

لها:‏ ‏»يا حبيبتي انتبهي لسالمتك يف املدرسة،‏ وإذا سمعت أي صوت اهربي<br />

واهربي ثم اهربي،‏ ال تنيس حادث إطالق النار يف ساندي هوك«‏ هذه املرأة<br />

ذاتها تخىش كذلك عىل سالمة زوجها يف العمل،‏ من يمكنه لوم هذه املرأة عىل<br />

قلقها؟ من يمكنه لوم أي أمريكي عىل قلقه أو حساسيته املتمثلة يف اتخاذ<br />

تدابري احتياطية؟ حتى قوات األمن والضباط قلقون،‏ وحق لهم ذلك.‏ فمقتل<br />

وإصابة العديد يف حادث إطالق نار داخل مقر البحرية يف واشنطن لم يزل<br />

عالقا يف األذهان.‏<br />

يف أواخر الثمانينات،‏ كان باتريك ه.‏ شرييل الذي قتل 14 من زمالئه يعد<br />

حالة فريدة من نوعها يف أمريكا،‏ حتى أنه بعد ذلك حصل عىل لقب ‏»بات<br />

املجنون«.‏ اآلن توجد أعداد هائلة من أمثال ‏»بات«‏ يف أمريكا،‏ ولكن ال أحد<br />

يسميهم ‏»مجانني«‏ ألن الجميع يعلم أن الجنون وحده ال يمكنه تجنيد كل<br />

هؤالء الرجال من قادحي الزناد.‏<br />

هل تعلمون أنه منذ حادث إطالق النار الذي وقع بإحدى مدارس مدينة ‏»نيو<br />

تاون«‏ منتصف ديسمرب 2012، فإن عدد األمريكيني القتىل يف حوادث إطالق<br />

نار قد بلغ 610 11. أشخاص]‏‎7‎‏[.‏ كان االعتقاد السائد بأن هوملز مهرج<br />

كان يتعني عليه قتل باتمان،‏ يف حني أن هناك آخرين قتلوا أطفاال أبرياء،‏ لكن<br />

الجنون وحده ليس سببا يف حوادث القتل العشوائي بإطالق النريان.‏ هنالك<br />

الكثري من املصحات العقلية،‏ والواليات املتحدة ليست البلد الوحيد الذي لديه<br />

أناس مجانني.‏ املشكلة ليست متعلقة بأمراض عصبية،‏ وإنما بالسياسة<br />

الداخلية والخارجية.‏<br />

لم يعد هناك سفر بأريحية،‏ وهناك الكثري من الرقابة،‏ املواطنون مثقلون<br />

بالديون،‏ حتى النظام الصحي فاشل.‏ كيف تتوقعون من أناس اعتادوا<br />

العيش يف رغد أن يتحملوا هكذا حياة؟ بالتأكيد سيكون هناك إطالق نار<br />

عشوائي.‏ إنك إذا أطلقت الدجاج من داخل الحظرية لتأكل خارجها،‏ فإنه<br />

حتمااً‏ سيعود إىل ذات الحظرية،‏ فهي منك وإليك،‏ واإلجرام يف أمريكا منها<br />

وإليها.‏<br />

إذن فأمريكا التي تحطمت صورتها الرمزية يف أذهان العالم،‏ وأمريكا التي<br />

خرست الحرب العسكرية،‏ وأمريكا التي تورطت يف أزمة اقتصادية خانقة لم<br />

تقف عند ذلك الحد بل لقد فقدت ‏-باإلضافة إىل كل ذلك - األمن الداخيل فهي<br />

تعيش بني نارين؛ الجهاد الفردي و جرائم القتل التي تتصاعد يومااً‏ بعد يوم.‏<br />

ومن ال يتملك الصورة والسمعة الجيدتني،‏ والقوة العسكرية الضاربة املرهبة،‏<br />

واملال الوفري،‏ وال يستطيع كذلك حماية نفسه من األخطار األمنية املحدقة فهو<br />

متحطم تماما.‏ . هذه حكاية عن التغيري.‏ . . ولكن هل سوف يصغي العالم؟<br />

1- موديز لخدمات املستثمرين.‏ ستيفني مور،‏ ودوج روس.‏<br />

2- تقرير شئون املقاتلني.‏<br />

3- فيسكال تايمز.‏<br />

4- ‏»ذئاب املدينة«‏ للكاتب عبد اإلله حيدر شائع.‏<br />

www. facebook. com/abdulela & www. twitter. com/abdulela<br />

5- ‏»يس إن إن«‏ 2002-1-7: ‏»الرشطة:‏ طيار تامبا أعلن والءه لبن الدن«.‏<br />

6- ‏»إنسباير«‏ العدد – 11 ‏»حصاد أمريكا املر«‏ ملهند طالب الجنة.‏<br />

-7 موقع سليت com. slate.<br />

عدسة إنسباير:‏ قبل مشاركته يف الهجوم عىل وزارة الدفاع اليمنية<br />

‏(عىل اليمني:‏ أبو العز املطريي ‏-تقبله الله يف الشهداء)‏<br />

| 56 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 57


يها السائحون عودوا إلى ديار<br />

نهاية<br />

رحلةاألدغال<br />

ئحون عودوا إلى دياركم<br />

املكتب اإلعالمي<br />

لحركة الشباب املجاهدين:‏<br />

الكينيون لن<br />

يقدروا خطورة<br />

املوقف دون رؤية<br />

املوت واإلحساس<br />

به ومعايشته<br />

بكافة تفاصيله<br />

البشعة.‏<br />

املكتب اإلعالمي<br />

لحركة الشباب<br />

املجاهدين:‏<br />

الرسالة التي<br />

نرسلها للحكومة<br />

والشعب الكينيني<br />

لطاملا كانت<br />

وستبقى رسالة<br />

واحدة:‏ أخرجوا<br />

جميع قواتكم من<br />

بلدنا.‏<br />

ملاذا تم استهداف مركز ويست جيت التجاري؟<br />

‏»إنه مكان حيث يأتي السائحون من جميع العالم ليتسوقوا،‏ وحيث يستمتع<br />

الدبلوماسيون.‏ . . وحيث يذهب صانعوا القرار الكينيون لالسرتخاء وإبهاج<br />

أنفسهم.‏ . . إنه مكان يوجد به متاجر يهودية وأمريكية«.‏<br />

الشيخ أبو مصعب<br />

املتحدث العسكري باسم حركة الشباب املجاهدين<br />

‏»واعلموا ‏-يا أبناء الشعب الكيني-‏ أنكم ال تستطيعون الصمود أمام هذه املعركة الطويلة األمد التي تخوضونها<br />

يف الصومال،‏ كما أنكم ال تستطيعون أن تتحملوا رضبات استنزافية تستهدف دياركم،‏ لذلك عليكم أن تتخذوا<br />

القرار السليم وتخرجوا جنودكم من الواليات اإلسالمية،‏ وإال فاستعدوا ملزيد من الدماء ستسيل يف بالدكم<br />

ومزيد من االنهيار االقتصادي والنزوح والترشد«.‏<br />

الشيخ مختار أبو الزبري<br />

أمري حركة الشباب املجاهدين<br />

| 58 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 59


7 7<br />

أوغندا<br />

كينيا<br />

بوروندي<br />

سيريا ليون<br />

إثيوبيا<br />

جيبوتي<br />

بدأت المتاعب<br />

لم تكن ويست جيت معركة،‏ لقد كانت<br />

رسالة.‏ املعركة الحقيقية يف الطريق.‏<br />

الشيخ عيل ديري<br />

املتحدث باسم حركة الشباب املجاهدين.‏<br />

السالم<br />

ليست هناك<br />

متاعب<br />

لحفظ السالم وقوات أميصوم<br />

لكي تفهم الحارض عليك أن تفهم املايض.‏<br />

لتمنع املزيد من ردود األفعال من األفضل لك أن تحدث تغيريا<br />

بشكل رسيع.‏<br />

يف عام 2007 بدأ هذا الفصل الدموي،‏<br />

أثناء غزو العراق وأفغانستان.‏<br />

غزت إثيوبيا أرض الصومال،‏<br />

لكي تمنع إقامة رشع الله.‏<br />

ولتمارس السلب والنهب واالغتصاب والقتل،‏<br />

لذا نهض املسلمون ببأس وإرادة.‏<br />

***<br />

كانت قوات أميصوم يف ذلك الوقت يف طور اإلعداد،‏<br />

الرشعية والواجهة املقبولة كان أهم يشء يراد.‏<br />

املتيقظ والفطن ال ينخدع بالقليل،‏<br />

وبمرور الوقت تمكن األصم واألبكم من فهم ما يجري.‏<br />

بأن كل الكفار جاؤوا لنفس الهدف،‏<br />

وفهموا تماما حقيقة دور قوات أميصوم.‏<br />

أوغندا يف املقدمة وبوروندي يف املرتبة الثانية،‏<br />

بأصابع متململة عىل الزناد ومدججني باألسلحة.‏<br />

* * *<br />

علموا الناس معنى السالم،‏<br />

بتعليمهم التعرف عىل أشالء األجساد.‏<br />

علموا أصحاب األعمال كيف يغلقون محالهم،‏<br />

بقصفهم باكارو وسوق باعاد.‏<br />

أظهروا كيف يهتمون باملريض والضعيف،‏<br />

بقصفهم املشايف مثل كيسيني.‏<br />

أظهروا كيف يديرون النقل والطرقات،‏<br />

بإطالق النار عشوائيا عىل املزدحم من الحافالت.‏<br />

علموا الناس االلتجاء إىل ربهم والصالة،‏<br />

بصالتهم الجنازة يف اليوم الواحد مرات ومرات.‏<br />

***<br />

علموا الناس كيف يعرتفون بأفعالهم،‏<br />

بإنكارهم جرائمهم الواضحة بكل غطرسة.‏<br />

علموا الناس كيف يذبحون ويجهزون اللحم،‏<br />

بقصفهم املذبح بشكل منتظم.‏<br />

علموا الناس إصالح املنازل والحفاظ عليها،‏<br />

بتحويل مناطق بأكملها إىل سكن لألشباح.‏<br />

علموا الناس أهمية نوم الليل املفيد،‏<br />

بانهمار قذائف الهاون عليهم كل ساعة.‏<br />

علموا الناس أن العدالة عمياء،‏<br />

بدفن األطفال مرة بعد مرة.‏<br />

علموا الناس معنى السالم،‏<br />

بتعليمهم التعرف عىل أشالء األجساد.‏<br />

9 | 21<br />

| 60 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 61<br />

أبو أنور املهاجر<br />

أخ مجاهد يف حركة الشباب<br />

أوباما:‏<br />

‏»سوف نقدم لهم كل ما هو الزم من<br />

قوات إنفاذ القانون.‏ . . إن الواليات<br />

املتحدة سوف تواصل العمل مع القارة<br />

األفريقية بأرسها وحول العامل للتأكد<br />

من أننا نفكك هذه الشبكات«.‏<br />

س:‏ ومن الذي سوف يقدم لبالدك ذات<br />

الديون املرتاكمة ما يلزمها للقيام بذلك؟<br />

في هذا التاريخ:‏<br />

شهد الكينيون عقابا عادال للجرائم التي<br />

ارتكبها جيشهم في الصومال،‏ مع أنه<br />

أمر صغير للغاية في حقيقته حيث أغار<br />

عدة مجاهدين من حركة الشباب على<br />

مركز ويست جيت التجاري وسيطروا<br />

عليه.‏ وهو مركز ذو ملكية أمريكية-‏<br />

يهودية-‏ ويقع في العاصمة الكينية<br />

نيروبي.‏<br />

لقي أكثر من 137 شخصا مصرعهم<br />

بينهم أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون<br />

وكنديون وأستراليون فيما أصيب<br />

مئات آخرون.‏ شنت القوات األمريكية<br />

واإلسرائيلية والبريطانية واالستخبارية<br />

عدة هجمات في محاولة لفك الحصار<br />

عن المركز دون جدوى،‏ وبعد 80 ساعة<br />

تمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل<br />

لكن لم يكن ثمة أحد داخل المجمع<br />

التجاري.‏ الحقا تم اكتشاف نفق مجاري<br />

في المركز التجاري.‏<br />

سخيف


جهاد مفتوح المصدر<br />

جاهد | يجاهد | جاهد | جهادا<br />

معناه في االستخدام اللغوي الرسمي:‏ كتيب إرشادات<br />

مرجعية لهؤالء الذين عافوا ظلم الطغاة،‏ ويتضمن طرق<br />

تصنيع املتفجرات،‏ واإلجراءات األمنية،‏ وفنون حرب<br />

العصابات،‏ والتدريب على األسلحة،‏ وغير ذلك مما يتعلق<br />

بأنشطة اجلهاد.‏<br />

‏•استخدام دارج:‏ كارثة لألمم القمعية االستعمارية.‏<br />

مثال:‏ جهاد مفتوح املصدر هو كابوس أمريكا األعظم.‏<br />

‏•يتيح للمسلمني التدريب في املنزل بدال من التعرض<br />

جملازفة السفر للخارج في رحلة محفوفة باخملاطر.‏<br />

مثال:‏ أرح نفسك من عناء البحث،‏ ف ‏»جهاد مفتوح<br />

املصدر«‏ أصبح اآلن في متناول يديك.‏<br />

| 62 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 63


املكونات املطلوبة<br />

‏•عدد 6 أسطوانات غاز<br />

طبخ أو أكثر.‏<br />

‏•عدد 1 أسطوانة غاز أكسجين<br />

معبأة بالكامل.‏<br />

‏•مقياس الضغط الجوي<br />

‏)باروميتر(‏ من نوع يناسب<br />

أسطوانة غاز الطبخ.‏<br />

‏•صامولة توصيل وخرطوم.‏<br />

‏•عدد 6 لمبات زينة.‏<br />

‏•أعواد ثقاب.‏<br />

‏•لحام إيبوكسي ‏)لحام بارد(.‏<br />

‏•مناديل ورقية.‏<br />

‏•بطارية 12 فولت أو أكثر.‏<br />

‏•سلك كهربائي.‏<br />

الصق إيبوكيس<br />

مصباح زينة<br />

مقياس ضغط ( باروميرت )<br />

صامولة توصيل<br />

إن هدف مجلة إنسباير هو تقوية الشباب املسلم،‏ ولكن كيف عساها تكون هذه التقوية دون<br />

أن يكون املرء ذاته قويا وفتاكا وذكيا.‏ نعطيك يف هذا القسم القوة والفتك والذكاء.‏ صدقني إن<br />

استخدام السيارات املتفجرة سيمنحك كل هذا إن شاء الله.‏<br />

الطريقة بسيطة للغاية وسوف نبسطها لك أكثر ‏-بإذن الله-‏ يف هذا املقال حتى يتمكن كل<br />

مسلم ‏-يحب الله ورسوله ويريد أن يعجل يف نرص اإلسالم - من إعدادها حتى لو كان هذا أول<br />

مقال يف الجانب العسكري العميل تراه عيناه وتقرأه شفتاه.‏<br />

هذه الطريقة تمكنك من إعداد السيارات املتفجرة يف أي مكان يف العالم،‏ حتى يف أعتى الدول<br />

تشديدا ورقابة أمنية،‏ والسبب أن املواد األولية املستخدمة يف اإلعداد متوفرة وال تلفت االنتباه<br />

ألنها مواد غري متفجرة بشكلها الخام،‏ ولكن عندما تعدها وتجهزها تصبح قنبلة مدمرة بقوة<br />

الله.‏<br />

إن هذا النوع من السيارات املتفجرة ال يستخدم عادة يف تفجري املباني،‏ لكنه فعال جدا يف قتل<br />

األفراد.‏<br />

امليزة يف هذه الطريقة أنه يمكنك تجهيز السيارة املتفجرة يف ساعات إذا كانت مواد العمل<br />

الخام متوفرة عندك،‏ األمر الذي يعطيك مرونة كبرية يف تجاوز العقبات األمنية.‏<br />

أخي املسلم؛ أريدك أن تتذكر قبل أن تقرأ التفاصيل أن مثل هذه العمليات إذا ما تم إعدادها<br />

بشكل صحيح،‏ وجرى اختيار املكان املناسب لها،‏ ثم كتب الله تعاىل لها النجاح،‏ فإن التاريخ<br />

لن ينساها وسيتم تسجيلها بني العمليات املنكية يف أعداء اإلسالم.‏<br />

الفكرة العامة<br />

مدرسة جهاد مفتوح املصدر للقنابل<br />

السيارات المتفجرة داخل أمريكا<br />

مع/‏ طباخ القاعدة<br />

سنقوم بخلط غازين أحدهما مؤكسد )oxidizer( واألخر وقود )fuel( يف وعاء واحد مغلق؛<br />

األمر الذي سيحول االحرتاق الناتج عن املادتني من االحرتاق غري املتفجر إىل االحرتاق املتفجر.‏<br />

وسيبدأ االنفجار عندما ينفث املشعل كمية من اللهب تالمس الغاز فيحرتق برسعة كبرية<br />

وضغط مرتفع.‏<br />

أسطوانة غاز أكسجني<br />

أسطوانة غاز الطبخ<br />

فكرة العمل<br />

‏•ستكون املادة املؤكسدة التي نستخدمها هنا هي األكسجني النقي،‏ واملادة الوقود ستكون غاز<br />

الطبخ ‏)بروبان(،‏ وسنجعل الوعاء املحكم الذي سنخلط فيه الغازين هو أسطوانة غاز الطبخ.‏<br />

‏•نأتي بأسطوانة غاز الطبخ ونفرغ كمية من الغاز منها.‏<br />

‏•نأتي بأسطوانة أكسجني ذات ضغط عال ونوصلها بأسطوانة غاز الطبخ.‏<br />

‏•عندما نفتح صمامات الغلق يف األسطوانتني سينتقل الغاز من أسطوانة األكسجني اىل أسطوانة<br />

غاز الطبخ مبارشة والسبب يف ذلك هو ‏“فرق الضغط”‏ بني األسطوانتني.‏<br />

‏•ضغط األكسجني داخل أسطوانته عال جدا مقارنة بضغط غاز الربوبان يف أسطوانته،‏ ونحن نعلم<br />

أن الغاز ينتقل من الضغط العايل إىل الضغط املنخفض.‏<br />

فرق الضغط:‏<br />

نالحظ أن الضغط يف البالون األصفر يساوي صفر،‏ بينما الضغط يف البالون األحمر يساوي واحد.‏<br />

ونالحظ كذلك أن الصمام يف هذه الحالة مغلق.‏ .<br />

• عندما نفتح الصمام نالحظ أن الغاز ينتقل من الضغط العايل ‏)البالون األحمر(‏ إىل الضغط<br />

املنخفض ‏)البالون األصفر(‏ ويصبح الضغط يف هذه الحالة متعادل.‏<br />

تسمى مقاييس الضغط ‏)باروميرت(.‏<br />

هناك مقاييس مختلفة للضغط.‏ فمنها ما يقيس إىل‎11‎ بارا،‏ ومنها ما يقيس إىل 280 بارا،‏ ومنها<br />

ما بني ذلك.‏ فمثال املقياس املستخدم لقياس ضغط إطارات السيارات غالبا ما يكون إىل 11 أو 12<br />

أو 16 بارا.‏<br />

أما مقاييس ضغط األسطوانات فتختلف حسب نوع األسطوانة.‏ فأسطوانات األكسجني الكبرية<br />

تستخدم مقياس 240 أو‎280‎ بارا،‏ وأسطوانات الغاز املتوسطة تستخدم مقاييس 34 أو 36 بارا.‏<br />

وهناك أنواع كثرية ومختلفة ملقاييس الضغط.‏<br />

املقاييس أيضا مختلفة يف الوحدة املستخدمة يف القياس فنجد بعضها بالبار)‏Bar‏(‏ أو الضغط<br />

الجوي )atmosphere( أو رطل لكل بوصة مربعة)‏Psi‏(‏ أو باسكال أو كيلو باسكال او ملليمرت<br />

زئبقي)‏ .)mmHg<br />

واآلن سنعرض عليك بعض مقاييس الضغط:‏<br />

1- مقياس الضغط هذا يسمى أحيانا ‏»منظم«،‏ ونحن<br />

سنستخدمه يف تجربتنا هذه.‏<br />

الساعة اليمنى ستقيس ضغط الغاز يف أسطوانة األكسجني.‏<br />

وتصل القيمة إىل‎280.000‎ كيلو باسكال )kPa( أي ما<br />

يعادل 280 بارا .)Bar(<br />

الساعة اليرسى ستقيس ضغط الغاز يف أسطوانة الطبخ.‏<br />

وتصل القيمة إىل 1400 كيلو باسكال)‏kPa‏(‏ أي ما يعادل<br />

14 بارا .)Bar(<br />

مغلق<br />

مقياس الضغط ‏)باروميرت(‏<br />

مفتوح<br />

منظم<br />

وحدات الضغط<br />

‏•الضغط الجوي الذين نعيش نحن فيه<br />

يساوي واحد.‏<br />

‏•الضغط الجوي يساوي البار )Bar(<br />

تقريبا.‏ أي أن )1 ضغط جوي = 1 بار<br />

تقريبا.‏ )<br />

‏•سنستخدم وحدة البار بيننا في قياس<br />

ضغط أسطوانات الغاز.‏<br />

‏•عندما يواجهك مقياس بوحدة أخرى<br />

‏-مثال:‏ باسكال أو كيلو باسكال أوPsi‏،‏<br />

حول القيمة إلى البار.‏<br />

‏•طريقة التحويل سهلة تجدها في اآللة<br />

الحاسبة المدمجة في نظام التشغيل في<br />

حاسوبك.‏<br />

‏•أسطوانة غاز الطبخ المليئة بالغاز<br />

تتحمل ضغطا حتى 12 بارا.‏<br />

‏•أسطوانة األكسجين المليئة بالغاز<br />

تتحمل ضغطا حتى 135 بارا.‏<br />

‏•إذا وجدت هذه الوحدة ‏)كجم/سم‎2‎‏(‏<br />

فمعناها هو الضغط الجوي.‏<br />

| 64 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 65


مقياس إطار سيارة<br />

منظم 2<br />

فائدة<br />

‏•يمكنك استخدام األكسجين<br />

الموجود في األسطوانات الطبية أو<br />

الصناعية التي تستخدم في اللحام.‏<br />

‏•يمكنك استخدام أنواع وقود أخرى<br />

مثل غاز ‏)الهيدروجين أو الميثان<br />

أو األستلين(.‏<br />

‏•أنواع الوقود هذه تعطي نتائج<br />

أفضل من غاز البروبان إذا كانت<br />

ظروفك األمنية تسمح بشرائها.‏<br />

2- مقياس ضغط إطارات السيارات فيه حتى 11 ضغط<br />

جوي لذا فيمكن استخدامه يف عملنا كما سنبني.‏<br />

3- الساعة اليمنى تصل القيمة فيها إىل 25 ضغط جوي،‏<br />

أي ما يساوي تقريبا 25 بارا .)Bar(<br />

الساعة اليسرى تصل القيمة فيها إلى 5 2. ضغط جوي،‏<br />

أي ما يساوي تقريبا 5 2. بار.‏<br />

2- نقوم بتوصيل أسطوانة األكسجني بأسطوانة الطبخ.‏<br />

مالحظة/‏ لكي تتمكن من تمرير غاز األكسجني داخل أسطوانة<br />

غاز الطبخ البد من استخدام هذه الوصلة املبينة يف الصورة.‏<br />

صامولة توصيل<br />

إذا لم تتوفر الوصلة أو كان يف رشائها لفت لالنتباه فيمكن استخدام منظم الغاز املعروف ولكن بعد<br />

أن نفتح فيه فتحة من الداخل باملثقب ‏)يشتهر يف بعض البلدان باسم دريل أو شنيور(‏ بحيث تسمح<br />

بدخول غاز األكسجني إىل داخل أسطوانة غاز الطبخ.‏<br />

إجراءات أمنية<br />

‏•إذا أردت إخفاء أثرك يف العملية؛ فاعلم<br />

أن اتخاذ اإلجراءات األمنية يبدأ من<br />

رشائك للمواد الخام يف التجهيز.‏<br />

‏•ال ترتك بصماتك.‏<br />

‏•استخدم سيارة ال تحدد هويتك.‏<br />

‏•انتبه كثريا لكامريات املراقبة وحاول أن<br />

تخدعها.‏<br />

الصور:‏ 1-2 و‎2-2‎‏:‏<br />

-4 أيضا مقياس ضغط إطارات السيارات قد تصل القيمة<br />

فيه إىل 16 بارا.‏<br />

املوضع الذي ينبغي ثقبه<br />

موضع الثقب من منظور داخيل 1-2<br />

موضع الثقب من منظور خارجي 2-2<br />

مقياس إطار السيارة 2<br />

3- نقوم بإفراغ 9 بارات من األكسجني داخل<br />

أسطوانة الطبخ فيصبح املجموع 12 بارا.‏ ‏)صورة<br />

)3-2<br />

فائدة<br />

هل تعلم؟<br />

أنه يمكنك أن تجعل التعبئة لخليط<br />

الغازين داخل أسطوانة أكسجين لحام<br />

واحدة؟ وذلك ألن أسطوانة أكسجين<br />

اللحام يمكنها احتواء كمية غاز ال تقل<br />

عن 12 أسطوانة من أسطوانات الطبخ<br />

ذات سعة 25 لترا،‏ ولكن ال تنس فكرة<br />

فرق الضغط في البالونات.‏<br />

مقياس إطار السيارات 1-1<br />

تجهيز السيارة املتفجرة<br />

1- خلط الغازات:‏<br />

‏•نفرغ الغاز من أسطوانة الطبخ حتى يبقى فيها ضغط بمقدار 3 بارات فقط.‏<br />

‏•تنبيه/‏ لكي تتأكد من أن الكمية هي ذاتها المطلوبة فال بد مع كل فترة من إفراغ الغاز،‏ والبد<br />

أن يكون التفريغ في مكان مفتوح.‏ استخدم مقياس ضغط مناسب لقياس ضغط أسطوانة<br />

غاز الطبخ.‏<br />

‏•مالحظة/‏ إذا لم تجد المقياس المناسب ألسطوانة غاز الطبخ فهناك طريقة سهلة لقياس<br />

ضغط الغاز في أسطوانة الطبخ باستخدام مقياس إطار السيارات،‏ وهي كالتالي ‏)صورة<br />

:)1-1<br />

‏•نأتي بمنظم الغاز العادي ونقص صامولة الربط الخاصة به عند العالمة الصفراء.‏ ‏)صورة<br />

)2-1<br />

‏•نقطع محبس إطار سيارة بحيث يناسب الجزء السفلي منه صامولة الربط في المنظم بعد<br />

قصها.‏ )3-1(<br />

‏•ندخل المحبس في الصامولة بشكل محكم.‏<br />

‏•نستخدم غراء اإليبوكسي في تثبيت المحبس من الخارج ولمنع تسرب الغاز إلى الخارج.‏ كما<br />

نضع قليال من الغراء في الداخل أيضا ولكن دون أن نغلق فتحة المحبس.‏<br />

‏•اآلن الصامولة جاهزة لالستخدام مع مقياس إطارات السيارات وأسطوانة غاز الطبخ.‏<br />

‏)صورة 4-1(<br />

احذر أثناء وبعد عملية تعبئة الغاز من اقرتاب<br />

أي مصدر حراري من محيط املكان.‏<br />

تعبأة األكسجني 3-2<br />

4- إعداد املشعل:‏<br />

‏•املشعل هو األداة التي تنفث اللهب داخل الغاز املخلوط يف أسطوانة غاز الطبخ لتفجري القنبلة.‏<br />

‏•نكرس رأس ملبة الزينة بالتسخني،‏ مع التأكد من الحفاظ عىل سالمة السلك الحلزوني ‏»تنجستن«‏ وعدم<br />

إتالفه.‏<br />

‏•نمأل رأس لمبة الزينة بمسحوق الكبريت ‏)المستخرج بعد طحن أعواد الثقاب(.‏ ‏)صورة 1-3(<br />

‏•نغلق الرأس بالمنديل الورقي.‏ ‏)صورة 2-3(<br />

يمكنك تجميع الغاز املخلوط يف<br />

األسطوانات الست داخل أسطوانة واحدة<br />

كبرية،‏ وذلك برشط أن يكون ضغط الغاز<br />

فيها ال يقل عن 12 بارا.‏<br />

كلما زاد ضغط الغاز فإن قوة االنفجار<br />

ستكون أكرب.‏<br />

إدخال مسحوق الكربيت يف 1-3 إغالق اللمبة باملنديل 2-3<br />

منظم غاز الطبخ 2-1<br />

صامولة .1-3 ومحبس‎3-1‎<br />

‏.النتيجة النهائية .1-4 4-1<br />

| 66 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 67


هام<br />

من األفضل أال تبدأ بإعداد<br />

السيارة املتفجرة إال قبل<br />

ساعات من التنفيذ حتى إذا<br />

دخلت قوات األمن بيتك ال<br />

تتمكن من اتهامك بإعداد قنبلة،‏ خاصة<br />

إذا وزعت أدوات العمل يف أنحاء بيتك<br />

بشكل جيد.‏<br />

5- إدخال اللمبة املجهزة اىل داخل الوصلة:‏<br />

‏•أدخل اللمبة يف الوصلة وأبق السلكني خارجا.‏<br />

‏•ضع اإليبوكيس إلغالق املوصل أو املنظم املعدل.‏<br />

7- تجهيز الدائرة الكهربائية:‏<br />

‏•كل مشعل له سلكان،‏ نوصل السلك األيمن الخاص بكل أسطوانة مع أمثاله في باقي<br />

األسطوانات،‏ ثم نوصلها جميعا بسلك واحد يصل إلى موجب البطارية.‏ ‏)بطارية 12 فولت<br />

أو أكثر(‏<br />

‏•نقوم باألمر ذاته مع السلك األيسر للمشعل ونوصله عبر سلك واحد بالطرف السالب.‏<br />

تذكر<br />

إذا كنت تنوي إخفاء هويتك فاشرت<br />

سيارة بدون استخدام أية أوراق رسمية.‏<br />

املشعل يف صامولة التوصيل<br />

املشعل يف املنظم املعدل<br />

+<br />

‏•نوصل الوصلة يف األسطوانة،‏ وذلك بعد أن نكون قد أعددنا أسطوانة واحدة جاهزة للتفجري.‏<br />

قنبلة اسطوانة غاز الطبخ - 1 4<br />

6- إعداد السيارة املتفجرة<br />

‏•نعد ما ال يقل عن 6 أسطوانات غاز ذات سعة 25 لرتا.‏<br />

‏•نضعها جميعا يف السيارة بشكل متقارب ومتالمس،‏ ونراعي قدر املستطاع أال نرتك فراغات فيما بني<br />

األسطوانات.‏<br />

‏•نوصل املشاعل يف األسطوانات.‏<br />

مفتاح<br />

دائرة كهربائية<br />

قنبلة اسطوانة<br />

غاز الطبخ<br />

هذا كل ما عليك فعله<br />

بطارية<br />

‏•عندما يتالمس الطرفان بموجب وسالب البطارية سوف تنفجر السيارة إن شاء الله.‏<br />

‏•البد من وضع مفتاح يف الطرف املوجب لكي تتحكم بوقت التفجري ولكي تؤمن الدائرة<br />

من التفجري الخاطئ.‏<br />

‏•تنبيه:‏ من األفضل تجربة الدائرة الكهربائية بلمبات زينة من نفس النوع الذي ستستخدمه يف تفجري<br />

السيارة.‏<br />

‏•إذا أردت التفجري مبارشة ‏)عملية استشهادية(‏ فاجعل املفتاح ميكانيكيا،‏ أي يعمل باليد مبارشة.‏<br />

‏•إذا أردت التفجري بالتوقيت فاجعل املفتاح ساعة التوقيت.‏ يمكن أن تعود للعدد األول أو التاسع من<br />

املجلة للحصول عىل التفصيل.‏<br />

‏•إذا أردت التفجري عن بعد فاجعل التفجري بريموت األلعاب،‏ أو ريموت السيارات،‏ أو ريموت بواب<br />

موقف السيارة،‏ ويمكنك أن تجربه بلمبات االختبار.‏ ‏)العدد الثامن(.‏ .<br />

هام<br />

إذا كان بإمكانك عمل<br />

تجربة ولو بشكل مصغر<br />

يف مكان آمن فافعل،‏ ألن<br />

التجربة ستعطيك فوائد<br />

كثرية قبل الرشوع يف العمل األسايس.‏<br />

صورة 1-4<br />

قنبلة أسطوانة غاز الطبخ.‏ بعد إعداد<br />

أسطوانة واحدة جاهزة للتفجري،‏ ابدأ يف<br />

إعداد باقي األسطوانات بنفس الطريقة<br />

‏)بحيث يكون لديك ما ال يقل عن 6<br />

أسطوانات(.‏<br />

املجزرة القصوى<br />

‏•من األفضل أن تستخدم الشظايا يف<br />

العملية ‏)صاموالت – كرات حديدية –<br />

مسامري أو أي يشء آخر(،‏ وذلك بأن<br />

تضعها حول املحيط الخارجي ملجموع<br />

األسطوانات.‏<br />

‏•الطريقة األفضل لرتتيب الشظايا هي يف<br />

شكل دوائر.‏<br />

‏•يف هذه السيارة املتفجرة يمكنك وضع<br />

مائة ألف شظية يف املحيط.‏ ‏)القنبلة<br />

اليدوية عادة ما تحتوي عىل 360<br />

شظية فقط(.‏<br />

السيارة املتفجرة بدون الدائرة الكهربائية<br />

| 68 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 69


هام<br />

فكر خارج اإلطار التقليدي<br />

تذكر<br />

استشارية جهاد مفتوح املصدر الخاصة<br />

السيارات املتفجرة:‏ بيانات ميدانية<br />

مع/‏ طباخ القاعدة<br />

ه ذا النوع من ألنك تعيش عىل أرضه.‏<br />

السيارات املتفجرة<br />

يستخدم لقتل األفراد<br />

وليس لتحطيم املباني.‏<br />

لذلك ابحث عن مكان مكتظ باألفراد.‏<br />

كن مبدعا يف جهادك فهذا هو ‏»الجهاد<br />

مفتوح املصدر«.‏ فاجئ العدو،‏ وال<br />

تنتهج نمطا محددا يف العمل.‏ صدقني،‏<br />

ليس هناك طراز قيايس لنوع السيارة<br />

التي تركبها.‏<br />

موه مظهرك أثناء العملية.‏<br />

تظاهر بأنك سمني بارتداء<br />

مالبس إضافية،‏ كما يمكنك أن<br />

تصبغ لون جلدك،‏ أو تحاكي مظاهر<br />

الناس ‏)صدقني إن اإلحراج هو آخر يشء<br />

ينبغي أن تفكر فيه(.‏ من املهم جدا كذلك<br />

أن تنكر الوجه؛ فيمكنك أن تلبس قناعا<br />

يناسب املكان،‏ وهناك أقنعة عىل شكل<br />

وجه حقيقي،‏ أو يمكن أن تضع لحية<br />

بيضاء يف 25 ديسمرب.‏ وبشكل عام كن<br />

مبتكرا يا أخي.‏ املهم أن تخفي منطقة<br />

العني وما حولها.‏<br />

من املعلوم أن اختيار الزمان واملكان املناسبني يف أي عملية عسكرية سيحدد نسبة النجاح.‏ فمن املهم<br />

اختيار ذلك بعناية.‏ نحن سنحدد لك بعض األهداف العامة والخاصة املقرتحة،‏ ولكن أنت أعلم بعدوك<br />

األهداف العامة:‏<br />

تحتل أمريكا املركز األول يف أهمية األماكن املستهدفة وتليها بريطانيا وفرنسا والدول املحاربة بشكل عام.‏<br />

أما بالنسبة للمكان امليداني األفضل للسيارات املتفجرة فهي األماكن املكتظة،‏ فاملواسم الرياضية مثال<br />

والتي تستقبل حدثا رياضيا معينا؛ يحرضها عرشات اآلالف.‏ كذلك يف أوقات الحمالت االنتخابية تتجمع<br />

أعداد كبرية.‏ واألمر ذاته يحدث يف املهرجانات العامة وغريها الكثري.‏ املهم أن توجه السيارة املتفجرة عىل<br />

األفراد ال املباني.‏<br />

واليات ومدن محددة يف الواليات املتحدة:‏<br />

أهم الواليات واملدن التي لها األولوية يف االستهداف هى:‏<br />

‏•مدينة واشنطن دي يس العاصمة،‏ ونيويورك:‏<br />

واشنطن هى العاصمة ونيويورك هي العاصمة القديمة.‏ فكال املدينتني لهما رمزية عند الشعب والحكومة.‏<br />

أضف إىل ذلك أن واشنطن العاصمة فيها البيت االبيض ويعمل فيها نحو 374000 من املوظفني<br />

الفيدراليني.‏ كما أن بها كبار مسؤويل الدولة.‏ أما نيويورك فتعد مركزا رئيسيا للمال والثقافة واملواصالت<br />

والصناعة يف الواليات املتحدة.‏ إذ تضم أكرب املصارف وسوق األوراق املالية ورشكات االتصاالت يف البالد.‏<br />

‏•شمال فرجينيا:‏<br />

تحوي أكرب وجود سيايس وعسكري يف أمريكا بأرسها،‏ وتقع فيها كل القواعد العسكرية ما عدا تلك<br />

الخاصة بالقوات الجوية والتي توجد يف شيكاجو.‏ هناك كذلك وكاالت فيدرالية يف شمال فرجينيا مثل مبنى<br />

مقر وزارة الدفاع ‏)البنتاجون(،‏ ومبنى االستخبارات املركزية ،CIA ومنشآت عسكرية يف هامبتون رودز<br />

التي يقع بها امليناء البحري الرئييس للمنطقة.‏ وفرجينيا بشكل عام تجذب أعدادا كبرية من السائحني.‏<br />

‏•شيكاجو:‏<br />

تقع يف الوسط األمريكي لذا فهي تعد مرفأ رئيسيا للنقل،‏ كما أن بها مكون هام بالنسبة للتوزيع التجاري<br />

العاملي باعتبارها املرفأ الثالث يف العالم.‏ وهي أيضا هامة ملركز التجارة العاملية،‏ ولها ثقل اقتصادي كبري،‏<br />

حيث أن بها ثاني أضخم مركز مايل يف الواليات املتحدة.‏ ومن بني أهم املقرات االقتصادية بها:‏<br />

‎1.1‎ناطحة سحاب برج سريز TOWER( )SEARS ذي ال 108 طوابق،‏ والذي ظل محتفظا بلقب<br />

أطول مبنى يف العالم طوال 25 سنة.‏<br />

‎2.2‎مبنى تجارة العملة.‏<br />

‏•لوس أنجلوس:‏<br />

تقع يف والية كاليفورنيا وأكثر مدنها كثافة سكانية،‏ فيما تحتل املركز الثاني كأكرب مدينة يف الواليات<br />

املتحدة من حيث الكثافة السكانية.‏ تعترب أكرب مركز صناعي وتجاري ومايل يف غرب الواليات املتحدة،‏<br />

وبها توجد مدينة هوليوود.‏<br />

أهداف محددة:‏<br />

أماكن مطاعم وبارات ليلية توجد فيها شخصيات مهمة:‏<br />

‏•أرلينجتون .)Arlington(<br />

‏•أليكساندريا .)Alexandria(<br />

‏•املطاعم والبارات يف شارع إم بالعاصمة واشنطن دي يس.‏ وغالبا تأكل الشخصيات الكبرية يف املطاعم<br />

أثناء العطلة األسبوعية يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.‏<br />

‏•مالعب كرة املرضب ‏)التنس(‏ حيث تقام سنويا بطولة أمريكا املفتوحة لكرة املرضب،‏ والتي يحرضها<br />

عرشات اآلالف من املتفرجني من بينهم شخصيات كبرية.‏<br />

أوقات يف أمريكا تناسب تفجري السيارات املتفجرة:‏<br />

‏•يف املواسم االنتخابية لكل من الرئاسة والكونجرس.‏<br />

‏•عيد الكرسماس يف 25 من ديسمرب من كل عام،‏ وعيد رأس السنة يف 31 من ذات الشهر.‏<br />

‏•الرابع من يوليو يف ذكرى عيد االستقالل.‏<br />

أهداف محددة يف بريطانيا:‏<br />

‏•لديك مالعب كرة القدم خاصة أثناء مباريات دوري الدرجة األوىل ‏)بريميري ليج(‏ ومباريات كأس<br />

اتحاد كرة القدم ‏)إف إيه(،‏ حيث أنها تتميز بتغطية إعالمية مبارشة عىل مستوى العالم.‏ وأفضل وقت<br />

لالستهداف هو بعد إطالق صافرة نهاية املباريات التي تبدأ بعدها جماهري املشجعني يف مغادرة امللعب<br />

واالحتفال عند مداخله.‏<br />

‏•يف بداية الصيف بمدينة شلتنهام ،)Cheltenham( ويف آخره بمدينة إبسوم )Epsom( تقام سباقات<br />

للخيول يحرضها اآلالف من جميع أنحاء اململكة بما فيهم امللكة.‏<br />

‏•بطوالت كرة املرضب ‏)التنس(.‏<br />

‏•تجدر اإلشارة عند الحديث عن هدف أكثر تحديدا إىل فندق سافوي )Savoy( الكائن يف شارع سرتاند<br />

بوسط لندن،‏ والذي يعد مكانا مثاليا تتواجد به كبار الشخصيات ورجال األعمال.‏ يمكنك تفجري<br />

السيارة أثناء خروج الزبائن من مطعم الفندق بعد العارشة ليال بتوقيت جرينيتش.‏<br />

أهداف محددة يف فرنسا:‏<br />

‏•تحتل فرنسا املركز األول عامليا كمقصد جاذب للسائحني األجانب،‏ حيث يبلغ عدد من يزورها منهم<br />

سنويا 82 مليون سائح أجنبي.‏ ما بني الشواطئ واملنتجعات الساحلية،‏ ومنتجعات التزلج،‏ ومناطق<br />

الريف التي يستمتع الكثريون بجمالها وهدوئها ‏)السياحة الخرضاء(.‏<br />

‏•محطات قطار شبكة سكك حديد ‏)تي إي آر(‏ يف ساعات الذروة.‏<br />

‏•وادي ‏»دور دوجن«‏ أثناء الصيف،‏ ارضب عصفورين بحجر واحد:‏ الربيطانيني والفرنسيني.‏<br />

‏•مباريات كأس رابطة فرنسا لكرة القدم الذي تشارك فيه أندية املحرتفني فقط.‏ تتواجد جماهري غفرية<br />

من املشجعني أمام مخارج املالعب.‏<br />

‏•االستعراض العسكري يف يوم الباستيل:‏ يف صباح 14 من يوليو كل عام يف العاصمة باريس.‏<br />

‏•أثناء العروض الخاصة بمتحف اللوفر:‏ وهو أكثر املتاحف الفنية زيارة عىل مستوى العالم فضال عن<br />

كونه أثرا تاريخيا يف حد ذاته.‏<br />

‏•نهر الريفيريا الفرنيس.‏<br />

امنحهم الحرب<br />

قوات رشطة أمريكا وبريطانيا وفرنسا<br />

ليست معتادة عىل طراز حرب املواجهة.‏<br />

فهي ال تستطيع الصمود أمام رضبة<br />

بقنبلة يدوية،‏ ناهيك عن انفجار سيارة<br />

متفجرة بشكل كامل.‏<br />

أمر منطقي<br />

عند استهداف أماكن ذات أهمية كبرية<br />

فعليك بالتوجه إىل املدخل،‏ فإنك ال<br />

تستطيع إدخال السيارة يف أماكن مثل<br />

هذه،‏ لكن بالتأكيد من يدخل فسوف<br />

يخرج.‏<br />

لذا فيجب أن يكون هناك مدخل<br />

لتستهدفه.‏<br />

هل تعلم؟<br />

أن عداوة فرنسا لإلسالم ليست رسا.‏ فهي<br />

حتى ال تختلق أعذارا لغزو املسلمني.‏ إن<br />

ما يحدث يف جمهورية أفريقيا الوسطى<br />

لدليل كاف عىل ذلك.‏ لقد غزت فرنسا تلك<br />

البالد ملعاونة امليليشيات النرصانية التي<br />

تقاتل الجيش النظامي ملجرد انتسابه<br />

لإلسالم.‏<br />

| 70 إنسباير | العدد 12 مؤسسة املالحم | الربيع | 2014 71


الرجل املناسب يف املكان املناسب؛ يدمر العدو<br />

فكن حكيما يف اختيارك<br />

| 72 إنسباير | العدد 12

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!