11.07.2015 Views

BOOK 75

BOOK 75

BOOK 75

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اليساري الذي انتمى في شبابه األول إلى الحزب الشيوعي،‏ بل إنه لميكن يتردّد في انتقاد الذات،‏ مثلما روت ابنته صفية التي ذكرت أنهاالمته على سلوك صدر منه في الجزائر العاصمة،‏ حينما ألقى بسيجارتهفي مدخل عمارة فخمة،‏ وجَ‏ ابَهَ‏ عبارتها القاسية بأنه ال يمكن تنمية بالدبهكذا سلوكات بقوله:‏ ‏»أنسيت يا ابنتي بأنني أمير البلدان غير النامية!«.‏والحق أن عالقته بالسلطة بعد االستقالل كانت محيّرة،‏ وحتى وإن كانمن الصعب قبول التفسير الذي جرى تقديمه لصمت مالك حداد األدبيوانخراطه في النشاط اإلعالمي والثقافي:‏ ممارسة الصحافة بإشرافه علىالصفحة الثقافية لجريدة النصر،‏ ثم انتسابه لوزارة الثقافة كمسؤول سام،‏وتولّيه رئاسة اتحاد الكتّاب الجزائريين،‏ وإصداره لمجلة ‏»آمال«‏ التياهتمَّ‏ ت بأدب الشباب.‏ حيث فُسّ‏ ر صمته برفضه الكتابة بالفرنسية.‏ لكنالفرنسية ذاتها كانت ‏)وال تزال(‏ هي لغة اإلدارة الجزائرية.‏ وحتى وإنكان مالك يشعر بغربته اللغوية في فترة االستعمار فإن الغربة ذاتها لنتكون ِ معذّ‏ بة في مرحلة ورثت الجزائر فيها الفرنسية كغنيمة حرب مثلماقال كاتب ياسين صديق مالك الذي ناصب السلطات العداء،‏ وبادلتهالشعور نفسه.‏صحيح أن مواقف مالك حداد كانت واضحة من العربية والهوية والثقافةالوطنية،‏ وصحيح أنه كان يعتبر نظام التعليم الفرنسي الذي ساد فيالجزائر خالل االستعمار منهجاً‏ لتحويل الجزائري الذي يجتاز البكالوريا‏)الثانوية العامة(‏ إلى فرنسي.‏ وصحيح أنه قال بحرقة لزمالئه في جريدةالنصر أنه كان يتمنّى أن يقرأ المتنبي وأحمد شوقي بالعربية ‏)وفق مارواه زميله زواوي بن خالف(،‏ إال أن ذلك ال يبرّر الصمت المأساويالذي خلد إليه الكاتب بعد االستقالل وتوافقه التام مع السلطات إلىغاية وفاته،‏ ويجعل من سلوكه أمراً‏ ِ محيّراً‏ يحتاج الدراسة،‏ في ظلّ‏ نقص11

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!