83804715
83804715
83804715
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
جنة راماالرائعة. آخر عيد ميلاد قضيته معها كان مميزًا جدٍّا؛ ذهب ثلاثتنا إلى باريسبالقطار. كان والدي يرتدي بذلته الإيطالية الجديدة ويبدو وسيمًا للغاية.اختارت والدتي أن ترتدي أحد فساتينها الزاهية ذات الألوان املتعددة التييرتديها أهل بلدتنا. وعادت أمي، بشعرها املصفف في طبقات ملتفة حولرأسها، إلى هيئة الأمرية السينوفووية التي كانت عليها قبل أن تتزوج والدي.تناولنا العشاء في أحد املطاعم الراقية التي تقع في شارع متفرع منالشانزلزيه مباشرةً، ثم توجهنا إلى أحد املسارح حيث شاهدنا فرقة كلأعضائها زنوج تؤدي مجموعة من الرقصات التي يرقصها سكان املنطقةالغربية لأفريقيا. وبعد العرض، سُ مِ ح لنا بالدخول إلى حجرات املسرح حيثعرفتني أمي على إحدى الراقصات، وكانت امرأة طويلة وجميلة، تتسمبشرتها بسواد غري عادي، تعود أصولها إلى ساحل العاج، وتربطها بأميصلة قرابة بعيدة.استمعت إلى الحوار الذي دار بينهما بلغة سينوفو القبلية وأنا أتذكرمقتطفات من تدريبي أمام جمعية بورو السرية قبل ثلاث سنوات، وتعجبتمجددًا من أن وجه أمي يصبح دائمًا معبرًا بدرجة أكبر عندما تكون وسطأهلها. ومع أن الأمسية سحرتني، فإنني لم أكن قد تجاوزت العاشرة منعمري وكنت أفضل أن أحظى بحفلة عيد ميلاد عادية مع أصدقاء املدرسة.ونحن نستقل القطار في رحلة العودة إلى بيتنا في ضاحية شيلي مازارا،لاحظت أمي أن الإحباط يرتسم على وجهي وقالت: «لا تحزني يا نيكول، فيالعام القادم سنقيم لك حفلاً . لقد أردنا أنا ووالدك أن نستغل هذه الفرصةونذكرك مرة أخرى بالنصف الآخر من تراثك. أنت مواطنة فرنسية عاشتحياتها كلها في فرنسا، ولكن جزءًا منك سينوفووي خالص تضرب جذورهبعمق في التقاليد القبلية لغرب أفريقيا»في وقت مبكر من هذا اليوم، وأنا أتذكر رقصة ساحل العاج التيأدتها قريبة والدتي وزملاؤها، تصورت بعني الخيال للحظة أنني أدلف إلىمسرح جميل وابنتي سيمون ذات العشر سنوات بجواري — ولكن هذاالوهم سرعان ما تبدد؛ فلا توجد مسارح فيما وراء مدار املشترى، في الواقع،لن تتفهم ابنتي أبدًا املقصود بمفهوم املسرح، فالأمر برمته مربك.26