13.07.2015 Views

ﺍﻟﺼﻠﻴﺏ - ﻗﻭﺓ 1

ﺍﻟﺼﻠﻴﺏ - ﻗﻭﺓ 1

ﺍﻟﺼﻠﻴﺏ - ﻗﻭﺓ 1

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2- في عيد النيروزمن النيروز إلى الصليبعيد الصليب هو أول عيد في السنة الجديدة.‏ أليس هذا ترتيب إلهي،‏ والهام لنا كيف نستقبل العامالجديد.‏ إن عاما جديدا بدون إحياء الصليب في حياتنا هو توهان بخسارة كبرى لهذا العام.‏وتعيد الكنيسة لعيد الصليب ثلاث أياموللصليب عيد آخر يوم،17) 19 ،18 توت).‏15 برمهات (19 مارس).‏وعيد الصليب يرتبط تاريخيا بأعماق حياة الأقباط حتى أنهم يفصلون بين الحر والبرد بعيد الصليب-‏فيقولون ‏(لا تشتي قبل عيد الصليب27)سبتمبر)‏ و ولا تصيف قبل عيد الصليب(19 مارس).‏فنحن نعيد للصليب عيد البهجة والفرح والسرور...‏ هو أول أعياد سنتنا القبطية.‏ والكنيسة منأجل ذلك تصل بنغمة الفرح من عيد النيروز إلى عيد الصليب.‏ ويزف الكهنة الصليب المزين بالشموعبملابسهم المذهبة لأن الصليب عندنا هو قوة االله وليس جهالة أو ضعف.ثم في الباكر تزفه الكنيسة أمامأيقونات القديسين كشهادة أنهم حملوا الصليب وراء السيد المسيح.‏الصليب جهاد بفرح :" الخطيةاجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق وأنتم ناظرين للصليب،‏ لا تنسوا أنكم لم تجاهدوا ‏"حتى الدم ضدجهادا لكي نحصل على الثمر.‏ ‏"لا نحيا نحن بل المسيح يحيا فينا"...‏ نسهر على صلب كل خطيةصلب ربنا يسوع من أجلها،‏ نصلب الذات،‏ نصلب الأنانية،‏ والكراهية،‏ نصلب التذمر،‏ وعدم الشكر...‏ نصلبكل هذا لننال حياة المسيح بدل حياتنا...‏ أليس هذا أقوى هدف في حياتنا يستحق من أجله أن نعيش الصليب.‏أليس هذا الهدف يدفعنا للجهاد.‏صليبنا وصليب :ربنالا ينبغي أن ينفصلا عن بعض لذلك قال ‏"ناظرين إلى رئيس الإيمان أي إلى الصليب...‏ وكيفقابل ربنا رفض العالم له...‏ بارتفاعه على الصليب،‏ فجذب إليه الجميع.‏ لقد أشهر ربنا صليبه في وجهالبغضة،‏ والكراهية،‏ والأنانية،‏ والكبرياء،‏ والتعيير،‏ والسب،‏ واللطم...‏ وقابله بحب الصليب اللانهائي،‏وإتضاع الصليب المطلق،‏ وبذل الصليب عن العالم كله.‏ والصلاة لأجل الطاعنين والباصقين.‏ لقد قابل ربناحكم الفلاسفة،‏ وقوة الرؤساء والحكام والعالم بجهل الصليب وضعف الصليب.‏ ‏"لأن ضعف االله أقوى منالناس،‏ وجهل االله أحكم من الناس"‏ (1 كو.(1لم يرتد إلى الوراء ولم يرد وجهه عن خزي الباصقين.‏2


3- في عيد التجليقراءات الكنيسة في اليوم السابق للتجلي هي نفسها قراءات17 توت‏"عيد الصليبوكأن الكنيسة ".أرادت أن تعلم أولادها أن التمتع بالتجلي مرتبط بشركة المؤمن بالصليب.‏ فهي تتحدث عن الصليب ‏"أعطيتعلامة للذين يهابونك لكي يهربوا من وجه القوس"‏ مز رفع بخور باكر ‏(مزأما إنجيل العشية فيتحدث عن الحرية ‏(يو.(69.(8كان حديث ربنا قبل التجلي بثمانية ‏(أو ستة)‏ أيام عن الصليب.‏ ‏"إن ابن الإنسان سوف يصلب ويقتلوفي ثالث يوم يقوم".‏ حتى أن بطرس قال‏"حاشاك يارب"-‏ فقال له ربنا ‏"اذهب عنى يا شيطان."على جبل التجلي هو كان مع موسى وإيليا يتكلم عن خروجه من أورشليم لأنه من عند الآب أتى وإليهيرجع...‏ وهو ذاته حديث الصلب.‏ربنا أراد أن يعلن أنه لا مسيحية هنا أو في قمة التجلي إلى بالصلب.‏والعشق الإلهي هو دائرة الصليب-‏ تحت الجبل في أتعاب،‏ وفوق الجبل في أمجاد.‏الكنيسة.‏1- بها صليب.‏2- بها جزء كل الأرض بطرس ويعقوب ويوحنا.‏3- بها الذين سبقونا موسى وإيليا.‏4- بها آلام العالم،‏ وبها السحابة على أعل الجبل،‏ وبها المسيح.‏الصليب يعنى التغيير:‏ولا يوجد شيء يسبب فرحا لإنسان إلا إحساسه بالتغيير من الداخل،‏ وإحساسه بالقوة تعمل فيه منالداخل،‏ وإحساسه بالمسيح غير المحدود يحيا فيه في الداخل.‏أحيان ًا يفرح الإنسان بمال أو فستان أو مركز...‏ ولكن الفرح الحقيقي هو الإحساسقوة حياة المسيح فينا.‏ هذا سر المسيحي الفرح الذي لا ينطق به-‏ فرح القوة الداخلية.‏بقوة التغيير...‏صليب الكرازة :الإنسان يميل إلى الكبرياء ولا يغلبه إلا تواضع المسيح-‏ المسيح بالإتضاع غلب كبرياء السامرية-‏نحن نكرز للناس بالمسيح المصلوب،‏ وبحياتنا المتواضعة باعترافنا أننا أقل منهم-‏ أننا محتاجون إليهم‏"أعطني لأشرب"،‏ إننا أقل معرفة منهم.‏ كما فعل المسيح مع السامرية،‏ وبولس مع أصحاب الإله المجهول.‏4


كذل4- في أسس الرعاية الكنيسةفي الصليب ندرك قيمة النفس البشرية المسيحي التي مات المسيح عنها.‏ ‏"لا تهلك بسبب طعامكالذي مات المسيح لأجله"‏ ‏(رو.(15 :14فنحن لا ننظر للنفس من ناحية مركزها أو جنسها أو ظروفهاالاجتماعية.‏ بل من أجل الذي مات لأجلها ‏-هي تساوى دم المسيح.‏ ‏"يا سمعان بن يونا أتحبني أرعغنمي".‏فيه ‏(الصليب)‏ يجعل منه بولس الرسول محور الخدمة ومركزها ‏"لم أعزم أن أعرف بينكم إلا يسوعالمسيح وإياه مصلوبا"‏ ‏(‏‎1‎كوصليب المسيح".‏:22) ‏"لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر لا بحكمة كلام لئلا يتعطلواعتبر خدمته وحياته كلها تدور حول المسيح المصلوب كقوله ‏"أنتم الذين أمام عيونكم قد رسميسوع المسيح بينكم مصلوبا"‏ ‏(غل:31). ‏"مع المسيح صلبت"...‏ ‏"أحبني وأسلم ذاته لأجلى"‏ ‏(غل.(20:2لذلك وضعت الكنيسة الصليب على حامل الأيقونات ليكون موضع تأمل مستمر للمؤمنين طولعبادتهم.‏الهدف الذي يحرك الكاهن والخادم للخدمة هو حبه للمصلوب وارتباطه بمن مات لأجلهم...‏ ينظرالخادم للشاب كشخص موصى عليه من رب المجد يسوع الذي صلب عنه،‏ ينظر للفقير والعريانكشخص الرب يسوع المصلوب والعريان.‏ ينظر للخاطئ كشخص المسيح حامل خطية الخاطئ.‏فهدف الخادم في الخدمة أن يغرس في مخدوميه مفاهيم الصليب من حب االله،‏ وبذله،‏ وفدائه-‏ فيكل مناسبة،‏ في العبادة الفردية والعامة.‏في المعمودية هي الماء النابع من جنب المسيح على الصليب.‏ وفي التقليد القديم يوضع صليبخشب في المعمودية،‏ وترشم المياه بالصليب.‏وفي سر التناول ينكشف لنا ذبيحة الحب الإلهي في الحمل المذبوح القائم للأجل خلاصنا،‏ كذلك فيتبعية المسيح...‏يرى البعض أن تونية الكاهن يرسم عليها صليبان واحد على الصدر والآخر على الظهر-‏ الأوليرى فيه المسيح حامل آلامه وأتعابه وخطاياه،‏ والثاني يحمل فيه على ظهره مع السيد المسيح حاجات شعبهوآلامهم وأوجاعهم،‏ وهمومهم،‏ وخطاياهم.‏ هم كقول صموئيل النبي ‏"حاشا لي أن أخطئ إلى الرب وأكف عنالصلاة لأجلكم."والصليب هو طريق الحرية والنصرة والغلبة والحرية.‏ هي ليست حرية الاختيار بل حرية العملبحب قوى،‏ هي اللذة في حب المسيح،‏ والارتفاع عن نفايات العالم ‏"أنا إن ارتفعت أجذب إلى الجميع"‏ فلاحرية خارج دائرة الصليب.‏5


يكت5- الحركات المضادة للصليبالراحة في وقفة الصلاة،‏ الكسل في الصلاة،‏ حب الأكل واللذة والانغماس فيها.‏الانغماس في شهوات الجسد والنظر.‏اهتمام الإنسان براحة نفسه عن راحة غيره.‏الصليب سِ‏نحو الفرح الأبدي.‏ هو مكان تطابق النفس مع االله ‏"مع المسيح صلبت".‏لأن في الصليب تتعرى النفس من ذاتها أولا ً ، ومن كل ما يلحقها من معوقات لكي تلتقي بحبيبها بشوقملتهب مشجع.‏7


تأملات تحت أقدام الصليبمقدمة المؤلفإن التأمل المتواصل في صلب ربنا يكسب النفس حرية وسلاما وقوة وغفران ًا.‏وبقدر ما يزداد تأملنا في الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع.‏ والتأمل في الصليبعبادة أساسية في حياة المسيحي خدم من أجلها بولس الرسول حين قاليسوع المسيح بينكم مصلوبا"‏ ‏(غلللعالم"‏ ‏(غلنفسه لأجلى"‏ ‏(غل...".(1 :3أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم‏"وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا.(4 :6إلى أن قال:‏ ‏"مع المسيح صلبت فأحيا،‏ لا أنا بل المسيح يحيا فيّ...‏.(15 :2الذي أحبني وأسلمإن المسيحي لا يستطيع أن يقول إنه يعرف المسيح إن لم يكن له شركة مقدسة في تأمل مستمر فيصليب المسيح.‏ لذلك لنبدأ بتدريب يومي،‏ أننا نقف كل يوم على الأقل عشر دقائق في تأمل مستمر في الذيصلب عنا.‏ نتأمل أولا ً:في خطايانا المسيحي سببت صلب يسوع،‏ وثانيا:‏ في عمق محبة االله الذي قبل كلهذه الآلام في جسده نظير خطاياي،‏ وفي الختام،‏ ينتهي التأمل بالسجود والشكر الله وتقبيل قدميه اللتينأعتقتاني من طريق الضلالة.‏‏"فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة االله"‏ ‏(‏‎1‎كو.(18 :18


عثرة الصليب-‏ جهالة الصليب-‏ قوة الصليبهذه مواقف ثلاثة للصليب إزاء الإنسان كشفها القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهلكورنثوس ‏(‏‎1‎كو‎1‎‏:‏.(25 -18أولا ً- عثرة الصليبأنت يارب قلت:‏ ويل لمن تأتى به العثرات،‏ فكيف يكون الصليب عثرة؟ إن الصليب في ذاته ليسعثرة،‏ ولكن لليهود عثرة،‏ والتهود حركة رديئة باطنية في نفس الإنسان،‏ يعثرها الصليب.‏ فحب الرئاسةوالمال والأنانية والشكلية والظهور على أزقة الشوارع كلها حركات يهودية يقف أمامها الصليب دائما عثرة:‏يا نفسي:‏ عندما تتطلعين لحب الرئاسة فإذا بيسوع يقول لك:‏ ما جئت لأخدم بل لأخدم،‏ الصليبعثرة لك يا نفسي الأنانية عندما تتطلعين ليسوع المصلوب باذلا ً ذاته بلا حركة على الصليب.‏عثرة لك يا نفسي المشاركة لصيارفة اليهود وباعة الحمام-‏ عندما تتطلعين إلى يسوع على الصليبمجردا حتى من ثيابه.‏عثرة لك يا نفسي المحبة للظهور-‏ عندما ترين يسوع مرذولا ً مصلوبا يحذرك من الصلاة في الأزقةونواصي الشوارع.‏عثرة لك يا نفسي-‏ عندما لا تحتملين من يخدش كرامتك لا في المنزل ولا في العمل ولا حتى فيخدمة الكنيسة-‏ عثرة لك عندما ترين يسوع مرذولا ً محتقرا على الصليب.‏عثرة لك يا نفسي عندما تشتهين المتكأ الأول وصوت الرب يدعوك إلى المتكأ الأخير.‏عثرة لك يا نفسي أن نكسة اليهود تهددك كل يوم،‏ وسيظل صليب ربنا عثرة لك عندما ترتدين عنحياة الحب والاحتمال والخضوع إلى حياة الكراهية وسرعة التعب والهروب من الباب الضيق.‏ربى يسوع:‏ بحق أنتأوصيتني أن احمل صليبي كل يومواتبعك،‏ وبلا شك كانقصدك أنتحمينيمن أمراض التهود المسيحي تهدد نفسي الشقية.‏أما الكنيسة:‏ فقد ظلت مهددة باليهودية ولكنها انتصرت على نكسة التهود بعثرة الصليب...‏ وهذا ماأعلنه الرسول بصراحة أنه إذا خضع للفكر اليهودي والختان يجعل عثرة الصليب تنتفي ‏(غل.(11 :5وحاربت الكنيسة الملك المادي الألفي !- وجاهدت مدرسة الإسكندرية في ذلك مؤثرة أن ليس هنا مدينة باقيةولكن لنا هنا صليب نحمله وباب ضيق ندخله.‏وفي القرن العشرين:‏ الرجوع إلى فكرة الملك المادي للمسيح هو فكر الكنيسة الغربية ممزوجا بسمالتهود الغربي.‏ إن مؤتمرات الكنائس التي تفاهمت مع الفكر اليهودي بعيدا عن الدوق للتوبة هي بالحقيقة قدألقت سلاحها-‏ أي صليبها-‏ لأن عثرة الصليب قد انتفت-‏ وخرجوا من المؤتمرات متصافحين ولكن بدونصليب.‏9


كو‎1‎ثانيًا-‏ جهالة الصليبربى يسوع،‏ أنت أعلنت لي أن الصليب هو حكمة االله وقداسة وفداء.‏ إنه حكمة االله في سره.‏ لأنه لوعرفوا لما صلبوا رب المجد.(8 :2)عندما يجز الإنسان عن إدراك عظمة أمر من الأمور،‏ يدعى حقارة هذا الأمر،‏ وهكذا فإن سرالتجسد والفداء أسرار إلهية عالية لا يقدر الإنسان على إدراكها-‏ إلا إذا أعلنها الروح القدس له.‏ لأن الإنسانعندما يدرك أمرا أو فلسفة أو اختراعا بعقله يكون سيد هذا الاختراع-‏ والإنسان ظن أنه يستطيع أن يفهم االلهبعقله وبذلك يكون سيدا له ولم يعلم أن حكمة الإنسان جهالة أمام االله.‏عندما تكلم الرسول بولس عن آلام المسيح وقيامه قال له فيلكس الوالي بصوت عظيم:‏ ‏"أنت تهذي يابولس:‏ الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيانيريد هذا المهذار أن يقول"‏ ‏(أع" ‏(أع :26.(18 :17...23)0 أما الفلاسفة اليونانيون في أثينا فقالوا عنه ‏"ماذاوفي قرننا العشرين:‏ سيظل الصليب جهالة،‏ سيظل الصليب هو الفرق الواضح بين المسيح وكلالعالم وفلسفاته ودياناته،‏ ستظل عقيدة التثليث والتجسد والصلب والقيامة جهالة للآخرين وسيجز عن إقناعإنسان ملحد لا يؤمن بهذا الإيمان،‏ وسيتهمون بالجهل.‏وفوق ذلك فالمسيحي الذي يتمسك بالحق في حياته وعمله يتهمه زملاؤه أنه غير متفتح الذهن،‏والأخت المسيحية في لبسها وسلوكها يتهمونها بالرجعية،‏ والمسيحي المتسامح يتهمونه بالعبط.‏ والإنسانالمؤمن يتهمونه بأنه غير واقعي،‏ والذي يترك العالم ليعبد االله في ديره يتهمونه بالهروب،‏ والذي يصرف وقتهوماله في خدمة المسيح يقولون له:‏ لماذا هذا الإتلاف.‏ربى يسوع:‏ من البداءة علمتني أن مسيحيتي يجب أن تبدأ بحمل الصليب كل يوم.‏ سأحمله وأشهدلك ضد يونانية العالم رغم كل ما سينعتونني به أني جاهل.‏ فالصليب جهالة.‏أما الكنيسة:‏ فالعالم اليوم يفرض عليها إنجيلا ً اجتماعيا وأخلاقيا بدل أن يجعل الأخلاق والنشاطالاجتماعي ثمرة للحياة الروحية.‏ لقد انزلقت كثير من الكنائس ووقعت في فخ ‏(العلمانية)‏ .Secularismكنائس الغرب تقيم الجامعات والمستشفيات ولكنها لا تتحدث عن التوبة-‏ في العام الماضي أباحت جماعة منالكنيسة اللثرية في أمريكا-‏ أباحت العلاقات الجنسية خارج الزواج وغيرها أباح الرقص حتى للرهبانوالراهبات...‏ربى يسوع لا تسمح أبدا أن ترمى كنيستنا صليبها وتسير وراء كنائس الغرب بدعوى التطور وعدمالتأخر عن مسيرة العالم.‏ربى يسوع أنت تعلم أن كنيستنا متهمة بالتأخر والجهل لأن الصليب عند الكثيرين جهالة.‏10


ل بوفي الخدمة حمل الصليب حتى وقع تحت ثقله وبالصليب وهب لنا الطهارة ‏"الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسدمع الأهواء والشهوات"‏ ‏(غل‏(رؤه.(24 :5ربى يسوع اكشف عن عيني لأكتشف قوة صليبك في حياتي وأنقذ عقلي من طياشة الأعمال الهيوليةإلى تذكار أحكامك السمائية،‏ وأعطني أن لا أشتكى من أتعاب خدمتك بل أجعل نفسي قيروانيا آتيا من الحقل،‏أعطني يارب أن أحيا لا أنا بل أنت فيّ‏ ويكون لي نصيب مع الغالبين بقوة الصليب أمام البحر الزجاجي-‏غالبا على الوحش وصورته وسمته وعدد اسمه.‏ربى يسوع أعطني قيثارتك الروحانية لأرنم بها ترنيمة الصليب-‏ ترنيمة موسى عبد االله والخروف(4 -1 :1"وبشفاعة العذراء مريم التي ذاقت شركة آلام الرب على الصليب.‏ اجعلني أحمل صليبعثرة ل...‏ وجهالة ل...‏ وقوة االله لي آمين.‏رباطات الرب يسوع:‏فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس"‏ ‏(مت.(2 :27إن رب المجد يسوع رضى أن يربط ليجلد،‏ فرقف صامت ًا أمام الجنود الرومان ليوثقوه ثم يربطوهعلى عمود ليجلدوه.‏ ليس هناك قوة في الوجود تربط يسوع إلا خطيتي...‏ لأنه صنع هذا محبة لي.‏ إذ ًا لم تكنهذه الرباطات إلا رباطات خطيتي.‏وكيف تربطني بالخطية؟يقول معلمنا بولس الرسول عن نفسه ‏"لست أفعل ما أريدهالإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت"‏ ‏(رو.(24 :7ما أبغضه فإياه أفعل...‏ ويحي أناكم مرة يا نفسي كنت تحسين بشلل في إرادتك،‏وتحسين أنك مربوطة برباطات قوية:‏ رباطات محبة العالم-‏ محبة المال-‏ شهوات الجسد...‏ رباطات الكرامة.‏حتى أنك يا نفسي كثي را ما تتصرفين تصرفات حمقاء وأنت لا تدرين،‏ أنك تفعلين لا ما تريدينه بل ما يريدهالذي ربطك.‏ربما يا أخي الشاب تشكو كثي را من خطية تعترف بها مرات عديدة وترجع تسقط فيها بسرعة،‏ هذاهو معنى رباطات الخطية.‏ تعال الآن لتنظر المصلوب مربوط ًا من أجلك وأجلى وهو يقول لنا:‏ ليس هناكقوة في الوجود تربطني إلا خطيتكم ومحبتي لكم تأملوني الآن بلا حركة...‏ لأنكم في أثناء الخطية تكونإرادتكم مشلولة بلا حركة.‏ تأملت العمود الصخري الذي ربطوني عليه...‏ أنه نظير العالم بشهواته الذييربطكم عليه رئيس هذا العالم الشيطان تأملت الحبال التي ربطوني بها،‏ إنها حبال من الكتان لا تقدر أنتقيدني...‏ ولكن حبال خطاياكم هي التي ربطتني.‏إن صوت يسوع يرن في آذاننا ‏"أنا الذي ربطت لأجلكم لكي تصيروا أنتم أحرارا بلا رباط".‏ إن ثمنحريتكم هي أن أربط لأجلكم...‏ تذكروا أني قلت لكم ‏"إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا"‏ ‏(يو.(36 :8عزيزي الشاب إن كنت تطلب الحرية من الخطية...‏ فتدرب على التأمل المستمر في المسيح المربوطلأجلك.‏12


خإلفعروه‏(متفأخذ عسكر "الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة فعروه وألبسوه رداء قرمزيا"‏.(28 ،27 :27وقفتنا اليوم هي تحت صليبك يارب لنتأمل في عريك!؟ إن أول مرة يتحدث فيها الكتاب المقدس عنالعرى كان في سفر التكوين ‏"تأخذ من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل فانفتحت أعينهما وعلماأنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسها مآزر"‏ ‏(تك.(7 :3فالعرى هنا كان عريا من النعمة وليمة من اللباس.‏ فالحية أبعدت آدم عن نعمة االله فأحس بعريه،‏وهذا ما فعله الشيطان بالإنسان النازل من أورشليم الذي وقع عليه اللصوص ‏(الشياطين)‏ وعروه...‏ وتركوهبين حي وميت ‏"مثل السامري الصالح.(30 :10 ول(‏ "فالإنسان المتكبر هو عريان من ثوب التواضع.‏والإنسان الشهواني هو عريان من ثوب الطهارة.‏والإنسان الغضوب والحقود هو عريان من ثوب المحبة.‏والإنسان المتكل على ذاته هو عريان من ثوب نعمة االله.‏يا نفسي هل أحسست بعريك؟ بفقرك؟ ببؤسك؟آلك شكل ومظهر ومواظبة على طقوس عبادتك و...‏ .ومكشوفة أمام االله.‏ولكن ألا تحسين يا نفسي أنك عريانةمن أجل هذا لما رأى الرب أن آدم مازال عريان ًا،‏ أرسل ابنه آدم الثاني-الذي تعرى وخلع ثيابه‏"أخلى ذاته وأخذ صورة عبد"‏ ‏(في:27)- تعرى عن مجده ليصير إنسان ًا مثلى وجاء ووجدني عريان ًا منالتواضع فكساني بتواضعه،‏ ووجدني عريان ًا من المحبة فكساني بمحبته لصالبيه.‏ ووجدني عريان ًا من الاتكالعلى االله فكساني بإتمام مشيئة الآب.‏ ووجدني عريان ًا من طاعة االله فكساني بطاعة الآب حتى الموت.‏ووجدني عريان ًا من الطهارة فكساني بقداسته إذ لم يفعل خطية واحدة.‏ حمل كبريائي وحقدي وشروريونجاساتي وعصياني وكساني بثوب نعمته.‏ أخذ الذي لنا فتعرى وأعطانا الذي له فكسانا.‏عروك ليهينوك:‏فالخطيئة عار وإهانة،‏ وأنت أتيت في شبه جسد الخطية لتدين الخطية في الجسد.‏ كل خطية نصنعهايارب بجسدنا تهينك وتعريك كل شاب يستخدم أعضاءه ‏(أعضاء المسيح)‏ في الخطية فهو يهينك ويعريك وكلشابة تعرى ذراعيها وأرجلها ‏(جسم المسيح)‏ ‏(‏‎1‎كو:615) ‏"هي تهينك وتعريك".‏ياربى يسوع المسيح أطلب من أجل أخوتي الشبان والشابات الذين بدون إدراك يجرون وراء العالمفيعرون أجسامهم ‏(جسدك أنت)‏ وبذلك يهينوك و يعروك.‏وعروك ليجدوك:‏إن الشيطان قبل أن يجلد أولاد االله يعريهم أولا ً من كل نعمة وسلام،‏ وهذا ما حدث لناعنا:‏ تعرى،‏ وربط،‏ وجلد.‏فحمله يسوع14


فالشيطان يعريني من محبتك ثم يربطني بمحبة العالم ثم يجلدني بالسقوط في شهواته.‏ ويعريني منالتواضع ثم يربطني بالكبرياء ثم يجلدني بحب الظهور والسيطرة ويعريني من المحبة ثم يجلدني بجلداتالإساءة للآخرين.‏ من أجلى أنا يا يسوع تعريت ثم ربطت ثم جلدت.‏كيف غطى آدم عريه؟صنع له آزارا من ورق التين.‏ وهذه هي طريقتك يا نفسي بعد أن تتعرى من النعمة يدفعك كبرياؤكإلى الاعتماد على ذاتك وعدم الرجوع للتوبة والاعتراف.‏ يدفعك الشيطان للاعتماد على المظاهر دونانسحاق الروح.‏أقف للصلاة أمام الآخرين وأمام نفسي وأصوم وأصلى بدون توبة وانسحاق لكي استر القلب العريانمن نعمة الإتضاع.‏ أخدم كثيرا لأستر القلب العريان من المحبة والعريان من الطهارة.‏آه يا نفسي ألست تعلمين أن عيني الرب تخترقان أستار الظلام - اسمعي يا نفسي صوت الله يقوللك ‏"لأنك تقول أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة بي إلى شيء ولست تعلم أنك الشقي والبائس وفقير وأعمىوعريان.‏ أشير عليك أن تشترى منى...‏ ثيابا بيضاء لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك...‏ " ‏(رؤ.(18 ،17 :3ياربى يسوع لقد كنت مخدوعا وظننت أني لست بعريان،‏ وعندما تأملتك على الصليب عريان ًاشعرت بغربتي فخجلت وأسرعت إليك لأشترى منك ثيابا ‏(ألبسوا الرب يسوع)،‏ أحسست أنك من أجلىتعريت لتستر عريي...‏أشكرك يا إلهي وأسجد تحت أقدام صليبك العارية وأقبلها.‏ إن أقوى منظر يشبعأراك عريان ًا على الصليب لأجلى فتكتسي نفسي من ثوب نعمتك ومحبتك وطهارتك...‏عندما نفسي هويسوع‏(حز،"ياربى يسوع أني أكرر كل يوم مع الكنيسة أشكرك على كل حال...‏ لأنك سترتنا،‏ ‏"البسوا الرب‏"فمررت بك ووجدتك عريانة وعارية"...‏ ‏"فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك...‏ وكسوتك بزا"‏(10-8:16ألبسي يا نفسي الرب لتكن لك رائحة يسوع وأعمال وروح يسوع.‏ولكنك يا نفسي لا تقدرين أن تلبسي يسوع قبل أن تتخلصي من الإنسان العتيق الفاسد بحسبشهوات الغرور...‏ لكيما تلبسي الإنسان الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقة) فأ :4‎23‎؛ كو.(10 :3ألبسي الرب في نوره وطهارته ونقاوته ومحبته لكي يشع فيك النور والطهارة والحب والحياة...‏!! .(10 :6ألبسي يا نفسي سلام االله الكامل لكيتقدري أن تثبتي ضد مكايد إبليس) فأوعلى جميع هذه ألبسي يا نفسي المحبة التي هي رباط الكمال ‏(كو.(14 :3كيف ألبس الرب يسوع؟أولا ً :العتيق.‏أقف أمام الصليب فأرى يسوع عريان ًا من أجلى ولابسا خطاياي فأحزن وأخلع الإنسان15


بالشوك كللوه‏"وضفروا له إكليلا ً من شوك ووضعوه على رأسه"‏ ‏(مت.(29 :27وقفتنا اليوم يا أحبائي أمام يسوع المصلوب المكلل بالشوك.‏ والشوك هو رمز اللعنة بسبب خطيةالإنسان ‏"ملعونة الأرض بسببك...‏ وشوك ًا وحسك ًا تنبت لك"‏ ‏(تكالموت فهي الخطية"‏ (1 كو‎15‎‏:‏.(18 :3.(56وفي هذا يقول الرسول ‏"أما شوكةوهكذا فالخطية تسببت في اللعنة،‏ واللعنة،‏ أثمرت شوك ًا.‏ والشوك أنتجمو ًتا...‏ وجاء يسوع وحمل شوكة الموت في جبينه لينقذني من شوكة الخطية،‏ وحمل من أجلى إكليل اللعنة‏"إذ صار لعنة لأجلنا"‏ ‏(غل.(13 :3وكأن خطايا ولعنات البشر كلها قد جمعت في هذا الإكليل وتراكمت علىرأسك الطاهرة في شكل أشواك،‏ وهكذا وضع الناس خطاياهم بأيديهم على أكرم ما في جسدك على رأسك.‏ما أجمل إكليلك-‏ إكليل العار والسخرية والموت-‏ لأن فيه خلاصي ومجدي،‏ فجانب هذا العار والذلأرى هالة من نور تحيط برأسك الدامي.‏أرى في الإكليل خطاياي وعاري،‏ وأرى في رأسك الطاهرة خلاصي ومجدي،‏ فلولا الإكليل لبقيتاللعنة على‏،‏ وبقى الشوك في حياتي.‏أين هي خطيتيالآن؟إنها في جبينك،‏ ولماذا أحتمل جبينك أكثر ما احتملت من الألم؟ والرد على هذا السؤال واضح،‏فجبيني هو أكثر مكان في جسمي يقترف الشر أفكاري.‏ الآن علمت يا سيدي أن جبينك القدس احتمل شدةالألم بسبب كثرة خطاياي الفكرية.‏أني بالحق أكرهك أيتها الأفكار الشريرة لأنك تغزين جبين حبيبي ومخلصي...‏ ربى يسوع دعن الآنأحدثك عن أشواكي.‏ كل يوم أسير على هذه الأرض-‏ الأرض الملعونة تصطدم رجلي بأشواكها فتجرحنيوتدميني.‏ لقد مزق شوك النجاسة ثوب طهارتي وشوك الأماكن الشريرة جرح رجي وأدمهاها.‏ وشوكالأعمال الرديئة أدمى يدي وجعلها عاجزة عن فعل الخير.‏ وشوك المناظر جرح عيني وأفقد بصيرتهاالروحية.‏ وشوك الأغاني البذيئة ثقب طبلة أذني وأضاع قدرتها على سماع صوت االله.‏ وشوكة شهوةالأكل جرحت فمي وأعجزته عن التسبيح.‏ وشوكة حب الظهور جرحت تواضعي.‏ وشوكة الشهوة أفسدتجسدي.‏بالزيت".‏إلى أصرخ إليك‏"الجسم كله سقيم.‏ ليس فيه صحة بل ضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلينربى يسوع نجني من هذه الأشواك.‏ وكيف ذلك؟في نهاية يومي-‏ وفي جلستي تحت أقدام صليبك أتأمل إكليل شوكك.‏ فأسجد متذللا ً أكشف لك كلأشواكي وجراحاتي وكلما أكشف لك عن شوكة مريرة...‏ أرى يدك اللطيفة تسحبها برقة من جسدي لتضعهاعلى أقدس مكان على رأسك تسحب الأشواك من عقلي ويدي وفكري وجسدي ثم تكومها وتصنع منه إكليلعار وإكليل لعنة وإكليل دنس وشر،‏ ثم تضعه على رأسك.‏17


إن كل نفس تجاهد ضد الخطية حتى الموت هي بحق في طريقها لنوال إكليل الاستشهاد،‏ كل نفستحافظ على طهارتها في هذا الجيل الشهواني تنال إكليل الطهارة.‏ إن كل فضيلة تصل في الجهاد فيها حتىالموت تصبح لنا بمثابة استشهاد.‏وأكاليل للشهداء،‏ وتذكر الأربعين شهيدا بسبسطية عندما رأى الحارس39إكليلا ً على رأسشهيدا.‏ 39أما الإكليل الأربعين فصاحبه هرب من الاستشهاد بينما ظل الإكليل معلق ًا في الهواء عندئذ اندفع الحارسواعترف بالإيمان ونال الإكليل.‏وإكليل احتمال الآلام...‏ وأمامنا قصة القديسة المتألمة التي ظهر ملاك ومعه إكليلان.‏ أحدهما إكليلأشواك الألم والثاني إكليل المجد،‏ وقال لها اختاري واحد هنا على الأرض والآخر هناك في السماء فأيهماتختارين الآن؟ أخيرا يا إلهي يسوع أقف هذه الليلة تحت أقدام صليبك وأقبل أشواكك كما أقبل إكليلك،‏آمين.‏20


وحملوه الصليبقبل هذا الحادث العظيم-‏ حمل الصليب-‏ وقبل أن يرى التلاميذ الصليب بعيونهم.‏ قبل ذلك بزمنبعيد قال يسوع للجميع ‏(إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني"‏ ول(‏إنها دعوة لحمل الصليب:‏.(23 :9دعوة بكامل الحرية...‏ ‏"إن أراد أحد".‏وهى شرط لتبعية يسوع...‏ ‏"إن أراد أحد أن يأتي ورائي ويتبعني".‏وهى دعوة كل يوم ‏"يحمل صليبه كل يوم".‏وهى دعوة مشروطة بإنكار الذات ‏"فلينكر نفسه".‏ربى وإلهي وحبيبي يسوع:‏ لم تعلمني بالكلام بل بالعمل،‏ أمرتني أن أحمل صليبي وقبل أن أحملهحملت أنت صليبك.‏أمرتني بإنكار الذات...‏ وأنت يا إلهي ‏"الذي كنت في صورة االله لم تحسب نفسك خلسة أن تكونمعادلا ً الله لكنك أخليت نفسك آخذ ًا صورة عبد صائرا في شبه الناس.‏ وإذ وجدت في الهيئة كإنسان وضعتنفسك وأطعت حتى الموت مرت الصليب"‏ ‏(في.(7-1:2إلهي:‏ أني أعجب من ذاتي التي تريد دائما مثل أبيها آدم أن تصير مثل االله،‏ وأعجب من إنكاركلذاتك عندما صرت إنسان ًا...‏ وإنسان ًا عبدا،‏ وعبدا يعنى عباد -أي خادما وغاسلا ً للأرجل وفقيرا في المذودومهان ًا كالعبد وتصدر إليك الأوامر من بيلاطس ورؤساء الكهنة كعبد وتقيد بالسلاسل كعبد وتؤمر بحملالصليب كعبد.‏ياربى:‏ أعطني كل مرة أن أراك حاملا ً الصليب أن أنكر ذاتي عندما أراك عبدا مطيعا.‏إلهي:‏ إن عدوتي ‏(ذاتي)‏ لا تريدني أن أكون عبدا للغير في شخصك-‏ إلهي أعنى.‏إلهي:‏ وإلى أي مدى كان أخلاؤك لذاتك؟...‏ إلى حمل الصليب والموت.‏وكان حمل الصليب بكامل حريتك فقلت ‏"ولى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذهالي:‏إن أردت...‏إن أردت أن تتبعني...‏إن أردت أن تكون مسيحيا...‏إن أردت أن تكون قديسا...‏إن أردت أن تكون شهيدا...‏إن أردت أن تكون خادما حقيقيا...‏لذلك قلت "...21


يا إلهي يسوع:‏ لقد كان الصليب شهوة لك من أجل حبك.‏ لي ‏"شهوة اشتهيت أن آكل معكم هذاالفصح...‏ شهوة اشتهيت أن أذبح وأصير أنا خروف الفصح".‏ربى يسوع:‏ أعطني أن أعشق صليبك وأحمله بكل حريتي.‏ ومحبتي لك.‏وحمل الصليب هو دعوة كل يوم،‏ والصليب يا إلهي كان في قلبك منذ الأزل قبل أن تحمله علىظهرك،‏ لأن الصليب يعنى حبك وتضحيتك وبذلك.‏ إن حمل الصليب عملية يومية...‏ هو ما تقابله في الشارعمن معاكسات هو كل صراع ضد الخطية في الشارع وفي كل مكان،‏ هو كل إصرار لصلب الأهواءوالشهوات هو كل إصرار للتمسك بالحرية التي وهبت لنا بالمعمودية.‏إلهي عرفت جيدا معنى قولك لي أن أحمل صليبي...‏ صليبي أنا...‏ كل يرم،‏ كما حملت صليبكأنت.‏ صليبي هو جهادي ضد الخطية.‏ وصليبك هو خطيتي التي فشلت في مقاومتها-‏ إذ هما واحدا،‏ صليبكهو مكمل لصليبي...‏ لأنك أنت رئيس الإيمان ومكمله.‏يسوعحملتها عنى.‏حبيبي...‏ أني أعشق صليبك لأنه كمال صليبي...‏ اسجد لك وأقبل هذه الخشبة المقدسةالتيإن أجمل منظر يشبع عيني هو أن أراك حاملا ً للصليب لأنه كمال صليبي،‏ وثانيا لأني أراك حاملا ًخطيتي لأنك حمل االله حامل خطية العالم...‏ عند ذلك أتأكد تماما أنك محب البشر الصالح.‏إنها دعوة لحمل النير:‏(30،29 :11"احملوا نيري عليكم،‏ تعلموا منى...‏ لأن نيري هينوحملي خفيف"‏ ‏(متنير لأنهصليب.‏والنير يوضع على كتف الثور ليدير الساقية،‏ فالنير ثقيل.‏ أما نير المسيح خفيف.‏ إن الثور الذي لايكون في رقبته آثار نير ثمنه رخيص في السوق لأن له منظر الثور ولكنه يرضى حمل النير والعكسصحيح.‏ربى:‏ لقد حملت النير على وقبتك وظهرك وأنا أريد أن أحمل النير كما أمرتني.‏ إنه نير الوصية.‏احبوا أعدائكم 6).) ولاترك كل شيء واتبعنى ‏(مر.(10تلميذ ًاإن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته و أولاده وأخواته حتى نفسه فلا يقدر أن يكون لي) ول .(14 محبة العالم عداوة الله...‏ربى يسوع،‏ إن وصيتك صعبة إنها نير،‏ إنها صليب هذا سر في المسيحية إنها صعبة من بعيد ولكنعندما أبدا بإيمان وحب في تنفيذها أجدها نيرا هي ًنا لأني من بعيد سأجد يسوع هو حمل االله الحامل معي النير.‏يا إلهي:‏ هذا معنى حملك الصليب معي.‏ربى يسوع:‏ معنى ذلك أن طريق التقابل معك هو حمل الصليب،‏ حمل النير.‏22


الطريق العملي لحمل الصليب-‏ والتقابل مع يسوع.‏1- أن أنفذ وصية يسوع مهما كانت ثقيلة حتى إلى حمل الصليب.‏2- إن كل جهاد ضد الخطية من أجل الحفاظ على حريتي هو حمل الصليب.‏3- إن كل رضى وتسليم بمرض أو ألم بشكر وفرح ورضى هو حمل للصليب ‏"لأعرفه وشركةآلامه...‏ متشبها بموته ‏(علي الصليب).‏هذه طرق عملية للقاء معك.‏4- وهناك صنف رابع هو أروع مقابلة مع يسوع وهى لقاء سمعان القيرواني:‏ إنسان يدخل ليحملحليب إنسان آخر ما أعذبه لقاء مع يسوع حاملا ً للصليب.‏ ما الفرق بين خطيتي وخطية أخي؟ كلاهما تسببالك في حمل الصليب.‏ إذ ًا يا نفسي لو سعيت لحمل أتعاب أخيك فإنك ستكونين سمعان القيرواني الذي تشرفببركة مقابلة يسوع ومشاركته في حمل الصليب لا يوجد إنسان في الوجود له القدرة على حمل صليب يسوعولكن يسوع وحده هو الذي يشرفني بأن يجعلني سمعا ًنا قيروانيا.‏إلهي:‏ سأحمل خطايا أخوتي وأصلى عنهم كما أصلى لأجل خطيتي.‏ سأصوم من أجلهم كما أصوممن أجل نفسي...‏ سأعملعلىافتقادهم وأبعادهم عنها بأن أحملها بنفسي عنهم.‏يسوع حبيبي:‏ أهلني أن أكون سمعا ًنا قيروانيا.‏إنه علامة ابن الإنسان وعلامة أبناء االله.‏القديسون حملوا الصليبهو وسيلة التحرر من الذات وصلبها...‏اسألوا مقاريوس وأرسانيوسهو وسيلة صلب الشهوات...‏اسألوا بوتامينا العفيفة ومريم المصرية.‏إنه وسيلة للتحرر من محبة العالم والمال...‏اسألوا أنطونيوس وباخوميوسإنه وسيلة المشاركة في آلام الآخرين...‏اسألوا الأنبا بيشوى والأنبا بمويه.‏إنه وسيلة الجهاد في الكرازة والتعب في رد الضاليناسألوا الرسل القديسين وبولس ومارمرقس.‏إنه وسيلة الجهاد والمحافظة على الإيمان.‏اسألوا أثناسيوس وكيرلس والشهداء.‏23


تصل ّإنه وسيلة الحب للمسيح...‏اسألوا النساك وسكان البراري والشهداء.‏إلهي:‏ أني أتصور الآن كل قديس حمل صليبه وتبعك ولاكتاب يسوع المصلوب ‏(نفس بلا صليب كعروس بلا عريس).‏يوجدقديس واحد بلا صليب وكما قالإلهي:‏ لا يمكنني أن أتبعك إن لم أنكر ذاتي وأحمل صليبي كل يوم.‏ إن كل تذمر في حياتي اليوميةيعنى رفض للصليب وبعدى عن خلاص نفسي.‏والآن ياربى:‏ سأسير مع آبائي القديسين حاملا ً صليبي الذي يكمل في صليبك فأعنى.‏كيف تحمل الصليب؟1- كثيرون يرفضون السير مع يسوع حاملين الصليب ودائما يتذمرونذاك؟ إنهم يريدون أن يكون لهم تمتع وقتي بالعالم دون صليب.‏قائلين لماذا هذا الألم أو2- صنف ثان يعشقون الصليب ويعانقونه كأمر واقع وكخضوع اضطراري لمشيئة االله.‏3- صنف ثالث يعشقون الصليب ويعانقونه،‏ هؤلاء أحباء يسوع.‏إن الأم التي ترى ابنها الحبيب في شدة الألم تطلب أن تشاركه الألم محبة فيه.‏ هذا هو إحساس أحباءيسوع يحبون أن يصلوا سمعا ًنا قيروانيا.‏ إنهم يشكرون يسوع لأنهم صاروا شركاء آلامه.‏ إنهم يحبون يسوعلأنه يتذكرهم ببركات الصليب.‏ إنهم يقولون إن يسوع لا يمكن أن يعطى صليبه الغالي إلا للنفوس التي يأتمنهاعليه.‏إلهي يسوع:‏ إن صليبك الغالي هو أجمل هدية منك لي:‏ أقبل وأحمله بفرح وإن لم ترسل لي ياحبيبي صليبا سأبحث لي عن صليب داخلي،‏ ربما تدريب على احتمال.‏ ربما صوم،‏ ربما سهر ودراسة،‏ ربماخدمة...‏ ولكن كل هذا بسرور.‏ وكما يقول كتاب يسوع المصلوب إن الذين تذمروا على الصليب وجدفواأنحدر بهم الصليب للهاوية ‏(كاللص الشمال).‏ والذين قبلوه بفرح إرفتع بهم إلى الفردوس ‏(كاللص اليمين).‏ إنأجمل فرصة في حياة اللص اليمين كانت لحظات اقترابه من يسوع المصلوب.‏ ربى وإلهي لا تسمح لي أنأبعد عن صليبك أبدا ولا عن نيرك الهين اللذيذ.‏إلى أي حد وأي مدى سأحمل الصليب.‏كثيرون ساروا وراء يسوع.‏ ولكن قليلين جدا وصلوا إلى الجلجثة.‏ هؤلاء الذين أحبوك،‏ أمكالعزيزة الحبيبة ومريم المجدلية التي أحبت كثي را فغفرت لها خطاياها الكثيرة،‏ ويوحنا الذي تعلم الاتكاء علىصدرك الحنون.‏ربى يسوع:‏ إن الحب كان هو الطاقة الجبارة التي وهذه النفوس إلى الجلجثة.‏ربى يسوع:‏ لست أقول أني سأسير معك إلى الجلجثة لكن أن تملأمعك إلى الجلجثة.‏قلبي حبا وطاقةتدفعني للسير24


والسير معك حاملا ً الصليب يعنى أن أسير معك إلى الذبح-‏ إلى الجهاد ضد الخطية حتى الموت...‏إلى الاستشهاد.‏ إلهي أعنى وارحمني.‏يسوع يقع تحت ثقل الصليب:‏إنه منظر رهيب يكشف عن ثقل خطية العالم ويؤكد أن لا شيء يوقع حامل الكون بكلمة قدرته،‏ لاشيء يوقعه على الأرض إلا ّ خطيتي وخطية الآخرين.‏يا نفسي كل مرة ترين هذا المنظر الرهيب اذكري سقوطك وحالا ً قومي بقوة ذلك الذي حمل عنك،‏في كل مرة تسقطين تذكري أن يسوع وقع معك تحت نير الصليب.‏إن سقوط يسوع تحت نير الصليب=‏ قيامي وحريتي من عبودية الخطية.‏أشكرك يا إلهي وأمجد أسمك وأتلذذ بحمل صليبك الذي وهب لي القيام من الخطية.‏أخافالوقع تحت أقدام ثقل صليبي:‏أولا ً :لا تخافي يا نفسي لأن االله لا يدعك تجربي فوق ما تحتملين.‏ كالخياط الماهر الذي يفصلالثوب مضبوط ًا على صاحبه.‏ إلهنا أيضا يعطى التجربة بالمقاس.‏ لذلك يا إلهي الحبيب لن أختار لنفسي صليبابل أطلب إليك أن تختار لي صليبا.‏ثانيًا:‏ إن التجربة لها قصد واحد هو خلاص نفوسنا وهذا معنى قول الرسولمعا للخير"...‏ أي خير؟ الخير الروحي وهو الأهم،‏ وهو خلاص نفوسنا.‏‏"إن كل الأمور تعملثال ًثا:‏ أن لا ننسى أن يسوع معنا في حمل الصليب بجوارنا لقد وقع الثلاث فتية في آتون النار-‏وحمل النار كان ثقيلا ً،‏ ولكن كان معهم في وسط النار فحولها إلى برودة.‏ فالرب يسوع لم يأت إلى العالمليرفع عنا الصليب لكن ليشترك معنا في حمل الصليب.‏ ولكن البعض يعترض:‏ لقد اجتزنا التجربة وحدنا،‏ويسوع يرد عليهم لقد كنت معكم ولكنكم رفضتم النظر إلىّ‏ وأنا حامل الصليب بل نظرتم لتعزية الناس.‏شكرا يا إلهي لمحبتك-‏ يا حمل االله يا حامل خطية العالم كله.‏ من أجل هذا لن أختار لي صليبا بلأتركك أنت تختار الصليب الذي ستحمله أنت-‏ بل الذي سأضعه أنا على كتفك.‏إلهي أشكرك-‏ ارحمني وأعنى.‏25


ب(‏وسمروه على الصليب"ثقبوا يدي ورجلي.‏ أحصى كل عظامي"‏ ‏(مز.(11 ،16 :22أولا ً :معنى المسمار:‏أ(‏ )- لقد أحدث المسمار في يديك ورجليك الطاهرتين ياربى أثرا لن يمحى من جسدك إلى الأبد.‏ربى يسرع دعني أنحني كما انحنى بطرس ودخل القبر-‏ دعني أنحني داخل هذا الجرح!!-‏ سأجد منظرارهيبا...‏سأجد خطاياي وشهوات قلبي،‏ عندئذ سأتأكد تماما أنه ليس هناك قوة في الوجود تقدر أن تسمركعلى الصليب إلا خطاياي.‏أذكر سيدة محبة للمسيح زرتها في منزلها فوجدتها قد رسمت صورة كبيرة لقدم السيد المسيحوواضح فيها المسمار والجرح كبي را،‏ عندما سألتها عن معنى هذه الصورة قالت لكي أرى بوضوح خطايايالتي سببت هذه الجراح.‏(وعندما دق المسمار في الرجل تفجرت ينابيع الدم اللازمة لغسل خطاياي:‏ إن التأمل في جروحالمسامير يدفعني لأدارك أمرين خطيرين:‏ الأول عظم خطاياي،‏ والأمر الثاني هو عظم مراحمك ومحبتكللخطاة-‏ وقوة الدم في الغفران...‏ ‏"إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وتد رفعه منالوسط مسمرا إياه بالصليب"‏ ‏(كو.(14 :2ثانيًا:‏وبالمسامير التي سمرتبهاأنقذ عقولنا منطياشة الأعمال الهيولية‏(الأجبية):‏ربى يسوع:‏ إن المسمار الذي سمرت به يعنى أنك أعطيتني القوة لتسمير طياشة الأعمال الهيولية.‏أنت تعلم أفكاري طائشة.‏ أعمالي طاثشة،‏ أحلامي طائشة،‏ آمالي طائشة ميولي جامحة...‏ يا نفسي إلى أينأنت سائرة؟!‏إلهي:‏ سمر خوفك في قلبي بكى لا أخطئ إليك.‏سمر يدي كي لا تصنعا الشر.‏سمر رجلي كي لا تذهبا إلى مكان أنت لست فيه.‏سمر فكرى كي لا يفكر إلا فيك.‏سمر شهوتي كي لا تشتهى إلا أنت.‏يا نفسي:‏ لقد أعطاك قرة مسمار الصليب.‏ السلاح القوى لضبط أهوائك،‏ فعندما تهيج عليكضعفاتك.‏ أركعي تحت الصليب لمدة دقائق بسيطة.‏ وتأملي المسمار الذي سمر خطاياي على الصليب.‏ إنعملية التسمير تحتاج للطرق بالمطرقة بقوة على المسمار لذلك يا نفسي كوني قوية ولا تهملي الطرق علىالمسمار بالصلاة وبالتأمل في مسامير الرب يسوع حتى تثبت أفكارك فيك وحتى تنضبط أهوائك.‏26


د(‏هذا العالم الذي غلبه أغسطينوس عندما قال ‏"وضعت قدمي على قمة هذا العالم عندما صرت لاأشتهي شيئًا ولا أخاف شيًئا".‏يانفسي:‏ ثقي أن يسوعقد غلب العالم ليأما 33) 16: ‏(يوغلبتنا نحن فهي إيماننابالذي غلبالعالم ‏(‏‎1‎يو.(4 :5للعالم"‏ ‏(غلربى يسوع:‏ يا من سمرت العالم لي دعني أذوق طعم هذه الآية ‏"الذي به قد صلب العالم لي وأنا.(14 :6إلهي يا من فعلت في حياة القديسين عبر الأجيال،‏ سمر العالم الآن في أعين شبابنا وبناتنا،‏ سمرموضات اللبس أمام بناتنا،‏ سمر محبة المال وشهوات العالم أمام أولادنا...‏ سمر كل إغراءته أمام الكنيسة.‏(سمر حياتي فيك:‏إن النفس البشرية سريعة الحركة سريعة الجولان في كل الاتجاهات المضادة وليس هناك منيضبطها فيك إلا مسامير محبتك التي سمرت بها على الصليب.‏ ربى يسوع أني أشكو دائما أني غير هائمفي حبك.‏ أحبك أحيان ًا ثم تسبيني محبة العالم-‏ ثم أبحث عن محبتي الأولى لك فلا أجدها.‏متى يصبح حبك ثابت ًا في قلبي!-‏ كل مرة أتأمل في مساميرك أجد حبك مسمرا فيقلبي .أحببتني إلى المنتهى-‏ متى أحبك إلى المنتهى.‏ إلهي سمر حبك في قلبي لكي لا يحب إلا الذي سمرلأجله،‏ ويحب كل الذين أحببتهم إلى المنتهى.‏ ‏(لا أعتقد أنني أحب سيدي يسوع المسيح دون أن يسفك دمه كلهلأجلى).‏أغناطيوس.‏ربى يسوع:‏ سمر حبي فيك،‏ سمر إيماني فيك،‏ سمر نظري فيك،‏ آمالي فيك،‏ سمرني كي لا أرتفعمن فرط الكبرياء،‏ سمر وداعتك واتضاعك في قلبي.‏إلهي يسوع ‏"ثبت حياتنا فيك كما يثبت السندان تحت المطرقة".‏‏(من أغناطيوس إلى بوليكاريوس)‏28


وعندما تشكى في قدرة الكنيسة على رعاية أبنائها وحمايتهم ضد الشر-‏ يقف يسوع شامخ ًا فيالوسط ويقول لك،‏ هات إصبعك ولا تكوني غير مؤمنة بل مؤمنه.‏المسمارفي قلب العذراء الأمأيتها القديسة العذراء:‏ من ذاق ألم المسمارالروماني على المسمار كانت تدوي في قلبك.‏قدرك أيتها الأم!‏إن كل طرقة من طرقاتالجندي‏"العالم كله يفرح لقبوله الخلاص أما أحشائي فتلتهب عند النظر إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليهمن أجل الكل يا ابني وإلهي"‏ ‏(الأجبية-‏ قطع الساعة التاسعة).‏30


ب(‏ىحتأ(‏طعنوه‏"واحد من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء"‏ ‏(يو‏"فينظرون إلى الذي طعنوه"‏ ‏(زك‏"وستنظره كل عين والذين طعنوه"‏ ‏(رؤ.(14:19.(10 :12.(7 :1أيتها العذراء-‏ أخبرينا عن مقدار الألم الذي تسببت ني خطايانا لابنك وإلهك،‏ من أجل هذا صلىعنا،‏ اشفعي فينا أمام ابنك الحبيب آمين.‏بعد أن أسلمت الروح يا مخلصي،‏ تعاظمت شراسة الإنسان فطعن جسدك الميت بالحربة،‏ فإن كانتالحربة يا مخلصي لم تؤلمك جسديا مثل المسمار لأنك كنت قد أسلمت الروح.‏ لكن بالحق معناها أمامك أكثربشاعة من آلام المسمار...‏ لأنها كانت إمعا ًنا في الاستهتار بك.‏يا نفسي إن الحربة بعد المسمار ترمز لتكرار الخطية.‏ والحربة يا نفسي ترمز إلى الاستهتار فيصنع الخطية،‏ ف أحيان ًا أسقط في الخطية-‏ ولكن مرات أخرى أصنع الخطية بلامبالاة وبدون تدقيق وهذايعيد لك يا سيدي ذكريات الطعنة.‏ لذلك فالتدقيق هو درس أتعلمه اليوم كلما أنظر إليك وأنت مطعون‏"وستنظره كل عين والذين طعنوه"‏ ‏(رؤ(7 :1فالجندي الذي طعنك واحد.‏ ولكن المستهترين يا نفسي كثيرينلذلك قال ‏"والذين طعنوه".‏ربى يسوع:‏ وما هو ردك على هذه الطعنة؟عندما مد الإنسان يده ليطعنك قابلته بانفجار ينبوع من الماء والدم،‏ وهكذا غلبت الإنسان الذيحرمك من نقطة ماء.‏ عندما قلت أنا عطشان إذ أفضت عليه ينبوع ماء ودم،‏ وغلبت خطيتي فقابلت شرالطعنة المميتة بينبوع ماءودم محيى...‏ لك المجد يا إلهي،‏ هذا الينبوع من الماء إنما فاض لأجلى:‏لكيتغسلني كثيرًاإثمي:‏ من(إن مياه معموديتي قد اكتسبت قدرتها على التطهير من مياه جنبك الإلهي.‏ إن خطية الطعنة قد قوبلتبينبوع ماء طاهر من جنبك الإلهي-‏ فالماء مع الدم غلب الخطية،‏ كما دفنت آثامي بالمعمودية ‏"مدفونين معهبالمعمودية"‏ ‏(رو.(6إن لنجينوس الجندي الذي طعنك بالحربة...‏ لابد وأن يكون قد نزل عليه رذاذ ًا منينبوع حبك فتطهر من خطيته وآمن ‏"وأرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاساتكم...‏ وأعطيكم قلباجديدا"‏ ‏(حز.(26 ،25 :36ربى يسرع:‏ إن وقفتي اليوم تحت أقدام صليبك إنما هي بقصد الوقوف تحت تيار ينبوع هذه المياهالمطهرة وأقول أغسلني كثيرا من خطيتي فأطهر-‏ انضح على فأبيض أكثر من الثلج.‏وهذا الينبوع فاض ليفجر فيعيني دموع التوبة:‏(في وقوفي أمام جنبك الإلهي-‏ أرى جسامة خطيتي واستهتاري وخيانتي لحبك.‏ وفي نفس الوقتأرى ينبوع حبك الغالب لكل خيانة في.‏ عندئذ أخرج إليك وأقول ‏"أعطني يارب ينابيع دموع كثيرة كماأعطيت المرأة الخاطئة"...‏ وأسمع صوتك لي وأنت حامل الصليب قائلا ً ‏"لا تبكين على بل على أنفسكن31


اعوأولادكن"‏ وأنت يارب بذاتك بكيت على أورشليم.‏ فياليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكى.‏ أبكى علىنفسي ‏(أورشليم)‏ عندئذ تصبح دموع التوبة معمودية ثانية فأطهر...‏ إن أرميا النبي يأمرني قائلا ً ‏"اسكبي كمياهنفسك"‏ ‏(مرا.(19 :2إن مياه النهر لها القدرة على تفتيت صخور الجرانيت...‏ وأنا أؤمن أن ينبوع حبكالإلهي يفيض بقوة قادرة على تفتيت صخور الخطية في قلبي كما فتت دموع المرأة الخاطئة كل آثار ماضيهافتطهر قلبها...‏ أعطني يا يسوع.‏ربى يسوع:‏ أني أتأملك مصلوبا-وقلبي كالصخر-‏ ماالجفاف هذاالروحي؟...‏ يارب أفض في ينبوعدموع يفتت فتوري وضعف محبتي.‏ أني أصنع الخطية باستهتار وأطعنك-‏ ما هذا الجمود لمحبتك.‏أقرأ كتابك المقدس،‏ وسير قديسيك،‏ واسمع عظاتك،‏ وأعلم الآخرين-‏ ومع هذادموعا...‏ يارب يسوع اضرب الصخرة فتفيض دموقلبي كالصخر لا يفيض.أسمع عن سقوط شبابك وشاباتك،‏ وحالات الانحلال ولساني دائما يدين الكبير والصغير وأقف متفرجا،‏وأنسى أنك وقفت باكيا على أورشليمشعبي"‏ ‏(أر" لاأ.(1 :9ليت وأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكي نهارا وليلا ً قتليبنت ربى يسوع متى أشاركك في البكاء على أورشليم.‏لقد عوم داود سريره بدموعه ‏(مزطعنوك ‏(رؤ...(6 :6.(7 :1كداود،‏ وفي طريق الحب كالمرأة الخاطئة.‏وأنا ياربى أعطني أن أقف أمام صليبك وأنوح مع الذينإن الدموع هي ثمرة النوح أمام الصليب فأعطني يارب لكي أسير في حياة التوبة‏(ج)‏الدم مع الماء-‏ العرق كالدم:‏هذا هو سر الحياة معك يا إلهي،‏ ففي جهادك في جثسيمانى نزل العرق كالدم،‏ وفي طعنتك خرجالدم مع الماء.‏ عندما يذوق الإنسان دموع التوبة و يسير في طريق الصليب يختبر الجهاد والألم فيمتزجالعرق بالدم.‏ وعندما نخدم في كنيسة المسيح ونجاهد في العبادة نذكرك يا إلهي في جثسيمانى فنتعلم أن الجهادلا يكفيه الدمع بل العرق حتى الدم.‏ ‏"إن المسئولية الملقاة على عاتقنا نحو الكنيسة المقدسة لهى أكثر منالروح،‏ لها منا دمنا وحياتنا.‏ لا معنى للحياة الروحية إذا كانت جافة لا دمع فيها ولا عرق ولا دم يعجنحياتنا لتصبح خبزا مشويا على صاج محبتنا لرب أودع جسده ودمه بين أيدينا ليبقى تجسده حاضرا معناونبقى نحن حملته مخلصين للإله المتأنس فتغتذي به كل الإنسانية"‏ ‏(عن مجلة النور).‏ما أجمل تقليد كنيستنا في سر التناول إنها تمزج عصير الكرمة بالماء لكي يصبح تماما دم وماءكالذي خرج من الجنب الإلهي.‏‏(د)‏وفاض هذا الماء للارتواء:‏‏"من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.‏ بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوعماء ينبع إلى حياة أبدية..."‏ ‏(يو.(14 :4قالت له المرأة ‏"أعطني من هذا الماء كي لا أعطش"‏ لقد جربت يانفسي مع السامرية مياه العالم ‏(شهوة جسد،‏ وشهوة أكل،‏ وحب الظهر،‏ وشهوة لبس،‏ وشهوة مديح،‏ وحب32


للذات)...‏ أكثر من خمسة أزواج،‏ كل هذا لم يرويني أبدا.‏ لكن الذي عرف طريق جنبك الإلهي المطعونووضع فمه على هذا الجرح وشرب فلا يعطش إلى الأبد...‏ ربى يسوع أعطني هذا الماء‎3‎الرب يسوع يقول من يعطش فليأت...‏ إلى أين تذهب...‏ إلى الينبوع...‏ إلى الجنب المطعون...‏ إلىالصليب!‏ربى يسوع:‏ هل يمكن الوصول إلى هذا الينبوع خارج دائرة الصليب؟...‏ لا...‏ لا...‏ لا-‏ ما هذاالخداع-‏ نريد العالم مع ينبوع الصليب،‏ نريد خمسة أزواج السامرية مع يسوع،‏ نريد الفرح الروحي مع آمالالعالم...!‏يا نفسي:‏ لابد من الترك وبعد ذلك التحرك نحو الصليب.‏ إنك عندما تتركين حياة العالم تجدين نفسكفي الطريق لينبوع الصليب،‏ والعالم سينبذك وسينبذك بالرجعية والتزمت والتهور.‏ ولكن مياه الجنب الإلهيالمروية ستشبعك جدا جدا...‏ وتشغلك عما يقوله الناس.‏إنها مياه حب:‏ حب حقيقي من جنب الحبيب المطعون.‏ أريد أن أضع فمي عليه وأشرب حبا ‏"إنيمريضة حبا...‏ أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن الحبيب حتى يشاء"‏ ‏(نشمحبتك في فمي-‏ في قلبي بالروح القدس ‏(رو.(6 ،5 :2(5 :5ربى يسوع اسكبأعطني كما أعطيت المرأة الخاطئة فأحبت كثيرا) ول 7.(47 :أعطني أن أحبك فلا أحب آخر سواك بل أترك كل ما هو عداك لأن محبة العالم عداوة لمحبتك،‏الآن عرفت الطريق،‏ طريق جنبك والوقوف أمام صليبك...‏ في القداس،‏ في الصلاة،‏ في الصوم،‏ سوف لايفارق فمي جنبك الإلهي لكي أشبع حبا.‏إنها مياه التأمل:‏ إن آية واحدة كفيلة أن تشبع حياتي فرحا فأعطني يا يسوع آية من إنجيلك كماأعطيت انطونيوس-‏ وحولها فيّ‏ إلى ينبوع ممزوج بمحبتك فألهج في ناموسك ليلا ً ونهارا-‏ يا نفسي إن الكتبالمقدس ينبوع فيض من جنب المسيح.‏ لو أخذت كل يوم آية واحدة ولهجت فيها لتحولت إلى روح وحياة،‏تلهجي فيها نهارا وليلا ً فتصيري شجرة مغروسة على مجارى المياه.‏ شجرة تعطى ثمرها في حينه وورقها لاينتثر منها أبدا ‏(مز‎1‎‏).‏إنها مياه تعزية وحياة ‏"من آمن بي تجرى من بطنه أنهار ماء حي"‏ ‏(يو(38 :7مياه حية-‏ أما مياهالعالم فميتة.‏ إنها أنهار وليست مياه راكدة...‏ ربى يسوع ارويني وأشبعني لأن مياه الروح القدس فاضتعندما تمجدت أنت وطعنت بالحربة ‏(يوصلاح إيمان وداعة تعفف"‏ ‏(غلالقدس يأخذ مما لك ويعطيني ‏(يو...(39 :7،22 :5.(14:16مياه الروح القدس ‏"محبة فرح سلام طول أناة لطف23). أعطني يا يسوع هذه الثمار الحلوة-‏ أنا أعلم يارب أن الروحأيها الروح القدس أتضرع إليك أن تأخذ من ينابيع الجنب الإلهي وتفيض في أنهار ماء حي.‏ سأضعفمي على الجنب الإلهي وأنت يا روح قدس االله أفض في أنهار جارية:‏ أنهار حب أنهار فرح أنهار سلامأنهار لطف أنهار إيمان أنهار طهارة وتعفف...‏ لن أبارح جنبك الإلهي.‏إنها مياه أتضاع:‏ ربى يسوع كل مرة كنت أقف تحت أقدام صليبك مع المجدلية لكي آخذ،‏ واليومتدعوني لأرتفع إلى جنبك الإلهي أنت تنزل إلى قدمي لتغسلها ثم ترفعني إلى فوق إلى جنبك الإلهي لأشرب33


شالتيأمنه...‏ يارب أني أذوب خجلا ً عندما تنحني لتغسل رجلي وبالأكثر أذوب خشوعا عندما أجدك تضع شمالكتحت رأسي ويمينك تعانقني لترفعني.‏ لترفعني فأصل إلى جنبك الإلهي لأرتوي.‏ضرب الصخرة...‏ والصخرة كانت المسيح.‏‏"ضرب الصخرة فانفجرت المياه"‏ ‏(مز.(41 :105الصخرة هي المسيح،‏ والضربة كانت الحربة،‏وللحال انفجرت المياه فشربت منها الكنيسة وسط البرية ‏"لأنهما كانوا يشربون من صخرة ‏(روحية).‏ هذاراب المقدم للكنيسة كلها...‏ لتشرب الكنيسة بفرح من ينابيع الخلاص ‏(اش...(3 :12لتشرب الكنيسة حباوفرحا وسلاما ووداعة ولطفي وطهارة...‏ بدورها تنادى العطاش ‏"الروح والعروس ‏(الكنيسة)‏ يقولان تعال...‏ومن يعطش فل" ‏(رؤ .(17 :22شربوا...‏والصخرة تابعتهملك المجد يا حبيبي ألا يكفي أن تضرب لتفجر لي ماء،‏ ولكن الصخرة تتابعني الآن.‏ لا يكفي أنتعطني المياه ولكن تتابعني وتجرى ورائي لتعطني...‏ لك المجد...‏ لك المجد يا إلهي.‏ أنت تعلم أني سائر فيالبرية لذلك تلاحقني بالماء لئلا أموت من العطش من أجل ذلك صرخت من أجلى على الصليب وقلت أناعطشان.‏أنت عطشان:‏عطشان إلى توبتي.‏ هل أرجع الآن عن خيانتي وأقدم لك حياتي بدل الخل الذي قدمته لك ‏"وفيعطشي سقوني خلا ً"‏ ‏(مز‏(عا.(21 :69أنت عطشان إلى نفسي،‏ وعطشان لكي أذهب وأحضر لك كل أهلالسامرة...‏ ربى يسوع أعنى.‏أنا عطشان:‏أنت قلت أنك عطشان ولم يسمع لك أحد...‏ وتريدني اليوم أن أرويك بأن أقول أنا عطشان إلى الحياةمعك.‏ عطشان لك وليس لمياه العالم أنت تبكى يا يسوع لأن ‏"اليوم تجوع بالعطش العذارى الجميلات والفتيان"‏.(13 :8ويتركوك أنت ينبوع الحياة ويحفرون لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء.‏ يا أخوتي الشبانوالشابات-‏ أيها العذارى الجميلات والفتيان بدل أن تموتوا في برية العالم من العطش،‏ بدل أن يفتن قلوبكمزخرفة العالم الباطلة صدقوا المسيح المطعون.‏ هو لا يخدعكم بل يحبكم ويبذل حياته لترتووا...‏ ألا منصرخة قوية الآن تهز شباب العالم ليرجعوا للينبوع الصادق من الجنب الإلهي،‏ ألا من آذان صاغية لصرخةالمسيح!!‏‏"من يعطش فليأت،‏ ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجان ًا"‏ ‏(رؤالعطشان وسيولا ً على اليابسة"‏ ‏(اش:22.(3 :4417). ‏"لأني أسكب مياها علىلنرجع يا أخوتي كرجوع الأيل إلى مجارى المياه،‏ ولنقل مععطشت إليك"‏ ‏(مزالنبي ‏"يا االله إلهي إليك أبكر لأننفسي.(1 :63ربى يسوع:‏ أعطني القوة لكي لا يفارق فمي ينبوع جنبك الإلهي،‏ آمين.‏34


مع المسيح صلبتمقدمة:‏‏"إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني"‏ ول(‏.(23 :9هذا هوشرط الحياة مع المسيح.‏ و المسيحي الحقيقي لكي يضمن سلامة طريقه ودخوله من الباب الضيق،‏ عليه أنيحمل صليبه وينشغل بيسوع المسيح المصلوب عليه دائما.‏والكنيسة لكي تعلمنا الانشغال المستمر بالصليب المقدس منفذة كلمات الرسول ‏"يا أولادي الذينأتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيهم"‏ ‏(غل.(19 :4رتبت لنا الصلوات اليومية في كتاب الأجبية حسبساعات آلام ربنا يسوع المسيح،‏ لكي نتذكر هذه الصلوات و يتصور المسيح فينا طول اليوم وهذا أقصى ماتتمناه الكنيسة لأولادها الذين تتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح فيهم.‏والصليب أيضا هو الأساس الذي يجب أن نقيم عليه كل أعمالنا اليومية،‏ فنحن لا نتصرف في أيموقف نمر به طول اليوم إلا على أساس ما يلزمنا به الصليب المقدس كحاملين له وعندما نتصرف عكس مايمليه علينا الصليب فهذا يبين أننا غير حاملين له وبالتالي غير تابعين للرب يسوع.‏والكتاب الموضوع بين يديك يعطيك فرصة للحياة يومًا كام ًلا مع صليب المسيح،‏ إذ تدربت عليهسيصبح موضوع شيق ولذيذ...‏ إنه سيصبح حياتك كلها حتى أنك ستردد بفرح ‏"مع المسيح صلبت فأحيا لاأنا بل المسيح يحيا في‏"‏ ‏(غلالقصد من هذا الكتاب:‏.(25 :2هو مجرد ترتيب للحوادث في يوم الجمعة العظيمة من الساعة الأولى ‏(السادسة صباحا)‏ حيث بدأتمحاكمة الرب،‏ حتى الساعة الثانية عشر ‏(السادسة مساء)‏ حيث تم دفن الرب.‏ وترتيب بعض الحوادث محددبساعات معينة في الإنجيل،‏ أما البعض الآخر فيقع بين هذه الساعات.‏ فمثلا ً الساعةوضع إكليل الشوك على رأس الرب.‏ والدقائق التي سبقت الساعة9 صباحا9 صباحا39 جلدة.‏فالكتاب سيرتب الحوادث منوسنترك مكان ًا لتوقيت الساعات بالتقريب.‏9 -6 صباحا،‏تقريبا يقابلهافهي الوقت الذي جلد فيه الربوالقارئ يمكن أن يستنتج زمن أي حادثة تقريباالرب.‏وبذلك يجد المسيحي حوادث الرب موزعة على اليوم.‏ ويجدر فيها مجالا ً للتأمل المستمر في صليبالرب قادر أن يستخدم هذا الكتاب لنفع كثيرين بشفاعة سيدتنا كلنا الشفيعة الأمينة لجنسنا القديسةالطاهرة أم النور العذراء وصلوات أبينا الطوباوي الأنبا شنوده الثالث.‏ آمين.‏1- من بيت عنيا إلى أورشليم ‏"العشاء الأخير".‏2- من العشاء إلى بستان جثسيمانى ‏"الرب يسوع يصلى والتلاميذ نيام".‏35


3- من بستان جثسيمانى إلى قيافا رئيس الكهنة للمحاكمات.‏4- من قيافا إلى بيلاطس.‏5- من بيلاطس إلى هيرودس.‏6- من هيرودس إلى بيلاطس مرة أخرى.‏7- من بيلاطس إلى الجلجثة حيث تم الصلب.‏المحاكمات من الساعة9 -6 صباحًا:‏1- المحاكمة الثانية أمام رؤساء الكهنة.‏2- المحاكمة الثالثة أمام بيلاطس.‏3- المحاكمة الرابعة أمام هيرودس.‏4- المحاكمة الخامسة أمام بيلاطس مرة أخرى.‏إلى الجلجثة حامل الصليب من الساعة12 -9 ظهرًا.‏جلدة.‏ -5 396- إكليل الشوك والتعييرات.‏7- الرب يقع تحت الصليب.‏8- سمعانالقيرواني يحمل الصليب.‏9- تقابل نظراته مع أمه.‏10- يا بنات أورشليم أبكين على ذواتكن...‏ الصلب.‏كلمات يسوع المسيح من الساعة:3 -1211- يا أبتاه أغفر لهم...‏12- الحق أقول لكم اليوم تكون معي في الفردوس.‏13- ياامرأة هوذا ابنك...‏14- إلهي إلهي لماذا تركتني...‏15- أنا عطشان...‏16- قد أكمل...‏17- يا أبتاه في يديك أستوح روحي...‏الحوادث من الساعة6 -3 مساء.‏18- طعنه بالحربة في جنبه.‏19- القبورتفتحت،‏ انشق حجاب الهيكل.‏20- تشقق الصخور.‏ تزلزل الأرض.‏21- إيمان قائد المئة.‏22- نزول الجسد من على الصليب.‏ الدفن.‏36


ليلة الجمعةقضى رب المجد يسوع ليلة الجمعة صامت ًا قال لا يجيب بشيء مما يشتكون به عليه،‏ ساهرا فيمحاكمات وشهادات زور واستهزاء وبصق وجلد وضرب وتجديف.‏ وبين إنكار بطرس تلميذه ولعناتهوحلفانه.‏ ثم مزق رئيس الكهنة ثيابه،‏ وحكم الجميع على الرب يسوع أنه مستوجب الموت ‏(مر.(72 -53 :14كانت هذه هي المحاكمات الأولى التي تمت في ظلام الليل،‏ لأن الباطل لا يتم في الظلام ويخاف منمواجهة نور النهار.‏بعد ذلك بدأ نهار يوم الجمعة العظيمة يلوح فاجتمع مجمع السنهدريم للتصدق على هذه المحاكمةالمزورة.‏37


الساعة الأولى من النهار‏(السادسة صباحًا)‏يوم الجمعة العظيمةالساعة السادسة صباحًا‏(الأولى من النهار):‏ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه إلى مجمعهم قائلين إنكنت أنت المسيح فقل لنا فقال لهم:‏ إن قلت لكم لا تصدقون.‏ وان سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني.‏ منذ الآنيكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة االله.‏ فقال الجميع أفأنت ابن االله.‏ فقال لهم أنتم تقولون أني أنا هو.‏ فقالوا‏"ما حاجتنا بعد إلى شهادة لأننا نحن سمعنا من فمه"‏ ول(‏.(71 -66 :22كانت هذه هي المحاكمة الثانية.‏بعد الساعة 6 صباحًا‏(حوالي...):‏‏"طردوه من المكان لئلا ينجسه ثم استهزأ به الجميع واحتقروه...‏ ثم أوثقوه ومضوا به ودفعوه إلىبيلاطس البنطى الوالي"‏ ‏(مت.(2 :27ربى يسوع من أجلى رضيتبوثاقات الإثم وبقيود الغضب.‏أوثقوا يديك...‏أن توثق لكيتحررني من رباطات الخطية أنا المأسور والمربوطيا سيدي أنا الذي دائما أوثق يديك وأمنعها عن أن تنقذني.‏يا إلهي كان ينبغي أن تكون يديّ‏ المملوءة إثما مكان يديك الطاهرتين.‏ربي يسوع إني أنحني أمامك وأقبل قيودك ووثاقاتك المقدسة.‏حوالي الساعة السابعة صباحًا ‏(الساعة...):‏قدم يسع للمحاكمة الثالثة أمام بيلاطس.‏ لقد كانت الشكوى المقدمة ضده أنه يفسد الأمة ويمنع أنتعطى جزية لقيصر قائلا ً إنه هو المسيح الملك.‏ فسأله بيلاطس قائلا ً:‏ ‏"أنت ملك اليهود؟"‏ فأجابه وقال:‏ ‏"أنتتقول".‏ لم يجد بيلاطس فيه أي علة ولكنهم قالوا عنه:‏ إنه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدًئا منالجليل إلى هنا-‏ إنه فاعل شر.‏ وعلم بيلاطس أنه جليلي فأرسله لهيرودس) ول -1 :23 .(6من أجلى يا سيدي حوكمت محاكمة باطلة،‏ واتهمت وأنت بريء وكأنك تقول ‏"من أجلك قد قبلت إلىالعار وغطى الخزي وجهي"‏ ‏(مز.(7 :69 يا نفسي لماذا لا تحتملي الظلم والإهانة رغم أنك لست ببريئة.‏ربى أعطني أن أقبل العار والظلم ليس خوف ًا من الناس ولا عجزًا عن الرد،‏ ولكن تمثلا ً بك وحدك.‏وكما قبلت العار لأجلى أعطني يا إلهي أن أقول مع بولس الرسول ‏"إننا من أجلك نمات كل النهار قدحسبنا مثل غنم للذبح"‏ ‏(رو.(36 :838


تقريًبا ‏(الساعة...):‏المحاكمة الرابعة كانت أمام هيرودس.‏ ‏"وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لأنه كان يريد منزمان طويل أن يراه لسماعه عن أشياء كثيرة وترجى أن يرى آية تصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجبهبشيء...‏ فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لام عا ورده إلى بيلاطس"‏ ‏(مزهيرودس الثعلب يحاكم الرب المحب،‏هيرودس الشهواني يحاكم الرب الطاهر،‏هيرودس القاتل يحاكم الرب البريء،‏هيرودس المتعجرف يحاكم الرب الوديع،‏يا نفسي عندما تقفي أمام هيرودس تمثلي بيسوع.‏.(11 -8 :23ما قبل التاسعة صباحاتقريبًا ‏(الساعة...):‏المحاكمة الخامسة وكانت أمام بيلاطس مرة ثانية،‏ والتهم تزداد إنه يفسد الشعب،‏ وأما يسوع فلميجب بشيء.‏ تعس بيلاطس من صمته العجيب لأنه يعلم أن رؤساء الكهنة أسلموه حسدا.‏ قال بيلاطس:‏ ‏"أناأؤدبه وأطلقه"‏ هاجت الجموع تطلب صلبه وإطلاق باراباس ‏(مر.(15 -2 :15 ربى سأختار الوداعة والسكوت ولو أحسست بالخنجر ظهري.‏تقريبًا ‏(الساعة...):‏أرسلتامرأة بيلاطس إليه تحذره قائلة:‏ ‏"إياك وذاك البار لأنيتألمت اليومكثيرا في حلم من أجله"‏‏(مت.(19 :27ثم محاولات كثيرة من بيلاطس ليطلق لهم يسوع،‏ ولكن قويت أصواتهم اصلبه اصلبه...‏ دمه عليناوعلى أولادنا ‏(مت.(23 -21 :27أخيرا غسل بيلاطس يديه قدام الجميع قائلا ً:‏ ‏"إني بريء من دم هذا البار"‏ ‏(مت.(24 :27 خاف بيلاطس على مركزه،‏ فأمر بصلبه ثم غسل يديه...‏إن الشهادة الحق ربما تعرض مركز الإنسان للخطر،‏ وغسل اليدين أمام الناس لااالله...‏يبرئ الإنسانأمام يا نفسي لا تكوني كبيلاطس.‏تقريبًا ‏(الساعة...):‏‏"حينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده 39 جلدة"‏ ‏(يو‏"الذي بجلدته شفيتم"‏ ) طب‎1‎.(10 :19.(24 :239


"بذلت ظهرك للسياط"‏ ‏(القداس الإلهي).‏‏"على ظهري جلدني الخطاة وأطالوا إثمهم"‏ ‏(مز.(128احتملت ياربى من أجلى السوط1الروماني على ظهرك.‏كل ظهرك أصبح مجموعة من الجروح من أجل خطاياي،‏ أنا الذي استحق هذه الجلدات.‏أني أكرهك أيتها الخطية التي تسببت في جلد يسوع.‏أني أحبك ياربى لأنك احتملت كل هذا لأجلى.‏أقول لك مع الكنيسة"كيرياليسون...‏ يارب ارحم41 مرة"‏ (39 جلدة+‏إكليل الشرك+‏ الحربة)‏ لأنكترحمني من الخطية وتحملها أنت على ظهرك-‏ لا يمكن أن ترحمني إلا إذا دفعت أنت أجرة الخطية،‏ وهاأنت تحمل السياط لتدفع عنى.‏ كال مرة أقول ‏"كيرياليسون يارب ارحم"‏ أجدك تحمل عنى خطيتي وأراكمجلودا بسببها وبذلك ترحمني.‏ما قبل الساعة التاسعة‏(الساعة...):‏‏"ضفر العسكر إكليلا ً من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوب أرجوان"‏ ‏(يو.(2 :19 ‏"أين شوكتك يا موت"‏ أما شوكة الموت فهي الخطية.‏أين شوكة الموت التي سببتها خطيتي؟ الجواب إنها في رأسك يا يسوع.‏ الآن تأكدت ياربى أن أشواكخطيتي هي التي تغزك في جبينك.‏أني بالحق أكرهك أيتها الخطية لأنك تعذبين حبيبي ومخلصي.‏ولماذا كانت الأشواك في جبينك؟ لأن أغلب الخطايا تنتج من جبيني ‏(أي خطايا الفكر).‏ومن ناحية أخرى يارب إن هذه الأشواك هي تاج وإكليل لك وأنت علىعرش الصليب-‏ وهى غاليةالثمن عندك.‏لذلك أرسلت لي أحد هذه الأشواك.-‏ المقدسةهذه الكنوز إلا أحباءك-‏ لذلك سأقبلها وأشكرك عليها.‏‏(التجارب)‏ فأعن ّي لأقبلها بفرح لأنك لا تستأمن على1كان السوط الروماني مضفورا من أوتار الثيران وفيه عقد وكان يدخل في هذه العقد قطع من العظام.‏ وكان الإنسان المحكومعليه بالجلد يربط على عمود لكي لا يتحرك وينهال الجند بالضرب بالسوط وكان الجندي الروماني يعتبر فاشلا ً إذا كانت جلداته لاتترك جراحا في ظهر المجلود.‏ لذلك فالجند الرومان تباروا في جرح ظهر الرب وأنا أتصور ظهر الرب بعد الجلد أنه تعرى تمامامن جلده...‏ وأنه اصبح قطعة من اللحم تنزف دما.‏ وهذا هو الظهر الذي حمل الصليب حتى الجلجثة.‏40


الساعة الثالثة من النهار‏(التاسعة صباحًا)‏في هذه الساعة حكم بيلاطس على السيد المسيح بالموت.‏ا"‏ حتملت ظلم الأشرار"‏ القداس الإلهي.‏ واللهم التي وجهت إليه هي:‏أولا ً :أنه ساوى نفسه باالله فهو يجدف ‏"خطية آدم"‏ ‏(متثانيًا:‏ إنه فاعل شر ‏"خطية كل بنى آدم"‏ ‏(لو.(65 :26.(35 :18ما بين الساعة9 صباحًا و‎12‎ ظهرًا:‏التعييرات:‏‏"تعيرات معيريك وقعت على‏"‏ ‏(رو.(3 :15‏"وضعوا قصبة في يمينه،‏ وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود،‏ وبصقواعليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه...‏ وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه"‏ ‏(مت:27.(31 -29‏"خديك أهملتهما للطم.‏ لأجلى يا سيدي لم ترد وجهك عن خزي البصاق"‏ ‏(القداس الإلهي).‏أقف أمامك ياربى:‏أتأمل في الشوك على رأسك وأصرخ:‏ أنقذ يارب،‏ عقلي من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالميةإلى تذكار أحكامك السمائية ‏(صلاة الأجبية الساعة السادسة).‏وأتأمل كيف بصقوا على وجهك-‏ وأرى أني أنا الذي أستحق هذه البصقات-‏ عيني الشاردة للخطيةهي المتسببة في هذا البصاق.‏وأتأمل سماعككلمات التجديف من أجلى-‏ وأتعهد أن أغلق أذني عن سماع كلمات الشر.‏وأتأمل في الكلمات النابية التي سمعتها من أجلى فأقدس لساني وأكرسه لتسبيحك وشكرك،‏ وأطهره منكل كلمة شريرة.‏وأتأمل فيإهانة.‏اللطمات على وجهك لأرى كماحتملت لأجلى ولا أعود أتشدق بما يسمونه الكرامة أمام أيةأتأمل عريك وأذكر الخطية التي عرت آدم وتعريني الآن،‏ ثم أذكر أنك تعريت لتغطيني نعمتك وتزيلعنى عريي.‏أرجوك يا إلهي أن تعريني من ثوب الغش والرياء والمظاهر الكاذبة ومحبة المديح والكرامة...‏41


وأتأمل في القصبة التي عن يمينك فأراك ملك ًا متربعا على عرشك.‏ فأتأكد تماما أنه لا ملكية إلىبالصليب،‏ وبقدر ما أشتهي الملك معك ينبغي أن أشتهي صليبك.‏ إذ ًا يارب اذكرني في ملكوتك وأعطنيصليبك.‏‏"كشاه تساق إلى الذبح"‏ ‏(اش:537)، هكذا رآه النبي...‏ رآه منحنيا،‏ وعلى ظهره صليب ثقيل-‏ وهويسير كشاة ومن ورائه الجنود الرومان كالجزارين يسوقونه إلى الذبح ‏"إلى الصليب".‏ إن هذه الساعاتالثلاثة لهي أرهب ساعات النهار،‏ يذهلني فيها هذا المنظر الرهيب،‏ فأسير وراءك ‏"كشاه تساق للذبح لاتفتح فاها".‏ وأراك حاملا ً أتعابي وآلامي فيهون على متاعب الحياة،‏ وصعوبة العمل،‏ ومضايقة الرؤساء،‏وقسوة الجهاد ضد الخطية،‏ واستهتار الزملاء ومحبتهم للهزار والكلام السخيف.‏ربى إن هذه الساعات الثلاثة ستكون لي بركة عندما أتأملك حاملا ً الصليب،‏ وأنت يارب تعلم طبيعةالوسط الذي أعمل فيه في هذه الساعات...‏ فأعطني أن أحمل صليبي بغير تذمر وأسير خلفك صامت ًامثلك.‏‏(من 12-9 ظهرًا)‏مضوا به ليصلب...‏ وخرج وهو حامل الصليب...‏ من جثسيمانى إلى الجلجثة ‏(يو.(17 ،16 :19تقريبًا‏(الساعة...)‏وقع على الأرض تحت ثقل الصليب الذي يعبر عن خطايا البشرية-‏ لم يجد القلوب المحبة تشفقعليه،‏ ولكن وجد القلوب القاسية تنزل بالسياط عليه.‏ وأخيرا ‏"في الطريق وجدوا إنسان ًا أسمه سمعانالقيرواني راجعًا من حقله فسخروه ليحمل الصليب"‏ ‏(مر.(20 :15ربى أعطني هذه النعمة والشرف التي أعطيتها لسمعانصليبه.‏ وبذلك أنال بركة مشاركتك في أتعابك.‏القيرواني،‏ أن أساعد كل وأحد متعب من حملإن الإنسان عندما يتشبه بك يا إلهي يتلذذ بحمل آلام الآخرين-‏ فأعطني يا إلهي أن أصير سمعا ًناقيروان ًا.‏تقريبًا‏(الساعة...):‏قدمت إليه امرأة أسمها ‏(فيرونيكا)‏ منديلا ً ليمسح عرقه ودمه المتساقطعلى المنديل تذكارا لما فعلته معه.‏على وجه فانطبعت صورته هكذا القلب عندما يقدم للآخرين خدمة من أجل الرب يسوع فإن صورة الرب تنطبع عليه فيستنير بنوره.‏تقريبًا‏(الساعة...):‏وقع على الأرض مرات أخرى من شدة التعب!‏ والطريق طويل وشاق ومؤلم،‏ والحزن يملأ قلبرب المجد على غلاظة القلوب المحيطة به وقساوتها.‏ عندئذ ظهرت بنات أورشليم يبكين عليه...‏ فالتفت إليهميسوع وقال:‏ ‏"يا بنات أورشليم لا تبكين على بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن..."‏ ول(‏.(31 -27 :2342


ربى أعطني أن أبكى على خطيتي-‏ فلا أقع فيمن خطية الإدانة.‏إدانةغيري.‏ أنقذني يا إلهي في هذه الساعات من النهار أعطني أن أبكى على خطية أخي مثلما أبكى على خطيتي لأن كلاهما جرحاك يا حبيبي يسوع.‏ما قبل الساعة 12 ظهرًا‏(الساعة...):‏وصلوا لموضع الجلجثة بأورشليم...‏ الاستعدادات تجرى بسرعة لصلبه...‏ ونظرات الرب يسوعتجول حوله فلم يجد أحدا معه...‏ الجميع تركوه وهربوا...‏ ‏"أضرب الراعي فتتبدد الرعية"‏ ‏(مر.(27 :14دست المعصرة وحدي...‏ ‏(أش.(3 :63إلهي عندما أدوس المعصرة وحدي أتأكد تماما أنك معي فتفرح نفسي جدا بوجودك معي.‏تقريبًا‏(الساعة...):‏‏"أعطوه خلا ً ممزوجًا بمرارة ليشرب،‏ ولما ذاق لم يرد أن يشرب ولما صلبوهثيابه مقترعين عليها"‏ ‏(مت‏(عروه)‏ اقتسموا،34 :27 مر .(23 :15كان الخل الممزوج بالمرارة من أجل تخدير جسده حتى لا يشعر بالألم،‏ ولكن الرب كان مستعدا لتحملالآلام محبة منه للبشر.‏ ثم عروه من ثيابه ليلبسانه ثوب بره.‏لنقبل أن نتعرى من كل شيء مع المسيح في آلامه...‏ الرب يسوع أخذ صورة العبد ولبس ثياب العبيدعندما دخل إلى العالم ليرفع خطايانا...‏ وعندما ترك العالم ليرجع إلى مجده عروه.‏ ولكي ندخل معه إلىالمجد يجب أن نتعرى ونخلع كل شيء خاص بالعالم كقول أيوب ‏"عريان ًا خرجت من بطن أمي وعريان ًاأعود هناك " ‏(أى.(21 :1صليب رب المجد،‏ وفدى البشريةودفع الدين الذي كان علينا‏"إذ محا الصك الذي علينا...‏ الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب"‏ (2 كو2.(14 :‏"وأبطل الخطيةبذبيحة نفسه"‏ ‏(عب.(26 :9‏"جماعة من الأشرار اكتنفتني...‏ ثقبوا يدي ورجلي‏"‏ ‏(مز.(16 :22ليس الصليب مكان ًا لعدلك الإلهي فقط،‏ ولكنه مكان ًا للحب حتى الموت.‏وقفة تأمل في صليبك:‏ قدماك سمرتا على الخشبة...‏43


أراك تنتظرني من على الصليب،‏ ومهما تأخرت في مقابلتك فأنت في الانتظار هناك على الصليب.‏ ذراعاك مبسوطتان...‏ ولن تغلقا ثانية.‏يدعواني في هدوء ‏"تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"‏ ‏(مت.(28 :1144


يعنالساعة السادسةمن النهار‏(الثانية عشرة ظهرًا)‏ إكليل الشوك أدمى رأسك...‏خطاياي كلها تراكمت يارب في أقدس مكان على رأسك وحول رأسك المقدسة أرى أشعة نور...‏نور محبتك لي،‏ وتضحيتك،‏ ونور خلاصي.‏أيها المصلوب المضيء أدخل صورتك إلى أعماقي.‏ وسمرأن أحملك معي إلى الأبد محتضن ًا إياك بكاء قوتي...‏ أيها الحبيب.‏نفسك بجسدي،‏ سمرها بروحي.‏ أعطني‏"وبالمسامير التي سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية إلى تذكار أحكامك السمائية"‏‏(قطع الأجبية الساعة.(6‏"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في‏"‏ ‏(غل.(20:2ربى يسوع:‏ إنيدي هما اللتان تستحقان المسامير،‏ ولكنك سمرت بدلا ًفسمر رجليّ‏عن الشر،‏وأعطني أن أحيا برجليك المقدستين.‏ربى يسوع:‏ إن جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك.‏ فاضبطوأعطني فكر المسيح.‏فكري بأشواكك المقدسة،‏ربى يسوع:‏ أعطني أن لا أبكي عليك،‏ بل احمل صليبي وراءك وأتبعك.‏كل يوم في حياتي المقبلة،‏ الساعة 12 ظهرا سأذكر صليبك وأكرر تأملي،‏ وعهودي،‏ وأسير وراءك.‏وأتضرع إليك يا مخلصي أن تقدسالمقدسة.‏فكرى وعواطفيوحواسي،‏ وأن تعطيني نعمة الشركة آلامك ما أقدسك ساعة...‏ أني في انتظارها كل يوم.‏45


ا"‏ارً‏منعلى الصليب-‏ كلماته السبع3 ظه (‏(بين الساعة 12-تقريبًا‏(الساعة...):‏الكلمة الأولى:‏‏"يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"‏ ‏(لو.(34 :23‏"الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء"‏ ‏(رو‏"المحبة لا تطلب ما لنفسها"‏ ‏(‏‎1‎كو.(32 :8.(5 :13قالوا لبيلاطس ‏"اصلبه"...‏ أما هو فقال لأبيه ‏"أغفر لهم".‏‏"المحبة قوية كالموت...‏ مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها"‏ ‏(نش.(7 ،6 :8قال أحدهم:‏ إن لم يكن المسيح إلها لوجب أن يكون إلها عند الصليب لصفحه عن أعدائه-‏ وهو في شدةآلامه.‏ ثم هو يشفع من أجلهم أمام أبيه و يقول ‏"لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون".‏ربى يسوع:‏ أعطني كما أعطيت القديس اسطفانوس فأقول ‏"يارب لا تقم لهم هذه الخطية"‏ ‏(أعربى يسوع:‏ أعطني كما أعطيت القديس بولس فأقول ‏"نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل"‏ ‏(‏‎1‎كوربى يسوع:‏ أعطني روحك الهادئ الوديع فأحب أعدائي.‏وفي وسط العمل ‏(حوالي.(60 :7.(12 :412 ظهرا)...‏سأسامح أعدائي لأنهم ‏"لا يعلمون ماذا يفعلون".‏تقريبًا‏(الساعة...):‏قتسموا ثيابه وعلى لباسه ألقوا قرعة"‏ ‏(مز.(17 :22 ربى هذه هي كل تركتك المادية التي تركتها...‏فيا نفسي كلما.‏ ق ّلت تركتك،‏ كلما سهل انطلاقك.‏تقريبًا‏(الساعة...):‏استهزاء الجميع وتجديفهم:‏‏"يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك،‏ إن كنت ابن االله فانزل عن الصليب"‏ ‏(مر:15.(30 ،29‏"خلص آخرين أما نفسه فما يقدر أن يخلصها،‏ إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليبفنؤمن به".‏‏"قد اتكل على االله فلينقذه الآن إن أراد".‏46


كوت‏"واللصان اللذان صلبا معه يعيرانه"‏ ‏(متربى:‏.(44 ،41 :27إن تعييرات معيريك لم تنزلك عن الصليب وتحولكعن رسالة الخلاص،‏ فأعطني يا إلهي أنلا ألتفت إلى تعييرات الآخرين المقصود بها انشغالي عن رسالتي وخلاص نفسي والسعي لخلاص الآخرين،‏بل أتعلم منك الصبر.‏إلهي:‏ ‏"من أجلك قبلت إلى العار وغطى الخزي وجهي"‏ ‏(مز.(7 :69 أعطني أن أحب التعيير من أجلك ‏"طوبى لكم إذا طردوكم...‏ أفرحوا وتهللوا".‏أعطني أن أكف عن التذمر-‏ كم مرة يا إلهي سمحت لي بإكليل التعيير وأنا رفضتهالشكوى هي ليس من روحك.‏بتذمري.‏ إن كثرةربى يسوع علمني أن أشكرك على كل حال وأن أقول مع الرسول يعقوب ‏"احسبوه كل فرح يا أخوتيحينما تقعون في تجارب متنوعة"‏ ‏(يع.(2 :1تقريبًا‏(الساعة...):‏الكلمة الثانية:‏‏"الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس"‏ ‏(لوحديث اللصين:‏جئتك في ملك.(43 :23ول(‏ "اللص الشمالي:‏ ‏"إن كنت المسيح فخلص نفسك وخلصنا".‏لقد أراد المسكين أن يخلص جسده من الصلب،‏ فأزداد ثقله عليه حتى انحدر به إلى الجحيم.‏اللص اليمين:‏ ‏"نحن بعدل جوزينا...‏ أما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله...‏ اذكرني يارب متى.(42 ،41 :23صليب!!‏أيها الرب يسوع إن الصليبكان الوسيلة الوحيدة للقاء اللص معك.‏ ما أسعدها ساعة،‏ وما أمتعهلم يطلب اللص اليمين خلاص جسده،‏ بل طلب خلاص روحه.‏ خفت آلام الصليب ولم يحس بها وارتفعبالصليب إلى الفردوس.‏ ربى يسوع يشترك جميع الناس في الآلام:‏1- فمنهم من يتذمر ويطلب الخلاص منها وبذلك تزداد ثقلها عليهم كاللص الشمال.‏2- ومنهم كاللص اليمين من يفهم إرادة االله منها فيرى:‏إنها الوسيلة المقدسة للقاء مع يسوع...‏ عند الصليب.‏إنها الوسيلة المقدسة للشركة في آلام الرب،‏ فنحب الرب.‏إنها الوسيلة المقدسة التي تجعلنا لا نحب العالم،‏ فنرفع أنظارنا إلى الفردوس ‏"اذكرني يارب في ملكوتك".‏47


ول(‏ببي إنها الوسيلة المقدسة التي تحرر صلواتنا من الطلبات المادية فنطلب فقط ملكوت االله وبره.‏الكلمة الثالثة:‏‏"يا امرأة هوذا ابنك"‏‏"يا يوحنا هوذا أمك"‏ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته"‏ ‏(يو.(27 ،26 :19‏"والعالم يفرح لقبوله الخلاص أما أحشائي فتلتهب عند النظر إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه منأجل الكل يا أبني وإلهي"‏ ‏(صلاة الأجبية الساعة.(9ربى يسوع في وسط آلامك الشديدة لم تنس أمك العذراء.‏من أجل هذا تكرمها الكنيسة لأنك أوصيت بها ‏"منذ الآن جميع الأجيال تطبني"‏ 48). 1:ومن أجل هذا نكرم أمهاتنا حتى وسط آلامنا كما كرمت أمك.‏ ومن أجل هذا أنا متأكد أنك لا تنساني في وسط آلامك الشديدة التي سببتها خطاياي لك.‏ويا يوحنا الحتعلمت منك:‏أن الذي يحب يسوع يستحق أن يأخذ العذراء إلى خاصته لتكون أما له.‏أيتها العذراء أنت أمي الحنونة كوني من خاصتي دائما إكراما لوصية ابنك وفرحا وسرورا لأمومتك لي.‏إن الذي يسير مع يسوع حتى الصليب،‏ يستحق أن يأخذ العذراء أمًا له ‏(لأن يوحنا وحده هو الذي سارمع يسوع حتى الصليب).‏وأنت أيتها العذراء تعلمت منك:‏الصمت:‏ فلم تمنعي يسوع عن الصليب،‏ أيتها الأم الواعية.‏ التي لا تقف محبتها لابنها عائق ًا في إتمامرسالة الخلاص.‏الأم الواعية التي تتمم مشيئة الآب.‏الأم التي يجوز في قلبها سيف من أجل آلام ابنها التي يحملها عن العالم.‏إنني أرى أنك شاركت ابنك في آلامه،‏ أني أحس أن ال 39 جلدة على ظهره كانت وكأنها تنزلعلى جدران قلبك وإن الطعنة الطائشة في الجنب الإلهي وكأنها طعنت جنبك...‏ سأتعلم منك يا أمي أن أحتملالألم مع الرب يسوع ‏(لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته)‏ ‏(في.(10 :3 إنك بالحق أول وأقصى من عرف شركة آلام الرب يسوعتقريبًا‏(الساعة...):‏الكلمة الرابعة:‏48


أن"‏يبتول(‏‏"صرخ يسوع بصوت عظيم.‏ إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني.‏ وللوقت ركضواحد منهم وأخذ إسفنجية ملأها خلا ً وجعلها على قصبة وسقاه"‏ ‏(مت.(48 ،46 :27ربى:‏ لم تصرخ من آلام النفس أو الجسد فأنت لم تفتح فاك أمام الجلدات،‏ ولا عند دق المسامير.‏ بلصرخت عندما وضع عليك إثم جميعنا،‏ ونزل غضب الآب عليك لأجلنا...‏ وسر أن يسحقك بالحزن منأجلنا.‏ربى يسوع:‏ تعلمت منك أن لا أصرخ عندما أتألم جسديا ونفسيا من أجلك ولكنى أصرخ إذا ما صرفتوجهك عنى بسبب خطيتي...‏ ‏"لا تصرف وجهك عنى وروحك القدوس لا تنزعه منى"‏ ‏(مز.(11 :50تقريبًا‏(الساعة...):‏الكلمة الخامسة:‏ا عطشان"‏ ‏(يو(28 :19‏"ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقوني خلا ً"‏ ‏(مز‏"يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي"‏ ‏(مز.(21 :69.(15 :22‏"وفي وقت عطشك سقوك خلا ً أنت الساقي جميع الخليقة من نعمتك"،‏ ‏(قسمة للابن سنوي).‏من أجلى عطشت.‏ من أجل خلاص نفسي،‏ تقف محتاجا إلى الماء وتقول للسامرية ‏"أعطني لأشرب".‏وأنا الآن أسمع صوتك لي على الصليب...‏ تعالى إلى‏...‏ أنا عطشان لك.‏ربى يسوع:‏ إن عطشك لا يرويه الماء ولا الخل بل ترويه توتبقى هناك عطشان ًا.‏ورجوعي لك تحت أقدام الصليب حيثربى يسوع:‏ أنت الذي تعطى الماء الحي الذي يشرب منه لا يعطش إلى الأبد...‏ ‏(يوذلك تعطش إلى‏!‏ سبحانك ربى...‏ إنها محبتك لي أنا الساقط.‏ثم بعد 14). 4: يا نفسي الشقية هل تبخلي على حبيبك المصلوب بأن تروى نفسه بالرجوع إليه.‏ ربى يسوع:‏ ‏"ها أنا بين يديك...‏ أوقع على عنقي واحتضني وقبلني"‏ 15).ثم أني أستطيع أن أقدم لك ماء للشرب.‏ عندما أدعوإنه عمل هام يشبع عطشك ويخفف آلام الصليب.‏نفوس أخوتي البعيدين عنك إلى التوبة والرجوع.‏ربى أعطني هذه النعمة أن أروى عطشك!‏ربى يسوع:‏ لقد لصق لسانك بحنكك...‏ لقد عرفت معنى الصوم حتى العطش...‏ من أجل خلاصنا.‏ منأجل هذا علمني أن أصوم ياربى حتى العطش من أجل نفسي ومن أجل البعيدين عنك.‏إني أحب كنيستي القبطية الأرثوذكسية التي تعلمني أن الصوم يجب أن يكون انقطاع كامل عنالأكل حتى الساعة 9 ‏(الثالثة ظهرا)‏ وهي نفس الساعة التي طلب فيها الرب قطرة الماء.‏ إنه حب الكنيسةليسوع المصلوب عريسها يجعلها تشاركه عطشه من أجل أبنائه ومن أجل توبتهم.‏49


ربى أعطني أن أعطش لا اضطرارا ولا ألما ولكن فرحا وحبا ومشاركة في صليبك.‏ما قبل الساعة الثالثة ظهرًامباشرة:‏الكلمة السادسة:‏‏"قد أكمل"‏ ‏(يو(3 :19ربى أسجد لك شكرا...‏لقد أكملت كل شيء عنى...‏‏"أكملت ناموسك عنى"...‏ قلت ‏"ينبغي أن أكمل كل بر"‏ ‏(مت.(15 :3‏"مولود من امرأة،‏ مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني"‏ ‏(غل.(5 :4وضعت ذاتك وأخذت شكل العبد،‏ باركت طبيعتي فيك أخذت جسدي ‏(ماخلا الخطية)...‏ جعت...‏عطشت..،‏ سهرت...‏ وأكلت،‏ وشربت ونمت،‏ وبكيت وتألمت،‏ وتهللت بالروح.‏ من أجل هذا يا سيديباركت أكلي وجوعي،‏ وباركت نومي وسهري،‏ وباركت دموعي وأفراحي.‏كنت لي راعيًا صالحًا.‏كنت تجول تصنع خيرا وتشفي كل مرض.‏وهبت النظر للعميان،‏ أقمت الموتى من القبور.‏في سقوطي.‏‏"أريتني القيام منسقطتي"...‏ هذا ما صنعته مع السامرية والمرأة الخاطئة وزكا واللص..‏ ومعي أناأخيرا ‏"حولت لي العقوبة خلاصًا"‏ وارتفعت على الصليب أمام العدل الإلهي لتكمل عقاب خطيتيبالجسد...‏ من أجل هذا صرخت إلى الآب قائلا ً:‏ قد أكمل.‏لقد ارتفعت يا مخلصي على الصليب لتسحق الشيطان وتحررنينحوي مهنًئا قائلا ً:‏ قد أكمل.‏من عبوديته.‏ من أجل هذا صرختوارتفعت على الصليب...‏ معلن ًا أنك أتممت مشيئة الآبأكمل.‏وصالحتني معهوصرخت نحو الآب قائلا ً:‏ قدأكمل.‏من أجل هذا وقفت على الصليب بيني أنا على الأرض وبين الآب السماوي مصالحا وقائلا ً:‏ قدربى أسجد لك شكرًالقد أكملت كل شيء عنى من أجل طاعتك لأبيك ومن أجل محبتك لي.‏الساعة التاسعة من النهار‏(الثالثة تمامًا بعد الظهر)‏الكلمة السابعة:‏50


‏"يا أبتاه في يديك أستودع روحي"‏ ‏(لو.(46 :23إن آخر كلمة نطقتها يا إلهي لهي أجمل صلاة في طول غربتي إنها أقوى صلاة في بداءة عملي وفينهايته.‏إنها أقوى صلاة في بداءة يومي وفي نهايته.‏إنها أقوى صلاة في شدة تجاربي وفي قوة أفراحي.‏إنها الصلاة الفريدة أقولها كل يوم عند نومي،‏ وأقولها أخيرا عند موتي.‏إنها التسليم الكامل للنفس ‏"في يديك أستوح روحي".‏ وهي الإحساس الكامل بأبوة االله ‏"يا أبتاه"‏ يا أبتاه فييديك أستوح:‏ قلبي...‏ روحي...‏ جسدي...‏ مالي...‏ عملي:‏أولا ً :لأني أشر بالراحة والاطمئنان والسعادة والحب عندما أسلم ذاتي بين أحضانك.‏ثانيًا:‏ لتستخدم كل هذه الأمور في خدمتك كما تريد.‏ربى يسوع:‏ سأتعلم التسليم الكامل في حياتي من هذه الآية.‏إلهي:‏ إن آخر كلمة في حياتك على الأرض لهي أقوى كلمة في حياتي معك.‏إلهي:‏ أشكرك لأن كلمات صليبك السبعة صارت لي دستورا في حياتي.‏من الساعة 3-12 ظهرًا.‏كانت ظلمة على الأرض كلها...‏ ‏(لو(45 ،44 :23إن ما صنعه الإنسان في يسوع النور الحقيقي،‏ جعله ‏(الإنسان)‏ يعيش في ظلمة.‏يسوع نور العالم وشمس البر-‏ والإنسان في إصراره على الخطية،‏ يصلب ابن الإنسان فيحرم ذاتهمن النور.‏ فيعيش في الظلمة.‏ إن الخطية هي الظلمة،‏ والظلمة تعنى عدم وجودك لأنك أنت هو النور.‏‏"انشق حجاب الهيكل من وسطه من فوق إلى أسفل"‏ ‏(مت.(51 :27ربى يسوع:‏ بموتك قتلت العداوة-‏ والحجاب بين الإنسان واالله هو رمز للعداوة،‏ من أجل هذابتسليمك الروح أنشق الحجاب وعملت الصلح بدم صليبك.00ونقض حائط السياج المتوسط.‏ أي العداوة...‏ويصالح الاثنين في جسد واحد مع االله ‏"بالصليب قاتلا ً العداوة به"‏ ‏(أف‏"لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين وأحدا.(16 -14 :2إن طقس كنيستنا القبطية الأرثوذكسية المحبوبة أبقى على الحجاب مشقوق ًا ‏(به باب الهيكل).‏ لكيعندما يكون باب الهيكل مغلق ًا نذكر حالنا قبل صليب المسيح والعداوة التي فصلت بين الإنسان واالله.‏ وعندماينفتح باب الهيكل نذكر المصالحة التي تمت بدم ذبيحته-‏ واستمرار هذه الذبيحة على المذبح:‏:23.(52‏"الأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين"‏ ‏(مت إن الطبيعة تأثرت وشهدت،‏ فزلزل يارب كل صخور العالم في قلبي ليشهد لصليبك.‏51


ول(‏كوتول(‏ والقبور الماسكة سلطان الموت انفتحت،‏ فافتح كل أبواب قلبي أمام مجد صلب .وليفرح جميع القديسين الراقدين بموتك.‏ ويؤمنوا بك أنك مخلص حياتهم من القبر...‏ من آمن بي ولومات فسيحيا.‏ما بعد الساعة الثالثة ظهرًا‏(الساعة...).‏‏"لما رأى قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حق ًا كان هذا الإنسان ابن االله"‏ ‏(مر.(39 :15 ‏"ومجد االله قائلا ً بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا"‏ 47). 23:‏"وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا ما كان رجعوا وهم يقرعون صدورهم"‏.(48 :23 يبدو للهالكين أن الصليب نهاية الهزيمة...‏ ولكن لنا نحن المؤمنين بداية النصرة...‏ والقوة...‏ والغلبة.‏وترتل الكنيسة يوم الجمعة العظيمة بلحن عميق قائلة ‏"قدوس االله قدوس القوى قدوسيموت...‏ الذي صلب عنا...‏ الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة".‏الذي لا الحيوكما يقول التقليد الكنسي أن يسوع المصلوب هو قلوب صالبيه فسجدوا تحت أقدامه تائبين.‏فقائد المئة آمن.‏والجندي الذي طعنه بالحربة صار مسيحيا.‏وكل الجموع...‏ رجعوا تائبين يقرعون صدورهم.‏ربى يسوع علمني أسرار صليبك.‏ ومواضع القوة فيه،‏ وعندما أسير وراءك وأنفذ وصيتك وأصيرموضع تعيير الناس فأعطني يارب قوة من صليبك لكي لا أفشل وأحس أن هذا هو بداية الضعفوالهزيمة لكن على العكس علمني أن هذا هو بداية القوة والنصرة ‏"قدوس االله الذي أظهر بالضعف ما هوأعظم من القوة".‏كما أني علمت يارب أن قوة الكرازة هي من الصليب،‏ أيحتى التعيير والاستهتار الكامل...‏من الضعف حتى الهزيمة الظاهرية...‏بعد الثالثة ظهرًا‏(الساعة...):‏‏"وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات"‏ ‏(يولا يكسر منه.‏...(26 ،23 :19ليتم الكتاب عظمربى يسوع:‏ إن الخروف كان رمزا لك...‏ لذلك تم الكتاب إن عظما من عظامك لم تنكسر كما أنه فيطقس ذبح خروف الفصح عظما من عظامه لا تنكسر.‏52


إن دم خروف الفصح كان سببا في خلاص شعبك من الموت ‏"فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكمضربة للهلاك"‏ ‏(خر:12يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا االله الحي"‏ ‏(عب13). ‏"فكم بالحرى يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه الله بلا عيب.(11 :9ربى يسوع:‏ أنت هو فصح حياتي-‏ دمك فيه قوة عبوري هذا العالم وفيه قوة عبور الملاك المهلك عنى.‏دم الخروف دم فاني،‏ أما دمك فبروح أزلي.‏دم الخروف ق ُدم،‏ أما أنت فقدمت ذاتك عنى.‏دم الخروف رمز للخلاص من الخطية،‏ أما دمك فيطهر ضميري.‏لضميري،‏إن لمس جثة الميت نجاسة في شريعة العهد القديم،‏ أما أعمالي وأفكاري الشريرة هي نجسةمن أجل هذا دمك يارب يسوع يطهر من أعمال ميتة.‏دم الخروف يؤدى إلى العبور للبرية لعبادتك،‏ ودمك يا يسوع يؤدى إلى تكريس القلب والحياة لحبكوخدمتك ‏"لتخدموا االله الحي".‏:(5‏(من الساعة 3-..."خرج دم وماء"‏ ‏(يولم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ولكن واحدًا من العسكر طعنه في جنبه بحربة فللوقت.(34 :19ويقول النبي ‏"سينظرون إلى الذي طعنوه"‏ ‏(يو.(37 :19‏(رؤ‏"هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عينوالذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم آمين"‏.(7 :1 إن طعنة الرب أخرجت لنا دما وماء.‏إن مكان الحربة هو المكان الذي تضع فيه النفوس العطشانة أفواهها لتشرب من دم الحمل المذبوح،‏ولترتوي من ماء الحياة...‏ ‏"ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجان ًا"‏ ‏(رؤ.(17 :22 إنه المكان الذي انفجر منه الينبوع الذي لا ينضب أبدا،‏ إنه ينبوع الحب والغفران والتطهير.‏إنه حب حتى الطعن بعد الموت،‏وهو غفران بالدم الذكي،‏وتطهير بماء الحياة.‏إن كنيستنا المصرية الأرثوذكسية تسلمت من آبائنا الرسل عندما تقدم القداس الإلهي يجب أن يحتوىالكأس على عصير الكرمة والماء.‏ياربى يسوع إنها طعنة طائشة...‏ حتى بعد موتك...‏ ارحمني يا إلهي أعطني أن أحتمل كل طعنة طائشةلا أعرف لها سبب،‏ وبلا سبب إلا لأنها تشبه طعنتك أنت.‏إن الذي طعنك يا إلهي واحد،‏ وأما سفر الرؤيا فيؤكد ‏"إنه سينوح عليك جميع الذي طعنوك"‏ ‏(رؤ.(7 :153


إذ ًا هم كثيرون...‏ هم كل الذين بعد أن عرفوا أنك أسلمت الروح من أجلهم...‏ يطعنوك بخطاياهم...‏أنا واحد منهم بل وأولهم لأني أؤمن بمحبتك وبموتك من أجل خطيتي...‏ فارحمني.‏ولكن ياربى يسوع التقليد الكنسي المقدس الذي سلمه لي آبائي القديسين يعرفنا أن الجندي الذي طعنكأسمه لنجينوس،‏ ومع أنه طعنك لكنه تاب ورجع إليك وسامحته وصار مسيحيا وقديسا.‏ وهذا يا إلهييعزيني جدا لأني واثق جدا أني سأصير لنجينوس بعد أن طعنتك.‏ سامحني ياربى المطعون.‏سامح الذي طعنك بعد أن أسلمت الروح لأجله.‏54


أيتها الأم القديسة العذراء مريمالسموات تطوبك...‏وجميع الأجيالحدثيني يا أم االله القديسة ماذا حدث لك عندما انغرست الحربة في جنب ابنك!‏كعادتك سوف تصمتين لأنك لم تتذمري أبدا،‏ ولم تشتكى أبدا...‏ ولكن قال عنك الكتاب المقدس إنهيجوز بقلبك سيفه ‏(حربة).‏ أنا متأكد يا أمي أن الحربة التي طعن بها ابنك وصلت إلى أعماق قلبك...‏ كيفاحتملت هذا يا قديسة.‏ إن كنيستي علمتني أنه لم يوجد إنسان على الأرض شارك في آلام يسوع قدرك.‏من أجل هذا لم ينس لك ابنك هذا فكرمك:‏جلست الملكة عن يمين الملك ‏(مز.(45كل مجد ابنة الملك من داخل...‏ أي داخل قلبك الذي احتمل ما لا يحتمل ‏(مزه.(4صرت أعلى من الشاروبيم وعليت أكثر من الساروفيم.‏ لأنك أنت العرش الحامل الله والمحمولبالساروفيم والشارويم ‏(تذاكية الأحد).‏ إن يوحنا الرائي رآك مكرمة فوصفك:‏‏"امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل منتلد اب ًنا يرعى جميع الأمم بقضيب من حديد"‏ ‏(رؤيا والدة الإله أكرمك كما علمني الإنجيل.‏أثنىعشر كوكبا...‏ عتيدة أن.(12السلام لك أيتها الحمامة الحسنة ‏(تذاكية الأحد)‏ اشفعياستضافتك،‏ وفي كل العالم يا شفيعة ني أخرستيانوس.‏فينا وفي كل شعبك وفي مصر البلد التي‏(حوالي الساعة الرابعة)‏‏"جاء يوسف الذي من الرامة مشيرا شريف ًا رجلا ً بارا صالحا سأل بيلاطس خفية خوف ًا من اليهود أنيأخذ جسد يسوع،‏ فتعجب بيلاطس أنه مات هكذا سريعا فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات.‏ ولماعرف من قائد المئة،‏ ‏"وهب الجسد ليوسف"‏ ‏(مر(45-43: 15يوسف الذي أحبك وأهتم بك...‏ وهبت جسدك له.‏ وهكذا إلهي أنت دائما سخي في العطاء حتىوهبتنا ذاتك،‏ ووهبتنا جسدك ودمك...‏ ووهبتنا روحك.‏اهتمي يا نفسي بيسوع ‏(في شخص إخوته الفقراء)‏ فسيهب لك ذاته.‏55


‏(الساعة بعد الرابعة):‏‏"اشترى يوسف الرامي كتان ًا"‏ ‏(مر‎15‎‏:‏.(46‏"وجاء نيقوديموس حاملا ً مزيج مرّ‏ وعود نحو مئة من ًا"‏ ‏(يو.(39 :19اشترى يوسف الأكفان وجاء نيقوديموس بالأطياب فالأكفان ظلت في القبر شاهدة للقيامة وتأكيدا لعدمسرقة الجسد.‏ أما الأطياب فأخذتها الكنيسة وصنعت منها زيت الميرون المقدس لتوهب به الروح القدسلأولادها.‏إن يوسف ونيقوديموس سيظلان رمزا للوفاء والمحبة،‏ فبعد أن أسلم الرب الروح انصرف كل إنسان إلىبيته،‏ أما هذان المحبان فأعلنا عن حبهما ليسوع بواسطة خدمة الطيب.‏لماذا هذا الإتلاف؟...‏ عملا ً حسن ًا عملت بي المرأة،‏ إنها سكبته علىّ‏ ‏(الطيب)‏ لأجل تكفيني ‏(مر.(8 :14••••إنها عبادة الحب والمشاعر الرقيقة والعواطف النبيلة.‏ إنها عبادة لا يعبر عنها بالألفاظ ولكن بسكبالطيب.‏إن خدمة الطيب علاقة سرية ينظر إليها الآخرون إنها أتلاف،‏ و ينظر إليها الرب إنها تكفين.‏إن خدمة الطيب هي خدمة الصلاة والوقوف في حضرة االله مع قلة الكلام وقلة الحركة في صمتوخشوع.‏إن خدمة الطيب هي خدمة المديونين للمسيح بحياتهم،‏ خدمة الشاكرين المعترفين بعظم الصنيع معهم‏"الذين لا يعيشون فيما بعد لذواتهم بل للذي أحبهم ومات عنهم".‏•إن خدمة الطيب...‏ هي عبادة النفوس المريضة حبا...‏ ‏"اسندوني بأقراص الزبيب،‏فإني مريضة حبا"‏ ‏(نشأنعشوني بالتفاح.(5 :2‏"هذه المرأة أحبت كثيرا"‏ ‏(لو(47 :7•إن خدمة الطيب هي عبادة العشق الإلهي ‏"شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني"‏ ‏(نشإلى حجاله.‏ نبتهج ونفرح بك،‏ نذكر حبك أطيب من الخمر...‏ ليقبلني بقبلات فم"‏ ‏(نش.(6 :2.(4: 1••‏"أدخلنيإن خدمة الطيب هي عمل النفوس التي فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته،‏وربطتها بحب االله ‏"تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كلقدرتك"...‏ هي عبادة السامرية التي تركت الخمسة أزواج للتعلق بالعريس السماوي".‏إن خدمة الطيب تتم تحت أقدام الصليب،‏ حيث الاعتراف بفضل االله وبالغفران بالدم،‏ والفداء بالموتعلى الصليب.‏56


الساعة الحادية عثرمن النهار‏(الخامسة مساء-‏ الغروب)‏من الساعة 3- الساعة 5:ظل الجسد معلق ًا على الصليب.‏لكي يفهم كل إنسان ما هو الصليب:‏الصليب هو الموت على خشبة اللعنة.‏ربى أعطني أن أعرف معنى الصليب،‏ حتى أقول بصدق:‏ ‏"مع المسيح صلبت"‏إلهي:‏ سأذكر دائما هاتين الساعتين وأتأملك معلق ًا بدون حركة يا ضابط كل حركات العالم المنظوروغير المنظور وأرجوك ياربى أن تعرفني كيف أحس أنى:‏ ‏"مع المسيح صلبت"‏إلهي:‏ العمر يمر بسرعة وأنا لم أدرك بعد هذه الآية.‏ كل يوم من 5-3 مساء علمني أن أضبطحواسي وأفكاري تماما وأموت معك عن العالم ‏"الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم"‏ ‏(غلالساعة 5 مسا ًء ‏(الغروب-‏ الساعة الحادية عشر من النهار)‏.(14 :6جاء يوسف وأنزل جسد الرب يسوع من على الصليب وحنطهمع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا"‏ ‏(يوبحنوط من مر وصبر بلفائف كتان.(40 :19في هذه الساعة المباركة علمتني الكنيسة المقدسة أن أصلى صلاة الغروب وأقولثقل النهار "...وحره لم أحتمل لضعف بشريتي لكن احسبني مع أصحاب الساعة الحادية عشر...‏ لأني أفنيت عمري فياللذات والشهوات وقد مضى منى النهار وفات...‏ فهيئي لي أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء فإليك أتضرعوبك أستشفع وإياك أدعو أن تساعديني لئلا أخزى..."‏ ‏(صلاة الغروب بالأجبية).‏57


الساعة الثانية عشرة من النهار‏(السادسة مساء)‏الساعةالسادسة مساء‏(الثانية عشرة من النهار):‏‏"فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي،‏ ووضعه في قبره الجديد الذي نحته في الصخرة ثم دحرجحجرا كبيرا على باب القبر ومضى.‏ وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر"‏ ‏(مت.(60 ،59 :27‏"ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن أحد وضع فيه قط...‏ وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليلونظرن القبر وكيف وضع جسده فرجعن وأعددن حنوط ًا وأطيابا"‏ ول(‏إنها ساعة الدفن.(56 -53 :23ودفنت في القبر لكي تدفن آثامي.‏إن دفنك يا يسوع هو ميلادي.‏إن المعمودية التي اجتزتها منذ طفولتي قال عنها الرسول:‏ ‏"أم تجهلون إننا كل من أعتمد ليسوعالمسيح اعتمدن ًا لموته.‏ فدفنا معه بالمعمودية للموت"‏ ‏(روالأرثوذكسية على التغطيس في المعمودية...‏ إنه دفن مع المسيح.‏.(14 -3 :6لذلك تصر الكنيسة القبطيةأما قبرك يا إلهي...‏ قبر يوسف الرامي فرآه أشعياء النبي وقال ‏"ومع غنى عند موته"‏ ‏(اش.(9 :53ولما رأى مجد هذا القبر قال ‏"ويكون محله مجدا"‏ ‏(اش.(11 :10بالحق يا إلهي إن قبرك ممجد لأنفيه دفنت آثام البشرية ولأنه الآن فارغ ًا شاهدا بقوة قيامتك.‏ فيه الرجاء بالقيامة-‏ وفيه الأمل في الحياةالجديدة-‏ وفيه قوة النصرة وقوة القيامة.‏أما أنت أيتها المجدلية المباركة-‏ أنت وزميلتك الأخرى-‏ ومعكما الأطياب:‏ بكل تقدير أحييك يا حبيبةيسوع.‏ عرفيني ما هو سر حبك له؟هل لأنه أخرج منك سبعة شياطين فأنقذ حياتك من الهلاك؟ أم لأنه غفر لك خطاياك الكثيرة؟-‏ هلهو أحبك أولا ً فجذبك أم أنت أحببته أولا ً فغفر لك؟-‏ لابد له أن يكون جذبك بحبه...‏ ‏"اجذبني وراءكفنجرى"‏ ‏(نش.(2 :1 ثم عرفيني كيف أظهرت حبك له؟هل بدموعك تحت أقدامه عندما غفر لك-‏ أم بالطيب الغالي الذي سكبتيه على رأسه-‏ أو بتركك كلشهواتك ثم كراهيتك للعالم من أجله،‏ واحتمالك للهزء والتعيير من أجله.‏ أم بإعانتك يسوع من مالكالمجدلية التي خرج منها سبعة شياطين...‏ وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن"‏ ول(‏...".(3 ،2 :8مريم58


أم بوقفتك طول اليوم بجوار الصليب فأثر الصليب في حياتك ووجدت فيه الغفران الذي كلفهالدم...‏ فأحببت أقدام المسيح المصلوب-‏ أم الطيب الذي آخذتيه يا مباركة تعبي را عن الحب المتدفق من قلبكنحو المخلص الميت.‏أم بجلستك بجوار القبر...‏أم بسهرك المستمر يوم الخميس والجمعة والسبت حتى فجر الأحد.‏أم بانشغالك بالذي فداك.‏أم بخروجك والظلام باق،‏ وأنت امرأة،‏ خارج أورشليم لتعيشي بجوار القبر وتبحثي عنه.‏أم بكرازتك المقدسة ‏"أذهبي وأعلمي أخوتي أن يذهبوا إلى الجليل هناك يرونني"‏ والتاريخ الكنسييعرفنا أنك صرت شاهدة لقيامة الرب في أخطر مكان عجز عن الذهاب إليه الرسل...‏ وفي بيت قيصر.‏بالحق أيتها المجدلية،‏ من وصل إلى ما وصحت إليه،‏ فاشتعل قلبه بالحب...‏ وصار كار زا ليسوع.‏صل عنا.‏وأخيرًا:‏ فإن كل نفس شاركتك يا يسوع آلام صليبك،‏ أبهج قلبها بقوة قيامتك.‏‏"لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشب ‏ًها بموته،‏ لعلى أبلغ إلى قيامة الأموات"‏ ‏(فى.(11 ،10 :359


ديناميكية الصليب في حياتيليس الصليب هو المصيبة والتجربة التي تحل بالإنسان،‏ بل هي الاختبار اليومي للشركةالمصلوب،‏ هو سلاح غلبتنا للعالم،‏ وترنيمة الانتصار على أهواء الجسد والذات.‏مع يسوعالصليب هو مركز التعامل مع االله لكل إنسان:‏ للكاهن،‏ للشاب للشابة،‏ لطالب في كليته،‏ للموظف فيعمله،‏ للزوج والزوجة-‏ للاحتكاك اليومي مع العالم-‏ مع الناس مع البائع-‏ في الترام في الشارع.‏هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية،‏ وهو ينبوع حبنا وخدمتنا للجميع،‏ وهو مصدر تعزية عجيبة فيالضيق-‏ هو طريق الحرية والسعادة والتسلم الله...‏من فقد صليبه،‏ فقد مسيحيته،‏ ومن فقد اختباره للصليب فقد اختباره للآب-‏ لأن الجلجثة كانت مكان لقاءالإنسان مع االله-‏ حيث الحب والغفران والانتصار على الظلم والعالم وتسليم المشيئة وسرور الابن...‏الصليب هو حياتي:‏ فلا حياة إلا من خلال الصليب.‏ الصليب وأنا في ديناميكية مستمرة،‏ عليه أصلبذاتي،‏ وبه أصلب للعالم،‏ ومنه أستقي ينابيع معرفة حب االله لي‏...‏الصليب سلاح الطهارةالطهارة سرالقوة:‏عندما تدخل النجاسة حياة إنسان،‏ يتحول الجسد إلى أتون مستعر يوقد الشهوات حيث يحرق به نفسهبنفسه...‏ إلى أن تضمحل قوى الإنسان ويذهب نور عينيه بلا رجعة.‏فهكذا انتهي جبروت شمشون،‏ فالعين التي اشتهت دليلة أشعلت نار الشهوة في قلبه حتى احترق بهاوصار بلا قوة...‏ أخيرا فقئت عينيه ونزل عن سيادته( 1 :1 طب‎1‎ )فصاروا يستخدمونه بدل الثور.‏(22:6العين أولا ً :سراج الجسد‏(متإذا اشتعلت العين بنار الشهوة،‏ فقدت نورها وفقد الجسد سراجه فصار كله ظلام.‏العين وحدها قادرة أن تجعل حياتي كلها ظلام بلا نور المسيح وتحول كل حواس الجسد للعمل فيالظلام،‏ وتملأ القلب ظلاما...‏ حينئذ يتحول الجسد كله إلى قبر مظلم.‏العين هي الكاميرا للإنسان:‏بواسطة العين تطبع الصور في الفكر كما تلتقط الكاميرا الصور على الفيلم الحساس-‏ ومن هذاالفيلم يمكن أن يطبع الإنسان آلاف الصور.‏ ومن هنا جاءت خطورة العين لأن عن طريقها تلتقط الصورلحساب الشيطان حيث ينسخ منها آلاف النسخ كحق من حقوقه ليعرضها علىّ‏ في أية لحظة فيثير الشهوةويكدر ويعذب حياتي ويحولها إلى جحيم...‏ حيث يتحول الفكر والمخيلة مركزا للصور تعرض عليه ولو بعدعدة سنين حتى ولو في الأحلام...‏ حتى بعد التوبة والاعتراف!‏60


ب(‏أ(‏إلهي:‏ لقد عرفتني من أين أبدا...‏ حتى أنك قلت لي خير لك أن تقلع عينك...‏ إلهي كيف أستعيدسراج جسدي ونور عيني المفقود،‏ هل سأغمض عيني أم سأقلعها؟!‏الفصل بين القوات:‏للإنسان ثلاث قوى هامة:‏ النظر والفكر والقلب وهذه هي أخطر القوى في حياتي.‏ ولأجل إعادةالطهارة للعين،‏ يجب تحرير الفكر والقلب عن النظر-‏ بقوة صليب ربنا الذي هو سلاح الغلبة.‏مثال ذلك:‏ عندما تكون العين تنظر منظرا يكون الفكر في نفس اللحظة منفصلا ً ومفك را في االلهويكون الصليب هو القوة القادرة على الفصل بينهما.‏ وهكذا ينتهي هذا التدريب إلى أني في كل مرة أنظرلأي منظر يكون الفكر بقوة خاطفة سريعة يفكر في االله،‏ عندئذ يكون الفكر حرا عن النظر-‏ بمعنى أنه يكونحرا يفكر فقط فيما الله.‏عندئذ ستصير العين بسيطة ومنيرة ترى نور االله في كل الخليقة لأن قوة الفكر ستكون دائما ثابتةفي االله وقوة القلب منشغلة بحبه.‏(12 ظهرا)‏ربنا بقولها:‏وتعبر الكنيسة عن حركة رفع القلبالله أثناء النظر بصلاة الساعة السادسةوقت صلب(‏"بالمسامير التي سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية إلى تذكار أحكامك السمائيةكرأفتك".‏ فهذه الطلبة تعبر بدقة عن الفصل بين الشهوات المنظورة الهيولية-‏ وإنقاذ الفكر من الطياشةوتحويله بواسطة الصليب والمسامير إلى المناظر الإلهية في مرحلتين خاطفتين:‏تسمير الفكر:‏ بعدم الطياشة في المناظر الهيولية لانتزاع شهوة التلذذ الجنسي من العين.‏(ثم رفع الفكر للالتصاق باالله وتذكر الأحكام السمائية.‏العين المصلوبة:‏العين تريد أن تشبع من النظر...‏ العين تشتهي النظر.‏ داود النبي نظر واشتهي،‏ وآدم وجد الشجرة‏"بهجة للعيون شهية للنظر"‏ ‏(تك،(6 :3‏"من نظر ليشتهي"‏ ‏(مت.(28 :5و أولاد االله لهم مناظر شهيةوحسنة يشبعوا العين منها:‏ الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظرة عابرة بل أن نتملى ونشبع منه،‏ منظريسوع واقعا تحت الصليب،‏ منظر جراحاته،‏ ومنظر جلداته،‏ منظر المسامير،‏ منظر التفل على وجههالطاهر،‏ منظر الفم العطشان،‏ منظر الأذرع المفتوحة،‏ منظر الرأس المنكس...‏ إنها مناظر شهية جدايجب أن تتدرب العين على التمتع بها والامتلاء منها-‏ إنها شهية ومشبعة...‏مناظر الرب يسوع في مواقفه المختلفة:‏ منظره وهو يحملني أنا الحروف الضال،‏ منظر الآب وهويحتضني،‏ منظره وهو يقرع على الباب،‏ منظر الخاطئة والدموع نازلة على رجليه،‏ إنها مناظر شهيةومشبعة.‏كذلك كل صورة للقديسة مريم العذراء مشبعة جدا للنفس ومفرحة لها جدا.‏عندئذ تبدأ العين تأنف مناظر العالم لأنها لا تشيع إلا من المناظر الإلهية.‏61


والعين المصلوبة يعن مضبوطة مختونة الله:‏ حيث تتدرب في المخدع على القداسة والطهارة وتخزينالصور الشهية للصليب في قاع العين ليستخدمها الفكر و يتمتع بها إلى أن ينام بسلام في بحر من هذهالمناظر الشهية.‏وهي في مقلوعة:‏ إن قلع العين وصية إنجيلية-‏ وهي أجمل صورة لقوة الصليب الذي أعطيت لكلواحد منا.‏ إن إبراهيم أخذ ابنه الوحيد ‏(عينه الوحيدة)‏ وقام ليذبحه بفرح داخلي،‏ وهو يعتبر طاعة االله أكبرمكسب عن خسارة ولده...‏ ولما رأى االله أمانته في الذبح،‏ وفرحه ومحبته وطاعته أراه يومهصلبه)،‏ ففرح إبراهيم وتهلل ورأى المسيح يذبح عوضا عن ابنه الذي رجع حيا.‏يوم ) يأفإذا كنت جادا في مقاومة النظرة الشريرة حتى صلب العينويعطيك عي ًنا طاهرة ونقية في اللحظة التي سترفع السكين عليها.‏) يأ قلعها)‏ فإن االله سيرى أمانتكإن هذا القلع بالنية بقوة الصليب-‏ له قوة إيجابية منتصرة خالية من الكبت ومملوءة بالفرح ومتلامسةمع قدرة االله غير المحدودة وقوة الخلاص التي في صليب ربنا.‏عين المسيح:‏ هي عين النفس التي تحررت بالصليب من الفكر الطائش،‏ هي عين بسيطة ثمرة لقوةالصليب في حياتها،‏ هي العين المثبتة دائما في كل ما هو الله-‏ ترى االله في كل شيء وفي كل خليقته-‏ ترىاالله في قلب المرأة الخاطئة،‏ في قلب العشار،‏ في قلب اللص...‏ سيكون االله هو محرر حركتها لأنها عينمكرسة مختومة بمسحة الميرون المقدس.‏ثانيًا:‏ صليباللذةولكن ما الذي يدفعنا للنظرة غير البسيطة،‏ بعد أن أدركنا أن العين هي سراج الجسد،‏ وهي قادرةبانحرافها أن تحول الجسد كله إلى أتون وجحيم تنتهي فيه حياة الإنسان؟:‏الدافع هو اللذة المؤقتة:‏ نظر ليشتهي ‏(مت.(28 :5وهذه اللذة هي السبب في تكوين العادات الجسدية المختلفة التي يصبح الإنسان عبدا لها،‏ مثل اللذةالجنسية،‏ ولذة الأكل ولذة النوم الكثير والكسل.‏واللذة الجسدية تقتل فينا المثابرة والجهاد وقراءة الإنجيل...‏واللذة الجسدية تولد فينا النظرة الشريرة وحب قراءة المجلات والجرائد والأحاديث التافهة،‏والتلفزيون والكتب التافهة المنتشرة اليوم في السوق،‏ وطياشة العقل طول اليوم بلا هدف والسهر فيالرغي...‏ الخ،‏ وتجعل الإنسان ثقيلا ً في فكره الروحي متبل دا في إحساسه كالريشة المبللة بالطين.‏فالنفس الطاهرة هي كالريشة غاية في الرقة والنعومة في طبيعتها-‏ قابلة للطيران بسبب خفتهاتنطلق لتطير بالصلاة والتأمل الروحي مرتفعة عن الأمور السفلية.‏أما إذا أفسدتها اللذات الجسدية وتبللت بطينها ووحلها فإنها ليست فقط تعجز عن الانطلاق الروحيبل بالعكس دائما تنحدر إلى أسفل.‏اللذة صنارة في يد الشرير:‏62


سجلبها يسقطنا العدو في الخطية ‏(عن القديس باسيليوس)،‏ من أجل هذا إذا أمسكت صنارة اللذة بالعينأو باللسان أو بالأذن جذبت الإنسان بكليته للخطية.‏صلب اللذة:‏هذه اللذة ينبغي أن تصلب على الصليب:‏ إن تثبيت النظر في جروح الرب يجرح لذة الجنسالمحركة للعين غير البسيطة.‏ والتأمل في عطش الرب على الصليب يعطى معنى للصوم،‏ فليس الصوم مجردانقطاع عن الأكل ولكنه صلب للذة شراهة الأكل.‏ والتأمل في الرب عريان ًا على الصليب كفيل أن يصلب فينالذة الاندفاع للبس والزينة التي تكاد أن تحرق البشرية كلها بنار الشهوة.‏وهكذا سنحس بديناميكية الصليب في حياتنا حيث يصبح واقعا عمليا اختباريا تصلب عليه كل يوموكل وقت كل لذة جسدية وعالمية.‏ومن ناحية أخرى ستصير كل لذة عالمية وسيلة لتذكر الصليب وتفاعله في حياتنا-‏ سوف يصيرالصليب حياتنا،‏ سوف نعيشه ونتفاعل معه-‏ سوف يكون صليبنا الذي به نتبع المصلوب.‏لذة الصليب:‏عبر الأجيال كلها صار الصليب ترنيمة لذيذة وشهية للعين،‏ وممتعة للأذن،‏ صار دم المسيحالمصلوب وجسده أشهى طعام للإنسان المسيحي مع كلمة االله التي هو،‏ أشهى من العسل.‏ إن تدرب الإنسانعلى تذوق الحلاوة في كلمة االله والصليب سيجعل النفس تتأفف من كل لذة جسدية.‏إن الخوار الروحي والعطش الشديد للذة الجنس والعالم والبس والأكل سببه بلا شك حرمان فيالتربية من اللذة الروحية.‏هيا بنا يا أخي بسرعة نعود لبيت أبينا لنرى ونأكل العجل المسمن ونتلذذ بحضن الآب...‏ ونترك لذةالخرنوب والزناة والزواني أي محبة العالم) ول .(15"وأمامنا قطعة روحية من تأملات أوغسطين الذي كان غارق ًا في شهواته الجسدية عندما رجع إلىالمسيح واكتشف اللذة الحقيقية في المسيح وذلك في حديثه مع أمه مونيكا:‏نا نتحدث سويا في لذة واشتياق...‏ إلى هذه الينابيع السماوية التي تفيض بالحياة عندك...‏ كانتتتضاءل أمامنا ألذ المسرات بأشهى عروضها حتى تصغر عن أن نقارنها أو حتى نذكرها بجوار سعادة...‏كنا نحلق بشهوة ملهبة نحو االله...‏ حتى نصل إلى الرحب اللانهائي حيث جلست ‏(يا االله)‏ تطعم الأبرار منطعام الحق إلى الأبد".‏وكان يقارن أحد القديسين ملذات العالم بأنها زبل حقير بالنسبة للذة الروحية.‏ثال ًثا:‏ صليب الأفكارعقل الإنسان مركز لتصورات غير محدودة-‏ خلقت أصلا ً لتسبح في محبة االله غير المحدودة التيتجسمت في الصليب،‏ ولكن الإنسان أشبعها بتصورات مختلفة تكاد أن تملأ حياته جحيما لا يقدر أن ينقذه أحدمنها إلا الذي نزل إلى الجحيم من قبل الصليب؟ والتصورات دائما لها دوافع معينة منها:‏63


فعندما يمتلئ القلب بالكراهية يمتلئ الذهن بتصورات لا نهائية لها من أفكار الغضب،‏ وظن السوءوالشماتة وتصور المصائب كلها تحل بالإنسان الذي نكرهه.‏وعندما يندفع القلب وراء الكبرياء...‏ يسرح الذهن في أفكار العظمة وإدانة الآخرين،‏ وتخيل الظهورفي شكل القديسين.‏وعندما يهتم القلب بالذات...‏ تتسرب أفكار الخوف على الذات،‏ والخوف من المستقبل والقلق،‏والخوف من الناس وتخيل الأضرار تحيط بنا وأن كل الناس يضمرون لنا الشر.‏إلى جحيم مشتعل.‏وإذا عاش الإنسان باحث ًاعن اللذة وكاب ًتا إياها في ذاته يملأ حياته بالأفكار الجنسيةوتتحول حياتهالمجاهدة.‏وبينما نحاول ضبط هذه الأفكار والخيالات وغيرها،‏نعجز ولا نجد أمامنا إلا الصليب ملجأ النفوسففي الصليب تذوب الكراهية،‏ ويحل محلها الحب والغفران،‏ وفي الصليب ينتهيوداعة الحبيب الذي لم يفتح فاه.‏الكبرياء وتظهروفي الصليبينتهي الخوف ويحل محله حياة التسليم الكامل.‏وفي الصليب تنتهي الطياشة الجنسية ونرتفع إلى الأفكار السماوية.‏التأمل في الصليب هو وحده القادر أن يشعل في قلوبنا نار الحب الإلهي حتى تنسكب محبة االله فيقلوبنا من الصليب،‏ حيث نتحد بالمسيح فنعيش التسامح والوداعة والثقة الكاملة باالله في الضيق.‏ وهكذا يتحولالصليب إلى اختبار مستمر طول اليوم مع يسوع المصلوب-‏ حيث تبدأ أفكارنا تسبح في محبة االله المتجسمةفي الصليب والتي تحصر كل أفكارنا فيه.‏رابعًا:‏ صليبالاضطرابات النفسيةعقل الإنسان مركز لتصورات الخوف والقلق النفسي والاهتمام بالمستقبل.‏ هذا الاضطرابات النفسيةتجعل الإنسان بعيدا عن الهدوء النفسي والاستقرار وهذا التوتر النفسي كثيرا ما يكون سببا في طياشة الفكروالنظر والقلب كقول الكتاب ‏"لا سلام للأشرار قال إلهي".‏ ولكن أولاد االله أعطاهم الرب يسوع سلاماحقيقيا-‏ ليس كما يعطى العالم،‏ فالقلب المملوء بالسلام قادر أن يسير بخطوات ثابتة نحو الالتصاق باالله.‏هل استأمنت االله على حياتك؟في وسط صراعات العالم ومضايقة الكثيرين لنا،‏ والانشغال بالتزامات الحياة واهتمامات المستقبل...‏في وسط كل هذا كيف تحصل على الهدوء النفسي؟ والإجابة على ذلك أنه بعد أن اشترانا االله بدم ابنه كيف لانسلم حياتنا له،‏ كيف لا نستأمن االله عليها؟ لذلك يقول لنا الرب ‏"حياتكم في ملكيتي وأنا اشتريتها بدمي فلاتخافوا...‏ كيف لا إيمان لكم؟"،‏ ‏"لا تهتموا بالغد"،‏ ‏"حتى خطاياكم أنا أغسلها بدمى".‏انظروا للصليب:‏64


بصل‏"في يديك أستودع روحي"‏ هذه آخر التعاليم التي نطق بها الرب على الصليب.‏ فالصليب ليس هو منصنع الناس ولكنه عمل إلهي أتمه الرب.‏ كان الصليب في مظهره الخارجي تعبي را عن ظلم العالم-‏ والربواقع فريسة في أيدي حكام لا قلب لهم...‏ أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم للآب لأجلخلاص العالمبط...".(23 :2الذي إذ ش ُتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل"‏ (1الذات:‏‏"كل من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني"‏ ‏(مر.(34 :8الحركة الديناميكية مع الصليب-‏ حركة داخلية يكون هدفها الأول صلب الذات.‏ فالذات هي المركزالذي تدور حوله اللذة والاهتمام والأفكار،‏ والمظهر ‏(اللبس)،‏ الكرامة،‏ والإدانة،‏ والجري وراء العالموالماديات...‏ والصليب هو الوسيلة الوحيدة لصلب الذات.‏فالنظر ليسوع المصلوب ينزع منا لذة الذات واهتماماتها،‏ليسوع العريان ينزع منا لذة مظهر اللبس.‏ليسوع المهان ينزع منا حب الكرامة ودينونة الآخرين.‏للمسامير التي سمر بها الرب،‏ يرفع أفكارنا من طياشة الأعمال الهيولية إلى تذكار أحكامه السمائية.‏ديناميكية الصليب في حياتيوهكذا بالاختبار اليومي في كل لحظة يصبح الصليب مركز تعاملنا مع االله...‏ ومن فقد صليبهطريقة الله،‏ ومن فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة-‏ لا تعامل بينه وبين االله.‏أفتقدفالصليب هو حياتي،‏ عليه أصلب ذاتي والعالم،‏ ومنه يتفجر في ينابيع اللذة الروحية والنظرةالمقدسة،‏ والحب الإلهي والفكر المقدس،‏ والصليب هو ترنيمة انتصاري وتسليم حياتي للذي استأمنته عليها-‏أراه وأتفاعل معه في عملي وفي كليتي،‏ وفي الترام،‏ وفي مذاكرتي،‏ ومع أصدقائي،‏ ومع الذين يسيئون إلى‏،‏وفي صلاتي وفي نومي...‏ إنه كل حياتي.‏65


الصليب قاعدة العمل الفرديكان زوجها ملحدا،‏ جاحدا للمسح-‏ لكنها كانت تعلم أن يسوع وحده يقدر على إنقاذه.‏إن رجال الدين كثي را ما يؤلفون الكتب للرد على الملحدين،‏ ويؤيدون أقوالهم بالحجج الفلسفية والأدلةالعلمية-‏ كل هذا حسن،‏ ولكن المسيحية لها أتجاه آخر في محاربة الإلحاد مضاد لبقية الديانات.‏ فمعلمنا برلسالرسول الفيلسوف يقول ‏"لأنه إذ كان العالم في حكمة االله لم يعرف ‏(العالم)‏ بالحكمة-‏ استحسن االله أن يخلصالعالم بجهالة الكرازة.‏ لأن اليهود يسألونه آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبالليهود عثرة واليونانيين جهالة"‏ ‏(‏‎1‎كو.(23 :1ركعت هذه الزوجة أمام تمثال المسيح في بيتها ‏(الكاثوليك يقتنون التماثيل)-‏ وبينما هي تصلى تفجرالدم من التمثال...‏ وكانت قوة الدم هي قوة الخلاص لزوجها وعودته للإيمان.‏‏(عن جريدة وطني بتاريخ(1975/11/2إننا نخطئ عندما نتطلع إلى االله في صورة الحاكم العام للعالم،‏ ولكننا ننسى قوة حبه غير المحدودةالتي دفعته أن يذوق الموت على الصليب عن خلاص العالم.‏إن يدي المسيح المفتوحة على الصليب تتطلع للعالم كله-‏ تريد أن تحتضن الملحدين،‏ والخطاة،‏والذين أساءوا للمسيح.‏ أن يديه تدميان و...‏ أن الدم يسيل من الأيدي المقدسة من أجل خلاص العالم كله.‏هكذا قال أحد آباء الكنيسة المعاصرين:‏ ‏"آه لو علم يوحنا قيمة الدم المتفجر من أثر المسامير.‏ إكليلالشوك والطعنة...‏ لحاول بكل جهده لجمعه ولم يدعه يتساقط على الأرض،‏ وكذلك لو علمت المجدلية ذلكلكفت عن الصراخ وأسرعت لجمع الدم الذكي لغفران خطايا العالم كله...‏ وهكذا بقية الرسل...".‏وفي نفس المعنى تقول إحدى القديسات.‏ ‏"عندما تأملت في يدي ربنا المصلوب-‏ هاتين اليدينالإلهيتين الداميتين وقد ثقبتهما المسامير...‏ تجعل قلبي يقطر ألما إذ رأيت دمه الثمين يسيل على الأرض ولايحاول أحد أن يلمه...‏ لذلك صممت أن أقيم دائما بالروح عند قدمي المصلوب لأتلقى ندى الخلاص الإلهيوأرشه فيما بعد على كل الأنفس...".‏من أجل ذلك يا أخي المسيحي علينا أن نقرر أن موقفنا اليوم يستدعى خروجًا سريعًا عن ذاتيتنا،‏لكي ما نأخذ موقعنا الدائم بجوار الصليب عند قدمي يسوع،‏ حيث نستودع حياتنا ونفوسنا بجوار الجنبالمجروح الذي احتوى كل آلام البشرية وصراعاتها حيث خرج منه دم وماء تطهيرا للبشرية البائسة التائهة.‏إن الصليب ليس مكان ًا ساكن ًا علق عليه يسوع في أحد الأيام،‏ بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحوالبشرية كلها.‏صرخة يسوع الخالدة:‏للبشر بداية ونهاية،‏ وكذلك كل ما يرتبط بهم من أقوال وأفعال.‏ أما يسوع المصلوب الإله الخالد فكلما يصدر منه هو خالد:‏ كلامه،‏ أعماله،‏ أحداثه...‏ وهنا تقول نفس الكاتبة السابقة ‏"إن صرخة يسوع ‏"أنا66


عطشان"‏ مازالت تدوي في قلبي،‏ دون انقطاع لتلهب فيه حرارة شديدة لم يعرفها من قبل أردت أن أسقىحبيبي،‏ وشعرت أن عطش النفوس يصيبني،‏ فوددت مهما كلفني الأمر،‏ أن أنتزع الخطاة من اللهيب الأبدي".‏إن صرخة يسرع مازالت تدوي في أرجاء العالم كله ولكن لا تسمعها إلا القلوبيسوع،‏ القلوب التي انضبط تردد حبها مع نغمات الحب الإلهي.‏التي قد انجرحت بحبإن صرخة يسوع مازالت تدوي في أرجاء العالم كله ولكنها لا تسمع إلا في مخادع الصلاة حيث النفوسالمخلصة ليسوع واقفة وفاتحة لذارعيها تشاركه صرخته،‏ إذ تصرخ معه من أجل الذين على حافة الهاويةقائلة ‏"من يضعف وأنا لا أضعف ومن يعثر وأنا ألا ألتهب".‏الأذرع المفتوحة:‏أنت يارب تفتح ذراعيك بقوة هائلة لتحتضن كل نفس في العالم،‏ فأنت يارب قد فتحتها من أجلالعالم-‏ لأنك تحب العالم-‏ وتحب خاصتك الذين في العالم إلى المنتهى.‏فحركة فتح ذراعيك ليست علامة السكون بل على العكس إنها حركة حب للجميع ‏"تعالوا إلىّ...‏ وأناأريحكم"‏ وهذه الحركة تصحبها حركة سريعة هائلة-‏ حركة عناق وقبلات...‏ إن الأذرع المفتوحة قداصطادت صيدا ثمين ًا اللص اليمين فأطبقت عليه بمنتهى القوة-‏ في فرحه هائلة-‏ وطارت به إلى الفردوسقائلة ‏"اليوم تكون معي في الفردوس".‏ربى يسوع:‏ إن أذرعك المفتوحة تستهويني جدا.‏ وأطمع أن أرتمي فيها فأشبع منك حبا وتعانقني...،‏وتطبق علىّ‏ فأعيش حياتي إلى الأبد في فردوسك-‏ نص دائرة حبك،‏ سواء هنا على الأرض أم في السماء.‏ويعز علىّ‏ تعبك في فتح ذراعيك باستمرار...‏ إنك تريد نفس من التي مت عنها لكي تحتضنها...‏يا للعجب أنت العريس الإلهي في صبرك واتضاعك تنتظر نفس ترتمي في حضنك فتصير لكعروسا مقدسا حتى إلى الفردوس.‏إن أذرعك المفتوحة المتعبة ستظل مظللة على أولادك وبناتك في الجامعة-‏ في المدارس،‏ فيأسرنا في أماكن الشر في الأماكن التي لا تخطر على بالى أنك منتظر منها صيدا.‏ربى:‏ أني لا أحتمل هذا المنظر،‏ منظر استمرار فتح ذراعيك ليل نهار،‏ إنه صعب جدا-‏ إنهامتألمة ومسمرة ومفتوحة-‏ وقلبك ينبض حبا وألما ودما...‏ لا يريحه إلا صيدا ثمي ًنا كاللص اليمين.‏الأذرع المفتوحة هي سر الانتصار:‏17) ‏(خرفي حرب الشعب مع عماليق...‏ كان إذا رفع موسى يدهخفض يده أن عماليق يغلب.‏‏(على مثال الصليب)‏ فإن الشعب يغلب وإذافلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه ودعم هرون وحور يديهالواحد من هنا والآخر من هناك.‏ فكانت يداه ثابتتين ‏(على مثال الصليب)‏ إلى غروب الشمس فهزم يشوععماليق وقومه بحد السيف ‏(خر.(1767


فرفع اليد بمثال الصليب قوة جبارة في انتصارات الخدمة.‏ لقد كانت الحرب قديما تتم بالمواجهةالمباشرة بين الجنود-‏ أما الآن فالصواريخ تنطلق من على بعد آلاف الأميال،‏ إن صواريخ الخدمة تستطيع أنتنتقل من قاعدة الصليب إلى أي مكان حيث تصيب الهدف فيقع ماسوا بين أذرع يسوع المطفطفة على العالم.‏فهي تنبه خدام اليوم إلى ديناميكية عمل الأذرع المفتوحة في صليب يسوع،‏ وكيف أنه عندما تسرىقوتها في كياننا كخدام تنفتح أذرعنا وأيضا قلوبنا معها لتحتضن أخطى الخطاة ثم يقبض عليها في حضنالمحبة الإلهية...‏ فيصير أسير حب يسوع المصلوب.‏تأملت مرة في الصباح الباكر أما تنزل من بيتها بملابسها المنزلية في شدة البرد-‏ حاملة حقيبة ابنهاالصغير،‏ بعد أن أعدت له كل شيء فيها ‏(أدواته وسندوتشه...‏ إلخ)،‏ وهي واقفة في انتظار أتوبيسالمدرسة،‏ وعندما جاء الأتوبيس أسرعت الأم،‏ سلمت ابنها إلى يدي المشرفة ثم أغلقت الباب وتحركالأتوبيس وعيني الأم شاخصة نحو ابنها في الأتوبيس ولسان حالها يقول ‏"في سلامة االله"‏تأملت يسوع وهو يرتب أمور أولاده في العالم كله-‏ في كل صباح ثم ينزل معهم إلى الشارع،‏ لكنهلا يتركهم بل يرافقهم للعمل والكلية والمدرسة...‏ وعندما تأملت ذلك تأكدت أن أذرع يسوع الأبدية ترعى كلأولاده في الجامعة وفي المدرسة وفي العمل وفي كل مكان...‏تأكدت أن هذه الأذرع الأبدية هي القوة الوحيدة لرعاية أبنائنا اليوم مضاف ًا إليها أذرعا مفتوحة علىمثال الصليب،‏ من كاهن أمام مذبحه-‏ إلى خادم في مخدعه-‏ إلى أم في منزلا-‏ إلى نفوس كرست حياتهاطول يومها في الكلية والعمل أن تقف بجوار صليب ربنا لكي ترش الدم النازل من الجنب الإلهي وأثرالمسامير على كل زميل-‏ وكل زميلة.‏هذه هي حركة الصليب لتي لا تسكت أبدا حتى غروب الشمس ‏(خرالكنيسة الخالدة حتى غروب حياتنا على الأرضي،‏ إنها ديناميكية الصليب في الخدمة.‏(17إنها ترنيمة انتصارالثنائية في الخدمة:‏‏(الصلاة والعمل).‏نهمل قيمة العمل؟س:‏ في أحد اجتماعات الخدام دار هذاالحوار:‏ إن كان التركيز كله على الصلاة فهذا يعنى أنناج:‏ الحقيقة أن الصلاة الحية متحركة وتنتقل إلى مكان الخدمة.‏ وتدفع بقوة صاحبها للخدمة،‏ لاتفارقه أثناء الخدمة-‏ فليس هناك ثنائية بين الصلاة والعملي.‏أما الصلاة الميتة فهي ساكنة منفصلة عن مكان الخدمة،‏ تحرك شيئًا في صاحبها نحو الخدمة،‏ أمافي أثناء الخدمة فهي تفارقه فتتحول الخدمة إلى روتين أو واجب أو مجردات.‏زرت مرة إنسان كانت زوجته ستعمل عملية سرطان بعد يومين في بلد بعيد،‏ وقبل العملية بيومينمرض هو بذبحة صدرية منعته عن الحركة،‏ كان ملازما الفراش-‏ وكان يصلى وكان يلازم بعقلهوبروحه وبقلبه عملية زوجته حتى وان كان المرض كان قد منعه عن الحركة المادية.‏68


على هذا المثال خادم واقف بجوار الصليب يحس بالآم يسوع من أجل زميل له.‏ أنه يتألم وتتألمأحشاؤه في وقفته في مخدعه إن صلاته حية تدفعه دفعا للحركة-‏ وإن أمره الرب بالانتظار فسينتظر علىمضض كيف يسكت ويسوعه متألما وأذرعه مفتوحة ومشدودة وقلبه مجروح؟لقد اعتذر أرميا عن الخدمة وقال ‏"إني ولد"‏ ولكن بعد أن كشف االله له آلامه وتعبه من أجل الخدمةكان أرميا ذاته يصرخ في أعماق سجنه ويقول ‏"أحشائي توجعني لا أستطيع السكوت".‏كلمة االله متحركة:‏كان بولس الرسول مقيدا بالسلاسل في أعماق السجن،‏ ولكنه بالروح أملى أعظم رسائله وكتب فيهاأن كلمة االله لا تقيد لأنها متحركة-‏ وقد أصابت نفوس كثيرة وأسرتهم في حب يسوع وطاعته،‏ ومات القديسبولس ومازالت كلمته متحركة وتصيب هدفها ولا ترجع فارغة.‏الصليب قاعدة الحركة ومركزها:‏إن النفوس التي ذاقت الوقوف المتواتر بجوار الصليبالبشرية المتألمة-‏ هي النفوس التي ستصرخ وتقول ‏"هانذا فأرسلني.".‏التي أحست بآلام الرب وأناته من أجلفمن عند الصليب يتحرك الخادم مستودعا نفوس مخدوميه في أحضان الرب على الصليب وفي قلبيسوع ذاته...‏ ثم يتحرك الخادم في ظل الصليب وقوته،‏ حيث يوصل كلمة االله للمخدومين-‏ ليس بحكمتهالبشرية بل بقوة الصليب،‏ وليس بحكمة العالم بل ببساطة الإنجيل.‏ ويسوع المصلوب يرافق الخادم في رحلتهمظللا ً بيده على خدمته،‏ ونافخ ًا في قلبه احساساته الإلهية نحو الخروف الضال.‏ والابن الضال والدرهمالمفقود...‏ وفي النهاية يرجع الخادم إلى قاعدية خدمته-‏ عند الصليب-‏ حيث يستودع كل النفوس في أحضانالأذرع المفتوحة.‏وفي صلاة الخادم الخاصة-‏ عند قاعدة الصليب-‏ تنطلق صلوات صاروخية بعيدة المدى تصيب كلمخدوميه في أماكنهم وتأسرهم إلى حب يسوع-‏ إلى الصليب.‏مجدي:‏ توبةفي حوالي عام 1961 نشرت الصحف خبرا عن مجموعة شباب كانوا يقتلون السيدات بعد سرقة مامعها من مال،‏ ثم يقتلونهم ويلقونهم في بئر بمنطقة المعادى...‏ وتم القبض على مجدي وحكم عليه بالإعدام.‏وكانت هناك صلوات مقبولة قوية تصدر من على المذبح حيث يسوع المذبوح عن الخطاة-‏وأصابت هذه الصلوات مجدي في أعماق سجنه،‏ وإذا به يرى في حلم السيدة العذراء ومعها كاهن،‏ طالبة منهأن يعترف للكاهن ويتناول جسد يسوع المكسور.‏ وفي الصباح اتصل مجدي بأسرته ورسم لهم صورة الكاهنوطلب إحضاره للاعتراف والتناول.‏ ووصل أبونا ميخائيل إلى السجن حيث وجد مجدي في توبة عند أقدامالصليب وفي فرحة الرجوع إلى االله-‏ وأحس بأذرع يسوع تحضنه وبقبلاته الحلوة تقبله.‏كامل...".‏وكتبت الصحف:‏ ‏"للمرة الأولى يتقدم شابا إلى المشنقة بسلام كامل وبشاشة وجه وتسليمالله وفرح69


بيصاريون:‏كان راهبا منعزلا ً عن العالم في وحدة قوية مع االله،‏ ثم ينزل إلى العالم في خدمة هجومية ليخلصنفسا في عمق الشر كالوحش الذي ينقض على فريسته،‏ والعجيب أننا اليوم نقضي كل وقتنا في الخدمة،‏ أماهؤلاء القديسون فكانوا يعيشون أغلب حياتهم في التوبة والاتحاد باالله ثم ينزلون في خدمة هجومية صاروخيةإلى معاقل الشر،‏ وبعد الانتهاء منها يرجعون فورا إلى عزلتهم و أحيان ًا تكون فريستهم وصيدهم معهم...‏ ‏(عننبذة قوة الكرازة-‏ الحرب الهجومية).‏الجسد العريان:‏إننا دائما نرى الرب على الصليب عريان ًا،‏ ولابد أن هذا العرى يحمل عملا ً روحيا في نفوسالمؤمنين والخدام لأنه منظر مثير.‏ إنه إثارة لنفوس الخدام ليحسوا بالتعري والخزي الذي أصاب البشريةعندما تعرت من النعمة بسبب الخطيئة-‏ وحمله الرب عنا.‏واستمرار الرب في عريه على الصليب ليثيرنا جدا لأنه دليل على استمرار عرى وخزي كثير منأولاد االله-‏ وأن الرب مصرا إصرارا كاملا ً أن يستمر عريان ًا-‏ حتى تتحرك القلوب المخلصة في حركةديناميكية نحو الدعوة المستمرة للجميع.‏ ‏"ألبسوا الرب يسوع".‏لقد حذر سفر الرؤيا اللادوكيين قائلا ً ‏"أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان...‏ أشير عليك أنتشترى منى ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك"‏ ‏(رؤ.(3إن ورق التين لم يقدر أن يغطى عرى آم وحواء.‏ كذلك فالحياة المظهرية-‏ لا تستطيع أن تغطى التفاهيةوالرياء،‏ والسطحية.‏ والشهوات المشتعلة في داخل القلب،‏ والخوف والقلق،‏ والصراع النفسي...‏ وكل هذهالصفات التي يرزح تحتها شباب هذا العصر.‏••••••••إن الكبرياء قد تسبب في عرى الإنسان من التواضع الذي هو صفة المسيح.‏ومحبة المال قد تسبب في عرى الإنسان من حب أخيه الإنسان لأنه أصل كل الشرور.‏ومحبة العالم قد تسبب في عرى الإنسان من محبة االله لأنها عداوة له.‏والحياة المظهرية قد تسبب في عرى الأسرة من الصفات المسيحية.‏والشهوات الكثيرة قد تسبب في عرى الإنسان من الطهارة.‏وحب الظهور وكثرة الموضات قد عرت الفتاة من حشمة المسيحيين.‏وحب الرياسة ومحبة الذات قد عرت الخادم والكاهن من قوة الروح.‏من أجل كل هذه النفوس العريانة من النعمة سيظل يسوع عريان ًا على الصليب.‏ مثلا ً لكل نفسولكل خادم،‏ لكي ما تلتفت كل نفس إلى واقعها المخزي فتسرع إلى لبس الرب يسوع،‏ ولكي يتحرككل خادم إلى صلاة حارة ودعوة قوية للجميع قائلا ًبالرب يسوع".‏"أشير عليك أن تشترى ثيابا-‏ وتستر عريك70


••••••وستظل يارب عريان ًا على الصليب لكي تعلن لكل النفوس لاتي تحبها أنه لا المال،‏ ولا المدنية،‏ ولاالتكنولوجيا...‏ تستطيع أن تغطى عرى النفس...‏ إنه المسيح فقط.‏هذا هو العمل الديناميكي المستمر الذي يعمله الرب اليوم في نفوس خدامه.‏البشرية كلها سقطت في الشر من آجل ذلك وقع معهم يسوع تحت الصليب.‏اليوم آلاف من الشباب يعيشون تحت نير مع غير المؤمنين.‏اليوم آلاف من الشباب قد سقطوا في شهوات الجسد.‏اليوم آلاف من الشابات قد تخلوا عن حشمة أولاد االله.‏من أجل كل هؤلاء أنت يارب يسوع واقع تحت الصليب،‏ ومن أجل خطيتي أنا.‏سمعانالقيرواني:‏ألا يوجد اليوم شابا خادما يحس باحساسات الرب و يشاركه حمل الصليب ويقع معه تحت نيرهكسمعان القيرواني،‏ ينسكب بدموع تحت ثقل الصليب...‏ ويدعو الجميع للتوبة عن خطاياهم التي يقع المسيحتحت ثقل صليبها.‏فيرونيكا:‏•••••هذه القديسة مسحت عرق الرب الحامل الصليب فانطبعت صورة وجهه على منديلها.‏ألا يوجد فيرونيكا اليوم من الشابات لتمسح آلام وعرق الرب الواقع تحت الصليب.‏فتشارك الرب في عرقه وآلامه.‏وتدعو زميلاتها للتوبة...‏ ورفع آلامهم عن المسيح.‏ربى يسوع:‏ هذه هي ديناميكية صورتك تحت الصليب في قلبي.‏71


ان ًتحتجناحي الرب أعتصم وأستظل وأبتهجساعة الظهيرةفي منتصف النهار،‏ حيث ساعات العمل،‏ والتعامل مع الآخرين.‏حيث أحيان ًا نسمع ‏"كلام القباحة والسفاهة والهزل التي لا تليق"‏ ‏(في.(3 :5وأحيان ًا يزداد حر النهار وثقله" نإتألمتم من أجل البر فطوباكم"‏ ) طب‎1‎.(14 :3فالأمانة والصدقوالمحبة والتمسك بالطهارة وبوصية الإنجيل...‏ يسبب للمؤمن آلاما من أجل البر-‏ أي وصية الإنجيل.‏وحيث تأتينا المضايقات أحيان ًا من أجلفضل عند االله"‏ (1 بطأسمه..."بل إن كنتم تتألمون ‏(وأنتم)‏ عاملين الخير فتصبرون فهذا.(20: 2 وحيث من كثرة الإثم والصراع المادي والصراع على المراكز تفتر محبة الكثيرين.‏..."في وسط كل هذا يلقى الشيطان سهامه وشباكه،‏ وعنه يقول داود النبيالنهار...‏ ولا من شيطان الظهيرة"‏ ‏(مزولا من سهم يطير في.(90إن ساعة الظهيرة هي التي صلب فيها مخلصمن أجل العالم كله هي الساعة التي اتفقت فيها كلقوات الشر بيلاطس الذي لا يعرف الحق،‏ وهيرودس الثعلب المرائي،‏ والفريسيون المنافقون،‏ مع رؤساءكهنة لليهود الحاقدين على يسوع..،‏ كل هؤلاء هم الذين قالوا أصلبه أصلبه.‏ كل هذا كان يوم الجمعة ظهرًا.‏ولقد اهتمت الكنيسة بهذه الصلاة،‏ وجعلت من الساعةصلب المسيح.‏12يوم الجمعة ساعة مقدسة لأنها ساعةاالله:‏ نشكرإننا اليوم وقت الظهيرة نرى الجميع يؤدون صلاة الظهر،‏ وفي هذه الساعة نسمع إخواننا المسلمينيؤذنون من المساجد لصلاة الظهر.‏ إن هذا الصوت هو شاهد علينا في يوم الدينونة إن أهملنا صلاةالظهيرة ‏(الساعة السادسة).‏إنها الساعة التي نقول فيها ‏"صنعت خلاصا في وسط الأرض كلها عندما بسطت يديك الطاهرتين علىعود الصليب،‏ لهذا كل الأمم تقول المجد لك يارب".‏إنها ساعة مجد المسيح التي فيها تم خلاص البشرية،‏ وفيها ملك الرب على خشبة ‏(مز.(95مزامير الساعة السادسةكل المزامير تتحدث عن الخلاص بظلعلى القلوب بالصليب:‏جناحي الصليب،‏ وتنتهي بالحديث عن المجديملك الرب1- الاعتصام2- الاستظلالبجناحي الصليب.‏بجناحي الصليب.‏72


3- الابتهاجبجناحي الصليب.‏4- ملك الرب بالجلال.‏بجناحي الصليب:‏(90 ،56 ‏(مز1- الاعتصام‏"ارحمني يا االله،‏ فإن عليك توكلت نفسي.‏ وبظل جناحيك أعتصم إلى أن يعبر الإثم".‏إننا نعتصم بجناحي الرب،‏ أي بذراعيه الممدودتين على الصليب حتى يعبر الشر،‏ وحتى يمر السهمالطائر في النهار ‏(مز،(90وليس لنا قوة فيها إلا بالصليب.‏وحتى يغير فيها شيطان الظهيرة ‏(مز.(90.(69إنها ساعة سلطان الظلمة...‏إنها الساعة التي نطلب فيها النجدة السريعة من صليب المسيح بمسكنة شديدة فنقول ‏"اللهم التفت إلىمعونتي يارب أسرع وأعنى...‏ أنا مسكين وفقير اللهم أعنى.‏ أنت معيني ومخلصي فلا تبطئ الليلويا"‏ ‏(مزإن الآباء القديسون يسمون مز 69 ‏"الصلاة السهمية"-‏ من أجل ذلك اختارتها الكنيسة في الساعةالسادسة كرد على شيطان الظهيرة والسهم الطائر في النهار ‏(راجع نبذة اللهم التفت لمعونتي).‏بجناحي الصليب:‏60) ‏(مز2- الاستظلال‏"استمع يا االلهطلبتي...‏ على الصخرةرفعتني وأرشدتني...‏ فأسكن في مسكنك إلى الدهروأستظلبستر جناحيك".‏إن التفكير والتأمل في صليب الرب في هذه الساعة الساخنة يعطى للنفس سلاما وهدوءا فتحتمل الآلاممع المصلوب،‏ وتغفر معإلى تذكار أحكامه السمائية ‏(قطع الساعة.(6الذي طلب الغفران لصالبيه،‏ وتنقذ العقل من طياشة الأفكار والشهوات الجسديةما أحوجك يا نفسي المرهقة إلى رفع القلب بالصلاة نحو الأذرع المفتوحة على الصليب في هذه الساعةحيث الأذرع مفتوحة لتضمك من وسط بحر وتجارب وشهوات ساعة الظهيرة،‏ وتسمعي صوت حبيبكيسوع قائلا ً ‏"تعالى يا أيتها النفس المتعبة،‏ يا ثقيلي الأحمال والمتعبين وأنا أريحكم...‏ تعال يا ابني الضالوادخل إلى حضني لأقبلك...‏ تعال أستظل تحت جناحي صليبي فأنا ضابط العالم كله".‏الابتهاجبجناحي الصليب:‏62) ‏(مز-3...إن ثمرة الانتصار بقوة ذراعي الصليب،‏ ثم التمتع بأحضان الذراعين وظلهما-هو الابتهاج كما يقولالنبي ‏"في أوقات الأسحار كنت أرتل لك.‏ لأنك صرت لي عون ًا،‏ وبظل جناحيك أبتهج".‏ هذا هو فرح الصليبوبهجته،‏ إنه فرح روحي على مستوى الإيمان القوى وبنعمة ظل جناحيه،‏ وبشهوة قلبنا لحمله في كل يوموالسير وراء يسوع-‏ إنه فرح لا يقدر أحد أن ينزعه منا.‏ إنه فرح الشهداء في شدة آلامهم،‏ وبهجة الصديقينفي أسهارهم وجهادهم،‏ وفرح المضطهدين من أجل المسيح،‏ وفرح المساكين بالروح...‏ إنه فرح محبيالمسيح وحاملي صليبه...‏إنه فرح صلاة الساعة السادسة.‏73


والصليب هوعرش االله:‏(95 ،92 ‏(مزالتاسعةإن آخر مزمور في الساعة السادسة يقول ‏"الرب قد ملك ولبس الجلال"‏ ‏(مز.(92(3 عصرا)‏أما في الساعةحيث أسلم الرب الروح فيرتل النبي ويقول ‏"قولوا بين الأمم إن الرب قد ملك على خشبة‏(خشبة الصليب)‏ وأيضا ثبت المسكونة فلن تتزعزع"‏ ‏(مزمز.(95:66فالذين يحملون الصليب يحملون الملك علىعرشه.‏ فالصليب هو الطريق لملكية الرب على القلب،‏ وفي ذات الوقت الوسيلة الوحيدة لفصل أولاد االلهالمملوكين له عن أهل العالم.‏يتحدث وعن بهجة العالم كله بخلاص االله وفتح ذراعيه من أجلهم،‏ وكأنه يقول ‏"صنعتخلاصا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب،‏ لذلك كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب".‏والمزمور:83يتحدث عن العصفور الذي وجد له بي ًتا،‏ واليمامة التي وجدت لها عش ًا لتجمعأولادها وقت الظهيرة،‏ أما نحن فلنا الكنيسة حيث أذرع المسيح ‏"مساكنك محبوبة...‏ مذابحك يارب إله القواتملكي وإلهي"‏ حيث جسدك المذبوح عنا على المذبح.‏84: والمزمورمع االله بالصليب قاتلا ً العداوة"‏ ‏(أفوالعدل ‏(الآب)‏ اطلع من السماء".‏:2يتحدث عن المصالحة بين الأرض والسماء بالصليب ‏"ويصالح الاثنين في جسد واحد16)، حيث يقول المزمور"الحق ‏(المسيح)‏ أشرق من الأرض،‏أما المزمورين،8569 فيتحدثان عن المسكنة بالروح ‏"أمل يارب أذنكالتي هي وسيلة دخول ملكوت السماء كما هو مسجل في إنجيل هذه الساعة.‏لأني مسكين وبائس أنا"،‏الإنجيل:‏اختارت الكنيسة لهذه الساعة إنجيل التطوبيات كأحلى وأعمق ما يتناسب مع حاملي الصليب.‏ والتطويبالأول عن المساكين بالروح ولهم نفس جزاء التطويب الأخير ‏(المطرودين من أجل المسيح)‏ ألا وهوملكوت السموات.‏ولا يقدر أحد أن يتعلم المسكنة بالروح أو الفرح في الطرد من العالم إلا الذين يحملون الصليب.‏ فالربعلى الصليب صار مسكي ًنا لأجلنا...‏ أليس بالأحرى لنا أن نحس بأننا مساكين،‏ مساكين في الصلاة،‏مساكين في المحبة،‏ في الطهارة-‏ مساكين في قراءة الإنجيل،‏ مساكين في الخدمة والكرازة والشهادةللمسيح.‏ ربى يسوع أني مسكين وبائس ‏"أمل يارب أذنك وأستمعني لأني مسكين وبائس أنا"‏ ‏(مزاللهم ألتفت لمعونتي لأني مسكين وفقير ‏(مز-(85.(69والحزانى لا يتعزون إلا بالصليب.‏ والحزن على الخطية لا يمكن الوصول إليه إلا بالنظر إلى يسوعالمتألم على الصليب لأجل خطيتي.‏أما الودعاء فهم الذين يتأملون في يسوع الوديع الذي غفر لصالبيه،‏ هؤلاء يرثون الناس في الأرضلحساب المسيح عندما يرى الناس أعمالهم الحسنة فيمجدون أباهم الذي في السماوات.‏والجياع والعطاش هم النفوس الناظرة للمصلوب التي لا تشبع.‏ أبدا من حبه وغفرانه وقوة دمه.‏74


وأنقياء القلب هم النفوس التي صلبت العالم مع الأهواء والشهوات،‏ ثم صلبت مع المسيح فأصبحالمسيح هو حياتها النقية.‏والصليب هو معلمالرحماءوصانعي السلامومحبي الغفران للذين صاروا أبناء االله التابعين أثرخطواته.‏أخيرًا فالصليب هو المنارةللعالم...‏ هذا هو إنجيل الساعة السادسة.‏التي أوقد عليها المسيح نور العالم،‏ والذي من قبله صرنا نورًاأخي:‏ اقطع عهدا مع االله أن تصلى هذه الصلاة،‏ ولو مزمور واحد منها مع الإنجيل والقطع،‏ ولاتنسى أن االله يذكرك بميعادها كل يوم عن طريق ساعة تدق أو آذان مسجد أو ميكروفون...‏ فأسرع واعتصموأستظل وابتهج بجناحي الصليب واجعل المسيح يملك بالكامل على قلبك آمين.‏75


طب‎1‎جراحات القائم من الأموات‏"انظروا يدي ورجلي...‏ جسوني..."‏ ‏(لو(39 :24المطلوب منا اليوم ليس أن نقف متأملين تحت أقدام الصليب ولكن علينا أن نجس جراحات يسوعالناصري المصلوب القائم من الأموات.‏الصليب والقيامة حدثان متلازمان فلابد من الموت ‏(الصليب)‏ قبل القيامة كما أن القيامة كانت كامنة فيالمسيح على الصليب-‏ لذلك لم يكن ممك ًنا أن يمسك الرب يسوع من الأموات ‏(أعاجتازه لأنه هو ‏"القيامة والحياة"‏ ‏(يو(24 :2.(5 :11ويصعب على النفس إدراك قوة القيامة بدون شركة آلام الصليب) يف (10 :3وكأن الرب أراد أن يؤكد لتلاميذه أن القيامة هي في رؤية جراحات الرب وجسهارغم أنهأي بجس جراحات الرب) ول :24(27 ،20‎39‎؛ يو‎20‎‏:‏فمن يشترك في آلام الرب ويحمل صليبه ويتبعه يؤهل لقوة القيامة وبهجتها.‏ والآن أعطنييارب أن أذوق مع المريمات والتلاميذ بهجة قيامتك في لمس جراحاتك.‏أولا ً :‏"وأمسكتا بقدميه وسجدتا له"‏(9 :28 ‏(متربى يسوع:‏ بعدما أعتقتني قدماك من طريق الضلالة...‏ أتقدم الآن ممسك ًا بهما ساجدا لك.‏ فالمسمارفي رجليك كان من أجل خطاياي ومن أجل ذلك-‏ في بهجة القيامة-‏ لا أكف عن تقبيل آثار المسمار فيرجليك...‏ فهذا الجرح هو الذي حررني وأعتقني من طريق الضلالة ‏(صلاة نصف الليل).‏1- أمسك بقدميك:‏امسك بهما جيدا فعندما تتحرك قدماك تتحركأريد أن يكون لي قدمان إلا قدماك أنت.‏قدماي-‏ وعندما تقف قدماك أقف أنا ممسك ًا بهما.‏ لا.(21 :2ربى يسوع لا تسمح أن تتحرك قدماي إلا مع حركة قدميك ‏"لنتبع إثرخطواته"‏ )(105 :119واحذي أرجلي ياربى باستعداد إنجيلك) فأ (15 :6وليصبح كلامك مصباحا لرجلي ونورا لسبيلي ‏(مزعندئذ أكتب أعمالي تبعا لأقوالك...‏ فليس لي ذات منفصلة عنك بل بحريتي أمسكت بقدميكلذلك أنا أقدم لك مشورات حيرتي ‏"القداس الإلهي".‏وأمسك بقدميك لأنك أنت هو الطريق ‏(يو(6 :14فالطريق من المذود حتى الجلجثة ثم إلى القبرفالقيامة.‏ فالقديسون والشهداء والنساك الذين أمسكوا بقدميك...‏ ساروا معك وبك في الطريق ثم صعدوامعك إلى الصليب فماتوا معك عن العالم ثم دفنت آثامهم بقبرك-‏ عندئذ أقمتهم معك وأجلستهم معك فيالسموات.‏ربى يسوع أنت وحدك هو طريقي-‏ سأمسك بقدميك كل حياتي حتى الصليبقيامتك أصلب معك فأحيا لا أنا بل أنت في ‏(غللتبلغني إلى بهجة.(20 :276


أ(‏ب(‏وعندما أمسك بقدميك فلا أرخيك عنى) شن (4 :3(فالكنيسة التي لا تمسك بك جيدا تحكم على نفسهابالهلاك لأنك أنت حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا...‏ ‏(أوشية الإنجيل).‏ الكنائس التائهةاليوم في مادياتها وعالمياتها ليس لها سبيل للخلاص إلا بمسك قدمي الرب يسوع وعدم أرخائه عنها.‏ النفسالبشرية المضطربة الغير مستقرة ليس لها إلا أن تمسك بقدمي الرب يسوع...‏ يسوع وحده عندئذ ستصل إلىحالة الاستقرار في قوة قيامة الرب.‏يسوع وحده:‏ احذري يا نفسي أن تمسكي بقدمي يسوع مع قدمي العالم فالاثنان يسيران في اتجاهينمتضادين...‏ أمسكي بقدمي يسوع وحده يا نفسي ويا كنيستي...‏ وحده فقط فنحن نؤمن بإله واحد أمسكيبشدة بقدمي الرب يسوع وحده ولا ترخه عنك لكي تفرحي معه في بهجة قيامته.‏2- وأسجد لك:‏الرب يسوع يطلب منك يا نفسي السجود بالروح والحق.‏ وللسجود بعد القيامة معان كثيرة فيالنفوس العابدة.‏يا نفسي إن كنت قد ذقت السجود بتذلل في فترة الصوم الكبير-‏ فالآن جاء الوقت لتذوقي السجود بالفرحفي فترة الخماسين-‏ أمسكي يا نفسي.‏ بقدمي الرب وأسجدي مع مريم المجدلية...!!‏( سجود الفرح:‏ فرح بالذي قام وكسر شوكة الموت.‏ هذه الشوكة التي ذاق مرارتها كل إنسان ولميفلت منها إنسان-‏ الآن كسرها الرب بقيامته.‏ إن شوكة الموت هي الخطية...‏ والرب يسوع دان الخطيةبالجسد ومات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا أسجدي يا نفسي مع المجدلية التي سجدت بفرح لأنه حررهامن شهوات جسدها وحررها من السبعة شياطين وحررها من قيود العالم ومحبته تهللي يا نفسي وأفرحي لأنهلم يعد للموت-‏ موت الخطية-‏ ‏(خطية العالم والجسد والشيطان)‏ لم يعد لأي منها سلطان عليك...‏ لأن يسوعقد كسر شوكة الموت.‏ إن جراحاتك يا يسوع تفرحني جدا لأنها شهادة على آثار المعركة على الصليبوانتصارك فيها.‏سجود الشكر:‏ شكر الإنسان المديون الذي رفع عنه الرب دينه،‏ إن المرأة الخاطئة كانتمديونة بخمسمائة دينار فترك لها كان ما عليها.‏ من أجل ذلك أحبت كثيرا...‏ ثم شكرت الو.(50 -63 :7يانفسي تعودت أن تشكري من أجل نجاح مادي أو من أجل عطية مادية.‏ وتنسى أن تشكري الذي دفع الدينعنك وحررك من عبودية إبليس ‏"فإذ ًا أيها الأخوة نحن مديونون..."‏ ‏(رويعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام"‏ (2 كو:8.(15 :5شكر للذي أحبني إلى المنتهى ‏(يو(1 :13 الذي12) ‏"هو مات لأجل الجميع كيأحبني وأسلم ذاته لأجلى شكر للذي وهبني جسده ودمهوروحه-‏ الذي أخذ الذي لي وأعطاني الذي له.‏ شكر للذي تبناني.‏ بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخيا أبا الآب ‏(رو.(15 :8شكر يقود إلى فيض من الحب-‏ حب يتحول إلى تقبيل القدمين ‏"لم تكف عن تقبيل قدميه"‏ ول(‏.(45 :7فالمرأة التي لم تكف عن تقبيل قدميه هي بعينها المرأة التي أمسكت بقدميه،‏ وهي بعينها المرأة التي سكبتالطيب عند قدميه في توبتها وهي بعينها المرأة التي أخذت الطيب في فجر الأحد لتضعه على جسد77


ج(‏‏(مزالمخلص-‏ فوجدت الرب خارجا من القبر...‏ عندئذ أمسكت بقدميه وسجدت له‏"يارب أمامك كلشهوتي"‏.(9 :37عندئذ ‏"جعلت في فمها ترنيمة حب جديدة..."‏ ‏(مز.(3 :40(شيء معه ‏(روسجود التسليم:‏ يا نفسي تذكري أن يسوع لم يشفق على ذاته بل بذلها لأجلك كيف لا يهبك كل(32 :8يا نفسي الذي مات لأجلك وقام لأجلك كيف ينساك!!‏ يا نفسي الرب يسوع إله قادرقائم غالب للموت وهو إله محب للنهاية...‏ إذ ًا سلمى حياتك له وقولي كل الأمور تعمل معا للخير للذينيحبون االله ‏(رولأجلك وقام...(28 :82) كو .(15 :5الحياة كلها له...‏ مات لأجلها فينبغي أن لا تعيشي يا نفسي لذاتك بل للذي ماتمن أجل ذلك يا إلهي أسجد لك واضعا حياتي كلها تحت تصرفك في تكريس كامل وأقول ‏"أقدم لك ياسيدي مشورات حريتي".‏‏"أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ"‏ 20) 20:‏(يوثانيًا :1- لأول مرة يكتشف التلاميذ أن جراحات الرب تشع الفرح في النفس وبعد ذلك أدركوا أن الآلامفي حياتهم هي بنفسها مصدر فرحهم ومجدهم ‏"لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدى"‏2) كو:‏ (17"إن جراحات الرب بعد القيامة كانت شهادة أبدية على حبه لك يا نفسي وجراحاتك من أجليسوع هي إعلان حبك له وهي سبب مجدك الأبدي ومصدر فرحك فلم يعد الألم عقابا بل هبة ‏"قد وهب لنا لاأن نؤمن به فقط بل أن نتألم معه"‏ ولم يعد الصليب مصدر ألم بل طاقة فرح لا يعبر عنها.‏يأتي الشهداء حاملين تعاذيبهم،‏يأتي الصديقون حاملين أتعابهم،‏‏(ختام التذاكيات الواطس)‏ في المجمع المسكوني الأول بنيقية سنةويأتي ابن االله في مجد أبيه ويجازى كل واحد حسب أعماله،،‏325 مكان أغلب الآباء ال318-2الحاضرين قد اجتازوا شدة اضطهاد الوثنيين فكان منهم المقطوع اليد والمقطوع الرجل والمقطوع اللسانوالمفقوء العين...‏ وكان الملك قسطنطين يقبل هذه الجراحات...‏ وفرحت بهم الكنيسة وجلس هؤلاءالمجروحون وهم في نشوة الفرح يضعون لنا قانون إيماننا المسيحي.‏وجراحات الرب لنا مصدر توبة مفرحة للنفس فكلما أتذكر جراحات الرب لي-‏ أكره الخطيةوأتوب...‏ عندئذ تعمل قوة القيامة وقتها فيّ.‏ من أجل هذا يارب أنا أؤمن أن جراحاتك تسبب لي حزن ًا علىخطيتي ولكنه حزن بحسب مشيئتك فينتهي بتوبة لا ندامة فيها2) كو :710) أما حزن العالم فينشئ موت ًا.‏ لقدظل بطرس.‏ الرسول طوال حياته بعد القيامة يسمع صياح الديك فيجدد توبته ويفرح بالرب يسوع الذي نظرإليه وأقامه من سقطته.‏ أما القديس توما فظل طول حياته يذكر الجنب المطعون الذي لمسه بعد القيامة،‏فتسرى فيه كهرباء القيامة والتوبة عن الشك.‏3- وفرح التلاميذ يارب عندما رأوا جراحاتك...‏ ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع...‏الذي احتمل الألم بسرور لئلا يكلوا ويخوروا...‏ ‏(عب.(3 :1278


يا نفسي أفرحي وتشجعي وتشددي...‏ فأمامك رئيس الإيمان يسوع المجروح...‏ جاهدي وتشجعي فالقيامةمؤكدة فيسوع الناصري المصلوب القائم من الأموات هو بعينه يسوع المجروح فالجهاد الروحي لم يعد ألماوحرمان ًا وكبت ًا...‏ بل فرح وانطلاق وحمل للصليب وراء رئيس الإيمان المنتصر القائم من الموت وحاملا ًالجروح في جسده المجروح بعد القيامة كانت هي الشاهدة على اجتياز معركة الصليب بانتصار.‏ فهي شهادةعلى النصرة-‏ نصرة على العالم-‏ على كذب إبليس-‏ على قوة الشيطان.‏يا أحبائي الشبان...‏ إن يسوع القائم بجراحاته لهو أكبر شهادة على قوة القيامة في جسدكم المجروحبآلام والعالم..‏فلنسر في هذا العالم مجروحين ولكن غالبين-‏ تشددوا وتشجعوا أفرحوا وركزوا نظركم في رئيسإيمانكم-‏ يسوع المجروح الغالب القائم...‏ لئلا تكلوا وتخوروا...‏ بل افرحوا مع التلاميذ عندما يريكم يديهوجنبه.‏79

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!