غاب الشيطان. حنان الهواري. .مجموعة قصصية. ابداع_فور_اول
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>حنان</strong> <strong>الهواري</strong><br />
عندما <strong>غاب</strong> <strong>الشيطان</strong>. <strong>ابداع</strong> <strong>فور</strong> <strong>اول</strong> للنشر االلكتروني<br />
تعالى بسرعة...أتت أمه مسرعة .يتجوالن في كل أرجاء البيت, يبحث وليد حتى أسفل<br />
السرير وفى الدوالب وال أثر لها, يهروالن الى المطبخ, يتصببان عرقًا,<br />
من الهلع والتوتر<br />
مازال الموقد مشتعال ً وال يوجد عليه اال طبق السمك الذى قامت بتحميره. ينادى وليد<br />
بصوت عال, ويجرى كالمجنون, يعود للمطبخ مرة أخرى ليسمع أنينًا صادرًا من خلفه<br />
,<br />
التفت ,وجدها, صعق من منظرها,تجلس القرفصاء خلف أنبوبة البوتاجاز وعينيها<br />
جاحظتين ,وآثار كفوف على وجهها وخربشات تنزف دمًا..أسرع اليها, يح<strong>اول</strong> أن يحيطها<br />
بيديه, فتنفر منه, يمسح وجهها وعيناه تذرفان الدموع , يمد يده فتغرز أظافرها فيها ,<br />
يحادثها فال تجيب, ح<strong>اول</strong> أن يساعدها لتقف, ال تقوى على الوقوف , عيناها تحدقان الى<br />
سقف المطبخ ينظر وليد فيتعجب, هذه الرموز السوداء الغريبة المنقوشة على شكل<br />
جمجمة ,لم تكن موجودة, يح<strong>اول</strong> أن يبعد نظرها عنها, يحتضنها بين ذراعيه كطفلته،<br />
عيونه تبكى وقلبه ينزف ولم ال وهى زوجته وابنته وحب حياته. كانت أمه فى بيت خاله,<br />
تنادى أمها لتكون معهم, جاءت مهرولة ومعها أم عالية, دخلتا الغرفه, صرخت<br />
أمهاعندما رأت وجه ابنتها ممزقًا. نظر اليهما وليد, ووضع اصبعه على فمه، كى تصمتا<br />
فقد بدأت عالية تهدأ وأغمضت عينيها, جلستا واجمتين ال ينبثان بحرف, دموع تسيل<br />
وأجساد كأن على رؤوسها الطير<br />
وخرجتا تتبعانه<br />
,<br />
. ظل<br />
كان وليد يتمزق من األلم, وضعها في سريرها ,خرج<br />
يهذى, ماذا حدث لها؟ لقد كانت تطير من السعادة وأنا أحادثها<br />
ولم أغب عنها سوى ربع ساعة من بعدالصرخة....<br />
أيعقل أن يكون لص؟! وماذا سرق؟ ولماذا شوه وجهها بهذا الشكل؟ !<br />
من أين دخل؟ وكل األبواب والنوافذ مغلقة ؟<br />
ال يوجد شئ مفتوح اال جهاز التهوية الخاص بالمطبخ وبينما هو فى حيرته, تذكر شيئا<br />
عندما كان يبحث عنها وجد اناء الزيت الذى كانت تقوم فيه بتحمير السمك فى الحمام،<br />
الذي يجاور بابه باب المطبخ, فعاد اليه مسرعًا, وجد االناء متفحمًا على أرضيته<br />
وبينماهو يح<strong>اول</strong> أن يجد تفسيرًا لما حدث سمع صراخ حبيبته وأمها تح<strong>اول</strong> السيطرة<br />
عليها وكذلك العمة، غير أنها تصرخ وتنهش فى وجهها ,جري اليها يح<strong>اول</strong> أن يمسك<br />
20