No Title for this magazine
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
10 فبراير 1972م، انضمّت رأس الخيمة إلى االتحاد، فأصبح االتحاد متكامالً باشتماله<br />
على اإلمارات السبع. لقد أصبحت هذه الدولة االتحادية المؤسسة حديثاً، تُعرف رسميًّا ب"<br />
اإلمارات العربية المتحدة". واتُّفِق رسميًّا على وضع دستور مؤقّت يعتمد على نسخة معدّلة<br />
من نصّ الدستور السابق إلمارات الخليج التسع، وتحديد المصلحة العامة لدولة اإلمارات<br />
العربية المتحدة على أنّه الهدف األعلى لها. تضمّن الدستور المؤقّت 152 مادة، مكوّ ناً من<br />
مقدّمة وعشرة أقسام، ويعمل على تحديد القوى المتعلّقة بالمؤسسات االتحادية، بينما ظلّت<br />
القوى األخرى تحافظ على حقّ امتياز الحكومات المحلية لكلّ إمارة من اإلمارات،<br />
: والسلطات المركزية الخمس المحدّدة في الدستور هي<br />
المجلس األعلى، ويتكوّ ن من حكّام اإلمارات السبع؛ وهو أرفع سلطة دستورية في -<br />
.الدولة، ويقرّ التشريعات االتحادية فيها، وأعلى المؤسسات التي ترسم سياستها العامة<br />
الرئيس ونائب الرئيس في الدولة االتحادية<br />
المجلس الوطني االتحادي؛ وهو مجلس استشاري يتكوّ ن من 40 عضواً يتمّ اختيارهم من<br />
مختلف اإلمارات وفق عدد السكان في كلّ منها، وهناك ثمانية مندوبين من كلّ من إمارة<br />
أبوظبي ودبي، وستة من كلّ من الشارقة ورأس الخيمة، وأربعة من كلّ من الفجيرة<br />
وعجمان وأم القيوين.<br />
تمّ انتخاب حاكم أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّ ل رئيس<br />
لدولة اإلمارات العربية المتحدة، وهو منصب أعيد انتخابه بعد انتهاء فترة خمس سنوات.<br />
وكان حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قد تمّ انتخابه ليكون نائباً للرئيس،<br />
وهو منصب استمرّ فيه حتى وفاته عام 1990م، وبعدها تمّ انتخاب ابنه األكبر الشيخ<br />
مكتوم بن راشد آل مكتوم ليخلفه في ذلك المنصب. وفي اجتماع عُقد في 20 مايو<br />
1996م، وافق المجلس األعلى لالتحاد على نصّ معدّل للدستور، جعل من دستور البالد<br />
المؤقّت، الدستور الدائم لدولة اإلمارات العربية المتحدة، وعُيّنت أبوظبي عاصمة الدولة.
لهذه القوى الجديدة العاملة اتّخذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي،<br />
والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، الخطوةَ األولى نحو إنشاء االتحاد. كان يقصد<br />
بهذا االتحاد أن يكون نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل -المتوقّع فيه ثروة النفط- من<br />
مطامع الدول المجاورة األكثر قوة.<br />
كانت نتيجة المبادرة المتّخذة من حاكمَي اإلمارتين الرائدتين، عقد اجتماع في الثامن عشر<br />
من فبراير 1968م في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، وقد وافق الشيخ زايد<br />
والشيخ راشد في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً<br />
في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، واألمن والخدمات االجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة<br />
لشؤون الهجرة. وقد تُركت باقي المسائل اإلدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة.<br />
وعُرفت تلك االتفاقية المهمة ب"اتفاقية االتحاد"، ويمكن اعتبارها الخطوة األولى نحو توحيد<br />
الساحل المتصالح كلّه. وزيادةً في تعزيز االتحاد؛ والهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد<br />
بتقويته، قاما بدعوة حكّام اإلمارات الخمس المتصالحة األخرى، إضافة إلى البحرين،<br />
وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين االتحاد.<br />
وفي الفترة من 27-25 فبراير 1968م، عقد حكّام تلك اإلمارات التسع مؤتمراً دستوريًّا<br />
في دبي. وبقيت تلك االتفاقية المكوّ نة من إحدى عشرة نقطةً، والتي بدأت في دبي، مدة<br />
ثالث سنوا ت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي ل"اتحاد اإلمارات<br />
العربية" هذا، والذي يتكوّ ن من تلك اإلمارات التسع األعضاء فيه، وعُقدت في تلك الفترة<br />
اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، واالتفاق على القضايا الرئيسة في<br />
اجتماعات المجلس األعلى للحكّام، الذي يتكوّ ن من رؤساء اإلمارات التسع. كذلك أجرى<br />
نوّ اب الحكّام إضافة إلى لجان أخرى مختلفة، مناقشاتٍ رسميةً تتعلّق بتعيين اإلداريين من<br />
تلك اإلمارات ومستشارين من الخارج. وفي صيف عام 1971م أصبح من الواضح أنّه لم<br />
يعد إليران أية مطالب في البحرين، فأعلن الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة استقاللَ<br />
الجزيرة في 14 أغسطس 1971م، تبعتها قطر في 1 سبتمبر 1971م.<br />
عملت السلطات في اإلمارات السبع المتصالحة على وضع بديلٍ التحاد اإلمارات العربية.<br />
وفي اجتماعٍ عُقد في دبي في 18 يوليو 1971م، قرّ ر حكّام ست إمارات من اإلمارات<br />
المتصالحة، هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين<br />
اإلمارات العربية المتحدة، وكانت رأس الخيمة، وهي اإلمارة السابعة، في حالة من التردّد.<br />
وفي 2 ديسمبر 1971م أُعلن رسميًّا تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وبعد ذلك، أي في
أكّد الشيخ زايد -فور تسلّمه سدّة الحكم في السادس من أغسطس عام 1966م بإمارة<br />
أبوظبي- مدى أهمية االتحاد، وقال معلّقاً: "نستطيع بالتعاون وبنوع من االتحاد، اتباع<br />
نموذج الدول األخرى النامية". لقد نمت أهمية االتحاد والحاجة إلى العمل في التعاون مع<br />
اإلمارات األخرى، وترعرعت في فكر الشيخ زايد منذ البداية. ورغم إدراكه التام بأنّ<br />
االتحاد كان مجرّ د مفهوم حديث في المنطقة، إالّ أنّ اعتقاده بإمكانيّة تنفيذه على أسس<br />
الروابط المشتركة التي تربط بين مختلف اإلمارات، إضافة إلى تاريخ وتراث أبنائها الذين<br />
عاشوه معاً لعدة قرون، كان ثابتاً. لقد عمل الشيخ زايد على ترجمة مبادئه وأفكاره عن<br />
االتحاد والتعاون والمساندة المتبادلة إلى أفعال، وذلك بتخصيص جزءٍ كبير من دخل إمارته<br />
من النفط لصندوق تطوير اإلمارات المتصالحة قبل بداية دولة اإلمارات العربية المتحدة<br />
كدولة اتحادية.<br />
كانت الحكومة البريطانية قد عانت من ضغوط الظروف االقتصادية المعاكسة، نتج منها<br />
إنهاء كافة المعاهدات لحماية اإلمارات المتصالحة عام 1968م، وانسحابها من الخليج<br />
نهاية عام 1971م. ومع أنّ هذا القرار المفاجئ كان يهدّد بخلق فراغٍ عسكري وسياسي في<br />
المنطقة، لكنّه ساعد –أيضاً - على تقليل العقبات والصعوبات التي كانت عائقاً في طريق<br />
المحاوالت األولى التحاد اإلمارات. لقد أطلق التوقّع الكبير إلنهاء العالقة الخاصة القائمة<br />
بين بريطانيا واإلمارات المتصالحة لفترة 150 عاماً اإلشارةَ إلى نوع ما من الترابط الذي<br />
يتسمّ بالطابع الرسمي األكثر قوّ ةً مما كان مقدّماً من مجلس اإلمارات المتصالحة؛ ونتيجةً
زايد وقيام االتحاد