althaqafiyah_v5

Recommendations

Info

دروس من الهجرة لقد كان أمام المصطفى صلى هللا عليه وسلم آالف درهم،‏ وأبو سلمة وزوجته أم سلمه،‏ وقد بعثت قريش أن يهاجر إلى الحبشة ولكنه عدل وفداً‏ برئاسة عمرو بن العاص ومعه الكثير من الهدايا إلى عن هذا وندب أصحابه،‏ إلى الحبشة فإن فيها ملكاً‏ حتى يجعل هللا لكم فرجاً‏ فيه.‏ فهدف الهجرة إذن كان النبي صلى هللا عليه محدودة حددها قول حتى يجعل هللا لكم أنتم فيه،‏ ولهذا هاجر وقال لهم لو خرجتم ال يظلم عنده أحد ومخرجاً‏ مما أنتم إيواءً‏ ألصحاب وسلم لمدة النبي عليه السالم فرجاً‏ ومخرجاً‏ مما عدد من المسلمين،‏ النجاشي ورجاله وتصدى لهم رجل الشهامة والشجاعة والبطولة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي هللا عنه عندما وقف أمام ملك الحبشة النجاشي رضي هللا عنهما وبين له اإلسالم في كلمات وجيزة بليغة رتب فيها األولويات عندما أوضح حال الناس قبل بعثه المصطفى صلى هللا عليه وسلم وكيف كانوا بعد ذلك،‏ وأوضح موقف قريش من الدعوة وصاحبها وأتباعه،‏ حيث قال:‏ كنا أهل جاهلية نأكل الميتة ونظلم الجار ونستحل الحرام ويعدو بعضنا على بعض فجاءنا نبي كريم فعلمنا اإليمان والتقوى أ.د/‏ محمد الصالح منهم:‏ جعفر بن أبي طالب بن عفان وزوجته رقيه،‏ وزوجته وعثمان ورملة بنت أبي والصبر والصالح واالستقامة ونهانا عن عبادة األصنام وأكل الجار وإكرام فآمنا الحرام،‏ سفيان التي عرفت بأم حبيبه به وصدقناه فعدا علينا قومنا فآذونا فجئنا والتي انتهى أمرها أن أصبحت إليك واخترناك على من سو ا ك من أمهات المؤمنين،‏ وتولى ملتجئين إليك،‏ وتال عليه ا لنجا شي رضي هللا عنه عقد ما ورد في القرآن تز و يجها من المصطفى عليه في سورة الصالة والسالم آل عمران وأمهرها أربعة و سو ر ة يم مر و سو ر ة 14
مقاالت األنبياء،‏ عن زكريا ويحيي وعيسى وأمه مريم عليهم السالم وهم مقدسون عند النصارى،‏ فأحسن عرض الرسالة وأحسن عرض المظلمة وأحسن عرض االستجارة وانتقاء اآليات التي قرأها بين يديه فكانت النتيجة الطبيعية لهذا اإلتقان اإلعالمي أن االستجابة عند النجاشي كانت بكاءً‏ ودموعاً‏ وتأثراً‏ ثم قال:‏ وهللا ال أسلمكم أبدا فهذا الدرس يتعين أن نتعلمه من سلفنا الصالح في شكل الحوار الناجح واألداء الموفق.‏ وقد أخذ المصطفى عليه الصالة والسالم يعرض نفسه على وفود القبائل في الحج ومنهم هاني بن قبيصه والمثنى بن الحارثة حيث قاال للنبي صلى هللا عليه وسلم إلى ما تدعو يا أخ آل عبد المطلب:‏ قال أدعو إلى شهادة أن ال إله اال هللا وإني رسول هللا ، وإلى ما تدعو أيضاً‏ فقرأ الوصايا العشر الواردة في سورة األنعام قوله تعالى:‏ ‏﴿قُلْ‏ تَعَالَوْ‏ ا أَتْلُ‏ مَ‏ ا حَ‏ رَّمَ‏ رَبُّكُمْ‏ عَلَيْ‏ كُمْ‏ أَالَّ‏ تُشْ‏ رِكُواْ‏ بِهِ‏ شَ‏ يْ‏ ئاً‏ وَ‏ بِالْوَ‏ الِدَيْنِ‏ إِحْ‏ سَ‏ اناً‏ وَ‏ الَ‏ تَقْتُلُواْ‏ أَوْ‏ الدَكُم مِّ‏ نْ‏ إِمْ‏ القٍ‏ نَّحْ‏ نُ‏ نَرْزُقُكُمْ‏ وَ‏ إِيَّاهُمْ‏ وَ‏ الَ‏ تَقْرَبُواْ‏ الْفَوَ‏ احِ‏ شَ‏ مَ‏ ا ظَ‏ هَ‏ رَ‏ مِ‏ نْهَ‏ ا وَ‏ مَ‏ ا بَطَ‏ نَ‏ وَ‏ الَ‏ تَقْتُلُواْ‏ النَّفْسَ‏ الَّتِي حَ‏ رَّمَ‏ اللَّهُ‏ إِالَّ‏ بِالْحَ‏ قِّ‏ ذَلِكُمْ‏ وَ‏ صَّ‏ اكُمْ‏ بِهِ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تَعْ‏ قِلُونَ‏ ، وَ‏ الَ‏ تَقْرَبُواْ‏ مَ‏ الَ‏ الْيَ‏ تِيمِ‏ إِالَّ‏ بِالَّتِي هِيَ‏ أَحْ‏ سَ‏ نُ‏ حَ‏ تَّى يَبْلُغَ‏ أَشُ‏ دَّهُ‏ وَ‏ أَوْ‏ فُواْ‏ الْكَيْ‏ لَ‏ وَ‏ الْمِ‏ يزَانَ‏ بِالْقِسْ‏ طِ‏ الَ‏ نُكَلِّفُ‏ نَفْساً‏ إِالَّ‏ وُ‏ سْ‏ عَهَ‏ ا وَ‏ إِذَا قُلْتُمْ‏ فَاعْ‏ دِلُواْ‏ وَ‏ لَوْ‏ كَانَ‏ ذَا قُرْبَى وَ‏ بِعَهْ‏ دِ‏ اللَّهِ‏ أَوْ‏ فُواْ‏ ذَلِكُمْ‏ وَ‏ صَّ‏ اكُم بِهِ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تَذَكَّرُونَ‏ ، وَ‏ َ ‏َّن أ هَذَا صِ‏ رَاطِ‏ ي مُ‏ سْ‏ تَقِيماً‏ فَاتَّبِعُ‏ وهُ‏ وَ‏ الَ‏ تَتَّبِعُ‏ واْ‏ السُّ‏ بُلَ‏ فَتَفَرَّقَ‏ بِكُمْ‏ عَن سَ‏ بِيلِهِ‏ ذَلِكُمْ‏ وَ‏ صَّ‏ اكُم بِهِ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تَتَّقُونَ‏ ﴾ ‏)األنعام:‏‎153-151‎‏(،‏ وقاال أيضاً:‏ وإلى ما تدعو؟ فقرأ عليهم ما جاء في سورة النحل من الدعوة إلى بلوغ القمة في سمو األخالق وعلو الهمة في التعامل مع الغير قال تعالى:‏ ‏﴿إِنَّ‏ اللَّهَ‏ يَأْمُ‏ رُ‏ بِالْعَدْلِ‏ وَ‏ اإلِحْ‏ سَ‏ انِ‏ وَ‏ إِيتَآءِ‏ ذِي الْقُرْبَى وَ‏ يَنْهَ‏ ى عَنِ‏ الْفَحْ‏ شَ‏ اءِ‏ وَ‏ الْمُ‏ نكَرِ‏ وَ‏ الْبَغْ‏ يِ‏ يَعِ‏ ظُ‏ كُمْ‏ ‏َيْمَ‏ انَ‏ لَعَلَّكُمْ‏ تَذَكَّرُونَ‏ ، وَ‏ أَوْ‏ فُواْ‏ بِعَهْ‏ دِ‏ اللَّهِ‏ إِذَا عَاهَدتُّمْ‏ وَ‏ الَ‏ تَنقُضُ‏ واْ‏ األ بَعْ‏ دَ‏ تَوْ‏ كِيدِهَا وَ‏ قَدْ‏ جَ‏ عَلْتُمُ‏ اللَّهَ‏ عَلَيْ‏ كُمْ‏ كَفِيالً‏ إِنَّ‏ اللَّهَ‏ يَعْ‏ لَمُ‏ مَ‏ ا تَفْعَلُونَ‏ ﴾ ‏)النحل:‏ 91-90(، فقاال:‏ لقد دعوت إلى مكارم األخالق ومحاسن الفعال،‏ وقد أفكت أمة كذبتك وقد أخذ عليه السالم يواصل عرض رسالته على شتى الوفود ومعه أبو بكر وعلي رضي هللا عنهما حتى ألتقى بأهل يثرب فقبلوا دعوته وبايعوه على التأييد والنصرة وحمايته مما يحمون به أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.‏ ومن هنا نستطيع أن نفرق بين أن نتخذ مكاناً‏ نأوي إليه وهي الهجرة إلى الحبشة ، وبين أن نتخذ مكاناً‏ ننطلق منه وننشر الدعوة في مشارق األرض ومغاربها وهي المدينة األرض التي اختارها هللا لتكون موطناً‏ لإلسالم وهللا أعلم حيث يجعل رسالته،‏ وتداعى أصحابه إلى ذ لك الموطن الجديد وجاء من هاجر إلى الحبشة ليلحق بهم في المدينة،‏ ومنهم الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب الذي جاء يوم فتح خيبر وسُ‏ رّ‏ النبي عليه السالم سروراً‏ بالغاً‏ وقال ما أدري أفرح بفتح خيبر أم بقدوم أخي جعفر بن أبي طالب وأخذه وقبل ما بين عينيه.‏ وعندما عقد عليه الصالة والسالم الهجرة إلى المدينة رسم خطة بلغت المدى في الحنكة والحكمة والرشاد بل هي آية في حسن التدبير والنظام فعندما أذن هللا جال وعال له بالهجرة توجه إلى بيت الصدِّيق رضي هللا عنه في العدد الثمانون - ديسمبر 15 ٢٠١٦
Page 1 and 2: العدد / ٨٠ ربيع االو
Page 3 and 4: في هذا العدد المشرف
Page 5 and 6: كلمة التحرير د.‏ نا
Page 7 and 8: المبتعثون بين الما
Page 9 and 10: الرؤية الرقمية الس
Page 11 and 12: مبتعثوا العقد األخ
Page 13: الرؤية التوسع في ال
Page 17 and 18: مقاالت وسلم،‏ ومن
Page 19 and 20: مقاالت مقومات عديد
Page 21 and 22: مقاالت ونحن أيضا نص
Page 23 and 24: دراسات تحلل افتراض
Page 25 and 26: دراسات نتيجة وسبب ا
Page 27 and 28: دراسات من خروجها من
Page 29 and 30: دراسات العالم اإلس
Page 31 and 32: دراسات هل يمكن أن ي
Page 33 and 34: دراسات خالل المرحل
Page 35 and 36: إستطالعات وآراء ال
Page 37 and 38: وإن كانت هذه األجهز
Page 39 and 40: إستطالعات وآراء عن
Page 41 and 42: إستطالعات وآراء ال
Page 43 and 44: إستطالعات وآراء جا
Page 45 and 46: الملف السياحي تُعد
Page 47 and 48: العدد الثمانون - دي
Page 49 and 50: الملف السياحي عدد م
Page 51 and 52: الملف السياحي العد
Page 53 and 54: الملف السياحي والم
Page 55 and 56: الحراك الثقافي في خ
Page 57 and 58: الحراك الثقافي اإل
Page 59 and 60: الحراك الثقافي وهو
Page 61 and 62: الحراك الثقافي الس
Page 63 and 64: ِّ الحراك الثقافي م
Page 65 and 66:
الحراك الثقافي ورب
Page 67 and 68:
قصة قصيرة قلت لها:‏
Page 69 and 70:
Cambridge أما في مدينة ك
Page 71 and 72:
Southampton وقام نادي ال
Page 73 and 74:
جامعة الملك عبدهلل
Page 76:
- العدد الثمانون www.a
show all

althaqafiyah_v5

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?