Afak Magazine
Afak Magazine Issue 1
Afak Magazine Issue 1
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
جامعة دراية...<br />
معرفة تشكل المستقبل<br />
تسعي جامعة دراية للتعاون مع المؤسسات الدولية والسيما األمم المتحدة ففي خالل األشهر األولي لعمل مكتب التعاون<br />
الدولي انضمت الجامعة لعضوية أغلب مبادرات وبرامج المنظمة األممية، ومنها علي سبيل الحصر ال المثال: عضوية مبادرة األمم<br />
المتحدة« األثر األكاديمي« وهي مبادرة تجمع المؤسسات األكاديمية والبحثية في شتي أرجاء العالم حول عشرة مباديء، كذلك<br />
انضمت الجامعة إلي مبادرة األمم المتحدة« االتفاق العالمي« )تحمل عضوية جامعة دراية رقم 46641( :ID( 46641( وهي أيضاُ عضو<br />
في مبادرة« مبادئ التعليم اإلداري المسؤول‘ PRME وهي مبادرة عالمية أطلقت في العام 2007م في جينيف ،Geneva من أجل إلهام<br />
رواد اإلدارة المسؤولة لتقدم التعليم والبحث والفكر القيادي على الصعيد العالمي.<br />
أ.د. عماد حمدي غز<br />
رئيس جامعة دراية<br />
تُعدُّ مدينة المنيا من أكثر مدن الصعيد حيوية ومن أكثر<br />
المدن الجنوبية تعدادً ا للسكان.. وال تستطيع أعيننا أن<br />
تغفل عن النيل العظيم الذي يجري في ربوعها من<br />
الجنوب إلى الشمال معبرًا عن الحياة والجمال في كافة<br />
األرجاء. كما تطل مدينة المنيا الجديدة على الضفة<br />
الشرقية لنهر النيل معبرة عن التغييرات الحديثة التي<br />
تنطلق في مصر.<br />
ولدت جامعة »دراية« في مركز المنيا الجديدة من خالل<br />
مبني متميز لكليتي الصيدلة والعالج الطبيعي لتؤدي<br />
رسالة سامية في »التنوير« ونشر المعرفة الحقيقية<br />
ومن ثم المساهمة بطريقة عملية فعالة في تنمية<br />
محافظة المنيا وصعيد مصر بصفة عامة<br />
والجامعة إذ تسعي لتخريج أجيال من المحترفين<br />
العارفين بمهنهم والمالكين لناصية أمورهم تسعي<br />
في نفس الوقت ألن يكون الخريج مؤهال للعمل<br />
والمنافسة في الحياة العملية من خالل المهارات<br />
العملية األساسية الالزمة لممارسي المهن الحرة<br />
والضرورية للنجاح في العمل بصفة عامة. كما تهدف<br />
بنفس المقدار إلي أن يكون هذا الخريج مواطنًا صالحً ا<br />
يراعي آداب مهنته واألخالق القويمة سواء بسواء.<br />
ولن تتحقق كل هذه األهداف النبيلة من خالل جودة<br />
العملية التعليمية وحدها وإنما بتدريب الطالب أيضا<br />
علي الغيرية في التعامل مع الحياة وعلي العطاء<br />
لآلخرين من خالل مجموعة من األنشطة المجتمعية<br />
المحددة التي تشرف الجامعة علي تنفيذها ويشارك<br />
فيها العاملون في الجامعة يدً ا بيد مع الطالب.<br />
وهنا يأتي دور هذه الدورية الفصلية العامة التي أسعد<br />
بتقديمها كجهد متواضع يقوم بالتعريف بالجامعة<br />
ومنجزاتها، ويوفر منبرًا للتعبير الخالق في إطار من<br />
المصالحة مع النفس والغير، ويمنح الطالب وأعضاء<br />
هيئة التدريس والعاملين الفرصة للكتابة فيها في<br />
مجاالت المعرفة اإلنسانية الواسعة.<br />
وأنا أدعو الجميع وكل من يقرأ هذه الرسالة ألن يساهم<br />
بالفكر والصورة في هذه الدورية سواء بالعربية أو<br />
اإلنجليزية خاصة إن كان الهدف رسم البسمة وتوصيل<br />
ما هو مشترك بيننا جميعا.
التعاون المؤسسي<br />
تقدم مكتب التعاون الدولي بجامعة دراية بطلب االنضمام كعضو في منظمة «<br />
مجتمع جامعات البحر المتوسط« وهي منظمة غير حكومية مقرها دولة إيطاليا، وتتمتع<br />
بالصفة االستشارية لدي منظمة األمم المتحدة للعام والثقافة والتربية »اليونسكو«<br />
وتمت الموافقة علي طلب العضوية، وبذلك تنضم جامعة دراية إلي األعضاء الحاليين<br />
من جمهورية مصر العربية: جامعة أسيوط، جامعة القاهرة، جامعة المنصورة، جامعة<br />
طنطا، جامعة الزقازيق، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.<br />
ما بعد...؟<br />
د. مظهر قدري<br />
انطالقًا من قناعتنا الراسخة<br />
بأن المعرفة هي أحد أعظم<br />
مبادئ حقوق اإلنسان العالمية،<br />
وبأن المعرفة تُشكل المستقبل،<br />
كان لزامًا علينا أن نكرس كافة<br />
مجهوداتنا من أجل المضي<br />
بجامعة دراية لتكون الجامعة<br />
المعرفية األولي في الشرق<br />
األوسط. ومن أجل ذلك، اعتمد<br />
مكتب التعاون الدولي رؤية قوامها<br />
وضع جامعة دراية علي الخريطة<br />
الدولية لكبريات الجامعات عالميًا.<br />
وهو األمر الذي بدأ يؤتي ثماره، حيث<br />
استطاعت الجامعة أن تحظي<br />
بالقبول في كافة العضويات<br />
والمبادرات العالمية التي تعني<br />
بالتعليم العالي والبحث واالبتكار.<br />
وبشكل شخصي، أود أن أخبركم<br />
بأنني الحظت مدي تقدير كافة<br />
المؤسسات لفكرة الوصول<br />
بالمستوي المتميز للتعليم العالي<br />
وتقديمه لسكان وقاطني المناطق<br />
الحضرية خارج زمام العواصم<br />
الرئيسية. كذلك أود أن أعبر لكم<br />
عن رغبتي في مساعدة كافة اآلراء<br />
والرؤي التي من شأنها أن تحقق<br />
لجامعة دراية مركزًا متميزًا بين<br />
نظيراتها.<br />
وعالوة علي ذلك، فقد تقدم مكتب التعاون الدولي بطلب<br />
االنضمام إلي « الشبكة العالمية للتعلم من أجل التنمية<br />
« GDLN وهي شبكة دولية يقوم البنك الدولي بتنسيق<br />
عملها، وتضم في عضويتها ما يتجاوز 120 مؤسسة عالمية<br />
معترف بها في حوالي 80 دولة. وفي حال الموافقة علي<br />
عضوية جامعة دراية ستكون بذلك الجامعة الوحيدة في<br />
جمهورية مصر العربية المنضمة لهذه الشبكة الدولية<br />
التابعة للبنك الدولي. فالعضو األوحد حاليًا هو المركز<br />
اإلقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرمجيات<br />
بالقاهرة .RITSEC<br />
التعاون األكاديمي والمهني<br />
قام مكتب التعاون الدولي بمخاطبة السيد األستاذ/ جميل عزو، المدير اإلقليمي لمكتب<br />
الرخصة الدولية لقيادة الحاسب اآللي ICDL GCC Arabia وذلك بهدف اعتماد مركز<br />
الحاسب اآللي بجامعة دراية كمركز تدريب وامتحان معتمد لشهادة الرخصة الدولية<br />
لقيادة الحاسب اآللي ،ICDL وذلك من أجل منح طالب جامعة دراية التدريب المؤهل<br />
الجتياز امتحان شهادة ،ICDL وهو األمر الذي سيعزز بالضرورة فرصتهم في التميز بين<br />
نظرائهم من خريجي الجامعات األخري نظرًا لحصولهم علي شهادة ICDL ضمن<br />
مناهجهم الدراسية إلي جانب شهاداتهم األكاديمية في مجال التخصص محل<br />
دراستهم. ووافق مكتب ICDL علي أن تكون جامعة دراية أول جامعة في جمهورية<br />
مصر تتضمن مقررات شهادة ICDL مقرر استخدام األنظمة المعلوماتية المعنية بالصحة<br />
وهذا المقرر هو األنسب لمستخدمي أنظمة البيانات للمريض، مثل األطباء والممرضين<br />
وموظفي دعم الرعاية الصحية.
المشاركة وااللتزام المجتمعي<br />
تقدّ م مكتب التعاون الدولي بجامعة دراية بطلب االنضمام إلي مبادرة معًا بمركز جون جرهارت التابع<br />
للجامعة األمريكية ، حيث يسعى مركز جون جرهارت إلى الترويج للمشاركة المدنية ولعطاء اجتماعي أكثر<br />
فاعلية في المنطقة العربية، وذلك من خالل العمل كمصدر للمعلومات، وأداة لعقد الشراكات، وعنصر<br />
محفز لالبتكار والمشاركة المجتمعية والمواطنة والمسئولية االجتماعية. جدير بالذكر أن المركز قد تمت<br />
تسميته بهذا االسم تكريمً ا لذكرى رئيس الجامعة الراحل جون د. جرهارت، والذي تعد جهوده في أفريقيا<br />
نموذجًا للخدمة العامة والمسئولية المدنية، وينعكس تراثه على أنشطة المركز الحالية.<br />
وتجدر االشارة أيضًا، إلي أن الجامعة انضمت أيضًا إلي حملة« نظفوا البحر المتوسط« وسوف تعقد الجامعة<br />
جلسة نقاشية بعنوان »البحر المتوسط... التنوع في االتحاد والمستقبل المشترك« بهدف توعية طالب<br />
الجامعة بالمشاركة والمسئولية المجتمعية وإحياء لهذا الحدث السنوي الهام.<br />
وفي ذات السياق، وإنطالقًا من المسئولية البيئية لجامعة دراية، التحقت الجامعة بتحالف شراكة<br />
المرتفعات، وهو تحالف تطوعي تابع لألمم المتحدة مكرس لتحسين حياة سكان الجبال وحماية<br />
البيئات الجبلية في جميع أنحاء العالم. وتتناول الشراكة التحديات التي تواجه المناطق الجبلية من خالل<br />
االستفادة من الثروة وتنوع الموارد والمعرفة والمعلومات والخبرات، من أجل تحفيز مبادرات ملموسة<br />
والعمل المشترك على أرض الواقع لضمان تحسين نوعية الحياة والبيئات الجبلية في مناطق العالم.<br />
قام مكتب التعاون الدولي بمخاطبة مسئولي برنامج أعمال من أجل السالم التابعة لالتفاق العالمي<br />
لألمم المتحدة وذلك من أجل االنخراط في هذه المبادرة القيادية الفعالة لتكون أول مؤسسة أكاديمية<br />
في العالم تعلن انضمامها لمبادرة أعمال من أجل السالم.<br />
تلقي مكتب التعاون الدولي من األكاديمية الملكية السويدية للعلوم بالسويد والتي تمنح جوائز نوبل في<br />
الكيمياء والفيزياء واالقتصاد عبر منظمة دائرة نوبل للسالم اإلهداء الكريم من السيد/ مهاب الشوربجي،<br />
وهو عبارة عن مواد وملصقات تعليمية تعريفية توضح بالشرح إنجازات العلماء حائزي جوائز نوبل في<br />
المجاالت المذكورة بعالية، من أجل توعية مجتمع الجامعة بشأن جوائز نوبل وأحدث االكتشافات العلمية.<br />
النشر العلمي<br />
يحرص مكتب التعاون الدولي علي تعزيز المكانة األكاديمية لجامعة دراية، يولي المكتب عناية خاصة<br />
للدفع بمعدالت النشر العلمي للسادة أعضاء هيئة التدريس والطالب بالدوريات العالمية، والمنصات<br />
اإللكترونية المعنية بالبحث العلمي، ومن هنا يتم التنسيق حاليًا مع دور النشر العالمية إلتمام اتفاق بين<br />
الجامعة ودور النشر العلمي، لمنح األساتذة والباحثين فرصة االطالع علي أحدث األبحاث المنشورة عالميًا،<br />
وأيضًا لنشر أبحاثهم في مجالت رفيعة الشأن مثل مجلة العلوم أو الطبيعة.<br />
وفي هذا الصدد، نتوجه بالشكر للسيد األستاذ الدكتور/ هشام سالم، رئيس قسم الكيمياء التحليلية<br />
بكلية الصيدلة بجامعة دراية علي أبحاثه العلمية والتي دائمًا ما تجد مكانها في الدوريات العلمية<br />
المعروفة، وهو األمر الذي يعزز بدوره مكانة الجامعة من حيث التصنيف الدولي، حيث تستخدم كافة<br />
مؤسسات االعتماد والتصنيف األكاديمي مقياس« تأثير االستشهادات« والمتعلق بعدد المرات التي أشار<br />
فيها العلماء بأوراق بحثية كتبها أساتذة الجامعات في مجالت محكمة. وبناء على هذا المقياس، فإن<br />
ذكر ورقة بحثية واحدة عدة مرات يكسبها قيمة أكبر من أوراق بحثية مختلفة اطلع عليها عدد قليل من<br />
الباحثين.<br />
أيضًا، منح الدكتور/ مظهر قدري من منصة مندلي المعنية بالنشر العلمي صفة مراقب لتأسيس مجموعة<br />
علمية ستعني بالجانب الفلسفي وأخالقيات تكنولوجيا النانو..
فلسفة السالم... الواقع المحال<br />
»بناء السالم هو مهنة الفيلسوف«<br />
إن ما يموج به عالمنا اليوم من أزمات ونزاعات، لم تعد تفرق بين شعب وآخر بل طالت أبناء الشعب الواحد وغلب خيار القوة علي قوة الحوار،<br />
بحيث أصبحنا نعيش عصرًا ألفنا فيه اصطالحات لم تعتد أذاننا سماعها مثل االقتتال الداخلي والوفاق الوطنى. ومن ثم أصبحت الدعوة للسالم<br />
والتعايش السلمي ضرورة حيوية وأولوية حتمية، ليس فحسب لجمع شمل شعوب متنازعة، وأنما أيضًا لوحدة سكان ذات األقليم.<br />
ومن هنا فإن السؤال الذي ال يزال في دائرة االستفهام هو: هل سيظل السالم حلما بعيد المنال، أم سيأتي عصر نصير فيه للسالم شهود عيان؟<br />
لقد دأبت الموسوعات العلمية والمعاجم اللغوية علي تعريف السالم من منطلق اجتماعي أو سياسي، بينما السالم في واقع الحال هو حالة<br />
فلسفية ميتافيزيقية، فالسالم من وجهة نظري هو قدرة اإلنسان علي أن يحيا حياة روحانية بينما ال تزال قدماه ثابتتين في حياته الدنيوية Peace<br />
.is a man's ability to live a spiritual life، while his feet are still on the ground<br />
وفي عالمنا الحالي، حيث انحسرت النزاعات التي تنشب بين بلدين أو عدة بلدان، وتصاعدت وتيرة الصراعات بين فرقاء ذات البلد كالخالفات في<br />
الهند بين أتباع الهندوسية واإلسالم، أو في سريالنكا بين البوذيين السريالنكيين و التاميل الهندوسيين. وهو األمر الذي أدي إلي اختزال أدوار وآليات<br />
المنظمات اإلقليمية والدولية، فعجزت عن إيجاد مخرج لمثل هذه األعمال العدائية المحلية التي تهدد صون الحياة البشرية، إال أن هذا الصراع<br />
المتصاعد منح الفلسفة الفرصة كي تقدم رؤيتها الكونية وحلولها الجذرية لوضع بداية النهاية لذهنية العنف، والقتل، والحروب عبر إرساء مبدأ<br />
الوحدة الروحيّة لبني البشر.<br />
وهنا يجدر بنا التساؤل: هل الفلسفة بمنأى عمّ ا يسود العالم من حروب ونزاعات؟ أو بصيغة أخري هل هي في جوهرها ال تعني بمثل هذه الحالة<br />
من التدهور واالضطراب، التي تحيط بالعالم علي اختالف األزمان؟ وهل الفيلسوف ليس من بين مهامه التفكير من أجل عالم يسوده السّ الم؟<br />
أليس لديه رسالة كونية يتردد صداها في كل مكان؟ تلك األسئلة ال تحتاج لمجرد إجابات، بل تفسيرات، تنزع عن الفلسفة االعتقاد السائد بكونها<br />
تتعلق فحسب بكل ما هو خف، وميتافيزيقي وال يدرك علي نحو حسي.<br />
فكثيرًا ما يتبادر إلي األذهان السؤال عن المشترك الذي يجمع ما بين الفلسفة والسالم، وهل الفلسفة في مقدورها أن تحيل العالم إلي حالة<br />
سيادة السالم ؟ أم أن الفلسفة هي في الحقيقة ال تعدو أن تكون مجموعة من األفكار النظرية، تدعو فحسب للسالم لكنها ال تستطيع شحذ<br />
العقول من أجل نبذ وقمع أي بادرة من شأنها أن تحدث حالة العداء والحروب؟<br />
فالفلسفة هي بمثابة مدرسة للحرية وهذا التعبير هو عنوان التقرير الذي أصدرته منظمة اليونسكو، عام 2007م تحت عنوان: الفلسفة مدرسة<br />
للحرية، تعليم الفلسفة وتعلم التفلسف: وصف الحالة الراهنة واستشراف المستقبل. حيث كتب في توطئة هذا التقرير المدير العام لمنظمة<br />
اليونسكو آنذاك، كويشيروا ماتسورا، بشأن دور الفلسفة في التنوير والمعرفة، كتب يقول: »وما تدريس الفلسفة إن لم يكن تعليمً ا للحرية والفكر<br />
النقدي؟ فالفلسفة تؤدي بالفعل إلي ممارسة الحرية في مجال الفكر عبر الفكر. وذلك ألن األمر في الفلسفة يتعلق بالحكم العقلي ال بالتعبير<br />
عن مجرد آراء بسيطة، وألن األمر ال يتعلق بتحصيل المعرفة فحسب بل بفهم معني المعرفة ومبادئها، ثم ألن األمر يتعلق بالتفكير النقدي، ذلك<br />
الحصن المنيع ضد كافة أشكال الميول المذهبية.«
ريينه ماهو )1975-1905(<br />
د. مظهر الشوربجي<br />
قال دوستويفسكي: »إن كل إنسان مسئول عن كل شيء أمام الجميع » وهذه العبارة التي لم يعد يلقي لها أحد باالً هي الوجه اآلخر للنداء الذي<br />
أطلق بعدئذ »عالم واحد... شعب واحد« إال أن هذا النداء الذي يدعو إلي صحوة الضمير اإلنساني ، بحيث يصبح اإلنسان أينما حل في أي زمان، ومن أي<br />
مكان مسئوالً عما يجري لمن يشاركه عالمه من بني اإلنسان ، وبذلك يصبح صمت المواطن األمريكي مثال عن الفقر المدقع الذي لحق بالمواطن<br />
اإلفريقي أو العربي هو جريمة في حد ذاته . أي أن إدراك العقل اإلنساني للهوية االنسانية المشتركة برغم التباين واالختالف بين البشر ، هو أمر من<br />
شأنه أن يصل باإلنسان إلي االقتناع بأن للبشر جميعً ا ذات القيمة، ومن ثم يكون لهم نفس ما لغيرهم من الكرامة والقداسة. وبناءً علي ما سبق<br />
فإن حلم سيادة السالم، يماثل حياة الرهبان في البوذية ، حيث مجتمع دار االعتكاف )سانغا(، أي حياة العزلة الكاملة اإليجابية للشعوب السلمية<br />
التي تمارس السالم فكرًا وفعلًا بمعزل عن الشعوب التي تعيش في معترك الحروب.<br />
لقد أصبح المجتمع الدولي مجرد هيكل معنوي رمزي، انصب اهتمامه علي نقاط بعينها مثل إحالل السّ الم، أو بناء السّ الم، أو غيرهما من المفاهيم<br />
التي تكتسب القبول بين الكثيرين، ولكن المجتمع الدولي أغفل أن السّ الم، ال ينبغي أن يترك قرارًا لشعب أو أمة ما، قد تراه مناسبًا لها آنذاك، أو ربما<br />
ال تقتنع بجدواه، بل يجب أن يكون السّ الم هو الغاية التي تفرض علي مجمل حياة اإلنسان، مهما تبدلت الظروف أو األمكنة أو األزمان. والفلسفة<br />
هي إذن بيت القصيد وهي المنوطة بتعريفنا مفردات السالم الخارجيّ و السالم الداخلي، إذ تمنحنا النهج الذي يمكننا من أن نتخذ من الفضائل<br />
األخالقيّة ومن التزامنا بمبدأ وحدتنا الروحيّة نقطة االنطالق صوب الحياة الكونية السليمة. وقد يدحض البعض هذه النزعة الفلسفية من منطلق<br />
صدور دعوات فلسفية تعزز حالة الحرب و الالسلمية.<br />
لسنا في موقف نبحث فيه عن أطروحات جديدة ، فالمتأمل لعبارات الروائي الفرنسي مارسيل بروست، »إن رحلة االكتشاف الحقيقي ال تكون في<br />
السعي إلي أرض جديدة، بل في الرؤية بأعين جديدة.« سوف يعيد النظر في أعمال الفالسفة التي لمسنا فيها المساعي الحميدة والدعوات الحثيثة<br />
من أجل البحث في الذات عن حالة السالم. هذا السالم الروحي الفردي سيؤدي حتمًا إلي السالم الجمعي. إن عودة اإلنسان لفطرته الروحيّة هو<br />
أمر يجعلنا ننظر لحياتنا الدنيوية من حيث الحصيلة واآلفاق، والكيفية التي نرسم بها معالم المستقبل عبر التفاهم السلمي و الحوار. و تجعلنا<br />
فلسفة السالم الروحيّة نتفاءل بالسنوات القادمة رغم جسامة التحديات، حيث تتجاوز النظرة الروحية الذاتية واألنانية وسوء النية اإلنسانية<br />
وتجعلنا نتفاءل بالسلم بالقادم رغمًا عن هول الصراع القائم.<br />
وهكذا فإن الدور الحتمي للفلسفة في هذه الحقبة اآلنية، هو إرساء وتعزيز إنسانية اإلنسان، أو بعبارة أخري بناء أسس وقواعد فلسفة السّ الم.<br />
وهنا تجدر االشارة إلي كلمة الدكتورة سعاد الحكيم، التي ألقتها في مؤتمر « كلمة سواء’’ السنوي السادس، والمعنونة ب »نحو فلسفة السّ الم<br />
اإلنساني« حيث أشارت إلي أن البدء في بناء فلسفة السّ الم يبدأ بالتفكّ ر في هويّة اإلنسان الّذي يُحقّ ق السّ الم الكونيّ ، وتقول في هذا السياق:<br />
»إنّ القوانين المدنيّة تجعل الرّ ادع خارج اإلنسان ، وبالتّالي ما إن تغيب سلطة الرّ ادع الخارجيّ حتى يظهر توحّ ش اإلنسان وهمجيته. على حين، أنّ<br />
القوانين المصاغة انطالقًا من األديان يستجيب لها رادع داخليّ ، وتحقّ ق النّظام إلى حدّ ما في الدّ اخل والخارج .. إذن فمن مصلحة البشريّة أن<br />
تُدافع عن تكوين كائن مؤمن متّقٍ أخالقيّ .. وهذا مشروع عمالق ال يقوم به طرف واحد أو أبناء دين واحد منفردين، بل ال بدّ من تكاتف عالميّ في<br />
هذا اإلطار بين الشعوب وقياداتها الروحيّة.« وبعد ذلك تتحدث الدكتورة سعاد الحكيم عن فكرة »الرّ ادع الدّ اخليّ » باعتباره أداة لجلب السّ الم إال<br />
أنها في كلمتها تضع لنا خطوات بعينها تصل بنا إلي فكرة الرادع الداخليّ . فما ينقص العالم اليوم هو الوعي المشترك باالنتماء إلى األرض كوطن<br />
للجميع، فالشعور بكوننا مواطنين ننتمي إلى نفس العالم / الوطن مازال في مرحلته الجنينية.
الكونفوشيوسية...<br />
وبلوغ الحالة<br />
الروحانية<br />
تجميع د. يوسف كامل<br />
ولد كونفوشيوس المفكر و الفيلسوف و الروحانى ومؤسس مذهب الكونفوشيوسية فى الصين فى عام 551 ق.م فى والية لو LU )حاليا<br />
مقاطعة شاندونج( بالصين ، و توفى فى عام 479 ق.م فى والية لو LU مسقط رأسه.<br />
كونفوشيوس وهو أول فيلسوف صيني ينجح في إقامة مذهب يتضمن كافة التقاليد الصينية عن السلوك االجتماعي واألخالقي. ففلسفته<br />
قائمة على القيم األخالقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقًا لمثل أخالقي أعلى. تأثرت تعاليمه وفلسفته بعمق<br />
الفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية. ويلقب بنبي الصين .<br />
أهم أعماله: ينسب العديد من األعمال الكالسيكية لمذهب كونفوشيوس، و بالرغم من ذلك فقد أجمع معظم الباحثين علي أن العمل الوحيد<br />
الذى يمكن أن يمثل أفكار كونفوشيوس هو األنلكتا )لونيو(، و هو عبارة عن مجموعة من المذكرات و األقوال المدونة بواسطة تالميذه و نقحت<br />
بعد وفاته.<br />
افكار كونفوشيوس الرئيسية: »جين« أو التوجه اإلنسانى الخيري هو في قلب أسمي الفضائل التي يمكن للفرد أن يكتسبها، وهي الهدف الرئيسي<br />
للتعليم.<br />
فالطريق للوصول إلي مذهب الجانية أو الخير )Jainism( هو ممارسة شعائر تعرف بلي Li و التى تمثل الواجبات المجتمعية يتعين على اإلنسان<br />
تنفيذها.<br />
و شعائر لى ليست شيئا راسخا أو أبديًا لكنها قابلة للتغيير وفقا للمواقف الفردية. فالتعاليم الخاصة بالفرد تمثل اإلعداد من أجل مجتمع منظم<br />
يعيش في سلمية. حيث أن المنهج األسمي إلدارة األمة هو الذي يقود الناس من خالل تعاليم مذهب اليانية، فاإلنسان األسمي هو النموذج الذي<br />
يتعين أن يحتذي به الناس. ومن أجل إدارة المجتمع ينبغي التوجه لمنهج تصحيح المسميات القائم علي تمكين مبادئ لى Li.<br />
و يعد كونفوشيوس الرمز األكثر تأثيرًا فى التاريخ الصينى. و تسمى العائلة التى ينتمى إليها كونفوشيوس بعائلة كونج و سمى من قبل العائلة<br />
تشاو. وعلي الرغم من كون السنوات األولى من حياته طبيعية و خالية من األحداث إال أنها فيما بعد شهدت العديد من الصعوبات منها الوفاة<br />
المفاجئة لوالده بينما كان كونفوشيوس آنذاك في الثالثة من عمره، وتربيته من قبل والدته وتعرضه للفقر المدقع والمصاعب الحياتية، لذا صارت<br />
هذه الحياة أحد عوامل التأثير الرئيسية لتطور فكره الذي شكل جوهر مذهب الكونفوشية.<br />
تتلخص العقيدة الكونفوشيوسية في ثالثة أقوال تمثل في مضمونها أسمي معاني المذهب وهي: »ال تفعل لآلخرين ما ال تود لنفسك« و »افعل<br />
باآلخرين ما كنت تود أن يُصنع لنفسك« وكذلك »الرجل المتفوق )تشون -- تزو(”. الرجل المتفوق هو الذي يمارس الخير بغض النظر عن المقدرة<br />
المادية.<br />
تجمع الكونفوشيوسية بين النظرية السياسية ونظرية الطبيعة البشرية. النظرية السياسية تقوم على أساس والية من السماء للحاكم ومن ثم<br />
تجرده من الخطأ، ألنه يستمد السلطة من السماء. وعالوة علي ذلك، فهو يتحمل المسؤولية عن رفاه الشعب وبالتالي مسئوليته في بناء السالم<br />
والنظام في االمبراطورية.<br />
ويفترض في الفلسفة الكونفوشيوسية جانب من الطبيعة البشرية التي تعتمد علي كون البشر حيوانات اجتماعية في األساس. ويستند التعليم<br />
في الطقوس الكونفوشيوسية )لي(، أو في الطقوس االجتماعية والسلوكية على النزوع الطبيعي لتقليد النماذج الفاضلة المتمثلة في الحكماء.<br />
فمن الناحية المثالية، ينبغي أن يكون الحاكم نفسه هذا النموذج الفاضل، وينبغي أن يعين فقط أولئك الذين هم نماذج »تي« )الفضيلة( في<br />
المناصب البارزة. و بطبيعة الحال سيميل الناس إلى تقليد النماذج الفاضلة، وبالتالي التسلسل الهرمي للنتائج في مجال التعليم سيكون على نطاق<br />
واسع من حيث األخالقيات الطبيعية.
Why I love<br />
the English language<br />
By Shadwa Safwat, English Professor<br />
There are 335 million English speakers worldwide، ranking the language in third place behind Chinese and Spanish.<br />
Despite the fact that English is not the most spoken language worldwide, it is considered the language of choice in<br />
education, business, finance, politics, music and film. However, many people consider it difficult to learn, feeling that<br />
however hard they try, they will never be able to use it professionally.<br />
For me، learning English has always been fun, and although it may be not easy, it is surely enjoyable. There is a beauty<br />
to English that cannot be found in other languages، which is the main reason why I fell in love with it. What’s wonderful<br />
about English is its precision and specificity. The English vocabulary is boundless، every word has a certain meaning and<br />
implication that، if translated، may need more than one sentence to explain.<br />
Also, there is something attractive about English grammar. Since it does not have parsing like in Arabic and Latin,<br />
English is relatively simple and straightforward when compared to other languages. Yet despite a limited number of<br />
grammatical rules, literary appeal and linguistic elegance remain unharmed.<br />
It is important to note that the difficulty of any language is determined not only by its grammar and vocabulary, but<br />
also by the resources available to learn from. What’s great about English is its prevalence. The use of English is popular<br />
in classrooms, business, and international exchange. Since English is commonplace, it is relatively easy to find resources<br />
to learn from. This is especially true for learning by ear due to the predominance of English movies and songs. Anyone<br />
with an interest in the language can easily come into contact with English and learn on the go.<br />
In the end, English, like any other language, can be mastered with a little effort, hard work and practice. Fluency is a<br />
work in progress, and a rewarding achievement that is worth undertaking.
فى الذاكرة<br />
األستاذة/ سناء محمد حافظ غانم<br />
رئيس مجلس األمناء<br />
جامعة دراية