29.03.2015 Views

DEUTSCHLAND-INDEX

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الدليل برلين<br />

احتفلت الجامعة العربية في الثاني والعشرين من<br />

مارس بالذكري السبعين ، وهي أقدم منظمة دولية<br />

قامت بعد الحرب العالمية الثانية،‏ وأول كيان يجسد<br />

فكرة الوحدة العربية،‏ التي اجتمع عليها الرأي العام<br />

العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.‏<br />

تبلورت الفكرة عام 1944 حينما دعا رئيس<br />

الوزراء المصري مصطفى النحاس في 12 يوليو<br />

1944 كال من رئيس الوزراء السوري جميل<br />

مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة<br />

الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة<br />

‏“إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان<br />

العربية المنضمة لها”‏ ، وأثنى على الفكرة حاكم<br />

األردن في ذلك الوقت األمير عبد الله.‏<br />

كان هناك اتجاهان برزا في المشاورات الثنائية<br />

بشأن موضوع الوحدة،‏ والتي دارت بين مصر<br />

من جانب وممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان<br />

والمملكة العربية السعودية واألردن واليمن من<br />

جانب آخر ..<br />

دعا االتجاه األول إلى وحدة إقليمية فرعية قوامها<br />

سوريا الكبرى أو الهالل الخصيب ، فيما دعا<br />

االتجاه الثاني إلى وحدة شاملة تضم الدول العربية<br />

المستقلة.‏<br />

حسمت اجتماعات اللجنة تحضيرية من ممثلين عن<br />

كل من سوريا ولبنان واألردن والعراق ومصر<br />

واليمن في الفترة 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944<br />

الموقف لصالح االتجاه الداعي إلى وحدة الدول<br />

العربية المستقلة.‏<br />

اختير لهذا الكيان اسم ” جامعة الدول العربية”‏ وهو<br />

االقرب لما اقترحته مصر ” الجامعة العربية”‏ وجاء<br />

متوافقا مع أهداف الدول العربية،‏ وكانت سوريا قد<br />

اقترحت اسم ‏“التحالف العربي”‏ أما العراق أرادت<br />

االسم ‏“االتحاد العربي”‏ .<br />

تألفت جامعة الدول العربية في أول نشأتها من<br />

سبع دول عربية كانت تتمتع باالستقالل السياسى<br />

وقتذاك،‏ هى:‏ مصر-‏ سوريا – شرق األردن<br />

– لبنان – العراق – اليمن – المملكة العربية<br />

السعودية.‏<br />

في هذه المناسبة أيضاً‏ صدر كتاب ‏»العرب من<br />

وجهة نظر يابانية«،‏ للمستشرق الياباني نوبواكي<br />

نوتوهارا،‏ ليلقي الضوء على شخصية اإلنسان<br />

العربي،‏ والكتاب يتسم باألهمية الشديدة في الوقت<br />

الراهن،‏ نظراً‏ إلى األحداث التي نعيشها والتغييرات<br />

الجذرية التي تشهدها البنية السياسية لبالدنا.‏<br />

ويعد الكتاب بمثابة مرآة ضخمة للمجتمع العربي،‏<br />

فقد سعى الكاتب إلى تشييدها لنرى بها أنفسنا<br />

ونتأمل عيوبنا ونقاط ضعفنا،‏ فاألمة أو الشخصية<br />

أو الهيئة االجتماعية التي ال تقبل النقد تتهاوى،‏<br />

وتتدنى يوماً‏ بعد يوم حتى تصل إلى الحضيض،‏<br />

على حد وصف مؤلف الكتاب.‏<br />

وقدَّم المؤلف،‏ بعد أن تعرف على العالم العربي<br />

منذ العام 1974، وزار العديد من بلدانه وأقام فيها<br />

لفترات انطباعاته المحايدة عن هذا العالم،‏ ومن<br />

الالفت أن أول ما يقوله عن عالمنا العربي:‏ ‏»إن<br />

الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء،‏<br />

ويعبر صمتهم عن صرخة تخبر عن نفسها<br />

بوضوح،‏ وهو يعزو هذا الشعور إلى غياب العدالة<br />

االجتماعية،‏ ألنها أول ما يقفز إلى النظر«،‏ وهذا<br />

ما يؤدي في نظره إلى الفوضى،‏ كما أنه يالحظ<br />

كثرة استعمال العرب لكلمة ‏»ديموقراطية«،‏ وهذا<br />

ال يعبر سوى عن شيء واحد،‏ عكسها تماماً،‏ أال<br />

وهو القمع،‏ ولهذا القمع أوجه<br />

عدة منها:‏ منع الكتب،‏ غياب<br />

حرية الرأي وحرية الكالم<br />

وتفشي ظاهرة سجناء الرأي.‏<br />

ويشير نوتوهارا،‏ كمراقب<br />

أجنبي،‏ إلى أن العالم العربي<br />

ينشغل بفكرة النمط الواحد،‏<br />

على غرار الحاكم الواحد،‏ لذلك<br />

يحاول الناس أن يوحدوا أشكال<br />

مالبسهم وبيوتهم وآرائهم،‏<br />

وتحت هذه الظروف تذوب<br />

استقاللية الفرد وخصوصيته<br />

واختالفه عن اآلخرين،‏ ويغيب<br />

مفهوم المواطن الفرد وتحل<br />

محله فكرة الجماعة المتشابهة<br />

المطيعة للنظام السائد.‏<br />

وعندما تغيب استقاللية<br />

الفرد وقيمته كإنسان يغيب<br />

أيضاً‏ الوعي بالمسئولية<br />

عن الممتلكات العامة،‏ مثل<br />

الحدائق أو الشوارع أو مناهل<br />

المياه ووسائل النقل الحكومية<br />

والغابات ‏)باختصار كل ما هو<br />

عام(،‏ والتي تتعرض للنهب<br />

والتحطيم عند كل مناسبة،‏<br />

ويجد نوتوهارا أن الناس<br />

هنا ال يكترثون أو يشعرون<br />

بأي مسئولية تجاه السجناء<br />

السياسيين،‏ األفراد الشجعان<br />

الذين ضحوا من أجل الشعب،‏<br />

ويتصرفون مع قضية السجين<br />

السياسي على أنها قضية فردية،‏ وعلى أسرة<br />

السجين وحدها أن تواجه أعباءها،‏ وفي هذا برأيه<br />

أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسئولية.‏<br />

وأضاف،‏ أن الناس في العالم العربي ‏»يعيشون<br />

فقط«‏ بسبب خيبة آمالهم وبسبب اإلحساس<br />

بالالجدوى أو اليأس الكامل،‏ وعدم اإليمان بفائدة<br />

أي عمل سياسي.‏<br />

ومن األمور التي لفتت نظر المؤلف الياباني في<br />

مجتمعاتنا،‏ شيوع القمامة في الشوارع،‏ مع أننا نعد<br />

أنفسنا من أنظف شعوب العالم.‏<br />

الخيارات لم تعد متاحة،‏ فإما بقاء الوضع على ما<br />

هو عليه،‏ أو الوقوع فريسة التقسيم والدويالت<br />

الصغيرة .. وإما األخيرة أن ندخل في نطاق دولة<br />

الخالفة.‏<br />

الخيار األول<br />

الخيار الثاني<br />

الخيار الثالث<br />

05

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!