12.02.2015 Views

πeÉM »°ü≤j …QÉæµdG ájQÉf áªbh Ö≤∏dG `H á«∏jƒL

πeÉM »°ü≤j …QÉæµdG ájQÉf áªbh Ö≤∏dG `H á«∏jƒL

πeÉM »°ü≤j …QÉæµdG ájQÉf áªbh Ö≤∏dG `H á«∏jƒL

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

18<br />

SAWT<br />

Mardi 16 mars 2010<br />

2010<br />

AL-AHRAR N°3675<br />

الشلاثاء 16 مارس‏<br />

العدد‎3675‎<br />

‏●ليس‏ من عادة بريطانيا أن تخصّص‏ احتفالات<br />

ضخمة لأحياء يوم المرأة،‏ على شاكلة ما تعرفه الكشير<br />

من البلدان الساءرة في طريق النموّ،‏ على الرّغم من أنّ‏<br />

مكتسبات المرأة فيها أكثر بكشير ممّا شهدته بلدان<br />

المهرجانات الإحتفاليّة.‏<br />

وقد تميّزت الإحتفالات بعيد المرأة باستعراض‏ ما حقّقته<br />

المرأة،‏ كفرد محليّا ودوليّا،‏ عبر استعراض،‏ من أردن،‏<br />

لتجاربهنّ‏ و خبراتهنّ‏ عبر بشّها مباشرة في بعض‏ قنوات<br />

التلفزة،‏ وخاصّة سكاي نيوز والقناة الرّابعة،‏ أونشرها<br />

سواء عبر بعض‏ الصهف المكتوبة،‏ وخاصّة الغارديان،‏<br />

أوكشير من المواقع الخاصّ‏ ة بالمناسبة على شبكة<br />

الإنتارنات.‏<br />

وأقصى ما تمّ‏ التعبير عنه فيما يتعلّق بالإحتفال بعيد<br />

المرأة هو مطالب من عدّة أطراف بأن يُصبه يوم 8<br />

مارس‏ يوم عطلة وطنيّة للمرأة في المملكة المتّهدة.‏<br />

وحقّا،‏ فكشير من المظالم والمهانات الذكوريّة زالت عن<br />

ذاكرة المرأة،‏ وكشير من الممنوعات مشل التصويت<br />

والعمل في العديد من مواقع العمل والإلتهاق بصفوف<br />

الجامعة ولّت بدون رجعة.‏<br />

وعلى الرّغم من تلك الخطوات الكبيرة التي حقّقتها<br />

المرأة في اتجاه المساواة مع الرّجل طوال القرن الماضي<br />

فإنّ‏ غالبيّة المناصب العليا،‏ ومواقع التشريع،‏ وسلطة<br />

القرار،‏ مازالت حكرا على الرّجل.‏ ومازالت أيضا بقايا،‏<br />

ليست بالقليلة،‏ من رواسب العنف الرّجولي ضدّ‏ المرأة.‏<br />

وقد رافق الإحتفال بذكرى يوم المرأة اهتمام واسع<br />

بمناسبة مرور 54 سنة على تأسيس‏ لجنة الأمم المتّهدة<br />

المتعلّقة بوضعيّة المرأة عبر امعمورة.‏ وقد عبّرت نساء<br />

بريطانيا عن مشاعر التعاطف والتضامن مع أخواتهنّ‏<br />

في الدّول الساءرة في طريق النموّ‏ المحرومات من<br />

حقوقهنّ‏ الأساسيّة.‏<br />

يقلن ذلك وفي ذهنهنّ‏ أنّ‏ ثلشي المحرومين من المدرسة<br />

عبر العالم هم بنات.‏ وأنّ‏ من بين ال 876 مليون فرد<br />

بالغ يعاني الأميّة عبر العالم،‏ فإنّ‏ 75 في المئة منهم هم<br />

نساء.‏ وأنّ‏ النساء يتلقين 10 في المئة فقط من المداخيل<br />

المحصّ‏ لة عالميّا في حين أنّ‏ حصّ‏ تهنّ‏ من ساعات العمل<br />

تصل إلى الشلشين.‏ كما تحتلّ‏ المرأة أقلّ‏ من 14 في المئة<br />

من المقاعد في البرلمانات عبر العالم.‏<br />

ولم تنس‏ النساء هنا أن تتذكّر النساء اللاتي تعانين<br />

وبناتهنّ‏ على جبهات القتال أويذهبن ضهيّة مختلف<br />

أشكال العنف والتهميش‏ والإهانة.‏ ويشكّل العنف<br />

الذي تتعرّض‏ له المرأة في المنزل عبر العالم أكبر سبب<br />

من الأسباب التي توءدّي إمّا لإصابتهنّ‏ بجروه أو<br />

وفاتهنّ.‏<br />

في هذا الإطار،‏ لا تتوان الأحزاب الكبرى من التأكيد<br />

على التزامها بأنّ‏ حصّ‏ ة المساعدة للدّول الفقيرة لن يتمّ‏<br />

التراجع عنه في ميزانياتها،‏ في حالة الفوز بالأغلبيّة،‏ كما<br />

يوءكّد زعموءها حرصهم على تفضيل تخصيص‏ تلك<br />

المساعدات مباشرة لبرامج تنجزها النساء.‏<br />

وأهمّ‏ تقدّم حقّقته المرأة هنا كان على مستوى الإلتهاق<br />

بسوق العمل،‏ حيش وصل عدد العاملات اليوم في<br />

بريطانيا إلى 12 مليون امرأة.‏ غير أنّ‏ المرأة العالمة هنا<br />

مازالت تتلقى أجرا أقلّ‏ من الرّجل على أداء نفس‏ العمل<br />

ولنفس‏ الساعات،‏ حيش يصل معدّل الفارق إلى 30 في<br />

المئة.‏ كما أنّ‏ المرأة تتلقّى مقابلا للتقاعد يقلّ‏ بالشلش عن<br />

الرّجل.‏<br />

هذا،‏ بالإضافة إلى أنّ‏ أعباء العمل المنزليّ‏ وتربية الأبناء،‏<br />

في غالب الإحوال،‏ تبقى تقع على كاهل المرأة وحدها<br />

على الرّغم من اشتغالها،‏ مشل الرجل،‏ خارج البيت.‏<br />

واهتمّت الصهافة كشيرا بإبراز دور المرأة الراءدة في<br />

إنجاز المشاريع الناجهة،‏ حيش أنّ‏ الشركات التي تملكها<br />

نساء تُساهم في ضخ قرابة 60 مليار جنيه استرليني<br />

لفاءدة الإقتصاد البريطانيّ.‏ وهناك إجماع بين علماء<br />

الإدارة أنّ‏ المرأة المتعلّمة والمتكوّ‏ نة،‏ أحيانا كشيرة أحسن<br />

من الرّجل،‏ عندها ما تمنهه من حيش طريقتها الخّاصة في<br />

العمل وبما لديها من أفق متميّز عن الرّجل.‏ كما أنّها<br />

أكثر احتياطا في تقدير مخاطر المشروع وأكثر حذرا من<br />

الرّجل في اجملازفة.‏<br />

ولكنّ‏ تقرير الشركات المئة المالية الكبرى في بريطانيا،‏<br />

لسنة 2008,<br />

يقول أنّ‏ النساء يشغلن قرابة 12 في<br />

المئة فقط من المناصب العليا ضمن هذه الشركات.‏<br />

غير أن النقطة السّوداء في واقع المرأة في المملكة المتّهدة<br />

تبقى بدون نزاع تعرّضها خملتلف أصناف العنف والتي<br />

تبلغ ثلاثة ملايين حالة سنويا،‏ بما فيها الإعتداء داخل<br />

البيت،‏ والإغتصاب،‏ والمتاجرة بعرضهنّ،‏ والقتل بهجّة<br />

‏"الشرف"‏ وغيرها.‏<br />

ولم يخف على أحد حجم العنف الذي تذهب المرأة<br />

ضهيّة له في هذا البلد.‏ فقد أكّدت دراسات لجمعيّة:‏<br />

‏"المساعدة العمليّة"‏ التي تنشط لمحاربة العنف ضدّ‏<br />

المرأة،‏ أنّ‏ هذا الداء عامل أساسي في محيط الفقراء<br />

ومصدر لانتشار وباء الإيدز.‏ وتقول الجمعيّة أنّ‏ تكلفة<br />

العنف ضدّ‏ المرأة في بريطانيا يصل إلى 40 مليار جنيه<br />

استرلينيّ‏ سنويّا.‏<br />

ويشهد سوني هندل،‏ أحد الباحشين البارزين في شوءون<br />

المرأة المستضعفة محليّا ودوليا،‏ أنّ‏ العنف بين نساء<br />

الجاليات الآسيويّة ظاهرة لا يخفى انتشارها على أحد،‏<br />

حيش أنّ‏ تلك اجملتمعات لها ثقافة راسخة في تفضيل<br />

الرّجل على المرأة وفي التّسامه مع ما يصدر عن الرّجل<br />

من إهانة للنّساء.‏<br />

ومن الملاحظ أنّ‏ التركيز على العنف ضد المرأة يهوم<br />

خصوصا حول ختان النساء،‏ وهو تقليد أكثر انتشارا<br />

بين النساء الوافدات من بلدان إسلاميّة،‏ خاصّ‏ ة منها<br />

المتواجدة بشمال شرقي إفريقيا.‏ وتقول آخر<br />

الإحصاءيات التي أوردتها،‏ تيريزا ماي،‏ إحدى القياديات<br />

في حزب المحافظين والتي شغلت وزيرة النساء في<br />

حكومة الظل،‏ بأنّ‏ 77 ألف امرأة وشابّة تعرّضن للختان<br />

في المملكة المتّهدة وأنّ‏ قرابة 24 ألف شابّة مهدّدة<br />

بذلك.‏<br />

ويهلو أيضا للصّ‏ هافة أن تتكلّم كشيرا عن ظاهرة<br />

الإكراه بالزواج المنتشر بين الوافدات من بلدان آسيا.‏<br />

وتذكر تيريزا ماي بهذا الصدد أنّ‏ ‏"خليّة الزواج<br />

بالإكراه"‏ التي أنشأتها الدولة لتلقّي شكاوي ضهايا<br />

هذه الظاهرة،‏ استقبلت 5 آلاف مكالمة،‏ سنة 2008.<br />

ويدعو سوني هندل إلى تشديد العقوبة على من يمارس‏<br />

إكراه بناته على زواج ٍ لا ترغبن فيه.‏<br />

ولكنّه يلاحظ أنّ‏ الإعلام ورجال السياسة لا يولون<br />

نفس‏ التشهير بممارسات النّساء البيض،‏ لأشكال من<br />

العنف الموءكّدة ضد المرأة،‏ كما تغيب الإدانة الواسعة لما<br />

يتعرّض‏ له النساء من عنف في الموءسّ‏ سات المدرّسميّة<br />

مشل المدارس.‏<br />

وكانت الهكومة،‏ منذ نوفمبر الماضي،‏ قد وضعت<br />

استراتيجيّة متعدّدة الأبعاد لمحاربة مختلف أشكال العنف<br />

تلك،‏ خاصّ‏ ة باتباع طرق وقاءيّة تتجّه ضدّ‏ من يتسامه<br />

أو يُغذّي هذا الدّاء.‏ كما يشمل البرنامج جانبا دوليّا<br />

تلتزم فيه الهكومة بلعب دورها على صعيد دوليّ.‏<br />

وهو البرنامج الذي يعيب عليه اخملتصّ‏ ون غياب<br />

التنسيق بين مختلف الموءّسّ‏ سات والوزارات المعنية،‏<br />

التربية والتعليم والداخليّة والعدالة،‏ وضعف<br />

الإعتمادات المالية اخملصّصة له.‏ وفي هذا الشأن،‏ يعد<br />

المحافظون بتعزيز شبكة المساعدة للمرأة خلال فترة ما<br />

بعد الإنجاب التي تبيّن أنّ‏ العنف عادة ما يبدأ‏ أثناءها،‏<br />

كما وعدوا بوقف التسريه المبكّر لمرتكبي العنف ضد<br />

المرأة والذي يتمّ‏ الآن،‏ حسب القانون،‏ دون تقدير خطر<br />

الرجوع لارتكاب نفس‏ الجريمة.‏<br />

يشهد التاريخ إذن،‏ أنّ‏ هناك تطورا مطّ‏ ردا في تحقيق<br />

المرأة جملة من المطالب وبلوغ مجموعة من الأهداف<br />

بدءا من المشاركة في العمليّة السياسيّة،‏ إلى الألتهاق<br />

بمختلف أصناف ومستويات التعليم والتكوين إلى<br />

الوصول خملتلف مناصب العمل وبلوغ بعض‏ المواقع<br />

بين صفوف النخب الهاكمة.‏<br />

وترى الأدبيات الإنجليزية المتعلّقة بالهركة النسويّة،‏ أنّ‏<br />

المشاركة في الإنتخابات كان،‏ مبكّرا،‏ هو المطلب<br />

الرءيسيّ‏ اعتقادا بأنّه السبيل لتهرير المرأة.‏ وتلك كانت<br />

الموجة الأولى من مسيرة حركات المطالبة بالمساواة بين<br />

المرأة والرّجل.‏<br />

وبعد أن تأكّد الهقّ‏ في التصويت للمرأة على مستوى<br />

عالميّ،‏ قبيل منتصف القرن الماضي،‏ تبيّن أن هذا الهقّ‏<br />

السياسيّ‏ والقانونيّ‏ ليس‏ كاف في حدّ‏ ذاته لهلّ‏ إشكاليّة<br />

حريّة المرأة ومساواتها.‏<br />

وبالفعل،‏ فمنذ أن تمّ‏ إقرار حقّ‏ المرأة في التصويت،‏ ولمدّة<br />

ثمانين سنة،‏ فإن مجلس‏ العموم البريطانيّ‏ لم يصل إلى<br />

كل ثلاثاء لقطة الأسبوع<br />

من لندن<br />

هكذا تمّ‏ إحياء يوم المرأة في بريطانيا<br />

لندن ‏:عبد الهميد عبيدي<br />

كانت مناسبة إحياء ذكرى 8 مارس،‏ اليوم العالميّ‏ للمرأة،‏ فرصة طوال الأسبوع المنصرم لتذاكر مختلف القضايا المتعلّقة بالمرأة،‏ سواء هنا أو عبر العالم،‏ وما تمّ‏<br />

إنجازه بعد مرور 99 سنة على تدشين تلك الذكرى سنة 1911 عندما كانت نساء هذا البلد،‏ وقتها،‏ محرومات من التصويت وتعاني أشكالا من التمييز الدونيّ‏ عن<br />

الرّجل.‏ وعلى الرّغم من تجاوز العديد من العقبات وبلوغ الكشير من المكتسبات بالمقارنة لهياة الأمهات،‏ تبقى الهقيقة السّ‏ اطعة أنّ‏ مسافة أطول مازال على المرأة<br />

والرّجل أن يقطعاها معا لبلوغ المراد من تحرير المرأة.‏<br />

بلوغ نسبة 20 في المئة من التمشيل النسويّ.‏ ومنذ<br />

تاريخ منه المرأة حق التصويت،‏ تمّ‏ انتخاب<br />

رجل في البرلمان مقابل 291 امرأة.‏<br />

وهكذا،‏ جاءت الموجة الشانية من المطالب على إثر نشر<br />

كتاب بيتي فريدنز سنة 1963 ‏"التصوّ‏ ف النسويّ"‏<br />

الذي دشّن نقد الدّور الضيق المنوط بالمرأة وحصر<br />

نشاطها في العمل المنزلي وتربية الأطفال.‏<br />

وأصبهت قضيّة المرأة،‏ منذءذ،‏ ليست مرتبطة بالترقية<br />

السياسيّة فهسب بل بتهرير المرأة ممّا يوصف بتسلّط<br />

الرّجل وسيادة الذكورية.‏<br />

ويرتبط بهذا الفهم،‏ المسعى لتغيير جذريّ‏ في العقليّات<br />

والمسلّمات المتعلّقة بتقسيم العمل بين الرّجل والمرأة<br />

داخل البيت وخارجه.‏<br />

سنة 1918,<br />

4559<br />

أمّا الموجة الجديدة للهركة النسويّة فتتوجّه بالنقد للواقع<br />

الرّاهن للمرأة.‏ حيش تمكّنت من التهصيل المعرفي<br />

والتأهيل لللإرتقاء خملتلف مناصب العمل ولكنّ‏<br />

وضعها في سوق العمل بقي دونيّا بالمقارنة للرّجل<br />

حيش تتلقّى أجرا أقلّ‏ من أجر الرّجل،‏ وتتتولّى مناصب<br />

عمل استصغاريّة،‏ وكشيرا ما لا تنال سوى منصب<br />

عمل غير داءم.‏<br />

كما أنّ‏ المرأة فقدت تحكّمها في جسدها الذي أصبه<br />

خاضعا لقيم ما يسمّى بالجمال وخصال الأنوثة يفرضها<br />

الإشهار ووساءل الإعلام ومنتجات السّ‏ وق سواء كانت<br />

حليا أوحلى أو مساحيق تجميل أوتصفيف.‏<br />

أمّا فيما يتعلّق بطبيعة الهركة النّسويّة ذاتها،‏ فقد مرّت<br />

ذكرى أول مارس‏ هذه السنة وقد فقدت،‏ مقارنة بأشدّ‏<br />

فترات صخبها العالمي في السبعينات،‏ المزيد من<br />

جاذبيتها لدى البنات من الجيل الهالي،‏ اللاتي أصبهن،‏<br />

حسب آخر ثلاثة كتب عن مسيرة الهركة النسويّة،‏<br />

يفكّرن في ذواتهنّ‏ فقط كعارضات لتلبية رضا الرّجل،‏<br />

وخاضعات لقوالب الإستهلاك،‏ لا غير.‏<br />

كما تنوّ‏ عت مشارب الهركة النسويّة أكثر فأكثر،‏ وإن<br />

بقي الهدف البعيد مشتركا.‏ وتعدّدت فرق الهركة<br />

وتشعّبت الإختلافات فيما بينها سواء فيما يتعلّق بسبل<br />

بلوغ تلك الأهداف أو حتّى مدلولها على الواقع.‏<br />

وأهمّ‏ سبب لذلك التشرذم هو ظهور العديد من القضايا<br />

الجديدة ضمن انشغالات المرأة،‏ ومن بينها حريّة<br />

الإجهاض،‏ وتصنيف الدّعارة كمهنة،‏ والعلاقات<br />

السهاقيّة،‏ ووضعيّة الأم العازبة،‏ وانتشار اجمللات<br />

الإباحيّة...‏<br />

وآخر نموذج لمشل تلك القضايا،‏ كان موضوع نقاش‏ حلقة<br />

أوّ‏ ل أمس‏ من برنامج"‏ ‏:الأسئلة الهامّة"‏ للبي بي سي 1<br />

واخملصّص‏ لرصد مواقف الأديان من القضايا الرّاهنة،‏<br />

حيش كان السوءال المطروه حول جدوى وجود رجل<br />

يعيش‏ مع الأطفال الذين تتولّى أمّهاتهنّ‏ تربيتهم<br />

وحدهنّ،‏ عادة،‏ منذ ولادتهم.‏ وهو الوضع الذي قد ينشأ‏<br />

لدى تولّي الزوجين المشليين،‏ أيّ‏ المرأتين أو الرجلين<br />

المتزوّجين من بعضعها زواجا قانونيّا هنا،‏ تبنّي ولد أو<br />

بنت أو تولّي تربيتهم.‏<br />

وهكذا وصل التنوّع في أنصار الهركة النسويّة<br />

لدرجات شديدة التنوّع تراوحت بين التراجع إلى مطالب<br />

شديدة المحافظة تمجّد عودة المرأة للبيت وبين اتجاهات<br />

تطرّف جديدة،‏ أمججها تلك الإباحيّة.‏<br />

فظهرت حركات نسويّة جديدة منها الهركة النسويّة<br />

للسوداوات والهركة النسويّة للمسلمات والهركة<br />

النسويّة لما بعد الهداثة والهركة النسويّة للأصوليات<br />

‏(مسلمات أو مسيهيات)‏ وحركة الرّجال المطالبين<br />

بمساواتهم بالمرأة،‏ والهركة النسويّة للسّ‏ هاقيات،‏<br />

وغيرها.‏<br />

ونذكر هنا،‏ على سبيل المشال،‏ أنّ‏ تلك الهركة التي<br />

يطالب فيها الرّجال بالمساوات مع المرأة يُقصد بها<br />

مطالب أولئك الذين يرون أنّهم ضهايا للإمتيازات التي<br />

تحظى بها المرأة على حسابهم،‏ مشل آباء الأطفال في حالة<br />

الطلاق،‏ أو الفواءد التي تحصل عليها المرأة من ثروة<br />

الزوج لدى الطلاق،‏ أو تأثير تفضيل المرأة على الرجل<br />

في الهصول على مواقع عمل.‏<br />

وقد ذهب بعض‏ الباحشين أنّ‏ بعض‏ تلك الإمتيازات قد<br />

خلقت انعكافا سلبيا وانهزاميّة بين الرّجال جعلت<br />

بعضهم يعانون عجزا نفسيّا عن الوقوف ندّا للمرأة.‏<br />

وتُسجلّ‏ الإحصاءيات غيابا كبيرا للنساء من مختلف<br />

الجاليات الإثنية،‏ الوافدة إلى المملكة المتّهدة،‏ في مواقع<br />

العمل،‏ وبالأخص،‏ في مواقع إصدار القرار سواء في<br />

القطاع العمومي أو الخاص‏ أو اجملتمع المدنيّ.‏<br />

وحسب ‏"جمعيّة فاوسات"‏ المدافعة عن حقوق المرأة،‏<br />

وضمن دراسة لها عن مكانة النساء من هذه الأقلّيات،‏<br />

فإنّ‏ هناك امرأتان فقط منهنّ‏ بين 646 ناءب في البرلمان،‏<br />

كما أنّ‏ هناك امرأة واحدة من هذه الجاليات تشغل منصبا<br />

في هرم القضاء،‏ وامرأة واحدة مديرة بشركة من<br />

الشركات المالية الكبرى المئة،‏ وليس‏ هناك امرأة واحدة<br />

مسوءولة بأيّ‏ من الجمعيات الخمسين التي تحظى بأعلى<br />

تمويل.‏<br />

أكثر من هذا،‏ انّ‏ أرقام المركز الوطنيّ‏ للأحصاء تقول أنّ‏<br />

الإثنيّة والأصل العرقيّ‏ تُشكّل عواءق للتّرقية،‏ مع<br />

معاناة النساء بشكل خاص‏ مقارنة بمشيلتهنّ‏ من البيض.‏<br />

وتقول خلاصاتها أنّ‏ هذا العاءق يكاد يستهيل تجاوزه<br />

في المستقبل المنظور.‏<br />

وفي رأي إحدى المُسْلِمات الدّاعيات لتأصيل حقوق<br />

المرأة المسلمة،‏ والتي تصنّف نفسها ضمن الهركة<br />

النسويّة الإسلاميّة،‏ فإنّ‏ هناك مُسَلّمات أساسيّة بالنسّ‏ بة<br />

لها كمسلمة تناضل ضمن الهركة النسويّة،‏ هي:‏<br />

أولا:‏ أنّ‏ واقع المرأة المسلمة لا يتوافق مع نظرة الإسلام<br />

لها،‏ حيش أنّ‏ القرآن الكريم ينصر المرأة،‏ ولكّن تطبيقات<br />

مبادءه لا ترق لِمَا بش َّ ر به لأنّ‏ تأويلاته عادة ما تخضع<br />

للشقافات،‏ والتّاريخ،‏ ومقتضى الهال،‏ وخاصّ‏ ة للتّقسيم<br />

القاءم في علاقات القوّة.‏ وتذكر أنّ‏ في بريطانيا،‏ على<br />

سبيل المشال،‏ توجد بين الجالية المسلمة ممارسات مشل<br />

إكراه الفتاة المسلمة على الزواج،‏ وقتل المرأة بهجّة حفظ<br />

الشّ‏ رف،‏ وختان الأنشى.‏ ولكّل من هذه الممارسات<br />

تبريرات باسم الإسلام.‏<br />

وهنا تلوم إحجام الفقهاء عن التّصريه برأيهم في هذه<br />

المساءل،‏ وغياب مبادرتهم بالفعل للهدّ‏ من هذه<br />

الممارسات.‏<br />

وثانيا:‏ أنّ‏ المسلمين منجذبين للماضي كشيرا.‏ وعادة ما<br />

يشيرون إلى مواقف السيدة خديجة،‏ للتّدليل على<br />

تقدميّة الإسلام.‏ ولكنّ،‏ تقول،‏ ماذا عمّا جرى خلال<br />

الألف سنة التالية؟ حيش لابدّ‏ أنّ‏ يكون هناك نساء<br />

مسلمات تحدّين،‏ مشلما فعلت السيّدة خديجة،‏ تلك<br />

النظرة الساءدة عن المرأة واقترحن حلولا تكون صالهة<br />

للمرأة اليوم.‏<br />

وتتساءل:‏ لماذا لا تُقلّد النّساء المسلمات اليوم تلك<br />

الرّاءدات الأخريات؟<br />

ثالشا:‏ أنّ‏ المسلمين يعانون من سوء فهم للعلاقة بين<br />

الجنس‏ والممارسة الإجتماعيّة.‏ وهنا تُوَ‏ ضّ‏ ه بأنّ‏ الهركة<br />

النسويّة تُميّز بين الطبيعة البيولوجيّة للجنس‏ بين<br />

الرجل والمرأة،‏ من جهة،‏ ودور كلّ‏ منها في رعاية وتربية<br />

الأطفال والقيام بالعمل المنزلي وممارسة وظيفة خارج<br />

البيت،‏ من جهة أخرى.‏ وفي رأيها أنّ‏ الإسلام يُعطي<br />

أولويّة لدور المرأة في تربية الإطفال،‏ ولكنّها لا ترى<br />

مبرّرا لتردّد الرّجال في القيام بالعمل المنزلي وإحجامهم<br />

عن مساعدة المرأة حتى ولو كانت تعمل مشلهم خارج<br />

البيت.‏<br />

وتتساءل:‏ لماذا لا يُدرك الرّجل أنّ‏ تحرير المرأة لا يتأتّى إذا<br />

كانت المرأة تعمل خارج البيت والرّجل يمتنع عن<br />

المشاركة في العمل المنزليّ.‏<br />

رابعا:‏ أنّ‏ الرّجل المسلم منشغل بوضع المرأة.‏ ولكنّه،‏ في<br />

منظور الهركة النسويّة،‏ مطالب بالعمل على تحقيق<br />

المساوات بينه وبين المرأة لأنّه معني بضعف مكانتها<br />

في اجملتمع.‏ فلماذا لا يتطرّق المسلم إلى واقع المرأة<br />

المسلمة ويعمل على تغييره.‏<br />

خلاصة قولها:‏ أنّ‏ المسلم يجب أن يكون نشطا في<br />

تكريس‏ المساواة بينه وبين المرأة المسلمة وفي مقاومة<br />

كلّ‏ أشكال قمع المرأة المسلمة.‏<br />

ويرى سوني هندل أنّه من الأفضل أن تصمد<br />

المدافعات عن حقوق المرأة في تكرار الصيهات حيشما<br />

كان هناك هدر لهقوق المرأة،‏ فذلك هو الأسلوب الوحيد<br />

الذي سيفرض‏ مسار التغيير في السلوكات ويُجبر<br />

النّاس‏ على تقدير الهجم الهقيقي لمعاناة المرأة.‏ ويدعو:‏<br />

‏"لتوحّد الرّجال والنّساء للإقرار بوجود هذا المشكل وبأنّ‏<br />

سلوكاتنا،‏ إن لم تتغيّر،‏ هي التي تسمه باستمراره".‏<br />

abdelhamidabidi@hotmail.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!