(1)

Recommendations

Info

يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»،‏ فإننا واالله نشهد أنه ّ جدد لهذه الأمة دينها،‏ ودين الأمة هو الجهاد كما في قوله صلى االله عليه وسلم:‏ ‏«...حتى تعودوا إلى دينكم»،‏ قال العلماء:‏ الدين المطلوب الرجوع إليه هو الجهاد.‏ نعم لقد ّ جدد الشيخ لهذه الأمة دينها فسخ ‏ّر وقته وأمواله وكل ما يملك نصرة لهذا الدين،‏ فكان يؤرقه حال الأمة من مغربها إلى مشرقها،‏ وكان يحزنه حال الأمة وما وصلت إليه من ضعف وهوان،‏ فكان ينادي في الأمة:‏ هلم إلى الجهاد،‏ وسهل طريقه بنفسه وماله،‏ وفتح المضافات والمعسكرات لتدريب شباب الأمة،‏ وما كان يطلب شيئا لنفسه،‏ وإنما همه نصرة دين االله في أي أرض وتحت كل سماء،‏ حيث لم يسمع يوما أنه ّ قال:‏ فعلت كذا وكذا،‏ بل كان دائما يقول:‏ قام الشباب،‏ وفعل المجاهدون،‏ أو نحن حرضنا والشباب استجابوا.‏ لقد نال مغرب الإسلام قسطا كبيرا من اهتمام الشيخ،‏ فبعث البعوث وأرسل العيون وأنفق الأموال،‏ فكانت له صولات وجولات في هذه الربوع،‏ حيث كانت تربطه علاقات مع معظم الجماعات الجهادية في قطر مغرب الإسلام،‏ وهو الغرض من هذه الرسالة الموجزة،‏ ونقسمها إلى المراحل التالية:‏ مرحلة أفغانستان قبل بداية الجهاد في الجزائر.‏ قضية الصحراء والاهتمام بالتفكير في جعلها منطلقا للجهاد.‏ مرحلة السودان.‏ مرحلة بيعة الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنظيم القاعدة.‏ ونعتقد جازمين أن ما خفي علينا كثير جدا،‏ فنسأل االله عز وجل أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته،‏ وأن يجمعنا به في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.‏ (4)
مرحلة أفغانستان قبل بداية الجهاد:‏ إن أرض خراسان لتشهد بما قام به الشيخ رحمه االله من مواقف منذ بداية الجهاد،‏ وقد كان من السابقين إلى ميادينه في تلك الفترة التي كانت الأمة فيها تائهة بين الرأسمالية والشيوعية والقومية العربية،‏ وتصدى مع إخوانه المجاهدين للمد الشيوعي ففتح االله على يديهم وقطع دابره،‏ فخرجوا من أفغانستان يجرون أذيال الهزيمة،‏ وكانت بفضل االله الضربة القاضية لسقوط الإتحاد السوفييتي.‏ وما أن بدأت رياح الصحوة الإسلامية في الجزائر واشتد عودها بعد ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ،‏ وما قامت به من دعوة في أوساط الأمة وقد برهن الشعب الجزائري على تمسكه بعقيدته رغم الكيد الصليبي الفرنسي وأذنابه الخونة المرتدين.‏ وما أن جاءت أحداث إضرابات ‏(ذو الحجة 1411 ه/‏ ماي ‎1991‎م)،‏ حتى بدا للشيخ ولكل متابع أن الجو متهيئ لبداية الجهاد،‏ فشرع من أفغانستان بتهيئة المضافات وبجمع الإخوة الجزائريين،‏ وأنفق في ذلك أمولا ضخمة،‏ وقد كانوا يتوافدون إلى الجزائر على نفقته لمشاركة إخوانهم في الداخل.‏ وفي ‏(شوال ‎1412‎ه/‏ أفريل ‎1992‎م)‏ دخل المجاهدون كابل ولم تدم فرحتهم طويلا حيث بدأ الاقتتال بين مختلف الأحزاب والفصائل،‏ وبدأت ُ ّ تضيق الدائرة على المجاهدين العرب من طرف حكومة باكستان التي ترأسها الهالكة ‏"بوتو"،‏ مما زاد من اهتمام سائر الإخوة الجهاديين بالتفكير بما يحدث في الجزائر وعلى رأسهم الشيخ رحمه االله،‏ وقد قام بتسليم الإخوة الجزائريين ‏"معسكر الفاروق"‏ بكامل معداته لاستغلاله في التدريب،‏ و"معسكر بدر"‏ في منطقة جلال أباد لنفس الغرض،‏ ولم تتوقف مساعدة الشيخ لإقامة ومساندة الجهاد في الجزائر إلى هذا الحد،‏ بل كر ّ س جهده ووقته لتطوير الجهاد في المنطقة لكي يكون على أعلى مستوياته،‏ فبدأ رحمه االله باستكشاف الصحراء الكبرى والاهتمام بها لعلها تكون قاعدة خلفية للمجاهدين في الجزائر وبوابة لإخوانهم المهاجرين،‏ وتم ذلك عن طريق بعض الإخوة الذين هاجروا إلى أفغانستان عبر الصحراء الكبرى،‏ وكانوا مع الشيخ منذ ‏(سنة ‎1407‎ه ‏/‏‎1987‎م).‏ وفي بداية ‏(‏‎1412‎ه ‎1992‎م)‏ تم إرسالهم لاستطلاع المنطقة الصحراوية التي كانت لهم علاقات مع أهلها،‏ وأثناء دخولهم إلى بعض بلدان المنطقة تعرضوا إلى الاعتداء من طرف اللصوص فأخذت أموالهم وسياراتهم مما اضطرهم إلى الرجوع.‏ (5)
Page 1 and 2: (1)
Page 3: بسم االله الرحمن ال
Page 7 and 8: حسن رحمه االله أحد
Page 9 and 10: وفي ‏(ذو القعدة ‎141
Page 11: مرحلة بيعة الجماعة

(1)

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?