مجلة األدب العربي المعاصر؛ العدد الاول
مجلة تعنى بالادب العربي المعاصر
مجلة تعنى بالادب العربي المعاصر
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ال<br />
<strong>العدد</strong> االول2015<br />
<strong>مجلة</strong> <strong>األدب</strong> <strong>العربي</strong> المعاصر<br />
تصدر عن مجوعة <strong>األدب</strong> <strong>العربي</strong> المعاصر<br />
<strong>العدد</strong> االول2015
<strong>العدد</strong> االول 11\3\2015<br />
<strong>مجلة</strong> <strong>األدب</strong> <strong>العربي</strong> المعاصر
الهيئة األدارية<br />
د أنور غني الموسوي ريس التحرير<br />
االستاذ محمد<br />
شنيشل<br />
االستاذ سعد غالم<br />
االستاذ عقيل هاني<br />
<strong>مجلة</strong> ادبية متخصصة تعنى بالنتاجات االدبية بانواعها .
الشعر
على ضفة في االصيل<br />
سعد غالم<br />
اتغيب في بلسم اخرق<br />
يتفصد عرقي اغرق<br />
الينفع العكاز<br />
الموجة صهلة<br />
القاع سجادة صالة<br />
اسقنياها<br />
عبرة من سحر نبضك<br />
مقلة<br />
كالقبلة قنديل هي حلكة
السحيق المقيم<br />
ارسليها غمزةمن لحظك<br />
يفشي النور<br />
ليكسر زجاج شبابيك نافذة<br />
الصيحة<br />
وغربال يمرر اريج عطرك االثير<br />
زمهرير<br />
من خيوط حرير<br />
شرانقه تتهدجني وتهيج<br />
الشردات<br />
وصل من وصال<br />
نصب من وصب<br />
صبابات عتيقة<br />
فيئ افنان سدرة معمرة<br />
ناشفة من البور<br />
تبطل حبور الروح<br />
همسات الياسمين<br />
هلل درك اال تكف عني<br />
غائب عنك بك مترع حد اليقين
اتراك تستبطن الخالص<br />
ام تراك مابرحت رهين<br />
النياسم الموحلة
ياسيّد الحرف<br />
شالل عنوز<br />
ال ما نَسيتُكَ قطٌّ اذ هُنا أَقِفُ ............وهل نستكَ نَديماً ياتُرى النَّجَفُ ؟<br />
ُف<br />
عشرونَ مرَّت وبعضٌ مِن مَواجِ عِها.......... دامٍ يظلُّ وبعضٌ نابُها صَلِ<br />
عشرونَ مَرَّت وأجيالٌ أَتَت,رَحَلت... .و)حمزةُ( الجُّرحِ مفجوعاً بنا يقِفُ<br />
عشرونَ مرّت يَتيماتٌ هَالهِلُها...... وأُفقُها نازِفٌ باكٍ ويَرتَجِ فُ<br />
أبا ربيعَ اذا أُنبيكَ تَعذُرُني ........سَتصرخُ أآلهُ قبلي حينَ أَعترِ ُف
أَباربيعَ جهاراً يُستباحُ دَمي...... مِن ألفِ قَهرٍ وثوبُ الحُزنِ أَلتَحِ فُ<br />
مَذبوحُ حُلميَ هذا الليلُ مجزَرَتي...أَنّى اتّجهتُ على بَلوايَ أَعتَكِفُ<br />
قاسٍ وحَقُّكَ سَجّاناً غَدا وطني.....عفواً فَمن أَوصدَ أألبوابَ يَعتَرِ ُف<br />
مِن أَلفِ حُزنٍ أُرَوّي نَهمَ أَزمِنَتي.....وأَسكبُ الصَّبرَ في كأسي وأرتَشِ فُ<br />
مِن أَلفِ صَبرٍ يَصيحُ الصَّبرُ في قَلَقي....لقد تَعِبتُ وشاخَ النَّخلُ والسَّعَفُ<br />
***************************<br />
ُف<br />
ياأيُّها المُزدَهي في كلِّ مَكرُمَةٍ .......هللِ دَرُّكَ تَسمو كُلَّما أَصِ<br />
انّي أَراكَ مَناراً هاطالً معنا ....... يا أيُّها الضَّوءُ أَمطِر ردَّدَ ألخَلَفُ<br />
أرنو اليكَ أُهَنّني سِ حرَ قافيَتي .....تَباركَ الشعرُ مِن ريّاكَ يَغتَرِفُ<br />
ياأيُّها الدافيءُ الرَّقراقُ في زَمَنٍ....أقَلُّ مافيهِ أَفعى حينَ يُكتَشَفُ<br />
أقلُّ مافيهِ غالٍ كُنتَ تمنَحُهُ .......دَفقَ الحياةِ وعِندَ العَوزِ يَنصَرِ ُف<br />
أَقَلُّ مافيهِ مَن تأمَنهُ في وطَنٍ ....باعَ الذي فيهِ الدينٌ وال شرَفُ<br />
أَباربيعَ أَعِنهُ كي يقولَ فَمي .....ماأجمَلَ القولُ ان أَمضاهُ مُحتَرِفُ<br />
ماأَجملَ القَولُ في نادٍ تَضجُّ بهِ....قَوافِلُ الشّعرِ تترا والسَّنا أَنِ ُف<br />
ماأَجمَلَ القَولُ يَزهو في تَوهّجهم....أَئِمَّةُ الحَرفِ غَيرَ الحُبِّ ما نَزَفوا<br />
ياسيّدَ الحرفِ أَمطِرنا شذىً,عَبَقاً....وَثوِّر الشّعرَ فينا أَينَما نَقِفُ<br />
...................................................................<br />
حمزة...هو الشخصية الرئيسة في روايته يوم من أيام النجف
حواشي الرمان<br />
نجاح زهران<br />
حين تستعيد أساور النار ظفائر المساء<br />
تتأهب للتجلي لشيء ما،<br />
البرق الذي أخرج كنوزه<br />
بيت تعكّر مزاج سريره<br />
الخيام على أشواك الكالم!<br />
تقدم هموم ال تنام<br />
األرض فزاعةُ السماء بكحلها البني<br />
كلّها تستيقظ بأطرافي!!<br />
أعددت كهوف الليل ، أفرشها للوسوسة<br />
ولباقي الجسد.<br />
الحلم مخزون عاطفي بقارورة الغاز<br />
عين أفرطت على البحر
لفت تكوّمها على سخونة الزعتر<br />
الموج عدّ مداه على الرمل<br />
وأمّا الزبد المجاني أقسم للجارة ب حواشي الرمان<br />
في حنجرة الثلج<br />
إنها نزوة البرد<br />
تغطس )بكراكيب (الموت بثمل اإليقاعات<br />
في الفصول الجانبية!<br />
للورق المتساقط<br />
لجاذبية الحلزون اللولبي حين يعانق لوز الروح<br />
في وجه الرصيف.<br />
....<br />
للمرآة نصف القصيدة<br />
لألصداف حرية االحتواء<br />
وما تشاء المحارات الهامسة لبقائها<br />
للسالم على الجسد النائم<br />
معقودا بالممرات الضيقة<br />
لألغطية أيضا على األفخاذ<br />
وما تشاء الجفون أن تُعرى<br />
للزوايا التي كسرتها المرّارات!<br />
هذا الجنون يتدلى من الحصاد<br />
يمعنُ في الغيب.<br />
يمزق التموي ه بخروجي من دوار الشمس
..<br />
ينقلني على عكاز الرمل<br />
كيف تستريح بأوراق التعب ؟<br />
إذ يبيت الليل على فراش الحلم<br />
تسعل المسامات!<br />
تلهو الحمم وراء الرأس<br />
تخلّف سكن اإلقامة على الركض<br />
أي أحقاد تمطر بهذا الكتاب<br />
يحمل شاعرك وستائر المرآيا على الظه ر<br />
كهشيم الحروف بالزوايا للقصيدة الوليدة<br />
وإذ ينقشع نصفك بالعادة المأجورة!<br />
طريق تردم الفضاء<br />
تفلس من صداها باالنتشاء<br />
تم امًا كما أغنيات آخر الليل<br />
كيف أدعوك لنيسان؟<br />
ضياء الوجه يرسمك<br />
بين نبضتين غريقِة<br />
تغرغر شهيقها بشهوة من رحلوا<br />
تتقد بدهشة إغوائي!<br />
ال تحصي الجسد وال الشمس بشيطانه<br />
في عنق الماء والرفض<br />
بمعنى
شفرة الفتك<br />
براكين تعوي على النجم<br />
نوافير على الشفة<br />
تُخمر الحرف<br />
لعنقاء بماء الفجر<br />
تضرب بالقوس<br />
نمنمات الغبار على جرس األفق<br />
بانسكابِ الدمع لمظلة البيت<br />
...<br />
..<br />
ب خشبة النور المقدسة يكاد أن ينقسم الرغيف على االبت ذالِ<br />
حين تمتلئ السماوات بضفافه!<br />
يُقسِ مون األرض بغبار الطلع،<br />
لتاريخ مشعث بجراحه<br />
المطهوُّ بشقوق دمه<br />
عليه أن ينزف الريح بيديه<br />
ليمحو وجهي وأشالء الماء والوقت<br />
والليلة المصلوبة بميالدي.<br />
ثمة صورة في قبضتي<br />
كلمة للبدايات<br />
لحشود الطواحين<br />
لجزيئيات الروح والحنين
أهيم بالكون وغباري المسكون برقصة األم<br />
ثمة تلك الهياكل<br />
تلك األشجار جانب الشمس<br />
تلك الفصول بدورتها<br />
سيقان الجوع بخراطيم الرياضيات!<br />
تخطت مردود نارها<br />
في الفتور األحمر<br />
يلقّنها الند والسمع<br />
عساها تسمع المعنى وتعرف الحق.
اصداء واهمة<br />
جواد شالل<br />
لم اكترث بكل التراتيل<br />
المحشوة باذن الفضاء<br />
واعد ماتبقى من ضوء<br />
بلهفة قاسية<br />
احفر بالشباك الوحيد<br />
عيونا جديدة<br />
العيون التي سملت<br />
لها صدى ... ميت<br />
وانياب كثيرة<br />
ال شان لي .. اال ان<br />
اتحاشاها
اتراقب .. الدهشة<br />
المزيفة<br />
ابحث بجد عن الصدفة<br />
المسلوقة سلفا<br />
بين االكوام الهائلة<br />
من البهتان<br />
اررد اناشيد<br />
جديدة<br />
لن تروق لي اوال<br />
سارددها<br />
كثيرا<br />
ولم اكترث بكل التراتيل
طيورُ المساءِ تفتكُ بأقراطِ<br />
كريم عبد هللا<br />
الشمس<br />
إعوجاجَ الطريق أغرى الغرابيلَ ب رمالِ األباطيلَ تتوهّجُ .../ على شرفاتِ الحلم<br />
تسرقُ الهناءات المشرقة ..../ في صناديقِ الصدرِ مضرجةٌ أنفاس حروف الشكِّ<br />
المعلولةِ<br />
الثكناتُ عادتْ منْ جديدٍ تزجُّ دويَّ صدى األمس .../ والشوارعُ المبتهجةِ تتألألُ<br />
الخيبة على أرصفةِ إرتباكها ...:: تتوحمُ الخسائر في أتونِ عرباتٍ تهرّبُ عالمات<br />
إستفهامِ<br />
يجثو المجدُ يحزُّأناملهُ جنون يتثائبُ ك قبرٍ جديد ...../ تغفو بينَ جفنيهِ خطوات<br />
وطنٍ الئذٌ بالنعاس ..../ على نقّالةٍ في منعطفِ التاريخ ترتعشُ العصافير<br />
.............................../...........<br />
غادرتْ األرواحُ سجنَ عويلِ الصمتِ الهرم .../ مستلقيةً على طاولةِ العزلةِ<br />
المفجوعةِ تمسّدُ مخاوفها ..../ زنبقةٌ حمراء تنسكبُ في فراغِ الظلِّ كسيحة<br />
......................................
مدنٌ غارقةٌ ب الخديعةِ حدَّ الثمالةِ تستهدي ب الظاللةِ .../ همسُ صرخاتها<br />
يستجدي عطفَ هراواتٍ تخترقُ إبتساماتها ....../ تدرسُ مالمحها ينطُّ على<br />
شرفاتها سادنٌ يدغدغُ معابدها ..../ وذئابهُ الكثّةَ تحملُ آآلمَ األبوابِ الى المنفى<br />
األسالكُ ترممُ األصواتَ المشروخةِ الشائكةَ ...../ متدحرجةٌ على بساطِ الغوايِة<br />
شرائعٌ مترعةٌ في المشاجب .../ مستنقعاتٌ من الخساراتِ تطفو عليها الرصاصات<br />
..../ ف تُزهرُ في المهجةِ كمائنٌ تترصّدُ مجاعةَ المصحات<br />
............................./
لهاثٌ أخضر<br />
هاني النواف<br />
في بطءِ معولهِ الضريِر<br />
طينكَ المخنوقِ<br />
فى تجاويفِ الرّحيقِ<br />
يمرّغُ ضغينةَ الفصولِ<br />
هيولى من برءِ الرّوحِ<br />
على حافةِ لهاثٍ أخضر<br />
تمطّى في التفاتاتِ الغضونِ..<br />
خواءٌ ممدّدٌ فى الصّقيعِ<br />
غاصَ في رؤاك<br />
منذُ فجرٍ
من غفوةِ األثداءِ ..<br />
عطرٌ تجعّدَ في يديك<br />
تَضوَّعَ في عتمةِ األعما ِق<br />
من صوتِها المسلوخِ<br />
نَجْوى أنحناءِ المشئيةِ<br />
تشربُ من رعشاتِ سهوها<br />
حيرةَ الطريدِ<br />
يقطّرُ أنفاسَ الفجيعةِ<br />
على خرقةِ الذاتِ<br />
قهقهات آثمات<br />
حتى تثاءبَ فجرها المشبوب<br />
رماداً من صبوةِ الرّيحِ<br />
عَلَى أعْتَاب الضَّجَرْ
حداثة<br />
ناظم ناصر<br />
الهبوط القاسي لألفكار<br />
التي سقطت ...<br />
والتي على وشك السقوط<br />
انكسار الضوء المغلق<br />
انهيار الزهور التي ال تجيد لغة الضباب<br />
الزمن الذي غلف الفراغ<br />
فقاعات الحداثة<br />
الكلمات المهترئة والنقاد يحاولون تلميعها<br />
الشعراء وهم يبحثون ما قبل ... و ما بعد<br />
االعتذارات و سقوطها في خانات األلم<br />
و جوهنا التي تركنها على قارعة الطريق<br />
ناصية الجرائد...<br />
جسد مزقته الكلمات<br />
الغرباء الذين يتطلعون للدهشة بدهشة
عالمات التعجب وهي تهرول نحو االنتظار<br />
لتقرع نواقيس ال وجود لها<br />
إعالنات ممزقة على جدار القلب<br />
تعلن تمردها<br />
الكثير ... الكثير من الغربان تفر من حقول زهرة الشمس<br />
باتجاه الضياع<br />
نفس الطريق الذي سلكناه في الحلم<br />
النسيم الذي يسرح بين الكلمات و األزاهير<br />
ويمتشق الحلم كموجة موشكة على الصهيل<br />
النرجس الذي يتأمل أكثر من نظره<br />
وشاح الماء...<br />
دبيب الضوء...<br />
نهوض األمل...<br />
متى نعود الى الحياة<br />
..................................................ناظم ناصر
يا رحيق الورد<br />
ضمد كاظم وسمي<br />
يا رحيقَ الوردِ يا عسلُ<br />
كوصالٍ شهْدُهُ القبلُ<br />
منْ نسيمِ الصّبْحِ رونقهُ<br />
في الْمسا بارحهُ الخجلُ<br />
والسّهارى سامها نَوَرٌ<br />
في ضياءِ البدْرِ يغْتسلُ<br />
كلّما راقتْ لنا مق ٌل<br />
نغزتْ كالجرْحِ ينْدم ُل<br />
كمْ بهذا القلْبِ منْ عتبٍ<br />
في طوافِ الشّوقِ يبْتهلُ<br />
بعْدَ ذاكَ الْحبِّ تنْكرني<br />
والهوى يرْتادهُ الْمللُ
أيضنُّ الثغْرُ كرْمتَهَ<br />
ولقدْ أذْبلها األْ ملُ<br />
لسْتُ أدْري ما يرى زمني<br />
ليْ قضى أمْ كانَ يرْتَجِ لُ<br />
طائرُ الشَوقِ نَسِ يْ ألمي<br />
عادَ واألشْواق ترْتحلُ<br />
في بريدِ الشّعْرِ قافيةٌ<br />
صغْتها يوماً ستعْتزلُ
( فلسفة ألم )<br />
هاني عقيل<br />
عجباً لنصلٍ داميٍ يتألمُ<br />
مات السؤالُ واطرقَ المستفهمُ<br />
----------------------------<br />
يبكي القتيل كما تراهُ قاتالً<br />
ينساب حرفٌ من شفاهٍ او دمُ<br />
-------------------------------<br />
عجبي لحرف قد تنعم بالجنى<br />
فاذا نطقتُ لسال منه العلقمُ<br />
-------------------------------<br />
عجبي لجرحٍ في الثرى واريتهُ<br />
مالي اراه ناطقاً يتكلمُ
----------------------------<br />
تأتي النوائبُ جملة فكأنها<br />
اُسدٌ وقد وردت بنا تتزاحمُ<br />
---------------------------<br />
ماللعروبة قد تزاحم جرحها<br />
بعضٌ يهاجسني وبعضٌ مبهمُ<br />
------------------------------<br />
بغداد او يافا ومسرى قدسها<br />
واليوم في حلبٍ غداً الاعلمُ<br />
------------------------------<br />
وتصولُ في االرجاء صرخة واحدٍ<br />
ناراً فتحرقني بما تتضرمُ<br />
----------------------------<br />
وكأنما في الروح منها جنازةٌ<br />
اشكي لها وجدي وكلي مأتمُ<br />
-------------------------------<br />
ابكي فتبتسم الجراح على فمي<br />
والجرح من آلمٍ مضى يتكتمُ<br />
-------------------------------<br />
وطفقت اصفعُ هاجسي متحيرا<br />
مما اراه واقعاً ام احلمُ<br />
-----------------------------
واحدث الدنيا واهوى فراقها<br />
والقول قولي فيه حزنٌ ابكمُ<br />
-----------------------------<br />
اعيى مقالي صامتاً مستعجماً<br />
الماً افسر قوله واترجمُ<br />
------------------------------<br />
العن سفاهةَ قد هويتُ مدامها<br />
واريت عقلي في المدامة ارحمُ
أحجية<br />
ليلى طه<br />
صوتي ...يكاد ينطفيء<br />
أثقل ليلي همومه<br />
صرخ...طال األنتظار<br />
بغضب ...أبحث عن وطني المسافر<br />
عن وهج غادرني<br />
عن سيف ...وعرس<br />
بصوت خائف ...ناديت<br />
ياأمال....غاب وسط المدينة<br />
توهمت...
أني أرتويت من كأس الفرح<br />
سابقت حزني العصافير<br />
والريح المجنونة ...عصفت بي<br />
توضأت...دون العروج على مملكتك<br />
صليت في محرابك<br />
عل غربتي...تنهي تداعياتي<br />
ربما...كنت أرقب النهار<br />
وحلم...أستفيق على ضفافه<br />
وخوفا مكبال ...يبكيني<br />
أنتفصي أيتها الحبيسة<br />
أفصحي...عن موت الحرف عند الشفاه<br />
إختبئي ...في حجرتك الباردة<br />
أعلنيها صرخة...تسللت مساحات ليلك
أنتِ التي..<br />
أسماعيل عزيز<br />
تتسللين سطور أحالمي<br />
فيرتبك البنفسج والحنينْ<br />
فأعود كي أحيا<br />
وأورق من رمادي<br />
.....................مرتين.<br />
لِمَ ال نُفيق؟؟<br />
ونحن نعبر صامتين<br />
لِمَ ال نفيق؟؟<br />
وحدي ...أنا..<br />
جدران أيامي يداعبها التأوه<br />
................................من سنين
وعبرتِ جسر الشارع<br />
الممتد من قلبي آلالف القرون<br />
وتركتِ قافيتي..<br />
ترددها الخرائب والحصون
دُرَّةٌ شَامِخَ ةٌ<br />
آية الزئبق<br />
أَيَا مِصْرُ هَالَّ ... أَزَلْتِ العِتَابَا<br />
عَلَى مَنْ يُسِ يءُ وَيُعْلِي الضَبَابَا<br />
وَيَا مِصْرُ ..هَالَّ كَشَفْتِ النِقَابَ<br />
فَتُقْرِي الْعُيُونَ .. وتُحْيِي الرِّقَابَا<br />
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ حَسُودٍ ... أَرَادَ<br />
لَمَجْدِكِ أَن يَخْتَفِي ... أَو يُذَابَا<br />
جَسُورٌ وَالَ أَنْتِ لَنْ تَسْتَكِيني<br />
فَيَا مِصْرُ هَيَّا تَحَدِي الصَّعَابَا<br />
أُرِيقَتْ دِمَاءٌ فِدَاءً .... فَنَالَتْ<br />
لِعِزَكِ .... مَا يَسْتَحِ قُّ الذِّهّابَا<br />
فَمَنْ الَ يُقَبِّلْ ... تُرَاباً بِأَرْضٍ<br />
أَفَاضَتْ عَلَيْه النَّدَى والسَحَابَا
فَلَيْسَ لَهُ الْحَقُّ فِي .. أَنْ يَكُونَ<br />
عَزِيزاً بِهَا ..... أَو يَنَالِ الثَّوَابَا<br />
فَيَا دُرَّةً ..... هَيَّا قُودِي الرِّكَا َب<br />
ألَ جْلِ خَالَ صَكِ صَارَتْ هِضَابَا<br />
وَيَا نِيْلُ هَالَّ .... أَفَضْتَ عَلَيْنَا<br />
بِمَا يُنْقِذُ الرُّوحَ .... مِمَّا أَصَابَا<br />
فَمَاؤكَ عَذْبٌ .. رَقِيقٌ عّطُوفٌ<br />
عَلَى أَهْلِهِ ... رَاجِ ياَ مَنْ أَنَابَا<br />
وَيَا نَخْلَةً .... قَدْ أَجَادَتْ عَطَاءً<br />
أَقِيلِي بِنَا .... صَرخَةً وَاغْتِرَابَا<br />
ألَِجْلِكِ يَا مِصْرُ .. نُحْيِي تُرَاثَاً<br />
بِنَادِ لَنَا ... يَسْتَقِيمُ .. الصِّخَابَا<br />
يُنِيْرُ الدُّروُبَ .. يُزِيْلُ الْكُرُوبَ<br />
وَيَسْتَعْمِرُ الْقَلْبَ .. كَيالَ يَهَابَا<br />
فَالَ تَبْكِ يَا مِصْرُ لَيْالًَ طَوِيْالًَ<br />
وَكُونِي بِهِ صَخْرَةً .. أو قِبَابَا<br />
وَصَلِّ لِرَبِّكِ ... فَجْرَاً جَدِيداً<br />
عَسَى أَنْ يَكُونَ دُعَاءً مُجَابَا
أمنيات جوّالة<br />
نص مشترك بين الشاعرين العراقيين<br />
سعد غالم و أنور غني<br />
الستائر بلونها المرير ، بقلبها المعجون بالعاج والزان ، تهدهد صوت بركة اللوتس<br />
البراق ، كنا حينها نعدّ أسنان المجرة ورموش عينيها الحالمتين ، نرسم حولية ذبول<br />
الكون الفسيح.<br />
لقد أنهيتُ كلّ شئ ، خيمةَ ينبوع الخلود ، مزرعةَ الفراشات و رمادها الغامض ،
حتى الصحون الفضية ، تركة اجدادي القدامى مع صندوقهم الالزوردي ، و<br />
نسماتهم المتخثرة في حدقات تحوم فوق غابات األرز . كلّ ذلك بعثت به الى<br />
رجال الرمل وعسس السور البنّي كي يتدفؤوا به .<br />
لقد أنهيت كل شيء فعال ، فالحياة صبيّة لطيفة تستحمّ في بركة قزح القمر ،<br />
تحبّ أن تنام باكرا في معبد قديم.<br />
عجبا ما كنت أتصور انّ الرغبة خيط من ريح ، و أنني سأحتفل يوما بكل هذا<br />
الضياع . لقد تقاعدت االنسانية ، تتجوّل بدرّاجتها الهوائية و قبعتها السوداء ،<br />
كالتي يبيعها ذلك المتجوّل الباحث عن الظلّ ، لقد رأيتها و قد ماتت منذ زمن<br />
بعيد.<br />
آهكم هي مسكينة المركبات التي تسحبها ثيران الحقول الباردة مثلنا ، ال أدري<br />
ربما شربت روح الصقيع ، و ربما ورثنا ذلك الشحوب من أشجار الصنوبر<br />
المجيدة ، كرعناها مع اليانسون والسوسن الجبلي ومسحوق البرق . ذلك ليس<br />
مهما بالمرة ، يكفي اننا تعاطيناه عبر السنين.<br />
بلى ،<br />
لقد صدفت ، سأجمع حاجياتي ، الريح الشمالية ما عدنا بحاجة اليها،<br />
وخوابي اليقطين الممتلئة بعصير القصب ، حتى الديك األحمر الحكيم الذي<br />
لطالما أهداني بوابات المصير ، وعالم مسحور تسكنه حشود الضباب وجنيّات<br />
أشجار الياقوت اليابسة ، وزهرة زرقاء ندية كأنها دمعة الفجر.<br />
اجل البيت أجمل بالورد البري ، لكننا قبائل جوالة لدينا خيمة من جلود القنافذ ،<br />
ال نجيد غير زراعة الخيزران واصطياد خيوط الهلل النائمة ، نستدل عليها من<br />
الشخير.<br />
بيتنا أجمل بالزهور ، لكنّ حقول اللوتس بعيدة ؟ بيننا جدول الشيخوخة وذاكرة<br />
الثرى . أنا ال أظنها ستأتي قريبا ، ربما علينا فتح حقيبة األيام ، فقد سمعت جدي
.<br />
يقول أنّ في جيب الزمن األيمن انهارا فضيّة من حليب وحكايات مؤجلة عن<br />
البجعة االميرة التي لم يسعفها القدر.<br />
إذن سينتهي فصل الرماد ، بعد حياة غارقة في نهر أصفر ، حينها سأرى في<br />
حديقتي أرنبا و سلحفاة وردية . حينها سيكون للصباح شكل أخر ، ليتها تأتي<br />
أرواحنا المهاجرة . لنلثم الصوت األبيض ألرتال الثرى ، نلج أسوار الضوء ،<br />
ونركب أيائل الدخان في برك المساء الالزوردية ، هناك حيث قصور الشمس النائية
القصة
)أيّها الشعب لقد انتصرت الثورة)<br />
عالء األديب<br />
دخل القريّة غريبا عنها للراحة ومن ثم لمواصلة رحلته.<br />
وجدّ الناس يثورون على سلطانها.ويقارعون العسس والشرطة فيها<br />
وينادون بسقوط الجبروت. ارتعش خوفا .ماوجد االّ برميال للقمامة أفرغه مما فيه<br />
واختبأ به.<br />
وما أن أفضّت المعارك إلى ما أفضت إليه خرج من برميله نتناً .فوجد العشرات من<br />
جثث شهداء الثورة بجانبه.<br />
فهمس له الشيطان بالدنيّة فأخذ يلطخ ثيابه بدم الشهداء..<br />
وصعد على ذات برميل القمامة الذي اختبأ به<br />
ونادى بالناس )أيها الشعب:لقد انتصرت الثورة.(
صمت المدينة<br />
سعد عودة رسن<br />
صمتَ كُل شئ فجأة وبطريقة غريبة عندها أحسستُ انني افقدُ رغبتي على الكالم<br />
ليعمَ الهدوء داخل الغرفةِ الصغيرة المختنقةِ بدخانِ السكائر رغم أن صراخَنا كاد<br />
ان يصلَ قبل لحظات الى السماء السابعة واليعود الينا مخلفا آثاما وترِهات البدَ<br />
انها ازعجتْ المخلوقات االخرى التي لم تعثرْ على سببٍ مفهوم لهذهِ الحماسة في<br />
اثارة األسئلة ومحاولة ابطالِ افكار األخرين الذين بدورهم يزدادون حماسةً وصراخا<br />
محاولين اثبات خطل افكارنا ,والغريب انني في احدى هذه الحوارات المجنونة<br />
أيدتُ احد اصدقائي ممن كنتُ اختلفُ معهم على الدوام لكنهُ وببراعة شديدة<br />
تملصَ مني ليتبنى وجهة نظر كان يعارضها قبل ايام وبدأ يصرخُ ويسوقُ االدلة<br />
الواحدة تلو االخرى لصوابِ فكرتهِ تلك.<br />
انتابني الذهول عندها وانا اشعرُ انني جزء من هذا الجنون لذلك اطفأتُ سيكارتي<br />
واندفعتُ الى خارج الدائرة التي اعمل بها والتي تحولت الى مقهى لألفكار والرؤى<br />
المتضاربة.<br />
لم يمنعني موظفو السيطرة من الخروج ألن انتباههم كان مشدودا الى شئ ما في<br />
التلفاز الصامت الذي امامهم.
الشارع كان خاليا تماما من السيارات بينما بدى الوجوم واضحا على اصحاب<br />
المحال التجارية الذين ينظرون الى نفس النقطة في الفراغ.<br />
من بعيد تراءى لي طفل صغير يعبرُ الشارعَ ليدلف الى فرع جانبي ويختفي ,عندما<br />
نظرتُ الى ساعتي التي كانت تشيرُ الى الثانية عشر والربع ادركتُ ان وقت الصالة<br />
قد حان لكنني ال أسمعُ صوت المؤذن في هذه المدينة,لم المحْ أيّ سيارة تتحرك<br />
في الشارع لذلك قررتُ المشي الى البيت ,كانت الشوارع الجانبية تمرُ بي وتفلتني<br />
,لمحتُ بعض النسوة اللواتي يخرجن رؤوسهنَ وينظرنَ اليَ وضحكة غريبة ترتسم<br />
على مالمحهن ,رغم اننا كنا في ذروة الصيف لكنني تحسستُ نسمات هواء<br />
منعشة تصدمُ بجسدي فتسببُ لي رعشة غريبة لم اشعرْ بها من قبل,الجو كان<br />
صافيا والرؤية واضحة جدا وكأنني اجلسُ قبالة احدى الشاشات المجسمة عالية<br />
التقنية ,مرتْ بقربي مجموعات نساء يتطاير شعرهن االصفر بنسمات هواء عليلة<br />
يركض امامهن مجموعة من االطفال بمالبس زاهية يحملون بأيديهم باقات وردٍ<br />
يرمون بها في الهواء ويحاولون التقاطها مرة اخرى ,دهان البيوت التي مررتُ بها<br />
بدى ناصعا وبراقا بألوانه المختلفة وكأنها لوحات رسام محترف ,كانت الشوارع<br />
نظيفة تماما وخالية من التخسفات بينما ارتفع منسوب الماء في النهر الى الحد<br />
الذي كان يفيض من ضفتيه نتيجة لحركة القوارب السريعة التي تجوب داخلهُ والتي<br />
تدفع بموجات من المياه تبلل الشارع الموازي للنهر وتبلل مجاميع العشاق الذين<br />
يجلسون متعانقين يتأملون المنظر ,اسماك ملونة تُخرج رأسها االحمر بخجل بين<br />
الفينة واألخرى وكأنها تُريدُ ان تخبرني بشئٍ ما,في وسط النهر رأيتُ قاربا كبيرا<br />
يتجمع على سطحهِ خليط من النساء والرجال ,يرتدون ثياب انيقة وبدالت تزدهي<br />
بجميع االلوان ماعدا االسود ,كانوا يرقصون بجنون يهز القارب ويجعل حركته قلقة<br />
داخل النهر,لم اسمعْ صوت الموسيقى ولكن نشوتها كانت واضحة في حركاتهم
عندها مددتُ يدي بجيبي إلخراج سكائري فاكتشفت ان العلبة فارغة فنسيتُ<br />
التدخين تماما.<br />
اطلقتُ لقدميَّ العِنان حتى وصلتُ الى البيت الذي بدى ساكنا بشكل مميت<br />
ولكي اكسر هذا السكون شغلتُ التلفاز وارتميتُ على الكنبة قبالتهُ.<br />
المطربة الجميلة التي لم أرَّها من قبل كانت منتشية بالذي تغنيه رغم ان التلفاز كان<br />
صورة بال صوت,عندها لمحتُ من خالل شباك البيت الذي يطلُ على الشارع<br />
جارنا الطويل الذي يعملُ في احدى القنوات التلفازية ,اندفعتُ نحوهُ بقوة ,حاولتُ<br />
ان اصرخَ بهِ لكن صوتي لم يخرجْ,في الحقيقة انا لم أردهُ ان يخرج لذلك ركضتُ<br />
بقوة نحوه وضربتهُ على كتفهِ ,التفتَ اليَ ولم يقل شيئا ,عرفتُ انه لن يتكلم لذلك<br />
التقطتُ احدى االوراق المرمية في الشارع ,ازلتُ االوساخَ منها وكتبتُ عليها<br />
-ما الذي يحدث<br />
اخذَ الورقة مني بعنف وضعها على فخذهِ االيمن وكتبَ عليها بحروف كبيرة<br />
-افتحْ الصوت ايها األبله<br />
اعطاني الورقة وذهب مبتعدا ,رجعتُ للبيت ,رأيتُ جهاز التحكم مرميا على<br />
االرض ,التقطتهُ وخرج ُت<br />
كانت المدينة كلها واقفة امامي ,بكل موتها وحروبها,بنهرها الجاف ونخيلها<br />
الميت,بشياطينها الذين يوسوسون ليل نهار ليجعلوا الناس في حالة من الالوعي<br />
يصرخون ويصرخون وال يتعبون من الصراخ.<br />
لذلك قبل ان اضغطَ على الزر الذي يفتحُ الصوت رميتُ جهاز التحكم في الفراغ.
الخاطرة<br />
كان يمكنُ أنْ أكون<br />
فريد قاسم غانم<br />
بينَ إغماضتَيْنِ اثنتَيْنِ، كانَ يمكنُني أنْ أَكونَ ما أشاءُ؛<br />
سَفَرْجلَةً على شَجَرِ التُّفّاحِ /<br />
عدَسًا فُقاعِيّاًعلى رغْوَةِ الينبوعِ/<br />
حفنةَ سُمسُمٍ على شَجَرِ الرّياحِ /
دودةَ قزٍّ على جسَدِ المرأةِ األولى/<br />
عدّاءً في زنزانةٍ بال نافذةٍ/<br />
شاعرًا مُتجوّالً في مركبَةٍ فضائيّةٍ/<br />
قيثارةً في فضاءٍ ال يتذبذبُ/<br />
ماءً زُالالً على وجهِ زُحَل...<br />
ولكنتُ خسِ رتُ نفسي.<br />
)٢(<br />
)٣(<br />
)٤(<br />
كان يُمكنُني، لو أسقطَني نورسٌ قليلُ االنتباهِ من منقارِهِ فوقَ الشاطئِ الغربيِّ، أن<br />
أمشيَ على الجنبَيْن، بين الوراءِ وبينَ األمام، أو أنْ أربِّيَ جديلةً جامايكيَّةً أو أعلّقَ<br />
نفسي على قِرْطٍ ذهبيٍّ، أو أنْ أسكُنَ على الطّريقِ السّريعِ إلى القُطبِ الشّماليِّ<br />
وإلى النّجوم.<br />
ولكنتُ خسرتُ نفسي.<br />
كانَ يمكنُني، لو كانَ المُحيطُ أبي، أنْ أقفزَ على ظهرِ عمالقٍ في حجمِ جزيرةٍ، أو<br />
أنْ أمسِ كَ الماردَ مِن ذقنِهِ حتّى يصرخَ "شُبّيْكَ لُبَّيْكَ "، أو أنْ أجمعَ ابنةَ الحظِّ في<br />
جيبي، أو أن أطيرَ فوقَ شوارعِ سان فرانسيسكو، بسيّارةٍ عريضةِ المنكِبَيْن، وأن<br />
أعيشَ حتى التئامِ القُبلةِ الفرنسيّةِ على حافّةِ الفيلمِ السّعيد.<br />
ولكنتُ خسرتُ نفسي.<br />
كانَ يُمكنُني، لو دثّروني بمَرْجٍ من العُشبِ دائمِ الخُضْرةِ، في سريرٍ تؤرجِ حُهُ قَدَمٌ<br />
من المُرجانِ، وظلّلتني طاقيّةٌ عاليةٌ ومُسيَّجةٌ -كانَ يُمكنُني أنْ أسبِقَ الصّوتَ وأزرعَ
اآلهاتِ على شفاهِ الجَميالتِ ، وأسدِّدَ الكرةَ األرضيّةَ في أعلى الشِّبَاك.<br />
ولكنتُ خسرتُ نفسي.<br />
)٥(<br />
كان يمكنُني أن أكونَ أيَّ شيءٍ، في البُرهةِ الطّويلةِ الممدودةِ بينَ رَحْمَيْن؛<br />
بائعَ أرقامٍ على شبابيكِ المجَرَّاتِ<br />
/<br />
رُبّانَ سفينةٍ خشبيّةٍ على دربِ ابنِ بطّوطة/<br />
دواَئرَ سوداءَ حول عينَيِّ كوبرنيكوس/<br />
ثُقبًا أسودَ في الخَيالِ الّالنهائيِّ/<br />
سائسَ خيلٍ في اصطبالتِ هنري الرّابع/<br />
صيّادًا لألسماكِ المُصابةِ بالنِّسيان تحتَ صقيعِ المسيسيبّي/<br />
غسّالةً يدويّةً في مياهِ الغانجِ أو إسفنجةً من وبرِ الجُرذانِ/<br />
تاجرًا للتَّاريخِ على حجرٍ في رصيفٍ من أرصفةِ القاهرة/<br />
حارسًا للماءِ الباهظِ في البندقيّةِ/<br />
فالّ حاً يبذُرُ حقلَهُ ببذورِ الهالِ واألناناس في مدُنِ النّّملِ األبيضَ والفُهودِ.<br />
ولكنتُ خسرتُ نفسي.<br />
)٦(<br />
كانَ يمكنُني، لو نجوتُ من غضبِ البحرِ عندَ كهفي المرتفعِ في بالد التّايْ، أنْ<br />
أكونَ صاحبَ فيلٍ بال نابٍ أو رجُالً يبيعُ الهوى على قارعةِ النّوادي أو تاجرًا<br />
للغواني المتبرّجاتِ ممّن يحبُّهُنَّ الكُهولُ األلمانُ وسائرُ الرّجال.<br />
ولكنتُ خسرتُ نفسي.<br />
)٧(
كان يمكنُ كلُّ شَيء.<br />
كانَ يمكنُني، في المساحةِ المُمتدّةِ بين زغرودةٍ ولوْعةٍ، أنْ أكونَ بطالً على جبالِ<br />
األولمبِ ؛<br />
حاكمًا مملوكيّاً؛<br />
مرتزِقًا عُثمانيًّا؛<br />
سائقَ حَنطورٍ في حيفا القديمة؛<br />
بائعَ كعكٍ في جمهوريّةِ إفالطون؛<br />
وسيطًا بينَ سقراطَ وميشيل فوكو؛<br />
تِلِسكوبًا في خدمةِ زرقاء اليمامة؛<br />
ساقِيًا يديرُ كؤوسَ السُّمِّ على األباطرة؛<br />
طائرَ رعْدٍ فوقَ الصّخورِ المغروسةِ في الصّميم،<br />
مُحارِبةً أمازونيّةً في طُولِ سَرْوَةٍ،<br />
راقصًا صوفيّاً على أنغامٍ رَسْمٍ قديمٍ،<br />
وَتَرًا على ربابَةِ البدويِّ،<br />
قارئًا للفناجينِ واألصابعِ والطّوالعِ،<br />
مفتاحًا لبوّابات الزُّجاجِ العالي،<br />
قيمةً فائضةً في سِ فْرِ الشَّهَوات،<br />
كِشكًا لتبديلِ العمالتِ وجِ لْدِ الوُجوهِ،<br />
مُناديًا على جِ دارِ وول- ستريت، بصوتٍ منسوجٍ من ريشِ الهنود....<br />
ولكنتُ أضعتُ نفسي.<br />
)٨(
كان يمكِنُ أن أكونَ أيَّ شيءٍ، بينَ بوّابتَين على الدّربِ بين العواصمِ وبين روما.<br />
لكنّني لم أكنْ غيري، إالّ قليالً<br />
.<br />
)٩(<br />
ها هنا يأكلُني الوقتُ الجَشِ عُ،<br />
ويجرُّني اإلثمُ األبديُّ بسلسلةٍ غير مرئيّةٍ من المعدَنِ الخامِ، ألنَّني لم أكنْ ما كانَ<br />
يمكنُ أن أكون.<br />
هنا، اآلن، أنا هو أنا إلى حدٍّ بعي ٍد.<br />
التجأتُ إلى الحِ ذاءِ، منذُ اللّعنةِ األولى، ألصونَ عقِبي من األفعى، وكي أرتفعَ قليالً<br />
فوقَ رأسي وأضبِطَ مِشيَتي في األزقَّةِ المتغيّرة.<br />
قيلَ لي إنَّ األفعى تعتمِرُ خوذةً من الفوالذِ، منذُ اللّعنةِ األولى، اتِّقاءً النهيارا ِت<br />
التُّرابِ والسُّقوفِ المُنخفضَة.<br />
وقيلَ لي: ما نفعُكَ إنْ كسِ بْتَ ؟!<br />
فها هي الخطيئةُ مركونةٌ خلفَ الباب. إلينا اشتياقُها وإليها اشتياقُنا.<br />
وها هيَ الشّمسُ أحرقتْ جناحيَّ وسفَّعَتْني، بينَ إغماضتَيْن.<br />
)١٠(<br />
كان يمكنُنني أن أكونَ أيَّ شيءٍ.<br />
لكنّني لم أكنْ غيري إالّ قليًال.<br />
وما زلتُ أشقى، كي ال أسقُطَ من بينِ أصابِعي.
كلمات وأماني<br />
العامرية سعد هللا<br />
...<br />
تغتالني الكلمات... تتعثر في دمي كوكبة من المعاني، تدور في فلكي ليس في<br />
ذهني معنى واضحا لجداريه المعقول... ،تتموج أشباح غريبة...تتقيأ حوارية مفعمة<br />
حدّ الخواء..هل يولد من تزاحم الحلم نجما ،يتعرى كما تتعرى أحرف اللغة عند<br />
مداد القلم ؟؟؟<br />
مواء القطط في ليالي شتوية باردة يعانق صرخة براقصها احتفاء بتقيحات جرح غائر<br />
فتولد ابتسامة بلهاء هازئة،هي أشبه بخرنقة تصارع قشرتها،تحاول تمزيق أنسجتها<br />
لترسم لوحة البدء الغريبة،فتسقط في لهب تخزنه الشمس ..."منجوهة " أنتِ أيّتها<br />
الخرنقة، لعبة البدء صرخة الوالدة تُقبر نهايتكِ ...ذاك هو المنتهى...<br />
يا كلّ األمنيات هيّا تجمّعي.. اُرتقي نسيجك ،لملمي شتات الوجع ،اُسكبيه في<br />
متاهات الوجود خمرة ،ابعثيه من تباريح الغمام...<br />
يا أيّتها األمنيات كوني سفينتي، شُقّي عباب التّيار واحمليني على أكفّ الشّوق<br />
جارف هذا التيّار، حدّ التّشظّي...وألواحي ما عادت تقوى الصّمود،تُبعثرني أنفاسي<br />
،تجثو على صدري ،تتراكم الزّفراتُ...
أتَدري كيف يخرج الزّفرة من شعاب الرّوح؟وكيف تحفر سرادقها؟؟؟وكيف تجتاز<br />
الخاليا ؟؟؟ أتدري كم تواجه الزفرة في رحلتها؟؟؟وكم تحطّم من قالع وقيود حتى<br />
تنفذ إلى أقاصي الصوت ،فتنبعث آهة ،وتولد ذات غروب ؟<br />
اِحمليني أيتها األمنيات وهجا أصفر يصبغ اآلفاق ،ينثر سحره فيلون األقاصي<br />
وألداني ،<br />
تتناثر شظاياه في أغواري فتبعثني مرّة بعد مرّة فأتالشى في عبق الوجود ،وأتحرر من<br />
سجن األنا وألهو و األخر ألكون ذاتي من جديد...<br />
كم بحثت عنك يا ذاتي التّائهة... كم أشتاقك ...عودي كي نبحر من جديد<br />
...عودي حتى نجدّف ضد التيّار
النقد
( قراءة في ظاهرة االغتراب في الشعر <strong>العربي</strong> ،<br />
( قصيدة اغتراب ) للشاعر العراقي عبد المنعم حمندي نموذجا )<br />
محمد شنيشل الربيعي
إغتراب \قصيدة جديدة<br />
----------------------------عبدالمنعم حمندي<br />
لم أزل أتنفسُ في شهقةِ الماءِ<br />
رمالً من الغمِّ<br />
قد كسرَ النهرَ حتى استطاب الخواءْ<br />
أتهجى إصطباري<br />
إلواجه ما كنتُ سمّيتهُ<br />
قبل جيلين باإلغتراب<br />
قابعاً فوق إرجوحةٍ<br />
بإنتظارِ الرحيلِ ،<br />
وأعني البقاءَ.. ،<br />
على صخ رةٍ بالهواء<br />
تتذكّرُ ما قد تَأنْسَنَ من حجرٍ<br />
في زمان العواءْ.<br />
......<br />
أيُّهذا الحنين الذي تتبرعمُ أنفاسهُ ،<br />
و الذي قد تفجَّر<br />
أبعد مما نأى<br />
ربّما وسعَ الشمس كرسيّها<br />
:إنَّ لي فيكَ ما يُسكرُ النخل قبلَ الحَمامْ<br />
عندَما تستفيضُ ،
تَلَفّتَ قلبي ،<br />
فَيعْشِ بُ في راحتيَّ الغماْم<br />
أتُرى تسكرُ الشمسُ قبل الغيابْ<br />
أم تراها تمازجُ بين الندى والسرابْ ؟<br />
لمراراتنا قلقُ الموجةِ الحالمهْ<br />
قلقُ الرملِ في الدمعةِ الغائمهْ<br />
قلقٌ ، والعواصفُ تستنفرُ الثلجَ<br />
والشجرَ المُسْتَفزّ ،<br />
فهل هطل الغيثُ..<br />
أم اليزال الغمامُ بعيداً ، وجدّاً بعيدْ؟<br />
كان أبعدَ .. أبعدَ..<br />
دعني على صهوة الريحِ<br />
في قلقٍ أتنفَّسُ من شهقة الماءِ<br />
رمالً بحبلِ الوريدْ<br />
كيف أن أستزيدْ<br />
كيفَ<br />
كيفْ .. ؟<br />
....... .<br />
........<br />
لم أزلْ قابعاً تحت جلدي ،<br />
ومنتظراً في كهوفِ القلقْ<br />
في مساء األرَقْ
فأعَوذُ بربِّ الفَلقْ<br />
من شرورِ الرزايا وما قَدْ خَل ْق<br />
بين ماءِ المالمةِ والرمل ،<br />
أدخلتني في سُبات التأمل ،<br />
في األفقِ .. واألفقُ غابْ<br />
ربّما أركبُ البحرَ مغترباً..<br />
وأغترابي هنا في الخرابْ<br />
في اختالجِ التضاريس<br />
من صخبٍ بثَّ ترّحالهُ<br />
في دماء الترابْ<br />
في هوى حُلمٍ من شراعٍ نأى<br />
والموانئُ غارقةٌ في الضبابْ<br />
هل أهاجرُ ..؟<br />
والريحُ تدفعني لتالمسَ ضوءاً<br />
هوى غُربةً في الوطنْ!<br />
االغتراب ظاهرةً قديمةٌ قدم هذا الوجود, منذ ادم , وبقية االنبياء , ونستطيع القول<br />
انها مرحلة حتمية المرور فمنذ أن تكونت المجتمعات األولى نشأت معها وفي ظل<br />
األزمات التي كانت تتمخض -بشكل أو بآخر- عن أنواع من االغتراب عانى منها<br />
الفرد وهي االغتراب االجتماعي، والنفسي , والسياسي، والعاطفي ، والمكاني ،<br />
والروحي ، وعارضها وفق حجم طاقات المعارضة ، حتى وصلت به الى مفاهيم من<br />
التمرد والعصيان واخرى من الخضوع واالنعزال.
1<br />
2<br />
3<br />
ان ظاهرة االغتراب قدر المثقف على كل حال , والشاعر الذي يعيش في عالم ال<br />
ينتمي له , قد يكون وطن , او مجتمع , او ظواهر اجتماعية , او وجود ..... فهو<br />
يتأثر اكثر من غيره , واالغتراب نمط تشكله الكثير من مرفقات النفس البشرية ,<br />
حتى غدا موقفا تقمصه الشاعر في كتاباته والروائي في رواياته ...وفي التاريخ نجد<br />
هذه الظاهرة موجودة على مستوى كبير مثلها الشخوص الذين انفردت نفسياتهم<br />
وحملت اعباء الوجود ومنهم امرؤ القيس وطرده من قبل ابيه , وطرفة بن العبد<br />
الذي خرج متمردا على قيم القبيلة , وعرف عنترة العبسي االغتراب بسبب لونه<br />
ونسبه ألمّه ، ثم ان أبا تمام قد مر باغترابات كثيرة منها مكانية واجتماعية ونفسية<br />
حتى تبين له كشاعر ان االغتراب هو طريق الى كشف الذات , وارتبط االغتراب<br />
بحياة المتنبي ارتباط االنسان الشاعر والذي مكنه من التجدد في كتابة الشعر<br />
واتخاذ القرار خارج بيئته االم ، وعاش الشريف الرضي اغترابات قد تكون هي<br />
االصعب بسبب االنتماء. واغترابات المعري التي تكاد ان تكون مركبة التوجه ...<br />
واالغتراب النفسي أشد العواطف عمقا في الشعر والكثير منها خلقت افقا للكاتب<br />
ان يرسم خارطة جديدة للوجود , وال شك ان للكاتب او الشاعر اسبابه في<br />
االغتراب نجد منها:<br />
منفعل<br />
4<br />
عدم االنتماء للمجتمع ، الكون ، الحياة , المكان....<br />
فقدان الحرية والتهميش في اخذ الدور لعملية رسم الوجوديات<br />
االنفعاالت النفسية التي تتحول بالتراكم الى التفكير بالخالص من وجود كون<br />
تغلب الحضارة على المفاهيم االنسانية العظمى وخرق النظم االخالقية<br />
ان الشاعر <strong>العربي</strong> المعاصر محاصر باالغتراب سواء في ذاته او في التصور<br />
بالخالص , وهذا ولد عمق ابداعي في كتابة النص الحديث.
والشاعر عبد المنعم له افقه الخاص في ترجمة معنى االغترابية سنرافقه في نصه<br />
االتي لنتعرف اكثر على فلسفة الشاعر في التصور لتلك الظاهرة.<br />
لقد بدأ الشاعر االغترابية من العتبة التي جعلها قصدية التأمل ابتداء , وليعلم<br />
المتلقي ان فحوى النص يدور حول ذلك المفهوم االنساني وصبغتة التي تتشكل<br />
من تفاصيلها معطيات تتحول الى ازمة انتماء ووجود.<br />
لم أزل أتنفسُ في شهقةِ الماءِ<br />
رمالً من الغمِّ<br />
قد كسرَ النهرَ حتى استطاب الخواءْ<br />
أتهجى إصطباري<br />
إلواجه ما كنتُ سمّيتهُ<br />
قبل جيلين باإلغتراب<br />
قابعاً فوق إرجوحةٍ<br />
بإنتظارِ الرحيلِ ،<br />
وأعني البقاءَ.. ،<br />
على صخرةٍ بالهواء<br />
تتذكّرُ ما قد تَأنْسَنَ من حجرٍ<br />
في زمان العواءْ.
يبدأ الشاعر بتصوير المشهد بلسان انزياحي متجلي المعالم والرمزية في مقطع<br />
متكامل حينما يجعل التنفس داخل الماء وهذا محال وجعل من الغم رمال وهي<br />
استعارة للكثرة ثم عدا على كسر النهر وهو رمز العطاء والحب والنماء وكأنه يسرد<br />
عليك اسباب ذلك التشظي بتصاعد الحدث ونمو المفردة , بعدها يتحول الى<br />
ذلك التأسيس الذي ينتظر فيه الرحيل والذي يعده خالصا ويجد فيه الشاعر حقيقة<br />
وجوده في البقاء بانفعاالته النفسية , فهو يستخدم اسلوب الموسيقى الخارجية<br />
ليطبع في ذهن المتلقي جسامة ذلك المفهوم فيؤسس لعالقة بين طرفي معادلة هي<br />
في حقيقة االمر خالصات تجربة قائمة محصورة في زمن حصرها الشاعر في<br />
جيلين وهو شاهد يؤرخ لتلك الحقبتين :<br />
"""""""""""""""""""""""""""""<br />
ُ<br />
أيُّهذا الحنين الذي تتبرعمُ أنفاسهُ ،<br />
و الذي قد تفجَّر<br />
أبعد مما نأى<br />
ربّما وسعَ الشمس كرسيّها<br />
:إنَّ لي فيكَ ما يُسكرُ النخل قبلَ الحَمامْ<br />
عندَما تستفيضُ ،<br />
تَلَفّتَ قلبي ،<br />
فَيعْشِ بُ في راحتيَّ الغمامْ<br />
أتُرى تسكرُ الشمس قبل الغيا ْب<br />
أم تراها تمازجُ بين الندى والسرابْ ؟
الشك انّ الشاعر يواجه مشكلة وجودية كبيرة في عملية االنتقال , وال نعرف كيف<br />
سيوفق بين مفهومي االغتراب والحنين ولمن سنكون الغلبة في النهاية ؟ انه ينظر<br />
لالغتراب كمنظومة واحدة وبمجموعة اسبابها ومتعدداتها النوعية... وهو انسان<br />
جمعي العقل يفكر بمسؤولية تنظيرية لما عليه الكون فبعدما نقلك الى عالم<br />
التغريبية , ها هو يعود بك الى مشكلة الحنين والصراع ( الفكري النفسي )<br />
ويشكل ازمة جديدة يضعها قبالة المتلقي بين نجدين واضحين.<br />
عندما يتكاثر الحنين كالبراعم وربما اكثر امتدادا وهذه الرجعة تمثل امتالك الشاعر<br />
عمق بعده والتصاقه بالمكان ودالئل الموجودات من النخيل والشمس والندى...<br />
كل ذلك يجعله في صور فنية عالية التقنية تتعلق بالتجربة الشعورية , والصياغة في<br />
استخدام اسلوب مضغوط المعنى , مقصود الداللة وطريقة الموسيقى الخارجية قد<br />
عمقت صدق تلك المشاعر وفتحت آفاقه للمتلقي الذي شده من اول العتبه<br />
بمعناه السياقي وهو يحول الخطاب الى داللة اتساعية قد اثبت بها صدق قوله<br />
عقال.<br />
لمراراتنا قلقُ الموجةِ الحالمهْ<br />
قلقُ الرملِ في الدمعةِ الغائمهْ<br />
قلقٌ ، والعواصفُ تستنفرُ الثلجَ<br />
والشجرَ المُسْتَفزّ ،<br />
فهل هطل الغيثُ..<br />
أم اليزال الغمامُ بعيداً ، وجدّاً بعيدْ؟<br />
كان أبعدَ .. أبعدَ..<br />
دعني على صهوة الريحِ
في قلقٍ أتنفَّسُ من شهقة الماءِ<br />
رمالً بحبلِ الوريدْ<br />
كيف أن أستزيدْ<br />
كيفَ<br />
كيفْ .. ؟<br />
نستطيع ان نتعرف على سبب اغتراب الشاعر من خالل تكرار لفظة القلق الذي<br />
يذكره اكثر من مرة وهي اشارة لسبب اغترابه النفسي كما انه يُذكر المتلقي بكثافة<br />
هذا االغتراب الذي سببه ذلك القلق الذي يرجو فيه الشاعر ان يزال بذلك الغيث<br />
الذي هو االخر محط تساؤل وامل بعيد.<br />
لم أزلْ قابعاً تحت جلدي ،<br />
ومنتظراً في كهوفِ القلقْ<br />
في مساء األرَقْ<br />
فأعَوذُ بربِّ الفَلقْ<br />
من شرورِ الرزايا وما قَدْ خَلقْ<br />
بين ماءِ المالمةِ والرمل ،<br />
أدخلتني في سُبات التأمل ،<br />
في األفقِ .. واألفقُ غابْ<br />
ربّما أركبُ البحرَ مغترباً..<br />
وأغترابي هنا في الخرابْ
في اختالجِ التضاريس<br />
من صخبٍ بثَّ ترّحالهُ<br />
في دماء الترابْ<br />
في هوى حُلمٍ<br />
من شراعٍ نأى<br />
والموانئُ غارقةٌ في الضبابْ<br />
هل أهاجرُ ..؟<br />
والريحُ تدفعني لتالمسَ ضوءاً<br />
هوى غُربةً في الوطنْ!<br />
عبد المنعم حمندي شاعر سبعيني الصبغة والمولد يعشق الموسيقى في كتابته<br />
الشعرية يجد فيها مدخال لكل اعماله ويحبذ تلك العالقة مع المتلقي الستمالته<br />
ومستهال لنسج النصوص وبنائها الفني ودورها في تثبيت االنفعال كما ان االيقاع<br />
في معالجة االغتراب عند شعراء السبعينات يكون عبر وسائل تحقيقية كثيرة اختار<br />
منها الشاعر التكرارية في الصوت لخلق مساحة فضاء واسعة فتبين اثر القافية<br />
والموسيقى على نمطية الصورة ومحاورة اآلخر.<br />
من االلتفاتات البنائية التي اراد بها الشاعر قدح الذهنية هي توظيف االقتباس<br />
ومدخالت الموروث الديني التي تكون اقرب لفهم الحالة االنفعالية والرجوع الى<br />
الهدوء والطمأنينة / فاعوذ برب الفلق / من شرور الرزايا وما قد خلق/<br />
.
االنزياح الشعري ، قصيدة<br />
للشاعرة ميادة العاني نموذجا<br />
د. أنور غني الموسوي<br />
( الوجه السابع )<br />
1- تمهيد
يمكننا القول و بشكل صريح انّ مفهوم الشعر قد تغيّر نحو توّسع في فكرة<br />
المجاز ، و دخل فيه و بقوة مصطلح االنزياح مع ما يحمله من تحرّر كبير . و ال<br />
بد من التأكيد أنّ فكرة االنزياح وسّعت النظرة الجمالية لخرق اللغة من العالقة بين<br />
المفردات ، الى الخرق للعالقة بين الجمل و الفقرات في النص .<br />
ان ما يدفعنا للحديث عن فنية الشعر و عن نماذج تحقق االنزياح الشعري<br />
االبتعاد غير المبرر الذي نتج عن فكرة التأويلية ، و فتح الباب أمام التجاورية<br />
اللفظية المتجافية و الجافة التي تتجاوز حدود المسوّغ للتركيب .<br />
، هو<br />
الجافة غير المبرّر تخلّ بجمالية العبارة ، حيث انّ الصدمة الحاصلة<br />
ان التجاورية ، من دون ذلك<br />
بالخرق اللغوي ال تنفذ الى العمق ان لم تكن لها مبرر من األلفية الصدمة الى العمق و تبقى شيئا سطحيا . و اللذة الشعرية في حقيقتها<br />
لن تنفذ هي ما كانت تضرب في العمق ، و التي ال تذعن اال للطاقة التعبيرية االضافية<br />
و ليس مجرد خرق لمنطقية اللغة و ابتداع تجاورات و صور تحقق الألفة<br />
للتركيب و تبقى في مجال الجفاء . بمعنى أخر ان اهم مميز لالنزياح الشعري<br />
عالية يفيد وظيفية تعبيرية و اضافة في طاقة اللغة ، و يشتمل على<br />
انه و األلفة الفكرية<br />
التجاورية الظاهرية النصيّة تتمثل بالأللفة تضادية ثنائية القراءاتية ،وفي هذا ترسيخ و تأكيد لحقيقة ان الشعرية و االبداع تعتمد<br />
العميقة في جانب منها على القارئ و قراءته ، و يؤكد على ضرورة التداولية و الخطابية في<br />
النص االبداعي و تجعل التأويلية في زاوية االشكال و التساؤل .
2- غاية المقال<br />
الغاية من المقال التمييز بين االنزياح الشعري المحقق لصدمة و ادهاش<br />
عميقين ، و بين االنزياح غير المبرر المحقق لصدمة سطحية و جفاء ، و اعطاء<br />
فهم مميز للشعرية بانها تشتمل على ثنائية تضادية من الاللفة التجاورية النصية و<br />
االلفة الفكرية القراءاتية . كما ان تتبع تلك العناصر هو من ادوات النقد<br />
التعبيري العميق او نقد ( ما بعد االسلوبية ) المتجاوز الخفاقات النقد االسلوبي<br />
المقتصر على النص ونظام اللغة.<br />
3- النموذج<br />
سنورد هنا نموذجا لالنزياح الشعري المحقق لمتطلبات الفكرة المتقدمة ، يتمثل<br />
بقصيدة ( الوجه السابع ) للشاعرة العراقية ميادة العاني .<br />
( الوجه السابع )<br />
ميادة العاني<br />
بين رحيلك وتقاطري<br />
جملة اشتهاءاتٍ<br />
سريعة الهرم
أتعرى حروفي<br />
فتلبسني معاجم ارتقاء<br />
أماجن الكلمات<br />
أبيح لها الرقص<br />
على مذبح الرغبة<br />
مدينتي المنكوبة<br />
بسرابيل التواري<br />
اعزيها بقصيدة بائسة<br />
أعيد توزيع العالمات<br />
فوق خرائطي<br />
أالحق شرفات باسقات<br />
ينتصبن كفحولة ليل عقيم<br />
أعاقر السكرات<br />
بموانئ ضامرة<br />
العالم!<br />
هيستيريا<br />
واالنتشاء!<br />
خمرة معتقة لزمن بليد<br />
انتصف<br />
بينك .. وبينك<br />
علُ هذياناً<br />
يقد هلوستي
من قبل<br />
وعند خط<br />
ترسمه الشياطين<br />
نعقد العزم<br />
ننتظر المبادرة<br />
ألمر لم يدبره ليل<br />
فنلوذ بالوهن<br />
الن العمر والدة للفناء<br />
ونحن!<br />
ال زلنا .. غرباء<br />
خيمتي!<br />
رسائل<br />
....يتخطاها الفراغ<br />
وسمائي!<br />
شبح كبرياء<br />
...يمطر حمماً جافة<br />
الشبق!<br />
مسالت اعتالء<br />
...محتقنة بالمكان<br />
تلفظ أنفاسها<br />
وتجيز لنا التجمل على أرصفة<br />
يتراشقها الغرباء
بعيون تفرض تساؤالتها<br />
أ من وجود يفيض ؟<br />
والعباب<br />
يجثم على أنصاف الحلول ؟<br />
كأنصاف أقطار<br />
تدور!<br />
في محاور الضباب<br />
وكأي كائن منبوذ<br />
اكسر وهما<br />
ألخلق إيهاما<br />
بقلق يمازج راحلتي<br />
فالنرد !<br />
له وجه سابع<br />
يا لخيبتك<br />
المكتنزة باالنزواء<br />
لم اعد أطيق<br />
سأسحب الفاجعة<br />
.....من أذنيها<br />
بوحشية محمومةٍ بالتشظي<br />
ولن أسافر إلى حلم مهزوم<br />
ترقد فيه<br />
أموات الصدى
وسابكيك<br />
بعيون معصوبة<br />
مسها الفجر<br />
عند وطن يلفظه النور<br />
فما جدوى اتساع الحدقات ؟!<br />
لموتى يطلقون سراح الحياة<br />
ويمدون العروق<br />
بالوهم<br />
يتجلى فيهم التوحد<br />
ويلكز خيول مخيلة ثرية<br />
فتكتب نصا<br />
ال يشبه<br />
........إال نفسه<br />
طريقة التحليل<br />
-4
هنا سنبحث مالمح االنزياح الشعري بخاصيتيه المتقدمتين التعبيرية و الثنائية<br />
التضادية بين االلفة و الاللفة ، و طريقتنا المعتادة بالتركيز على جزئية واحدة في<br />
لغة النص ، و االبتعاد عن الحكم االجمالي او البحث الكلي لجميع النص<br />
،<br />
وهذا منطلق من امرين االول اننا نعتقد بعلوية االبداع و انه عمل غير عادية لذلك<br />
ال يمكن اختزاله في مقال ، بل كل نص تحتاج دراسته الى صفحات و جهات<br />
كثيرة ، وهذا نابع من باب االعتزاز و التقدير للعمل االبداع ، كما انه يوجه اشكاال<br />
كبيرا على القراءة المتسرعة . و ثانيا انه من السعي لبلورة نظام افكار يخص نظرية<br />
االدب منطلقا من النصوص و الجزئي الخارجي ، فبعد تراكم تلك االبحاث<br />
الجزئي نستطيع حينها التوجه نحو بيان معالم نظرية ادبية و نقدية خاصة . و من<br />
المهم جدا التسليم بان االبداع ، اي ابداع يتسم بالتدرج ، و التنوع ، لذلك في<br />
اي بحث في موضوعة فنية معينة او عنصر جمالي معين ، ال بد ان يتلفت و بدقة<br />
الى درجات تجلي تلك الفكرة في النص ، و صورها التي تتمظهر بها ، بمعنى اخر<br />
ان اشكال تجلي الفكرة او درجات ذلك التجلي مهمة جماليا الجل التوصل<br />
الى المالمح الدقيقة للعناصر<br />
الجمالية .<br />
التحليل و القراءة<br />
-5<br />
االنزياح الشعري في النص المتقدم يتجلى بصور مختلفة و درجات<br />
مختلفة<br />
سنتلمسها في كلماتنا القادمة . تقول الشاعرة ميادة العاني .
( بين رحيلك وتقاطري<br />
جملة اشتهاءاتٍ<br />
سريعة الهرم )<br />
االنزياح هنا ليس اسناديا بين المفردات ، و انما كان بين النظام الجامع بينها ، اذ<br />
من الواضح االختالف الكبير بين حقل المعنى للرحيل و التقاطر و االشتهاءات و<br />
) الهرم<br />
، فاالنزياح هنا نظامي جملي بالالفة نصية ظاهرة ، و حقول المعنى<br />
للمفردات متباعدة ، اذن نحن امام الالفة نصية جملية متباعدة . التبرير المعنوي<br />
العميق للتركيب له عناصره هنا ، فكلمة ( بين ) اكدت الظرفية الزمانية الوجودية و<br />
الحدوثية لالشتهاءات ، فتجلى العام الحدوثي لالشتهاء في ظرف حدوثي ، كما<br />
ان الرحيل و ما يبعث من شوق و حنين ، يقابله الحنين و الشوق في االشتهاءات<br />
، و التقاطر ايضا ينثال منه الذوبان و الفناء الجل المطلوب ، وهو يشتمل على<br />
الحنين و الشوق . اذن الوحدة التبريرة للمجاز الجملي هنا هو االلتقاء االنثيالي ،<br />
حيث ان تلك المفردات ال تلتقي في حقولها المعرفية و انما في انثياالتها .<br />
من هنا يتبين تجلي الخاصية االولى لالنزياح الشعري وهو الثنائية التضادية المعنوية<br />
، و اما الخاصية الثانية وهو التعبيرية و توسيع طاقات اللغة ، فمن الواضح االرتقاء<br />
العالي للغة بهذا النظام الذي احدثته الشاعرة ، اذ ال ريب في تعاظم االبهار و<br />
الداللة في االستعارات الموجودة في التقاطر و االشتهاءات و الهرم السريع . و<br />
بهذا فالتركيب مع تعالي انزياحاته فانه قدم بوحا عميقا و انساينا و اقترب من
القصد القراءاتي ، و بذلك يقدم لنا لغة شعرية مدهشة و جمالية و هادفة و بناءة ،<br />
ترفع من مستوى اللغة و مستوى القراءة و تحقيق الجمال الشعري بكل منطقية و<br />
علو .و هذا الشكل نجده حاضرا ايضا في مقطع اخر للشاعرة تقول فيه<br />
)الشبق!<br />
مسالت اعتالء<br />
...محتقنة بالمكان<br />
) تلفظ أنفاسها<br />
فانا نجد التباعد المعنوي بين المفردات و ان التبريرات المعنوية و التحاطبية<br />
عميقة و انثيالية فهذا من االنزياح الجملي االنثيالي . وفي مقطع عالي الفنية أخر<br />
تقول الشاعرة<br />
)<br />
)أماجن الكلمات<br />
أبيح لها الرقص<br />
على مذبح الرغبة<br />
هنا االنزياح يقع بين المفردات و ضمن حقول معنوية متقاربة ، ليست كالصورة<br />
السابقة ، اذ االلتقاء هنا ال يحتاج الى التبرير االنثيالي ، و انما يحصل بذات البعد<br />
الحقلي للمعنى لكل مفردة .
فعبارة ( اماجن الكلمات ) من القريب جدا فهم الداللة القريبة لكلمة اماجن بفعل<br />
الكتابة و الكالم ، فتكون استعارة تعبيرية قريبة تلتقي في حقل المعنى ، اال انها<br />
بطاقة تعبيرية اضافية واضحة ، فتتحقق الخاصيتين لالنزياح الشعري هنا ، و كذا<br />
في عبارة ( ابيح لها الرقص على مذبح الرغبة ) بل ان التقارب في حقول المعنى<br />
هنا اوضح ، اال انه ال يصل الى حد الوضوح الكبير في غيرها من االنزياحات<br />
التوصيلية التي تتدخل حقول المعنى الى اقرب من ذلك . اذن لدينا هنا انزياح<br />
مفرداتي حقلي في قبال االنزياح السابق الذي كان انزياحا جمليا انثياليا . وكذا<br />
نجد هذه الخصائص في مقطع أخر للشاعرة تقول فيه :<br />
)<br />
ونحن )!<br />
ال زلنا .. غرباء<br />
خيمتي!<br />
رسائل<br />
....يتخطاها الفراغ<br />
وسمائي!<br />
شبح كبرياء<br />
...يمطر حمماً جافة<br />
اذ من البين ان االنزياحات هنا في تعابير هذا المقطع ترجع الى<br />
المفرداتي<br />
االنزياح<br />
الحقلي .<br />
و في مقطع اخر تقول الشاعرة
)سأسحب الفاجعة<br />
.....من أذنيها<br />
بوحشية محمومةٍ بالتشظي )<br />
نالحظ المجاز االسنادي بين المفردات ، لكن التباعد الحقلي كبير بينها ، فال<br />
يبرره اال االنثياالت ، بين الفاجعة و االذن ، و الوحشية و التشظي ، فاالنزياح هنا<br />
و ان كان مفرداتيا اال انه انثيالي . و كذا نجد هذه الخصائص في مقطع اخر<br />
للشاعر تقول فيه :<br />
)أالحق شرفات باسقات<br />
ينتصبن كفحولة ليل عقيم<br />
أعاقر السكرات<br />
) بموانئ ضامرة<br />
فمن الواضح االلفة النصية بين المالحقة و الشرفات و في فحولة ليل عقيم و<br />
اعاقر السكرات و موانئ ضامرة<br />
.<br />
و في مقطع فذ تقول الشاعرة<br />
( وعند خط<br />
ترسمه الشياطين<br />
نعقد العزم<br />
ننتظر المبادرة
)<br />
ألمر لم يدبره ليل<br />
فنلوذ بالوهن<br />
الن العمر والدة للفناء<br />
:<br />
من الواضح االنزياحات الجملية التوظيفية هنا ، كما ان الطاقة التعبيرية العالية<br />
متجلية .في خط ترسمه الشياطين ، و نلوذ بالوهن ) . كما انه من الظاهر التقارب<br />
الشديد بين حقول المعنى للمفردات ، بل انها تنتمي الى حقل معنوي واحد هو<br />
االرادة ، بل يمكن ارجاعها جميعا الى اجناس موحدة هي ارادة االنسانية و<br />
الجماعة و المدينة التي ذكرتها الشاعرة سابقا ، و الوهن و الضعف . اذن<br />
للعبارة داللة واضحة بل وقاهرة توجه القارئ الى عالم و حقل معنوي و االواصر<br />
المعنوية بين المفردات واضحة ، فهذا شكل لالنزياح الشعري الجملي الحقلي ،<br />
تكون فيه اطراف نظام االنزياح من حقل معنوي واحد ، بل من جنس معنوي<br />
واحد ، اذن التبرير التخطابي شديد الوضوح ، وهذا ما يمكن ان نسميه باالنزياح<br />
الشعري قوي األصرة . و هكذا الوصف و النظام في مقطع اخر للشاعر تقول فيه<br />
)وسابكيك<br />
بعيون معصوبة<br />
مسها الفجر<br />
عند وطن يلفظه النور<br />
فما جدوى اتساع الحدقات ؟!<br />
لموتى يطلقون سراح الحياة
ويمدون العروق<br />
بالوهم<br />
يتجلى فيهم التوحد<br />
ويلكز خيول مخيلة ثرية<br />
فتكتب نصا<br />
) ال يشبه<br />
اذ<br />
من الواضح اشتمل هذا المقطع على الصفات المتقدمة فتكون عباراته من<br />
االنزياح الشعري شديد االصرة .<br />
النتيجة<br />
-6<br />
يفيدنا النص المتقدم و ما خطته يد الشاعرة ميادة العاني ، ان لالنزياح الشعري<br />
صور و درجات ، فمنه ما يكون اسناديا و منه ما يكون جمليا ، و منه ما يكون<br />
حقليا و منه ما يكون انثياليا ، فيكون لدينا اربعة اشكال بدرجات اربع :<br />
الشكل االول : االنزياح الحقلي المفرداتي<br />
الشكل الثاني : االنزياح الحقلي الجملي
الشكل الثالث : االنزياح االنثيالي المفرداتي<br />
الشكل الرابع : االنزياح النثيالي الجملي .<br />
الخاتمة<br />
-7<br />
الجل الخروج من ازمة جفاء اللغة و االنغالق و الترميز الموحش ، ال بد ان<br />
تشتمل اللغة الجميلة و التعبيرات الجمالية على تبريرات تخاطبية معنوية قريبة<br />
حقلية او بعيدة انثيالية ، الجل النفوذ الى اعماق المتلقي و احداث الدهشة<br />
الجمالية العميقة التي تعرّف الشعر الحق و تميزه عن التجاورات البنائية الجافة و<br />
المتجافية .
لالتصال بنا<br />
<strong>مجلة</strong> االدب <strong>العربي</strong> المعاصر <strong>مجلة</strong> مختصة باالدب من شعر و قصة و نثر فني من<br />
خواطر ادبية ونحوها و المقاالت النقدية . تصدر عن مجموعة <strong>األدب</strong> <strong>العربي</strong><br />
المعاصر
نستقبل النصوص و المقاالت و<br />
االستفسارات على العنوان التالي<br />
aladabalarabi1@gmail.com<br />
او<br />
بالتواصل مع احد اعضاء هيئة التحرير<br />
د أنور غني الموسوي<br />
محمد شنيشل الربيعي<br />
سعد غالم<br />
هاني عقيل