You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
151<br />
ما إن نسمع باسمه حتى تعود بنا الذاكرة إلى الكثير من الكلمات واألغاني التي دخلت قلوبنا، ولَم يستطع الزمن محوها رغم مرور<br />
السنوات. فكما هناك أشخاص يطبعون بصماتهم على صفحات التاريخ، هناك كلمات وأغانٍ تُطبَع على صفحات الذاكرة والقلوب<br />
لتميّزها وصدق إحساس مَ ن كتبها.<br />
هكذا هو نزار فرنسيس ملك الكلمة ووجه لبنان الجميل في الشعر واألغنية، صادق في إحساسه، محبٌ للجميع، ال حدود لعطائه<br />
وغزارة شعره، وال حواجز تقف بين كلماته وقلوب الناس. طموح، منفتح على كل الهويّات الفنيّة، لكنه يرفض خلع هويّته أو<br />
التنازل عنها. هو مخلصٌ ووفي ألصدقائه، ثقته بنفسه ال تلغي تواضعه الذي يدفعه إلى إبداء إعجابه بأعمال منافسيه.<br />
نزار فرنسيس التقته مجلّة »غزل« وعادت بهذا الحوار الشيّق:<br />
حوار - سليمى حمدان<br />
لنبدأ بجديدك أستاذ نزار... ماذا عن<br />
حواراتك الشعرية مع الشاعر السعودي<br />
عبد اللطيف آل الشيخ... وماذا عن<br />
أغنيتك الخليجية المقبلة؟<br />
هذه فكرة اقرتحها الشاعر السعودي عبد اللطيف آل<br />
الشيخ عرب اتصال أجراه معي على اهلاتف. وكانت<br />
الفكرة أن أكتب أنا باخلليجي أو باللهجة السعودية<br />
حتديداً، ويكتب هو باللهجة اللبنانية، خاصةً وأنَّ لديه<br />
جتربة سابقة باللهجة اللبنانية، ألغنية متّ تسجيلها ومل<br />
يغنِّها أحد بعد، حلّ نها نقوال سعادة خنلة. أمّ ا أنا فلديّ<br />
جتربة باللهجة البدوية وهي قريبة نوعاً ما من اللهجة<br />
اخلليجية. لكن ليست لدي جتربة بالشعر اخلليجي<br />
األقرب إىل النبطي. ستكون هذه أول جتربة لي، لكن<br />
الفكرة أعجبتين وسننفذها قريباً.<br />
أال تعتبر هذه التجربة مغامرة؟<br />
على العكس، هي اكتشاف جديد بالنسبة لي، وجتربة<br />
نتبادل عربها األمكنة بالشعر، هي طريقة مميّزة<br />
لدخول الشاعر عبد اللطيف آل الشيخ إىل الشارع الفين<br />
اللبناني، وجتربة لي يف أغنية سعودية.<br />
هي فكرة مميزة لإلنفتاح على<br />
المجتمع الخليجي؟<br />
نعم، على الرغم من أنين مع مبدأ »أعطِ خبزكَ للخبّاز<br />
لو أكل نصّ و«، أنا مع األغنية اللبنانية التي يكتبها<br />
الشاعر اللبناني، ومع األغنية اخلليجية التي يكتبها<br />
الشاعر اخلليجي، واألغنية املصرية الي يكتبها الشاعر<br />
املصري. فنحن مهما فعلنا لن نتمكّ ن من أن حنلّ مكان<br />
بعضنا البعض مئة باملئة. قد حنقّ ق نسبة سبعني إىل<br />
مثانني باملئة فقط وليس أكثر. ومع هذا فأنا مع<br />
التجربة الناجحة واألفكار اجلديدة، مع األمل والتقدّ م<br />
والتواصل. أعترب هذه التجربة نوعاً من أنواع التواصل<br />
الفين واحلضاري بيننا وبني اجملتمع اخلليجي.<br />
في حال تمّ إنجاز هذه األغنية، مَ ن تود أن<br />
يغنيها من الفنانين؟<br />
ليست لدي أي مشكلة مع أي فنان خليجي، فأنا أحب<br />
الكثري من األصوات اخلليجية، لكن أودّ أن يغنيها لي ماجد<br />
املهندس مثالً..<br />
ما رأيكَ بالفنانين اللبنانيين الذين يغنون<br />
باللهجة الخليجية؟<br />
أنا مع الفنان اللبناني الذي يغين اخلليجي. لكن بصناعة<br />
خليجية. حنن عرب هذه التجربة نقوم بتبادل األدوار<br />
بصناعة األغنية ال بالصوت واألداء.<br />
رأيُكَ هنا يناقض رأي الموسيقار ملحم<br />
بركات، كونه ال يحبّذ أن يغني الفنان بغير<br />
لهجته؟<br />
برأيي التبس املوضوع على الناس، ومتّ فهم رأي ملحم<br />
بركات بطريقة خاطئة. هو مع التنوّع يف األغنية، ومع<br />
الفنان الذي ينوّع يف أعماله، لكنه ليس مع الفنان الذي خيلع<br />
هويته، ويتنازل عن هويته الفنية لصاحل هويّات أخرى،<br />
كذلك رأيي يشابه رأيه متاماً. فأنا مع الفنان اللبناني الذي<br />
يغين بكل اللهجات، لكننا ضد أن يقدّ م الفنان اللبناني يف<br />
ألبومه مثان أغنيات غري لبنانية، وأغنية لبنانية واحدة أو<br />
أغنيتني لتفادي اللوم أو »رفع عتب«.<br />
أنقذتُ أغنية<br />
»أصعب كلمة«<br />
من الهالك<br />
كذلك لديكَ محاورات زجليّة مع الملحن<br />
والشاعر والفنان سليم عسّ اف؟<br />
هذه حماورات زجلية على تويرت، أنا أحب سليم عساف<br />
كثرياً، وأعرف أنه يكنّ لي نفس املعزّ ة، هي من األمور<br />
التي حتصل يف احلياة العادية لتبادل األفكار والكالم<br />
على طريقتنا.<br />
حين ذكرتُ لكَ إسم الموسيقار ملحم<br />
بركات شعرتُ بأنك تدافع عنه من<br />
قلبكَ . كيف تصف عالقتكَ به؟<br />
أنا إنسان بطبعي أحب الوفاء، وألتزم بصداقتي مع<br />
اآلخرين إىل أقصى الدرجات. فكيف إن كان من<br />
مستوى املوسيقار ملحم بركات؟ فهو إنسان لديه طيبة<br />
وحمبة وصدق ووفا، وإسم فين كبري أعتز بصداقته،<br />
وال أندم إطالقاً على أي موقف أختذه معه ألنه رمز من<br />
رموز الفن اللبناني الذين أصبحوا نادرين جداً حالياً.<br />
بعيداً عن الصداقة، يجمعك به الكثير من<br />
األغنيات الناجحة؟<br />
فعالً، ومنذ سنوات طويلة واملوسيقار ملحم بركات<br />
ال يغين سوى من كلماتي، هذا أمر يؤكّ د على مدى<br />
وفائه يف التعامل الفين والتعامل اإلنساني والصداقة.<br />
ما هي أهم أغنية تعاونتَ فيها مع ملحم<br />
بركات؟<br />
ال أستطيع أن أحدّ د عمالً واحداً، فكل أعمال ملحم<br />
بركات مهمة وناجحة، حتى تلك التي مل تكن من<br />
كلماتي. وأنا معجب بكثري من األعمال الي مل أكتبها<br />
أنا له، فجميعنا نعرف مدرسة ملحم بركات وخطّ يف<br />
الفن يتميّز به، ال ميكن ألحد أن حيلّ حملّه أو ينافسه<br />
عليه، وال أحد يستطيع أصالً دخوله من دون إذنه.<br />
كذلك تجمعكَ صداقة بالفنانة نجوى<br />
كرم كتلك التي تجمعك بالموسيقار<br />
ملحم بركات. ماذا عن موقفكَ من<br />
الخالف الذي نشب بينهما؟<br />
ملحم وجنوى رمزان لألغنية اللبنانية، وحتى لو مل تكن<br />
جتمعين بهما صداقة، أنا أرفض أن يكون هناك خالف<br />
بني رمزين لبنانيني مثلهما، أو أن يكون هناك بعد أو<br />
هوّ ة تفصل بينهما.وعلى كل مَ ن حيب الفن اللبناني<br />
أن حياول تقريب وجهات النظر وإصالح األمور بينهما،<br />
فهما غنى للفن اللبناني.. وكوني من املتعصّ بني للفن<br />
اللبناني واألغنية اللبنانية، فأوّ ل رمزين ميرّ ان بذهين<br />
حني أحتدّ ث عن األغنية اللبنانية هما جنوى كرم<br />
وملحم بركات.<br />
هناك من وصف أغنية »يخلّيلي قلبَك«<br />
التي كتبتها لنجوى كرم بالخفيفة من<br />
ناحية الكلمات.. ما تعليقكَ على ذلك؟<br />
أعطيت جنوى كرم ما يليق بها، وأحتدّ ى أن يتمكّ ن<br />
أحد من أن يغين أغنية »خيليلي قلبك« كما غنّتها جنوى<br />
كرم، ويصل إىل النجاح الذي وصلَت إليه. فعلى اإلنسان<br />
أن يرتدي ما يليق به. وقد أُعدّ ت هذه األغنية خصيصاً<br />
لنجوى كرم، حتى أنّ يف األغنية مقطع مسيتها فيه<br />
»بنت الكرم«، األغنية حقّ قت النجاح املطلوب، وغنّتها<br />
جنوى بطريقة مميزة، وال أتردّ د أبداً أن أكتب هلا مثلها<br />
أو أغنية أخرى على نفس اخلط. ال بدّ من ذكر أن<br />
جنوى كرم تعرف ما تريد ومميّزة يف خياراتها. وأنا ال<br />
أندم على تلك األغنية بل أفتخر بها. هذه األغنية تعربّ<br />
عن الكرم باحلب، فبالنسبة لي احلب مقدّ س، وعلى مَ ن<br />
حيب أن يكون كرمياً يف حبه.