عام من حياتي١

حادث المنارة
كان يوجد منارة حمصنة للعدو عىل حدود صور باهر يف رامات رحيل،‏ يوجد فيها عدد من
القناصني،‏ الذين يتابعون كل ما يتحرك يف صور باهر واملناطق املجاورة للقرية وكان يطلقون النار
عىل كل ما يشاهدون من عىل هذه املنارة.‏
يف يوم ما كان احد املناضلني يبكي ويقول يل:‏ ليتني اكسب الشهادة يف سبيل نسف هذه املنارة،‏
التي تنال من كل االهل يف صور باهر بقتل وجرح العديد من اهلنا،‏ فطرحت عليه فكرة لنسفها
بحكم درايتي يف وضع االلغام فوافق عىل هذه الفكرة،‏ فقمت بصناعة لغم كبري هلذه الغاية واتفقنا
عىل ان نقوم هبذه العملية وجهزنا كل ما يلزم هلذه الغاية.‏ وكلفتُ‏ الشاويش حممد عبد حممود
بمرافقتنا للتغطية عىل هذا املناضل الذي حيمل اللغم،‏ وكان معه رشاش برن انكليزي،‏ وذهبنا اىل
اخلطوط االمامية مقابل هذه املنارة.‏
عند وصول املناضل املكلف اىل اهلدف كان الباب حديديًا وحمصنًا يفتح من جهة املستعمرة،‏
فوجده مفتوحا ومل يكن أحد يف املكان،‏ ولكن فور دخوله للمنارة سكر الباب عليه تلقائيا فوضع
اللغم وصعد اىل اعىل،‏ فكان يوجد طاولة عليها متوين وشاي ساخن وغريها،‏ وفوجئ برصاصة
خرجت رصاص من فتحة حديد من اسفل املنارة جرحته يف فكه االسفل،‏ فصعد إىل أعىل املنارة
والقى بنفسه عن علوّ‏ )6( أمتار تقريبا.‏
عند وصول مناضلنا البطل،‏ بعد التغطية عليه،‏ إىل حيث ننتظره،‏ سلمنا عليه وقلت سوف نذهب
للقيادة إلسعافك،‏ فرفض وقال واهلل لن اغادر حتى ارى ما يصري هلذه املنارة.‏ وبعد دقائق حمدودة
انفجر اللغم من حتت املنارة هذا وقد دمرت تدمريً‏ ا كامالَ‏ ، ومل يبق هلا أثر.‏ وتم بناء رضيح مع زرع
زيتون ولوحه بأسامء العدو الذين القوا حتفهم يف املنارة وهي موجودة اآلن ليومنا هذا وتأيت السواح
االجانب لزيارهتا.‏ وقد قام هبذه املهمة املناضل عبد القادر العدين رمحه اهلل واسكنه فسيح جناته.‏
64