16.01.2020 Views

Num213

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ا ل حد‏ ث 6

العربي

الواليات املتحدة واإيران:‏ خالف وعداء منذ نصف قرن

منذ مقتل قائد لواء القدس يف الحرس الثوري اإليراين الجرال قاسم

سلياين يف 3 يناير/كانون الثاين 2020 يف غارة جوية أمريكية عى أسوار

مطار العاصمة العراقية بغداد،‏ تصاعدت نذر املواجهة العسكرية بن

الواليات املتحدة وإيران،‏ وبلغ التوتر بن الطرفن درجة غر مسبوقة.‏

فقد أعلنت القوات األمريكية التي تعمل يف إطار التحالف الدويل ملحاربة

الدولة االسامية عن وقف معظم عملياته العسكرية ضد التنظيم بعد

تصاعد التهديدات اإليرانية والجاعات العراقية املوالية لها،‏ باستهداف

القواعد األمريكية يف العراق وغرها من دول املنطقة بغية تركيز جهدها

عى حاية نفسها.‏

ويف ما يي نلقي الضوء عى عاقات البلدين،‏ خاصة خال السنوات

األربعن املاضية،‏ منذ اإلطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي قبل نحو

أربعن عاماً.‏

تهدئة عابرة

يف يناير/كانون الثاين 2016 رفعت الواليات املتحدة العقوبات التي

فرضتها عى إيران بسبب برنامجها النووي بعد أن أكدت الوكالة الدولية

للطاقة الذرية تنفيذ إيران التزاماتها الواردة يف االتفاق املعروف باسم

االتفاق النووي اإليراين،‏ الذي تم التوصل إليه عام 2015 بعد جوالت

مضنية من املفاوضات يف إطار مجموعة 5 زائد واحد ( الواليات املتحدة

والصن وروسيا وفرنسا وبريطانيا واملانيا(.‏

لكن يف مايو/أيار 2018 أعلن الرئيس األمريي،‏ دونالد ترامب،‏ انسحاب

باده من االتفاق النووي كا تعهد بذلك خال حملته االنتخابية.‏

كا أعادت الواليات املتحدة فرض سلسلة عقوبات أشد رصامة من

العقوبات السابقة،‏ شملت حتى املرشد األعى آية الله عي خامنئي.‏

وبغية حرمان ايران من عائدات النفط،‏ أعلنت واشنطن أنها ستعاقب

أي جهة تقوم براء النفط اإليراين بحيث تراجعت مبيعات النفط إىل

حد كبر.‏

يف شهر مايو/أيار 2019 تعرضت أربع ناقات نفط إىل هجات يف خليج

عان،‏ ويف شهر يونيو/حزيران 2019 تعرضت ناقلتان أيضاً‏ لهجومن.‏

وحملت واشنطن إيران املسؤولية عن الهجات،‏ وترافق ذلك مع حشد

الواليات املتحدة املزيد من الجنود والقوات يف املنطقة.‏

وكادت الواليات املتحدة أن تشن حملة قصف جوي ضد أهداف إيرانية

يف أعقاب إسقاط طائرة أمريكية با طيار قرب مضيق هرمز،‏ لكن

ترامب أوقف الهجوم قبل عر دقائق من املوعد املقرر.‏

‏»عداء مستحكم«‏

وبنظرة رسيعة عى عاقات البلدين،‏ يتضح أن العداء كان السمة الغالبة

عى عاقاتها،‏ وقد بدأ ذلك مع اإلطاحة بحكومة محمد مصدق عام

1953 بعد تأميمه الروة النفطية إليران.‏

وال زال اإليرانيون يذكرون حتى اآلن الدور الذي لعبته املخابرات املركزية

األمريكية ‏)يس آي إيه(‏ يف اإلطاحة بحكم مصدق،‏ فعندما أطيح بحكم

الشاه عام 1979 كانت السفارة األمريكية يف طهران الهدف التايل

ملجموعة من الطاب املشاركن يف الثورة.‏

ويف عام 1951 انتخب مجلس النواب اإليراين مصدق رئيسا للوزراء،‏

وبعدها بأيام قليلة أصدر مصدق مرسوما بتأميم النفط والغاز وهو ما

أثار غضبا وخوفا لدى بريطانيا والواليات املتحدة.‏

ورفض الشاه بعض األساء التي رشحها مصدق لتويل مناصب يف

حكومته،‏ فا كان من مصدق سوى االستقالة،‏ فتلت ذلك عدة أيام من

االضطرابات ما اضطر الشاه إىل الراجع واملوافقة عى حكومة مصدق.‏

كا أقر الرملان مروع قانون تقدم به مصدق للحد من سلطات

الشاه،‏ لكن يف أغسطس/آب 1953 أطاح الجيش مبصدق.‏

رتبت املخابرات املركزية األمريكية ونظرتها الريطانية عملية اإلطاحة

بحكومة مصدق الذي كان يتمتع بتأييد شعبي واسع،‏ وأعادت الشاه

محمد رضا بلهوي إىل الحكم.‏

وبعد العودة إىل الحكم،‏ صار الشاه من أقرب حلفاء الواليات املتحدة

يف املنطقة وأكرهم مواالة لها.‏ وكانت إيران منذ بداية الحرب العاملية

األوىل ضمن منطقة نفوذ بريطانيا،‏ التي كانت تحتكر النفط يف الباد

عن طريق رشكة النفط االنغلو-إيرانية التي حملت فيا بعد اسم

‏»بريتش بروليوم«.‏

وبعودة الشاه،‏ أصبحت إيران خارج دائرة النفوذ الريطاين،‏ وتحولت

إىل حليف قوي للواليات املتحدة يف وجه املد اليساري الذي كان يجتاح

املنطقة.‏

وشن الشاه حملة قمع واسعة ضد اليسار ورجال الدين املعارضن له،‏

فاضطر عدد كبر منهم إىل الفرار إىل الخارج.‏

حمطات رئيسية

يف عام 1957 وقعت الواليات املتحدة وإيران عى اتفاقية حول استغال

الطاقة النووية ألغراض سلمية.‏

وبعدها بعر سنوات،‏ قدمت الواليات املتحدة مفاعا نوويا ملركز

أبحاث يف طهران ووقود املفاعل عى شكل يورانيوم مخصب إىل درجة

93 يف املئة وهو نفس درجة تخصيب اليورانيوم املستخدم يف إنتاج

األسلحة النووية.‏

ويف عام 1968 وقعت إيران عى إتفاقية منع انتشار األسلحة النووية

وصادقت عليها بعد عامن،‏ رشيطة الساح لها باالحتفاظ باملفاعل

واستخدامه ألغراض سلمية.‏

أطاحت الثورة االسامية عام 1979 بنظام حكم الشاه الذي فر إىل

الخارج،‏ وعاد آية الله الخميني من منفاه يف فرنسا ليتوىل منصب

املرشد األعى للثورة.‏ وبعدها بفرة قصرة،‏ اقتحم عرات الطاب

السفارة األمريكية يف طهران واحتجزوا عرات الدبلوماسين واملوظفن

ملدة 444 يوما،‏ مطالبن بتسليم الشاه ملحاكمته.‏

قطعت الواليات العاقات الدبلوماسية مع إيران عام 1980، وحجزت

األصول اإليرانية يف الواليات املتحدة وقطعت العاقات التجارية معها،‏

وحظرت تصدير معظم السلع إليها.‏

ويف نفس العام،‏ فشلت محاولة إنقاذ الرهائن األمريكين املحتجزين

يف طهران عندما اصطدمت مروحيتان أمريكيتان ببعضها أثناء عملية

إنزال يف صحراء لوط وقتل 8 جنود أمريكين يف الحادث.‏

أطلقت إيران رساح الرهائن األمريكين عام 1981 بعد أيام من استام

الرئيس،‏ رونالد ريغان،‏ مقاليد األمور يف الواليات املتحدة خلفا لجيمي

كارتر.‏

يف عام 1984 صنفت واشنطن إيران يف خانة ‏»الدول الراعية لارهاب«.‏

عام 1986 انفجرت فضيحة إيران كونرا التي كان يتم يف إطارها بيع

أسلحة أمريكية بطريقة غر مروعة إىل إيران،‏ وكانت األموال الناتجة

عنها تستخدم يف متويل الجاعات املسلحة املناهضة لحكومة نيكاراغوا

التي كانت تحمل اسم كونرا.‏

ثم يف عام 1988، أسقطت بارجة أمريكية طائرة ركاب إيرانية فوق مياه

الخليج،‏ وقُتل جميع ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً.‏

إقرار

يف تريح ملفت غر مسبوق،‏ أقرت وزيرة الخارجية األمريكية وقتها

مادلن أولرايت عام 2000 بدور بادها يف االنقاب ضد مصدق،‏ وقالت:‏

‏»من السهل إدراك سبب استمرار كراهية أغلبية اإليرانين لتدخل أمريكا

يف شؤون بادهم الداخلية«.‏

ويف عام 2002 أعلن الرئيس األمريي جورج بوش االبن أن العراق وإيران

وكوريا الشالية يشكلون ما ساه ب ‏»محور الر«،‏ واتهم إيران

بامتاك برنامج رسي إلنتاج األسلحة النووية.‏ وأعلنت جاعة إيرانية

معارضة مقيمة يف الخارج أن إيران أقامت موقعن لها عاقة برنامجها

النووي مل تكشف عنها وها ‏»ناتنز«‏ و«آرك«.‏

ويف عام 2006 أعربت واشنطن عن استعدادها لانضام إىل مباحثات

متعددة األطراف إذا وافقت إيران عى وقف تخصيب اليورانيوم.‏

عام 2007 تحادث وزير خارجية إيران منوشهر متقي ووزيرة الخارجية

األمريكية كوندوليزا رايس عى هامش مؤمتر عقد يف العاصمة املرية

القاهرة.‏ ويف نفس العام،‏ أعلنت أجهزة املخابرات األمريكية وبدرجة

عالية من اليقن أن إيران كانت تقوم بأبحاث إلنتاج ساح نووي حتى

نهاية عام 2003 وهو العام الذي توقفت فيه عن املي قدماً‏ يف هذا

املجال.‏

عام 2008 أرسل الرئيس األمريي جورج بوش االبن ألول مرة نائب وزير

الخارجية األمريي ويليام برنز،‏ للمشاركة بشكل مبارش يف املحادثات

التي كانت تجري يف جنيف حول امللف النووي اإليراين.‏

عام 2009 وصل الرئيس االمريي باراك أوباما إىل البيت األبيض،‏ وأعلن

أنه عى استعداد ملد يده إليران وفتح صفحة جديدة معها إذا بادلته

نفس اليء و«أقنعت الغرب بأنها ال تسعى إىل بناء قنبلة نووية«،‏ ويف

العام ذاته،‏ أعلنت بريطانيا وفرنسا والواليات املتحدة أن إيران تبني رسا

منشأة لتخصيب اليورانيوم يف موقع قريب من مدينة قم.‏ وردت ايران

عى ذلك باإلعان أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن املنشأة

قبل أسبوع.‏

خال الفرة ما بن 2009 و‎2012‎‏،‏ توقفت تقريباً‏ مفاوضات القوى

الكرى وإيران.‏ ودخل حيز التطبيق عام 2012 قانون أمريي مينح

الرئيس أوباما سلطة فرض عقوبات عى املصارف األجنبية،‏ مبا يف ذلك

املصارف املركزية للدول الحليفة للواليات املتحدة،‏ إذا مل تقلص مشرياتها

من النفط اإليراين.‏ وأدى ذلك إىل تراجع كبر يف مبيعات النفط االيراين

وترك ذلك أثراً‏ بالغاً‏ عى إقتصادها.‏

ويف ذات العام،‏ عقد البلدان مباحثات رسية،‏ وتكثفت املباحثات عام

2013 ومتحورت حول امللف النووي اإليراين.‏

ويف عام 2013 وصل إىل رئاسة الجمهورية يف إيران حسن روحاين،‏ الذي

كان يعتر معتدالً‏ وبراغاتياً‏ ورفع شعار تحسن العاقات مع العامل

الخارجي واالهتام بالوضع االقتصادي،‏ ومن الطبيعي أنه ال ميكن

تحقيق هذين الهدفن دون رفع العقوبات املفروضة عى باده بسبب

ملفها النووي.‏

يف سبتمر/أيلول 2013 تحدث الرئيسان أوباما وروحاين عر الهاتف يف أول

بادرة من نوعها منذ ثاثة عقود.‏

يف 23 نوفمر/ترين الثاين 2013 مهدت املحادثات الرية بن طهران

وواشنطن الطريق أمام التوصل إىل اتفاقية مؤقتة تحمل اسم ‏»خطة

العمل املشرك«،‏ وتعرف عاملياً‏ باسم االتفاق النووي اإليراين،‏ وتنص يف

جوهرها عى حد إيران من نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات

املفروضة عليها.‏

يف يوليو/متوز 2015 أعلنت مجموعة خمسة زائد واحد عن التوصل إىل

‏»اتفاقية خطة العمل املشركة الشاملة«،‏ والتي وافقت مبوجبها إيران

عى مجموعة من الخطوات،‏ من بينها تخفيض عدد أجهزة الطرد

املركزي ووقف العمل بالجزء األسايس من مفاعل آرك،‏ مقابل تخفيف

العقوبات املفروضة عليها من قبل األمم املتحدة والواليات املتحدة

بدرجة كبرة.‏

يف يناير/كانون الثاين 2016 أطلقت إيران رساح عرة بحارة أمريكين

دخلوا املياه االقليمية إليران بعد 24 ساعة من احتجازهم.‏

وبعدها بيومن أعلن البلدان التوصل لصفقة تبادل السجناء،‏ وشملت

أربعة أمريكين كانوا يف السجون اإليرانية مقابل سبعة إيرانين كانوا

قيد املحاكمة يف الواليات املتحدة.‏

يب-يب-يس

Journal Alhadath 10 janvier 2020 num 213

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!