06.02.2020 Views

الكندي كانون الثاني 2020

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الحدث

1971

1948

8

الذھب ذھبَ‏ بین سارقي الداخل

والخارج

اذن نحن امام لبنان المأزوم,‏ المدیون,‏ عدیم

الانتاج والمسروق.‏ ولكن لحظة...‏ في عز ھذا

الجفاف استفاق اللبنانیون على موضوع الذھب

الذي تملكھ الدولة اللبنانیة,‏ ثاني اضخم احتیاطي

في المنطقة العربیة والبالغ طنا أي ما

یعادل قیمتھ الحالیة ملیار دولار.‏ كدنا ننسى

قصة الذھب الذي تم تجمیعھ بعد الاستقلال ابتداء

من ولغایة حیث بدأ لبنان بارسال

جزء منھ الى الولایات المتحدة الأمیركیة لحمایتھ

من الحرب الاھلیة والملیشیات آنذاك.‏ بدأنا

بالتقصي وما أدھشنا انھ لا احد یدري من

اصحاب الشأن الحجم الحقیقي المتبقي في لبنان.‏

فحسب تقدیرات الخبراء ھناك ثلثي او ثلاثة

ارباع ھذا الذھب موجود في الولایات المتحدة

والمتبقي في لبنان ‏(غیر المعروف مكانھ والولي

علیھ وكمیتھ بالتحدید)‏ محمي بقانون صدر سنة

یمنع التصرف فیھ أكان بیعھ او رھنھ.‏

ولكن مع بدایة سنة بدأت الدولة في

الاستدانة بالدولار وتكاثر دینھا وبات خاضعا

للمحاكم الأمیركیة لأن القانون اللبناني لا ینسحب

ولا یُطبق على الذھب الموجود خارج لبنان.‏ ففي

ظل ھذه الازمة المالیة والاقتصادیة الخانقة حالیا

حیث وصلت نسبة الفوائد على الدولار الى

%14 فھذا یعني من ضمن ما یعنیھ :

1997

1986

-1

ان قدرة لبنان على تسدید دینھ اصبح موضع

شك كبیر وھو مضطر في الوقت نفسھ لدفع

فوائد زائدة ومرتفعة لكي یستطیع الاستدانة من

جدید.‏

-2

یحتار المرء في كیفیة فھم الطریقة التي یحكم فیھا لبنان,‏ فیقول البعض انھا لیست ازمة حكم بل

ازمة نظام والبعض الآخر انھا تركیبة وُجدت ھكذا وعمدا كي یبقى لبنان متنفسا لمشاكل المنطقة.‏

لا یختلف اثنان على ان اغلبیة أجھزة الدولة اللبنانیة,‏ حكاما ومدراء وموظفین یتقاسمون بجدارة

ارث الفساد العثماني الذي خرج من بلادھم ولكنھم لم یخرجوا ھم منھ.‏

عبثا نحاول فك رموز الفساد وأھلھ وعبثا نشیر الى ھذه المجموعة او تلك لأنھ بات كابتذال المخیلة

المتعبة.‏

الدولة اللبنانیة الیوم ھي برسم التصفیة,‏ فخزینتھا باتت عاجزة عن تسدید لیس الدین العام انما

الفوائد المترتبة علیھ.‏ وما تعاظم ھذا الدین الا دلیل على افلاس الحكم حیث كل طرف فیھ یبحث عن

كیفیة ادامة ظلھ الوارف والتشاطر على الآخر.‏ فلا لمجلس الوزراء سلطة حكم,‏ ولا لمجلس النواب

سلطة محاسبة ولا للقضاء مرجع مستقل بحكمھ.‏ كل طرف في ھذه السلطة یتھم السلطة,‏ ورجال

الدولة ینعون الدولة.‏ ‏"صار الحكم ملعبا یلعب فیھ الصغار"‏ على حد تعبیر البطریرك بشاره الراعي

في حال عجزت الدولة عن تسدید أي دین

مستحق ) وھذا ما یرجحھ المختصون)‏ فمن

الممكن لحاملي سندات ‏"الأورو بوندس"‏ ان

یرفعوا دعوى على الدولة اللبنانیة فتحجز الدولة

الأمیركیة على الذھب اللبناني الموجود لدیھا.‏

ھل نفھم من اثارة موضوع احتیاطي الذھب في

الوقت الحاضر انھ اصبح من الموجودات القابلة

للاستعمال؟..‏ ھل سنفقد الضمانة الوحیدة المتبقیة

في ظل ما بات مؤكدا من افلاس الدولة؟ رب

قائل ان غدا لناظره قریب...‏

لا نرید من خلال ھذا الشرح ان نزف نبأ ما لا

نتمناه من فقدان الذھب لكن كان لا بد من تسلیط

الضوء على ھذه القضیة التي خرجت للعلن في

توقیت الجمیع یعرفھ وخاصة في ظل ما یجري

في دولة الفساد والفاسدین والمفسدین.‏ ما نرید

توضیحھ ان أي نھضة اقتصادیة اواي انعاش

مالي ) بعد ان قطعت دول الخلیج اوكسجینھا

المعتاد وعلى جرعات)‏ لا بد ان یمر أولا

بالقضاء على ھذا الفساد وملحمة محاربتھ التي لا

تنتھي من عھد الى آخر من دون اي نتیجة.‏ ولعل

الاصدق قولھ انھ في ظل نظام الطائفیة السیاسیة

286

16

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!