07.04.2020 Views

جدا جدا خديجة

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

العمارة التقليدية في سورية


وثاءق المشرق

إعداد

Corpus Levant

هو مشروع مشترك:‏

مدرسة آفينيون

المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا

المديرية العامة للآثار في لبنان / وزارة الشقافة

معهد برشلونه التقني للهندسة المعمارية

Corpus Levant

بدعم من:‏

المفوضية الاوروبية

برنامج ميدا - أوروميد هيريتاج

فريق العمل السوري:‏

إدارة:‏ د.‏ م.‏ تمام فاكوش‏

تنسيق:‏ د.‏ م.‏ معن الشبلي،‏ م.‏ هزار عمران

بالتعاون مع:‏ د.‏ م.‏ كمال بيطار،‏ د.‏ م.‏ عقبة فاكوش،‏

د.‏ م.‏ يعرب بدر،‏ داليا مقيد،‏ غادة رفاعي،‏

دينا موفق،‏ ليلى حلو

فريق العمل الفرنسي:‏

إدارة:‏ جيل نوريسيه

تنسيق:‏ كريستوف غراز

بالتعاون مع:‏ جان-جاك الغروس،‏

أمبارو أليينا،‏ جان-إيف جينل،‏ كيندا لابات،‏

لوران لابات،‏ ناتالي ليوتارد،‏ باتريس‏ مورو سير

فريق العمل الاسباني:‏

إدارة:‏ خافيير كازانوفاس‏

تنسيق:‏ رامون غراوس،‏ خوان كازانوفاس‏

بالتعاون مع:‏ فيليم فيول - مونتسي فيلا فيردي

الصور والرسومات:‏

فريق Corpus Levant

اللوحات الماءية:‏

ميشال داوود

الرسوم التصويرية

لويس‏ مستريس،‏ ستيلا مورينو

طباعة:‏

ليوغرافور،‏ بيروت

الموقع الإلكتروني

www.meda-corpus.net

٢٠٠٤، مدرسة آفينيون - فريق

،Corpus Levant

‎٦‎شارع غريفولاس،‏ ٨٤٠٠٠ آفينيون،‏ فرنسا

ISBN

٢ - ٦٢ - ٨٧١٠٤ - ٨٤ :

يدعوكم الموءلفون لنسخ هذا الموءلف ونشر

مهتوياته مع ذكر المصدر.‏

يمول برنامج ميدا التابع للاتهاد الاوروبي هذا

المشروع.‏

الاراء الواردة في هذا المستند لا تعكس‏ بالضرورة

موقف الاتهاد الأوروبي أو الدول الأعضاء.‏

شكر:‏ لكل فرد من أفراد الأسر السورية الذين كان

لنبلهم الفضل الأكبر في ظهور هذه المساهمة

المتواضعة في مجال العمارة التقليدية السورية.‏

صورة الغلاف:‏ حارم


European Commission

MEDA - EUROMED HERITAGE

CORPUS Levant

العمارة التقليدية في سورية

Directorate-General of Antiquities and Museums of the Syrian Arab Republic

Ecole d’Avignon

Col·legi d’Aparelladors i Arquitectes Tècnics de Barcelona


كلمة أولى

المسكن هو أول إنتاج إنساني أسس‏ لمرحلة قيام اجملتمعات،‏ فالإنسان القديم،‏ ومنذ سكنه الكهوف بهش عن فراغ يهتوي فعالياته

اليومية واحتياجاته،‏ وتطور المسكن إلى استعمال مواد بناء وإنشاء وفرته الطبيعة في البيئة المحيطة بالإنسان،‏ وتطور هذا المسكن

مع تطور احتياجات البشرية،‏ ومع التطور التاريخي،‏ وبذلك ظهر تنوع المنشآت والمباني بتنوع الاحتياجات والفعاليات الهياتية

اخملتلفة.‏

تتميز منطقة المتوسط بعمارة سكنية تقليدية متشابهة تدل على التواصل الهضاري والشقافي منذ القديم في المنطقة،‏ إضافة إلى

العوامل المناخية والبيئية المتماثلة والظروف الاجتماعية المتقاربة التي تلعب دورا حاسما في التأثير على العمارة،‏ بهيش تصبه هذه

الأخيرة ردا واضهاً‏ وصريهاً‏ عليها.‏ وهذه العمارة السكنية التي قد تبدو بسيطة تستهق من وجهة نظر فنية وثقافية أن يتم تسجيلها

وتوثيقها ليتم الهفاظ عليها كمعارف تتناقلها الأجيال،‏ وهي لا تقل بل تتشابه في أحيان كشيرة في أهميتها مع الصروه والأوابد

المعمارية والعمرانية التي يعمل العالم أجمع على الهفاظ عليها كتراش إنساني.‏

يتميز النسيج العمراني في أغلب المدن الرءيسة ذات الماضي العريق في الجمهورية العربية السورية بالهميمية والتقارب والكشافة

والإعتماد على لعبة الفراغ والهجوم،‏ بهيش تتلوى الشوارع بين البيوت وتضيق كلما انتقلت من العام إلى الخاص،‏ أما الخاص‏ فيتميز

بالانفتاه نهو الداخل،‏ بهيش يتضمن كل منزل فسهة سماوية داخلية تسمه بدخول شمس‏ معتدلة في مناخ حار صيفا،‏ وتهوية

مناسبة منغلقة نهو الداخل،‏ أما في القرى السورية،‏ ونظراً‏ لاتساع الأراضي يصبه بالإمكان الامتداد بشكل أفقي.‏

إن النسيج العمراني في دمشق وحلب وبصرى المسجل على قاءمة التراش العالمي،‏ هو اعتراف بأهمية العمارة التقليدية،‏ ومضاهاتها

للصروه المعمارية،‏ وهو يلتف حول الصروه لتصبه جميعها كتلة واحدة متجانسة،‏ لكن المدن والبلدات الأخرى تضم هي أيضا عمارة

صنعتها أيدي الناس‏ العاديين لخدمة أغراضهم اليومية،‏ واستعملوا لتكوينها مواد إنشاء محلية وتقنيات بناء متطورة على مدى قرون

من الهضارة،‏ والتي هي الآن في حالة زوال.‏

ومن خلال التعاون العربي الأوربي للدول المتشاطئة على سواحل البهر المتوسط،‏ يأتي مشروع ‏(توثيق العمارة التقليدية في دول

المتوسط)،‏ وبتمويل ودعم من اجملموعة الأوربية وخاصة فرنسا وإسبانيا ليوءكد عمق الصلات التاريخية والهضارية لشعوب هذه

المنطقة،‏ وللرسالة الهضارية التي تضمنها حوار ثقافاتها،‏ يضع المشروع عفوية العمارة الشعبية في سورية في بوءرة البهش والدراسة

لتهقيق الأهداف التالية:‏

- يساهم المشروع في الهفاظ على العمارة التقليدية المحلية،‏ وهي تراش عربي تكمن قيمته في شخصيته المتميزة،‏ وهذا التراش

يتعرض‏ للتطور الداءم بسبب أعمال إعادة البناء والاستخدام،‏ وتقنياته التقليدية عرضة للزوال أمام التجديد الهاصل فيها،‏ وهو أمر

لا بد أن يهصل من أجل تحسين حياة السكان،‏ وبالتالي لا بد من تأهيل الأشخاص‏ المسوءولين عن هذه العمليات،‏ سواء أكانوا

أصهاب القرار أو السلطات التنفيذية أو المعماريين والمهندسين أو الهرفيين والبناءين،‏ بالإضافة إلى السكان أنفسهم الذين يعتبرون

الهدف الرءيس‏ للمشروع.‏

- الوعي بأهمية التراش الشقافي المعماري العربي العادي غير الصرحي وتطوره،‏ والتعريف به بالنسبة للجمهور العريض،‏ وجعلهم

ينظرون إليه بفهم جديد مما يشجع السياحة الشقافية.‏

- إظهار تنوع أشكال العمارة العربية السورية ومقياسها في المناطق اخملتلفة،‏ وانعكاس‏ ذلك على طريقة التعامل معها لتقوية الهوية

الشقافية.‏

- تبيان تراكم الخبرة في التعامل مع التراش الشقافي،‏ وهو ما يساعد على وضع قوانين الهماية الفعالة بهيش تحميه من تأثير إيقاع

الهياة الهديشة السريع والمادي،‏ وتسمه بتأهيله بهيش يناسب احتياجات سكانه المعاصرة.‏

الدكتور المهندس‏ تمام فاكوش‏

المدير العام للآثار والمتاحف في سورية



٣

٤

٥

٧

٧

٨

٨

٩

١٠

١٢

١٢

١٢

١٣

١٣

١٣

١٣

١٣

١٤

١٤

١٥

١٥

١٥

١٥

١٥

١٥

١٩

١٩

١٩

١٩

١٩

١٩

٢٠

٢٠

٢٠

٢٠

٢٠

٢١

٢١

٢١

٢٢

٢٢

٢٣

٢٣

٢٣

٢٣

٢٣

٢٣

٢٣

٢٤

٢٤

٢٤

٢٤

٢٥

٢٥

٢٥

٢٥

٢٧

٢٧

٢٨

٢٩

٢٩

٣٠

٣٣

٣٣

٣٤

٣٤

٣٤

٣٤

٣٥

٣٥

٣٥

٣٥

٣٥

٣٥

٣٦

٣٦

٣٦

٣٦

٣٧

٣٩

٣٩

٣٩

٣٩

٣٩

٤٠

٤٠

٤٠

٤٠

٤٠

٤٠

٤١

العمارة التقليدية في سورية

كلمة أولى

مقدمة

المحتويات

سورية المناطق

الخصاءص‏ المادية

السكان

الظاهرة الهضارية

حلب

دمشق

المساكن التقليدية في سورية

مقدمة

تاريخ المسكن وتطوره

الخيمة

منزل مع خليتين

منزل مع رواق

منزل مع إيوان

البيت الريفي

البيت العربي

المنزل اللبناني

أنواع التغييرات

التغييرات الشكلية

التغييرات التي تعدل الهجم

التغييرات التي طرأت على الفتهات

التغييرات في الاستعمال

التغييرات في تقسيم الفراغ

تقنية البناء

مقدمة

الجدران

الجدران الهجرية

جدار حجري مشذب منهوت

الجدران الهجارية المتناوبة الألوان

الجدران ذات الهجارة الخام الغير المنتظمة

الجدران من الهجر الخام

الجدران الطينية

الجدران من البلوك الطيني

جدران الطين المدكوكة

جدران الهيكل الخشبي

الفتهات والأقواس‏ والعناصر المشابهة

الفتهات

الأقواس‏

الأكشاك

العقود والقباب

العقود

القباب

القباب الطينية

القباب الهجرية

الأسقف المستوية

الأسقف الهجرية

الأسقف الخشبية

سقف من أغصان الأشجار والنباتات

تغطية الجدران

الزريقة الكلسية

الزريقة الطينية

الطرش‏ الكلسي

المواد والمهارة

الخاتمة

الإطار التشريعي

التشريع

إجراءات الهماية وتصنيف الآثار

الأطراف المعنية

التمويل

أمشلة عن مشاريع ترميمية

التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل عملية إعادة تأهيل أو صيانة

التشخيص‏ المبدءي

التشخيص‏ المتعدد الاختصاصات

الدراسة التاريخية والتوثيقية

الدراسة الاجتماعية الاقتصادية

المسه البياني

المسه المعماري

مسه الأضرار

مسه المواد المستخدمة وتقنيات تنفيذها

مسه الأنظمة اخملتلفة

مسه مهيط المنزل

التهقق من الأضرار في المبنى

تهليل البناء والانشآءات

التجارب في الموقع

التجارب في اخملتبر

أدوات المراقبة والقياس‏

التشخيص‏

الصيانة الدورية هي الضمان الهقيقي للهفاظ على المباني التقليدية

ضرورة الصيانة

الصيانة اليوم

دور المالك

دليل الصيانة

الصيانة الوقاءية

وساءل الصيانة

الاستخدام الجيد

الصيانة

التصليه

التجديد

فهرس‏ المحتويات

١

٢

٣

٤

٥

٦


مقدمة

إن هذا الكتاب هو نتاج شبكة CORPUS LEVANT وهي جزء من برنامج التراش المتوسطي-‏ الأوربي(‏Program (Euromed Heritage

الذي يُعمل به في منطقة MEDA حيش يتمّم كلا من لبنان وسورية هذا العمل بإضافة المزيد إلى الثروة الغنية من المعلومات التي

جمعت من ١٣ دولة متوسطية أخرى شاركت في مشروع ،CORPUS وبذلك يكون قد كوّن قاعدة قيمة من البيانات حول

التراش المعماري يمكن الاطلاع على عملنا من خلال موقعنا على الإنترنت www.meda-corpus.net وفي كتاب العمارة المتوسطية

CORPUS

التقليدية Architecture'' .''Traditional Mediterranean

إن كلا من لبنان وسورية يتممّا

بدخول لبنان وسورية إلى CORPUS

CORPUS لأنه بمشاركتهما يكون قد حقق CORPUS استمرارية جغرافية لشرقي حوض‏ المتوسط.‏

أصبهت اللغة العربية من بين الوثاءق التي جمعت.‏ وتم إلى جانب البهش العملي إضافة أداتين

جديدتين هما المعرضان المتنقلان اللذان يدعمان ويساندان حملة توعية موجهة لعامة الشعب في المدن والمناطق السورية واللبنانية.‏

و إلى جانب ذلك تم إنشاء دليل عمل لصيانة وترميم العمارة التقليدية يقوم على توجيه السكان وأصهاب الهرف والمعماريين أثناء

عملهم.‏

أثرت عملية تجانس‏ متسارعة في الأربعين سنة الماضية على مخزون العمارة التقليدية مسببة إختفاء تدريجي لجميع الصفات المميزة

لهذه العمارة.‏ لذلك فإن البيت التقليدي في القرية أو المدينة بكل أصالته وجذوره واستمراريته وأشكاله الهالية هو مرة أخرى محور

دراستنا،‏ فهي دراسة لفن السكن والهياة.‏ تتمتع العمارة التقليدية بعناصر متميزة حيش قد تكون بسيطة،‏ محلية،‏ أو حتى بداءية في

مفاهيمها ولكنها في جميع الهالات تقريبا نتاج أشخاص‏ ماهرين وفنانين وليس‏ من عمل معماريين،‏ حيش أنها تمت باستخدام

المعرفة المحلية والمواد التقليدية وتتبع أشكالها وتقنياتها نماذج متوارثة.‏

وبفضل مشاركة هاتين الدولتين أضيف الكشير إلى القاعدة الغنية من المعلومات التي جمعت عن الأنماط المعمارية والمواقع المتميزة

وفنون البناء.‏ وبعيدا عن المعلومات والمعرفة التي استطاع أن يهصلها هذا البرنامج والتي هي متوفرة على موقع الإنترنت وعلى

الاقراص‏ الليزرية،‏ استطاع هذا البرنامج أن ينشئ دليل ترميم عملي.‏ إن الغرض‏ من هذا الدليل إثارة الاهتمام والوعي حول العمارة

التقليدية إلى جانب تقديم الأجوبة البسيطة الموضهة بالرسومات لمشاكل حقيقية تواجهها العمارة التقليدية وذلك من خلال حوالي

١٦٠ ملف تقني أعد لخدمة الذين يريدون الهفاظ على هذه الأشكال المعمارية المتميزة.‏ وتبقى غايتنا الأسمى الترويج للترميم

الإيجابي الذي يهافظ على التراش ويتبنى المفاهيم الجديدة ويهسن اخملزون السكني التقليدي دون المساس‏ بجوهره أو تهديد وجوده.‏

جيل نوريسيه

منسق شبكة

Corpus Levant

EUROMED HERITAGE هو أول برنامج ثقافي يقوم على شراكة أوروبية-‏ متوسطية،‏ يهدف إلى البهش في التراش من خلال مفهومه

الأعم.‏ حيش تتم دراسة التراش من خلال الجوانب اخملتلفة للهوية إضافة إلى تأثيره الاقتصادي دوره الممكن كباعش على الهركة

الإيجابية والتنمية والثراء.‏

MEDA

الMEDA

هي المنطقة التي تتألف من بلدان متوسطية وأوروبية متجاورة قامت بعدة مشاريع عملية مع بعضها البعض.‏ حيش أن

تعد أداة لخطوة راءدة طموحة تهدف إلى خلق روابط قوية وثيقة بين الشواطئ الجنوبية والشرقية والشمالية للبهر المتوسط.‏

CORPUS اختصار COnstruction-Rehabilitation- Patrimony- USe أي إنشاء-ترميم-‏ تراش-استخدام.‏

إن هذا الاختصار يذكرنا بجوهر مهمتنا:‏ إننا نتعامل مع فنون البناء،‏ مع عمارة معاصرة ولكن في حالة سيئة،‏ مع قيم وتقاليد قديمة،‏

مع عمارة نافعة ومأهولة.‏ إن CORPUS ليس‏ فقط اختصار بل هي كلمة تعني مجموعة من النصوص‏ والوثاءق التي أنتجتها تقاليد

مختلفة.‏ ‏(قاموس‏ لاروس).‏

إن هذا المشروع ممول من قبل برنامج الMEDA التابع للاتحاد الأوروبي.‏ وإن الآراء المطروحة في هذه الوثيقة لا تعكس‏ بالضرورة

موقف الاتحاد الاوروبي أو دوله الأعضاء.‏


سورية المناطق

الخصاءص‏ المادية

تقع سورية على الساحل الشرقي للبهر المتوسط تحدها

تركية من الشمال والعراق من الشرق وتشكل الأردن الهدود

الجنوبية بينما يشكل كلا من لبنان والبهر المتوسط الهدود

الغربية.‏ تقسم الأرضي السورية جغرافياً‏ إلى أربع مناطق:‏

ساحلية،‏ جبلية،‏ داخلية،‏ صهراوية.‏ أما من الناحية الإدارية

فتقسم إلى ‎١٤‎محافظة والتي بدورها تنقسم إلى وحدات إدارية

أصغر،‏ أصغرها القرية.‏ لدى سورية ٦ مليون هكتار من الأراضي

الخصبة أما بقية المناطق فهي عبارة عن مروج ومراعي وحراج

ومناطق غير زراعية.‏

تبلغ مساحة سورية الإجمالية ١٨٥١٨٠ كم‎٢‎ وعدد

السكان المسجلين في نهاية العام ‎١٧٤٦٠٠٠٠‎نسمة.‏ ١٩٩٩

وقد وصل معدل الكشافة السكانية إلى حوالي ٩٥ نسمة لكل كم‎٢‎

ونسبة السكان الهضر من مجمل السكان حوالي ٥٠٪.

يتصف المناخ في سورية،‏ كالمناخ في بقية البلدان

المتوسطية،‏ بشتاء بارد وماطر وصيف حار وجاف يفصل

بينهما فصلان إنتقاليان قصيران.‏ ويتراوه العلو عن سطه البهر

من ‎١٠‎م في اللاذقية إلى‎١٥٠٠‎م في بلودان بالقرب من دمشق.‏

تتصف المناطق الساحلية بالهطولات المطرية الغزيرة في

الشتاء ودرجات الهرارة المعتدلة والرطوبة العالية نسبياً‏ في

الصيف،‏ أما المناطق الداخلية فشتاءها ماطر وصيفها حار

وجاف.‏ تتعرض‏ درجات الهرارة الصغرى والكبرى لتفاوت كبير

في اليوم الواحد.‏ ويتصف مناخ المناطق الجبلية على إرتفاع

‎١٠٠٠‎م أو أكثر بشتاء ماطر حيش قد يتجاوز الهطول ‎١٠٠٠‎ملم

ويكون الصيف معتدل الهرارة.‏ أما المناطق الصهراوية

فأمطارها قليلة في الشتاء وصيفها جاف وحار.‏

حوران

خريطة سورية

٧


١

٦


تبعت حلب بيزنطة عام ٣٣٠ ميلادي وتوسعت المدينة عمرانياً‏

وضمت مناطق جديدة،‏ ودخلها الإسلام ‎٦٣٦‎م،‏ ولضرورات

دفاعية ازدادت التهصينات على أسوار المدينة والقلعة وبنيت

فيها عدة مساجد.‏ وقد توسعت في العهد الأموي عمرانياً‏ وبنيت

فبها خانات وتكايا ومساجد جديدة،‏ وتعرضت المدينة لهجوم

الصليبيين عام ‎١١١٠‎م ولأسباب دفاعية أيضاً‏ أصبه لكل حي

شارع رءيس‏ له بوابة وخدمات وأسواق خاصة.‏ ازدهرت المدينة

في عهد الهمدانيين ‏(سيف الدولة ( وامتد العمران وأنشئت

القصور.‏

سوريا المناطق

وادي نهر العاصي

الجماعية من الريف إلى المدينة.‏ وينتج عن هذه الظاهرة النمو

الهضري العشواءي،‏ ازدادت نسبة سكان العالم الذين يعيشون في

المدن الكبيرة من ٥٪ إلى ٤٥٪ خلال القرن الماضي،‏ ويتوقع أن

تصل هذه النسبة إلى حوالي الشلشين بهلول العام ٢٠٣٠. وتظهر

التقديرات في سورية المأخوذة عام ٢٠٠٠ أن ٥٤,٥٪ من مجموع

السكان في سورية يعيش‏ حاليا في المناطق الهضرية وأن تمدن

السكان السوريون في ازدياد مستمر.‏

تدفع العوامل الاقتصادية واختلاف مستوى الخدمات

التي توءمن في الريف عن تلك التي توءمن في المدن أفواجاً‏ من

الريفيين إلى الانتقال إلى المدن.‏ وتقوم هذه الأفواج على الأغلب

بتشكيل تجمعات كبيرة عشواءية حول المراكز الهضرية لدرجة أن

اثنين من المدن السورية ‏(دمشق وحلب)‏ يأويان حوالي ثلش

مجموع سكان سورية.‏ ومناطق السكن العشواءي تشير إلى

المناطق السكنية التي بنيت على أرض‏ ليس‏ لسكانها أي حق

شرعي بها أو تشير إلى تجمعات سكنية غير مخططة ومناطق

يكون السكن فيها غير خاضع لضوابط البناء أوضوابط التخطيط

الهالية.‏ ونظرا لطبيعة هذه التجمعات التي كشيراً‏ ما تكون

عشواءية وغير قانونية فإن سكانها في أغلب الأحوال ليسوا فقط

محرومين من أبسط المقتنيات المادية الأولية بل هم محرومون

أيضاً‏ من الخدمات الأساسية والرأسمال الاجتماعي.‏

حلب

دخلت مدينة حلب سجل التاريخ لأول مرة في الألف

الشالش قبل الميلاد أيام الأكاديين،‏ ثم استوطنها العموريون في

منتصف الألف الشالش قبل الميلاد وأقاموا مملكتهم ‏(يمهاض).‏

وتعرضت لغزو الهيشيين واستمرحكمهم حتى العام ‎١٦٥٠‎ق.م.‏

ثم دخلت في متلكات الفراعنة عام ‎١٤٨٣‎ق.م.‏

حكمها الفرس‏ عام ٥٣٩ ق.م والذكر الأول لهلب ورد أنه حلب بن

مهر.‏ وبدأت التجمعات السكنية في المناطق الجنوبية من المدينة

القديمة الهالية.‏

في ‎١٠٣‎ق.م أعيد بناء حلب ثانية في عهد السلوقيين

وتوسعت المدينة لتستوعب الناس‏ الجدد الذين جئ بهم من

مقدونيا.‏ ظهرت الأحياء الجديدة،‏ التي بنيت بنظام هلنستي حيش

كل الشوارع مستقيمة ومتعامدة ومتجهة نهو الاتجاهات الأربعة

‏(رقعة الشطرضج).‏ وأنشئت الأسوار بشكل موازٍ‏ للأحياء،‏ وأصبهت

في القرن ‎١٤‎ق.م ‏(العهد الروماني)‏ إحدى أهم مدن مقاطعة

خالستيك.‏

النمو العمراني في دمشق

في عهد الأيوبيين توسعت الأسوار وظهرت بعض‏ الأحياء خارج

الأسوار،‏ واستمر هذا التوسع في عهد المماليك،‏ حيش أحاطت

تجمعات السكن بالقلعة بعد أن كانت قد تعرضت للخراب على يد

المغول عام ‎١٢٥٨‎م.‏

دخلها سليم الأول التركي عام ‎١٥١٦‎م واستتب الهكم

للعشمانيين الذين عمدوا إلى تعديل الجهاز الإداري،‏ بدأت معهم

المشاريع العمرانية الكبيرة داخل الأسوار وخارجها.‏ حيش

توسعت الطرقات وتطور حي الجديدة الشمالي خارج الأسوار

حماة

٩


سوريا المناطق

السكان

إن الطبيعية السورية التي تتنوع ما بين التلال والوديان

والسهول والبوادي شكلت المأوى جملموعات بشرية متنوعة

تختلف أديانها ولغاتها وحضاراتها.‏ فقد سكنت في سورية

إمبراطوريات كبيرة لا تزال آثارها شاهدة عليها حتى الآن.‏ وهذا

التنوع هو في الوقت نفسه نتيجة وانعكاساً‏ للتكوين المادي

والتاريخي لسورية،‏ لذا نجد أنه في بعض‏ المناطق السورية لا

يزال الآشوريون يمارسون عاداتهم القديمة ويتكلمون لغتهم

الأصلية كما لا يزال السكان في معلولا يتكلمون لغة السيد

المسيه.‏

يشكل العرب الأغليبة الساحقة من السكان في سورية،‏

ولكن هناك أقليات لها وجود بارز إلى جانب وجود تنوع كبير في

الممارسات الدينية.‏ اللغة الرءيسية هي بالطبع اللغة العربية،‏

والدين الرءيس‏ هو الإسلام.‏

إن الإرش المعماري هو شاهد على هذا التنوع حيش أن

سورية كانت ملتقى الهضارات الكبيرة وأرض‏ لنشر توجهاتها

المعمارية والشقافية،‏ وانعكست هذه التوجهات في العمارة

والتقاليد وأنماط الهياة المتبناة من قبل السكان المحليين.‏

الظاهرة الهضارية

دمشق

تقسم سورية من الناحية الإدارية إلى ١٣ محافظة إلى

جانب إعطاء صفة خاصة لمحافظة دمشق لكونها العاصمة.‏

تنتظم كل محافظة حول مدينة رءيسية تعرف بمركز المحافظة.‏

ومن ثم يقسم ريف كل محافظة إلى مناطق.‏ وفي وسط كل منطقة

توجد مدن ثانوية.‏ ويجب أن يكون عدد السكان في مدينة أكثر من

٢٠ ألف نسمة لكي تعتبر مدينة ويسمه لها بأن تدير منطقتها.‏

وتنتظم القرى الأصغر والمزارع من خلال مقاطعات أصغر ضمن

كل منطقة.‏

بهلول العام ٢٠٠٠، حاز أكثر من ٨٤ مركزاً‏ حضرياً‏ على

صفة مدينة.‏ وفي بداية السبعينيات حين كان النمو الهضري

يسجل أعلى مستوياته،‏ وضع نظام جديد للإدارة المحلية،‏

وانتخبت المدن مجالسها لكي تشرف على إدارتها.‏ ولكل مجلس‏

منظر للطبيعة السورية

مكتب تنفيذي صغير لإدارة عمله يترأس‏ هذا المكتب رءيس‏ مجلس‏

المدينة.‏ تتم الإدارة على مستوى المحافظة بطريقة مشابهة من

خلال مجلس‏ منتخب،‏ أما المحافظ فيتم تعيينه مركزياً،‏ ويشرف

على عمل كل المكاتب الهكومية في المحافظة.و المدن المركزية

في المحافظات تتمتع بقدر أكبر من الاستقالية ولها مجموعة

كاملة من المديريات التقنية،‏ أما المدن الأصغر فتعتمد على

الخدمات التي توءمن على مستوى المحافظة.‏

تعتبر وزارة الإدارة المحلية مسوءولة عن تنسيق وإدارة

تطبيق قوانين الإدارة المحلية.‏ ولكن القرارات التقنية المتعلقة

بالتخطيط والبنى التهتية و السكن تنسق مع وزارة الإسكان.‏

وتنال هاتان المديريتان أكثر من ١٠٪ من الميزانية القومية.‏

تتألف عاءدات المدن السورية من رسوم تجمع على

مستوى المدينة واستشمارات إضافة إلى نصيب المدينةمن

الضراءب القومية بما يتناسب مع حجمها.‏ تقدم الهكومة

المركزية في أحيان كشيرة إعانات وهبات لتمويل المشاريع

الإنماءية الكبيرة.‏ وتوءمن الوزارات اخملتصة ميزانيات لتمويل

المشاريع وأعمال مديرياتها في المحافظات.‏ إن جميع الميزانيات

الهكومية في سورية تعرض‏ للموافقة على المستوى القومي.‏

يعمل مخاتير المناطق واللجان المحلية على شكل صلة

وصل بين السكان والإدارة المحلية . ويسمه الهوار من خلال هذه

اللجان بعمليات مشاركة غير رسمية.‏ ولكن التمشيل الرسمي عن

السكان يتم عن طريق مجلس‏ المدينة المنتخب كل أربع سنوات.‏

الظاهرة الهضرية.‏

إن إحدى اتجاهات التنمية الرءيسية ليس‏ فقط في سورية

بل في منطقة حوض‏ البهر المتوسط كلها هي ظاهرة الهجرة

جزيرة أرواد

٨


سوريا المناطق

دمشق في القرن ١٩

أصبه الهكم للأيوبيين سنة ‎١١٧٤‎م،‏ حيش كان عهد

النهضة الهقيقية.‏ وقد جعلوا من المدينة موقعاً‏ حربياً‏ ومركزاً‏

ثقافياً‏ ودينياً،‏ فبنوا القلعة على الزاوية الشمالية الغربية من

السور الروماني،‏ والتي كانت مقام السلطان وحولها دواءر

الهكومة،‏ كما رمموا سور المدينة.‏ وقد اتسعت الأسواق لتدل على

الإزدهار الاقصادي للمدينة،‏ وظهر في هذه الفترة ميل الطواءف

الدينية إلى الاجتماع معاً‏ والاستقلال بأحياء خاصة من المدينة،‏

وظهرت المدارس‏ والبيمارستانات.‏

بعد الغزو المغولي عام ‎١٢٦٠‎م،‏ أصبهت سورية تابعة

لمصر تحت سلطة المماليك الترك.‏ ويعد العامل العسكري عامل

تطور المدينة آنذاك كما ازدهرت المدينة تجارياً،‏ واتسعت الأسواق

وتخصصت أكثر فأكثر.‏ ومع هذا التطور الصناعي والتجاري

وتزايد الهاجة إلى الأيدي العاملة وزاد عدد السكان،‏ نشأت

ضاحيتان جديدتان خصصتا للسكن.‏ وقد اهتم الماليك بالبناء،‏

فأنشوءوا في المدينة عددا من المعالم التي غدت زينة لها.‏ وفي آخر

عهد الممليك تدهورت المدينة وغرقت في الفقر لعدة أسباب،‏ ولم

تكن إلا مدينة خربة عندما دخلها السلطان سليم العشماني سنة

‎١٥١٦‎م . وأدى امتداد الإمبرطورية العشماينة وتوسعها إلى نشاط

حركة تجارية كبيرة استفادت منها دمشق بفضل موقعها

التجاري الواقع على طريق الهج.‏ ونشأت فيها الخانات،‏

والمستودعات،‏ كما أنشأ‏ العشمانييون بعض‏ الجوامع الكبيرة على

طراز جوامع القسطنطينية.‏ وفي أواخر هذه الفترة أصبهت المدينة

مستعدة للتأثر بالشقافة الأوروبية إثر احتلال محمد علي لسورية

عام ‎١٨٤٠-١٨٣٢‎م . وأقيمت في دمشق مباني متخصصة

بالصهة العامة والسير والتنظيم الإداري.‏ ونشأت أسواق جديدة .

تلاها الانتداب الفرنسي عام ‎١٩٢١‎م وتجسدت في هذه الفترة

مظاهر التأثر بالعمارة الأوروبية.‏ وتوسعت المدينة متأثرة

بالتخطيط الغربي ونظم البناء الأوروبية.‏ وهكذا نشأت دفعة

واحدة مدينة جديدة خارج حدود المدينة القديمة وإلى جانبها.‏

دمشق القديمة عام ١٩١٢ وصورة جوية اليوم

١١


سوريا المناطق

وأنشئت مشاريع جديدة تشمل المدارس‏ والجوامع والخانات

والأسواق جديدة.‏ وعرفت المدينة في هذه الفترة حركة تجارية

بارزة ، فقد كانت القوافل تجد في حلب كل محاصيل الشرق

وازدهرت الصناعة وأصبهت مصدراً‏ للمواد الأولية وسوق لإنتاج

أوربا الصناعية.‏

وفي القرن ‎١٧‎و‎١٨‎ تم تطبيق العديد من المعايير غير

الرسمية.‏ ومن هذه المعايير الممارسات العمرانية المحلية حيش

نتج عنها طرق جديدة للبناء تطورت لتشكل أنماطاً‏ جديدة.‏ في

القرن التاسع عشر،‏ في عام ‎١٨٣٢‎م سقطت حلب بأيدي

المصريين ولكن الأتراك عبروا الفرات في عام ‎١٨٣٩‎م وانتزعوا

حلب مرة أخرى.‏ وخلال هذا القرن تطورت المدينة كشيراً‏ وكانت

بداية فته شوارع جديدة حيش ردم الخندق وأنشئ مكانه شارع

وبدأت المباني على طابقين وثلاثة بعد أن كانت تقتصر على

البيت العربي التقليدي ذي الفناء.‏ وأنشئت الساحات والهداءق

العامة،‏ كما أنشئت سكة الهديد ومحطتا القطار،‏ وخططت أحياء

جديدة كما حددت اتجاهات التوسع ومحاور الربط مع المدينة

القديمة.‏

استمر هذا التطور السريع للمدينة خلال فترة الانتداب

الفرنسي ‎١٩٢٠‎م،‏ ووضعت اخملططات على أيدي مخططين

فرنسيين مشل دانهيه وإيكوشار واقترحت المباني التي تعتمد

وجاءب خضراء حولها وانتقل الميسورون والأجانب للعيش‏ في

هذه المناطق وقد أثر ذلك على المدينة القديمة حيش ظهر فرق

واضه في الهالة المادية بين سكان المنطقتين.‏

بعد الاستقلال وضع اخملطط الفرنسي غوتون عام

‎١٩٥٤‎م اقتراحاً‏ لتنظيم المدينة وفته المزيد من الشوارع بعضها

نفذ وبعضها الآخر ألغي ضمن اخملطط الذي لهقه على يد الياباني

بانشويا عام ‎١٩٧٤‎م بعد ذلك تعرضت بعض‏ أجزاء المدينة

القديمة للتهدم لتنفيذ مشروع باب الفرج (١٠ هكتارات).‏ وفي

العام ١٩٨٦ اعتمدت توصيات اليونسكو واعتبرت مدينة حلب

موقعا للتراش العالمي الإنساني.‏

وفاته أصبهت من نصيب السلوقيين.‏ وخلال هذه الفترة أصبهت

المدينة كأنها اقتطعت من أوربة.‏ وأضهت دمشق مدينة مزدوجة

شرقية-يونانية وفي هذه الفترة كانت المدينة متناسقة البناء

ذات تصميم منظم،‏ وانتظمت البيوت ضمن أحياء مستطيلة

تتعادل مساحة وتخترقها شوارع مستقيمة.‏

أضافت روما فيما بعد إلى المدينة الكشير،‏ وعرفت دمشق

ازدهاراً‏ سببه وبشكل رءيس‏ السلم،‏ وأصبهت مستعمرة رومانية

أكثر استقلالية مع الوقت،‏ وحافظت على تخطيطها المنظم كما في

العهد اليوناني،‏ وأوجد فيها الشارع الرءيس‏ الذي يتوضع عليه

المباني الهامة.‏

دخل العرب دمشق عام ‎٦٣٥‎م،‏ وفي البداية لم يبد من

مظاهر الهكم الجديد سوى الجامع ودار الخلافة اللذين شيدا جنباً‏

إلى جنب مكان الهيكل القديم،‏ وتوسع الجامع فيما بعد ليصبه

شاهداً‏ على دولة الأمويين وسمي ‏(جامع بني أمية).‏

بعد سقوط الأمويين،‏ تضافرت الهوادش التاريخية،‏

فأرهقها العباسيون بالهروب والغزوات حتى العهد الفاطمي ولم

تنته الاضطرابات إلا بظهور الأتراك السلاجقة،‏ وكان العامل

الأساسي في تطور المدينة خلال هذه الفترات انعدام الأمن على

اختلاف مظاهره.‏ وأدى ذلك بالسكان إلى الاجتماع ضمن

منظمات وعصبات ومع الوقت أصبهت المدينة تظهر بمظهر

مجموعة من الهارات المستقلة كل منها بهياتها الخاصة،‏

بمسجدها وطريقة توزيع المياه الخاصة فيها وحماماتها

وأسواقها.‏ ‏(حسب الأديان،‏ القباءل،‏ القرابات.......).‏ وأصبه لكل

شارع باب يقفل مساء ويتفرع عنه أزقة توءدي إلى المساكن

الخاصة،‏ ويجمع بينها جميعاً‏ السور المحصن على حدود المدينة،‏

والجامع الكبير،‏ والأسواق الرءيسة.‏

دمشق

من الطبيعي أن لا يكون لدينا نص‏ أكيد عن عهد تأسيس‏

مدينة دمشق،‏ إلا إنه يمكن رسم خطوط واضهة لبدء تطور المدينة

منذ القرن الهادي عشر قبل الميلاد.‏ وفي ذلك الوقت كانت دمشق

مدينة ذات أهمية كبيرة فقد كانت عاصمة المملكة الآرامية.‏ وهي

في نواتها الأصلية هضبة تقع في قلب المدينة،‏ وتشرف على

الأراضي اجملاورة.‏ ومن الصعب تقدير قطر هذا التل الأصلي،‏

حيش القلعة وقصر الملوك وكذلك الهيكل القديم.‏ كما أن هناك

معلومات واضهة عن طريقة توزيع المياه من الأقنية القريبة في

ذلك العهد القديم.‏ ويشكل الهيكل والقصر المركز الذي تألف حوله

اجملتمع الهضري.‏

أما مظهر المدينة فهو على حسب الوثاءق والهفريات لا

يختلف كشيرا عن مظهر بعض‏ القرى المحيطة اجملاروة حالياً.‏

كانت المدينة بعيدة عن التنظيم فقد كانت لا تعرف من القواعد إلا

ما تفرضه عليها طبيعة الأرض‏ وحدود الملكيات الخاصة.‏

استخدم في البناء الطين والهياكل الخشبية والمواد المتوفرة في

المحيط القريب.‏

في عام ٣٣٣ ق.م اتصلت المدينة اتصالاً‏ وثيقاً‏ بالشقافة

اليونانية،‏ وأدمجت بلا عنف ضمن امبراطوية الإسكندر،‏ وإثر

حلب القديمة عام ١٩١٢ وحلب القديمة اليوم

١٠


الوسط الخارجي يسمى الإيوان.‏ ويتم الاتصال بغرفتي المعيشة

من خلال الإيوان الذي يستخدم لتوزيع الفراغ.‏

إن هذا النمط من البيوت هو الشكل النموذجي للبناء الريفي،‏ حيش

تتعدد استعمالاته بين السكن والورشة والمستودع ويستعمل

الإيوان للهيونات المنزلية.‏

٥- البيت الريفي:‏

بهكم اختلاف طبيعة الهياة بين الريف والمدينة اختلف نمط

البناء وشكله واختلفت أقسام البيت باختلاف الاحتياجات،‏ كما

اختلفت مواد البناء وتعددت في ضواحي المدن السورية.‏ فقد

اعتمدت حياة سكان الريف على الزراعة وتربية الهيوانات مما

اقتضى وجود باحة تابعة للمنزل وهو نفس‏ المبدأ‏ المعتمد في

بناء البيوت التقليدية في المدن،‏ حيش لكل بيت فراغ خاص‏ به،‏

تابع له،‏ والفرق بأنه يتوسط البيت في المدينة،‏ في حين ليس‏

بالضرورة أن يكون محاطاً‏ بالغرف في البيوت الريفية.‏

لم يقتصر هذا الفراغ على الهيز الخاص‏ بالسكان في الريف إنما

هناك الهيز الخاص‏ بالهيوانات،‏ كالخيول،‏ والدواجن،‏ وبعض‏

الزراعات الموسمية.‏

تعددت الأمشلة والأنماط المدروسة في أرجاء القطر،‏ ففي السفيرة

سادت المباني الطينية واستخدمت القباب الطينية في التسقيف.‏

واعتمد هذا النمط على وحدة رءيسية هي عبارة عن غرفة بأبعاد

‎٤x٤‎م بسقف مقبب وتتكرر هذه الوحدة لتهيط بالباحة الداخلية،‏

وكلما كان البيت أكبر وأصهابه أكثر ثراء تعددت هذه الوحدات

وتعددت استخداماتها وزادت مساحة الفراغ الداخلي،‏ إلا أن

الارتفاع لم يتجاوز الطابق الأرضي.‏

وبشكل عام انقسم البيت إلى عدة أقسام:‏ القسم النهاري وفيه

غرف الرجال وغرف النساء،‏ والمطبخ والخدمات بما فيها التنور،‏

وقسم النوم،‏ بالإضافة إلى القسم اخملصص‏ للهيوانات حيش

الهظيرة والاسطبل،‏ كما استخدمت القباب الطينية في منطقة

تيارا في ضواحي مدينة حلب،‏ إلا أن البناء بالكامل كان يأخذ

شكل القبة وليس‏ التسقيف فقط كما في السفيرة.‏

ومع مرور الوقت تغير نموذج التسقيف بالقباب وأصبهت

الأسقف مستوية بيتونية،‏ والجدران من الهجر أو البلوك بسبب

ديمومتها وعدم الهاجة لترميمها بشكل مستمر وتراجع استخدام

الطين كمادة بسبب تناقص‏ عدد الهرفيين القادرين على البناء

والترميم،‏ إلا أن الهل الجديد لم يلبي احتياجات السكان من حيش

العزل الهراري فقد تفوق البناء التقليدي الطيني بأداءه الهراري

والصوتي وتلاوءمه مع البيئة إذ أن الجدران السميكة التي قد تصل

سماكتها إلى ‎٧٠‎سم ومادة الطين بهد ذاتها عازل حراري كفيل

بأن يبقى جو البيت مناسباً‏ في الفصلين الهار والبارد.‏

وأكثر ما يميز هذا النمط من البناء هو الفتهات المحدودة،‏ إذ أنها

في أغلب الأحيان اقتصرت على الباب.‏ أما النوافذ فلم تتعدى

كونها فتهات طويلة صغيرة بأ‏ بعاد لا تتجاوز ٤٠

ومن الأشياء الملفتة في نمط البناء هذا هو إحداش السكان فتهة

بدن القبة التي تغطي غرفة حفظ الموءن لتفريغ الهبوب فيها

وإغلاقها بعد نهاية هذه العملية.‏ واستخدمت داءماً‏ الزريقة

الطينية في الإكساء الخارجي ومادة الهوارة في الإكساء الداخلي.‏

٦٠x سم ،

١- الخيمة:‏

الخيمة هي مسكن البدو والرحل وتستخدم كوحدة معيشية

متكاملة سهلة النصب والإعداد كما هي سهلة الرفع وجاهزة

للانتقال.‏ تعتمد حياة البدو على الرعي وهذا ما يفرض‏ عليهم

التنقل من مكان إلى آخر طلباً‏ للمراعي والوسط الملاءم لهياتهم

ولبقاء ماشيتهم.‏ بشكل عام ينتشر هذا النمط من الهياة في البادية

والسهول ومناطق الجزيرة والفرات وبالقرب من الهدود التركية.‏

تكون الخيمة على نوعين مختلفين بالوظيفة والهجم:‏ النوع الأول

هو الخيام الكبيرة التي تكون مجهزة لمعيشة البدو وتقسم إلى

حيزين أحدهما للرجال والآخر للنساء وقسم للضيوف وبشكل

عام يفصل بين الأقسام ستار مصنوع من اللباد أو القماش‏ أو

يفصل بينهما أكياس‏ الموءونة والخيزران الدقيق وعادة في الطرف

الأيسر من الخيمة تعلق السروج وتوضع الأدوات.‏ أما الخيام

الصغيرة فتخصص‏ بالعادة كمكان للخدمة ‏(المطبخ،‏ الموقد،‏

مستودع العلف،‏ مخزن الأدوات)‏ تأخذ الخيمة شكل متعدد

الأضلاع أقرب إلى المستطيل أو المربع.‏ وهي عبارة عن نسيج

صوفي يشد بالهبال من الخارج ويشبت بالأرض.‏ يتميز هذا

النسيج بالعازلية والقدرة على رد حر الصيف وبرد الشتاء.‏

تعيش‏ عاءلة كبيرة العدد في هذه الخيمة حيش نجد الآباء والأجداد

والأحفاد.‏ وقد نجد في بعض‏ المناطق تجمعات للخيم يقطن فيها

عدد من العاءلات ويتشاركون الماء والمرعى.‏ وتجهز الخيمة من

الداخل بمختلف وساءل ومتطلبات حياة بسيطة مشل حياة البدو

الرحل وما زالت عاداتهم القديمة في الهياة موجودة و تمارس‏ إلى

الآن.‏

٢- منزل مع خليتين:‏

يتألف هذا النوع من وحدتين معيشيتين متقابلتين مفتوحين على

الوسط الخارجي.‏ إما من الأمام فيطلق عليه اسم ‏''مصطبة''‏

ويستعمل كمنطقة معيشة أو من الخلف فيطلق عليه اسم ‏''زريبة''‏

ويستخدم كإصطبل للهيوانات.‏ تتصل هاتان الغرفتان ببعضهما

البعض‏ عن طريق باب وتتنوع استعملاتهما بين النشاطات الليلة

والنهارية،‏ حيش تستخدم الغرفة الأولى للنوم والشانية كمطبخ

ومخزن للطعام في معظم الأحيان.‏

إن هذا النوع من البناء التلقاءي ينتمي إلى منطقة الريف حيش

يكون البيت موءلفاً‏ من طابق واحد في معظم الأحيان ومرتبط

ببستان.‏ يوجد نمط البناء هذا في المناطق الجبلية القريبة من

اللاذقية.‏

٣- منزل مع رواق:‏

يتألف هذا نمط من عدة غرف متقابلة توءلف وحدة سكنية.‏

وتتصل هذه الغرف ببعضها البعض‏ عن طريق فناء مغلق يسمى

الرواق وهو يوءلف المنسوب الأمامي كله.‏

إن هذا الشكل من البيوت شاءع في قرى المناطق الواقعة شمالي

مدينة دمشق ويغلب على هذا النمط الاستعمال السكني.‏

٤- منزل مع إيوان:‏

يمكن إيجاد هذ النوع من البيوت في المناطق الواقعة شمالي

مدينة دمشق.‏ وهي عبارة عن وحدة إنشاءية موءلفة من ثلاثة

أقسام بهيش تُستخدم غرفتان للمعيشة وفناء مركزي مفتوه على

لقد اعتمد الطين كمادة بناء في الكشير من المناطق الريفية

الأخرى مع الاختلاف في نمط وشكل البناء فقد انتشرت البيوت

المساكن التقليدية في سورية

١٣


المساكن التقليدية في سورية

مقدمة

تعددت أنماط البناء في سورية واختلفت بهسب المناطق

ولا بد أولاً‏ أن نميز بين نمطين رءيسيين للهياة يندرج تحت كل

منهما تقسيمات أدنى:‏ الأول هو نمط الهياة المتنقلة أي حياة

البدو،‏ فالبدوي يعيش‏ تحت خيمته،‏ وهو قادر على تغيير المكان

طلباً‏ للماء والمرعى في أي وقت يشعر فيه بالهاجة إلى ذلك بأن

يتنقل مع عاءلته أو اجملموعة الكبيرة التي يعيلها إلى مكان آخر

يلبي الطلب.‏

الشاني وهو نمط الهياة الشابتة هي حياة الهضر والريف،‏

وهنا تندرج العديد من النماذج بين الريف والمدينة تختلف

باختلاف المدينة وريفها.‏ إلا أن هناك بعض‏ الخطوط العريضة

والفروق الواضهة بين بيت الريف وبيت المدينة التقليدي.‏ فالبيت

الهضري التقليدي هو بيت حجري أولاً‏ على اختلاف نوع الهجر

وتعدد ألوانه واختلاف طريقة بناءه،‏ يتألف بشكل رءيس‏ من

الفناء الداخلي أو باحة البيت التي تلتف حولها الغرف أو الجدران

الهجرية وهذا أكثر ما يميز البيت التقليدي عن البيت الريفي.‏ إذ إن

الأخير له باحته الخاصة التي تكون محدودة من أحد أطرافها أو

أكثر بغرف البيت والباقي محدود بسور،‏ كما أن الهديقة هذه فيها

ما هو مخصص‏ للسكان وما هو مخصص‏ للهيوانات وقد تزرع

في إحدى أجزاءها بعض‏ الخضار الموسمية.‏

الوصف السابق هو وصف عام للأنماط في الريف والمدينة

وفيما يلي ندرج الأنماط التفصيلية المتواجدة في الريف:‏

‎١‎‏-منزل مع خليتين.‏

‎٢‎‏-منزل مع رواق.‏

‎٣‎‏-منزل مع إيوان.‏

‎٤‎‏-منزل مع باحة سماوية.‏

بشكل عام فإن البيوت الريفية تكون صغيرة على الأغلب

تتألف من خليتين كما في مشقيتا مشلا ‏(منطقة اللاذقية).‏ وقد

تتعدد الخلايا لتلتف حول حديقة المنزل وتستوعب عدد أكبر من

الساكنين كما في السفيرة في ضواحي مدينة حلب وهنا تسكن

عدة عاءلات في البيت الواحد.‏

٢

الأنماط الموجودة في المدينة:‏

١- البيت التقليدي مع باحة سماوية.‏

٢- بيت مع صالة مركزية.‏

وبشكل عام قد تتعدد الأفنية الداخلية ضمن البيت العربي

التقليدي وهي معيار لفخامة البيت وتعدد العاءلات فيه،‏ وفي

بعض‏ البيوت الكبيرة جداً‏ ثلاثة أفنية أو فناءين.‏

أما البيوت ذات الفناء الواحد فهي تختلف تبعاً‏ لهالة ساكنيه

المادية،‏ فهناك الباحات الكبيرة التي تتوسطها البركة وتحيط بها

الأشجار،‏ وهناك أيضا البيوت العادية المتواضعة ذات الأفنية

المتوسطة والصغيرة.‏

تاريخ المسكن وتطوره

البيت الدمشقي

التصنيف الشكلي

ويمكن أن نمييز سبعة أشكال رءيسة للمساكن في كل من الهضر

والريف وهي كالتالي:‏

(Le tour du monde, 1882)

١٢


إنهسار بعض‏ الهرف التقليدية في البناء وانقراض‏ بعضها الآخر

هو تناقص‏ عدد الهرفيين الذين يتقنون الصنعة ويعرفون أصول

البناء ومتطلباته مشل طريقة إعداد المواد واجملازات والزمن

اللازم لكل مرحلة.‏ والسبب الآخر هو عدم توافر مواد البناء

التقليدية بشكل كافٍ‏ أو ظهور بعض‏ المواد البديلة التي تتميز

بسرعة التنفيذ والديمومة.‏ كما أدى تحول بعض‏ المناطق الأثرية

إلى مناطق سياحية إلى تغير في وظيفة المباني ووظيفة المنطقة

وإدخال بعض‏ التعديلات المتعلقة بالمواد بهدود ما تسمه به

ضوابط البناء.‏

المساكن التقليدية في سورية

أنواع التغييرات

التغييرات الشكلية

التغييرات التي تعدل الهجم

هذه التغيرات قد تكون بزيادة حجم البناء،‏ الإرتفاع أو العرض،‏

وإضافة بعض‏ التعديلات التي من شأنها أن توءثر على الشكل

الأصلي للمبنى أو المظهر العام له.‏ ويمكن أن يكون السبب لهذا

التوسع الزيادة في عدد السكان وزيادة متطلباتهم وحاجتهم إلى

عقارات إضافية مما يقتضي توسع يطغى على أراضي جديدة،‏ أو

حاجتهم إلى خدمات إضافية ضمن المبنى نفسه.‏ وتنشأ‏ عن هذه

العملية مشاكل متعددة منها المتطلبات الجديدة والهاجة إلى

تخديم إضافي مما يقتضي دخول السيارات بشكل أكبر،‏ عدا عن

الزيادة في عدد السيارات تلقاءياً‏ بسبب الزيادة الطبيعية للسكان،‏

بالإضافة إلى مشاكل البنية التهتية الفنية التي ربما تكون قديمة

أصلاً.‏ وأكثر الأمشلة مطابقة لهذه الهالة هي المدن القديمة كما

في حلب ودمشق إذ أثر الضغط الكبير على المركز القديم للمدينة

على البنية التهتية بشكل عام بما فيه البنية التهتية الفنية،‏

والإجتماعية،‏ وأدى تغير متطلبات السكان إلى رحيل بعضهم عن

المدينة القديمة،‏ وقيام البعض‏ بإجراء تعديلات على بيوتهم مشل

إضافة غرف،‏ تعديلات في الفتهات،‏ تقسيم المنزل وغيرها من

التغيرات التي أثرت على الشكل العام للبيت بالإضافة إلى

استخدام مواد جديدة بمظهر مختلف.‏

وفي بعض‏ القرى التي كانت تعتمد مبدأ‏ التسقيف بالقباب

الطينية،‏ أدت الهاجة إلى طابق ثاني يستوعب الزيادات السكانية

إلى إلغاء السقف المقبب واستبداله بالسقف المستوي البيتوني

الذي يعتبر على الرغم من سرعة تنفيذه وديمومته عازلاً‏ سيئاً‏

للهرارة والصوت.‏ ولا بد أن ننوه أيضاً‏ إلى أن بعض‏ التغيرات التي

طرأت عبر الزمن هي نتاج تجربة السكان والهرفيين وقد اعتُبر

بعضها طرازاً‏ جديداً‏ وأسلوباً‏ مختلفاً‏ في عمارته لبعض‏ العناصر

التي كان لها الدور في إحداش تغيير بالشكل إلا أنها لم توءثر على

الأداء.‏ فكل طراز طريقته في معالجة المتطلبات وعلى سبيل

المشال تغيرت طريقة التسقيف في أواءل القرن السابع عشر إلى

الأسقف الخشبية كبديل عن العقود والقباب في بعض‏ الهالات.‏

وبشكل عام تختلف أسباب التعديلات التي تطرأ‏ على الفتهات،‏

فالبعض‏ يرغب بالمزيد من الضوء والتشميس،‏ والبعض‏ يكون

بسبب تغيير نظام المعيشة ضمن المسكن لتلبية المتطلبات مشل

تقسيم غرف أو ضم غرف إلى بعضها،‏ وبالتالي قد يقتضي إحداش

فتهات جديدة.‏ تختلف في شكلها عن الفتهات الأصلية التي قد

تكون قوسية أو مزخرفة،‏ ومن الهالات التي تضر بالمبنى بشكل

كبير حالة إغلاق الفناء الداخلي في البيوت التقليدية وضمه كلياً‏

أو جزءياً‏ إلى الغرف الداخلية،‏ وهو بدوره يوءثر على مقدار الضوء

وأشعة الشمس‏ التي تدخل المنزل،‏ بالإضافة إلى تأثيرها أساساً‏

على الشكل العام للمبنى الذي من شأنه أن يغير من نمط البناء

ذاته.‏

التغييرات في الاستعمال

اعمال تأهيل في دمشق

التغييرات في تقسيم الفراغ

يعتبر التغير في متطلبات الهياة اليومية أو عدم ملاءمة البيوت

للتطور وزيادة عدد السكان من الأسباب الموءدية غالباً‏ الى حدوش

هذا النوع من التهولات حيش يميل الأفراد إلى تقسيم الغرف

باستخدام القواطع أو تقسيم الأفنية الداخلية مع زيادة الفراغات

الداخلية.‏

قد يوءثر هذا النوع من التهولات على نمط البناء بشكل عام

ويوءدي إلى تشويه كبير في بعض‏ الهالات،‏ بعضها يتعلق

بالمسقط الأفقي للمبنى مشل تقسيم الفراغات والتي قد تصل في

بعض‏ الأحيان إلى إحداش جدار ضمن الإيوان يقسم العقد،‏ أو

تقسيم بعض‏ القاعات التي تطال العتبة.‏ وعلى مستوى الواجهة

قد يتم إغلاق جزء من النافذة أو النافذة بالكامل بالبلوك مشلاً.‏

التغيرات التي طرأت على الفتهات

المقصود بالفتهات ليس‏ فقط الفتهات على الواجهة الخارجية

كالأبواب والنوافذ والأقواس،‏ إنما يتعداها إلى الفراغات المفتوحة

والنصف مفتوحة ضمن المبنى مشل الفناءات الداخلية،‏

والتراسات في بعض‏ الأنماط.‏

١٥


الريفية الطينية وغيرها كبيوت الهجر الخام،‏ وبيوت الهيكل

الخشبي في أرياف محافظة دمشق وغوطتها في مناطق مشل

إزرع.‏ وفي هذه المناطق ساد البناء على طابقين في بعض‏

الهالات،‏ وفي حالات أخرى انتقل إليه نمط البناء المديني ذو

الفناء الخاص‏ جداً‏ والمحاط بالغرف بالكامل،‏ كما انتقلت معه

أحياناً‏ بعض‏ العناصر المعمارية مشل الإيوان،‏ إلا أنها كانت أكثر

بساطة واستعملت فيها مواد أقل كلفة،‏ كالأسقف الخشبية المغطاة

بالنباتات أو الطين،‏ وجدران القرميد وغيرها.‏

- كما قد توفرت في البيت العربي التقليدي العناصر المعمارية

الخاصة بتأمين التهوية الطبيعية حيش استخدمت الملاقف أو

الفتهات المتقابلة هذا بالإضافة إلى التنوع في الارتفاعات

الداخلية وتوجه فراغات المسكن الرءيسية تجاه الهواء الساءر.‏

٧- البيت اللبناني:‏

نجد في كل منطقة شرقي حوض‏ البهر المتوسط نمطاً‏ عاماً‏ للبناء

يهمل اسم البيت اللبناني نظراً‏ لوجوده البارز في لبنان.‏ وقد ظهر

هذا النموذج في منتصف القرن التاسع عشر،‏ وهو مرتبط بالتطور

العشماني ونشوء طبقة متوسطة في المنطقة.‏ إن هذا النمط يمشل

تغيير كبير في تنظيم الفراغ ضمن البيت التقليدي نتيجة إدخال

عناصر صناعية جديدة وتزامنه مع إحداش الأنظمة والضوابط

العمرانية الجديدة في تلك الفترة.‏

ويعد الفناء المركزي السمة الرءيسية للبيت اللبناني،‏ ويهيط بهذا

الفناء عدة غرف.‏ تطل الغرف التي تقع على الواجهة على الخارج

من خلال نافذة ثلاثية الأقواس.‏ وفي معظم هذه البيوت نجد

شرفة على طول الغرفة التي تطل على الشارع أو الهديقة.‏

وتعتبر البيوت اللبنانية الموجودة في سورية متواضعة إذا قورنت

بتلك التي في بيروت ويبقى هذا النمط من البيوت التقليدية الأكثر

حداثة فيما يخص‏ الطبقة الوسطى في سورية.‏ وتوجد هذه البيوت

على طول المناطق الساحلية السورية.‏

التطورات والتغييرات التي طرأت على البيت التقليدي:‏

في هذا الفصل عرض‏ للتغيرات التي طرأت على طريقة وأسلوب

البناء التقليدي مع مرور الزمن،‏ والتطورات التي ربما أثرت

بدورها على شكل المبنى وأداءه.‏ وبالتأكيد فإن هذا التطور كان

بطيئاً‏ جداً‏ وقد أعطى الفرصة لكل عصر أن يعبر عن نفسه ويرسخ

طريقته في البناء ويجعلها في مبان مازالت قاءمة إلى وقتنا

الهالي.‏

بشكل عام فإن المواد المستخدمة في العمارة التقليدية على

اختلافها كانت مواد طبيعية متوافرة بكثرة في البيئة المحلية

كما استخدمت التقنيات اليدوية.‏ وقد اختلفت هذه المواد

باختلاف المنطقة مما أعطى لعمارة كل منطقة في سوريا طابعاً‏

مختلفاً‏ في المظهر والأبعاد والألوان بشكل متلاءم مع حياة

الناس‏ ومتطلباتهم،‏ منها ما هو باقي حتى الآن على حاله ومنها

ما طرأت عليه تغيرات بما يناسب الوضع الجديد.‏

وقد تعرضت أنماط البناء للتغير بتفاوت بين الريف والمدينة ففي

بعض‏ المدن كان الإختلاف جذرياً‏ وابتعد نمط البناء في الشكل

والأداء عن النمط التقليدي أما عمارة الأرياف فكان التطور فيها

يتفاوت بين المحدود والواسع إذ اقتصر في بعض‏ الهالات على

المواد أو تقنيات البناء ومرات أخرى امتد ليوءثرعلى النمط ككل،‏

كما تعددت أسباب التغير فمنها تزايد عدد السكان وعدم كفاية

المباني.‏ وفي بعض‏ الأنماط كما في البيوت التقليدية في المدينة

القديمة تم اعتماد الامتداد الأفقي الذي لم يخدم الزيادة في عدد

السكان ولم ينسجم مع الطلب الزاءد على المساكن،‏ فتغير نمط

البناء من الطابقين كهد أقصى،‏ إلى متعدد الطوابق.‏

أثر نمط حياة الناس‏ على شكل المبنى وأدى في بعض‏ الهالات إلى

تغير وظيفة بعض‏ الأقسام.‏ ومن أهم الأسباب التي أدت إلى

-

المساكن التقليدية في سورية

٦- البيت العربي :

إن المنزل التقليدي ذا الفناء المفتوه هو أحد أنماط البناء العامة

في سوريا والمنتشرة في جميع المدن كما هي الهال في بقية

الدول المتوسطية،‏ فالمبدأ‏ العام الأساس‏ الذي يعتمد عليه النمط

التقليدي في البناء الإنغلاق عن الخارج والانفتاه على الداخل

وتتنوع البيوت التقليدية من حيش الهجم والفخامة وقد تتعدد

الفراغات الداخلية إلا أنها جميعاً‏ تشترك بصفة الانفتاه على

الفناء الداخلي فهي تمنه الساكن الإحساس‏ بالخصوصية

والارتباط الكبير مع المسكن والعاءلة حيش يكون الفراغ الداخلي

جنة المنزل وحديقته،‏ وتلتف حوله الغرف وتشرف عليه.‏ تتوسط

غالبية البيوت المتوسطة والكبيرة بركة ماء ونافورة ذات دور في

تلطيف الهواء الداخل إلى الغرف،‏ وتمنه الأشجار الظل والهياة في

قلب المنزل.‏

يتميز البيت التقليدي بارتفاع محدود للبناء لا يتجاوز ‎١٠‎م على

طابقين،‏ وبشكل عام تتوزع غرف المعيشة والخدمات في الطابق

الأرضي وغرف النوم في الطابق الأول.‏

في البيوت الكبيرة التي تعددت فيها الباحات السماوية قسمت

إلى فراغ لمعيشة أهل البيت وفراغ للضيوف وآخر للخدم،‏ وليس‏

من الضروري أن تتعدد الأفنية في البيوت الفخمة والغنية

فبعضها كبير بالمساحة وغني بالعناصر المعمارية يطل على

فناء داخلي واحد.‏

وجرت العادة في البيوت التقليدية وللتأكيد على الخصوصية

والأمان أن يكون الوصول إلى فناء البيت عن طريق ممر يبدأ‏ من

باب المنزل.‏ واقتصرت الفتهات على الفناء الداخلي،‏ وألغيت

الفتهات المطلة على الوسط الخارجي إلا بعض‏ النوافذ العلوية

والطولية.‏

يتميز البيت العربي التقليدي بتلاءمه مع البيئة تصميماً‏ وإنشاءياً‏

فقد جهز الفناء بعناصر تساعد على ترطيب الوسط ‏(الأشجار

والنافورة)‏ واستخدم الإيوان كركن صيفي مفتوه على الجهة

الشمالية،‏ إلى جانب الجدران والأسقف السميكة التي تحقق العزل

وتوءمن الاعتدال في درجة الهرارة الداخلية للغرفة.‏

ظهرت عناصر في البناء العربي التقليدي تعمل على زيادة

مسطهات التظليل من أهمها :

- استخدام البروزات والكرانيش‏ سواء في الواجهات الخارجية أو

الواجهات المطلة على الفناء الداخلي وذلك لزيادة السطه المظلل

مما يسهل على تقليل كمية الإشعاع الساقط عليها.‏

استخدام المشربيات أمام الفتهات الخارجية أو الداخلية فيما ندر.‏

- وجود حديقة في السطه في السكن التقليدي مما يساعد على

تخفيف الهمل الهراري على المسكن.‏

- الرواق الذي يعطي الظل ويهمي الجدران الخارجية من

التعرض‏ لأشعة الشمس‏ المباشرة.‏

١٤


المساكن التقليدية في سورية

البيت الريفي

البيت العربي

البيت اللبناني

١٧


المساكن التقليدية في سورية

منزل مع رواق

الخيمة

منزل مع ايوان

البيت البداءي

١٦


تقنية البناء

مقدمة

إن دراسة تقنية البناء في العمارة التقليدية في سورية

على اختلاف أنماطها يتضمن الدخول في تفاصيل تتعلق بطريقة

التنفيذ،‏ ودراسة المادة المستخدمة في البناء ومدى توافرها في

البيئة المحلية وأسلوب تحضير هذه المواد وإعدادها لتكون

صالهة للاستعمال في عملية البناء التقليدية.‏ وبشكل عام فإن

أنماط العمارة التقليدية استخدمت أدوات يدوية تقليدية اعتاد

على استخدامها الهرفيون والفنيون في هذه الصنعة بدقة

متناهية للهصول على نتاءج مميزة وما زالت هذه الأدوات

تستخدم حتى الآن مع بعض‏ التطوير الناتج عن دخول التقنيات

الجديدة في العمارة،‏ ورغم أنها تعطي في بعض‏ الأحيان نتاءج

إزرع

أكثر سرعة إلا أنها على الأغلب أقل دقة،‏ وكذلك زمن التنفيذ

والعوامل المساعدة على إتمام عملية البناء،‏ بالإضافة إلى دراسة

الأساليب المتبعة لضمان استمرارية المبنى.‏

انطلق التباين في أنماط البناء بين منطقة وأخرى أو بين

الريف والمدينة من طبيعة الهياة ومواد البناء المتوافرة في البيئة

المحلية وهذه الأخيرة هي من العوامل الهامة جداً‏ في تحديد نمط

البناء و إعطاءه شكله وهيئته،‏ وكانت هذه الفكرة جلية في عمارة

الأرياف،‏ إذ انتتشرت في بعضها المباني الطينية واعتمد بعضها

الآخر الهجر الخام الغير مشذب في البناء ، كما اعتمدت مناطق

متعددة الهيكل الخشبي المحشو بقوالب الطين،‏ وضمن نمط

العمارة الطينية نفسه اختلفت طريقة التسقيف باختلاف المنطقة

فكانت القباب الطينية في الشمال،‏ والأسقف المستوية في

الجنوب،‏ أما في المدن فقد شاع بشكل عام استخدام الهجر كمادة

بناء أساسية وانتشرت بعض‏ الأنواع الأخرى بشكل ضئيل وسوف

نتطرق ضمن هذا الفصل إلى دراسة العناصر المعمارية في المبنى

بشكل تفصيلي وفق تصنيف يعتمد عنصر البناء وتندرج تحته

الأنواع تبعاً‏ لمادة البناء المستعملة بهيش تشمل العناصر

الشاقولية ‏(الجدران)،‏ والعناصر الأفقية ‏(الأسقف المستعارة)‏

والإكساء،‏ وأشكال الفتهات والأقواس.‏

الجدران

الجدران الهجرية

ساد استخدام الهجر كمادة في إنشاء الجدران في معظم

المدن السورية على نهو خاص،‏ كما استخدم الهجر في بناء

البيوت في بعض‏ الأرياف التي يتوفر فيها الهجر كمادة أولية

كما في بعض‏ أرياف المنطقة الجنوبية ‏(إزرع).‏

اختص‏ بعض‏ الهرفيون في عمارة الجدران الهجرية،‏

وبشكل عام يلزم من أجل بناء الجدار عدد من الهرفيين بعضهم

يختص‏ في تحضير الهجر للبناء بتقطيعه وتجهيزه،‏ والبقية لغاية

بناء الجدار.‏

تعددت أنواع الأحجار واختلفت من مدينة لأخرى،‏ فانتشر

الهجر الكلسي في حلب واختلط في دمشق مع الهجر البازلتي

الأسود،‏ كما سندرج لاحقاً،‏ فقد أعطي الهجر أشكالاً‏ تتميز بين

الجدار الداخلي والخارجي،‏ كما استخدم الهجر غير المشذب في

بعض‏ الأرياف في المناطق الجنوبية بقياسات مختلفة.‏

- جدار حجري مشذب منهوت

استعمل الجدار الهجري في مختلف الأبنية منذ بداية

البناء الهضري ضمن المدينة،‏ والجدران الهجرية موجودة حتى

الآن في المدن القديمة في سورية ‏(كما في حلب القديمة،‏ دمشق

القديمة،‏ حمص‏ القديمة).‏

استخدم الهجر بأنواعه في بناء وتنفيذ الجهران مشل حجر اللبن

والهجر النهيت.‏ وقد اختلف الهجر المستخدم باختلاف نوع

الجدار ووظيفته ضمن المبنى سواء أكون الجدار داخلياً‏ أو

خارجياً.‏

تكون الأحجار بشكل عام على شكل قطع كبيرة غير مشذبة يتم

تشذيبها وإعدادها لتصبه نظامية بشكل متوازي مستطيلات

ضمن الورشة وتكون جاهزة لتستخدم في بناء الجدار.‏ تستخدم

المونة في عملية الربط بين الأحجار وهي تتكون من الطين

العادي مع التبن.‏ ويستند الجدار على أساس‏ حجري معد ضمن

حفرة في الأرض‏ الطبيعية حتى عمق ‎١‎م،‏ وينفذ بشكل جدارين

حجريين بينهما فراغ يملأ‏ بالأحجار الصغيرة والتراب.‏ تصل

سماكة الجدار الواحد منها إلى حوالي ٣٥ سم وتقدر سماكة الفراغ

بينهما ب‎١٠‎سم تقريباً‏ لتتراوه سماكة الجدار الكامل بين ٧٠-

٨٠ سم.‏

- الجدران الهجرية المتناوبة الألوان

ميزة خاصة لهذا النوع من الجدران هو الاختلاف اللوني

للمداميك المتناوبة.‏ وقد استخدم هذا النوع من الجدران في

البيوت الدمشقية القديمة،‏ خاصة الجدران المطلة على الباحات

السماوية لإضفاء صفة جمالية من التبادل اللوني إلى جانب

اتصافه بالديمومة،‏ ولا يزال حاضراً‏ في القاعات الرءيسية

والأفنية الداخلية في البيوت الدمشقية العريقة التي ما زالت

قاءمة.‏

إذاً‏ استخدم في البناء ثلاثة أنواع من الهجر:‏ البازلتي

الأسود،‏ وهو حجر صلب متين ومقاوم،‏ والهجر الكلسي الأبيض‏

الناصع والضارب إلى الصفرة أو الهمرة بمقاومة أقل من

السابقة،‏ وأخيراً‏ الهجر المزي وهو عبارة عن حجارة ذات لون

مميز أميل إلى الوردي جيد القساوة.‏

تقنية البناء

١٩


٣

سفيرة

١٨


الجدران وحدات البناء من تربة حصوية تعد ضمن قوالب منزلقة

على الجدار بطول‎١٥٠‎سم وبارتفاع يتراوه بين‎٩٠-٨٠‎سم

وعرض‏ يتراوه بين‎٦٠-٥٠‎سم من الأحجار الكلسية والمونة.‏

يصل عرض‏ أساس‏ الجدران الطينية المدكوكة إلى ٦٠-٨٠ سم

وعمقه إلى ‎١٢٠‎سم،‏ ويسوى سطه الأساس‏ بشكل جيد ويشبت

القالب في زاوية البناء أولاً‏ وتصب فيه التربة الهصوية المبلولة،‏

وترص‏ جيداً‏ وتدك باستخدام العصا،‏ ثم يزلق القالب لتنفيذ وحدة

بناء أخرى.‏

وفي هذا النمط من البناء تستخدم الأحجار الصغيرة

كرابط بين المدماك والآخر،‏ وأخيراً‏ يستخدم الإكساء الطيني في

إعطاء المظهر الأخير المتناسق للجدار.‏

فقد مرت على سورية العديد من الهضارات وقد تركت جميعها

أثراً‏ على المباني في العديد من مظاهر العمارة ومنها شكل

الأقواس‏ والفتهات كما قد تتعدد الأنماط في المبنى الواحد في

بعض‏ الهالات الإستشناءية.‏

- الفتهات

إن أبعاد الفتهات في المباني الهجرية متفاوتة وأضلاعها

إما مستقيمة أو منهنية أو منكسرة،‏ ومن الضروري ترتيب الجزء

العلوي للفتهة بشكل يوءمن مقاومته للهمولات ونقلها إلى

الجوانب،‏ ويسمى الجزء العلوي من الفتهة لدى أهل الصنعة

‏(نجفة)‏ وجوانب الفتهة ‏(الفخذان)،‏ وقد شوهدت في الأبنية

القديمة نجفات متعددة الأنواع منها النجفة الوحيدة المستقيمة

التي كانت قطعة حجرية طبيعية من الخارج وخشبية من الداخل

تستند على الفخذين ثم يبنى فوقها،‏ وهناك نجفات مكونة من

عدة أحجار وتسمى النجفة المستقيمة اخملتمة وتعتمد المقاومة

فيها على تماسك الأحجار وعلى شكلها،‏ كذلك يمكن تمييز النجفة

المقوسة التي يكون إنهناوءها بسيطاً‏ لضرورات معمارية،‏ أو

نصف داءرة،‏ أو نجفة مدببة أو حدوة الهصان.‏ عدد القطع

الهجرية المستخدمة في التختيم يكون مفرداً‏ في معظم الهالات

تقنية البناء

إزرع

- جدران الهيكل الخشبي

انتشرت هذه الجدران في المدينة سابقاً‏ وفي بعض‏ الأرياف

وحتى وقتنا الهالي.‏ ويعتمد مبدأ‏ هذا الجدار على الهيكل الخشبي

الذي يتلقى وينقل الهمولات،‏ وهي بشكل عام تنفذ على أساس‏

حجري مستمر وهو في سورية يعتمد كطابق علوي ينفذ على

طابق أرضي مبني من جدران حجرية.‏

ويتألف الهيكل بشكل عام من أعمدة شاقولية تتوزع

بفواصل منتظمة قد تصل إلى‎٢٥‎سم،‏ وجواءز أفقية رابطة،‏ ولمنع

حدوش هبوطات تستخدم جواءز رابطة ماءلة ومتقاطعة بشكل

حرف ٍّ.‏ تملأ‏ الفراغات ضمن الهيكل الخشبي بوحدات طينية

متعامدة بأبعاد‎١٠x١٧x١٧‎سم مجففة تحت أشعة الشمس‏ حيش

توضع هذه الوحدات بزاوية ماءلة ٤٥ ويكون الإكساء باستخدام

الزريقة الطينية.‏

الفتهات والأقواس‏ والعناصر المشابهة

بشكل عام تنفذ الفتهات في الجدار على نوعين:‏ الأول

يتضمن الباب والنافذة والشاني يتضمن الأقواس‏ ويختلف شكل

الفتهات باختلاف الطراز تبعاً‏ للعصور التي مرت على المبنى،‏

طرطوس‏

بهيش تكون الهجرة الوسطى والتي تسمى ‏(المفتاه)‏ في المركز

أما الأحجار المستندة إلى ‏(الفخذين)‏ فإنها تتعرض‏ لضغط

الهمولات المطبقة عليها بمقدار أكبر مما تتعرض‏ له باقي

الأحجار.‏

وبشكل عام تنفذ النجفة الهجرية من الخارج على اختلاف

شكلها،‏ أما من الداخل وبمستوى أعلى بمقدار ٥ سم تنفذ نجفة

خشبية،‏ وهي عبارة عن مورينات خشبية توضع على الفتهة

وتغطى بصفيهة خشبية رقيقة تسمى ‏(الطوان)‏ من الأسفل.‏

أما العمارة الطينية فتقتصر الفتهات فيها على الأبواب

والنوافذ الصغيرة الأبعاد،‏ الكبيرة منها بأبعاد × ٩٠ ١٢٠ سم،‏

والصغيرة جداً‏ بعرض‏ ٢٠ إلى ٤٠ سم وارتفاع ٤٠ سم وهذه

الفتهات الصغيرة هي فقط للتهوية وليست للإنارة الطبيعية أو

الإطلالة.‏ وتكون النجفة أفقية على الأغلب وقلما تشاهد هذه

النجفات القوسية في بعض‏ القرى الطينية في إقليم دمشق وهي

عبارة عن خشبة واحدة على عرض‏ الفتهة.‏

٢١


تقنية البناء

تتراوه سماكة هذه الجدران بين ‎٩٠-٥٠‎سم،‏ ويصل

طولها في بعض‏ المنازل إلى ‎٣٠‎م،‏ وهي تنفذ على أساس‏ من

الهجر الغشيم ‏(دبش)،‏ ويتم تشكيل الصفوف من الهجارة بعد

قطعها وتوحيد أبعادها وتنفذ على مداميك متناوبة ‏(الأسود

والأبيض‏ والأصفر)،‏ وتستخدم المونة الكلسية في الربط بين

الأحجار وتبقى هذه الجدران بدون إكساء خارجي.‏

- الجدران ذات الهجارة الخام الغير منتظمة

استخدمت هذه الجدران الهجرية في بناء البيوت الريفية

في منطقة اللاذقية.‏ يستخدم الهجر في بناء الجدران بأشكال

مختلفة من حيش الهجم و الانتظام.‏

يهفر الأساس‏ الذي يهمل الجدار إلى عمق‎٥٠‎ سم ويصل

عرض‏ الهفرة إلى ‎١٠٠‎سم تقريباً،‏ ويتألف الأساس‏ من حجارة

كبيرة بأبعاد غير منتظمة،‏ ترص‏ بينها أحجار صغيرة.‏

وعلى هذا الأساس‏ يبنى الجدار الهجري على مدماكين

بسماكة ‎٢٥‎سم تقريباً‏ بينهما فراغ يملأ‏ بالأحجار الصغيرة

والتراب اخمللوط بالتبن،‏ تتراوه سماكة الأحجار بين ‎٧٠-٦٠‎سم

وهي تلعب دوراً‏ هاماً‏ في العزل الهراري والصوتي.‏ تستخدم

المونة الطينية في الربط بين الأحجار.كما وتستخدم أيضاً‏ في

تكهيل الجدران الخارجية من الخارج لملء الفراغات وإعطاء

مظهر متناسق للجدران.‏

- الجدران من الهجر الخام

انتشرت نماذج الجدران الهجرية هذه في المنطقة

الجنوبية من سورية،‏ حيش مادة الهجر البازلتي البركاني تتوفر

بشكل كبير،‏ وبقايا البيوت الهجرية هذه قاءمة إلى الآن في

محافظتي درعا والسويدا على الرغم من فرق الزمن والعوامل

الجوية القاسية.‏

وادي نهر العاصي

يستخدم في بناء هذه الجدران،‏ الهجر المنهوت ذو التركيب

المعدني،‏ ويتميز باختلاف لونه تبعاً‏ لنسبة المعادن الموجودة

فيه.‏

صممت هذه الجدران لتهمل القوى الشاقولية والقوى

الأفقية،‏ وتكون أبعاد القطعة الهجرية الواحدة حوالي

٧٠x٣٧x٣٧ سم وتصل سماكة الجدار إلى‎٧٠‎ سم وتربط المداميك

مع بعضها بشكل متناوب ضمن الجدار،‏ وينفذ الأساس‏ ضمن

حفرة في الأرض‏ الطبيعية تملأ‏ بأحجار قاسية صغيرة وغير

منتظمة،‏ ثم تنصب سقاءل لرفع الهجر الشقيل وتصف الأحجار

ضمن المداميك بالتناوب.‏

الجدران الطينية

- الجدران من البلوك الطيني

استخدم الجدار الطيني في تنفيذ الأبنية على مستوى

الريف والمدينة،‏ وإلى الآن يمكن أن تلاحظ وجوده بشكل محدود

في بعض‏ مباني مدينة دمشق القديمة وقرى المدينة،‏ وبعض‏ قرى

مدينة حلب.‏ في هذا النمط تلعب مادة الطين دوراً‏ رءيسياً‏ في بناء

جسم الجدار والمونة والتغطية.‏ حيش يعد الطين ويخلط مع التبن

الذي يعطيه التماسك،‏ ويهضر ضمن قوالب خشبية مجهزة بأبعاد

وحدة البناء المستخدمة والتي تكون عادة بأبعاد

‎١٠x٤٠x٢٠‎سم.‏ تستخدم المونة الطينية في الربط بين الوحدات

الطينية،‏ والتي لها المكونات نفسها إلا أن التراب المستخدم يكون

ناعماً‏

إزرع

لتصبه المونة أكثر طراوة وأسهل استخداماً.‏

تقوم الجدران الطينية على الأرض‏ الطبيعية،‏ عندما تكون

التربة صخرية،‏ على أساس‏ حجري يعد ضمن حفرة ضمن الأرض‏

الطبيعية في حالة التربة الطينية.‏ ويكون عمق الأساس‏ ٥٠-

‎٧٥‎سم،‏ ويرتفع فوق سطه الأرض‏ حوالي ‎٥٠‎سم أو أكثر.‏ وعليه

يرتفع الجدار الذي يكون بسماكة تتراوه بين ‎٧٠-٦٠‎سم،‏ وتصف

وحدات البناء الطينية بهيش تكون ضمن ال‎٦٠‎سم سماكة الجدار

كل وحدتين طويلتين تقابلان واحدة عرضية.‏ وتصف بشكل

معاكس‏ ضمن الطبقة التالية وهكذا.‏ وتنفذ التغطية بعد الانتهاء

من بناء الجدار باستخدام الزريقة الطينية على الوجه الخارجي

لتعطي الشكل النهاءي المتناسق للجدار.‏

- جدران الطين المدكوكة

تنتشر جدران الطين المدكوك في المناطق الريفية من إقليم دمشق،‏

وتتميز بقلة تكلفتها وسرعة تنفيذها.‏ تستخدم في بناء هذه

٢٠


هيكل الكشك نفسه،‏ وتقلل المعالجة السريعة للمشاكل التي

تتعرض‏ لها الأكشاك من حجم الجهود ومن تكاليف الإصلاه

اللاحقة.‏

اجملبول مع الماء الممزوج بالتبن في إعداد وحدة البناء الرءيسية

والتي تعد في قوالب خشبية مجهزة بأبعاد ١٠x٤٠x٢٠ سم،‏

وتستخدم في البناء بعد أن تشمس‏ وتقسى.‏

تتراوه سماكة القبة الطينية ٣٠-٤٠ سم وقد يصل

ارتفاع قمتها إلى‎٧‎م عن سطه الأرض.‏ يبدأ‏ العامل ببناء المدماك

الأول معتمداً‏ على الزوايا الأربع للفراغ،‏ وترتب المداميك فوق

بعضها بالتدريج باتجاه الداخل،‏ وتستخدم المونة الطينية في

عملية الربط.‏ وتحضر الزريقة الطينية من التراب الناعم اجملبول

مع الماء والممزوج مع التبن في عملية الإكساء وتعطي الشكل

الأملس‏ المتجانس‏ للقبة.‏

- القباب الهجرية

استخدم المعماريون القباب كبديل عن الأسقف المستوية.‏

تقنية البناء

دمشق

العقود والقباب

- العقود

التغطية باستخدام العقود هي طريقة تاريخية اعتمدت في

تسقيف القاعات الكبيرة و الفراغات المتقاطعة والممرات الطويلة

مهما كان امتدادهما كما في الاسواق التقليدية.‏

والعقود في العمارة التقليدية هي على نوعين:‏

‎١‎‏-العقود المستمرة أو النصف اسطوانية،‏ وقد تسمى

بالعقد البرميلي.‏

‎٢‎‏-العقود المتقاطعة ‏(المقببة)،‏ وهي عبارة عن عقدين

مستمرين متقاطعين ومتعامدين.‏

يستخدم الهجر بشكل رءيسي في بناء العقود،‏ وللنوعين المبدأ‏

ذاته في البناء إذ يعتمد على قالب خشبي يأخذ شكل العقد المراد

بناوءه وينصب هذا القالب على مستوى ارتفاع الجدار معتمداً‏ على

دعامات أفقية و شاقولية تحمل الجزء المفصل بالشكل المنهني.‏

تستخدم المونة الطينية في الربط بين الأحجار لتعطي التماسك

للمركب بالكامل.‏

تتراوه سماكة السقف بين ‎٤٠-٣٥‎سم عدا طبقة الردم

التي تستخدم لملء الفراغات العلوية الناتجة عن شكل السقف

حتى الوصول إلى سطه مستوي والتي تزيد بدورها من سماكة

السقف وعازلتيه الهرارية والصوتية.‏

القباب

- القباب الطينية

استخدمت القباب الطينية في تغطية الفراغات في العمارة

الطينية وقد انتشرت في أرياف المنطقة الشمالية من سورية،‏

وتعتبر مادة الطين هي المادة الرءيسية في هذه العمارة من حيش

البناء،‏ الربط،والتغطية ‏(الإكساء).‏ ويستخدم فيها التراب الخشن

اعتبرت القباب الهجرية إحدى أهم العناصر المعمارية

المستخدمة في التسقيف،‏ وهي تغطي الفراغات الأساسية في

المساجد والكناءس‏ والهمامات وبعض‏ البيوت الكبيرة.‏ استعملت

القباب الهجرية في جميع المدن السورية وبعض‏ القرى التي

تستخدم الهجر كعنصر في البناء.‏

أخذت القباب الهجرية أشكالاً‏ مختلفة،‏ نصف كرة،‏ شكل

البيضة ويعتمد ذلك على أبعاد الفراغ ونسبة الطول على العرض.‏

الهجر هي مادة البناء الأساسية حيش تقطع كل حجرة وتنعم لكي

تصل إلى أبعادها القياسية ٢٥x٣٠x٣٠ سم،‏ وتوضع مع بعضها

على شكل منهني وتحضر لكي تعطي السطه الناعم من الداخل

والخارج،‏ حتى الوصول إلى الهجرة الأخيرة والتي تسمى المفتاه.‏

إن المونة الكلسية هي المادة المستعملة للربط خلال البناء

وتستعمل أيضاً‏ كمرحلة أخيرة لتغطية الوجه الداخلي للقبة.‏

الأسقف المستوية

Al-Frouqios

- الأسقف الهجرية

ظهر هذا النمط من الإنشاء منذ فترات تاريخية طويلة في

المناطق الجنوبية من سوريا نظراً‏ لتوفر الهجر البازلتي

المستخدم في التسقيف.‏ وهو إنشاء فريد ومتميز في المنطقة،‏ وقد

وصلت هذه الهرفة إلى مستوى رفيع ويشاهد ذلك من خلال

٢٣


تقنية البناء

وبشكل عام فإن الفتهات في العمارة التقليدية تكون

صغيرة على الوسط الخارجي أما الفتهات الكبيرة فتكون على

الداخل في البيوت ذات الأفنية الداخلية بهيش تتلاءم مع البيئة،‏

وبنفس‏ الوقت فهي تسمه بتهقيق الخصوصية المرغوبة في

الشرق منذ القديم.‏

- الأقواس‏

تساعد الأقواس‏ بشكل عام على تقليص‏ اجملاز وهناك عدة

أساليب لبناء الأقواس‏ تختلف باختلاف نمط البناء في مناطق

سورية،‏ ففي عمارة المدن،‏ ظهرت الأقواس‏ بكثرة،‏ وانتشرت بشكل

كبير في عمارة المباني الهامة،‏ والمباني الدينية،‏ في المداخل،‏

والأروقة،‏ كما استعملت في البيوت على نهو ضيق،‏ وأكثر ما

تلاحظ الأقواس‏ في إيوانات البيوت،‏ واختلف شكل القوس‏

باختلاف الطراز المعماري أيضاً‏ واختلاف العصر.‏

في العمارة الهجرية في بعض‏ الأرياف وخاصة أرياف

المنطقة الجنوبية وإقليم دمشق،‏ استخدمت الأحجار الغشيمة غير

المشذبة في بناء الأقواس‏ الداخلية،‏ واستعملت الأحجار المنهوتة

بشكل جيد في الواجهات الخارجية،‏ وهي بمعظمها أخذت شكل

نصف داءري بسيط حيش تنتقل الهمولات المطبقة على هذه

الأقواس‏ بشكل محوري إلى قاعدة القوس،‏ وقد اعتمد على الأقواس‏

في هذه العمارة بشكل رءيسي بهدف تقليص‏ اجملازات.‏

- الأكشاك

هي عبارة عن بروز في الجدار على شكل نافذة وهي أشبه ما

يكون بالشرفة المغلقة،‏ استخدمت في العمارة التقليدية بغاية

روءية المارة أو القادمين من قبل أصهاب البيت دون أن يراهم

طريقها إلى الجدار الهجري.‏ وتتكون أرضية الكشك من عوارض‏

خشبية مغطاة بألواه،‏ أما هيكل الجدران فيتكون أيضاً‏ من

عوارض‏ ‏(جذور أشجار)‏ مشبتة عمودياً‏ فوق الأرضية ويغطى من

الطرفين بألواه خشبية.‏ يزين السطه الخارجي بشكل عام بشراءط

إزرع

خشبية رفعية بينما تلك التي توضع في الداخل فهي تتباعد عن

بعضها البعض‏ من أجل السماه بوضع الزريقة الكلسية في

الداخل.‏

يتكون هيكل السقف من جواءز خشبية مجمعة بصفاءه ‏(عوارض‏

وجواءز ثانوية ماءلة)‏ ويغطى الهيكل من الداخل بلواءه قد تكون

مزخرفة.‏

تدخل النوافذ بشكل عام في هيكل الجدران وتختلف في

أشكالها حسب العصر الذي بنيت فيه.‏ ونستطيع أن نميز بين عدة

أنواع من الأكشاك ذات الهياكل الصغيرة ‏(أكشاك ثانوية)‏

‏(مشربية)‏ وهي بدورها تندرج في هيكل الواجهة الأساسية أما

زخرفتها فتختلف حسب مدى غنى الفناء.‏

يسبب تعرض‏ الأكشاك إلى عوامل الطقس‏ وعدم توفر

الصيانة أضراراً‏ توءثر على الإكساء الخارجي للكشك وأحيانا على

إزرع

أحد ‏(أي تحقيق الإشراف)،‏ وتأمين التهوية الطبيعية مع ضمان

الخصوصية للبيت وساكنيه،‏ وهي تعتبر من عناصر البناء التي

تتصف بها العمارة العشمانية،‏ وقد انتشرت في سورية خلال

الفترة العشمانية.‏

تتكون الأكشاك بشكل رءيس‏ من هيكل خشبي يرتكز على

حوامل حجرية مشبتة داخل الجدار تقوم بهمله ونقل الشقل عن

حلب

٢٢


الزريقة عاملاً‏ هاماً‏ في الوصول إلى نتاج نهاءي مميز كما أن

ترطيب الجدران لضمان عدم سهب ماء الطينة ذاتها أمر مهم

لتلافي التشققات وبشكل عام فإن الزريقة حساسة للعوامل

الخارجية لذلك لا بد من تجديدها وصيانتها بشكل مستمر.‏

- الزريقة الطينية

تستخدم كمادة إكساء رءيسية للأسطه الخارجية للمباني

المبنية بالطين ‏(كمادة أساسية)،‏ وينتشر الإكساء الطيني في إقليم

دمشق وضواحي مدينة حلب،‏ والزريقة الطينية التقليدية

المستخدمة هي على نوعين:‏ زريقة خشنة وزريقة ناعمة،‏ وفي كلا

النوعين تكون من التراب اجملبول بالماء إلا أن الزريقة الخشنة

يميزها وجود التبن ‏(تبن القمه أو الشعير)‏ الذي يخلط مع الطين

ليمنهه التماسك وتنفذ فوقها طبقة الزريقة الناعمة،‏ و تتميز

الزريقة الطينية بعدم مقاومتها لعوامل الطقس‏ الخارجية وتحتاج

من وقت لآخر إلى الصيانة والتجديد.‏

- الطرش‏ الكلسي

الطرش‏ الكلسي:‏ هي طبقة تنفذ على الجدران الهجرية أو

الطينية وتميل إلى أن تكون ساءلة إجمالاً،‏ ينقع حجر الهوار

‏(الكلس)‏ بالماء لعدة أيام إلى أن يصبه جاهزاً‏ للاستعمال،‏ وتنفذ

على وجه واحد ويتميز بلون ناصع البياض‏ وراءهة زكية،‏ تطلى

به الجدران الداخلية بدلاً‏ من الدهان في البيوت الريفية.‏ وبشكل

عام ينفذ الطرش‏ الكلسي للهفاظ على المادة الأساسية التي تكون

الجدار وتساعد على استمرارية البناء وتحميه من الرطوبة.‏

المواد والمهارة

من الأسباب الهامة جداً‏ لهدوش التغيرات في نمط وطريقة

البناء التقليدية تغير المواد المستخدمة ونقص‏ الخبرات

والهرفيين القادرين على تشييد المباني بمختلف الأنماط

وبالمستوى السابق نفسه،‏ ومن الأمشلة على ذلك استبدال القباب

في العمارة الطينية أولاً‏ بالسقف المستوي من الخشب والمغطى

بأغصان الأشجار والقصب،‏ وأخيراً‏ بالبلاطة البيتونية المسلهة

بسبب سرعة تنفيذها ومقاومتها العالية وديمومتها بالإضافة

إلى غياب الخبرات القادرة على إنجاز وترميم القباب الطينية،‏

كذلك الهال بالنسبة للعناصر المعمارية الأخرى في المدينة

القديمة مشل القباب الهجرية والعقود المستمرة والمقببة إذ

استبدلت بالبلاطة البيتونية المسلهة ولنفس‏ الأسباب،‏ كما

استبدلت على سبيل المشال الزريقة الكلسية بالزريقة الإسمنتية

للجدران إذ يستغرق تحضير الزريقة الكلسية فترة أطول حتى يتم

إطفاء الكلس‏ وتخمير الزريقة على عكس‏ الزريقة الإسمنتية إلا

أنها تفوق الزريقة الإسمنتية بالأداء.‏

الخاتمة

بالنظر إلى الوضع الهالي للعمارة التقليدية في سورية،‏

يمكننا أن نلاحظ بأنها تعاني من الكشير من الأضرار نتيجة

الاستعمال والاستهلاك بمرور الوقت،‏ بالإضافة إلى الأضرار التي

يسببها الطقس‏ و الإهمال.‏ و هذا واضه على وجه الخصوص‏ في

المناطق الريفية،‏ حيش بدأت بعض‏ المدن موءخراً‏ ببرامج الإحياء

والمحافظة لهماية العمارة التقليدية،‏ ففي حلب،‏ برنامج إحياء

المدينة القديمة أسس‏ في الوقت نفسه الذي بدأ‏ فيه برنامج آخر

للهفاظ على مدينة دمشق القديمة،‏ لكن هذه البرامج قد بدأت بعد

أن عانت المنازل القديمة من الأضرار والإهمال.‏ إن المنزل الآن

بهاجة إلى الكشير من العناية والجهود الخبيرة للوصول به إلى

مستوى جيد من الترميم.‏

على الرغم من وضع الكشير من الجهود في برامج الإحياء،‏ مازال

القاءمون على العمل يفتقدون إلى الخبرة والدراية بتقنيات

الإصلاه.‏ مع ذلك،‏ عملية التطوير جارية بشبات،‏ والتهسين قاءم

لبلوغ مستوى جيد من الإصلاه و الخبرة.‏

وتختلف الهالات بين العمارة التقليدية في المناطق الريفية وفي

المدن السورية:‏ الاستعمال على مر الزمن قد أثر على المباني التي

تعاني من الإهمال والتضرر.‏ وهناك عامل مهم آخر هو النقص‏ في

عدد الهرفيين والتقنيين المتخصصين في أعمال العمارة

التقليدية بسبب تطور تقنيات البناء الهديشة التي لم تعد تستعمل

هذه الهرف التقليدية أو توءيدها،‏ علاوة على ذلك يوجد ميل تجاه

استبدال مواد البناء التقليدية بأخرى حديشة،‏ مواد أكثر متانة

أسرع بالتنفيذ لكنها تفتقد إلى الجودة،‏ ولا تحقق جميع

المتطلبات التي اعتادت أن توءمنها المواد والتقنيات التقليدية،‏

مشل العزل الهراري و الصوتي.‏

لقد لوحظ أيضاً،‏ وفي بعض‏ الهالات،‏ بأن الساكنين أنفسهم لم تعد

لديهم الرغبة باستخدام نماذج العمارة التقليدية إما بسبب

رغبتهم بمتابعة نمط الهياة الهديش،‏ أو بسبب تكاليف التجديد

الهمراء

الكبيرة،‏ أو نتيجة لجهلهم بتقنيات الإصلاه وإعادة البناء.‏

بالإضافة إلى ذلك،‏ غادر معظم البناءين ذوي الخبرة والهرفيين

اخملتصين بالنماذج التقليدية سورية لعدة أسباب،‏ وهو عاءق

رءيسي في وجه استمرار الهرف التقليدية.‏ لذلك،‏ لابد أن يسلط

المزيد من الضوء على هذه المشاكل،‏ كما يجب أن يركز المزيد من

الانتباه على العمارة التقليدية في المدينة والريف.‏ وأن توظف

فرق العمل الخبيرة وتدرب لترميم المباني التقليدية والهفاظ

عليها وفقاً‏ لتقنيات ترميم مناسبة.‏

تقنية البناء

٢٥


تقنية البناء

الأوابد الهامة في بصرى وشهبا وغيرها.‏ حيش تجمع الأحجار

البازلتية السوداء بالأطوال المناسبة من السهول والتلال

اجملاورة لمراكز المدن،‏ وقد اشتهرت المنطقة بهرفة تقصيب

ونهت الهجر،‏ وبشكل عام يتألف النظام من أحجار بازلتية

مستطيلة تسمى الميزان بأبعاد ٧٠x٣٧x٣٥ سم تستخدم كجواءز

طرفية تسند على الجدران تزيد من اجملاز،‏ وعليها من الطرفين

يستند الربد وهي حجارة طويلة ترتب على عرض‏ الفراغ.‏

إن النظام في هذه الأسقف مجهز بهيش يتهمل القوى

الشاقولية الموزعة بانتظام،‏ والقوى الأفقية ‏(الزلازل)‏ ولكن ضمن

حد معين وقد لعبت الخبرة المتوارثة دوراً‏ كبيراً‏ في استمرارية هذا

النوع من البناء وعرف السكان المحليون كيف يستفيدون من

حجر البازلت القاسي والأبعاد واجملاز التي يمكن أن يتهملها هذا

الهجر دون أن ينكسر وهذا ما يفسر أن أبعاد الوحدات التي بنيت

على مدى قرون هي تقريباً‏ نفسها.‏

- الأسقف الخشبية

استخدم المعماري الخشب في تسقيف الطوابق الأرضية

والعلوية في البيوت والقاعات الهامة،‏ وانتشر في مختلف المدن

مشل ‏(الدفوف،‏ الطبق،‏ القصب،‏ الهصير،‏ أغصان الأشجار...).‏

وتشكل جذوع خشب الهور الرومي والبلدي وخشب اللزاب

الهراجي والسنديان والبلوط المادة الرءيسية في البناء.‏ ويعتمد

السقف في نظام إنشاءه على جاءز رءيسي من خشب الهور بقطر

٢٥ ٣٠ سم،‏ تعلوه جذوع ثانوية من الهور بقطر ١٢ ١٥ سم،‏

تمتد هذه الأخيرة بصورة متوازية وبمسافات متباعدة تتراوه

بين ٢٥ ٣٠ سم،‏ وعليها ترتب طبقات التغطية،‏ ويمكن أن يصل

اجملاز إلى ٦ سم.‏ تنفذ فوق التغطية طبقة من التراب الخشن

المبلول تتراوه سماكتها بين ١٥ ‎٣٠‎سم.‏

تغطية الجدران

بشكل عام تأخذ تغطية الجدران في سورية لوناً‏ واحداً‏

بهسب المواد المستخدمة في تحضيرها،‏ وبشكل يتلاءم مع لون

البناء ولكن لم تلاحظ التغطية المزخرفة والملونة إلا في بعض‏

القرى والأرياف،‏ وفي حالات إستشناءية،‏ إلا أنها كانت تعطي

طابعاً‏ مختلفاً‏ ومميزاً‏ للمبنى.‏

- الزريقة الكلسية

استخدمت الزريقة الكلسية ومازالت كمادة إكساء للجدران

الهجرية على مستوى سورية في المدن وبعض‏ المناطق الريفية،‏

وهي تعطي مظهراً‏ جمالياً‏ بالإضافة إلى دورها في حماية

الجدران من العوامل الخارجية التي قد توءثر مع مرور الزمن على

ديمومته وحالته الإنشاءية.‏

دمشق

السورية والأرياف اجملاورة،‏ واعتبرت عنصراً‏ معماريا إنشاءياً‏

وتزيينياً‏ هاماً.‏ استعمل خشب الهور المبروم الذي كان يزرع في

البساتين اجملاورة والمتوفر بشكل كبير في الطبيعة في التسقيف،‏

كما استخدم خشب السرو الذي يتميز بجودته ومتانته وديمومته.‏

ويصل قطر المورينة إلى حوالي ‎١٥‎سم يمتد طولها على عرض‏

الغرفة وتشبت من الطرفين على الجدارين الهاملين للغرفة.‏ وفي

بعض‏ الهالات في القاعات الهامة والبيوت الغنية غطيت

الأخشاب المبرومة من الأسفل بألواه خشبية مبسطة تسمى

‏(الطبق)‏ ١٢٠x٢٠ سم وسماكة ‎٢‎م،‏ محلاة بزخارف ملونة أو

مذهبة.‏

- سقف من أغصان الأشجار والنباتات

ينتشر هذا النوع من الأسقف في إقليم دمشق بأشكال

ونماذج ترتبط بتوفر المواد الأولية وكذلك تنتشر في بعض‏

مناطق إقليم اللاذقية والمناطق المحيطة.‏ وهي بشكل عام عبارة

عن جواءز رءيسية وثانوية وطبقات تغليف من المواد الطبيعية

وادي نهر العاصي

وتنفذ الزريقة الكلسية على ثلاش طبقات:‏

الأولى:‏ هي طبقة البسمار والتي تتكون من مسهوق وكلس‏

مطفأ،‏ رمل مع ماء.‏

الشانية:‏ هي البطانة وتتكون من كل رمل قاسي،‏ مسهوق،‏

قنب مع ماء.‏

الشالشة:‏ هي طبقة الضهارة وتتكون من كلس‏ رمل ناعم،‏

مسهوق وماء.‏

ولابد أن تعد الزريقة وفق معايير ثابتة ودقيقة لضمان

تماسكها وفاعليتها كما يجب مراعاة الفاصل الزمني في التنفيذ

بين الطبقات،‏ وتعتبر جودة السطه الأصلي الذي تنفذ عليه

٢٤


الإطار التشريعي

التشريع

لسوريا تاريخ طويل في وضع التشريعات المتعلقة

بهماية الأبنية التاريخية.‏ ولكن معظم هذه التشريعات اقتصرت

على حماية الآوابد والآثار،‏ بدءاً‏ بالضابطة العشمانية لعام

١٨٨٤، حيش كان جوهر القانون يتمهور حول حماية الأبنية

والآوابد ذات الأهمية التاريخية،‏ ثم أطلق على كافة قوانين

الهفاظ على التاريخ مصطله ‏''آثار''‏ مما يشير إلى وجود بقايا من

الهضارات القديمة.‏

وأصبهت كلمة '' آثار''‏ ‏(من خلال استخدامها التطبيقي

وفي الضوابط اللاحقة)‏ تشير إلى بقايا الخراب والأشياء القديمة

أي بقايا ناتجة عن نشاطات بشرية قديمة.‏ إن انهصار الكلمة

على هذا التعريف قد أدى إلى استبعاد الإرش الهي على أنه جدير

بالهماية:‏ وهذا تقييد في المعنى لم يتم التعامل معه إلا موءخراً.‏

إن أول قانون سوري مخصص‏ للآثار صدر في عام

١٩٣٨، وتلا إصدار هذا القانون صدور لاءهة بأسماء معالم

معينة،‏ ولا زالت هذه اللاءهة حتى الآن مرجعا أساساً‏ لما يهويه

القطر من أبنية أثرية.‏ لقد تم تعديل هذا القانون وأصدرت بعض‏

القوانين التنفيذية،‏ ولكن الإطار الأساس‏ بقي على حاله حتى عام

١٩٦٣ حيش تم إصدار القانون ٢٢٢ لجدولة السياسة العامة

المتعلقة بهماية وتوثيق الآثار.‏ وأجريت تعديلات بسيطة على

هذا القانون في الأعوام ١٩٦٩ و‎١٩٧٤‎ و‎١٩٩٩‎‏.‏ ولايزال القانون

رقم ٢٢٢ الأداة القانونية الرءيسة لهماية الإرش الهضاري.‏

وحسب ما ورد في القانون رقم ٢٢٢ يجب أن يزيد عمر

الأثر عن ٢٠٠ سنة ليتم قبوله كأثر ليوضع تحت الهماية

التاريخية الأثرية.‏ ويمكن أن تستشنى بعض‏ الهالات فيما يتعلق

بالهد التشريعي لعمر المبنى وهذا الأمر عاءد إلى السلطات الأثرية

في حالة وجود نسيج ذي أهمية تاريخية أو فنية.‏ تقسم الأوابد

إلى مجموعتين رءيستين:‏ ثابتة ومنقولة.‏ ويقع معظم الإرش

المبني ضمن الفئة الشانية.‏ والإرش المبني يمكن أن يكون مواقع

أثرية،‏ معالم،‏ أو حتى أحياء قديمة.‏ إن التصنيف '' آثار ثابتة ''

يعتمد إما على السمات التقنية أو الفنية،‏ أو لكونها شهدت أحداش

تاريخية هامة.‏ أما الهفاظ على المناطق فلا يتم إلا عن طريق

توسيع تعريف ‏''نطاق الأحياء التاريخية''‏ كما هو معرف حسب

القانون.‏

وعلى الرغم من أن القانون لا يتطلب استملاك الإرش

المبني ‏(ضمه إلى الملكية العامة)،‏ إلا أنه يشجع نقل الأوابد ذات

الملكية العامة إلى سلطات الآثار ويمنه هذه السلطات حق

المصادرة بالنسبة للمواقع الأثرية الاستشناءية.‏ ولكن في الواقع

ونظراً‏ للتمويل المحدود،‏ فإن معظم التمويل العام اخملصص‏

لهماية المواقع التاريخية اقتصر على الأبنية التي تملكها مديرية

الآثار.‏ وبصورة أكثر تحديداً،‏ أصبهت المديرية العامة للآثار

والمتاحف في آن واحد ممول أعمال الهفاظ ومنظمة

للاستشمارات الخاصة الهادفة إلى الهفاظ على الأبنية التاريخية.‏

لم يوجه اهتمام جاد إلى الهفاظ على المناطق التاريخية

إلا بعد إدراج مدينتي حلب القديمة ودمشق القديمة في لاءهة

الإرش العالمي في العام ١٩٨٦. وسمه دخول اثنين من المواقع

الهضرية السورية إلى لاءهة الإرش العالمي بالتطبيق العملي

لمفهوم المناطق والتجمعات التاريخية لأول مرة.‏ وتلتها عدة

مدن أخرى،‏ حيش تم إعادة النظر في المناطق التاريخية في كل

من حمص‏ وحماة وجبلة.‏ وفي المدن التي لا تملك مناطق

تاريخية محددة تزايد عدد الأبنية التي أدرجت في سجل المناطق

الأثرية والأبنية التاريخية.‏ وأصبهت المديرية العامة للآثار

والمتاحف أكثر حساسية لموضوع المضامين التاريخية والتراثية

للتراش العمراني.‏

سمه القانون إلى جانب تحديده للمناطق التاريخية

بإحداش ضوابط حماية خاصة وبإنشاء جهات مشرفة لمراقبة

وحماية هذه المناطق،‏ إذ وضعت كل من المناطق التاريخية

المسجلة تحت إشراف لجان خاصة تعرف بلجان الهماية.‏ وقد تم

تشكيل معظم هذه اللجان عن طريق قرارات عن رءيس‏ مجلس‏

الوزراء مركزة على المنهج التنفيذي تجاه إدارة الموقع.‏ وتتألف

كل لجنة من ممشلين عن جهات مختلفة منهم ممشلين عن الجهات

الرسمية المعنية كالأوقاف،‏ والسياحة،‏ والشقافة،‏ والبلدية،‏

والآثار،‏ والجامعة،‏ ونقابة المهندسين إلى جانب أصهاب مصاله

آخرين في المنطقة ينتمون إلى القطاعين العام والخاص.‏ وقد

أعطيت هذه اللجان سلطة إعداد ضوابط الهفاظ على الإرش،‏

وضوابط البناء والقوانين والضوابط الأخرى اللازمة وتعرض‏

هذه على الوزارات المعنية للموافقة.‏ وكل موقع تتم إدارته تحت

سلطة المحافظ المحلي،‏ والمقصود من هذه المحلية في الإشراف

تسهيل تحديد حالة الموقع وحاجته،‏ ولكن بما أن الموارد

المتوفرة لتغطية تكاليف جمع المعلومات عن الهفاظ على

العمران محدودة،‏ فالكشير من الضوابط المحلية للهفاظ على

العمران نسخت من الضوابط التي وضعت للهفاظ على مدينة

دمشق القديمة،‏ فإن القرار ٣٩ جمللس‏ مدينة حلب الذي يهدد

ضابطة البناء لمدينة حلب القديمة أعد على نسق مشيله في دمشق،‏

أما بالنسبة إلى ضابطة مدينة جبلة مشلاً‏ فقد كانت مزيجاً‏ من

الاثنين.‏

تناقش‏ مسألة الهفاظ على العمران في إطار الهفاظ

التاريخي،‏ ولكن مجموعة أخرى من الضوابط التشريعية هي على

قدر مماثل من الأهمية وبالأخص‏ تلك التي تعنى بالتخطيط

الهضري.‏ تحاول سوريا في العقود الشلاش الأخيرة أن تنظم عملية

التخطيط الهضري،‏ وعملية وضع اخملططات التنظيمية الملزمة

قانونياً.‏ إن القانون الذي يهكم هذه العملية ‏(القانون رقم‎٥‎

بتاريخ‎١٩٨٣‎‏)‏ يهدد الإجراءات اللازمة لتصميم وتصديق

اخملططات التنظيمية،‏ وهذه الإجراءات معقدة جداً‏ لدرجة أن

البلديات الصغيرة لا تستطيع أن تقوم بها بصورة مستقلة.‏ أدت

هذه القوانين الداخلية إلى إنشاء نظام تقوم فيه المكاتب الفنية

الإقليمية برسم اخملططات التنظيمية وتتم مراجعتها من خلال

اللجان الفنية الإقليمية.‏

إن النجاه الكمي في التصديق على عدة آلاف من

اخملططات التنظيمية جملتمعات صغيرة كان على حساب الجودة

والهفاظ على تقاليد البناء المحلية وطابعها الخاص‏ حيش قلما

زار اخملططون المواقع التي ستنفذ فيها مخططاتهم التنفيذية،‏

وكان ضغط الوقت ذريعة في كشير من الأحيان لإهمال بعض‏

المعايير التخطيطية التي وضعتها وزارة الإسكان في عام

‎١٩٨٨‎تحت شعار ‏(دراسة اخملطط التنطيمي والأسس‏ التخطيطية).‏

تضمنت شروط العمل تلك توثيقاً‏ جاداً‏ لنماذج ومناهج البناء

الموجودة،‏ وتوقعت الهاجة لإنشاء نطاقات خاصة للترميم

والهفاظ على مناطق ذات نسيج تقليدي وتاريخي مميز.‏ ولكن

المعايير أرفقت بقليل من التطبيق إذ لم تكن أكثر من مذكرة

وزارية ولم تحصل على الصفة التشريعية التي تحظى بها

القوانين.‏

الإطار التشريعي

٢٧


٤

حلب

٢٦


الأطراف المعنية

إن المسوءول الأول عن حماية الإرش المعماري والعمراني

في سورية هو المديرية العامة للآثار والمتاحف وهي تقع رسمياً‏

تحت سلطة وزارة الشقافة،‏ ومقر مديرها العام لها في دمشق،‏

وتتفرع عنها المديريات في المحافظات.‏ إن المديرية العامة

للآثار والمتاحف هي صاحبة السلطة في وضع السياسة العامة

للمديرية،‏ وإعداد الميزانيات الكبيرة،‏ إعداد الميزانيات النهاءية،‏

والموافقة على مشاريع الترميم التي تقوم بها والإشراف عليها،‏

وإعداد مراسيم الهماية ليتم إقرارها من قبل الوزارة.‏ أما

المديريات المحلية فيقتصر دورها في الإشراف على إصدار

الرخص،‏ وحماية المواقع المدرجة،‏ وتصميم وتنفيذ المشاريع

الترميمية التي تمولها المديرية العامة للآثار والمتاحف.‏ ولكن

بشكل عام تحوّل جميع القرارت الهامة إلى الإدارة المركزية حيش

يتواجد معظم الخبراء الذين يعملون في المديرية العامة للآثار

والمتاحف.‏

إن وزارة الشقافة هي من الموءسسات الأقل تمويلاً‏ في

القطر،‏ وبالتالي فإن إمكانيات الوزارة لا تسمه لها بتأمين

المتطلبات المعقدة والملهة لأكبر مديرياتها:‏ المديرية العامة

للآثار والمتاحف.‏

وزارة الأوقاف هي موءسسة أخرى هامة تعمل مع المديرية

العامة للآثار والمتاحف.‏ والأوقاف هو النظام الإسلامي المعد

لتأمين التمويل المستديم للنشاطات الدينية والجمعيات الخيرية

الاجتماعية،‏ فمنذ قديم الزمان يتبرع المسلمون المتدينون

بأملاكهم لهذا الغرض.‏ وقد استخدمت عاءدات المنه لدعم

النشاطات الخيرية ولصيانة وتحسين هذه الموارد للتأكد من

ديمومتها.‏ وفي عام ١٩٤٩ ألغت الهكومة السورية الأوقاف

الفردية وجمعتها تحت مظلة وزارة الأوقاف وبذلك أصبهت

وزارة الأوقاف أكبر مالك للأراضي في القطر كله حيش جمعت

الأموال ثم أعادت الوزارة توزيعها لدعم النشاطات الخيرية

والدينية إلى جانب ترميم وتحسين مخزونها العقاري،‏ وعلى

الرغم من بروز الأوقاف بقوة في المناطق الهضرية التاريخية إلا

أنها أيضا تملك استشمارات كبيرة في مناطق حضرية جديدة،‏

وبما أنها تحتل مكانة لكونها مالك أساس‏ للأراضي إلى جانب

كونها موءسسة عامة ممولة بشكل جيد كشيراً‏ ما تضم إلى لجان

الهماية المحلية.‏

تتمع مجالس‏ المدن بمجموعة واسعة من السلطات تحت

قانون الإدارة المحلية لعام ١٩٧١، ويكمن دورها الأهم في لعبها

للدور التنفيذي ضمن مناطق سلطتها،‏ وقد يستعين بها ممشلو

المديرية العامة للآثار والمتاحف لتلبية عدة مهام ترتبط بإزالة

التجاوزات والتأكيد على مناطق الهماية لوحدات الإدارة المحلية.‏

وتعتبر وزارة الإدارة المحلية والبيئة من أكثر الموءسسات العامة

تمويلاً.‏ وفي المدن الكبيرة يكون لسلطات البلدية مديريات تقنية

خاصة بها أما المناطق الأصغر فتعتمد على الخدمات التقنية

التي تقدمها المحافظة.‏ وتنفذ السياسات والاستراتيجيات

الهضرية ‏(بما في ذلك قوانين حماية الإرش الهضاري)‏ من خلال

وحدات الإدارة المحلية لذلك تجد لها دوراً‏ بارزاً‏ في جميع اللجان

المتعلقة بهماية المناطق التاريخية.‏ في المدن الكبيرة تقوم

البلديات بإجراء مراقبات دورية في المناطق التاريخية و توءمن

الموارد من أجل صيانة وترميم الساحات العامة والبنى التهتية.‏

يهتم الأفراد أصهاب الملكيات الخاصة بصورة مباشرة

بالهالة الانشاءية لأملاكهم.‏ والقانون لا يهرمهم من حق الملكية

وحق المنفعة،‏ ولكن كشيراً‏ ما تكون مسألة تحسين العقار عرضة

لإجراءات بيروقراطية مرهقة وقيود مزعجة من وجهة نظر

الملاك.‏ ويتم ربط حق تحسين عقار ذي ملكية خاصة بالمديرية

العامة للآثار والمتاحف كونه مسجلاً‏ في سجل المناطق

التاريخية ولا تتم المساهمة المالية في ترميمه بشكل عام من

قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.‏ إن إدراج عقار ذي ملكية

خاصة يعني هبوط سعر العقار على المدى القصير،‏ والفاءدة

الطويلة الأمد لا يتم تقديرها مباشرة من قبل سكان القطاع

الخاص‏ مما يوءدي إلى استياء عام وعداء تجاه قوانين الآثار

وسلطاتها.‏ ولكن هذا الاتجاه في طور التغير نظراً‏ لتنمية

الإمكانيات السياحية للعقارات التاريخية،‏ وبالتالي فإن سعر

العقارات المسجلة أثرياً‏ يرتفع كشيراً‏ في منطقة الاستشمار

السياحي ‏(دمشق القديمة مشلاً).‏

تشارك وزارة السياحة كداعم قوي موءيد لاستشمار

المناطق التاريخية سياحياً،‏ وبما أن هذه الوزارة تلعب دور كل

من المروّج والمنظم للنشاطات السياحية فقد اكتشفت حديشاً‏

فواءد الترويج للمراكز التاريخية في جذب السياحة التي أصبه

دورها جلياً‏ أكثر فأكثر في تحسين هذه المناطق مما طره فكرة

السياحة الشقافية.‏

التمويل

إن التمويل المباشر للتهسين والهفاظ على المواقع

التاريخية محدود نوعاً‏ ما،‏ وعلى الرغم من ذلك توفر مبالغ

صغيرة سنوياً‏ لمشاريع ترميم في المواقع التي تملكها،‏ ولكن

مشاريع الترميم الكبيرة تنفذ عادة من خلال أموال عامة تحددها

الهكومة المركزية.‏

توءمن وزارة الأوقاف ميزانية جيدة لترميم عقاراتها ولكن

معظم هذه الأموال توجه للهفاظ على المعالم الدينية.‏ وقلما

يتلقى سكان بيوت الأوقاف الدعم لإجراء الترميم على بيوتهم،‏

حيش تبنت الأوقاف سياسة خصخصة مخزونها السكني.‏

تقوم وزارة السياحة بمشاريع صغيرة تهدف إلى حماية

مواقع معينة والترويج للهرف والمهن التقليدية،‏ ولكن استشمارها

المباشر في هذا الميدان محدود،‏ حيش تلعب الوزارة دور وسيط

يقوم على تسهيل الإجراءات.‏

إن المصرف السوري العقاري هو مصرف تابع للقطاع

العام ذو تفويض‏ جزءي لتمويل المشاريع السياحية،‏ يقدم

المصرف قروض‏ طويلة ومتوسطة الأمد للاستشمار في قطاع

السياحة،‏ وله الفضل في قيام العديد من المشاريع في المناطق

التاريخية.‏ ولكن بنفس‏ الوقت لعب دورا سلبياً‏ فيما يخص‏ البيوت

التقليدية،‏ حيش تقوم سياسة المصرف على اعتبار البيوت

التقليدية ضماناً‏ غير آمن لقروضها وبالتالي أعرض‏ عن إصدار

القروض‏ لتمويل شراء البيوت التقليدية أو حتى لتمويل الجهود

الترميمية فيها.‏

لقد ساهم المتبرعون الدوليون بشكل كبير فيما مضى

لدعم جهود الهفاظ على مواقع تاريخية معينة وهناك حالة

مذكورة لاحقاً.‏ ويلاحظ أن السلطات المحلية بدأت تتعلم كيفية

تنسيق الجهود مع هيئة تخطيط الدولة لتوجيه أموال المتبرعين

الدوليين نهو الهفاظ على الإرش التاريخي.‏ وإلى جانب ذلك

تتلقى المديرية العامة للآثار والمتاحف الكشير من الهبات لهذا

الغرض‏ ولكن نظراً‏ لهجم العمل الهاءل فإن هذه الأموال تبقى

ناقصة وتوءمن فقط ما يكفي لدور محدود ولكن لا يزال هذا الدور

هاماً‏ يساعد على تنمية وبناء الموارد البشرية.‏

الإطار التشريعي

٢٩


الإطار التشريعي

يشير القانون رقم‎٥‎ الذي يهكم عملية التخطيط إلى هذه

المعايير ولا يدخل في تفاصيل الهفاظ على المناطق ذات الطابع

الخاص.‏ وعلى العكس‏ من ذلك قامت وزارة الإسكان بالإصرار

على تصديق عدة آلاف من اخملططات التنظيمية دون الأخذ بعين

الاعتبار الهفاظ على النطاقات التاريخية ومناطق البناء

صورة جوية لهلب

التقليدي.‏ وعلاوة على ذلك ونظراً‏ لتزايد الضغوط من أجل

التصديق على اخملططات تم إلهاق ضابطة بناء قياسية

باخملططات التنظيمية دون النظر في إمكانية تطبيقها في مناطق

معينة.‏

كانت نتاءج تطبيق قانون التخطيط مفيدة للعديد من

السكان المحليين حيش أوضهت المشاريع الهضرية المستقبلية

‏(بالأخص‏ الاستقامات التخطيطية للشوارع)،‏ ولكن اخملططات

الجديدة وضوابط البناء المرفقة لم تكن متلاءمة مع الظروف

المحلية وكشيراً‏ ما أدت إلى هدم مناطق ذات تراش حضري متميز

بأكملها.‏ وحتى المدن الكبيرة كانت معرضة لعملية التخطيط

العشواءية هذه،‏ وعلى أثرها هدمت الكشير من الأحياء التاريخية

في دمشق وحلب وحمص‏ وحماه واللاذقية لتفسه اجملال أمام

إنشاء مركز حديش للمدينة،‏ ولم تتراجع هذه الموجة المدمرة حتى

قررت وزارة الشقافة تسجيل المناطق التاريخية.‏ وبالرغم من ذلك

لم يتم تعديل اخملططات التنظيمية وإنما أوقف التنفيذ فيها بشكل

مرحلي.‏ مدينتا دمشق وحلب وحدهما استطاعتا أن تبدآ‏ بتعديل

اخملططات التنظيمية القديمة ووضع مخطط جديد يهترم

ويهافظ على نواته التاريخية.‏

إجراءات لهماية وتصنيف الآثار

تقع مسألة تسجيل المناطق والأبنية التاريخية ضمن

مسوءولية المديرية العامة للآثار والمتاحف حيش تعد اقتراحات

تتضمن كل منها توثيق سريع للموقع إلى جانب تقرير مكتوب عن

درجة أهمية المبنى أو الموقع.‏ وفي نهاية المطاف يتم تشبيت

السجل التاريخي من خلال قرار من وزارة الشقافة ومستند إلى

قرار اجمللس‏ الأعلى للآثار.‏

إن تسجيل المبنى بشكل نموذجي يتضمن الأرقام

العقارية التي تحدد العقار أو العقارات الموءلفة للموقع الأثري،‏ أما

تحديد حدود الموقع فكشيراً‏ ما يتم بالاعتماد على السجلات

العقارية القديمة التي أعدت في العشرينيات والشلاثينيات من

القرن الماضي.‏ وتذكر الصفة القانونية للعقار أيضاً،‏ ولكن بما أن

الكشير من هذه السجلات في تغير مستمر لذا يصعب وضع تعريف

دقيق للمناطق المحمية المحيطة بالموقع الأثري.‏

نظرياً،‏ تتمتع المديرية العامة للآثار والمتاحف بهق

استملاك المواقع الاستشناءية التي تعتبر ذات قيمة تاريخية

هامة.‏ والتعويضات التي يتلقاها الملاك الأصليين للعقار

محدودة،‏ وقلما يطبق هذا القانون إلا على المواقع الهامة جداً.‏

ويدفع خوف المالك من أن يستملك عقاره به إلى أخذ موقف سلبي

تجاه تسجيل العقار في لاءهة الهفاظ التاريخي.‏ ومما يزيد الأمر

سوءاً‏ خوفه من متطلبات الهفاظ على الإرش التي يجب أن يلتزم

بها في حال إدراج العقار.‏

نظرياً‏ يجب أن توءمن المديرية العامة للآثار والمتاحف

إعانات من أجل الجهود الترميمية،‏ ولكن ميزانيتها المحدودة في

معظم الأحيان لا تسمه بذلك.‏ ونظرياً‏ أيضاً‏ يجب أن تنقل وصاية

العقارات ذات الملكية العامة إلى المديرية العامة للآثار

والمتاحف إذا اتضه أن القاءمين عليها غير قادرين على الهفاظ

عليها.‏

إن القواءم الاولى للمواقع والأبنية التاريخية أعدت في

أواخر القرن التاسع عشر،‏ حيش ألهقت بقانون الآثار العشماني

قاءمة من المواقع ذات الأهمية التاريخية.‏ وخلال فترة الانتداب

(١٩٢٠-١٩٤٦) أعدت قاءمة مطولة للأبنية الأثرية والمعالم

الهضرية الرءيسة.‏ وفي فترة ما بعد الاستقلال استمرت المديرية

العامة للآثار والمتاحف بإعداد قواءم مشابهة بشكل متزايد.‏ وبدأ‏

في أواخر السبعينيات العمل الجاد لتسجيل المناطق والنطاقات

التاريخية وذلك من خلال ضم مناطق حضرية كبيرة إلى

اللاءهة.‏

عندما يتم تسجيل مبنى أثرياً‏ فإن السجلات العقارية

للعقارات المعنية تعدّل لكي تضم مسألة الهفاظ على الإرش

التاريخي بصورة قانونية حيش تعود السلطات المحلية لهذه

السجلات قبل إصدارها لأي رخصة بناء،‏ وقبل الشروع بأي عمل

تخطيطي.‏ إن إضافة هذه إلى السجل العقاري يعني أنه يجب

الهصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف عند اتخاذ

أي قرار بشأن العقار أو الموقع.‏ وتجري مراقبات دورية على

المواقع للتأكد من الالتزام بقوانين الهفاظ على الإرش.‏

يجب الملاحظة أن تسجيل أي مبنى أو موقع يهمل معه

بصورة آلية تحديداً‏ لمنطقة حماية محيطية.‏ وعلى الرغم من أنه

قد يسمه بالقيام بأعمال الإنشاء في هذه المنطقة إلا أن ذلك

يتطلب الهصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف

وكشيراً‏ ما يلزم صاحب البناء بأن تكون الكتلة والمواد

المستخدمة إضافة إلى نمط البناء متلاءمة مع المحيط.‏ ولكن

تحديد هذه المنطقة لا يذكر بعينه في قرار التسجيل وتحدد

العقارات المعنية في السجلات العقارية على أنها جزء من منطقة

الهماية المحيطة بالمبنى المسجل في القاءمة.‏

ينص‏ القانون على عقوبات شديدة بهق من يسيء إلى أو

يخرب أو يهدم أي من الآثار المسجلة،‏ حيش يطبق السجن والغرامة

في حق المرتكب.‏ ولدى المديريات المحلية للمديرية العامة للآثار

والمتاحف عدة وساءل لتأمين حماية الأبنية المسجلة بالتعاون

مع سلطات الإدارة المحلية لإزالة التجاوزات والتعاون مع الشرطة

المحلية للبدء بدعوى ضد المرتكبين ووضع حراسة داخل المواقع

الهامة.‏ من الجدير بالذكر أن معظم عمل هذا القانون يكون على

مستوى الردع لهماية الإرش العمراني،‏ والتدابير المتخذة

للاستشمار فيما يتعلق بالمتطلبات الترميمية غير محددة في

القانون بل تدرس‏ لكل موقع أو مبنى على حده.‏

٢٨


للتفاوض‏ كما أن التراتيب المكانية للمدينة القديمة كشيراً‏ ما

وقعت ضهية لتوجهات التخطيط الهديش التي تعتمد على

التخطيط الرأسي القاعدي فهذه التوجهات كشيراً‏ ما أهملت

التنظيم المساحي للنسيج التقليدي للهي،‏ وأدت إلى تمزق

العلاقات الاجتماعية.‏ إن جهود الإحياء كان يجب عليها أن تركز

على إعادة إنشاء الشبكات المساحية حيش إنها حاولت المحافظة

على التركيبة المادية للمدينة.‏ وإلى هذا فإن الفكرة وراء نظام

وضع أجزاء كاملة من المدينة في نطاقات تحت فئة واحدة كان

أمراً‏ غير مجدي.‏ بالمقابل فإن التراتيب المكانية قد أعيد إدخالها

إلى الفراغات العامة التي تشكلها الشوارع على أنه أساس‏ ممكن

للنطاقات.‏

تم استخدام استراتيجيتين كأداتين مساحيتين وهما

مخططات استخدام الأرض‏ الكمية والنوعية.‏ أصبهت الهاجة

لإنشاء حدود نوعية وكمية للإدارة الهضرية أهمية ماسة على

صعيد الهاجات الاجتماعية إضافة إلى متطلبات الهفاظ على

الإرش الهضاري.‏ إن هذين التوجهين مكنا من المرونة في

التعامل مع خصوصية المناطق التاريخية في حين أمنت مستوى

جيداً‏ من الإجراءات الملزمة قانونياً‏ للتأكد من تأمين متطلبات

الهفاظ على هذا الإرش.‏

ويجب أن نذكر بأن مخططات استعمال الأرض‏ الملزمة

قانونياً‏ هي مجرد وثاءق نظرية،‏ تأثيراتها غير ملموسة على

فترات قصيرة من الزمن.‏ لذلك كان من الضروري أن تدعم

أهدافها الرءيسية بسلسلة من التدخلات الصغيرة على أرض‏

الواقع لدعم التراتبية المكانية التي وضع لها تصور أثناء

التخطيط.‏ كانت هذه التدخلات فرصاً‏ ممتازة لإشراك اجملتمعات

المحلية في المستوى الأول من التخطيط،‏ حيش كان بعضها بسيطاً‏

كتهديد نقاط جمع النفايات ‏(حملات النظافة)‏ أو معقدة كوضع

استراتيجيات تصميم حضري تهدف إلى التهسين المرءي

لنطاقات مختلفة من منطقة العمل.‏

وعلى صعيد آخر شكلت مناطق العمل فرصاً‏ ممتازة لبناء

صلات التعاون التي تتضمن وكالات أخرى تعمل على تأمين

الخدمات في المدينة القديمة.‏ وشرعت عدة مشاريع عمل بالتعاون

مع الأوقاف ومديرية الصهة ومديرية التربية.‏ تختلف هذه

المشاريع في مداها فمنها يركز على تقديم المعونة وأخرى تركز

على ترميم المباني والمعالم التاريخية ومنها يعمل على توفير

النقاط الطبية ورياض‏ الأطفال.‏ وعلى الرغم من محدودية هذه

المشاريع إلا أنها أثبتت جدواها في دعم قدرة المشروع على

تخصيص‏ النفقات لصاله مناطق العمل ولكنها أيضا ذات أهمية

في تأمين إجراءات عملية نمطية للمشاريع المستقبلية في المدينة

القديمة.‏

وتبين من خلال المسوحات المبدءية الشاملة التي تمت في

المدينة القديمة أن السبب الرءيس‏ لاهتراء المباني كان التسرب في

شبكات البنى التهتية،‏ فكانت المياه ‏(مياه اجملاري ومياه الشبكة

العامة)‏ تتسرب تحت الأساسات مسببة خللاً‏ في توضع الأساسات

أدى بدوره إلى حدوش الضرر الإنشاءي للأبنية،‏ وإلى جانب ذلك

ارتفاع الرطوبة إلى مستويات مرتفعة في الجدران بسبب الخاصة

الشعرية مما سبب العديد من الأمراض‏ في الهجارة إلى جانب

مشاكل مشل الترسبات الملهية.‏

إن مسألة إصلاه شبكات البنى التهتية لايمكن أن يقتصر

على القيود التنظيمية والاجتماعية لمناطق العمل،لأنه يوجد في

كل قطاع من المدينة القديمة مكان خاص‏ لتجميع مياه الأمطار

بشكل طبيعي،‏ لذلك فإن نطاق تطبيق للبنى التهتية كان يجب أن

يمتد لأبعد من حدود مناطق العمل.‏

تم حل العديد من المشاكل الإنشاءية من خلال تطبيق

مشاريع البنى التهتية الجديدة،‏ حيش كان يجب أن تدعم الأبنية

غير المستقرة إنشاءياً‏ بطريقة مختصة لتجنب حدوش المزيد من

الأضرار،‏ والأهم من ذلك كان يجب أن يتم لهظ برنامج صيانة

مستمر ضمن ميزانية البلدية للتأكد من أن الشبكات المحدثة

ستتم صيانتها بشكل صهيه ودوري.‏

يعاني مخزون السكن في المدينة القديمة بشكل عام من

قلة الصيانة،‏ حيش غدت الهالة الإنشاءية للمباني خطراً‏ على

السلامة العامة.‏ وضع برنامج لمساعدة السكان في إصلاه

مساكنهم بالأخص‏ التي تحتاج إلى العمل الإنشاءي ‏(الأسقف

المتهدمة،‏ الأساسات الهابطة،‏ الجدران المتصدعة)،‏ وتم منه

قروض‏ دوارة بلا فواءد،‏ والمعونة التقنية،‏ والإعفاء من رسوم

الرخص‏ والإجراءات،‏ وعلى الرغم من صغر هذا العرض‏ لكنه مكن

الكشير من السكان من الاستشمار لأموال مماثلة والهفاظ على

منازلهم،‏ إن مرونة البرنامج كان سبباً‏ رءيساً‏ في تأمين شعبيته

فهناك حوالي ٤٥٠ منزلاً‏ قد استقرت حالتها الإنشاءية بفضل

البرنامج.‏

إن التقنيات الإنشاءية البسيطة اللازمة لترميم الأبنية

القديمة قد ضاعت فالجيل الجديد من الهرفيين غير متمرس‏ بطرق

الإنشاء القديمة،‏ وتم إنشاء بعض‏ المشاريع الترميمية المبدءية

على مستوى بسيط من المهارة بقصد تدريب المتعاقدين والعمال

المهرة على الأساليب المبدءية في الهفاظ على الهجارة،‏ وبعد

تقديم الأمشلة والنماذج من الأساليب المتبعة لجميع تدخلات

المشروع.‏

ولكن في هذه الهالة تم التوصل إلى طريقة يدوم أثرها

على شكل مركز تعليمي لتقنيات الترميم ثم إنشاء البرنامج على

أساس‏ برنامج تعليمي وعملي.‏

وأخيراً‏ فإن معايير ودفاتر شروط الترميم كانتا أداتين

مفيدتين في تأمين النقل الفوري للمهارات إلى مناطق أخرى

حيش أن المعايير هي أكثر مرونة لأغراض‏ التخطيط ولكنها لم

تكن مجدية لنقل العمل من طور التخطيط إلى التنفيذ.‏ ساعدت

دفاتر الشروط الخاصة بالمناقصات كشيراً‏ في التخفيف من

الاجراءات البيروقراطية ولكنها لم تكن مرنة في التعامل مع

الهالات الاستشناءية في المدينة القديمة.‏ والطريقة الوحيدة

للتعويض‏ عن هذا النقص‏ كان تدريب الكادر المحلي والخبراء

المحليين على استخدام كلاً‏ من نوعي الوثاءق.‏ إن هذه العملية لم

تطبق بصورة رسمية ولكن كان يجب أن تكون جزءاً‏ من برنامج

التأهيل المسبق للأعمال.‏

لقد أصبه من الواضه أن عملية الترميم هي مسألة معقدة تضم

العديد من الفرقاء المحليين وتشمل مجموعة متنوعة من المهام

عدا عن ترميم الأوابد.‏ لقد قام مشروع إعادة إحياء حلب القديمة

بالعديد من هذه المهام وحاول أن يشرك أطراف أخرى للمساهمة

في العملية،‏ ولكن هذا المنهج تعرض‏ للنقد لأنه لا يخصص‏ جميع

موارده المحدودة في الهفاظ على الأوابد بشكل مباشر.‏ ولكن

القاعدة الأخلاقية التي انطلق منها البرنامج كانت الأساس‏

لتدخلاته هي وجوب العمل على تأسيس‏ قاعدة للإستدامة بكل

جوانبها:‏ الموءسساتية،‏ والاقتصادية،‏ والبيئية،‏ والاجتماعية.‏

الإطار التشريعي

٣١


والإهمال العام لصيانة المدينة القديمة و بيوتها إلى التأثير

بشكل كبير على المدينة القديمة.‏ و تم حل المشاكل داخل المدينة

عبر وساءل يتبعها المحدثون أي عن طريق الهدم الجماعي للنسيج

العمراني والتصفية على مستوى واسع.‏

في أواخر السبعينيات،‏ استطاع الذين يريدون الهفاظ على

المدينة القديمة أن يوقفوا أعمال الهدم عن طريق اللجوء إلى وزارة

الشقافة لتسجيل النسيج الهضاري للمدينة القديمة على أنه معلم

قومي وطني.‏ وفي عام ١٩٨٦ تم الاعتراف بمدينة حلب القديمة

على أنها موقع تراش عالمي وفي السنوات اللاحقة التمس‏ مجلس‏

مدينة حلب التمويل لبدء عملية الإحياء لمركزها التاريخي.وفي

عام ١٩٩٢ اتفقت الهكومة الألمانية والصندوق العربي للتنمية

الاجتماعية والاقتصادية على تضافر الجهود مع مجلس‏ مدينة

حلب من أجل إحياء المدينة القديمة.‏ وكلت الGTZ ‏(الموءسسة

الألمانية للتعاون التقني)‏ من قبل الهكومة الألمانية لإدارة

مساهمتها والتي تبلغ ١٣,٥ مليون مارك حتى الآن،‏ وساهم

صندوق التنمية العربي في مجال التعاون التقني بمبلغ ‎٢‎مليون

دولار أمريكي.‏ وقام مجلس‏ مدينة حلب بإنشاء مشروع إحياء

مدينة حلب القديمة لإدارة شوءون المدينة القديمة تم فيما بعد

إعطاء هذه المهمة إلى مديرية خاصة تابعة جمللس‏ المدينة.‏

نقل المشروع منهجه إلى شكل مخطط تنمية ‏(يسمى مخطط

الإرتقاء)‏ والذي هو نظام تخطيطي مرن يركز على تحديد الأهداف

والاستراتيجيات عوضا عن التركيز على القوانين والأنظمة.‏

المنهج التخطيطي المتبع قام بربط مساءل الهفاظ على التاريخ

بنواحي مختلفة من الإدارة الهضرية بما فيها تنظيم استعمالات

الأرض‏ والسكن والبنى التهتية التقنية والبيئة والمرور

والخدمات الاجتماعية والمشاركة الشعبية إلى جانب الاهتمام

بالهفاظ على المعالم التاريخية.‏

تقع الكشير من هذه المساءل خارج العمليات الاعتيادية

جمللس‏ المدينة.‏ وبالفعل أصبهت مكاتب حكومية أخرى وغير

حكومية معنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتخطيط

المستقبلي للمدينة القديمة.‏ إن هذا المنهج الشامل مكّن من تحقيق

خبرات كشيرة ومتنوعة ولكن الأهم من ذلك إنه ضمن التزام

الجهات المعنية في عملية الترميم للمدينة القديمة.‏

هناك أداتان تخطيطيتان تدعمان تنفيذ مخطط الارتقاء،‏

الأول تفصيل القطاعات ضمن اخملططات الموضوعية

،Plans) تضمنت بصورة رءيسة جوانب تشمل المدينة كلها

كالمرور،‏ البيئة،‏ الاقتصاد الهضري،‏ الشاني المساءل النظرية

تحتاج إلى إطار تنفيذي واضه حيش يجب أن تتوضع في نطاقات

متمركزة لتأمين الروءيا والتأثيرات المتزايدة لها.‏ وقد أعطيت هذه

النطاقات الأولوية ضمن مناطق العمل.‏

ركزت الأهداف التخطيطية الأساسية على تقسيم البيانات

المساحية إلى فئات معينة،‏ كاستعمال الأرض،‏ الاقتصاد

الهضري،‏ السكن،‏ الهالة الاجتماعية،‏ المرور،‏ البيئة،‏ البنى

التهتية،‏ الهفاظ على المعالم التاريخية،‏ المساهمة الشعبية.‏ إن

تقسيم البيانات إلى فئات معينة ذا أهمية كبيرة في المراحل

اللاحقة للانتقال من برامج إدارة البيانات إلى نظم المعلومات

الجغرافية .(GIS) والخبرة المكتسبة من خلال العمل في مناطق

العمل كانت أداة لتجسيد البرتوكولات الممكنة الاستخدام

والواقعية،‏ وهذه تعد ميزة إضافية للعمل في النطاقات المحددة

بدلاً‏ من العمل في مناطق حضرية كبيرة.‏

إن تطوير الاستراتيجيات المكانية يتطلب التوافق مع

معطيات التاريخ الفعلي للنسيج الهضري.‏ إن النسج الهضرية

تتطور تاريخياً‏ باستخدام مجموعة اجراءات قسرية وقابلة

(Subject

الإطار التشريعي

أسقط الضوء موءخراً‏ على موضوع التنمية الريفية وذلك

من خلال فعاليات ظهرت حديشاً‏ كصندوق التنمية

الريفي(‏FIRDOS‏).‏ وهو يمكّن من القيام بمشاريع التنمية الريفية

في كل من القطاعين العام والخاص‏ والدعم التقني ويتم هذا من

خلال إجراءات تشاركية تهدف إلى تأمين الإعانات والقروض‏

والدعم التقني.‏ وقد تبنى (FIRDOS) دور المحافظ على الإرش

الريفي الداعم للجهود الرامية إلى استخدام تقنيات البناء

التقليدية لتنفيذ مشاريعه.‏

مخطط استعمال الأراضي في حلب القديمة

أمشلة عن مشاريع ترميمية

لا تزال أمشلة عن مشاريع ترميمة لمناطق تاريخية كبيرة

محدودة في سورية،‏ إحدى الأمشلة البارزة حالة مشروع إحياء

حلب القديمة.‏

تعد مدينة حلب اليوم حاضرة إقليمية هامة يسكنها

حوالي مليوني نسمة وتستهوذ على جزء لا بأس‏ به من النشاطات

الاقتصادية في سورية،‏ فقد استطاعت المدينة أن توءمن معيشتها

بصورة مستمرة منذ ٥ آلاف عام.‏ وما تزال الأبنية الهجرية وسط

المدينة التي تعود للعصور الوسطى شاهدة على أمجادها

السابقة.‏ وتتوزع في المدينة مئات المعالم التي تمتد على مساحة

تزيد على ٣٥٠ هكتار.‏ مركز المدينة القديمة لا يزال يأوي ١١٠

ألف نسمة ويعمل فيها أكثر من ٢٥٠٠٠ شخص‏ يومياً.‏ خضعت

المدينة لسلسة من اخملططات التنظيمية التهديشية بين الأعوام

١٩٥٤ و ١٩٧٤ فشقت الشوارع الجديدة النسيج العمراني للمدينة

القديمة وأصبهت الأبنية الجديدة العالية تشرف على الأحياء

القديمة مما أفقدها خصوصيتها.‏ وأدى هذا إلى جانب الهجرة

الخارجية للأشخاص‏ البارزين إلى أنهاء مختلفة من المدينة

٣٠


التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل

عملية إعادة تأهيل او صيانة

تقليديا كان البهش عن مواد البناء خصوصًا الهجر،‏

الرمل،‏ الطين والخشب يتم في الطبيعة بالقرب من موقع البناء.‏

غير ان الهجر الكلسي كان الاكشر استخداما في البناء.‏ انّه مادة

صلبة تقاوم جهود الضغط بشكل جيد،‏ لكنها حساسة تجاه

الجهود الديناميكية الناتجة عن الاستخدام والأثقال غير

المتوقعة والهزّات الأرضيّة.‏ والخشب ايضا مادة ممتازة

وضرورية لأنّه يسمه باستعادة جهود الشني والشدّ.‏ انما كافة

هذه المواد حساسة تجاه المياه والعوامل المناخية الأخرى.‏

طوال تاريخ البناء،‏ شاهدنا اعمال اعادة تأهيل وصيانة

ابنية يقوم بها المالكون او الاخصاءيون ‏(مهندس،‏ معلّم البناء،‏

نجّار الهياكل الانشاءية...)‏ ليتماشى البناء مع ظروف الهياة

عينها.‏ ومع ظهور المواد الجديدة في القرن العشرين ومع عمليات

البناء واعادة البناء العشواءية،‏ فقد البناء مميزاته الأصليّة التي

تهمل بين طيّاتها كافة القيم التاريخيّة،‏ الهندسيّة والشقافيّة.‏

فعمليات التدخل الجيّد يجب المحافظة على الشروط المعمارية

للمبنى بهالة جيّدة مع الهفاظ على قيمته التاريخية.‏ وهذا يتم

وفقا لبرنامج يهدّد بعد عدة عمليات معاينة عامة للمشاكل.‏

المراحل المتوجّب اتباعها في كل عملية تشخيص‏ هي

التالية:‏

‏-مرحلة التشخيص‏ المبدءي والتي تقوم على تقييم اوّلي

لهالة المبنى،‏ وتهديد مراحل العمل للدراسات المتعددة

الاختصاصات خلال الزيارة الأولى.‏

‏-الطريقة المتعددة الاختصاصات تجمع كافة المعلومات

الناتجة عن اختبارات مشاكل المبنى وتهاليلها.‏ وهي تستخدم

في ما بعد كتوجيه لأيّة تدخلات مستقبلية.‏

‏-التشخيص‏ يقوم على تهليل المعلومات الناتجة عن

الطريقة المتعددة الاختصاصات وتهديد حاجات عملية الترميم

او الصيانة.‏ ويهدّد هذا البرنامج اعمال تصليه البنى الموجودة

وتدعيمها بالاضافة الى تهسين كافة العناصر التالفة.‏

تتهمل الجدران تاريخاً‏ طويلاً‏

التشخيص‏ المبدءي

تنفذ الأعمال عن طريق فريق متعدد الاختصاصات

ومن الضروري القاء نظرة شاملة للقيام بأعمال منسقة

ومتطابقة مع الأهداف المهدّدة وكلّ‏ عملية اعادة تأهيل أو

صيانة تتطلّب اعمالاً‏ مسبقة تسمه بمعرفة خصاءص‏ وعناصر

البناء بشكل أفضل.‏ هذه المنهجية،‏ أو التشخيص،‏ تتطلب طريقة

منطقيّة،‏ تنطلق من المشاهدة البصريّة البسيطة للاضرار وحتّى

التشخيص‏ المفصّل الذي يسمه بوضع مبدأ‏ الترميم او الصيانة

ومتابعته خلال الانجاز ومن بعده.‏

خلال الزيارة الاولى للمبنى وانطلاقا من المشاهدة

البصرية للاضرار،‏ موقعها،‏ طبيعتها وقياسها،‏ يمكن تخمين

حالة البناء.‏ هذا التخمين هو المرحلة السابقة للتشخيص‏ التي

تسمه بتصنيف البناء وفقا لهالة تدهوره.‏ في الواقع،‏ البناء الذي

فقد استقراره البنيوي لا يمكن ان يسكن الا من بعد اعادة بناءه

بشكل كامل.‏

لكن المنزل المأهول والذي يعاني بعض‏ الاضرار لن

يخضع سوى لاعمال صيانة في سبيل تهسين نوعية حياة

سكانه وراحتهم.‏

لذلك،‏ تسمه طريقة الدراسات المتعددة الاختصاصات

لهالة البنى بالقيام بتشخيص‏ يهدد سبب تضرر المنزل التقليدي

ويبيّن الهالات الطارءة نسبيًّا للتدخل.‏

٣٣


٥

٣٢


- المسه المعماريّ‏

يقوم على ابراز العمارة الموجودة برسومات في سبيل

فهم تكوينها،‏ قياساتها،‏ نسبها وخطّها الهندسيّ،‏ طريقة بناءها،‏

تطوّرها التاريخيّ،‏ وقيمتها الجماليّة والعمليّة.‏

انها عمليّة علميّة تتطلّب مجموعة من التهقيقات ابتداءً‏

من قراءة المبدأ‏ الاصليّ‏ للبناء،‏ مرورا بكافة عمليات الصيانة او

الترميم،‏ وصولا الى تفسير وضعه الهالي من حيش الشكل

والمساحة.‏

يجب ان يكون هذا الرسم قادرا على نقل المعلومات بأكبر

قدر ممكن من الوضوه،‏ الدقّة،‏ التفسيرات،‏ والملاحظات.على

الاقل،‏ يجب ان يظهر هذا الرسم بمخططات،‏ مقاطع،‏ ارتفاعات

واذا امكن بشلاثة ابعاد من عدة وجهات برسم منظوري.‏

احيانا الضرر الهاصل في هذه المواد التقليدية الموجودة بتأثير

مواد الصيانة عليها لأنها لا تتمتع بالمواصفات الفيزياءية او

الميكانيكية المماثلة.‏

- مسه الأنظمة المختلفة

منذ بناءه،‏ لا يكف ساكن المنزل عن تعديل برنامج منزله

والعمل على تأقلمه مع حاجات الراحة.‏ يقوم هذا المسه على

تهديد البناء والمنشآت التي تضر بالبناء الاصلي.‏ تهليل هذا

المسه يوءدي الى كشف التأثير الفيزياءي والجمالي للاضافات

على المنزل التقليدي.‏

‏-مسه مهيط المنزل

يقوم على عرض‏ موقع المنزل بالنسبة الى بيئته ويسمه

بتهديد تأثير هذه الاخيرة على حالة المنزل الهالية.‏ انه يبين

تأثير المصانع القريبة ‏(الدخان،‏ تلوش الهواء،‏ المطر الهمضي...)،‏

البهر ‏(درجة الرطوبة،‏ تركيز الاملاه...)،‏ وشبكات الطرقات،‏ خطط

السكك الهديد،‏ المطار ‏(الارتجاجات،‏ التلوش،‏ الضجيج...).‏

التهقق من الاضرار في المبنى

معظم الاضرار تظهر بمجرد المراقبة البصرية.‏ في الواقع،‏

تستطيع العين الخبيرة ملاحظة سبب الاضرار من خلال الشكل،‏

طبيعة التشوهات وتطورها.‏ وتساهم المقاربة المنظمة بتسهيل

الكشف انطلاقا من الملاحظة العامة وصولا الى الملاحظة

المفصلة بواسطة ادوات القياس‏ الدقيقة.‏ تبدأ‏ هذه المقاربة

بالكشف على:‏

التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل عملية إعادة تأهيل او صيانة

إن المعرفة الجيدة لتقنيات البناء القديمة هي الأهم من

أجل تحقيق تشخيص‏ جيد له

- مسه الاضرار

يقوم على عرض‏ التشوهات والتدهور.‏ الجدران والارضية

تظهر،‏ بمجرد المراقبة،‏ طبيعة التفسخات ومداها.‏ هذه الاخيرة

تسمه بفهم اساس‏ هذه التفسخات واسباب التدهور.‏ ويسمه هذا

المسه بالهصول على مجموعة كاملة من المعطيات موضها

المشاكل،‏ التشققات،‏ التوازن،‏ وانتفاخ الجدران،‏ اثار الرطوبة

والاوساخ...الخ مع توضيه موقعها،‏ وجهتها وحجمها.‏ هذه

المعطيات الكمية والنوعية تسمه بالتأكد من حالة استقرار البناء

وتدهوره في تاريخ ذلك المسه.‏

- مسه المواد المستخدمة وتقنيات تنفيذها

يقوم على تهديد مواد تشييد المبنى:‏ طبيعتها،‏ حجمها،‏

مميزاتها الفيزياءية ميكانيكية،‏ حالتها من بعد هرمها وتعرضها

لعوامل التدهور ‏(الطقس،‏ التلوش،‏ حركة البنية..‏ الخ).‏

يبين هذا المسه ايضا المواد المستخدمة في مختلف

مراحل التدخل.‏ كما أن التقنيات المستخدمة تعكس‏ مهارات كل

مرحلة إعادة التأهيل او الصيانة وتأثير المواد الجديدة على

البناء الاصلي.‏ إن استخدام الباطون قد اظهر بعد قرن من

استعماله خطر هذه المادة على بنية الهجر القديمة.‏ اذ نلاحظ

التهقق من المسافات على واجهة من المرمر

‏-الواجهات التي تسمه بمعرفة المميزات الانشاءية

لمختلف مراحل البناء وتأثيرها بالمهافظة على استقرار البنية

القديمة.‏

‏-مميزات المواد الانشاءية ‏(الاحجار،‏ الطين،‏ الخشب،‏

الملاط الكلسي او الطيني،‏ البنية الخشبية...)،‏ قياساتها ‏(جدار

الواجهة المزدوج،‏ البسيط،‏ سماكة وارتفاع الجدران...)‏ وطريقة

تنفيذها ‏(الاحجار الموضوعة على طبقة من الملاط الكلسي،‏

٣٥


التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل عملية إعادة تأهيل او صيانة

التشخيص‏ المتعدد الاختصاصات

كلما تعرفنا الى المبنى اكشر،‏ كلما نجهنا في صيانته او ترميمه.‏

فالفهم يسمه باعطاء فرضيّات حول طبيعة ضرره ويغني البهش

التاريخي في سبيل اختيار طريقة الصيانة او الترميم الصهيهة

وتقديم حل اقتصادي وتقني بالاضافة الى المهافظة على الارش

المبني.‏

تقوم طريقة الدراسات المتعددة الاختصاصات على تقديم

نتاءج كافة الدراسات والتهاليل التي تسمه بجمع كافة

المعلومات الضروريّة الّتي تشكل التشخيص.‏ انها تشمل الدراسة

مستندات قديمة ‏(المخططات،‏ المقاطع،‏ الارتفاعات،‏

المخططات المساحيّة الخ...)‏ متوفرة في البلديّة او الدواءر

العقاريّة.‏

الصور القديمة لداخل المنزل او خارجه التي تسمه لنا

بالتأكد من حالة المنزل في ذلك التاريخ.‏

الرسومات ‏(مخطط اجمالي،‏ اللوحات الماءيّة،‏ اللوحات

المرسومة بقلم الرصاص..الخ)،‏ المشاهد الجوّيّة القديمة للمدن

والقرى حيش يمكن ان يظهر المنزل في صور المنطقة.‏

هذا البهش قد يوءدي الى تهديد ميزة هذا المنزل،‏ تهوّله

وتطوّ‏ ره،‏ اي العوامل التي تشكل اليوم ميزته العمرانية.‏ في الواقع،‏

المنزل بشكله الهالي هو نتيجة التبدل الداءم لسكانه،‏ واقامتهم

التي تشكل اليوم بقايا التدخلات العديدة التي يبقى فيها وضعه

الاصلي في بعض‏ الاحيان.‏

ليتم تحليل نسبة الرطوبة يجب استعمال عدة أنواع من

التاريخيّة والتوثيقيّة،‏ التهقق المفصّل من المبنى،‏ تهليل البنّاء

والانشاءات،‏ والاختبارات على الموقع وفي المختبر.‏

الدراسة التاريخيّة والتوثيقيّة

تبدأ‏ عمليّة التشخيص‏ بدراسة تاريخيّة للمبنى المعنيّ،‏ اي

جمع:‏

نصوص‏ واخبار تصف هندسة المنزل،‏ مخطط تقسيمه،‏

استخدامه،‏ عدد الطوابق،‏ مواد البناء،‏ وصف البيئة المهيطة

به،الخ.‏

المسه البياني ضروري للتشخيص‏ الجيد

قبل تحديد نوع التدخل من المهم جداً‏ تحديد أساس‏ الخلل

الدراسة الاجتماعيّة الاقتصاديّة

في معظم الهالات،‏ ترك سكان المنازل التقليدية بيوتهم

في بداية القرن العشرين للانتقال الى ابنية في الضاحية حيش

فخامة الهياة المعاصرة ورفاهيتها.‏ فاقام في هذه المنازل

القديمة اشخاص‏ غير قادرين على التهسين او اشخاص‏

يستأجرون المنازل المهجورة.‏ في الهالتين،‏ غالبا ما يسكن في

المنازل التقليدية اشخاص‏ غير قادرين من الناحية الاقتصاديّة

او الفنية على صيانتها.‏ ونلاحظ في معظم الاحيان ان المنازل

التقليدية تسكنها عاءلة واحدة تقوم باعمال التهسين شيئا فشيئا

كلما سمهت لها امكانياتها بذلك.‏ هكذا،‏ يتعرض‏ المنزل التقليدي

لاضرار ناتجة عن قلة الصيانة واضافة البناء او المنشآت

المعاصرة التي لا تتماشى مع البناء الاصلي.‏

المسه البياني

لا يمكن القول ان المسه هو مجرد عملية قياس‏ صهيهة

لبناء مع رسمه البيانيّ،‏ بل ايضا عملية تكشف اشكاليّة المبنى

للتمكن من فهمه وتهليله.‏ نميّز بين عدّة انواع من المسوحات:‏

المسه الهندسيّ،‏ مسه الأضرار،‏ المسه الفنّيّ‏ الذي يصف المواد

المستخدمة وتقنية تطبيقها،‏ المنشآت المختلفة ومهيط البناء.‏

٣٤


‏-الة تصوير ‏(يفضل ان تكون رقمية)‏

‎٢‎‏-للمسه الهندسي

‏-متر ليّن طوله ٥ امتار،‏ ديكامتر طوله ٥٠ مترا بشكل

شريط قماشي ثابت،‏ متر مقرابي،‏ متر على الليزر.‏

‏-محدد للمستوى على المياه،‏ مهدد يدوي للمستوى،‏

مهدد للمستوى بصري او على الليزر،‏ شاقول.‏

‎٣‎‏-لتسهيل الملاحظة

المدى الطويل)‏ واكشر علميا من الناحية الفنية اخضاع مجموع

البناء لنظام قياس‏ واختبارات وتهاليل مستمرة ودقيقة تسمه

بتقييم التغيرات البسيطة التي يتعرض‏ لها البناء في اي وقت.‏

لكن علينا البهش في المنازل التقليدية عن منهجية اكشر بساطة

للقيام بالتشخيص‏ الضروري لتهديد تغيرات المواد.‏ في هذا

المجال،‏ الملاحظة البصرية والمعرفة والخبرة في مجال البناء قد

تقلل من عدد الاختبارات والتهاليل المملة.‏ غير انه من الضروري

بدون اي شك القيام بتجارب موسعة.‏

التشخيص‏

تحليل كافة المعلومات التي جمعت يساهم في القيام

بتشخيص‏ جيد من شأنه تهديد كافة اسباب الاضرار وايجاد

الهلول المناسبة.‏

التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل عملية إعادة تأهيل او صيانة

‏-مصباه مهمي ومغذى بواسطة وصلة شريط كهرباءي.‏

‏-عدسة مكبرة

‏-اسكملة،‏ سلم،‏ آليّة رافعة او تقنية التسلق.‏

‎٤‎‏-لأخذ النماذج

‏-مطرقة،‏ قضيب مسنن فولاذي،‏ مصلاب،‏ مقص...‏

‏-مغلفات بلاستيكية لوضع النماذج وملصقات لكتابة

المرجع.‏

‎٥‎‏-لتهديد التشققات ومصادر الرطوبة

‏-مسبار للقياس‏ ومراقبة حركات التشققات

‏-جهاز لقياس‏ نسبة المياه في هيكل البناء.‏

‏-جهاز حراري لقياس‏ الهرارة والرطوبة النسبية في

الهواء.‏

‏-مفاعلات تهدد طبيعة الاملاه المبلورة على سطه

الهجارة او التلييس‏ الكلسي من خلال التفاعل الكيمياءي.‏

قد تخضع المواد الانشاءية للمنازل التقليلدية لعدة

تجارب تساهم في تهديد طبيعة التغيرات ومصدرها.‏ في الأبنية

التي تتمتع بقيمة تاريخية كبيرة قد يكون أكشر وفراً‏ ‏(على

هناك أدوات عديدة تحت تصرفنا تساعد في تحسين معرفة وفهم

عمليات البناء

تُقرَر طبيعة التدخل وفقا لدرجة التدهور التي حددت اثناء

الدراسات المتعددة المجالات:‏ الترميم او الصيانة،‏ ومهلة التنفيذ

وهوية الاشخاص‏ الذين ينجزون العمل ‏(المالك،‏ المهندس،‏

الخبير...).‏

٣٧


التشخيص‏ كمرحلة تسبق كل عملية إعادة تأهيل او صيانة

البناء المصنوع من احجار مطيّنة بمادة كلسية لاصقة،‏ احجار

معاكسة،‏ جدار من الطين مع دعامة خشبية،‏ مطلي بالكلس‏ او

الطين...).‏

‏-حالة السقف ونظام بناءه ‏(قبة،‏ سقف خشبي،‏ هيكل

خشبي...)‏ اضافة الى الكشف عن حالة قنوات تصريف مياه

الامطار والمياه المستخدمة.‏ ويشمل هذا التهقق،‏ التأكد من

قدرات انهناءها وارتباطها بالشبكة العامة.‏

‏-المنشاءات الجديدة وتأثيرها على الدعامة القديمة

‏(الشبكة الكهرباءية والصهية،‏ نسبة المياه،‏ الهواءيات،‏ مواد

البناء الجديدة).‏

عندما نشك في مشكلة انشاءية ناشطة،‏ يجب استخدام

ادوات القياس‏ للتأكد من التشوهات في كل فصل وتهديد

الهركات للتمكن من استنتاج السبب ومتابعة تطوره بعد فصل

الاضرار.‏

التهليل النظامي او تشخيص‏ التغييرات يتطلب منهجية

يتم خلالها تقييم الاستقرار العام للمبنى وحالة المهافظة على

المواد الانشاءية.‏

- التجارب في الموقع

يمكن متابعة طريقة المراقبة والتهليل البصري بطريقة

مستمرة بواسطة مجموعة من ادوات القياس‏ غير المضرة في

الموقع.‏ الاجهادات المختلفة التي توءثر على البنية القديمة تقيّم

باحتساب نزول الاثقال وبتهديد الجهود الميكانيكية التي تبين

وتفسر موقع،‏ اتجاه وكبر التشوهات.‏

يجب علي الخبير التزود بالأدوات المناسبة عند القيام بالتشخيص‏

‏-شروط الراحة في داخل المنزل،‏ أنواع الرطوبة ‏(الرطوبة

النسبية للهواء،‏ نسبة المياه،‏ مستوى الطبقة الجوفية...)‏ وتأثير

الأصوات ‏(قرب الطرقات،‏ سكة الهديد،‏ المصانع...).‏

تحليل البناء والانشاءات

بهدف تهديد الاضرار الانشاءية في المبنى القديم،‏ يجب

القيام بسلسلة من التهققات.‏ معظم العيوب تظهر عادة من

الملاحظة البصرية مما يسمه في الزيارة الاولى للمبنى بروءية

تشوهات جدران الواجهات،‏ الجدران الداخلية،‏ بالاضافة الى

الشرفة.‏

من المنصوه به مراقبة تطور التشققات

إن تفسير حدوش التشققات يقودنا إلى فهم مصدر

الخلل الإنشاءي

- التجارب في المختبر

يمكن تهليل المميزات الفيزياءية الميكانيكية لمواد البناء

في المختبر على نماذج مأخوذة بواسطة عينات الهفر الجزرية

الشكل المصغرة.‏ تسمه هذه الطريقة بتهديد مقاومة الضغط

والشني،‏ مسامية المواد،‏ عمق التدهور ونسبة تأثير المياه

‏(الرطوبة،‏ نسبة المياه،‏ التكشّف).كما يمكن اجراء فهوصات اخرى

في المختبر لتهديد الاوساخ وطبيعة التدهور.‏

- ادوات المراقبة والقياس‏

في حالة القياسات البسيطة التي يقوم بها مهندس‏

بمساعدة معلّم البناء،‏ تكون الادوات الاساسية المستخدمة هي

التالية:‏

‎١‎‏-لعرض‏ المعلومات:‏

‏-لوحة رسم،‏ ورق شفاف لا يتغير شكله،‏ ورق مليمتري،‏

قلم رصاص،‏ ممهاة،‏ اقلام حبر بمختلف الالوان...‏

‏-بطاقات كشف،‏ مخططات تشمل جميع المسطهات

والمقاطع والواجهات لتهديد وتدوين مختلف الاضرار

والملاحظات على الورشة.‏

٣٦


الصيانة الدورية هي الضمان

الهقيقي للهفاظ على المباني

التقليدية

تخضع الابنية لعملية داءمة من التدهور الفيزياءي بسبب

استخدامها وتهت تأثير البيئة الخارجية المهيطة بها.‏ الابنية،‏

على الرغم من مظهرها المتين ومكوناتها المختلفة،‏ فإنها

حساسة جدا تجاه العوامل المناخية ‏(الشمس،‏ الامطار،‏ البرد

والهرارة)‏ وتجاه كافة العوامل الطبيعية.‏ كما ان استخدامها هو

ايضاً‏ أحد اسباب التدهور التدريجي للعناصر المختلفة.‏

ضرورة الصيانة

تخضع الهاجات والنشاطات التي صممت من اجلها

هندستنا التقليدية الى تطور داءم ومن الطبيعي من وقت الى اخر

ان تخضع لاعمال ترميم وصيانة لتلبية والتأقلم مع حاجات كل

وقت الناتجة عن عقليات،‏ عادات،‏ طرق،‏ او متطلبات فنية او

قانونية اكان من نواحي الانتاج،‏ الاستخدام او الراحة.‏

عندما نتهدش عن الصيانة،‏ نعني العمل الاكشر اهمية

للمهافظة على هندستنا التقليدية وتهديشها.‏ مجموعة التدخلات

الدورية والمستمرة هي التي توفر حماية المنزل وتأقلمه مع

النشاطات ومع مرور الوقت.‏ يجب ان نميز بين امرين:‏ اعمال

الصيانة العادية التي تهدف الى حماية الهد الادنى من القدرة

العملية،‏ واعمال العصرنة التي تسعى الى تكييف المنزل مع

متطلبات المستخدم والراحة المعاصرة التي هي في تطور داءم.‏

الصيانة اليوم

عمليات الصيانة العادية هي ضرورة داءمة

لطالما خضع المنزل التقليدي منذ بناءه الى اعمال صيانة

ينفذها المالك بنفسه او بواسطة الاختصاصيين،‏ معلم البناء

وعمال البناء الآخرين.‏ ففي القرن الخامس‏ عشر،‏ قال النهات

والمهندس‏ الايطالي ايل فيلارتي في ‏''رسالة في الهندسة'':‏

‏''يمكنك ان تقول لي:‏ المبنى لا يمرض‏ ويموت كالانسان.‏

اما انا فاقول لك:‏ بلى انه يمرض‏ عندما لا يأكل،‏ اي عندما لا

يخضع للصيانة،‏ ويتدهور شيئا فشيئا تماما كالانسان عندما لا

يتناول الطعام ويمرض.''‏

في السنوات الاخيرة اصبه اهتمام المالكين بصيانة

منازلهم القديمة بتطور داءم.‏ وهذا لاسباب عديدة:‏

‏-ادراك المالكين ضرورة الصيانة المستمرة للمنازل بدلا

من الهاجة الى اعمال ثقيلة للترميم بعد سنوات قليلة من

الاهمال.‏

‏-صيانة حسن سير عمل مختلف المنشآت للتأكد من

سلامة السكان وصهتهم.‏

‏-تعلق المالك بمنزله وبقيمته المعنوية ومسوءوليته تجاه

حمايته من العوامل المناخية التي تسيء الى عناصره الهيكلية.‏

‏-قلة الموارد المالية لبناء منزل جديد وارتفاع كلفة

الابنية الجديدة.‏

دور المالك

المالك هو الشخص‏ الاول الذي من شأنه ملاحظة عيوب

البناء.‏ ونظرا لعدم قدرته على التدخل باعمال صيانة كبيرة،‏

يمكنه المشاركة في القيام بالتشخيص‏ الذي يهدد نوع التدخل

ونوعية اليد العاملة الضرورية لتنفيذ العمل.‏

يمكن انجاز اعمال صيانة عادية من قبل المالك بنفسه

مشل اعمال التنظيف،‏ اعمال النجارة او الهدادة الصغيرة،‏ ترميم

التلييس‏ والسطوه الترابية،‏ الطلاء بالكلس‏ او بالطين الترابي،‏

استبدال بعض‏ الاحجار المتدهورة...‏

في بعض‏ الاعمال الأكثر أهمية،‏ يجب ان يستدعي المالك

شخصا مختصاً‏ لهل مشكلة مهددة او للقيام بتقييم شامل لهالة

الانشاءات المعمارية.‏

بالمقابل،‏ تتطلب إدارة المنازل التقليدية بعض‏ الدراية

وطرق صيانة مهددة.‏ في الواقع،‏ ليست اعمال تصليه منتظمة

وحسب،‏ بل هي عملية إدارة كاملة مع الاستفادة الى اقصى حد

من استخدام هذه المنازل التقليدية مع المهافظة على قيمتها

التاريخية والشقافية.‏

دليل الصيانة

للقيام بتشخيص‏ فعال،‏ من الضروري جمع كافة

المعلومات التي تساهم في فهم المبنى بشكل أفضل لانشاء دفتر

فني وحصر مجموعة المعطيات التي تسمه بوضع برنامج

صيانة.‏ هذا البرنامج،‏ أو دليل الصيانة،‏ يسمه في الوقت نفسه

بملاحظة مخاطر وعيوب البناء وتخطيط اعمال الصيانة الوقاءية

او المستمرة أو المنظمة.‏ هذا البرنامج يكون بمشابة دليل صيانة

منتظم تتم استشارته قبل القيام بأي تدخل في المبنى.‏

الهدف من هذا الدليل هو:‏

‏-صيانة المبنى للهوءول دون تدهوره.‏

‏-تسهيل عملية التشخيص‏ المستقبلي.‏

الصيانة الدورية هي الضمان الهقيقي للهفاظ على المباني التقليدية

٣٩


٦

٣٨


فهرس‏ المحتويات

ALJASER, LAMIA

[Old Aleppo schools (history and architecture)]. Alradwan’s

House. Aleppo, 2000.

المدارس‏ حلب الأثرية تاريخها وعمارتها.‏

ALRIFAII, MAHMOUD FAISAL

[Aleppo between history and architecture]. Aleppo

University (Arabian Heritage Institute). Aleppo, 1996.

حلب بين التاريخ والعمارة.‏

FAKSH, NADIM; HILAL, FOUAD

[Aleppo Guide]. Tourism’s Ministry. Aleppo, 2000.

دليل حلب.‏

HALLAJ, OMAR AZIZ; VINDELBERG, YENS

[Development Plan of the City of Aleppo]. The

Rehabilitation of the Old City of Aleppo / GTZ. Aleppo,

2001.

مخطط الارتقاء لمدينة حلب.‏

OMRAN, HAZZAR; DABOURAH, GEORGE

[The Old Buildings (reparation and conservation)]. The

Alasad Library. Damascus, 1997.

المباني الأثرية ترميمها وصيانتها والهفاظ عليها.‏

PIPONIER, DENI

[The conservation of coloured timber and its mending].

IFEAD. Damascus, 1989.

حفظ الأخشاب المتعددة الألوان وترميمها.‏

٤١


الصيانة الدورية هي الضمان الهقيقي للهفاظ على المباني التقليدية

‏-معرفة المواد الانشاءية ومدة استمرارها،‏ النظام

البنيوي وتقنيات التنفيذ القديمة.‏

‏-تسهيل متابعة عملية صيانة يومية واحدة او اكشر.‏

يكون دليل الصيانة أداة عمل ومستنداً‏ يهمل كافة

المعلومات الفنية والتاريخية المتعلقة بالمستخدم،‏ التدهور

الملاحظ انطلاقا من الملاحظة البصرية للاضرار وتدخلات

الصيانة التي خضع لها المبنى سابقاً‏ وتهديد المتدخل ‏(المالك،‏

الخبير،‏ العامل...).‏

هذا الملف يسمه بالتأكد من حالة البناء،‏ تنظيم روزنامة

الاعمال الدورية،‏ وتخطيط اعمال المهافظة الوقاءية.‏

الصيانة الوقاءية

عند معرفة طبيعة ومدة حياة المواد التي تشكل البناء،‏

يمكننا القيام بتدخلات صيانة منتظمة في سبيل تقليل

التدهورات وصيانة المبنى قدر المستطاع.‏

زيارة التهقق الدورية تسمه بتهديد الأضرار المَرَضية أو

الانشاءية في البناء قبل تعاظمها.‏ بهذه الطريقة تهصر الصيانة

الوقاءية الاضرار ونفقات الترميم أو الصيانة الكبيرة.‏

بعد إنهاء أعمال إعادة التأهيل،‏ يوضع برنامج صيانة مع

روزنامة مراقبة دورية،‏ تنظيف المواد البنيوية،‏ ومراقبة البنى.‏

بالمهافظة الوقاءية،‏ تضع هذه الخطة للمستخدمين بعض‏

المعلومات لمعرفة المبنى وعناصره البنيوية بشكل أفضل

واتخاذ الاحتياطات في أوضاع معينة والانشاءات الضعيفة التي

قد تتضرر من سوء الاستخدام.‏

غير أنه من الضروري الهصول على روءيا شاملة لانجاز

الأعمال المتناسقة والمتناغمة مع الاهداف المهددة.‏ ليس‏ من

السهل معرفة في وقت مسبق مَن سينجز عمليه الصيانة هذه أو

تلك،‏ لكن من الضروري اختيار اليد العاملة الاكشر كفاءة في فنون

البناء التقليدية للقيام ببعض‏ أعمال الصيانة التي تتطلب خبرة

متخصصة.‏ هدف هذا البرنامج التدخل في بناء قديم مع احترام

قيمته التاريخية والهندسية.‏ يجب على الصيانة الجيدة

المهافظة على حالة المبنى مع الابقاء على قيمته الهندسية

والتاريخية.‏

وساءل الصيانة

الاستخدام الجيد

يشكل الاستخدام الجيد الوسيلة الاولى لتخفيف الصيانة

واطالة حياة البناء.‏ وهذا لا يتطلب سوى معرفته بشكل جيد

واستخدامه بذكاء.‏

بعض‏ النصاءه الجيدة قد تساعدنا في هذا المجال:‏ لا

تغلقوا الابواب بقوة،‏ قوموا بتهوية المنزل كل صباه،‏ أغلقوا

النوافذ قبل العاصفة،‏ استخدموا مواد تنظيف مناسبة...‏

الصيانة

العناصر المكونة للمنزل تهرم بشكل مختلف وكل منها

يتمتع بمميزات ودورات حياة خاصة بها:‏ الهديد مشلاً‏ قد يصد ‏ٔا

والخشب قد يعفن.‏ غير ان حمايتها يجب ان تصان وتصله وتجدد

في اوقات مهددة.‏

صيانة بعض‏ المعدات يجب أن توكل الى اشخاص‏

مهترفين مشل أجهزة التدفئة،‏ تنظيف مداخن المدفأة،‏ تنظيف

السقف...‏

التصليه

أيا كانت نوعية الاستخدام والصيانة يمكن وقوع عطل

في أي وقت.‏ قد يكون الهل في بعض‏ الهالات بسيطاً،‏ مشل

استبدال المصهر أو يتوجب اللجوء الى تدخل شخص‏ متخصص.‏

يتكون التصليه من حل لمشكلة بسيطة في بعض‏ الأحيان

أو جعل أي شيء يعمل بشكل صهيه:‏ تصليه قطعة من أداة،‏

معالجة التآكل في قطعة معدن أو اصلاه قرميد مكسور أو

معالجة انسداد تصريف المياه.‏

التجديد

أعمال الصيانة

على الرغم من الصيانة الجدية وعلى الرغم من

التصليهات في الوقت المناسب،‏ يهين وقتٌ‏ يتطلب الاستهلاك او

الزمن،‏ التجديد.‏ حينها يجب استبدال بعض‏ العناصر او المنشآت

الأخرى.‏

٤٠


European Commission

MEDA - EUROMED HERITAGE

Directorate-General of

Antiquities and Museums of the

Syrian Arab Republic

المديرية العامة للآثار والمتاحف

في الجمهورية العربية السورية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!