12.06.2020 Views

Num223

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ا ل حد‏ ث 6

االإنقاذ املتعرثّ‏

بل العبثي

عبدالله خطار

كان ‏ُمنوقعاً‏ اإلنفجار،‏ إنما الكبير بل األكبر هذه المرّة،‏

ويبدو أن فلتَ‏ الشارع،‏ بل الشوارع،‏ في أكثر من منطقة

واآلتي أعظم!‏ مالمح ثورة شعبية غاضبة وجامحة بدأت

تتظهّر...حيث ال كورونا تقف بوجهها،‏ ال حواجز وعوائق

وال قوى أمنية بإمكانها ردعها،‏ اللهم ما لم تُعلن حالة

الطوارىء.‏ هذا اإلنفجار يجيء على خلفية جملة عوامل

أوّ‏ لها أزمة الدوالر والسيولة،‏ وثانيها البطالة المرتفعة

وغالء األسعار،‏ فثالثها قضم الرواتب وانهيار سعر صرف

العملة الوطنية ليسجل رقم الستمئة ليرة مقابل الدوالر

الواحد،الى طبعاُ‏ التالعب والتحاصص في التعيينات فضالً‏

عن تأجيل ملف التعيينات القضائية،‏ ولندع جانباً‏ كل

الملفات السابقة كملف الكهرباء والفساد واإلصالح اإلداري

الى ماهنالك.‏ فملفّات النقد،‏ وفلتان األسعار،‏ واإلقفال

‏)مصانع وشركات ومؤسسات ومطاعم وفنادق ومدارس

الخ.(‏ والبطالة المستشرية لهي ملفّات كفيلة وحدها بإثارة

النقمات وتفجير الوضع.‏ ولعلّ‏ اإلنفجار في بدايته حتى

تاريخ كتابة هذه المقالة )11\6\2020\، ويمكن إعتباره

استكماالً‏ لثورة 17 تشرين الشهيرة،‏ إنما على نطاق أشمل

وأعنف كأن يتحوّ‏ ل ثورة مسلحة او يُدخل البلد في أتون

حرب توشك أن تستعر.ال شك أنّ‏ ‏»بعبع الكورونا افاد

السلطة وأرجأ المَوعد.‏ أجل السلطة السياسية الفاسدة

المتحكّمة بالبلد والشعب.‏ ولكم سعت وتسعى الى فركشة

بل وفرفطة الثورة بجميع وسائلها المتاحة:‏ حيناً‏ بدسّ‏

أشباحها ومليشياتها بين المتظاهرين،‏ حيناً‏ آخر باللجوء

الى القمع والعنف والترهيب واإلعتقال؛ اما األهم في

ألشهور الثالثة التي خلَث فتذرّعها بالكورونا متخذة منها

‏»قميص عثمان كلما دّق الكوز بالجرة«‏ او باألحرى كلما

الحت في األجواء بعض زيادة في عدد اإلصابات.‏ عندئذٍ‏

تعود لتفرض تعبئتها وقيودها وشروطها بل وقبضتها على

المواطنين؛ بمعنى أنّ‏ السجّان يطمئن البال وينشرح بالقدر

الذي يحكم فيه قبضته على المساجين،‏ بغض النظر عن

تمرّد بفعل البؤس من هنا وعصيان تحت وطأة اليأس

من أمكنة رازحة تحت العوَ‏ ز والحرمان والفاقة.‏

همّ‏ الكورونا طغى خالل الشهرين األولين المنصرمين

على ما عداه من هموم ومَطالب وحقوق إجتماعية.‏ ال

شيء قُدّ‏ ‏ِم رغم تشكيل حكومة جديدة،‏ ال إدارة أُصلحت وال

فساد وُ‏ ضع له حدّ:مماطلة وتأجيل ووعود الى أن جاءت

التعيينات وضرب الدوالر ‏)ومعه الغالء ونسبة البطالة

والعَوَ‏ ز ووالجوع(‏ رقماً‏ قياسيا.‏

أكثر من رسالة خارجية وصلت الى المسؤولين وتلقّفوها

بالطبع،‏ أبرزها الحظر المَفروض على بعض ممولي حزب

هللا كما والقيود على المصارف،‏ ضبط اإلنفاق والهدر،‏

وضح حدّ‏ للفساد وتسكير المعابر غير الشرعية ومراقبة

لبنان

الحدود فاستقاللية القضاء،‏ معطوفاً‏ على ما ورد ‏»قانون

قيصر«‏ ويعني قطع العالقات خاصة اإلقتصادية مع

سوريا.‏ كل ذلك يقول نزع سالح حزب هللا هو المَقصود

اوالً‏ وأخيراً،‏ ال سيما وأن قرارات دولية،‏ وأهمها القرار

1959، لم يجف حبرها بعد.‏ نزع السالح هذا ليس

باألمر السهل ولكنه مَطلَب وشرط...‏ للحلحلة وبعدذلك

اإلنفراج التدريجي عبر فتح باب المساعدات وبالتالي

تدفق اإلستثمارات بالترافق مع وضع البلد على السكّة

الصحيحة.‏

تلك الرسائل لم تؤخذ على ما بدا على محمل الجدّ،‏

واستمرت بالرغم منها سياسة المماطلة والتأجيل

والمراوغة والمحاصصة.‏ لكنّ‏ رسائل داخلية وُ‏ جّهت

الى المعنيين أيضاً،‏ كانت مؤشراتها التفلّت الحاصل،‏ بل

الفلتان في بعض المناطق وخصوصاً‏ في البقاع وطرابلس

وعكار.‏ تفلّت على مستوى السالح،‏ واإلعتداءات،‏

والتعديات وعمليات السلب والنهب والسطو وال تستطيع

معه القوى األمنية الشيء الكثير.‏ من جديد عادت

التظاهرات اليوم بعنف بالترافق مع إشعال النيران وإفقال

الطرق والتخريب واألبرز الالفت حرق مصرف لبنان في

طرابلس.‏

لم تستوعب وال استوعبت على ما بدا السلطة بعد

الرسائل الموجّهة إليها سواء من الداخل او من الخارج

وهي بكل األحوال عاجزة عن إيجاد مخارج وحلول،‏ وهي

في مرحلة تخبّط وارتباك ودوَ‏ ران في فلك فشلها والى حد

إحباطها.‏ اإلنقاذ والحال متعثّر بل عبثيّ.‏ أكثر،‏ عالمات

إستفهام مطروحة حيال إمكانية استمرار هذه السلطة

برؤوسها ومكوّ‏ ناتها.‏ البلد اآلن أمام إستحقاق مَفصلي

غير قابل للتأجيل:‏ إما اقتالع المسؤولين وإما اإلنفجار...‏

لنقُل األكبر وبعده لن تسلم رؤوس كبيرة!‏ وحدها القيادات

العسكرية تنقذ الوضع.‏ إنّ‏ النظام اللبناني برمته أحوج

الى إعادة تكوين.‏

اتصاالت على اأعلى املستويات والنقاش يدور حول اإقالة ‏سالمة

جرت اتصاالت عى اعى املستويات يف الساعات القليلة املاضية،‏ تأكد بنتيجتها أن استقالة الحكومة غري واردة لكن النقاش يدور حول اقالة حاكم مرف لبنان رياض سالمة مع

اعراف القوى السياسية بصعوبة مثل هذا القرار.‏

وفق املعلومات فان دياب يريد اقالة سالمة واطراف داخل الحكومة ال متانع فيام اطراف اخرى تعارض انطالقاً‏ من ان مثل هذه االقالة قد تؤدي اىل فلتان الوضع النقدي.‏

وبحسب معلومات ال LBCI فان ال بديل عن الحكومة ويفضل ان تبقى قامئة بدالً‏ من تحويلها حكومة تريف اعامل غري قادرة عى االجتامع او اتخاذ قرار.‏ ترجح كافة املعلومات

توجه الحكومة يوم غدٍ‏ يف جلستها االستثنائية املتصلة مبناقشة الوضع النقدي اىل اقالة حاكم مرف لبنان رياض سالمة.‏

اىل ان معلومات ليبانون ديبايت تستبعد ذلك رغم توافر الرغبة بالسري يف هذا االتجاه لدى رئيس الحكومة حسان دياب،‏ عى اعتبار ان اي خطوة من هذا النوع تحتاج إىل توافق،‏

و ‏»البوانتاج«‏ الحكومي الراهن ال يؤمن هذه الخطوة بدليل انقسامه بن فريقن،‏ واحد مؤيد وآخر يجد ان اي خطوة من هذا النوع تتخذ راهنا قد تؤدي اىل مزيد من املخاطر عى

النقد.‏

دياب يحذر من ‏»فتنة اإسرائيلية«‏ يف لبنان

حذر رئيس الحكومة اللبنانيّة،‏ حسان دياب،‏ األربعاء،‏ من أن

‏»العدو اإلرسائيي يريد افتعال الفتنة يف لبنان،‏ للتغطية عى خطته

لضمّ‏ الضفة الغربية«.‏

وتعتزم إرسائيل،‏ يف يوليو/‏ متوز املقبل،‏ البدء بضم مستوطنات

الضفة الغربية املحتلة،‏ وتقول السلطة الفلسطينية إنها متثل 30

باملئة من مساحة الضفة الغربية.‏

ودعا دياب،‏ يف مستهل جلسة ملجلس الوزراء،‏ إىل ‏»أعى درجات

اليقظة والوعي،‏ ملواجهة هذا املخطط اإلرسائيي ‏)الفتنة(‏

وإحباطه«.‏

وقال يف تريحات صحفية إن لبنان مرّ‏ بتطور خطري نهاية األسبوع

املايض،‏ و«تجاوزنا مشاريع فتنة طائفيّة ومذهبيّة«،‏ محذرا من أن

‏»مرشوع الفتنة قائم ومستمرّ«.‏

وأضاف:‏ ‏»أنا كنت حذّرت من مخطط إلراقة الدماء واستثامرها يف

السياسة،‏ وما حصل يف الشارع كان ينبئ بخطة خبيثة إلشعال فتنة

يف البلد،‏ والحمد لله أننا تجاوزناها«.‏

وتوجّهت مجموعات داعمة لجامعة ‏»حزب الله«،‏ مساء السبت،‏

باتجاه محتجن بوسط بريوت،‏ وهي تهتف بشعارات طائفية

‏»شيعة..‏ شيعة«،‏ و«لبيك يا حسن«،‏ و«منارصة لسالح الحزب«،‏ ردا

مطالبة املحتجن بنزع سالح الحزب.‏ وتحدث نشطاء عن صدور

إساءات من أنصار ‏»حزب الله«‏ للسيدة عائشة،‏ زوجة النبي محمد

‏)صل الله عليه وسلم(.‏

وشهدت مناطق عدة بالعاصمة احتجاجات صاحبها قطع طريق

رئييس،‏ استنكارًا للتطاول عى السيدة عائشة ريض الله عنها،‏ كام

شهدت مظاهرة أمام الربملان مواجهات مع قوات األمن،‏ أسفرت

عن إصابة 48 متظاهرا ورجل أمن.‏

واستطرد دياب:‏ ‏»هناك غرف سوداء تختلق أكاذيب وتروجها

للتحريض عى الحكومة لتحميلها أوزار السنوات املاضية،‏ التي

تسبّبت بوصول البلد إىل الوضع الذي نعيشه اليوم«.‏

ويعاين لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب األهلية

)1975: 1990(، ما دفعه إىل التوقف عن سداد ديون.‏

وتابع:‏ ‏»الحكومة تبذل جهودها،‏ ليس باالجتامعات فقط،‏ وإمنا

بإجراءات متدرّجة،‏ بعضها عاجل وبعضها متوسط املدى وبعضها

طويل املدى«.‏

وأقرت حكومة دياب،‏ يف 30 أبريل/‏ نيسان املايض،‏ خطة إنقاذ

اقتصادية،‏ تستمر خمس سنوات،‏ وبدأت يف 11 مايو/‏ أيار املايض،‏

مفاوضات مع صندوق النقد الدويل،‏ للحصول عى متويل.‏

وزاد بقوله:‏ ‏»هناك معضلة أساسية نعمل عى معالجتها،‏ وهي

التالعب بسعر العملة الوطنية )...( أعطينا تعليامت واضحة

وحاسمة إىل األجهزة األمنيّة للتشدّد يف ضبط فلتان التسعري لدى

الرافن الرشعين وغري الرشعين«.‏

وبات الدوالر الواحد يساوي 4500 لرية يف السواق غري الرسمية،‏

بينام سعر الرف الرسمي هو 1507 لريات.‏

فيام قال الرئيس اللبناين،‏ ميشال عون:‏ ‏»إننا مع حق التظاهر،‏

لكن ال ميكن القبول بالشغب والعنف وإثارة النعرات الطائفية

واملذهبية«.‏

وتابع:‏ ‏»أكرر اليوم وجوب الحذر الشديد مستقبال،‏ خصوصا وأن

معلومات توفرت لدى األجهزة املعنية عن ارتباطات خارجية

ملجموعات من املشاركن يف التظاهرات«.‏

وأضاف عون:‏ ‏»لن نتوقف عند الحمالت والشائعات التي تستهدف

الحكم والحكومة،‏ وخصوصً‏ ا تلك التي تتحدث عن تغيري حكومي

أو إسقاط الحكومة.‏ فلنتابع عملنا وال نضيع الوقت بالرد عليها«.‏

ويشهد لبنان،‏ منذ 17 أكتوبر/‏ ترشين أول املايض،‏ احتجاجات

شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية،‏ وأجربت حكومة سعد

الحريري عى االستقالة يف 29 من الشهر نفسه،‏ وحلت محلها

حكومة دياب يف 11 فرباير/‏ شباط املايض.‏

Journal Alhadath numéro 223 11 juin 2020

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!