رسالة العدد12
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
السيرة النبوية
كما لم يعرف التاريخ رسالةً أعظم من الإسلام، فإن التاريخ لم يعرف فاتحا ولا
قائداً أعظم من رسول الله مُ حمّ د صلى الله عليه و سلم ، فهوَ النبيّ الذي ختمَ
الله بهِ الأنبياء، و هوَ الذي أخرجنا الله بهِ من ظُ لمات الدنيا إلى نور الدنيا و الآخرة،
و لكونه النبيّ العظيم و الرسول القائد حقّ علينا أن ندرس سيرته و أن نعرف
عن حياته و عن شخصيّ ته و عن أبرز ملامح الفترة الزمنيّ ة التي عاشها
تعبد النبى في غار حراء :
حُ ببت إلى النبيّ - صلى الله عليه و سلم - الخُ لوة مع ربّه، فكان يتعبّد على دين
الحنيفيّ ة الليالي ذوات العدد في غار حراء، و كان أوّ ل عهده بالوحي الرؤيا الصادقة؛
إذ كان يرى المَ نام، فيتحقّ ق في الواقع كفَ لق الص بح .
و في إحدى المَ رّ ات، و بينما كان النبيّ في غار حراءٍ ، و كان يبلغ أربعين سنةً من
عُ مره آنذاك، إذ بجبريل -عليه السلام- يتنزّ ل عليه من السماء، و يأمره بالقراءة،
فيقول له إنّه ليس بقارىء، ثمّ يُعيد جبريل عليه الأمر مرّ تًين، فيعتذر النبيّ في كلّ
مرّ ةٍ ، ثمّ تتنزّ ل عليه أولى آيات الوَ حي على لسان جبريل -عليه السلام-، و هي قَ وْ له
-تعالى -" اقْ رَ أْ بِ اسْ مِ رَ ب كَ الذِي خَ لَ قَ *خَ لَ قَ الْ إِنسَ انَ مِ نْ عَ لَ قٍ *اقْ رَ ْ أ وَ رَ ب كَ
الْ أَكْ رَ مُ *الذِي عَ ل مَ بِ الْ قَ لَ مِ" فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف
بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع
ثم قال لخديجة أي خديجة ما لي و أخبرها الخبر قال لقد خشيت على نفسي قالت
له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا و الله إنك لتصل الرحم و تصدق
الحديث و تحمل الكل و تكسب المعدوم و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق،
ثمّ ذهبت معه إلى ابن عمّ ها؛ ورقة ابن نوفل، و كان رجلاً نصرانيّ ا عنده عِ لمٌ من
الكتاب، فسألته عمّ ا حدث مع النبيّ ، فأدرك بعلمه أنّ ذلك ما هو إلّ ا الناموس
الذي أُنزِل على موسى -عليه السلام-، فازداد النبيّ ثباتا على أمره
الصفحة|9