Num237
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ا ل حد ث 4
لبنان
Journal Alhadath-LInternational,5 février 2021
تصفية لقمان سليم
اربع رصاصات يف الرأس وواحدة يف
الظهر، كانت كافية اليصال الرسالة
اىل املئات. الرأي اآلخر غر مرحّب به
ورفعُ الصوت وتسميةُ االمور بأسائها،
وقولُ الحقيقة كا هي با مسايرة او
مواربة، مها كانت مؤملة، أمور غر
مقبولة يف بعض البيئات غر الحاضنة
للتنوع والتنوّر.. فكيف »يُهضم«
هذان املبدآن، وها نقيضا االستسام
والشمولية؟
هكذا تقارب مصادر سياسية معارضة
عملية تصفية الكاتب والناشط السيايس
لقان سليم. وتقول ل«املركزية«، إن
صَ در من كان ينتقدهم الرجل يبدو
ضاق به وبجرأته، فقرروا التخلّص منه
بدم بارد، بأسلوب يوصل بحد ذاته
رسالة اىل مَن يعنيهم االمر. فبحسب
ما توضح، الرصاص يف الرأس، يُستخدم
للتخلّص من »العماء«. وسليم الذي
مل يقبل ان يسلّم او يذوب يف اللون
الواحد الطاغي عى املناطق التي
يعيش فيها، كان يعترب يف نظر هؤالء،
عميا. عى اي حال، أمل يلجأوا مرارا
وتكرارا اىل تخوين كلّ من يخالفهم
الرأي؟
من حيث التوقيت، الجاين اختاره
بدقّة وحنكة. الكلّ منشغل بالهم
الحكومي واملعيي وبالتظاهرات
العائدة اىل الشارع، وقد كر الحديث
بالتوازي، عن عودة لخايا داعشية اىل
الساحة اللبنانية. وبينا يواصل نجلُ
النائب والحقوقي واملحامي الراحل
محسن سليم - والذي كان يف الكتلة
الوطنية مع العميد رميون إده ومن
أشد املناضلن يف سبيل حقوق اإلنسان
والدفاع عن الرعية والدستور -
مسرةَ والده، ويرفع الصوت منذ
سنوات، داعيا اهل طائفته اىل التحرر
واىل االنسجام يف النسيج اللبناين ويف
املحيط العريب، واىل املطالبة بتحييد
لبنان عن كل الراعات والحروب
التي تدور يف البلدان العربية، ال اىل
االنخراط فيها وتصدير الثورة اليها،
وإن كان ال بد من ثورة فيجب ان
تكون ضد اضعاف الدولة واستباحة
السيادة وضد الجوع والفساد والفقر
الذي تم تعميمه يف لبنان بتحالف
قاتل بن الفساد واالرهاب، او بن
املافيا وامليليشيا... يبدو ان الجناة رأوا
يف هذه اللحظة، االنسب السكات هذا
الصوت الشاذ... فرضبوا رضبتهم غدرا،
يف قلب النبطية، علا ان الشهيد رفض
ترك منطقته وبقي يتنقّل بن الجنوب
والضاحية الجنوبية والبقاع، ويعيش
فيها وينام فيها.. ورمبا هذا ما استفزّ
اكر الجناة.
الخشية كبرة، تتابع املصادر، من
ان يكون اغتيال ابن حارة حريك
الشيعي، يؤسس ملرحلة اغتياالت
جديدة ستشهدها الباد يف املرحلة
املقبلة. ففيا ال دولة حقيقية موجودة،
وال حكومة، قد يكون هذا السيناريو،
االمثل للتخلّص من املزعجن، وممّن
ميكن ان يشكّلوا خطرا وتهديدا عى
قوى االمر الواقع ومروعها القائم
عى ابقاء لبنان ساحة وصندوق
بريد، والتخلّص ايضا ممّن ينادون
بقيام دولة سيدة حرة مستقلة، تحدّد
وحدها قرار الحرب والسلم وموقعَها
االسراتجي، ويكون للجيش واالجهزة
الرعية فيها فقط، الحق بحمل
الساح. وهذا القلق مروع تضيف
املصادر، وسيتعزز اذا مل تتمكن االجهزة
من القاء القبض عى الجناة وتكشف
للرأي العام من حرّضهم وحرّكهم،
علا ان التحقيقات يف الجرمية – الزلزال
التي هزت لبنان يف 4 آب منذ 6 أشهر،
تتعرّ ، متاما كا التحقيقات يف جرمية
تصفية الشاب جو بجاين منذ اسابيع
وقبله العقيد املتقاعد يف الجارك منر
ابو رجيي والقافلة تطول... حمى الله
لبنان وأحراره، تختم املصادر.
شمعون:»عون ال ميثّ لني«
يف موقف هو االول من نوعه للسفرة اللبنانية السابقة يف
االردن السيدة ترايي شمعون ابنة الشهيد داين شمعون
قالت: فضّ لت االستقالة والعودة ألكون اىل جانب
الشعب اللبناين كا واين أتلقّى، يوميّاً، عدداً كبراً من
االتصاالت الهاتفيّة من أناسٍ يحتاجون اىل طعامٍ أو دواء.
لبنانيّون كثرون يجوعون، وبعضهم ميوت بسبب تعذّر
توفّر الدواء، بينا هناك من يتعنّت رافضاً تشكيل
الحكومة، ومنهم رئيس الجمهوريّة الذي يطالب بحقوق
املسيحيّن. هل أطالب بحقوق من ميوت جوعاً أم أسعى
اىل منع موته أوالً، ثمّ أحصّ ل الحقوق؟«.
وأضافت شمعون: »يغضب الجيش االلكروين للتيّار بسبب تغريدة، فيشتم ويخوّن
وال يوفّر والدي الذي استشهد وخرته بسبب محبّته لهذا البلد وتشبّثه بالبقاء فيه،
وأنا لن أرىض إال بأن أكون مثله، بينا ال يغضب هؤالء بسبب الجوع والفقر والهجرة
واملوت«.
وتابعت: »ال يتحمّل الرئيس عون املسؤوليّة وحده. ال هو ميثّلني وال أيّ مسؤول فاسد
أو مقرّ . وسأرفع الصوت، اليوم وغداً ويف كلّ يوم. نريد أن نعيش بكرامةٍ وحريّة، ومن
مينعنا من هذا العيش لن نردّد يف مهاجمته والتعبر عن رأينا مع جميع الرفاء يف
هذا الوطن الضحيّة«.
وعن الهجوم االلكروين عليها، ختمت شمعون: »أنتمي اىل عائلة اختربت مصاعب وآالماً
كثرة، حتى املوت، ولن يردعني اليوم شتّامون. قافلة األحرار تسر«.
»ال حاجة لتحقيق«...
شقيقة سليم: نعرف من قتل أخي!
ال تريد عائلة الناشط اللبناين املعارض
لحزب الله لقان سليم، الذي أغتيل
االسبوع املايض، اللجوء إىل محكمة
دولية أو القضاء اللبناين، ألنها »تعرف
القاتل«.
ويف حديثٍ ل »«الرق األوسط«،
قالت شقيقته رشا األمر: إنها »ال
تريد اللجوء إىل محكمة دولية أو
القضاء اللبناين ملعرفة حقيقة اغتيال
شقيقها«، ألنها »تعرف الحقيقة وهذا
يكفينا«.
ورددت رشا األمر عبارة املسيح عليه
السام: »أحبوا أعداءكم وأحسنوا إىل
مبغضيكم«، مؤكدة يف الوقت عينه:
»من املبكر الحديث عن املسامحة
حالياً، ولكنني دامئاً أفكر كيف ميكن
لإلنسان العيش مع أعدائه«.
وأضافت، مضيفة: »أخي عمل كثراً
عى هذا املوضوع؛ عى كيفية
املصالحة بن اللبنانين بعد الحرب
واملجازر التي ارتكبوها بحق بعضهم
البعض، عمل عى ما يسمى العدالة
االنتقالية التي تسمو فوق من قتل
من، وال أحد يستطيع قتل األفكار
واآلراء والقيم، قتلوا شقيقي فليخربوين
كيف سيقتلون أو ميحون فكره
وأعاله وقيمه«.
ترى األمر أن شقيقها اختار الطريق
األكر وعورة، طريق الحرية الحقيقية
البعيدة عن الشعارات واملتاجرة،
ودفع مثنها حياته »قتل شقيقي ألن
كامه موجع لهم، ألنه رصيح وصلب
»ستة أشهر مرت عى كارثة 4 آب
والحقيقة مل تنجل بعد. إنفجار هز العامل
ومل يحرك ضائر املسؤولن، وما زال ذوو
الضحايا املفجوعون بفقدان أحبائهم
ينتظرون معرفة الحقيقة، وما زالت
بروت مدينة يسكنها املوت، أحياؤها
مدمرة، وشوارعها قد هجرها أهلها
والحياة. إىل متى التقاعس والامباالة؟ ستة
أشهر مرت وما زلنا با حكومة توصل
الليل بالنهار عما وكدا من أجل إنقاذ ما
تبقى من لبنان. واملسؤولون يقاومون كل
الدعوات العقانية يف الداخل ويف الخارج
من أجل تخطي املصالح وتشكيل حكومة
قادرة عى القيام بخطوات إصاحية
حقيقية تنتشل البلد من مصيبته. أين
الضمر؟ أين الرحمة؟ سلمكم الرب وزنة
لبنان
على خط
التدويل
ال يهادن، كان مزعجاً بالنسبة لهم،
فهم يريدون احتكار القيم ويعتربون
أنفسهم األقوى، فكيف لصوت أخي
أن يخرج من احتكارهم، مل يتحملوا
األمر«.
ورداً عى سؤال ملاذا قُتل اليوم،
وهو الذي مل يرك منزله يوماً رغم
التهديدات، قالت األمر، أن »هناك
حالة انتظار إقليمية، فاإلدارة األمركية
الجديدة صغرة العمر، والكل ينتظر
ماذا ستفعل، وكذلك عواصم القرار يف
العامل كلها يف حالة عصف أفكار فيا
يخص مصر املنطقة، ويف مثل هذه
األوقات، حيث تغيب التسويات أحب
قتلة سليم اللعب بالوقت الضائع«.
وتابعت، ال نريد معرفة الحقيقة، وال
تنتظر شيئاً من القضاء اللبناين الذي
تصفه بأنه يف حال غيبوبة، وها نريد
قضاءً دولياً، ال سيا أنه أيضاً ليس
منزهاً يف بعض منه عن التدخات
السياسية، مؤكدة أنها »لن تلجأ إىل
تحقيق دويل، ليس فقط ألنه يتطلب
رشوطاً معينة وآلية متر عرب مجلس
النواب وميزانية، بل ألنها تعرف جيداً
حقيقة من قتله، وهذا يكفيها«.
وقالت: »ال أهتم بالتفاصيل البوليسية،
ماذا سيخربين القضاء أي نوع رصاص
قتل أخي؟ كيف غدروه وقاومهم؟
هذه تفاصيل مقززة ومقرفة ال أريد
معرفتها، تشبه القتى وال تنفعني
بيء ولن تقلل وطأة فقدي، أعرف
الحقيقة وهذا يكفي«.
عوده: املطلوب كشف القاتل
واحدة هي قيادة هذا البلد. ماذا فعلتم
بها؟ لقد طمرمتوها وخنقتموها. كيف
ستواجهون ربكم يوم الدينونة، وقد ال
يكون بعيدا ألن الجائحة تحالفت معكم
عى زرع املوت«.
واضاف :»بعد إغتيال العاصمة ها نحن
نشهد سلسلة اغتياالت كان آخرها منذ
يومن. مل إسكات الناس؟ مل كم األفواه؟
وهل إخاد األصوات الحرة يطفئ جذوة
الحرية ويخنق رصخات الناس؟ ليس
بالقتل وإسكات املفكرين وقادة الرأي
تتم الغلبة. الغدر دليل ضعف. واجهوا
اآلخر بالفكر، قارعوا الحجة بالحجة. إن
حرية الرأي حق كفله الدستور، املطلوب
كشف القاتل ومحاكمته، وكشف حقيقة
جرمية املرفأ وكافة الجرائم، ومصارحة
ومل تحبذ األمر التعليق عى القصص
التي انترت مؤخراً حول أسباب
مقتل أخيها، منها أنه »كان يعمل
عى ملف معن يتعلق بحزب الله
وقضية تبييض األموال، وترجح أن
تكون هذه األخبار »ضمن الفربكات«،
ولو من غر قصد، أو من باب رغبة
أحدهم بتسجيل سبق صحايف عى
حساب شخص مل يعد موجوداً للرد
عليه، قائلة: »فليأتوا بحججهم أنا ال
أعرف«.
أما فيا خص عاقات سليم الخارجية،
أكدت األمر: »هو رجل له شأنه
وصاته يف كل أنحاء العامل، وليست
حكراً عى فريق معن«، مشرة إىل
أن »سليم كان يعمل بالسياسة وله
خياراته السياسية األقرب إىل اإلدارة
األمركية واإلدارات األوروبية، وليس إىل
إيران، فهو شخص »أممي« والركيز
عى عاقته بواشنطن تهدف إىل التهم
املعلبة«.
الشعب. إن التادي يف التغايض عن
مرتكبي الجرائم، واإلفات من العقاب
نتيجة غياب التحقيقات الشفافة
والجدية، باإلضافة إىل تفلت الساح،
سبب ما وصلنا إليه من فوىض وتسيب
وانهيار. فلي ال يقال إن الطبقة الحاكمة
تحمي الفاسدين واملجرمن،
اعترب مصدر سيايس، أن »لبنان بدأ فعاً يسر عى خط تدويل أزمته، خصوصاً بعد اإلتصال
األمريك الفرني األخر. واملؤسف أن املسؤولن اللبنانين مل يُدركوا بعد خطورة املرحلة
التي منرّ بها، حيث أن كل فريق يُرّ عى تحقيق أنتصار عى الفريق اآلخر«.