16.02.2021 Views

inbound4047757416916211410

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

November ، Montreal ، No. 1،Vol. 1

15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

2016

-

السنة الأولى -

العدد الثاني

مونتريال،‏ تشرين الثاني

السنة الخامسة


-1

كيف يمكنك الحصول على مجلة ‏”المستقبل الكندي“‏

الشهرية :

في مدينتي مونتريال ولافال:‏

توزّع على المنازل:‏ دولاراً‏ سنويا

بالبريد الكندي:‏ ‏(اشتراك سنوي)‏

320

-2

الولايات المتحدة الأمريكية:‏

360

-4

كافة دول العالم:‏

400

-5

دولارا أمريكيا

دولارا أمريكيا

المؤسسات الرسمية والسفارات:‏ (5 نسخ من كل

عدد)‏ دولارا كنديا في كندا،‏ وأمريكيا خارج كندا

الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

500

المستقبل الكندي

The Canadian Future

107– 1085 Chomedey blvd.

Laval، QC. Canada

H7V 3T1

المدير العام

باسم درباس

هاتف:‏

514 –924 –2421

Email: derbas421c @hotmail.com

رئيس التحرير

الدكتور إبراهيم الغريّب

هاتف:‏

514 –560 –7309

Email: ghorayebibrahim@gmail.com

هاتف:‏

مدير مكتب بيروت

منى حسن

+961 –3 –317 –934

Email: mona.hassan9@hotmail.com

يمكنك الاطلاع على محتويات المجلة والتقارير اليومية

التي تصلنا في موقعنا على الفيسبوك

The Canadian Future

مجلة أسبوعية تصدر مؤقتا مرتين في الشهر

‏(في الأول والخامس عشر من كل شهر باستثناء

شهر شباط فيصدر العدد في ‎1‎و

14 منه (

تعنى بشؤون لبنان والعالم العربي والإغتراب في كندا

والولايات المتحدة الامريكية وتتابع مجريات الأحداث

وتلاحقها من خلال مقابلات مباشرة مع مسؤولين

ومحللين سياسيين واجتماعيين،‏ وتهتم بالشؤون

الثقافية والفكرية والأدبية

ويهتم موقعنا الالكتروني على الفيسبوك بالحدث

اليومي في العالم العربي وفي كندا والولايات المتحدة

الأمريكية إضافة إلى أخبار الجاليات العربية الإغترابية

بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري،‏ توجهت السيدة

نازك رفيق الحريري بالتحية والشوق والحنين لروحه الطاهرة .

وقالت:‏ ‏"تعود الذكرى محملةً‏ بالشوق والحنين لرفيق العمر ورفيق الوطن.‏ إلى رجل

الدولة الإستثنائي،‏ والإنسان المقدام،‏ المبادر،‏ المثابر،‏ والملتزم في جميع مسؤوليّ‎اته

الوطنيّة والسياسية والاقتصادية والإنسانية والصحية،‏ ليضيف رؤيته المستشرفة

ويكتب بيده البيضاء على صفحةٍ‏ متجددةٍ‏ من تاريخ لبنان،‏ عنوانها الأمل بغدٍ‏ أفضل".‏

أضافت:‏ ‏"لكم نتوق إلى وجودك بيننا يا شهيدنا الغالي.‏ فالتحدّيات التي نواجهها باتت

ترهق كاهل شعبنا وتعصف بنا.‏ أعود وأقول"‏ أين أنت يا صاحب الرؤية الواعدة،‏

والإلتزام الوطنيّ‏ والإنسانيّ،‏ لتذلّل العقبات وتلين القلوب ؟

أين أنت يا رجل الدولة والمبادئ،‏ المؤمن بلبنان السلم الأهليّ‏ والعيش المشترك؟

لقد استطعت بفضل إيمانك با عزّ‏ وجلّ‏ أن تنفض عن لبناننا الحبيب غبار

الحرب ، وتقود مع شعبنا الطيب مسيرة الإنماء والإعمار.‏

نحن اليوم في مرحلةٍ‏ سياسيّةٍ‏ وإقتصاديّةٍ‏ وإنسانيّةٍ‏ وصحية دقيقةٍ‏ وحرجةٍ‏ جدًا.‏

نحن اليوم في مواجهة المشاكل الحياتية التي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات

والإصطفافات السياسيّة،‏ بل بالوفاق والوحدة الوطنية والعيش المشترك.‏

ليتك معنا في هذه المرحلة الصّعبة التي تمرّ‏ بلادنا بها،‏ لتساعد في إيجاد

الحلول التي تنقلنا من الغموض ومن حالة عدم استتباب الأمن والاستقرار إلى مكا ‏ٍن

أفضل".‏

وتابعت نازك رفيق الحريري:‏ ‏"إنّنا اليوم أحوج ما نكون إلى وجودك بيننا،‏ فكأنّ‎نا

تجرّدنا من الإنسانيّة والرحمة على أنفسنا وعلى ناسنا وشعبنا وأمّتنا.‏

وكأنّما دولة المؤسّسات والقانون والعدالة الاجتماعيّة التي لطالما سعيت إلى تحقيقها

باتت أحلام.‏

وكأنّما جسور الوصل التي لطالما مددتها تلاشت،‏ مفسحةً‏ في المجال أمام الجدل العقيم

وتبادل التهم الذي يؤجّج النفوس ويوقظ التجاذبات.‏ فشعوبنا لا تستحقّ‏ إلاّ‏ الخير

والحياة الرغيدة كما وعدتنا بها ونفّذت الكثير منها،‏ غير أنّ‏ اليد الغاشمة قد امتدّت إليك

واغتالتك لتهدم آمالك وأحلامك لهذا البلد.فكأنّهم أرادوا باغتيالك وبغيابك عنّ‎ا اغتيال

لبناننا الغالي على قلوبنا جميعاً".‏

و ختمت ب"الدعاء للمولى عز َّ وجل َّ أن يصرف عن بلدنا الحبيب لبنان وشعبه الطيب

وعن امتنا العربية والعالم أجمع هذا البلاء والوباء وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق

الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار،‏ ويتغمّدهم بواسع الرحمة والمغفرة،‏ ويحفظ

وطننا وينعم عليه بموفور الخير والصحة والأمن والسلام والامان"‏ .


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

أن نستذكرك،‏ وأنت في البال كل يوم،‏ لا يعني أن نبكيك.‏ فالذكرى

نبض يحيي فينا رؤياك،‏ ينتصر على يومياتنا،‏ فلا نجافي الذات،‏

ونحاصر غدنا بتلاوين الحلم الذي استباحه القتلة والمجرمون.‏

نحن،‏ كما علّمتنا أن نكون،‏ لا نشفق على أنفسنا،‏ لأننا،‏ في

الحقيقة،‏ الوعد الذي صككته بدمك كي نحيا.‏ والحياة،‏ يا سيدي،‏ أن

نحب،‏ وأن نتوهجّ‏ فرحا.‏

كثيرون يعتقدون أن حكم المحكمة الخاصة بلبنان قد اراحنا،‏ فنحن

عرفنا قتلتك،‏ عرفنا من خطّط ومن نفّذ،‏ ولكن هل معرفة القاتل

تريح؟

ليس في لبنان؟

بالطبع،‏ لأن العملاء مجرمون،‏ وعلناً،‏ قد رفعوهم إلى مرتبة

القداسة وشيّعوهم،‏ لست أدري مع من،‏ إلى أبديتهم،‏ كي يُ‎قتصّ‏

منهم،‏ ولا تطالهم عدالة ولا قانون،‏ فالدولة دولتهم،‏ والقضاء

قضاؤهم،‏ والرئاسات رهينة بندقيتهم،‏ ويتشاوفون.‏

ومع كل هذا نصرّ‏ نحن على الحياة.‏

والحياة يا سادة،‏ كما أوحى لنا بمسيرته،‏ أن نحبّ‏ . أن نحبّ‏ اهلنا،‏

وأرضنا،‏ والأهمّ‏ غدنا هذا الذي جسّ‎دته لنا عِ‎لماً‏ وإعماراً‏

وانفتاحا...‏

تألّمت لأنك لم تحمل ضغينة،‏ ولم تحقد،‏ وقاسيت لأنك لم تهادن،‏

ولم نبك يا سيدي الرئيس،‏ لأننا لم نعتد على تدوير الزوايا،‏ ولم

نراوغ،‏ أليست هذه مشيئتك؟

اليوم في 14 شباط،‏ وكما منذ 16 عاما،‏ نعرف أكثر لماذا حمّ‎لتنا

عبء المحبة الكبير،‏ ولماذا بثثت روحك في سعد،‏ لأنك كنت متيقناً‏

عندما استودعت الله لبنان وشعب لبنان،‏ أن المنفذ إلى تكملة

الطريق الذي بدأته لن يكون إلا بالإيمان با‏،‏ وبالإتكال عليه،‏

وعلى السواعد الحديدية التي تحمي التنوّ‏ ر العقلاني في مجتمع

سطا عليه شذاذ الآفاق عملاء قوى الشر.‏

ولن نبكيك لأنك أورثتنا من وقف،‏ منذ اللحظة الأولى لانتقالك إلى

الأمجاد السماوية،‏ سدا منيعا ضد محاولات جر البلاد إلى المهاوي

والمهالك التي كانت تنصب لها للسيطرة على مقدراتها وتغييب

قيمها وأصالتها .

ولن نبكيك،‏ لأن سعد الحريري،‏ يواجه اليوم باسمنا،‏ أعتى قوى

الشر المتربصة بالوطن،‏ المتكالبة على المناصب،‏ الطامعة

بخيراتنا،‏ والمتهالكة للسيطرة على مؤسساتنا مستعملة كافة

الأساليب،‏ بمواجهة الأشقاء بالممارسات الإرهابية،‏ وحتى

اللاأخلاقية،‏ من تهريب وتبييض أموال،‏ ومتاجرة بالمخدرات،‏

وتسويق للدعارة،‏ ولبيوت المقامرة.‏

بعد 16 عاما يتراءى لنا حلمك،‏ حلمنا،‏ مجددا،‏ وسنستمر مع

الرئيس سعد الحريري،‏ والقوى الخيّرة في الوطن،‏ لاستعادة لحمة

الشعب،‏ ومواجهة التخويف والترهيب والترغيب بالمحبة التي

نضحت منك تجاه شعبنا.‏

رفيق الحريري،‏ نعرف أنك تحتضننا بفرح اليوم،‏ لنكبر في حلمك

غدا.‏

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

3


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

وجّه الرئيس المكلف سعد الحريري عند الرابعة عصر

الرابع عشر من 14 شباط من ‏"بيت الوسط"‏ كلمة

إلى اللبنانيين لمناسبة الذكرى ال‎16 لاستشهاد

الرئيس الشهيد رفيق الحريري،‏ تحدّث فيها عن مجمل

الوضع الراهن وخلفيات أزمة تشكيل الحكومة ووقائع

مشاوراته مع رئيس الجمهورية ميشال عون

بالتفاصيل،‏ وضمّنها رؤيته للخروج من هذا النفق.‏

استهل الرئيس الحريري كلمته بالقول:‏ ‏"وفي الليلة

الظلماء...‏ يفتقد البدر.‏ ليس قليلا أنه منذ 16 سنة،‏ كل

سنة يزيد شعوري أني فقدتك...وليس قليلا أكثر وأكثر

أن اللبنانيين يزيد شعورهم أنهم فقدوك.‏ حتى من

اعتقدوا أنفسهم أنهم باتوا أكبر من البلد،‏ لا

يستطيعون أن ينسوك بعد سنة!‏ ولا زال اسمك

يذبحهم،‏ ولا زالوا خائفين ومن مشروعك الحقيقي

للبلد.‏ ربما لأن اللبنانيين ما زالوا يعيشون على ما

عمّرته،‏ يتعلمون في الجامعة التي بنيتها،‏ ويسيرون

على الأوتوسترادات التي شققتها،‏ ويتطببون في

المستشفيات التي فتحتها...وأكيد لأن اللبنانيين بعد

16 سنة يرون من عطّل ومن خرّب ومن أعاد البلد

30 سنة إلى الوراء،‏ واكثر...‏ كل اللبنانيين يرون أن

بعد 16 سنة،‏ لا زال رصيدك العربي والدولي ولا زلنا

نحاول أن نجيره لمصلحة لبنان ولمصلحة الدولة.‏

واليوم،‏ في الذكرى ال لاستشهادك،‏ لكل من ليس

لديهم ‏"شغلة وعملة"‏ إلا الهجوم على الحريرية

السياسية،‏ أريد أن أذكّرهم ما هي الحريرية السياسية:‏

الحريرية السياسية أوقفت الحرب الاهلية.‏ الحريرية

السياسية أعادت لبنان إلى الخريطة.‏ الحريرية

السياسية عمّرت بيروت.‏ الحريرية السياسية بنت

مستشفيات حكومية،‏ ومستشفى رفيق الحريري

نموذج.‏ الحريرية السياسية عمّرت الجامعة الوطنية

والمدارس الرسمية،‏ والمطار،‏ وأتت بالمستثمرين

والسياح إلى البلد،‏ وأقامت أول شبكة خلوي في

الشرق الاوسط،‏ ‏(أي حتى قبل اسرائيل!)‏ والحريرية

السياسية هي الاعتدال والملاقاة والكلمة الطيبة.‏

وغيرها وغيرها وغيرها.‏ هذه هي الحريرية

السياسية.‏ سؤالي الوحيد:‏ أنتم ما هي إنجازاتكم؟ ما

الذي فعلتموه للبلد وللناس في البلد؟ رحمك الله يا

رئيسنا الشهيد رفيق الحريري...وفي الليلة الظلماء...‏

يفتقد البدر.‏ بعد 16 سنة على اغتيالك،‏ ‏"مش ماشي

الحال"!‏ هناك فرصة لكي ‏"يرجع يمشي الحال"،...‏

ولكن ‏"مش ماشي الحال"!‏ ليس هناك لبناني

مرتاح...‏ الاقتصاد منهار،‏ جزء أساسي وحبيب من

بيروت تدمر بانفجار المرفأ،‏ ونترحم على الضحايا

البريئة التي سقطت ونطالب بمعرفة الحقيقة وبالعقاب

العادل.‏ كورونا تفتك كل يوم بعائلاتنا وأصحابنا

وكبارنا،‏ ومسلسل الاغتيالات ما زال قائما،‏ ويأخذ

بدربه أغلى الناس،‏ وآخرهم الشهيد لقمان سليم،‏ الذي

سلك طريق محمد شطح وجبران تويني وسمير

قصير،‏ بصلابة الموقف وحرية الفكر.‏ مسلسل

الاغتيالات مستمر،‏ من محاولة اغتيال الوزير مروان

حمادة وصولا لاغتيال لقمان سليم.‏ منذ بضعة أشهر،‏

صدر حكم من المحكمة الخاصة بلبنان بحق سليم

عياش،‏ أحد قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري،‏ هذا

الحكم يجب أن يُنفذ،‏ وعياش يجب أن يتم تسليمه،‏

مهما طال الزمن.‏ والأهم،‏ مسلسل الاغتيالات،‏ يجب

أن يتوقف.‏ وسيتوقف،‏ وإذا لم يتوقف،‏ هناك مشكل

كبير بالبلد!‏ غضب الناس انفجر من شهرا،‏ وكل

يوم يكبر،‏ ومن حقه أن يكبر،‏ ويجب أن يكبر...الحل

موجود،‏ معروف،‏ وجاهز.‏ في كل لقاءاتي العربية

والدولية،‏ وفي كل اتصالاتي التي أجريها،‏ هناك

جهوزية واستعداد لا بل حماس،‏ لمساعدة لبنان،‏

لوقف الانهيار،‏ لإعادة اعمار بيروت،‏ لنعطي أفقا

للبنانيين،‏ ليعرفوا،‏ فقط ليعرفوا كيف سيحصل الحل

لسعر صرف الليرة،‏ لأموالهم بالبنوك،‏ لأكلهم،‏ للدواء،‏

للأقساط،‏ لمستقبلهم ومستقبل أولادهم.‏ كل ذلك ينتظر

كبسة زر،‏ والزر؟ حكومة اختصاصيين غير حزبيين،‏

قادرة أن تحقق الاصلاحات المطلوبة،‏ والتي فصلتها

ووضعت لها خارطة طريق،‏ مبادرة الرئيس الصديق

ايمانويل ماكرون.‏ غير ذلك،‏ لا أحد مستعد،‏ ولا أحد

سيساعد،‏ والانهيار سيكمل حتى الانفجار الكبير لا

سمح الله.‏ وهي ليست صدفة،‏ ولا نكايات،‏ ولا فرض

إرادة خارجية.‏ هم أنفسهم،‏ ساعدوا لبنان كثيرا

بالسابق واستثمروا بلبنان،‏ في ظل حكومات سياسية،‏

وما كانت النتيجة؟ بعد كل محاولات الاصلاح التي تم

16

16

16

4


2

إفشالها،‏ من باريس أيام الرئيس الشهيد رفيق

الحريري،‏ وصولا إلى مؤتمر سيدر من سنوات،‏

صار كل مستثمر لبناني أو غير لبناني لديه مطلبين:‏

الاول أن يبدأ الإصلاح قبل أن يضع قرشا بالبلد،‏

والثاني تغيير طريقة عمل وعقلية أوصلتنا إلى هنا،‏

بالكامل!‏ هذا هو المعنى الحقيقي للمبادرة الفرنسية،‏

ولحكومة الاختصاصيين ولخريطة طريق الاصلاح.‏

تغيير طريقة العمل،‏ يعني أنه لا يستطيع كل وزير

بالحكومة أن ينتظر عبر الهاتف قرار حزبه ليعرف ما

عليه أن يفعل.‏ والإصلاح يعني تغيير منظومة تهرب

وتهريب،‏ وفساد ومحاصصة وإفشال الدولة على

حساب المواطنين،‏ وعلى حساب حقنا البديهي أن

نعيش جميعا،‏ من كل الطوائف والمناطق،‏ في دولة

طبيعية!‏ وهنا أريد أن أقول كلمة عن الفساد

ومحاربته.‏ محاربة الفساد تبدأ بإصلاح يضمن

استقلالية القضاء،‏ وليس بالضغط السياسي على

بعض القضاة ليفتحوا بعض الملفات بالسياسة ويقفلوا

بعض الملفات بالسياسة.‏ هذا التصرف الذي يضمن

بالنهاية استمرار الفساد لأنه يدمر مصداقية القضاء

والسلطة القضائية!‏ إذن،‏ من يمنع تشكيل الحكومة

يمنع إطلاق الاصلاحات،‏ ويؤخر وقف الانهيار وإعادة

الاعمار،‏ ويطيل معاناة اللبنانيين والمآسي التي

يعيشها الجميع،‏ ويمنع تغيير طريقة العمل،‏ والعقلية

التي تسببت بالازمات كلها،‏ وبالنهاية يقول أن قراره

خراب البلد.‏ دعونا نرى ما الذي يمنع تشكيل

الحكومة اللازمة لوضع البلد على طريق الحل.‏ وهنا

أريد أن أقول بمنتهى الصراحة،‏ بعد كمية الكذب

والافتراء والخرافات التي رُميت منذ أن اختارني

النواب لتشكيل الحكومة،‏ لا تطاق،‏ وأنا صبرت كثيرا،‏

وانتظرت كثيرا،‏ لأعطي فرصا،‏ ولا زلت أعطي

فرصة،‏ لكن الافتراء صار كبيرا.‏ والكذب بات لا

يحتمل!‏ يقال أن المشكلة هي أني بالتشكيلة التي

قدمتها لفخامة الرئيس،‏ تعديت على صلاحياته

الدستورية،‏ وعلى حقوق المسيحيين،‏ لأني لم اسمح

له أن يختار الوزراء الذين يريدهم،‏ والوزراء

المسيحيين تحديدا.‏ أليس ذلك ما تسمعونه في الإعلام؟

في التلفزيونات؟ في الاذاعات؟ أليس هذا ما تقرؤونه

بالجرائد؟ وبالسوشال ميديا كل يوم،‏ وكل لحظة،‏ منذ

شهرين وحتى اليوم؟ طيب.‏ أنا سأقول،‏ ولندع

اللبنانيين يحكمون.‏ اولا أنا ذهبت وقابلت فخامة

الرئيس مرة منذ أن تم تكليفي.‏ وفي المرة الثانية،‏

أعطاني فخامة الرئيس لائحة،‏ بالألوان،‏ لكل الاسماء

التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير.‏ وأقول ذلك لأن

هناك من اخترع أني صورتها بهاتفي ولم يعطني

إياها.‏ كلا.‏ هو يعرف،‏ ومساعده الذي ناداه فخامة

الرئيس وقال له خذ هذه اللائحة واطبع له نسخة

بالألوان لدولة الرئيس يعرف.‏ فخامة الرئيس شخصيا

سلمني هذه اللائحة باليد،‏ وأعود وأقول في ثاني لقاء

بيننا.‏ بجميع الاحوال،‏ بعد 14 جولة تشاور ومحاولات

إيجاد الحلول مع فخامة الرئيس،‏ ذهبت إليه وقدمت له

اقتراح تشكيلة من وزيرا من الاختصاصيين،‏ غير

حزبيين،‏ القادرين على أن ينفذوا كفريق متكامل،‏

الإصلاحات المطلوبة،‏ لوقف الانهيار وإعادة اعمار

بيروت،‏ وإعادة الأمل للبنانيين.‏ ونعم،‏ في هذه

التشكيلة ليس هناك ثلث معطل،‏ أي وزراء لأي

3

7

18

16

طرف من الاطراف.‏ ودعوني أكون واضحا:‏ عن هذه

النقطة لا تراجع،‏ لأن الثلث المعطل يعني بأفضل

الاحوال أن كل قرار مهم تأخذه الحكومة،‏ وتنتظرها

قرارات مهمة كثيرة،‏ يجب أن نعود إلى صاحب الثلث،‏

ونفاوضه،‏ ونقايضه.‏ وفي أسوأ الاحوال،‏ صاحب

الثلث قادر أن يمنع النصاب عن الجلسات،‏ لنفاوضه،‏

ونقايضه،‏ ونقايضه ونفاوضه!‏ أو حتى أن يقيل

الحكومة باستقالة وزرائه.‏ وعندها،‏ ‏"خود على

تفاوض ومقايضة،‏ وخود على شغل واصلاح

وانجازات!"‏ غير ذلك،‏ لماذا يريد الثلث المعطل؟ مما

يخاف؟ فخامة الرئيس موجود،‏ ومجلس النواب

موجود،‏ ليخبرنا:‏ مما يخاف؟ إلا اذا كان هناك خلف

الستارة،‏ من يحرك ويشجع،‏ ليقل لنا بوضوح!‏ من

أصل وزيرا،‏ اعتبرت أن لفخامة الرئيس

وزراء،‏ علما أن التيار الوطني الحر لم يسمني،‏

وفخامة الرئيس يقول لي أنه هو يتحدث مع تياره.‏

إذن،‏ وزراء،‏ واحد منهم من الطاشناق،‏ الذي نوابه

هم اعضاء في تكتل لبنان القوي،‏ ويصوتون كل مرة

مع التكتل في المجلس النيابي.‏ ومن الخمسة الباقين،‏

أسماء،‏ تنطبق عليها مواصفات الاختصاص وعدم

الانتماء الحزبي والكفاءة،‏ اخترتها من لائحة فخامة

الرئيس،‏ اللائحة الملونة،‏ ‏"ما غيرها".‏ والخامس،‏

شخصية محترمة،‏ اختصاصية،‏ غير حزبية،‏ مقربة،‏

من فخامة الرئيس وسبق وطلب مني شخصيا أن أدعم

ترشيحها لمنصب مرموق،‏ تستحقه وأكثر.‏ وفوق

ذلك،‏ اقترحت في التشكيلة نفسها،‏ لوزارة الداخلية

اسم قاض معروف،‏ مشهود لكفاءته ونظافته،‏ وسبق

أن حكم ضد تيارنا السياسي بالقضاء،‏ ومقرب جدا،‏

جدا من بعبدا،‏ وتعيينه بمنصبه الحالي كان منذ أن كان

وزير العدل مستشار فخامة الرئيس سليم جريصاتي.‏

‏(بس مشكلتو...‏ بيقول لأ!)‏ وبدل أن يدعو فخامة

الرئيس الرئيس المكلف،‏ ويعطيه ملاحظاته على

التشكيلة،‏ بحسب ما ينص عليه الدستور والمنطق

ومصلحة البلد واللبنانيين،‏ جاء الجواب بالإعلام،‏

بالخطابات،‏ بالبيانات،‏ بالتسريبات،‏ أنها مرفوضة،‏ لأن

سعد الحريري هو من اختار الأسماء،‏ حتى ولو من

لائحة الرئيس والمقربين منه.‏ وأن هذا اعتداء على

حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة.‏ وأننا

نمنع الرئيس من أن يطلب الوزارات التي يريدها،‏ مع

مشكلة إضافية وخاصة على الداخلية.‏ أولا من ينتمي

لمدرسة سياسية،‏ استشهد من 16 سنة في مثل هذا

اليوم مؤسسها،‏ رفيق الحريري،‏ وهو يقول:‏ ‏"وقفنا

العد،‏ والمسيحيين نص الدولة،‏ شو ما كانت الاعداد"،‏

وحتى اليوم نكرر:‏ وقفنا العد"،‏ فليس لسعد رفيق

الحريري تهمة الاعتداء على حقوق المسيحيين.‏ ثانيا،‏

منذ اول يوم،‏ ومنذ يومين،‏ ذهبت إلى فخامة الرئيس

وقلت:‏ إذا كنت تريد تغيير أسماء بين الحقائب الخمسة

فقل لي.‏ انا جاهز.‏ سمّ‏ لي لكل حقيبة او اسماء

تنطبق عليها المواصفات،‏ وانا مستعد أن أختار

الافضل من بينها للحقيبة.‏ أكثر من ذلك.‏ قلت له:‏ إذا

كانت هناك حقيبة لا تناسبك،‏ او اثنتين،‏ وتريد أن

تغيرهما.‏ فقل لي.‏ انا منفتح لأبحث بالأمر وأجد حلا.‏

وأكثر وأكثر من ذلك.‏ قلت له،‏ إذا كنت لا تريد الاسم

الذي اقترحته لوزارة الداخلية فأنا مستعد أن أقترح

على فخامتك او اسماء لهذه الوزارة وأنت تختار

6

6

4

3

4

3

18

6

4

الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

الأنسب لك من بينهم.‏ أين الاعتداء على صلاحيات

الرئاسة لا سمح الله؟ وأين الاعتداء على حقوق

المسيحيين لا سمح الله الف مرة؟ سؤالي:‏ أين كنتم

أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة

حوالي 3 سنين؟ هذا الكلام لا يقال لسعد الحريري

الذي قام بكل شيء ليضع حدا للفراغ في المنصب

المسيحي الاول بالدولة وصولا لانتخاب الرئيس عون.‏

تريدون أن تتحدثوا عن حقوق المسيحيين؟ إن لم

يكن هناك اقتصاد واستقرار،‏ ولم تكن هناك دولة،‏

فليس هناك حقوق لا للمسيحيين ولا لغيرهم!‏ حقوق

المسيحيين هي ببساطة حقوق اللبنانيين.‏ حقوقهم أن

نوقف الانهيار،‏ ونعيد إعمار بيروت،‏ ونوقف الكارثة

التي ترميهم جميعا،‏ مسيحيين ومسلمين،‏ على دروب

الشرشحة والتعتير والهجرة.‏ حقوقهم أن نقوم

بإصلاحات،‏ تغير طريقة العمل والعقلية بكاملها،‏ ونعم

حقوقهم تدقيق جنائي بالبنك المركزي وبكل

المؤسسات والإدارات والوزارات:‏ بالكهرباء،‏

بالاتصالات،‏ بالسدود،‏ بالصناديق،‏ بكل شيء،‏ من

سنة وحتى اليوم،‏ لتُ‎عرف حقيقة ما حصل،‏

وتتم ملاحقة كل مرتكب وفاسد وسارق!‏ حقهم

اصلاحات تأتي بالكهرباء،‏ وتوقف التهريب،‏

والتهرب،‏ وتنظم الجمرك،‏ ومداخيل الدولة،‏

ومصاريفها،‏ وتؤمن استقلالية حقيقية بالقضاء.‏

حقوق المسيحيين من حقوق المسلمين بالكرامة،‏

والطبابة والتعليم.‏ حقوقهم ألا يكونوا يتساقطون

بالعشرات تحت وطأة كورونا،‏ وحقوقهم ألا يكونوا

ضحية أحد يرى أن مصلحته الشخصية خراب البلد،‏

أو يرى أن مصلحته الشخصية أكبر من البلد.‏ على كل

حال،‏ جواب فخامة الرئيس الاولي بصراحة لم يكن

مشجعا وعاد إلى نغمة زائد الطاشناق،‏ أي الثلث

المعطل،‏ وهذا مستحيل.‏ فخامة الرئيس يقول أن

الطاشناق ليسوا معه،‏ لأنهم سموني،‏ عِ‎لما أنهم في

اليوم التالي،‏ صوتوا بالبرلمان مع تكتل الرئيس،‏

وبعكس نواب المستقبل،‏ ومنذ وجودهم بالبرلمان،‏

وكل مرة نواب الطاشناق،‏ يصوتون مع نواب التيار

الوطني الحر.‏ لكني قلت لفخامة الرئيس،‏ وأقول

امامكم وأمام الله،‏ أنا مستعد وجاهز وملتزم اليوم

وغدا وبعده.‏ وليست هناك قوة ستفقدني الامل ببلدي

وبقدرة أبناء بلدي على وقف الانهيار والعودة إلى

طريق التعافي،‏ بإذن الله.‏ وبانتظار الفرج،‏ كما رأيتم،‏

أنا أزور الدول العربية،‏ والدول بالمنطقة وبالعالم،‏

لأحشد الدعم للبنان ولأرمم العلاقات وخصوصا

العربية،‏ حتى ينطلق الحل بسرعة،‏ عندما تتشكل

الحكومة،‏ وستتشكل الحكومة.‏ لأنه ليس هناك مخرج

من الازمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي ومن

دون مصالحة عميقة مع الاشقاء العرب والتوقف عن

استخدام البلد منصة للهجوم على دول الخليج العربي

وتهديد مصالح اللبنانيين.‏ هذه معادلة ارساها الرئيس

الشهيد رفيق الحريري وكل خطوة نقوم بها هي من

وحي مدرسته،‏ لخدمة لبنان واللبنانيين.‏ ليس لخدمة

احد أخر.‏ دعونا في الذكرى ال لاغتياله نترحم

على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وارواح

جميع رفاقه الشهداء،‏ ونستوحي من تضحياتهم

الكبيرة،‏ من اجل بلدنا،‏ من اجل اهلنا،‏ من اجل

مستقبلنا.‏ عشتم وعاش لبنان".‏

16

1989

السنة الخامسة

- 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

5


الذكرى الذكرى السنوية ال السنوية‎16‎ 16 اللاستشهاد لاستشهاد الرئيس الرئيس رفيق رفيق الحريري الحريري

16 عاماً‏ قلبت مقاييس الزمن.‏ كأنها بالأمس لكنها عبارة عن

أيام وسنوات طويلة وبطيئة بفعل ثقل الجريمة والدماء الغالية

والزكية.‏

اغتالوا في

14 شباط 2005

وطناً‏ من طينة رفيق الحريري

ليغتالوا لبنان.‏

لم يدرك القتلة الجبناء أن الرئيس الشهيد عصيٌ‏ على الغياب،‏

وأن لبنان الذي قال فيه عبارته الشهيرة ‏"ما حدا أكبر من

بلدو"‏ أقوى من الاغتيال،‏ مهما أعدوا من عدةٍ‏ الشر والقتل.‏

غاب عن بالهم أيضاً،‏ أن لرفيق الحريري،‏ القائد الذي لن

يتكرر،‏ محبين في لبنان وبلاد الاغتراب،‏ ارتضوا أن يكملوا

المسيرة مع دولة الرئيس سعد الحريري ع"‏ الحلوة والمرة"،‏

وأن يكونوا جنوداً‏ في مسيرة الدفاع عن ‏"لبنان أولاً"،‏ فيما

ارتضى آخرون أن يكونوا ‏"جنوداً‏ صغاراً"‏ في جيش ‏"ولاية

الفقيه".‏

16 عاماً‏ و"البلد مش ماشي"،‏ والناس في حنين يُشدها يوماً‏

بعد يوم إلى زمنٍ‏ رفيق الحريري عندما كان ‏"البلد ماشي"‏

و"الشغل ماشي"،‏ وهم يقاومون،‏ كل على طريقته،‏ منظومة

الأجرام التي أدانتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما زالت

للأسف هذه المنظومة الغادرة والحاقدين تتفنن في قتل خيرة

رجال هذا البلد،‏ وآخرهم الشهيد لقمان سليم،‏ الى عهد التعطيل

الذي لا يتورع عن تبشير اللبنانيين بالذهاب إلى جهنم،‏

وكلاهما وجهان لعملة واحدة،‏ تسعى جاهدةً‏ لخطف البلد،‏

وتغيير هويته العربية،‏ والانقلاب على دستور الطائف،‏ ورهنه

لأجندات تتاجر بمصيره وبمستقبل اللبنانيين.‏

الذي أتى به رفيق الحريري منقذاً‏ اللبنانيين من جحيم الحرب

الأهلية،‏ إذ أن ما نعيشه من إنهيار،‏ يحتاج إلى رجالات دولة

تفقه معنى أن لا يكون أحداً‏ ‏"أكبر من بلدو"،‏ ويؤمنون بأن ما

يعيشه لبنان اليوم ليس قدراً،‏ وأن بذل كل الجهود لإنقاذه،‏ أياً‏

تكن التحديات،‏ هو فعل إيمان متجذر بحق اللبنانيين بالعيش في

دولةٍ‏ طبيعية كان رفيق الحريري يُعبد الطريق إليها،‏ بمسيرة

ممهورة بحروف من ذهب في تاريخ لبنان الحديث.‏

هذا ما يفعله حامل الأمانة،‏ دولة الرئيس سعد الحريري اليوم،‏

بسؤال نفسه عند كل مفترق مصيري أو استحقاق وطني،‏ ‏"ماذا

كان ليفعل رفيق الحريري"؟،‏ و سرعان ما يلمع الجواب في

عقله وقلبه وعينه..‏ و كذلك بالقراءة دائماً‏ وأبداً‏ في كتاب

الرئيس الشهيد،‏ والعمل بصدق مع أصدقاء لبنان من أجل

إنقاذه،‏ وفك عزلته العربية والدولية،‏ وإعادته إلى سكة الحياة

الطبيعية،‏ وهذا ما يفعله أيضاً‏ بالثبات على معايير ‏"دستور

الطائف"‏ وما اتفق عليه الجميع تحت سقف ‏"المبادرة

الفرنسية"،‏ لتشكيل حكومة الإنقاذ.‏

وحده سعد الحريري يعاند و من خلفه جمهوره العريض ، منذ

16 عاماً،‏ من اجل أن يبقى لبنان،‏ وطناً‏ سيداً،‏ حراً‏ ومستقلاً،‏

لكل أبنائه،‏ مقيمين ومغتربين،‏ فمن تكبد قساوة أغلى من عنده،‏

حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل لبنان،‏ لا يهاب أن

يبذل الأثمان،‏ مهما كانت غالية،‏ ونحن معه إلى يوم الدين.‏ كل

الحب لكم،‏ ولأبناء الجالية اللبنانية الأوفياء في مونتريال وكندا

وكل دول الاغتراب،‏ على أمل أن نحيي الذكرى معاً‏ في ظروف

أفضل،‏ لا وباء فيها،‏ ولا بلاء.‏ في ذكراه ال 16، نقول معكم...‏

‏"مكملين"‏ بمسيرة الرفيق ل"آخر الطريق".‏

اليوم،‏ كما لو أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء،‏ إلى الزمن

6


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

يروي الوزير السابق والنائب أنور الخليل أنه رافق،‏ خلال ولاية

الحكومة الأولى للرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي شُكّلت بتاريخ

تشرين الأول العام 1992، الرئيس رفيق الحريري في زيارة رسمية إلى

البرازيل.‏ ويضيف:‏ حُدد للوفد موعد مع رئيس الجمهورية البرازيلي

آنذاك،‏ فوصل الوفد إلى القصر الجمهوري وفوجيء الوفد بأن الرئيس

البرازيلي ينتظر منذ دقائق على المدخل الخارجي للمقر الرئاسي،‏ خلافا

للبروتوكل المعتمد في استقبال رؤساء الحكومات.‏ شكر الرئيس

الحريري الرئيس البرازيلي على حُسن الاستقبال،‏ مقدّراً‏ وقوفه على

الباب الخارجي للمقر الرئاسي،‏ فأجاب الرئيس البرازيلي:‏ دولة

الرئيس،‏ أنا استقبلتكم عند باب المقر لثلاثة إعتبارات،‏ الأولى تقديرا

لشخصكم،‏ والثانية احتراما للجالية اللبنانية في البرازيل وحضورها

الفاعل،‏ والثالثة أن الحزب الذي أنتمي اليه وأتى بي رئيساً‏ تتزعمه

شخصية من أصول لبنانية.‏

31

يتابع الوزير السابق:‏ تأثر الرئيس الحريري ولمعت في عينيه شرارة

الإعتزاز،‏ وطلب من الفريق المنظّ‎م،‏ تحديد موعد طارئ مع رئيس

الحزب الحاكم،‏ فقيل له أن الأخير يقطن في مكان بعيد،‏ فأجاب الحريري:‏

في أي منطقة كان،‏ من الواجب أن نزوره تعزيزا لمكانة الجالية

وتطويرا لعلاقات لبنان مع الدولة البرازيلية...‏ وهكذا كان.‏

حادثة،‏ تعكس رؤية الرئيس الحريري ومفهومه وتقديره للإغتراب

اللبناني رؤيةٌ‏ إفتقدناها مع إستشهاده الذي شكّل نقطة تحوّ‏ ل كبيرة في

سبيل ولادة جديدة لوطننا الحبيب.‏ وإننا إذا كنّا نحيي،‏ في هذه الأيام،‏

14 شباط 2021

بعد 16 عاما على إستشهاده،‏ فلأننا عشنا

ذكراه،‏ في

في زمانه مشروع لبنان السيد،‏ المستقل،‏ العربي،‏ المزدهر الآخذ

بالتعافي والتنامي على غير صعيد،‏ وها نحن اليوم،‏ بعد غيابه،‏ نعيش

مخاض ولادة وطن جديد على الرغم من الصعوبات والتضحيات

والتحديات.‏

14 شباط

نعم،‏ لقد شكّل تاريخ 2005، لحظة تحوّ‏ ل تاريخي،‏ وكان دم

الرئيس الحريري ورفاقه وسائر ضحايا الإنفجار المشؤوم،‏ وقودا لشعلة

التحرر والإنتفاضة على حال العبث بلبنان ومستقبله ومستقبل أجياله.‏

هي معركة مستمرة،‏ نخوضها اليوم لإرساء معالم وطن رفيق الحريري،‏

وهو الوطن المرتكز على الدستور وفكرة المواطنة والعدالة الإجتماعية.‏

في لبنان،‏ كما في الإغتراب،‏ شعلة واحدة تضيء لنا طريق السعي

والنضال من أجل لبنان واللبنانيين مقيمين ومغتربين.‏

لقد أولى الرئيس الحريري الإغتراب شأنا كبيرا في حياته العامة،‏ قبل

وبعد ترؤسه عدة حكومات منذ العام 1992. كيف لا وهو من رعيلٍ‏

مغتربٍ،‏ ويدرك جيدا معنى الإغتراب عن الوطن والأهل في سبيل تحقيق

حلم ونجاح بعرق الجبين وكدّ‏ اليمين.‏

1992

في العام وفي البيان الوزاري لحكومته الأولى جاء ما يلي:‏ " ...

كما أن الحكومة ستعمل على تعزيز الصلة بين الوطن واللبنانيين في

دنيا الإنتشار،‏ بما يعزز حجم الحضور اللبناني ودوره في العالم وبما

يشجع روابط المغتربين مع الوطن ويحفظ مصالحهم وينظم مؤسساتهم

التمثيلية الأمر الذي يوجب العمل على إستحداث وزارة خاصة بهم

تضع في أولوياتها،‏ إلى جانب قضايا الإغتراب،‏ استقطاب الطاقات

اللبنانية في الخارج وتشجع المهاجرين على العودة للمشاركة في عملية

البناء الوطني".‏

تعزيز

إذا حدد بوضوح الرئيس الشهيد رؤيته في أسطر قليلة:‏ تعزيز حجم الحضور اللبناني ودوره

الصلات بين المغتربين ووطنهم.‏ حماية مصالح

التشجيع على قيام روابط للمغتربين.‏ في العالم.‏ إستحداث وزارة للمغتربين.‏

تنظيم مؤسساتهم التمثيلية.‏ المغتربين.‏ المساهمة في

التشجيع على العودة.‏ استقطاب الطاقات اللبنانية.‏ البناء الوطني.‏

-

-

-

-

-

-

-

-

-

لقد حقق بعض الأهداف في حياته،‏ ودخل لبنان نفقاً‏ مظلماً‏ بعد

إستشهاده،‏ والتحدي الأكبر أمامنا يكمن في أن نحوّ‏ ل هذا الإستشهاد

والدماء الذكية التي سالت،‏ إلى فرصة للنهوض والعزيمة والإصرار

على تحقيق الحلم.‏

-

كمغتربين،‏ نعيش اليوم،‏ تحدياً‏ مزدوجا:‏ الثقة بلبنان ومؤسساته

الدستورية،‏ بعد الإنهيارات الشاملة على غير صعيد.‏ الثقة بمؤسساته

المالية والمصرفية بعد أن تبخرت أموال المودعين،‏ مقيمين ومغتربين،‏

نتيجة سوء الإدارة وضعف ثقة العالم بمؤسساتنا الدستورية،‏ والذي

تحوّ‏ ل إلى إنعدام ثقة في ضوء ما يحصل اليوم في موضوع تأليف

الحكومة.‏

-

سنبقى في منسقية الاغتراب المركزية في تيار المستقبل،‏ مؤمنين

بالمستقبل،‏ متفائلين بالغد،‏ مهما تكاثرت المعوقات وارتفعت أمامنا

أكياس وحواجز العابثين بوحدتنا الوطنية وبمصير لبنان ومصير

مجتمعه وإقتصاده.‏ سنبقى نستلهم من تجربة الرئيس الشهيد دروسا

وعبرا،‏ ولا مجال لليأس.‏ انها أمانة الرئيس الشهيد،‏ حملها الرئيس سعد

الحريري الذي يتصدى بحكمة وثقة لكل العابثين،‏ ومعه تياره الواسع

وإلى جانبه كل شرفاء لبنان.‏ مهما إرتفعت أصوات الفرقة سنواجهها

بخطاب الوحدة وسنواجه التحريض المذهبي بالمواطنة وسنواجه

الفساد بالإصرار على البدء بإصلاحات جذرية وبناء دولة المؤسسات،‏

دولة القانون.‏ طريق معبّد بالآلام لكننا نرى في آخره نهاية الظلم

والظلام وولادة وطن جديد.‏

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

7


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

EMBASSY OF LEBANON

OTTAWA

AMBASSADE DU LIBAN

تأتي الذكرى السادسة عشر لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولبنان يمرّ‏ بأدقّ‏

وأصعب مرحلة من تاريخه الحديث.‏ وقد أصبح يوم 14 شباط يمثل ذكرى رحيل رجل كبير

من بلادي،‏ وترحيل الأحلام الكبيرة الى أجل غير معروف.‏

تعصف بلبنان أزمة إقتصاديّة وماليّة حادة لم يسبق له أن واجه مثيلاً‏ لها.‏ وأصبحت أقصى

أحلام الجيل الجديد تختزل بالحصول على فيزا للهجرة.‏ وجاء انفجار المرفأ ليدمّ‎ر بيروت

معيداً‏ الى الأذهان صور الحرب اللبنانيّة.‏ أمام هذه الصور القاتمة،‏ لا يسعنا إلا أن نتذكّر كيف

كان الرئيس الحريري يجوب العالم لإنقاذ لبنان عند كل مفترق سياسي صعب وعلى مشارف

كل أزمة ماليّة او إقتصاديّة مرتقبة.‏ وها نحن نتذكرك اليوم كيف كنت تنجح بحشد الدعم

الدولي لعقد مؤتمرات الإعمار والإنقاذ.‏ وها هي بيروت عروستك المدمّ‎رة،‏ ترنو اليك

لتنتشلها مرّة أخرى من تحت الركام،‏ وتعيد اليها لقب ‏"ست الدنيا"‏ من جديد.‏

لقد سخّر الرئيس الحريري علاقاته الدوليّة لخدمة لبنان وقضاياه،‏ وقد لمستُ‏ من خلال

موقعي كسفير في اوتاوا الأثر الذي تركه في تعزيز العلاقات الثنائيّة بين لبنان وكندا،‏ حيث

نسج علاقة شخصيّة مع رئيس وزراء كندا جان كريتيان نجح باستثمارها لتعزيز العلاقات

الثنائيّة بين البلدين سياسياً‏ واقتصادياً‏ وثقافياً،‏ مما أدّى الى تنفيذ العديد من المشاريع الكنديّة

في بيروت.‏

رحم الله الرئيس رفيق الحريري وأبقاكم وحمى لبنان...‏

فادي زيادة

سفير لبنان لدى كندا

أوتاوا،‏ في

11 شباط 2021

8


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

2005

16 عاما مضوا على التفجير الزلزال الذي ضرب بيروت عام بقصد اغتيال الرئيس

الحريري ورفاقه الأبرار.‏ لا تفي بضعة سطور أو كلمات للتعبير عن مآثر الراحل وشخصيته

الفذّة وحبه لوطنه حتى رمقه الأخير.‏

لقد عمل الرئيس الحريري جاهدا لإنهاء حالة الصراع الدائرة في وطنه الأم وكان عرّأبا

لمؤتمرات دولية لإنهاء الأزمة متسلّحا بالحوار وسيلة وحيدة لجمع اللبنانيين المتخاصمين.‏

هاله مشهد بيروت العاصمة المدمّرة فانبرى على بنائها لتعود لؤلؤة البحر المتوسط تشعّ‏

بريقاً‏ ووهجاً‏ وتعود عاصمة الثقافة والفن والتجارة والتألّ‎ق ليس في لبنان بل للوطن

العربي.‏

آمن بالطاقات الشبابية اللبنانية وأن العنصر البشري هو الحجر الأساس في البناء وفي

المستقبل.‏

فعمل بواسطة مؤسساته الثقافية والاجتماعية على منح آلاف الشابات والشباب اللبناني

منحاً‏ تعليمية وجامعية للتخصص في شتى الميادين والإختصاصات ليعودوا إلى وطنهم

ويكونوا شركاء في بناء وطن يلبي طموحاتهم.‏

سخّر الرئيس صداقاته وعلاقاته الدولية في خدمة قضايا وطنه لبنان،‏ ليعود بعد سنوات

طويلة ومريرة من الإقتتال والحروب إلى أن يكون محوراً‏ وقبلةً‏ لإخوانه العرب والعالم.‏

وبالرغم من هول الجريمة الشنيعة ما زال مناصرو ومحبو الرئيس الحريري يجتمعون

وسيتلاقون دائما على محبة وتكريم الرئيس الراحل ويحملون شعلة التلاقي والحوار البنّاء.‏

في هذه المناسبة الجليلة أتقدم من منسقية تيار المستقبل في مونتريال رئيساً‏ وأعضاءً‏ وإلى

جميع مناصري محبّي الشهيد بأحرّ‏ التعازي القلبية،‏ والتي على يقين أنهم سيبقون دائماً‏

زخراً‏ وسنداّ‏ للبنان.‏

واستذكر مقولة الرئيس الحريري“‏ ما حدن أكبر من بلدو“،‏ لنطمئن جميعاً‏ أنه وبالرغم من

الظروف والمآسي والصعاب التي تعصف ببلدنا الحبيب لن تنطفيء شعلة لبنان بلد الحوار

والتلاقي أرض الإنسانية ووطن الرسالة

السنة الخامسة

شباط ‏(فبراير)‏

القنصل العام

أنطوان عيد

2021 15 -

9


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

Député fédéral (Laval‐Les Iles)

En commémoraon du PM Rafic Al Hariri

Il y a 16 ans le Liban a perdu un de ses premiers ministres et policiens qui a servi

tous les libanais sans équivoque. Rafic Al‐Hariri a joué un rôle déterminant dans la

reconstrucon du Liban après sa longue guerre civile qui a fait coulé beaucoup de

sang et coûté plus des centaines de milliers des vicmes. En outre،il a contribué de

façon significave dt décisive à l’accord Al Taef de 1989 en Arabie Saoudite. Cee

conférence de paix était la pierre angulaire qui a mis fin à la guerre civile Libanaise.

Il a ulisé sa fortune pour améliorer la vie des moins fortunés. Rafic Al Hariri

croyait fortement que le seul moyen e contres le radicalisme c’était à travers l’éducaon.

En effet،il a financé l’éducaon de milliers d’étudiants Libanais en Europe et

aux États‐Unis sans égards à leur confession ni religion. Pour lui،c`était

l’invesssement vers un futur brillant،vers une stabilité économique،vers un

peuple instruit capable de prendre des décision afin de régler tous les différends de

façon civilisée. Donc pour un pays plus développé et souverain. Notons que le Liban

est connu par le Pays de cèdres،la source de l’alphabet et un fondateur

principal des Naons Unis.

Son amour pour le Liban `tait plus fort que son âme،il a tellement inves sur tout

les niveaux afin de faire relancer l’économie et la vie sociale du pays،il a réparé les

infrastructures du pays et refait tout le centre ville de Beyrouth.

Sous son ère،le Liban a connu une résurgence du tourisme qui a aidé à rebâr son

économie.

Il a sacrifié sa vie pour le Liban et l’intérêt de tous les Libanais. D’ailleurs،il a été

assassiné avec 21 autres personnes dans une explosion tragique à Beyrouth. La

perte de Rafic Al Hariri a déclenché une crise économique et sécuritaire dont le

pays souffre jusqu’à jour.

Entant que député fédéral et président du groupe d’Amié Parlementaire Canada‐

Liban،je vous assure que le Canada souent toujours l’indépendance et la

souveraineté du Liban et encourage tous les leaders poliques de résoudre tous les

problèmes et leurs différends poliques dans un dialogue démocraque et civilisé

comme on le fait ici au Canada.

PM Rafic Al Hariri،que ton âme repose en paix et que tes réalisaons restent

éternelles

We don't think that

we are in a quarrel

with anybody. We

may have a difference

of opinion،but

we'll not

allow such differences

of opinion to

grow into a problem

that stands in

the way of reconstrucng

the country

and regaining

the democrac

path.

Rafik Hariri

10


‏ُم

َ

الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

فِي الر َّابِعَ‏ عَشَرَ‏ مِن شُبَاطِ/‏ فِبرايرَ‏ تُصَادِفُ‏ الذّ‏ ‏ِكْرَى الس َّادِسَ‎ةَ‏ عَشَ‎رَةَ‏ لِ‎تَ‎حْ‎لِ‎يقِ‏ رُوحِ‏ الر َّئِ‎يسِ‏ رَفِ‎يقِ‏

الْحَرِ‏ يرِ‏ ي فَوْ‏ قَ‏ سَمَاءِ‏ لُبْنَانَ،‏ وَ‏ كَأَن َّ الد ُّمُوعَ‏ ال َّتِي ذَرَفَهَا لُبْنَانُ‏ يَوْ‏ مَ‏ اغْتِيَالِهِ‏ مَا تَ‎زَالُ‏ تَ‎تَ‎سَ‎اقَ‎طُ‏ عَ‎لَ‎يْ‎هِ‏ مِ‎ ‏َن

الْعَيْنَيِنِ‏ الل َّتَيْنِ‏ أُغْمِضَتَا،‏ لَكِنْ‏ مَا انْطَفَأَتَا.‏

Conservave

Constuency:

Edmonton Manning

Province / Territory:

Alberta

يَا كَمْ‏ تَفْعَلُ‏ سَنَوَ‏ اتٌ‏ قَلِيلَةُ‏ فِي مَسَارِ‏ وَ‏ طَنٍ‏ وَ‏ مَصِ‏ يرِ‏ شَعْبٍ!‏ لَكِنْ‏ عِ‎نْ‎دَمَ‎ا يُ‎رَادُ‏ اغْ‎تِ‎يَ‎الُ‏ وَ‏ طَ‎نٍ‏ بِ‎اغْ‎تِ‎يَ‎ا ‏ِل

قَادَتِهِ،‏ لاَ‏ يَعُودْ‏ مُجْدِيًا مِنْ‏ خَط َّطَ‏ أَو مَنْ‏ نَف َّذَ،‏ بَلْ‏ لِمَاذَا؟ وَ‏ مَا الْغَايَةُ‏ وَ‏ الْهَدَفُ‏ ؟ وَ‏ إِذَا مَا ابْ‎تَ‎عَ‎دْنَ‎ا قَ‎لِ‎يلاً‏ عَ‎ ‏ِن

الت َّحْلِيلِ‏ وَ‏ اسْتِخْلاَ‏ صِ‏ الْعِبَرِ‏ ، وَ‏ تَرَكْنَا الْوَ‏ اقِعَ‏ يُحَدّ‏ ‏ِثُنَا عَنْ‏ مَا جَرَيَاتِ‏ الأْ‏ ‏ُمُورِ‏ ، لاَ‏ نَبْتَعِدُ‏ عَنْ‏ حَ‎قِ‎يقَ‎ةِ‏ أَن َّ الْ‎عَ‎ َّد

الت َّنازُلِي قَدْ‏ بَدَأَ‏ لِتَنْفِيذِ‏ ‏"مُخُط َّطُ‏ مُؤَامَرَةِ"‏ اغْتِيَالِ‏ أَمْنِ‏ لُبْنَانَ‏ وَ‏ سَلاَ‏ مَتِهِ‏ وَ‏ مُسْتَقْبَلِهِ،‏ وَ‏ إِ‏ ‏ْشعَالِ‏ فَتِيلِ‏ الْ‎قِ‎تَ‎ا ‏ِل

ال َّذِي قَدْ‏ يَأْخُذُ‏ طَابَعًا مَذْهَبِيا،‏ وَ‏ تَضِ‏ يعُ‏ مَعَهُ‏ وَ‏ حْدَةُ‏ لُبْنَانَ،‏ وَ‏ يَضَعُ‏ كُل ٌّ مِن ال َّذِينَ‏ يَت َّخِ‏ ذُونَ‏ مِ‎ن ِ حُ‎رّ‏ ي َّةِ‏ لُ‎بْ‎نَ‎ا ‏َن

وَ‏ أَمْنِهِ‏ ذَريِعَةً‏ لَهُمْ‏ لِتَحْقِيقِ‏ مَآرِ‏ بِهِمْ‏ جَرِ‏ يرَةَ‏ مَا حَدَث عَلَى الآْ‏ خَرِ‏ .

أَم َّا مَا قَد غَدَى حَقِيقَةً‏ لاَ‏ مَرَاءَ‏ فِيهَا،‏ فَاسْتِشْهادُ‏ الر َّئِيسِ‏ الْحَريرِ‏ ي هُو سِلْسِلَةٌ‏ فِي قَافِلَةِ‏ الش ُّهَ‎دَا ‏ِء ال َّذِي ‏َن

سَبَقوهُ‏ لأِ‏ ‏َن َّهمْ‏ أَرَادُوا تَغْييرَ‏ وَ‏ اقِعِ‏ لُبْنَانَ‏ مِنْ‏ وَ‏ طَنٍ‏ يَسْمُو عَلَى مُحَاوَ‏ لاَ‏ تُ‏ الْفِئَاتِ‏ الْمُتَزَمّ‏ ‏ِتَةِ‏ ال َّتِ‎ي تَ‎حْ‎تَ‎رِ‏ ‏ُف

الط َّائِفِي َّةَ‏ لِتَقْسِيمِ‏ لُبْنَانَ‏ فِي عُقُولِ‏ الل ُّبْنَانِيّ‏ ‏ِينَ‏ قَبْلَ‏ تَقْسِيمِهِ‏ عَلَى الْجُغْرَافِيَا الل ُّبْنَانِي َّةِ؛ فَلُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ‏ لَيْسَ‏ مَ‎ا

يَدْعُون لَهُ.‏ وَ‏ ‏(لُبْنَانُ؛ فِكْرَةٌ)!‏ قَدْ‏ يَستَمِر ُّ معَ‏ ِ كُلّ‏ الْمُخَط َّطَاتِ،‏ فَعَلَى الل ُّبنانِيّ‏ ِ‎ينَ‏ أَلا َّ يَ‎أْخُ‎ذُوا الن َّجَ‎اةَ‏ أَمْ‎رًا

مُسَل َّمًا بِهِ‏ أَوْ‏ أَن َّها مُسْتَمِر َّةٌ،‏ فَيَبْهَتُ‏ الْحِ‏ رْ‏ صُ‏ عَلَى اسْتِمْرَارِ‏ ي َّةِ‏ نَجَاةِ‏ لُبْنَانَ‏ الْفِكْرَةِ‏ حَت َّى تَسْتَمِر َّ نَجَاةُ‏ لُبْ‎نَ‎ا ‏َن

الد َّوْ‏ لَةِ.‏

الر َّأْيُ‏ الس َّائِدُ‏ أَن َّ لُبْنَانَ‏ الْفِكْرَةُ،‏ هُوَ‏ لُبْنَانُ‏ الت َّعَايُشِ‏ بَيْنَ‏ الط َّوَ‏ ائِفِ‏ وَ‏ مُخْتَلَفِ‏ الأْ‏ ‏َدْيَانِ‏ وَ‏ ا ‏ْلمَذَاهِبِ‏ كَونُهُ‏ إِطَا ‏َر

تَوَ‏ اجُدٍ‏ لِمُخْتَلَفِ‏ الت َّي َّارَاتِ‏ الْفِكْرِ‏ ي َّةِ‏ وَ‏ السّ‏ ‏ِيَاسِي َّةِ‏ وَ‏ الْعَقَائِدِي َّةِ.‏ هَذَا الر َّأْيُ‏ الس َّائِدُ‏ صَحِ‏ يحٌ‏ إِلَ‎ى ٍ حَ‎دّ‏ م َّا،‏ لَ‎كِ‎ن َّهُ‏

لَيْسَ‏ لُبْنَانَ‏ مِنْ‏ كَوْ‏ نِهِ‏ فِكْرَةً‏ ثَابِتَةً.‏ هَذَا تَعْرِ‏ يفُ‏ لُبْنَانَ‏ الْمِيثَاقِ‏ الْوَ‏ طَنِيّ‏ ِ ال َّذِي ارْ‏ تُؤِيَ‏ مَفُرُ‏ ‏َوضا عَلَ‎ى لُ‎بْ‎نَ‎ا ‏َن

عِنْدَ‏ اسْتِقْلاَ‏ لِهِ‏ عَامَ‏ 1943.

لُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ‏ هُوَ‏ لَيْسَ‏ ال َّذِي تَتَعَايَشُ‏ فِيهِ‏ الط َّوَ‏ ائِفُ‏ ، لأِ‏ ‏َن َّ تَعَايُشَ‏ الط َّوَ‏ ائِفِ‏ يَفْتَ‎رِ‏ ضُ‏ شَ‎رْ‏ عِ‎ي َّةَ‏ الط َّائِ‎فِ‎ي َّةِ.‏

لُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ‏ هُوَ‏ ال َّذِي يَتَجَاوَ‏ زُ‏ الْمِيثَاقَ‏ الْوَ‏ طَنِي َّ إِلَى مَا هُوَ‏ أَنْبَلُ‏ وَ‏ أَعْرَقُ‏ وَ‏ أَفْعَلُ.‏ هُوَ‏ لُ‏ ‏ْبنَ‎انُ‏ ال َّذِي يَ‎عْ‎تَ‎بِ‎ ‏ُر

عَلاَ‏ قَةَ‏ الْفَرْ‏ دِ‏ وَ‏ الْمُجْتَمَعِ‏ عَلاَ‏ قَةً‏ مُبَاشَرَةً‏ بِهِ،‏ وَ‏ لَيْسَ‏ عَلاَ‏ قَةً‏ مِنْ‏ خِ‏ لاَ‏ لِ‏ الط َّائِفَةِ.‏

لُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ،‏ هُوَ‏ ال َّذِي يَتَلاَ‏ حَمُ‏ فِيهِ‏ الل ُّبْنَانِي ُّونَ،‏ لاَ‏ ال َّذِي يَرْ‏ تَضِ‏ ي أَنْ‏ يِتَعايَشَ‏ فِيهِ‏ أَبْنَاؤُهُ‏ فَقَطْ.‏

لُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ،‏ هُوَ‏ لُبْنَانُ‏ ال َّذِي يَسْتَشْعِرُ‏ فِيهِ‏ الل ُّبْنَانِي ُّونَ‏ مَصِ‏ يرَهُمُ‏ الْوَ‏ احِ‏ دَ؛ وَ‏ لَيْسَ‏ مَصِ‏ يرَهُ‏

لُبْنَانُ‏ الْفِكْرَةُ،‏ هُوَ‏ لُبْنَانُ‏ ال َّذِي تَتَحَك َّمُ‏ فِيهِ‏ قُو َّ ةُ‏ الأْ‏ ‏َعْصَابِ‏ لاَ‏ هَمَجِ‏ ي َّةُ‏ الْعَصَبِي َّاتِ!‏

الْمُشْتَرَكُ‏ .

لُبْنَانُ‏ الْعِلْمَانِي ُّ يَجْتَمِعُ‏ فِيهِ‏ مُوَ‏ اطِنُوهُ‏ مِنْ‏ خِ‏ لاَ‏ لِ‏ وَ‏ عْيِهِمْ‏ بِوَ‏ حْدَةِ‏ مَصِ‏ يرِ‏ هِمْ.‏ مَصِ‏ يرٌ؛ يُحَاوِلُ‏ الط َّائِ‎فِ‎ي ُّونَ‏ مِ‎ ‏ْن

ِ كُلّ‏ الط َّوَ‏ ائِفِ‏ ، وَ‏ ال َّذِينَ‏ يُنَادُونَ‏ بِفُرْ‏ قَةِ‏ الط َّوَ‏ ائِفِ‏ أَوْ‏ تَعَايُشِهَا أَنْ‏ يُغَيّ‏ ‏ِبُوهُ‏ عَنِ‏ الْعَقْلِ‏ الل ُّبْنَانِي ثُم َّ عَنِ‏ الس َّاحَ‎ ‏ِة

الل ُّبْنَانِي َّةِ.‏ وَ‏ هَكَذَا يَصِ‏ يرُ‏ لُبْنَانُ‏ سَرِ‏ يعَ‏ الْعَطَبِ؛ مُرَش َّحًا فِعْلِيا للاِ‏ ‏ِنْقِرَاضِ‏ ... لَوْ‏ لاَ‏ وُ‏ جُودُ‏ خَمِيرَةِ‏ الْبَدِيلِ‏ ال َّتِ‎ي

نُجَسّ‏ ‏ِدُهَا نَحْنُ‏ ال َّذِينَ‏ أَرَادُوا أَنْ‏ يُشْعِرُونَا بِغُرْ‏ بَةِ‏ لُبْنَانَ،‏ فَإِذَا هُمْ‏ ‏-حَت َّى مَعَ‏ الْجائِحَةِ‏ الْغُرَبَاءُ‏ الْحَ‎قِ‎يقِ‎ي ُّو ‏َن

عَنْهُ!‏

وَ‏ لِهَذَا تُغْتَالَ‏ الْقَادُةُ‏ تَمْهِيدُا لاِ‏ غْتِيَالَ‏ الْوَ‏ طَنِ‏

-

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

11


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

12

هناك فرق شاسع بين صفات رجُل الدولة ورجُل السياسة،‏ إذ أن الأول يسعى دوماً‏ إلى مصلحة وخدمة

بلده وله نظره بعيدة الأفق لبناء وتدعيم المؤسسات والخدمات،‏ أمّا الثاني فيرى كيف يمكن إعادة

انتخابه وتأمين مقعد شبه دائم في الهيكلية السياسية،‏ وصحّ‏ من قال لكل زمان دولةُ‏ ورجال وهما

صنوان متجانسان ومتلاحمان في ترسيخ دعائم الوطن وصون كرامته وسيادته.‏

لقد عرف لبنان منذ تأسيسه وحتى تاريخه عدّة خضّ‎ات سياسية وإقليمية كونه ضحية وجوده

الجيوسياسي وتأثّره بالتدخلات والتداخلات من كل حدب وصوب على أراضيه.‏ ولكن رجال الدولة

التين عرفهم هذا الوطن جعلوا بحكمتهم وكياستهم وصوابية قراراتهم ديمومة وجوده،‏ وخاصة هويته

التي تميّز بها عن جميع الأقطار العربية المحيطة،‏ وكادت الشعارات من السهل الممتنع أمثال:‏ لبنان

ذو وجه عربي،‏ شعار لا غالب ولا مغلوب،‏ وطني دائما على حق،‏ لبنان أولاً،‏ ومن أهمها واقعية

وبراغماتيةً‏ القول المأثور للراحل الكبير وشهيد الحق دولة الرئيس رفيق الحريري " الحكي ماشي

والشغل ماشي".‏ هذه المقولة التي تحمل ف طيّاتها كل معاني جدية إعادة الإعمار بعد اتفاق الطائف،‏

وتقبل التحدّيات والصعاب الجسيمة،‏ دون الإلتفات أو إعارة أي انتباه بما يعقد ويُ‎حاك من إسفافٍ‏

لمضيعة الوقت وتجميد مشاريع البناء والعمران.‏

لقد وضع الشهيد رفيق الحريري لبنان مجدداً‏ على خارطة الاهتمام العربي والعالمي،‏ وجعله موضع

ثقة ومحطة أنظار بعد السبات العميق الذي غرق فيه الوطن خلال سنوات الحرب الطويلة.‏ لقد كرّس

قاعدة قوّ‏ ة لبنان في وحدته وتلاحمه وجابه بكل جرأة وعناد كل من تجرّأ على التطاول والنيل من

سيادة وكرامه الوطن رغم أنّه دفع الثمن غالياّ‏ في هدر دمائه.‏

كان كبيرا في الوطن،‏ مقداماً‏ في المبادرات،‏ حليفاً‏ للعلم ولبناء الإنسان،‏ غدوقاً‏ بالإنسانية،‏ ناظر أفقٍ‏

بعيد،‏ حالماً‏ بالجمهورية الحقيقية،‏ ضليعاً‏ في التحالفات والتباعدات السياسية،‏ حكيماً‏ في تطبيق ‏"ما

بيصح إلاّ‏ الصحيح"...‏ وبفقدانه نستذكر كل قطرة دم أريقت،‏ وكل من سقط شهيدا من رجاله في

لبنان،‏ وما أكثر القافلة،‏ على سبيل المثال لا الحصر:‏ سليم اللوزي،‏ رياض طه،‏ سماحة المفتي خالد،‏

رشيد كرامي،‏ بشير الجميّل،‏ رينيه معوّ‏ ض،‏ سمير قصير،‏ وسام الحسن،‏ باسل فليحان،‏ وسام عيد،‏

فرنسوا الحاج،‏ وليد عيدو،‏ بيار الجميل الابن،‏ كمال جنبلاط،‏ جبران تويني،‏ خليل الجرّ‏ ولقمان سليم،‏

وغيرهم مه عمالقة الرأي الحر والفكر المضيء واليراع الجريء.‏ وأين نحن الآن من هذه القافلة

الشريفة التي روت بدمائها الكريمة تربة بلادنا الخصبة لتحصد الحرية والكرامة ورغد العيش؟ أين

نحن الآن من صلابة المؤسسات الدستورية والتناغم والاحترام لدستور الطائف ومبدأ فصل السلطات

وتأمين أبسط قواعد العيش الكريم والهانئ للفرد اللبناني؟

رجالات الدولة السابقون صنعوا مجد لبنان بإيمانهم وإخلاصهم وتفانيهم لنحافظ على هويّتنا المميّ‎زة

وصيغة العيش المشترك الذي أصبح قدوة ورسالة يحتذى بها في العالم بأسره.‏ إن لبنان بجناحيه

المقيم والمنتشر يتطلّع إلى مستقبل افضل على ما نحن عليه الآن،‏ يحلم أن يعود السلام والأخوّ‏ ة

وتنقية القلوب بعيداً‏ عن الضغينة والحقد،‏ يطمح بترسيخ دولة القانون ونبذ تجمّ‎عات الأمر الواقع،‏

يصبو إلى أن يترفّع قادته عن التناحر والمخاصمة لنبني وطناً‏ نهائياً،‏ حقيقياً،‏ منيراً‏ للعلم والثقافة

والفن،‏ وطناً‏ عملاقاً‏ يحجم طاقاته البشرية وطموح شبابه وعطاء شهدائه


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

ما أشبه اليوم بكل أيام لبنان الدامية!...‏

14 شباط 2005، يوم الحزن ويوم الغضب،‏ ويوم الحقيقة التي لا تطفئها أطنان

متفجرّات ‏"تي إن تي"‏ و"نيترات الأمومنيوم".‏

كل أيام الوطن المعلّق على الجلجلة،‏ أيها الشيخ الرئيس،‏ تحوّ‏ لت إلى 14 شباط،‏

يوم اغتالوا من قبلك فيك،‏ واغتالوك وسيغتالونك فيهم.‏

اغتالوك من قبل،‏ وسوف يمعنون في اغتيالك من بعد،‏ ما دام لبنان ‏"الحقيقة"،‏

يغرّد بأصوات متفرّدة خارج سرب الصيغة ‏"المعادلة المفخّخة"‏ لميثاق

وخارج الارتهان والتبعية والطموح إلى كرسي مجبول بتجويع الأحرار وكسر إرادة

الوطن.‏

،1943

اغتالوك صوتًا وإرادة وأملاً‏ ، يوم اغتالوا سربًا من الشهداء الذين تجرأوا،‏ كما

أنت،‏ على الرفض والتمرّد وتحطيم القيد،‏ ويوم جاهروا بالانتماء إلى الحقيقة

الوطنية المغيّبة في دياجير كهوفهم المظلمة.‏

اغتالوك،‏ أيها الشيخ الرئيس،‏ في كل الشهداء الذين سبقوك،‏ وجدّدوا اغتيالك في

من تبعوك على الدرب.‏

وكلّما أمعنت ورفاقك في رفع القبضة في وجوههم،‏ سوف يتمادون في استخدام

سلاح الموت في وجوهكم،‏ لأنهم لا يملكون سواه.‏

2019

أعادوا اغتيالك وسائر الأحرار في 17 تشرين يوم تفجّر الغضب في قلوب

الناس،‏ اغتالوكم على الرينغ وفي ساحة الشهداء وفي ساحات طرابلس والجنوب

والبقاع،‏ وفي سياسة التجويع والقهر وسرقة حقوق الناس وأموالهم،‏ وفي

اصطياد رموزكم الثائرة وإحراق خيمهم وقبضة ثورتهم المرفوعة كالمخرز في

عيونهم.‏

واغتالوك مجدّدًا،‏ أيها الشيخ الرئيس وسائر رفاقك الشهداء،‏ يوم زلزلوا عاصمتك

الحبيبة الأثيرة على قلبك،‏ وهدموا وقتلوا وشرّدوا،‏ ثم هجعوا يستعدّون وأزلامهم

لجولة أخرى من جولات القتل والتدمير والتمديد لأزمنة العار والبؤس،‏ وتجهيز

المخانق لكل صوت شاذ يخدش أحلامهم ويخالف نعيقهم ويكشف طغيانهم في

طمس ‏"حقيقة"‏ لبنان اللاطائفي والسيّد الحرّ‏ المستقل.‏

مقتلك أيها الشيخ الرئيس،‏ لم يكن في نقطة الكعب كما هي عند ‏"آخيل"‏ الطامح أن

يكون من الخالدين،‏ بل كان في صوتك الجريء وإرادتك الحرّة وتصميمك الصلد

وحلمك الكبير في أن تعيد للبنان ‏"حقيقة"‏ وجهه المعتدل الناصع العابر للطوائف،‏

وحضوره المشرق أمام العالم.‏

قدر لبنان،‏ المنحوت بمعجزته الكيانية الفريدة منذ آلاف السنين،‏ والقابع بعناد

صخوره وأرزه بين أشفار السيوف،‏ شرقية وغربية،‏ أن يكون مركزًا للزلازل التي

لم تتوان يومًا عن زعزعة أركانه،‏ ما دام ممعنًا في عناده نحو الحرية ومغرّدًا

خارج أسراب الغربان والبغاث.‏

قدر هذا اللبنان الوديع الصغير العنيد أن يُسقى ترابُه دمًا وأشلاءَ‏ أبناء جاهروا

بعشقه حتى حافة الجلجلة التي كانوا مدركين تمامًا أنها مصيرهم المحتوم.‏

كل صوت وطني جامع وشاذ عن صخبهم هو مشروع تخوين واغتيال.‏

وكل أمل يتململ في مخاض الولادة هو مشروع وأد ونحر.‏

وكل طموح ببناء وطن السيادة والعدالة هو مشروع استشهاد.‏

وتستمرّ‏ المعركة ويستمرّ‏ النزف.‏

على أرض هذا الوطن أرتكبت ولا تزال ترتكب أكبر مجازر الاغتيال بحق قادته

وأحرار شعبه،‏ حيث تتوالى مواكب الشهداء اغتيالا،‏ قافلة إثر قافلة،‏ مسجلة رقمًا

قياسيًا شنيعًا في تاريخ الشعوب والدول.‏

والمذهل ان كل الذين سقطوا هم من فئة واحدة ومن انتماء وطني واحد ومن

المنادين بالحرية والسيادة والاستقلال.‏

وكل هذا التغوّ‏ ل في الاغتيال بقي مطمورًا مع رفات الشهداء دون أن يُكشف

المرتكب المعلوم المجهول،‏ ومن غير أن يُقدّم واحد من المجرمين إلى منصّة

العدالة.‏

ذنبكم جميعًا،‏ أنكم آمنتم بوطن ترخص له كل الدماء والأرواح،‏ وأنهم آمنوا بكرسي

يرخص لها كل الوطن.‏

ذنبكم جميعًا أنكم ماهرون في إطلاق كلمة الحقيقة وفاشلون في إطلاق رصاص

الموت.‏

يكفيك شرفًا ونبلاً‏ وفروسية أنك لم تلوّ‏ ث يديك مرة بالدماء حتى مع ألدّ‏ خصومك.‏

يكفيك رفعة وكبرًا أنك خاصمت بشرف وهادنت بشرف واستشهدت في أرض

معركتك ولم تستسلم ولم تهرب.‏

يكفيك خلودًا أنك كنت رفيقًا لوطنك ولم تكن عدوً‏ ا له ولشعبه وتاريخه.‏

ندرك أنك تئنّ‏ وجعًا على مصاب الوطن،‏ لكننا نثق أيضًا أنك تزداد أملاً‏ في لحظة

القيامة الآتية مع الأحرار القادمين على صهوات الحقيقة التي تعرّيهم وتكشف

عوراتهم السياسية والوطنية والطائفية الفاضحة.‏

جيّشت العالم من أجل لبنان،‏ وحشدت الدنيا لإعادة إعمار ما دمّروه بوحشية

حروبهم،‏ وها هم يعيدون التدمير ويسحبون لبنان إلى بؤرة معزولة عن الدنيا

ليأسروه في خندق المحاور وصراع القوى.‏

14 شباط

ما قتلوك وما فجّروك في 2005، ولن يقتلوك لأنك صوت الحقيقة

وضميرها كنت،‏ وستزهر دماؤك ملايين الشقائق الحمراء التي تعلن الولادة حتى

على شفار المقصلة.‏

أثخنوك جراحًا يا ‏"رفيق"‏ الوطن،‏ ولم يتركوا في ‏"جسدك شبرًا إلا وفيه ضربة

بسيف أو رمية بسهم"،‏ ولمّا أعجزهم صمودك الوطني في ساح المواجهة

استحضروا طنا من المتفجرات وأحرقوا الجسد،‏ لكنهم عجزوا وسيعجزون عن

حرق الرسالة والمدرسة والمشروع والمبادئ التي آمنت وجاهدت واستشهدت من

أجلها.‏

أيها الشيخ الرئيس،‏

ستبقى خالدًا في ضمير لبنان وتاريخه ومستقبله،‏ لأنك حامل لقنديل ‏"ديوجين"‏

الذي يفضح عماهم وقزامتهم وخضوعهم.‏

نمْ‏ قرير العين في عليائك،‏ وحدّق بهم لترى شظايا قرونهم وهي تتفتّت في مناطحة

‏"الحقيقة"‏ التي لن تموت.‏

السنة الخامسة ‏-‏‎15‎شباط ‏(فبراير)‏

2021 13


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

رئيس تحرير جريدة

‏”الحدث “

في قراءة سريعة لتاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان،‏ يمكن

الاستنتاج أن مرتكبيها في أغلب الحالات تابعون لجهات خارجية

استاءت من مواقف اعتبرتها ضد مصالحها أو أنها أرادت فرض

حالة جديدة،‏ وتحتاج الى حدث كبير يؤمن لها الغطاء.‏ وعندما يقال

جهات خارجية يفهم عادة أن المقصود هو إسرائيل فقط.‏

أما سوريا،‏ فيتبرع حلفاؤها في لبنان للقيام بتلك المهام فتبقى هي

فوق الشبهات وتستفيد من التخبط اللبناني الذي يبقي الجميع في

حاجة لحضورها المباشر أو غير المباشر.‏

اليوم يتذكر اللبنانيون يوم

الحديث وخلق معادلات جديدة.‏

14 شباط 2005

18

الذي غيّ‎ر تاريخ لبنان

إنها الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الحريري بعد صدور حكم

المحكمة الدولية في آب الذي كان من المفترض صدوره

في آب أي غداة تفجير مرفأ بيروت الذي بحدوثه أيضاً‏

تغيرت المعادلات.‏ يومها ارتأت المحكمة تأجيل إعلان الحكم احتراماً‏

للشهداء الجدد في آب.‏ وكانت قد ذكرت حرفياً:‏ ‏»انه قد يكون

لحزب الله وسوريا مصلحة غير أن لا أدلة على تورطهما.«‏

2020

4

2020

5

وقع انفجار مرفأ بيروت،‏ تأخر صدور الحكم في قضية الحريري،‏

توزعت الاتهامات،‏ وحتى اليوم ما زلنا ندور في حلقات مُ‎فرغة،‏

نختلف داخلياً‏ حتى الموت،‏ ولا نعرف أي حقيقة.‏

في ذكرى استشهاد الحريري،‏ لا يمكن تعداد مآثره.‏ فماذا نقول نيابة

عن أربعين ألف طالب تكفل ببناء مستقبلهم.‏ فنحن إن أردنا سؤال

هؤلاء عن التغيير الذي أداه العلم في حياتهم لاستوجب ذلك أربعين

ألف صفحة.‏ وماذا نقول عن ‏»نيو بيروت ‏«التي أحببناها أو لم نحب

معالمها الجديدة،‏ فهي تبقى بصمة حريرية في تاريخ لبنان بعد

الحرب.‏

رفيق الحريري كان أكبر من لبنان الذي لم يسعه،‏ فرافق كبارَه الذين

سبقوه للسبب ذاته ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مع حفظ

الألقاب،‏ بشير الجميل،‏ رينيه معوض،‏ رياض الصلح،‏ كمال جنبلاط،‏

صبحي الصالح،‏ سليم اللوزي،‏ رياض طه،‏ محمد شقير،‏ حسن خالد،‏

جبران تويني،‏ سمير قصير،‏ بيار الجميل،‏ فرنسوا الحاج،‏ وسام عيد،‏

وسام الحسن وليس آخرهم لقمان سليم.‏

لا مكان لهؤلاء الأحرار الكبار في لبنان.‏ فأعداء لبنان يريدونه دوماً‏

صغيراً،‏ مشتتاً،‏ فقيراً،‏ ماداً‏ يده نحو الخارج طلباً‏ للأمن والسلام

والاستقرار.‏ لبنان الكبير بحريته وكرامته يخيفهم لأنه يأخذ من

أمامهم الهالة والبريق اللذين يريدون أن يكونا لهم وحدهم أمام

المجتمع الدولي وأمام الرأي العام العالمي وهم بالتالي يعملون

لإظهاره متخلفاً،‏ غير آمن،‏ يلفه الإرهاب من جنوبه إلى شماله،‏ ومن

المستحيل إعادته إلى الحياة.‏ لهذه الأسباب يُ‎غتال الكبار من أمثال

الشهيد الحريري ومن سبقه حتى لا ينهض لبنان ويقوم فتظهر

حقائقهم للعالم.‏

أعداء لبنان وقتلة الكبار،‏ ليسوا فقط من الخارج.‏ الداخل يعج بهم.‏ هم

أصحاب الأجندات الخارجية والعملاء الصغار والوكلاء الكبار؛ هم

الفاسدون وسارقو طموحات وأحلام إخوانهم في المواطنة والذين

يوافقون على صفقات بيع ما أمكنهم من الوطن،‏ كل حسب موقعه

ووظيفته.‏

رفض الحريري أن يكون لبنان صغيراً‏ وفقيراً،‏ أراده مزدهراً‏ حسب

المعايير الدولية،‏ أراد أن يستعيد العالم ثقته بلبنان جاب الدول خلق

صداقات،‏ انجز مشاريع،‏ أعاد لبنان إلى الخارطة الدولية صار كبيراً‏

جداً،‏ ضاقوا به،‏ فكان قرار اغتياله.‏

حقيقة اغتيال الرئيس الحريري لن تظهر أبداً.‏ فلو كان القاتل من

الداخل وأُعلن عنه،‏ لحاكمه اللبنانيون وعادوا فاتحدوا،‏ ولرجع لبنان

قوياً‏ بوحدته.‏ ولو كان القاتل من الخارج وفرضت المصالح الدولية

التستر عليه،‏ فأيضاً‏ لن نعرف أبداً.‏ وإذا كانت المحكمة الدولية لم

تعرف الفاعل أو عرفته وتسترت،‏ فكيف سنعرف؟

وصية الكبار الشهداء:‏ وحدة اللبنانيين وبناء دولة مؤسسات والحفاظ

على حرية التعبير.‏ ذاك كان حلمهم ووهبوا حياتهم ثمناً‏ له.‏ وهذا ما

يجعل لبنان كبيراً‏ ويجعل من يتربص بنا شراً،‏ عاجزاً‏ عن تحقيق

مراده.‏

* كاتب وصحافي لبناني-‏ كندي مقيم في مونتريال

14


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

15


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

-

-

قال الدكتور داوود الصايغ مستشار الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري أن

الحديث عن رفيق الحريري لا ينضب لأنه كان آخر الكبار.‏

وقال في حديثه ‏"للمستقبل الكندي ‏"اكثر ما طبع في ذاكرتي هو لقاءاته مع مغتربي كندا وقد دعاهم

إلى العودة وعاد قسم كبير منهم لأنهم وثقوا بكلامه

وأكد أن لبنان بأسره كان حصته . نظر إليه بأبنائه مجتمعين وهذا ما جعل رؤيته قابلة للتحقيق .

وقال:‏ رفيق الحريري هو زائر دائم في القلوب.‏ يحمل قضيته اليوم إلى جانب وريثه وحامل مشعله

سعد الحريري جميع المخلصين كون الرئيس سعد الحريري هو اكثر شخصية لبنانية قادرة على

مخاطبة قادة العالم .

والى تفاصيل الحديث :

المستقبل الكندي،‏ خاص

منى حسن،‏ مديرة مكتب بيروت

‏>في ذكرى شهادة وطن ماذا تقول للرئيس

الشهيد رفيق الحريري؟ وهل كان الموت من

مواعيد رفيق الحريري؟

كلما مرت الأيام وتراكمت الصعوبات كلما

تحركت ضمائر اللبنانيين متوجهة إلى الأمس

القريب،‏ إلى صورة الرجل الذي إنتشلهم من ركام

الحروب وحررهم منها ومن ذًل الساحة . واليوم

بالذات أمام ازدياد الأزمات وتنوعها ولعل أكثر

ما يؤلم مهمته التاريخية كبناء الأوطان هو هدم

اجزاء عزيزة من بيروت الغالية على قلبه في

تفجير مرفأ بيروت منذ ستة اشهر.‏

‏"لوكان الريئس الشهيد هنا ماذا كان سيفعل "

-

لوكان هنا ماذا كان سيفعل؟ هذا القول يتردد

في نفس الجميع،‏ أصدقاء له أم خصوم.‏ لأنه كان

رجل كل المراحل ورجل كل الفصول.‏ الجميع في

ذلك اليوم المشؤوم من استشهاده في شباط

2005، صعق جميع اللبنانيين دون استثناء

بهول الفاجعة ‏.لأن قبطان السفينة غادرها فجأة .

ومنذ ذلك التاريخ،‏ مع تشابك الصراعات

الإقليمية والدولية وتضارب المصالح

وانعكاساتها المباشرة على لبنان يسأل

اللبنانيون:‏ كيف الإنقاذ ومن هو المنقذ.‏ من هو

ذلك القادر الذي يحاور كبير المقررين في العالم

ويضع أمامهم قضية لبنان.‏ من هو ذلك المتعالي

على المصالح الذي يّ‎طوع مصالح الآخرين

والباحثين عن الحصص.‏ لبنان بأسره كان

حصته.‏ نظر إليه بأبنائه مجتمعين وهذا ما جعل

رؤيته قابلة للتحقيق.‏ إنه بذلك بسّ‎ط الأمور ولا

يزال هذا مطلوباَ‏ من الجميع داخلياَ‏ وخارجياَ:‏

انظروا إلى لبنان لمجموعة مكوناته ولا تفصلوا

فيما بينها.‏ إذاك تسهل كل الحلول .

‏"هاجس إعادة الإعمار لديه "

بدأ هاجس إعادة الإعمار لديه عندما قدر له

نيسير في بيروت المنقسمة والمهدمة في

وسطها والأعشاب وحجارة الدمار تغطي وسطها

التاريخي.‏ فشعر بالتمرد بعد الغضب.‏ كل حركة

رفيق الحريري كانت تمرداَ.‏ إنه رفض الدمار

وجعل بيروت ساحة حروب استعملت في سبيل

تدميرها وسائل تستعمل في ساحات الحروب بين

الدول.‏

فقرر ان يعيدها الى بهائها الأول وإعادة جعلها

منارة المتوسط.‏ وكم سال من حبر على تلك

القضية.‏ ولكنه وهو العارف والدقيق في عمله

أراد استلهام قصة البارون ‏"جورج هوسمان "

كبير الإداريين في باريس أيام الأمبرطور نابليون

الثالث الذي حول باريس من مدينة مكتظة لا

يراع فيها التنظيم المدني الى المدينة التي نعرفها

اليوم وحصل ذلك في حقبة ستينات القرن التاسع

عشر ‏,فالجادات الكبيرة المعروفة فيها اليوم

كانت من صنع ‏"جورج هوسمان ".

ويومذاك طلب مني الرئيس الشهيد أن أعدّ‏ له

دراسة عن هوسمان،‏ فتزودت بالمراجع اللازمة

ووضعت الدراسة التي تبين معها ردود الفعل

على ما حققه هوسمان يومذاك كانت هي نفسها

14

16


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

-

ووضعت الدراسة التي تبين معها ردود الفعل

على ما حققه هوسمان يومذاك كانت هي نفسها

التي رافقت إعادة اعمار بيروت في انتشال درب

روح المدينة وما الى ذلك من مقولات.‏

واذكر انه عندما بدأ الدراسات اتصل بي مازحا

قائلا:‏ أتراني الإمبراطور نابليون الثالث أم

البارون هوسمان.‏ فقلت له أنت الإثنان معاَ.‏

‏"الحديث عن رفيق الحريري لا ينضب"‏

الحديث عن رفيق الحريري لا ينضب.‏ خصصت

له حتى الآن جزءاَ‏ كبيراَ‏ من مؤلفاتي

ومحاضراتي وندواتي التلفزيونية.‏ إنه لا ينضب

لأنه كان آخر الكبار.‏ اللبنانيون في تاريخ

الإستقلال الحديث بالإضافة الى آباء الإستقلال

كبشارة الخوري ورياض الصلح ورفاقهما لا

يذكرون معهم سوى الرئيس فؤاد شهاب الذي

بنى مؤسسات الدولة ورفيق الحريري الذي أعاد

إعمار لبنان من كل نواحيه وأعاد إحضاره في

العالم.‏

‏"لماذا اغتالوه "

‏-لماذا إغتالوه؟ لعل في الأسباب الموجبة لقرار

المحكمة الدولية الذي يتجاوز توجيه الإتهام إلى

شخص معين ما يدل على الدوافع.‏ إنه أزعج

مخططات الهيمنة وتوقه الجارف إلى إعادة

الاستقلال والسيادة.‏ لأن كل ما أنجزه في هذه

السبيل ولو على طريقته.‏ كون إعادة الإعمار بحد

ذاتها هي إشارة واضحة وحاسمة لصون

الإستقلال وكان من حظي اني رافقته إلى خمسين

رحلة إلى الخارج في إعداد الملفات والاتفاقات

التي كانت ستعقد مع الدول.‏ ولعل أكثر ما طبع

في ذاكرتي هو لقاءاته مع مغتربي كندا وقد

دعاهم الى العودة وعاد قسم كبير منهم لأنه

وثقوا بكلامه.‏ رفيق الحريري كان عنوان الثقة

‏،الثقة داخليا وخارجيا .

كيف تركتم هذا الرجل يموت قال مسؤول ياباني

كبير عندما سمع بنبأ الإغتيال ولعل رسالة تعزية

البابا يوحنا بولس الثاني إلى أرملته السيدة نازك

كانت من ابلغ الرسائل.‏ والرئيس جاك شيراك

صديقه الأعز جاء للتعزية بعد يومين من

الاستشهاد ولم يزر لبنان بعد ذلك.‏

رفيق الحريري زائر دائم

ولكن رفيق الحريري هو زائر دائم في القلوب.‏

يحمل قضيته اليوم إلى جانب وريثه وحامل

مشعله سعد الحريري جميع المخلصين كون

الرئيس سعد الحريري هو اكثر شخصية لبنانية

قادرة على مخاطبة قادة العالم.‏

إن له القضية ذاتها:‏ إعادة توحيد اللبنانيين

وإنتشالهم من الأزمات المتلاحقة والمتنوعة.‏ وقد

ظهرت عراقيل تأليف الحكومة لأن المصالح

داخلية ام خارجية هي التي ما زالت تتحكم في

مصير هذا البلد الذي كان وسيبقى وفق رسالته

مصدر عطاء وحرية وانفتاح على العالم وفياَ‏

لعروبته وملتقياَ‏ مع الجميع شرط أبعاده عن

الصراعات تلك كانت قضية رفيق الحريري

الشهيد الذي تمر اليوم الذكرى السادسة عشرة

على إستشهاده وذلك هو إرثه ووصيته ليس فقط

لوريثه سعد الحريري بل لجميع المخلصين وهم

كثر.‏ انه أضاء شعلة الأمل في احلك الأوقات

وهذه الشعلة لن تنطفئ ابدا

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

17


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

لم أسعى يوما إلى تحويل ذكرى رفيق الحريري

إلى شماعة نعود إليها كلما ضاقت بنا السبل،‏ لكن

حملات التجني التي بقيت تلاحقه حتى بعد أن

دفع حياته ثمنا لخياراته التي رآها السبيل الوحيد

لانتشال لبنان وسورية معا،‏ وربما دول عربية

أخرى،‏ من المصير المشؤوم الذي نراه اليوم.‏ ما

نراه اليوم هو نتيجة انهيار المنظومة الاجتماعية

والوطنية الهشة أصلا،‏ وكان رفيق الحريري

يسعى إلى تدعيمها بالنهضة الاقتصادية المعممة.‏

اليوم يشعر الناس أنهم موجودون في سجن

يسعون للهروب منه بأي وسيلة ممكنة،‏ أو

ينتظرون صامتين على أمل الفرج بوصاية دولية

ما.‏ ما أراده رفيق الحريري هو تحويل الوطن

إلى مسكن يأوي إليه الناس،‏ والسكن يعني

السكينة والإلفة،‏ في حين أننا اليوم نقيم على

18

‏”نازلاً‏ من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل البلاد

وكانت السنة انفصال البحر عن مدن الرماد

1

وكنت وحدي..‏ ثم وحدي..‏ أه يا وحدي“‏

‏(من أحمد العربي لمحمود درويش)‏

صفيح ساخن.‏ عودتي اليوم إلى رفيق الحريري

في ذكرى استشهاده هي للتأكيد على أنه هناك

في التاريخ من يمر للحظات يزرع فيها الأمل

للناس بأن الشدة ستزول،‏ وأن إرادة الفرح

والحياة تبقى أكبر من اليأس والموت.‏

أذكر رفيق الحريري اليوم وهو يحمل حفيده

ويسير به فخوراً‏ وسعيدا في وسط بيروت شارحاً‏

له ما تحقق من بناء وإنماء،‏ مردداً‏ في صوت

كالصدى ‏»تذكر يا حسام أن الحرب شر مطلق،‏

أنا أكره الحرب ‏.«لم يكن رفيق الحريري يعلم

يوم أتى إلى عالم الشأن العام في لبنان،‏ أن اله

الحرب ‏»مارس ‏«بدأ بترصده وأخذ يتحين

الفرص ويخطط ويرسم في وكر من الأوكار ليقتل

عدوه الساعي إلى إنهاء دوره المبني على اليأس

والحرب والفوضى،‏ من خلال الأمل والسلام

والاستقرار.‏ لست أدري لماذا استهتر رفيق

الحريري بقدرات عدو،‏ هل كان ذاك الميل إلى

الإيمان بالقدرية والتسليم؟ هل كان ذاك التفاؤل

الأسطوري؟ هل كانت تلك الثقة بأن الرعاية

تحميه؟ هل كان كل ذلك أم أنه كان يظن أن

‏»مارس ‏«سيحن قلبه ويلقي سلاحه رأفة

بالبشر؟ أم أنه فعلاً‏ أساء التقدير في عدوه عندما

ظن أنه ببضع كلمات أقنعه بأن يكون صديقاً؟ أم

أنه كان يعلم بأنه سائر لا محالة إلى حتفه،‏ ولكنه

كان كسقراط يوم تجرع السم ليصبح شهيد

رسالته؟ ليعذرني من قد تخدشه عبارتي،‏ فرفيق

الحريري لم يكن ‏«دقيقاً»‏ عندما قال ‏«ما حدا

أكبر من بلده»،‏ فهو بالذات كان يعلم علم اليقين

أن المهام التي كان يحملها على كتفيه أكبر بكثير

من بلده،‏ ولكنه كان يعلم أن مصير بلده مرتبط

بنجاح مهماته العابرة للحدود والقارات.‏ هو كان

يعلم أن ‏»مارس ‏«يعتبر نفسه،‏ وعن حق

وقناعة،‏ بأنه أكبر بكثير من بلده،‏ وأنه جزء من

مشروع أممي،‏ لكن رفيق الحريري كان يظن أنه

قادر على إقناعه بالتضحية بمشاريع الموت

والدمار النابعة من أسطورة،‏ رأفة ورحمة ببلده

الصغير المثقل بجراحه.‏


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

كان ذلك المسعى يشبه محاولة إقناع النار بالرأفة

بجذوع الشجر،‏ أو إقناع السيف بمداعبة الرقاب،‏

أو إقناع الحيوان اللاحم بأن يرعى العشب إلى

جانب المواشي بدل افتراسها،‏ أو يقنع تمساح

النيل العملاق بأن يترك القطعان المرتعبة على

ضفة النهر لتمر بأمان،‏ ولو مرة واحدة.‏ لكن

واقع الحال هو أنه لكلٍ‏ طبعه وغرائزه،‏

و»مارس ‏«كان سيموت حتماً‏ لو أنه حمل في يده

غصن الزيتون واكتفى بأكل العشب،‏ وحسب

رؤية ‏»شوبنهاور ‏«فالغريزة ‏(الرغبة)‏ هي أقوى

من العقل،‏ الفلاسفة فقط هم من يقوى عقلهم

على غرائزهم.‏ لكن مارس لم يكن يقصد رفيق

الحريري بالذات،‏ ولا بالتسبب بالحزن لأهله،‏ فهم

مثل ملايين الأطفال الذين خسروا أجدادهم

وآباءهم وأمهاتهم وإخوتهم والبيت الذي

يسكنونه والحي الذي يرتادونه والمدرسة

والأصحاب وصيحات الفرح وأماكن اللهو بسبب

مشاريع ‏»مارس ‏.«لكن رفيق الحريري كان

عائقاً‏ لا بد من إزالته من الدرب لإكمال مشروع

الدمار الأسطوري الذي لا يجرؤ عليه إلا آلهة

الحرب.‏ ولا شيء يزعج آلهة الحرب أكثر من

دعاة السلام والأمل والازدهار.‏

لم تكن حرب لبنان من صنع حزب الله،‏ لكن تلك

الحرب هي من أوجدته،‏ فاستمد طاقته من نارها

وتنظيمه من فوضاها وصلابة عوده من الدم

والدمار والأحزان والمآسي التي رافقتها.‏ كان

الحزب يراهن على استمرار الحرب وتعميم

الفوضى ليبقى هو في النهاية بعد دمار كل شيء

حوله.‏ لذلك لم يكن من الغريب أن يكون من سعى

لإنهائها باتفاق الطائف عدواً‏ منطقياً‏ لهذا الحزب

الذي أعلن مباشرة رفضه للاتفاق،‏ لا لشيء إلا

لأنه ينهي الحرب ويضع حدوداً‏ لأحلامه بالبقاء

بعد زوال الآخرين.‏ ولم يكن مستغرباً‏ أن يكون

رفيق الحريري يومها خطا أولى خطواته نحو

الخطر،‏ فقد حرم الحزب من نصر مبكر،‏ أو على

الأقل آخر لحظة الانتصار.‏ كان من الممكن أن

ينسحب رفيق الحريري يومها،‏ ويعود لمشاريعه

الشخصية ويكدس المليارات بضمير مرتاح،‏ لأنه

أدى واجبه،‏ فساهم بوقف الحرب والدمار،‏ كما

أنه أعطى فرصة التخرج من الجامعات للآلاف

من الشبان.‏ لكن السلام في لبنان كان هشاً،‏ وكان

يحتاج للتدعيم بالأمل والبناء ورفع الاقتصاد من

قعر الهاوية وإعادة الكهرباء إلى البيوت ووصل

المدن والقرى بالطرقات،‏ وكسر حلقة الأحقاد

بالمصالحات والتسويات.‏ كما أن المنطقة كانت

تبدو أمام منعطف جديد عنوانه مؤتمر مدريد

للسلام،‏ وكان على رفيق الحريري أن يسابق

الزمن للإعداد للمواجهة مع قدرات إسرائيل

الهائلة في السلم بعد فشلنا الذريع في الحرب.‏

كان على رفيق الحريري أن يسير ضمن حقل

ألغام شديد التعقيد،‏ هو واقع لبنان المشتت بين

المذاهب والطوائف واستمرار الاحتلال

الإسرائيلي،‏ مضافاً‏ إليه التداخل الخطير لنظام

الأسد في كل مفاصل السياسة والأمن،‏ إلى الدمار

الهائل في كل شيء من بنية تحتية إلى إدارة

‏»لم تأتِ‏ أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

الذكريات وراء ظهري وهو يوم الشمس والزنبق «

2

‏(من أحمد العربي لمحمود درويش)‏

وتربية وجيش وقوى أمن ونخب.‏ كان عليه بناء

الهيكل من جديد ووضع كل تمثال في مكانه،‏

وهذا ما أقدم عليه بفرح وتفاؤل ومن دون خوف.‏

سار رفيق الحريري في حقل الألغام،‏ ولكنه اعتبر

في كل ذلك عدواً‏ يجب مراقبته والحد من حرية

تحركه من قبل القوتين المحتلتين للبنان.‏ فحافظ

الأسد كان مشككاً‏ بمشاريع الانفتاح الاقتصادي

الذي لا يمكن أن يكون ناجزاً‏ من دون بعض

الحرية السياسية،‏ وتلك الحرية كانت تعني نهاية

حتمية لحكمه.‏ أما الحزب فقد كان يعتبر المعسكر

الذي ينتمي إليه رفيق الحريري عدواً‏ مطلقاً.‏

وعلى الرغم من أن رفيق الحريري أدرك مسبقاً‏

عبثية وسائل الصراع التقليدي مع إسرائيل،‏ لكنه

في الوقت ذاته كان يشعر بالتقدير والاحترام

والوفاء لمن يواجه إسرائيل بالوسائل التقليدية

المرتكزة على التضحية بالذات.‏ من هنا فقد حاول

المستحيل لحماية ما سمّ‎ي المقاومة،‏ وكان له

دور أساسي في إصدار قرار دولي متوازن خلال

حرب عناقيد الغضب سنة حمى فيه

المدنيين من عشوائية الردود الإسرائيلية على

أعمال المقاومة.‏

1996

حتى ذلك الجهد الجبار،‏ وضعه نعيم قاسم في

كتابه في خانة وزيري خارجية سوريا وإيران،‏

ولم يذكر بالفضل شيئاً‏ عن رفيق الحريري.‏

بالطبع فمهما مارس بعض أعضاء الحزب التقية

في السياسة،‏ لكن المكنونات الحقيقية لأفرادها

كانت تظهر واضحة في أدبياتهم الموروثة

بعد سلسلة عمليات دموية ضد مصالح أميركية

في أفريقيا،‏ أصبح تنظيم القاعدة،‏ الحليف السابق

للولايات المتحدة أثناء الاحتلال السوفياتي

لأفغانستان،‏ الخطر الأمني الأول لها.‏ كانت تلك

فرصة العمر لمشروع ولاية الفقيه وأتباعه.‏ لقد

أصبح الإسلام السني ورموزه وأصوليته على

رأس قائمة أعداء العالم الغربي.‏ يعني أن الإسلام

الشيعي المتمثل بولاية الفقيه وأدواته،‏ أصبح في

حلف موضوعي مع الغرب.‏ وهنا بدأت مرحلة

المداعبات السرية بين المنظومتين،‏ إلى أن أتت

الجائزة الكبرى المشتركة لإيران ولإسرائيل في

الوقت ذاته.‏ كانت عملية الحادي عشر من أيلول

سنة الشعرة التي قسمت ظهر البعير.‏

لقد تحولت الولايات المتحدة الأميركية إلى ثور

هائج يبحث عن ضحية لرد الاعتبار،‏ وكان على

جورج بوش أن يعيد الاعتبار لبلده بانتقام

توراتي الحجم في أهواله،‏ ليس فقط ضد القاعدة،‏

بل ضد المنظومة العقائدية التي انتجت فكر

القاعدة،‏ أي الإسلام السني بشكل عام.‏ بالنسبة

لإسرائيل،‏ كانت تلك فرصة لها للانقضاض على

الفلسطينيين وتأجيل إمكانية تسوية تاريخية

معهم،‏ خصوصاً‏ بعد أن علت الزغاريد وآيات

التكبير في الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالاً‏

بالانتقام الإلهي من أميركا راعية إسرائيل.‏

أما لإيران،‏ فقد كانت الفرصة الذهبية لشيطنة

الإسلام السني في الفقه والسياسة،‏ وتبييض

صورة التشييع حتى بالجزء العنيف منه المتمثل

بالحرس الثوري،‏ على أساس أنه خطر ثانوي

بالمقارنة مع الإسلام الآخر!‏ هنا تحول دور رفيق

الحريري من المحلي إلى العالمي،‏ فعندما بدأت

معالم ما سماه ملك الأردن بالهلال الشيعي

بالظهور،‏ أصبح رفيق الحريري رأس حربة

منظومة تحوي كبريات الدول السنية لتهدئة

الغرب وكبح اندفاعاته،‏ وإعادة تظهير صورة

الإسلام المعتدل وضرورة التفاهم معه وتفهمه،‏

بدل وضع مليار إنسان في خانة الأعداء.‏ أظن أن

هذه المهمة بالذات هي التي وضعت رفيق

الحريري على أعلى لائحة الإعدام لمجرد كونه

عائقاً‏ أمام أحلام إمبراطورية افتراضية اسمها

ولاية الفقيه.‏ فمن الناحية المحلية شكّ‎ل رفيق

الحريري عقبة صعبة لا يمكن إزاحتها إلا

بتفجيرها،‏ وعلى المستوى السوري،‏ فقد كان

مثلاً‏ لزعامة سنية يمكن الاعتداد والتمثل بها

والبناء على مثالها كبديل لمنظومات التخلف

والشمولية.‏ أما على المستوى الدولي،‏ فقد شكل

رفيق الحريري العقدة الكبرى لما راكم حوله من

احترام وصداقات مع قيادات عالمية وازنة.‏

فشلت في السابق كل محاولات منظومة الممانعة

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

19


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

لإعدام رفيق الحريري سياسياً،‏ فمن مؤامرات

إميل لحود الركيكة إلى حرتقات قيادات سنية

صغرى استحضرت من غياهب الماضي.‏ كلها

فشلت بسرعة لا بل زادت من قوته.‏ لقد استوعب

رفيق الحريري خطورة منطق التطرف السني

وجنوحه نحو العنف الأعمى منذ بداياته الأولى،‏

فأيد العمل العسكري ضد مجموعة الضنية سنة

2000، وكان السبّ‎اق إلى إدانة عملية برجي

نيويورك.‏ ومع ذلك فقد استمرت محاولات

الإعدام السياسي من باب الاقتصاد يوم أفشل

إميل لحود مفاعيل باريس إثنين،‏ مفضلاً‏ إفلاس

البلاد على إعطاء فرصة النجاح لمشروع رفيق

الحريري.‏

في ذلك الوقت أدرك رفيق الحريري استحالة

إنقاذ لبنان من دون الإفلات من القبضة الأمنية

السورية.‏ لم يعد بالإمكان بعد كل المحاولات

السابقة الفاشلة مع الأسد الصغير،‏ الخروج

بتسويات في لبنان لا تقتل الديب ولا تفني الغنم.‏

فقد كان حلم رفيق الحريري الأساسي هو إقناع

النظام السوري بأن مصلحته تقتضي بأن يدخل

في شراكة مع لبنان بدل استتباعه،‏ لكن ما كان

أملاً‏ ضئيلاً‏ في ايام حافظ الواثق بنفسه،‏ أصبح

مستحيلاً‏ مع بشار الضعيف،‏ والحاقد أصلاً‏ على

رفيق الحريري.‏ مع بشار الأسد عادت فرصة

استهداف رفيق الحريري لتلوح في الأفق من قبل

مشروع ولاية الفقيه،‏ ومع احتلال العراق من قبل

الجيش الأميركي،‏ تفاقم رعب بشار من أن يكون

دوره آتياً،‏ وأصبح مقتنعاً‏ بأن رفيق الحريري

جزءٌ‏ من مؤامرة دولية عليه.‏ تسارعت الأمور

عشية نهاية ولاية إميل لحود،‏ وباءت بالفشل كل

محاولات ثني بشار عن فرض التمديد،‏ وصدر

القرار الأممي الشهير الذي دان التدخل الخطير

للنظام السوري في المسار الديموقراطي في

لبنان مطالباً‏ بانسحاب قواته ونزع السلاح غير

الشرعي بكافة أشكاله.‏

هنا وضع رفيق الحريري على رأس قائمة الإتهام

من قبل منظومة الممانعة،‏ على أساس فرضية أن

صداقات الحريري الدولية،‏ ساهمت في إصدار

هذا القرار 1559. في تلك اللحظة بدأ التحضير

العملي لعملية الإغتيال حسب المعطيات التي

ظهرت في المحكمة الدولية،‏ وبدأ نشاط شبكة

الإتصالات الشهيرة التي أسست لاتهام كوادر منم

حزب الله بتنفيذ العملية.‏ كل ما حصل بعدها أصبح

تفصيلاً،‏ فلقاءات الحريري المكوكية الودية مع

حسن نصر الله لم تكن مجدية في إقناع الأخير

بحسن نوايا ضيفه،‏ كما أن انتقال رفيق الحريري

إلى صفوف المعارضة والسعي إلى بناء تحالفات

مع رافضي الوجود السوري في لبنان زادت في

حنق بشار الأسد،‏ لكن قرار الإعدام كان قد سبق

كل ذلك.‏ سأتجاوز هنا حملات الشتائم التي

أطلقها توافه أتباع نظام الاسد في لبنان عشية

اغتياله،‏ فهي بالتأكيد لا تعني أن من أطلقها

يومها كان متورطاً‏ بالجريمة،‏ فلا احد يعطي

الدليل على جريمته قبل القيام بها،‏ حملة الشتائم

تلك كانت مجرد تعبير أحمق عن حقد بشار تجاه

الحريري.‏ الخطر الحقيقي كان من صمت القبور

الذي خيم على جماعة الحزب،‏ فمن يخطط

للجريمة لن يعلن عنها.‏

اغتيل رفيق الحريري،‏ وكان رد الفعل الشعبي

المنطقي المبني على تجارب سنوات الإحتلال

السوري هو أن بشار الأسد هو من أصدر الأمر،‏

وأن المنظومة الأمنية التابعة له هي من نفذت.‏

على الرغم من شكوك عابرة حول عدم إمكانية

حصول عملية ضخمة ومعقدة كعملية الرابع

عشر من شباط من دون علم أمن الحزب،‏

تجاوزت عائلة الرئيس الحريري والقوى التي

ساندتها هذه الفرضية،‏ وقررت الذهاب إلى

تسويات داخلية كان عنوانها التحالف الرباعي،‏

أملاً‏ في إقناع الحزب بفك تحالفه مع نظام الأسد

القاتل.‏

أظن أن تلك اللحظة كانت يوم السعد لحزب الله،‏

والأسعد كان يوم خروج القوات السورية عندما

تخلص من شريكه المضارب،‏ وأصبحت الفرصة

متاحة للتمدد أمنياً‏ وسياسياً‏ على كل مساحة

لبنان تحت شعار المقاومة حيناً،‏ وتحت غفلة

قوى اللآخرين أحياناً.‏ عندما تحدث ملك الأردن

عبد الله الثاني بعيد دخول الولايات المتحدة إلى

العراق عن هلال شيعي،‏ ظن الكثيرون أنه مجرد

تصوّ‏ ر مضخم لأمر لا يمكن أن يحدث.‏ لكن

الوقائع التي تتابعت بعد ذلك دفعت قيادة مشروع

ولاية الفقيه إلى رفع رايات النصر،‏ وكانت

الإشارة واضحة عندما أسقط جبران باسيل

حكومة سعد الحريري معلناً‏ أن أي حكومة ستأتي

في لبنان ستكون حتماً‏ تحت عباءة حسن نصر

الله وبالتالي ولاية الفقيه.‏ لم يعد هذا المشروع

بعدها محتاجاً‏ لممارسة التقية،‏ فقد صرح

المقيمون عليه مراراً‏ بأنهم سيطروا على أربع

عواصم عربية بعد أن دفعتهم البهجة إلى التمدد

نحو اليمن وكسر كل الخطوط الحمر وتحدي كل

المنظومات القائمة.‏

بعد ست عشرة سنة على اغتيال رفيق الحريري

تكشفت شيئاً‏ فشيئاً‏ أسباب اغتياله،‏ فقد كانت

محطة اساسية على طريق غزو الولي الفقيه

للدول العربية،‏ الغزو الفارسي المتلبس عباءة

التشيع.‏

20


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

16 سنة وبعدك فينا...‏

16 سنة والحلم مكمل...‏

بالقلب كل سنة لتخلص الدني...‏

‏"النجاح الذي يكتمل ويستمر هو المبنى أولاً‏ على

مخافة الله سبحانه وتعالى...‏

نستذكر اليوم عظيماً‏ من بلادي

نستذكر اليوم من حمل بلده وجال بها على أصقاع

العالم ليعيد لبنان على خريطة العالم بعد أن دمره مئات

الناس

من خلال الذكرى

16

لاستشهاد دولة الرئيس رفيق

الحريري أردنا أن نسلط اعايش لضوء على زيارته

التاريخية لكندا حيث كان يتمتع بعلاقة جد مميزة مع

رئيس الوزراء الكندي جان

كريتيان تقديراً‏ لجهوده ومساهمته

في تقديم المنح لدراسية

والقروض للطلاب اللبنانيين .

حصل الحريري على درجة

الدكتوراه الفخرية من جامعة

مونتريال وبدورها منحته جامعة

أوتاوا درجة الدكتورة الفخرية

كان رحمه الله يكرس كل وقته

لمصلحة لبنان فخلال زيارته

القصيرة لمدينة مونتريال التي

وصلها يوم الأحد قادماً‏ من

العاصمة الكندية أوتاوا حيث بدأ

زيارته الرسمية إلى كندا يوم

الخميس بلقاء نظيره الكندي جان كريتيان

خصص رفيق الحريري معظم يومه الأخير في

مونتريال لعقد اجتماعات مع رجال الأعمال حيث ركز

على التعاون الاقتصادي بين البلدين والتقى عدة مئات

من رجال الأعمال في مؤتمر حول ‏"فرص الاستثمار

في لبنان"‏ بحضور وزير التنمية للموارد البشرية

الفيدرالي بيير بيتيجرو.‏ كما إفتتح الحريري

وبيتيجرو معاً‏ موقع ‏"كندا-لبنان"‏ لمساعدة الشركات

الكندية الراغبة في التصدير إلى لبنان

واصرّ‏ الشهيد على لقاء أكبر عدد ممكن من أبناء

الجالية اللبنانية فكان اللقاء الكبير في قصر

المؤتمرات والذي شارك فيه ما يقارب

مهاجر 3500

لبناني أتوا من جميع المقاطعات وكان ذلك بحضور

قنصل لبنان في مونتريال ‏"شربل وهبة"‏ ومسؤولين

في كيبك.‏

في كلمته أعرب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن

شكره لهذا البلد العظيم الذي رحب باللبنانيين وفتح

أبوابه لهم وقت الأزمة قبل أن يعاملهم كأبنائه ثم

توجه إلى اللبنانيين بالقول بأن ‏"لبنان قد تغير"‏ وأنه

يعود مرة أخرى على خارطة الطريق ‏"ونحن جميعاً‏

مسؤولون عن إعماره اليوم"‏ وتابع

شخص واحد لا يكفي نحن بحاجة الى مساعدة الجميع

ولهذا فإن دور كل فرد أساسي دور رئيس الجمهورية

ورئيس الجمعية العمومية والوزراء والنواب وكل

مواطن

كانت هذه الزيارة في العام

1997

واليوم ونحن أمام ذكرى الرئيس

الشهيد رفيق الحريري نرى نجله

دولة الرئيس سعد الحريري

يجول العالم حاملاً‏ معه قضية

لبنان مسخراً‏ كل علاقاته لخدمة

لبنان ولحماية شعبه أكما كان

يردد الشهيد أمام من يريد للبنان

اغتيال لبنان

‏"محاولات إغتيالي سياسياً‏ لم

تتوقف ولن تتوقف وهي

تستهدف إبقاء البلد مريضاً‏ إلى

ما لا نهاية

السنة الخامسة -15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

21


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

قبل أيام من الذكرى السادسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق

الحريري،‏ قادتني الطريق لوحدها إلى رأس بيروت،‏ حيث قضيتُ‏ شخصياً‏

فيها أكثر من نصف عمري المُعاش حتى اليوم.‏ لم أستغرب لماذا قرر ذهني

أن يدفعني إلى منطقة قريطم حيث دارة الرئيس الشهيد وبجانبه الجامعة

اللبنانية الأميركية،‏ وعلى بعد أمتار من هذين المكانين يقبع مبنى ‏"أخبار

المستقبل".‏

في قصر قريطم عاش رفيق الحريري وعائلته لسنوات طوال وكانت سياسة

لبنان تُطبخ في هذه الدارة.‏ من هنا،‏ رسم رفيق الحريري خارطة لبنان

السياسية ما بعد اتفاق الطائف الذي كان هو أحد عرابيه الأساسيين مع

الملك السعودي الراحل المغفور له فهد بن عبدالعزيز ووزير الخارجية

السعودي المرحوم سعود الفيصل.‏

خارطة لبنان بالنسبة لرفيق الحريري كانت سهلة في خطوطها العريضة،‏

صعبة في تطبيقها.‏ أراد الحريري أن يثبّت فكرة عروبة لبنان من جهة،‏

وتميزه عن محيطه من جهة أخرى.‏ لذلك عمل ومعه مجموعة من

المخلصين على محورين:‏ دعم فكرة ‏"الإنسان"‏ اللبناني ثم تطوير البنية

التحتية للبلد.‏ وهكذا عمل رفيق على البشر قبل الحجر فقام بإرسال عشرات

ألوف اللبنانيين للدراسة الجامعية في الخارج وفي الجامعات اللبنانية.‏ ثم

قام بدعم مدارس كانت معرضة للإقفال أو للإفلاس.‏ كذلك بنى جامعة خاصة

هي جامعة رفيق الحريري في المشرف.‏ ولا أخفي سراً،‏ بل إنني أعلنها في

كل مناسبة،‏ بأنني كنت أحد الطلاب الذين استفادوا من القرض الجامعي

الذي قدمته إليّ‏ ‏"مؤسسة الحريري"‏ وقد درست الإعلام في ‏"كلية بيروت

الجامعية"‏ التي تحول اسمها في ما بعد إلى ‏"الجامعة اللبنانية الأميركية"‏

في رأس بيروت.‏

انطلق الحريري في مشاريعه الكبيرة،‏ بتنظيف بيروت ما بعد الحرب الأهلية

وحروب ‏"الآخرين"‏ فيها وعليها!‏ لذلك اشتغلت جرافات شركته ‏"أوجيه

لبنان"‏ لإزالة الركام ثم قام المهندسون والعاملون في مجال البناء في إعادة

إعمار وسط المدينة.‏ وكانت فكرته،‏ أنه عندما يعود ‏"الوسط"‏ الذي يرمز

إلى وحدة اللبنانيين،‏ فإن هذه الوحدة سيتم تعزيزها بشكل أفضل.‏ وهذا ما

حصل،‏ إذ رأينا خلال سنوات قليلة وقد تحول وسط بيروت إلى مكان يجمع

اللبنانيين ويجذب السواح العرب والأجانب في مشهدية جعلت الكون كله

يتفرج على بيروت!‏

رفيق الحريري،‏ ذاك النابغة في الأعمال،‏ أثبت أنه لا يقل نبوغاً‏ في الوطنية.‏

حرصه على ‏"البلد"‏ كما كان يحب أن يسمي لبنان جعله ينفتح على الجميع

وأن يمد يده لملاقاة أي شخص يريد أن يعمل لأجل البلد.‏ حتى أنه تعاطى

بواقعية مع الوجود السوري في لبنان واعتبر أنه يستطيع أن يتعايش مع

قوى الأمر الواقع لكن المهم تثبيت ‏"الدولة"‏ وتطوير مؤسساتها وتجميل

لبنان في عيون أهله والعالم.‏

الكل يعلم أن طموح رفيق الحريري الجارف لم يكن يعجب النظام الأمني

السوري-اللبناني لكن الحريري رغم ذلك ‏"تحايل"‏ عليه وكان همه النجاح.‏

وكان يتعامل مع كل قضية على حدة.‏ كان ‏"يفكفك"‏ العقد عقدة عقدة.‏

رفيق الحريري،‏ ذاك الرجل العالمي في علاقاته،‏ لم ينسَ‏ عروبته يوماً‏

واشتغل من أجل العرب.‏ بدءاً‏ من سوريا التي لُقب يوماً‏ بأنه كان ‏"وزيراً‏

لخارجيتها"‏ إلى العالم،‏ مروراً‏ بقضية فلسطين والموضوع العراقي.‏ وفوق

ذلك كله لم ينسَ‏ الخليج العربي خصوصاً‏ المملكة العربية السعودية.‏ ولطالما

ردد عن فضل المملكة عليه في النجاح الهائل الذي حققه على أيام الملك

فهد ثم الملك عبدالله،‏ والأمير ‏(الملك لاحقاً)‏ سلمان بن عبد العزيز الذي كان

أميراً‏ لمنطقة الرياض.‏

رفيق الحريري كان يعمل بلا كلل ولا ملل ويستيقظ في السادسة صباحاً‏

ليقرأ صحف الصباح ثم يلتقي فريق عمله في السابعة وبعض الضيوف قبل

الذهاب إلى القصر الحكومي ‏(في الصنائع ثم بعد إعادة افتتاح السرايا

الكبيرة في وسط بيروت).‏ رفيق الحريري كان يلتقي الرئيس الأميركي في

واشنطن ويعرج على صديقه الرئيس الفرنسي ‏(الراحل)‏ جاك شيراك في

طريق الذهاب.‏ وبعدها يتوجه للمملكة للقاء الأصدقاء.‏ يمر بدمشق

لضرورات السياسة اللبنانية ثم يعود الى بيروت.‏ هنا،‏ تظهر قوة رفيق

الحريري الذي يعود الى التعامل مع دهاليز السياسة اللبنانية كما يعمل على

دراسة مشاريع وقوانين ويفكر في كيفية تطوير القطاعات والوزارات

والمؤسسات.‏

إزاء هذه النجاحات،‏ كان لا بد للحريري أن يمتلك مؤسسة إعلامية تعبر عن

آرائه وأفكاره،‏ وتنقل فكرة بناء وتطوير ‏"لبنان العربي الديموقراطي

المنفتح على أشقائه والعالم".‏ لذلك أنشأ تلفزيون المستقبل في منتصف

وقد بدأ بثه في بدايات العام ١٩٩٣. كنا في ‏"المستقبل"‏ نطل

على كل بيت في لبنان والعالم العربي واللبنانيين في المهجر،‏ حتى حقق

فريق التأسيس في التلفزيون الذي قاده عبداللطيف الشماع وعلي جابر،‏

خطوات نوعية في مجال الأخبار والبرامج خصوصاً‏ برنامجه ‏"عالم

الصباح"‏ الذي كان أول برنامج تلفزيوني صباحي يبث مباشرة على

الهواء،‏ في الإعلام العربي قاطبة.‏ وقد عملنا جميعاً‏ ليلاً‏ نهاراً‏ كي يصل

التلفزيون إلى مكانة مرموقة عند المشاهد اللبناني والعربي.‏

العام ١٩٩٢

عندما تريد أن تفتكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري تتكاثر حولك الأفكار

من كل حدب وصوب:‏ لا تعلم من أين تبدأ وبماذا يمكن أن ينتهي الحديث

عن هذا الرجل!‏ أردتُ‏ في هذا المقال المختصر أن أتحدث عن أمكنة ثلاثة

ربطتني برفيق الحريري:‏ منزل الحريري وجامعتي الملاصقة ومكان عملي

في الروشة.‏ يمكن أن أتحدث عن رفيق الحريري بآلاف السطور.‏ إذ إن له

في كل زاوية من بيروت ولبنان حكاية نجاح.‏

* صحافي لبناني،‏ عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل

22


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

سئل رفيق الحريري:‏

هل تشعر بالخوف على حياتك؟

فقال:‏ أولا أنا مؤمن،‏ ثانيا لا قطرة

دم على يدي،‏ ثالثا ضميري

مرتاح،‏ رابعا لدي إجراءات أمنية

جيدة خامسا لدي قناعة أن أي

قرار باغتيالي هو قرار كبير

وخطير ومكلّف ‏(لا يمكن أن

يتخذه شخص عاقل)‏ ، أما

محاولات اغتيالي سياسياً‏ فلم ولن

تتوقف

ست عشرة سنة مرّت على غيابه،‏ وهو لا يزال يملأ الساحات حضورًا وإشراقًا وحركة.‏

ست عشرة سنة كأنها الأمس الذي عبر،‏ ولا يزال محبوه على الوفاء حاضرين،‏ ومنهم من لم يصدّق

بعد أنه رحل.‏

نواح كثيرة من فكر الرئيس الشهيد وشخصيته ومشروعه الحلم ودوره في الاستقلال مستمر،‏ وإن

غاب.‏

في هذه الذكرى تكثر الذكريات.‏ وتكثر الحسرات،‏ ومعها الكثير من الأسئلة.‏

لو كان معنا اليوم لكان حالنا أفضل بكثير،‏ ولما كان لبنان متروكًا من أصدقائه وأشقائه،‏ كما هي

الحال اليوم.‏

لو كان حاضرًا لما جاع إنسان في بلد الخير والكرم.‏

لو كان هنا لما مات فقير على أبواب المستشفيات.‏

لو لم يغتالوه لكانت الدولة غير ما هي عليه اليوم.‏

لو لم يغيبوه لكان إختصر المكان كل مكان.‏

لو لم يقتلوه لكان الجناة،‏ الذين يسرحون ويمرحون اليوم،‏ أجبن من أن يتطاولوا على المقامات.‏

رحل رفيق الحريري ولكنه ترك وراءه إرثًا،‏ ولا أغنى.‏ علمّنا كيف نناضل ونكافح.‏ علمّنا أن لبنان

أولاً‏ وأخيرًا.‏ لا أحد قبله ولا أحد بعده.‏ إنه الغاية والهدف.‏

هذا هو تفكير الرئيس الشهيد.‏ علمّنا كيف نبني وطنًا لا مزرعة.‏ دلّنا على الطريق الصحيح،‏ من خلال

منهجية علمية وطريقة تفكير غير عادية.‏ أخذ بيدنا ودّلنا على الطريق،‏ التي توصل إلى لبنان الدولة،‏

ولبنان النظام،‏ ولبنان الدستور،‏ ولبنان العيش المشترك،‏ ولبنان الإنفتاح على العالم وعلى الآخرين،‏

بوسائل ديمقراطية صحيحة.‏ الإصلاح والتنمية والمشاركة والإنفتاح على العالم والتفاعل معه كانت

هاجسًا من هواجسه،‏ وكذلك شغلته كثيرًا الثنائية المتلازمة بين العروبة والاستقلال،‏ فكان له ارتباط

وثيق بين قوميته ووطنيته.‏

في فضاء من التذكر والتأريخ الموصول بالوفاء والود،‏ وقبل ذلك،‏ من الشهادة على الاغتيال

السياسي الذي تعرض له على مدى سنوات من قبل النظام الأمني الذي كان مسيطراً‏ على لبنان قبل

جريمة اغتياله الإرهابية،‏ من دون إغفال العلاقة القوية بين استشهاده وتحقق الاستقلال اللبناني

باعتباره كان من كبار صانعي هذا الحدث.‏

صحيح أن غيابه ترك فراغًا لا يمكن أن يُملأ بسهولة،‏ ولكنه وعلى رغم إستشهاده فقد قدّم للبنان

هدية لم يكن اللبنانيون يحلمون بها،‏ وكان لهم الدور الأكبر حين توحدّوا،‏ فكان الإنسحاب السوري

من لبنان بعد سنوات طويلة من الوصاية الأمنية والسياسية.‏

لبنان حررته دماء رفيق الحريري ودماء من سقطوا معه في تلك الجريمة البشعة والنكراء،‏ وقد جعل

المستحيل ممكنًا.‏ وبذلك لم تذهب دماء شهداء 14 شباط سدى وهباء.‏

في هذه الذكرى لا بدّ‏ من التوقف مليًا عند إضاءات تركها الرئيس الشهيد لمن بعده،‏ وهو الذي يحافظ

على الأمانة بكل جرأة وصدق وإيمان بأن لبنان لا بدّ‏ طالع من عذاباته ولن يسير إلى جهنم،‏ أيا تكن

الأسباب والمسببات،‏ وهو لن يألو جهدًا من أجل أن يبقى صوت رفيق الحريري حاضرًا في الملمات

والصعوبات.‏ يشجع حيث الخنوع.‏ يحث حيث يجب.‏ يهادن من موقع قوة.‏ يحاجج بمنطق القانون

والدستور.‏ يقارع الجهلة.‏ ويسخّف المتعاطين مع قضايا الوطن بخفّة.‏

رفيق الحريري ستبقى حاضرًا في الضمائر والقلوب.‏

* صحافي لبناني،‏ مدير الوكالة الوطنية للإعلام سابقا مقيم في مونتريال

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

23


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

-

المستقبل الكندي،‏ خاص

منى حسن - مديرة مكتب بيروت

عندما يتحدث القيادي في تيار المستقبل الوزير

والنائب السابق احمد فنفت عن المحطات

السياسية والانتخابية التي جمعته مع الرئيس

رفيق الحريري تشعر بأهمية هذه المحطات

التاريخية في مسيرة الشهيد رفيق الحريري وفي

مسيرة الوطن .

وقال فتفت في حديثه مع ‏"المستقبل الكندي "

نحن نفتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري كل

يوم وليس فقط في ذكرى استشهاده .

واصفا الدكتور فتفت البلد بحالة يرسى لها

‏،والبلد يشبه اليوم نهاية الحرب الأهلية،‏ ولا

توجد اي امكانية ان ينشل البلد من ازماته سوى

رفيق الحريري..‏

وختم الدكتور احمد فتفت حديثه وفي عينه دمعة

بالقول ‏:نحن في الدين الإسلامي ما عنا

‏"قديسين"‏ ولكن على الأكيد الناس من الأديان

الأخرى تنظر الى الرئيس رفيق الحريري من

موقع القداسة .

والى تفاصبل الحدبث :

< ماذا تقول في ذكرى استشهاد الرئيس

الشهيد رفيق الحريري ؟وماذا تتذكر في هذه

المناسبة الحزينة ؟

‏-نحن نفتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري كل

يوم وليس فقط في ذكرى استشهاده ، فالبلد في

حالة يرسى لها ‏،بل يشبه نهاية الحرب

الأهلية ‏,ولا يوجد اي مؤشر حل بلوح في

الأفق ويخرج البلد من ازماته سوى رفيق

الحريري .

ربما الناس تحلم اليوم بأنه سيأتي شخصاَ‏ من

وزن رفيق الحريري يستطيع ان ينشل البلد من

ازماته المتعددة ‏،ولكن ظاهرة رفيق الحريري في

تاريخ الأمم تتكرر كل 500 سنة ولمرة واحدة

‏،وهي ليست ظاهرة طبيعية،‏ رفيق الحريري

انسان كان يملك الطاقات الكبيرة والهائلة وهو

من الصعب ان يتكرر ..

‏>كيف بدأ الرئيس الحريري حياته؟

‏-بدأ الرئيس الحريري العمل في رعيان شبابه

كان يعمل في الأرض ويحمل صندوقة الليمون

والتفاح على كتفه ليصل بعدها الى اغنى اغنياء

العالم ويبقى في تواضع الفلاح الصغير .. هو لم

ينسى هذه الأيام في كل تفاصيلها وهذه التجربة

علمته الكثير وكانت لها تأثيراتها الإيجابية على

كيفية تعاطيه مع الناس..‏

الرئيس الحريري استقطب العقول بما يعني

الاستثمار في البشر وأعطى كل الجهد من وقته

وماله حتى يعلم عشرات الأف من الشباب

اللبناني ينتمون الى كل المناطق والطوائف من

دون استثناء ‏،وفي نفس الوقت بنى مشاريع

هائلة ان على المستوى الشخصي وعند توليه

رئاسة الحكومة هذه الظاهرة لا تتكرر في تاريح

الأمم.‏ ولكن مع الأسف نحن كلبنانيين لم

نستفيد من هذه الظاهرة بل على العكس شوهنا

صورة رفيق الحريري في حياته وحاربناه,‏ خفنا

من نجاحاته الكبيرة التي تؤشر على فشل

الأخرين .

عندما كان يبني ويّعمر كان يدلنا على الأخرين

كيف يهدمون ما تعمر ‏,,كان يؤمن بالسلم وكان

يدلنا على إجرام الأخرين ..

‏>كيف كان يوم ‎14‎شباط بالنسية لك ؟

‎14‎شباط كان يوما مفصليا وتاريخيا ‏,غّ‎ير كل

حياتي فقبل ‎14‎شباط وتحديدا عام كنت

قد تناقشت مع الرئيس الحريري اكثر من مرة

حول مستقبلي السياسي فقلت له أصبحت لدي

القناعة ان لا استمر بالعمل السياسي ‏,فكان يّهز

برأسه ويقول بجب ان ‏"نّطول بالنا لمصلحة

البلد ‏"ولكني كنت قد اتخذت القرار النهائي

بالتوقف عن العمل السياسي والعودة الى مهنة

الطب ‏.ولكن لحظة الاغتيال والاستشهاد كنت أمام

مستشفى الجامعة الأميركية قررت التخلي نهائيا

عن مهنة الطب والعودة الى العمل السياسي

كانت لحظة مؤلمة جدا لأن كل الاعتبارات تسقط

أمام هول الاستشهاد.‏

2004

‏>ماهي المواصفات المميزة لدى الرئيس

الحريري ؟

‏-الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان انسانا ذكيا

24


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

جدا لا يعبّ‎رعن مشاعره بسهولة . ولكن

بالنسبة لي فإن اجمل جملة سمعتها في حياتي

وكانت بعد استشهاده بحوالي الشهرين .. حين

دعتني السيدة نازك الحريري الى الاجتماع في

قصر ‏"قريطم " وطلبت مني ان أتسلم مهمة

كبيرة جدا تفاجأت بها كان جوابي لها انت عم

تطلبي مني هذا الأمر ‏"ولكنك لا تعرفينني جيدا

‏"فكان جوابها صحيح انا لا اعرفك ولكن كنت

اعرف ماذا يقول عنك رفيق الحريري .. هذه

الجملة اعطتني اكتفاءا ذاتيا الى الأبد ..

رفيق الحريري كان اذكى من ان يعبر عن

مشاعره تجاه الأخرين ‏"حتى ما يكبر راسو"‏

‏>ما هو الهدف الذي وضعته بعد اسشتهاد

رفيق الحريري ؟

‏-اصبح لدي هدفاَ‏ واحداَ‏ هناك رسالة تركها

رفيق الحريري ويجب ان تستكمل عبر قتاعاتي

انا وكيف قرأتها وفهمتها .

حاولت ان اكمل هذه الرسالة واعتبر ان

استشهاده وتحصيل حقوقه المعنوية واكتشاف

من اغتاله هي من الأمور الاساسية.‏ لذلك

وضعت كل جهدي بالسياسة في موضوع

اذار والمحكمة الدولية ومتابعتها ‏..وعندما

شعرت انه يريدني ان استمر في السياسة

استمريت .

السنة الخامسة - 15 شباط ‏(فبراير)‏ 2021

25

14

‏....وكملت المسيرة بعد الأستشهاد وترشحت

للأنتخابات النيابية ؟

عندما ترشحت الى الأنتخابات النيابية بين

2009

عامي ‎2005‎و كان في قلبي غصة

لدرجة عندما ظهرت نتائج عام اول كلمة

قلتها للناس يجب ان نرى وجوه جديدة في

الدورات الانتخابية المقبلة .

2000

2009

تابع فتفت ‏:مرافقة الرئيس رفيق الحريري

تعطي الثقة الكبيرة في النفس وهو لديه القدرة

ان يقلب اللحظة السلبية لمشروع إيجابي وهناك

أمثلة كبيرة عليها عشتها في انتخابات

عندما كان يوجد ضغطا كبيرا جدا من قبل

السوريين على هذه الانتخابات حتى انهم

رفضوا ان يترشح احد من ‏"تيار المستقبل"‏

خارج منطقة بيروت .

فطلب الرئيس الحريري من النائب سمير الجسر

ان لا يترشح ولكني انا اصريت حينها على

الترشح فقال لي الرئيس الحريري لا يجب ان

نكون صداميين مع السوريين ولكنني انا

اصريت وقلت له سأترشح واذا كنت مصرا على

سحب ترشحي سأترك البلد ‏..بعد حوالي العشرة

ايام لبى الرئيس الحريري دعوة للغذاء في

منزل سمير الجسر في طرابلس فتفاجأت اني

لست من بين المدعوين وسألت الجسر لماذا

انا غير مدعوا فقال لي ان الأسماء اتت من عند

الرئيس الحريري فقلت في نفسي الظاهر

الرئيس زعلان مني ‏.وعند انتهاء من الغذاء

سئل الرئيس الحريري اثناء تصريحه انت في

عاصمة الشمال الن تزور سليمان فرنجية فكان

جواب الرئيس الحريري انا ازور كل الناس

ولكن سأزور حليفي احمد فتفت في منطقة

الضنية ... تفأجات كتيرا بهذه الجملة بل انها

‏"صدمتني "

في اليوم الثاني نزلت الى قريطم وسألته دولة

الرئيس عم تحكي عن جد بدك تطلع على

الضنية فكان جوابه ‏"اوف شو بخيل ما بدك

تعزمني لعندك على الغذاء "

فاقترح الرئيس الحريري علي حلاَ‏ ان ياتي

عصام فارس الى الغذاء في منزلي ، والرئيس

الحريري يعلن تأييده للائحة عصام فارس

التي كانت ننعرض لضغوطات من قبل

السوريين والتي كان يوجد فيها موقعا شاغرا

عن منطقة الضنية وهم في المقابل يعلنون ان

الموقع سيبقى شاغرا فقلت للرئيس الحريري

قبلت بهذا الحل الممتاز.‏

الحريري في الضنية

كانت زيارة الرئيس الحريري من طرابلس الى

الضنية جنونية استمرت خمس ساعات بسبب

الحشود التي اوقفت الموكب بشكل مستمرة

تخلله نحر للخراف لدرجة انهم حاولوا ان

يحملوا سيارة الرئيس الحريري الذي وصل

الى الضنية في حالة من الإرهاق الشديدة

بسبب ارتفاع درجات الحرارة والحشود

الكبيرة التي كانت في استفباله على طول

الطريق الممندة من طرابلس حتى الضنية

حنى ان الدكتور صوايا اضطر ان يعلق له

المصل بسبب الإرهاق ..

وقبل الغذاء اعلن الرئيس الحريري عن تاييده

للائحة عصام فارس وهم لم يعلنون ان موقع

الضنية سيبقى شاغرا فكانت ‏"غلطة حياتهم

‏"لأنهم اظهروا أمام الناس عدم مصداقيتهم

ولاحقا تبين ان الضغط كان من غازي كنعان

وقبل الانتخابات بيومين اكتملت اللائحة

الانتخابية لعصام فارس فقررت خوض

الأنتخابات منفردا ‏،لم يتدخل آنذاك الرئيس

الحريري وطلب مني انا ان اتصرف بشكل

شخصي واعطاني كل الإمكانيات من ضمنها

ارسل لي ‏"محطة تلفزيون واذاعة"‏ لأنه لم

يكن يوجد لائحة لتيار المستقبل سوى في

منطقة الضنية.‏ خضنا معركة مهة جدا ادت الى

سقوط نصف اللائحة المقابلة..‏ اما العنوان

الأساسي لهذه الانتخابات ان الناس لن ترحم

خيانة الالتزام مع رفيق الحريري وحققت الفوز

بفارق كبير مقابل لائحة عصام فارس بزيادة

10 الاف صوتا لي .

وانا كنت على يقين انني نجحت بأصوات

رفيق الحريري لأن الناس صوتت لرفيق


26

الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

وانا كنت على يقين انني نجحت بأصوات رفيق

الحريري لأن الناس صوتت لرفيق الحريري

وعم تفش خلقها بالناس التي طعنت رفيق

الحريري ..

في اليوم الثاني صدرت الصحف وذكرت ان

احمد فتفت انتصر على لائحة عصام فارس ..

دون ذكر اي انتصار للرئيس الحريري

انتخابات بيروت

-

فبل يوما واحدا من موعد إجراء انتخابات في

مدينة بيروت اتصل بي وسام الحسن وقال لي

الرئيس الحريري يريدك ان تحضر الى بيروت

غدا الساعة السابعة صباحا ‏.فحضرت الى

‏"قصر قريطم ‏"عند السابعة صباحا بعد إلقاء

التحية عليه دعاني ان ارافقه في سيارته جلست

الى جانبه وفتح الشبابك وبعد جولة صغيرة في

مدينة بيروت ذهبنا الى مكان الاقتراع ليدلي

الرئيس الحريري وادلى بصوته وكان يومها

رئيس الصندوق من عكار العتيقة وهو استاذ

مدرسة وتربطني به علاقة ثم عدنا الى قريطم

فقلت له دولة الرئيس ماذا تأمر فقال لي خلص

صار فيك تروح .

ما هي الرسالة التي كان يريد الرئيس الحريري

ايصالها؟

الرئيس الحريري بتمتع بدهاء وذكاء ارسل

رسالة الى جميع الناس ان انتصار الشمال هو

انتصار للرئيس الحريري ‏...وفعلا كان الانتصار

له . وانا كنت أردد هذا الآمر أمام جميع الناس

انه انتصار للرئيس الحريري ولكن هذا الأمر

كان غير كاف ..

وقد أكده الرئيس الحريري عندما دعاني الى

بيروت ورافقته خلال الجولة التي قام بها .

وعندما صدرت نتائج الانتخابية لمدينة بيروت

وحصد الرئيس الحريري جميع المقاعد النيابية

مقعدا ‏,,شاهد الرئيس الحريري يرقص من

شدة الفرح وبعض الناس كانت تبكي من الفرح

وهذه من الذكريات المهمة جدا في هذه العلاقة

الإنسانية وانا اعتبر ان العلاقة السياسية تحصل

ما اي شخص وتعترض للهزات ولكن الذكريات

المرتبطة بالمحة الإنسانية يكون لها تأثيراتها

الإيجابية في العمل التي نقوم به بأدق التفاصيل

ثن تنسحب على العمل السياسي فيما بعد .

19

-

‏>ماذا تقول للذين يتحدثون عن الحريرية

السياسية والهدر والفساد ؟

الرئيس الشهيد رفيق الحريري يظلم يوميا

عندما نسمع عن الحريرية السياسية والهدر

والفساد للذبن يتحدثون في هذا المنطق هؤلاء

الرئيس الحريري وصل إلى

أغنى أغنياء العالم ‏...وبقي في

تواضع الفلاح الصغير

لم يفهموا رفيق الحريري ولا معنى الحريرية

السياسية .. الحريرية السياسية عبَر عنها اتفاق

الطائف عندما تضمن بنوده العيش المشترك

ولبنان وطن نهائي لجميع ابنائه عربي الهوية

والانتماء وهذه الجملة حلت كل المشاكل اللبنانية

الطائف عمل مناصفة بين المسلمين والمسيحين،‏

الطائف دعا الى الإنماء المتوازن ورفيق

الحريري اشتغل على أساس الأنماء المتوازن

وكان يملك رؤى اقتصادية مهمة جدا ومن

إنجازاته توسيع مطار رفيق الحريري الدولي

بناء مستشفى رفيق الحريري الحكومي وهذا

الصرح حمى البلد في ازمه كورونا،‏ الصرح

الجامعي في الحدث وهو اضخم صرح جامعي في

المنطقة رفيق الحريري فتح الأوتسترادات

والمناطق على بعضها البعض أعاد بناء

مؤسسات الجيش والمؤسسات السياسية،‏ مجلس

النواب والسراي الحكومي ‏،القصر الجمهورية،‏

رفيق الحريري تاريخ لا احد يستطيع ان يشوهه .

اغبياء الذين يتحدثون عن الهدر والسرقات

‏"شعار رفيق الحريري ‏"كان من اين اجلب المال

من اجل ان اخدم مشروع سياسي لمصلحة

لبنان ... وليس كما بفعل البعض الذين يسعون

الى العمل السياسي من اجل كسب المال ‏.هناك

فرق كبير في الطريقة بالعمل السياسي .. النجاح

الكبير الذي حققه الرئيس الحريري انه استطاع

ان يجمع حوله نخبة من المجتمع اللبناني من

كافة الطوائف ..

وهنا اريد أن اذكر قصة حدثت معي

قصدت

صباحا الرئيس الحريري من اجل ‎20‎شاحنة

لبنانية كانت عالقة على الحدود العراقية

السورية ووضعهم مزري جدا لأنه مشغول طلب

مني ان أتابع الموضوع مع وزير النقل الذي لم

يكن موجودا حتى السكرتيرة لم تهتم بهذا

الموضوع فتوجهت الى طرابلس في حالة يأس

لأني لم افعل شيئا ولكن عند الساعة مساء

اتصل بي الرئيس الحريري وقال ان هذه القصة

حلت وعبرت الشاحنات ‏.الرئيس الحريري لم

ينسى الطلب وتايع الموضوع بتفاصيله ..

الوفاء لرفيق الحريري

12

مهما تحدثنا عن رفيق الحريري لن نستطيع ان

نوفيه حقه وانا عندي رسالة وتمن الى تيار

المستقبل لا يوجد شيء اسمه تيار المستقبل لا

بالتنظيم ولا بالسياسة لولا رفيق الحريري.‏

ارث رفيق الحريري السياسي والإنمائي يجب ان

يدافع عنه كل يوم لأنه يتعرض الى الكثير من

الافتراء والدس إساءة للأمانة من قبل بعض

الناس الذين يعرفون الحقيقة ويتنكرون لها

ويعتدون على ذكرى رفيق الحريري .. على

الجيل الجديد ان يتطلع بكل التفاصيل عن

انجازات رفيق الحريري وماذا قدم للبلد لولا

رفيق الحريري كان وضعنا مثل الصومال ..

واذكر جيدا عندما خاطب النائب باسم السيع

الرئيس الحريري في المجلس النيابي بالقول

يكفيك فخرا ان اسمك وحده انزل الدولار الف

ليرة..‏

الرئيس ‏...الوالد

مع ان فارق العمر بيني وبين الرئيس الحريري

هو صغير اي ‎9‎سنوات ولكن كنت اشعر به انه

والد وهو يتصرف مع جميع الناس كوالد يقدم

كل الخدمات للناس من باب الواجب ..

رفيق الحريري كان يملك شخصية مميزة وهي

عكس ما يفكر الناس به الرئيس الحريري

يعرف كل قرش اين يضعه وفي اي مشروع

يصرفه.‏

رفيق الحريري كان كريما وليس مبذرا هو يعطي

من اجل المساعدة العامة والاستفادة العامة هذا

هو العقل الإنمائي لرفيق الحريري هو تعليم

البشر وإعمار البلد ومساعدة الناس .

وختم الدكتور احمد فتفت بالقول وفي عينه

دمعة في الدين الإسلامي نحن ما عنا قديسين

ولكن على الأكيد الناس من الأديان الأخرى

تنظر إلى الرئيس رفيق الحريري من موقع

القداسة .


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

لم يكن للشهادة عيد في لبنان كما في 14 شباط...‏

ففي‎14‎ شباط تفجّر الحب دما على ربوعنا،‏ فاغتال المجرمون الرئيس الشهيد رفيق

الحريري ورفقاءه،‏ لأنهم أحبوا لبنان أكثر مما أحبوا أنفسهم،‏ فسخّ‎روا كل طاقاتهم لأجل

إعادة إعماره وبنائه والإرتفاع بإنسانه إلى درجات العز والإزدهار!‏

14 شباط 2005

لم يكن لتنحية شخص بقدر ما كان عملية

إن إغتيال الرئيس الحريري في

لإخضاع لبنان بأسره لمشيئة القتلة والمجرمين ولإبعاده عن لعب دوره الطليعي الذي تمثل

بتيار المستقبل وتطلعاته من أجل وطن حر سيد مستقل آمن ومزدهر،‏ عمل الرئيس الشهيد

بكل ما لديه من اتصالات وعلاقات عربية وعالمية للوصول إليه..‏ وتحقيقه.‏

لقد استشهد الرئيس الحريري لإيمانه القوي با الذي كان يستلهم منه كل الخير وكل الحق

وكل الجمال،‏ ولثقته الكبيرة بإنساننا الذي كان يرى فيه منجم العلم والمدارك والتفوق

والطموح،‏ ولتعلقه الكبير بأرضه التي نما فيها الارز الخالد،‏ وشع منها نور الأنبياء

والمرسلين..‏ ولأنه صاغ لنا في لبنان،‏ وفي العالم العربي،‏ حلم السيادة على مواردنا

ومقدراتنا!...‏

لهذا اغتالوا الرئيس الحريري،‏ ولكن دماءه لم تزهق هدرا،‏ فها هو لبنان بأسره يتوحّ‎د في

ظلال ذاك الدم الغالي،‏ ويصرّ‏ على إكمال الطريق في إعلان تحرره وبسط سيادة الدولة

اللبنانية على كافة أراضيها،‏ وإعادة إعمار الوطن الذي نهشته ظلامة الأقربين واعتداءات

الصهاينة والإسرائيليين.‏

إننا في الذكرى السادسة عشر لإستشهاد الرئيس الحريري نؤكد من جديد على رؤيته في أن

لبنان هو لجميع أبنائه،‏ مسلمين ومسحيين،‏ وأن كل الجهود يجب ان تنصب لجعله رسالة

الحب والخير للعالم العربي بالدرجة الأولى ومن ثم للعالم أجمع.‏

نعم إن ذكرى 14 شباط هي ذاكرة الوطن الصغير بأرضه والكبير بإنسانه وبعطاءاته

وتطلعاته.‏

فعهدا منا سنكون عند هذا التحدّي،‏ فلا تكون الدماء التي هدرت،‏ دماء الرئيس الحريري

ورفقاءه،‏ ودماء كل الشهداء الاحرار من بعده،‏ إلا الدافع لنا لنحمل شعار ‏"الرفيق"‏ الذي

يحمله اليوم زعيم الوطن والأمة دولة الرئيس الشيخ سعد الدين الحريري:‏ لبنان أولا..‏

رحمة الله عليك يا شهيد الأمة ولتنتصر السماء وإرادتنا في وحدتنا لدمائك الطاهرة الزكية.‏

السنة الخامسة

كانون الثاني ‏(يناير)‏

2021 15

27


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

آخر صورة للرئيس الشهيد

كان لبلد بأكمله ‏،لم ننسَ‏ كلماتك ‏,مواقفك ‏,شهامتك

المستقبل الكندي،‏ خاص

مديرة مكتب بيروت

بعد مرور ستة عشر عاما على اغتيالك في

14

شجاعتك ‏،عنفوانك ، كل الأماكن تشتاق إليك ‏،حتى

منى حسن

مقعدك في المجلس النيابي يشتاق،كنت تجترح

شباط العجائب لأي مشكلة تعرقل مسيرة الوطن ‏،كانت

طائرتك الخاصة جاهزة لأن تعبر قارات العالم

لتحصين لبنان من أي أزمات ‏..اليوم في غيابك

الوطن مفتت مشرذم والفقر يدق أبواب جميع الشعب

اللبناني والجوع اصبح هاجسهم اليومي ، والجميع

يسأل لو كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري على قيد

الحياة ماذا كان ليفعل ‏.لأنهم يعلمون علم يقين بأن

زمانك هو زمن الجميل والبحبوحة،والخير ‏,والحياة

الكريمة ‏،والعيش بأمان ‏،,في زمانك لم يدق الجوع

والخوف أبواب الناس لأن همك الوحيد كان الإنسان

وتأمين مقومات الحياة له ‏,والوفاء للوطن وللشعب ...

هم يشتاقون إلى رفيق درب الوطن،‏ الذي تعلّمنا منه

معنى العطاء والنجاح ومعنى الصداقة،‏ ومعنى الرفيق

الحقيقي،‏ تركت لنا الحلم الذي لن يغيب عن بالنا

وعقلنا وضميرنا والوجدان . انه سحر الكلام عن

رئيس عزيز لم ولن يغيب ما دام هناك رفاق وناس

آمنوا بحلمه وبمشروعه ومُخلصين وأوفياء إلى نهجه

نقول لك يا دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ‏"لا لا

منسينا ‏....بعدك الحلم الساكن فينا"‏ .

هو زمن الشوق إلى الكبار في بلد يعيش الانهيار

الشامل بكل ما لهذه الكلمة من معنى.‏ في ذكرى

اغتيالك يمر لبنان في احلك الظروف وأصعبها حراجة

ودقة،‏ وفي ذكرى اغتيالك يحتاج لبنان إلى

ديبلوماسيتك والى حكمتك .... نحتاج إلى استراتيجيتك

التي بنيت بها لبنان والإنسان .. نحتاج إلى مشورتك

وكيف نجحت في تقريب وجهات النظر بين

المتخاصمين ‏،أين أنت اليوم ‏،وهل تعرف ماذا يحصل

للبنان من إفلاس سياسي ومالي ومصرفي

واقتصادي،نحتاج إلى رجالات دولة كأمثالك تعبر

القارات من أجل أن تنتشل لبنان من أزماته وتبني

مستقبل لبنان البعيد عن المكتسبات والمصالح

الخاصة..‏

خاض رفيق الحريري تحدي إعمار لبنان في الزمن

وأفكاره ووطنيّته وقطعوا على انفسهم وعداً‏ بالمضي

كان رفيق الحريري هو الوطن ‏،والاغتيال الصعب.‏ قدماً‏ على خطّه الوطني من خلال ممارستهم وثقتهم

دفاعاً‏ عن كل المكتسبات التي تحقّقت ليقولوا للعالم:‏

إن من كرّس عمره دفاعاً‏ عن كرامة الناس وعن

وفائه لوطنه لم يكن ليغيب أصلا.‏ وان شغلتك مستمرة

بقيادة الرئيس سعد رفيق الحريري

الوفاء رفيق الحريري

من أعماق الوفاء اعتبر نفسي من المحظوظين الذين

أنعم الله عليهم وتعرّفوا عن قرب إلى الرئيس الشهيد

رفيق الحريري بحكم موقعي كإعلامية معتمدة في

المجلس النيابي بالإضافة إلى العلاقة المتينة التي

تربطني مع شقيقته النائب السيدة بهية الحريري ،

كنا ننتظر بشوق حضوره إلى المجلس النيابي ،

لمناقشة المشاريع الحيوية التي رفعت اسم لبنان إلى

مستوى الدول الراقية ‏,كنا ننزل معه إلى الساحات

التي تشتاق إليه اليوم يقترب من الناس يسلم

عليهم ‏,يستمع إلى مطالبهم ويعطي لهم الأمل بالغد

الواعد ، واليوم أنعم الله عليّ‏ أيضا بمتابعة المسيرة

مع الرئيس سعد الحريري الذي يتمتع بالكثير من

خصال والده بدءاً‏ من الأخلاق والصدق والوفاء

والتواضع والحسّ‏ الإنساني.‏

المجلس النيابي :

كنت من المحظوظين جدا انني رافقت مسيرة الشهيد

رفيق الحريري بحكم موقعي كإعلامية معتمدة في

المجلس النيابي لا يمكن أن اتحدت عن الرئيس

الشهيد رفيق الحريري دون أن أتذكر وجوده الدائم في

المجلس النيابي .. كنا ننتظر لحظة وصوله بفارغ

الصبر،‏ كانت عدسات المصورين تلتقط له الصور من

لحظة وصوله إلى لحظة خروجه وكانت معظم

الوسائل الإعلامية العالمية والمحلية ترافق كل

خطواته لحظة بلحظة .. هو الذي يبتسم لنا بشكل

دائم .. ابتسامته لا تفارق وجهه وعيونه شاخصة إلى

مستقبل لبنان ‏..هو الذي كان يردد انتم مستقبل

لبنان .. فيعطي لنا الأمل الواعد والأحلام التي تتحقق

في وجوده الدائم.‏

الجلسات العامة النيابية

عندما كان يحضر الجلسات العامة للمجلس النيابي ...

لمناقشة المشاريع الواردة على جدول الأعمال كان

الجميع يحضر باكرا من نواب ووزراء من أعضاء

كتلته النيابية كانوا يسبقونه إلى المجلس النيابي ..

قبل وصوله ... لكي يرى وجودهم حاملين المشاريع

التي سيناقشونها بالتفصيل في الجلسات لأنها مشاريع

للبنان وللمواطن اللبناني ‏.صحيح أن دولة الرئيس

28


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

الشهيد رفيق الحريري كان ناجحاً‏ جداً‏ في الاقتصاد

وكان يملك رؤى اقتصادية مهمة جداً...،‏ لكنه نجح

أيضا وبشكل باهر في السياسة،‏ وكان رجل دولة من

الطراز الأول في ممارسة عمله السياسي في رئاسة

مجلس الوزراء،‏ إلى جانب هذا وذاك كان يملك وجهاً‏

إنسانيا واجتماعياً‏ بكل المعاني السامية والأحاسيس

المُرهفة..‏

ورغم الإجراءات الأمنية التي كانت تواكب انعقاد

الجلسات العامة للمجلس النيابي فأكثرية الشعب

اللبناني كانت تتجمع في نقطة قريبا من ساحة النجمة

لتلقي التحية عليه من البعيد كان يلّ‎وح لهم في يده

ويبتسم لهم وفي بعض الأحيان كان يذهب اليهم ليسلم

عليهم هو الذي يمشي إلى جانب الناس يبتسم لهم و

بدورهم يغمرونه بمحبتهم الكبيرة كبارا،‏ نساء،‏ اطفالا

وشيوخا،‏ كلهم كانوا يتسابقون لإلقاء التحية عليه.‏ في

كل زاوية من زوايا ساحة النجمة كانت تشهد على

خطواته ‏،على محبة الناس له ‏،على سماع صوته

يسلم على المواطنين بصوت عالٍ‏ .

دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أحياء بيروت

وشوارعها اشتاقت إليك كثيرا.‏

قيل له يوماً:‏ ‏"دولة الرئيس،‏ لقد أصبحت أكبر من

البلد"‏ فأجاب بسرعة بديهة،‏ مبتسماً:‏ ‏"فلنكبّ‏ ِ‎ر البلد

فلا يعود أحد أكبر منه".‏

بدأ ‏"عصر الحريري"‏ رسمياً‏ في

31

تشرين الثاني

1992 حين شك َّل حكومته الأولى في عهد الرئيس

الراحل الياس الهراوي،‏ تنف َّس اللبنانيون الصعداء،‏

فهم يعرفون هذا الرجل الذي ضربت جر َّافته الأولى

أول ضربة في خريف العام

1982

حين بدأ ينظف

بيروت من الدمار.‏ رجل الإنماء والإعمار الأول ‏"جاء

على ظهر جرافة"‏ معتمراً‏ قبعة الورشة،‏ كيف لا وهو

حوّ‏ ل البلد إلى ورشة كبيرة.‏ إلى عصر ذهبي لا مثيل

له في تاريخ لبنان الحديث

Place De L 'etoil:

ذهبنا إلى مطعم

Placeلنتذكر De L 'etoile آخر

مقر قصده الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل

اغتياله.‏ تغيرت معالم المنطقة أصبحت منطقة

مهجورة لم تعد تنبض بالحياة ‏,كل معالم الوسط

التجاري يوحي بموته ‏..بات مؤشرا على انعدام الحياة

فيه ‏,لا نبض بشرياً‏ فيه ولا أحلام ‏,جميع المحلات

أقفلت وكل المداخل المؤدية إلى المجلس النيابي

رفعت بالحواجز الإسمنتية الضخمة بسبب الظروف

الأمنية والسياسية .

ساحة النجمة:‏

وانا امشي في شوارع ساحة النجمة تذكرت لحظة

الانفجار الذي هز لبنان كنت حينها في المجلس

النيابي ‏.سمعنا الصوت بشكل كبير .. كان الرئيس

الحريري قد خرج من المجلس النيابي بعد مشاركته

في جلسة اللجان النيابية خرج كما يخرج في كل مرة

يزور فيه المجلس النيابي أمام أعين الصحافيين

وعدسات الكاميرة كان وجهه مشرقا كالشمس

وابتسامته لا تفارقه القى علينا التحية ثم توجه إلى

مطعم

Place D'etoil:

وتحدث مع الناس وتوجه

بسيارته إلى قصر قريطم ولكنه لم يصل إليه لأن أعين

أعداء لبنان كانت بانتظاره فحصل الاغتيال الكبير.‏

ومازال لبنان يعيش تداعيات هذا الاغتيال حتى يومنا

هذا على كافة الأصعدة .

أبناء منطقة طريق الجديدة ..

من صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري العملاقة الى

صور الرئيس سعد الحريري المنتشرة على كافة

الأبنية تعرف انك وصلت إلى منطقة طريق الجديدة

التي تعتبر معقل من معاقل ‏"تيار المستقبل " . على

كافة جوانب الطرقات المؤدية إلى هذه المنطقة ترى

صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصور للرئيس

سعد الحريري .. وأثناء جولتنا في هذه المنطقة تحدثنا

إلى بعض أبنائها وسألناهم ماذا تعني لكم ذكرى

استشهاد الرئيس رفيق الحريري

السيدة عائشة التلاوي

فقالت السيدة عائشة التلاوي أن الرئيس الشهيد رفيق

الحريري هو رجل تاريخي و استثنائي ‏..ولن يتكرر

هو دائما في قلوبنا ونتذكره بشكل دائم هو رجل

الإنماء والإعمار الأول ‏,،ومن بعد استشهاده الأحوال

تغيرت كثيرا واصبح جميع الناس فقراء

وسَألَت أين لبنان اليوم بعد اغتيال رفيق الحريري؟

لتجيب:‏ الجوع والفقر يدق أبواب كل اللبنانيين ولا

أحد يسأل عنّا.‏ وختمت رحمه الله وكم نحتاج إلى

أمثاله في هذه المرحلة الصعبة والأزمات الاقتصادية

الصعبة

عمر السمرا

وقال عمر السمرا:‏ الرئيس الشهيد رفيق الحريري

كان لا ينام على الإطلاق وكان يعمل ليلا ونهارا ، من

أجل تأمين حياة كريمة للشعب اللبناني ..

عِشنا أحلام دولة الرئيس الشهيد كما هي،‏ والأهم أننا

عِشنا أيضا تحقيق وتنفيذ هذه الأحلام التي أصبحت

حقيقة.‏

إلى أن أصبحنا غير قادرين على اللّحاق به.‏ كل يوم

هناك افتتاح مشروع جديد،‏ مدرسة،‏ مستشفى،‏

طريق،‏ أوتوستراد،‏ نفق،‏ عقد مؤتمر عربي أو دولي.‏

وسأل:‏ أين نحن اليوم من زمن رفيق الحريري

الذهبي؟ معالم البلد تغيرت وأوجاع الناس تفاقمت

بشكل كبير ولا احد يسأل عنّا.‏

السيدة هنادي الملاح

ولفتت السيدة هنادي الملاح إلى أن الرئيس الشهيد

رفيق الحريري كان يشعر دائماً‏ بوجع الناس،‏ لأنه

خرج من بين صفوفهم وعاش أوجاعهم.‏ رفيق

الحريري لم يكن فقط رجل إعمار ورجل دولة بل كان

رجل وفاء:‏ لوطنه وأبناء شعبه وعارفيه وأصدقائه

ورفاقه.‏

وقالت:‏ الرئيس الشهيد كان يزورنا بشكل دائم ،

يستمع إلينا والى هواجسنا،يحقق أحلامنا ‏،يعلم

أبناءنا ويؤمّن لهم فرص العمل ..

اليوم وبعد الاستشهاد كل الأيام أصبحت سوداء قاتمة

لا امل فيها ولا رجاء ولا حلم ولا مستقبل.‏

أكرم جلّول

وقال أكرم جلّول إن لبنان والعالم والعرب كان ينظر

إلى الشهيد رفيق الحريري على أنه رجل استثنائي،‏

رحمه الله باغتياله تم اغتيال كل لبنان تابع بالقول:‏ أنا

أرى اليوم مع الكثير من الناس أن عائلة الرئيس بكل

أفرادها هي تاريخية واستثنائية كونها حملت الشعلة

وتابعت المسيرة بنفس الروح والتوجّه.‏

وختم بعد مرور ‎16‎عاما على الاغتيال لا يزال

اللبنانيون يتذكرون تفاصيل ذلك اليوم الذي غير مسار

البلد الصغير

جورج عبيد والذكرى المؤلمة

من طريق الجديدة إلى شارع الحمراء توجهنا فسألنا

جورج عبيد عن الذكرى فقال لنا اليوم،‏ وبعد

16 سنة

على جريمة العصر باغتيال الرئيس الشهيد،‏ نرى آثار

أقواله وأعماله بصمات دامغة في كل عمل عمراني أو

إنمائي أو ثقافي أو فنّ‎ي في كل لوحة الوطن من

العاصمة الحبيبة بيروت .. دمروا بيروت في الرابع

من آب ولكننا سنبقى صامدين نردد أقوال الرئيس

الشهيد رفيق الحريري ‏"ما حدا أكبر بلدو "

وختم بالقول الرئيس الشهيد شخصية لن تتكرر على

الأطلاق في تاريخ لبنان.‏

محمد البعلبكي

وقال محمد البعلبكي أن ذكرى الرئيس الشهيد رفيق

الحريري يجب أن تكون محطّة للذكرى وللعبرة نستمد

منها القوة والعزيمة والنشاط من اجل متابعة المسيرة

التي يقودها بأمانة دولة الرئيس سعد الحريري.‏

وختم بالقول رحم الله الشهيد رفيق الحريري ستبقى

مواقفه وكلماته خالدة في قلوبنا إلى الأبد .

موقع الاغتيال

وفي موقع الاغتيال أقيم نصب تذكاري للحريري على

شكل شعلة معدنية ولا تزال أثار التفجير تظهر على

واجهات بعض الأبنية.‏ على بعد امتار يتوسط تمثال

لرفيق الحريري ساحة صغيرة تحمل اسمه.‏

السنة الخامسة ‏-أول شباط ‏(فبراير)‏

202 29


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

لكم هي شديدة الحاجة اليوم إلى رفيق

الحريري لجمع أطراف الوطن!‏

كان الرئيس الشهيد رابطاً‏ بين لبنان ولبنان

رُغم أنّ‏ علاقته ما كانت سهلة أبداً‏ في

البدايات بالمسيحيين.‏ لا هو كان يفهمهم

جيداً‏ ولا هم يفهمونه.‏ لم يتقاربا تماماً‏ إلاّ‏ في

المرحلة الأخيرة من حياته،‏ لتتساوى

خسارتهم به بمواطنيهم المسلمين.‏

والحال أنّ‏ الحريري قبل ظهوره على

المسرح السياسي،‏ كان في انتظارات

المسيحيين،‏ منذ نشوء دولة لبنان الكبير قبل

مئة عام من اليوم على رهان كبير للبطريرك

الراحل الياس الحويك،‏ ومَن حوله،‏ على

نجاح مشروع دولة يعلو فيها الولاء للوطن

على الولاء للدين،‏ وطن يستطيع أبناؤه

جميعاً‏ العيش فيه بحريتهم والمساواة في

ما بينهم.‏ فكرتهم البسيطة هذه كانت وراء

سعيهم الحثيث عبر قرون من التعامل مع

إمبراطوريات وحكام مسلمين يتساهلون

ويتسامحون معهم أحياناً‏ ويتشددون حيناً.‏

وعندما سنحت لهم الفرصة مع تشكيل دول

المنطقة عقب الحرب العالمية الأولى لم

يتوقفوا عند اعتراضات المسلمين الذين

ضُمّت مدنهم ومناطقهم إلى لبنان،‏ وكان

يعني بالنسبة إليهم الجبل موطن المسيحيين

والدروز،‏ ولم ينظروا إلى أنفسهم يوماً‏ على

أنّهم لبنانيون بل رعايا ومواطنون للدولة

العثمانية،‏ وقبلها ممالك أخرى إسلامية.‏

خفّف من صدمة تقسيم المنطقة وفق معاهدة

‏"سايكس بيكو"‏ وقيام دولة لبنان رغم

إرادة غالبية المسلمين،‏ والتي تجلّت في

مؤتمرات الساحل من سنة إلى سنة

1936، بعد ضرب حلم المملكة العربية

السورية بقيادة الملك فيصل بن الحسين،‏

التوصل لاحقاً‏ إلى تسوية قضت بأن يكون

لبنان دولة تحالف العرب وتحافظ على

صلاتها بالغرب.‏ وبدا لمرحلة من الزمن أنّ‏

‏"الفكرة اللبنانية"‏ البسيطة تلك تشق

طريقها إلى النجاح بقبول المسلمين بها،‏

متخلّين عن المطالبة بالدولة العربية الأكبر

في مقابل تخلّي المسيحيين عن الحماية

الأجنبية.‏ بذلك تحقق الاستقلال ولكن بقيت

‏"قوى ممانعة"‏ ، ظاهرة ومُضمرة تحت

الرماد لدى الجانبين.‏

رفيق الحريري كان متحرّراً‏ من أوهام

المسلمين والمسيحيين ومخاوفهم القديمة

بعضهم بإزاء بعض،‏ بنظرته المنفتحة على

المستقبل والحداثة

عندما تسلّم رفيق الحريري رئاسة الحكومة

عام كانت الدولة ذات ال‎72‎ عاماً،‏

المولودة في 1920، قد عاشت سنة

23

1992

1921

30


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

تحت الانتداب الفرنسي،‏ وتمتّعت عاماً‏

بالاستقلال والسيادة الكاملة على أراضيها

وإن تخلّلتها حرب داخلية صغيرة في

وعانت سنة من الحروب الداخلية

والخارجية المدمرة،‏ وسنتين لم تلتقط فيهما

أنفاسها.‏ خلال كلّ‏ تلك الحقبات كان

‏"الممانعون"‏ في الجانب المسلم يعبّرون عن

تطلّعاتهم السياسية والوطنية،‏ وتذمّرهم أيضاً‏

من الفكرة الوطنية اللبنانية بمعناها الضيق

التي حملها المسيحيون بغالبيتهم،‏ من خلال

السير تحت لواء فكرة القومية العربية ممثلة

بالناصرية و"منظمة التحرير الفلسطينية"‏

والقذافية و"البعث"‏ بشقيه العراقي

والسوري،‏ أو تحت لواء الفكرة القومية

السورية وأيضاً‏ اليسار سواء بتشكيلاته

الأممية أو تلك المطعّمة بطابع إقليمي

ومحلي.‏ بدورهم ‏"الممانعون"‏ في الجانب

المسيحي لم يتراجع حنينهم،‏ مدفوعين

بالخوف خصوصاً‏ في الأزمات إلى

‏"الحمايات الخارجية"،‏ أكانت فرنسية أم

أميركية،‏ أم سورية خلال ‏"حرب السنتين"‏

وبعدها،‏ وصولاً‏ اليوم إلى احتماء بعضهم

بإيران وسلاحها المحلي في لبنان،‏ فضلاً‏ عن

إفادة هذا البعض من نفوذ السلاح الإيراني

للتسلق إلى المناصب وقطف غنائم في الدولة

وخارجها.‏

26

-

-1958

15

إلاّ‏ أنّ‏ رفيق الحريري كان متحرّراً‏ من أوهام

المسلمين والمسيحيين ومخاوفهم القديمة

بعضهم بإزاء بعض،‏ بنظرته المنفتحة على

المستقبل والحداثة وانشداده إلى العمران

وتمسكه بالسلم ونبذ العنف والسلاح،‏ جاذباً‏

بذلك نخبة من المسيحيين،‏ بينما وقفت

جماعة منهم موقفَ‏ حذرٍ‏ حياله لم يتبدّد إلا

لاحقاً.‏ وكانت هناك مجموعة من السياسيين

وأنصارهم حصر فيها نظام الأسد الأب

والابن تمثيل المسيحيين خلال مرحلة

الوصاية واضطر الحريري إلى التعامل معها،‏

في الرئاسة والبرلمان والوزارات ومواقع

مختلفة في الدولة.‏

والحق أنّ‏ وقتاً‏ غير قصير استلزم الرئيس

رفيق الحريري ليفهم على المسيحيين،‏

المتذمّرين المحبطين القلقين على الدوام،‏

وليفهموا هم عليه،‏ وأنّهم ظلموه بكثرة بينهم

عندما صدّقوا لسنوات ادعاءات ومزاعم

أطلقها ضده النظام السوري من خلال

شخصيات وأجهزة امتهنت بث الأكاذيب

وإثارة النعرات الطائفية لخدمة مصالحها

ومحاربة مشروعه السياسي والاقتصادي

للنهوض للبلاد.‏ ومن الاتهامات البذيئة التي

أشاعتها أنه يسعى إلى ‏"أسلمة لبنان"،‏ في

مقابل بثّها في المناطق ذات الغالبية المسلمة

أنّه يعمل لمحو طابعها وتراثها الإسلاميين،‏

حين أنّه كان أبعد ما يكون عن عدم احترام

التركيبة اللبنانية بكل مضامينها،‏ متطلّعاً‏ على

الدوام إلى مشاركة الجميع في بناء لبنان

مزدهر وحديث يشبه تطلّعاتهم.‏

وفي البحث عن أعذار لموقف الجماعة

المسيحية آنذاك من الرئيس الحريري أنّها

على الأرجح كانت ترى إلى رجل أقبل من

السعودية وأخذ دورها،‏ وصارت بحسد تتابع

أخبار لقاءاته وبابا الفاتيكان الراحل يوحنا

بولس الثاني،‏ وقد كان يستقبله دورياً‏

وعائلته،‏ كما يلتقيه رئيس فرنسا جاك

شيراك مراراً‏ كل سنة ويرافقه إلى سيارته،‏

ويبحث معه رؤساء الولايات المتحدة

وسواها أوضاع لبنان وسوريا والمنطقة،‏

مشكلاّ‏ ً بذلك جسراً‏ بين لبنان والعالم لطالما

كانه رؤساؤهم وقادتهم.‏ فكيف إذا رافقت

علاقاته العالية المستوى هذه قدرة مالية

ضخمة،‏ وكرم غير مألوف في البيئة

السياسية،‏ المسيحية والمسلمة على

السواء؟ ‏(تستحق الذكر واقعة طلب راهبة

رئيسة لمدرسة قرية بيت حباق جبيل

مساعدة من الرئيس الشهيد لإضافة جناح

إلى المدرسة،‏ ولم يشأ أن يتصرف كمن

يسجل علامة على أحد،‏ فأجابها أنّه سيقدم

مقدار ما ستجمع من مراجع ومتبرّعين في

طائفتها.‏ لكنّها لم تعاود الاتصال.‏ وبعد مدّة

اتصل هو بها وعندما أدرك أنّها لم تتصل

لعدم حصولها على شيء من الآخرين قدم

لها تكلفة مشروع توسيع المدرسة كاملة).‏

فوق ذلك بنى الرئيس الشهيد مقرّاً‏ لسكناه

في عمق كسروان في فقرا،‏ وشقّ‏

أوتوسترادات وخطط لمشاريع في المناطق

ذات الغالبية المسيحية حلّت الكثير من

المشكلات،‏ وكانت لتحلّ‏ غيرها،‏ مثل زحمة

السير الخانقة على طريق بيروت جونية

لو لم يواجهه خصومه بحرب شعواء من

الأكاذيب والمزاعم.‏ أما في الاقتصاد فكان

الوضع أفضل إذ سرعان ما أقبل رجال مال

وأعمال على المشاركة في مشاريع عبّرت

عن الثقة بشخصه ونهجه،‏ مثل سوليدير

وغيرها.‏ وعندما تيّقن أنّ‏ العقدة والحل

يكمنان في بكركي ما إن سمحت الظروف في

التفاهم مع سيدها الراحل البطريرك نصرالله

صفير على رؤية مشتركة إلى لبنان.‏ وقد

تميز تعامله مع البطريرك بحنكة بعد التفاهم

الضمني معه،‏ عارفاً‏ من يختار لإيصال

الرسائل إليه وإبقاء خط الإتصال ساخناً.‏

لو كان حيّاً‏ اليوم،‏ الرئيس رفيق الحريري،‏ لكان

أُصيب بذهول

وفي هذه الواقعة نموذج:‏ بعد التمديد لإميل

لحود في استقبل الرئيس الشهيد،‏

بناء على طلب منه،‏ صديقه القديم الراحل

سمير فرنجية،‏ وكان مرّ‏ وقت طويل لم

يجتمعا،‏ ومعه النائب آنذاك فارس سعَيد،‏

وأبلغهما بأنّ‏ السوريين يطلبون منه أن

يترأس أول حكومة في الولاية الممدّدة لإميل

لحود،‏ وأنّه أجاب بعدم موافقته إذا لم يشارك

‏"لقاء قرنة شهوان"‏ القريب من البطريرك

في هذه الحكومة ولذلك ‏"لا توافقوا"،‏ قال.‏

2004

في اليوم التالي استقبل وفداً‏ من ‏"لقاء قرنة

شهوان"‏ ضمّ‏ ثلاثة من أكثر أعضائه تشدداً،‏

الشهيدين جبران تويني وأنطوان غانم

والمحامي سمير عبد الملك،‏ أبلغوه من دون

مناقشة الفكرة حتى رفض ‏"اللقاء"‏

المشاركة،‏ فأوصل الموقف إلى السوريين

وانتهى عنده الموضوع.‏

ولربما كان الرئيس الشهيد يعبّر أوضح ما

يكون عن نظرته إلى المسيحيين عندما كان

يقول لبعض أصدقائه والقريبين منه "

تستطيعون أن تقولوا عن هذه الجماعة ما

تريدون،‏ لكنها لا تتخلى عن ثابتتين:‏ سيادة

لبنان واستقلاله،‏ والنظام الاقتصادي الحر".‏

لو كان حيّاً‏ اليوم،‏ الرئيس رفيق الحريري،‏

لكان أُصيب بذهول!‏

إيلي الحاج

السنة الخامسة

أول شباط ‏(فبراير)‏

2021 -

31


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

كما في الوطن كذلك في دنيا الإغتراب،‏ ألغت

المنسقيات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية

وأستراليا،‏ الإحتفالات الجماهيرية في ذكرى استشهاد

الرئيس الحريري،‏ واقتصر استذكار الحدث على

كلمات عممت على أهلنا في الإغتراب وتسجيلات

صوتية عبر وسائل التواصل الإجتماعي،‏ والإتصالات

الشخصية.‏ وفيما يلي بعضا مما وصلنا من كلمات لعدد

من المنسقيات في بلاد الإغتراب.‏

لقد مر ستة عشر عامًا على

استشهادك ومازال لبنان

ينزف ويبكي.‏ رحل حامي

لبنان،‏ رحل الرجل ، البطل

والقائد الذي حمل قضية لبنان على أكتافه ورفع اسمه

عاليا،‏ أعاد بيروت الى خارطة العالم وعاد نجمها

يلمع من جديد بعد حرب أهلية سلبت إشراقتها.‏ ايها

الرفيق،‏ يا بيّ‏ الفقير كما كانوا ينادونك ‏:"عندما

استلمت الحكم،‏ كان همك الوحيد هو وطنك لبنان

وحمايته من الحاقدين فأصبح شغلك الشاغل تسليح

جميع الشباب ومن جميع الطوائف دون تفرقة بسلاح

العلم لمواجهة الجهل اليوم وبعد أن خسرناك نعود

ونستذكر أيامك،‏ فنطالب بحقوقنا التي لطالما سعيت

إليها،‏ وعملت جاهدا بلا كلل أو ملل كي نعيش بكرامة

ولكن يد الحقد والغدر قتلتك قبل أن تصل الى هدفك

فقتلوا حلمنا.‏ لن ننساك رفيق الحريري ستبقى في

قلوبنا وعقولنا وضمائرنا وحصوة في عيون الأعداء

إبراهيم العجوز—تورنتو

تمرّعلينا الذكرة السادسة

عشر لاستشهاد الرئيس

رفيق الحريري و لبنان يرزح تحت مجموعة ازمات لم

تشهد البلاد لها مثيل.‏ عقد و نصف من الزمن شعر

خلالها اللبنانيون بعمق الفراغ الذي تركه رفيق

الحريري على جميع المستويات الداخلية و الخارجية،‏

و ادرك خصومه قبل مؤيديه ان رفيق الحريري كان

وطنًا صغيرًا في الوطن الكبير،‏ و ملاذاً‏ آمناً‏ عندما

تشتد المصاعب والازمات،‏ و جبل يتكىء عليه شعب

و وطن.‏ استشهد رفيق الحريري ومعه حُلُم لبنان.‏ ١٦

عاما كانت كافية لتغيير المشهدين الاقتصادي

والسياسي،‏ شهدنا خلالها كوارث و ازمات متتالية في

منطقة هي اصلا مشتعلة،‏ وكان قدر الرئيس سعد

الحريري ان يحمل هذا الإرث الثقيل محاولا الحفاظ

على ما حققه الرئيس الشهيد من انجازات،‏ و استكمال

ما حاكه من نسيج سياسي و اقتصادي ليحقق رؤيته

للبنان،‏ ليجد نفسه امام حفنة تدعي الاصلاح والتغيير

بينما تريد البلاد ساحة تتقوقع فيها المذاهب

والطوائف،‏ حيث يدسّ‎ون عسل الاستقرار في سمّ‏

خططهم لوضع اليد على قيم الحرية والديموقراطية.‏

غاب رفيق الحريري ودخل لبنان بعد غيابه مرحلة

جديدة تثبت لنا مع بزوغ كل فجر ان لا خلاص الا

باستكمال مسيرة الرئيس الشهيد،‏ علّ‎ه يُ‎كتب تاريخ

الحريات من جديد ويعود لبنان سويسرا الشرق

مجددا !

14 شباط عيد الحب

١٤ شباط كذلك هو ذكرى

الحبيب الشهيد.‏

١٤ شباط يوم استشهد باني الانسان والحجر.‏

لن ننسى هذا اليوم كيف اغتالت يد الغدر

باني الوطن ولكن اللي خلف ما مات وخاصة اللي

خلف قاءد يمشي على خطاه وهو الشيخ سعد.‏

فنفس القتلة والطغاة يقفون يوجهه لهدم الوطن

والاقتصاد بل تعدت لهدم القيم والاخلاق.‏

من منسقية ادمنتون نعاهد الشهيد والقائد الشيخ سعد

على متابعة المسيرة من اجل لبنان وطن للجميع وطن

حر مستقل.‏

في الذكرى السادسة

عشرة لإغتيال الرئيس

الشهيد رفيق الحريري رحمه الله وأسكنه فسيح

جنانه.‏

لا يسعني إلا ان نعزي عائلة الشهيد ونعزي انفسنا

على خسارة رجل آمن بوطنه وأحبه حتى الشهادة

وزرع الأمل في نفوس جميع اللبنانيين.‏

كان قدوة لنا جميعا،‏ وستبقى إنجازاته تتحدث عنه ،

نحن في تيار المستقبل وفي مدرسة الشهيد الرئيس

رفيق الحريري سنبقى على العهد الذي قطعناه على

انفسنا بالعمل لتحقيق ما بدأت به ايها الشهيد لنرى

لبنان مزدهراً‏ ، حراً‏ ‏،مستقلاً‏ ووطناً‏ لجميع ابنائه.‏

الى الشيخ رفيق:‏ تحية

وبعد،‏ سنة مرت،‏

ولليوم بتذكر يوم الفاجعة،‏

يومها قلنا اغتالوا لبنان

واغتالوا حلم كل لبناني ‏.ايه ١٦ سنة ولبنان كل يوم

بينزف حتى صفوا كل نقطة فيه.‏ ما

١٦

عاد لبنان يلي تركتوا امانة،‏ يوم استودعتنا،معنا.‏

للاسف ما قدرنا نحفظ الامانة،‏ غدروا فينا وصفوا

خيرة شبابنا وقسمونا من جديد طوايف وملل.‏ حتى

اولادنا الصغار يلي بيعرفوك منا نحنا يلي عاصرنا

صاروا عم يتركوا البلد.‏

لما يا شيخ رفيق رجعت علبنان وبلشت الاعمار،‏ كبر

قلبي وقلت الحمدالله اولادنا ما رح يشوفوا او يعيشوا

الحرب والدمار!!‏ للاسف اليوم عم يعيشوا مرارة

وقسوة الحياة.‏ لبنان ما عاد لبنان،‏ اليوم اكتر من اي

يوم عرفنا ليش اغتالوك.‏

كلمة إلى الرئيس الشهيد

رفيق الحريري في ذكرى

استشهاده...‏

16 عاماً‏

محمد سويد

أوتاوا،‏ كندا

إبراهيم العجوز

تورنتو أنتاريو

عمر قداح

أدمنون كندا

مايك مهاجر

ميشيغن،‏ الولايات

مهى حموي بركة

تكساس،‏ الولايات المتحدة

خالد الشيخ

سدني،‏ استراليا

اليوم،‏ وبعد مرور

على اغتيال الرئيس الشهيد،‏ ما زال أثره موجوداً‏ في

كل حلم وفي كل حقيقة وفي كل طموح وفي كل تحدّ‏

وفي كل إنجاز...‏ وكم نفتقده اليوم في هذه الظروف

الصعبة التي يمرّ‏ بها وطننا الحبيب لبنان !! نعم

وبأعلى الصوت نقول:‏ ‏“في الليلة الظلماء يفتقد

البدر...”‏

الرئيس الشهيد كان مدرسة في الخطاب السياسي

الراقي،‏ والعمل السياسي المنظم ، استطاع جمع جميع

الأقطاب السياسية تحت راية الوطن الواحد ‏،وكان دائم

التفاؤل،‏ مُحباً‏ للفرح والسعادة،‏ همه غرس بذور

الفرح والتفاؤل في وجوه اللبنانيين.‏ والكلام عن

الرئيس الشهيد لا ينتهي لأننا مع مرور الايام نلمس

بأسف خسارتنا لشهيد الوطن رمز الوحدة الوطنية

والعيش المشترك والعمل الموحد البناّء الذي ما زلنا

نفتخر بإنجازاته إلى اليوم في سبيل الوطن وأبنائه..‏

في ذكرى استشهادك يا رفيق الوطن نجدد العهد لك

ونأكد استمرارنا على نهجك وخطك الوطني ، نستمد

من مسيرتك القوة والعزيمة والنشاط من اجل متابعة

المسيرة التي يقودها بأمانة حامل الراية دولة الرئيس

الشيخ سعد رفيق الحريري.‏

32


الذكرى السنوية ال 16 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري

بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري

السادسة عشرة،‏ أود أن احيي هذه الذكرى و اتحدت

عن إنجازاته في مجال التعليم بكوني احدى خريجات

مؤسسة الحريري.‏

حدد الرئيس الحريري رؤيته لدور المؤسسة بهذه

العبارة:‏ ‏(إن أملي في فتح أبواب الجامعات والمعاهد

العليا أمام المواهب والكفاءات المغمورة،‏ هو الحافز

وراء إنشاء المؤسسة،‏ فالإنسان هو ثروة لبنان

الأساسية،‏ و العناية بالإنسان اللبناني تعليماً‏ و تثقيفاً‏

و تنويراً،‏ هي الوسيلة الأفضل لبناء لبنان).‏

رحمه الله كان صاحب رؤى لا حصر لها،‏ هدفه كان

إعلاء اسم لبنان في جميع المجالات.‏ أولى خطواته

في إعمار لبنان كان حمل لواء العلم،‏ فأراد إن يسلّ‎ح

أبناء وطنه بالعلم و الثقافة و الشهادات بدلاً‏ من

تسليحهم بالأسلحة الفتاكة الهدامة،‏ ذلك الوقت الذي

كانت فيه لغة الخطاب هي أصوات المدافع

والرصاص.‏ هذا العلم الذي كان له الأثر الأكبر على

الأجيال اللاحقة،‏ فعمت الفائدة على الطلبة وعائلاتهم

ماديا ومعنويا،‏ ونجح الرئيس في وضع اللّبِنَ‎ةِ‏ الأولى

من دعائم الاستقرار،‏ فتخرج حوالي الف طالب

وطالبة يبنون و يعمرون ويرفعون من شأن بلدهم،‏

ومضوا في تحقيق حلم الرئيس...‏

٣٥

ما يميز الرئيس عن غيره،‏ انه لم يشكل حزباً‏ و لا

تنظيماً‏ عسكرياً،‏ بل جيلاً‏ من المتعلمين الذين

سمير شمس

أمين سر منسقية لندن

أونتاريو

بسم الله الرحمن الرحيم:‏ ‏"ولا تحسبَن َّ الله غافلاً‏ عما

يعمل الظالمون،‏ إنّ‎ما ِ يُ‎ؤخّ‎رُهم ليومٍ‏ تَشخَ‎صُ‏ فيه

الأبصار"،‏ صدق الله العظيم.‏

في الرابع عشر من شباط تَطل ُّ علينا من جديدٍ‏ ذكرى

هلا الأسير

خريجة مؤسسة الحريري

سيقومون ببناء الوطن بعيداً‏ عن أي حسابات طائفية

أو مذهبية،‏ هكذا أراد لمؤسسته أن تكون.‏ بأفعاله

وإنجازاته،‏ علمنا دروساً‏ في حب الوطن والتضحية

والعطاء والكرم وعدم التفرقة.‏

كان وما زال حياً‏ في قلوبنا وتفكيرينا حتى و إن

أليمةٍ‏ لرحيل رجلٍ‏ كان أملَ‏ لبنانَ‏ والعرب وفي كل سنة

يتجدد الجرحُ‏ الحافرُ‏ عُمقُهُ‏ في جسد الأمة اللبنانية

والعربية وما زالَ‏ ينزف رغم مرور السنين .

أي ُّها الإخوة والأخوات:‏ اليوم وككل سنة منذ ستة

عشر عاما،‏ تَتجَل َّى أمامَنا ذكرى رحيل رجل الدولة

والنضال والذي قد َّمَ‏ الغالي والنفيس لأبناء وطنه من

غير تمييزٍ‏ ولا تفريق ولم يبتغِ‏ في عملِ‎ه إلاّ‏ وجهَ‏ الله

والوطن عَ‎نَ‎يتُ‏ به دولة الرئيس الشهيد رفيق

الحريري.‏ ماذا عسايَ‏ أن أقول لك يا دولةَ‏ الشهيد

بأن َّنا اليومَ‏ ِ بأمسّ‏ الحاجة إلى وجودك وحضورك

الحضاري ذاتِ‏ الهيبة الرباني َّة،‏ فقد فارقتنا في أحلك

الظروف القاسية،‏ ونحن على يقين بأنّ‏ روحَك تطوف

وتحوم فوقَ‏ أرضِ‏ لبنانَ‏ والاغتراب،‏ وأنّ‎ت ولدتَ‏

وعشتَ‏ وتربيتَ‏ واستشهَدتَ‏ على حب لبنان ولأجل

حاضرِ‏ ه ومستقبله وأنت لم ِ تقصّ‏ رْ‏ يوماً‏ ولا لحظةً‏ في

خدمة شعبك ووطنك متجاوزاً‏ الطائفيةَ‏ والمذهبية

وشعارك كان دائمًا على مقدمة كلماتك ‏(ما حدا أكبر

من بلدو).‏

فلبنانُ‏ الرسمي ُّ والشعبي ُّ ينادي روحَك ويخاطِب فكرَكَ‏

ونهجَكَ‏ وكأنه يقول لك:‏ يا رفيقي لقد كنتَ‏ على

صورتي وشبيهي وخيرَ‏ مَ‎ن مث َّلَ‎ني في الداخل

والخارج،‏ وأنا من دونك يتيماً‏ بلا أبٍ‏ ولا أم،‏ والكل

ينهشُ‏ لحمي ويأكل من خيري ويتنك َّر لفضلي إلا أنتَ‏

فقد عم َّرتَ‏ جدراني وسقف منزلي بعدما دم َّره قادة

الحرب الأهلية والميليشيات المسلحة .

أيها اللبنانيون:‏ الرئيس الشهيد وكما يعلم الجميعُ‏ ما

كان إلا َّ أباً‏ لكافة أبناءِ‏ وطنِه،‏ فقدّمَ‏ المنحَ‏ الماليةَ‏ لتعليم

غيبّته المنيّة عنّا...‏ انه من دواعي فخري و اعتزازي

إنني و أخي تابعنا تحصيلنا الجامعي عن طريق

مؤسسة الحريري،‏ فهذه الخطوة الرائعة ساعدت على

تحقيق حلم والدي و والدتي في حصولنا على

الشهادات العليا من الجامعة اليسوعية و الجامعة

الأمريكية في بيروت،‏ و بذلك وضعتنا المؤسسة في

الطريق للعمل الراقي الشريف.‏

ان شعوري تجاه هذه الشخصية الفذة،‏ هو التقدير

والاحترام و الولاء و الامتنان،‏ حيث أبقى على عزة

انفسنا و كرامتنا،‏ و رفع من مكانتنا في جميع

المجلات،‏ و ارتقى بنا إلى اعلى المراكز العلمية

والاجتماعية،‏ فحقق بذلك آمالنا و طموحاتنا...‏

اذكر في ذلك اليوم المشؤوم(‏‎١٤‎ شباط ٢٠٠٥) الذي

كان من اصعب و أسوء أيام حياتي...‏ إذ تلقيت في

نفس اليوم خبرين نزلا عليّ‏ كالصاعقة...‏ خبر وفاة

والدي صباحا و تلاه خبر استشهاد الرئيس...‏ في يوم

واحد فقدت الشخصين الأعظم تأثيراً‏ في حياتي

وكأنني أشاهد انهيار جبلين شاهقين شامخين أمامي

في لحظات.‏

يا شهيد الوطن،‏ لقد تركت بصمة واضحة و علاماتٍ‏

فارقةٍ‏ على جميع أرجاء لبنان...‏ فأنت رجل العطاء بلا

منازع،‏ لقد ملكت هبة إلهية لا يجاريك فيها إنسان،‏

ستبقى محبتك و تقديرنا لشخصك الكريم تتوهج

وستتوالى على مدى الأجيال.‏

الأجيال ومن كافة الانتماءات الدينية،‏ ولم يسأل

شخصاً‏ قَصَدَهُ‏ لخدمةٍ‏ أو طلبِ‏ معونةٍ‏ عن مذهبه

ومعتقده بل كان يتفقّدُ‏ أحوالَه الاجتماعية والإنسانية

ومن دون منة أو مقابل.‏ هكذا كان الشهيد بأبعاده

الإنسانية يمسح دمعةَ‏ فقيرٌ‏ ويخففُ‏ معاناةَ‏ مظلوم،‏ لذا

قُتِلَ‏ مظلوماً،‏ لكنّ‏ الله سينتقم من قاتلِ‎ه في الدنيا

والآخرة.‏ وقبلَ‏ استشهادِه كتبَ‏ وصيتَه بجملةٍ‏ واحدة

‏(أستودِعُ‏ الله لبنان واللبنانيين)‏ فكان شهيداً،‏ شهيداً،‏

شهيداً.‏

والسؤال الذي يطرح نفسَ‎ه كم هي كميةُ‏ الأحقادِ‏

والكراهيةِ‏ في نفوس قاتليه؟ نعم يا سادة إنه الحقد

الأسود بثقل الجبال القاحلة،‏ لكنّ‏ الله خل َّدَ‏ ذِكراهُ‏ في

ذَاكرة التاريخ وعلى جدار الوطن،‏ لذا هو حي ٌّ باقٍ‏

فينا.‏

وسنجدّ‏ ‏ِد العهدَ‏ أمامَ‏ الله وأمامَ‏ العالَمِ‏ كلّ‏ ِ‎هِ‏ أننا سنبقى

أوفياءَ‏ لروح ودم الشهيد من الآن وإلى أبد الآبدين،‏

وسنظل ُّ نتذك َّرُ‏ محطاتِهِ‏ ومناسباتِه وأبزر مواقِفِهِ‏ والتي

أصبحتْ‏ منهجاً‏ ونهجاً‏ وطنياً‏ نستَ‎لهِ‎م منها معاني

الحب والإخلاص والتفاني والإنتماء للأرض للإنسان.‏

وختاماً‏ لا يسعنا إلا أن نكون إلى جانب دولة الرئيس

الشيخ سعد وفاءً‏ لتاريخ ومواقف والده الشهيد،‏

وخصوصاً‏ في هذه المرحلة المصيرية الراهنة من

واقع لبنان المرير.‏ فسلام لك وعليك،‏ ورحمة الله على

روحك الطاهرة.‏ وحمى الله لبنانَ‏ وأهلَ‎ه.‏ والحقّ‏

سينتصر مهما طال الزمن،‏ وعُمرُ‏ الطغاةِ‏ لن يطول،‏

والله لهم بالمرصاد،‏ وهو على كل شيء قدير.‏

السنة الخامسة

أول شباط ‏(فبراير)‏

2021 -

33


Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!