18.01.2015 Views

ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ

ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ

ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

د‎٠‎ أحمد محمد عبد العال<br />

دراسات في<br />

الفكر الجغرافيّ‏<br />

٢٠٠٦


مقدمة<br />

من<br />

رغم أن علم الجغرافيا علم مزدوج أو ثنائي<br />

الشخصية،‏ إلا أن هذا لا يعنى أنه يعانى<br />

‏"ازدواج الشخصية العلمية"،‏ فهو بحكم كل من طبيعته ومناهجه وأساليب البحث فيه لابد<br />

وأن يكون علما ً مزدوجا ً أو ثنائيا،‏ وأول مظاهر هذا الازدواج أو الثنائية أنه كعلم فرد <br />

يعتمد على نتائج علوم عدة،‏ وهي علوم مزدوجة أيضا لكونها علوما طبيعية وبشرية،‏ ولهذا<br />

فان علم الجغرافيا علم ثنائيّ؛ طبيعيّ‏ وبشرىّ،‏ وللهروب من هذه الثنائيّة أو الازدواجيّة اتجه<br />

الجغرافيون إلى المنهج الإقليميّ،‏ وهو اتجاه فيه ازدواجيّة أيضا،‏ لأنه أنشأ منهجان للدراسة<br />

الجغرافية هما المنهج الأصولي<br />

الخاص‎٠‎<br />

ويعتبر مفهوم الإقليم<br />

systematic<br />

الجغرافيين من غيره من المفاهيم الجغرافية<br />

أو كل جغرافيّ‏ فرد أن يكون<br />

أو العام والمنهج الإقليمي<br />

regional<br />

أو<br />

region أطول مفاهيم علم الجغرافيا بقاء وأكثرها جذبا ً لاهتمام<br />

‏"مضطرا ً"‏<br />

في سياق التاريخ الطويل للفكر الإقليمي<br />

أيضا ً<br />

٠<br />

الأخرى،‏ ويبدو أنه على كل جيل من الجغرافيين<br />

إلى تحديد مصطلح الإقليم من جديد،‏ ليضع مصطلحه<br />

وفضلا عن كونه ملمحُ‏ دائم من ملامح التراث الفكري الجغرافي فان هذا المصطلح كان<br />

واحدا ً<br />

من أكثر الموضوعات الجغرافية إثارة للجدل والاختلاف<br />

(١)<br />

،<br />

controversial<br />

وهو يتطلب الكثير جدا من المجازفة إن لم تكن المخاطرة إذا ما حاول الباحث أن يقيّمه<br />

أو يستعرض تاريخه ، لأن محاولة تتبع تاريخ الفكر الإقليميّ‏ والمنهجية الإقليمية هي عمليا ً<br />

وواقعيا ً أمر صعب يشبه في صعوبته عملية الإحاطة بتاريخ علم الجغرافيا برمته<br />

٠<br />

(٢)<br />

وتعّرف القواميس ذات الصلة بالموضوع كلمة إقليم بأنها تعنى ببساطة منطقة واسعة<br />

تقريبا ذات مدى مكاني محدد ولكنه مستمر،‏ على أن يفترض أن يكون للأجزاء المختلفة لهذه<br />

المنطقة وبصورة مشتركة بعض الخصائص أو العلاقات،‏ أقلها الموقع المشترك<br />

وإذا أردنا تحديد معنى مصطلح<br />

التي تعرف بالدراسات<br />

‏"الإقليمية"‏<br />

وأن نضع في الاعتبار بشكل<br />

أقصى ما يمكن قوله أن الإقليم هو<br />

‏"إقليم"‏<br />

٠<br />

(٣)<br />

كما هو مستخدم من قبل الجغرافيين في دراساتهم<br />

فان علينا أن نتجاهل كل تعريف تمهيديّ‏ في معظم الحالات،‏<br />

عملي طبيعة المناطق التي تسمى أقاليم،‏ وعلى هذا الأساس فإن<br />

‏"منطقة ذات موقع محدد تكون بطريقة ما متميزة عن<br />

المناطق الأخرى،‏ وتمتد إلى الحد الذي يمتد معه ذلك التميز،‏ وعلى الدارس المستخدم للمفهوم<br />

الإقليمي تحديد طبيعة هذا التميز،‏ فان لم يستطع فعليه الوصول إليه من سياق دراسته<br />

٠<br />

(٤)


ولا يوجد تعريف متفق عليه لمفهوم الإقليم عندما يستخدم بغير صفة تلحق به،‏ ولكن<br />

المصطلح يعنى<br />

‏"جزءا من سطح الأرض يتميز بشكل أو بآخر عن غيره من الأجزاء"،‏ ويقوم<br />

التقسيم الإقليميّ‏ على أساس وحدات مساحية تشتمل على أنماط مميزة ومتسقة من الظاهرات<br />

الجغرافية الطبيعية والبشرية أو من خليط منها،‏ سواء في الماضي أو الحاضر<br />

٠<br />

(٥)<br />

وهناك أسباب عديدة ومتنوعة لاختيار درجة ما من التميّز الإقليميّ‏ والترابط الإقليمي<br />

من مجموع خليط التوزيعات الكثيرة للظاهرات الجغرافية وما بينها من اختلافات مكانية ،<br />

وذلك من أجل فهم أية منطقة على سطح الأرض وتمييزها عن غيرها من المناطق،‏ ولتحديد<br />

الإطار المكاني الأساسي الذي يعيش فيه الإنسان<br />

٠<br />

(٦)<br />

ويعتبر التغيّر هو الشيء الثابت الوحيد على سطح الأرض،‏ وأبرز مظاهر هذا التغير<br />

هو التنوّع والاختلاف،‏ ولما كانت كافة مظاهر هذا السطح ومن ثم كافة الظاهرات التي<br />

تتوزع فوقه تتميز باختلافها من مكان إلى آخر،‏ مثلما تتغير من زمان إلى آخر،‏ فان<br />

مناطق سطح الأرض تتميز بالاختلاف فيما بينها،‏ ومن ثم تظهر على هذا السطح مجموعة من<br />

‏"الأقاليم"،‏ حيث يعرّف الإقليم على هذا الأساس<br />

بين عناصرها الجغرافية على المستوى الداخلي أي داخل إطارها<br />

بأنه منطقة من سطح الأرض تتسم بالتجانس<br />

العناصر على المستوى الخارجي أي فيما بينها وبين غيرها من المناطق الأخرى<br />

وتعتبر<br />

الاختلافات المكانيّة<br />

،inter وباختلاف هذه<br />

٠ intra<br />

spatial differentiations<br />

من أهم<br />

الموضوعات التي<br />

يتناولها البحث الجغرافي،‏ الذي انتقل عبر تاريخه الطويل من مرحلة الوصف المكانيّ‏ إلى<br />

مرحلة التحليل المكانيّ‏<br />

٠<br />

(٧)<br />

كذلك يعتبر سطح الأرض الذي يعيش عليه الإنسان إقليما ً واحدا ً هو<br />

وذلك باعتبار أنه لا توجد حتى الآن<br />

كوكب الأرض<br />

والإنسان"‏<br />

‏"حياة إنسانية"‏<br />

‏"الإقليم الإنسانيّ"،‏<br />

كالتي توجد على سطح الأرض إلا في<br />

‏"الذي ينفرد بين الكواكب بعنصر هو الذي يعطيه قيمته الجغرافية:‏<br />

(٨)<br />

، وعلى هذا الأساس يعتبر هذا السطح إقليما ً واحدا ً لأنه يمثل وطن الإنسان ٠<br />

الحياة<br />

ولما كانت مهمة علم الجغرافيا هي دراسة هذا الوطن الذي يعتبر بيئة كبيرة متنوعة<br />

الخصائص والمظاهر والظاهرات،‏ فقد ظهرت الحاجة ومنذ وقت طويل من أجل تحقيق<br />

هذا الهدف إلى دراسة الأجزاء التركيبية أو الأجزاء المؤلِفة لهذه البيئة الكبيرة،‏ ولا<br />

يتم ذلك إلا عن طريق منهج الجغرافيا الإقليمية أو المنهج الإقليميّ‏ في الجغرافيا<br />

٠<br />

(٩)


ي أ<br />

وتمثل الجغرافيا الإقليمية إحدى طريقتين رئيستين للدراسة الجغرافية،‏ كما تعتبر من<br />

وجهة نظر كثير من الجغرافيين الوسيلة التي يتمكن بها الجغرافيّ‏ من الوصول إلى هدفه<br />

الأساسي،‏ ألا وهو فهم وتفسير الاختلافات المكانية بين أجزاء سطح الأرض المختلفة<br />

(١٠)<br />

، بل<br />

أنها تعتبر في نظر غالبيتهم جوهر الدراسة الجغرافيّة،‏ لأنها تنسق بين فروع الدراسة<br />

الجغرافية المختلفة طبيعية وبشرية وتاريخية وتظهرها في كل مترابط،‏<br />

‏"فبعد أن طافت<br />

الجغرافيا عبر تاريخها الطويل بعدة تعريفات هي علم الأرض ووصف الأرض وعلم<br />

العلاقات وعلم التوزيعات عادت سفينتها بعد رحلة طويلة مضطربة لتستقر على تعريف<br />

كلاسيكي قديم للعلم هو علم الك ُورولوجيا أو الك ُوروجرافيا كما قال<br />

ق‎٠‎م ‎٢٠‎م<br />

‏"سترابو<br />

٦٤<br />

(١١)<br />

" Strapo<br />

٠<br />

ومعنى التعريف الك ُورولوجي أن عمل الجغرافي هو أن يطالع سطح الأرض المتفارق<br />

بطبيعته من منطقة إلى أخرى،‏ فيستشف من هذه المطالعة ويتعرّف عن طريقها على كل وحدة<br />

تفارقية ذات شخصية متميزة عن سواها فيحددها ويبين محتوياتها ومقومات شخصيتها<br />

٠ الإقليمية<br />

(١٢)<br />

والجغرافيا الإقليمية هي تجميع لظاهرات الجغرافيا الأصولية أو العامة في دراسة<br />

مرك ّبة أو متكاملة داخل<br />

وحدة مكانية هي الإقليم،‏ وهذا الإقليم يتحدد إطاره بكل من هدف<br />

الدراسة وموضوعها ومداها المكاني أو حيزها ، space ولهذا يتفاوت مدى البحث من مستوى<br />

القرية إلى مستوى القارة ، وربما يتسع ليشمل العالم برمته<br />

٠<br />

(١٣)<br />

وتركز الجغرافيا الإقليمية على الربط بين الظاهرات الجغرافية في الإقليم من أجل<br />

إظهار العلاقة المرك ّبة بين الإنسان وبيئته،‏ كذلك تهتم بإظهار وتوضيح الاختلاف الإقليميّ‏<br />

ضمن الوحدة المكانية الأكبر من مستوى الإقليم،‏ حتى يمكن الكشف عن الأنماط المكانيّة<br />

الإقليمية داخل هذه الوحدة<br />

٠<br />

(١٤)<br />

المبحث الأول :<br />

تطوّر الفكر الإقليمي في الجغرافيا<br />

تطوّر الفكر الجغرافي الإقليمي<br />

هناك اختلاف بيّن بين الفكر الجغرافي الإقليمي في الجغرافيا القديمة والوسطي<br />

الجغرافيا الإغريقية والعربية من ناحية والجغرافيا الحديثة والمعاصرة من ناحية أخرى يتمثل


في أن الجغرافيا الاولى كانت جغرافيا موسوعيّة هدفها جمع أكبر قدر من المعلومات عن<br />

الأماكن لا سيما الغريب منها ومن ثم كانت جغرافيا ‏"تركيبيّة"‏ في المقام الأول تسعى إلى<br />

مجرد التمييز بين المناطق،‏ حيث أدى انعزال الجغرافيين عن بعضهم في ذلك الزمن إلى<br />

افتقاد المادة العلمية القابلة للمقارنة،‏ أما الجغرافيا الثانية فتتميز بتقدم وسائل البحث الجغرافي<br />

وكثرة المعلومات الجغرافيّة وإمكانية تبادلها،‏ ومن ثم أصبحت الجغرافيا الإقليمية الحديثة<br />

جغرافيا تحليليّة أكثر منها تركيبيّة من أبرز أهدافها إظهار الأنماط الجغرافيّة الإقليمية<br />

الفكر الإقليمي في الجغرافيا القديمة<br />

٠<br />

ترجع بداية ظهور فكرة تقسيم العالم إلى أقاليم إلى الإغريق،‏ فقد قسّم بوزيدونس<br />

Posidonius ‏(‏‎١٣٠‎‎٥٠‎ ق‎٠‎م)‏ سطح الأرض إلى مناطق ، وهو ما يمكن اعتباره أيضا أول<br />

محاولة قديمة للدراسة الإقليمية ، أما ‏"سترابو"‏ فكان يطلق على الجغرافيا لفظ ‏"كورولوجيا"‏ أي<br />

مكان أو إقليم ، ومن ثم يعتبر الإغريق هم أول من حاول تقسيم العالم إلى أقاليم عظمى ،<br />

وذلك اعتمادا على عنصر الحرارة<br />

كذلك قسم بطليموس<br />

(١٥)<br />

Ptolemaeus ‏(‏‎٧٥‎‎١٧٣‎م)‏<br />

أقاليم على أساس مناخىّ‏ هو درجة الحرارة ، يعرف الواحد منها باسم<br />

العالم المعروف في عهده إلى سبعة<br />

، Klimata وهنا يتبين<br />

أن أول تقسيم للعالم إلى أقاليم كان على أساس طبيعي بصفة عامة ، ومناخي بصفة خاصة<br />

ولقد كان الأساس الطبيعي لتحديد الأقاليم<br />

أسبق في الظهور من الأساس البشرىّ‏ ،<br />

لأن الإنسان في ذلك الوقت كان خاضعا ً<br />

بدرجة كبيرة لتأثير الظاهرات الطبيعية<br />

وعلى رأسها العوامل المناخية وأهمها<br />

درجة الحرارة ، هذا من ناحية ومن ناحية<br />

أخرى فان تأثير الإنسان في سطح<br />

الأرض عناصر الجغرافية البشرية <br />

لم يكن قد اتضح بعد ، حيث أنه لم يُوضّح<br />

الا بعد كتابات ‏"راتزل<br />

٠<br />

"Ratzel<br />

في القرن شكل رقم<br />

(١) بطليموس<br />

التاسع عشر الميلادي ، الذي وضعت فيه<br />

أسس كل من الجغرافيا البشريّة ، والمدرسة الجغرافيّة الحتميّة.‏ ولما كان عامل الحرارة هو<br />

أساس التحديد في إطار دوائر العرض ، فإن هذا التقسيم كان تقسيما فلكيا ً أكثر منه تقسيم


حرارىّ‏ ، بل يمكن القول أنه الإقليم وحيد الأساس الأوّل في العالم<br />

(١٦)<br />

، فأثناء تطوّر<br />

الجغرافيا القديمة في المرحلتين اليونانية والرومانية كان هناك من يعتبر أن الوظيفة الأساسية<br />

للجغرافيا هي تنظيم المعلومات عن الأقطار المختلفة ، بينما اعتبرها البعض الآخر تتمثل في<br />

تأسيس النطاقات المناخية<br />

٠<br />

(١٧)<br />

ومن ناحية أخرى فقد نتج عن توصّل الإغريق إلى فكرة كرويّة الأرض أن قسّموا<br />

سطح الكرة الأرضية إلى عدد من خطوط الطول والعرض على أساس اختلاف الطول النسبي<br />

لكل من الليل والنهار من خط عرض إلى آخر من ناحية ، وميل أشعة الشمس عن خط<br />

الاستواء من خط عرض إلى آخر من ناحية أخرى<br />

٠<br />

وهذا التقسيم هو الذي دفع الفيلسوف ‏"بارمانيدس<br />

“Paramanides<br />

إلى تقسيم سطح<br />

الأرض إلى خمسة نطاقات هي نطاق حار في الوسط ونطاقان متجمدان في كل من الشمال<br />

والجنوب ونطاقان معتدلان أحدهما يقع ما بين النطاقين الحار والمتجمد الشمالي،‏ والثاني يقع<br />

ما بين النطاقين الحار والمتجمد الجنوبي،‏ وذلك حسب درجة الحرارة أيضا<br />

٠ (١٨)<br />

وقد ن َقل اهتمام الجغرافيا بالوصف الدقيق والمترابط لأجزاء سطح الأرض ثِقل الاهتمام<br />

الجغرافي منذ القرن الثاني قبل الميلاد من الناحية الكونية ، cosmic التي تعالج شكل<br />

الأرض وأبعادها وعلاقاتها الفلكية بالكون ، إلى الناحية الوصفية،‏ سواء أكان ذلك بمقياس<br />

المناطق الكبرى المترابطة مع غيرها ، chorographic أو بمقياس الأجزاء الصغرى التفصيلية<br />

٠ topographic<br />

ومن هذا المنطلق يكون ‏"بطليموس"‏ رائدا ً من رواد الفكر الإقليمي في الجغرافيا ، لأنه<br />

جمع في كتابه ‏"دليل الجغرافيا<br />

geographike “huphegesis نتاج<br />

الفكر الجغرافي الإغريق ‏ّى<br />

وخلاصته عن الأرض ووضعها ، محددا ً أماكنها على خريطته المعروفة حسب مواقعها من<br />

خطوط الطول والعرض ، ثم أتبع ذلك بوصفٍ‏ مستفيضٍ‏ لهذه المواقع ميّز فيه بين الوصف<br />

الكلى للأرض geographic والوصف الإقليمي المترابط<br />

للمكان<br />

، chorographic والوصف التفصيلي<br />

٠<br />

(١٩)<br />

topographic<br />

الفكر الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة<br />

يتمثل الفكر الجغرافي الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة في الكتابات الجغرافيّة العربيّة في<br />

العصور الوسطي،‏ فقد شغلت الكتابات الجغرافيّة الإقليمية في الفترة الإسلامية حيزا كبيرا َ <br />

إن لم يكن الأكبر من الكتابات الجغرافيّة في تلك الفترة،‏ فبعد أن استوعب العرب جغرافيّة


الإغريق والرومان جغرافية بطليموس وأضافوا إليها تسببت عملية الخروج من شبه<br />

الجزيرة العربية لنشر الدين الإسلامي وما أعقبها من اتساع رقعة دولة الإسلام في إضافة<br />

المزيد من المعلومات عن مختلف البيئات التي أصبحت ضمن إطار الدولة الجديدة ، وهو ما<br />

كان يعنى إضافة المزيد من التن ّوع في مظاهر سطح الأرض ، فبدأت التحركات الجغرافية<br />

الاستكشافيّة الدينيّة الفتح والحج والتجارية والسياسية الهادفة إلى معرفة المزيد عن<br />

المناطق الجديدة تشكل أفق الجغرافيا الإسلامية في ذلك الوقت ، وكانت الجغرافيا الإقليمية هي<br />

أهم ملامح هذا الأفق<br />

٠<br />

ومن الجدير بالذكر أن الجغرافيا العربيّة في الفترة الإسلامية لم تكن تعنى ما نعرفه<br />

الآن عن علم الجغرافيا،‏ وإنما كانت تعنى أحد موضوعاتها ، فكانت مثلا علم الطرق والمسالك<br />

والممالك أو تقويم البلدان ، أو الممالك والأقاليم أو علم الأطوال والعروض<br />

(٢٠)<br />

، ومن ثم<br />

كانت الجغرافيا الإقليمية في تلك الفترة تختلف اختلافا واضحا ً عن الجغرافيا الإقليمية الحالية ،<br />

التي تسعى إلى تحديد الشخصيات الجغرافيّة للأقاليم ، بهدف الوصول إلى الأنماط الإقليمية<br />

٠<br />

وعلى الرغم من تأثير الجغرافيا الإغريقيّة الرومانيّة على الجغرافيا العربيّة<br />

الوسيطة،‏ كما يبدو ذلك في تمسك العرب بالتقليد الإغريقىّ‏ في تقسيم العالم إلى نطاقات وفي<br />

اعتبار أن الجزء المعمور منه هو أهم الأجزاء ، فإن جغرافيّة الوصف العربيّة الوسيطة <br />

الجغرافيا الإقليمية قد بلغت ذروتها بعد نشاط الرحلات التي كانت الكتابات الناتجة عنها<br />

تمثل تطويرا ً للدراسة الإقليمية التي بدأها قبلهم الإغريق والرومان ، وكانت تلك الكتابات على<br />

: مستويين<br />

مستوى الدراسة الإقليمية العامة بالنسبة للعالم المأهول في ذلك الوقت <br />

ومستوى الدراسة الإقليمية الخاصة إقليم أو منطقة معينة<br />

٠<br />

(٢١)<br />

وقد ترك العرب مادة جغرافيّة غزيرة في موضوعات الجغرافيا الإقليمية اشتملت على<br />

معلومات عن المدن والطرق والمسافات،‏ وعلى إشارات إلى الصناعة والتجارة والحياة<br />

الاجتماعية لسكان الأقاليم التي زارها الرحالة،‏ الذين قام بعضهم برحلاته خصيصا ً من أجل<br />

إعطاء فكرة واضحة عن هذه الأقاليم معتمدين في ذلك على المشاهدة والسؤال والاستقصاء<br />

٠ والتحقيق<br />

(٢٢)<br />

كذلك تعتبر الدراسات الإقليمية التي قام بها العرب دراسة مسلسلة تمتاز بدقة تستحق<br />

الإعجاب،‏ وكانت الطريقة التى اتبعها أكثر من ك َتب هذه الدراسات تبدأ بتقسيم منطقة الدراسة<br />

إلى أقاليم أو تحديد موقع المنطقة من العالم المعمور،‏ ثم ذكر أهم المظاهر الفزيوجرافيّة في<br />

كل إقليم،‏ ثم عرضٍ‏ للمدن وما بها من نشاط اقتصادي واجتماعي ، ثم تسجيل عادات السكان


وأعمالهم ، ثم سرد لإنتاج الإقليم من الغلات النباتيّة والمعادن ، وتنتهي بمناقشة ما يروج في<br />

هذا الإقليم من خرافات<br />

الفكر الإقليمي في القرنين<br />

٠ (٢٣)<br />

١٧ و ١٨<br />

ترجع فكرة تقسيم علم الجغرافيا إلى قسميه الرئيسين<br />

الألماني ‏"برنار<br />

‏“فارينيوس”‏<br />

:<br />

"Varrenius , B.<br />

العام والخاص إلى الجغرافي<br />

في القرن السابع عشر وذلك عندما ميّز بين ما<br />

أسماه بالجغرافيا العامة أو الأصوليّة والجغرافيا الخاصة أو الإقليمية في كتابه عن الجغرافيا<br />

العامة<br />

Geographia Generalis الصادر في عام<br />

الجغرافيا الخاصة أن يحاول وصف قطر بأكمله،‏ ومن ثم كان<br />

وحدة مناسبة للدراسة الإقليمية<br />

وقد قال<br />

‏“فارينيوس”‏<br />

(٢٤)<br />

بأن الجغرافيا العامة هي<br />

الأرض بشكل عام ويصف أقسامها المتنوعة التي<br />

‎١٦٥٠‎م،‏ حيث ذكر أن على الجغرافي في<br />

‏“فارينيوس”‏<br />

يرى في الدولة<br />

" ذلك الفرع من العلم الذي يدرس<br />

تؤثر عليها ككل ، والذي يقدم الأسس<br />

والقوانين العامة التى يجب استخدامها في دراسات الأقطار المختلفة وهي الأسس والقوانين<br />

التى تشكل الجغرافيا ‏"الخاصة"،‏ ومن ثم فقد كان ‏“فارينيوس”‏ يؤمن بأن الجغرافيا بجانبها العام<br />

تهدف إلى دراسة الجانب الإقليمي منها<br />

٠<br />

(٢٥)<br />

وخلال القرن الثامن عشر وجد الجغرافيون في الوحدة السياسيّة الدولة بحدودها<br />

التحكمّية أساسا ً قاصرا ً للدراسة الإقليمية،‏ ومن ثم اتجهوا للبحث عن مناطق أخرى أكثر توافقا ً<br />

في خصائصها الجغرافيّة الداخليّة تميّزها أكثر عن غيرها من المناطق فاتخذوا أحواض<br />

الأنهار كوحدات إقليمية<br />

(٢٦)<br />

، وقد شجعت التغييرات العديدة التى أحدثتها حروب نابليون في<br />

قارة أوربا من ناحية وصعوبة تمييز الوحدات الإدارية الكثيرة العدد في ألمانيا من ناحية<br />

أخرى،‏ على التغاضى أكثر فأكثر عن الحدود السياسية وعلى اعتماد النواحي الطبيعية كأساس<br />

للتقسيم الإقليمي<br />

كذلك فقد شجعت نظرية بواش<br />

‏"محاولة في دراسة الجغرافيا الطبيعية<br />

“Buache”<br />

‎١٧٠٠‎‎١٧٧٣‎م<br />

"Essai de geographie physique<br />

والتى أوردها في كتابه<br />

عام<br />

‎١٧٥٦‎م الاتجاه<br />

نحو الظاهرات الطبيعية كأساس للتقسيم الإقليمي ، وهي النظرية القائلة بأن سطح الأرض<br />

يتألف من عدد من الأحواض التي<br />

٠ البحرية<br />

تفصلها خطوط متصلة من الجبال القارية والسلاسل


و"‏<br />

وقد قام الجغرافي الألمانى ‏"جاترير<br />

"Gaterer<br />

بتبني ‏"أحواض بواش"‏ وذلك في مؤلفه<br />

‏"إطار عام لسطح الأرض"‏ المنشور في عام ، ١٧٧٥ فاتخذ السلاسل الجبلية أساسا ً لتقسيم<br />

العالم إلى أقاليم طبيعيّة ، رغم أنه لم يهمل الحدود السياسية كأساس لتمييز الوحدات الأصغر<br />

الواقعة داخل كل إقليم طبيعي ، وقد تبع جاتيرير في اتجاهه هذا عدد من الجغرافيين الألمان<br />

أمثال ‏"هوميير<br />

Hommeyer<br />

‎١٨٥٩Hittner‎١٩٤١‎ بوقت طويل<br />

‏"و"زونهZeune<br />

٠<br />

(٢٧)<br />

‏"بخرBucher‏"‏ وذلك قبل ظهور ‏"“هتنر”"‏<br />

الفكر الإقليمي في القرنين ١٩ و ٢٠<br />

يعتبر القرن التاسع عشر هو فترة المرحلة التكوينيّة للجغرافيا الإقليمية بمفهومها<br />

الحديث،‏ فقد نوقشت الفكرة الإقليمية كثيرا ً خلال نصفه الأول ، وازدهرت وتطوّرت خلال<br />

عقده الأخير ، وخلال السنوات الأولى من القرن العشرين في كتابات كل من ‏"“هتنر”"‏<br />

‏(‏‎١٨٥٩‎‎١٩٤١‎‏)‏ في ألمانيا و"لابلاش .P "La Blache ,<br />

‏"ماكيندر<br />

"Mackinder<br />

‏(‏‎١٨٦١‎‎١٩٤٧‎‏)‏ و"هربرتسون<br />

‏(‏‎١٨٢٥‎‎١٩١٨‎‏)‏ في فرنسا،‏ وكل من<br />

"Herbertson<br />

‏(‏‎١٨٦٥‎‎١٩١٥‎‏)‏ في<br />

بريطانيا ، ثم استمر الفكر الإقليمي يمثل ملمحا ً بارزا ً من ملامح الفكر الجغرافي حتى الوقت<br />

الحاضر<br />

(٢٨)<br />

، وإن كان الجدل العلمي لا يزال قائما حول طبيعة علم الجغرافيا بصورة عامة،‏<br />

والجانب الإقليمي منه على وجه الخصوص وذلك بسبب ماهية الأخير ووضعه بالنسبة لعلم<br />

الجغرافيا<br />

و"“رتر”‏<br />

٠<br />

(٢٩)<br />

وعلى الرغم من اهتمام ‏"همبولت<br />

“Humboldt<br />

١٧٧٩) “Ritter<br />

‏(‏‎١٧٦٩‎‎١٨٥٩‎‏)‏ الذي يعتبر هو<br />

‎١٨٥٩‎‏)‏ مؤسسا الجغرافيا الحديثة بالجغرافيا العامة إلا أن ذلك لم<br />

يصرفه عن الجغرافيا الإقليمية كل ّية ، وذلك لأنه أقرّ‏ باعتماد الظاهرات المكانيّة على بعضها<br />

البعض ، كما اعترف بالحاجة إلى تفسير أية مجموعة من الظاهرات الموزّعة مكانيا ً بالنسبة<br />

إلى محتواها الإقليمي‎٠‎<br />

ألفريد هتنر<br />

فيدال دي لا بلاش


‏“رتر”‏<br />

١٨٤٥ ١٩١٨<br />

١٨٥٩ ‎١٩٤١‎<br />

(٢) شكل رقم<br />

هتنر ودي لا بلاش<br />

‏(عن:‏ حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو‎٠٠‎سبتمبر <br />

الكويت ‎١٩٧١‎ ص<br />

(١٣٠/١٢٩<br />

٠<br />

(٣٠)<br />

ولكن في حين اهتم همبولت أكثر بالجغرافيا العامة فإن الإقليمية كانت أكبر إنجازات<br />

الذي أكد مرارا وتكرارا في دراساته المنهجيّة على<br />

أهمية التنظيم الإقليمي للجغرافيا<br />

كارل رتر<br />

ألكسندر فون همبولت<br />

١٧٧٩ ١٨٥٩<br />

١٧٦٩ ١٨٥٩<br />

(٣) شكل رقم<br />

هامبولت ورتر<br />

‏(عن:‏ حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو‎٠٠‎سبتمبر <br />

الكويت ‎١٩٧١‎ ص<br />

(١٢٣/١٢١<br />

ورغم عدم صحة القول بأنه مؤسس الجغرافيا الإقليمية فان ‏“رتر”‏ كان يهدف إلى عمل<br />

جغرافيا إقليميّة للعالم عن طريق دراسة أقاليم عظيمة الاتساع نسبيا،‏ فعندما نمت المعرفة<br />

الجغرافية رأى بعض الكتاب أن يعرضوا الأقاليم المختلفة في العالم بصورة متكاملة تعالج فيها<br />

كل الظاهرات المرتبط بعضها بالبعض الآخر،‏ وكان ‏“رتر”‏ من الذين تبنوا هذه الفكرة ودافعوا<br />

عنها،‏ وذلك عندما قال بأن الأقاليم هي الأطر التي تترتب من خلالها الحقائق الجغرافية مثلما<br />

أن التسلسل الزمني هو الإطار الذي ترتب فيه الحقائق التاريخية<br />

٠<br />

(٣١)<br />

ولم تكن الجغرافيا عند ‏"“هتنر”"‏ هي علم الأرض فحسب بل علم ‏"كورولوجية سطح<br />

الأرض"‏surface "chorological science of earth's<br />

٠<br />

(٣٢)<br />

حيث كانت ‏"الكورولوجيا"‏ عنده تعنى<br />

التباين الإقليمي ، لأن منهجه الجغرافي كان يتمثل في دراسة العلاقة بين الطبيعة والإنسان في<br />

إطار إقليميّ‏ ، فعلم الجغرافية حسب رأيه ينقسم إلى جغرافية عامة تختص بتوزيع<br />

الظاهرات الجغرافية على سطح الأرض ، وجغرافية خاصة تختص بدراسة الأقاليم الجغرافية


وقد قال ‏"“هتنر”"‏ أن موضوع الجغرافيا المتميز من العصور القديمة وحتى الآن عام<br />

١٨٩٨ كان معرفة مناطق سطح الأرض حسب اختلاف بعضها عن البعض الآخر مع<br />

اعتبار الإنسان جزءا مكملا لطبيعة المنطقة،‏ كما عاد وكتب عن<br />

أو للأرض"‏<br />

‏"علم المناطق والأماكن وما يختص باختلافاتها وعلاقاتها المكانية"‏<br />

الأرض من حيث اختلافاتها المكانية"‏<br />

‏"التوزيعات الجغرافية<br />

‏"علم سطح أو<br />

حيث أكد أن هدف وجهة النظر التوزيعيّة في الجغرافيا<br />

هو معرفة سمات الأقاليم والأماكن من خلال إدراك تواجدها معا وعلاقاتها ضمن المظاهر<br />

المختلفة للواقع،‏ كما تظهر مُرت ّبة في شكل قارات أو مناطق كبيرة وصغيرة أو أماكن<br />

كذلك أوضح<br />

‏“هتنر”‏<br />

أن الجغرافي لا يستطيع أن يجد<br />

٠<br />

(٣٣)<br />

وحدة أى جزء معين من سطح<br />

الأرض بمجرد النظر إلى مظهره الخارجي لاندسكيبه وإنما بدراسة عناصر تكوينه<br />

وتفهّم مكوّنات هذه العناصر ، ويتحقق ذلك بالتعرّف على التكوين الجغرافي المعقد لمختلف<br />

النظم التى تكوّن ذلك الجزء من ناحية كالأنهار ونمط المناخ مثلا ثم بايجاد الترابط<br />

السببىّ‏ الإجمإلي<br />

‏“هتنر”‏<br />

zusammenhang<br />

٠<br />

(٣٤)<br />

‏"هربرتسون<br />

لمختلف هذه الظاهرات من ناحية أخرى ، ومن ثم يكون<br />

قد أعطى أهمية للدراسة الإقليمية حين أظهر أن مادتها تستمد من الدراسات الأصولية<br />

ولقد ترددت أصداء فلسفة<br />

‏"و"ماكندر"‏<br />

‏“هتنر”‏<br />

في بريطانيا و"فنمان<br />

الإقليمية في كتابات كل من<br />

‏"شيزولم<br />

Chisholm ‏"و<br />

" Sauer و"ساور “Fenneman<br />

في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية بل ووصلت هذه الأصداء إلى اليابان وكان ماكندر يرى أن الدراسة على<br />

أساس الأقاليم تعتبر اختبارا أكثر دقة لمنطق المناقشة الجغرافيّة من الدراسة على أساس نوع<br />

الظاهرات<br />

أما<br />

٠<br />

(٣٥)<br />

‏"ساور"‏<br />

فقد قدم تعبير الجغرافيا هي علم الاختلاف المكانىّ‏ لأول مرة في عام<br />

١٩٢٥، عندما حاول صياغة عبارة<br />

أصلا من كتابات<br />

‏"ريشتهوفن<br />

عن الاختلافات الإقليمية<br />

٠<br />

(٣٦)<br />

‏"“هتنر”"‏<br />

حول مفهوم الجغرافيا وهو المفهوم المستمد<br />

Richthofen ‏“المعتمدة على أفكار كل من<br />

‏"“رتر”"‏ و ‏"همبولت"‏<br />

ويؤكد بعض الجغرافيين على أن الدراسة الإقليمية كمنفذ للخروج من ورطة<br />

ازدواجية العلم من ناحية،‏ وكمنهج للإفصاح عن الفلسفة الجغرافية الصحيحة من ناحية أخرى<br />

قد ظهرت وتطورت في فرنسا في الفترة الانتقالية ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين<br />

على يد<br />

وإمكاناتها "<br />

‏"لابلاش"‏<br />

صاحب العبارة المألوفة<br />

" الجغرافيا علم الأماكن الذي يهتم بنوعية البلدان<br />

، حيث أكد أن السمة الخاصة بقطر ما تتمثل بالمجموع الكلي لظاهراته<br />

٠<br />

(٣٧)


يلت<br />

كذلك فقد أكد ‏"لابلاش"‏<br />

والمظاهر البشريّة،‏ وفي إظهار الوحدة في دراسة الأقاليم<br />

عنه<br />

الذي كان يجد المتعة في المزج المنسّق بين المظاهر الطبيعيّة<br />

(٣٨)<br />

Pays <br />

على ضرورة الحاجة<br />

إلى الدراسة الإقليمية التفصيليّة،‏ وذلك لتوضيح أثر العوامل العديدة الطبيعيّة والتاريخيّة<br />

(٣٩)<br />

والسياسيّة والاقتصاديّة في تكوين شكل السطح لأية بقعة على سطح الأرض ، وذلك ما عبر<br />

‏"ماكندر"‏ بأنه<br />

والبشريّة في صور إقليمية"‏<br />

وقد عبّر<br />

٠<br />

(٤٠)<br />

‏"قد حان الوقت لأن يوجّه الجغرافيون اهتمامهم إلى دمج الحقائق الطبيعيّة<br />

‏"شوللى<br />

“Cholley عن الفكر الإقليمي عندما نادى بأن هدف الجغرافيا هو<br />

معرفة الأرض بسمتها الكلية ليس على أساس أنماط معينة من الظاهرات الطبيعيّة والحيويّة<br />

والبشريّة المرتبة في متتاليات،‏ وإنما من حيث الائتلافات الموجودة بين هذه المجموعات<br />

الثلاث من الظاهرات،‏ لأن هذه الائتلافات هي التى تكشف عن الأنماط المكانيّة المختلفة التي<br />

ينتظمها سطح الأرض من محيطات وقارات ، وما يضمه هذا السطح من<br />

ظاهرات حيوية من<br />

ناحية ، وأنظمة حضارية وأشكال استيطانية وتنظيمات مكانية توزعية أوجدتها<br />

الجماعات البشرية من ناحية أخرى<br />

فقد ذكر<br />

ولا تختلف صياغة<br />

‏"جيمس"‏<br />

‏"جيمس<br />

٠<br />

(٤١)<br />

" James<br />

أن"الجغرافيا تعنى بدراسة الظواهر ا<br />

كما تعنى بأوجه الشبه والاختلاف بين الأماكن"‏<br />

٠<br />

الجيدة للفكرة الإقليمية كثيرا عن أفكار<br />

(٤٢)<br />

‏"شوللى"‏<br />

تعطى سمة لأماكن معينة مجتمعة ،<br />

وقد توطدت أركان الدراسات الإقليمية وتطورت أساليبها مع منتصف القرن العشرين،‏<br />

خاصة بعد تطور أساليب الملاحظة والتحليل الميداني،‏ حتى أن توسع هذه الدراسات قد بلغ حد<br />

دراسة مناطق صغيرة ومحدودة<br />

micro على المستوى الطبوغرافي،‏ على أساس أن البحث<br />

الميداني بهذا المستوى يكون قادرا على دراسة التكوين الأصلي المتطوّر للظاهرة<br />

وعلى إظهار كيفية ترابطها الواقعي<br />

الدراسة التفصيلية المحلية إلى عملية التعميم لمناطق أوسع<br />

، genetic<br />

مع غيرها من الظاهرات ، على أمل أن تؤدى هذه<br />

٠<br />

(٤٣)<br />

generic<br />

ويمكن اعتبار التنمية الإقليمية مثالا لهذا الوضع،‏ لأنه لما كان تطوير الجزء يؤدى إلى<br />

تطوير الكل،‏ فان التنمية الإقليمية تعتبر واحدا من مكونات عملية التنمية الكلية ، ومن ثم فإذا<br />

تحققت التنمية في أقاليم الدولة فان المحصلة النهائية هي تحقق التنمية الكلية في هذه الدولة ،<br />

وذلك من وجهة النظر المكانية<br />

تطور مفهوم الإقليم<br />

٠<br />

(٤٤)


رغم أن الاتجاه الإقليمي في الفكر الجغرافي يعتبر اتجاها حديثا لارتباطه بالمدرسة<br />

الجغرافية الألمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر<br />

إلا أن<br />

الأولى قد وضعت في المهد الأول للعلم،‏ ألا وهو الحضارة الإغريقية،‏ التي<br />

بذور هذا الاتجاه وجذوره<br />

إليها فكرة تقسيم<br />

العالم إلى أقاليم ، وذلك عندما قسم الإغريق العالم المعروف في زمنهم إلى سبعة أقاليم هي<br />

عبارة عن مناطق حرارية عظمى اعتمادا على دوائر العرض<br />

ويعتبر مفهوم الإقليم أساسا<br />

وسيلة عقلانية مفيدة كأداة لفهم وتحليل<br />

المجتمع البشرى بشكل أفضل ، وهو<br />

يعنى أنماطا مكانية معينة وارتباطات<br />

بين عوامل محددة ، مع ملاحظة أن<br />

هذه الأنماط أو الارتباطات غير<br />

موجودة بالضرورة بشكل حقيقىّ‏ أو<br />

ملموس ، كما أنها ليست مجموع<br />

الحقيقة أو كلّ‏ الواقع<br />

٠<br />

(٤٥)<br />

٠<br />

(٤٦)<br />

ومن الضرورى في الجغرافيا الإقليمية<br />

تقسيم مجموع المنطقة قيد الدراسة إلى<br />

شكل<br />

عن<br />

(٤)<br />

:<br />

أقاليم عن طريق تخصيص كل جزء من أجزاء هذه المنطقة<br />

عن طريق تقسيم المدى الكلىّ‏ للتباينات المكانية إلى أنماط<br />

خريطة بطليموس الإقليمية<br />

عبد الحكيم والليثي علم الخرائط ص<br />

١٣<br />

(٤٧)<br />

لإقليم ما ، ومن ثم تنشأ الأقاليم<br />

وهكذا ينبثق مفهوم الإقليم من<br />

الحاجة إلى تقسيم منطقة كبرى إلى أجزاء يدرس كل جزء منها حسب اتحاد عناصره أو<br />

٠ مركباته<br />

وفي مثل هذا التقسيم كما أشار<br />

في عام ‏“هتنر”‏<br />

١٩٠٣ يكون من الضروري<br />

عدم الأخذ في الاعتبار أوجه الشبه بين الأماكن فقط ، بل أيضا علاقات الموقع والصلات<br />

(٤٨)<br />

المتبادلة بين الأماكن ، ومن ثم قسّم الجغرافيون العالم إلى مناطق أصغر مساحة تتميز عن<br />

بعضها بخصائص جغرافيّة واضحة بينما تكون أجزاؤها الداخلية أقرب إلى التجانس<br />

والترابط فيما بينها هي ما يعرف بالأقاليم ، التى تنقسم حسب الهدف من الدراسة إلى<br />

: درجات منها<br />

الأقاليم الجغرافيّة الكبيرة التي تناسب الدراسة الأصوليّة أو العامّة ، ومنها<br />

الأقاليم متوسطة الحجم ، ومنها الأقاليم صغيرة الحجم مجال الدراسة التفصيلية وكل هذه<br />

الأقاليم يجمع بين دراستها منهج جغرافي واحد هو المنهج الإقليمي<br />

٠<br />

(٤٩)


ولقد اعتبر المظهر الأرضي المرئي<br />

visual Landscape<br />

أو المظهر الأرضي العام الذي<br />

يلخص كل الظاهرات الإقليمية هو موضوع علم الجغرافيا وكانت هذه الفكرة تظهر وتختفي<br />

أكثر من مرة في ألمانيا وفرنسا ، حيث كانت تسمى باللاندسكيب،‏ وفي الولايات المتحدة<br />

الأمريكية حيث كانت تسمى باللاندسكيب الحضاري ، وفي بريطانيا حيث أصبحت علم<br />

الطبوغرافيا<br />

٠<br />

(٥٠)


المبحث الثاني :<br />

أسس التقسيم إلى أقاليم<br />

أهداف التقسيم الإقليمي وأسسه<br />

تتسم عملية التقسيم الإقليمي بصعوبتها غالبا ً،‏ وذلك لاعتمادها على معايير أو أسس لا<br />

حصر لها،‏ فالأقاليم يمكن أن تصنف في فئات طبقا ً لخصائصها الداخلية السائدة ، أو لطبيعة<br />

علاقاتها بالأقاليم الأخرى ، أو لدورها في الاقتصاد القومي للدولة<br />

إقليما<br />

(٥١)<br />

، وقد تعتبر منطقة ما<br />

لأنها تتميز وتتسق داخليا بسبب توافقها مع توزيع نمط معين من المناخ أو التضاريس<br />

أو النبات الطبيعي أو التربة ، أو لأن هذه المنطقة تتميز بنوع معين من النشاط الاقتصادي أو<br />

التركيب الحرفي أو استخدام الأرض أو اللغة ، وقد يعتمد تحديد الإقليم على معيار الخدمات<br />

الإدارية والعلاقات التجاريّة كإقليم المدينة ، مع ملاحظةٍ‏ مهمةٍ‏ هي أنه نادرا ً ما تتطابق بعض<br />

أنماط هذه الأقاليم مع بعضها الآخر تطابقا ً تاما ً<br />

٠<br />

ولكى تتم عملية التقسيم الإقليمي بشكل مقبول،‏<br />

ينبغي أولا ً فهم الخصائص الأساسيّة<br />

التي<br />

تعطى هذا الإقليم تميّزه عن غيره من الأقاليم بقدر الإمكان ، ثانيا ً تحديد النطاقات التي تضعف<br />

عندها هذه الخصائص لتبدأ خصائص إقليم آخر في الظهور أي مناطق الانتقال بين الأقاليم<br />

لأن حدود الإقليم مهما كان نمطه ليست حدودا ً صارمة ودقيقة<br />

إلا في حالة القارات<br />

والمحيطات ، فالخصائص الإقليمية تتغير تدريجيا ً في المكان حتى أن مناطق الانتقال هذه قد<br />

يصعب تحديد إلى أىّ‏ من الإقليمين المتجاورين تنتمي ، بل إن هذه المناطق قد تصبح مناطق<br />

اتصال أكثر منها مناطق انفصال ، كمراكز العمران على جانبي النهر الفاصل بين حدود<br />

دولتين متجاورتين تمثلان إقليمين سياسيين مختلفين<br />

٠<br />

(٥٢)<br />

ومساحة موضوع الجغرافيا الإقليمية هي القارة عادة أو ما هو دونها حتى المركز<br />

الاداري،‏ وفي داخل هذه المساحة قد يقتصر الجغرافي على دراسة ظاهرتين فقط أو قد يرجع<br />

إلى عدد أكبر من الظاهرات حتى يفسّر ما يبحث عنه<br />

(٥٣)<br />

، ولقد كان العالم ممثلا في حدوده<br />

الطبيعية أول هدف وضعته الجغرافيا لنفسها،‏ وذلك عندما أراد باحثوها النهوض بها ورفع<br />

مستواها بما يعطيها ذاتيتها ويثبت استقلالها عن العلوم الأخرى،‏ فقد انصب اهتمام هؤلاء<br />

الباحثين على إيجاد الحدود الطبيعية للعالم بدلا من الحدود السياسية سريعة التغير<br />

الأسس الطبيعية لتحديد الأقاليم<br />

٠


كان ‏"هربرتسون"‏ يرى أن الأقاليم الطبيعية موجودة،‏ سواء أكان الإنسان جزءا منها أم<br />

لم يكن ، في الوقت ذاته الذي لم يعترف فيه بالحدود البشرية كأسس للتقسيم الإقليمي عندما<br />

نادى بوجوب استبعاد التقسيمات السياسية من أية دراسة إقليمية<br />

(٥٤)<br />

، لكن المشكلة الكبرى<br />

التي واجهت الجغرافيين آنذاك تمثلت في المقياس الذي يجب أن ترتكز عليه تلك الحدود<br />

الطبيعية ، وهي المشكلة التى ظلت باقية حتى القرن العشرين ، متمثلة على سبيل المثال في<br />

وضع ‏"جيرج<br />

“Jeorge , W.<br />

إحدى وعشرين طريقة لتقسيم أمريكا الشمالية إلى أقاليم<br />

طبيعية وذلك قبل أن يضيف إليها طريقته الخاصة لتكون الطريقة الثانية والعشرين<br />

(٥٥)<br />

وقد سبق للجغرافي الألمانىّ‏ ‏"جاتيرير"‏ أن حل هذه المشكلة عن طريق ‏"شبكة أنظمة<br />

الجبال المتصلة<br />

" continuous network of mountain systems<br />

ليتخذها أساسا لتقسيم العالم إلى أقاليم طبيعية<br />

التى اقترحها عام<br />

، ١٧٧٥<br />

(٥٦)<br />

، وكان اتخاذ الجبال كأساس للحدود الإقليمية<br />

الطبيعية مقدمة للاعتماد على سلسلة من الظاهرات الجغرافية الطبيعية كأسس إقليمية ، فقد قام<br />

‏"سكلاتور .W "Sclator , بوضع أقاليم للجغرافيا الحيوانيّة ، كما وجد ‏"باسارجه<br />

يمكن تقسيم قارة افريقيا إلى أقاليم طبيعية على أساس مناخى إلى حد ما<br />

الأسس البشريّة لتحديد الأقاليم<br />

عندما سادت الفلسفة الإنتفاعية<br />

أهداف العلوم الأخرى لاسيما التاريخ<br />

"Passarge<br />

٠<br />

(٥٧)<br />

utilitarianism<br />

(٥٨)<br />

أنه<br />

الفكر الجغرافي وجعلته وسيلة لخدمة<br />

كان الوصف الجغرافي التقليدي،‏ والذي كانت<br />

مهمته فقط هي جرد المحتوى الاحصائي للوحدات السياسيّة ، يتخذ من هذه الوحدات أساسا<br />

للتقسيم الإقليمي<br />

٠<br />

ومن ثم كانت الظاهرات البشريّة هي أساس تحديد الأقاليم ، لا سيما حين نادي<br />

الجغرافي الألمانىّ‏ ‏“فارينيوس”‏ مبكرا ً في عام<br />

١٦٥٠<br />

بأن على الجغرافي في الجغرافيا<br />

الخاصة أن يحاول وصف قطر بأكمله ، ومن ثم كان ‏“فارينيوس”‏ يرى في الدولة بحدودها<br />

السياسية وحدة مناسبة للدراسة الإقليمية<br />

٠<br />

(٥٩)<br />

ولكن رغم بقاء الوحدات السياسيّة والإدارية كأساس لتمييز الوحدات الإقليمية الا أن<br />

ظهور فلسفة الجغرافيا العلمية الصرفة لاسيما في ألمانيا ، والتى عبر عنها أوسكار ‏"بشل<br />

O. “Peschel , ١٨٢٦ <br />

١٨٧٥ بأن الجغرافيا قد أخذت مكانها الصحيح كموضوع مستقل ،<br />

قد قضى على الوصف الجغرافي التقليدى ، ومن ثم بدأ الوصف الجغرافي لسطح الأرض


ولأقسام هذا السطح يرتكز على الأسس الطبيعية،‏ رغم بقاء الحدود السياسية والإدارية كأساس<br />

٠ للتمييز<br />

(٦٠)<br />

وقد تكوّنت الدولة الوطنية الحديثة الأوروبيّة في الغالب من توحيد عدة أقاليم ومقاطعات<br />

شتى في القرون الأخيرة،‏ وكان كل من هذه الأقاليم يمثل إلى حد كبير وحدة جغرافية<br />

طبيعية حقيقية ذات شخصية تاريخية مستقلة وشخصية حضارية متميزة ، كما<br />

وحدة اقتصادية يسودها قدر معين من الكفاية الذاتية<br />

ظهور لمصطلح الإقليمية<br />

regionalism<br />

كان يؤلف<br />

(٦١)<br />

، وفي فرنسا التى حدث بها أول<br />

في القرن التاسع عشر ،<br />

يعنى وكان<br />

الحضارية وليس الإقليمية ذات المفهوم الجغرافي كانت الأقسام الإدارية حتى نهاية ق<br />

الوحدات الطبيعية<br />

المختلفة<br />

وتمثل<br />

للدولة<br />

الإقليمية<br />

١٨<br />

٠ (٦٢)<br />

الإقليمية<br />

الواحدة<br />

نظريّة<br />

ثم ومن<br />

سياسيّة<br />

فإنها<br />

كاملة<br />

تمثل<br />

لأنها<br />

الجانب<br />

توزع<br />

الجغرافي<br />

الأثقال<br />

للعلم<br />

والقيم<br />

السياسي<br />

البشرية<br />

أو<br />

داخل<br />

الجانب<br />

هي<br />

الأجزاء<br />

السياسي<br />

للعلم الجغرافي لأنها ‏"فلسفة المكان السياسية"،‏ حيث أصبحت العدالة الإقليمية<br />

هدفا للجغرافيا التطبيقيّة تحققه عن طريق التخطيط الإقليمي،‏ والإقليمية كموضوع في<br />

regional<br />

equity<br />

الجغرافيا<br />

الإدارية<br />

تعنى<br />

.(٦٣)<br />

وفي عام<br />

مبادئ مباشرة<br />

١٩١٠ اقترح<br />

الجغرافيا<br />

‏"لابلاش"‏<br />

السياسية<br />

يسمى أن يمكن ما أو ‏"الداخلية"‏<br />

بالجغرافيا<br />

تقسيم فرنسا إلى أقاليم مدن ينضوي كل إقليم منها<br />

تحت لواء مدينة كبيرة ، وكانت فكرة هذا المشروع هي استبدال الأقسام التى بلغ عددها<br />

تسعين قسما بنحو خمسة عشر إقليما محددا على أساس الطبوغرافيا وأوجه النشاط البشرى<br />

والاقتصادي،‏ تكون لكل إقليم منها عاصمته الإقليمية ، كما نادى<br />

بحثه عن<br />

‏"مقاطعات انجلترا"‏<br />

في عام<br />

‏"فوست<br />

C. “Fawcett , في<br />

١٩١٩ بأن كل إقليم يجب أن يتمركز حول مدينة،‏ وبهذا<br />

فقد أكد بصفة خاصة الدور الذي تقوم به المدينة الكبرى في الإقليم بشكل يشبه إلى حد ما ما<br />

فعله لابلاش في فرنسا<br />

‏"جلبرت وقد أيّد<br />

آراء لابلاش وفوست<br />

مدينة<br />

١٩٣٩<br />

(٦٤)<br />

“Gilbert , E في عام<br />

و"‏ جويارد<br />

" Guillard,<br />

في عام<br />

، ١٩٦٠<br />

،<br />

،<br />

(٦٥)<br />

حين أعلن جويارد أنه لا يمكن أن يتصور إقليما غير ذلك الذي تستقطبه<br />

كما كان الإقليم في رأى<br />

‏"ماكينزى<br />

"McKenzie وحدة جغرافية تتجمع فيها أوجه<br />

النشاط الاقتصادى والاجتماعى للسكان حول مركز اقتصادى وادارى واحد"‏<br />

٠<br />

ولقد كان الهيكل السياسي لألمانيا<br />

منذ توحيدها في عام<br />

١٨٧٠<br />

مهلهل موروث عن الماضي،‏ إلى جانب<br />

هيكلا مكونا ً من تقسيم<br />

تنظيم اقتصادي واجتماعي جديد واسع النطاق أنشئت


بمقتضاه وحدات إقليمية متباينة ، وفي عام ١٩٣٥ أعلن أن كل التطوّرات السكانيّة والاقتصاديّة<br />

ستكون خاضعة لتخطيط الدولة<br />

،<br />

وبمقتضى هذا قسمت ألمانيا إلى ثلاثة وعشرين إقليما تخطيطيا<br />

ليست في الواقع الا مجموعات من الوحدات السياسية التى اتحدت مع بعضها بطريقة جعلت منها<br />

وحدات اقتصادية<br />

(٦٦)<br />

وهناك من الجغرافيين من يرى في الأهمية الاقتصادية أساسا للتقسيم الإقليمي ، فقد كان<br />

هذا هو رأى الجغرافي الأمريكي ‏"دراير .C "Dreyer,<br />

في عام<br />

، ١٩١٥ عندما قال بأن السبب<br />

الأخير للإقليم الطبيعي سبب اقتصادىّ‏ ، والذي قال بأنه على الرغم من فوائد كل التقسيمات<br />

الإقليمية المبنية على التضاريس والبنية ، أو على التضاريس والنبات الطبيعي ، أو على<br />

التوزيعات المناخية أو الحيوانية أو الإيكولوجية،‏ فإن أفضل دليل للتقسيم الإقليمي هو الوظيفة<br />

الاقتصادية<br />

٠<br />

(٦٧)<br />

ولقد كان تقسيم الأقاليم صغيرها وكبيرها عملا لا نهاية له،‏ ولذلك حاول العديد من<br />

الجغرافيين وضع قواعد يتم بمقتضاها تجميع الأقاليم الأصغر في أقاليم أكبر ، ولذلك فقد كانت<br />

الدراسة في بداية التطور الحديث للجغرافيا الإقليمية تنمو بطريقتين أساسيتين تقوم إحداهما<br />

على أساس دراسة مناطق محلية صغيرة ، بينما تقوم الأخرى على أساس دراسة مناطق أكبر<br />

تغطى مئات أو<br />

ألوف الأميال المربعة وكانت الفكرة الأساسية هي أن المنطقة الصغيرة<br />

هي التى يمكن أن نجد لها شخصية متميزة عند دراسة كل مظاهرها الجغرافية ، وإن كان<br />

من غير الضرورى أن تكون هذه الشخصية تامة التناسق<br />

أنماط الأقاليم<br />

٠<br />

(٦٨)<br />

أصبح الجغرافيون مع تطور الدراسة الإقليمية منذ بداية<br />

القرن العشرين يستخدمون ثلاثة<br />

مفاهيم أساسية فيما يتعل ّق بتحديد الأقاليم ودراستها ، ومن ثم وجدت ثلاثة أنماط رئيسة من<br />

الأقاليم هي الأقاليم المتجانسة<br />

functional regions والأقاليم العامة أو الكبيرة<br />

ويفرّق كل من<br />

‏"وولدردج وإيست<br />

homogeneous regions<br />

macro regions<br />

والأقاليم الخاصة أو الوظيفية<br />

٠<br />

(٦٩)<br />

"Wooldridge & East<br />

بين الأقاليم العامة والأقاليم<br />

الخاصة،‏ بأن الأولى تفتقد التفرّد وتفتقر إليه ، بينما تتميز به الثانية ، ومن الواضح حسب<br />

رأيهما أن الجغرافي مهما كان ناجحا ً في معرفة الأقاليم العامة ، فان العالم لا<br />

لا يحوى أكثر من نمط واحد يكون فريدا في نوعه ، فالجغرافيا لا تعيد نفسها<br />

أي ‏"يتكرر"‏<br />

‏"بالتفصيل"‏ ومن


ثم فإنها لا ‏"تكرر"‏ نفسها لأنه لابد من الاختلاف مهما كانت درجة الائتلاف التى تتحد بموجبها<br />

ظاهرات المكان وترتبط أو تترابط فيما بينها على أساسها<br />

الأقاليم المتجانسة<br />

٠<br />

يعرف الإقليم المتجانس بأسماء أخرى كالإقليم المنهجي أو الشكلي أو منتظم النسق<br />

،<br />

وينتمي هذا النمط من الأقاليم إلى الفروع الأصولية للجغرافيا ، لأنه يمثل التوزيع المساحي<br />

لظاهرات جغرافية خاصة طبيعية أو حيوية أو بشرية ومن أمثلتها الأقاليم المناخية أو<br />

التضاريسية ‏"ظاهرات طبيعية"‏ ، الأقاليم النباتية ‏"ظاهرات حيوية"‏ ، الأقاليم الزراعية أو<br />

الصناعية أو أقاليم استخدام الأرض ‏"ظاهرات بشرية اقتصادية"،‏ الأقاليم اللغوية ‏"ظاهرات<br />

بشرية حضارية"‏ وغير ذلك من الأقاليم النوعية<br />

٠<br />

(٧٠)<br />

وينتمي الإقليم المتجانس إلى فئة أقاليم الأساس الواحد<br />

single based regions<br />

ولكن<br />

تحديده قد يعتمد على أساسين أو أكثر ، بشرط وجود علاقة سببية متميزة بين هذه الأسس ،<br />

كالاعتماد على كل من المناخ والتربة والنبات الطبيعي معا كأساس لتقسيم العالم أو إحدى<br />

قاراته إلى أقاليم طبيعية<br />

٠<br />

(٧١)<br />

ولما كان كل نوع من الأقاليم المتجانسة يختص بالعالم ككل،‏ فانه يمثل النمط التوزعي<br />

للظاهرة المختارة للتقسيم الإقليمي على مستوى العالم،‏ ومن ثم فانه يكشف تكرار أنماط معينة<br />

من الأقاليم على خريطة العالم ويوضح توزيعها كتوزيع نمط مناخ البحر المتوسط مثلا في<br />

خريطة العالم للأقاليم المناخية<br />

٠<br />

(٧٢)<br />

ومن الممكن دراسة العالم دراسة إقليمية على أساس نمط من أنماط الأقاليم المتجانسة،‏<br />

لأن قيمة مثل هذه الأقاليم لا تظهر في كشفها عن تكرار توزيع الأنماط الإقليمية فحسب ،<br />

وإنما تبدو أكثر في الإفادة منها في الدراسات التحليلية المقارنة التى تتناول العناصر الأخرى<br />

المكونة للبيئة ، فمثلا ت ُظهر خريطة أقاليم العالم المناخيّة مناطق توزع نمط إقليم البحر<br />

المتوسط المناخي،‏ وذلك في مناطق حوض البحر المتوسط وجنوب غرب استراليا وجنوب<br />

غرب أمريكا الشمالية وجنوب غرب أمريكا الجنوبية ، وذلك ما بين دائرتي عرض<br />

ْ ٣٠ <br />

ْ ٤٠ غرب القارات ٠<br />

ولكن رغم أن هذا الإقليم المناخي يجمع بين كافة هذه المناطق ، إلا أن هناك عناصر<br />

أخرى غير المناخ كالموقع والسكان والمستوى التقني لهؤلاء السكان تتفاعل مع بعضها<br />

البعض تفاعلا داخليا وتتداخل وتتكامل لتعطى في النهاية صورة متميزة لكل إقليم من هذه


الأقاليم المناخيّة البحرسطية ، ومن ثم يتضح أن تقسيم العالم إلى أقاليم متجانسة ما هو إلا<br />

(٧٣)<br />

محاولة لتسهيل دراسة العالم دراسة إقليمية<br />

وتختلف الأقاليم المتجانسة عموما من حيث المفهوم ، سواء حُددت على أساس عنصر<br />

واحد أو أكثر ، أو حددت حسب إئتلاف عنصرين أو أكثر ، وسواء اعتبرت كاصطلاحات<br />

مفردة لكل إقليم على حدة ، أو حسب معايير عامة يمكن تطبيقها على أى عدد من الأقاليم<br />

المشابهة ، وسواء أكانت جزءا ً من نظام لتقسيم المنطقة قيد الدراسة بمجموعها ، أو كجزء<br />

متميز من أجزاء العالم ككل ، أو نطاقا يأخذ في اعتباره أجزاء معينة من منطقة ما ويستبعد<br />

(٧٤)<br />

أجزاء أخرى<br />

الأقاليم المناخية<br />

أخذت عملية تقسيم العالم إلى أقاليم حرارية عظمى اتجاها جديدا في الفكر الجغرافي<br />

الحديث،‏ وذلك عندما اتخذ<br />

‏"سوبان<br />

“Supan من خطوط الحرارة المتساوية أساسا للتقسيم بدلا<br />

من دوائر العرض التى اعتمد عليها<br />

‏"بطليموس"‏ في تقسيمه المعروف،‏ وقد اعتبر العلماء خط<br />

الحرارة المتساوي ١٨<br />

‏ْم لأبرد شهور السنة حدا ً أقصى للمناخ الحار،‏ بحيث تقع المنطقة<br />

الحارة بين هذين الخطين في نصفي الكرة ، كما اعتبروا خط الحرارة المتساوي<br />

١٠ ‏ْم لأدفأ<br />

شهور السنة حدا مناخيا ً فاصلا بين المنطقتين القطبية والمعتدلة ٠<br />

ولكن بعد أن<br />

اتضح أنه<br />

" ليس بدرجة الحرارة وحدها يتم التصنيف المناخى"‏ لأنها لا<br />

تظهر الأقاليم الرطبة والأقاليم الصحراوية استقر الرأي على اعتماد عنصر التساقط المطر<br />

أساسا إلى جانب درجة الحرارة في تقسيم العالم إلى أقاليم مناخية ، ويمثل تصنيف<br />

"Koppen<br />

(٧٥)<br />

المناخي هذا النمط الإقليميّ‏<br />

‏"كوبن<br />

الذي ميّز بين خمسة أقاليم مناخية رئيسة اعتمادا<br />

على التوزيع الفصلي لدرجة الحرارة من ناحية ، وكمية المطر وتوزيعها الفصلي من ناحية<br />

ثانية ، وما ينتج عنهما من أنماط نباتية طبيعية ، وهذه الأقاليم هي :<br />

جدول رقم (١)<br />

أقاليم كوبن المناخية<br />

المناخ<br />

المدارى<br />

الجاف<br />

المعتدل<br />

البارد<br />

القطبى<br />

رمزه<br />

خصائصه<br />

لا تقل درجة حرارة أبرد شهور السنة عن ‎١٨‎درجة م<br />

كمية التبخر فيه أكبر من كمية المطر المتساقطة<br />

٠<br />

٠<br />

يتراوح متوسط درجة حرارة أبرد شهور السنة بين ١٣ و‎١٨‎درجة م<br />

متوسط درجة حرارة أبرد شهور السنة ‎٣‎ درجة م ومتوسط درجة حرارة أحر<br />

‎١٠‎درجة ٠ م + شهور السنة<br />

لا يزيد متوسط درجة حرارة أحر شهور السنة على‎١٠‎ درجة م<br />

٠<br />

A<br />

B<br />

C<br />

D<br />

E


شكل رقم (٥) أقاليم ‏"كبن"‏<br />

المناخية<br />

‏(عن:سطيحة الجغرافيا الإقليمية دار النهضة العربية بيروت ١٩٧٤ ص‎٤١‎‏)‏<br />

الأقاليم الخاصة والأقاليم الوظيفية<br />

يعتبر الإقليم الوظيفي نوعا ً من الأقاليم الجغرافية الخاصة التى يتميز كل إقليم منها<br />

بمجموعة خاصة من الظاهرات الجغرافية التى لا يشاركه فيها إقليم آخر<br />

(٧٦)<br />

، وتتضمن<br />

طريقة دراسة هذا النمط من الأقاليم تحليل مظاهر البيئة الجغرافية الطبيعية والبشرية للمنطقة<br />

التى يشغلها للتعرف على الظاهرات المميزة له ، وتقييم العلاقات المتبادلة بين هذه الظاهرات<br />

، وذلك من أجل إيجاد التركيبة التى تصوّر شخصيتة وتعطيه تفرّده ، لأن الشخصية الإقليمية<br />

ليست مجرد محصلة رياضية لخصائص الإقليم ، وإنما هي العوامل التى تعطى لهذا الإقليم<br />

تميزه وتفرده عن غيره من الأقاليم<br />

وقد أصر<br />

الجغرافية ، والنظام<br />

نظرية النظم العامة<br />

‏"تشيزولم"‏<br />

٠<br />

(٧٧)<br />

على أن دراسة الأقاليم الوظيفية كانت تتم في إطار دراسة النظم<br />

system هو أية مجموعة من الظاهرات ذات علاقات وظيفية ، وتهدف<br />

G.S.T إلى تعميم العلاقات والعمليات الوظيفية التى توجد داخل الأنظمة<br />

المختلفة الطبيعية والبشرية ، وإلى بناء النماذج إلى يمكن تطبيقها على نظم حقيقية<br />

ولقد كان الإقليم الوظيفي يعرف في أول الأمر بالإقليم العقدى<br />

٠<br />

(٧٨)<br />

، nodal نظرا للعلاقة<br />

القائمة بين العقدة المكان المركزي أو المدينة والريف المجاور وقد ظهرت فكرة الإقليم<br />

العقدىّ‏ في مطلع القرن العشرين في كتابات عدد من الجغرافيين منهم جالبين "Galpin , J<br />

و"بارك ١٩١٥<br />

١٩٢٥<br />

Park , R<br />

‏"كريستالر "Christaller<br />

و"ديكنسون<br />

، غير أنها تطورت وتبلورت في كتابات كل من<br />

" Dickinson<br />

في ثلاثينيات القرن<br />

(٧٩)<br />

، بعد أن امتد مفهوم<br />

الإقليم العقدىّ‏ لكى يشمل مناطق ذات تنظيم اقتصادىّ‏ واجتماعىّ‏ تتضح فيها العلاقات الوظيفية<br />

، ومن ثم أصبح الإقليم العقدىّ‏ يعرف بالإقليم الوظيفي ، وهو الإقليم الذي نال اهتماما كبير ًا


من الجغرافيين في الآونة الأخيرة لعدة عوامل ، منها أنه يمثل وحدة واقعية لأغراض الحكم<br />

المحلى والتخطيط الإقليمي وتخطيط مناطق المدن والريف<br />

٠<br />

ولقد أكد بعض الجغرافيين أن الإقليم الوظيفي أسلوب أفضل في الدراسة الإقليمية من اسلوب<br />

الإقليم المتجانس ، ولكن ليس من الإنصاف القول بعدم وجود أقاليم سوى أقاليم المدن<br />

، لأن<br />

هذا الأخير لا يغنى عن الإقليم المتجانس الذي تغطى أنماطه سطح الأرض كله ، كما أنه لا<br />

يوجد تصنيف واضح للأقاليم الوظيفية نظرا ً لاختلاف أقاليم المدن في طبيعتها وأحجامها من<br />

دولة إلى أخرى كذلك فان عدم تناسق توزيع المدن على مستوى العالم كله قد أدى إلى ظهور<br />

مساحات داخلية شاسعة كحوضي الكونغو والأمازون لا تنتمي إلى أي من الأقاليم الوظيفية<br />

بسبب عدم وجود مدينة تحتل مركز الإقليم<br />

٠<br />

(٨٠)<br />

ويمكن تحديد الأقاليم الوظيفية بعنصر<br />

واحد كما هو الحال في إقليم النظام<br />

النهري ولكن في أغلب الأحيان يكون<br />

الباحث مهتما ً بالعديد من العناصر ذات<br />

العلاقة المتداخلة،ومثال ذلك تضافر<br />

عناصر عديدة في موضوع الانتاج،‏ فوحدة<br />

المنطقة هي حقيقة ترتكز على علاقات<br />

متبادلة بين ظاهراتها،‏ ومن ثم فإن الإقليم<br />

الوظيفي ليس تعميما ً وصفيا ً لسمة من<br />

سمات المكان ، ولكنه تعبير عن علاقات شكل رقم<br />

عملية بين ظاهرات هذا المكان<br />

(٦)<br />

٠<br />

(٨١)<br />

نموذج كريستالر<br />

‏(عن:محمد مدحت جابر جغرافية العمران ص<br />

(١٥٩<br />

وعند تحديد منطقة ما على أنها إقليم<br />

وظيفي يعاد بناء تركيب مكاني موجود<br />

بالتأكيد في<br />

مظاهر معينة بهذه المنطقة،‏ ومن ثم فلكل إقليم وظيفي حجمه الخاص وشكله وبنيته ونمط<br />

حركاته الداخلية،‏ ولهذا فهو يمثل مظهرا مكانيا في الحقيقة يجب على الجغرافي اكتشافه


وتحليله ‎٠‎وهذه الحقيقة هي بالذات التي تميز مفهوم الإقليم الوظيفي عن غيره من المفاهيم<br />

الإقليمية الأخرى ، مع ملاحظة أن العلاقات المتداخلة بين عناصر المنطقة أو بين ظاهرات<br />

الإقليم ليست علاقات ‏"عالمية ‏"بحيث لا يكون هناك سبب لأن نفترض أن نظام الأقاليم<br />

الوظيفية سيغطى كل منطقة قيد الدراسة ، ومن ثم فان حقيقة التنظيم الوظيفي للمناطق يعبر<br />

عنها بتداخل الأقاليم الوظيفية لأننا إذا قسّمنا منطقة ما حسب خطوط دقيقة فان هذا التقسيم<br />

يشوه الحقيقة الجغرافية للمنطقة بدلا من أن يقسمها إلى أقاليم<br />

٠<br />

(٨٢)<br />

ويمكن تصنيف الأقاليم الوظيفيّة إلى أنواع عامة كالأقاليم الزراعية والمُدنية والإدارية<br />

والتجارية وأقاليم الظهير ، ولكننا في كل الأحوال لا نعتمد على الظاهرات أو المظاهر العامة<br />

الموجودة في منطقة الإقليم ، وإنما نعتمد أساسا على بنية structure هذه المنطقة<br />

٠<br />

(٨٣)<br />

ولقد أثار مفهوم الإقليم الخاص جدلا طويلا بين الجغرافيين نتج عنه عدم وجود اتفاق<br />

عام على تحديد تام لهذا المفهوم ، أو على الأسلوب المناسب لتحديده ، فلجأ بعضهم إلى<br />

اعتماد النشاط البشرى كأساس للتحديد على أساس أن الإنسان يحقق تحكمه في بيئته الطبيعية<br />

بدرجة متزايدة ، ويتمثل هذا الاتجاه في أقاليم المدن أو في الأقاليم الصناعية التى تتميز بوحدة<br />

تقوم على التنظيم الاقتصادى والاجتماعى وتعكس الارتباط المتبادل بين العناصر الداخلة في<br />

هذا التنظيم ، ولهذا تسمى المنطقة التى يتحقق فيها هذا النمط بالإقليم الوظيفي<br />

أقاليم المدن<br />

٠<br />

تمثل المدن مراكز النشاط الاقتصادي المتخصص ومراكز التركز السكاني في بقع<br />

مكانية صغيرة المساحة نسبيا ، كما تقوم جلها لا كلها بدور المراكز العقدية والأماكن<br />

المركزية ، بسبب التفاعل المباشر بين المدينة وإقليمها الوظيفي أو أقاليمها الوظيفية<br />

٠<br />

(٨٤)<br />

ويعتبر إقليم المدينة من أكثر أمثلة الإقليم الوظيفي وضوحا ً ، فهو عبارة عن منطقة<br />

تخدمها مدينة كبيرة تمتد فوقها أي المنطقة مجالات الوظائف المختلفة لهذه المدينة في<br />

توزيع مساحي يمكن تحديده بما يمكن أن يطلق عليه ‏"خطوط الوظيفة المتساوية<br />

functional<br />

" isolines<br />

مثل حدود الخدمات الإدارية أو الصحيّة أو التجاريّة أو التعليميّة أو الترويحيّة<br />

للمدينة ، التي تعتبر مركزا ً لإيصال هذه الخدمات إلى المناطق التى تحيط بها<br />

ومن ثم يتكون هذا الإقليم من قلب خادم<br />

٠<br />

core serving<br />

hinterland بالعديد من وظائف المدينة ، كما يتكون من ظهير خادم<br />

وقلب مخدوم<br />

وظهير مخدوم<br />

served<br />

serving hinterland<br />

served core<br />

نظرا لاعتماد المدينة على ظهيرها إقليمها في توفير حاجاتها<br />

من الغذاء والأيدى العاملة على سبيل المثال ، وقد بالغ بعض الباحثين في أهمية إقليم المدينة ،


ومن أمثلتهم ‏"جويارد"‏ الذي كتب في عام ١٩٦٠ أنه<br />

الذي تستقطبه مدينة "<br />

" لايمكن أن يتصور إقليما غير الإقليم<br />

(٨٥)<br />

ومثلما اقترح ‏"لابلاش"‏ تقسيما إداريا لفرنسا في عام<br />

انجلترا في عام<br />

١٩١٠<br />

١٩١٧<br />

نظم ‏"فوست"‏ مقاطعات<br />

حسب مراكزها الحضريّة ، كما أكد كل من ‏"جونز<br />

“Jones<br />

و"بلات "Blatt على التنظيم الوظيفي للمناطق حول المجمّعات الحضرية ، ومن خلال كتابات<br />

‏"أولمان<br />

"Ullman<br />

و"ويتلسى<br />

والأقاليم المنتظمة الأكثر شيوعا ً<br />

"Whittlesey<br />

٠<br />

(٨٦)<br />

تم شرح الاختلافات بين مثل هذه الأقاليم العقدية<br />

وإقليم المدينة هو ذلك النطاق الذي يحيط بالمدينة،‏ يخدمها وتخدمه،‏ فالمدينة لا يمكن أن<br />

تعيش في ‏"فراغ"‏ ولا تظهر من تلقاء نفسها،‏ بل يقيمها الريف لتقوم بأعمال لابد أن تؤدى في<br />

أماكن مركزية ، central places فجوهر فكرة المدينة هو أنها تخدم منطقة تابعة ، والأصل في<br />

وظيفتها هو العنصر الإقليميّ‏<br />

regional component<br />

، حتى أن فهم المدينة يصبح فهما<br />

ناقصا إلا إذا درست إقليميا ً مع ريفها المجاور ، فهناك تفاعل وثيق بين المدينة وريفها يتكون<br />

من مجموعة من الأفعال وردود الأفعال المتبادلة تنتهي في الواقع بإيجاد مركب إقليميّ‏ متميز<br />

بكل معنى الكلمة<br />

٠<br />

(٨٧)<br />

والإقليم في رأى ‏"ماكينزى"‏ هو ‏"وحدة جغرافية تتجمع فيها أوجه النشاط الاقتصادى<br />

والاجتماعى للسكان حول مركز اقتصادي واداري واحد<br />

"<br />

وليس هذا التعريف إلا تلخيصا ً<br />

لفكرة العلاقة والتكامل بين المدن والريف ، وهي الفكرة التى ظهرت في تقسيم ‏"لابلاش"‏<br />

لفرنسا ، وتقسيم ‏"فوست"‏ لانجلترا،‏ وعندما انتشرت السكك الحديدية في كل من هاتين الدولتين<br />

أخذت أهمية المدن الإقليمية تزداد بإطراد ، وكانت هذه المدن الكبرى هي الأساس الذي بنى<br />

عليه هذين الجغرافيين تقسيماتهما الإقليمية<br />

إقليم فون ثيونن<br />

وضع<br />

٠<br />

‏"فون ثيونن "Von Thunen<br />

أساس فكرة إقليمه في كتابه عن ‏"الدولة المنعزلة"‏<br />

الصادر في عام ، ١٨٢٦ وكان هذا الكتاب خلاصة تجربته في إدارة مزرعة خاصة كان<br />

يمتلكها<br />

(٨٨)<br />

، ويتمثل إقليم ‏"ثيونن"‏ في أن دولته المنعزلة التى تشبه دويلات الإقطاع في<br />

أوربا العصور الوسطي تتألف من مدينة واحدة محاطة بظهير زراعي ، بينهما علاقة وثيقة<br />

تتمثل في اعتماد المدينة اعتمادا ً تاما ً على ظهيرها في الحصول على حاجتها من المنتجات<br />

الزراعية ، واعتماد الظهير على المدينة اعتمادا تاما في تصريف فائض إنتاجه


وتتسم البيئة الطبيعية في هذا الإقليم بالتجانس ، كما تصلح كل أجزاء الظهير لإنتاج<br />

الحاصلات الزراعيّة والحيوانيّة التى تنتج في العروض الوسطي أما سكان الإقليم فيتميزون<br />

بالنشاط والرغبة في مضاعفة دخولهم النقديّة ، ومن ثم يوائمون بين منتجات حقولهم من ناحية<br />

وحاجة سوق المدينة من ناحية أخرى وهو السوق الذي ينقلون اليه هذه المنتجات باستخدام<br />

العربة والحصان وسيلة النقل المتاحة في عصر ‏"ثيونن"‏<br />

٠<br />

وقد توصل ‏"ثيونن"‏ في ضوء الخصائص السابقة إلى أن نمط الزراعة حول<br />

المدينة يتطور في نطاقات تأخذ شكل الحلقات أو الدوائر التى تتخذ من المدينة مركزا ّ لها ،<br />

بحيث تلعب تكلفة النقل الدور الحاسم في تقرير امتداد الحلقات بعيدا عن مركزها وهو المدينة<br />

، حيث تمثل هذه التكلفة مُتغيرا متحركا ّ في حين تتشابه بقية عناصر الإنتاج في كل أجزاء<br />

الإقليم ، ومن ثم يتحدد ربح المزارع بالمعادلة ر = س ‏(ك<br />

+<br />

، و<br />

‏(س)‏ سعر البيع ، و(ك)‏ تكلفة الانتاج ، و ‏(ن)‏ تكلفة النقل<br />

٠<br />

ن)‏ حيث تعنى ‏(ر)‏ الربح<br />

:<br />

وقد بلغ عدد<br />

‏"حلقات ثيونن"‏<br />

على أساس المعادلة السابقة ست حلقات هي<br />

الحلقة الاولى<br />

:<br />

وهي الأقرب إلى المدينة وتتخصص في انتاج السلع سريعة التلف كاللبن<br />

والخضروات ، والتى تتمدد باستمرار الطلب على منتجاتها ومن ثم يدفع سكان المدينة<br />

لمزارعى هذه الحلقة أسعارا تشجعهم على إنتاج هذه المنتجات في هذه الحلقة بدلا من الحبوب<br />

وغيرها ، لأن وسائل التبريد أو التعليب لم تكن معروفة بعد<br />

الحلقة الثانية<br />

٠<br />

:<br />

وتتخصص في انتاج أخشاب الوقود أو التدفئة ، ويعتمد حدها الخارجى على<br />

مدى الطلب علي الأخشاب وعلى تكلفة النقل<br />

الحلقات<br />

٠<br />

:<br />

الثالثة والرابعة والخامسة ، وتتخصص في انتاج الحبوب وغيرها من المحاصيل ،<br />

وتتميز بوجود نوع من<br />

الحلقتين<br />

"<br />

الدورة الزراعية<br />

"<br />

:<br />

الحلقة السادسة<br />

:<br />

الرابعة والخامسة ، أى كلما بعدت المنطقة عن المدينة<br />

حيث تترك أجزاء منها بدون زراعة ، خاصة في<br />

وتتخصص في انتاج المراعى وتربية الحيوان ، وتصدر منتجات الألبان التى<br />

لا تتلف بسرعة كالأجبان إلى سوق المدينة ، كما تصدر الحيوانات التى تساق إلى هذه السوق<br />

دون أن تنقل لتقليل نفقات النقل<br />

٠(٨٩)<br />

•<br />

•<br />

•<br />


إقليم كريستالر<br />

شكل رقم (٧) نموذج فون ثيونن<br />

عن:فتحي محمد مصيلحي الجغرافيا البشرية المعاصرة دار الإصلاح الدمام ١٩٨٤ ص<br />

تعتبر نظرية<br />

إستناد ًا على أفكار<br />

‏"كريستالر<br />

‏"مارك جيفرسون<br />

١٤٤<br />

“Christaller عن المكان المركزي،‏ والتى وضعها عام<br />

١٩٣٣<br />

"Jefferson , M.<br />

بالأقاليم الوظيف ّية،‏ لأن المركزيّة من وجهة نظر<br />

في عام<br />

‏"كريستالر"‏<br />

١٩٣١ من النظريات الخاصة<br />

كانت تعنى أساسا ً درجة وظيفية<br />

يقصد بها تلك المراتب المختلفة للمحلات المركزيّة وهي المحلات التى تتباين أقاليمها تبعا<br />

لمراتبها المختلفة<br />

(٩٠)<br />

فقد تكون المدينة المكان المركزي قليلة السكان ، ولكنها في الوقت<br />

ذاته تكون ذات أهمية كبيرة كمحلة مركزيّة تبعا ً لامتداد الإقليم الذي تخدمه ، أي بمركزية<br />

المكان<br />

centrality of place التى تتميز بها ٠<br />

والمركزية التى عناها<br />

تتعلق بالوظائف المركزية<br />

‏"كريستالر"‏<br />

functions<br />

هي التى تعطى للمكان صفة المَحِل ّة المركزيّة،‏ وهي<br />

central<br />

، وكذلك بالسلع والخدمات المركزية ، وهذه<br />

الوظائف والسلع والخدمات يمكن تصنيفها إلى درجات عليا ودنيا حسب مراتب المحلات<br />

العمرانية<br />

وكان<br />

٠<br />

(٩١)<br />

‏"كريستالر"‏<br />

نظرا لتكامل هوامشه<br />

يرى أن إقليم المكان المركزىّ‏ هو إقليم متكامل<br />

prepheries مع نواته أو قلبه<br />

، complementary<br />

، core والذي تتضح فيه العلاقات المتبادلة<br />

بين المدينة وظهيرها ، وهي علاقات موجبة من الطرفين ، وترتبط المدن وأقاليمها في<br />

(٩٢)<br />

نطاقات ذات أشكال منتظمة أقرب ما تكون إلى الشكل الدائري<br />

، كذلك كان يرى أن ثمة<br />

نظاما ّ تتوزع بمقتضاه المحلات المركزيّة ، بحيث يقل انتشارها كلما ارتفعت مرتبتها ، ويقل<br />

كلما انخفضت ، كما أن هناك مدى واسعا ً بين هذه المحلات العمرانيّة من حيث الحجم ، من


مستوى مدينة السوق الصغيرة ، إلى مستوى المدينة الأم الكبيرة ، metropolis مرورا بعدد<br />

من فئات حجمية يوضحها الجدول التإلى<br />

٠<br />

(٩٣)<br />

(٢) جدول رقم<br />

نظام الأماكن المركزية عند والتر كريستالر<br />

م<br />

مرتبة<br />

العدد الرمز<br />

التباعد<br />

السكان ألف نسمة<br />

مساحة الإقليم<br />

المدينة<br />

عاصمة إقليمية<br />

عاصمة محافظة<br />

عاصمة مديرية<br />

عاصمة مركز<br />

بلدة متوسطة<br />

بلدة صغيرة<br />

قرية بها سوق<br />

كم محلة<br />

المحلة<br />

إقليمها<br />

كم‎٢‎<br />

٣٢٤٠٠<br />

١٠٨٠٠<br />

٣٦٠٠<br />

٧٢٠٠<br />

٤٠٠<br />

١٣٣<br />

٤٤<br />

٣٥٠٠<br />

١٠٠٠<br />

٣٥٠<br />

١٠٠<br />

٣٥<br />

١١<br />

٣,٥<br />

٥٠٠<br />

١٠٠<br />

٣٠<br />

١٠<br />

٤<br />

٢<br />

١<br />

١٨٦<br />

١٠٨<br />

٦٢<br />

٣٦<br />

٢١<br />

١٢<br />

٧<br />

١<br />

٢<br />

٦<br />

١٨<br />

٥٤<br />

١٦٢<br />

٤٨٦<br />

L<br />

P<br />

G<br />

B<br />

K<br />

A<br />

M<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

.٤<br />

.٥<br />

.٦<br />

.٧<br />

الأقاليم الاقتصادية<br />

قام كل من<br />

‏"هارتشورن و<br />

‏"ديكين"‏<br />

الشماليّة إلى أقاليم زراعيّة على أساس<br />

١٩٣٥ في سنة<br />

بتقسيم كل من قارتي أوربا وأمريكا<br />

إحصائي متناسق ، وكان لهذا التقسيم الإقليمي فائدته<br />

التى تلخصت في توضيح الاختلافات الموجودة في مظاهر السطح وفي توزيع السكان ، ويبدو<br />

أنها كانت تؤيد القول الشائع الذي وضعه<br />

للإقليم الطبيعي إنما هو هدف اقتصادي<br />

وقد وضع<br />

‏"روكسبى<br />

في عام " ‏"دراير<br />

١٩١٥ وهو<br />

٠<br />

(٩٤)<br />

" Roxby, P.,M.<br />

" أن الهدف النهائي<br />

مشروعا للتقسيم الإقليميّ‏ على أساس أحوال<br />

التربة والصرف ، اعتبر وحداته الإقليمية ذات أهمية بالنسبة لمستقبل التخطيط الزراعي ، كما<br />

اعتبر أن من واجب الجغرافي الإقليمي أن يعلق على ما يمكن أن تكون عليه أوجه استخدام<br />

الأرض في المستقبل ، وكان يرى مثل الجغرافيين الإقليميين الفرنسيين أن فهم أية<br />

منطقة لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال دراسة التاريخ<br />

كذلك قال روكسبي في عام<br />

‎١٩٢٥‎ بأن<br />

٠<br />

‏"الوحدة الطبيعية تميل إلى أن تتحول إلى<br />

وحدة اقتصادية لأنه كلما تطورت وسائل المواصلات في منطقة ما كلما أصبح تخصصها<br />

الإقليمي أكثر وضوحا ومن ثم فإنه كان يؤيد أفكار<br />

‏"دراير"‏<br />

، كما كان يدعو في كل كتاباته<br />

إلى عدم التفكير في أية وحدة إقليمية على أنها موجودة في عزلة عن غيرها من الوحدات<br />

الأخرى ، بل على أساس أنها مرتبطة بمنطقة أوسع منها<br />

٠<br />

(٩٥)


الأقاليم التخطيطية<br />

تتطلب عملية تخطيط أية منطقة من أجل تنميتها ‏"الإقليم التخطيطي أو إقليم التنمية"‏ فهما<br />

جيدا لحدود الوحدة الإقليمية المختارة ولمكوناتها المميزة ، ومن ثم يعتمد التخطيط الإقليمي<br />

هنا على معرفة الاختلافات الإقليمية من ناحية والعوامل المتعددة ذات العلاقات المتبادلة التى<br />

تؤلف أية وحدة إقليمية من ناحية أخرى<br />

(٩٦)<br />

core periphery regions من أبرز أنماط الأقاليم التخطيطية<br />

أقاليم التنمية أو أقاليم القلب الهامش<br />

٠<br />

، وتعتبر أقاليم التنمية وأبرزها إقليم القلب الهامش<br />

ترتكز هذه الأقاليم على مفهوم مركز النمو ، growth center التى تبدأ فيه أو منه التنمية<br />

الاقتصادية والاجتماعية ، ثم تنتقل إلى المناطق المحيطة بهذه المراكز بعد ذلك ، والمسائل<br />

الأكثر معيارية في التنمية الاقتصادية الإقليمية هي تلك الخاصة بالتوزيع الإقليمي للاستثمارات<br />

في كل من الزمان والمكان ، لأنه من الأفضل للاستثمارات أن تكون مركزة في مراكز نمو ،<br />

عنها من أن تتناثر حول هذه المراكز في بحث غامض عن التوازن أو المساواة equity طالما<br />

أن التركيب القائم للمكان المركزي في الدولة يمكن أن يؤقلم ليفيد أهدافا محددة خاصة ببدء<br />

٠ النمو ونقله<br />

ولقد أصبحت فكرة مركز النمو بسبب الاعتبار السابق ذات أهمية بالنسبة للعديد من<br />

الإقتصاديين،‏ وذلك عندما تطلب نظام التخطيط القومى والإقليمي تحديدا واضحا للأقاليم<br />

وكيفية التوزيعين المكاني والقطاعي للإستثمارات<br />

٠<br />

وقد وسّع هذا الاهتمام من أسس نظريات مركز النمو لتتضمن متغيرات أخرى غير<br />

المتغيرات الاقتصاديّة،‏ مثل المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وقد حدد ‏"بودفيل<br />

"Boudville<br />

ثلاثة أنماط من الأقاليم الخاصة بمراكز النمو هي<br />

المُست َقطب polarized والإقليم المخطط أو المبرمج<br />

:<br />

(٩٧)<br />

٠<br />

الإقليم المتجانس الإقليم<br />

ويتمتع الإقليم المتجانس بدرجة قصوي من التجانس الداخلي ، وبحد أعلى من التغاير<br />

الخارجى لخواص أي عنصر يمكن قياسه ، وتتحدد الأقاليم الاستقطابية أو المستقطبة على أنها<br />

تلك المجموعات من الأماكن الجغرافية التى تتجه فيها اتصالات وتدفقات كل من السلع<br />

والخدمات والولاء السياسي بصورة غالبة في اتجاه واحد نحو نقطة مركزية أو قطب<br />

مًهيمن ، ولذلك فان حدود الإقليم الاستقطابي هي ذلك الخط الذي تصبح وراءه هذه التدفقات<br />

والاتصالات متجهة بصورة غالبة في اتجاه آخر أى نحو قطب آخر وهذا التصور


شبيه جدا بمفهوم ‏"ويتلسى"‏ عن الإقليم العقدي<br />

، nodal region كما أن له عديد من ملامح<br />

٠<br />

(٩٨)<br />

نموذج " Friedmenn<br />

‏"فريدمان<br />

عن المركز الحد الخارجى<br />

وقد قسّم فريدمان منطقة الحد الخارجي للإقليم الاستقطابي إلى أجزاء عديدة كما يلى :<br />

transitional upward<br />

transitional downward<br />

resouce frontier<br />

special problem<br />

(٣) جدول رقم<br />

الأقاليم الانتقالية الصاعدة<br />

الأقاليم الانتقالية الهابطة<br />

جبهات الموارد<br />

أقاليم المشكلة الخاصة<br />

تقسيم فريدمان لمنطقة الحدّ‏ الخارجيّ‏<br />

والأقاليم الانتقالية الصاعدة هي مناطق مأهولة ذات<br />

إمكانات واضحة<br />

للنمو وتحوز مثل<br />

إقليم القلب وفودا ً سكانيا صافيا ، net immigration وهي أقاليم نامية بها مشكلات تمويل ، أما<br />

الأقاليم الانتقالية الهابطة فهي أقاليم اقتصاد ريفي أو صناعي متدهور،‏ توحي مواردها بتنمية<br />

٠<br />

أقل كثافة مما كانت عليه في الماضي ، حيث يصبح النزوح<br />

emigration سمة مميزة<br />

وجبهات الموارد هي نطاقات من مراكز العمران الجديدة يكون النمو فيها ذا احتمالات<br />

أو إمكانات كبيرة في الأنشطة الزراعية أو المعدنية المرتبطة بالوفود السكانيّ‏ والمدن الجديدة<br />

الصغيرة،‏ بينما أقاليم المشكلة الخاصة فئة تضم المناطق التى تظهر صعوبات أمام السياسة<br />

غير التى ذكرت بعاليه ٠<br />

ويمكن للإقليم الاستقطابي<br />

أن يوجد على أعلى مستوى ، ولذلك فان فكرة الإقليم<br />

الاستقطابي فكرة متساوقة مع المكان المركزي وتراتب المدن ذات الأحجام والوظائف المُرتبة<br />

تصاعديا ، وقد ظهر هذا المفهوم في التخطيط الإقليمي الفرنسي ، الذي عرف ثلاثة أقاليم<br />

:<br />

(٩٩)<br />

٠<br />

متجانسة هي<br />

‎١‎‏.إقليم باريس<br />

‎٢‎‏.تسعة أقاليم استقطابية في الغرب والشرق كل منها له مركز يعرف ب<br />

‏"حاضرة<br />

التوازن<br />

equilibrium" " metropole d' باستثناء مدينة باريس<br />

‎٣‎‏.واحد وعشرين إقليما مخططا من أجل توزيع قصير المدى للموارد ٠<br />

وقد اختيرت الحواضر الثمان خارج باريس على أساس أحجامها بعضها يتكون من<br />

مدن عديدة مثل ليل وروبه وتوركوان وذلك بهدف تحقيق لامركزية بعض الوظائف<br />

الإقليمية ، بسحبها من باريس نحو هذه الحواضر‎٠‎<br />

" Paris et le desert Francais<br />

وكان الهدف هو حل مشكلة<br />

‏"باريس والصحراء الفرنسية<br />

والتي نشأت لأن باريس قد<br />

‏"سحبت"‏ معظم الوظائف الإقليمية من الأقاليم الأخرى ومراكزها ،


لدرجة أن المدن الصغرى بالمقاطعات قد اعتمدت على المراكز الإقليمية بدرجة غير فعالة ،<br />

كما امتد نفوذ باريس ليشمل الدولة كلها<br />

٠<br />

وكانت هذه السياسة تهدف إلى تركيز الاستثمارات في الحواضر الإقليمية الثمان<br />

وتطوير ‏"درع حضري<br />

" armature urbane<br />

يتمثل في نظام للمكان المركزى يعظ ّم الاعتماد<br />

المتبادل بين مراكز هذه الأقاليم الإستقطابية وبين مناطقها الخارجية أو هوامشها،‏ وذلك عن<br />

طريق جذب التدفقات من الحد الخارجى وتوجيهها من خلال الهيراركية إلى المراكز<br />

٠ الأصغر<br />

وهذه السياسة بمصطلحات<br />

‏"فريدمان"‏<br />

هي سياسة تشجيع التكامل المكاني بين قلب<br />

الإقليم وهوامشه<br />

(٨) شكل رقم<br />

core - peripheral Policy على مستوى داخلية الإقليم الاستقطابي<br />

intra -<br />

٠<br />

، regional بما يؤدى إلى تقليل التفاوتات الواضحة بين هذا القلب وهو مدينة باريس وحدوده<br />

الخارجية وهي بقية فرنسا على مستوى إقليميّ‏<br />

،inter - regional كل ذلك بهدف توفير<br />

الوظائف وإتاحة مستوى من الخدمات بالحواضر الإقليمية،‏ بحيث تقوم هذه الأخيرة بدورها<br />

باستقطاب هوامشها بدلا من توجه الجميع كهوامش نحو مدينة باريس كقلب لكل فرنسا<br />

وتتحقق التنمية الإقليمية عن طريق السياسة الإقليمية إحدى نتائج<br />

وهي السياسة الموجّهة نحو حل مشكلات التنمية غير المتساوية إقليميا<br />

العلم الإقليمي<br />

(١٠٠)<br />

،<br />

(١٠١)<br />

، والناجمة عن


لاوا<br />

عدم التساوي الجغرافي في توزّع مقوّمات وظروف الانتاج الاقتصادي والوضع الاجتماعي ،<br />

وذلك نتيجة لإدراك أبعاد عمليات التغير غير المتساوية إقليميا ، وللوعى بالنتائج المحتملة<br />

للتغير على هذه الأقاليم<br />

وتهدف هذه السياسة إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي الإقليمي<br />

عن طريق تحقيق التنمية الإقليمية<br />

regional social welfare<br />

(١٠٢)<br />

عن طريق تحسين ظروف الإنتاج الإقليمي ،<br />

ستثمار في البنية الأساسية الإقليمية ، أو بإعادة التنظيم المكاني للقوى العاملة الإقليمية في<br />

ترك ّزات جغرافية أكثر<br />

سهولة في استخدامها،‏ بمعنى أن هذه السياسة تحاول تحديث القاعدة<br />

الإنتاجية للاقتصاد الإقليمي وإعادة بنائها،‏ عن طريق تعزيز عمليات التغير أو الانتقال<br />

الموقعي<br />

المتوافقة مع النمط الإنتاجي<br />

الإقليمي للجغرافيا في حل مشكلات الأقاليم<br />

ويمكن اعتبار مفهوم مناطق التنمية<br />

الأكثر فعالية<br />

٠<br />

(١٠٤)<br />

(١٠٣)<br />

، ومن هنا تتأكد أهمية المنظور<br />

development areas<br />

بمثابة المحف ّز الفكري<br />

لموضوعات التنمية الإقليمية ، فالجغرافيا تدرس الأماكن بغية تحديد الأقاليم ، ومن ثم يمكن<br />

اعتبار مناطق التنمية بمثابة<br />

‏"أقاليم تنمية"‏<br />

، وذلك على أساس أن ما يجمعها معا ويفرقها عن<br />

غيرها أي هذه الأقاليم هو حاجتها إلى التنمية ، فعلى سبيل المثال ، كانت<br />

التنمية"‏<br />

‏"مناطق<br />

في بريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية هي الأقاليم التي حُددت على أنها في<br />

حاجة إلى المساعدة في سياق التخطيط بين الإقليمي<br />

الحلقة الأخيرة في سلسلة من السياقات الموجهة على أساس مناطقي<br />

interregional - planning الذي كان يمثل<br />

٠<br />

(١٠٥)<br />

وترجع أهمية المفهوم الجغرافي لموضوع التنمية الإقليمية إلى طبيعة المنظور<br />

الجغرافي لكل من الإقليم والتنمية،‏ فالإقليم من أبرز المفاهيم الجغرافية بل إن غاية البحث<br />

الجغرافي هي الوصول إلى تحديد ملامح الشخصية الإقليمية ولذلك تهتم الجغرافيا بالمشكلات<br />

المكانية الإقليمية،‏ من حيث دراسة أسسها وتحديد أسبابها ووضع حلولها،‏ كما أن الجغرافيا<br />

تعتبر ميدان بحث علمي له نتائج ذات أهمية كبرى في تحقيق التوازن الإقليمي أو المساواة<br />

الإقليمية ، وذلك عن طريق العمل على تقليل التفاوتات الإقليمية داخل الإقليم الواحد ، والحد<br />

منها فيما بين الأقاليم المختلفة داخل الدولة<br />

٠<br />

وتتلخص فكرة أو مفهوم التنمية الإقليمية في تلك العملية النظرية أو التطبيقية التى<br />

تؤدى إلى حدوث عدة مظاهر تدل على تغير<br />

‏"اللاندسكيب النفعىّ‏<br />

"<br />

beneficial landscape<br />

لإقليم ما ، بما يحقق وضعا ً أفضل لسكان هذا الإقليم ، أو بمعنى آخر يمكن تعريف التنمية<br />

الإقليمية بأنها تلك التغيرات التى تطرأ على حالة إقليم ما بطريقة مقصودة بهدف تحسين<br />

أوضاع حياة سكانه ، وتقليل التفاوتات المكانية البشرية<br />

spatial human disparities بين


أجزائه المختلفة ، وذلك عن طريق الاستخدام الأمثل لموارده المادية ، وتحسين كفاءة موارده<br />

البشرية بكافة تفصيلاتها ، ويمكن اعتبار تحقيق هذه الأهداف بغرض تقليل التفاوتات بين<br />

أقاليم الدولة أحد مفاهيم التنمية الإقليمية<br />

الأقاليم العامة أو الاصولية<br />

٠<br />

(١٠٦)<br />

اختلف الجغرافيون عند تقسيمهم العالم إلى أقاليم عامة ، فمنهم من اتخذ القارات<br />

كوحدات رئيسة للدراسة الإقليمية ، ومنهم من قسم العالم إلى أقاليم كبرى متميزة في<br />

خصائصها العامة ، بصرف النظر عما اذا كانت القارة الواحدة تضم أكثر من إقليم كبير ، أو<br />

أن الإقليم الكبير يمتد في أكثر من قارة ، ومن الجغرافيين الذين اتبعوا التقسيم الأخير<br />

الأصغر<br />

Wheeler , J في عام<br />

:<br />

(١٠٧)<br />

‎١‎‏.إقليم اوربا بدون الاتحاد السوفييتى ‏"السابق"‏ ٠<br />

‎٢‎‏.الاتحاد السوفييتى " السابق " ٠<br />

‎٣‎‏.الشرق الأوسط ٠<br />

‎٤‎‏.الشرق الأقصى شرق وجنوب شرق آسيا ٠<br />

‏"ويلر<br />

، ١٩٥٠ وذلك عندما قسّم العالم إلى ثمانية أقاليم كبرى هي<br />

‎٥‎‏.إقليم المحيط الهادى الأوقيانوسية ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادي الأخرى<br />

‎٦‎‏.افريقيا المدارية والجنوبية ٠<br />

‎٧‎‏.أمريكا اللاتينية ٠<br />

‎٨‎‏.أمريكا الشمالية شمال المكسيك ٠<br />

٠<br />

(٩) شكل رقم<br />

أقاليم جيمس ويلر<br />

عن:‏ على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق <br />

‎١٩٨١‎ ص<br />

٣٥<br />

وتعتبر أقاليم العالم الكبرى أقاليم عامة أو شاملة ينطبق عليها مفهوم الإقليم الكبير<br />

macro region<br />

‏،كإقليم الشرق الأوسط أو إقليم أمريكا اللاتينية وهي تستخدم عند معالجة


مسائل عالمية عامة ، وتتسم هذه الأقاليم باختلافها الكبير ، بحيث لا يمكن أن تندرج في إطار<br />

الأقاليم المتجانسة أو الأقاليم الوظيفية ، ولكنها تسمى أقاليم لمجرد تميزها الشامل ، ويتضمن<br />

كل إقليم منها العديد من الأقاليم المتجانسة والوظيفية<br />

الأقاليم العامة الطبيعية<br />

‏"أودوم استخدم<br />

٠<br />

"Odum<br />

تعبير طبيعي natural<br />

"<br />

كمرادف لتعبير<br />

"physical"<br />

عندما تكلم<br />

عن الأقاليم الطبيعية،‏ ولكن كثيرا من الجغرافيين قد كتب عن الأقاليم الطبيعية على اعتبار أنها<br />

تتضمن المظاهر الطبيعية الفيزيوجرافية والبشرية على حد سواء،‏ في حين تعتبر هذه<br />

الأقاليم نوعا من الأقسام الفيزيوغرافية غير المتجانسة،‏ وذلك فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية<br />

(١٠٨)<br />

، ويبدو أن جميع المجهودات التى بذلت<br />

لإظهار الأقاليم الطبيعية في صورة خالية من<br />

الشوائب قد ركزت اهتمامها بصورة أكبر جدا ما يجب على تأكيد ضرورة توفر شرط<br />

التجانس في هذا الإقليم<br />

٠<br />

(١٠٩)<br />

أقاليم ‏"هربرتسون"‏ الطبيعية<br />

من أقوال ‏"هربرتسون"‏ المؤيدة للفكرة الإقليمية أن الأقاليم الطبيعية موجودة،‏ سواء أكان<br />

الإنسان جزءا منها أم لم يكن،‏ ولكنه أنكر الحدود البشرية كأسس للتقسيم الإقليمي فقال بأن<br />

التقسيمات السياسية يجب أن تستبعد من أية دراسة إقليمية<br />

(١١٠)<br />

، وقد اعتمد هربرتسون في<br />

تقسيمه للعالم إلى أقاليم على عناصر ثلاثة هي المناخ والنبات الطبيعي ومظاهر السطح،‏ حيث<br />

أكد أن هذه الثلاثية<br />

إذا ما تشابهت فإنها تؤدى إلى وجود مناطق أرضية متشابهة أيضا <br />

أقاليم وتعتبر درجة الحرارة هي الأساس الأول في هذا التقسيم ، يليها المطر وما ينتج<br />

عنهما من نبات طبيعي فمظاهر السطح لتحديد الأقاليم الفرعية ، والنطاقات المناخية<br />

التى اعتمدها هربرتسون هي<br />

النطاق القطبى<br />

النطاق المعتدل البارد<br />

النطاق المعتدل الدفيء<br />

: (١١١)<br />

نطاق الصحارى المدارية<br />

النطاق دون المدارى<br />

النطاق الاستوائى المطير<br />

والتى اتخذها وبمساعدة مظاهر السطح كأساس لتقسيم العالم إلى الأقاليم الطبيعية التالية<br />

، والتى تشكل الحدود الفاصلة بينها مناطق انتقالية وليست خطوطا فاصلة كالتخوم<br />

frontiers الفاصلة بين الدول وليس الحدود borders في الجغرافيا السياسية<br />

١ أ<br />

الرمز<br />

القطبى<br />

جدول رقم<br />

:<br />

(٤)<br />

)<br />

أراض منخفضة<br />

(<br />

أقاليم ‏"هربرتسون"‏ الطبيعية<br />

الإقليم<br />

التندرا<br />

النموذج


١ ب<br />

٢ أ<br />

٢ ب<br />

٢ ج<br />

٢ د<br />

٣ أ<br />

٣ ب<br />

٣ ج<br />

٣ د<br />

٤ أ<br />

٤ ب<br />

٤ ج<br />

) القطبى<br />

أراض مرتفعة<br />

القمم الجليدية<br />

اوربا الغربية<br />

كويبك<br />

سيبيريا<br />

جبال ألتاى<br />

البحر المتوسط<br />

الصينى<br />

طوران<br />

ايران<br />

الصحراء الكبرى<br />

الموسمى<br />

السودان<br />

التبت<br />

حوض الأمازون<br />

(<br />

المعتدل البارد(‏ إقليم الحافة الغربية<br />

(<br />

)<br />

)<br />

)<br />

إقليم الحافةالشرقية<br />

المعتدل البارد إقليم الأراضى المنخفضة الداخلية)‏<br />

المعتدل البارد إقليم الجبال الداخلية<br />

المعتدل البارد المعتدل الدفيء(‏ إقليم الحافة الغربية ذى المطر الشتوى<br />

(<br />

المعتدل الدفيء ‏(إقليم الحافة الشرقية ذى المطر الصيفي)‏<br />

المعتدل الدفيء(‏ إقليم الأراضى المنخفضة الداخلية<br />

المعتدل الدفيء<br />

(<br />

)<br />

الصحارى المدارية<br />

الأراضى المدارية<br />

إقليم الأراضى الهضبية الداخلية<br />

(<br />

)<br />

)<br />

الغربية<br />

( الشرقية<br />

الأراضى الهضبية دون المدارية<br />

الجبال شبه المدارية أو الدارية العالية<br />

الأراضى المنخفضة الاستوائية<br />

٥ <br />

٦ <br />

٠<br />

(١٠) شكل رقم<br />

أقاليم هربرتسون الطبيعية<br />

عن:‏ على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق ‎١٩٨١‎ ص<br />

٣٢<br />

الأقاليم العامة البشرية<br />

تعتبر أقاليم<br />

‏"فلير H. "Fleure,<br />

البشرية وأقاليم ‏"إيكرمان<br />

" Ackerman<br />

الاقتصادية من<br />

أبرز أنماط الأقاليم البشرية العامة ، التى تعكس مدى استجابة الإنسان لظروف بيئته ، رغم ما<br />

تحمله هذه الأقاليم من ‏"نكهة حتمية"‏ تضاءلت حدتها مع تزايد تأقلم الإنسان مع هذه الظروف<br />

أقاليم فلير البشرية<br />

٠<br />

في ضوء اختلاف درجات تفاعل الإنسان مع بيئته من مكان إلى آخر على سطح<br />

الأرض قسم ‏"فلير"‏ هذا السطح إلى ستة أقاليم هي<br />

جدول رقم<br />

:<br />

(٥)<br />

أقاليم ‏"فلير"‏ البشريّة


egion of increment<br />

region of hunger<br />

region of debilitation<br />

region of nomadism<br />

region of effort<br />

region of lasting difficulty<br />

١. إقليم الوفرة أو الغنى<br />

.٢<br />

.٣<br />

.٤<br />

.٥<br />

.٦<br />

إقليم الجوع<br />

إقليم الضعف<br />

إقليم الارتحال<br />

إقليم العمل وبذل الجهد<br />

إقليم الصعوبة الدائمة<br />

ويتمثل إقليم الوفرة في المناطق ذات الامكانات الأكبر من حاجة سكانها ، والسكان ذوى<br />

النشاط والجهد في استغلال هذه الامكانات استغلالا أفضل ، وتعتبر منطقة حوض البحر<br />

المتوسط نموذجا لهذا الإقليم ، أما إقليم الجوع فيتمثل في المناطق الخالية من موارد المياه ،<br />

والتى يسودها<br />

‏"تفاعل<br />

صعب بين الإنسان وبيئته"‏<br />

، ومن ثم يقتصر جهد الإنسان في هذه<br />

البيئة على الحصول على الغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياه،‏ ويعتبر إقليم التندرا نموذجا لهذا<br />

الإقليم ، في حين يتمثل إقليم الضعف في الأقاليم الاستوائية ، حيث يعجز الإنسان عن استغلال<br />

موارد بيئته بسبب صعوبات طبيعية أو بيئية كارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية<br />

والتساقط الكثيف طول العام ٠<br />

ومن ناحية أخرى تمثل المناطق التى تتسم بعدم ثبات مواردها الطبيعية نمط إقليم<br />

الارتحال،‏ حيث يتحرك الإنسان من من مكان إلى آخر حسب توافر مقومات الحياة<br />

<br />

transhumance ويتمثل هذا النمط في إقليميّ‏ السافانا والاستبس،‏ وبعض أجزاء النطاق<br />

الصحراوي<br />

الحار،‏ أما إقليم العمل وبذل الجهد فيتمثل في المناطق التى يتطلب استغلال<br />

مواردها مجهودا زائدا من سكانها ، وتمثلها منطقة غرب<br />

أوربا ، بينما يتمثل إقليم الصعوبة<br />

٠<br />

الدائمة في المناطق الجبلية الوعرة حيث لا يستطيع الإنسان الحياة<br />

إلا في أضيق الحدود<br />

وليست فكرة<br />

‏"فلير"‏<br />

للتقسيم الإقليمي<br />

إلا مجرد فكرة كانت لها أهميتها في وقت من<br />

الأوقات،‏ وقد كان من الصعب توضيحها بالخرائط ولذلك لم ترسم لها خرائط كافية ، ومع ذلك<br />

فإنها تمثل عمقا في النظرة إلى درجة ملائمة أو أفضلية المناطق المختلفة للحياة البشرية ،<br />

وهي تشتمل كذلك على أساس طبيعي دقيق وتعترف بإمكان حدوث تغيير في أية منطقة من<br />

٠<br />

(١١٢)<br />

المناطق نتيجة لتغير الظروف<br />

أقاليم إيكرمان الاقتصادية<br />

صن ّف<br />

‏"إيكرمان"‏<br />

أقاليمه البشرية الخمسة كمحاولة لتعريف العلاقة بين السك ّان والموارد<br />

في إقليم ما وقياسها ، ومن ثم فأقاليمه سكانية اقتصادية هدفها صياغة العلاقة بين هذين<br />

(١١٣)<br />

المتغيّرين في معادلة دقيقة ، وقد قسّم<br />

‏"ايكرمان"‏ العالم إلى خمسة أقاليم على أساس العلاقة


المتبادلة بين ثلاث متغيرات هي السكان والموارد والمستوى التقني<br />

(١١٤)<br />

ومن ثم يتبين أن<br />

اثنين من هذه المتغيرات الثلاثة كانا متغيّرين بشرييّن في المقام الأول هما السكان ومستواهم<br />

التقني،‏ في حين تشترك العوامل الطبيعية والبشرية في المتغير الثالث وهو الموارد ، وهذه<br />

الأقاليم هي<br />

(١١٥)<br />

إقليم التقدم التقني وانخفاض نسبة السكان إلى الموارد ، ويمثله نمط الولايات<br />

المتحدة الأمريكية<br />

إقليم التقدم التقني وارتفاع نسبة السكان إلى الموارد ، ويمثله النمط الاوروبى<br />

إقليم التخلف التقني وانخفاض نسبة السكان إلى الموارد ويمثله نمط البرازيل<br />

إقليم التخلف التقني وارتفاع نسبة السكان إلى الموارد ويمثله النمط المصرى<br />

إقليم التخلف التقني وقلة عدد السكان بسبب نقص الغذاء ويمثله نمط التندرا<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

.٤<br />

.٥<br />

(١١) شكل رقم<br />

أقاليم إيكرمان<br />

عن:‏ احمد على إسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ‎٧‎ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة ‎١٩٨٩‎


المبحث الثالث :<br />

الفكر الإقليمي بين التأييد والمعارضة<br />

يدور كثير من الجدل العلمي منذ فترة طويلة وحتى الآن حول فكرة الإقليمية<br />

"regionalism”<br />

وعن المدى الذي يعتبر الإقليم الجغرافي على أساسه هدفا نهائيا للجغرافيا،‏<br />

وقد تراوح هذا الجدل بين طرفين متضادين أولهما يقول بأن الإقليم الجغرافي موجود،‏ وأن<br />

واجب الجغرافي هو البحث عنه ووصفه،‏ وثانيهما يؤكد بأنه غير موجود،‏ ولا يعتبره إلا منهج<br />

بحث يساعد الجغرافي في دراسته<br />

٠<br />

(١١٦)<br />

وبسبب عدم الرضا عن الأعمال التى قام بها المختصون بالجغرافيا الإقليمية اتجه<br />

الكثيرون إلى التشكك في مقدرة الأسلوب الإقليمي على أن يصبح أسلوبا ً مقبولا ً من الناحية<br />

الأكاديمية،‏ وأن يصبح بابا ً للتخصص أو فرعا ّ أصوليا من فروع الجغرافيا مثل<br />

الجيمورفولوجيا وعلم المناخ والجغرافيا الاقتصادية<br />

٠<br />

(١١٧)<br />

ولقد است ُهدفت الجغرافيا الإقليمية للهجوم من قبل عدة جهات ، رغم أنها جزء أساسي<br />

ومهم وكبير من علم الجغرافيا،‏ فهي تهتم بلب الإقليم وخصائصه وهي دراسة عميقة<br />

تغطى كافة موضوعات علم الجغرافيا ، كما أنها تجرى مقارنات بين إقليم وآخر ، أو بين<br />

إقليم وعدد آخر من الأقاليم ، بالإضافة إلى اهتمامها بقلب الإقليم وخصائصه بحثا عن تبرير<br />

لما يوجد من اختلافات أو تشابهات ، وهي تدرس هذه الاختلافات أو التشابهات وتفسرها<br />

بطريقة تفصيلية منهجية ، وبذلك تصبح المعلومات الجغرافية ّ معلومات منظمة ومرتبة وذات<br />

قيمة كبرى بسبب المقارنات والعلاقات السببية causality التى تكشف عنها الدراسة<br />

الإقليمية<br />

٠<br />

(١١٨)<br />

الآراء المؤيدة للفكر الإقليمي<br />

إن الجاذبية التى تتصف بها الجغرافيا الإقليمية قد أثبتت أنها كانت إلى حد كبير العامل<br />

الحاسم في نمو الجغرافيا في العصر الحديث،‏ ومهما وجه من نقد إلى الافتراضات التى تقوم<br />

عليها الجغرافيا الإقليمية،‏ فان الحقيقة التى ستظل باقية هي أن هذه المادة كانت إضافة قيمة بل<br />

وأساسية إلى تفهم العالم<br />

٠<br />

(١١٩)<br />

والأقاليم هي موضوع الجغرافيا الخاص بها،‏ بمثل ما أن دراسة المكان هي مادة<br />

الجغرافيا ، كما أنها تمثل موضوعات البحث الجغرافي بلا منازع ، فهنا في الإقليم يستطيع


الباحث التعمق في الأصول ، ونحن نعرف الجغرافيا الإقليمية بموضوعها الذي يدرس أنماطا<br />

مختلفة من الأقاليم،‏ ومن ثم تكون الجغرافيا الإقليمية ذات محتوى خاص تنفرد به،‏ كما أن لها<br />

مناهجها وأهدافها الخاصة<br />

٠<br />

(١٢٠)<br />

وتوجد عدة أهداف يرجى تحقيقها باستخدام المنهج الإقليمي في الدراسات الجغرافية<br />

تعتبر بمثابة مبررات للدراسة الإقليمية هي:‏<br />

‎١‎‏.سهولة الدراسة،‏ فقد أصبحت تفاصيل سطح الأرض مجال الدراسة الجغرافية <br />

والعلاقات المتبادلة بين ظاهراته من التعقيد بحيث لم يعد من الممكن استيعابها وفهمها بأكملها<br />

دفعة واحدة أو بصورة إجمالية في آن واحد<br />

‏"صغ ّرنا"‏ إذا إلا<br />

حيز هذه الدراسة إلى مستوى<br />

أجزاء هذا السطح الكبير ولو بدرجات متفاوتة العمق حسب حاجة الدراسة ، وقد يكون اختيار<br />

هذا الجزء الإقليم على أساس واحد كالمناخ مثلا ، أو على أساس مجموعة من المعايير<br />

أو الأسس المستمدة من فروع الجغرافيا الأصولية<br />

(١٢١)<br />

ظاهرة ما في العالم كله فانه يقسم توزيعها على مناطق ليسهل عليه معالجتها<br />

لذلك فالجغرافي العام وهو يدرس<br />

٠<br />

(١٢٢)<br />

‎٢‎‏.إظهار ارتباط الظاهرات الجغرافية ، فالمنهج الإقليمي منهج متمم للمنهج الأصولي،‏ لأنه بدلا ً<br />

من معالجته<br />

للظاهرة الجغرافية معالجة منفصلة عن غيرها من الظاهرات الأخرى على<br />

المستوى العالمي أو العام ، فانه يهتم بإظهار كيفية تفاعل وتداخل هذه الظاهرات داخل إطار<br />

مكاني<br />

محدد هو الإقليم،‏ ومما يدعم موقف المنهج الإقليمي ويؤكد صلابته أن العناصر<br />

المختلفة الطبيعية والحيوية والبشرية المؤلفة للبيئة لا تعمل بصورة منعزلة أو متعاقبة ،<br />

وإنما تترابط وتتفاعل وتتداخل في علاقات متداخلة بشكل معقد تحاول الجغرافيا الإقليمية<br />

إظهاره وتفسيره<br />

٠<br />

(١٢٣)<br />

‎٣‎‏.تحقيق الفائدة التطبيقيّة،‏ فالجغرافي يستطيع أن يضيف<br />

إضافات<br />

إيجابية عند دراسته<br />

للمشكلات البشرية المعاصرة،‏ وذلك من خلال إلمامه بمختلف عناصر البيئة طبيعيا وحيويا<br />

وبشريا،‏ خاصة<br />

إذا تركزت هذه المشكلات في حيز مكاني<br />

مناسب للدراسة الإقليم<br />

<br />

فمطالب المجتمع في عالم سريع التغير تختلف في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية ، فهي<br />

في الدول المتقدمة تتمثل في إعادة تنظيم البيئة الحضرية ، مشكلات المدن ، التوطن الصناعي<br />

تخطيط مناطق الترويح وصيانة الموارد ، مع الاختلاف في التركيز على جانب أو آخر من<br />

هذه الجوانب من دولة إلى أخرى<br />

٠<br />

أما في الدول النامية فتتمثل هذه الفائدة في مشكلة انتاج الغذاء وكيفية تنمية الموارد<br />

(١٢٤)<br />

وضبط النمو السك ّاني ، فالتنمية علي سبيل المثال تتفاوت بشدة من حيث مفهومها


وأهميتها ودرجة الحاجة إليها ما بين سكان مدينة نيويورك من ناحية،‏ وسكان مناطق التصحر<br />

٠<br />

(١٢٥)<br />

والجفاف في غرب<br />

أفريقيا من ناحية أخرى<br />

ويرى<br />

‏"هارتشورن"‏<br />

أنه من الصعب تحديد أفضل طريقة لتقسيم المرك ّب الكل ّى للظاهرات<br />

المكانيّة إلى فئات من أجل الدراسة المركزة،‏ فبسبب العدد الكبير<br />

من العناصر المؤلِفة لهذا<br />

المرك ّب،‏ والدرجات المختلفة من العلاقات القائمة فيما بينها يكون من المفيد دراسة التباينات<br />

المكانيّة لهذه العناصر في مستويات مختلفة من التعقيد،‏ وفي عدد متفاوت من المجموعات،‏<br />

٠<br />

(١٢٦)<br />

ومن ثم في أُطرٍ‏ مكانية أقاليم متفاوتة<br />

كذلك أكد<br />

‏"هارتشورن"‏<br />

كما فعل كل من<br />

‏"كانت"‏<br />

و"“هتنر”"‏<br />

من قبل بأن الجغرافيا<br />

تختلف تماما عن غيرها من العلوم بتفرّدها في منهجها لأنها تدرس الظواهر "unique<br />

‏"الفريدة<br />

وهي الأقاليم،‏ والتفرّد موجود في العلوم الأخرى ولكنه بالغ الأهمية في الجغرافيا من الوجهة<br />

العلمية،‏ فهدف الجغرافيا من وجهة نظره هو وصف مناطق سطح الأرض وما عليها من<br />

٠(١٢٧)<br />

ظاهرات<br />

كما يرى<br />

‏"جلبرت"‏<br />

أن الإقليم هدف نهائي للجغرافيا وأن من واجب الجغرافي التعرف<br />

عليه وإظهاره ، وذلك عندما نادى بأن الجغرافيا هي فن التعرف على الأقاليم ووصفها<br />

:<br />

(١٢٨)<br />

Geography is the art of recognizing and describing the personalities of regions .<br />

"<br />

والإقليم في رأى كل من<br />

‏"وولدردج وإيست<br />

فريد لكونه وحدة لا تتكرر،‏ فالطبيعة<br />

التفرديّة للجغرافيا في رأيهما هي التى تمكننا من التطلع إلى الأقاليم من خلال منظورها<br />

الصحيح،‏ مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التمييز بين الأقاليم العامة غير الفريدة والأقاليم<br />

٠<br />

(١٢٩)<br />

الخاصة التى تتميز بالتفرد<br />

١٩٣١ أن<br />

‏"بومان أما " Bowman<br />

فقد قال في عام<br />

‏"الجغرافيا هي ذلك الموضوع الوحيد<br />

الذي يعطى تركيب ًا إقليميا بطريقة منظمة "<br />

لأن نظرية الأقاليم تعنى تضافر عدد من الظاهرات<br />

على سطح الأرض بما يجعل بعض أجزائه مختلفة عن بعضها الآخر ، ومن ثم يصبح<br />

٠<br />

(١٣٠)<br />

موضوع الجغرافيا المحدد هو الإقليم<br />

وقد أشار "Schaefer<br />

‏"شيفر<br />

إلى أنه ينبغي<br />

النظر إلى الجغرافيا على أنها علم يهتم<br />

بصياغة القوانين التي تحكم التوزيع المكاني لمظاهر معينة على سطح الأرض أما<br />

‏"هاريس<br />

" Harris فكان يعتقد بأنه لو فكر الجغرافيون في أن تكون لهم وجهة نظر واضحة فان عليهم<br />

دراسة كيفية تشابك العوامل المركبة والمعقدة التي<br />

تشكل خصائص الأماكن والأقاليم أو


اللاندسكيب،‏ ومن ثم أنكر ‏"هاريس"‏ وجود الجغرافيا العامة التى تهتم بدراسة توزيع الظاهرات<br />

وأنماط هذا التوزيع،‏ ومن ثم فانه قد تبع<br />

(١٣١)<br />

يجب أن تكون محور اهتمام الجغرافي ٠<br />

‏"ساور C. " Sauer,<br />

في مناداته بأن الدراسة الإقليمية<br />

وترجع أهمية حاجة علم الجغرافيا لجانبه الإقليمي إلى الأسباب الرئيسة لوجود علم<br />

الجغرافيا ذاته،‏ فإذا كانت العوامل الموجودة في أية منطقة من مناطق سطح الأرض <br />

كظاهرات المناخ والظاهرات الجيمورفولوجية وأنماط التربة والنشاط الاقتصادي<br />

للسكان<br />

ومراكز العمران التى يستقرون فيها ، هي ذاتها تقريبا في المناطق الأخرى لاقتصر هدف<br />

العلم على تحديد العلاقات المتداخلة بين هذا<br />

‏"الغلاف الجغرافي<br />

الأرضي العام<br />

"geosphere<br />

general landscape دون اختلاف<br />

‏"الخليط"‏<br />

٠<br />

من العوامل المتنوعة التى أنتجت ذلك<br />

الذي يكتسي به سطح الأرض في هذه المنطقة أو مظهرها<br />

(١٣٢)<br />

ومن ثم يفقد علم الجغرافيا جزءا كبيرا من أهميته ووظيفته،‏ بل ومنهجه أيضا ،<br />

فالهدف الفريد للجغرافيا هو السعي إلى إدراك السمة المتغيرة للمناطق فيما يتعلق بجميع<br />

المظاهر المشتركة،‏ والتى تشكل بدورها تلك السمة المتغيرة<br />

(١٣٣)<br />

ولما كانت جميع مناطق سطح الأرض الذي هو مجال علم الجغرافيا تختلف من<br />

إلى آخر على هذا السطح،‏ مما يعنى اختلاف بعض أجزاء هذا السطح عن<br />

‏"مكان"‏<br />

البعض الآخر،‏ فان<br />

الإنسان يكون في ترق ّب وانتظار لمعرفة أسباب ما يمكن أن يتشابه من هذه الأجزاء المختلفة<br />

٠ رغم تباعدها<br />

واذا كان الاختلاف بين المناطق أمرا واضحا يؤخذ على علاته،‏ لأن أية منطقة من<br />

سطح الأرض ربما تختلف اختلافا كليا عن منطقة أخرى كاختلاف التندرا عن الغابات<br />

الاستوائية واختلاف ميجالوبوليس الولايات المتحدة الأمريكية عن قرى مزارعي ورعاة منطقة<br />

غرب السودان كمثال فإن التشابه بين المناطق أمر لا يؤخذ على علاته،‏ لأن التشابه<br />

أمر غير وارد الحدوث.‏<br />

ولا يشترط أن يكون التجانس متوفرا في كل<br />

(١٣٤)<br />

، ولقد أوضح<br />

‏"فلير"‏<br />

أن التغير هو<br />

‏"إقليم"‏<br />

‏"التام"‏<br />

يحدد لأى غرض من الأغراض<br />

الشيئ الثابت الوحيد على سطح الأرض ، ويمكن<br />

إضافة أن هذا التغير قد يكون تغيرا رأسيا ، كما قد يكون تغيرا أفقيا ، والتغير الرأسي هو<br />

التغير الزمني ، حيث تتبدل أوضاع منطقة ما عبر الزمن ، أما التغير الافقي فيتمثل في<br />

اختلاف المناطق عن بعضها في وقت واحد<br />

٠


وحتى إذا تشابهت منطقتان في الظروف التضاريسية والمناخية وسلالة السكان وأنماط<br />

مراكز العمران،‏ فإنهما قطعا ستختلفان من حيث موقعيهما الفلكي والنسبي،‏ فالتشابه بهذا<br />

المعنى يعنى ‏"درجة أقل من الاختلاف"،‏ والاختلاف هنا يعنى ‏"درجة أقل من التشابه"‏ كما أن<br />

التشابه هنا ليس نقيضا للاختلاف،‏ ولكنه ‏"تعميم"‏ يظهر فيه الاختلاف إذا كانت درجة التشابه<br />

منخفضة ويظهر فيه التشابه إذا كانت درجة الاختلاف قليلة‎٠‎<br />

ولقد تأثرت وجهة النظر التى تنظر إلى جانبي الجغرافيا العام والخاص على أنهما على<br />

الدرجة ذاتها من الأهمية بظهور نظريات إقليمية جديدة اعتبرت الأقاليم وحدات حقيقية تسمح<br />

ببناء مفاهيم أو قوانين أو مبادئ عامة مستقلة عن العمل في الجغرافيا الموضوعية،‏ بل إن<br />

الأمر قد تطور إلى درجة اعتبار الجغرافيا الإقليمية هي جوهر علم الجغرافيا وأن الجغرافيا<br />

العامة أو الموضوعية ذات درجة أو مستوى أقل أهمية ، ولكن لا ينبغي اعتبار أن اصطلاح<br />

‏"الجغرافيا الإقليمية"‏ يعطى انطباعا خاطئا ً بأن الجغرافيا ‏"الأخرى"‏ أي العامة لا تمت للمناطق<br />

بصلة،‏ أما اصطلاح الجغرافيا العامة فيميل لتأكيد الدراسات العامة لظواهر معينة وليس<br />

لدراسة الظواهر بعلاقاتها المتداخلة في أماكن معينة<br />

.(١٣٥)<br />

أولا<br />

ولقد طرأت تغيرات واضحة علي الجغرافيا،‏ فلم تعد الطريقة التقليدية التى تسير من<br />

البنية إلى المظاهر الطبيعية ثم المناخ والنبات الطبيعي والموارد الطبيعية والزراعية<br />

والصناعية وتوزيع السكان وأنواع الاستقرار وما شابه ذلك في مقدور شخص واحد،‏ ومن ثم<br />

يوجد ميل عام نحو تركيز الدراسة الإقليمية حول غرض معين<br />

٠<br />

(١٣٦)<br />

وعلى الرغم من بقاء وصف الإقليم وتفسير شخصيته كهدف من أهداف الجغرافيا<br />

الإقليمية،‏ إلا أنه ليس من الضروري اعتبار ذلك هو المحصلة النهائية للدراسات الإقليمية ،<br />

بل قد تكون وسيلة لغايات أخرى ، منها على سبيل المثال التخطيط للتنمية ، وهنا تتجلى فائدة<br />

التكامل بين الدراستين الإقليمية والأصولية<br />

الآراء المعارضة للفكر الإقليمي<br />

(١٣٧)<br />

يمكن إيجاز أسباب معارضة الجانب الإقليمي في الجغرافيا فيما يلى<br />

:<br />

:<br />

أن كثيرا من هذه الجغرافيا يبدو ساذجا ، فأقاليم ‏"هربرتسون"‏ الطبيعية مثلا لم تعد تصلح<br />

فيما يبدو كأساس كاف للمزيد من الدراسة ، رغم أنها كانت في وقتها تمثل تقدما عظيما في<br />

الجغرافيا ، شأنها في ذلك شأن غيرها من التقسيمات العالمية ، وكان نجاحها الحقيقي يكمن


ثانيا<br />

ثالثا<br />

في استخدامها كبداية مناسبة لعمل تقسيمات تزداد فيها درجة الدقة بإضافة المزيد من العناصر<br />

التفصيلية<br />

٠<br />

(١٣٨)<br />

:<br />

أن كثيرا من أبحاث الجغرافيا الإقليمية يكتب بشكل ممل في سلسلة قد لا تكون مترابطة من<br />

الحقائق الخاصة بالظاهرات الطبيعية والبشرية دون الاهتمام بالعلاقة بين البيئة الطبيعية<br />

والإنسان إلا في حدود ضيقة<br />

٠<br />

:<br />

أن النجاح الكبير الذي لاقته دراسة بعض الأقاليم كأقاليم حوض باريس على سبيل المثال <br />

قد حمل بعض الجغرافيين على الاعتقاد بأن أية منطقة يمكن تمييزها في الدراسة الإقليمية لابد<br />

وأن تكون لها على أقل تقدير صفة الفردية بمعنى أن تكون لها شخصيتها الخاصة بها<br />

٠<br />

(١٣٩)<br />

وقد ذكر بعض الجغرافيين في نقدهم للفكر الجغرافي الإقليمي أنه يقوم على أساس<br />

فلسفي غامض وغير مؤكد،‏ وأن الجغرافيا الإقليمية التى تتصف بالسطحية وباستعدادها<br />

لإعطاء أحكاما عامة مبنية على أسس غير كافية<br />

(١٤٠)<br />

تبدو كخليط من المعلومات الخاصة<br />

بمناطق معينة يعتقد محددوها أن لها وضعا إقليميا خاصا،‏ وأن الجغرافي الإقليمي<br />

بتحديد حدود لا توجد أصلا حول مناطق لا تهم"‏<br />

‏"رسم خطوط وهمية حول مناطق عديمة الأهمية"‏<br />

٠<br />

(١٤٢)<br />

‏"يشغل نفسه<br />

(١٤١)<br />

، لأن الجغرافيا الإقليمية هي مجرد<br />

بل أن بعض هؤلاء الجغرافيين المعارضين للفكر الإقليمي قد أبدى أسفه لما تناله<br />

الجغرافيا الإقليمية من إمتياز خاص داخل ميدان الجغرافيا،‏ بل واقترح بعضهم<br />

٠ علما<br />

(١٤٣)<br />

إخراجها من<br />

علم الجغرافيا على أساس أن الجغرافيا العامة وحدها هي القادرة على احتلال مكانها بصفتها<br />

وقد بلغ<br />

‏"كمبل<br />

" Kimble ,G.<br />

شرعية المفهوم الإقليمي في عام<br />

١٩٥٠<br />

في نقده للإقليم والإقليمية أو بالغ فيه إلى حد انكار<br />

(١٤٤)<br />

، لأن الإقليمية من وجهة نظره الشخصية <br />

تنطبق على الماضي فقط ، وعلى الأقاليم المتجانسة وحدها ، وغير محدودة خاصة فيما يتعلق<br />

بالحدود ، ولا تنطبق إلا على قارة أوربا ، أما ‏"إقليميته<br />

"<br />

هو فتتلخص في أن الإقليم يتكون من<br />

الظاهرات البشرية والاجتماعية والحضارية فقط ولا يشمل الظاهرات الطبيعية<br />

الواضح أن مظاهر قصور أفكار<br />

عند تعريف الإقليم<br />

‏"كمبل"‏<br />

(١٤٥)<br />

، ومن<br />

٠<br />

لا تحتاج لبرهان ، خاصة استبعاد الظاهرات الطبيعية<br />

وقد عارض هارتسهورن أيضا فكرة الإقليمية وقال بأنه على الجغرافي أن يفهم العالم<br />

فهما دقيقا وليس من واجبه الجري وراء التقسيم الإقليمي،‏ لأن ذلك يباعد بين الجغرافي وبين


الدقة العلمية،‏ فالجغرافي الإقليمي من وجهة نظره يحاول خلق الإقليم خلقا لوضع<br />

الجغرافيا في مصاف العلوم<br />

٠<br />

ولم يكن للإقليم وجود في رأي ‏"هارتسهورن"‏<br />

إذ أنه كان يرى أن الجغرافي في محاولته<br />

دراسة الجغرافيا الوصفية لمنطقة ما قد يجد نفسه مضطرا للتعميم أو إلى اللجوء إلى الطريقة<br />

الإقليمية،‏ وهذا في رأيه يتفق مع الأسس التى ترتكز عليها الجغرافيا نفسها،‏ ألا وهي<br />

تفسير الاختلافات التى يظهرها سطح الأرض،‏ مما يدعو الجغرافي<br />

المنطقة الكبيرة إلى مجموعة من الأقاليم الشكلية ، والإقليم الشكلي<br />

‏"هارتسهورن"‏<br />

٠<br />

‏"غريزيا"‏<br />

إلى تقسيم<br />

حسب رأى<br />

هو الإقليم الذي تسوده ظاهرة أو أكثر من الظاهرات المختلفة ، بحيث تسمح<br />

(١٤٦)<br />

بالتعميم ، وقد تختلف هذه الظاهرات عن ظاهرات الإقليم المجاور اختلافا يبرر التقسيم أو<br />

يجعله ضروريا ً<br />

كذلك قال<br />

‏"هارتسهورن"‏<br />

بأنه لا يوجد اتحاد في العناصر التى تتألف منها الأنظمة<br />

الشائعة للأقاليم المناخية أو أقاليم التربة ، وبدرجة أكبر في كل الأقاليم الزراعية أو الصناعية<br />

، فهذه كلها ليست<br />

إلا تعميمات وصفية لمقياس كمي لعنصر أو أكثر يتباين مكانيا وبصورة<br />

مستقلة عن غيره من العناصر،‏ ولما كان عدد المجموعات الممكنة يتزايد بمتوالية هندسية مع<br />

إضافة المتغيرات،‏ فانه يصبح من الصعب ربط مجموعة من الفئات بأكثر من عاملين دون<br />

انتاج عدد أكبر من الأقاليم<br />

ومن ثم فإذا اختلفت العوامل في أهميتها النسبية فان أي تسلسل منطقي للأقاليم <br />

الرئيسة أو الفرعية سيتعارض مع الحقيقة<br />

(١٤٧)<br />

، ففي حالة غياب العلاقات المكانية<br />

المتداخلة فان تقسيم العالم إلى أقاليم من هذا النوع ليس أكثر من تصنيف للأماكن يوضع على<br />

خريطة ليمكننا من أن نصنف بصورة تقريبية سمات مظاهر معينة لعدد كبير من<br />

الأماكن في الوقت ذاته،‏ ومن ثم فان هذه المناطق لا تصبح<br />

مناطق من طراز معين<br />

٠<br />

(١٤٨)<br />

ويعتقد بعض الجغرافيين المعاصرين مثل<br />

‏"شورلى<br />

‏"أقاليم"‏<br />

"Chorley<br />

بقدر ما<br />

هي أماكن أو<br />

أن الدراسة الإقليمية<br />

ستكون غير قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في إيجاد الارتباط الحقيقى بين الظاهرات القائمة<br />

على سطح الأرض وسط خضم التطور المدني الكبير<br />

الذي شهده العالم ولا يزال يشهده نتيجة<br />

لتصاعد الثورة الصناعية،‏ فالطريقة الإقليمية ترتكز على تحليل الروابط المكانية بين الإنسان<br />

وبيئته،‏ وهي العلاقة التى تعطى للمنطقة شخصيتها وفرديتها المتميزة أى تجعلها إقليما


ولكن هذا لا يتم إلا في مناطق المجتمعات ‏"المحلية"‏<br />

المجتمعات العلاقة بين الإنسان وبيئته ‏"المحلية"‏<br />

التى تتضح فيها أكثر من غيرها من<br />

٠<br />

أما إذا ما فقدت هذه البيئة ‏"محليتها"‏ باتصالها المستمر بغيرها من المناطق بوسائل<br />

الاتصال المادية والمعنوية المختلفة فانه سوف تتأثر بقلب أو عقدة إقليمها وهي المدينة الكبرى<br />

في هذا الإقليم،‏ ومن ثم يتبدل نمط حياة سكانها وخصائصهم الاجتماعية،‏ وتكون الخصائص<br />

‏"الإقليمية"‏ الجديدة لإقليمهم غير ممثلة للتفاعل المحلىّ‏<br />

٠<br />

(١٤٩)<br />

وعلى الرغم من عدم وجود تراجع ملحوظ عن المنهج الإقليمي إلا أن ‏"شورلى"‏ يعتبر<br />

أن الدراسة الإقليمية لم تعد هدفا للجغرافيا كما اعتقد ‏"لابلاش"‏ أكثر مما هي واسطة لتحقيق<br />

هدف معين ، وحتى فرنسا التى احتضنت ‏"إقليمية لابلاش"‏ لم تعد متحمسة لها بسبب تشعب<br />

الموضوعات الطبيعية والبشرية التى تتطلبها الدراسة الجغرافية من أجل التعرف على كيفية<br />

تكوّن ظاهرات سطح الأرض المختلفة ، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالمنهج الأصولي<br />

،<br />

(١٥٠)<br />

فمن غير الممكن تغطية العالم كله بصورة مُرضية بتقسيم إقليميّ‏ معتمد على اتحاد اثنين أو<br />

أكثر من العناصر المكانية<br />

٠<br />

(١٥١)<br />

وقد أكد بعض الجغرافيين أن العالم لا يتكون من مناطق متميزة ‏"كمربعات لعبة<br />

الشطرنج"،‏ ومن ثم فمن غير المنطقي أن يتم الوصول إلى تصنيف البناءات الأكثر تعقيدا<br />

للظاهرات المكانية في نظام موضوعي واحد لكل المناطق،‏ ومع ذلك،‏ فانه لكى يتم تحليل هذه<br />

البناءات المعقدة حسب مدى محدود من التباينات المكانية فانه يصبح من الضروري تقسيم<br />

المناطق الكبرى إلى أجزاء أصغر<br />

جدا<br />

٠<br />

ومن ثم يكون الهدف من تقسيم المنطقة هو الوصول إلى أقسام مكانية أو أقاليم،‏ بحيث<br />

توضح في كل قسم منها عناصر البناء قيد الدراسة الجغرافية وما بينها من علاقات ثابتة<br />

وصلات متبادلة،‏ وكلما ازدادت درجة تعقيد هذه العلاقات والصلات كلما ازداد تفتيت مناطق<br />

هذه البناءات إلى وحدات أصغر،‏ أي كلما ازدادت درجة التقسيم الإقليمي<br />

٠ (١٥٢)<br />

٠<br />

وتعتبر مسألة اختيار المقياس مشكلة تواجه منظري الفكر الإقليمي،‏ فالخصائص البارزة<br />

لسطح الأرض تظهر أنه في بعض المناطق تكون التباينات ضئيلة ومتدرجة،‏ بينما تكون في<br />

بعضها الآخر بارزة جدا وغير منتظمة،‏ كذلك فهناك ترابط وثيق بين الأماكن على مساحات<br />

واسعة في بعض أجزاء العالم،‏ في حين تكون التباينات في أجزاء أخرى بين مساحات صغيرة


ولذلك فان عملية إنشاء تقسيم إقليميّ‏ صالح للاستخدام تجبر الدارس على اتخاذ عددا<br />

من الحلول الوسطي فأحيانا ما يتقبل المرء مضطرا مناطق معينة على أنها وحدات مكانية <br />

أقاليم رغم تنوع كل واحدة منها في مظاهرها،‏ وافتقارها إلى الترابط القوى بين ظاهراتها،‏<br />

ولكنها<br />

تتميز فقط بأن كل جزء من أجزائها يختلف عما يجاورها من وحدات مكانية<br />

أخرى ، وأن جميع أجزائها تشترك في الموقع ذاته تقريبا<br />

٠<br />

مع ملاحظة أن أي نظام للأقاليم يكون مستندا على تصنيف واحد من المظاهر المستقلة<br />

هو عبارة عن<br />

" صيغة عمومية<br />

"<br />

لتمثيل توزيع ما ، ومن ثم يمكن اعتباره خطوة<br />

أولى نحو<br />

الجغرافيا الموضوعية ، فالإقليم هو التعبير المكاني عن التعميم المنطقي للعلاقات العملية،‏<br />

ومن ثم فهو الخطوة الأولى لشرح جغرافية المنطقة<br />

٠<br />

وبالنسبة للأقاليم الوظيفية والشكلية فانه يمكن إنشاء أقسام محددة لمنطقة ما حسب جزء<br />

محدد من المركب الكلى للتباين المكاني الذي تتسم به هذه المنطقة ، وفي أبسط الحالات <br />

كما هو الحال عندما نتعامل مع منطقة من درجة معينة فإننا نتعامل مع عنصر أو أكثر من<br />

العناصر المستقلة التى يتألف منها مركب عناصر هذه المنطقة ، ويمكن تعريف الإقليم<br />

الوظيفي على أساس اتحاد<br />

٠ جزئي<br />

عناصره المتعددة ، ولكن هذه العناصر لا تمثل أكثر من اتحاد<br />

وبعبارة أخرى فانه في الدراسات الموضوعية فقط وليس الإقليمية فانه يمكن<br />

إنشاء أقاليم محددة بشكل دقيق وموضوعي،‏ فقد أثبتت التجربة أن الأقاليم المعرفة على هذا<br />

الأساس هي أكثر فائدة في تحديد درجة التباين المشترك بين عدد محدود من العناصر في<br />

الدراسات الموضوعية،‏ ومن التناقض التاريخى أنه أثناء محاولات تأسيس مفاهيم إقليمية تخدم<br />

البحث في الجغرافيا الإقليمية ، فإن ما<br />

الدراسات الموضوعية<br />

٠<br />

(١٥٣)<br />

حدث في الحقيقة هو إنشاء واستخدام هذه المفاهيم في<br />

وفي الرد على آراء المعارضين للفكر الجغرافي الإقليمي يمكن القول أن هناك أنماطا<br />

مختلفة وأشكالا عديدة من الأقاليم التى تختلف في درجة تنوعها حسب الهدف منها وفي ضوء<br />

الأسس أو العوامل أو المعايير التى حُددت على أساسها،‏ والواقع أن الأقاليم غالبا ما تكون<br />

أفكارا تصوريّة أو تجريديّة من إيجاد ذهن الجغرافي لخدمة الهدف من الدراسة أكثر<br />

منها أقاليم حقيقية وظاهرة على سطح الأرض أو في<br />

حين يبدأ الجغرافيون في كتابتها<br />

‏"اللاندسكيب"‏<br />

(١٥٤)<br />

، فالجغرافيا لا تبدأ<br />

إلا<br />

(١٥٥)<br />

، والعلاقات بين الظاهرات موجودة بصورة كامنة في<br />

المكان والجغرافي هو الذي يوقظها في الذهن ، ذهنه هو أولا ثم أذهان الآخرين بعد


ذلك<br />

(١٥٦)<br />

، وهي أى الجغرافيا قد لا تكون علما ً خالقا ً على مستوى الحقائق والمعلومات<br />

، لكنها بوظيفتها الأساسية من الربط ورصد العلاقات تخلق جديدا على مستوى الأفكار<br />

والأنماط<br />

٠ (١٥٧)<br />

ولم تعد فكرة التقسيم إلى أقاليم مثار اهتمام الجغرافيين وحدهم،‏ فهناك عملية التقسيم<br />

الإقليمي للدولة بغرض تنفيذ سياسة عامة،‏ كالوحدات الإقليمية للحكم المحلى ، أو تقسيم الدولة<br />

إلى مناطق<br />

إدارية جديدة<br />

(١٥٨)<br />

، وهناك أيضا فكرة التقسيم الإقليمي في ميدان التخطيط الإقليمي<br />

بهدف تطوير منطقة معينة الأقاليم التخطيطية أو أقاليم التنمية عن طريق تحقيق المساواة<br />

أو العدالة الإقليمية<br />

،(١٥٩)<br />

وذلك بمحاولة المواءمة بين مثالية المساواة وواقع الاختلاف ، أو<br />

تحقيق المساواة المثالية رغم الواقع المختلف المتخل ّف وما الأقسام التخطيطية الكبرى<br />

في بعض الدول إلا أطر مكانية لتحقيق التنمية<br />

٠<br />

(١٦٠)<br />

ولم يقتصر المفهوم الإقليمي على علم الجغرافيا،‏ بل استخدمت طرق التقسيم الإقليمي<br />

مؤخرا ً في عدد من العلوم الأخرى ، خاصة تلك التى تعالج ظاهرات تتوزع مكانيا على سطح<br />

الأرض مثل علوم البيئة النباتية وعلم التربة وعلم الاجتماع وعلم التاريخ الاقتصادي <br />

خاصة الزراعي <br />

(١٦١)<br />

بل إن هناك علما خاصا بالإقليم هو العلم الإقليمي<br />

٠<br />

(١٦٢)<br />

ومن المتعارف عليه بين الجغرافيين أن عملية تحديد حدود فاصلة ودقيقة بين الأقاليم<br />

هي عملية غاية في الصعوبة،‏ لكن العقل الإنساني يرفض تبرير إهمال الجغرافيا الإقليمية<br />

بسبب صعوبة وضع حدود واضحة بين الأقاليم ، وقد يقول البعض بأن الجغرافيا الإقليمية<br />

تدرس بطريقة وصفية غير دقيقة ، وبافتراض صحة هذه المقولة على الإجمال ، فان هذا لا<br />

يعتبر عيب ًا في الجغرافيا الإقليمية بقدر ما هو خلل في طريقة دراستها<br />

٠<br />

وحتى لو نادى البعض بأن الحدود الإقليمية غير موجودة في الطبيعة،‏ وهي إن وجدت<br />

فهي حدود غير دقيقة في تحديدها وفي طرق قياسها،‏ فان مفهوم الإقليم سيبقى وسيلة صحيحة<br />

ومناسبة لفهم النظام المكاني وتحليله وتفسيره،‏ لأن الدراسات الإقليمية تهتم أصلا بمحتوى<br />

الإقليم أكثر من اهتمامها بحدوده<br />

٠<br />

(١٦٣)<br />

ولم يعد الوصف العام لبعض المناطق يمثل كل محتوى الجغرافيا الإقليمية التى أصبحت<br />

اليوم فن التعرّف على الأقاليم ووصفها بهدف تفسير الشخصية الإقليمية وتحليلها،‏ والتى<br />

ارتقت طرق دراستها وتغيرت طبيعة مادتها العلمية وأهدافها في بعض الدول<br />

٠


خلاصة<br />

لا<br />

يوجد داع للاعتقاد بأن هناك مقارنة بين الجغرافيا الأصولية والجغرافيا الإقليمية ، إذ<br />

من الأفضل اعتبارهما اتجاهين متكاملين حيث أن أحدهما يمكن أن يفيد الآخر،‏ فالتضاد الذي<br />

يعبر عنه بالمصطلحين المتقابلين الجغرافيا الموضوعية<br />

‏"العامة"‏<br />

والجغرافيا الإقليمية<br />

‏"الخاصة"‏<br />

ليس تقسيما للجغرافيا إلى قسمين ولا هو تضاد بين منهجين متميزين للدراسة يستخدمان كل<br />

على حدة ، فكل ما في الأمر أن الاهتمام الجغرافي بسطح الأرض يستوجب التحليل الدقيق<br />

للائتلاف المعقد للظاهرات المتباينة مكانيا على سطح الأرض ، مهما كان مدى المنطقة قيد<br />

الدراسة<br />

ولتجزئة هذا التعقيد الثنائي أو هذه الثنائية المعقدة إلى شكل أكثر طواعية فانه<br />

من الضروري لأية دراسة جغرافية استخدام منهجين مختلفين لكنهما في الحقيقة متكاملين<br />

من التحليل بدرجات متفاوتة وبشكل متبادل ، أحدهما هو منهج التحليل حسب ائتلاف<br />

عناصر ظاهرات المكان،‏ والآخر حسب أجزاء أو أقسام المنطقة قيد الدراسة<br />

٠<br />

والواقع أن تقسيم التعقيد الكلىّ‏ لاتحاد ظواهر المكان أو الكل المعقد من العناصر<br />

المكانية إلى أقسام يجعل كل قسم منها أقل تعقيدا وأكثر ائتلافا،‏ كما أن تبسيط التباين<br />

المكاني المعقد إلى وحدات مكانية يتضمن لكل واحدة منها مدى محدود من التباين ودرجة<br />

غير محدودة من الائتلاف<br />

٠<br />

(١٦٤)<br />

وإذا ما أُخذ في الاعتبار أنه ليس كل موضوع على سطح الأرض في حد ذاته <br />

مهم للجغرافي فإننا نجد طريقين لدراسة العلاقات المتبادلة بين الظاهرات على هذا السطح هما<br />

الجغرافيا الخاصة الإقليمية التى تدرس جزءا من سطح الأرض،‏ والجغرافيا العامة التى<br />

تدرس ظاهرة جغرافية أو الارتباط بين ظاهرتين أو أكثر على مستوى كل سطح الأرض،‏ وقد<br />

تتداخل الطريقتان دون قصد من الباحث،‏ فالجغرافيا المناخية على سبيل المثال عندما تدرس<br />

المناخ في كل إقليم مناخي على مستوى العالم تصبح جغرافية إقليمية<br />

ولقد كان الفصل ‏"التعسفي"‏ أو ‏"السخيف"‏ بتعبير<br />

والجغرافيا الخاصة بمثابة البداية لظهور<br />

٠<br />

(١٦٥)<br />

(١٦٦)<br />

‏"ديفز " Davis<br />

‏"ازدواجية علم الجغرفيا،‏ فقد اعتبر<br />

بين الجغرافيا العامة<br />

أن ‏"“هتنر”"‏<br />

الدراسات الجغرافية العامة التى قام بها من سبقه من الجغرافيين بمثابة تدمير للترابط الواقعي<br />

للطبيعة،‏ لأنها تقوم على الفصل الذاتى للظاهرات المترابطة وتقسمها إلى رتب منفصلة<br />

لتدرسها على نحو منفصل مستقل<br />

(١٦٧)<br />

، ولذا قال<br />

‏"بأن أية ظاهرة من ظاهرات سطح الأرض


لإ ا<br />

لا تدرس لذاتها وحدها بل من حيث علاقتها بالأماكن الأخرى على الأرض ، ومن الضروري<br />

دراسة العلاقات السببية فيما بين ميادين الطبيعة المختلفة وظاهراتها المتباينة التى تتوحد في<br />

مكان واحد<br />

٠<br />

(١٦٨)<br />

ورغم أن الجغرافيا الأكاديمية قد شهدت تغيرات كبيرة في أهدافها ومناهجها في النصف<br />

الثانى من القرن العشرين فقد ظل الجغرافيون مهتمون بفكرة الإقليم،‏ بل واستخدموا طرق<br />

البحث الإقليمية ليس فقط في مجال الجغرافيا الإقليمية ، وإنما في الفروع الأصولية للجغرافيا<br />

أيضا<br />

(١٦٩)<br />

، وفي هذا استشعار لوحدة المنهج الجغرافي‎٠‎<br />

ولما كانت الدراسة الإقليمية في بعض جوانبها تحمل الطابع الاصولي،‏ والجغرافيا<br />

العامة قد تتحول إلى أخرى إقليمية كما رأينا في حالة الجغرافيا المناخية الأصولية التى تصبح<br />

جغرافية إقليمية عندما تدرس المناخ في كل إقليم مناخى على مستوى العالم،‏ فمن الواضح أن<br />

هذا يؤكد ما قاله العديد من الجغرافيين الكبار من أن الإقليمية والأصولية ما<br />

لعملة واحدة هي البحث الجغرافي<br />

وعندما أوضح<br />

‏"“هتنر”"‏<br />

(١٧٠)<br />

أن الجغرافي لا يستطيع<br />

إلا وجهين هما<br />

إيجاد وحدة أي جزء معين من سطح<br />

الأرض بمجرد النظر إلى مظهره الخارجي،‏ وإنما بدراسة عناصر تكوينه وتفهم مكونات<br />

عناصره،‏ وذلك بالتعرف على التكوين الجغرافي المعقد لمختلف النظم التى تكوّن ذلك الجزء<br />

من ناحية،‏ ثم بإيجاد الترابط السببي<br />

جمالي لمختلف الظاهرات المكونة لهذه النظم من ناحية<br />

أخرى ، فانه قد أظهر أن مادة الجغرافيا الإقليمية تستمد من الدراسات الأصولية ومن ثم يكون<br />

قد أكد وحدة منهج البحث الجغرافي<br />

ولما كانت<br />

٠ (١٧١)<br />

الجغرافيا ولا تزال قد عرفت أو عرّفت بأنها العلم الذي يوفر للباحثين<br />

تفسيرا منطقيا ومقبولا لتوزع الظاهرات في المكان،‏ أو هي وصف سطح الأرض من حيث<br />

وجود ظاهراته المختلفة وتوزعها وتوضيح العلاقات السببية بين هذه الظاهرات،‏ فان الدراسة<br />

الجغرافية تهتم ضمنا وأساسا بالمكان ومن ثم فأية ظاهرة جغرافية سواء أكانت محلية الوجود<br />

إقليمية أو خاصة ، أو عالمية التوزع <br />

أو كإحدى مكونات مجموعة<br />

‏"مترابطة"‏<br />

أصولية أو عامة ، وسواء أدرست بصورة مفردة<br />

من الظاهرات فإنها تشغل<br />

الأرض يمكن أن نطلق عليه ‏"إقليم الظاهرة أو الظاهرات قيد الدراسة"‏<br />

٠<br />

‏"مكانا"‏<br />

ما على سطح<br />

ويكون الفرق بين إقليميتها وعالميتها هنا هو مداها المكاني،‏ وحجم علاقاتها وارتباطاتها<br />

بغيرها من الظاهرات،‏ وعدد هذه الأخيرة،‏ ومن ثم فلا يوجد تناقض في الحقيقة بين


المنهجين الاصولي والإقليمي إلا في كون الأول تحليلي والثاني تركيبي وهذه هي طبيعة<br />

المنهج الجغرافي والدراسة التحليلية ضرورية لتفهم كيفية التكوين البنائي لظاهرات سطح<br />

الأرض،‏ بمعنى أنه لابد من وجود قدر من الإقليمية لتفهم الأصولية كما أن الدراسة البنائية<br />

لازمة لتفهم عناصر هذا التكوين بشكل تحليلي،‏ أي أنه لابد من وجود قدر من ‏"الاصولية"‏<br />

لتفهم ‏"الإقليمية"،‏ ومن ثم تتكامل الدراسة الجغرافية لتصبح كعملة واحدة لها وجهين أصولى<br />

وإقليميّ‏ ، كما قال بذلك ‏"“فارينيوس”"‏ منذ نحو ثلاثة قرون<br />

(١٧٢)<br />

وعندما قال ‏"“فارينيوس”"‏ بأن الجغرافيا العامة هي ‏"ذلك الفرع من العلم الذي يدرس<br />

الأرض بشكل عام ويصف أقسامها المتنوعة التى تؤثر عليها ككل والذي يقدم الأسس<br />

والقوانين العامة التى يجب استخدامها في دراسات الأقطار المختلفة"‏ وهي الأسس والقوانين<br />

التى تشكل الجغرافيا ‏"الخاصة"،‏ فانه كان يعنى في الحقيقة أن الجغرافيا بجانبها العام إنما<br />

تهدف إلى دراسة جانبها ‏"الإقليمي"‏<br />

٠<br />

(١٧٣)<br />

ولم يكن هدف ‏"“فارينيوس”"‏ من التأكيد على عمومية الجغرافيا أو خصوصيتها هو<br />

الفصل بين جانبيها العام والخاص ، فلا يوجد دليل على أنه قد اعتبر أن الجغرافيا الخاصة<br />

أقل أهمية من الجغرافيا العامة ، ولكن وجهة نظره كما استنتج ‏"لابلاش"‏ لم تكن وجهة<br />

نظر ثنائية ولكن الصلة بين القوانين العامة والأوصاف الخاصة التى تعتبر تطبيقات لها <br />

تشكل الوحدة الصادقة للجغرافيا وهذا هو المنهج التكاملي للعلم ، فالدراسة حسب العناصر<br />

‏"الجغرافيا العامة "، وحسب المناطق ‏"الجغرافيا الإقليمية"‏ كانت ضرورية ومهمة للجغرافيا<br />

بدرجة متساوية<br />

٠<br />

(١٧٤)<br />

ويرى ‏"هارتشورن"‏ أنه لا يمكن النظر إلى الجغرافيا على أنها تتكون من قسمين يحلل<br />

أحدهما العناصر المنفردة في العالم،‏ ويحلل الآخر المركبات أو مجموع العناصر حسب<br />

المناطق،‏ لأن كل الدراسات الجغرافية تحلل العلاقات والتباينات المكانية للظاهرات بشكلها<br />

المستمر،‏ فلا تفرع ولا ثنائية،‏ وإنما مدى متدرج على طول سلسلة متصلة من العلاقات،‏ التى<br />

تتدرج من تلك التى تحلل المركبات البدائية جدا في تباينها المكاني على سطح الأرض ، إلى<br />

تلك التى تحلل التباين المكاني للعلاقات ضمن مناطق صغيرة المساحة بدرجة أكثر تعقيدا ،<br />

والمنهج الأول موضوعي،‏ بينما المنهج الثاني إقليميّ‏ ، بشرط تذكر أن أية دراسة جغرافية<br />

صحيحة يجب أن تشتمل على كلا المنهجين<br />

وقد اقترح كل من ‏"اكرمان ‏"و ‏"ويلكوك<br />

٠ (١٧٥)<br />

" Wilcock<br />

أنه طالما أن الدراسة الجغرافية لأي<br />

عنصر أو مرك ّب من العناصر تتضمن دراسة علاقات تبايناته عن العناصر الأخرى ، مما


يعنى كمال الدراسات الجغرافية الموضوعية ، فانه من الممكن أن تضمن هذه الدراسات معا<br />

كى تشكل الجغرافيا الإقليمية ، لأن حصيلة الدراسات الموضوعية الكاملة والصحيحة لمنطقة<br />

واسعة ستشمل جميع الحقائق والعلاقات المتضمنة في الدراسة الإقليمية لجغرافيتها<br />

(١٧٦)<br />

ولابد للتحليل الجغرافي لظاهرات سطح الأرض من أن يحدث في إطار مكانى معين،‏<br />

ولما كانت الجغرافيا الحديثة قد تجاوزت مرحلة الوصف إلى مرحلة التحليل من ناحية،‏ وأن<br />

عناصر سطح الأرض خاصة البشرية منها قد تزايدت وتعددت وتعقدت واندمج بعضها<br />

في البعض الآخر نتيجة تفاعلها السببى من ناحية أخرى،‏ فان البحث الجغرافي سواء على<br />

النطاق الضيق أو الواسع قد أصبح يهتم بتحليل ترابط غاية في التعقيد إذا أراد تفهم طبيعة<br />

ظاهرات سطح الأرض،‏ وفي مثل هذا التحليل لا يوجد سوى طريقين يحددهما الهدف من<br />

: الدراسة هما<br />

‎١‎‏.تحليل الظاهرة من أجل إظهار ترابطها وتفاعلها مع غيرها من الظاهرات،‏ واستقصاء توزعها<br />

على سطح الأرض،‏ وهذا هو المنهج الأصولي<br />

‎٢‎‏.تحليل مكونات ‏"منطقة<br />

٠<br />

"<br />

سطح الأرض ككل ، وهذا هو المنهج الإقليمي<br />

٠<br />

أو ‏"جزء"‏ ما من سطح الأرض من أجل تفهم صورتها تمهيدا لتفهم<br />

وقد سبق أن دعا ‏"همبولت"‏ إلى هذا المنهج المزدوج عندما أكد على أهمية تفهم الوحدة<br />

من خلال الاختلافات<br />

(١٧٧)<br />

، فكلا الطريقين إنما يتم في إطار مكاني قد يضيق فيصبح المنهج<br />

المستخدم حينئذ منهجا إقليميا ، أو يتسع فيصبح منهجا عاما أو أصوليا،‏ ومن ثم يتبين أن<br />

الجانب الإقليمي من الدراسة الجغرافية هو على الدرجة ذاتها من الأهمية التى يتميز بها<br />

الجانب الأصولي،‏ فلا يمكن أن ينظر المرء إلى إحدى قدميه على أنه أكثر أهمية من القدم<br />

الأخرى لسبب بسيط هو أن يستخدمهما ‏"معا"‏ وهذا هو المنهج الجغرافي التكاملي الحقيقي<br />

٠<br />

والخلاصة أن الدراسات الأصولية في الجغرافية دراسات متداخلة في الدراسة الإقليمية<br />

، فعلى الرغم من أن العمل الذي قام به ‏"“رتر”"‏ عمل إقليميّ‏ في صميمه فإنه يدين بقسم كبير<br />

من أهميته للأفكار الأصولية التى بنى عليها ، وكذلك على الرغم من أن العمل الذي قام به<br />

‏"همبولت"‏ أكثر ميلا إلى أن يكون أصوليا في صميمه فإنه يستمد كثيرا من قوته من أساسه<br />

الإقليمي،‏ وانه لمن سوء الحظ أن بعض الجغرافيين المحدثين نسبي ًا قد تكلموا بما يوحى<br />

باعتقادهم بأن هناك اختلافا في القدرات بين الكتاب الإقليميين والكتاب الأصوليين<br />

(١٧٨)


المبحث الرابع:‏<br />

الجغرافيا ونظم المعلوات الجغرافية<br />

خضع المنهج الجغرافي ولا يزال إلى التعديل والتبديل،‏ فأفكار كل من:‏<br />

‏"همبولت "Humboldt (١٧٩)<br />

و ‏"ريتر‎١٨٠)"Ritter‏)‏ و<br />

"<br />

راتزل (١٨١)"Ratzel و"هتنر<br />

(١٨٢)"Hitner و"هارتشورن (١٨٣)"Hartshorn وغيرهم خضعت للكثير من التمحيص<br />

لدرجة رفض بعضها أحيانا،‏ كما أن المحاورات حول المنهج الجغرافي لم تتوقف بعد ومن<br />

المتوقع استمرارها مستقبلا،‏ وفيما يلي عرض للعديد من وجهات النظر التى أدت إلي خروج<br />

الجغرافيا من إطارها القديم وظهور مفاهيم جديدة متفق عليها من معظم الجغرافيين،‏ لاسيما<br />

بعد الأخذ بالتقنيات الحديثة للاستشعار عن البعد<br />

Remote Sensing<br />

الجغرافية (GIS) Geographical Information System<br />

العالميةsystem (GPS) Global positioning ٠(١٨٦)<br />

(١٨٤) ونظم المعلومات<br />

(١٨٥) ونظم تحديد المواقع<br />

ويلتبس علي بعض القراء وجود القرينة الجغرافية في مصطلح نظم المعلومات الجغرافية<br />

فيظنون أن هذا المصطلح يعبر عن أحد تخصصات علم الجغرافيا،‏ ويدعم هذا الظن وجود<br />

بعض الأقسام الجغرافية العريقة التى تمنح درجات علمية في هذا الموضوع ‏(نظم المعلومات<br />

الجغرافية)‏ ، والحقيقة أن الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية موضوعان مستقلان يجتمعان<br />

في أحيان ويفترقان في أحيان أخرى،‏ ولولا الصفة المكانية spatial التي تتصف بها نظم<br />

المعلومات الجغرافية لكان الفرق بينها وبين الجغرافيا فرقا ً شاسعا ً،‏ ولهذا ظهرت ضرورة<br />

الحاجة إلى إبراز النمط المكاني المشترك بينهما،‏ وتوضيح المنهجية العلمية لكل منهما،‏ وتأكيد<br />

أن نظم المعلومات الجغرافية ليست علما ً مستقلا،‏ بل تقنية متطورة ضمن منظومة نظم<br />

المعلومات،‏ من شأنها دعم عملية البحث الجغرافي،‏ فإفادة الجغرافيين من مهارات هذه التقنية<br />

تجعل علمهم قادرا علي التنبؤ العلمي<br />

أو اتخاذ القرار<br />

scientific prediction<br />

٠ (١٨٧) dissension making<br />

ومواصلة المشاركة في صنع<br />

وهناك ثلاثة أسئلة تحاول هذه الورقة الإجابة عنها وهي:‏<br />

ما هو موضع كل من علم الجغرافيا و نظم المعلومات الجغرافية بين العلوم المكانية<br />

المختلفة؟<br />

ما هي طبيعة العلاقة بين علم الجغرافيا و نظم المعلومات الجغرافية،‏ وما أهمية التحليل<br />

المكاني في تكريس العلاقة المشتركة بينهما؟<br />

هل الجغرافيون أولى من غيرهم بالعمل في مجال نظم المعلومات الجغرافية؟؟<br />

.١<br />

.٢<br />


النمط الجغرافي التقليدي<br />

تعتبر الجهود الفكرية الباكرة التى قام بها المفكرون الأوائل بهدف تفسير وفهم الظاهرات<br />

البيئية المحلية المحيطة بهم،‏ وفهم دور الانسان وموقعه بين هذه الظاهرات المنشأ الأول لعلم<br />

الجغرافيا،‏ ولهذا فإن المعرفة الجغرافية قديمة قدم الإنسانية ذاتها،‏ ومع مرور الزمان واختلاف<br />

المكان ظهر العديد من الجغرافيين الذين أسهموا في إثراء الأدب الجغرافي،‏ ووضع الأسس<br />

العريضة لعلم الجغرافيا‎٠‎<br />

ولقد تعرض هذا العلم ذي التاريخ الطويل أثناء تطوره عبر الزمن الى العديد من<br />

المجادلات التى أظهرته بمظهر العلم المنقسم،‏ رغم اتفاق معظم الجغرافيين علي أن علمهم هو<br />

علم المكان،‏ وهذا الاتفاق هو في الحقيقة الميزة الوحيدة التى جعلت للجغرافيا كعلم مجالا<br />

واضحا ومميزا بين مختلف العلوم‎٠‎<br />

ولقد أوضح العديد من الجغرافيين أن المجال الكلي للمعرفة يمكن شرحه جيدا من خلال<br />

ثلاثية:المادة والزمان والمكان،‏ فكان ‏"هتنر"‏ يرى أن للحقيقة مدى ذا ثلاثة أبعاد يجب اختبارها<br />

من ثلاث وجهات نظر هي:‏ رؤية علاقة الأشياء المتشابهة،‏ ورؤية تطور الأشياء عبر<br />

التاريخ،‏ ورؤية ترتيب الأشياء وتقسيمها حسب المكان<br />

‏"هارتشورن"‏ بين العلوم الموضوعية ‏(ذات المنهج العام)‏<br />

(Hartshorn 1939)<br />

systematic<br />

chronological<br />

والعلوم المكانية<br />

٠ chorological<br />

، كما ميّز<br />

والعلوم الزمنية<br />

شكل رقم (١٢)<br />

مكانة الجغرافيا بين العلوم


وتشمل العلوم الموضوعية كلا من العلوم الطبيعية ‏(الأحياء والكيمياء والطبيعة)،‏ والعلوم<br />

الاجتماعية ‏(الاجتماع والديموجرافيا والأنثروبووجيا)،‏ أما العلوم الزمنية فتشمل ‏(علم<br />

الحفريات وعلم ما قبل التاريخ وعلم التاريخ)‏ بينما تشمل العلوم المكانية ‏(علم الطكبيعة<br />

الأرضية وعلم الجغرافيا وعلم الفلك)‏<br />

٠<br />

وتهتم العلوم الطبيعية بالمادة،‏ والعلوم الزمنية بتغير هذه المادة عبر التاريخ،‏ أما العلوم<br />

المكانية فتهتم بها عندما يكون المكان قرينا ً لها،‏ ومهما يكن مفهوم المكان فالمقصود به ذلك<br />

الحيز space<br />

الذي تتسم فيه الأشياء المادية بأبعاد معينة،‏ مهما صغرت هذه الأبعاد أم<br />

كبرت‎٠‎<br />

ولقد قرر ‏"هارتشورن"‏ بعد فحص دقيق لآراء كل من سبقه من الجغرافيين أن الجغرافيا هو<br />

العلم الذى يمدنا بوصف وتفسير دقيق ومنظم ومعقول للنمط المتغير لسطح الأرض<br />

(1963 ،(Hartshorn وكان لهذا الرأي صدى كبير بين الجغرافيين وقت إعلانه ، عندما<br />

اعتبر أكثر وجهات النظر قوة،غير أن دعاة نظرية الموقع<br />

انتقدوا هذا الرأي بشدة واستاءوا من استخدام ‏"هارتشورن"‏ لمصطلحات مثل<br />

و"‏ اختلاف مكاني<br />

(١٨٨) theory of location<br />

‏"فريد " unique<br />

(١٨٩) "spatial differentiation<br />

استثنائية،‏ وخرجوا بنمط فكري جديد كانت أهم أسسه:‏ بناء النظريات<br />

modelsوالأنظمة ،systems والتحليل الكمي<br />

واعتبروا وجهة النظر التقليدية مرحلة<br />

theories والنماذج<br />

(١٩٠)<br />

quantitive analysis<br />

للوصول الي<br />

القوانين laws التى تعتبر أساس البحث العلمي وهدفه النهائي‎٠‎<br />

والجغرافيا علم المكان،‏ وهذا ما يميزها عن غيرها من العلوم،‏ سطح الأرض مجالها،‏<br />

ولهذا فالمعرفة الجغرافية معرفة شاملة مرتبة للظاهرات الموجودة فوق سطح الأرض،‏ وهذه<br />

الرؤية المكانية للظاهرات يمكن إدراكها من زاوية الزمن،‏ فلكي نفسر الحاضر لابد من معرفة<br />

الماضي،‏ وبهما معا يمكن الإشارة إلى المستقبل ‏(التنبؤ)‏‎٠‎<br />

ومن ثم يمكن ترتيب المجال الجغرافي علي أساس:‏ المادة<br />

place والمكان matter<br />

والزمان ،time فعلي أساس المادة تبرز الجغرافيا الموضوعية ‏(المنهجية أو النظامية أو<br />

الأصولية)‏ وتكون النواحي المكانية من أهم سماتها،‏ وعلي أساس المكان والنظرة الشاملة<br />

لأجزاء سطح الأرض تبرز الجغرافيا الإقليمية<br />

regional<br />

، أما علي أساس الزمان فيتم<br />

التركيز علي المادة والمكان من خلال الزمن،‏ وهنا تبرز الجغرافيا التاريخية historical<br />

٠<br />

وتعاني الجغرافيا منذ أمد طويل من الازدواجية أو الثنائية ، dualism والأمثلة علي ذلك<br />

عديدة أشهرها:الموضوعية في مقابل الإقليمية،‏ والطبيعية في مقابل البشرية،‏ والساكنة في<br />

مقابل المتطورة،‏ والوصفية في مقابل الكمية ‏(التعليلية)،‏ والحتمية determinism في مقابل<br />

الإمكانية ٠ possibilism


ورغم أن هذه الثنائية تعكس تناقضا واضحا إلا أنها تعبر عن وجهات نظر سادت خلال<br />

فترات معينة من تطور علم الجغرافيا،‏ فقد ظهرت هذه الثنائية نتيجة لتطور العلوم وزيادة<br />

المعلومات الجغرافية الخاصة بالإنسان وبالمكان،‏ ولقد سبق ل ‏"فارنيوس<br />

(١٩١)" Varenius<br />

في عام ١٦٥٠ أن أكد علي الحاجة إلى تنظيم المعرفة الجغرافية،‏ فقسمها إلى جغرافيا عامة<br />

(universal ‏(عالمية general<br />

وجغرافيا خاصة<br />

particular ‏(إقليمية (regional ، ولقد<br />

عرف الجغرافيا العامة بأنها ‏"تلك التى تدرس سطح الأرض بشكل عام،‏ ويدخل في ذلك<br />

مظاهر السطح التى يكون لها قوانين عالمية"،‏ أما الجغرافيا الخاصة فهي التي تبحث في<br />

الأقطار والأماكن المنفردة التى اكتسبت شخصيتها من التفاعل البشري مع الطبيعة‎٠‎<br />

ومن الواضح أن ‏"فارنيوس"‏ قد اقترح أن تهتم الجغرافيا العامة بالقضايا الطبيعية<br />

‏(الفيزيائية)‏ التى يمكن شرحها باستخدام القوانين،‏ في حين تبقى الجغرافيا الخاصة وصفية<br />

طالما تشمل دراسة الإنسان،‏ الذى لا يمكن التنبؤ بأحواله،‏ وقد وجدت هذه الأفكارا صدى لها<br />

عند كل من ‏"كانت<br />

الأمر ذاته‎٠‎<br />

(١٩٢)" Kant و"‏<br />

همبولت"‏ اللذين استخدما كلمتي:‏ طبيعي وعام ليعنيا<br />

ومع استمرار تطور علم الجغرافيا ونموه ظهر العديد من المصطلحات من أجل التمييز بين<br />

الجغرافيتين:العامة والخاصة،‏ فاستبدل مصطلح ‏"عام<br />

"general<br />

بمصطلح موضوعي<br />

systematic ‏(المستعار من العلوم الموضوعية)،‏ كما استبدل مصطلح ‏"خاص<br />

بمصطلح ‏"إقليمي<br />

"special<br />

" regional<br />

، ولكن هذه الثنائية بين ما هو موضوعي في منهجه وما هو<br />

إقليمي،‏ لا تقسم الجغرافيا إلى قسمين كما يعتقد البعض بقدر ما تعكس تضادا ومقابلة في منهج<br />

الدراسة (1963 ،(Hartshorn بل إن بعض الجغرافيين اعتبر ذلك مجرد اختلاف في<br />

المقياس<br />

٠(Wooldridge 1963)<br />

والحقيقة أن وجهات النظر المختلفة هذه ليست سوى أوجه عديدة لموضوع واحد ينظر إليه<br />

من زوايا مختلفة،‏ وحسب هذه الزوايا أو وجهات النظر تبرز سمات جغرافية معينة،‏<br />

فالجغرافيا الموضوعية تدرس عنصرا ً واحدا ً في وقت واحدٍ‏ علي سطح الأ{ض بمجموعه،‏<br />

وهي تستطيع تحليل العوامل المؤثرة في هذا العنصر قيد الدراسة،‏ ومن ثم الوصول الي<br />

قوانين عامة،‏ أما الجغرافيا الإقليمية فمن مميزاتها أنها تدرس جزءا ً معينا ً منن سطح الأرض<br />

بتفصيل أكبر،‏ وأنها تعنى بالعلاقات بين كل الظاهرات الموجودة في مكان ما ‏(الإقليم)‏‎٠‎<br />

وتدرس الجغرافيا الموضوعية الظاهرات في جميع أنحاء العالم وتستخلص استنتاجات ثم<br />

تقترح قوانين،‏ ومن ثم فهي جغرافية تعليلية ،nomotheitic وهذا الذي يجعل بعض أبحاثها<br />

كثيرة الأفكار العلمية،‏ لدرجة تجعل البعض يعتقد بأنها ليست جغرافية،‏ أما الجغرافيا الإقليمية<br />

فيغلب عليها الطابع الإخباري،‏ ومن ثم فهي لا تصوغ قوانين،‏ وتوصم بأنها


وصفيةidiographic ، وفي هذا المجال يعتبر ‏"شيفر"‏ أن الجغرافيا الإقليمية الجانب التطبيقي<br />

لعلم الجغرافيا،‏ الذى هو في أساسه علم النظريات<br />

٠ (Shaefer 1953)<br />

ويرى ‏"بنجي"‏ أن الجغرافيا الإقليمية تستخدم في البحث عن الأقاليم الشاملة<br />

generic<br />

، region بينما اعتبر الجغرافيا الموضوعية حالة نظرية محضة،‏ حيث يؤكد أن الجغرافيا<br />

الإقليمية تصنف المواقع،‏ بينما تتمكن الجغرافيا النظرية theoretical من التنبؤ بهذه المواقع<br />

٠ (١٩٣) (Bunge 1966)<br />

أما ‏"فريمان"‏ فيرى بأن الدراسات الموضوعية في الجغرافيا تتشابك مع الدراسات الإقليمية<br />

،(Freeman) فكتابات<br />

‏"رتر"‏ مثلا الإقليمية تدين بالكثير من أهميتها إلى المفاهيم<br />

الموضوعية التى انطلقت منها،‏ بينما استمدت إتجاهات ‏"همبولت"‏ الموضوعية الكثير من قوتها<br />

من أساسها الإقليمي،‏ ومن ثم يأسف ‏"فريمان"‏ لتعمد بعض الجغرافيين المحدثين الإيحاء بأن<br />

هناك نوعا ً من التمايز بين ما هو إقليمي وما هو موضوعي ‏(فريمان<br />

٠(١٩٧٦<br />

ومن مظاهر الثنائية في الجغرافيا التفرقة بين ما هو طبيعي وما هو بشري،‏ تلك الفكرة<br />

التى انتقدت بشدة لتجاهلها أن ظاهرات سطح الأرض ليست طبيعية محضة<br />

العام<br />

)<br />

(physical landscape<br />

ولا بشرية خالصة<br />

)<br />

وإنما هي في غالبيتها الكبري خليط من الاثنين<br />

اللاندسكيب العام<br />

اللاندسكيب<br />

،(human landscape<br />

)<br />

اللاندسكيب العام<br />

general<br />

،(landscape ومن ثم فإن الظاهرات المادية بشقيها الطبيعي والبشري تمثل عناصر الوحدة<br />

الجغرافية التى يجب إلا يهما أيّ‏ من شِقيها،‏ مع ملاحظة مهمة هي أن الانسان قد بدأ في<br />

التحرر من أسر الطبيعية ‏(الفيزيقية<br />

(physicality<br />

فقد كانت السيادة للجغرافيا الطبيعية أو الجغرافيا المحضة<br />

البعض حتى الآن يطلق تعبير ‏"جغرافيgeography<br />

منذ بداية القرن العشرين،‏ أما فيما قبل ذلك<br />

،pure geography وما زال<br />

"<br />

ليعني به فيزيقي أو طبيعي.‏<br />

وبسبب وجهات نظر كل من ‏"رتر"‏ و"‏ راتزل"‏ التى تفسر كل شيء بالخبرات الانسانية<br />

ظهرت العناصر البشرية الي الساحة الجغرافية،‏ ومن ثم أصبح الجغرافيون في معظمهم<br />

متفقون علي أن علمهم علم مركب من ظاهرات جغرافية حددتها الطبيعة دون تدخل من<br />

الإنسان،‏ وظاهرات أخرى حددها الانسان الذى يعمل جنبا الى جنب مع الطبيعة<br />

Hartshorn )<br />

٠ (1963<br />

وهناك من الجغرافيين من يفضل استخدام كلمة ‏"طبيعي<br />

"natural<br />

" physical<br />

بدلا من ‏"فيزيقي<br />

وذلك للتفريق بين الجزء البشري والجزء غير البشري عند الدراسة الجغرافية،‏<br />

فتعبير طبيعي محصور بالعالم غير العضوي،‏ ومن ثم يستبعد العناصر الحيوية،‏ رغم أن<br />

الجانب الحيوي في الجغرافيا جدير بالاعتبار،‏ ولكن تمييز الجغرافيا الحيوية<br />

biogeography<br />

عن الجغرافيا الطبيعية قد يقود إلى الاعتقاد بضرورة شمول الجغرافيا الحيوية ‏(المعنية


بجغرافية الحيوان وجغرافية النبات ( داخل إطار الجغرافيا البشرية،‏ ولكن هناك بعض التحفظ<br />

علي مضمون الجزء الحيوي bio<br />

من الجغرافيا ، فإذا ضممناه إلى الجغرافيا الطبيعية أو<br />

ضمّناه فيها فالجغرافيا الحيوية يجب أن تدرس فقط النباتات والحيوانات البرية،‏ أما النبات<br />

المزروع والحيوانات المستأنسة فتدخل ضمن إطار الجغرافيا البشرية بمعناها الواسع<br />

‏(الجغرافيا الاقتصادية<br />

.<br />

جغرافية الزراعة وجغرافية الرعي)‏‎٠‎<br />

أما الجغرافيا البشرية human geography بمعناها الضيق فهى تدرس الانسان فقط،‏<br />

وهنا تتمثل<br />

محتوياتها في العناصر التى تدرس عادة في علوم:‏ الديموجرافيا والإثنولوجيا<br />

والأنثروبولوجيا والاجتماع،‏ أما بمعناها الواسع فإنها تشمل كل الظاهرات المتصلة بالانسان<br />

وكافة نشاطاته‎٠‎<br />

وفي ضوء كون العلوم الاجتماعية نظيرا للعلوم الطبيعية،‏ وكون تعبير العلوم البشرية<br />

الأكثر ملاءمة غير دارج،‏ فقد اقترح بعض الجغرافيين استخدام تعبير الجغرافيا اجتماعية بدلا<br />

من الجغرافيا البشرية،‏ ولكن هذا الاقتراح لا يستند إلى قاعدة صلبة،‏ لأن كلمة<br />

وأشمل من كلمة ‏"اجتماعية"‏<br />

ويرى بعض الجغرافيون أن الجغرافيا البشرية بمعناها الواسع تشمل الجغرافيا<br />

‏"بشرية"‏ أعم<br />

التاريخية :<br />

والاجتماعية والسياسية والاقتصادية،‏ بينما يرى البعض الآخر يقصر استعمال الجغرافيا علي<br />

جغرافية السكان وجغرافية العمران الريفي والحضري،‏ معتبرا الفروع الأخرى فروعا قائمة<br />

بذاتها ‏(صادق والبنا ١٩٧٦)، ولكن يبقى الجغرافيون رغم كل هذه الروح التخصصية <br />

مقفين علي<br />

‏"وحدة"‏ الجغرافيا واستمرار التكامل بين الجغرافيا البشرية والجغرافيا غير البشرية<br />

‏(طبيعية وحيوية)..فلانسان والمكان<br />

الأولى لالتقائهما علي سطح الأرض‎٠‎<br />

الفكر الجغرافي الحديث<br />

المدرسة الجغرافية الألمانية<br />

‏(الطبيعة)‏ بينهما علاقات وتفاعلات متبادلة منذ اللحظة<br />

شهد الفكر الجغرافي الحديث العديد من التطورات ويعتبر كل من<br />

‏"همبولت"‏ و"رتر"‏<br />

الأمانيان هما اللذان أرسيا قواعد علم الجغرافيا الحديثة وأسسها وأصولها،‏ فهما اللذان ارتقيا<br />

بالجغرافيا إلي مستوى العلم الأصولي المنظم المعتمد علي القوانين،‏ وعلي المنهج الاستقرائي<br />

في البحث،‏ وقد اعتمد مؤسسو المدرسة الجغرافية الألمانية مثل همبولت<br />

(١٩٤) Richthofen<br />

Ratze وراتزل<br />

وريتشهوفن<br />

علي الرحلات العلمية والدراسات الميدانية،‏ وقد<br />

حاولت الجغرافيا الألمانية إيجاد نوع من التوازن بين الجغرافيا العامة والجغرافيا الإقليمية،‏<br />

كما ركزت علي دارسة الظاهرات الجغرافية الطبيعية أكثر من الظاهرات الجغرافية البشرية،‏


لدرجة أن ‏"جيرلاند<br />

الجغرافية‎٠‎<br />

"Gerland<br />

(١٩٥) استبعد الظاهرات الأخيرة كلية من الدراسة<br />

المدرسة الجغرافية الفرنسية<br />

كانت ألمانيا هى مركز الاشعاع الذى انطلقت منه الأفكار والمفاهيم الجغرافية.‏ وكانت<br />

فرنسا أقرب جيرانها أول المتلقين لهذه المفاهيم والأفكار،‏ ولقد استند تطور المدرسة الجغرافية<br />

الفرنسية علي ثلاثة أسس هى:‏<br />

النمو السريع في دراسة الأرض طبيعيا<br />

التقدم الكبير في معالجة الحقائق البشرية<br />

والوصف المنهجي العام لكل سطح الأرض<br />

وعلي هذه الأسس الثلاث برزت مدرسة جغرافية متميزة كان من روادها كل من:‏ لابلاي<br />

Le<br />

،(١٩٦) Play<br />

وديمولان<br />

(١٩٧) La Blache ولابلاش ، Demolin<br />

(١٩٨) Demangeon<br />

وديمانجون<br />

وإلى جانب اهتمام رواد هذه المدرسة الجغرافية بالموضوعات<br />

البشرية فقد تفوقوا أيضا في الدراسات الإقليمية،‏ وقد تميزت هذه المدرسة باتباع أساليب علمية<br />

تعتمد علي الشرح والتحليل بالخرائط والرسوم،‏ وهي الأساليب التى انتقلت الي بريطانيا<br />

والولايات المتحدة الأمريكية،‏ وهي المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية التى تقود الفكر<br />

الجغرافي المعاصر‎٠‎<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية<br />

كان كل من ماكندر<br />

(١٩٩) Mackinder ، وهربرتسون (٢٠٠) Herbertson ، وإنستد<br />

، Unstead من أبرز رواد المدرسة الجغرافية البريطانية في النصف الأول من القرن<br />

العشرين،‏ وقد التزم كل هؤلاء بالخط الإقليمي في الدراسة الجغرافية،‏ أما ديفز<br />

Davis<br />

(٢٠١)<br />

البشرية<br />

فهو المؤس الحقيقي للجغرافيا الحديثة في أمريكا الشمالية،‏ بعدما قام بتصنيف الحقائق<br />

(Ontography)<br />

استنادا ً علي الحقائق الطبيعية<br />

(Physiography)<br />

فوق سطح<br />

الأرض،‏ وبعد الحرب العالمية الثانية تشعبت الجغرافيا الأمريكية الى شعبتي:الجغرافيا<br />

الإقليمية ودراسة الأنظمة البيئية‎٠‎<br />

وقد أحدثت المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية ثورة في المناهج الجغرافية بتركيزها على<br />

الأسلوب الكمي<br />

Quantitive<br />

‏(الثورة الكمية)‏<br />

القضايا الاجتماعية والاقتصادية،‏ ولقد أسهمت جامعة لند<br />

الجغرافي الشهير هيجرستراند<br />

(٠٢٤) Quantitative revolution<br />

Lund<br />

(٢٠٣) Haggerstrand<br />

وعلي<br />

السويدية عن طريق<br />

واضع نظرية الذيوع والانتشار


Bunge في التأثير علي بعض الجغرافيين الأمريكيين أمثال بنجي Theory of Diffusion<br />

، أما في بريطانيا<br />

وشيفر وبيري<br />

Berry (٢٠٤)<br />

Schaefer<br />

فقد قاد الاتجاه الكمي كل من هاجيت<br />

٠(٢٠٦) Chorley وشورلي (٢٠٥) Haggett<br />

(١٣) شكل رقم<br />

وقد نتج عن الاتجاه الكمي في الجغرافيا اهتمام متزيد بتحليل النظم المكانية ودراسة العلاقة<br />

بين الانسان والبيئة اعتمادا علي القوانين والنظريات،‏ واتباع المنهج التطبيقي لخدمة القضايا<br />

المجتمعية المختلفة ‏(الجغرافيا التطبيقية)‏‎٠‎<br />

وفي العقود الأخيرة نادى كثير من الجغرافيين بالمزيد من الجغرافيا العلمية والنظريات بعد<br />

تعمق المعرفة الجغرافية ورغبتها في الانطلاق من وضعها التاريخي القديم انطلاقا نحو<br />

الحداثة ، وقد نادى ديفز في مطلع القرن العشرين بذلك حين كتب عن أهمية بناء النظريات<br />

الجغرافية،‏ وذلك ما يدعو إيه كل من بيري وجاريسون<br />

وهجرستراند‎٠‎<br />

(٢٠٧) Garrison<br />

هاجيت وبنجي<br />

وفي إطار اعتناق معظم الجغرافيين للمفهوم الموقعي locational لعلم الجغرافيا باعباره<br />

‏"علم المواقع"‏ يبرز اهتمام هاجيت بالموقع<br />

location والتوزيع distribution كخاصيتين<br />

مميزتين للجغرافيا،‏ وما ذلك الاهتمام إلا تكرار لاهتمام سابق ساد خلال مرحلة الفكر<br />

الجغرافي التقليدي عندما عرّف البعض علم الجغرافيا بأنه ‏"علم التوزيعات"،‏ والعلاقة بين<br />

المفهومين علاقة قوية فموقع الظاهرة يبرر أهمية توزيعها في أكثر من مكان،‏ ويفسر العملية<br />

process<br />

(٢٠٨) التى وجدت عن طريقها هذه الظاهرة في موقعها،‏ ويبرز المسافة ‏(المدى<br />

المكاني بين موقعين)‏ والعلاقة بين هذه المواقع ‏"التفاعل ،"interaction التى تحدث عبر<br />

المسافة من خلال الحركات الدورانية circulation أو التفاعل المتبادل‎٠‎


ولقد أكد بنجي أن الأنماط المكانية spatial patterns لتوزيع الظاهرات تأخذ أشكالا<br />

هندسية،‏ ولهذا فالهندسة و"الحركة"‏ يمتزجان في وحدة واحدة ويشكلان الأنظمة المكانية،‏ ومن<br />

ثم يلخصان فحوي الجغرافيا الحديثة،‏ التى لابد لها أن تتضمن كل من:‏ الموقع ‏(المكان علي<br />

سطح الأرض)‏ والخصائص الطبيعية والبشرية للمكان والتفاعلات البشرية/البيئية والحركة<br />

والمناطق‎٠‎<br />

وترتكز الجغرافيا الحديثة أيضا علي الإدراك ‏(التصور البيئي)‏ environmental<br />

prediction والتنبؤ (٢٠٩) perception<br />

، لأن تحليل العملية والتنبؤ أمران مترابطان،‏ فأية<br />

دراسة لعملية دينامية لا يمكنها إهمال الوضع المستقبلي لهذ العملية،‏ كما أن هذا المفهوم <br />

الذي يميز الجغرافيا الحديثة عن قرينتها التقليدية أساسي ومهم لبناء النماذج الجغرافية<br />

models<br />

(٢١٠)، وقد وضع هاجيت عدة أفكار مهمة عن النتحليل الموقعي في الجغرافيا<br />

البشرية مستخدما خمسة عناصر هي:‏ الحركة<br />

والعقد nodes والتسلسل الهرمي ‏(التراتب<br />

networks والشبكات movement<br />

( hierarchy والأسطح ، surfaces وهذه<br />

العناصر التى سبق لبيري أن استخدمها مضيفا إليها مفاهيم أخرى خاصة بالأهداف والبيانات<br />

والزمن والمقياس تشكل القاعدة الصلبة لذلك الجزء من الجغرافيا المهتم ببناء النظريات<br />

) theories النظرية:‏<br />

نظام من القوانين والقواعد المعينة،‏ التى تفسر توزيعاً،‏ أو ظاهرة معينة).‏‎٠‎<br />

ويرتبط كل من النظرية والنموذج ارتباطا متداخلا في البحث الجغرافي،‏ غير أن الأولي<br />

أوسع من الثاني وأشمل،‏ لأنها تغطي موضوعا بأكمله،‏ بينما يعتبر الثاني جزءا من هذا الكل،‏<br />

يعتمد عليه كمقدمة للوصول إلي النظرية عن طريق الفرضيات hypothesis واختبارها<br />

وتحديد كفاءة الاعتماد عليها‎٠‎<br />

وتدين الجغرافيا النظرية بكثير من مفاهيمها التى تمثل الجغرافيا الموقعية الحديثة إلى<br />

بنجي،‏ الذى اعتبر الجغرافيا علم المواقع ذات جانبين أحدهما تصنيفي ‏(إقليمي)‏ والثاني<br />

تنبؤي ‏(نظري)،‏ ويجيب الجانب التصنيفي،‏ وهو وصفي محض عن السؤال:ماذا يوجد في<br />

المكان what is where ؟ ، بينما يجيب الجانب التنؤي النظري التعليلي عن السؤال:‏ كيف<br />

وأين ولماذا<br />

why when where ؟ ٠<br />

ويتفق معظم الجغرافيين مع بنجي في اهتمام الجغرافيا بالاجابة عن السؤال:لماذا؟<br />

ويضيفون إليه الأسئلة:‏ أين؟ ومتى؟ وماذا؟ وكيف؟ ، وفي كتابهم عن التنظيم المكاني<br />

organization يوضح كل من آبلر<br />

spatial<br />

Abler (٢١١)<br />

وآدمز Adamsِ وجولد<br />

Gold أن<br />

أساس الجغرافيا لم يعد وصف التنظيم المكاني للعالم وإنما تفسير الحقائق كأمثلة لقوانين<br />

ونظريات‎٠‎


ج(‏<br />

وقد قسم هاجيت عندما كتب عن التركيب الداخلي لعلم الجغرافيا هذا العلم إلى نمطين<br />

هما الجغرافيا التقليدية<br />

traditional<br />

.<br />

والجغرافيا التحليلية ،analytical يتضمن كل منهما<br />

مجموعة من الجوانب والتفريعات كما يلي:‏<br />

أولا:‏ النمط الجغرافي التقليدي ويتألف من أربعة جوانب تنقسم بدورها الي عدة تفريعات<br />

هي:‏<br />

الفلسفة وتضم مناهج البحث وتاريخ علم الجغرافيا<br />

الموضوعية وتضم الجيمورفولوجيا والجغرافيا المناخية<br />

الإقليمية وتضم الجغرافيا النطاقية ‏(المدارية ‏/الأراضي الجافة)‏ والجغرافيا الحضارية<br />

أمريكا اللاتينية/ج.‏ جنوب شرقي آسيا)‏<br />

التقنيات وتضم الخرائط والأساليب الكمية<br />

ثانيا النمط الجغرافي التحليلي ويتألف من ثلاثة جوانب تنقسم بدورها الي عدة تفريعات هي:‏<br />

التحليل المكاني،‏ ويتألف من جانبين:‏ نظري ‏(نظرية التفاعل الإقليمي/نظرية الانتشار)‏<br />

وتطبيقي ‏(جغرافية التمية/المشاكل الحضارية)‏<br />

التحليل الإيكولوجي ‏(البيئي)،‏ ويتألف من جانبين:‏ نظري ‏(التركيب البيئي/الإنسان<br />

والبيئة)‏ وتطبيقي ‏(ج.‏ الموارد الطبيعية/جغرافية الكوارث)‏<br />

التحليل الإقليمي،‏ ويتألف من جانبين:‏ نظري ‏(نظرية النمو الإقليمي/نظرية النمو<br />

المكاني)‏ وتطبيقي ‏(التنبؤ الإقليمي/التخطيط الإقليمي)‏<br />

ولقد ظهرت الاتجاهات البنائية (٢١٢) structuralism في الفكر الجغرافي الحديث خلال<br />

ستينيات وسبعينيات القرن العشرين،‏ وذلك كرد فعل من قبل بعض الجغرافيين الذين لم تقنعهم<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

.٤<br />

.١<br />

.٢<br />


عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات المكانية<br />

(١٤) شكل رقم<br />

التركيب الداخلي للجغرافيا في رأي هاجيت<br />

(٢١٣)<br />

الاتجاهات التجريبية والانسانية،‏ وكان من أهم منظريها كل من سمث<br />

Smith<br />

وهارفي (٢١٤)Harvey وقد تأثرت البنائية بالفكر الماركسي،‏ الذي يرى بأن العالم الخارجي<br />

الملاحظ لا يظهر القوى الكامنة ولا الأبعاد الخفية وراء هذا المظهر الخارجي،‏ والظواهر <br />

في نظرهم هي نتاج بعض القوى الخفية الساكنة في المجتمع والتى تعمل بميكانيكية عامة<br />

في كافة الأماكن‎٠‎<br />

وترجع بعض الاتجاهات البنائية الراديكالية تفسير الظاهرات المختلفة الي عوامل ذات<br />

طبيعة اقتصادية مادية،‏ ورغم عمق تحليلات الجغرافيين الماركسيي لكثير من ظواهر المجتمع<br />

إلا أنهم قد فشلوا في وضع حلول لمثل هذه المشكلات،‏ التى من أبرزها:قضايا الطبقات<br />

الاجتماعية والأقليات واللامساواة الإقليمية<br />

٠ regional inequality<br />

وفي الفترة ذاتها النصف الثاني من القرن العشرين تطور التحليل المكاني<br />

spatial<br />

analysis الذي يعتبر بريان بيري أحد دعاته البارزين تطورا كبيرا،‏ وكذلك بيتر هاجيت<br />

الذي قسم الجغرافيا الي تقليدية وتحليلية،‏ وقسم الأخيرة الى:تحليل مكاني وتحليل لإيكولوجي<br />

وتحليل إقليمي،‏ والتحليل المكاني هو عملية يتم من خلالها تحويل البيانات المكانية الخام إلي


معلومات مكانية مفيدة،‏ وفي مراحله الأولي اهتم بتطوير ا لنظريات أكثر من اهتمامه<br />

بالتطبيقات،‏ بسبب ندرة البيانات وقلة وسائل معالجتها وتحليلها،‏‎٠‎<br />

ومنذ ثمانينيات القرن العشرين بدأت تقنية نظم المعلومات الجغرافية<br />

G.I.S في تقديم حلول<br />

لمشكلتي ندرة البيانات وقلة وسائل المعالجة والتحليل باستخدام تقنية نظم تحديد المواقع<br />

العالمية<br />

G.P.S بعد ظهور أجيال جديدة من الأقمار الاصطناعية في أواخر تسعينيات ذلك<br />

القرن،‏ ومن ثم يمكن القول بأن العديد من جذور نظم المعلومات الجغرافية وبذورها قد نبت<br />

في أرضية التحليل المكاني المنتمي لعلم الجغرافيا أساس ًا‎٠‎<br />

واليوم أصبح هناك اتجاهان جغرافيان لكل منهما أنصار ودعاة هما الاتجاه التقليدي<br />

والاتجاه الحديث،‏ ورغم أن أصحاب الاتجاه المعاصر لا يؤمنون بمبادئ الاتجاه التقليدي ، إلا<br />

أن بعض أنصار الاتجاه الأخير قد لحقوا بركب المعاصرة والحداثة إيمانا منهم بأن مقارنة<br />

وجهات النظر الجغرافية تنير الطريق أمام فهم جغرافي أفضل،‏ في ضوء الطبيعة متعددة<br />

الأبعاد<br />

، multidimentional والتى تتمثل في تكامل كافة مجالات البحث الجغرافي وأنظمته<br />

وفروعه في سلسلة متماسكة الحلقات تجعل من الجغرافيا علماديناميا متطورا‎٠‎<br />

ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين بقيت المفاهيم الأساسية المتعلقة بطبيعة العلم ومبرر وجوده<br />

raison d,etre ثابتة،‏ رغم اختلاف وجهات النظر عبر هذه المرحلة الطويلة،‏ فهناك فرق<br />

بسيط بين تعريف هارتشون لعلم الجغرافيا (١٩٣٩)<br />

والذي قال بأن هذا العلم يمدنا بوصف<br />

دقيق ومنظم وبتفسير عقلاني ومقبول للسمة المتغيرة لسطح الأرض:‏<br />

Geography is concerned to provide accurate, orderly and rational<br />

description and interpretation of variable character of the earth,s surface.<br />

وتعريف ماكدويل (١٩٩٥) Mc Dowell<br />

الذي قال بأن علة علم الجغرافيا ومجال تركيزه<br />

الأساسي هو شرح الاختلاف والتنوع:‏<br />

raison d,etre of geography is explanation of difference and diversity.<br />

والجغرافيا عند هارتشورن علم يفسر حقائق الاختلاف المكاني فوق سطح الأرض <br />

بصفته عالم الإنسان كما هي،‏ ليس بالنسبة لاختلاف أمور معينة من مكان لآخر فوق ذلك<br />

السطح،‏<br />

‏(اختلاف ظاهرة ما من إقليم إلى إقليم آخر)‏<br />

وإنما بالنسبة للمجموع الكلي للظاهرات<br />

في كل مكان علي حدة،‏ والمختلفة عن نظيرتها السائدة في أماكن أخرى<br />

‏(نظرة كلية واسعة<br />

عالمية (Weltanschauung<br />

(٢١٥) ومن ثم تظل الجغرافيا هي دراسة الاختلافات المكانية<br />

فوق سطح الأرض،‏ كما أقر بذلك من قبل كل من كارل رتر وألفرد هتنر‎٠‎<br />

وقد تركز البحث الجغرافي فيما بين هذين التعريفين ولأكثر من نصف قرن علي ثلاثة<br />

(٢١٧)<br />

(٢١٦) والمكان place<br />

مفاهيم كبرى هي:البيئة environment والحيز space


وذلك في إطار اهتمام الجغرافيا بالإجابة عن الأسئلة الثلاثة الرئيسة الشهيرة : أين<br />

where<br />

وكيف how ولماذا why والمتعلقة بالبيئة الطبيعية وبالتنظيمات المكانية للمجتمعات<br />

البشرية‎٠‎<br />

ويمكن تجميع المفاهيم المختلفة التى تشكل المعرفة الجغرافية وكيفية الحصول عليها<br />

والأهداف التى تستخدم من أجلها في ثلاث فئات هي:‏<br />

فئة العلوم التجريبية<br />

،emperical التى يتم الحصول علي المعرفة فيها عن طريق<br />

الخبرة المباشرة والملاحظة الدقيقة،‏ ويؤكد أنصار هذه الفئة أن العلوم التجريبية تستند إلى عالم<br />

مستقل عن الفرد الملاحِظ،‏ وأن وسائلها سارية المفعول في كل من العلوم الطبيعية والعلوم<br />

الاجتماعية‎٠‎ وتعنى التجريبية Empiricism أننا نتعلم من خلال التجربة والخبرة فقط عن<br />

الأشياء التى لها وجود.‏ ويرى دعاتها هذه العملية على أنها عملية مستمرة مع استمرار<br />

اكتساب المعلومات التى يمكن تصحيحها وتفسيرها باستمرار.‏<br />

وفى المدخل التجريبى فإن<br />

المتبنى له يدع الحقائق تتحدث عن نفسها.‏ والتجريبية تشكك فى أى فلسفة لا تقدم الدليل على<br />

ما تقول.‏ والكثير من الفلاسفة يرفضون التجريبية.‏ ومع ذلك فهى أحد فروض الوضعية،‏<br />

وعموما فالتجريبية تعطى أولوية للحقائق على حساب التعميم.‏ ويرى البعض أن الجغرافيا<br />

الإقليمية التقليدية رغم افتراض أنها بلا فلسفة،‏ فإنها كانت تجريبية فى طابعها‎٠‎<br />

فئة العلوم التأويلية<br />

‏(التفسيرية)‏ ،hermeneutic التى ترى أنه لا يوجد شيء مستقل<br />

عن الملاحَظ،‏ لأن أي تصور لحدث تجريبي يتضمن التفسير باستخدام لغة ما لإضفاء معنى<br />

لما يتم تسجيله،‏ ولذلك لابد لفهم عمل ما من فهم المعاني التى استند إليها ذلك العمل،‏ ويسير<br />

العلماء الطبيعيون والاجتماعيون وفق هذا السبيل،‏ وينقسم أصحاب الفكر التأويلي الذاتي إلى<br />

قسمين رئيسين هما<br />

‏:المثاليون idealists<br />

وأصحاب الظاهراتية<br />

، phenomonologists<br />

ويتمثل الاتجاه المثالي في الاعتقاد بأن السلوك البشري المنطقي يتطلب نوعا من الفهم يختلف<br />

تماما عن الفهم المناسب للسلوك البشري غير المنطقي،‏ وأن الفعل المنطقي يتم شرحه إذا تم<br />

فهم التفكير الذي يقف وراءه،‏ وأن الجغرافيا البشرية تشتق استقلالها الذاتي كمجال للمعرفة من<br />

حقيقة ارتباطها بدرجة كبيرة بالأحداث الفكرية وبنتاجات العقول البشرية ‏(الأفكار)‏ أما<br />

الظاهراتية فهي أسلوب دراسة الظاهرة كما عايشها الانسان<br />

فئة العلوم النقدية<br />

بالضرورة من خلال التعميم<br />

، critical التي تعززعملية الشرح<br />

٠(٢١٨)<br />

،generalization<br />

explanation ولكن ليس<br />

ولقد اعتنق الجغرافيون الطبيعيون المنظور<br />

التجريبي في البحث الجغرافي،‏ أما الجغرافيين البشريين فقد استخدموا المناحي الثلاثة<br />

٠<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

نظم المعلومات الجغرافية كعلم مكاني


تنتمي معظم تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية الي فئة التحليل المكاني<br />

spatial<br />

،analysis أحد القسمين الذين يري معظم الجغرافيين أنهم ينقسمون إليه مع القسم الثاني وهو<br />

قسم أصحاب النظرية الاجتماعية ، social theory وهناك ارتباط وثيق بين نظم المعلومات<br />

الجغرافية وعلم الجغرافيا،‏ التى تمثل حقل التدريب الرئيس لممارسي مثل هذه النظم،‏ ولقد<br />

أكد ‏"عزيز"‏ بأن نظم المعلومات الجغرافية تفوق كونها مجرد تقنية من تقنيات الحاسوب،‏<br />

استنادا علي عدد الأقسام العلمية التى تدرس فيها نظم المعلومات الجغرافية،‏ والتى يوضحها<br />

الجدول التالي:‏<br />

(٧) جدول رقم<br />

النسب المئوية لتطبيق نظم المعلومات الجغرافية في التخصصات العلمية المختلفة<br />

التخصص العدد<br />

الجغرافيا<br />

التخطيط<br />

العلوم الأرضية<br />

علم البيئة<br />

المساحة<br />

هندسة الغابات<br />

(٢١٩)<br />

%<br />

٣<br />

٢<br />

٢<br />

٤<br />

%<br />

٥٦<br />

١١<br />

٨<br />

٦<br />

٤<br />

٤<br />

٢٥٤<br />

٥١<br />

٣٤<br />

٢٧<br />

١٧<br />

١٦<br />

التخصص العدد<br />

الهندسة المدنية<br />

الهندسة المعمارية<br />

الهندسة الزراعية<br />

أخرى<br />

المجموع<br />

%١٠٠<br />

١٤<br />

٨<br />

٨<br />

١٦<br />

٤٤٥<br />

وترتفع نسبة الجغرافيين بين مستخدمي نظم المعلومات الجغرافية لأنهم من أوائل<br />

المتخصصين الذين عنوا بالإفادة التطبيقية للحاسوب في معالجة البيانات،‏ وفي تطويره من<br />

أجل رسم الخرائط الآلية‎٠‎<br />

ويمكن ربط التقدم الحاصل في مفهوم الجغرافيا باعتبارها علما مكانيا بالتطورات التقنية<br />

في كل من جمع البيانات<br />

، displaying وعرضها ،collation وترتيبها ، collection<br />

وتحليلها،‏ وفي ضوء أن الهدف الأساسي للبحث الجغرافي هو تطوير النظرية الجغرافي فإن<br />

نظم المعلومات الجغرافية يمكن أن تستخدم في إجراء التحليل التجريبي<br />

empirical<br />

analysis ومن ثم في تطوير النظرية المكانية ، spatial theory رغم الإشارة الى التحليل<br />

التجريبي المستخدم في اقتراح النظرية بأنه تفسيري وإلى التحليل التجريبي المستخدم في<br />

اختبارها بأنه مؤكد‎٠‎


شكل رقم (١٥)<br />

وتبين الأمثلة التالية بعض النماذج علي الفائدة القصوى التى حصل عليها الباحثون<br />

باستخدام نظم المعلوات الجغرافية في دراسة موضوعات كان ينظر إليها علي أنها مستنزفة<br />

للوقت أو مستحيل التطرق إليها:‏<br />

عند الربط المباشر بين أنماط النقطة<br />

point<br />

والمساحة area عند تحليل الصيغ المكانية<br />

بتطبيق خرائط مختلفة الواحدة فوق الأخرى من أجل تحديد العلاقة القائمة،‏ وكذلك محاولات<br />

الربط بين بيانات من مصادر غير متكافئة،‏ كالعلاقة البيانية بين بيانات النقط الممثلة لكميات<br />

التساقط،‏ وبيانات المساحات الممثلة للكثافات السكانية،‏ فالمعروف<br />

الجغرافية تخزّن في أكثر من طبقة<br />

(layer)<br />

عن معالجة كميات كبيرة من المعلومات دفعة واحدة.‏<br />

أن<br />

بيانات نظم المعلومات<br />

واحدة،‏ وذلك للتغلب على المشاكل التقنية الناجمة<br />

ويمتلك نظام المعلومات الجغرافية إمكانيات خاصة لربط عدة طبقات من البيانات المكانية<br />

وتحليلها وإنشاء الخرائط التي تمثل نتائج ذلك التحليل،‏ مثل ربط<br />

طبقة الأراضي الزراعية<br />

بطبقة الطريق المقترح إنشاؤها لاكتشاف أي الأراضي الزراعية تتأثر بمرور الطريق الجديدة<br />

فيها،‏ والمساحة المطلوب شراؤها من المالك.‏ أو ربط طبقة الأراضي الزراعية بطبقة الآبار<br />

لمعرفة عدد الآبار في كل أرض،‏ واستخدام نتائج هذا الربط في دراسة تهدف إلى ضبط<br />

إجراءات ترخيص حفر آبار جديدة في القرية.‏<br />

وكنموذج لذلك<br />

مشروع نظام المعلومات الجغرافية لقرية<br />

ما ، والذي نجده يتألف<br />

من عدة<br />

طبقات،‏ تشمل أولها طبقة حدود ملكية الأراضي الزراعية،‏ وت ُمثل هذه الطبقة بمجموعة من<br />

المضلعات المغلقة،‏ لأن المضلعات هي الشكل الهندسي الأنسب لتمثيلها،‏ بينما تخصّص الطبقة<br />


الثانية لبيوت القرية،‏ والثالثة للمراكز الحكومية كالمدارس والمستشفيات وت ُمثل هاتان الطبقتان<br />

بمجموعة من المضلعات أيضا ً.‏ وتتضمن الطبقة الرابعة الآبار،‏ وت ُمثل بمجموعة من النقاط.‏<br />

في حين تضم الطبقة الأخيرة الطرق المارة في تلك القرية وت ُمثل بمجموعة من الخطوط.‏<br />

وفي الشكل رقم<br />

(١٦)<br />

خريطة لضاحية سكنية في مشروع GIS تتألف من طبقة حدود<br />

العقارات ‏(مضلعات فارغة بنية اللون)،‏ والمباني السكنية ‏(مضلعات مصمتة زرقاء اللون)،‏<br />

والمراكز الخدمية ‏(مضلعات مصمتة حمراء اللون)،‏ والطرق ‏(خطوط زرقاء اللون)،‏<br />

والهواتف العمومية ‏(نقاط سوداء)‏ ويعرض GIS هذه الطبقات معا ً ولكنه يتيح التحكم بكل<br />

طبقة على حدة.‏<br />

(١٦): الشكل<br />

عند توظيف بعض الأساليب المستنزفة للوقت في ابتكار أنماط التغير عبر الزمن باستخدام<br />

حقول المعلومات الوسطية mean information fields في تحليل الانتشار المكاني<br />

diffusion<br />

spatial باستخدام تقنية المحاكاة<br />

٠<br />

(٢٢٠) simulation<br />

.٢<br />

وقد عملت تقنية نظم المعلومات الجغرافية علي ازدياد المساعي البحثية ازديادا كبيرا،‏ وقد<br />

تجلي ذلك في الكتابات التى تناولت دور هذه التقنية في تحديد مواقع الخدمات،‏ أو تلك التى<br />

اهتمت بتقييم انتشار المرض،‏ كما أدت التطورات التقنية إلى تعزيز مجالات علمية سابقة منها<br />

نمذجة الأبعاد الثلاثية للاندسكيب‎٠‎


شكل رقم (١٧)<br />

(٢٢١)<br />

والحقيقة أن دور الجغرافيا كعلم مكاني قد استند الى أن التطبيقات الناجحة تجعلها علما يستعان<br />

به في عملية اتخاذ القرار،‏ ومن ثم كثر استخدام نماذج الموقع<br />

location – allocation<br />

models<br />

في عمليات صنع القرار المكانية<br />

المثلي لمرافق الخدمات،‏<br />

استخدام يمكن إذ<br />

spatial decision making<br />

نظم المعلومات الجغرافية<br />

مجال في<br />

لتحديد المواقع<br />

المواصلات<br />

لمعرفة أفضل الطرق بين موقعين في المدينة،‏ أو في مؤسسات الكهرباء لتوضيح مواقع<br />

مراكز التحويل وكيفية وصول الكهرباء إلى المناطق السكنية واكتشاف مصادر الأعطال<br />

بسرعة،‏ أو<br />

من قبل<br />

إمكانية استخدامه في أي<br />

الحكومات المحلية في إدارة وتحديث حدود ملكيات<br />

مجال خدمي تقريب ًا‎٠‎<br />

العقارات.‏<br />

بمعنى<br />

ويمكن إنجاز التخطيط الجيد للخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم الابتدائي<br />

من خلال نظام المعلومات الجغرافية،‏<br />

نظرا<br />

لما يتمتع به هذا النظام من قدرة على تحليل توزّع<br />

السكان،‏ ودراسة كيفية وصولهم إلى تلك المراكز الخدمية،‏ وبالإضافة إلى استخدامه باط ّراد<br />

في مساعدة الأعمال التجارية على تحديد أسواقها المرتقبة وعملائها المحتملين<br />

تقنية<br />

(٢٢٢)، وهذا<br />

ما دفع بعض الباحثين إلى القول بأن ثورة نظم المعلومات الجغرافية قد عززت من مكانة<br />

المعلومات،‏ وهو ما يدعم الاتجاه القائل بأن<br />

في دعم الأبحاث الجغرافية الطبيعية والبشرية‎٠‎<br />

نظم المعلومات الجغرافية والجغرافيا بصفتها نظرية اجتماعية<br />

أعاق تقسيم الجغرافيا إلى منحيً‏ مكاني ينتهجه العلماء المكانيون<br />

ومنحيً‏ نظري يتبعه علماء النظرية الاجتماعية<br />

نظم المعلومات الجغرافية لديها قدرة فائقة<br />

spatial scientists<br />

spatial theorists<br />

مهمة الكشف عن الطاقة<br />

الكامنة لنظم المعلومات الجغرافية في إطار المنحي الاجتماعي،‏ خاصة بعد أن أوجد استمرار


تحول بعض الجغرافيين من العلم المكاني الي نظم المعلومات الجغرافية حاجزا أمام أصحاب<br />

النظرية الاجتماعية‎٠‎<br />

العلاقة بين الجغرافيا وتقنية نظم المعلومات الجغرافية<br />

حدث تطور كبير خلال العقد الأخير من القرن العشرين في مجال علم الجغرافيا بتنامي<br />

استخدام الجغرافيين لتقنية نظم المعلومات الجغرافية،‏ حتى أن بعض الجغرافيين التقليديين<br />

المتخصصين في مجالي الجغرافيا التاريخية والجغرافيا الحضارية علي سبيل المثال ، والذين<br />

لم يستخدموا المناهج الكية في دراساتهم السابقة بدأوا في استخدام تقنية نظم المعلومات<br />

الجغرافية‎٠‎<br />

ويرجع ذلك الاهتمام الي كون نظم المعلومات الجغرافية أداة شدة الفاعلية في إدارة قواعد<br />

البيانات ومعالجتها،‏ فهي ليست مجرد أداة لإنشاء الخرائط وتحليلها مكانيا،‏ ولكنها تستطيع<br />

إبراز الأنماط المكانية في الخرائط المنشأة،‏ كما تستطيع تغيير المصفوفات الجغرافية لتكون<br />

بيانات مكانية جديدة،‏ وهو الأمر الذي دعا ‏"عزيز"‏ الي اقتراح تسمية نظم المعلومات الجغرافية<br />

Geographic Information System<br />

System<br />

بنظم المعلومات المكانية spatial Information<br />

(٢٢٣) وبمشاركة نظم المعلومات الجغرافية يستطيع الباحث تعديل نظرياته وتنقيح<br />

نماذجه ليضفي علي بحثه أهمية أوسع،‏ ومن ثم يمكن تعريف نظام المعلومات الجغرافية بأنه<br />

مجموعة من المبادئ والتقنيات المستخدمة لإنجاز أحد الهدفين التاليين أو كليهما:‏<br />

العثور على المواقع المناسبة لإنجاز هدف ما،‏ اعتمادا ً على شروط ومعايير محددة،‏ مثل<br />

العثور على أفضل موقع لإنشاء مطار،‏ أو أفضل موقع لافتتاح مركز تجاري.‏ ويمكن القيام<br />

بذلك باستخدام عدد من العمليات المنطقية.‏<br />

الاستعلام عن خصائص معالم الخريطة،‏ مثل معرفة الكثافة السكانية لمنطقة إدارية،‏ أو<br />

سرعة المركبة المسموح بها على طريق،‏ أو اسم صاحب العقار.‏ وتنجز هذه العمليات في<br />

الأغلب بالنقر على المعلم الجغرافي ‏(المنطقة الإدراية أو الطريق أو العقار)‏ فيقوم نظام<br />

المعلومات الجغرافية باستخراج سماته من قاعدة البيانات المرافقة ويعرضها<br />

.(٢٢٤)<br />

وفي دراسة عن أهمية نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط لإعادة توزيع وحدات الدفاع<br />

المدني بمدينة الرياض (٢٢٥) تم التوصل الي مجموعة من المشاكل أظهرتها الدراسة منها<br />

وجود أحياء سكنية غير مغطاة بخدمة مراكز الدفاع المدني،‏ وأحياء أخرى يخدمها أكثر من<br />

مركز،‏ ومسميات لا وجود لها علي خريطة المدينة وأخرى علي الخريطة ولا وجود لها في<br />

جداول الدفاع المدني،‏ مما دعا الي ضرورة إعادة توزيع هذه الخدمة علي رقعة المدينة،‏ ومن<br />

ثم يمكن للجغرافيا التقليدية التى عرّفت بأنها ‏"علم التوزيع"‏ أن تعرّف في ضوء أهميتها النفعية<br />

باستخدامها لنظم المعلومات الجغرافية بأنها علم إعادة التوزيع،‏ وفي الشكلين التاليين توزيع<br />

.١<br />


مراكز الدفاع المدني بمدينة الرياض كما هو في الواقع،‏ وتوزيعها المقترح باستخدام نظم<br />

المعلومات الجغرافية<br />

٠(٢٢٦)<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

ولقد تزايدت عملية إدراج نظم المعلومات الجغرافية ضمن مقررات مناهج الجامعات<br />

وأصبحت أداة أساسية من أدوات التعليم والبحث في ميدان علم الجغرافيا للأسباب التالية:‏<br />

الاستخدام المتزايد للمعلومات الجغرافية الرقمية،‏ بعد توافر إمكانات الوصول اليها،‏<br />

خاصة إنزالها من شبكة المعلومات الدولية ‏(الإنترنت)‏‎٠‎<br />

التوسع في وظائف التحليل المكاني التى تقوم بها نظم المعلومات الجغرافية،‏ ومنها:‏<br />

القياسات الجيومترية،‏ وعمليات الجدولة،‏ وتحليل الجار الأقرب،‏ وتحليل الشرائح،‏ وتحليل<br />

شبكات المواصلات،‏ وغيرها من العمليات المعقدة التى أصبح إنجازها اليوم أمرا غاية في<br />

السهولة‎٠‎<br />

التعديلات التى أدخلت علي أداء المعدات والبرمجيات<br />

وتوفر برمجيات نظام المعلومات الجغرافية عدة وظائف تقليدية لمعالجة وتحليل البيانات<br />

المكانية،‏ وهي استرجاع المعلومات،‏ والقياس المكاني،‏ والتراكب،‏ والتوليد المكاني،‏ وإنشاء<br />

الحرم ‏(أو الحاجز)‏ والممرات،‏ وتحليل الشبكة،‏ وإسقاط الخريطة،‏ وتحليل نموذج التضاريس<br />

الرقمي.‏ وكل وظيفة من هذه الوظائف توضح أيضا ً الأسباب التي جعلت نظام المعلومات<br />

الجغرافية يزداد أهمية،‏ يوما بعد يوم،‏ في مساعدة صانعي القرار على اتخاذ قراراتهم بسرعة<br />

وحكمة:‏<br />

وظيفة استرجاع المعلومات<br />

:(information retrieval)<br />

حيث يستطيع المستخدم<br />

الحصول على المعلومات الخاصة بمَعلم من معالم الخريطة من نظام إدارة قواعد البيانات<br />

database<br />

الذي يحتفظ بتلك المعلومات،‏ وذلك بالنقر على ذلك المَعلم.‏ وما يزيد من أهمية<br />

نظام المعلومات الجغرافية قدرته على إنشاء تقارير مخصّصة بالمعلومات التي يمكن للمستخدم<br />

سترجاعها.‏<br />

وظيفة إنتاج الخرائط الموضوعية<br />

:(thematic mapping)<br />

إذ يستطيع نظام المعلومات<br />

الجغرافية إنتاج خرائط موضوعية للمعالم الجغرافية،‏ ويعني ذلك إظهار السمات أو البيانات<br />

الوصفية في أسلوب رسومي،‏ ويؤدي تغيير مظاهر المعالم إلى جعل المعلومات عنها أكثر<br />

وضوحا ً،‏ بتغيير لون المعلم أو نمط الخط المرسوم به أو ترميزه برمز خاص،‏ أو حتى بكتابة<br />

إحدى قيم البيانات الوصفية لكل معلم من المعالم على الخريطة.‏ فيمكن مثلا ً استخدام<br />

دوائر أكبر لترميز المدن ذات عدد السكان الأكبر،‏ أو استخدام خطوط عريضة لترميز الطرق<br />

ذات الكثافة المرورية العالية،‏ أو استخدام اللون الأزرق لترميز أنابيب المياه التي مر على<br />

تركيبها أكثر من<br />

٢٠ عاما ً.‏<br />

وفي الشكل التالي يستطيع نظام المعلومات الجغرافية استخدام


سمة عدد السكان مثلا ً من بين السمات لترميز الدول بالألوان المختلفة تبعا ً لعدد السكان في كل<br />

منها،‏ وتسمى هذه الخرائط بالخرائط الموضوعية.‏<br />

وظيفة القياس المكاني<br />

(١٨) الشكل<br />

:(spatial measurement)<br />

حيث يسهّل نظام المعلومات<br />

الجغرافية أداء القياسات المكانية،‏ وقد تكون هذه القياسات بسيطة مثل قياس مسافة بين<br />

نقطتين،‏ أو وقياس مساحة مضلع أو طول خط،‏ ويمكن أن تكون معقدة مثل قياس مساحة<br />

المنطقة المشتركة بين عدة مضلعات موجودة في عدة خرائط.‏<br />

وظيفة التراكب<br />

ويتطلب تركيب طبقتين<br />

:(overlay)<br />

super imposed maps<br />

وهو إجراء مهم في تحليل نظام المعلومات الجغرافية،‏<br />

أو أكثر لإنتاج طبقة جديدة على الخريطة.‏<br />

ومثال على ذلك خريطة تبين نوع من أنواع القمح المعدّل ينمو وراثيا ً أفضل مما ينمو في<br />

البيئة الجافة في فصول النمو الطويلة والتربة القلوية.‏ فإذا توفرت بيانات كافية عن طول<br />

فصل النمو ونظام الرطوبة وقلوية التربة في منطقة زراعية مترامية الأطراف فإنه يمكن<br />

معرفة أفضل مكان لزراعة ذلك النوع من القمح بتركيب عدة طبقات ‏(خرائط)‏ لتلك المنطقة<br />

ت ُظهر أولاها المخزون المائي وتبين الأخرى طول فصل النمو،‏ بينما تتضمن الثالثة معلومات<br />

عن درجة حموضة التربة،‏ ويستطيع نظام المعلومات الجغرافية اختبار تلك الطبقات معا ً<br />

لإنشاء طبقة جديدة تمثل أجزاء محددة من المنطقة الزراعية تفي بكافة شروط التربة المناسبة<br />

لنمو ذلك النوع من القمح‎٠‎<br />

وظيفة التوليد المكاني<br />

:(spatial interpolation)<br />

حيث يمكن استخدام نظام<br />

المعلومات الجغرافي لدراسة خصائص التضاريس أو الشروط البيئية من عدد محدود من<br />

القياسات الحقلية،‏ ومثال ذلك إمكانية إنشاء خريطة للهطول المطري انطلاقا ً من عدد محدود<br />

من القياسات المطرية المأخوذة في مواقع مختلفة على الخريطة،‏ كما يمكن إنشاء خريطة<br />

للتضاريس انطلاقا ً من عدد محدود من قياسات الارتفاع في الخريطة ) خرائط الخطوط


المتساوية)‏ إذ<br />

يستطيع نظام المعلومات الجغرافي إضافة طبقة منحنيات التسوية<br />

‏(خطوط<br />

التساوي)‏ بتوليدها آليا ً من سمات في طبقة نقاط أخرى باستخدام وظيفة التوليد المكاني،‏ كما<br />

يبين الشكل التالي:‏<br />

- أو الحرم<br />

وظيفة إنشاء الحواجز والممرات<br />

(١٩) الشكل<br />

:(buffers and corridors)<br />

-<br />

حيث يستعمل الحاجز<br />

عندما تعتمد عملية التحليل ومعرفة المنطقة التي سيشملها حدث ما على قياس<br />

مسافة محددة انطلاقا ً من نقطة أو خط أو مضلع،‏ وهكذا يستطيع نظام المعلومات الجغرافية<br />

إنشاء دائرة تمثل منطقة التخريب الناجم عن انفجار مصنع كيميائي بمعرفة نصف قطر<br />

التخريب،‏ ورسم دائرة بحيث يكون ذلك المصنع في مركزها،‏ أو تحديد مكان إنشاء صيدلية<br />

جديدة ، ويوضح الشكل التالي أت القوانين لا تسمح بافتتاح صيدلية في الموقع A لأن<br />

الصيدلية C لا تبعد عنها بالمسافة المطلوبة،‏ ولكن الموقع B مناسب لذلك.‏ يقوم نظام<br />

المعلومات الجغرافي باكتشاف ذلك القرار بمفرده عبر عدة خطوات،‏ وبدون تدخل المستخدم‎٠‎<br />

(٢٠) شكل


وظيفة تحليل الشبكة<br />

:(network analysis)<br />

وفيها يستطيع نظام المعلومات<br />

الجغرافية معالجة مشاكل الشبكة المعقدة،‏ مثل تحليل شبكة الطرق،‏ لمعرفة زمن الرحلة بين<br />

نقطتين على الخريطة عند سلوك طريق ما،‏ أو تحديد الطرق التي يمكن أن تقود إلى النقطة<br />

الثانية انطلاقا ً من النقطة الأولي.‏ ويمكن استخدام تحليل الشبكة في أمور أكثر تعقيدا ً،‏ مثل<br />

تقديم النصيحة إلى شركات النقل بشأن الطريق الذي يجب أن تسلكه الشاحنات عندما تنقل<br />

البضائع إلى عدة أمكنة،‏ وتوقيت انطلاقها واستراحتها الخ.‏ ومن الأمور التي يمكن استخدام<br />

تحليل الشبكة فيها إصلاح أعطال شبكة الهاتف والكهرباء والمياه.‏<br />

وظيفة إسقاط الخريطة<br />

:(map projection)<br />

إذ يعتبر إسقاط الخريطة مكونا ً أساسيا ً<br />

في فن صناعة الخرائط.‏ والإسقاط نموذج هندسي يقوم بتحويل مواقع المعالم على سطح<br />

الأرض الكروية ثلاثية الأبعاد إلى ما يقابلها من مواقع على سطح الخريطة ثنائية الأبعاد.‏ وبما<br />

أنه من المستحيل إسقاط الشكل الكروي بدقة على سطح مستو،‏ فقد تصدت بعض أنواع مساقط<br />

الخرائط للمحافظة على الشكل،‏ بينما اشتهرت أنواع أخرى بالمحافظة على المساحة أو<br />

المسافة أو الاتجاه.‏ وتستخدم أنواع مختلفة من المساقط لأنواع الخرائط المختلفة لأن كل نوع<br />

من أنواع الإسقاط مناسب لاستخدام محدد.‏<br />

وظيفة تحليل نموذج التضاريس الرقمي<br />

:(digital terrain analysis)<br />

حيث يستطيع<br />

نظام المعلومات الجغرافية بناء نماذج ثلاثية الأبعاد للموقع الجغرافي عندما يمكن تمثيل<br />

طوبوغرافية هذا الموقع بنموذج بيانات ‏(إحداثيات)‏ س وَ‏ ع وَ‏ ص،‏ ويعرف هذا النموذج باسم<br />

نموذج التضاريس أو نموذج الارتفاع الرقمي<br />

،(Digital Terrain or Elevation Model)<br />

ويشار إليه اختصارا ً بالأحرف DTM أو DEM<br />

ويمكن استخدام البيانات المشتقة من نموذج التضاريس الرقمي في تحليل الظواهر البيئية أو<br />

المشاريع الهندسية التي تتأثر دراستها بالارتفاعات أو الميول،‏ كما في دراسات الغابات<br />

والطمي النهري.‏ وتسمح إمكانيات الإظهار البصري في الحواسيب بعرض نموذج التضاريس<br />

الرقمي في شكل ثلاثي الأبعاد،‏ من أية زاوية مطلوبة.‏ ويستطيع المهندسون المدنيون مثلا<br />

استخدام نموذج الارتفاع الرقمي لمعرفة أنسب الأساليب في حجب منشأة جديدة عن<br />

التضاريس المحيطة بها ‏(مثل منجم مفتوح)،‏ وتقدير كمية الحجب الإضافي اللازمة لإخفاء هذه<br />

المنشأة أو تقليل مستويات الضجيج الناجمة عنها.‏


م.‏<br />

ال هوامش<br />

1. Richardson , H. ,W , Regional Growth Theory , The Mackmillan Press LTD.<br />

London . 1973 .<br />

2. Gore , C. Regions In Questions , Methuen & Co. Ltd , London , 1984 , p. vii .<br />

٣. ريتشارد هارتشورن نظرة في طبيعة الجغرافيا ترجمة :<br />

المريخ الرياض ، ١٩٨٨ ص ٠ ١٦٠<br />

المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />

عبد العزيز آل الشيخ وعيسى موسى الشاعر دار<br />

.٤<br />

5. Apler,R.et. al. Spatial Organization, Prentice Hall International , London , 1972 ,<br />

p. 182 .<br />

.٧<br />

٦. محمد محمد سطيحه الجغرافيا الإقليمية ط‎٢‎ مكتبة الخريجىّ‏ الرياض ١٩٨٧، ص ٠ ٣٠<br />

المصدر السابق ص ٠ ٣١<br />

٨. جمال حمدان هذه الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ‎١٩٥٧‎ ص ٠ ٣٣<br />

٩. محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />

‎١٠‎‏.جمال حمدان شخصية مصر الجزء الأول عالم الكتب القاهرة ١٩٨٠ ص ٠ ١<br />

‎١١‎‏.جمال حمدان هذه الجغرافية مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />

‎١٢‎‏.أحمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ‎٠٠‎مفهومها وأبعادها المجلة العلمية لكلية الآداب جامعة المنيا <br />

مجلد ٩ ١٩٩١ ص ٠ ١٠٧<br />

٠<br />

‎١٣‎‏.المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />

‎١٤‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />

‎١٥‎‏.محمد سيد نصر تطور علم الجغرافيا وفضل العرب فيه مرآة العلوم الاجتماعية العدد الأول ديسمبر<br />

١٩٦٠ <br />

١٩٦١ ص ٧<br />

٢٤<br />

‎١٦‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٨<br />

‎١٧‎‏.شريف محمد شريف تطور الفكر الجغرافي الجزء الأول ط‎١‎ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ١٩٦٩ ت<br />

ص ٠ ٣٤٩<br />

‎١٨‎‏.حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو‎٠٠‎سبتمبر <br />

الكويت ‎١٩٧١‎ ص ، ١٠٨ وإغناطيوس يوليانوفيتش آراتشكوفسكى تاريخ الأدب الجغرافي العربى الادارة<br />

الثقافية بجامعة القاهرة ج‎١‎ القاهرة ‎١٩٦٣‎ ص ٠ ٢٨<br />

‎١٩‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١١<br />

‎٢٠‎‏.عبد الفتاح وهيبه جغرافية العرب في العصور الوسطى الجمعية الجغرافية المصرية القاهرة <br />

ص ٠ ٤٩<br />

‎٢١‎‏.آراتشكوفسكى مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠١<br />

‎٢٢‎‏.عبد الفتاح وهيبه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٢٣‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٥١<br />

حمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />

‎٢٥‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٤<br />

‎٢٦‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٢٧‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />

‎٢٨‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٢٩‎‏.محمد سامى عسل الإقليم وفكرة الإقليمية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ‎١٩٧١‎ ص ٠ ٤<br />

‎٣٠‎‏.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر نشرة قسم الجغرافيا جامعة الكويت رقم<br />

٤٩ يناير ‎١٩٨٣‎ ص ٠ ١٣


٣١ ت.‏<br />

ص ٠ ٣٠<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان الجغرافيا في مائة عام ترجمة : عبد العزيز طريح شرف آفاق عربية بغداد بدون تاريخ<br />

‎٣٢‎‏.محمد صبحى عبد الحكيم دراسات في الجغرافيا العامة ط‎١‎ دار النهضة العربية القاهرة ١٩٧٠ ص<br />

٠ ١٥<br />

‎٣٣‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦<br />

‎٣٤‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٠<br />

‎٣٥‎‏.ت و فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٦٩<br />

‎٣٦‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٣٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٧<br />

‎٣٨‎‏.ت و فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٨٩<br />

‎٣٩‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٤٠‎‏.محمد سيد نصر مرجع سبق ذآره ص ص ١١-١٢ ٠<br />

‎٤١‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٧<br />

‎٤٢‎‏.المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />

‎٤٣‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣١<br />

‎٤٤‎‏.أحمد محمد عبد العال مرجع سبق ذآره ص ٠ ١١٦<br />

‎٤٥‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٤<br />

‎٤٦‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٣٣<br />

‎٤٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٧٠<br />

‎٤٨‎‏.روجر منشل تطور الجغرافيا الحديثة ترجمة<br />

: محمد السيد غلاب ودولت صادق ط‎١‎ مكتبة الانجلو<br />

المصرية القاهرة ١٩٨٣ ص ٠ ٣٤<br />

‎٤٩‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٣<br />

‎٥٠‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ١٩٥.<br />

51.Hollier , G. , P. , Regional Development , in : Pacione , M. , M., The Geography<br />

of the Third World , Routledge , London , 1988, p. 234 .<br />

‎٥٢‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٣<br />

‎٥٣‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٨٩<br />

‎٥٥‎‏.محمد على عمر الفرا مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٧٧<br />

‎٥٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٣٧<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩١<br />

‎٥٩‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />

‎٦٠‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٨٩<br />

‎٦١‎‏.على موسى مرجع سبق ذآره ص ٠٣٥<br />

٥٤ ت.‏<br />

٥٦ ت.‏<br />

٥٨ ت.‏<br />

٦٢ ت.‏ ‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٤<br />

‎٦٣‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٩٧<br />

64.Ackerman , E., Population And National Resources , in : Hauser , P., M . , And<br />

Duncan , O., eds. , New York , 1959 , p. 630 .<br />

٦٧ ت.‏<br />

‎٦٥‎‏.احمد على اسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ٧ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة <br />

‎١٩٨٩‎ ص ص ‎٢٣٠‎‎٢٤٢‎ ، وفتحى محمد أبو عيانه جغرافية السكان ط‎٣‎ دار النهضة العربية بيروت<br />

‎١٩٨٦‎ ص ص ٥٢١ ٠ ٥٣٣<br />

‎٦٦‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٧٩<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٠<br />

‎٦٨‎‏.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />

‎٦٩‎‏.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٩<br />

‎٧٠‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />

‎٧١‎‏.جمال حمدان جغرافية المدن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٧٧<br />

‎٧٢‎‏.المرجع السابق ص ص ‎٣٧٨‎‎٣٨١‎ ٠<br />

‎٧٣‎‏.المرجع السابق ص ص ‎٢٨٣‎‎٢٨٤‎ ٠


٠<br />

٠<br />

٠<br />

٧٤ ت.‏<br />

٧٦ ت.‏<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٢<br />

‎٧٥‎‏.عبد الفتاح وهيبه في جغرافية العمران دار النهضة العربية بيروت ‎١٩٨٠‎ ص ٠ ٢٥٢<br />

‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎٧٧‎‏.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٣٥<br />

‎٧٨‎‏.المرجع السابق المكان نفسه ، و س‎٠‎ و‎٠‎ وولدردج وجوردون إيست الجغرافيا مغزاها ومرماها ترجمة<br />

: يوسف أبو الحجاج و محمد محمود الصياد الألف آتاب رقم ١٨٧ مكتبة الشرق القاهرة بدون تاريخ <br />

ص ٠ ٢١٠<br />

‎٧٩‎‏.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٦<br />

‎٨٠‎‏.المرجع السابق المكان نفسه<br />

‎٨١‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٠<br />

‎٨٢‎‏.على موسى جغرافية العالم الإقليمية دارالفكر دمشق ‎١٩٨١‎ ص ٣٣<br />

‎٨٣‎‏.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٤٧<br />

‎٨٤‎‏.جمال حمدان شخصية مصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١<br />

‎٨٥‎‏. روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٣٥<br />

‎٨٦‎‏. محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٤٩<br />

‎٨٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٥٠<br />

‎٨٨‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٧<br />

‎٨٩‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٦٨<br />

‎٩٠‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٦٧<br />

‎٩١‎‏.احمد محمد عبد العال وظائف المدن المصرية‎٠٠‎تصنيف وظيفي مقترح مكتبة النهضة المصرية القاهرة <br />

‎١٩٨٩‎ ص ٠ ٢٣<br />

‎٩٢‎‏.عبد الفتاح وهيبه في جغرافية العمران مرجع سبق ذآره ص ٢٥٣<br />

‎٩٣‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٥<br />

‎٩٤‎‏.جمال حمدان جغرافية المدن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢٠<br />

‎٩٥‎‏.احمد على اسماعيل دراسات في جغرافية المدن ط ٣ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة ‎١٩٨٥‎ ص<br />

٠ ٢٢٠<br />

‎٩٦‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٢٢٣<br />

‎٩٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٩٦<br />

‎٩٨‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٩٧<br />

‎٩٩‎‏.المرجع السابق ص ٠ ٢٠١<br />

‎١٠٠‎‏.المرجع السابق ص ] ٢٠٥<br />

بتصرف]‏ ٠<br />

١٠١ ت.‏ ‎٠‎و‎٠‎ فريمان مرجع سبق ذآره ص ص ‎١٤٥‎ ٠ ١٤٧<br />

‎١٠٢‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٥١<br />

‎١٠٣‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢<br />

104.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning , in : Adams ,<br />

P., and Helliner , M., eds. , International Geography , University of Toronto<br />

Press , 1972, p. 32 .<br />

105.Alaev , E., Social And Economic Geography Progress Publishers , Moscow<br />

1986 , p. 30 .<br />

106.ibid , p. 31 .<br />

107.Alaev , E., Social And Economic Geography , Op.Cit., p. 32 .<br />

108.Johnson ,R., J. et al. eds., The Dictionary Of Human Geography , 2nd. edit. ,<br />

Black Well , Oxford ,1986 , p. 42<br />

109.Ibid. p. 39 .<br />

110.Lavrov ,S. and Sdasyuk ,G., Eoncepts Of Regional Development , Progress<br />

Publishers , Moscow , 1988 , p. 37<br />

111.Hansen, N., M., The Challenge Of Urban Growth , Lexigton Books , London ,<br />

1975 , p. 18 .<br />

112.Johnson ,R., J., et al. eds., op. cit , p. 399 .


‎١١٣‎‏.احمد محمد عبد العال الأبعاد المكانية للخصائص الوظيفية للمدن المصرية مكتبة النهضة المصرية <br />

القاهرة ‎١٩٩٠‎ ص ص ٠ ٧٦ : ٧٥<br />

‎١١٤‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ص ‎١٣٥‎‎١٣٧‎ ٠<br />

‎١١٦‎‏.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٨<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥٧<br />

‎١١٨‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٠<br />

‎١٢٠‎‏.روجر منشل المرجع السابق ص ص ‎١١‎‎٣٤‎ ٠<br />

‎١٢١‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٧<br />

‎١٢٢‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٣<br />

‎١٢٣‎‏.محمد محمد سطيحه المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />

‎١٢٤‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />

125.Courtney , PP. , Geography And Development , in : Courtney , PP. , ed. ,<br />

Geographical Studies Of Development , Longman , London , 1985 , p. 4 .<br />

‎١٢٦‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٤٣<br />

‎١٢٧‎‏.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠١٨<br />

‎١٢٨‎‏.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٨<br />

‎١٢٩‎‏.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

‎١٣٠‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />

‎١٣١‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٤<br />

‎١٣٢‎‏.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠٢٦<br />

‎١٣٣‎‏.احمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ٠٠ مفهومها وأبعادها مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />

‎١٣٤‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٤<br />

‎١٣٥‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٦<br />

‎١٣٦‎‏.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٠<br />

‎١٣٧‎‏.المرجع السابق ص ص ‎١٩‎‎٢٠‎ ٠<br />

‎١٣٨‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٢<br />

‎١٣٩‎‏.المرجع السابق مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٣<br />

‎١٤٠‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٢<br />

‎١٤١‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٣٢<br />

١١٥ ت.‏<br />

١١٧ ت.‏<br />

١١٩ ت.‏<br />

‎١٤٢‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره المكان نفسه<br />

٠<br />

‎١٤٣‎‏.المرجع السابق ص ص ١٦٠ ٠ ١٦٩<br />

144.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning , op.cit. , p. 32<br />

.<br />

‎١٤٥‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٦<br />

‎١٤٦‎‏.احمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ٠٠ مفهومها وأبعادها مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />

‎١٤٧‎‏.جمال حمدان شخصية مصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥<br />

148.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning, op.cit. , p. 23 .<br />

‎١٤٩‎‏.احمد محمد عبد العال المرجع السابق ص ٠ ١٢٧<br />

150.Alaev , E., Social And Economic Geography , op.cit. , p. , p. 147.<br />

‎١٥١‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٧<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٧<br />

‎١٥٣‎‏.محمد محمود الديب الجغرافيا الاقتصادية ط‎٦‎ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ١٩٩٢ ص ٠ ١٣<br />

‎١٥٤‎‏.محمد عبد الرحمن الشرنوبيّ‏ البحث الجغرافي مكتبة الأنجلو المصرية ١٩٧٨ ص ص ١٢ ٠ ١٣<br />

‎١٥٥‎‏.محمد محمود الديب المرجع السابق ص ٠ ١٣<br />

١٥٢ ت.‏<br />

١٥٦ ت.‏<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥٨<br />

‎١٥٧‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٥٩<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٨<br />

‎١٥٩‎‏.محمد محمود الديب مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />

١٥٨ ت.‏


١٦٠ ت.‏<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٣<br />

‎١٦١‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٨<br />

‎١٦٢‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٥<br />

٠ و‎٠‎ وولدردج وجوردون إيست مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٣٨<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٦<br />

‎١٦٥‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٧٧<br />

‎١٦٦‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٦<br />

‎١٦٨‎‏.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٤<br />

‎٠‎و‎٠‎فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٥<br />

‎١٧٠‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١<br />

‎١٧١‎‏.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />

‎١٧٢‎‏.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />

‎١٧٣‎‏.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٠<br />

‎١٧٤‎‏.المرجع السابق ص ٠ ١٣٣<br />

‎١٧٥‎‏.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ١٣٤<br />

‎١٧٦‎‏.المرجع السابق ص ص ١٣٤ ١٣٥<br />

‎١٧٧‎‏.المرجع السابق ص ١٤٩<br />

‎١٧٨‎‏.المرجع السابق ص ١٥٦<br />

٠<br />

٠<br />

)<br />

٠<br />

٠<br />

(١٧٩)<br />

١٦٣ س.‏<br />

١٦٤ ت.‏<br />

١٦٧ ت.‏<br />

١٦٩ ت.‏<br />

الكسندر فون همبولت<br />

أرسى قواعد الجغرافيا الحديثة واصولها ، وارتقى بها الى مستوى العلم الاصولى المنظم بالبحث عن القوانين<br />

واستمداد البيانات من الطبيعة مباشرة الدراسة الميدانية)‏ وسلوك المنهج الاستقرائى المتفق مع المناهج<br />

العلمية المتبعة فى عصره ٠<br />

طور الأفكار والمفاهيم النظرية الجغرافية التى آانت سائدة فى أواخر القرن التاسع عشر ، وآان منهجه العلمى<br />

منهج تجريبى<br />

قرر أن المشاهدة الفكرية المعتمدة على الحواس هى التى توصل الى المعرفة التجريبية ٠<br />

آان مهتما ب العلاقات المكانية للظاهرات الطبيعية وعند معالجته لبعض هذه الظاهرات آان يرآز على<br />

توزيعها ومدى تأثيرها على النظام المكانى للظاهرات الاخرى ٠<br />

اعتبر ان الانسان وأعماله تعتبر من ضمن الطبيعة وأقاليمها ، ولكن الانسان ليس عاملا له حتميته على<br />

، فقد<br />

"<br />

"<br />

"<br />

"<br />

"<br />

"<br />

٠ inductive<br />

:<br />

"<br />

)<br />

empirical استقرائى<br />

الاصولية "<br />

"<br />

:<br />

"<br />

الطبيعة ٠<br />

"<br />

على الرغم من اهتمامه بالجغرافيا العامة الاصولية الا انه لم ينكر الجغرافيا الخاصة الاقليمية"‏<br />

اعتقد ب اعتماد الظاهرات المكانية بعضها على البعض الآخر ، آما اعترف بالحاجة الى تفسير أية<br />

مجموعة من الظاهرات توزيعا مكانيا بالنسبة الى محتواها الاقليمى "<br />

آان واسع المعرفة بعلوم آثيرة وقام برحلات علمية طويلة لأمريكا اللاتينية ، وآان من الطبيعى ان تقوده<br />

معارفه الواسعة من ناحية ، وتفيده رحلاته العلمية الطويلة من ناحية اخرى الى طرق باب الجغرافيا للربط بين<br />

هذه المعارف على اساس تجريبى ٠<br />

ويمكن تلخيص خصائص همبولت الجغرافية فيما يلى<br />

اهتم بالجغرافيا العامة " ورآز فى دراستها على الظاهرات غير البشرية<br />

لم يعارض وحدة الطبيعة<br />

آمن بترابط الظاهرات ولكن ضمن الاطار المكانى ، واقر بان هذا الترابط هو الذى يعطى آل منطقة من مناطق<br />

العالم فرديتها وشخصيتها الخاصة ٠<br />

آان منهجه بنائيا تحليليا يبدأ بوصف مكونات وعناصر الاقليم وينتهى بتحليل الروابط بين ظاهراته<br />

(١٨٠) آارل رتر<br />

أرسى قواعد الجغرافيا الحديثة واصولها ، وارتقى بها الى مستوى العلم الاصولى المنظم بالبحث عن القوانين<br />

(<br />

)<br />

، وسلوك المنهج الاستقرائى المتفق مع المناهج<br />

الدراسة الميدانية واستمداد البيانات من الطبيعة مباشرة العلمية المتبعة فى عصره ٠<br />

آان منهجه مقارنا يهدف الى ايجاد الارتباط بين التاريخ والطبيعة ٠<br />

تحليل الروابط بين مختلف الظاهرات<br />

آان منهجه منهج تحليلى بنائى الجغرافيا المقارنة عنده هى<br />

٠ (<br />

:


(<br />

٠ Determinism<br />

Ecology<br />

وليست "<br />

، Chorology والبيئى<br />

:<br />

causality<br />

:<br />

:<br />

"<br />

ان مفهوم الجغرافيا بمعنى وصف الأرض أصبح مفهوما خاطئا ، مما جعل الجغرافيا تضل طريقها ، وانما<br />

الجغرافيا هى ذلك الفرع من العلوم الذى يتناول الأرض بجميع مظاهرها وظاهراتها وروابطها آوحدة مستقلة<br />

٠٠٠ ويعمل على تبين ارتباط هذه الوحدة المستقلة أو هذا الكل الموحد مع الانسان وخالقه ٠<br />

أول مبادئه ان الجغرافيا يجب أن تكون علما تجريبيا اآثر منها علما استدلاليا ، يستمد اصوله من الاسس<br />

العقلية ويعتمد على النظريات السابقة ٠<br />

على الرغم من اقتناعه بوجود قوانين تحكم علاقة الظاهرات البشرية بالظاهرات الطبيعية على سطح الأرض<br />

الا انه لم ير ضرورة التسرع فى تأسيس مثل هذه القوانين ، بل قال بامكان الكشف عنها من خلال<br />

تجميع الحقائق وادراك ما بينها من روابط ، فعلينا أن نسأل الأرض عن قوانينها "، وبناء عليه عارض ما آان<br />

يطلق عليه الجغرافيا النظرية او المكتبية ، لأن الجغرافيا ليست علما يجمع البيانات ويصنف الحقائق فقط ، بل<br />

يهدف الى تتبع القوانين التى تخفى اسرار تباين الطبيعة<br />

آان ترآيزه على الجغرافيا نابعا من ايمانه بوحدة الطبيعة التى تبدو من خلال الترابط العضوى لجميع ظاهرات<br />

سطح الأرض ٠<br />

أدخل مبدأ السببية فى الجغرافيا والذى أدى الى ظهور الحتمية<br />

اتجه الى الجغرافيا ليضع اساسا لدراسة التاريخ فاحتوته الجغرافيا وانصرف اليها تماما ٠<br />

آتابه الأول " دراسة الأرض " Erdkunde جعله أول استاذ للجغرافيا فى العالم ) جامعة برلين<br />

اخذ فى دراسته بالمنهج التجريبى وبمبدأ السببية Causality الذى يرتكز على التعليل والتفسير ٠<br />

قال بأن الجغرافيا هى " علم الأرض " وصف الأرض " ، فانتقل بها من مرحلة الوصف الى مرحلة<br />

العلم لأنها عنده لم تكن مجرد تجميع ووصف للمعلومات والحقائق ، وانما رد هذه المعلومات والحقائق الى<br />

اصولها الجغرافية ٠<br />

قال بأن هدف الجغرافيا هو محاولة ابراز الاختلافات الاقليمية من أجل الوصول الى شخصية الاقليم‎٠‎<br />

فى الوقت ذاته ، وذلك لدراسة العلاقة<br />

اتجه الى المنهجين الاقليمى<br />

والترابط بين مختلف الظاهرات داخل الاقليم الواحد<br />

اهتم بدراسة الأرض باعتبارها معرضا لقوى الطبيعة ووطنا للانسان ومسرحا لنشاطه ، وأقر بتأثير الأرض<br />

والانسان آل منهما فى الآخر ٠<br />

اتجه نحو الجغرافيا البشرية ولم تعد الجغرافيا عنده مجرد جغرافية طبيعية ٠<br />

آان من اشد مهاجمى تعريف الجغرافيا بأنه علم وصف الأرض ٠<br />

ويمكن تلخيص خصائص رتر الجغرافية فيما يلى<br />

اتخذ المظاهر غير البشرية لتساعده فى دراساته البشرية<br />

اهتم بالجغرافيا الاقليمية<br />

حاول لفت الانتباه الى ما آان يطلق عليه " الأنماط الرئيسة للتشكيل الطبيعى "<br />

آانت هناك فكرتان تلازمانه هما:‏<br />

ان هدف الجغرافيا هو دراسة وتفسير الاختلافات المكانية لسطح الأرض طبيعيا وبشريا<br />

وهذا النوع من الدراسة لا يحلل الظاهرات منفردة ولكنه يبحثها ويفسرها من حيث ارتباطها مع التوزيعات<br />

المكانية الاخرى بهدف الوصول الى تفسير الترآيب المكانى"‏ مجموعة ظاهرات المكان "<br />

ان الانسان هو مرآز اهتمام الدراسات الجغرافية<br />

والفكرة الاولى فكرة " ، اما الفكرة الثانية فهى فكرة "<br />

فردريك راتزل<br />

بالجامعة الفنية في ميونخ<br />

حصل على درجة الدآتوراه من جامعة هيدلبرج<br />

، وله آتاباته في الجغرافيا البشرية والسياسية<br />

وفي جامعة ليبزج<br />

، وآتابه الجغرافيا<br />

وآتابه المعنون Anthropogeographie في مجلدين صدرا بين<br />

وهو من دعاة الحتمية في الجغرافيا ومن رواد علم<br />

السياسية<br />

الجغرافيا الاوائل<br />

جاء على يديه اساسا رد اعتبار الجغرافيا البشرية اذ آانت دراساته رد فعل لمغالاة بعض الجغرافيين وتعصبهم<br />

للجغرافيا الطبيعية<br />

فى عام ١٨٨٢ واعتبر حدثا مهما فى تاريخ<br />

ظهر آتابه الجغرافيا البشرية<br />

علم الجغرافيا وآان له تأثير مباشر على تطور المنهج الجغرافى لنجاحه فى الربط بين العلوم الطبيعية ودراسة<br />

الانسان من حيث سلالاته وأعماله ، وبه اعتبر راتزل واضع الأسس العلمية للجغرافيا البشرية<br />

الحديثة ، وآان هدفه ارساء قواعدها على اسس علمية ٠<br />

ارتقى بجغرافية الانسان الانثروبوجرافيا الى مستوى النظام العلمى وذلك بتنظيم ظاهراتها وتأسيس<br />

افكارها وايجاد الارتباط بين النتائج التى يمكن التوصل اليها ٠<br />

" ٠٠٠<br />

بيئية "<br />

مكانية "<br />

Ratzel , Friedrich ( ١٩٠٤ – ١٨٤٤ ) (١٨١)<br />

(١٨٦٨) ، عمل<br />

(١٩٠٤ – ١٨٨٦)<br />

(١٨٨٦-١٨٧٥)<br />

(١٨٩١ – ١٨٨٢)<br />

Politische Geographie صدر (١٨٩٧)<br />

.<br />

:<br />

"<br />

" Anthropogeography<br />

"<br />

"<br />

(<br />

"<br />

٠<br />

"<br />

)


١٨٩٧<br />

٠ " Lebensraum<br />

"<br />

cultural landscape<br />

:<br />

"<br />

Hinterland "<br />

"<br />

اعتقد ان هناك ثلاث مجموعات تحكم الانسان وتؤثر فى تطوره وهى:‏<br />

١ الموقع ، ٢ الحيز و ٣ الحدود<br />

وعلى هذه الامور قامت افكاره فى الجغرافيا السياسية والتى نشرت لأول مرة عام وتتمحور حول<br />

اعتبار الدولة تجمع مكانى على سطح الارض يضم مجموعة بشرية ذات تنظيم محدد ، اى انها عبارة عن<br />

قطعة بشرية فوق جزء من سطح الارض ، ومن هنا نشأ مفهوم " المجال الحيوى<br />

وصنفه الى خمسة انماط هى<br />

طور فكرة الظهير<br />

الظهير الطبيعى ، الظهير السياسى ، ظهير السوق ، ظهير المنتجات ، وظهير المرور ٠<br />

الذى<br />

يعتبر أول من صاغ فكرة المظهر الارضى اللاندسكيب الحضارى<br />

يعنى فى نظره لاندسكيبا تاريخيا طالما انه يسجل مراحل تاريخية متتابعة للاستيطان البشرى ٠<br />

صنع ابرز معالم تطور الفكر الجغرافى فى أواخر القرن التاسع عشر ، اذ وضع اساس الجغرافيا البشرية<br />

وآانت معالجته لها على اساس اصولى لا على اساس اقليمى ٠<br />

أآد ان الجوانب البشرية من علم الجغرافيا يمكن ان تخضع للدراسة الاصولية المنهجية شأنها فى ذلك شأن<br />

الجوانب الطبيعية ٠<br />

اسرف فى اخضاع الانسان ونشاطه البشرى لتأثيرات البيئة الطبيعية وبذلك آان الرائد الاول لمدرسة الحتم<br />

(١٨٩٧ – ١٨٩١)<br />

"<br />

.(١٩٢٨ – ١٨٩٩)<br />

"<br />

البيئى Environmental Determinism الحديثة ٠<br />

Hetnr., Alfred ( ١٩٤١ – ١٨٥٩ ) (١٨٢)<br />

ريتشهوفن "<br />

(١٨٩٩ – ١٨٩٧)<br />

"<br />

"<br />

ألفرد هتنر<br />

وفي<br />

حصل على الدآتوراه من جامعة ستراسبورج (١٨٨١) . عمل في جامعة ليبزج<br />

وهو من رواد المدرسة الألمانية<br />

وفي جامعة هيدليرج<br />

جامعة توبنجى<br />

الجغرافية.‏<br />

ولكنه لم يتأثر به لاهتمامه بالاسس الطبيعية للجغرافيا اآثر من راتزل الذى اهتم اآثر<br />

راتزل عمل مع بالاسس البشرية ٠<br />

، وقام برحلات واسعة فى الامريكتين وآسيا ٠<br />

شجع البحوث الاقليمية التى مهدت لها دراسات " آان له تأثير آبير على الفكر الجغرافى ، فقد آان الوحيد من أبناء جيله من الجغرافيين الذى التحق بالجامعة<br />

، ثم تخرج على يديه ثلاثون<br />

جيرلاند ليصبح جغرافيا ، وحصل على درجة الدآتوراه على يد استاذه شخصا حصلوا على درجة الدآتوراه فى الجغرافيا ٠<br />

الى جانب اهتمامه بالجغرافيا الاقليمية فانه لم يهمل الجغرافيا العامة ، وآان يعتقد بصعوبة الفصل بينهما فصلا<br />

:<br />

Erdkunde<br />

"<br />

"<br />

دقيقا ٠<br />

علوم الأرض آبديل<br />

ومعناه استخدم الألمان مؤسسو علم الجغرافيا الحديث مصطلح<br />

الذى آثيرا ما استخدم تعبير علوم الارض على انه يعنى<br />

رتر ومنهم لمصطلح الجغرافيا<br />

علم الجغرافيا ، وبناء على ذلك اطلق الألمان خلال القرن التاسع عشر تعبير<br />

، مما زاد<br />

الاقليمية على الجغرافيا الخاصة الاصولية<br />

الجغرافيا العامة المتعارف عليه ،<br />

جغرافيا يعطى انطباعا مخالفا لتعبير علوم الأرض العامة الالتباس لأن مصطلح وبناء عليه آان الأخذ بالمعنى الحرفى لهذا المصطلح يعنى اتساع ميدان علم الجغرافيا ليتجاوز سطح الأرض<br />

هذا المفهوم وقال بان الجغرافيا هى "<br />

الى الأرض آلها ظاهرا وباطنا ، وقد تبنى "<br />

بتأثر الجغرافيين بالجغرافيا العامة واهتمامهم بها على حساب<br />

هتنر ، ولذلك شعر دراسة الأرض الجغرافية الخاصة فاتجه هو الى الاهتمام بالجغرافيا الاقليمية ٠<br />

، وأآد على ضرورة عدم اهمال<br />

راتزل حذر من المغالاة فى مفهوم العلاقات المكانية الذى اعتنقه موضوع الاختلاف والتباين فى محتوى المناطق لأنه آان يعتقد ان الجغرافيا هى دراسة الاختلافات المكانية ،<br />

مما عرضه لكثير من النقد على اساس ان هذا الاعتقاد لا يساعد على ايجاد علم جغرافيا واضح ومستقل<br />

مادامت هناك علوم اخرى تهتم بدراسة هذه الاختلافات ٠<br />

اآد أهمية الجغرافيا الاقليمية ليس فقط من اجل ابراز بعض خصائص الاقليم ، ولكن ايضا لكى تتحدد<br />

<br />

الخصائص الكلية لهذا الاقليم عن طريق ارتباط العلاقات المتبادلة بين جميع ظاهراته المهمة Allgemeine Erdkunde على<br />

( )<br />

" "<br />

intra<br />

"<br />

Landerkunde<br />

"<br />

جيرلاند " استاذ " هتنر "<br />

"<br />

"<br />

:<br />

، وتعبير<br />

"<br />

Geography<br />

(<br />

"<br />

)<br />

"<br />

٠ regional relationships<br />

٨ آان يرى أن الحقيقة مجال له ابعاد ثلاثة هى<br />

١ أبعاد مادية‎٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠‎ تتمثل فى علاقة الأشياء المتشابهة ) علوم طبيعية<br />

زمانية ‎٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠‎تتمثل فى تطور هذه الأشياء عبر التاريخ ) علوم تاريخية<br />

مكانية ٠٠٠٠٠٠٠٠ تتمثل فى ترتيب وتنسيق هذه الأشياء عبر المكان ) علم الحغرافيا<br />

٩ وترتيبا على الثلاثية السابقة أوضح هتنر مرآز الجغرافيا بوصفها احدى الطرق الثلاث التى يدرس بها<br />

الانسان الحقيقة ٠<br />

(<br />

(<br />

(<br />

٢ ""<br />

٣ ""


أ استطاع ان يرسى دعائم الجغرافيا ويستكمل لها صفتها العلمية ونجح فى جمع آلمة الجغرافيين الأمان على<br />

آلمة سواء بالنسبة لمنهج الدراسة الجغرافية ٠<br />

ب لم تكن الجغرافيا عنده علم الأرض فحسب ، بل علم آورولوجية سطح الأرض<br />

chorological<br />

" "<br />

، science of earth's surface والمقصود بالكورولوجيا هنا هو التباين الأرضى ،<br />

:<br />

ج يتلخص منهجه فى ان الجغرافيا هى " دراسة العلاقة بين الطبيعة والانسان فى اطار اقليمى ، وهى تهدف<br />

اساسا الى دراسة الاقاليم من حيث الوصف والتفسير والتحليل ٠<br />

د ميز بين الجغرافيا العامة التى تختص بدراسة توزيع الظاهرات الجغرافية على سطح الأرض ، والجغرافيا<br />

الخاصة او الاقليمية التى تختص بدراسة الاقاليم الجغرافية ٠<br />

اعترض على تعريف الجغرافيا بأنها علم العلاقات فى عام ، ١٨٩٥ ولم يكن اعتراضه على أهمية العلاقات<br />

بالنسب للعلم ولكن اعتراضه انصب على قصر الدراسة الجغرافية على هذا الموضوع دون سواه من<br />

الموضوعات المهمه التى تشكل فى مجموعها الى جانب العلاقات منهجا متكاملا لعلم الجغرافيا‎٠‎<br />

، "<br />

٠ (<br />

:<br />

،spacecraft ويفيد<br />

" Chronological<br />

:<br />

Systematic<br />

" Chorological الكرولوجية " ٠<br />

" "<br />

" "<br />

"<br />

(<br />

"<br />

)<br />

(١٨٣)<br />

الكرونولوجية<br />

، والعلوم الزمنية<br />

رتشارد هارتسهورن<br />

ميز بين العلوم الموضوعية<br />

والعلوم المكانية<br />

آاحدى الطرق الثلاث التى يدرس بها الانسان الحقيقة وهى<br />

علم المكان ومن ثم أوضح مرآز الجغرافيا مادية تتمثل فى العلاقة بين<br />

عندما ذآر أ ن الحقيقة لها ثلاثة أبعاد الفرد هتنر الفكرة ذاتها التى اعتنقها الأشياء المتشابهة وتختص بها العلوم الطبيعية ، وزمانية تتمثل فى تطور هذه الأشياء عبر التاريخ ، ويختص<br />

بها علم التاريخ ، ومكانية تتمثل فى ترتيب وتنظيم هذه الأشياء عبر المكان ويختص بها علم الجغرافيا ، والتى<br />

العلاقة بين<br />

الذى ذآر أن هناك ثلاثة طرق لدراسة الحقيقة هى ايمانويل آانت هى ترديد لأفكار ، والتطور عبر الزمن ‏(علم التاريخ)‏ ، والترتيب فى المكان ) علم الجغرافيا<br />

العلوم الطبيعية الأشياء أقر بأن علم الجغرافيا يعنى بتقديم : شرح ووصف دقيق ومنظم ومعقول للنمط المتغير لسطح الأرض<br />

(١٨٤) جمع وتسجيل بيانات ومعلومات عن سطح الأرض بواسطة طرق لا تتضمن اتصالا مباشراً‏ بالسطح<br />

محل الدراسة والبحث وتتضمن تقنية الإستشعار من البعد التصوير photography ‏(ليس بالمعنى<br />

المعروف المطابق،‏ لأن الصورة الفضائية رقمية digital وليست مطابقة).‏ والتصوير بالأشعة تحت الحمراء<br />

والرادار Radar من طائرة أو قمر صناعى أو مرآبة فضائية<br />

الاستشعار من بعد فى الكشف عن المظاهر والثروات الأرضية،‏ وأحيانا تحت الأرضية وآشف تباينات الغطاء<br />

النباتى،‏ ودرجات التلوث فى البر والبحر،‏ وشكل الاستخدامات الأرضية المختلفة آل ذلك باستخدام أشكالاً‏<br />

متعددة من الأشعة الكهرومغناطيسية.‏ ‏(قاموس د مدحت)‏‎٠‎<br />

،layers ويمكن<br />

infra-red imagery<br />

(١٨٥) نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System (GIS<br />

تقنية حديثة تتيح تخزين ودمج وحفظ واستدعاء وتعديل البيانات المتعددة فى شكل طباقى<br />

آذلك حذف وإضافة معلومات وبيانات مستجدة،‏ أو غير ضرورية،‏ وآذلك دمج طرق تقليدية،‏ مع طرق متقدمة،‏<br />

والحصول على نتائج سريعة من متغيرات متعددة فى وقت قصير للغاية وأصبحت (GIS) لغة العصر حاليا،‏<br />

وخصوصاً‏ فى الدراسات الجغرافية،‏ ومجالات استخدامها وتطبيقاتها بلا حدود.‏ ‏(قاموس د مدحت)‏<br />

نظام تحديد المواقع حول العالم Global positioning system أداة تحدد الإحداثيات الخاصة<br />

بالمواقع على سطح الكرة الأرضية،‏ وتعيين خطوط الطول،‏ ودوائر العرض لكل موقع،‏ وذلك بمساعدة الأقمار<br />

الصناعية.‏ ‏(قاموس د مدحت)‏<br />

اختيار استراتيجى لتحقيق هدف،‏ وتطبيق ذلك لدى الجغرافيين<br />

اتخاذ القرار<br />

يتمثل فى اختيار الموقع الصناعى ومواقع السكن،‏ والهجرة،‏ والاستجابة لمخاطر البيئة وسلوك التسوق<br />

shopping behavior مستخدمين مفهومين من مفاهيم جغرافية المدن،‏ الأول تقليل الحرآة<br />

minimization والثانى الاستفادة من المكان .place utility وقد ارتبط اتخاذ القرار فى البداية بمفهوم<br />

الرجل الاقتصادى economic man أى صاحب القرار الذى يحقق فائدة اقتصادية،‏ وتغير المعيار بعدها<br />

ليرتبط بما يعرف بالإنسان الملبى satisfier الذى يبحث عن حلول مرضية دون أن يكون موهوباً‏ أو مثالياً.‏<br />

وقد عول البعض على مفهوم خاص عند إتخاذ القرار وهو المسمى spatial margins to profitability<br />

بمعنى النقاط الواقعة على مسافة من مرآز النشاط الاقتصادى أو المصنع،‏ وعندها تتساوى الكلفة مع عائد<br />

النشاط،‏ وبالتالى فان تصنيع المنتج بعيداً‏ عن هذه النقاط يحقق خسارة.‏ ونقد البعض ذلك المفهوم بسبب تداخل<br />

عوامل أخرى غير اقتصادية،‏ وغير المسافة،‏ وطبقاً‏ للمفهوم سابق الذآر يتم إختيار موقع النشاط داخل هذه<br />

الحدود أو الحواف margins وليس خارجها وليس بالضرورة عند الموقع المثالى وإتخاذ القرار<br />

له أهمية متعاظمة فى مجال الجغرافيا السلوآية.‏ ويعتمد البعض فى إتخاذ القرار على ما يسمى بالمصفوفة<br />

والأساس النظرى لاتخاذ القرار مبنى على فكرة المخاطرة risk وعدم<br />

التأآد un certainty وما يسمى بنظرية المباراة ،game theory وتطبيق مثل هذه الأفكار لا يزال محدوداً.‏<br />

movement<br />

.optimal<br />

.<br />

dissension making<br />

(١٨٦)<br />

(١٨٧)<br />

السلوآية .Behavioral matrix


ونماذج اتخاذ القرار الأآثر نجاحاً‏ إعتمدت على دراسة الحالة ،case study وفى هذه النماذج إتضح وجود<br />

حافز قوى أو دافع stimulus مثل الطلب الكبير على منتج معين،‏ وتكون إستجابة رجل الاقتصاد هنا هى<br />

التوسع فى الانتاج،‏ ويؤدى ذلك لضرورة إختيار مواقع جديدة لمصانع مستجدة،‏ وما يلزم من قرارات ثانوية<br />

أخرى.‏ ويرى البعض أن الخيارات الشخصية لا يمكن صياغتها فى نموذج نظرى،‏ أو ينقد بعض الباحثين<br />

دراسات إتخاذ القرار من منطلق أنهم يرون أنها قامت على أساس الاستجابة الميكانيكية لدافع أو مثير.‏<br />

والدراسات الأحدث فى هذا المجال تأخذ بعين الاعتبار الفحص النوعى المبنى على آراء الناس أو المستهلكين<br />

وتباين تقييمهم للأمور،‏ ويبدو ذلك فى حالة تباين قرار التسوق فهو عمل روتينى محبب لدى البعض آريه لدى<br />

البعض الآخر ويؤثر فى ذلك تباين الثقافات،‏ لذا فالمسالة ليست مجرد تقليل الحرآة أو المسافة.‏ ‏(قاموس د<br />

مدحت)‏<br />

(١٨٨) ظرية الموقع Location Theory نظرية تحاول أن تفسر أو تتنبأ بموقع الأنشطة الاقتصادية.‏<br />

والنظرية الكلاسيكية تتناول ثلاثة مستويات:‏<br />

موقع مشروع معين.‏<br />

موقع مجموعة من المشروعات تكون فى حالة تنافس مع بعضها البعض.‏<br />

موقع مشروعات منوعة من الأنشطة لأنواع مختلفة من استخدامات الأرض الزراعية،‏ وآل الأنشطة فى حالة<br />

تنافس.‏ ويتضمن المفهوم أيضاً‏ بعض الأبعاد الحديثة مثل الجوانب السلوآية،‏ وأبعاداً‏ إقتصادية أآثر تحديداً‏ مثل<br />

نظرية الموقع الصناعى لفيبر،‏ ونظرية فون ثونين عن الدولة المنعزلة isolated state وبعض المفاهيم،‏ مل<br />

الموقع الأقل آلفة،‏ والموقع الأمثل إلخ.‏ ‏(قاموس د مدحت)‏<br />

‏(الإقليمي)‏ تعبير جغرافى شهير يراد به إدراك التباينات<br />

بين الأقايم على سطح الأرض،‏ ودراسة الطريقة التى تختلف بها الظاهرات وتفسير التباينات بعد اآتشافها.‏<br />

وواآب ذلك التفسير علم الأقاليم chorology أو الجغرافيا الإقليمية التقليدية.‏ ومع تطور علم الجغرافيا<br />

وخصوصاً‏ فى ظل المدخل الموضوعى،‏ بمعنى دراسة موضوع واحد معين،‏ زاد الإهتمام بإدخال الأبعاد الكمية<br />

فى الدراسة الاقليمية،‏ وهجر العديد من الجغرافيين الجغرافيا الاقليمية بمفهومها القديم منذ منتصف الستينات<br />

من القرن الماضى.‏ وفى الثمانينيات من القرن العشرين ظهر التباين الاقليمى مرة أخرى على مسرح الدراسة<br />

الجغرافية من قِبل الجغرافيين الإنسانيين Humanitic Geographers الذين أآدوا على البناء الاجتماعى<br />

رآز هؤلاء أيضاً‏ على ما أصبح يطلق عليه<br />

للمكان<br />

landscape ويعنى ذلك بايجاز مدى تاثير مشاهد الهيئة الأرضية أو اللاندسكيب فى المشاهد،‏ وآيف يكتسب<br />

من هذه المشاهد معان رمزية.‏ إهتم فريق آخر من الجغرافيين المارآسيين بالتباينات الاقليمية والمكانية فى<br />

نوعية الحياة وفى النشاط الاقتصادى،‏ وآيف يتفاوت مستواه،‏ وأطلقوا على ذلك الوضع التنمية غير المتساوية<br />

آذلك،‏ إهتم فريق آخر بالتفاوتات السياسية وخصوصاً‏ فى موضوع الانتخابات<br />

وآيف تتباين آراء الأفراد وبالتالى تختلف أنماط التصويت،‏ والأهم آيف يتم التأثير على الأفراد والجماعات قبل<br />

ومع<br />

وخلال العملية الانتخابية.‏ ومحصلة آل ذلك ظهور تطابقات وتباينات<br />

وهناك من<br />

ظهور هذه الاتجاهات الحديثة فى المجال الاقليمى هُجرت الدراسات الموضوعية<br />

الجغرافيين من يرى ضرورة التوفيق بين آل الاتجاهات<br />

Iconography of<br />

.sameness and difference<br />

.systematic<br />

..<br />

(١٨٩) الاختلاف المكاني Areal differentiation<br />

.social construction of space<br />

spatial analysis<br />

.uneven development<br />

(١٩٠)<br />

تعبير يعني الإجراءات الكمية التي توظف في التحليل الموقعي<br />

التحليل المكاني<br />

locational analysis ويعول آثير من الجغرافيين علي استخدام النماذج الخطية العامة<br />

models في الأمثلة الجغرافية التي يدرسونها،‏ ويستخدم آخرون إجراءات إحصائية أخري مثل الارتباط<br />

general linear<br />

الذاتي المكاني . spatial autocorrelation<br />

(١٩١)<br />

"<br />

بيرنارد فيرانيوس<br />

حاول بناء اطار جديد لمفهوم علم الجغرافيا عندما عرفها بأنها " ذلك القسم من المعرفة الذى يتكون من مزيج<br />

من الرياضيات التى نتمكن بها من وصف الأرض وأقسامها بطريقة آمية " ، اى أنه قد استخدم الرياضيات فى<br />

الوصف " الكمى " !<br />

"<br />

آان منهجه الجغرافى عام/‏ خاص ، فقد قسم الجغرافيا الى قسمين هما:‏<br />

أ الجغرافيا العامة أو العالمية ، وهى ذلك العلم الذى يتناول دراسة الأرض بشكل عام ويصف أقسامها<br />

والظاهرات التى تؤثر فيها باعتبار أن ذلك يرسى القواعد والقوانين العامة المساعدة على دراسة الأقطار<br />

المختلفة ، أى ان الجغرافيا العامة عنده آانت اساسا لدراسة الجغرافيا الاقليمية<br />

ب الجغرافيا الخاصة ، وهى دراسة الأقطار المختلفة ، أى الجغرافيا الاقليمية ، وبهذه الفكرة يكون قد وضع<br />

الاسس الصحيحة ولأول مرة لعناصر الدراسة الجغرافية ، ولمنهجى بحثها العام<br />

systematic والاقليمى<br />

:<br />

٠ regional


ظل مؤلفه عن الجغرافيا العامة "<br />

" geographia generalis<br />

(<br />

)<br />

(<br />

(<br />

)<br />

)<br />

١٧٥٠ م ٠<br />

(١٩٢)<br />

يمثل أهم آتب الجغرافيا فى اوربا حتى عام<br />

ايمانويل آانت<br />

١ أوضح مرآز علم الجغرافيا بوصفها احدى الطرق الثلاث لدراسة الحقيقة وهى<br />

أ العلاقة بين الأشياء المتشابهة العلوم الطبيعية<br />

ب التطور عبر الزمن التاريخ<br />

ج الترتيب فى المكان الجغرافيا<br />

آان فيلسوفا أآثر منه جغرافى ، وقد اعتقد ان الجغرافيا هى أهم الطرق الثلاث السابقة لأنها تنتج عن اتصال<br />

الانسان الاول والمباشر بالحقيقة المعقدة خارج جسمه<br />

وضعت على يديه البذور الاولى لعلم الجغرافيا الحديث عندما قاده اهتمامه آفيلسوف بنظرية المعرفة<br />

وفلسفة العلم الى جمع مادة علمية لمصنف فى الجغرافيا الطبيعية ٠<br />

اختلفت الجغرافيا الطبيعية عنده عما آانت عليه قبله وذلك من ناحيتين هما :<br />

انها لم تعد تضم الجغرافيا الفلكية او الرياضية<br />

وانها أصبحت اساسا لدراسة الجوانب البشرية من الجغرافيا ، اى انها اصبحت تدور حول محور انسانى<br />

١٩٦٦<br />

١٨٧٥)<br />

Penck فى<br />

mathematical<br />

Theoretical geography<br />

Richthofen , F.V.( ١٩٠٥ – ١٨٣٣ )<br />

(١٨٦٠)<br />

(١٨٥٦)<br />

(١٩٠٥ – ١٨٨٦)<br />

(١٨٨٦ – ١٨٨٣)<br />

٠(١٩١٢ – ١٨٧٧)<br />

"<br />

"<br />

"<br />

"<br />

Daves , W.,M.<br />

"<br />

٠ Anthropocentric<br />

(١٩٣)<br />

"<br />

:<br />

وليم بنج<br />

قال بأن الهندسة والحرآة يمتزجان فى ألفة واحدة ، وهما معا يشكلان الأنظمة المكانية أو العلاقات ، وهما<br />

بذلك يلخصان فحوى الحغرافيا الحديثة التى تعنى العلاقات أو الأنظمة المكانية ٠<br />

وهو بالمناسبة اسم آتاب له صدر فى عام<br />

تدين له الجغرافيا النظرية<br />

بجامعة لند Lund بالسويد بالكثير من مفاهيمها،‏ والتى تعتبر ممثلا مهما للجغرافيا الموقعية الحديثة ٠<br />

والثانىتنبؤى<br />

آان يرى ان الجغرافيا هى:‏ علم المواقع وانها تنقسم الى شقين احدهما تطبيقى ‏(اقليمى)‏ ‏(نظرى)‏ يجيب الأول منهما عن السؤال:‏ ماذا يوجد فى المكان من ظاهرات،‏ بينما يجيب الثانى عن سؤال آخر<br />

لماذا يوجد ما يوجد فى المكان من هذه الظاهرات ٠<br />

هو فرديناند ريتشهوفن<br />

وجامعة بون<br />

، عمل في جامعة فينيا حصل على درجة الدآتوراه من جامعة برلين له مؤلف عن الصين يقع<br />

وجامعة برلين<br />

وجامعة ليبزج<br />

في خمس مجلدات ومجلدين اخرين عنها في صورة اطلس<br />

رآز على الجغرافيا الطبيعية وتتلمذ على يديه من حمل لواء الاتجاه الجديد فى العالم مثل ‏"بنك"‏<br />

ونتيجة لذلك ظلت<br />

فى الولايات المتحدة الامريكية ، المانيا ووليام موريس ديفز<br />

الجيمورفولوجيا لفترة طويلة من الزمن هى الميدان الرئيس لعلم الجغرافيا فى هاتين الدولتين ٠<br />

اتسع المحتوى الطبيعى لعلم<br />

ديفز و بنك وتأثيره على تلميذيه بشل بفضل تأثره باستاذه الجغرافيا حتى ضم موضوعات آانت تدخل من قبل فى اطار علوم اخرى ، اذ شملت الجغرافيا آافة العلوم التى<br />

لها ارتباط بالأرض ٠<br />

تناول الجغرافيا البشرية التى آانت تدرس:الانثروبولوجيا واستخدام الارض الزراعى والتجارة تناولها من<br />

حيث علاقتها بأشكال سطح الأرض ٠<br />

آان يرى ان الجغرافيا تدرس اختلاف الظاهرات التى تترابط سببيا فى مناطق سطح الارض وان الهدف<br />

"chorology<br />

٠<br />

:<br />

(١٩٤)<br />

. (١٨٨٣ –<br />

الحقيقى للجغرافيا هو فهم العلاقات السببية بين الظاهرات ٠<br />

ميز بين الدراستين:‏ الاصولية ‏(العامة)‏ والاقليمية ‏(الخاصة)‏ بان الدراسة العامة هى الوصف التفسيرى غير<br />

التحليلى الهادف الى تزويد العلم بمادته ‏"الكوروجرافيا ،"chorography اما الدراسة الخاصة فهى البحث<br />

، وهى الخطوة النهائية<br />

عن العلاقات السببية بين الظاهرات الخاصة باقليم ما ‏"الكورولوجيا<br />

لكونها:‏ الدراسة التفسيرية التحليلية للآقاليم المبنية على الجغرافيا العامة،‏ والفرق بين الجغرافيتين العامة<br />

والخاصة ليس فيما يدرس من موضوعات وانما فى منهج الدراسة الخاص بكل منهما ٠<br />

آان يرى أنه نظرا لعدم تجانس المواد التى تشكل ‏"المحتوى الجغرافى"‏ فان الدراسة فى الجغرافيا العامة يجب<br />

ان تتناول هذه المواد على شكل رتب أو مجموعات ، عددها فى نظره ثلاث مجموعات هى:‏ الظاهرة الطبيعية،‏<br />

الظاهرة البيولوجية ‏(الحيوية)،‏ والظاهرة الانسانية وتتحد العلاقات السببية القائمة بين تلك المجموعات<br />

الثلاث فى الدراسة ‏"الكورولوجية"‏ على شكل دراسة موحدة،‏ تتلخص آراؤه في:‏<br />

أن الجغرافيا هى علم سطح الأرض وليست علم الأرض‎٠‎<br />

ملاحظة ظاهرات سطح الأرض يجب أن تكون على الطبيعة ٠<br />

يمكن دراسة الجغرافيا بالاستفسارات والتحريات التفصيلية للمناطق الصغيرة،‏ وبالمقارنة للمناطق الكبيرة،‏<br />

والدراسة الاولى بنائية ترآيبية والثانية تحليلية


يحظى بأهمية عظيمة حتى أن بعض الباحثين يضعه فى منزلة رتر وهمبولت ، وهو قد جمع أفضل ما فى<br />

أفكارهما ، فقد اتبع خط سير همبولت عندما رآز على العمل الميدانى،‏ مع فارق آبير يتمثل فى ان همبولت<br />

اتجه الى الاصوليات ‏(العموميات)‏ حتى ألف آتابه " الكون ، بينما حصر ‏"ريشهوفن"‏ نفسه فى<br />

دراسة سطح الأرض،‏ آما انه اختلف عن ‏"رتر"‏ فى عدم اعتماده على آتابات ومشاهدات الغير وانما بنى<br />

دراساته على نتائج رحلاته الى مختلف الأقطار<br />

آانت المناقشات المنهجية قبله فى معظمها ترآز على ان الأرض آلها هى ميدان علم الجغرافيا،‏ ورغم ذلك<br />

آانت الابحاث والدراسات الحقيقية لغالبية الجغرافيين آنذاك منحصرة بالفعل فى القشرة الرقيقة من سطح<br />

الارض المظهر الأرضى العام ، general landscape وبناء عليه فان الجغرافيا من الناحية التطبيقية<br />

دراسة العالم آما يظهر على سطح الأرض"‏ ، وقد دافع ريتشهوفن آثيرا عن ضرورة حصر ميدان علم<br />

الجغرافيا فى سطح الارض ٠<br />

(١٩٥) جيرلاند Geerland<br />

استاذ الفرد هتنر ٠<br />

وقال بأن الجغرافيا هى " دراسة الأرض<br />

تبنى مفهوم " علوم الأرض العامة<br />

"<br />

استبعد آل الظاهرات البشرية من الدراسة الجغرافية ٠<br />

آانت أهم الخصائص الفكرية الجغرافية التى دعى اليها آل من رتر و همبولت وأيدها آل من راتزل وفيدال دى<br />

لابلاش هى فكر الوحدة فى الجغرافيا ، بمعنى عدم الفصل بين جانبيها الطبيعى والبشرى ، وقد عارض جيرلاند<br />

هذه الفكرة ، ولذلك فهو يعتبر أحد دعاة " الانشقاق الجغرافى"‏ فالارض فى نظره ليست آلا عضويا ولا نظاما<br />

آليا ، ولكنها عبارة عن مرآب من المواد العضوية فى حالة تغير ، مرتبط ببعضه ارتباطا قويا ومتصل بقوى<br />

عديدة متنوعة ، رغم تأثرها بعوامل خارجية أهما الشمس‎٠‎<br />

آان يرى ان الجغرافيا البشرية ليست علما بالمفهوم الصحيح لأنها تتعامل مع الامكانات ولا تستند الى<br />

استدلالات محددة وقوانين مؤآدة ، وبفهومه هذا يكون من اختصاص الجغرافيا آموضوع دراسة الأرض<br />

بحيث تشمل آل ما آانت تدرسه علوم اخرى مع الجغرافيا ، آعلم الطبيعة وعلم الجيولوجيا ٠<br />

من اشد المتحمسين لتعريف الجغرافيا بأنها علم آوآب الأرض ، وربما آان يهدف من هذا اساسا الى ادخال<br />

الجغرافيا ضمن العلوم الطبيعية لتأآيد علميتها وانقاذها من الاستغراق فى الجوانب الوصفية التى سادتها لفترة<br />

زمنية طويلة من الزمن<br />

بيير لوبلاى<br />

عالم اجتماع بين أن مكونات المجتمع هى:‏ المكان،‏ الناس،‏ والعمل،‏ والمكان يحدد نوع العمل ، والعمل يحدد<br />

التنظيم الاجتماعى‎٠‎<br />

بول فيدال دى لابلاش<br />

حصل على درجة الدآتوراه من جامعة باريس ، وعمل في جامعة نانسى<br />

وتقاعد<br />

وفي جامعة باريس<br />

، وفي المدرسة العليا<br />

ولكنه استمر في التدريس بعض الوقت حتى ١٩١٤)، له آتابات عديدة عن دول اوروبا وعن فرنسا<br />

، ويعد ابو المدرسة الفرنسية الجغرافية وله آتاب اسس الجغرافية البشرية<br />

المدرسة الامكانية Possibilism فى فرنسا ليقابل بها دعاة الحتمية فى المانيا،‏ وآان الانسان فى نظره عامل<br />

جغرافى geographical factor يسهم بنصيب آبير فى تعديل سطح الأرض وتغييره ، أما مهمة الجغرافيا<br />

فهى دراسة مظاهر المكان المتغيرة من زمن الى آخر بسبب التأثيرات البشرية المتوالية،‏ واظهار ما يقوم به<br />

الانسان من جهد لتهيئة البيئة لسد حاجاته عن طريق التلاؤم معها ، فالبيئة لم تعد مظهرا ارضيا طبيعيا فقط<br />

physical / natural landscape بل مظهر ارضى حضارى cultural هو فى الواقع موضوع علم<br />

" Cosmos<br />

"<br />

Allgemeine Erdkunde<br />

Vidal de la Blache , Paul Marie Joseph (١٩١٨-١٨٤٥)<br />

– ١٨٧٢) Nancy<br />

(١٨٧٢)<br />

(١٩٠٩ ) (١٩١٤ – ١٨٩٨ )<br />

(١٨٩٨ – ١٨٧٧)<br />

)<br />

) ١٩٢٢ ،( انشأ<br />

Leplay ,p.<br />

آانت "<br />

(١٩٦)<br />

(١٩٧)<br />

(١٨٧٧<br />

(١٩٠٣)<br />

الجغرافيا ٠<br />

Demangeon , Albert ( ١٩٤٠ – ١٨٧٢ )<br />

(١٩٨)<br />

(١٩١١ – ١٩٠٤)<br />

(١٩٠٥)<br />

(١٩٤٠ – ١٩١١)<br />

:<br />

ألبرت ديمانجيون<br />

وفي جامعة<br />

وعمل في جامعة ليل<br />

حصل على درجة الدآتوراه من جامعة باريس له دراسات عن أقاليم فرنسا ودراسة عن الجزر البريطانية بالفرنسية<br />

باريس<br />

وآتاب في مشكلات الجغرافيا البشرية (١٩٤٢)، ودراسة في مجلدين عن فرنسا عن الوجهة الاقتصادية<br />

وهو من رواد المدرسة الجغرافية الفرنسية.‏ ‏(قاموس د‎٠‎ مدحت)‏‎٠‎<br />

والبشرية<br />

لفورد ماآندر<br />

حصل على درجة البكالوريوس من جامعة أوآسفورد (١٨٨٤)، عمل في الجامعة نفسها<br />

مديرا لها.‏ وألف آتابا عن<br />

وفي آلية لندن للاقتصاد<br />

وجامعة ريدنج<br />

وهو<br />

وآخر عن الدنمرك بريطانيا والبحار البريطانية،‏ وله آتاب بعنوان<br />

مشهور بنظريته عن قلب العالم Heart land theory في الجغرافيا السياسية وهي الأراضى الغنية<br />

(١٩٢٧)<br />

،(١٩٠٥ – ١٨٨٧)<br />

" ( ١٩١٩ )<br />

(١٩٤٨ – ١٩٤٦)<br />

Mackinder Halford John ( ١٩٧٤ – ١٨٦١ )<br />

(١٩٢٥ –١٨٩٥)<br />

“ الراين " (١٩٠٨)<br />

(١٩٠٣ – ١٨٩٢)<br />

(١٩٩)


المنخفضة ‏(أوراسيا)‏ والتى تكون قلباً‏ أو منطقة محورية ،pivot والنظرية تقول بأن من يسيطر على قلب<br />

العالم أو ما أسماه بجزيرة العالم أى المنطقة اليابسة وليست البحرية سيكون مؤهلا للسيطرة على العالم.‏ ورغم<br />

أن المنطقة المختارة هذه داخلية فى صرفها،‏ وأطرافها الشمالية يكسوها الجليد،‏ إلا أنها تضمن آفاية ذاتية من<br />

الغذاء،‏ والسلع الأولية.‏<br />

أندرو جون هربرتسون<br />

له مؤلف<br />

حصل على الدآتوراه (١٨٩٨ )، وعمل في جامعة أآسفورد<br />

نشر مقاله عن الأقاليم الطبيعية الرئيسة في دورية<br />

وريس دافيز<br />

حصل على ماجستير في الهندسة من جامعة آمبريدج (١٨٧٠) عمل في جامعة هارفارد<br />

و مشكلة الشعاب<br />

له مؤلفات مثل:‏ أسس الجغرافيا الطبيعية<br />

المرجانية وهو من رواد علم الجغرافيا واهتم بالجوانب الطبيعية لها.‏ ووضع نظرية دورة التعرية‎٠‎<br />

Cycle of erosion وهو تعبير أدخله ليصف به تحول منطقة مرتفعة إلى مناطق سهلية أو مسطحة،‏ وتطور<br />

المظاهر المورفولوجية المرتبطة بكل مرحلة من مراحل هذا التحول.‏<br />

Herbertson , Andrew . J. ( ١٩١٥ – ١٨٦٥ )<br />

Man and his .( ١٩١٥ - ١٨٩٩ )<br />

.(١٩٠٥) Geog. Journal<br />

Davis , William Moris (١٩٣٤ – ١٨٥٠)<br />

.(١٩١٢ – ١٨٧٨)<br />

) ١٩٠٢ ،( ومقالات جغرافية ) ١٩٠٩ (<br />

(٢٠٠)<br />

. (١٨٩٩ ) work<br />

(٢٠١)<br />

(١٩٢)<br />

(٢٠٢) الكمية Quantitative revolution<br />

.<br />

مدخل خاص بحرآة شهيرة فى علم الجغرافيا شملت الدراسات الجغرافية فى خمسينيات وسيتينيات القرن<br />

الماضى،‏ ويتعلق المدخل بالإحصاءات والطرق الرياضية والبحث العلمى الجغرافى،‏ آأسلوب حديث فى ذلك<br />

الوقت وشمل ذلك إستخدام النماذج المفسرة،‏ وتحليلات الإنحدار والإرتباط والتباين الخ،‏ وآل ذلك من اجل<br />

الوصول إلى نظم موضوعية للتصنيف،‏ ولنظريات التظيم المكانى.‏ وتعد الثورة الكمية تحولاً‏ راديكالياً‏ فى روح<br />

وغرض الجغرافيا ، spirit & purpose وآان ذلك فى العالم الغربى الأنجلو أمريكى،‏ وحلت الإتجاهات<br />

الكمية محل إتجاهات تقليدية شائعة آنذاك يطلق عليها تعبير idiographic أى البحث عن الفريد والمتميز<br />

uniqueوالخاصparticular فى مقابل العام والعالمى ،nomothetic والإهتمام بالتباين الأرضى<br />

ومع ذلك،‏ تعرضت الحرآة للنقد من قبل البعض من منطلق عدم الاقتصار على الإحصاء<br />

والرياضيات بل تعدت ذلك إلى صياغة النظريات،‏ وبناء النماذج الخاصة بالتنظيم المكانى،وأيضاً‏ وجدها<br />

البعض تطورية وليست ثورية evolutionary not revolutionary<br />

(٢٠٣) ستيج تورستن ايريك هاجر ستراند<br />

ألف آتابه<br />

حصل على الدآتوراه من جامعة لوند Lund في السويد وعمل بها<br />

وألف آتابا آخر<br />

انتشار موجات التجديد والابتكار.‏ "<br />

عن الهجرة وآتاب ترجم بواسطة برد .A Pred بعنوان انتشار الأفكار الجديدة آعملية مكانية<br />

وهو من اشهر الجغرافيين في العالم لدوره في تطوير عملية الانتشار.‏<br />

بريان جولوبلى برى<br />

جغرافي شهير حصل على درجة الدآتوراه من جامعة واشنطن (١٩٥٨)، عمل في جامعة شيكاغو<br />

١٩٧٦)، وفي جامعة هارفارد – ١٩٨١)، وفي جامعة آارنيجى<br />

جامعة تكساس في مدينة دالاس منذ وله مؤلفات في جغرافية مراآز التسوق وتوزيع تجارة التجزئة<br />

(١٩٦٧)، ومؤلفات عن العواقب البشرية للتحضر وعن الإيكولوجيا الحضرية المعاصرة بالاشتراك<br />

مع الجغرافي " آاسارادا " (١٩٧٧)، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى تناولت طبيعة التغير في الأفكار الجغرافية<br />

وقد أضافت آتاباته إلى تطوير علم الجغرافيا.‏<br />

اعتبر المنهجين:‏ الموضوعى systematic أو العام،‏ والاقليمى regional أو الخاص طرفين متناقضين فى<br />

الدراسة الجغرافية ٠<br />

قال بأن الجغرافيين يتميزون عن غيرهم ليس فقط بالظاهرات التى يدرسونها ، وانما بالمفاهيم والعمليات التى<br />

يرآزون عليها ٠<br />

Areal<br />

..<br />

) ‎١٩١٦‎‎٢٠٠٤‎ ( S.T.E. Hagerstrand ,<br />

(١٩٥٢) .(١٩٨٢ – ١٩٥٣)<br />

. Propagation of Innovation waves<br />

– ١٩٥٨)<br />

– ميلون ١٩٨١) – ،(١٩٨٦ وفي<br />

(١٩٥٧ – ١٩٥٥)<br />

Berry , Brian , J.<br />

(١٩٦٩)<br />

(١٩٧٣)<br />

(<br />

- ١٩٣٤ )<br />

١٩٧٦)<br />

(١٩٨٦)<br />

. differentiation<br />

(١٩٥٧)<br />

الشهير "<br />

(١٩٦٧)<br />

(٢٠٤)<br />

.(١٩٧٨)<br />

(٢٠٥) بيتر هاجت Haggett , Peter<br />

( ١٩٣٣ )<br />

.(١٩٦٦ – ١٩٥٧)<br />

(١٩٦٥)<br />

(١٩٨١) Diffusion<br />

.(١٩٨٦)<br />

عمل في جامعة لندن<br />

حصل على الدآتوراه من جامعة آمبريدج ولد له مؤلف بعنوان التحليل<br />

وفي جامعة برستول منذ وفي جامعة آمبريدج<br />

والانتشار المكاني<br />

والجغرافيا ترآيبة جديدة الموقعى في الجغرافيا البشرية ومؤلف بعنوان المظاهر المكانية للأوبئة Spatial Aspects of Epidemics<br />

قال بأن الاهتمام بالموقع والتوزيع هو سمة الكتابة الجغرافية وخرج بأفكار مهمة حول تنظيم<br />

الحرآة<br />

نماذج المواقع فى الجغرافيا البشرية،‏ واستخدم عناصر خمسة فى تحليلاته الجغرافية هى:‏ ، nodes الهيرارآية أو التسلسل الهرمى<br />

، وهذه العناصر تشكل القاعدة الصلبة لذلك الجزء من علم الجغرافيا المهتم ببناء<br />

والسطوح النظريات‎٠‎<br />

Spatial<br />

، heirarchy "<br />

(١٩٧٦)<br />

(١٩٧٢)<br />

، movement الشبكات ، networks العقد<br />

surfaces


Chorley , Richard , J.<br />

(٢٠٦)<br />

(١٩٤٧)<br />

١٩٥٤)، وفي جامعة برون (١٩٥٢ Brown<br />

ريتشارد جون شورلي<br />

ولد ) ١٩٢٧ ( حصل على دآتوراه العلوم من جامعة آمبريدج وعمل في جامعة آولومبيا<br />

– ١٩٥٤)، وفي جامعة آمبريدج منذ له مؤلف<br />

بالاشتراك بعنوان " تاريخ دراسة أشكال سطح الأرض"‏ وهو في مجلدين صدرا في سنة وفي<br />

ومؤلف آخر بعنوان Frontiers In Geographical teaching مع الجغرافي الشهير هاجت<br />

صدر ومؤلف آخر صدر بعنوان الجيومورفولوجيا.‏<br />

الجغرافية التطبيقية<br />

تطبيق المعلومات والمعرفة الجغرافية والنظريات والنماذج والمفاهيم المتنوعة على إتخاذ القرارات وحلول<br />

المشكلات المختلفة.‏ ويشمل ذلك عمل المسوح الجغرافية ورسم العديد من الخرائط والخطط،‏ وعلى سبيل المثال<br />

يعد التخطيط الحضرى أو الإقليمى نوعاً‏ من الجغرافية التطبيقية وأحد التعريفات الجغرافية التطبيقية،‏ مدى<br />

تطابق البرامج الاستراتيجية المطبقة فى دراسة جغرافية أو تخطيطية معينة،‏ مع معايير متفق عليها.‏<br />

وليام لويس جاريسون<br />

ولد ) ١٩٢٤ )، حصل على الدآتوراه من جامعة نورث ويسترن عام (١٩٥٠) عمل في جامعة واشنطن بين<br />

وجامعة اللينوى في شيكاغو<br />

وجامعة نورث وسترن<br />

عامي<br />

وجامعة بيرآلى بكاليفورنيا من مؤلفاته تحليل شبكات<br />

وجامعة بتسبرج<br />

دراسة<br />

الطرق السريعة والترآيب المكاني للاقتصاد وهى مقالة نشرت في دورية<br />

بعنوان قيم العلم الاقليمى نشرت<br />

العملية<br />

تعبير مهم وشائع فى مجال البحث الجغرافى ، رغم ندرة شيوعه قبل عقد الستينيات من القرن الماضى ويعنى<br />

نتائج أحداث أو أفعال تنتج أو تعيد إنتاج أو تغير نظاماً‏ أو بنية معينة ويرى الجغرافى<br />

المعيارى بين التنظيم المكانى<br />

وهو فيلسوف ألمانى له<br />

من الأفكار " الكانتية " Kantialism ، نسبة لعمناويل آانت<br />

أفكار عديدة بالنسبة للميتافيزيقا والغيبيات آان يرى ويؤآد أن الطبيعة المطلقة للحقيقة<br />

of reality لا يمكن إدراآها عن طريق العقل البشرى،‏ وأن العقل يقوم بإدراآها في ظل ظروف خاصة<br />

وترتيبات معينة يضيفها إلى الشئ المدركمكوناً‏ فئات معرفية ، categories وقد رفض آانت الفلسفة<br />

الوضعية positivism باعتبار أن التجريبية empiricism خام وغير ناضجة ، وفى الجوانب الأخلاقية،‏ آان<br />

يرى أن وجود قانون أخلاقى صادق،‏ من خلاله يمكن إختيار قيم أخلاقية معينة يمكن إدراآه عن طريق الإلزام،‏<br />

والكانتيه فلسفة وضعها آانت من خلال فكرته عن طبيعة الجغرافيا وعن موقعها من العلم،‏ وأدى ذلك إلى<br />

معارضة واسعة لدى الجغرافيين،‏ وفى رأى آانت أن المعرفة تصنف إلى معرفة منطقية،‏ ومعرفة فيزيقية<br />

‏(طبيعية)،‏ وهناك تفصيلات عديدة بشأن ذلك،‏ ومن خلال أفكاره عن الجغرافيا الطبيعية والنقد الذى وجه له،‏<br />

وما أبدعه فيما يتعلق بنقد السبب الخالص.‏ وعن بنية التفكير والنظرة الذاتية subjective للمجال أو الحيز.‏<br />

الإدراك ‏(التصور)‏ البيئى<br />

الطرق التى من خلالها يشكل الأفراد رؤاهم وصورهم الخاصة عن الأماآن،‏ وآيف تؤثر هذه الصور الذاتية<br />

المكتسبة عن البيئة فى إتخاذهم لقراراتهم.‏ ويستخدم التعبير آثيرا فى جغرافية الجريمة،‏ بخصوص تصور<br />

السكان عن مستوى الإجرام فى أحياء مدينتهم إعتماداً‏ على الخريطة الذهنية Metal map لكل فرد من<br />

القاطنين فيها.‏<br />

– ١٩٥٢)<br />

(١٩٥٨)<br />

(١٩٦٤)<br />

(١٩٨٤)<br />

Applied Geography<br />

Garrison , Williem Louis<br />

(١٩٧٣)<br />

(١٩٦٩)<br />

(٢٠٧)<br />

(٢٠٨)<br />

– ١٩٦٧)<br />

(١٩٦٧ – ١٩٦٠)<br />

(١٩٦٠ – ١٩٥٠)<br />

(١٩٧٣)<br />

(١٩٧٣ – ١٩٦٩)<br />

(١٩٦٩<br />

AAAG. ، وله<br />

(١٩٥٨)<br />

٠ (١٩٥٩)<br />

Process (٢٠٩)<br />

.<br />

، J.Blaut أن التمييز<br />

.<br />

Spatial structure والعمليات الزمانية ، temporal processes مستقى<br />

.(١٨٠٤ – ١٧٢٤)<br />

ultimate nature<br />

.<br />

Environmental perception<br />

)<br />

(٢١٠)<br />

(٢١١) النموذج Model<br />

تمثيل جيد للطبيعة،‏ أو للحقيقة،‏ يجرى بناؤه لعرض أهم مكوناته وخصائصه ويرآز النموذج المكانى على<br />

البعد الجغرافى من العالم الحقيقى،‏ ومن ذلك نموذج فون ثونين الذى يفسر أنماط المواقع الزراعية بالنسبة<br />

لاقتصاد تجارى يبحث عن المنفعة ‏.وهو النموذج الكلاسيكي المعبر عن موقع النشاط الزراعي والمقابل<br />

لنموذج الموقع الصناعي لفيبر.‏ والنموذج مستقى من العمل الخاص بصاحبه ، J.H.thunen وهو نموذج<br />

حتمي يمثل ما هو تنبؤى بمعنى البحث عن وضع أفضل من القائم حالياً‏ ، وهو يفسر مواقع الأنشطة الزراعية<br />

في ظل اقتصاد تجارى يبحث عن الربح ، ويوضح أن تتابع الأنشطة الزراعية يخضع لعملية<br />

مكانية تضع آل نشاط زراعي في شكل حلقي حول مرآز " الدولة المنعزلة " التى افترضها ثونين أي حول<br />

السوق وقد وضع النموذج الأصلي وفى النموذج سوق وحيدة يحدد أسعار آل السلع الزراعية،‏<br />

ويحيط بالسوق أراضى زراعية ذات خصوبة متساوية،‏ وتزيد أسعار النقل بالبعد عن المرآز أو السوق بنفس<br />

المعدل في آافة الاتجاهات،‏ والمشكلة تكمن في تحديد المحصول المثالي ونظام الزراعة الأمثل بالنظر لسعر<br />

ما أسماه الريع الإقتصادى<br />

السوق من ناحية وآلفة نقل المنتج للسوق من ناحية أخرى.‏<br />

economic rent أو ريع الأرض ،Land rent وعلى ذلك فالفلاح سيقدم على الإنتاج الذي يحقق أعلى ريع<br />

من الأرض،‏ وهذا الريع هو استجابة ومحصلة لكلفة الإنتاج لكل وحدة مساحية من الأرض المزروعة بمحصول<br />

Process تنافسية<br />

وابتدع " ثونين "<br />

.(١٨٢٦ )<br />

.


معين،‏ وأيضا استجابة لسعر السوق ،market price ولتكلفة النقل لكل وحدة مسافة بالنسبة لكل وحدة<br />

محصولية،‏ ولإنتاجية المحصول Crop Yield لكل وحدة من الأرض،‏ وأيضا للمسافة بين المزرعة والسوق.‏<br />

وتبعاً‏ لفروض " فإنه مع طول المسافة عن السوق،‏ وزيادة تكلفة النقل،‏ فإن العائد الصافي يقل حتى<br />

الوصول إلى تساوى العوائد المتحصلة مع تكاليف النقل،‏ وهنا يكون ريع الأرض صفراً،‏ وفى حالة زراعة<br />

محصول واحد فإن آثافة الإنتاج ،Intensity of production تقل مع زيادة المسافة بعداً‏ عن السوق،‏ وهو<br />

ما يسمى في نموذج " theory ،Intensity ولكن الأآثر شيوعاً‏ زراعة أآثر من محصول،‏ وهو ما<br />

يسمى ،Crop theory ويؤخذ في الاعتبار حجم المحصول وسرعة فساده .perishability وفى هذه الحالة<br />

فالمحصول الذي يوفر تكاليف النقل يكون قريباً‏ من السوق،‏ ويكون هذا المحصول مغلا لأآبر عائد متحصل من<br />

الأرض،‏ أما المحاصيل التى تتكلف أقل النقل،‏ فإنها تكون على مسافات أبعد،‏ وينتج عن ذلك الأمر تتابع النمط<br />

الحلقي للمناطق المزروعة بمحاصيل معينة في شكل نمط نطاقي حلقي .Zonal pattern وقد جرت تعديلات<br />

آثيرة للنموذج أخذت في اعتبارها اختلاف خصوبة الأرض وتطور نظم وتقنيات النقل وحفظ الأغذية.‏ وعموماً،‏<br />

فقد أذآت أفكار " ثونين"‏ البحث العلمي واستخدامات الأرض الزراعية المثلي على مستوى العالم آكل،‏ وحتى<br />

مستوى المزرعة المنفردة،‏ وقد نُقد النموذج نقداً‏ قاسياً‏ لإهماله بعض الجوانب والعوامل السلوآية والشخصية<br />

وحجم المزارع،‏ وأيضاً‏ باعتباره نموذجاً‏ جامداً‏<br />

رونالد أبلر<br />

جغرافي أمريكي ولد عام ‎١٩٣٨‎‏،حصل علي الدرجة الجامعية الأولي في الجغرافيا من جامعة مينسو ١٩٦٣<br />

وعلي درجة الماجستير من جامعة مينسوتا ‎١٩٦٦‎‏.وعلي درجة الدآتوراه من الجامعة ‎١٩٨٦‎‏.عمل في قسم<br />

الجغرافيا بجامعة ولاية بنسلفانيا ‏،ورئيساً‏ للقسم في الجامعة ذاتها في نهاية سبعينيات القرن الماضي،‏<br />

والدآتور أبلر متعدد الاهتمامات الأآاديمية،‏ فقد اهتم في البداية بالجغرافيا الكلاسيكية وتاريخ علم الجغرافيا<br />

بوجه عام،‏ ثم تحول الي الاهتمام بمنطقة من التخصص الجغرافي في غاية الأهمية هي جغرافية<br />

بالاضافة الجوانب الكارتوجرافية المتقدمة<br />

الاتصالات<br />

cartography وله فيها بحوث رائدة.وفي مجال البحث العلمي والهيئات العلمية عمل طويلا آمدير تنفيذي<br />

لرابطة الجغرافيين الأمريكيين A.A.G قبل أن يضطلع بمهام مماثلة في الاتحاد الجغرافي الدولي<br />

ويشرف علي المؤتمرين الذين عقدهما الاتحاد المذآور.آما آان عليه الحال في المؤتمرين الأخيرين الذين عقدا<br />

في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا وجلاسجو بالمملكة المتحدة ‏(‏‎٢٠٠٤‎‏).ومن أهم أعمال د‎٠‎ أبلر<br />

الكتاب الشهير الذي ألفه بالاشتراك مع بيتر جولد وآدمز عام ١٩٧١ بعنوان ‏"التنظيم المكاني"‏<br />

ألف أطلساً‏ مهماً‏ عن أآبر ٢٠ مدينة في الولايات المتحدة.وقد رأس في نهايات القرن<br />

العشرين واحدة من أآبر المؤسسات العلمية في U.S.A التي تتسم بالطابع البيني interdisciplinary<br />

وليس المختص في فرع واحد من العلم.ولا يزال د‎٠‎أبلر نشيطاً‏ في مجال البحث العلمي والتنسيق بين أعضاء<br />

الجمعيات الجغرافية في العالم من خلال موقعه ومنصبه الرفيع في الاتحاد الجغرافي الدولي‎٠‎<br />

الترآيبة البنائية<br />

مجموعة مبادئ تستخدم في بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية اشتقت أصلا من الفلسفة اللغوية ويعني ذلك<br />

الخوض فيما وراء ما هو ظاهر ومرئي،‏ بحثا عن آنه الظاهرة ومكوناتها والمسئولية عن المجموعة المكونة<br />

لها في صورة عناصر متشابكة ومترابطة والقادرة في ذات الوقت علي تعديل الظواهر وتشكيلها‎٠‎<br />

(٢١٤) عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية رسائل<br />

جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية الكويت سبتمبر ٢٠٠٥ ص ٠ ٢١<br />

دافيد هارفي<br />

ولد (١٩٣٥). حصل على الدآتوراه من جامعة آمبريدج (١٩٦١)، عمل في جامعة برستول<br />

من مؤلفاته<br />

وجامعة جونز هوبكنز<br />

(١٩٧٨)، وله أيضا آتاب العدالة الاجتماعية والمدينة<br />

(١٩٧٨)، وله مؤلفات عديدة في مجال جغرافية الحضر بفروعها المختلفة.‏<br />

(٢١٥) جمال حمدان شخصية مصر ج‎١‎ عالم الكتب القاهرة ١٩٨٠ ص ٠ ١٢<br />

الحيز أو المجال في إطار آون الجغرافيا علم مكانى يمكن التفريق بين الحيز المطلق<br />

والحيز النسبى والأول موضوعى يتفق والحقائق التى لا يختلف عليها<br />

احتمالى يختلف من وقت لآخر،‏<br />

الجميع مثل ظاهرات سطح الأرض،‏ والثانى مفهوم ادراآى<br />

محمد مدحت جابر الجغرافيا البشرية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٢٠٠٤ ص ٠ ١٣<br />

المكان مفهوم يشير إلى موقع،‏ ولكن بصفة خاصة للقيم المتصلة بهذا الموقع.‏ والمكان قد<br />

يكون مميزاً‏ للبعض وغير مميز للآخرين.‏ وقد ابرز الجغرافيون البشريون ما يعرف بالحس المكانى أو<br />

فى سبعينيات القرن العشرين فى ظل المداخل الإنسانية والظاهراتية<br />

الإحساس بالمكان<br />

آالمزارات الدينية<br />

‏(راجع مداخل الجغرافيا البشرية)‏ وهناك ما يعرف بالأماآن المقدسة<br />

advanced<br />

I.G.U<br />

Spatial<br />

– ١٩٦١)<br />

Explanation<br />

Sacred Spaces<br />

ثونين "<br />

Abler, Ronald<br />

ثونين "<br />

geog. of communications<br />

(٢٠٠٠)<br />

structuralism<br />

Harvey , David<br />

(٢١٢)<br />

،Organization آما<br />

(٢١٣)<br />

(٣٠٤)<br />

(٢١٤)<br />

١٩٦٩) – ،(١٩٨٦ وجامعة أآسفورد (١٩٨٧)<br />

(١٩٦٩<br />

(١٩٦٩)، in Geography ظهرت طبعته الرابعة<br />

،(١٩٧٣)<br />

objective<br />

perceptual<br />

:Space<br />

relative<br />

.Place<br />

Sense of place<br />

(٢١٦)<br />

absolute<br />

(٢١٧)


والمقدسة لدى أتباع الديانات المختلفة.‏ ويرتبط بذلك فى الجغرافيا تعبير Placelessness للإشارة إلى الهيئات<br />

الأرضية ‏"اللاندسكيب"‏ التى تبدو نسبياً‏ متجانسة وروتينية وقياسية والأمثلة على ذلك المناطق التجارية فى<br />

وقد أدخل الجغرافى<br />

المدن والمناطق السياحية الشهيرة والضواحى الأمريكية<br />

المتأثر بالمدخل الانسانى تعبير التوبوفوليا Topophilia والذى يعنى ‏"حب المكان"‏ فى الجغرافيا البشرية<br />

ويعنى الروابط العاطفية ‏"خصوصاً‏ الإيجابية"‏ بين الإنسان وبيئة معينة.‏ والتعبير على نقيض تعبير آخر هو<br />

التوبوفوبيا Top phobia ويعنى آراهية مكان ما يثير لدى الفرد الخوف أو الألم ومشاعر القلق.‏ وهذا مفهوم<br />

مهم فى دراسات الجغرافيا البشرية،‏ المصدر السابق ص ٠ ١٤<br />

فتحي محمد مصيلحي مناهج البحث الجغرافي ط‎٢‎ ص الظاهراتية<br />

Phenomenalism نظرية تقتصر على الظاهرات فقط ، باعتبارها الأشياء الوحيدة الممكن إدراآها ومعرفتها<br />

، وأن أى شئ آخر إما غير موجود ، أو يصعب إدراآه من خلال العقل البشرى ويبحث العلم الخاص بالظواهر<br />

فى وصفها وتصنيفها ، ويعنى التعبير أيضاً‏ الدراسة الفلسفية لتطور العقل ، ومن معانى المصطلح الوصف<br />

العلمى للظاهرة الواقعية ، مع تجنب آل تقييم أو شرح أو تأويل ‏(قاموس د‎٠‎ مدحت)‏‎٠‎<br />

محمد الخزامي عزيز نظم المعلومات الجغرافية ط‎٢‎ منشأة المعارف الاسكندرية ٢٠٠٠ ص<br />

مفهوم يعني محاولة حل المشكلات الرياضية والإحصائية الخاصة<br />

المحاآاة<br />

، أو عمل توزيع تكراري تجريبي<br />

بموضوع معين.‏ ويعني التعبير إما نمذجة العالم الواقعي<br />

empirical frequent distribution يعتمد علي اختبار دلالة الأهمية significance test وتستخدم<br />

وغيرها من الأساليب<br />

نماذج المحاآاة،‏ وتعتمد علي نماذج مثل إجراءات آارلومونتي<br />

المستخدمة في المحاآاة.‏<br />

(٢٢١) سامر الجودي مبادئ نظام المعلومات الجغرافية <br />

Tuan<br />

، و<br />

٥٩<br />

(Norton, 2002, 45)<br />

٢٠٠١<br />

.<br />

Carlomonte<br />

real world<br />

http://www.cadmagazine.net/pcmagazine/view.phpid=18<br />

Simulation<br />

(٢١٨)<br />

(٢١٩)<br />

(٢٢٠) ٥٩<br />

(٢٢٢)<br />

(٢٢٣)<br />

المرجع السابق‎٠‎<br />

محمد الخزامي عزيز مرج سبق ذآره ص<br />

(٢٢٤) سامر الجودي مرج سبق ذآره‎٠‎<br />

٠٢١


المصادر<br />

.١<br />

.٢<br />

احمد على إسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ‎٧‎ دار الثقافة للنشر والتوزيع <br />

القاهرة ‎١٩٨٩‎<br />

============ دراسات في جغرافية المدن ط ٣ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة <br />

٠ ١٩٨٥<br />

.٣<br />

.٤<br />

.٥<br />

.٦<br />

.٧<br />

.٨<br />

.٩<br />

احمد محمد عبد العال الأبعاد المكانية للخصائص الوظيفية للمدن المصرية مكتبة النهضة المصرية<br />

القاهرة ‎١٩٩٠‎ ٠<br />

============= المدن الجديدة والتنمية الإقليمية في مصر المجلة العلمية لكلية الآداب<br />

جامعة المنيا المجلد العاشر يونيو ٠ ١٩٩٢<br />

============= جغرافية التنمية‎٠٠‎مفهومها وأبعادها المجلة العلمية لكلية الآداب جامعة<br />

المنيا مجلد ٩ ٠ ١٩٩١<br />

============= أقطاب ومراآز النمو بين النظرية والتطبيق المجلة الجغرافية العربية <br />

الجمعية الجغرافية المصرية العدد الثاني والأربعون الجزء الثاني ٠ ٢٠٠٣<br />

============= وظائف المدن المصرية‎٠٠‎تصنيف وظيفي مقترح مكتبة النهضة المصرية<br />

القاهرة ٠ ١٩٨٩<br />

إغناطيوس يوليانوفيتش آراتشكوفسكى تاريخ الأدب الجغرافيّ‏ العربيّ‏ الإدارة الثقافية بجامعة<br />

القاهرة ج‎١‎ القاهرة ٠ ١٩٦٣<br />

ت‎٠‎و‎٠‎فريمان الجغرافيا في مائة عام ترجمة عبد العزيز طريح شرف آفاق عربية بغداد <br />

بدون تاريخ<br />

ج.‏ ‎٠‎ر‎٠‎آرون أعلام الجغرافيا الحديثة ترجمة شاآر خصباك دار المعارف ط‎١‎ القاهرة <br />

:<br />

:<br />

:<br />

٠<br />

٠ ١٩٦٤<br />

١٠<br />

١١<br />

ج.‏ ‎٠‎م‎٠‎موغى المدخل في دراسة الجغرافيا ترجمة شاآر خصباك ط‎١‎ الدار القومية للطباعة<br />

والنشر القاهرة ٠ ١٩٦٤<br />

١٢. جمال حمدان جغرافية المدن ط‎٢‎ عالم الكتب القاهرة ٠ ١٩٧٧<br />

١٣.======== شخصية مصر الجزء الأول عالم الكتب القاهرة ٠١٩٨٠<br />

١٤.======== نحو مدرسة عربيّة في الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ٠ ١٩٦٤<br />

١٥.======== هذه الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ٠ ١٩٥٧<br />

١٦. جورج تاتهام الجغرافيا في القرن التاسع عشر في جريفث تيلور ‏"محرر"‏ الجغرافيا في القرن<br />

العشرين ترجمة محمد السيد غلاب و محمد مرسى أبو الليل ج‎١‎ الهيئة المصرية العامة للكتاب<br />

القاهرة ٠ ١٩٧٤<br />

١٧. حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثاني العدد الثاني يوليو سبتمبر<br />

الكويت ٠ ١٩٧١<br />

١٨. روجر منشل تطور الجغرافيا الحديثة ترجمة محمد السيد غلاب ودولت صادق ط‎١‎ مكتبة<br />

الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٨٣<br />

١٩. ريتشارد هارتشورن نظرة في طبيعة الجغرافيا ترجمة عبد العزيز آل الشيخ وعيسى موسى<br />

الشاعر دار المريخ الرياض ٠ ١٩٨٨<br />

٢٠. رينيه آلوزييه تطور الفكر الجغرافي ترجمة : عبد الرحمن حميدة دار الفكر دمشق ٠ ١٩٨٢<br />

‎٠.٢١‎سامر الجودي مبادئ نظام المعلومات الجغرافية <br />

٠ و‎٠‎ وولدردج وجوردون إيست الجغرافيا مغزاها ومرماها ترجمة يوسف أبو الحجاج و<br />

محمد محمود الصياد الألف آتاب رقم ١٨٧ مكتبة الشرق القاهرة بدون تاريخ ٠<br />

السيد خالد المطري الجغرافية الحيوية ط‎٢‎ دار القبلة للثقافة الإسلامية جده ٠ ١٩٨٧<br />

٢٤. شاآر خصباك الجغرافيا عند العرب المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ٠ ١٩٨٦<br />

٢٥. شريف محمد شريف تطور الفكر الجغرافي الجزء الأول ط‎١‎ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة <br />

٠ ١٩٦٩<br />

‎٢٦‎‏.صفوح خير البحث الجغرافي مناهجه وأساليبه دار المريخ الرياض ٠ ١٩٩٠<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

٢٢ س.‏<br />

.٢٣


‎٢٧‎‏.عبد الرحمن حميدة أعلام الجغرافيين العرب ط‎٢‎ دار الفكر دمشق ١٩٨٠<br />

‎٢٨‎‏.عبد الفتاح وهيبه جغرافية العرب في العصور الوسطى الجمعية الجغرافية المصرية القاهرة <br />

٠ ١٩٦٠<br />

٢٩.========== في جغرافية العمران دار النهضة العربية بيروت ١٩٨٠<br />

‎٣٠‎‏.على عبد االله الدفاع رواد علم الجغرافيا مكتبة التوبة الرياض ١٩٩٣<br />

‎٣١‎‏.على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق ٠ ١٩٨١<br />

٣٢. عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية رسائل<br />

جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية سبتمبر ٠ ٢٠٠٥<br />

٣٣. فؤاد محمد الصقار دراسات في الجغرافيا البشرية ط‎٣‎ وآالة المطبوعات الكويت <br />

‎٠‎فتحى محمد أبو عيانه الجغرافيا الإقليمية دار النهضة العربية بيروت ٠ ١٩٨٦<br />

٣٤.============= جغرافية السكان ط‎٣‎ دار النهضة العربية بيروت ٠ ١٩٨٦<br />

٣٥. فتحي محمد مصيلحي الجغرافيا البشرية المعاصرة دار الإصلاح الدمام ٠ ١٩٨٤<br />

مناهج البحث الجغرافي ط‎٢‎ ٠ ٢٠٠١<br />

‎٣٧‎‏.محمد الخزامي عزيز نظم المعلومات الجغرافية ط‎٢‎ منشأة المعارف الاسكندرية ٠ ٢٠٠٠<br />

‎٣٨‎‏.محمد سامى عسل الإقليم وفكرة الإقليمية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٧١<br />

‎٣٩‎‏.محمد سيد نصر تطور علم الجغرافيا وفضل العرب فيه مرآة العلوم الاجتماعية العدد الأول <br />

ديسمبر ١٩٦١<br />

‎٤٠‎‏.محمد صبحى عبد الحكيم دراسات في الجغرافيا العامة ط‎١‎ دار النهضة العربية القاهرة ١٩٧٠<br />

١٩٧٥<br />

٣٦.========== <br />

٠<br />

‎٤١‎‏.محمد صبحي عبد الحكيم وماهر عبد الحميد الليثي علم الخرائط ط‎١‎ مكتبة الأنجلو المصرية <br />

القاهرة ٠ ١٩٦٦<br />

‎٤٢‎‏.محمد مدحت جابر جغرافية العمران مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ٢٠٠٣<br />

الجغرافية البشرية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ٢٠٠٤<br />

‎٤٤‎‏.محمد عبد الرحمن الشرنوبي البحث الجغرافي مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٧٨<br />

‎٤٥‎‏.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر نشرة قسم الجغرافيا جامعة<br />

الكويت رقم ٤٩ يناير ٠ ١٩٨٣<br />

٤٦.============= التنظير في الفكر الجغرافي الحديث نشرة قسم الجغرافيا جامعة الكويت<br />

٤٣.=========== <br />

رقم ١٣٩ يوليو ٠ ١٩٩٠<br />

٤٧.============= مناهج البحث في الجغرافيا ط‎٣‎ وآالة المطبوعات الكويت ١٩٧٨<br />

‎٤٨‎‏.محمد محمد سطيحه الجغرافيا الإقليمية ط‎٢‎ مكتبة الخريجي الرياض ٠ ١٩٨٧<br />

٤٩.============= خرائط التوزيعات الجغرافية دار النهضة العربية القاهرة ٠ ١٩٧٢<br />

‎٥٠‎‏.محمد محمود الديب الجغرافيا الاقتصادية ط‎٦‎ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٩٢<br />

‎٥١‎‏.محمد محمود محمدين الجغرافيا والجغرافيون دار الخريجي الرياض ‎١٩٩٢‎ ص ٠ ١٣٦<br />

‎٥٢‎‏.ناصر بن محمد بن سلمى أهمية نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط لإعادة توزيع وحدات<br />

ومراآز الدفاع المدني بمدينة الرياض رسائل جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية الكويت<br />

(٢٦٢)<br />

مارس ٠ ٢٠٠٢<br />

53. Ackerman , E., Population and National Resources , in : Hauser , P., M .,<br />

And Duncan , O., eds. The Study Of Population , Chicago , 1959 .<br />

54. Alaev, E., Regionalization of A Country For Regional Planning , in<br />

Adams , P., and Helliner , M., eds. , International Geography, University<br />

Of Toronto Press , 1972.<br />

55. Alaev, E., Social And Economic Geography , Progress Publishers ,<br />

Moscow , 1986 .<br />

56. Apler , R. et.al. Spatial Organization, Prentice Hall International ,<br />

London , 1972 .<br />

57. Butuzova , V., et. al. Division Into Economic Regions , the xxiii<br />

International Geographical Congress , , sec II , Moskova, 1976 .<br />

58. Carter , H. , The Study Of Urban Geography , Edward Arnold , London ,<br />

1974 .


59. Chorely , R. , And Haggett , P. , eds. , Frontiers in Geographical<br />

Teaching , Methuen , London , 1970 .<br />

60. Courtney , PP. , Geography And Development , in : Courtney , PP., ed. ,<br />

Geographical studies Of Development , Longman , London , 1985 .<br />

61. Dickinson , R. ,E. , The City Region in Western Europe , Routledge &<br />

Kegan Paul LTD. , London , 1967 .<br />

62. Gore , C. Regions In Questions , Methuen & Co. LTD , London , 1984 .<br />

63. Hansen, N., M., The Challenge Of Urban Growth , Lexington Books ,<br />

London , 1975 .<br />

64. Hollier , G. , P. , Regional Development , In : Pacione , M. , M., The<br />

Geography Of The Third World , Routledge , London , 1988 .<br />

65. http://www.cadmagazine.net/pcmagazine/view.phpid=18<br />

66. Johnson , R., J., et.al. eds., The Dictionary Of Human Geography , 2nd.<br />

edit. , Black Well , Oxford ,1986 .<br />

67. Kolars , J., F. & Nystuen , J. D., Human Geography , McGraw Hill , New<br />

York , 1974 .<br />

68. Lavrov ,S., And Sdasyuk ,G., Concepts Of Regional Development ,<br />

Progress Publishers , Moscow , 1988.<br />

69. McDonald , J. ,R., A Geography Of Regions , WMC . , Brown Company<br />

Publisher , Dubuque , Iowa , 1972.<br />

70. Minshull , R. , Regional Geography , Huchinson & Co. ,LTD. , London .<br />

1968 .<br />

71. Richardson , H. ,W. , Regional Growth Theory , The Mackmillan Press<br />

LTD. London . 1973 .<br />

72. Rodwin , L . , Choosing Regions for Development , in : Fried man , J.,<br />

and Alonso W., eds. Regional Development and Planning .. A Review ,<br />

The M.I.T. Press , Cambridge , Mass. , 1964 .

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!