ﺩïºïºïº´ïºŽïº• ﻓﻲ
ﺩïºïºïº´ïºŽïº• ﻓﻲ
ﺩïºïºïº´ïºŽïº• ﻓﻲ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
د٠ أحمد محمد عبد العال<br />
دراسات في<br />
الفكر الجغرافيّ<br />
٢٠٠٦
مقدمة<br />
من<br />
رغم أن علم الجغرافيا علم مزدوج أو ثنائي<br />
الشخصية، إلا أن هذا لا يعنى أنه يعانى<br />
"ازدواج الشخصية العلمية"، فهو بحكم كل من طبيعته ومناهجه وأساليب البحث فيه لابد<br />
وأن يكون علما ً مزدوجا ً أو ثنائيا، وأول مظاهر هذا الازدواج أو الثنائية أنه كعلم فرد <br />
يعتمد على نتائج علوم عدة، وهي علوم مزدوجة أيضا لكونها علوما طبيعية وبشرية، ولهذا<br />
فان علم الجغرافيا علم ثنائيّ؛ طبيعيّ وبشرىّ، وللهروب من هذه الثنائيّة أو الازدواجيّة اتجه<br />
الجغرافيون إلى المنهج الإقليميّ، وهو اتجاه فيه ازدواجيّة أيضا، لأنه أنشأ منهجان للدراسة<br />
الجغرافية هما المنهج الأصولي<br />
الخاص٠<br />
ويعتبر مفهوم الإقليم<br />
systematic<br />
الجغرافيين من غيره من المفاهيم الجغرافية<br />
أو كل جغرافيّ فرد أن يكون<br />
أو العام والمنهج الإقليمي<br />
regional<br />
أو<br />
region أطول مفاهيم علم الجغرافيا بقاء وأكثرها جذبا ً لاهتمام<br />
"مضطرا ً"<br />
في سياق التاريخ الطويل للفكر الإقليمي<br />
أيضا ً<br />
٠<br />
الأخرى، ويبدو أنه على كل جيل من الجغرافيين<br />
إلى تحديد مصطلح الإقليم من جديد، ليضع مصطلحه<br />
وفضلا عن كونه ملمحُ دائم من ملامح التراث الفكري الجغرافي فان هذا المصطلح كان<br />
واحدا ً<br />
من أكثر الموضوعات الجغرافية إثارة للجدل والاختلاف<br />
(١)<br />
،<br />
controversial<br />
وهو يتطلب الكثير جدا من المجازفة إن لم تكن المخاطرة إذا ما حاول الباحث أن يقيّمه<br />
أو يستعرض تاريخه ، لأن محاولة تتبع تاريخ الفكر الإقليميّ والمنهجية الإقليمية هي عمليا ً<br />
وواقعيا ً أمر صعب يشبه في صعوبته عملية الإحاطة بتاريخ علم الجغرافيا برمته<br />
٠<br />
(٢)<br />
وتعّرف القواميس ذات الصلة بالموضوع كلمة إقليم بأنها تعنى ببساطة منطقة واسعة<br />
تقريبا ذات مدى مكاني محدد ولكنه مستمر، على أن يفترض أن يكون للأجزاء المختلفة لهذه<br />
المنطقة وبصورة مشتركة بعض الخصائص أو العلاقات، أقلها الموقع المشترك<br />
وإذا أردنا تحديد معنى مصطلح<br />
التي تعرف بالدراسات<br />
"الإقليمية"<br />
وأن نضع في الاعتبار بشكل<br />
أقصى ما يمكن قوله أن الإقليم هو<br />
"إقليم"<br />
٠<br />
(٣)<br />
كما هو مستخدم من قبل الجغرافيين في دراساتهم<br />
فان علينا أن نتجاهل كل تعريف تمهيديّ في معظم الحالات،<br />
عملي طبيعة المناطق التي تسمى أقاليم، وعلى هذا الأساس فإن<br />
"منطقة ذات موقع محدد تكون بطريقة ما متميزة عن<br />
المناطق الأخرى، وتمتد إلى الحد الذي يمتد معه ذلك التميز، وعلى الدارس المستخدم للمفهوم<br />
الإقليمي تحديد طبيعة هذا التميز، فان لم يستطع فعليه الوصول إليه من سياق دراسته<br />
٠<br />
(٤)
ولا يوجد تعريف متفق عليه لمفهوم الإقليم عندما يستخدم بغير صفة تلحق به، ولكن<br />
المصطلح يعنى<br />
"جزءا من سطح الأرض يتميز بشكل أو بآخر عن غيره من الأجزاء"، ويقوم<br />
التقسيم الإقليميّ على أساس وحدات مساحية تشتمل على أنماط مميزة ومتسقة من الظاهرات<br />
الجغرافية الطبيعية والبشرية أو من خليط منها، سواء في الماضي أو الحاضر<br />
٠<br />
(٥)<br />
وهناك أسباب عديدة ومتنوعة لاختيار درجة ما من التميّز الإقليميّ والترابط الإقليمي<br />
من مجموع خليط التوزيعات الكثيرة للظاهرات الجغرافية وما بينها من اختلافات مكانية ،<br />
وذلك من أجل فهم أية منطقة على سطح الأرض وتمييزها عن غيرها من المناطق، ولتحديد<br />
الإطار المكاني الأساسي الذي يعيش فيه الإنسان<br />
٠<br />
(٦)<br />
ويعتبر التغيّر هو الشيء الثابت الوحيد على سطح الأرض، وأبرز مظاهر هذا التغير<br />
هو التنوّع والاختلاف، ولما كانت كافة مظاهر هذا السطح ومن ثم كافة الظاهرات التي<br />
تتوزع فوقه تتميز باختلافها من مكان إلى آخر، مثلما تتغير من زمان إلى آخر، فان<br />
مناطق سطح الأرض تتميز بالاختلاف فيما بينها، ومن ثم تظهر على هذا السطح مجموعة من<br />
"الأقاليم"، حيث يعرّف الإقليم على هذا الأساس<br />
بين عناصرها الجغرافية على المستوى الداخلي أي داخل إطارها<br />
بأنه منطقة من سطح الأرض تتسم بالتجانس<br />
العناصر على المستوى الخارجي أي فيما بينها وبين غيرها من المناطق الأخرى<br />
وتعتبر<br />
الاختلافات المكانيّة<br />
،inter وباختلاف هذه<br />
٠ intra<br />
spatial differentiations<br />
من أهم<br />
الموضوعات التي<br />
يتناولها البحث الجغرافي، الذي انتقل عبر تاريخه الطويل من مرحلة الوصف المكانيّ إلى<br />
مرحلة التحليل المكانيّ<br />
٠<br />
(٧)<br />
كذلك يعتبر سطح الأرض الذي يعيش عليه الإنسان إقليما ً واحدا ً هو<br />
وذلك باعتبار أنه لا توجد حتى الآن<br />
كوكب الأرض<br />
والإنسان"<br />
"حياة إنسانية"<br />
"الإقليم الإنسانيّ"،<br />
كالتي توجد على سطح الأرض إلا في<br />
"الذي ينفرد بين الكواكب بعنصر هو الذي يعطيه قيمته الجغرافية:<br />
(٨)<br />
، وعلى هذا الأساس يعتبر هذا السطح إقليما ً واحدا ً لأنه يمثل وطن الإنسان ٠<br />
الحياة<br />
ولما كانت مهمة علم الجغرافيا هي دراسة هذا الوطن الذي يعتبر بيئة كبيرة متنوعة<br />
الخصائص والمظاهر والظاهرات، فقد ظهرت الحاجة ومنذ وقت طويل من أجل تحقيق<br />
هذا الهدف إلى دراسة الأجزاء التركيبية أو الأجزاء المؤلِفة لهذه البيئة الكبيرة، ولا<br />
يتم ذلك إلا عن طريق منهج الجغرافيا الإقليمية أو المنهج الإقليميّ في الجغرافيا<br />
٠<br />
(٩)
ي أ<br />
وتمثل الجغرافيا الإقليمية إحدى طريقتين رئيستين للدراسة الجغرافية، كما تعتبر من<br />
وجهة نظر كثير من الجغرافيين الوسيلة التي يتمكن بها الجغرافيّ من الوصول إلى هدفه<br />
الأساسي، ألا وهو فهم وتفسير الاختلافات المكانية بين أجزاء سطح الأرض المختلفة<br />
(١٠)<br />
، بل<br />
أنها تعتبر في نظر غالبيتهم جوهر الدراسة الجغرافيّة، لأنها تنسق بين فروع الدراسة<br />
الجغرافية المختلفة طبيعية وبشرية وتاريخية وتظهرها في كل مترابط،<br />
"فبعد أن طافت<br />
الجغرافيا عبر تاريخها الطويل بعدة تعريفات هي علم الأرض ووصف الأرض وعلم<br />
العلاقات وعلم التوزيعات عادت سفينتها بعد رحلة طويلة مضطربة لتستقر على تعريف<br />
كلاسيكي قديم للعلم هو علم الك ُورولوجيا أو الك ُوروجرافيا كما قال<br />
ق٠م ٢٠م<br />
"سترابو<br />
٦٤<br />
(١١)<br />
" Strapo<br />
٠<br />
ومعنى التعريف الك ُورولوجي أن عمل الجغرافي هو أن يطالع سطح الأرض المتفارق<br />
بطبيعته من منطقة إلى أخرى، فيستشف من هذه المطالعة ويتعرّف عن طريقها على كل وحدة<br />
تفارقية ذات شخصية متميزة عن سواها فيحددها ويبين محتوياتها ومقومات شخصيتها<br />
٠ الإقليمية<br />
(١٢)<br />
والجغرافيا الإقليمية هي تجميع لظاهرات الجغرافيا الأصولية أو العامة في دراسة<br />
مرك ّبة أو متكاملة داخل<br />
وحدة مكانية هي الإقليم، وهذا الإقليم يتحدد إطاره بكل من هدف<br />
الدراسة وموضوعها ومداها المكاني أو حيزها ، space ولهذا يتفاوت مدى البحث من مستوى<br />
القرية إلى مستوى القارة ، وربما يتسع ليشمل العالم برمته<br />
٠<br />
(١٣)<br />
وتركز الجغرافيا الإقليمية على الربط بين الظاهرات الجغرافية في الإقليم من أجل<br />
إظهار العلاقة المرك ّبة بين الإنسان وبيئته، كذلك تهتم بإظهار وتوضيح الاختلاف الإقليميّ<br />
ضمن الوحدة المكانية الأكبر من مستوى الإقليم، حتى يمكن الكشف عن الأنماط المكانيّة<br />
الإقليمية داخل هذه الوحدة<br />
٠<br />
(١٤)<br />
المبحث الأول :<br />
تطوّر الفكر الإقليمي في الجغرافيا<br />
تطوّر الفكر الجغرافي الإقليمي<br />
هناك اختلاف بيّن بين الفكر الجغرافي الإقليمي في الجغرافيا القديمة والوسطي<br />
الجغرافيا الإغريقية والعربية من ناحية والجغرافيا الحديثة والمعاصرة من ناحية أخرى يتمثل
في أن الجغرافيا الاولى كانت جغرافيا موسوعيّة هدفها جمع أكبر قدر من المعلومات عن<br />
الأماكن لا سيما الغريب منها ومن ثم كانت جغرافيا "تركيبيّة" في المقام الأول تسعى إلى<br />
مجرد التمييز بين المناطق، حيث أدى انعزال الجغرافيين عن بعضهم في ذلك الزمن إلى<br />
افتقاد المادة العلمية القابلة للمقارنة، أما الجغرافيا الثانية فتتميز بتقدم وسائل البحث الجغرافي<br />
وكثرة المعلومات الجغرافيّة وإمكانية تبادلها، ومن ثم أصبحت الجغرافيا الإقليمية الحديثة<br />
جغرافيا تحليليّة أكثر منها تركيبيّة من أبرز أهدافها إظهار الأنماط الجغرافيّة الإقليمية<br />
الفكر الإقليمي في الجغرافيا القديمة<br />
٠<br />
ترجع بداية ظهور فكرة تقسيم العالم إلى أقاليم إلى الإغريق، فقد قسّم بوزيدونس<br />
Posidonius (١٣٠٥٠ ق٠م) سطح الأرض إلى مناطق ، وهو ما يمكن اعتباره أيضا أول<br />
محاولة قديمة للدراسة الإقليمية ، أما "سترابو" فكان يطلق على الجغرافيا لفظ "كورولوجيا" أي<br />
مكان أو إقليم ، ومن ثم يعتبر الإغريق هم أول من حاول تقسيم العالم إلى أقاليم عظمى ،<br />
وذلك اعتمادا على عنصر الحرارة<br />
كذلك قسم بطليموس<br />
(١٥)<br />
Ptolemaeus (٧٥١٧٣م)<br />
أقاليم على أساس مناخىّ هو درجة الحرارة ، يعرف الواحد منها باسم<br />
العالم المعروف في عهده إلى سبعة<br />
، Klimata وهنا يتبين<br />
أن أول تقسيم للعالم إلى أقاليم كان على أساس طبيعي بصفة عامة ، ومناخي بصفة خاصة<br />
ولقد كان الأساس الطبيعي لتحديد الأقاليم<br />
أسبق في الظهور من الأساس البشرىّ ،<br />
لأن الإنسان في ذلك الوقت كان خاضعا ً<br />
بدرجة كبيرة لتأثير الظاهرات الطبيعية<br />
وعلى رأسها العوامل المناخية وأهمها<br />
درجة الحرارة ، هذا من ناحية ومن ناحية<br />
أخرى فان تأثير الإنسان في سطح<br />
الأرض عناصر الجغرافية البشرية <br />
لم يكن قد اتضح بعد ، حيث أنه لم يُوضّح<br />
الا بعد كتابات "راتزل<br />
٠<br />
"Ratzel<br />
في القرن شكل رقم<br />
(١) بطليموس<br />
التاسع عشر الميلادي ، الذي وضعت فيه<br />
أسس كل من الجغرافيا البشريّة ، والمدرسة الجغرافيّة الحتميّة. ولما كان عامل الحرارة هو<br />
أساس التحديد في إطار دوائر العرض ، فإن هذا التقسيم كان تقسيما فلكيا ً أكثر منه تقسيم
حرارىّ ، بل يمكن القول أنه الإقليم وحيد الأساس الأوّل في العالم<br />
(١٦)<br />
، فأثناء تطوّر<br />
الجغرافيا القديمة في المرحلتين اليونانية والرومانية كان هناك من يعتبر أن الوظيفة الأساسية<br />
للجغرافيا هي تنظيم المعلومات عن الأقطار المختلفة ، بينما اعتبرها البعض الآخر تتمثل في<br />
تأسيس النطاقات المناخية<br />
٠<br />
(١٧)<br />
ومن ناحية أخرى فقد نتج عن توصّل الإغريق إلى فكرة كرويّة الأرض أن قسّموا<br />
سطح الكرة الأرضية إلى عدد من خطوط الطول والعرض على أساس اختلاف الطول النسبي<br />
لكل من الليل والنهار من خط عرض إلى آخر من ناحية ، وميل أشعة الشمس عن خط<br />
الاستواء من خط عرض إلى آخر من ناحية أخرى<br />
٠<br />
وهذا التقسيم هو الذي دفع الفيلسوف "بارمانيدس<br />
“Paramanides<br />
إلى تقسيم سطح<br />
الأرض إلى خمسة نطاقات هي نطاق حار في الوسط ونطاقان متجمدان في كل من الشمال<br />
والجنوب ونطاقان معتدلان أحدهما يقع ما بين النطاقين الحار والمتجمد الشمالي، والثاني يقع<br />
ما بين النطاقين الحار والمتجمد الجنوبي، وذلك حسب درجة الحرارة أيضا<br />
٠ (١٨)<br />
وقد ن َقل اهتمام الجغرافيا بالوصف الدقيق والمترابط لأجزاء سطح الأرض ثِقل الاهتمام<br />
الجغرافي منذ القرن الثاني قبل الميلاد من الناحية الكونية ، cosmic التي تعالج شكل<br />
الأرض وأبعادها وعلاقاتها الفلكية بالكون ، إلى الناحية الوصفية، سواء أكان ذلك بمقياس<br />
المناطق الكبرى المترابطة مع غيرها ، chorographic أو بمقياس الأجزاء الصغرى التفصيلية<br />
٠ topographic<br />
ومن هذا المنطلق يكون "بطليموس" رائدا ً من رواد الفكر الإقليمي في الجغرافيا ، لأنه<br />
جمع في كتابه "دليل الجغرافيا<br />
geographike “huphegesis نتاج<br />
الفكر الجغرافي الإغريق ّى<br />
وخلاصته عن الأرض ووضعها ، محددا ً أماكنها على خريطته المعروفة حسب مواقعها من<br />
خطوط الطول والعرض ، ثم أتبع ذلك بوصفٍ مستفيضٍ لهذه المواقع ميّز فيه بين الوصف<br />
الكلى للأرض geographic والوصف الإقليمي المترابط<br />
للمكان<br />
، chorographic والوصف التفصيلي<br />
٠<br />
(١٩)<br />
topographic<br />
الفكر الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة<br />
يتمثل الفكر الجغرافي الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة في الكتابات الجغرافيّة العربيّة في<br />
العصور الوسطي، فقد شغلت الكتابات الجغرافيّة الإقليمية في الفترة الإسلامية حيزا كبيرا َ <br />
إن لم يكن الأكبر من الكتابات الجغرافيّة في تلك الفترة، فبعد أن استوعب العرب جغرافيّة
الإغريق والرومان جغرافية بطليموس وأضافوا إليها تسببت عملية الخروج من شبه<br />
الجزيرة العربية لنشر الدين الإسلامي وما أعقبها من اتساع رقعة دولة الإسلام في إضافة<br />
المزيد من المعلومات عن مختلف البيئات التي أصبحت ضمن إطار الدولة الجديدة ، وهو ما<br />
كان يعنى إضافة المزيد من التن ّوع في مظاهر سطح الأرض ، فبدأت التحركات الجغرافية<br />
الاستكشافيّة الدينيّة الفتح والحج والتجارية والسياسية الهادفة إلى معرفة المزيد عن<br />
المناطق الجديدة تشكل أفق الجغرافيا الإسلامية في ذلك الوقت ، وكانت الجغرافيا الإقليمية هي<br />
أهم ملامح هذا الأفق<br />
٠<br />
ومن الجدير بالذكر أن الجغرافيا العربيّة في الفترة الإسلامية لم تكن تعنى ما نعرفه<br />
الآن عن علم الجغرافيا، وإنما كانت تعنى أحد موضوعاتها ، فكانت مثلا علم الطرق والمسالك<br />
والممالك أو تقويم البلدان ، أو الممالك والأقاليم أو علم الأطوال والعروض<br />
(٢٠)<br />
، ومن ثم<br />
كانت الجغرافيا الإقليمية في تلك الفترة تختلف اختلافا واضحا ً عن الجغرافيا الإقليمية الحالية ،<br />
التي تسعى إلى تحديد الشخصيات الجغرافيّة للأقاليم ، بهدف الوصول إلى الأنماط الإقليمية<br />
٠<br />
وعلى الرغم من تأثير الجغرافيا الإغريقيّة الرومانيّة على الجغرافيا العربيّة<br />
الوسيطة، كما يبدو ذلك في تمسك العرب بالتقليد الإغريقىّ في تقسيم العالم إلى نطاقات وفي<br />
اعتبار أن الجزء المعمور منه هو أهم الأجزاء ، فإن جغرافيّة الوصف العربيّة الوسيطة <br />
الجغرافيا الإقليمية قد بلغت ذروتها بعد نشاط الرحلات التي كانت الكتابات الناتجة عنها<br />
تمثل تطويرا ً للدراسة الإقليمية التي بدأها قبلهم الإغريق والرومان ، وكانت تلك الكتابات على<br />
: مستويين<br />
مستوى الدراسة الإقليمية العامة بالنسبة للعالم المأهول في ذلك الوقت <br />
ومستوى الدراسة الإقليمية الخاصة إقليم أو منطقة معينة<br />
٠<br />
(٢١)<br />
وقد ترك العرب مادة جغرافيّة غزيرة في موضوعات الجغرافيا الإقليمية اشتملت على<br />
معلومات عن المدن والطرق والمسافات، وعلى إشارات إلى الصناعة والتجارة والحياة<br />
الاجتماعية لسكان الأقاليم التي زارها الرحالة، الذين قام بعضهم برحلاته خصيصا ً من أجل<br />
إعطاء فكرة واضحة عن هذه الأقاليم معتمدين في ذلك على المشاهدة والسؤال والاستقصاء<br />
٠ والتحقيق<br />
(٢٢)<br />
كذلك تعتبر الدراسات الإقليمية التي قام بها العرب دراسة مسلسلة تمتاز بدقة تستحق<br />
الإعجاب، وكانت الطريقة التى اتبعها أكثر من ك َتب هذه الدراسات تبدأ بتقسيم منطقة الدراسة<br />
إلى أقاليم أو تحديد موقع المنطقة من العالم المعمور، ثم ذكر أهم المظاهر الفزيوجرافيّة في<br />
كل إقليم، ثم عرضٍ للمدن وما بها من نشاط اقتصادي واجتماعي ، ثم تسجيل عادات السكان
وأعمالهم ، ثم سرد لإنتاج الإقليم من الغلات النباتيّة والمعادن ، وتنتهي بمناقشة ما يروج في<br />
هذا الإقليم من خرافات<br />
الفكر الإقليمي في القرنين<br />
٠ (٢٣)<br />
١٧ و ١٨<br />
ترجع فكرة تقسيم علم الجغرافيا إلى قسميه الرئيسين<br />
الألماني "برنار<br />
“فارينيوس”<br />
:<br />
"Varrenius , B.<br />
العام والخاص إلى الجغرافي<br />
في القرن السابع عشر وذلك عندما ميّز بين ما<br />
أسماه بالجغرافيا العامة أو الأصوليّة والجغرافيا الخاصة أو الإقليمية في كتابه عن الجغرافيا<br />
العامة<br />
Geographia Generalis الصادر في عام<br />
الجغرافيا الخاصة أن يحاول وصف قطر بأكمله، ومن ثم كان<br />
وحدة مناسبة للدراسة الإقليمية<br />
وقد قال<br />
“فارينيوس”<br />
(٢٤)<br />
بأن الجغرافيا العامة هي<br />
الأرض بشكل عام ويصف أقسامها المتنوعة التي<br />
١٦٥٠م، حيث ذكر أن على الجغرافي في<br />
“فارينيوس”<br />
يرى في الدولة<br />
" ذلك الفرع من العلم الذي يدرس<br />
تؤثر عليها ككل ، والذي يقدم الأسس<br />
والقوانين العامة التى يجب استخدامها في دراسات الأقطار المختلفة وهي الأسس والقوانين<br />
التى تشكل الجغرافيا "الخاصة"، ومن ثم فقد كان “فارينيوس” يؤمن بأن الجغرافيا بجانبها العام<br />
تهدف إلى دراسة الجانب الإقليمي منها<br />
٠<br />
(٢٥)<br />
وخلال القرن الثامن عشر وجد الجغرافيون في الوحدة السياسيّة الدولة بحدودها<br />
التحكمّية أساسا ً قاصرا ً للدراسة الإقليمية، ومن ثم اتجهوا للبحث عن مناطق أخرى أكثر توافقا ً<br />
في خصائصها الجغرافيّة الداخليّة تميّزها أكثر عن غيرها من المناطق فاتخذوا أحواض<br />
الأنهار كوحدات إقليمية<br />
(٢٦)<br />
، وقد شجعت التغييرات العديدة التى أحدثتها حروب نابليون في<br />
قارة أوربا من ناحية وصعوبة تمييز الوحدات الإدارية الكثيرة العدد في ألمانيا من ناحية<br />
أخرى، على التغاضى أكثر فأكثر عن الحدود السياسية وعلى اعتماد النواحي الطبيعية كأساس<br />
للتقسيم الإقليمي<br />
كذلك فقد شجعت نظرية بواش<br />
"محاولة في دراسة الجغرافيا الطبيعية<br />
“Buache”<br />
١٧٠٠١٧٧٣م<br />
"Essai de geographie physique<br />
والتى أوردها في كتابه<br />
عام<br />
١٧٥٦م الاتجاه<br />
نحو الظاهرات الطبيعية كأساس للتقسيم الإقليمي ، وهي النظرية القائلة بأن سطح الأرض<br />
يتألف من عدد من الأحواض التي<br />
٠ البحرية<br />
تفصلها خطوط متصلة من الجبال القارية والسلاسل
و"<br />
وقد قام الجغرافي الألمانى "جاترير<br />
"Gaterer<br />
بتبني "أحواض بواش" وذلك في مؤلفه<br />
"إطار عام لسطح الأرض" المنشور في عام ، ١٧٧٥ فاتخذ السلاسل الجبلية أساسا ً لتقسيم<br />
العالم إلى أقاليم طبيعيّة ، رغم أنه لم يهمل الحدود السياسية كأساس لتمييز الوحدات الأصغر<br />
الواقعة داخل كل إقليم طبيعي ، وقد تبع جاتيرير في اتجاهه هذا عدد من الجغرافيين الألمان<br />
أمثال "هوميير<br />
Hommeyer<br />
١٨٥٩Hittner١٩٤١ بوقت طويل<br />
"و"زونهZeune<br />
٠<br />
(٢٧)<br />
"بخرBucher" وذلك قبل ظهور "“هتنر”"<br />
الفكر الإقليمي في القرنين ١٩ و ٢٠<br />
يعتبر القرن التاسع عشر هو فترة المرحلة التكوينيّة للجغرافيا الإقليمية بمفهومها<br />
الحديث، فقد نوقشت الفكرة الإقليمية كثيرا ً خلال نصفه الأول ، وازدهرت وتطوّرت خلال<br />
عقده الأخير ، وخلال السنوات الأولى من القرن العشرين في كتابات كل من "“هتنر”"<br />
(١٨٥٩١٩٤١) في ألمانيا و"لابلاش .P "La Blache ,<br />
"ماكيندر<br />
"Mackinder<br />
(١٨٦١١٩٤٧) و"هربرتسون<br />
(١٨٢٥١٩١٨) في فرنسا، وكل من<br />
"Herbertson<br />
(١٨٦٥١٩١٥) في<br />
بريطانيا ، ثم استمر الفكر الإقليمي يمثل ملمحا ً بارزا ً من ملامح الفكر الجغرافي حتى الوقت<br />
الحاضر<br />
(٢٨)<br />
، وإن كان الجدل العلمي لا يزال قائما حول طبيعة علم الجغرافيا بصورة عامة،<br />
والجانب الإقليمي منه على وجه الخصوص وذلك بسبب ماهية الأخير ووضعه بالنسبة لعلم<br />
الجغرافيا<br />
و"“رتر”<br />
٠<br />
(٢٩)<br />
وعلى الرغم من اهتمام "همبولت<br />
“Humboldt<br />
١٧٧٩) “Ritter<br />
(١٧٦٩١٨٥٩) الذي يعتبر هو<br />
١٨٥٩) مؤسسا الجغرافيا الحديثة بالجغرافيا العامة إلا أن ذلك لم<br />
يصرفه عن الجغرافيا الإقليمية كل ّية ، وذلك لأنه أقرّ باعتماد الظاهرات المكانيّة على بعضها<br />
البعض ، كما اعترف بالحاجة إلى تفسير أية مجموعة من الظاهرات الموزّعة مكانيا ً بالنسبة<br />
إلى محتواها الإقليمي٠<br />
ألفريد هتنر<br />
فيدال دي لا بلاش
“رتر”<br />
١٨٤٥ ١٩١٨<br />
١٨٥٩ ١٩٤١<br />
(٢) شكل رقم<br />
هتنر ودي لا بلاش<br />
(عن: حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو٠٠سبتمبر <br />
الكويت ١٩٧١ ص<br />
(١٣٠/١٢٩<br />
٠<br />
(٣٠)<br />
ولكن في حين اهتم همبولت أكثر بالجغرافيا العامة فإن الإقليمية كانت أكبر إنجازات<br />
الذي أكد مرارا وتكرارا في دراساته المنهجيّة على<br />
أهمية التنظيم الإقليمي للجغرافيا<br />
كارل رتر<br />
ألكسندر فون همبولت<br />
١٧٧٩ ١٨٥٩<br />
١٧٦٩ ١٨٥٩<br />
(٣) شكل رقم<br />
هامبولت ورتر<br />
(عن: حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو٠٠سبتمبر <br />
الكويت ١٩٧١ ص<br />
(١٢٣/١٢١<br />
ورغم عدم صحة القول بأنه مؤسس الجغرافيا الإقليمية فان “رتر” كان يهدف إلى عمل<br />
جغرافيا إقليميّة للعالم عن طريق دراسة أقاليم عظيمة الاتساع نسبيا، فعندما نمت المعرفة<br />
الجغرافية رأى بعض الكتاب أن يعرضوا الأقاليم المختلفة في العالم بصورة متكاملة تعالج فيها<br />
كل الظاهرات المرتبط بعضها بالبعض الآخر، وكان “رتر” من الذين تبنوا هذه الفكرة ودافعوا<br />
عنها، وذلك عندما قال بأن الأقاليم هي الأطر التي تترتب من خلالها الحقائق الجغرافية مثلما<br />
أن التسلسل الزمني هو الإطار الذي ترتب فيه الحقائق التاريخية<br />
٠<br />
(٣١)<br />
ولم تكن الجغرافيا عند "“هتنر”" هي علم الأرض فحسب بل علم "كورولوجية سطح<br />
الأرض"surface "chorological science of earth's<br />
٠<br />
(٣٢)<br />
حيث كانت "الكورولوجيا" عنده تعنى<br />
التباين الإقليمي ، لأن منهجه الجغرافي كان يتمثل في دراسة العلاقة بين الطبيعة والإنسان في<br />
إطار إقليميّ ، فعلم الجغرافية حسب رأيه ينقسم إلى جغرافية عامة تختص بتوزيع<br />
الظاهرات الجغرافية على سطح الأرض ، وجغرافية خاصة تختص بدراسة الأقاليم الجغرافية
وقد قال "“هتنر”" أن موضوع الجغرافيا المتميز من العصور القديمة وحتى الآن عام<br />
١٨٩٨ كان معرفة مناطق سطح الأرض حسب اختلاف بعضها عن البعض الآخر مع<br />
اعتبار الإنسان جزءا مكملا لطبيعة المنطقة، كما عاد وكتب عن<br />
أو للأرض"<br />
"علم المناطق والأماكن وما يختص باختلافاتها وعلاقاتها المكانية"<br />
الأرض من حيث اختلافاتها المكانية"<br />
"التوزيعات الجغرافية<br />
"علم سطح أو<br />
حيث أكد أن هدف وجهة النظر التوزيعيّة في الجغرافيا<br />
هو معرفة سمات الأقاليم والأماكن من خلال إدراك تواجدها معا وعلاقاتها ضمن المظاهر<br />
المختلفة للواقع، كما تظهر مُرت ّبة في شكل قارات أو مناطق كبيرة وصغيرة أو أماكن<br />
كذلك أوضح<br />
“هتنر”<br />
أن الجغرافي لا يستطيع أن يجد<br />
٠<br />
(٣٣)<br />
وحدة أى جزء معين من سطح<br />
الأرض بمجرد النظر إلى مظهره الخارجي لاندسكيبه وإنما بدراسة عناصر تكوينه<br />
وتفهّم مكوّنات هذه العناصر ، ويتحقق ذلك بالتعرّف على التكوين الجغرافي المعقد لمختلف<br />
النظم التى تكوّن ذلك الجزء من ناحية كالأنهار ونمط المناخ مثلا ثم بايجاد الترابط<br />
السببىّ الإجمإلي<br />
“هتنر”<br />
zusammenhang<br />
٠<br />
(٣٤)<br />
"هربرتسون<br />
لمختلف هذه الظاهرات من ناحية أخرى ، ومن ثم يكون<br />
قد أعطى أهمية للدراسة الإقليمية حين أظهر أن مادتها تستمد من الدراسات الأصولية<br />
ولقد ترددت أصداء فلسفة<br />
"و"ماكندر"<br />
“هتنر”<br />
في بريطانيا و"فنمان<br />
الإقليمية في كتابات كل من<br />
"شيزولم<br />
Chisholm "و<br />
" Sauer و"ساور “Fenneman<br />
في الولايات<br />
المتحدة الأمريكية بل ووصلت هذه الأصداء إلى اليابان وكان ماكندر يرى أن الدراسة على<br />
أساس الأقاليم تعتبر اختبارا أكثر دقة لمنطق المناقشة الجغرافيّة من الدراسة على أساس نوع<br />
الظاهرات<br />
أما<br />
٠<br />
(٣٥)<br />
"ساور"<br />
فقد قدم تعبير الجغرافيا هي علم الاختلاف المكانىّ لأول مرة في عام<br />
١٩٢٥، عندما حاول صياغة عبارة<br />
أصلا من كتابات<br />
"ريشتهوفن<br />
عن الاختلافات الإقليمية<br />
٠<br />
(٣٦)<br />
"“هتنر”"<br />
حول مفهوم الجغرافيا وهو المفهوم المستمد<br />
Richthofen “المعتمدة على أفكار كل من<br />
"“رتر”" و "همبولت"<br />
ويؤكد بعض الجغرافيين على أن الدراسة الإقليمية كمنفذ للخروج من ورطة<br />
ازدواجية العلم من ناحية، وكمنهج للإفصاح عن الفلسفة الجغرافية الصحيحة من ناحية أخرى<br />
قد ظهرت وتطورت في فرنسا في الفترة الانتقالية ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين<br />
على يد<br />
وإمكاناتها "<br />
"لابلاش"<br />
صاحب العبارة المألوفة<br />
" الجغرافيا علم الأماكن الذي يهتم بنوعية البلدان<br />
، حيث أكد أن السمة الخاصة بقطر ما تتمثل بالمجموع الكلي لظاهراته<br />
٠<br />
(٣٧)
يلت<br />
كذلك فقد أكد "لابلاش"<br />
والمظاهر البشريّة، وفي إظهار الوحدة في دراسة الأقاليم<br />
عنه<br />
الذي كان يجد المتعة في المزج المنسّق بين المظاهر الطبيعيّة<br />
(٣٨)<br />
Pays <br />
على ضرورة الحاجة<br />
إلى الدراسة الإقليمية التفصيليّة، وذلك لتوضيح أثر العوامل العديدة الطبيعيّة والتاريخيّة<br />
(٣٩)<br />
والسياسيّة والاقتصاديّة في تكوين شكل السطح لأية بقعة على سطح الأرض ، وذلك ما عبر<br />
"ماكندر" بأنه<br />
والبشريّة في صور إقليمية"<br />
وقد عبّر<br />
٠<br />
(٤٠)<br />
"قد حان الوقت لأن يوجّه الجغرافيون اهتمامهم إلى دمج الحقائق الطبيعيّة<br />
"شوللى<br />
“Cholley عن الفكر الإقليمي عندما نادى بأن هدف الجغرافيا هو<br />
معرفة الأرض بسمتها الكلية ليس على أساس أنماط معينة من الظاهرات الطبيعيّة والحيويّة<br />
والبشريّة المرتبة في متتاليات، وإنما من حيث الائتلافات الموجودة بين هذه المجموعات<br />
الثلاث من الظاهرات، لأن هذه الائتلافات هي التى تكشف عن الأنماط المكانيّة المختلفة التي<br />
ينتظمها سطح الأرض من محيطات وقارات ، وما يضمه هذا السطح من<br />
ظاهرات حيوية من<br />
ناحية ، وأنظمة حضارية وأشكال استيطانية وتنظيمات مكانية توزعية أوجدتها<br />
الجماعات البشرية من ناحية أخرى<br />
فقد ذكر<br />
ولا تختلف صياغة<br />
"جيمس"<br />
"جيمس<br />
٠<br />
(٤١)<br />
" James<br />
أن"الجغرافيا تعنى بدراسة الظواهر ا<br />
كما تعنى بأوجه الشبه والاختلاف بين الأماكن"<br />
٠<br />
الجيدة للفكرة الإقليمية كثيرا عن أفكار<br />
(٤٢)<br />
"شوللى"<br />
تعطى سمة لأماكن معينة مجتمعة ،<br />
وقد توطدت أركان الدراسات الإقليمية وتطورت أساليبها مع منتصف القرن العشرين،<br />
خاصة بعد تطور أساليب الملاحظة والتحليل الميداني، حتى أن توسع هذه الدراسات قد بلغ حد<br />
دراسة مناطق صغيرة ومحدودة<br />
micro على المستوى الطبوغرافي، على أساس أن البحث<br />
الميداني بهذا المستوى يكون قادرا على دراسة التكوين الأصلي المتطوّر للظاهرة<br />
وعلى إظهار كيفية ترابطها الواقعي<br />
الدراسة التفصيلية المحلية إلى عملية التعميم لمناطق أوسع<br />
، genetic<br />
مع غيرها من الظاهرات ، على أمل أن تؤدى هذه<br />
٠<br />
(٤٣)<br />
generic<br />
ويمكن اعتبار التنمية الإقليمية مثالا لهذا الوضع، لأنه لما كان تطوير الجزء يؤدى إلى<br />
تطوير الكل، فان التنمية الإقليمية تعتبر واحدا من مكونات عملية التنمية الكلية ، ومن ثم فإذا<br />
تحققت التنمية في أقاليم الدولة فان المحصلة النهائية هي تحقق التنمية الكلية في هذه الدولة ،<br />
وذلك من وجهة النظر المكانية<br />
تطور مفهوم الإقليم<br />
٠<br />
(٤٤)
رغم أن الاتجاه الإقليمي في الفكر الجغرافي يعتبر اتجاها حديثا لارتباطه بالمدرسة<br />
الجغرافية الألمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر<br />
إلا أن<br />
الأولى قد وضعت في المهد الأول للعلم، ألا وهو الحضارة الإغريقية، التي<br />
بذور هذا الاتجاه وجذوره<br />
إليها فكرة تقسيم<br />
العالم إلى أقاليم ، وذلك عندما قسم الإغريق العالم المعروف في زمنهم إلى سبعة أقاليم هي<br />
عبارة عن مناطق حرارية عظمى اعتمادا على دوائر العرض<br />
ويعتبر مفهوم الإقليم أساسا<br />
وسيلة عقلانية مفيدة كأداة لفهم وتحليل<br />
المجتمع البشرى بشكل أفضل ، وهو<br />
يعنى أنماطا مكانية معينة وارتباطات<br />
بين عوامل محددة ، مع ملاحظة أن<br />
هذه الأنماط أو الارتباطات غير<br />
موجودة بالضرورة بشكل حقيقىّ أو<br />
ملموس ، كما أنها ليست مجموع<br />
الحقيقة أو كلّ الواقع<br />
٠<br />
(٤٥)<br />
٠<br />
(٤٦)<br />
ومن الضرورى في الجغرافيا الإقليمية<br />
تقسيم مجموع المنطقة قيد الدراسة إلى<br />
شكل<br />
عن<br />
(٤)<br />
:<br />
أقاليم عن طريق تخصيص كل جزء من أجزاء هذه المنطقة<br />
عن طريق تقسيم المدى الكلىّ للتباينات المكانية إلى أنماط<br />
خريطة بطليموس الإقليمية<br />
عبد الحكيم والليثي علم الخرائط ص<br />
١٣<br />
(٤٧)<br />
لإقليم ما ، ومن ثم تنشأ الأقاليم<br />
وهكذا ينبثق مفهوم الإقليم من<br />
الحاجة إلى تقسيم منطقة كبرى إلى أجزاء يدرس كل جزء منها حسب اتحاد عناصره أو<br />
٠ مركباته<br />
وفي مثل هذا التقسيم كما أشار<br />
في عام “هتنر”<br />
١٩٠٣ يكون من الضروري<br />
عدم الأخذ في الاعتبار أوجه الشبه بين الأماكن فقط ، بل أيضا علاقات الموقع والصلات<br />
(٤٨)<br />
المتبادلة بين الأماكن ، ومن ثم قسّم الجغرافيون العالم إلى مناطق أصغر مساحة تتميز عن<br />
بعضها بخصائص جغرافيّة واضحة بينما تكون أجزاؤها الداخلية أقرب إلى التجانس<br />
والترابط فيما بينها هي ما يعرف بالأقاليم ، التى تنقسم حسب الهدف من الدراسة إلى<br />
: درجات منها<br />
الأقاليم الجغرافيّة الكبيرة التي تناسب الدراسة الأصوليّة أو العامّة ، ومنها<br />
الأقاليم متوسطة الحجم ، ومنها الأقاليم صغيرة الحجم مجال الدراسة التفصيلية وكل هذه<br />
الأقاليم يجمع بين دراستها منهج جغرافي واحد هو المنهج الإقليمي<br />
٠<br />
(٤٩)
ولقد اعتبر المظهر الأرضي المرئي<br />
visual Landscape<br />
أو المظهر الأرضي العام الذي<br />
يلخص كل الظاهرات الإقليمية هو موضوع علم الجغرافيا وكانت هذه الفكرة تظهر وتختفي<br />
أكثر من مرة في ألمانيا وفرنسا ، حيث كانت تسمى باللاندسكيب، وفي الولايات المتحدة<br />
الأمريكية حيث كانت تسمى باللاندسكيب الحضاري ، وفي بريطانيا حيث أصبحت علم<br />
الطبوغرافيا<br />
٠<br />
(٥٠)
المبحث الثاني :<br />
أسس التقسيم إلى أقاليم<br />
أهداف التقسيم الإقليمي وأسسه<br />
تتسم عملية التقسيم الإقليمي بصعوبتها غالبا ً، وذلك لاعتمادها على معايير أو أسس لا<br />
حصر لها، فالأقاليم يمكن أن تصنف في فئات طبقا ً لخصائصها الداخلية السائدة ، أو لطبيعة<br />
علاقاتها بالأقاليم الأخرى ، أو لدورها في الاقتصاد القومي للدولة<br />
إقليما<br />
(٥١)<br />
، وقد تعتبر منطقة ما<br />
لأنها تتميز وتتسق داخليا بسبب توافقها مع توزيع نمط معين من المناخ أو التضاريس<br />
أو النبات الطبيعي أو التربة ، أو لأن هذه المنطقة تتميز بنوع معين من النشاط الاقتصادي أو<br />
التركيب الحرفي أو استخدام الأرض أو اللغة ، وقد يعتمد تحديد الإقليم على معيار الخدمات<br />
الإدارية والعلاقات التجاريّة كإقليم المدينة ، مع ملاحظةٍ مهمةٍ هي أنه نادرا ً ما تتطابق بعض<br />
أنماط هذه الأقاليم مع بعضها الآخر تطابقا ً تاما ً<br />
٠<br />
ولكى تتم عملية التقسيم الإقليمي بشكل مقبول،<br />
ينبغي أولا ً فهم الخصائص الأساسيّة<br />
التي<br />
تعطى هذا الإقليم تميّزه عن غيره من الأقاليم بقدر الإمكان ، ثانيا ً تحديد النطاقات التي تضعف<br />
عندها هذه الخصائص لتبدأ خصائص إقليم آخر في الظهور أي مناطق الانتقال بين الأقاليم<br />
لأن حدود الإقليم مهما كان نمطه ليست حدودا ً صارمة ودقيقة<br />
إلا في حالة القارات<br />
والمحيطات ، فالخصائص الإقليمية تتغير تدريجيا ً في المكان حتى أن مناطق الانتقال هذه قد<br />
يصعب تحديد إلى أىّ من الإقليمين المتجاورين تنتمي ، بل إن هذه المناطق قد تصبح مناطق<br />
اتصال أكثر منها مناطق انفصال ، كمراكز العمران على جانبي النهر الفاصل بين حدود<br />
دولتين متجاورتين تمثلان إقليمين سياسيين مختلفين<br />
٠<br />
(٥٢)<br />
ومساحة موضوع الجغرافيا الإقليمية هي القارة عادة أو ما هو دونها حتى المركز<br />
الاداري، وفي داخل هذه المساحة قد يقتصر الجغرافي على دراسة ظاهرتين فقط أو قد يرجع<br />
إلى عدد أكبر من الظاهرات حتى يفسّر ما يبحث عنه<br />
(٥٣)<br />
، ولقد كان العالم ممثلا في حدوده<br />
الطبيعية أول هدف وضعته الجغرافيا لنفسها، وذلك عندما أراد باحثوها النهوض بها ورفع<br />
مستواها بما يعطيها ذاتيتها ويثبت استقلالها عن العلوم الأخرى، فقد انصب اهتمام هؤلاء<br />
الباحثين على إيجاد الحدود الطبيعية للعالم بدلا من الحدود السياسية سريعة التغير<br />
الأسس الطبيعية لتحديد الأقاليم<br />
٠
كان "هربرتسون" يرى أن الأقاليم الطبيعية موجودة، سواء أكان الإنسان جزءا منها أم<br />
لم يكن ، في الوقت ذاته الذي لم يعترف فيه بالحدود البشرية كأسس للتقسيم الإقليمي عندما<br />
نادى بوجوب استبعاد التقسيمات السياسية من أية دراسة إقليمية<br />
(٥٤)<br />
، لكن المشكلة الكبرى<br />
التي واجهت الجغرافيين آنذاك تمثلت في المقياس الذي يجب أن ترتكز عليه تلك الحدود<br />
الطبيعية ، وهي المشكلة التى ظلت باقية حتى القرن العشرين ، متمثلة على سبيل المثال في<br />
وضع "جيرج<br />
“Jeorge , W.<br />
إحدى وعشرين طريقة لتقسيم أمريكا الشمالية إلى أقاليم<br />
طبيعية وذلك قبل أن يضيف إليها طريقته الخاصة لتكون الطريقة الثانية والعشرين<br />
(٥٥)<br />
وقد سبق للجغرافي الألمانىّ "جاتيرير" أن حل هذه المشكلة عن طريق "شبكة أنظمة<br />
الجبال المتصلة<br />
" continuous network of mountain systems<br />
ليتخذها أساسا لتقسيم العالم إلى أقاليم طبيعية<br />
التى اقترحها عام<br />
، ١٧٧٥<br />
(٥٦)<br />
، وكان اتخاذ الجبال كأساس للحدود الإقليمية<br />
الطبيعية مقدمة للاعتماد على سلسلة من الظاهرات الجغرافية الطبيعية كأسس إقليمية ، فقد قام<br />
"سكلاتور .W "Sclator , بوضع أقاليم للجغرافيا الحيوانيّة ، كما وجد "باسارجه<br />
يمكن تقسيم قارة افريقيا إلى أقاليم طبيعية على أساس مناخى إلى حد ما<br />
الأسس البشريّة لتحديد الأقاليم<br />
عندما سادت الفلسفة الإنتفاعية<br />
أهداف العلوم الأخرى لاسيما التاريخ<br />
"Passarge<br />
٠<br />
(٥٧)<br />
utilitarianism<br />
(٥٨)<br />
أنه<br />
الفكر الجغرافي وجعلته وسيلة لخدمة<br />
كان الوصف الجغرافي التقليدي، والذي كانت<br />
مهمته فقط هي جرد المحتوى الاحصائي للوحدات السياسيّة ، يتخذ من هذه الوحدات أساسا<br />
للتقسيم الإقليمي<br />
٠<br />
ومن ثم كانت الظاهرات البشريّة هي أساس تحديد الأقاليم ، لا سيما حين نادي<br />
الجغرافي الألمانىّ “فارينيوس” مبكرا ً في عام<br />
١٦٥٠<br />
بأن على الجغرافي في الجغرافيا<br />
الخاصة أن يحاول وصف قطر بأكمله ، ومن ثم كان “فارينيوس” يرى في الدولة بحدودها<br />
السياسية وحدة مناسبة للدراسة الإقليمية<br />
٠<br />
(٥٩)<br />
ولكن رغم بقاء الوحدات السياسيّة والإدارية كأساس لتمييز الوحدات الإقليمية الا أن<br />
ظهور فلسفة الجغرافيا العلمية الصرفة لاسيما في ألمانيا ، والتى عبر عنها أوسكار "بشل<br />
O. “Peschel , ١٨٢٦ <br />
١٨٧٥ بأن الجغرافيا قد أخذت مكانها الصحيح كموضوع مستقل ،<br />
قد قضى على الوصف الجغرافي التقليدى ، ومن ثم بدأ الوصف الجغرافي لسطح الأرض
ولأقسام هذا السطح يرتكز على الأسس الطبيعية، رغم بقاء الحدود السياسية والإدارية كأساس<br />
٠ للتمييز<br />
(٦٠)<br />
وقد تكوّنت الدولة الوطنية الحديثة الأوروبيّة في الغالب من توحيد عدة أقاليم ومقاطعات<br />
شتى في القرون الأخيرة، وكان كل من هذه الأقاليم يمثل إلى حد كبير وحدة جغرافية<br />
طبيعية حقيقية ذات شخصية تاريخية مستقلة وشخصية حضارية متميزة ، كما<br />
وحدة اقتصادية يسودها قدر معين من الكفاية الذاتية<br />
ظهور لمصطلح الإقليمية<br />
regionalism<br />
كان يؤلف<br />
(٦١)<br />
، وفي فرنسا التى حدث بها أول<br />
في القرن التاسع عشر ،<br />
يعنى وكان<br />
الحضارية وليس الإقليمية ذات المفهوم الجغرافي كانت الأقسام الإدارية حتى نهاية ق<br />
الوحدات الطبيعية<br />
المختلفة<br />
وتمثل<br />
للدولة<br />
الإقليمية<br />
١٨<br />
٠ (٦٢)<br />
الإقليمية<br />
الواحدة<br />
نظريّة<br />
ثم ومن<br />
سياسيّة<br />
فإنها<br />
كاملة<br />
تمثل<br />
لأنها<br />
الجانب<br />
توزع<br />
الجغرافي<br />
الأثقال<br />
للعلم<br />
والقيم<br />
السياسي<br />
البشرية<br />
أو<br />
داخل<br />
الجانب<br />
هي<br />
الأجزاء<br />
السياسي<br />
للعلم الجغرافي لأنها "فلسفة المكان السياسية"، حيث أصبحت العدالة الإقليمية<br />
هدفا للجغرافيا التطبيقيّة تحققه عن طريق التخطيط الإقليمي، والإقليمية كموضوع في<br />
regional<br />
equity<br />
الجغرافيا<br />
الإدارية<br />
تعنى<br />
.(٦٣)<br />
وفي عام<br />
مبادئ مباشرة<br />
١٩١٠ اقترح<br />
الجغرافيا<br />
"لابلاش"<br />
السياسية<br />
يسمى أن يمكن ما أو "الداخلية"<br />
بالجغرافيا<br />
تقسيم فرنسا إلى أقاليم مدن ينضوي كل إقليم منها<br />
تحت لواء مدينة كبيرة ، وكانت فكرة هذا المشروع هي استبدال الأقسام التى بلغ عددها<br />
تسعين قسما بنحو خمسة عشر إقليما محددا على أساس الطبوغرافيا وأوجه النشاط البشرى<br />
والاقتصادي، تكون لكل إقليم منها عاصمته الإقليمية ، كما نادى<br />
بحثه عن<br />
"مقاطعات انجلترا"<br />
في عام<br />
"فوست<br />
C. “Fawcett , في<br />
١٩١٩ بأن كل إقليم يجب أن يتمركز حول مدينة، وبهذا<br />
فقد أكد بصفة خاصة الدور الذي تقوم به المدينة الكبرى في الإقليم بشكل يشبه إلى حد ما ما<br />
فعله لابلاش في فرنسا<br />
"جلبرت وقد أيّد<br />
آراء لابلاش وفوست<br />
مدينة<br />
١٩٣٩<br />
(٦٤)<br />
“Gilbert , E في عام<br />
و" جويارد<br />
" Guillard,<br />
في عام<br />
، ١٩٦٠<br />
،<br />
،<br />
(٦٥)<br />
حين أعلن جويارد أنه لا يمكن أن يتصور إقليما غير ذلك الذي تستقطبه<br />
كما كان الإقليم في رأى<br />
"ماكينزى<br />
"McKenzie وحدة جغرافية تتجمع فيها أوجه<br />
النشاط الاقتصادى والاجتماعى للسكان حول مركز اقتصادى وادارى واحد"<br />
٠<br />
ولقد كان الهيكل السياسي لألمانيا<br />
منذ توحيدها في عام<br />
١٨٧٠<br />
مهلهل موروث عن الماضي، إلى جانب<br />
هيكلا مكونا ً من تقسيم<br />
تنظيم اقتصادي واجتماعي جديد واسع النطاق أنشئت
بمقتضاه وحدات إقليمية متباينة ، وفي عام ١٩٣٥ أعلن أن كل التطوّرات السكانيّة والاقتصاديّة<br />
ستكون خاضعة لتخطيط الدولة<br />
،<br />
وبمقتضى هذا قسمت ألمانيا إلى ثلاثة وعشرين إقليما تخطيطيا<br />
ليست في الواقع الا مجموعات من الوحدات السياسية التى اتحدت مع بعضها بطريقة جعلت منها<br />
وحدات اقتصادية<br />
(٦٦)<br />
وهناك من الجغرافيين من يرى في الأهمية الاقتصادية أساسا للتقسيم الإقليمي ، فقد كان<br />
هذا هو رأى الجغرافي الأمريكي "دراير .C "Dreyer,<br />
في عام<br />
، ١٩١٥ عندما قال بأن السبب<br />
الأخير للإقليم الطبيعي سبب اقتصادىّ ، والذي قال بأنه على الرغم من فوائد كل التقسيمات<br />
الإقليمية المبنية على التضاريس والبنية ، أو على التضاريس والنبات الطبيعي ، أو على<br />
التوزيعات المناخية أو الحيوانية أو الإيكولوجية، فإن أفضل دليل للتقسيم الإقليمي هو الوظيفة<br />
الاقتصادية<br />
٠<br />
(٦٧)<br />
ولقد كان تقسيم الأقاليم صغيرها وكبيرها عملا لا نهاية له، ولذلك حاول العديد من<br />
الجغرافيين وضع قواعد يتم بمقتضاها تجميع الأقاليم الأصغر في أقاليم أكبر ، ولذلك فقد كانت<br />
الدراسة في بداية التطور الحديث للجغرافيا الإقليمية تنمو بطريقتين أساسيتين تقوم إحداهما<br />
على أساس دراسة مناطق محلية صغيرة ، بينما تقوم الأخرى على أساس دراسة مناطق أكبر<br />
تغطى مئات أو<br />
ألوف الأميال المربعة وكانت الفكرة الأساسية هي أن المنطقة الصغيرة<br />
هي التى يمكن أن نجد لها شخصية متميزة عند دراسة كل مظاهرها الجغرافية ، وإن كان<br />
من غير الضرورى أن تكون هذه الشخصية تامة التناسق<br />
أنماط الأقاليم<br />
٠<br />
(٦٨)<br />
أصبح الجغرافيون مع تطور الدراسة الإقليمية منذ بداية<br />
القرن العشرين يستخدمون ثلاثة<br />
مفاهيم أساسية فيما يتعل ّق بتحديد الأقاليم ودراستها ، ومن ثم وجدت ثلاثة أنماط رئيسة من<br />
الأقاليم هي الأقاليم المتجانسة<br />
functional regions والأقاليم العامة أو الكبيرة<br />
ويفرّق كل من<br />
"وولدردج وإيست<br />
homogeneous regions<br />
macro regions<br />
والأقاليم الخاصة أو الوظيفية<br />
٠<br />
(٦٩)<br />
"Wooldridge & East<br />
بين الأقاليم العامة والأقاليم<br />
الخاصة، بأن الأولى تفتقد التفرّد وتفتقر إليه ، بينما تتميز به الثانية ، ومن الواضح حسب<br />
رأيهما أن الجغرافي مهما كان ناجحا ً في معرفة الأقاليم العامة ، فان العالم لا<br />
لا يحوى أكثر من نمط واحد يكون فريدا في نوعه ، فالجغرافيا لا تعيد نفسها<br />
أي "يتكرر"<br />
"بالتفصيل" ومن
ثم فإنها لا "تكرر" نفسها لأنه لابد من الاختلاف مهما كانت درجة الائتلاف التى تتحد بموجبها<br />
ظاهرات المكان وترتبط أو تترابط فيما بينها على أساسها<br />
الأقاليم المتجانسة<br />
٠<br />
يعرف الإقليم المتجانس بأسماء أخرى كالإقليم المنهجي أو الشكلي أو منتظم النسق<br />
،<br />
وينتمي هذا النمط من الأقاليم إلى الفروع الأصولية للجغرافيا ، لأنه يمثل التوزيع المساحي<br />
لظاهرات جغرافية خاصة طبيعية أو حيوية أو بشرية ومن أمثلتها الأقاليم المناخية أو<br />
التضاريسية "ظاهرات طبيعية" ، الأقاليم النباتية "ظاهرات حيوية" ، الأقاليم الزراعية أو<br />
الصناعية أو أقاليم استخدام الأرض "ظاهرات بشرية اقتصادية"، الأقاليم اللغوية "ظاهرات<br />
بشرية حضارية" وغير ذلك من الأقاليم النوعية<br />
٠<br />
(٧٠)<br />
وينتمي الإقليم المتجانس إلى فئة أقاليم الأساس الواحد<br />
single based regions<br />
ولكن<br />
تحديده قد يعتمد على أساسين أو أكثر ، بشرط وجود علاقة سببية متميزة بين هذه الأسس ،<br />
كالاعتماد على كل من المناخ والتربة والنبات الطبيعي معا كأساس لتقسيم العالم أو إحدى<br />
قاراته إلى أقاليم طبيعية<br />
٠<br />
(٧١)<br />
ولما كان كل نوع من الأقاليم المتجانسة يختص بالعالم ككل، فانه يمثل النمط التوزعي<br />
للظاهرة المختارة للتقسيم الإقليمي على مستوى العالم، ومن ثم فانه يكشف تكرار أنماط معينة<br />
من الأقاليم على خريطة العالم ويوضح توزيعها كتوزيع نمط مناخ البحر المتوسط مثلا في<br />
خريطة العالم للأقاليم المناخية<br />
٠<br />
(٧٢)<br />
ومن الممكن دراسة العالم دراسة إقليمية على أساس نمط من أنماط الأقاليم المتجانسة،<br />
لأن قيمة مثل هذه الأقاليم لا تظهر في كشفها عن تكرار توزيع الأنماط الإقليمية فحسب ،<br />
وإنما تبدو أكثر في الإفادة منها في الدراسات التحليلية المقارنة التى تتناول العناصر الأخرى<br />
المكونة للبيئة ، فمثلا ت ُظهر خريطة أقاليم العالم المناخيّة مناطق توزع نمط إقليم البحر<br />
المتوسط المناخي، وذلك في مناطق حوض البحر المتوسط وجنوب غرب استراليا وجنوب<br />
غرب أمريكا الشمالية وجنوب غرب أمريكا الجنوبية ، وذلك ما بين دائرتي عرض<br />
ْ ٣٠ <br />
ْ ٤٠ غرب القارات ٠<br />
ولكن رغم أن هذا الإقليم المناخي يجمع بين كافة هذه المناطق ، إلا أن هناك عناصر<br />
أخرى غير المناخ كالموقع والسكان والمستوى التقني لهؤلاء السكان تتفاعل مع بعضها<br />
البعض تفاعلا داخليا وتتداخل وتتكامل لتعطى في النهاية صورة متميزة لكل إقليم من هذه
الأقاليم المناخيّة البحرسطية ، ومن ثم يتضح أن تقسيم العالم إلى أقاليم متجانسة ما هو إلا<br />
(٧٣)<br />
محاولة لتسهيل دراسة العالم دراسة إقليمية<br />
وتختلف الأقاليم المتجانسة عموما من حيث المفهوم ، سواء حُددت على أساس عنصر<br />
واحد أو أكثر ، أو حددت حسب إئتلاف عنصرين أو أكثر ، وسواء اعتبرت كاصطلاحات<br />
مفردة لكل إقليم على حدة ، أو حسب معايير عامة يمكن تطبيقها على أى عدد من الأقاليم<br />
المشابهة ، وسواء أكانت جزءا ً من نظام لتقسيم المنطقة قيد الدراسة بمجموعها ، أو كجزء<br />
متميز من أجزاء العالم ككل ، أو نطاقا يأخذ في اعتباره أجزاء معينة من منطقة ما ويستبعد<br />
(٧٤)<br />
أجزاء أخرى<br />
الأقاليم المناخية<br />
أخذت عملية تقسيم العالم إلى أقاليم حرارية عظمى اتجاها جديدا في الفكر الجغرافي<br />
الحديث، وذلك عندما اتخذ<br />
"سوبان<br />
“Supan من خطوط الحرارة المتساوية أساسا للتقسيم بدلا<br />
من دوائر العرض التى اعتمد عليها<br />
"بطليموس" في تقسيمه المعروف، وقد اعتبر العلماء خط<br />
الحرارة المتساوي ١٨<br />
ْم لأبرد شهور السنة حدا ً أقصى للمناخ الحار، بحيث تقع المنطقة<br />
الحارة بين هذين الخطين في نصفي الكرة ، كما اعتبروا خط الحرارة المتساوي<br />
١٠ ْم لأدفأ<br />
شهور السنة حدا مناخيا ً فاصلا بين المنطقتين القطبية والمعتدلة ٠<br />
ولكن بعد أن<br />
اتضح أنه<br />
" ليس بدرجة الحرارة وحدها يتم التصنيف المناخى" لأنها لا<br />
تظهر الأقاليم الرطبة والأقاليم الصحراوية استقر الرأي على اعتماد عنصر التساقط المطر<br />
أساسا إلى جانب درجة الحرارة في تقسيم العالم إلى أقاليم مناخية ، ويمثل تصنيف<br />
"Koppen<br />
(٧٥)<br />
المناخي هذا النمط الإقليميّ<br />
"كوبن<br />
الذي ميّز بين خمسة أقاليم مناخية رئيسة اعتمادا<br />
على التوزيع الفصلي لدرجة الحرارة من ناحية ، وكمية المطر وتوزيعها الفصلي من ناحية<br />
ثانية ، وما ينتج عنهما من أنماط نباتية طبيعية ، وهذه الأقاليم هي :<br />
جدول رقم (١)<br />
أقاليم كوبن المناخية<br />
المناخ<br />
المدارى<br />
الجاف<br />
المعتدل<br />
البارد<br />
القطبى<br />
رمزه<br />
خصائصه<br />
لا تقل درجة حرارة أبرد شهور السنة عن ١٨درجة م<br />
كمية التبخر فيه أكبر من كمية المطر المتساقطة<br />
٠<br />
٠<br />
يتراوح متوسط درجة حرارة أبرد شهور السنة بين ١٣ و١٨درجة م<br />
متوسط درجة حرارة أبرد شهور السنة ٣ درجة م ومتوسط درجة حرارة أحر<br />
١٠درجة ٠ م + شهور السنة<br />
لا يزيد متوسط درجة حرارة أحر شهور السنة على١٠ درجة م<br />
٠<br />
A<br />
B<br />
C<br />
D<br />
E
شكل رقم (٥) أقاليم "كبن"<br />
المناخية<br />
(عن:سطيحة الجغرافيا الإقليمية دار النهضة العربية بيروت ١٩٧٤ ص٤١)<br />
الأقاليم الخاصة والأقاليم الوظيفية<br />
يعتبر الإقليم الوظيفي نوعا ً من الأقاليم الجغرافية الخاصة التى يتميز كل إقليم منها<br />
بمجموعة خاصة من الظاهرات الجغرافية التى لا يشاركه فيها إقليم آخر<br />
(٧٦)<br />
، وتتضمن<br />
طريقة دراسة هذا النمط من الأقاليم تحليل مظاهر البيئة الجغرافية الطبيعية والبشرية للمنطقة<br />
التى يشغلها للتعرف على الظاهرات المميزة له ، وتقييم العلاقات المتبادلة بين هذه الظاهرات<br />
، وذلك من أجل إيجاد التركيبة التى تصوّر شخصيتة وتعطيه تفرّده ، لأن الشخصية الإقليمية<br />
ليست مجرد محصلة رياضية لخصائص الإقليم ، وإنما هي العوامل التى تعطى لهذا الإقليم<br />
تميزه وتفرده عن غيره من الأقاليم<br />
وقد أصر<br />
الجغرافية ، والنظام<br />
نظرية النظم العامة<br />
"تشيزولم"<br />
٠<br />
(٧٧)<br />
على أن دراسة الأقاليم الوظيفية كانت تتم في إطار دراسة النظم<br />
system هو أية مجموعة من الظاهرات ذات علاقات وظيفية ، وتهدف<br />
G.S.T إلى تعميم العلاقات والعمليات الوظيفية التى توجد داخل الأنظمة<br />
المختلفة الطبيعية والبشرية ، وإلى بناء النماذج إلى يمكن تطبيقها على نظم حقيقية<br />
ولقد كان الإقليم الوظيفي يعرف في أول الأمر بالإقليم العقدى<br />
٠<br />
(٧٨)<br />
، nodal نظرا للعلاقة<br />
القائمة بين العقدة المكان المركزي أو المدينة والريف المجاور وقد ظهرت فكرة الإقليم<br />
العقدىّ في مطلع القرن العشرين في كتابات عدد من الجغرافيين منهم جالبين "Galpin , J<br />
و"بارك ١٩١٥<br />
١٩٢٥<br />
Park , R<br />
"كريستالر "Christaller<br />
و"ديكنسون<br />
، غير أنها تطورت وتبلورت في كتابات كل من<br />
" Dickinson<br />
في ثلاثينيات القرن<br />
(٧٩)<br />
، بعد أن امتد مفهوم<br />
الإقليم العقدىّ لكى يشمل مناطق ذات تنظيم اقتصادىّ واجتماعىّ تتضح فيها العلاقات الوظيفية<br />
، ومن ثم أصبح الإقليم العقدىّ يعرف بالإقليم الوظيفي ، وهو الإقليم الذي نال اهتماما كبير ًا
من الجغرافيين في الآونة الأخيرة لعدة عوامل ، منها أنه يمثل وحدة واقعية لأغراض الحكم<br />
المحلى والتخطيط الإقليمي وتخطيط مناطق المدن والريف<br />
٠<br />
ولقد أكد بعض الجغرافيين أن الإقليم الوظيفي أسلوب أفضل في الدراسة الإقليمية من اسلوب<br />
الإقليم المتجانس ، ولكن ليس من الإنصاف القول بعدم وجود أقاليم سوى أقاليم المدن<br />
، لأن<br />
هذا الأخير لا يغنى عن الإقليم المتجانس الذي تغطى أنماطه سطح الأرض كله ، كما أنه لا<br />
يوجد تصنيف واضح للأقاليم الوظيفية نظرا ً لاختلاف أقاليم المدن في طبيعتها وأحجامها من<br />
دولة إلى أخرى كذلك فان عدم تناسق توزيع المدن على مستوى العالم كله قد أدى إلى ظهور<br />
مساحات داخلية شاسعة كحوضي الكونغو والأمازون لا تنتمي إلى أي من الأقاليم الوظيفية<br />
بسبب عدم وجود مدينة تحتل مركز الإقليم<br />
٠<br />
(٨٠)<br />
ويمكن تحديد الأقاليم الوظيفية بعنصر<br />
واحد كما هو الحال في إقليم النظام<br />
النهري ولكن في أغلب الأحيان يكون<br />
الباحث مهتما ً بالعديد من العناصر ذات<br />
العلاقة المتداخلة،ومثال ذلك تضافر<br />
عناصر عديدة في موضوع الانتاج، فوحدة<br />
المنطقة هي حقيقة ترتكز على علاقات<br />
متبادلة بين ظاهراتها، ومن ثم فإن الإقليم<br />
الوظيفي ليس تعميما ً وصفيا ً لسمة من<br />
سمات المكان ، ولكنه تعبير عن علاقات شكل رقم<br />
عملية بين ظاهرات هذا المكان<br />
(٦)<br />
٠<br />
(٨١)<br />
نموذج كريستالر<br />
(عن:محمد مدحت جابر جغرافية العمران ص<br />
(١٥٩<br />
وعند تحديد منطقة ما على أنها إقليم<br />
وظيفي يعاد بناء تركيب مكاني موجود<br />
بالتأكيد في<br />
مظاهر معينة بهذه المنطقة، ومن ثم فلكل إقليم وظيفي حجمه الخاص وشكله وبنيته ونمط<br />
حركاته الداخلية، ولهذا فهو يمثل مظهرا مكانيا في الحقيقة يجب على الجغرافي اكتشافه
وتحليله ٠وهذه الحقيقة هي بالذات التي تميز مفهوم الإقليم الوظيفي عن غيره من المفاهيم<br />
الإقليمية الأخرى ، مع ملاحظة أن العلاقات المتداخلة بين عناصر المنطقة أو بين ظاهرات<br />
الإقليم ليست علاقات "عالمية "بحيث لا يكون هناك سبب لأن نفترض أن نظام الأقاليم<br />
الوظيفية سيغطى كل منطقة قيد الدراسة ، ومن ثم فان حقيقة التنظيم الوظيفي للمناطق يعبر<br />
عنها بتداخل الأقاليم الوظيفية لأننا إذا قسّمنا منطقة ما حسب خطوط دقيقة فان هذا التقسيم<br />
يشوه الحقيقة الجغرافية للمنطقة بدلا من أن يقسمها إلى أقاليم<br />
٠<br />
(٨٢)<br />
ويمكن تصنيف الأقاليم الوظيفيّة إلى أنواع عامة كالأقاليم الزراعية والمُدنية والإدارية<br />
والتجارية وأقاليم الظهير ، ولكننا في كل الأحوال لا نعتمد على الظاهرات أو المظاهر العامة<br />
الموجودة في منطقة الإقليم ، وإنما نعتمد أساسا على بنية structure هذه المنطقة<br />
٠<br />
(٨٣)<br />
ولقد أثار مفهوم الإقليم الخاص جدلا طويلا بين الجغرافيين نتج عنه عدم وجود اتفاق<br />
عام على تحديد تام لهذا المفهوم ، أو على الأسلوب المناسب لتحديده ، فلجأ بعضهم إلى<br />
اعتماد النشاط البشرى كأساس للتحديد على أساس أن الإنسان يحقق تحكمه في بيئته الطبيعية<br />
بدرجة متزايدة ، ويتمثل هذا الاتجاه في أقاليم المدن أو في الأقاليم الصناعية التى تتميز بوحدة<br />
تقوم على التنظيم الاقتصادى والاجتماعى وتعكس الارتباط المتبادل بين العناصر الداخلة في<br />
هذا التنظيم ، ولهذا تسمى المنطقة التى يتحقق فيها هذا النمط بالإقليم الوظيفي<br />
أقاليم المدن<br />
٠<br />
تمثل المدن مراكز النشاط الاقتصادي المتخصص ومراكز التركز السكاني في بقع<br />
مكانية صغيرة المساحة نسبيا ، كما تقوم جلها لا كلها بدور المراكز العقدية والأماكن<br />
المركزية ، بسبب التفاعل المباشر بين المدينة وإقليمها الوظيفي أو أقاليمها الوظيفية<br />
٠<br />
(٨٤)<br />
ويعتبر إقليم المدينة من أكثر أمثلة الإقليم الوظيفي وضوحا ً ، فهو عبارة عن منطقة<br />
تخدمها مدينة كبيرة تمتد فوقها أي المنطقة مجالات الوظائف المختلفة لهذه المدينة في<br />
توزيع مساحي يمكن تحديده بما يمكن أن يطلق عليه "خطوط الوظيفة المتساوية<br />
functional<br />
" isolines<br />
مثل حدود الخدمات الإدارية أو الصحيّة أو التجاريّة أو التعليميّة أو الترويحيّة<br />
للمدينة ، التي تعتبر مركزا ً لإيصال هذه الخدمات إلى المناطق التى تحيط بها<br />
ومن ثم يتكون هذا الإقليم من قلب خادم<br />
٠<br />
core serving<br />
hinterland بالعديد من وظائف المدينة ، كما يتكون من ظهير خادم<br />
وقلب مخدوم<br />
وظهير مخدوم<br />
served<br />
serving hinterland<br />
served core<br />
نظرا لاعتماد المدينة على ظهيرها إقليمها في توفير حاجاتها<br />
من الغذاء والأيدى العاملة على سبيل المثال ، وقد بالغ بعض الباحثين في أهمية إقليم المدينة ،
ومن أمثلتهم "جويارد" الذي كتب في عام ١٩٦٠ أنه<br />
الذي تستقطبه مدينة "<br />
" لايمكن أن يتصور إقليما غير الإقليم<br />
(٨٥)<br />
ومثلما اقترح "لابلاش" تقسيما إداريا لفرنسا في عام<br />
انجلترا في عام<br />
١٩١٠<br />
١٩١٧<br />
نظم "فوست" مقاطعات<br />
حسب مراكزها الحضريّة ، كما أكد كل من "جونز<br />
“Jones<br />
و"بلات "Blatt على التنظيم الوظيفي للمناطق حول المجمّعات الحضرية ، ومن خلال كتابات<br />
"أولمان<br />
"Ullman<br />
و"ويتلسى<br />
والأقاليم المنتظمة الأكثر شيوعا ً<br />
"Whittlesey<br />
٠<br />
(٨٦)<br />
تم شرح الاختلافات بين مثل هذه الأقاليم العقدية<br />
وإقليم المدينة هو ذلك النطاق الذي يحيط بالمدينة، يخدمها وتخدمه، فالمدينة لا يمكن أن<br />
تعيش في "فراغ" ولا تظهر من تلقاء نفسها، بل يقيمها الريف لتقوم بأعمال لابد أن تؤدى في<br />
أماكن مركزية ، central places فجوهر فكرة المدينة هو أنها تخدم منطقة تابعة ، والأصل في<br />
وظيفتها هو العنصر الإقليميّ<br />
regional component<br />
، حتى أن فهم المدينة يصبح فهما<br />
ناقصا إلا إذا درست إقليميا ً مع ريفها المجاور ، فهناك تفاعل وثيق بين المدينة وريفها يتكون<br />
من مجموعة من الأفعال وردود الأفعال المتبادلة تنتهي في الواقع بإيجاد مركب إقليميّ متميز<br />
بكل معنى الكلمة<br />
٠<br />
(٨٧)<br />
والإقليم في رأى "ماكينزى" هو "وحدة جغرافية تتجمع فيها أوجه النشاط الاقتصادى<br />
والاجتماعى للسكان حول مركز اقتصادي واداري واحد<br />
"<br />
وليس هذا التعريف إلا تلخيصا ً<br />
لفكرة العلاقة والتكامل بين المدن والريف ، وهي الفكرة التى ظهرت في تقسيم "لابلاش"<br />
لفرنسا ، وتقسيم "فوست" لانجلترا، وعندما انتشرت السكك الحديدية في كل من هاتين الدولتين<br />
أخذت أهمية المدن الإقليمية تزداد بإطراد ، وكانت هذه المدن الكبرى هي الأساس الذي بنى<br />
عليه هذين الجغرافيين تقسيماتهما الإقليمية<br />
إقليم فون ثيونن<br />
وضع<br />
٠<br />
"فون ثيونن "Von Thunen<br />
أساس فكرة إقليمه في كتابه عن "الدولة المنعزلة"<br />
الصادر في عام ، ١٨٢٦ وكان هذا الكتاب خلاصة تجربته في إدارة مزرعة خاصة كان<br />
يمتلكها<br />
(٨٨)<br />
، ويتمثل إقليم "ثيونن" في أن دولته المنعزلة التى تشبه دويلات الإقطاع في<br />
أوربا العصور الوسطي تتألف من مدينة واحدة محاطة بظهير زراعي ، بينهما علاقة وثيقة<br />
تتمثل في اعتماد المدينة اعتمادا ً تاما ً على ظهيرها في الحصول على حاجتها من المنتجات<br />
الزراعية ، واعتماد الظهير على المدينة اعتمادا تاما في تصريف فائض إنتاجه
وتتسم البيئة الطبيعية في هذا الإقليم بالتجانس ، كما تصلح كل أجزاء الظهير لإنتاج<br />
الحاصلات الزراعيّة والحيوانيّة التى تنتج في العروض الوسطي أما سكان الإقليم فيتميزون<br />
بالنشاط والرغبة في مضاعفة دخولهم النقديّة ، ومن ثم يوائمون بين منتجات حقولهم من ناحية<br />
وحاجة سوق المدينة من ناحية أخرى وهو السوق الذي ينقلون اليه هذه المنتجات باستخدام<br />
العربة والحصان وسيلة النقل المتاحة في عصر "ثيونن"<br />
٠<br />
وقد توصل "ثيونن" في ضوء الخصائص السابقة إلى أن نمط الزراعة حول<br />
المدينة يتطور في نطاقات تأخذ شكل الحلقات أو الدوائر التى تتخذ من المدينة مركزا ّ لها ،<br />
بحيث تلعب تكلفة النقل الدور الحاسم في تقرير امتداد الحلقات بعيدا عن مركزها وهو المدينة<br />
، حيث تمثل هذه التكلفة مُتغيرا متحركا ّ في حين تتشابه بقية عناصر الإنتاج في كل أجزاء<br />
الإقليم ، ومن ثم يتحدد ربح المزارع بالمعادلة ر = س (ك<br />
+<br />
، و<br />
(س) سعر البيع ، و(ك) تكلفة الانتاج ، و (ن) تكلفة النقل<br />
٠<br />
ن) حيث تعنى (ر) الربح<br />
:<br />
وقد بلغ عدد<br />
"حلقات ثيونن"<br />
على أساس المعادلة السابقة ست حلقات هي<br />
الحلقة الاولى<br />
:<br />
وهي الأقرب إلى المدينة وتتخصص في انتاج السلع سريعة التلف كاللبن<br />
والخضروات ، والتى تتمدد باستمرار الطلب على منتجاتها ومن ثم يدفع سكان المدينة<br />
لمزارعى هذه الحلقة أسعارا تشجعهم على إنتاج هذه المنتجات في هذه الحلقة بدلا من الحبوب<br />
وغيرها ، لأن وسائل التبريد أو التعليب لم تكن معروفة بعد<br />
الحلقة الثانية<br />
٠<br />
:<br />
وتتخصص في انتاج أخشاب الوقود أو التدفئة ، ويعتمد حدها الخارجى على<br />
مدى الطلب علي الأخشاب وعلى تكلفة النقل<br />
الحلقات<br />
٠<br />
:<br />
الثالثة والرابعة والخامسة ، وتتخصص في انتاج الحبوب وغيرها من المحاصيل ،<br />
وتتميز بوجود نوع من<br />
الحلقتين<br />
"<br />
الدورة الزراعية<br />
"<br />
:<br />
الحلقة السادسة<br />
:<br />
الرابعة والخامسة ، أى كلما بعدت المنطقة عن المدينة<br />
حيث تترك أجزاء منها بدون زراعة ، خاصة في<br />
وتتخصص في انتاج المراعى وتربية الحيوان ، وتصدر منتجات الألبان التى<br />
لا تتلف بسرعة كالأجبان إلى سوق المدينة ، كما تصدر الحيوانات التى تساق إلى هذه السوق<br />
دون أن تنقل لتقليل نفقات النقل<br />
٠(٨٩)<br />
•<br />
•<br />
•<br />
•
إقليم كريستالر<br />
شكل رقم (٧) نموذج فون ثيونن<br />
عن:فتحي محمد مصيلحي الجغرافيا البشرية المعاصرة دار الإصلاح الدمام ١٩٨٤ ص<br />
تعتبر نظرية<br />
إستناد ًا على أفكار<br />
"كريستالر<br />
"مارك جيفرسون<br />
١٤٤<br />
“Christaller عن المكان المركزي، والتى وضعها عام<br />
١٩٣٣<br />
"Jefferson , M.<br />
بالأقاليم الوظيف ّية، لأن المركزيّة من وجهة نظر<br />
في عام<br />
"كريستالر"<br />
١٩٣١ من النظريات الخاصة<br />
كانت تعنى أساسا ً درجة وظيفية<br />
يقصد بها تلك المراتب المختلفة للمحلات المركزيّة وهي المحلات التى تتباين أقاليمها تبعا<br />
لمراتبها المختلفة<br />
(٩٠)<br />
فقد تكون المدينة المكان المركزي قليلة السكان ، ولكنها في الوقت<br />
ذاته تكون ذات أهمية كبيرة كمحلة مركزيّة تبعا ً لامتداد الإقليم الذي تخدمه ، أي بمركزية<br />
المكان<br />
centrality of place التى تتميز بها ٠<br />
والمركزية التى عناها<br />
تتعلق بالوظائف المركزية<br />
"كريستالر"<br />
functions<br />
هي التى تعطى للمكان صفة المَحِل ّة المركزيّة، وهي<br />
central<br />
، وكذلك بالسلع والخدمات المركزية ، وهذه<br />
الوظائف والسلع والخدمات يمكن تصنيفها إلى درجات عليا ودنيا حسب مراتب المحلات<br />
العمرانية<br />
وكان<br />
٠<br />
(٩١)<br />
"كريستالر"<br />
نظرا لتكامل هوامشه<br />
يرى أن إقليم المكان المركزىّ هو إقليم متكامل<br />
prepheries مع نواته أو قلبه<br />
، complementary<br />
، core والذي تتضح فيه العلاقات المتبادلة<br />
بين المدينة وظهيرها ، وهي علاقات موجبة من الطرفين ، وترتبط المدن وأقاليمها في<br />
(٩٢)<br />
نطاقات ذات أشكال منتظمة أقرب ما تكون إلى الشكل الدائري<br />
، كذلك كان يرى أن ثمة<br />
نظاما ّ تتوزع بمقتضاه المحلات المركزيّة ، بحيث يقل انتشارها كلما ارتفعت مرتبتها ، ويقل<br />
كلما انخفضت ، كما أن هناك مدى واسعا ً بين هذه المحلات العمرانيّة من حيث الحجم ، من
مستوى مدينة السوق الصغيرة ، إلى مستوى المدينة الأم الكبيرة ، metropolis مرورا بعدد<br />
من فئات حجمية يوضحها الجدول التإلى<br />
٠<br />
(٩٣)<br />
(٢) جدول رقم<br />
نظام الأماكن المركزية عند والتر كريستالر<br />
م<br />
مرتبة<br />
العدد الرمز<br />
التباعد<br />
السكان ألف نسمة<br />
مساحة الإقليم<br />
المدينة<br />
عاصمة إقليمية<br />
عاصمة محافظة<br />
عاصمة مديرية<br />
عاصمة مركز<br />
بلدة متوسطة<br />
بلدة صغيرة<br />
قرية بها سوق<br />
كم محلة<br />
المحلة<br />
إقليمها<br />
كم٢<br />
٣٢٤٠٠<br />
١٠٨٠٠<br />
٣٦٠٠<br />
٧٢٠٠<br />
٤٠٠<br />
١٣٣<br />
٤٤<br />
٣٥٠٠<br />
١٠٠٠<br />
٣٥٠<br />
١٠٠<br />
٣٥<br />
١١<br />
٣,٥<br />
٥٠٠<br />
١٠٠<br />
٣٠<br />
١٠<br />
٤<br />
٢<br />
١<br />
١٨٦<br />
١٠٨<br />
٦٢<br />
٣٦<br />
٢١<br />
١٢<br />
٧<br />
١<br />
٢<br />
٦<br />
١٨<br />
٥٤<br />
١٦٢<br />
٤٨٦<br />
L<br />
P<br />
G<br />
B<br />
K<br />
A<br />
M<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
.٤<br />
.٥<br />
.٦<br />
.٧<br />
الأقاليم الاقتصادية<br />
قام كل من<br />
"هارتشورن و<br />
"ديكين"<br />
الشماليّة إلى أقاليم زراعيّة على أساس<br />
١٩٣٥ في سنة<br />
بتقسيم كل من قارتي أوربا وأمريكا<br />
إحصائي متناسق ، وكان لهذا التقسيم الإقليمي فائدته<br />
التى تلخصت في توضيح الاختلافات الموجودة في مظاهر السطح وفي توزيع السكان ، ويبدو<br />
أنها كانت تؤيد القول الشائع الذي وضعه<br />
للإقليم الطبيعي إنما هو هدف اقتصادي<br />
وقد وضع<br />
"روكسبى<br />
في عام " "دراير<br />
١٩١٥ وهو<br />
٠<br />
(٩٤)<br />
" Roxby, P.,M.<br />
" أن الهدف النهائي<br />
مشروعا للتقسيم الإقليميّ على أساس أحوال<br />
التربة والصرف ، اعتبر وحداته الإقليمية ذات أهمية بالنسبة لمستقبل التخطيط الزراعي ، كما<br />
اعتبر أن من واجب الجغرافي الإقليمي أن يعلق على ما يمكن أن تكون عليه أوجه استخدام<br />
الأرض في المستقبل ، وكان يرى مثل الجغرافيين الإقليميين الفرنسيين أن فهم أية<br />
منطقة لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال دراسة التاريخ<br />
كذلك قال روكسبي في عام<br />
١٩٢٥ بأن<br />
٠<br />
"الوحدة الطبيعية تميل إلى أن تتحول إلى<br />
وحدة اقتصادية لأنه كلما تطورت وسائل المواصلات في منطقة ما كلما أصبح تخصصها<br />
الإقليمي أكثر وضوحا ومن ثم فإنه كان يؤيد أفكار<br />
"دراير"<br />
، كما كان يدعو في كل كتاباته<br />
إلى عدم التفكير في أية وحدة إقليمية على أنها موجودة في عزلة عن غيرها من الوحدات<br />
الأخرى ، بل على أساس أنها مرتبطة بمنطقة أوسع منها<br />
٠<br />
(٩٥)
الأقاليم التخطيطية<br />
تتطلب عملية تخطيط أية منطقة من أجل تنميتها "الإقليم التخطيطي أو إقليم التنمية" فهما<br />
جيدا لحدود الوحدة الإقليمية المختارة ولمكوناتها المميزة ، ومن ثم يعتمد التخطيط الإقليمي<br />
هنا على معرفة الاختلافات الإقليمية من ناحية والعوامل المتعددة ذات العلاقات المتبادلة التى<br />
تؤلف أية وحدة إقليمية من ناحية أخرى<br />
(٩٦)<br />
core periphery regions من أبرز أنماط الأقاليم التخطيطية<br />
أقاليم التنمية أو أقاليم القلب الهامش<br />
٠<br />
، وتعتبر أقاليم التنمية وأبرزها إقليم القلب الهامش<br />
ترتكز هذه الأقاليم على مفهوم مركز النمو ، growth center التى تبدأ فيه أو منه التنمية<br />
الاقتصادية والاجتماعية ، ثم تنتقل إلى المناطق المحيطة بهذه المراكز بعد ذلك ، والمسائل<br />
الأكثر معيارية في التنمية الاقتصادية الإقليمية هي تلك الخاصة بالتوزيع الإقليمي للاستثمارات<br />
في كل من الزمان والمكان ، لأنه من الأفضل للاستثمارات أن تكون مركزة في مراكز نمو ،<br />
عنها من أن تتناثر حول هذه المراكز في بحث غامض عن التوازن أو المساواة equity طالما<br />
أن التركيب القائم للمكان المركزي في الدولة يمكن أن يؤقلم ليفيد أهدافا محددة خاصة ببدء<br />
٠ النمو ونقله<br />
ولقد أصبحت فكرة مركز النمو بسبب الاعتبار السابق ذات أهمية بالنسبة للعديد من<br />
الإقتصاديين، وذلك عندما تطلب نظام التخطيط القومى والإقليمي تحديدا واضحا للأقاليم<br />
وكيفية التوزيعين المكاني والقطاعي للإستثمارات<br />
٠<br />
وقد وسّع هذا الاهتمام من أسس نظريات مركز النمو لتتضمن متغيرات أخرى غير<br />
المتغيرات الاقتصاديّة، مثل المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وقد حدد "بودفيل<br />
"Boudville<br />
ثلاثة أنماط من الأقاليم الخاصة بمراكز النمو هي<br />
المُست َقطب polarized والإقليم المخطط أو المبرمج<br />
:<br />
(٩٧)<br />
٠<br />
الإقليم المتجانس الإقليم<br />
ويتمتع الإقليم المتجانس بدرجة قصوي من التجانس الداخلي ، وبحد أعلى من التغاير<br />
الخارجى لخواص أي عنصر يمكن قياسه ، وتتحدد الأقاليم الاستقطابية أو المستقطبة على أنها<br />
تلك المجموعات من الأماكن الجغرافية التى تتجه فيها اتصالات وتدفقات كل من السلع<br />
والخدمات والولاء السياسي بصورة غالبة في اتجاه واحد نحو نقطة مركزية أو قطب<br />
مًهيمن ، ولذلك فان حدود الإقليم الاستقطابي هي ذلك الخط الذي تصبح وراءه هذه التدفقات<br />
والاتصالات متجهة بصورة غالبة في اتجاه آخر أى نحو قطب آخر وهذا التصور
شبيه جدا بمفهوم "ويتلسى" عن الإقليم العقدي<br />
، nodal region كما أن له عديد من ملامح<br />
٠<br />
(٩٨)<br />
نموذج " Friedmenn<br />
"فريدمان<br />
عن المركز الحد الخارجى<br />
وقد قسّم فريدمان منطقة الحد الخارجي للإقليم الاستقطابي إلى أجزاء عديدة كما يلى :<br />
transitional upward<br />
transitional downward<br />
resouce frontier<br />
special problem<br />
(٣) جدول رقم<br />
الأقاليم الانتقالية الصاعدة<br />
الأقاليم الانتقالية الهابطة<br />
جبهات الموارد<br />
أقاليم المشكلة الخاصة<br />
تقسيم فريدمان لمنطقة الحدّ الخارجيّ<br />
والأقاليم الانتقالية الصاعدة هي مناطق مأهولة ذات<br />
إمكانات واضحة<br />
للنمو وتحوز مثل<br />
إقليم القلب وفودا ً سكانيا صافيا ، net immigration وهي أقاليم نامية بها مشكلات تمويل ، أما<br />
الأقاليم الانتقالية الهابطة فهي أقاليم اقتصاد ريفي أو صناعي متدهور، توحي مواردها بتنمية<br />
٠<br />
أقل كثافة مما كانت عليه في الماضي ، حيث يصبح النزوح<br />
emigration سمة مميزة<br />
وجبهات الموارد هي نطاقات من مراكز العمران الجديدة يكون النمو فيها ذا احتمالات<br />
أو إمكانات كبيرة في الأنشطة الزراعية أو المعدنية المرتبطة بالوفود السكانيّ والمدن الجديدة<br />
الصغيرة، بينما أقاليم المشكلة الخاصة فئة تضم المناطق التى تظهر صعوبات أمام السياسة<br />
غير التى ذكرت بعاليه ٠<br />
ويمكن للإقليم الاستقطابي<br />
أن يوجد على أعلى مستوى ، ولذلك فان فكرة الإقليم<br />
الاستقطابي فكرة متساوقة مع المكان المركزي وتراتب المدن ذات الأحجام والوظائف المُرتبة<br />
تصاعديا ، وقد ظهر هذا المفهوم في التخطيط الإقليمي الفرنسي ، الذي عرف ثلاثة أقاليم<br />
:<br />
(٩٩)<br />
٠<br />
متجانسة هي<br />
١.إقليم باريس<br />
٢.تسعة أقاليم استقطابية في الغرب والشرق كل منها له مركز يعرف ب<br />
"حاضرة<br />
التوازن<br />
equilibrium" " metropole d' باستثناء مدينة باريس<br />
٣.واحد وعشرين إقليما مخططا من أجل توزيع قصير المدى للموارد ٠<br />
وقد اختيرت الحواضر الثمان خارج باريس على أساس أحجامها بعضها يتكون من<br />
مدن عديدة مثل ليل وروبه وتوركوان وذلك بهدف تحقيق لامركزية بعض الوظائف<br />
الإقليمية ، بسحبها من باريس نحو هذه الحواضر٠<br />
" Paris et le desert Francais<br />
وكان الهدف هو حل مشكلة<br />
"باريس والصحراء الفرنسية<br />
والتي نشأت لأن باريس قد<br />
"سحبت" معظم الوظائف الإقليمية من الأقاليم الأخرى ومراكزها ،
لدرجة أن المدن الصغرى بالمقاطعات قد اعتمدت على المراكز الإقليمية بدرجة غير فعالة ،<br />
كما امتد نفوذ باريس ليشمل الدولة كلها<br />
٠<br />
وكانت هذه السياسة تهدف إلى تركيز الاستثمارات في الحواضر الإقليمية الثمان<br />
وتطوير "درع حضري<br />
" armature urbane<br />
يتمثل في نظام للمكان المركزى يعظ ّم الاعتماد<br />
المتبادل بين مراكز هذه الأقاليم الإستقطابية وبين مناطقها الخارجية أو هوامشها، وذلك عن<br />
طريق جذب التدفقات من الحد الخارجى وتوجيهها من خلال الهيراركية إلى المراكز<br />
٠ الأصغر<br />
وهذه السياسة بمصطلحات<br />
"فريدمان"<br />
هي سياسة تشجيع التكامل المكاني بين قلب<br />
الإقليم وهوامشه<br />
(٨) شكل رقم<br />
core - peripheral Policy على مستوى داخلية الإقليم الاستقطابي<br />
intra -<br />
٠<br />
، regional بما يؤدى إلى تقليل التفاوتات الواضحة بين هذا القلب وهو مدينة باريس وحدوده<br />
الخارجية وهي بقية فرنسا على مستوى إقليميّ<br />
،inter - regional كل ذلك بهدف توفير<br />
الوظائف وإتاحة مستوى من الخدمات بالحواضر الإقليمية، بحيث تقوم هذه الأخيرة بدورها<br />
باستقطاب هوامشها بدلا من توجه الجميع كهوامش نحو مدينة باريس كقلب لكل فرنسا<br />
وتتحقق التنمية الإقليمية عن طريق السياسة الإقليمية إحدى نتائج<br />
وهي السياسة الموجّهة نحو حل مشكلات التنمية غير المتساوية إقليميا<br />
العلم الإقليمي<br />
(١٠٠)<br />
،<br />
(١٠١)<br />
، والناجمة عن
لاوا<br />
عدم التساوي الجغرافي في توزّع مقوّمات وظروف الانتاج الاقتصادي والوضع الاجتماعي ،<br />
وذلك نتيجة لإدراك أبعاد عمليات التغير غير المتساوية إقليميا ، وللوعى بالنتائج المحتملة<br />
للتغير على هذه الأقاليم<br />
وتهدف هذه السياسة إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي الإقليمي<br />
عن طريق تحقيق التنمية الإقليمية<br />
regional social welfare<br />
(١٠٢)<br />
عن طريق تحسين ظروف الإنتاج الإقليمي ،<br />
ستثمار في البنية الأساسية الإقليمية ، أو بإعادة التنظيم المكاني للقوى العاملة الإقليمية في<br />
ترك ّزات جغرافية أكثر<br />
سهولة في استخدامها، بمعنى أن هذه السياسة تحاول تحديث القاعدة<br />
الإنتاجية للاقتصاد الإقليمي وإعادة بنائها، عن طريق تعزيز عمليات التغير أو الانتقال<br />
الموقعي<br />
المتوافقة مع النمط الإنتاجي<br />
الإقليمي للجغرافيا في حل مشكلات الأقاليم<br />
ويمكن اعتبار مفهوم مناطق التنمية<br />
الأكثر فعالية<br />
٠<br />
(١٠٤)<br />
(١٠٣)<br />
، ومن هنا تتأكد أهمية المنظور<br />
development areas<br />
بمثابة المحف ّز الفكري<br />
لموضوعات التنمية الإقليمية ، فالجغرافيا تدرس الأماكن بغية تحديد الأقاليم ، ومن ثم يمكن<br />
اعتبار مناطق التنمية بمثابة<br />
"أقاليم تنمية"<br />
، وذلك على أساس أن ما يجمعها معا ويفرقها عن<br />
غيرها أي هذه الأقاليم هو حاجتها إلى التنمية ، فعلى سبيل المثال ، كانت<br />
التنمية"<br />
"مناطق<br />
في بريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية هي الأقاليم التي حُددت على أنها في<br />
حاجة إلى المساعدة في سياق التخطيط بين الإقليمي<br />
الحلقة الأخيرة في سلسلة من السياقات الموجهة على أساس مناطقي<br />
interregional - planning الذي كان يمثل<br />
٠<br />
(١٠٥)<br />
وترجع أهمية المفهوم الجغرافي لموضوع التنمية الإقليمية إلى طبيعة المنظور<br />
الجغرافي لكل من الإقليم والتنمية، فالإقليم من أبرز المفاهيم الجغرافية بل إن غاية البحث<br />
الجغرافي هي الوصول إلى تحديد ملامح الشخصية الإقليمية ولذلك تهتم الجغرافيا بالمشكلات<br />
المكانية الإقليمية، من حيث دراسة أسسها وتحديد أسبابها ووضع حلولها، كما أن الجغرافيا<br />
تعتبر ميدان بحث علمي له نتائج ذات أهمية كبرى في تحقيق التوازن الإقليمي أو المساواة<br />
الإقليمية ، وذلك عن طريق العمل على تقليل التفاوتات الإقليمية داخل الإقليم الواحد ، والحد<br />
منها فيما بين الأقاليم المختلفة داخل الدولة<br />
٠<br />
وتتلخص فكرة أو مفهوم التنمية الإقليمية في تلك العملية النظرية أو التطبيقية التى<br />
تؤدى إلى حدوث عدة مظاهر تدل على تغير<br />
"اللاندسكيب النفعىّ<br />
"<br />
beneficial landscape<br />
لإقليم ما ، بما يحقق وضعا ً أفضل لسكان هذا الإقليم ، أو بمعنى آخر يمكن تعريف التنمية<br />
الإقليمية بأنها تلك التغيرات التى تطرأ على حالة إقليم ما بطريقة مقصودة بهدف تحسين<br />
أوضاع حياة سكانه ، وتقليل التفاوتات المكانية البشرية<br />
spatial human disparities بين
أجزائه المختلفة ، وذلك عن طريق الاستخدام الأمثل لموارده المادية ، وتحسين كفاءة موارده<br />
البشرية بكافة تفصيلاتها ، ويمكن اعتبار تحقيق هذه الأهداف بغرض تقليل التفاوتات بين<br />
أقاليم الدولة أحد مفاهيم التنمية الإقليمية<br />
الأقاليم العامة أو الاصولية<br />
٠<br />
(١٠٦)<br />
اختلف الجغرافيون عند تقسيمهم العالم إلى أقاليم عامة ، فمنهم من اتخذ القارات<br />
كوحدات رئيسة للدراسة الإقليمية ، ومنهم من قسم العالم إلى أقاليم كبرى متميزة في<br />
خصائصها العامة ، بصرف النظر عما اذا كانت القارة الواحدة تضم أكثر من إقليم كبير ، أو<br />
أن الإقليم الكبير يمتد في أكثر من قارة ، ومن الجغرافيين الذين اتبعوا التقسيم الأخير<br />
الأصغر<br />
Wheeler , J في عام<br />
:<br />
(١٠٧)<br />
١.إقليم اوربا بدون الاتحاد السوفييتى "السابق" ٠<br />
٢.الاتحاد السوفييتى " السابق " ٠<br />
٣.الشرق الأوسط ٠<br />
٤.الشرق الأقصى شرق وجنوب شرق آسيا ٠<br />
"ويلر<br />
، ١٩٥٠ وذلك عندما قسّم العالم إلى ثمانية أقاليم كبرى هي<br />
٥.إقليم المحيط الهادى الأوقيانوسية ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادي الأخرى<br />
٦.افريقيا المدارية والجنوبية ٠<br />
٧.أمريكا اللاتينية ٠<br />
٨.أمريكا الشمالية شمال المكسيك ٠<br />
٠<br />
(٩) شكل رقم<br />
أقاليم جيمس ويلر<br />
عن: على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق <br />
١٩٨١ ص<br />
٣٥<br />
وتعتبر أقاليم العالم الكبرى أقاليم عامة أو شاملة ينطبق عليها مفهوم الإقليم الكبير<br />
macro region<br />
،كإقليم الشرق الأوسط أو إقليم أمريكا اللاتينية وهي تستخدم عند معالجة
مسائل عالمية عامة ، وتتسم هذه الأقاليم باختلافها الكبير ، بحيث لا يمكن أن تندرج في إطار<br />
الأقاليم المتجانسة أو الأقاليم الوظيفية ، ولكنها تسمى أقاليم لمجرد تميزها الشامل ، ويتضمن<br />
كل إقليم منها العديد من الأقاليم المتجانسة والوظيفية<br />
الأقاليم العامة الطبيعية<br />
"أودوم استخدم<br />
٠<br />
"Odum<br />
تعبير طبيعي natural<br />
"<br />
كمرادف لتعبير<br />
"physical"<br />
عندما تكلم<br />
عن الأقاليم الطبيعية، ولكن كثيرا من الجغرافيين قد كتب عن الأقاليم الطبيعية على اعتبار أنها<br />
تتضمن المظاهر الطبيعية الفيزيوجرافية والبشرية على حد سواء، في حين تعتبر هذه<br />
الأقاليم نوعا من الأقسام الفيزيوغرافية غير المتجانسة، وذلك فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية<br />
(١٠٨)<br />
، ويبدو أن جميع المجهودات التى بذلت<br />
لإظهار الأقاليم الطبيعية في صورة خالية من<br />
الشوائب قد ركزت اهتمامها بصورة أكبر جدا ما يجب على تأكيد ضرورة توفر شرط<br />
التجانس في هذا الإقليم<br />
٠<br />
(١٠٩)<br />
أقاليم "هربرتسون" الطبيعية<br />
من أقوال "هربرتسون" المؤيدة للفكرة الإقليمية أن الأقاليم الطبيعية موجودة، سواء أكان<br />
الإنسان جزءا منها أم لم يكن، ولكنه أنكر الحدود البشرية كأسس للتقسيم الإقليمي فقال بأن<br />
التقسيمات السياسية يجب أن تستبعد من أية دراسة إقليمية<br />
(١١٠)<br />
، وقد اعتمد هربرتسون في<br />
تقسيمه للعالم إلى أقاليم على عناصر ثلاثة هي المناخ والنبات الطبيعي ومظاهر السطح، حيث<br />
أكد أن هذه الثلاثية<br />
إذا ما تشابهت فإنها تؤدى إلى وجود مناطق أرضية متشابهة أيضا <br />
أقاليم وتعتبر درجة الحرارة هي الأساس الأول في هذا التقسيم ، يليها المطر وما ينتج<br />
عنهما من نبات طبيعي فمظاهر السطح لتحديد الأقاليم الفرعية ، والنطاقات المناخية<br />
التى اعتمدها هربرتسون هي<br />
النطاق القطبى<br />
النطاق المعتدل البارد<br />
النطاق المعتدل الدفيء<br />
: (١١١)<br />
نطاق الصحارى المدارية<br />
النطاق دون المدارى<br />
النطاق الاستوائى المطير<br />
والتى اتخذها وبمساعدة مظاهر السطح كأساس لتقسيم العالم إلى الأقاليم الطبيعية التالية<br />
، والتى تشكل الحدود الفاصلة بينها مناطق انتقالية وليست خطوطا فاصلة كالتخوم<br />
frontiers الفاصلة بين الدول وليس الحدود borders في الجغرافيا السياسية<br />
١ أ<br />
الرمز<br />
القطبى<br />
جدول رقم<br />
:<br />
(٤)<br />
)<br />
أراض منخفضة<br />
(<br />
أقاليم "هربرتسون" الطبيعية<br />
الإقليم<br />
التندرا<br />
النموذج
١ ب<br />
٢ أ<br />
٢ ب<br />
٢ ج<br />
٢ د<br />
٣ أ<br />
٣ ب<br />
٣ ج<br />
٣ د<br />
٤ أ<br />
٤ ب<br />
٤ ج<br />
) القطبى<br />
أراض مرتفعة<br />
القمم الجليدية<br />
اوربا الغربية<br />
كويبك<br />
سيبيريا<br />
جبال ألتاى<br />
البحر المتوسط<br />
الصينى<br />
طوران<br />
ايران<br />
الصحراء الكبرى<br />
الموسمى<br />
السودان<br />
التبت<br />
حوض الأمازون<br />
(<br />
المعتدل البارد( إقليم الحافة الغربية<br />
(<br />
)<br />
)<br />
)<br />
إقليم الحافةالشرقية<br />
المعتدل البارد إقليم الأراضى المنخفضة الداخلية)<br />
المعتدل البارد إقليم الجبال الداخلية<br />
المعتدل البارد المعتدل الدفيء( إقليم الحافة الغربية ذى المطر الشتوى<br />
(<br />
المعتدل الدفيء (إقليم الحافة الشرقية ذى المطر الصيفي)<br />
المعتدل الدفيء( إقليم الأراضى المنخفضة الداخلية<br />
المعتدل الدفيء<br />
(<br />
)<br />
الصحارى المدارية<br />
الأراضى المدارية<br />
إقليم الأراضى الهضبية الداخلية<br />
(<br />
)<br />
)<br />
الغربية<br />
( الشرقية<br />
الأراضى الهضبية دون المدارية<br />
الجبال شبه المدارية أو الدارية العالية<br />
الأراضى المنخفضة الاستوائية<br />
٥ <br />
٦ <br />
٠<br />
(١٠) شكل رقم<br />
أقاليم هربرتسون الطبيعية<br />
عن: على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق ١٩٨١ ص<br />
٣٢<br />
الأقاليم العامة البشرية<br />
تعتبر أقاليم<br />
"فلير H. "Fleure,<br />
البشرية وأقاليم "إيكرمان<br />
" Ackerman<br />
الاقتصادية من<br />
أبرز أنماط الأقاليم البشرية العامة ، التى تعكس مدى استجابة الإنسان لظروف بيئته ، رغم ما<br />
تحمله هذه الأقاليم من "نكهة حتمية" تضاءلت حدتها مع تزايد تأقلم الإنسان مع هذه الظروف<br />
أقاليم فلير البشرية<br />
٠<br />
في ضوء اختلاف درجات تفاعل الإنسان مع بيئته من مكان إلى آخر على سطح<br />
الأرض قسم "فلير" هذا السطح إلى ستة أقاليم هي<br />
جدول رقم<br />
:<br />
(٥)<br />
أقاليم "فلير" البشريّة
egion of increment<br />
region of hunger<br />
region of debilitation<br />
region of nomadism<br />
region of effort<br />
region of lasting difficulty<br />
١. إقليم الوفرة أو الغنى<br />
.٢<br />
.٣<br />
.٤<br />
.٥<br />
.٦<br />
إقليم الجوع<br />
إقليم الضعف<br />
إقليم الارتحال<br />
إقليم العمل وبذل الجهد<br />
إقليم الصعوبة الدائمة<br />
ويتمثل إقليم الوفرة في المناطق ذات الامكانات الأكبر من حاجة سكانها ، والسكان ذوى<br />
النشاط والجهد في استغلال هذه الامكانات استغلالا أفضل ، وتعتبر منطقة حوض البحر<br />
المتوسط نموذجا لهذا الإقليم ، أما إقليم الجوع فيتمثل في المناطق الخالية من موارد المياه ،<br />
والتى يسودها<br />
"تفاعل<br />
صعب بين الإنسان وبيئته"<br />
، ومن ثم يقتصر جهد الإنسان في هذه<br />
البيئة على الحصول على الغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياه، ويعتبر إقليم التندرا نموذجا لهذا<br />
الإقليم ، في حين يتمثل إقليم الضعف في الأقاليم الاستوائية ، حيث يعجز الإنسان عن استغلال<br />
موارد بيئته بسبب صعوبات طبيعية أو بيئية كارتفاع درجة الحرارة والرطوبة النسبية<br />
والتساقط الكثيف طول العام ٠<br />
ومن ناحية أخرى تمثل المناطق التى تتسم بعدم ثبات مواردها الطبيعية نمط إقليم<br />
الارتحال، حيث يتحرك الإنسان من من مكان إلى آخر حسب توافر مقومات الحياة<br />
<br />
transhumance ويتمثل هذا النمط في إقليميّ السافانا والاستبس، وبعض أجزاء النطاق<br />
الصحراوي<br />
الحار، أما إقليم العمل وبذل الجهد فيتمثل في المناطق التى يتطلب استغلال<br />
مواردها مجهودا زائدا من سكانها ، وتمثلها منطقة غرب<br />
أوربا ، بينما يتمثل إقليم الصعوبة<br />
٠<br />
الدائمة في المناطق الجبلية الوعرة حيث لا يستطيع الإنسان الحياة<br />
إلا في أضيق الحدود<br />
وليست فكرة<br />
"فلير"<br />
للتقسيم الإقليمي<br />
إلا مجرد فكرة كانت لها أهميتها في وقت من<br />
الأوقات، وقد كان من الصعب توضيحها بالخرائط ولذلك لم ترسم لها خرائط كافية ، ومع ذلك<br />
فإنها تمثل عمقا في النظرة إلى درجة ملائمة أو أفضلية المناطق المختلفة للحياة البشرية ،<br />
وهي تشتمل كذلك على أساس طبيعي دقيق وتعترف بإمكان حدوث تغيير في أية منطقة من<br />
٠<br />
(١١٢)<br />
المناطق نتيجة لتغير الظروف<br />
أقاليم إيكرمان الاقتصادية<br />
صن ّف<br />
"إيكرمان"<br />
أقاليمه البشرية الخمسة كمحاولة لتعريف العلاقة بين السك ّان والموارد<br />
في إقليم ما وقياسها ، ومن ثم فأقاليمه سكانية اقتصادية هدفها صياغة العلاقة بين هذين<br />
(١١٣)<br />
المتغيّرين في معادلة دقيقة ، وقد قسّم<br />
"ايكرمان" العالم إلى خمسة أقاليم على أساس العلاقة
المتبادلة بين ثلاث متغيرات هي السكان والموارد والمستوى التقني<br />
(١١٤)<br />
ومن ثم يتبين أن<br />
اثنين من هذه المتغيرات الثلاثة كانا متغيّرين بشرييّن في المقام الأول هما السكان ومستواهم<br />
التقني، في حين تشترك العوامل الطبيعية والبشرية في المتغير الثالث وهو الموارد ، وهذه<br />
الأقاليم هي<br />
(١١٥)<br />
إقليم التقدم التقني وانخفاض نسبة السكان إلى الموارد ، ويمثله نمط الولايات<br />
المتحدة الأمريكية<br />
إقليم التقدم التقني وارتفاع نسبة السكان إلى الموارد ، ويمثله النمط الاوروبى<br />
إقليم التخلف التقني وانخفاض نسبة السكان إلى الموارد ويمثله نمط البرازيل<br />
إقليم التخلف التقني وارتفاع نسبة السكان إلى الموارد ويمثله النمط المصرى<br />
إقليم التخلف التقني وقلة عدد السكان بسبب نقص الغذاء ويمثله نمط التندرا<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
.٤<br />
.٥<br />
(١١) شكل رقم<br />
أقاليم إيكرمان<br />
عن: احمد على إسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ٧ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة ١٩٨٩
المبحث الثالث :<br />
الفكر الإقليمي بين التأييد والمعارضة<br />
يدور كثير من الجدل العلمي منذ فترة طويلة وحتى الآن حول فكرة الإقليمية<br />
"regionalism”<br />
وعن المدى الذي يعتبر الإقليم الجغرافي على أساسه هدفا نهائيا للجغرافيا،<br />
وقد تراوح هذا الجدل بين طرفين متضادين أولهما يقول بأن الإقليم الجغرافي موجود، وأن<br />
واجب الجغرافي هو البحث عنه ووصفه، وثانيهما يؤكد بأنه غير موجود، ولا يعتبره إلا منهج<br />
بحث يساعد الجغرافي في دراسته<br />
٠<br />
(١١٦)<br />
وبسبب عدم الرضا عن الأعمال التى قام بها المختصون بالجغرافيا الإقليمية اتجه<br />
الكثيرون إلى التشكك في مقدرة الأسلوب الإقليمي على أن يصبح أسلوبا ً مقبولا ً من الناحية<br />
الأكاديمية، وأن يصبح بابا ً للتخصص أو فرعا ّ أصوليا من فروع الجغرافيا مثل<br />
الجيمورفولوجيا وعلم المناخ والجغرافيا الاقتصادية<br />
٠<br />
(١١٧)<br />
ولقد است ُهدفت الجغرافيا الإقليمية للهجوم من قبل عدة جهات ، رغم أنها جزء أساسي<br />
ومهم وكبير من علم الجغرافيا، فهي تهتم بلب الإقليم وخصائصه وهي دراسة عميقة<br />
تغطى كافة موضوعات علم الجغرافيا ، كما أنها تجرى مقارنات بين إقليم وآخر ، أو بين<br />
إقليم وعدد آخر من الأقاليم ، بالإضافة إلى اهتمامها بقلب الإقليم وخصائصه بحثا عن تبرير<br />
لما يوجد من اختلافات أو تشابهات ، وهي تدرس هذه الاختلافات أو التشابهات وتفسرها<br />
بطريقة تفصيلية منهجية ، وبذلك تصبح المعلومات الجغرافية ّ معلومات منظمة ومرتبة وذات<br />
قيمة كبرى بسبب المقارنات والعلاقات السببية causality التى تكشف عنها الدراسة<br />
الإقليمية<br />
٠<br />
(١١٨)<br />
الآراء المؤيدة للفكر الإقليمي<br />
إن الجاذبية التى تتصف بها الجغرافيا الإقليمية قد أثبتت أنها كانت إلى حد كبير العامل<br />
الحاسم في نمو الجغرافيا في العصر الحديث، ومهما وجه من نقد إلى الافتراضات التى تقوم<br />
عليها الجغرافيا الإقليمية، فان الحقيقة التى ستظل باقية هي أن هذه المادة كانت إضافة قيمة بل<br />
وأساسية إلى تفهم العالم<br />
٠<br />
(١١٩)<br />
والأقاليم هي موضوع الجغرافيا الخاص بها، بمثل ما أن دراسة المكان هي مادة<br />
الجغرافيا ، كما أنها تمثل موضوعات البحث الجغرافي بلا منازع ، فهنا في الإقليم يستطيع
الباحث التعمق في الأصول ، ونحن نعرف الجغرافيا الإقليمية بموضوعها الذي يدرس أنماطا<br />
مختلفة من الأقاليم، ومن ثم تكون الجغرافيا الإقليمية ذات محتوى خاص تنفرد به، كما أن لها<br />
مناهجها وأهدافها الخاصة<br />
٠<br />
(١٢٠)<br />
وتوجد عدة أهداف يرجى تحقيقها باستخدام المنهج الإقليمي في الدراسات الجغرافية<br />
تعتبر بمثابة مبررات للدراسة الإقليمية هي:<br />
١.سهولة الدراسة، فقد أصبحت تفاصيل سطح الأرض مجال الدراسة الجغرافية <br />
والعلاقات المتبادلة بين ظاهراته من التعقيد بحيث لم يعد من الممكن استيعابها وفهمها بأكملها<br />
دفعة واحدة أو بصورة إجمالية في آن واحد<br />
"صغ ّرنا" إذا إلا<br />
حيز هذه الدراسة إلى مستوى<br />
أجزاء هذا السطح الكبير ولو بدرجات متفاوتة العمق حسب حاجة الدراسة ، وقد يكون اختيار<br />
هذا الجزء الإقليم على أساس واحد كالمناخ مثلا ، أو على أساس مجموعة من المعايير<br />
أو الأسس المستمدة من فروع الجغرافيا الأصولية<br />
(١٢١)<br />
ظاهرة ما في العالم كله فانه يقسم توزيعها على مناطق ليسهل عليه معالجتها<br />
لذلك فالجغرافي العام وهو يدرس<br />
٠<br />
(١٢٢)<br />
٢.إظهار ارتباط الظاهرات الجغرافية ، فالمنهج الإقليمي منهج متمم للمنهج الأصولي، لأنه بدلا ً<br />
من معالجته<br />
للظاهرة الجغرافية معالجة منفصلة عن غيرها من الظاهرات الأخرى على<br />
المستوى العالمي أو العام ، فانه يهتم بإظهار كيفية تفاعل وتداخل هذه الظاهرات داخل إطار<br />
مكاني<br />
محدد هو الإقليم، ومما يدعم موقف المنهج الإقليمي ويؤكد صلابته أن العناصر<br />
المختلفة الطبيعية والحيوية والبشرية المؤلفة للبيئة لا تعمل بصورة منعزلة أو متعاقبة ،<br />
وإنما تترابط وتتفاعل وتتداخل في علاقات متداخلة بشكل معقد تحاول الجغرافيا الإقليمية<br />
إظهاره وتفسيره<br />
٠<br />
(١٢٣)<br />
٣.تحقيق الفائدة التطبيقيّة، فالجغرافي يستطيع أن يضيف<br />
إضافات<br />
إيجابية عند دراسته<br />
للمشكلات البشرية المعاصرة، وذلك من خلال إلمامه بمختلف عناصر البيئة طبيعيا وحيويا<br />
وبشريا، خاصة<br />
إذا تركزت هذه المشكلات في حيز مكاني<br />
مناسب للدراسة الإقليم<br />
<br />
فمطالب المجتمع في عالم سريع التغير تختلف في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية ، فهي<br />
في الدول المتقدمة تتمثل في إعادة تنظيم البيئة الحضرية ، مشكلات المدن ، التوطن الصناعي<br />
تخطيط مناطق الترويح وصيانة الموارد ، مع الاختلاف في التركيز على جانب أو آخر من<br />
هذه الجوانب من دولة إلى أخرى<br />
٠<br />
أما في الدول النامية فتتمثل هذه الفائدة في مشكلة انتاج الغذاء وكيفية تنمية الموارد<br />
(١٢٤)<br />
وضبط النمو السك ّاني ، فالتنمية علي سبيل المثال تتفاوت بشدة من حيث مفهومها
وأهميتها ودرجة الحاجة إليها ما بين سكان مدينة نيويورك من ناحية، وسكان مناطق التصحر<br />
٠<br />
(١٢٥)<br />
والجفاف في غرب<br />
أفريقيا من ناحية أخرى<br />
ويرى<br />
"هارتشورن"<br />
أنه من الصعب تحديد أفضل طريقة لتقسيم المرك ّب الكل ّى للظاهرات<br />
المكانيّة إلى فئات من أجل الدراسة المركزة، فبسبب العدد الكبير<br />
من العناصر المؤلِفة لهذا<br />
المرك ّب، والدرجات المختلفة من العلاقات القائمة فيما بينها يكون من المفيد دراسة التباينات<br />
المكانيّة لهذه العناصر في مستويات مختلفة من التعقيد، وفي عدد متفاوت من المجموعات،<br />
٠<br />
(١٢٦)<br />
ومن ثم في أُطرٍ مكانية أقاليم متفاوتة<br />
كذلك أكد<br />
"هارتشورن"<br />
كما فعل كل من<br />
"كانت"<br />
و"“هتنر”"<br />
من قبل بأن الجغرافيا<br />
تختلف تماما عن غيرها من العلوم بتفرّدها في منهجها لأنها تدرس الظواهر "unique<br />
"الفريدة<br />
وهي الأقاليم، والتفرّد موجود في العلوم الأخرى ولكنه بالغ الأهمية في الجغرافيا من الوجهة<br />
العلمية، فهدف الجغرافيا من وجهة نظره هو وصف مناطق سطح الأرض وما عليها من<br />
٠(١٢٧)<br />
ظاهرات<br />
كما يرى<br />
"جلبرت"<br />
أن الإقليم هدف نهائي للجغرافيا وأن من واجب الجغرافي التعرف<br />
عليه وإظهاره ، وذلك عندما نادى بأن الجغرافيا هي فن التعرف على الأقاليم ووصفها<br />
:<br />
(١٢٨)<br />
Geography is the art of recognizing and describing the personalities of regions .<br />
"<br />
والإقليم في رأى كل من<br />
"وولدردج وإيست<br />
فريد لكونه وحدة لا تتكرر، فالطبيعة<br />
التفرديّة للجغرافيا في رأيهما هي التى تمكننا من التطلع إلى الأقاليم من خلال منظورها<br />
الصحيح، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التمييز بين الأقاليم العامة غير الفريدة والأقاليم<br />
٠<br />
(١٢٩)<br />
الخاصة التى تتميز بالتفرد<br />
١٩٣١ أن<br />
"بومان أما " Bowman<br />
فقد قال في عام<br />
"الجغرافيا هي ذلك الموضوع الوحيد<br />
الذي يعطى تركيب ًا إقليميا بطريقة منظمة "<br />
لأن نظرية الأقاليم تعنى تضافر عدد من الظاهرات<br />
على سطح الأرض بما يجعل بعض أجزائه مختلفة عن بعضها الآخر ، ومن ثم يصبح<br />
٠<br />
(١٣٠)<br />
موضوع الجغرافيا المحدد هو الإقليم<br />
وقد أشار "Schaefer<br />
"شيفر<br />
إلى أنه ينبغي<br />
النظر إلى الجغرافيا على أنها علم يهتم<br />
بصياغة القوانين التي تحكم التوزيع المكاني لمظاهر معينة على سطح الأرض أما<br />
"هاريس<br />
" Harris فكان يعتقد بأنه لو فكر الجغرافيون في أن تكون لهم وجهة نظر واضحة فان عليهم<br />
دراسة كيفية تشابك العوامل المركبة والمعقدة التي<br />
تشكل خصائص الأماكن والأقاليم أو
اللاندسكيب، ومن ثم أنكر "هاريس" وجود الجغرافيا العامة التى تهتم بدراسة توزيع الظاهرات<br />
وأنماط هذا التوزيع، ومن ثم فانه قد تبع<br />
(١٣١)<br />
يجب أن تكون محور اهتمام الجغرافي ٠<br />
"ساور C. " Sauer,<br />
في مناداته بأن الدراسة الإقليمية<br />
وترجع أهمية حاجة علم الجغرافيا لجانبه الإقليمي إلى الأسباب الرئيسة لوجود علم<br />
الجغرافيا ذاته، فإذا كانت العوامل الموجودة في أية منطقة من مناطق سطح الأرض <br />
كظاهرات المناخ والظاهرات الجيمورفولوجية وأنماط التربة والنشاط الاقتصادي<br />
للسكان<br />
ومراكز العمران التى يستقرون فيها ، هي ذاتها تقريبا في المناطق الأخرى لاقتصر هدف<br />
العلم على تحديد العلاقات المتداخلة بين هذا<br />
"الغلاف الجغرافي<br />
الأرضي العام<br />
"geosphere<br />
general landscape دون اختلاف<br />
"الخليط"<br />
٠<br />
من العوامل المتنوعة التى أنتجت ذلك<br />
الذي يكتسي به سطح الأرض في هذه المنطقة أو مظهرها<br />
(١٣٢)<br />
ومن ثم يفقد علم الجغرافيا جزءا كبيرا من أهميته ووظيفته، بل ومنهجه أيضا ،<br />
فالهدف الفريد للجغرافيا هو السعي إلى إدراك السمة المتغيرة للمناطق فيما يتعلق بجميع<br />
المظاهر المشتركة، والتى تشكل بدورها تلك السمة المتغيرة<br />
(١٣٣)<br />
ولما كانت جميع مناطق سطح الأرض الذي هو مجال علم الجغرافيا تختلف من<br />
إلى آخر على هذا السطح، مما يعنى اختلاف بعض أجزاء هذا السطح عن<br />
"مكان"<br />
البعض الآخر، فان<br />
الإنسان يكون في ترق ّب وانتظار لمعرفة أسباب ما يمكن أن يتشابه من هذه الأجزاء المختلفة<br />
٠ رغم تباعدها<br />
واذا كان الاختلاف بين المناطق أمرا واضحا يؤخذ على علاته، لأن أية منطقة من<br />
سطح الأرض ربما تختلف اختلافا كليا عن منطقة أخرى كاختلاف التندرا عن الغابات<br />
الاستوائية واختلاف ميجالوبوليس الولايات المتحدة الأمريكية عن قرى مزارعي ورعاة منطقة<br />
غرب السودان كمثال فإن التشابه بين المناطق أمر لا يؤخذ على علاته، لأن التشابه<br />
أمر غير وارد الحدوث.<br />
ولا يشترط أن يكون التجانس متوفرا في كل<br />
(١٣٤)<br />
، ولقد أوضح<br />
"فلير"<br />
أن التغير هو<br />
"إقليم"<br />
"التام"<br />
يحدد لأى غرض من الأغراض<br />
الشيئ الثابت الوحيد على سطح الأرض ، ويمكن<br />
إضافة أن هذا التغير قد يكون تغيرا رأسيا ، كما قد يكون تغيرا أفقيا ، والتغير الرأسي هو<br />
التغير الزمني ، حيث تتبدل أوضاع منطقة ما عبر الزمن ، أما التغير الافقي فيتمثل في<br />
اختلاف المناطق عن بعضها في وقت واحد<br />
٠
وحتى إذا تشابهت منطقتان في الظروف التضاريسية والمناخية وسلالة السكان وأنماط<br />
مراكز العمران، فإنهما قطعا ستختلفان من حيث موقعيهما الفلكي والنسبي، فالتشابه بهذا<br />
المعنى يعنى "درجة أقل من الاختلاف"، والاختلاف هنا يعنى "درجة أقل من التشابه" كما أن<br />
التشابه هنا ليس نقيضا للاختلاف، ولكنه "تعميم" يظهر فيه الاختلاف إذا كانت درجة التشابه<br />
منخفضة ويظهر فيه التشابه إذا كانت درجة الاختلاف قليلة٠<br />
ولقد تأثرت وجهة النظر التى تنظر إلى جانبي الجغرافيا العام والخاص على أنهما على<br />
الدرجة ذاتها من الأهمية بظهور نظريات إقليمية جديدة اعتبرت الأقاليم وحدات حقيقية تسمح<br />
ببناء مفاهيم أو قوانين أو مبادئ عامة مستقلة عن العمل في الجغرافيا الموضوعية، بل إن<br />
الأمر قد تطور إلى درجة اعتبار الجغرافيا الإقليمية هي جوهر علم الجغرافيا وأن الجغرافيا<br />
العامة أو الموضوعية ذات درجة أو مستوى أقل أهمية ، ولكن لا ينبغي اعتبار أن اصطلاح<br />
"الجغرافيا الإقليمية" يعطى انطباعا خاطئا ً بأن الجغرافيا "الأخرى" أي العامة لا تمت للمناطق<br />
بصلة، أما اصطلاح الجغرافيا العامة فيميل لتأكيد الدراسات العامة لظواهر معينة وليس<br />
لدراسة الظواهر بعلاقاتها المتداخلة في أماكن معينة<br />
.(١٣٥)<br />
أولا<br />
ولقد طرأت تغيرات واضحة علي الجغرافيا، فلم تعد الطريقة التقليدية التى تسير من<br />
البنية إلى المظاهر الطبيعية ثم المناخ والنبات الطبيعي والموارد الطبيعية والزراعية<br />
والصناعية وتوزيع السكان وأنواع الاستقرار وما شابه ذلك في مقدور شخص واحد، ومن ثم<br />
يوجد ميل عام نحو تركيز الدراسة الإقليمية حول غرض معين<br />
٠<br />
(١٣٦)<br />
وعلى الرغم من بقاء وصف الإقليم وتفسير شخصيته كهدف من أهداف الجغرافيا<br />
الإقليمية، إلا أنه ليس من الضروري اعتبار ذلك هو المحصلة النهائية للدراسات الإقليمية ،<br />
بل قد تكون وسيلة لغايات أخرى ، منها على سبيل المثال التخطيط للتنمية ، وهنا تتجلى فائدة<br />
التكامل بين الدراستين الإقليمية والأصولية<br />
الآراء المعارضة للفكر الإقليمي<br />
(١٣٧)<br />
يمكن إيجاز أسباب معارضة الجانب الإقليمي في الجغرافيا فيما يلى<br />
:<br />
:<br />
أن كثيرا من هذه الجغرافيا يبدو ساذجا ، فأقاليم "هربرتسون" الطبيعية مثلا لم تعد تصلح<br />
فيما يبدو كأساس كاف للمزيد من الدراسة ، رغم أنها كانت في وقتها تمثل تقدما عظيما في<br />
الجغرافيا ، شأنها في ذلك شأن غيرها من التقسيمات العالمية ، وكان نجاحها الحقيقي يكمن
ثانيا<br />
ثالثا<br />
في استخدامها كبداية مناسبة لعمل تقسيمات تزداد فيها درجة الدقة بإضافة المزيد من العناصر<br />
التفصيلية<br />
٠<br />
(١٣٨)<br />
:<br />
أن كثيرا من أبحاث الجغرافيا الإقليمية يكتب بشكل ممل في سلسلة قد لا تكون مترابطة من<br />
الحقائق الخاصة بالظاهرات الطبيعية والبشرية دون الاهتمام بالعلاقة بين البيئة الطبيعية<br />
والإنسان إلا في حدود ضيقة<br />
٠<br />
:<br />
أن النجاح الكبير الذي لاقته دراسة بعض الأقاليم كأقاليم حوض باريس على سبيل المثال <br />
قد حمل بعض الجغرافيين على الاعتقاد بأن أية منطقة يمكن تمييزها في الدراسة الإقليمية لابد<br />
وأن تكون لها على أقل تقدير صفة الفردية بمعنى أن تكون لها شخصيتها الخاصة بها<br />
٠<br />
(١٣٩)<br />
وقد ذكر بعض الجغرافيين في نقدهم للفكر الجغرافي الإقليمي أنه يقوم على أساس<br />
فلسفي غامض وغير مؤكد، وأن الجغرافيا الإقليمية التى تتصف بالسطحية وباستعدادها<br />
لإعطاء أحكاما عامة مبنية على أسس غير كافية<br />
(١٤٠)<br />
تبدو كخليط من المعلومات الخاصة<br />
بمناطق معينة يعتقد محددوها أن لها وضعا إقليميا خاصا، وأن الجغرافي الإقليمي<br />
بتحديد حدود لا توجد أصلا حول مناطق لا تهم"<br />
"رسم خطوط وهمية حول مناطق عديمة الأهمية"<br />
٠<br />
(١٤٢)<br />
"يشغل نفسه<br />
(١٤١)<br />
، لأن الجغرافيا الإقليمية هي مجرد<br />
بل أن بعض هؤلاء الجغرافيين المعارضين للفكر الإقليمي قد أبدى أسفه لما تناله<br />
الجغرافيا الإقليمية من إمتياز خاص داخل ميدان الجغرافيا، بل واقترح بعضهم<br />
٠ علما<br />
(١٤٣)<br />
إخراجها من<br />
علم الجغرافيا على أساس أن الجغرافيا العامة وحدها هي القادرة على احتلال مكانها بصفتها<br />
وقد بلغ<br />
"كمبل<br />
" Kimble ,G.<br />
شرعية المفهوم الإقليمي في عام<br />
١٩٥٠<br />
في نقده للإقليم والإقليمية أو بالغ فيه إلى حد انكار<br />
(١٤٤)<br />
، لأن الإقليمية من وجهة نظره الشخصية <br />
تنطبق على الماضي فقط ، وعلى الأقاليم المتجانسة وحدها ، وغير محدودة خاصة فيما يتعلق<br />
بالحدود ، ولا تنطبق إلا على قارة أوربا ، أما "إقليميته<br />
"<br />
هو فتتلخص في أن الإقليم يتكون من<br />
الظاهرات البشرية والاجتماعية والحضارية فقط ولا يشمل الظاهرات الطبيعية<br />
الواضح أن مظاهر قصور أفكار<br />
عند تعريف الإقليم<br />
"كمبل"<br />
(١٤٥)<br />
، ومن<br />
٠<br />
لا تحتاج لبرهان ، خاصة استبعاد الظاهرات الطبيعية<br />
وقد عارض هارتسهورن أيضا فكرة الإقليمية وقال بأنه على الجغرافي أن يفهم العالم<br />
فهما دقيقا وليس من واجبه الجري وراء التقسيم الإقليمي، لأن ذلك يباعد بين الجغرافي وبين
الدقة العلمية، فالجغرافي الإقليمي من وجهة نظره يحاول خلق الإقليم خلقا لوضع<br />
الجغرافيا في مصاف العلوم<br />
٠<br />
ولم يكن للإقليم وجود في رأي "هارتسهورن"<br />
إذ أنه كان يرى أن الجغرافي في محاولته<br />
دراسة الجغرافيا الوصفية لمنطقة ما قد يجد نفسه مضطرا للتعميم أو إلى اللجوء إلى الطريقة<br />
الإقليمية، وهذا في رأيه يتفق مع الأسس التى ترتكز عليها الجغرافيا نفسها، ألا وهي<br />
تفسير الاختلافات التى يظهرها سطح الأرض، مما يدعو الجغرافي<br />
المنطقة الكبيرة إلى مجموعة من الأقاليم الشكلية ، والإقليم الشكلي<br />
"هارتسهورن"<br />
٠<br />
"غريزيا"<br />
إلى تقسيم<br />
حسب رأى<br />
هو الإقليم الذي تسوده ظاهرة أو أكثر من الظاهرات المختلفة ، بحيث تسمح<br />
(١٤٦)<br />
بالتعميم ، وقد تختلف هذه الظاهرات عن ظاهرات الإقليم المجاور اختلافا يبرر التقسيم أو<br />
يجعله ضروريا ً<br />
كذلك قال<br />
"هارتسهورن"<br />
بأنه لا يوجد اتحاد في العناصر التى تتألف منها الأنظمة<br />
الشائعة للأقاليم المناخية أو أقاليم التربة ، وبدرجة أكبر في كل الأقاليم الزراعية أو الصناعية<br />
، فهذه كلها ليست<br />
إلا تعميمات وصفية لمقياس كمي لعنصر أو أكثر يتباين مكانيا وبصورة<br />
مستقلة عن غيره من العناصر، ولما كان عدد المجموعات الممكنة يتزايد بمتوالية هندسية مع<br />
إضافة المتغيرات، فانه يصبح من الصعب ربط مجموعة من الفئات بأكثر من عاملين دون<br />
انتاج عدد أكبر من الأقاليم<br />
ومن ثم فإذا اختلفت العوامل في أهميتها النسبية فان أي تسلسل منطقي للأقاليم <br />
الرئيسة أو الفرعية سيتعارض مع الحقيقة<br />
(١٤٧)<br />
، ففي حالة غياب العلاقات المكانية<br />
المتداخلة فان تقسيم العالم إلى أقاليم من هذا النوع ليس أكثر من تصنيف للأماكن يوضع على<br />
خريطة ليمكننا من أن نصنف بصورة تقريبية سمات مظاهر معينة لعدد كبير من<br />
الأماكن في الوقت ذاته، ومن ثم فان هذه المناطق لا تصبح<br />
مناطق من طراز معين<br />
٠<br />
(١٤٨)<br />
ويعتقد بعض الجغرافيين المعاصرين مثل<br />
"شورلى<br />
"أقاليم"<br />
"Chorley<br />
بقدر ما<br />
هي أماكن أو<br />
أن الدراسة الإقليمية<br />
ستكون غير قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في إيجاد الارتباط الحقيقى بين الظاهرات القائمة<br />
على سطح الأرض وسط خضم التطور المدني الكبير<br />
الذي شهده العالم ولا يزال يشهده نتيجة<br />
لتصاعد الثورة الصناعية، فالطريقة الإقليمية ترتكز على تحليل الروابط المكانية بين الإنسان<br />
وبيئته، وهي العلاقة التى تعطى للمنطقة شخصيتها وفرديتها المتميزة أى تجعلها إقليما
ولكن هذا لا يتم إلا في مناطق المجتمعات "المحلية"<br />
المجتمعات العلاقة بين الإنسان وبيئته "المحلية"<br />
التى تتضح فيها أكثر من غيرها من<br />
٠<br />
أما إذا ما فقدت هذه البيئة "محليتها" باتصالها المستمر بغيرها من المناطق بوسائل<br />
الاتصال المادية والمعنوية المختلفة فانه سوف تتأثر بقلب أو عقدة إقليمها وهي المدينة الكبرى<br />
في هذا الإقليم، ومن ثم يتبدل نمط حياة سكانها وخصائصهم الاجتماعية، وتكون الخصائص<br />
"الإقليمية" الجديدة لإقليمهم غير ممثلة للتفاعل المحلىّ<br />
٠<br />
(١٤٩)<br />
وعلى الرغم من عدم وجود تراجع ملحوظ عن المنهج الإقليمي إلا أن "شورلى" يعتبر<br />
أن الدراسة الإقليمية لم تعد هدفا للجغرافيا كما اعتقد "لابلاش" أكثر مما هي واسطة لتحقيق<br />
هدف معين ، وحتى فرنسا التى احتضنت "إقليمية لابلاش" لم تعد متحمسة لها بسبب تشعب<br />
الموضوعات الطبيعية والبشرية التى تتطلبها الدراسة الجغرافية من أجل التعرف على كيفية<br />
تكوّن ظاهرات سطح الأرض المختلفة ، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالمنهج الأصولي<br />
،<br />
(١٥٠)<br />
فمن غير الممكن تغطية العالم كله بصورة مُرضية بتقسيم إقليميّ معتمد على اتحاد اثنين أو<br />
أكثر من العناصر المكانية<br />
٠<br />
(١٥١)<br />
وقد أكد بعض الجغرافيين أن العالم لا يتكون من مناطق متميزة "كمربعات لعبة<br />
الشطرنج"، ومن ثم فمن غير المنطقي أن يتم الوصول إلى تصنيف البناءات الأكثر تعقيدا<br />
للظاهرات المكانية في نظام موضوعي واحد لكل المناطق، ومع ذلك، فانه لكى يتم تحليل هذه<br />
البناءات المعقدة حسب مدى محدود من التباينات المكانية فانه يصبح من الضروري تقسيم<br />
المناطق الكبرى إلى أجزاء أصغر<br />
جدا<br />
٠<br />
ومن ثم يكون الهدف من تقسيم المنطقة هو الوصول إلى أقسام مكانية أو أقاليم، بحيث<br />
توضح في كل قسم منها عناصر البناء قيد الدراسة الجغرافية وما بينها من علاقات ثابتة<br />
وصلات متبادلة، وكلما ازدادت درجة تعقيد هذه العلاقات والصلات كلما ازداد تفتيت مناطق<br />
هذه البناءات إلى وحدات أصغر، أي كلما ازدادت درجة التقسيم الإقليمي<br />
٠ (١٥٢)<br />
٠<br />
وتعتبر مسألة اختيار المقياس مشكلة تواجه منظري الفكر الإقليمي، فالخصائص البارزة<br />
لسطح الأرض تظهر أنه في بعض المناطق تكون التباينات ضئيلة ومتدرجة، بينما تكون في<br />
بعضها الآخر بارزة جدا وغير منتظمة، كذلك فهناك ترابط وثيق بين الأماكن على مساحات<br />
واسعة في بعض أجزاء العالم، في حين تكون التباينات في أجزاء أخرى بين مساحات صغيرة
ولذلك فان عملية إنشاء تقسيم إقليميّ صالح للاستخدام تجبر الدارس على اتخاذ عددا<br />
من الحلول الوسطي فأحيانا ما يتقبل المرء مضطرا مناطق معينة على أنها وحدات مكانية <br />
أقاليم رغم تنوع كل واحدة منها في مظاهرها، وافتقارها إلى الترابط القوى بين ظاهراتها،<br />
ولكنها<br />
تتميز فقط بأن كل جزء من أجزائها يختلف عما يجاورها من وحدات مكانية<br />
أخرى ، وأن جميع أجزائها تشترك في الموقع ذاته تقريبا<br />
٠<br />
مع ملاحظة أن أي نظام للأقاليم يكون مستندا على تصنيف واحد من المظاهر المستقلة<br />
هو عبارة عن<br />
" صيغة عمومية<br />
"<br />
لتمثيل توزيع ما ، ومن ثم يمكن اعتباره خطوة<br />
أولى نحو<br />
الجغرافيا الموضوعية ، فالإقليم هو التعبير المكاني عن التعميم المنطقي للعلاقات العملية،<br />
ومن ثم فهو الخطوة الأولى لشرح جغرافية المنطقة<br />
٠<br />
وبالنسبة للأقاليم الوظيفية والشكلية فانه يمكن إنشاء أقسام محددة لمنطقة ما حسب جزء<br />
محدد من المركب الكلى للتباين المكاني الذي تتسم به هذه المنطقة ، وفي أبسط الحالات <br />
كما هو الحال عندما نتعامل مع منطقة من درجة معينة فإننا نتعامل مع عنصر أو أكثر من<br />
العناصر المستقلة التى يتألف منها مركب عناصر هذه المنطقة ، ويمكن تعريف الإقليم<br />
الوظيفي على أساس اتحاد<br />
٠ جزئي<br />
عناصره المتعددة ، ولكن هذه العناصر لا تمثل أكثر من اتحاد<br />
وبعبارة أخرى فانه في الدراسات الموضوعية فقط وليس الإقليمية فانه يمكن<br />
إنشاء أقاليم محددة بشكل دقيق وموضوعي، فقد أثبتت التجربة أن الأقاليم المعرفة على هذا<br />
الأساس هي أكثر فائدة في تحديد درجة التباين المشترك بين عدد محدود من العناصر في<br />
الدراسات الموضوعية، ومن التناقض التاريخى أنه أثناء محاولات تأسيس مفاهيم إقليمية تخدم<br />
البحث في الجغرافيا الإقليمية ، فإن ما<br />
الدراسات الموضوعية<br />
٠<br />
(١٥٣)<br />
حدث في الحقيقة هو إنشاء واستخدام هذه المفاهيم في<br />
وفي الرد على آراء المعارضين للفكر الجغرافي الإقليمي يمكن القول أن هناك أنماطا<br />
مختلفة وأشكالا عديدة من الأقاليم التى تختلف في درجة تنوعها حسب الهدف منها وفي ضوء<br />
الأسس أو العوامل أو المعايير التى حُددت على أساسها، والواقع أن الأقاليم غالبا ما تكون<br />
أفكارا تصوريّة أو تجريديّة من إيجاد ذهن الجغرافي لخدمة الهدف من الدراسة أكثر<br />
منها أقاليم حقيقية وظاهرة على سطح الأرض أو في<br />
حين يبدأ الجغرافيون في كتابتها<br />
"اللاندسكيب"<br />
(١٥٤)<br />
، فالجغرافيا لا تبدأ<br />
إلا<br />
(١٥٥)<br />
، والعلاقات بين الظاهرات موجودة بصورة كامنة في<br />
المكان والجغرافي هو الذي يوقظها في الذهن ، ذهنه هو أولا ثم أذهان الآخرين بعد
ذلك<br />
(١٥٦)<br />
، وهي أى الجغرافيا قد لا تكون علما ً خالقا ً على مستوى الحقائق والمعلومات<br />
، لكنها بوظيفتها الأساسية من الربط ورصد العلاقات تخلق جديدا على مستوى الأفكار<br />
والأنماط<br />
٠ (١٥٧)<br />
ولم تعد فكرة التقسيم إلى أقاليم مثار اهتمام الجغرافيين وحدهم، فهناك عملية التقسيم<br />
الإقليمي للدولة بغرض تنفيذ سياسة عامة، كالوحدات الإقليمية للحكم المحلى ، أو تقسيم الدولة<br />
إلى مناطق<br />
إدارية جديدة<br />
(١٥٨)<br />
، وهناك أيضا فكرة التقسيم الإقليمي في ميدان التخطيط الإقليمي<br />
بهدف تطوير منطقة معينة الأقاليم التخطيطية أو أقاليم التنمية عن طريق تحقيق المساواة<br />
أو العدالة الإقليمية<br />
،(١٥٩)<br />
وذلك بمحاولة المواءمة بين مثالية المساواة وواقع الاختلاف ، أو<br />
تحقيق المساواة المثالية رغم الواقع المختلف المتخل ّف وما الأقسام التخطيطية الكبرى<br />
في بعض الدول إلا أطر مكانية لتحقيق التنمية<br />
٠<br />
(١٦٠)<br />
ولم يقتصر المفهوم الإقليمي على علم الجغرافيا، بل استخدمت طرق التقسيم الإقليمي<br />
مؤخرا ً في عدد من العلوم الأخرى ، خاصة تلك التى تعالج ظاهرات تتوزع مكانيا على سطح<br />
الأرض مثل علوم البيئة النباتية وعلم التربة وعلم الاجتماع وعلم التاريخ الاقتصادي <br />
خاصة الزراعي <br />
(١٦١)<br />
بل إن هناك علما خاصا بالإقليم هو العلم الإقليمي<br />
٠<br />
(١٦٢)<br />
ومن المتعارف عليه بين الجغرافيين أن عملية تحديد حدود فاصلة ودقيقة بين الأقاليم<br />
هي عملية غاية في الصعوبة، لكن العقل الإنساني يرفض تبرير إهمال الجغرافيا الإقليمية<br />
بسبب صعوبة وضع حدود واضحة بين الأقاليم ، وقد يقول البعض بأن الجغرافيا الإقليمية<br />
تدرس بطريقة وصفية غير دقيقة ، وبافتراض صحة هذه المقولة على الإجمال ، فان هذا لا<br />
يعتبر عيب ًا في الجغرافيا الإقليمية بقدر ما هو خلل في طريقة دراستها<br />
٠<br />
وحتى لو نادى البعض بأن الحدود الإقليمية غير موجودة في الطبيعة، وهي إن وجدت<br />
فهي حدود غير دقيقة في تحديدها وفي طرق قياسها، فان مفهوم الإقليم سيبقى وسيلة صحيحة<br />
ومناسبة لفهم النظام المكاني وتحليله وتفسيره، لأن الدراسات الإقليمية تهتم أصلا بمحتوى<br />
الإقليم أكثر من اهتمامها بحدوده<br />
٠<br />
(١٦٣)<br />
ولم يعد الوصف العام لبعض المناطق يمثل كل محتوى الجغرافيا الإقليمية التى أصبحت<br />
اليوم فن التعرّف على الأقاليم ووصفها بهدف تفسير الشخصية الإقليمية وتحليلها، والتى<br />
ارتقت طرق دراستها وتغيرت طبيعة مادتها العلمية وأهدافها في بعض الدول<br />
٠
خلاصة<br />
لا<br />
يوجد داع للاعتقاد بأن هناك مقارنة بين الجغرافيا الأصولية والجغرافيا الإقليمية ، إذ<br />
من الأفضل اعتبارهما اتجاهين متكاملين حيث أن أحدهما يمكن أن يفيد الآخر، فالتضاد الذي<br />
يعبر عنه بالمصطلحين المتقابلين الجغرافيا الموضوعية<br />
"العامة"<br />
والجغرافيا الإقليمية<br />
"الخاصة"<br />
ليس تقسيما للجغرافيا إلى قسمين ولا هو تضاد بين منهجين متميزين للدراسة يستخدمان كل<br />
على حدة ، فكل ما في الأمر أن الاهتمام الجغرافي بسطح الأرض يستوجب التحليل الدقيق<br />
للائتلاف المعقد للظاهرات المتباينة مكانيا على سطح الأرض ، مهما كان مدى المنطقة قيد<br />
الدراسة<br />
ولتجزئة هذا التعقيد الثنائي أو هذه الثنائية المعقدة إلى شكل أكثر طواعية فانه<br />
من الضروري لأية دراسة جغرافية استخدام منهجين مختلفين لكنهما في الحقيقة متكاملين<br />
من التحليل بدرجات متفاوتة وبشكل متبادل ، أحدهما هو منهج التحليل حسب ائتلاف<br />
عناصر ظاهرات المكان، والآخر حسب أجزاء أو أقسام المنطقة قيد الدراسة<br />
٠<br />
والواقع أن تقسيم التعقيد الكلىّ لاتحاد ظواهر المكان أو الكل المعقد من العناصر<br />
المكانية إلى أقسام يجعل كل قسم منها أقل تعقيدا وأكثر ائتلافا، كما أن تبسيط التباين<br />
المكاني المعقد إلى وحدات مكانية يتضمن لكل واحدة منها مدى محدود من التباين ودرجة<br />
غير محدودة من الائتلاف<br />
٠<br />
(١٦٤)<br />
وإذا ما أُخذ في الاعتبار أنه ليس كل موضوع على سطح الأرض في حد ذاته <br />
مهم للجغرافي فإننا نجد طريقين لدراسة العلاقات المتبادلة بين الظاهرات على هذا السطح هما<br />
الجغرافيا الخاصة الإقليمية التى تدرس جزءا من سطح الأرض، والجغرافيا العامة التى<br />
تدرس ظاهرة جغرافية أو الارتباط بين ظاهرتين أو أكثر على مستوى كل سطح الأرض، وقد<br />
تتداخل الطريقتان دون قصد من الباحث، فالجغرافيا المناخية على سبيل المثال عندما تدرس<br />
المناخ في كل إقليم مناخي على مستوى العالم تصبح جغرافية إقليمية<br />
ولقد كان الفصل "التعسفي" أو "السخيف" بتعبير<br />
والجغرافيا الخاصة بمثابة البداية لظهور<br />
٠<br />
(١٦٥)<br />
(١٦٦)<br />
"ديفز " Davis<br />
"ازدواجية علم الجغرفيا، فقد اعتبر<br />
بين الجغرافيا العامة<br />
أن "“هتنر”"<br />
الدراسات الجغرافية العامة التى قام بها من سبقه من الجغرافيين بمثابة تدمير للترابط الواقعي<br />
للطبيعة، لأنها تقوم على الفصل الذاتى للظاهرات المترابطة وتقسمها إلى رتب منفصلة<br />
لتدرسها على نحو منفصل مستقل<br />
(١٦٧)<br />
، ولذا قال<br />
"بأن أية ظاهرة من ظاهرات سطح الأرض
لإ ا<br />
لا تدرس لذاتها وحدها بل من حيث علاقتها بالأماكن الأخرى على الأرض ، ومن الضروري<br />
دراسة العلاقات السببية فيما بين ميادين الطبيعة المختلفة وظاهراتها المتباينة التى تتوحد في<br />
مكان واحد<br />
٠<br />
(١٦٨)<br />
ورغم أن الجغرافيا الأكاديمية قد شهدت تغيرات كبيرة في أهدافها ومناهجها في النصف<br />
الثانى من القرن العشرين فقد ظل الجغرافيون مهتمون بفكرة الإقليم، بل واستخدموا طرق<br />
البحث الإقليمية ليس فقط في مجال الجغرافيا الإقليمية ، وإنما في الفروع الأصولية للجغرافيا<br />
أيضا<br />
(١٦٩)<br />
، وفي هذا استشعار لوحدة المنهج الجغرافي٠<br />
ولما كانت الدراسة الإقليمية في بعض جوانبها تحمل الطابع الاصولي، والجغرافيا<br />
العامة قد تتحول إلى أخرى إقليمية كما رأينا في حالة الجغرافيا المناخية الأصولية التى تصبح<br />
جغرافية إقليمية عندما تدرس المناخ في كل إقليم مناخى على مستوى العالم، فمن الواضح أن<br />
هذا يؤكد ما قاله العديد من الجغرافيين الكبار من أن الإقليمية والأصولية ما<br />
لعملة واحدة هي البحث الجغرافي<br />
وعندما أوضح<br />
"“هتنر”"<br />
(١٧٠)<br />
أن الجغرافي لا يستطيع<br />
إلا وجهين هما<br />
إيجاد وحدة أي جزء معين من سطح<br />
الأرض بمجرد النظر إلى مظهره الخارجي، وإنما بدراسة عناصر تكوينه وتفهم مكونات<br />
عناصره، وذلك بالتعرف على التكوين الجغرافي المعقد لمختلف النظم التى تكوّن ذلك الجزء<br />
من ناحية، ثم بإيجاد الترابط السببي<br />
جمالي لمختلف الظاهرات المكونة لهذه النظم من ناحية<br />
أخرى ، فانه قد أظهر أن مادة الجغرافيا الإقليمية تستمد من الدراسات الأصولية ومن ثم يكون<br />
قد أكد وحدة منهج البحث الجغرافي<br />
ولما كانت<br />
٠ (١٧١)<br />
الجغرافيا ولا تزال قد عرفت أو عرّفت بأنها العلم الذي يوفر للباحثين<br />
تفسيرا منطقيا ومقبولا لتوزع الظاهرات في المكان، أو هي وصف سطح الأرض من حيث<br />
وجود ظاهراته المختلفة وتوزعها وتوضيح العلاقات السببية بين هذه الظاهرات، فان الدراسة<br />
الجغرافية تهتم ضمنا وأساسا بالمكان ومن ثم فأية ظاهرة جغرافية سواء أكانت محلية الوجود<br />
إقليمية أو خاصة ، أو عالمية التوزع <br />
أو كإحدى مكونات مجموعة<br />
"مترابطة"<br />
أصولية أو عامة ، وسواء أدرست بصورة مفردة<br />
من الظاهرات فإنها تشغل<br />
الأرض يمكن أن نطلق عليه "إقليم الظاهرة أو الظاهرات قيد الدراسة"<br />
٠<br />
"مكانا"<br />
ما على سطح<br />
ويكون الفرق بين إقليميتها وعالميتها هنا هو مداها المكاني، وحجم علاقاتها وارتباطاتها<br />
بغيرها من الظاهرات، وعدد هذه الأخيرة، ومن ثم فلا يوجد تناقض في الحقيقة بين
المنهجين الاصولي والإقليمي إلا في كون الأول تحليلي والثاني تركيبي وهذه هي طبيعة<br />
المنهج الجغرافي والدراسة التحليلية ضرورية لتفهم كيفية التكوين البنائي لظاهرات سطح<br />
الأرض، بمعنى أنه لابد من وجود قدر من الإقليمية لتفهم الأصولية كما أن الدراسة البنائية<br />
لازمة لتفهم عناصر هذا التكوين بشكل تحليلي، أي أنه لابد من وجود قدر من "الاصولية"<br />
لتفهم "الإقليمية"، ومن ثم تتكامل الدراسة الجغرافية لتصبح كعملة واحدة لها وجهين أصولى<br />
وإقليميّ ، كما قال بذلك "“فارينيوس”" منذ نحو ثلاثة قرون<br />
(١٧٢)<br />
وعندما قال "“فارينيوس”" بأن الجغرافيا العامة هي "ذلك الفرع من العلم الذي يدرس<br />
الأرض بشكل عام ويصف أقسامها المتنوعة التى تؤثر عليها ككل والذي يقدم الأسس<br />
والقوانين العامة التى يجب استخدامها في دراسات الأقطار المختلفة" وهي الأسس والقوانين<br />
التى تشكل الجغرافيا "الخاصة"، فانه كان يعنى في الحقيقة أن الجغرافيا بجانبها العام إنما<br />
تهدف إلى دراسة جانبها "الإقليمي"<br />
٠<br />
(١٧٣)<br />
ولم يكن هدف "“فارينيوس”" من التأكيد على عمومية الجغرافيا أو خصوصيتها هو<br />
الفصل بين جانبيها العام والخاص ، فلا يوجد دليل على أنه قد اعتبر أن الجغرافيا الخاصة<br />
أقل أهمية من الجغرافيا العامة ، ولكن وجهة نظره كما استنتج "لابلاش" لم تكن وجهة<br />
نظر ثنائية ولكن الصلة بين القوانين العامة والأوصاف الخاصة التى تعتبر تطبيقات لها <br />
تشكل الوحدة الصادقة للجغرافيا وهذا هو المنهج التكاملي للعلم ، فالدراسة حسب العناصر<br />
"الجغرافيا العامة "، وحسب المناطق "الجغرافيا الإقليمية" كانت ضرورية ومهمة للجغرافيا<br />
بدرجة متساوية<br />
٠<br />
(١٧٤)<br />
ويرى "هارتشورن" أنه لا يمكن النظر إلى الجغرافيا على أنها تتكون من قسمين يحلل<br />
أحدهما العناصر المنفردة في العالم، ويحلل الآخر المركبات أو مجموع العناصر حسب<br />
المناطق، لأن كل الدراسات الجغرافية تحلل العلاقات والتباينات المكانية للظاهرات بشكلها<br />
المستمر، فلا تفرع ولا ثنائية، وإنما مدى متدرج على طول سلسلة متصلة من العلاقات، التى<br />
تتدرج من تلك التى تحلل المركبات البدائية جدا في تباينها المكاني على سطح الأرض ، إلى<br />
تلك التى تحلل التباين المكاني للعلاقات ضمن مناطق صغيرة المساحة بدرجة أكثر تعقيدا ،<br />
والمنهج الأول موضوعي، بينما المنهج الثاني إقليميّ ، بشرط تذكر أن أية دراسة جغرافية<br />
صحيحة يجب أن تشتمل على كلا المنهجين<br />
وقد اقترح كل من "اكرمان "و "ويلكوك<br />
٠ (١٧٥)<br />
" Wilcock<br />
أنه طالما أن الدراسة الجغرافية لأي<br />
عنصر أو مرك ّب من العناصر تتضمن دراسة علاقات تبايناته عن العناصر الأخرى ، مما
يعنى كمال الدراسات الجغرافية الموضوعية ، فانه من الممكن أن تضمن هذه الدراسات معا<br />
كى تشكل الجغرافيا الإقليمية ، لأن حصيلة الدراسات الموضوعية الكاملة والصحيحة لمنطقة<br />
واسعة ستشمل جميع الحقائق والعلاقات المتضمنة في الدراسة الإقليمية لجغرافيتها<br />
(١٧٦)<br />
ولابد للتحليل الجغرافي لظاهرات سطح الأرض من أن يحدث في إطار مكانى معين،<br />
ولما كانت الجغرافيا الحديثة قد تجاوزت مرحلة الوصف إلى مرحلة التحليل من ناحية، وأن<br />
عناصر سطح الأرض خاصة البشرية منها قد تزايدت وتعددت وتعقدت واندمج بعضها<br />
في البعض الآخر نتيجة تفاعلها السببى من ناحية أخرى، فان البحث الجغرافي سواء على<br />
النطاق الضيق أو الواسع قد أصبح يهتم بتحليل ترابط غاية في التعقيد إذا أراد تفهم طبيعة<br />
ظاهرات سطح الأرض، وفي مثل هذا التحليل لا يوجد سوى طريقين يحددهما الهدف من<br />
: الدراسة هما<br />
١.تحليل الظاهرة من أجل إظهار ترابطها وتفاعلها مع غيرها من الظاهرات، واستقصاء توزعها<br />
على سطح الأرض، وهذا هو المنهج الأصولي<br />
٢.تحليل مكونات "منطقة<br />
٠<br />
"<br />
سطح الأرض ككل ، وهذا هو المنهج الإقليمي<br />
٠<br />
أو "جزء" ما من سطح الأرض من أجل تفهم صورتها تمهيدا لتفهم<br />
وقد سبق أن دعا "همبولت" إلى هذا المنهج المزدوج عندما أكد على أهمية تفهم الوحدة<br />
من خلال الاختلافات<br />
(١٧٧)<br />
، فكلا الطريقين إنما يتم في إطار مكاني قد يضيق فيصبح المنهج<br />
المستخدم حينئذ منهجا إقليميا ، أو يتسع فيصبح منهجا عاما أو أصوليا، ومن ثم يتبين أن<br />
الجانب الإقليمي من الدراسة الجغرافية هو على الدرجة ذاتها من الأهمية التى يتميز بها<br />
الجانب الأصولي، فلا يمكن أن ينظر المرء إلى إحدى قدميه على أنه أكثر أهمية من القدم<br />
الأخرى لسبب بسيط هو أن يستخدمهما "معا" وهذا هو المنهج الجغرافي التكاملي الحقيقي<br />
٠<br />
والخلاصة أن الدراسات الأصولية في الجغرافية دراسات متداخلة في الدراسة الإقليمية<br />
، فعلى الرغم من أن العمل الذي قام به "“رتر”" عمل إقليميّ في صميمه فإنه يدين بقسم كبير<br />
من أهميته للأفكار الأصولية التى بنى عليها ، وكذلك على الرغم من أن العمل الذي قام به<br />
"همبولت" أكثر ميلا إلى أن يكون أصوليا في صميمه فإنه يستمد كثيرا من قوته من أساسه<br />
الإقليمي، وانه لمن سوء الحظ أن بعض الجغرافيين المحدثين نسبي ًا قد تكلموا بما يوحى<br />
باعتقادهم بأن هناك اختلافا في القدرات بين الكتاب الإقليميين والكتاب الأصوليين<br />
(١٧٨)
المبحث الرابع:<br />
الجغرافيا ونظم المعلوات الجغرافية<br />
خضع المنهج الجغرافي ولا يزال إلى التعديل والتبديل، فأفكار كل من:<br />
"همبولت "Humboldt (١٧٩)<br />
و "ريتر١٨٠)"Ritter) و<br />
"<br />
راتزل (١٨١)"Ratzel و"هتنر<br />
(١٨٢)"Hitner و"هارتشورن (١٨٣)"Hartshorn وغيرهم خضعت للكثير من التمحيص<br />
لدرجة رفض بعضها أحيانا، كما أن المحاورات حول المنهج الجغرافي لم تتوقف بعد ومن<br />
المتوقع استمرارها مستقبلا، وفيما يلي عرض للعديد من وجهات النظر التى أدت إلي خروج<br />
الجغرافيا من إطارها القديم وظهور مفاهيم جديدة متفق عليها من معظم الجغرافيين، لاسيما<br />
بعد الأخذ بالتقنيات الحديثة للاستشعار عن البعد<br />
Remote Sensing<br />
الجغرافية (GIS) Geographical Information System<br />
العالميةsystem (GPS) Global positioning ٠(١٨٦)<br />
(١٨٤) ونظم المعلومات<br />
(١٨٥) ونظم تحديد المواقع<br />
ويلتبس علي بعض القراء وجود القرينة الجغرافية في مصطلح نظم المعلومات الجغرافية<br />
فيظنون أن هذا المصطلح يعبر عن أحد تخصصات علم الجغرافيا، ويدعم هذا الظن وجود<br />
بعض الأقسام الجغرافية العريقة التى تمنح درجات علمية في هذا الموضوع (نظم المعلومات<br />
الجغرافية) ، والحقيقة أن الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية موضوعان مستقلان يجتمعان<br />
في أحيان ويفترقان في أحيان أخرى، ولولا الصفة المكانية spatial التي تتصف بها نظم<br />
المعلومات الجغرافية لكان الفرق بينها وبين الجغرافيا فرقا ً شاسعا ً، ولهذا ظهرت ضرورة<br />
الحاجة إلى إبراز النمط المكاني المشترك بينهما، وتوضيح المنهجية العلمية لكل منهما، وتأكيد<br />
أن نظم المعلومات الجغرافية ليست علما ً مستقلا، بل تقنية متطورة ضمن منظومة نظم<br />
المعلومات، من شأنها دعم عملية البحث الجغرافي، فإفادة الجغرافيين من مهارات هذه التقنية<br />
تجعل علمهم قادرا علي التنبؤ العلمي<br />
أو اتخاذ القرار<br />
scientific prediction<br />
٠ (١٨٧) dissension making<br />
ومواصلة المشاركة في صنع<br />
وهناك ثلاثة أسئلة تحاول هذه الورقة الإجابة عنها وهي:<br />
ما هو موضع كل من علم الجغرافيا و نظم المعلومات الجغرافية بين العلوم المكانية<br />
المختلفة؟<br />
ما هي طبيعة العلاقة بين علم الجغرافيا و نظم المعلومات الجغرافية، وما أهمية التحليل<br />
المكاني في تكريس العلاقة المشتركة بينهما؟<br />
هل الجغرافيون أولى من غيرهم بالعمل في مجال نظم المعلومات الجغرافية؟؟<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣
النمط الجغرافي التقليدي<br />
تعتبر الجهود الفكرية الباكرة التى قام بها المفكرون الأوائل بهدف تفسير وفهم الظاهرات<br />
البيئية المحلية المحيطة بهم، وفهم دور الانسان وموقعه بين هذه الظاهرات المنشأ الأول لعلم<br />
الجغرافيا، ولهذا فإن المعرفة الجغرافية قديمة قدم الإنسانية ذاتها، ومع مرور الزمان واختلاف<br />
المكان ظهر العديد من الجغرافيين الذين أسهموا في إثراء الأدب الجغرافي، ووضع الأسس<br />
العريضة لعلم الجغرافيا٠<br />
ولقد تعرض هذا العلم ذي التاريخ الطويل أثناء تطوره عبر الزمن الى العديد من<br />
المجادلات التى أظهرته بمظهر العلم المنقسم، رغم اتفاق معظم الجغرافيين علي أن علمهم هو<br />
علم المكان، وهذا الاتفاق هو في الحقيقة الميزة الوحيدة التى جعلت للجغرافيا كعلم مجالا<br />
واضحا ومميزا بين مختلف العلوم٠<br />
ولقد أوضح العديد من الجغرافيين أن المجال الكلي للمعرفة يمكن شرحه جيدا من خلال<br />
ثلاثية:المادة والزمان والمكان، فكان "هتنر" يرى أن للحقيقة مدى ذا ثلاثة أبعاد يجب اختبارها<br />
من ثلاث وجهات نظر هي: رؤية علاقة الأشياء المتشابهة، ورؤية تطور الأشياء عبر<br />
التاريخ، ورؤية ترتيب الأشياء وتقسيمها حسب المكان<br />
"هارتشورن" بين العلوم الموضوعية (ذات المنهج العام)<br />
(Hartshorn 1939)<br />
systematic<br />
chronological<br />
والعلوم المكانية<br />
٠ chorological<br />
، كما ميّز<br />
والعلوم الزمنية<br />
شكل رقم (١٢)<br />
مكانة الجغرافيا بين العلوم
وتشمل العلوم الموضوعية كلا من العلوم الطبيعية (الأحياء والكيمياء والطبيعة)، والعلوم<br />
الاجتماعية (الاجتماع والديموجرافيا والأنثروبووجيا)، أما العلوم الزمنية فتشمل (علم<br />
الحفريات وعلم ما قبل التاريخ وعلم التاريخ) بينما تشمل العلوم المكانية (علم الطكبيعة<br />
الأرضية وعلم الجغرافيا وعلم الفلك)<br />
٠<br />
وتهتم العلوم الطبيعية بالمادة، والعلوم الزمنية بتغير هذه المادة عبر التاريخ، أما العلوم<br />
المكانية فتهتم بها عندما يكون المكان قرينا ً لها، ومهما يكن مفهوم المكان فالمقصود به ذلك<br />
الحيز space<br />
الذي تتسم فيه الأشياء المادية بأبعاد معينة، مهما صغرت هذه الأبعاد أم<br />
كبرت٠<br />
ولقد قرر "هارتشورن" بعد فحص دقيق لآراء كل من سبقه من الجغرافيين أن الجغرافيا هو<br />
العلم الذى يمدنا بوصف وتفسير دقيق ومنظم ومعقول للنمط المتغير لسطح الأرض<br />
(1963 ،(Hartshorn وكان لهذا الرأي صدى كبير بين الجغرافيين وقت إعلانه ، عندما<br />
اعتبر أكثر وجهات النظر قوة،غير أن دعاة نظرية الموقع<br />
انتقدوا هذا الرأي بشدة واستاءوا من استخدام "هارتشورن" لمصطلحات مثل<br />
و" اختلاف مكاني<br />
(١٨٨) theory of location<br />
"فريد " unique<br />
(١٨٩) "spatial differentiation<br />
استثنائية، وخرجوا بنمط فكري جديد كانت أهم أسسه: بناء النظريات<br />
modelsوالأنظمة ،systems والتحليل الكمي<br />
واعتبروا وجهة النظر التقليدية مرحلة<br />
theories والنماذج<br />
(١٩٠)<br />
quantitive analysis<br />
للوصول الي<br />
القوانين laws التى تعتبر أساس البحث العلمي وهدفه النهائي٠<br />
والجغرافيا علم المكان، وهذا ما يميزها عن غيرها من العلوم، سطح الأرض مجالها،<br />
ولهذا فالمعرفة الجغرافية معرفة شاملة مرتبة للظاهرات الموجودة فوق سطح الأرض، وهذه<br />
الرؤية المكانية للظاهرات يمكن إدراكها من زاوية الزمن، فلكي نفسر الحاضر لابد من معرفة<br />
الماضي، وبهما معا يمكن الإشارة إلى المستقبل (التنبؤ)٠<br />
ومن ثم يمكن ترتيب المجال الجغرافي علي أساس: المادة<br />
place والمكان matter<br />
والزمان ،time فعلي أساس المادة تبرز الجغرافيا الموضوعية (المنهجية أو النظامية أو<br />
الأصولية) وتكون النواحي المكانية من أهم سماتها، وعلي أساس المكان والنظرة الشاملة<br />
لأجزاء سطح الأرض تبرز الجغرافيا الإقليمية<br />
regional<br />
، أما علي أساس الزمان فيتم<br />
التركيز علي المادة والمكان من خلال الزمن، وهنا تبرز الجغرافيا التاريخية historical<br />
٠<br />
وتعاني الجغرافيا منذ أمد طويل من الازدواجية أو الثنائية ، dualism والأمثلة علي ذلك<br />
عديدة أشهرها:الموضوعية في مقابل الإقليمية، والطبيعية في مقابل البشرية، والساكنة في<br />
مقابل المتطورة، والوصفية في مقابل الكمية (التعليلية)، والحتمية determinism في مقابل<br />
الإمكانية ٠ possibilism
ورغم أن هذه الثنائية تعكس تناقضا واضحا إلا أنها تعبر عن وجهات نظر سادت خلال<br />
فترات معينة من تطور علم الجغرافيا، فقد ظهرت هذه الثنائية نتيجة لتطور العلوم وزيادة<br />
المعلومات الجغرافية الخاصة بالإنسان وبالمكان، ولقد سبق ل "فارنيوس<br />
(١٩١)" Varenius<br />
في عام ١٦٥٠ أن أكد علي الحاجة إلى تنظيم المعرفة الجغرافية، فقسمها إلى جغرافيا عامة<br />
(universal (عالمية general<br />
وجغرافيا خاصة<br />
particular (إقليمية (regional ، ولقد<br />
عرف الجغرافيا العامة بأنها "تلك التى تدرس سطح الأرض بشكل عام، ويدخل في ذلك<br />
مظاهر السطح التى يكون لها قوانين عالمية"، أما الجغرافيا الخاصة فهي التي تبحث في<br />
الأقطار والأماكن المنفردة التى اكتسبت شخصيتها من التفاعل البشري مع الطبيعة٠<br />
ومن الواضح أن "فارنيوس" قد اقترح أن تهتم الجغرافيا العامة بالقضايا الطبيعية<br />
(الفيزيائية) التى يمكن شرحها باستخدام القوانين، في حين تبقى الجغرافيا الخاصة وصفية<br />
طالما تشمل دراسة الإنسان، الذى لا يمكن التنبؤ بأحواله، وقد وجدت هذه الأفكارا صدى لها<br />
عند كل من "كانت<br />
الأمر ذاته٠<br />
(١٩٢)" Kant و"<br />
همبولت" اللذين استخدما كلمتي: طبيعي وعام ليعنيا<br />
ومع استمرار تطور علم الجغرافيا ونموه ظهر العديد من المصطلحات من أجل التمييز بين<br />
الجغرافيتين:العامة والخاصة، فاستبدل مصطلح "عام<br />
"general<br />
بمصطلح موضوعي<br />
systematic (المستعار من العلوم الموضوعية)، كما استبدل مصطلح "خاص<br />
بمصطلح "إقليمي<br />
"special<br />
" regional<br />
، ولكن هذه الثنائية بين ما هو موضوعي في منهجه وما هو<br />
إقليمي، لا تقسم الجغرافيا إلى قسمين كما يعتقد البعض بقدر ما تعكس تضادا ومقابلة في منهج<br />
الدراسة (1963 ،(Hartshorn بل إن بعض الجغرافيين اعتبر ذلك مجرد اختلاف في<br />
المقياس<br />
٠(Wooldridge 1963)<br />
والحقيقة أن وجهات النظر المختلفة هذه ليست سوى أوجه عديدة لموضوع واحد ينظر إليه<br />
من زوايا مختلفة، وحسب هذه الزوايا أو وجهات النظر تبرز سمات جغرافية معينة،<br />
فالجغرافيا الموضوعية تدرس عنصرا ً واحدا ً في وقت واحدٍ علي سطح الأ{ض بمجموعه،<br />
وهي تستطيع تحليل العوامل المؤثرة في هذا العنصر قيد الدراسة، ومن ثم الوصول الي<br />
قوانين عامة، أما الجغرافيا الإقليمية فمن مميزاتها أنها تدرس جزءا ً معينا ً منن سطح الأرض<br />
بتفصيل أكبر، وأنها تعنى بالعلاقات بين كل الظاهرات الموجودة في مكان ما (الإقليم)٠<br />
وتدرس الجغرافيا الموضوعية الظاهرات في جميع أنحاء العالم وتستخلص استنتاجات ثم<br />
تقترح قوانين، ومن ثم فهي جغرافية تعليلية ،nomotheitic وهذا الذي يجعل بعض أبحاثها<br />
كثيرة الأفكار العلمية، لدرجة تجعل البعض يعتقد بأنها ليست جغرافية، أما الجغرافيا الإقليمية<br />
فيغلب عليها الطابع الإخباري، ومن ثم فهي لا تصوغ قوانين، وتوصم بأنها
وصفيةidiographic ، وفي هذا المجال يعتبر "شيفر" أن الجغرافيا الإقليمية الجانب التطبيقي<br />
لعلم الجغرافيا، الذى هو في أساسه علم النظريات<br />
٠ (Shaefer 1953)<br />
ويرى "بنجي" أن الجغرافيا الإقليمية تستخدم في البحث عن الأقاليم الشاملة<br />
generic<br />
، region بينما اعتبر الجغرافيا الموضوعية حالة نظرية محضة، حيث يؤكد أن الجغرافيا<br />
الإقليمية تصنف المواقع، بينما تتمكن الجغرافيا النظرية theoretical من التنبؤ بهذه المواقع<br />
٠ (١٩٣) (Bunge 1966)<br />
أما "فريمان" فيرى بأن الدراسات الموضوعية في الجغرافيا تتشابك مع الدراسات الإقليمية<br />
،(Freeman) فكتابات<br />
"رتر" مثلا الإقليمية تدين بالكثير من أهميتها إلى المفاهيم<br />
الموضوعية التى انطلقت منها، بينما استمدت إتجاهات "همبولت" الموضوعية الكثير من قوتها<br />
من أساسها الإقليمي، ومن ثم يأسف "فريمان" لتعمد بعض الجغرافيين المحدثين الإيحاء بأن<br />
هناك نوعا ً من التمايز بين ما هو إقليمي وما هو موضوعي (فريمان<br />
٠(١٩٧٦<br />
ومن مظاهر الثنائية في الجغرافيا التفرقة بين ما هو طبيعي وما هو بشري، تلك الفكرة<br />
التى انتقدت بشدة لتجاهلها أن ظاهرات سطح الأرض ليست طبيعية محضة<br />
العام<br />
)<br />
(physical landscape<br />
ولا بشرية خالصة<br />
)<br />
وإنما هي في غالبيتها الكبري خليط من الاثنين<br />
اللاندسكيب العام<br />
اللاندسكيب<br />
،(human landscape<br />
)<br />
اللاندسكيب العام<br />
general<br />
،(landscape ومن ثم فإن الظاهرات المادية بشقيها الطبيعي والبشري تمثل عناصر الوحدة<br />
الجغرافية التى يجب إلا يهما أيّ من شِقيها، مع ملاحظة مهمة هي أن الانسان قد بدأ في<br />
التحرر من أسر الطبيعية (الفيزيقية<br />
(physicality<br />
فقد كانت السيادة للجغرافيا الطبيعية أو الجغرافيا المحضة<br />
البعض حتى الآن يطلق تعبير "جغرافيgeography<br />
منذ بداية القرن العشرين، أما فيما قبل ذلك<br />
،pure geography وما زال<br />
"<br />
ليعني به فيزيقي أو طبيعي.<br />
وبسبب وجهات نظر كل من "رتر" و" راتزل" التى تفسر كل شيء بالخبرات الانسانية<br />
ظهرت العناصر البشرية الي الساحة الجغرافية، ومن ثم أصبح الجغرافيون في معظمهم<br />
متفقون علي أن علمهم علم مركب من ظاهرات جغرافية حددتها الطبيعة دون تدخل من<br />
الإنسان، وظاهرات أخرى حددها الانسان الذى يعمل جنبا الى جنب مع الطبيعة<br />
Hartshorn )<br />
٠ (1963<br />
وهناك من الجغرافيين من يفضل استخدام كلمة "طبيعي<br />
"natural<br />
" physical<br />
بدلا من "فيزيقي<br />
وذلك للتفريق بين الجزء البشري والجزء غير البشري عند الدراسة الجغرافية،<br />
فتعبير طبيعي محصور بالعالم غير العضوي، ومن ثم يستبعد العناصر الحيوية، رغم أن<br />
الجانب الحيوي في الجغرافيا جدير بالاعتبار، ولكن تمييز الجغرافيا الحيوية<br />
biogeography<br />
عن الجغرافيا الطبيعية قد يقود إلى الاعتقاد بضرورة شمول الجغرافيا الحيوية (المعنية
بجغرافية الحيوان وجغرافية النبات ( داخل إطار الجغرافيا البشرية، ولكن هناك بعض التحفظ<br />
علي مضمون الجزء الحيوي bio<br />
من الجغرافيا ، فإذا ضممناه إلى الجغرافيا الطبيعية أو<br />
ضمّناه فيها فالجغرافيا الحيوية يجب أن تدرس فقط النباتات والحيوانات البرية، أما النبات<br />
المزروع والحيوانات المستأنسة فتدخل ضمن إطار الجغرافيا البشرية بمعناها الواسع<br />
(الجغرافيا الاقتصادية<br />
.<br />
جغرافية الزراعة وجغرافية الرعي)٠<br />
أما الجغرافيا البشرية human geography بمعناها الضيق فهى تدرس الانسان فقط،<br />
وهنا تتمثل<br />
محتوياتها في العناصر التى تدرس عادة في علوم: الديموجرافيا والإثنولوجيا<br />
والأنثروبولوجيا والاجتماع، أما بمعناها الواسع فإنها تشمل كل الظاهرات المتصلة بالانسان<br />
وكافة نشاطاته٠<br />
وفي ضوء كون العلوم الاجتماعية نظيرا للعلوم الطبيعية، وكون تعبير العلوم البشرية<br />
الأكثر ملاءمة غير دارج، فقد اقترح بعض الجغرافيين استخدام تعبير الجغرافيا اجتماعية بدلا<br />
من الجغرافيا البشرية، ولكن هذا الاقتراح لا يستند إلى قاعدة صلبة، لأن كلمة<br />
وأشمل من كلمة "اجتماعية"<br />
ويرى بعض الجغرافيون أن الجغرافيا البشرية بمعناها الواسع تشمل الجغرافيا<br />
"بشرية" أعم<br />
التاريخية :<br />
والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بينما يرى البعض الآخر يقصر استعمال الجغرافيا علي<br />
جغرافية السكان وجغرافية العمران الريفي والحضري، معتبرا الفروع الأخرى فروعا قائمة<br />
بذاتها (صادق والبنا ١٩٧٦)، ولكن يبقى الجغرافيون رغم كل هذه الروح التخصصية <br />
مقفين علي<br />
"وحدة" الجغرافيا واستمرار التكامل بين الجغرافيا البشرية والجغرافيا غير البشرية<br />
(طبيعية وحيوية)..فلانسان والمكان<br />
الأولى لالتقائهما علي سطح الأرض٠<br />
الفكر الجغرافي الحديث<br />
المدرسة الجغرافية الألمانية<br />
(الطبيعة) بينهما علاقات وتفاعلات متبادلة منذ اللحظة<br />
شهد الفكر الجغرافي الحديث العديد من التطورات ويعتبر كل من<br />
"همبولت" و"رتر"<br />
الأمانيان هما اللذان أرسيا قواعد علم الجغرافيا الحديثة وأسسها وأصولها، فهما اللذان ارتقيا<br />
بالجغرافيا إلي مستوى العلم الأصولي المنظم المعتمد علي القوانين، وعلي المنهج الاستقرائي<br />
في البحث، وقد اعتمد مؤسسو المدرسة الجغرافية الألمانية مثل همبولت<br />
(١٩٤) Richthofen<br />
Ratze وراتزل<br />
وريتشهوفن<br />
علي الرحلات العلمية والدراسات الميدانية، وقد<br />
حاولت الجغرافيا الألمانية إيجاد نوع من التوازن بين الجغرافيا العامة والجغرافيا الإقليمية،<br />
كما ركزت علي دارسة الظاهرات الجغرافية الطبيعية أكثر من الظاهرات الجغرافية البشرية،
لدرجة أن "جيرلاند<br />
الجغرافية٠<br />
"Gerland<br />
(١٩٥) استبعد الظاهرات الأخيرة كلية من الدراسة<br />
المدرسة الجغرافية الفرنسية<br />
كانت ألمانيا هى مركز الاشعاع الذى انطلقت منه الأفكار والمفاهيم الجغرافية. وكانت<br />
فرنسا أقرب جيرانها أول المتلقين لهذه المفاهيم والأفكار، ولقد استند تطور المدرسة الجغرافية<br />
الفرنسية علي ثلاثة أسس هى:<br />
النمو السريع في دراسة الأرض طبيعيا<br />
التقدم الكبير في معالجة الحقائق البشرية<br />
والوصف المنهجي العام لكل سطح الأرض<br />
وعلي هذه الأسس الثلاث برزت مدرسة جغرافية متميزة كان من روادها كل من: لابلاي<br />
Le<br />
،(١٩٦) Play<br />
وديمولان<br />
(١٩٧) La Blache ولابلاش ، Demolin<br />
(١٩٨) Demangeon<br />
وديمانجون<br />
وإلى جانب اهتمام رواد هذه المدرسة الجغرافية بالموضوعات<br />
البشرية فقد تفوقوا أيضا في الدراسات الإقليمية، وقد تميزت هذه المدرسة باتباع أساليب علمية<br />
تعتمد علي الشرح والتحليل بالخرائط والرسوم، وهي الأساليب التى انتقلت الي بريطانيا<br />
والولايات المتحدة الأمريكية، وهي المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية التى تقود الفكر<br />
الجغرافي المعاصر٠<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية<br />
كان كل من ماكندر<br />
(١٩٩) Mackinder ، وهربرتسون (٢٠٠) Herbertson ، وإنستد<br />
، Unstead من أبرز رواد المدرسة الجغرافية البريطانية في النصف الأول من القرن<br />
العشرين، وقد التزم كل هؤلاء بالخط الإقليمي في الدراسة الجغرافية، أما ديفز<br />
Davis<br />
(٢٠١)<br />
البشرية<br />
فهو المؤس الحقيقي للجغرافيا الحديثة في أمريكا الشمالية، بعدما قام بتصنيف الحقائق<br />
(Ontography)<br />
استنادا ً علي الحقائق الطبيعية<br />
(Physiography)<br />
فوق سطح<br />
الأرض، وبعد الحرب العالمية الثانية تشعبت الجغرافيا الأمريكية الى شعبتي:الجغرافيا<br />
الإقليمية ودراسة الأنظمة البيئية٠<br />
وقد أحدثت المدرسة الجغرافية الأنجلوأمريكية ثورة في المناهج الجغرافية بتركيزها على<br />
الأسلوب الكمي<br />
Quantitive<br />
(الثورة الكمية)<br />
القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ولقد أسهمت جامعة لند<br />
الجغرافي الشهير هيجرستراند<br />
(٠٢٤) Quantitative revolution<br />
Lund<br />
(٢٠٣) Haggerstrand<br />
وعلي<br />
السويدية عن طريق<br />
واضع نظرية الذيوع والانتشار
Bunge في التأثير علي بعض الجغرافيين الأمريكيين أمثال بنجي Theory of Diffusion<br />
، أما في بريطانيا<br />
وشيفر وبيري<br />
Berry (٢٠٤)<br />
Schaefer<br />
فقد قاد الاتجاه الكمي كل من هاجيت<br />
٠(٢٠٦) Chorley وشورلي (٢٠٥) Haggett<br />
(١٣) شكل رقم<br />
وقد نتج عن الاتجاه الكمي في الجغرافيا اهتمام متزيد بتحليل النظم المكانية ودراسة العلاقة<br />
بين الانسان والبيئة اعتمادا علي القوانين والنظريات، واتباع المنهج التطبيقي لخدمة القضايا<br />
المجتمعية المختلفة (الجغرافيا التطبيقية)٠<br />
وفي العقود الأخيرة نادى كثير من الجغرافيين بالمزيد من الجغرافيا العلمية والنظريات بعد<br />
تعمق المعرفة الجغرافية ورغبتها في الانطلاق من وضعها التاريخي القديم انطلاقا نحو<br />
الحداثة ، وقد نادى ديفز في مطلع القرن العشرين بذلك حين كتب عن أهمية بناء النظريات<br />
الجغرافية، وذلك ما يدعو إيه كل من بيري وجاريسون<br />
وهجرستراند٠<br />
(٢٠٧) Garrison<br />
هاجيت وبنجي<br />
وفي إطار اعتناق معظم الجغرافيين للمفهوم الموقعي locational لعلم الجغرافيا باعباره<br />
"علم المواقع" يبرز اهتمام هاجيت بالموقع<br />
location والتوزيع distribution كخاصيتين<br />
مميزتين للجغرافيا، وما ذلك الاهتمام إلا تكرار لاهتمام سابق ساد خلال مرحلة الفكر<br />
الجغرافي التقليدي عندما عرّف البعض علم الجغرافيا بأنه "علم التوزيعات"، والعلاقة بين<br />
المفهومين علاقة قوية فموقع الظاهرة يبرر أهمية توزيعها في أكثر من مكان، ويفسر العملية<br />
process<br />
(٢٠٨) التى وجدت عن طريقها هذه الظاهرة في موقعها، ويبرز المسافة (المدى<br />
المكاني بين موقعين) والعلاقة بين هذه المواقع "التفاعل ،"interaction التى تحدث عبر<br />
المسافة من خلال الحركات الدورانية circulation أو التفاعل المتبادل٠
ولقد أكد بنجي أن الأنماط المكانية spatial patterns لتوزيع الظاهرات تأخذ أشكالا<br />
هندسية، ولهذا فالهندسة و"الحركة" يمتزجان في وحدة واحدة ويشكلان الأنظمة المكانية، ومن<br />
ثم يلخصان فحوي الجغرافيا الحديثة، التى لابد لها أن تتضمن كل من: الموقع (المكان علي<br />
سطح الأرض) والخصائص الطبيعية والبشرية للمكان والتفاعلات البشرية/البيئية والحركة<br />
والمناطق٠<br />
وترتكز الجغرافيا الحديثة أيضا علي الإدراك (التصور البيئي) environmental<br />
prediction والتنبؤ (٢٠٩) perception<br />
، لأن تحليل العملية والتنبؤ أمران مترابطان، فأية<br />
دراسة لعملية دينامية لا يمكنها إهمال الوضع المستقبلي لهذ العملية، كما أن هذا المفهوم <br />
الذي يميز الجغرافيا الحديثة عن قرينتها التقليدية أساسي ومهم لبناء النماذج الجغرافية<br />
models<br />
(٢١٠)، وقد وضع هاجيت عدة أفكار مهمة عن النتحليل الموقعي في الجغرافيا<br />
البشرية مستخدما خمسة عناصر هي: الحركة<br />
والعقد nodes والتسلسل الهرمي (التراتب<br />
networks والشبكات movement<br />
( hierarchy والأسطح ، surfaces وهذه<br />
العناصر التى سبق لبيري أن استخدمها مضيفا إليها مفاهيم أخرى خاصة بالأهداف والبيانات<br />
والزمن والمقياس تشكل القاعدة الصلبة لذلك الجزء من الجغرافيا المهتم ببناء النظريات<br />
) theories النظرية:<br />
نظام من القوانين والقواعد المعينة، التى تفسر توزيعاً، أو ظاهرة معينة).٠<br />
ويرتبط كل من النظرية والنموذج ارتباطا متداخلا في البحث الجغرافي، غير أن الأولي<br />
أوسع من الثاني وأشمل، لأنها تغطي موضوعا بأكمله، بينما يعتبر الثاني جزءا من هذا الكل،<br />
يعتمد عليه كمقدمة للوصول إلي النظرية عن طريق الفرضيات hypothesis واختبارها<br />
وتحديد كفاءة الاعتماد عليها٠<br />
وتدين الجغرافيا النظرية بكثير من مفاهيمها التى تمثل الجغرافيا الموقعية الحديثة إلى<br />
بنجي، الذى اعتبر الجغرافيا علم المواقع ذات جانبين أحدهما تصنيفي (إقليمي) والثاني<br />
تنبؤي (نظري)، ويجيب الجانب التصنيفي، وهو وصفي محض عن السؤال:ماذا يوجد في<br />
المكان what is where ؟ ، بينما يجيب الجانب التنؤي النظري التعليلي عن السؤال: كيف<br />
وأين ولماذا<br />
why when where ؟ ٠<br />
ويتفق معظم الجغرافيين مع بنجي في اهتمام الجغرافيا بالاجابة عن السؤال:لماذا؟<br />
ويضيفون إليه الأسئلة: أين؟ ومتى؟ وماذا؟ وكيف؟ ، وفي كتابهم عن التنظيم المكاني<br />
organization يوضح كل من آبلر<br />
spatial<br />
Abler (٢١١)<br />
وآدمز Adamsِ وجولد<br />
Gold أن<br />
أساس الجغرافيا لم يعد وصف التنظيم المكاني للعالم وإنما تفسير الحقائق كأمثلة لقوانين<br />
ونظريات٠
ج(<br />
وقد قسم هاجيت عندما كتب عن التركيب الداخلي لعلم الجغرافيا هذا العلم إلى نمطين<br />
هما الجغرافيا التقليدية<br />
traditional<br />
.<br />
والجغرافيا التحليلية ،analytical يتضمن كل منهما<br />
مجموعة من الجوانب والتفريعات كما يلي:<br />
أولا: النمط الجغرافي التقليدي ويتألف من أربعة جوانب تنقسم بدورها الي عدة تفريعات<br />
هي:<br />
الفلسفة وتضم مناهج البحث وتاريخ علم الجغرافيا<br />
الموضوعية وتضم الجيمورفولوجيا والجغرافيا المناخية<br />
الإقليمية وتضم الجغرافيا النطاقية (المدارية /الأراضي الجافة) والجغرافيا الحضارية<br />
أمريكا اللاتينية/ج. جنوب شرقي آسيا)<br />
التقنيات وتضم الخرائط والأساليب الكمية<br />
ثانيا النمط الجغرافي التحليلي ويتألف من ثلاثة جوانب تنقسم بدورها الي عدة تفريعات هي:<br />
التحليل المكاني، ويتألف من جانبين: نظري (نظرية التفاعل الإقليمي/نظرية الانتشار)<br />
وتطبيقي (جغرافية التمية/المشاكل الحضارية)<br />
التحليل الإيكولوجي (البيئي)، ويتألف من جانبين: نظري (التركيب البيئي/الإنسان<br />
والبيئة) وتطبيقي (ج. الموارد الطبيعية/جغرافية الكوارث)<br />
التحليل الإقليمي، ويتألف من جانبين: نظري (نظرية النمو الإقليمي/نظرية النمو<br />
المكاني) وتطبيقي (التنبؤ الإقليمي/التخطيط الإقليمي)<br />
ولقد ظهرت الاتجاهات البنائية (٢١٢) structuralism في الفكر الجغرافي الحديث خلال<br />
ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وذلك كرد فعل من قبل بعض الجغرافيين الذين لم تقنعهم<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
.٤<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣
عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات المكانية<br />
(١٤) شكل رقم<br />
التركيب الداخلي للجغرافيا في رأي هاجيت<br />
(٢١٣)<br />
الاتجاهات التجريبية والانسانية، وكان من أهم منظريها كل من سمث<br />
Smith<br />
وهارفي (٢١٤)Harvey وقد تأثرت البنائية بالفكر الماركسي، الذي يرى بأن العالم الخارجي<br />
الملاحظ لا يظهر القوى الكامنة ولا الأبعاد الخفية وراء هذا المظهر الخارجي، والظواهر <br />
في نظرهم هي نتاج بعض القوى الخفية الساكنة في المجتمع والتى تعمل بميكانيكية عامة<br />
في كافة الأماكن٠<br />
وترجع بعض الاتجاهات البنائية الراديكالية تفسير الظاهرات المختلفة الي عوامل ذات<br />
طبيعة اقتصادية مادية، ورغم عمق تحليلات الجغرافيين الماركسيي لكثير من ظواهر المجتمع<br />
إلا أنهم قد فشلوا في وضع حلول لمثل هذه المشكلات، التى من أبرزها:قضايا الطبقات<br />
الاجتماعية والأقليات واللامساواة الإقليمية<br />
٠ regional inequality<br />
وفي الفترة ذاتها النصف الثاني من القرن العشرين تطور التحليل المكاني<br />
spatial<br />
analysis الذي يعتبر بريان بيري أحد دعاته البارزين تطورا كبيرا، وكذلك بيتر هاجيت<br />
الذي قسم الجغرافيا الي تقليدية وتحليلية، وقسم الأخيرة الى:تحليل مكاني وتحليل لإيكولوجي<br />
وتحليل إقليمي، والتحليل المكاني هو عملية يتم من خلالها تحويل البيانات المكانية الخام إلي
معلومات مكانية مفيدة، وفي مراحله الأولي اهتم بتطوير ا لنظريات أكثر من اهتمامه<br />
بالتطبيقات، بسبب ندرة البيانات وقلة وسائل معالجتها وتحليلها،٠<br />
ومنذ ثمانينيات القرن العشرين بدأت تقنية نظم المعلومات الجغرافية<br />
G.I.S في تقديم حلول<br />
لمشكلتي ندرة البيانات وقلة وسائل المعالجة والتحليل باستخدام تقنية نظم تحديد المواقع<br />
العالمية<br />
G.P.S بعد ظهور أجيال جديدة من الأقمار الاصطناعية في أواخر تسعينيات ذلك<br />
القرن، ومن ثم يمكن القول بأن العديد من جذور نظم المعلومات الجغرافية وبذورها قد نبت<br />
في أرضية التحليل المكاني المنتمي لعلم الجغرافيا أساس ًا٠<br />
واليوم أصبح هناك اتجاهان جغرافيان لكل منهما أنصار ودعاة هما الاتجاه التقليدي<br />
والاتجاه الحديث، ورغم أن أصحاب الاتجاه المعاصر لا يؤمنون بمبادئ الاتجاه التقليدي ، إلا<br />
أن بعض أنصار الاتجاه الأخير قد لحقوا بركب المعاصرة والحداثة إيمانا منهم بأن مقارنة<br />
وجهات النظر الجغرافية تنير الطريق أمام فهم جغرافي أفضل، في ضوء الطبيعة متعددة<br />
الأبعاد<br />
، multidimentional والتى تتمثل في تكامل كافة مجالات البحث الجغرافي وأنظمته<br />
وفروعه في سلسلة متماسكة الحلقات تجعل من الجغرافيا علماديناميا متطورا٠<br />
ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين بقيت المفاهيم الأساسية المتعلقة بطبيعة العلم ومبرر وجوده<br />
raison d,etre ثابتة، رغم اختلاف وجهات النظر عبر هذه المرحلة الطويلة، فهناك فرق<br />
بسيط بين تعريف هارتشون لعلم الجغرافيا (١٩٣٩)<br />
والذي قال بأن هذا العلم يمدنا بوصف<br />
دقيق ومنظم وبتفسير عقلاني ومقبول للسمة المتغيرة لسطح الأرض:<br />
Geography is concerned to provide accurate, orderly and rational<br />
description and interpretation of variable character of the earth,s surface.<br />
وتعريف ماكدويل (١٩٩٥) Mc Dowell<br />
الذي قال بأن علة علم الجغرافيا ومجال تركيزه<br />
الأساسي هو شرح الاختلاف والتنوع:<br />
raison d,etre of geography is explanation of difference and diversity.<br />
والجغرافيا عند هارتشورن علم يفسر حقائق الاختلاف المكاني فوق سطح الأرض <br />
بصفته عالم الإنسان كما هي، ليس بالنسبة لاختلاف أمور معينة من مكان لآخر فوق ذلك<br />
السطح،<br />
(اختلاف ظاهرة ما من إقليم إلى إقليم آخر)<br />
وإنما بالنسبة للمجموع الكلي للظاهرات<br />
في كل مكان علي حدة، والمختلفة عن نظيرتها السائدة في أماكن أخرى<br />
(نظرة كلية واسعة<br />
عالمية (Weltanschauung<br />
(٢١٥) ومن ثم تظل الجغرافيا هي دراسة الاختلافات المكانية<br />
فوق سطح الأرض، كما أقر بذلك من قبل كل من كارل رتر وألفرد هتنر٠<br />
وقد تركز البحث الجغرافي فيما بين هذين التعريفين ولأكثر من نصف قرن علي ثلاثة<br />
(٢١٧)<br />
(٢١٦) والمكان place<br />
مفاهيم كبرى هي:البيئة environment والحيز space
وذلك في إطار اهتمام الجغرافيا بالإجابة عن الأسئلة الثلاثة الرئيسة الشهيرة : أين<br />
where<br />
وكيف how ولماذا why والمتعلقة بالبيئة الطبيعية وبالتنظيمات المكانية للمجتمعات<br />
البشرية٠<br />
ويمكن تجميع المفاهيم المختلفة التى تشكل المعرفة الجغرافية وكيفية الحصول عليها<br />
والأهداف التى تستخدم من أجلها في ثلاث فئات هي:<br />
فئة العلوم التجريبية<br />
،emperical التى يتم الحصول علي المعرفة فيها عن طريق<br />
الخبرة المباشرة والملاحظة الدقيقة، ويؤكد أنصار هذه الفئة أن العلوم التجريبية تستند إلى عالم<br />
مستقل عن الفرد الملاحِظ، وأن وسائلها سارية المفعول في كل من العلوم الطبيعية والعلوم<br />
الاجتماعية٠ وتعنى التجريبية Empiricism أننا نتعلم من خلال التجربة والخبرة فقط عن<br />
الأشياء التى لها وجود. ويرى دعاتها هذه العملية على أنها عملية مستمرة مع استمرار<br />
اكتساب المعلومات التى يمكن تصحيحها وتفسيرها باستمرار.<br />
وفى المدخل التجريبى فإن<br />
المتبنى له يدع الحقائق تتحدث عن نفسها. والتجريبية تشكك فى أى فلسفة لا تقدم الدليل على<br />
ما تقول. والكثير من الفلاسفة يرفضون التجريبية. ومع ذلك فهى أحد فروض الوضعية،<br />
وعموما فالتجريبية تعطى أولوية للحقائق على حساب التعميم. ويرى البعض أن الجغرافيا<br />
الإقليمية التقليدية رغم افتراض أنها بلا فلسفة، فإنها كانت تجريبية فى طابعها٠<br />
فئة العلوم التأويلية<br />
(التفسيرية) ،hermeneutic التى ترى أنه لا يوجد شيء مستقل<br />
عن الملاحَظ، لأن أي تصور لحدث تجريبي يتضمن التفسير باستخدام لغة ما لإضفاء معنى<br />
لما يتم تسجيله، ولذلك لابد لفهم عمل ما من فهم المعاني التى استند إليها ذلك العمل، ويسير<br />
العلماء الطبيعيون والاجتماعيون وفق هذا السبيل، وينقسم أصحاب الفكر التأويلي الذاتي إلى<br />
قسمين رئيسين هما<br />
:المثاليون idealists<br />
وأصحاب الظاهراتية<br />
، phenomonologists<br />
ويتمثل الاتجاه المثالي في الاعتقاد بأن السلوك البشري المنطقي يتطلب نوعا من الفهم يختلف<br />
تماما عن الفهم المناسب للسلوك البشري غير المنطقي، وأن الفعل المنطقي يتم شرحه إذا تم<br />
فهم التفكير الذي يقف وراءه، وأن الجغرافيا البشرية تشتق استقلالها الذاتي كمجال للمعرفة من<br />
حقيقة ارتباطها بدرجة كبيرة بالأحداث الفكرية وبنتاجات العقول البشرية (الأفكار) أما<br />
الظاهراتية فهي أسلوب دراسة الظاهرة كما عايشها الانسان<br />
فئة العلوم النقدية<br />
بالضرورة من خلال التعميم<br />
، critical التي تعززعملية الشرح<br />
٠(٢١٨)<br />
،generalization<br />
explanation ولكن ليس<br />
ولقد اعتنق الجغرافيون الطبيعيون المنظور<br />
التجريبي في البحث الجغرافي، أما الجغرافيين البشريين فقد استخدموا المناحي الثلاثة<br />
٠<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
نظم المعلومات الجغرافية كعلم مكاني
تنتمي معظم تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية الي فئة التحليل المكاني<br />
spatial<br />
،analysis أحد القسمين الذين يري معظم الجغرافيين أنهم ينقسمون إليه مع القسم الثاني وهو<br />
قسم أصحاب النظرية الاجتماعية ، social theory وهناك ارتباط وثيق بين نظم المعلومات<br />
الجغرافية وعلم الجغرافيا، التى تمثل حقل التدريب الرئيس لممارسي مثل هذه النظم، ولقد<br />
أكد "عزيز" بأن نظم المعلومات الجغرافية تفوق كونها مجرد تقنية من تقنيات الحاسوب،<br />
استنادا علي عدد الأقسام العلمية التى تدرس فيها نظم المعلومات الجغرافية، والتى يوضحها<br />
الجدول التالي:<br />
(٧) جدول رقم<br />
النسب المئوية لتطبيق نظم المعلومات الجغرافية في التخصصات العلمية المختلفة<br />
التخصص العدد<br />
الجغرافيا<br />
التخطيط<br />
العلوم الأرضية<br />
علم البيئة<br />
المساحة<br />
هندسة الغابات<br />
(٢١٩)<br />
%<br />
٣<br />
٢<br />
٢<br />
٤<br />
%<br />
٥٦<br />
١١<br />
٨<br />
٦<br />
٤<br />
٤<br />
٢٥٤<br />
٥١<br />
٣٤<br />
٢٧<br />
١٧<br />
١٦<br />
التخصص العدد<br />
الهندسة المدنية<br />
الهندسة المعمارية<br />
الهندسة الزراعية<br />
أخرى<br />
المجموع<br />
%١٠٠<br />
١٤<br />
٨<br />
٨<br />
١٦<br />
٤٤٥<br />
وترتفع نسبة الجغرافيين بين مستخدمي نظم المعلومات الجغرافية لأنهم من أوائل<br />
المتخصصين الذين عنوا بالإفادة التطبيقية للحاسوب في معالجة البيانات، وفي تطويره من<br />
أجل رسم الخرائط الآلية٠<br />
ويمكن ربط التقدم الحاصل في مفهوم الجغرافيا باعتبارها علما مكانيا بالتطورات التقنية<br />
في كل من جمع البيانات<br />
، displaying وعرضها ،collation وترتيبها ، collection<br />
وتحليلها، وفي ضوء أن الهدف الأساسي للبحث الجغرافي هو تطوير النظرية الجغرافي فإن<br />
نظم المعلومات الجغرافية يمكن أن تستخدم في إجراء التحليل التجريبي<br />
empirical<br />
analysis ومن ثم في تطوير النظرية المكانية ، spatial theory رغم الإشارة الى التحليل<br />
التجريبي المستخدم في اقتراح النظرية بأنه تفسيري وإلى التحليل التجريبي المستخدم في<br />
اختبارها بأنه مؤكد٠
شكل رقم (١٥)<br />
وتبين الأمثلة التالية بعض النماذج علي الفائدة القصوى التى حصل عليها الباحثون<br />
باستخدام نظم المعلوات الجغرافية في دراسة موضوعات كان ينظر إليها علي أنها مستنزفة<br />
للوقت أو مستحيل التطرق إليها:<br />
عند الربط المباشر بين أنماط النقطة<br />
point<br />
والمساحة area عند تحليل الصيغ المكانية<br />
بتطبيق خرائط مختلفة الواحدة فوق الأخرى من أجل تحديد العلاقة القائمة، وكذلك محاولات<br />
الربط بين بيانات من مصادر غير متكافئة، كالعلاقة البيانية بين بيانات النقط الممثلة لكميات<br />
التساقط، وبيانات المساحات الممثلة للكثافات السكانية، فالمعروف<br />
الجغرافية تخزّن في أكثر من طبقة<br />
(layer)<br />
عن معالجة كميات كبيرة من المعلومات دفعة واحدة.<br />
أن<br />
بيانات نظم المعلومات<br />
واحدة، وذلك للتغلب على المشاكل التقنية الناجمة<br />
ويمتلك نظام المعلومات الجغرافية إمكانيات خاصة لربط عدة طبقات من البيانات المكانية<br />
وتحليلها وإنشاء الخرائط التي تمثل نتائج ذلك التحليل، مثل ربط<br />
طبقة الأراضي الزراعية<br />
بطبقة الطريق المقترح إنشاؤها لاكتشاف أي الأراضي الزراعية تتأثر بمرور الطريق الجديدة<br />
فيها، والمساحة المطلوب شراؤها من المالك. أو ربط طبقة الأراضي الزراعية بطبقة الآبار<br />
لمعرفة عدد الآبار في كل أرض، واستخدام نتائج هذا الربط في دراسة تهدف إلى ضبط<br />
إجراءات ترخيص حفر آبار جديدة في القرية.<br />
وكنموذج لذلك<br />
مشروع نظام المعلومات الجغرافية لقرية<br />
ما ، والذي نجده يتألف<br />
من عدة<br />
طبقات، تشمل أولها طبقة حدود ملكية الأراضي الزراعية، وت ُمثل هذه الطبقة بمجموعة من<br />
المضلعات المغلقة، لأن المضلعات هي الشكل الهندسي الأنسب لتمثيلها، بينما تخصّص الطبقة<br />
.١
الثانية لبيوت القرية، والثالثة للمراكز الحكومية كالمدارس والمستشفيات وت ُمثل هاتان الطبقتان<br />
بمجموعة من المضلعات أيضا ً. وتتضمن الطبقة الرابعة الآبار، وت ُمثل بمجموعة من النقاط.<br />
في حين تضم الطبقة الأخيرة الطرق المارة في تلك القرية وت ُمثل بمجموعة من الخطوط.<br />
وفي الشكل رقم<br />
(١٦)<br />
خريطة لضاحية سكنية في مشروع GIS تتألف من طبقة حدود<br />
العقارات (مضلعات فارغة بنية اللون)، والمباني السكنية (مضلعات مصمتة زرقاء اللون)،<br />
والمراكز الخدمية (مضلعات مصمتة حمراء اللون)، والطرق (خطوط زرقاء اللون)،<br />
والهواتف العمومية (نقاط سوداء) ويعرض GIS هذه الطبقات معا ً ولكنه يتيح التحكم بكل<br />
طبقة على حدة.<br />
(١٦): الشكل<br />
عند توظيف بعض الأساليب المستنزفة للوقت في ابتكار أنماط التغير عبر الزمن باستخدام<br />
حقول المعلومات الوسطية mean information fields في تحليل الانتشار المكاني<br />
diffusion<br />
spatial باستخدام تقنية المحاكاة<br />
٠<br />
(٢٢٠) simulation<br />
.٢<br />
وقد عملت تقنية نظم المعلومات الجغرافية علي ازدياد المساعي البحثية ازديادا كبيرا، وقد<br />
تجلي ذلك في الكتابات التى تناولت دور هذه التقنية في تحديد مواقع الخدمات، أو تلك التى<br />
اهتمت بتقييم انتشار المرض، كما أدت التطورات التقنية إلى تعزيز مجالات علمية سابقة منها<br />
نمذجة الأبعاد الثلاثية للاندسكيب٠
شكل رقم (١٧)<br />
(٢٢١)<br />
والحقيقة أن دور الجغرافيا كعلم مكاني قد استند الى أن التطبيقات الناجحة تجعلها علما يستعان<br />
به في عملية اتخاذ القرار، ومن ثم كثر استخدام نماذج الموقع<br />
location – allocation<br />
models<br />
في عمليات صنع القرار المكانية<br />
المثلي لمرافق الخدمات،<br />
استخدام يمكن إذ<br />
spatial decision making<br />
نظم المعلومات الجغرافية<br />
مجال في<br />
لتحديد المواقع<br />
المواصلات<br />
لمعرفة أفضل الطرق بين موقعين في المدينة، أو في مؤسسات الكهرباء لتوضيح مواقع<br />
مراكز التحويل وكيفية وصول الكهرباء إلى المناطق السكنية واكتشاف مصادر الأعطال<br />
بسرعة، أو<br />
من قبل<br />
إمكانية استخدامه في أي<br />
الحكومات المحلية في إدارة وتحديث حدود ملكيات<br />
مجال خدمي تقريب ًا٠<br />
العقارات.<br />
بمعنى<br />
ويمكن إنجاز التخطيط الجيد للخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم الابتدائي<br />
من خلال نظام المعلومات الجغرافية،<br />
نظرا<br />
لما يتمتع به هذا النظام من قدرة على تحليل توزّع<br />
السكان، ودراسة كيفية وصولهم إلى تلك المراكز الخدمية، وبالإضافة إلى استخدامه باط ّراد<br />
في مساعدة الأعمال التجارية على تحديد أسواقها المرتقبة وعملائها المحتملين<br />
تقنية<br />
(٢٢٢)، وهذا<br />
ما دفع بعض الباحثين إلى القول بأن ثورة نظم المعلومات الجغرافية قد عززت من مكانة<br />
المعلومات، وهو ما يدعم الاتجاه القائل بأن<br />
في دعم الأبحاث الجغرافية الطبيعية والبشرية٠<br />
نظم المعلومات الجغرافية والجغرافيا بصفتها نظرية اجتماعية<br />
أعاق تقسيم الجغرافيا إلى منحيً مكاني ينتهجه العلماء المكانيون<br />
ومنحيً نظري يتبعه علماء النظرية الاجتماعية<br />
نظم المعلومات الجغرافية لديها قدرة فائقة<br />
spatial scientists<br />
spatial theorists<br />
مهمة الكشف عن الطاقة<br />
الكامنة لنظم المعلومات الجغرافية في إطار المنحي الاجتماعي، خاصة بعد أن أوجد استمرار
تحول بعض الجغرافيين من العلم المكاني الي نظم المعلومات الجغرافية حاجزا أمام أصحاب<br />
النظرية الاجتماعية٠<br />
العلاقة بين الجغرافيا وتقنية نظم المعلومات الجغرافية<br />
حدث تطور كبير خلال العقد الأخير من القرن العشرين في مجال علم الجغرافيا بتنامي<br />
استخدام الجغرافيين لتقنية نظم المعلومات الجغرافية، حتى أن بعض الجغرافيين التقليديين<br />
المتخصصين في مجالي الجغرافيا التاريخية والجغرافيا الحضارية علي سبيل المثال ، والذين<br />
لم يستخدموا المناهج الكية في دراساتهم السابقة بدأوا في استخدام تقنية نظم المعلومات<br />
الجغرافية٠<br />
ويرجع ذلك الاهتمام الي كون نظم المعلومات الجغرافية أداة شدة الفاعلية في إدارة قواعد<br />
البيانات ومعالجتها، فهي ليست مجرد أداة لإنشاء الخرائط وتحليلها مكانيا، ولكنها تستطيع<br />
إبراز الأنماط المكانية في الخرائط المنشأة، كما تستطيع تغيير المصفوفات الجغرافية لتكون<br />
بيانات مكانية جديدة، وهو الأمر الذي دعا "عزيز" الي اقتراح تسمية نظم المعلومات الجغرافية<br />
Geographic Information System<br />
System<br />
بنظم المعلومات المكانية spatial Information<br />
(٢٢٣) وبمشاركة نظم المعلومات الجغرافية يستطيع الباحث تعديل نظرياته وتنقيح<br />
نماذجه ليضفي علي بحثه أهمية أوسع، ومن ثم يمكن تعريف نظام المعلومات الجغرافية بأنه<br />
مجموعة من المبادئ والتقنيات المستخدمة لإنجاز أحد الهدفين التاليين أو كليهما:<br />
العثور على المواقع المناسبة لإنجاز هدف ما، اعتمادا ً على شروط ومعايير محددة، مثل<br />
العثور على أفضل موقع لإنشاء مطار، أو أفضل موقع لافتتاح مركز تجاري. ويمكن القيام<br />
بذلك باستخدام عدد من العمليات المنطقية.<br />
الاستعلام عن خصائص معالم الخريطة، مثل معرفة الكثافة السكانية لمنطقة إدارية، أو<br />
سرعة المركبة المسموح بها على طريق، أو اسم صاحب العقار. وتنجز هذه العمليات في<br />
الأغلب بالنقر على المعلم الجغرافي (المنطقة الإدراية أو الطريق أو العقار) فيقوم نظام<br />
المعلومات الجغرافية باستخراج سماته من قاعدة البيانات المرافقة ويعرضها<br />
.(٢٢٤)<br />
وفي دراسة عن أهمية نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط لإعادة توزيع وحدات الدفاع<br />
المدني بمدينة الرياض (٢٢٥) تم التوصل الي مجموعة من المشاكل أظهرتها الدراسة منها<br />
وجود أحياء سكنية غير مغطاة بخدمة مراكز الدفاع المدني، وأحياء أخرى يخدمها أكثر من<br />
مركز، ومسميات لا وجود لها علي خريطة المدينة وأخرى علي الخريطة ولا وجود لها في<br />
جداول الدفاع المدني، مما دعا الي ضرورة إعادة توزيع هذه الخدمة علي رقعة المدينة، ومن<br />
ثم يمكن للجغرافيا التقليدية التى عرّفت بأنها "علم التوزيع" أن تعرّف في ضوء أهميتها النفعية<br />
باستخدامها لنظم المعلومات الجغرافية بأنها علم إعادة التوزيع، وفي الشكلين التاليين توزيع<br />
.١<br />
.٢
مراكز الدفاع المدني بمدينة الرياض كما هو في الواقع، وتوزيعها المقترح باستخدام نظم<br />
المعلومات الجغرافية<br />
٠(٢٢٦)<br />
.١<br />
.٢<br />
.٣<br />
ولقد تزايدت عملية إدراج نظم المعلومات الجغرافية ضمن مقررات مناهج الجامعات<br />
وأصبحت أداة أساسية من أدوات التعليم والبحث في ميدان علم الجغرافيا للأسباب التالية:<br />
الاستخدام المتزايد للمعلومات الجغرافية الرقمية، بعد توافر إمكانات الوصول اليها،<br />
خاصة إنزالها من شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)٠<br />
التوسع في وظائف التحليل المكاني التى تقوم بها نظم المعلومات الجغرافية، ومنها:<br />
القياسات الجيومترية، وعمليات الجدولة، وتحليل الجار الأقرب، وتحليل الشرائح، وتحليل<br />
شبكات المواصلات، وغيرها من العمليات المعقدة التى أصبح إنجازها اليوم أمرا غاية في<br />
السهولة٠<br />
التعديلات التى أدخلت علي أداء المعدات والبرمجيات<br />
وتوفر برمجيات نظام المعلومات الجغرافية عدة وظائف تقليدية لمعالجة وتحليل البيانات<br />
المكانية، وهي استرجاع المعلومات، والقياس المكاني، والتراكب، والتوليد المكاني، وإنشاء<br />
الحرم (أو الحاجز) والممرات، وتحليل الشبكة، وإسقاط الخريطة، وتحليل نموذج التضاريس<br />
الرقمي. وكل وظيفة من هذه الوظائف توضح أيضا ً الأسباب التي جعلت نظام المعلومات<br />
الجغرافية يزداد أهمية، يوما بعد يوم، في مساعدة صانعي القرار على اتخاذ قراراتهم بسرعة<br />
وحكمة:<br />
وظيفة استرجاع المعلومات<br />
:(information retrieval)<br />
حيث يستطيع المستخدم<br />
الحصول على المعلومات الخاصة بمَعلم من معالم الخريطة من نظام إدارة قواعد البيانات<br />
database<br />
الذي يحتفظ بتلك المعلومات، وذلك بالنقر على ذلك المَعلم. وما يزيد من أهمية<br />
نظام المعلومات الجغرافية قدرته على إنشاء تقارير مخصّصة بالمعلومات التي يمكن للمستخدم<br />
سترجاعها.<br />
وظيفة إنتاج الخرائط الموضوعية<br />
:(thematic mapping)<br />
إذ يستطيع نظام المعلومات<br />
الجغرافية إنتاج خرائط موضوعية للمعالم الجغرافية، ويعني ذلك إظهار السمات أو البيانات<br />
الوصفية في أسلوب رسومي، ويؤدي تغيير مظاهر المعالم إلى جعل المعلومات عنها أكثر<br />
وضوحا ً، بتغيير لون المعلم أو نمط الخط المرسوم به أو ترميزه برمز خاص، أو حتى بكتابة<br />
إحدى قيم البيانات الوصفية لكل معلم من المعالم على الخريطة. فيمكن مثلا ً استخدام<br />
دوائر أكبر لترميز المدن ذات عدد السكان الأكبر، أو استخدام خطوط عريضة لترميز الطرق<br />
ذات الكثافة المرورية العالية، أو استخدام اللون الأزرق لترميز أنابيب المياه التي مر على<br />
تركيبها أكثر من<br />
٢٠ عاما ً.<br />
وفي الشكل التالي يستطيع نظام المعلومات الجغرافية استخدام
سمة عدد السكان مثلا ً من بين السمات لترميز الدول بالألوان المختلفة تبعا ً لعدد السكان في كل<br />
منها، وتسمى هذه الخرائط بالخرائط الموضوعية.<br />
وظيفة القياس المكاني<br />
(١٨) الشكل<br />
:(spatial measurement)<br />
حيث يسهّل نظام المعلومات<br />
الجغرافية أداء القياسات المكانية، وقد تكون هذه القياسات بسيطة مثل قياس مسافة بين<br />
نقطتين، أو وقياس مساحة مضلع أو طول خط، ويمكن أن تكون معقدة مثل قياس مساحة<br />
المنطقة المشتركة بين عدة مضلعات موجودة في عدة خرائط.<br />
وظيفة التراكب<br />
ويتطلب تركيب طبقتين<br />
:(overlay)<br />
super imposed maps<br />
وهو إجراء مهم في تحليل نظام المعلومات الجغرافية،<br />
أو أكثر لإنتاج طبقة جديدة على الخريطة.<br />
ومثال على ذلك خريطة تبين نوع من أنواع القمح المعدّل ينمو وراثيا ً أفضل مما ينمو في<br />
البيئة الجافة في فصول النمو الطويلة والتربة القلوية. فإذا توفرت بيانات كافية عن طول<br />
فصل النمو ونظام الرطوبة وقلوية التربة في منطقة زراعية مترامية الأطراف فإنه يمكن<br />
معرفة أفضل مكان لزراعة ذلك النوع من القمح بتركيب عدة طبقات (خرائط) لتلك المنطقة<br />
ت ُظهر أولاها المخزون المائي وتبين الأخرى طول فصل النمو، بينما تتضمن الثالثة معلومات<br />
عن درجة حموضة التربة، ويستطيع نظام المعلومات الجغرافية اختبار تلك الطبقات معا ً<br />
لإنشاء طبقة جديدة تمثل أجزاء محددة من المنطقة الزراعية تفي بكافة شروط التربة المناسبة<br />
لنمو ذلك النوع من القمح٠<br />
وظيفة التوليد المكاني<br />
:(spatial interpolation)<br />
حيث يمكن استخدام نظام<br />
المعلومات الجغرافي لدراسة خصائص التضاريس أو الشروط البيئية من عدد محدود من<br />
القياسات الحقلية، ومثال ذلك إمكانية إنشاء خريطة للهطول المطري انطلاقا ً من عدد محدود<br />
من القياسات المطرية المأخوذة في مواقع مختلفة على الخريطة، كما يمكن إنشاء خريطة<br />
للتضاريس انطلاقا ً من عدد محدود من قياسات الارتفاع في الخريطة ) خرائط الخطوط
المتساوية) إذ<br />
يستطيع نظام المعلومات الجغرافي إضافة طبقة منحنيات التسوية<br />
(خطوط<br />
التساوي) بتوليدها آليا ً من سمات في طبقة نقاط أخرى باستخدام وظيفة التوليد المكاني، كما<br />
يبين الشكل التالي:<br />
- أو الحرم<br />
وظيفة إنشاء الحواجز والممرات<br />
(١٩) الشكل<br />
:(buffers and corridors)<br />
-<br />
حيث يستعمل الحاجز<br />
عندما تعتمد عملية التحليل ومعرفة المنطقة التي سيشملها حدث ما على قياس<br />
مسافة محددة انطلاقا ً من نقطة أو خط أو مضلع، وهكذا يستطيع نظام المعلومات الجغرافية<br />
إنشاء دائرة تمثل منطقة التخريب الناجم عن انفجار مصنع كيميائي بمعرفة نصف قطر<br />
التخريب، ورسم دائرة بحيث يكون ذلك المصنع في مركزها، أو تحديد مكان إنشاء صيدلية<br />
جديدة ، ويوضح الشكل التالي أت القوانين لا تسمح بافتتاح صيدلية في الموقع A لأن<br />
الصيدلية C لا تبعد عنها بالمسافة المطلوبة، ولكن الموقع B مناسب لذلك. يقوم نظام<br />
المعلومات الجغرافي باكتشاف ذلك القرار بمفرده عبر عدة خطوات، وبدون تدخل المستخدم٠<br />
(٢٠) شكل
وظيفة تحليل الشبكة<br />
:(network analysis)<br />
وفيها يستطيع نظام المعلومات<br />
الجغرافية معالجة مشاكل الشبكة المعقدة، مثل تحليل شبكة الطرق، لمعرفة زمن الرحلة بين<br />
نقطتين على الخريطة عند سلوك طريق ما، أو تحديد الطرق التي يمكن أن تقود إلى النقطة<br />
الثانية انطلاقا ً من النقطة الأولي. ويمكن استخدام تحليل الشبكة في أمور أكثر تعقيدا ً، مثل<br />
تقديم النصيحة إلى شركات النقل بشأن الطريق الذي يجب أن تسلكه الشاحنات عندما تنقل<br />
البضائع إلى عدة أمكنة، وتوقيت انطلاقها واستراحتها الخ. ومن الأمور التي يمكن استخدام<br />
تحليل الشبكة فيها إصلاح أعطال شبكة الهاتف والكهرباء والمياه.<br />
وظيفة إسقاط الخريطة<br />
:(map projection)<br />
إذ يعتبر إسقاط الخريطة مكونا ً أساسيا ً<br />
في فن صناعة الخرائط. والإسقاط نموذج هندسي يقوم بتحويل مواقع المعالم على سطح<br />
الأرض الكروية ثلاثية الأبعاد إلى ما يقابلها من مواقع على سطح الخريطة ثنائية الأبعاد. وبما<br />
أنه من المستحيل إسقاط الشكل الكروي بدقة على سطح مستو، فقد تصدت بعض أنواع مساقط<br />
الخرائط للمحافظة على الشكل، بينما اشتهرت أنواع أخرى بالمحافظة على المساحة أو<br />
المسافة أو الاتجاه. وتستخدم أنواع مختلفة من المساقط لأنواع الخرائط المختلفة لأن كل نوع<br />
من أنواع الإسقاط مناسب لاستخدام محدد.<br />
وظيفة تحليل نموذج التضاريس الرقمي<br />
:(digital terrain analysis)<br />
حيث يستطيع<br />
نظام المعلومات الجغرافية بناء نماذج ثلاثية الأبعاد للموقع الجغرافي عندما يمكن تمثيل<br />
طوبوغرافية هذا الموقع بنموذج بيانات (إحداثيات) س وَ ع وَ ص، ويعرف هذا النموذج باسم<br />
نموذج التضاريس أو نموذج الارتفاع الرقمي<br />
،(Digital Terrain or Elevation Model)<br />
ويشار إليه اختصارا ً بالأحرف DTM أو DEM<br />
ويمكن استخدام البيانات المشتقة من نموذج التضاريس الرقمي في تحليل الظواهر البيئية أو<br />
المشاريع الهندسية التي تتأثر دراستها بالارتفاعات أو الميول، كما في دراسات الغابات<br />
والطمي النهري. وتسمح إمكانيات الإظهار البصري في الحواسيب بعرض نموذج التضاريس<br />
الرقمي في شكل ثلاثي الأبعاد، من أية زاوية مطلوبة. ويستطيع المهندسون المدنيون مثلا<br />
استخدام نموذج الارتفاع الرقمي لمعرفة أنسب الأساليب في حجب منشأة جديدة عن<br />
التضاريس المحيطة بها (مثل منجم مفتوح)، وتقدير كمية الحجب الإضافي اللازمة لإخفاء هذه<br />
المنشأة أو تقليل مستويات الضجيج الناجمة عنها.
م.<br />
ال هوامش<br />
1. Richardson , H. ,W , Regional Growth Theory , The Mackmillan Press LTD.<br />
London . 1973 .<br />
2. Gore , C. Regions In Questions , Methuen & Co. Ltd , London , 1984 , p. vii .<br />
٣. ريتشارد هارتشورن نظرة في طبيعة الجغرافيا ترجمة :<br />
المريخ الرياض ، ١٩٨٨ ص ٠ ١٦٠<br />
المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />
عبد العزيز آل الشيخ وعيسى موسى الشاعر دار<br />
.٤<br />
5. Apler,R.et. al. Spatial Organization, Prentice Hall International , London , 1972 ,<br />
p. 182 .<br />
.٧<br />
٦. محمد محمد سطيحه الجغرافيا الإقليمية ط٢ مكتبة الخريجىّ الرياض ١٩٨٧، ص ٠ ٣٠<br />
المصدر السابق ص ٠ ٣١<br />
٨. جمال حمدان هذه الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ١٩٥٧ ص ٠ ٣٣<br />
٩. محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />
١٠.جمال حمدان شخصية مصر الجزء الأول عالم الكتب القاهرة ١٩٨٠ ص ٠ ١<br />
١١.جمال حمدان هذه الجغرافية مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />
١٢.أحمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ٠٠مفهومها وأبعادها المجلة العلمية لكلية الآداب جامعة المنيا <br />
مجلد ٩ ١٩٩١ ص ٠ ١٠٧<br />
٠<br />
١٣.المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />
١٤.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />
١٥.محمد سيد نصر تطور علم الجغرافيا وفضل العرب فيه مرآة العلوم الاجتماعية العدد الأول ديسمبر<br />
١٩٦٠ <br />
١٩٦١ ص ٧<br />
٢٤<br />
١٦.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٨<br />
١٧.شريف محمد شريف تطور الفكر الجغرافي الجزء الأول ط١ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ١٩٦٩ ت<br />
ص ٠ ٣٤٩<br />
١٨.حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثانى العدد الثانى يوليو٠٠سبتمبر <br />
الكويت ١٩٧١ ص ، ١٠٨ وإغناطيوس يوليانوفيتش آراتشكوفسكى تاريخ الأدب الجغرافي العربى الادارة<br />
الثقافية بجامعة القاهرة ج١ القاهرة ١٩٦٣ ص ٠ ٢٨<br />
١٩.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١١<br />
٢٠.عبد الفتاح وهيبه جغرافية العرب في العصور الوسطى الجمعية الجغرافية المصرية القاهرة <br />
ص ٠ ٤٩<br />
٢١.آراتشكوفسكى مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠١<br />
٢٢.عبد الفتاح وهيبه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٢٣.المرجع السابق ص ٠ ٥١<br />
حمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />
٢٥.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٤<br />
٢٦.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٢٧.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />
٢٨.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٢٩.محمد سامى عسل الإقليم وفكرة الإقليمية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ١٩٧١ ص ٠ ٤<br />
٣٠.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر نشرة قسم الجغرافيا جامعة الكويت رقم<br />
٤٩ يناير ١٩٨٣ ص ٠ ١٣
٣١ ت.<br />
ص ٠ ٣٠<br />
٠و٠فريمان الجغرافيا في مائة عام ترجمة : عبد العزيز طريح شرف آفاق عربية بغداد بدون تاريخ<br />
٣٢.محمد صبحى عبد الحكيم دراسات في الجغرافيا العامة ط١ دار النهضة العربية القاهرة ١٩٧٠ ص<br />
٠ ١٥<br />
٣٣.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦<br />
٣٤.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٠<br />
٣٥.ت و فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٦٩<br />
٣٦.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٣٧.المرجع السابق ص ٠ ١٧<br />
٣٨.ت و فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٨٩<br />
٣٩.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٤٠.محمد سيد نصر مرجع سبق ذآره ص ص ١١-١٢ ٠<br />
٤١.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٧<br />
٤٢.المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />
٤٣.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣١<br />
٤٤.أحمد محمد عبد العال مرجع سبق ذآره ص ٠ ١١٦<br />
٤٥.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٤<br />
٤٦.المرجع السابق ص ٠ ٣٣<br />
٤٧.المرجع السابق ص ٠ ١٧٠<br />
٤٨.روجر منشل تطور الجغرافيا الحديثة ترجمة<br />
: محمد السيد غلاب ودولت صادق ط١ مكتبة الانجلو<br />
المصرية القاهرة ١٩٨٣ ص ٠ ٣٤<br />
٤٩.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٣<br />
٥٠.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ١٩٥.<br />
51.Hollier , G. , P. , Regional Development , in : Pacione , M. , M., The Geography<br />
of the Third World , Routledge , London , 1988, p. 234 .<br />
٥٢.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٣<br />
٥٣.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٨٩<br />
٥٥.محمد على عمر الفرا مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٧٧<br />
٥٧.المرجع السابق ص ٠ ١٣٧<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩١<br />
٥٩.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />
٦٠.المرجع السابق ص ٠ ٨٩<br />
٦١.على موسى مرجع سبق ذآره ص ٠٣٥<br />
٥٤ ت.<br />
٥٦ ت.<br />
٥٨ ت.<br />
٦٢ ت. ٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٤<br />
٦٣.المرجع السابق ص ٠ ٩٧<br />
64.Ackerman , E., Population And National Resources , in : Hauser , P., M . , And<br />
Duncan , O., eds. , New York , 1959 , p. 630 .<br />
٦٧ ت.<br />
٦٥.احمد على اسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ٧ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة <br />
١٩٨٩ ص ص ٢٣٠٢٤٢ ، وفتحى محمد أبو عيانه جغرافية السكان ط٣ دار النهضة العربية بيروت<br />
١٩٨٦ ص ص ٥٢١ ٠ ٥٣٣<br />
٦٦.المرجع السابق ص ٠ ٧٩<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٠<br />
٦٨.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />
٦٩.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٩<br />
٧٠.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />
٧١.جمال حمدان جغرافية المدن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٧٧<br />
٧٢.المرجع السابق ص ص ٣٧٨٣٨١ ٠<br />
٧٣.المرجع السابق ص ص ٢٨٣٢٨٤ ٠
٠<br />
٠<br />
٠<br />
٧٤ ت.<br />
٧٦ ت.<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٢<br />
٧٥.عبد الفتاح وهيبه في جغرافية العمران دار النهضة العربية بيروت ١٩٨٠ ص ٠ ٢٥٢<br />
٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
٧٧.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٣٥<br />
٧٨.المرجع السابق المكان نفسه ، و س٠ و٠ وولدردج وجوردون إيست الجغرافيا مغزاها ومرماها ترجمة<br />
: يوسف أبو الحجاج و محمد محمود الصياد الألف آتاب رقم ١٨٧ مكتبة الشرق القاهرة بدون تاريخ <br />
ص ٠ ٢١٠<br />
٧٩.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٦<br />
٨٠.المرجع السابق المكان نفسه<br />
٨١.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٠<br />
٨٢.على موسى جغرافية العالم الإقليمية دارالفكر دمشق ١٩٨١ ص ٣٣<br />
٨٣.محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٤٧<br />
٨٤.جمال حمدان شخصية مصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١<br />
٨٥. روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٣٥<br />
٨٦. محمد محمد سطيحة مرجع سبق ذآره ص ٠ ٤٩<br />
٨٧.المرجع السابق ص ٠ ٥٠<br />
٨٨.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٧<br />
٨٩.المرجع السابق ص ٠ ١٦٨<br />
٩٠.المرجع السابق ص ٠ ١٦٧<br />
٩١.احمد محمد عبد العال وظائف المدن المصرية٠٠تصنيف وظيفي مقترح مكتبة النهضة المصرية القاهرة <br />
١٩٨٩ ص ٠ ٢٣<br />
٩٢.عبد الفتاح وهيبه في جغرافية العمران مرجع سبق ذآره ص ٢٥٣<br />
٩٣.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٥<br />
٩٤.جمال حمدان جغرافية المدن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢٠<br />
٩٥.احمد على اسماعيل دراسات في جغرافية المدن ط ٣ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة ١٩٨٥ ص<br />
٠ ٢٢٠<br />
٩٦.المرجع السابق ص ٠ ٢٢٣<br />
٩٧.المرجع السابق ص ٠ ١٩٦<br />
٩٨.المرجع السابق ص ٠ ١٩٧<br />
٩٩.المرجع السابق ص ٠ ٢٠١<br />
١٠٠.المرجع السابق ص ] ٢٠٥<br />
بتصرف] ٠<br />
١٠١ ت. ٠و٠ فريمان مرجع سبق ذآره ص ص ١٤٥ ٠ ١٤٧<br />
١٠٢.المرجع السابق ص ٠ ١٥١<br />
١٠٣.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢<br />
104.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning , in : Adams ,<br />
P., and Helliner , M., eds. , International Geography , University of Toronto<br />
Press , 1972, p. 32 .<br />
105.Alaev , E., Social And Economic Geography Progress Publishers , Moscow<br />
1986 , p. 30 .<br />
106.ibid , p. 31 .<br />
107.Alaev , E., Social And Economic Geography , Op.Cit., p. 32 .<br />
108.Johnson ,R., J. et al. eds., The Dictionary Of Human Geography , 2nd. edit. ,<br />
Black Well , Oxford ,1986 , p. 42<br />
109.Ibid. p. 39 .<br />
110.Lavrov ,S. and Sdasyuk ,G., Eoncepts Of Regional Development , Progress<br />
Publishers , Moscow , 1988 , p. 37<br />
111.Hansen, N., M., The Challenge Of Urban Growth , Lexigton Books , London ,<br />
1975 , p. 18 .<br />
112.Johnson ,R., J., et al. eds., op. cit , p. 399 .
١١٣.احمد محمد عبد العال الأبعاد المكانية للخصائص الوظيفية للمدن المصرية مكتبة النهضة المصرية <br />
القاهرة ١٩٩٠ ص ص ٠ ٧٦ : ٧٥<br />
١١٤.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٢<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ص ١٣٥١٣٧ ٠<br />
١١٦.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٨<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥٧<br />
١١٨.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٠<br />
١٢٠.روجر منشل المرجع السابق ص ص ١١٣٤ ٠<br />
١٢١.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٧<br />
١٢٢.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٣<br />
١٢٣.محمد محمد سطيحه المرجع السابق المكان نفسه ٠<br />
١٢٤.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٠<br />
125.Courtney , PP. , Geography And Development , in : Courtney , PP. , ed. ,<br />
Geographical Studies Of Development , Longman , London , 1985 , p. 4 .<br />
١٢٦.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٤٣<br />
١٢٧.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠١٨<br />
١٢٨.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٨<br />
١٢٩.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
١٣٠.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٥<br />
١٣١.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٣٤<br />
١٣٢.محمد على عمر الفرا التنظير في الفكر الجغرافي الحديث مرجع سبق ذآره ص ٠٢٦<br />
١٣٣.احمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ٠٠ مفهومها وأبعادها مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />
١٣٤.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٤<br />
١٣٥.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٦<br />
١٣٦.محمد سامى عسل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٠<br />
١٣٧.المرجع السابق ص ص ١٩٢٠ ٠<br />
١٣٨.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٢<br />
١٣٩.المرجع السابق مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٦٣<br />
١٤٠.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٢<br />
١٤١.المرجع السابق ص ٠ ١٣٢<br />
١١٥ ت.<br />
١١٧ ت.<br />
١١٩ ت.<br />
١٤٢.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره المكان نفسه<br />
٠<br />
١٤٣.المرجع السابق ص ص ١٦٠ ٠ ١٦٩<br />
144.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning , op.cit. , p. 32<br />
.<br />
١٤٥.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٦<br />
١٤٦.احمد محمد عبد العال جغرافية التنمية ٠٠ مفهومها وأبعادها مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٧<br />
١٤٧.جمال حمدان شخصية مصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥<br />
148.Alaev , E., Regionalization Of A Country For Regional Planning, op.cit. , p. 23 .<br />
١٤٩.احمد محمد عبد العال المرجع السابق ص ٠ ١٢٧<br />
150.Alaev , E., Social And Economic Geography , op.cit. , p. , p. 147.<br />
١٥١.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٧<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٧<br />
١٥٣.محمد محمود الديب الجغرافيا الاقتصادية ط٦ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ١٩٩٢ ص ٠ ١٣<br />
١٥٤.محمد عبد الرحمن الشرنوبيّ البحث الجغرافي مكتبة الأنجلو المصرية ١٩٧٨ ص ص ١٢ ٠ ١٣<br />
١٥٥.محمد محمود الديب المرجع السابق ص ٠ ١٣<br />
١٥٢ ت.<br />
١٥٦ ت.<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٥٨<br />
١٥٧.المرجع السابق ص ٠ ١٥٩<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٨<br />
١٥٩.محمد محمود الديب مرجع سبق ذآره المكان نفسه ٠<br />
١٥٨ ت.
١٦٠ ت.<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٣<br />
١٦١.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٨<br />
١٦٢.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٥<br />
٠ و٠ وولدردج وجوردون إيست مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٣٨<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٦<br />
١٦٥.المرجع السابق ص ٠ ١٧٧<br />
١٦٦.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٠٦<br />
١٦٨.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٤<br />
٠و٠فريمان مرجع سبق ذآره ص ٠ ٩٥<br />
١٧٠.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ١<br />
١٧١.محمد محمد سطيحه مرجع سبق ذآره ص ٠ ٢٥<br />
١٧٢.روجر منشل مرجع سبق ذآره ص ٠ ٥٤<br />
١٧٣.حسن طه النجم مرجع سبق ذآره ص ٠ ١٣٠<br />
١٧٤.المرجع السابق ص ٠ ١٣٣<br />
١٧٥.ريتشارد هارتشورن مرجع سبق ذآره ١٣٤<br />
١٧٦.المرجع السابق ص ص ١٣٤ ١٣٥<br />
١٧٧.المرجع السابق ص ١٤٩<br />
١٧٨.المرجع السابق ص ١٥٦<br />
٠<br />
٠<br />
)<br />
٠<br />
٠<br />
(١٧٩)<br />
١٦٣ س.<br />
١٦٤ ت.<br />
١٦٧ ت.<br />
١٦٩ ت.<br />
الكسندر فون همبولت<br />
أرسى قواعد الجغرافيا الحديثة واصولها ، وارتقى بها الى مستوى العلم الاصولى المنظم بالبحث عن القوانين<br />
واستمداد البيانات من الطبيعة مباشرة الدراسة الميدانية) وسلوك المنهج الاستقرائى المتفق مع المناهج<br />
العلمية المتبعة فى عصره ٠<br />
طور الأفكار والمفاهيم النظرية الجغرافية التى آانت سائدة فى أواخر القرن التاسع عشر ، وآان منهجه العلمى<br />
منهج تجريبى<br />
قرر أن المشاهدة الفكرية المعتمدة على الحواس هى التى توصل الى المعرفة التجريبية ٠<br />
آان مهتما ب العلاقات المكانية للظاهرات الطبيعية وعند معالجته لبعض هذه الظاهرات آان يرآز على<br />
توزيعها ومدى تأثيرها على النظام المكانى للظاهرات الاخرى ٠<br />
اعتبر ان الانسان وأعماله تعتبر من ضمن الطبيعة وأقاليمها ، ولكن الانسان ليس عاملا له حتميته على<br />
، فقد<br />
"<br />
"<br />
"<br />
"<br />
"<br />
"<br />
٠ inductive<br />
:<br />
"<br />
)<br />
empirical استقرائى<br />
الاصولية "<br />
"<br />
:<br />
"<br />
الطبيعة ٠<br />
"<br />
على الرغم من اهتمامه بالجغرافيا العامة الاصولية الا انه لم ينكر الجغرافيا الخاصة الاقليمية"<br />
اعتقد ب اعتماد الظاهرات المكانية بعضها على البعض الآخر ، آما اعترف بالحاجة الى تفسير أية<br />
مجموعة من الظاهرات توزيعا مكانيا بالنسبة الى محتواها الاقليمى "<br />
آان واسع المعرفة بعلوم آثيرة وقام برحلات علمية طويلة لأمريكا اللاتينية ، وآان من الطبيعى ان تقوده<br />
معارفه الواسعة من ناحية ، وتفيده رحلاته العلمية الطويلة من ناحية اخرى الى طرق باب الجغرافيا للربط بين<br />
هذه المعارف على اساس تجريبى ٠<br />
ويمكن تلخيص خصائص همبولت الجغرافية فيما يلى<br />
اهتم بالجغرافيا العامة " ورآز فى دراستها على الظاهرات غير البشرية<br />
لم يعارض وحدة الطبيعة<br />
آمن بترابط الظاهرات ولكن ضمن الاطار المكانى ، واقر بان هذا الترابط هو الذى يعطى آل منطقة من مناطق<br />
العالم فرديتها وشخصيتها الخاصة ٠<br />
آان منهجه بنائيا تحليليا يبدأ بوصف مكونات وعناصر الاقليم وينتهى بتحليل الروابط بين ظاهراته<br />
(١٨٠) آارل رتر<br />
أرسى قواعد الجغرافيا الحديثة واصولها ، وارتقى بها الى مستوى العلم الاصولى المنظم بالبحث عن القوانين<br />
(<br />
)<br />
، وسلوك المنهج الاستقرائى المتفق مع المناهج<br />
الدراسة الميدانية واستمداد البيانات من الطبيعة مباشرة العلمية المتبعة فى عصره ٠<br />
آان منهجه مقارنا يهدف الى ايجاد الارتباط بين التاريخ والطبيعة ٠<br />
تحليل الروابط بين مختلف الظاهرات<br />
آان منهجه منهج تحليلى بنائى الجغرافيا المقارنة عنده هى<br />
٠ (<br />
:
(<br />
٠ Determinism<br />
Ecology<br />
وليست "<br />
، Chorology والبيئى<br />
:<br />
causality<br />
:<br />
:<br />
"<br />
ان مفهوم الجغرافيا بمعنى وصف الأرض أصبح مفهوما خاطئا ، مما جعل الجغرافيا تضل طريقها ، وانما<br />
الجغرافيا هى ذلك الفرع من العلوم الذى يتناول الأرض بجميع مظاهرها وظاهراتها وروابطها آوحدة مستقلة<br />
٠٠٠ ويعمل على تبين ارتباط هذه الوحدة المستقلة أو هذا الكل الموحد مع الانسان وخالقه ٠<br />
أول مبادئه ان الجغرافيا يجب أن تكون علما تجريبيا اآثر منها علما استدلاليا ، يستمد اصوله من الاسس<br />
العقلية ويعتمد على النظريات السابقة ٠<br />
على الرغم من اقتناعه بوجود قوانين تحكم علاقة الظاهرات البشرية بالظاهرات الطبيعية على سطح الأرض<br />
الا انه لم ير ضرورة التسرع فى تأسيس مثل هذه القوانين ، بل قال بامكان الكشف عنها من خلال<br />
تجميع الحقائق وادراك ما بينها من روابط ، فعلينا أن نسأل الأرض عن قوانينها "، وبناء عليه عارض ما آان<br />
يطلق عليه الجغرافيا النظرية او المكتبية ، لأن الجغرافيا ليست علما يجمع البيانات ويصنف الحقائق فقط ، بل<br />
يهدف الى تتبع القوانين التى تخفى اسرار تباين الطبيعة<br />
آان ترآيزه على الجغرافيا نابعا من ايمانه بوحدة الطبيعة التى تبدو من خلال الترابط العضوى لجميع ظاهرات<br />
سطح الأرض ٠<br />
أدخل مبدأ السببية فى الجغرافيا والذى أدى الى ظهور الحتمية<br />
اتجه الى الجغرافيا ليضع اساسا لدراسة التاريخ فاحتوته الجغرافيا وانصرف اليها تماما ٠<br />
آتابه الأول " دراسة الأرض " Erdkunde جعله أول استاذ للجغرافيا فى العالم ) جامعة برلين<br />
اخذ فى دراسته بالمنهج التجريبى وبمبدأ السببية Causality الذى يرتكز على التعليل والتفسير ٠<br />
قال بأن الجغرافيا هى " علم الأرض " وصف الأرض " ، فانتقل بها من مرحلة الوصف الى مرحلة<br />
العلم لأنها عنده لم تكن مجرد تجميع ووصف للمعلومات والحقائق ، وانما رد هذه المعلومات والحقائق الى<br />
اصولها الجغرافية ٠<br />
قال بأن هدف الجغرافيا هو محاولة ابراز الاختلافات الاقليمية من أجل الوصول الى شخصية الاقليم٠<br />
فى الوقت ذاته ، وذلك لدراسة العلاقة<br />
اتجه الى المنهجين الاقليمى<br />
والترابط بين مختلف الظاهرات داخل الاقليم الواحد<br />
اهتم بدراسة الأرض باعتبارها معرضا لقوى الطبيعة ووطنا للانسان ومسرحا لنشاطه ، وأقر بتأثير الأرض<br />
والانسان آل منهما فى الآخر ٠<br />
اتجه نحو الجغرافيا البشرية ولم تعد الجغرافيا عنده مجرد جغرافية طبيعية ٠<br />
آان من اشد مهاجمى تعريف الجغرافيا بأنه علم وصف الأرض ٠<br />
ويمكن تلخيص خصائص رتر الجغرافية فيما يلى<br />
اتخذ المظاهر غير البشرية لتساعده فى دراساته البشرية<br />
اهتم بالجغرافيا الاقليمية<br />
حاول لفت الانتباه الى ما آان يطلق عليه " الأنماط الرئيسة للتشكيل الطبيعى "<br />
آانت هناك فكرتان تلازمانه هما:<br />
ان هدف الجغرافيا هو دراسة وتفسير الاختلافات المكانية لسطح الأرض طبيعيا وبشريا<br />
وهذا النوع من الدراسة لا يحلل الظاهرات منفردة ولكنه يبحثها ويفسرها من حيث ارتباطها مع التوزيعات<br />
المكانية الاخرى بهدف الوصول الى تفسير الترآيب المكانى" مجموعة ظاهرات المكان "<br />
ان الانسان هو مرآز اهتمام الدراسات الجغرافية<br />
والفكرة الاولى فكرة " ، اما الفكرة الثانية فهى فكرة "<br />
فردريك راتزل<br />
بالجامعة الفنية في ميونخ<br />
حصل على درجة الدآتوراه من جامعة هيدلبرج<br />
، وله آتاباته في الجغرافيا البشرية والسياسية<br />
وفي جامعة ليبزج<br />
، وآتابه الجغرافيا<br />
وآتابه المعنون Anthropogeographie في مجلدين صدرا بين<br />
وهو من دعاة الحتمية في الجغرافيا ومن رواد علم<br />
السياسية<br />
الجغرافيا الاوائل<br />
جاء على يديه اساسا رد اعتبار الجغرافيا البشرية اذ آانت دراساته رد فعل لمغالاة بعض الجغرافيين وتعصبهم<br />
للجغرافيا الطبيعية<br />
فى عام ١٨٨٢ واعتبر حدثا مهما فى تاريخ<br />
ظهر آتابه الجغرافيا البشرية<br />
علم الجغرافيا وآان له تأثير مباشر على تطور المنهج الجغرافى لنجاحه فى الربط بين العلوم الطبيعية ودراسة<br />
الانسان من حيث سلالاته وأعماله ، وبه اعتبر راتزل واضع الأسس العلمية للجغرافيا البشرية<br />
الحديثة ، وآان هدفه ارساء قواعدها على اسس علمية ٠<br />
ارتقى بجغرافية الانسان الانثروبوجرافيا الى مستوى النظام العلمى وذلك بتنظيم ظاهراتها وتأسيس<br />
افكارها وايجاد الارتباط بين النتائج التى يمكن التوصل اليها ٠<br />
" ٠٠٠<br />
بيئية "<br />
مكانية "<br />
Ratzel , Friedrich ( ١٩٠٤ – ١٨٤٤ ) (١٨١)<br />
(١٨٦٨) ، عمل<br />
(١٩٠٤ – ١٨٨٦)<br />
(١٨٨٦-١٨٧٥)<br />
(١٨٩١ – ١٨٨٢)<br />
Politische Geographie صدر (١٨٩٧)<br />
.<br />
:<br />
"<br />
" Anthropogeography<br />
"<br />
"<br />
(<br />
"<br />
٠<br />
"<br />
)
١٨٩٧<br />
٠ " Lebensraum<br />
"<br />
cultural landscape<br />
:<br />
"<br />
Hinterland "<br />
"<br />
اعتقد ان هناك ثلاث مجموعات تحكم الانسان وتؤثر فى تطوره وهى:<br />
١ الموقع ، ٢ الحيز و ٣ الحدود<br />
وعلى هذه الامور قامت افكاره فى الجغرافيا السياسية والتى نشرت لأول مرة عام وتتمحور حول<br />
اعتبار الدولة تجمع مكانى على سطح الارض يضم مجموعة بشرية ذات تنظيم محدد ، اى انها عبارة عن<br />
قطعة بشرية فوق جزء من سطح الارض ، ومن هنا نشأ مفهوم " المجال الحيوى<br />
وصنفه الى خمسة انماط هى<br />
طور فكرة الظهير<br />
الظهير الطبيعى ، الظهير السياسى ، ظهير السوق ، ظهير المنتجات ، وظهير المرور ٠<br />
الذى<br />
يعتبر أول من صاغ فكرة المظهر الارضى اللاندسكيب الحضارى<br />
يعنى فى نظره لاندسكيبا تاريخيا طالما انه يسجل مراحل تاريخية متتابعة للاستيطان البشرى ٠<br />
صنع ابرز معالم تطور الفكر الجغرافى فى أواخر القرن التاسع عشر ، اذ وضع اساس الجغرافيا البشرية<br />
وآانت معالجته لها على اساس اصولى لا على اساس اقليمى ٠<br />
أآد ان الجوانب البشرية من علم الجغرافيا يمكن ان تخضع للدراسة الاصولية المنهجية شأنها فى ذلك شأن<br />
الجوانب الطبيعية ٠<br />
اسرف فى اخضاع الانسان ونشاطه البشرى لتأثيرات البيئة الطبيعية وبذلك آان الرائد الاول لمدرسة الحتم<br />
(١٨٩٧ – ١٨٩١)<br />
"<br />
.(١٩٢٨ – ١٨٩٩)<br />
"<br />
البيئى Environmental Determinism الحديثة ٠<br />
Hetnr., Alfred ( ١٩٤١ – ١٨٥٩ ) (١٨٢)<br />
ريتشهوفن "<br />
(١٨٩٩ – ١٨٩٧)<br />
"<br />
"<br />
ألفرد هتنر<br />
وفي<br />
حصل على الدآتوراه من جامعة ستراسبورج (١٨٨١) . عمل في جامعة ليبزج<br />
وهو من رواد المدرسة الألمانية<br />
وفي جامعة هيدليرج<br />
جامعة توبنجى<br />
الجغرافية.<br />
ولكنه لم يتأثر به لاهتمامه بالاسس الطبيعية للجغرافيا اآثر من راتزل الذى اهتم اآثر<br />
راتزل عمل مع بالاسس البشرية ٠<br />
، وقام برحلات واسعة فى الامريكتين وآسيا ٠<br />
شجع البحوث الاقليمية التى مهدت لها دراسات " آان له تأثير آبير على الفكر الجغرافى ، فقد آان الوحيد من أبناء جيله من الجغرافيين الذى التحق بالجامعة<br />
، ثم تخرج على يديه ثلاثون<br />
جيرلاند ليصبح جغرافيا ، وحصل على درجة الدآتوراه على يد استاذه شخصا حصلوا على درجة الدآتوراه فى الجغرافيا ٠<br />
الى جانب اهتمامه بالجغرافيا الاقليمية فانه لم يهمل الجغرافيا العامة ، وآان يعتقد بصعوبة الفصل بينهما فصلا<br />
:<br />
Erdkunde<br />
"<br />
"<br />
دقيقا ٠<br />
علوم الأرض آبديل<br />
ومعناه استخدم الألمان مؤسسو علم الجغرافيا الحديث مصطلح<br />
الذى آثيرا ما استخدم تعبير علوم الارض على انه يعنى<br />
رتر ومنهم لمصطلح الجغرافيا<br />
علم الجغرافيا ، وبناء على ذلك اطلق الألمان خلال القرن التاسع عشر تعبير<br />
، مما زاد<br />
الاقليمية على الجغرافيا الخاصة الاصولية<br />
الجغرافيا العامة المتعارف عليه ،<br />
جغرافيا يعطى انطباعا مخالفا لتعبير علوم الأرض العامة الالتباس لأن مصطلح وبناء عليه آان الأخذ بالمعنى الحرفى لهذا المصطلح يعنى اتساع ميدان علم الجغرافيا ليتجاوز سطح الأرض<br />
هذا المفهوم وقال بان الجغرافيا هى "<br />
الى الأرض آلها ظاهرا وباطنا ، وقد تبنى "<br />
بتأثر الجغرافيين بالجغرافيا العامة واهتمامهم بها على حساب<br />
هتنر ، ولذلك شعر دراسة الأرض الجغرافية الخاصة فاتجه هو الى الاهتمام بالجغرافيا الاقليمية ٠<br />
، وأآد على ضرورة عدم اهمال<br />
راتزل حذر من المغالاة فى مفهوم العلاقات المكانية الذى اعتنقه موضوع الاختلاف والتباين فى محتوى المناطق لأنه آان يعتقد ان الجغرافيا هى دراسة الاختلافات المكانية ،<br />
مما عرضه لكثير من النقد على اساس ان هذا الاعتقاد لا يساعد على ايجاد علم جغرافيا واضح ومستقل<br />
مادامت هناك علوم اخرى تهتم بدراسة هذه الاختلافات ٠<br />
اآد أهمية الجغرافيا الاقليمية ليس فقط من اجل ابراز بعض خصائص الاقليم ، ولكن ايضا لكى تتحدد<br />
<br />
الخصائص الكلية لهذا الاقليم عن طريق ارتباط العلاقات المتبادلة بين جميع ظاهراته المهمة Allgemeine Erdkunde على<br />
( )<br />
" "<br />
intra<br />
"<br />
Landerkunde<br />
"<br />
جيرلاند " استاذ " هتنر "<br />
"<br />
"<br />
:<br />
، وتعبير<br />
"<br />
Geography<br />
(<br />
"<br />
)<br />
"<br />
٠ regional relationships<br />
٨ آان يرى أن الحقيقة مجال له ابعاد ثلاثة هى<br />
١ أبعاد مادية٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ تتمثل فى علاقة الأشياء المتشابهة ) علوم طبيعية<br />
زمانية ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠تتمثل فى تطور هذه الأشياء عبر التاريخ ) علوم تاريخية<br />
مكانية ٠٠٠٠٠٠٠٠ تتمثل فى ترتيب وتنسيق هذه الأشياء عبر المكان ) علم الحغرافيا<br />
٩ وترتيبا على الثلاثية السابقة أوضح هتنر مرآز الجغرافيا بوصفها احدى الطرق الثلاث التى يدرس بها<br />
الانسان الحقيقة ٠<br />
(<br />
(<br />
(<br />
٢ ""<br />
٣ ""
أ استطاع ان يرسى دعائم الجغرافيا ويستكمل لها صفتها العلمية ونجح فى جمع آلمة الجغرافيين الأمان على<br />
آلمة سواء بالنسبة لمنهج الدراسة الجغرافية ٠<br />
ب لم تكن الجغرافيا عنده علم الأرض فحسب ، بل علم آورولوجية سطح الأرض<br />
chorological<br />
" "<br />
، science of earth's surface والمقصود بالكورولوجيا هنا هو التباين الأرضى ،<br />
:<br />
ج يتلخص منهجه فى ان الجغرافيا هى " دراسة العلاقة بين الطبيعة والانسان فى اطار اقليمى ، وهى تهدف<br />
اساسا الى دراسة الاقاليم من حيث الوصف والتفسير والتحليل ٠<br />
د ميز بين الجغرافيا العامة التى تختص بدراسة توزيع الظاهرات الجغرافية على سطح الأرض ، والجغرافيا<br />
الخاصة او الاقليمية التى تختص بدراسة الاقاليم الجغرافية ٠<br />
اعترض على تعريف الجغرافيا بأنها علم العلاقات فى عام ، ١٨٩٥ ولم يكن اعتراضه على أهمية العلاقات<br />
بالنسب للعلم ولكن اعتراضه انصب على قصر الدراسة الجغرافية على هذا الموضوع دون سواه من<br />
الموضوعات المهمه التى تشكل فى مجموعها الى جانب العلاقات منهجا متكاملا لعلم الجغرافيا٠<br />
، "<br />
٠ (<br />
:<br />
،spacecraft ويفيد<br />
" Chronological<br />
:<br />
Systematic<br />
" Chorological الكرولوجية " ٠<br />
" "<br />
" "<br />
"<br />
(<br />
"<br />
)<br />
(١٨٣)<br />
الكرونولوجية<br />
، والعلوم الزمنية<br />
رتشارد هارتسهورن<br />
ميز بين العلوم الموضوعية<br />
والعلوم المكانية<br />
آاحدى الطرق الثلاث التى يدرس بها الانسان الحقيقة وهى<br />
علم المكان ومن ثم أوضح مرآز الجغرافيا مادية تتمثل فى العلاقة بين<br />
عندما ذآر أ ن الحقيقة لها ثلاثة أبعاد الفرد هتنر الفكرة ذاتها التى اعتنقها الأشياء المتشابهة وتختص بها العلوم الطبيعية ، وزمانية تتمثل فى تطور هذه الأشياء عبر التاريخ ، ويختص<br />
بها علم التاريخ ، ومكانية تتمثل فى ترتيب وتنظيم هذه الأشياء عبر المكان ويختص بها علم الجغرافيا ، والتى<br />
العلاقة بين<br />
الذى ذآر أن هناك ثلاثة طرق لدراسة الحقيقة هى ايمانويل آانت هى ترديد لأفكار ، والتطور عبر الزمن (علم التاريخ) ، والترتيب فى المكان ) علم الجغرافيا<br />
العلوم الطبيعية الأشياء أقر بأن علم الجغرافيا يعنى بتقديم : شرح ووصف دقيق ومنظم ومعقول للنمط المتغير لسطح الأرض<br />
(١٨٤) جمع وتسجيل بيانات ومعلومات عن سطح الأرض بواسطة طرق لا تتضمن اتصالا مباشراً بالسطح<br />
محل الدراسة والبحث وتتضمن تقنية الإستشعار من البعد التصوير photography (ليس بالمعنى<br />
المعروف المطابق، لأن الصورة الفضائية رقمية digital وليست مطابقة). والتصوير بالأشعة تحت الحمراء<br />
والرادار Radar من طائرة أو قمر صناعى أو مرآبة فضائية<br />
الاستشعار من بعد فى الكشف عن المظاهر والثروات الأرضية، وأحيانا تحت الأرضية وآشف تباينات الغطاء<br />
النباتى، ودرجات التلوث فى البر والبحر، وشكل الاستخدامات الأرضية المختلفة آل ذلك باستخدام أشكالاً<br />
متعددة من الأشعة الكهرومغناطيسية. (قاموس د مدحت)٠<br />
،layers ويمكن<br />
infra-red imagery<br />
(١٨٥) نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System (GIS<br />
تقنية حديثة تتيح تخزين ودمج وحفظ واستدعاء وتعديل البيانات المتعددة فى شكل طباقى<br />
آذلك حذف وإضافة معلومات وبيانات مستجدة، أو غير ضرورية، وآذلك دمج طرق تقليدية، مع طرق متقدمة،<br />
والحصول على نتائج سريعة من متغيرات متعددة فى وقت قصير للغاية وأصبحت (GIS) لغة العصر حاليا،<br />
وخصوصاً فى الدراسات الجغرافية، ومجالات استخدامها وتطبيقاتها بلا حدود. (قاموس د مدحت)<br />
نظام تحديد المواقع حول العالم Global positioning system أداة تحدد الإحداثيات الخاصة<br />
بالمواقع على سطح الكرة الأرضية، وتعيين خطوط الطول، ودوائر العرض لكل موقع، وذلك بمساعدة الأقمار<br />
الصناعية. (قاموس د مدحت)<br />
اختيار استراتيجى لتحقيق هدف، وتطبيق ذلك لدى الجغرافيين<br />
اتخاذ القرار<br />
يتمثل فى اختيار الموقع الصناعى ومواقع السكن، والهجرة، والاستجابة لمخاطر البيئة وسلوك التسوق<br />
shopping behavior مستخدمين مفهومين من مفاهيم جغرافية المدن، الأول تقليل الحرآة<br />
minimization والثانى الاستفادة من المكان .place utility وقد ارتبط اتخاذ القرار فى البداية بمفهوم<br />
الرجل الاقتصادى economic man أى صاحب القرار الذى يحقق فائدة اقتصادية، وتغير المعيار بعدها<br />
ليرتبط بما يعرف بالإنسان الملبى satisfier الذى يبحث عن حلول مرضية دون أن يكون موهوباً أو مثالياً.<br />
وقد عول البعض على مفهوم خاص عند إتخاذ القرار وهو المسمى spatial margins to profitability<br />
بمعنى النقاط الواقعة على مسافة من مرآز النشاط الاقتصادى أو المصنع، وعندها تتساوى الكلفة مع عائد<br />
النشاط، وبالتالى فان تصنيع المنتج بعيداً عن هذه النقاط يحقق خسارة. ونقد البعض ذلك المفهوم بسبب تداخل<br />
عوامل أخرى غير اقتصادية، وغير المسافة، وطبقاً للمفهوم سابق الذآر يتم إختيار موقع النشاط داخل هذه<br />
الحدود أو الحواف margins وليس خارجها وليس بالضرورة عند الموقع المثالى وإتخاذ القرار<br />
له أهمية متعاظمة فى مجال الجغرافيا السلوآية. ويعتمد البعض فى إتخاذ القرار على ما يسمى بالمصفوفة<br />
والأساس النظرى لاتخاذ القرار مبنى على فكرة المخاطرة risk وعدم<br />
التأآد un certainty وما يسمى بنظرية المباراة ،game theory وتطبيق مثل هذه الأفكار لا يزال محدوداً.<br />
movement<br />
.optimal<br />
.<br />
dissension making<br />
(١٨٦)<br />
(١٨٧)<br />
السلوآية .Behavioral matrix
ونماذج اتخاذ القرار الأآثر نجاحاً إعتمدت على دراسة الحالة ،case study وفى هذه النماذج إتضح وجود<br />
حافز قوى أو دافع stimulus مثل الطلب الكبير على منتج معين، وتكون إستجابة رجل الاقتصاد هنا هى<br />
التوسع فى الانتاج، ويؤدى ذلك لضرورة إختيار مواقع جديدة لمصانع مستجدة، وما يلزم من قرارات ثانوية<br />
أخرى. ويرى البعض أن الخيارات الشخصية لا يمكن صياغتها فى نموذج نظرى، أو ينقد بعض الباحثين<br />
دراسات إتخاذ القرار من منطلق أنهم يرون أنها قامت على أساس الاستجابة الميكانيكية لدافع أو مثير.<br />
والدراسات الأحدث فى هذا المجال تأخذ بعين الاعتبار الفحص النوعى المبنى على آراء الناس أو المستهلكين<br />
وتباين تقييمهم للأمور، ويبدو ذلك فى حالة تباين قرار التسوق فهو عمل روتينى محبب لدى البعض آريه لدى<br />
البعض الآخر ويؤثر فى ذلك تباين الثقافات، لذا فالمسالة ليست مجرد تقليل الحرآة أو المسافة. (قاموس د<br />
مدحت)<br />
(١٨٨) ظرية الموقع Location Theory نظرية تحاول أن تفسر أو تتنبأ بموقع الأنشطة الاقتصادية.<br />
والنظرية الكلاسيكية تتناول ثلاثة مستويات:<br />
موقع مشروع معين.<br />
موقع مجموعة من المشروعات تكون فى حالة تنافس مع بعضها البعض.<br />
موقع مشروعات منوعة من الأنشطة لأنواع مختلفة من استخدامات الأرض الزراعية، وآل الأنشطة فى حالة<br />
تنافس. ويتضمن المفهوم أيضاً بعض الأبعاد الحديثة مثل الجوانب السلوآية، وأبعاداً إقتصادية أآثر تحديداً مثل<br />
نظرية الموقع الصناعى لفيبر، ونظرية فون ثونين عن الدولة المنعزلة isolated state وبعض المفاهيم، مل<br />
الموقع الأقل آلفة، والموقع الأمثل إلخ. (قاموس د مدحت)<br />
(الإقليمي) تعبير جغرافى شهير يراد به إدراك التباينات<br />
بين الأقايم على سطح الأرض، ودراسة الطريقة التى تختلف بها الظاهرات وتفسير التباينات بعد اآتشافها.<br />
وواآب ذلك التفسير علم الأقاليم chorology أو الجغرافيا الإقليمية التقليدية. ومع تطور علم الجغرافيا<br />
وخصوصاً فى ظل المدخل الموضوعى، بمعنى دراسة موضوع واحد معين، زاد الإهتمام بإدخال الأبعاد الكمية<br />
فى الدراسة الاقليمية، وهجر العديد من الجغرافيين الجغرافيا الاقليمية بمفهومها القديم منذ منتصف الستينات<br />
من القرن الماضى. وفى الثمانينيات من القرن العشرين ظهر التباين الاقليمى مرة أخرى على مسرح الدراسة<br />
الجغرافية من قِبل الجغرافيين الإنسانيين Humanitic Geographers الذين أآدوا على البناء الاجتماعى<br />
رآز هؤلاء أيضاً على ما أصبح يطلق عليه<br />
للمكان<br />
landscape ويعنى ذلك بايجاز مدى تاثير مشاهد الهيئة الأرضية أو اللاندسكيب فى المشاهد، وآيف يكتسب<br />
من هذه المشاهد معان رمزية. إهتم فريق آخر من الجغرافيين المارآسيين بالتباينات الاقليمية والمكانية فى<br />
نوعية الحياة وفى النشاط الاقتصادى، وآيف يتفاوت مستواه، وأطلقوا على ذلك الوضع التنمية غير المتساوية<br />
آذلك، إهتم فريق آخر بالتفاوتات السياسية وخصوصاً فى موضوع الانتخابات<br />
وآيف تتباين آراء الأفراد وبالتالى تختلف أنماط التصويت، والأهم آيف يتم التأثير على الأفراد والجماعات قبل<br />
ومع<br />
وخلال العملية الانتخابية. ومحصلة آل ذلك ظهور تطابقات وتباينات<br />
وهناك من<br />
ظهور هذه الاتجاهات الحديثة فى المجال الاقليمى هُجرت الدراسات الموضوعية<br />
الجغرافيين من يرى ضرورة التوفيق بين آل الاتجاهات<br />
Iconography of<br />
.sameness and difference<br />
.systematic<br />
..<br />
(١٨٩) الاختلاف المكاني Areal differentiation<br />
.social construction of space<br />
spatial analysis<br />
.uneven development<br />
(١٩٠)<br />
تعبير يعني الإجراءات الكمية التي توظف في التحليل الموقعي<br />
التحليل المكاني<br />
locational analysis ويعول آثير من الجغرافيين علي استخدام النماذج الخطية العامة<br />
models في الأمثلة الجغرافية التي يدرسونها، ويستخدم آخرون إجراءات إحصائية أخري مثل الارتباط<br />
general linear<br />
الذاتي المكاني . spatial autocorrelation<br />
(١٩١)<br />
"<br />
بيرنارد فيرانيوس<br />
حاول بناء اطار جديد لمفهوم علم الجغرافيا عندما عرفها بأنها " ذلك القسم من المعرفة الذى يتكون من مزيج<br />
من الرياضيات التى نتمكن بها من وصف الأرض وأقسامها بطريقة آمية " ، اى أنه قد استخدم الرياضيات فى<br />
الوصف " الكمى " !<br />
"<br />
آان منهجه الجغرافى عام/ خاص ، فقد قسم الجغرافيا الى قسمين هما:<br />
أ الجغرافيا العامة أو العالمية ، وهى ذلك العلم الذى يتناول دراسة الأرض بشكل عام ويصف أقسامها<br />
والظاهرات التى تؤثر فيها باعتبار أن ذلك يرسى القواعد والقوانين العامة المساعدة على دراسة الأقطار<br />
المختلفة ، أى ان الجغرافيا العامة عنده آانت اساسا لدراسة الجغرافيا الاقليمية<br />
ب الجغرافيا الخاصة ، وهى دراسة الأقطار المختلفة ، أى الجغرافيا الاقليمية ، وبهذه الفكرة يكون قد وضع<br />
الاسس الصحيحة ولأول مرة لعناصر الدراسة الجغرافية ، ولمنهجى بحثها العام<br />
systematic والاقليمى<br />
:<br />
٠ regional
ظل مؤلفه عن الجغرافيا العامة "<br />
" geographia generalis<br />
(<br />
)<br />
(<br />
(<br />
)<br />
)<br />
١٧٥٠ م ٠<br />
(١٩٢)<br />
يمثل أهم آتب الجغرافيا فى اوربا حتى عام<br />
ايمانويل آانت<br />
١ أوضح مرآز علم الجغرافيا بوصفها احدى الطرق الثلاث لدراسة الحقيقة وهى<br />
أ العلاقة بين الأشياء المتشابهة العلوم الطبيعية<br />
ب التطور عبر الزمن التاريخ<br />
ج الترتيب فى المكان الجغرافيا<br />
آان فيلسوفا أآثر منه جغرافى ، وقد اعتقد ان الجغرافيا هى أهم الطرق الثلاث السابقة لأنها تنتج عن اتصال<br />
الانسان الاول والمباشر بالحقيقة المعقدة خارج جسمه<br />
وضعت على يديه البذور الاولى لعلم الجغرافيا الحديث عندما قاده اهتمامه آفيلسوف بنظرية المعرفة<br />
وفلسفة العلم الى جمع مادة علمية لمصنف فى الجغرافيا الطبيعية ٠<br />
اختلفت الجغرافيا الطبيعية عنده عما آانت عليه قبله وذلك من ناحيتين هما :<br />
انها لم تعد تضم الجغرافيا الفلكية او الرياضية<br />
وانها أصبحت اساسا لدراسة الجوانب البشرية من الجغرافيا ، اى انها اصبحت تدور حول محور انسانى<br />
١٩٦٦<br />
١٨٧٥)<br />
Penck فى<br />
mathematical<br />
Theoretical geography<br />
Richthofen , F.V.( ١٩٠٥ – ١٨٣٣ )<br />
(١٨٦٠)<br />
(١٨٥٦)<br />
(١٩٠٥ – ١٨٨٦)<br />
(١٨٨٦ – ١٨٨٣)<br />
٠(١٩١٢ – ١٨٧٧)<br />
"<br />
"<br />
"<br />
"<br />
Daves , W.,M.<br />
"<br />
٠ Anthropocentric<br />
(١٩٣)<br />
"<br />
:<br />
وليم بنج<br />
قال بأن الهندسة والحرآة يمتزجان فى ألفة واحدة ، وهما معا يشكلان الأنظمة المكانية أو العلاقات ، وهما<br />
بذلك يلخصان فحوى الحغرافيا الحديثة التى تعنى العلاقات أو الأنظمة المكانية ٠<br />
وهو بالمناسبة اسم آتاب له صدر فى عام<br />
تدين له الجغرافيا النظرية<br />
بجامعة لند Lund بالسويد بالكثير من مفاهيمها، والتى تعتبر ممثلا مهما للجغرافيا الموقعية الحديثة ٠<br />
والثانىتنبؤى<br />
آان يرى ان الجغرافيا هى: علم المواقع وانها تنقسم الى شقين احدهما تطبيقى (اقليمى) (نظرى) يجيب الأول منهما عن السؤال: ماذا يوجد فى المكان من ظاهرات، بينما يجيب الثانى عن سؤال آخر<br />
لماذا يوجد ما يوجد فى المكان من هذه الظاهرات ٠<br />
هو فرديناند ريتشهوفن<br />
وجامعة بون<br />
، عمل في جامعة فينيا حصل على درجة الدآتوراه من جامعة برلين له مؤلف عن الصين يقع<br />
وجامعة برلين<br />
وجامعة ليبزج<br />
في خمس مجلدات ومجلدين اخرين عنها في صورة اطلس<br />
رآز على الجغرافيا الطبيعية وتتلمذ على يديه من حمل لواء الاتجاه الجديد فى العالم مثل "بنك"<br />
ونتيجة لذلك ظلت<br />
فى الولايات المتحدة الامريكية ، المانيا ووليام موريس ديفز<br />
الجيمورفولوجيا لفترة طويلة من الزمن هى الميدان الرئيس لعلم الجغرافيا فى هاتين الدولتين ٠<br />
اتسع المحتوى الطبيعى لعلم<br />
ديفز و بنك وتأثيره على تلميذيه بشل بفضل تأثره باستاذه الجغرافيا حتى ضم موضوعات آانت تدخل من قبل فى اطار علوم اخرى ، اذ شملت الجغرافيا آافة العلوم التى<br />
لها ارتباط بالأرض ٠<br />
تناول الجغرافيا البشرية التى آانت تدرس:الانثروبولوجيا واستخدام الارض الزراعى والتجارة تناولها من<br />
حيث علاقتها بأشكال سطح الأرض ٠<br />
آان يرى ان الجغرافيا تدرس اختلاف الظاهرات التى تترابط سببيا فى مناطق سطح الارض وان الهدف<br />
"chorology<br />
٠<br />
:<br />
(١٩٤)<br />
. (١٨٨٣ –<br />
الحقيقى للجغرافيا هو فهم العلاقات السببية بين الظاهرات ٠<br />
ميز بين الدراستين: الاصولية (العامة) والاقليمية (الخاصة) بان الدراسة العامة هى الوصف التفسيرى غير<br />
التحليلى الهادف الى تزويد العلم بمادته "الكوروجرافيا ،"chorography اما الدراسة الخاصة فهى البحث<br />
، وهى الخطوة النهائية<br />
عن العلاقات السببية بين الظاهرات الخاصة باقليم ما "الكورولوجيا<br />
لكونها: الدراسة التفسيرية التحليلية للآقاليم المبنية على الجغرافيا العامة، والفرق بين الجغرافيتين العامة<br />
والخاصة ليس فيما يدرس من موضوعات وانما فى منهج الدراسة الخاص بكل منهما ٠<br />
آان يرى أنه نظرا لعدم تجانس المواد التى تشكل "المحتوى الجغرافى" فان الدراسة فى الجغرافيا العامة يجب<br />
ان تتناول هذه المواد على شكل رتب أو مجموعات ، عددها فى نظره ثلاث مجموعات هى: الظاهرة الطبيعية،<br />
الظاهرة البيولوجية (الحيوية)، والظاهرة الانسانية وتتحد العلاقات السببية القائمة بين تلك المجموعات<br />
الثلاث فى الدراسة "الكورولوجية" على شكل دراسة موحدة، تتلخص آراؤه في:<br />
أن الجغرافيا هى علم سطح الأرض وليست علم الأرض٠<br />
ملاحظة ظاهرات سطح الأرض يجب أن تكون على الطبيعة ٠<br />
يمكن دراسة الجغرافيا بالاستفسارات والتحريات التفصيلية للمناطق الصغيرة، وبالمقارنة للمناطق الكبيرة،<br />
والدراسة الاولى بنائية ترآيبية والثانية تحليلية
يحظى بأهمية عظيمة حتى أن بعض الباحثين يضعه فى منزلة رتر وهمبولت ، وهو قد جمع أفضل ما فى<br />
أفكارهما ، فقد اتبع خط سير همبولت عندما رآز على العمل الميدانى، مع فارق آبير يتمثل فى ان همبولت<br />
اتجه الى الاصوليات (العموميات) حتى ألف آتابه " الكون ، بينما حصر "ريشهوفن" نفسه فى<br />
دراسة سطح الأرض، آما انه اختلف عن "رتر" فى عدم اعتماده على آتابات ومشاهدات الغير وانما بنى<br />
دراساته على نتائج رحلاته الى مختلف الأقطار<br />
آانت المناقشات المنهجية قبله فى معظمها ترآز على ان الأرض آلها هى ميدان علم الجغرافيا، ورغم ذلك<br />
آانت الابحاث والدراسات الحقيقية لغالبية الجغرافيين آنذاك منحصرة بالفعل فى القشرة الرقيقة من سطح<br />
الارض المظهر الأرضى العام ، general landscape وبناء عليه فان الجغرافيا من الناحية التطبيقية<br />
دراسة العالم آما يظهر على سطح الأرض" ، وقد دافع ريتشهوفن آثيرا عن ضرورة حصر ميدان علم<br />
الجغرافيا فى سطح الارض ٠<br />
(١٩٥) جيرلاند Geerland<br />
استاذ الفرد هتنر ٠<br />
وقال بأن الجغرافيا هى " دراسة الأرض<br />
تبنى مفهوم " علوم الأرض العامة<br />
"<br />
استبعد آل الظاهرات البشرية من الدراسة الجغرافية ٠<br />
آانت أهم الخصائص الفكرية الجغرافية التى دعى اليها آل من رتر و همبولت وأيدها آل من راتزل وفيدال دى<br />
لابلاش هى فكر الوحدة فى الجغرافيا ، بمعنى عدم الفصل بين جانبيها الطبيعى والبشرى ، وقد عارض جيرلاند<br />
هذه الفكرة ، ولذلك فهو يعتبر أحد دعاة " الانشقاق الجغرافى" فالارض فى نظره ليست آلا عضويا ولا نظاما<br />
آليا ، ولكنها عبارة عن مرآب من المواد العضوية فى حالة تغير ، مرتبط ببعضه ارتباطا قويا ومتصل بقوى<br />
عديدة متنوعة ، رغم تأثرها بعوامل خارجية أهما الشمس٠<br />
آان يرى ان الجغرافيا البشرية ليست علما بالمفهوم الصحيح لأنها تتعامل مع الامكانات ولا تستند الى<br />
استدلالات محددة وقوانين مؤآدة ، وبفهومه هذا يكون من اختصاص الجغرافيا آموضوع دراسة الأرض<br />
بحيث تشمل آل ما آانت تدرسه علوم اخرى مع الجغرافيا ، آعلم الطبيعة وعلم الجيولوجيا ٠<br />
من اشد المتحمسين لتعريف الجغرافيا بأنها علم آوآب الأرض ، وربما آان يهدف من هذا اساسا الى ادخال<br />
الجغرافيا ضمن العلوم الطبيعية لتأآيد علميتها وانقاذها من الاستغراق فى الجوانب الوصفية التى سادتها لفترة<br />
زمنية طويلة من الزمن<br />
بيير لوبلاى<br />
عالم اجتماع بين أن مكونات المجتمع هى: المكان، الناس، والعمل، والمكان يحدد نوع العمل ، والعمل يحدد<br />
التنظيم الاجتماعى٠<br />
بول فيدال دى لابلاش<br />
حصل على درجة الدآتوراه من جامعة باريس ، وعمل في جامعة نانسى<br />
وتقاعد<br />
وفي جامعة باريس<br />
، وفي المدرسة العليا<br />
ولكنه استمر في التدريس بعض الوقت حتى ١٩١٤)، له آتابات عديدة عن دول اوروبا وعن فرنسا<br />
، ويعد ابو المدرسة الفرنسية الجغرافية وله آتاب اسس الجغرافية البشرية<br />
المدرسة الامكانية Possibilism فى فرنسا ليقابل بها دعاة الحتمية فى المانيا، وآان الانسان فى نظره عامل<br />
جغرافى geographical factor يسهم بنصيب آبير فى تعديل سطح الأرض وتغييره ، أما مهمة الجغرافيا<br />
فهى دراسة مظاهر المكان المتغيرة من زمن الى آخر بسبب التأثيرات البشرية المتوالية، واظهار ما يقوم به<br />
الانسان من جهد لتهيئة البيئة لسد حاجاته عن طريق التلاؤم معها ، فالبيئة لم تعد مظهرا ارضيا طبيعيا فقط<br />
physical / natural landscape بل مظهر ارضى حضارى cultural هو فى الواقع موضوع علم<br />
" Cosmos<br />
"<br />
Allgemeine Erdkunde<br />
Vidal de la Blache , Paul Marie Joseph (١٩١٨-١٨٤٥)<br />
– ١٨٧٢) Nancy<br />
(١٨٧٢)<br />
(١٩٠٩ ) (١٩١٤ – ١٨٩٨ )<br />
(١٨٩٨ – ١٨٧٧)<br />
)<br />
) ١٩٢٢ ،( انشأ<br />
Leplay ,p.<br />
آانت "<br />
(١٩٦)<br />
(١٩٧)<br />
(١٨٧٧<br />
(١٩٠٣)<br />
الجغرافيا ٠<br />
Demangeon , Albert ( ١٩٤٠ – ١٨٧٢ )<br />
(١٩٨)<br />
(١٩١١ – ١٩٠٤)<br />
(١٩٠٥)<br />
(١٩٤٠ – ١٩١١)<br />
:<br />
ألبرت ديمانجيون<br />
وفي جامعة<br />
وعمل في جامعة ليل<br />
حصل على درجة الدآتوراه من جامعة باريس له دراسات عن أقاليم فرنسا ودراسة عن الجزر البريطانية بالفرنسية<br />
باريس<br />
وآتاب في مشكلات الجغرافيا البشرية (١٩٤٢)، ودراسة في مجلدين عن فرنسا عن الوجهة الاقتصادية<br />
وهو من رواد المدرسة الجغرافية الفرنسية. (قاموس د٠ مدحت)٠<br />
والبشرية<br />
لفورد ماآندر<br />
حصل على درجة البكالوريوس من جامعة أوآسفورد (١٨٨٤)، عمل في الجامعة نفسها<br />
مديرا لها. وألف آتابا عن<br />
وفي آلية لندن للاقتصاد<br />
وجامعة ريدنج<br />
وهو<br />
وآخر عن الدنمرك بريطانيا والبحار البريطانية، وله آتاب بعنوان<br />
مشهور بنظريته عن قلب العالم Heart land theory في الجغرافيا السياسية وهي الأراضى الغنية<br />
(١٩٢٧)<br />
،(١٩٠٥ – ١٨٨٧)<br />
" ( ١٩١٩ )<br />
(١٩٤٨ – ١٩٤٦)<br />
Mackinder Halford John ( ١٩٧٤ – ١٨٦١ )<br />
(١٩٢٥ –١٨٩٥)<br />
“ الراين " (١٩٠٨)<br />
(١٩٠٣ – ١٨٩٢)<br />
(١٩٩)
المنخفضة (أوراسيا) والتى تكون قلباً أو منطقة محورية ،pivot والنظرية تقول بأن من يسيطر على قلب<br />
العالم أو ما أسماه بجزيرة العالم أى المنطقة اليابسة وليست البحرية سيكون مؤهلا للسيطرة على العالم. ورغم<br />
أن المنطقة المختارة هذه داخلية فى صرفها، وأطرافها الشمالية يكسوها الجليد، إلا أنها تضمن آفاية ذاتية من<br />
الغذاء، والسلع الأولية.<br />
أندرو جون هربرتسون<br />
له مؤلف<br />
حصل على الدآتوراه (١٨٩٨ )، وعمل في جامعة أآسفورد<br />
نشر مقاله عن الأقاليم الطبيعية الرئيسة في دورية<br />
وريس دافيز<br />
حصل على ماجستير في الهندسة من جامعة آمبريدج (١٨٧٠) عمل في جامعة هارفارد<br />
و مشكلة الشعاب<br />
له مؤلفات مثل: أسس الجغرافيا الطبيعية<br />
المرجانية وهو من رواد علم الجغرافيا واهتم بالجوانب الطبيعية لها. ووضع نظرية دورة التعرية٠<br />
Cycle of erosion وهو تعبير أدخله ليصف به تحول منطقة مرتفعة إلى مناطق سهلية أو مسطحة، وتطور<br />
المظاهر المورفولوجية المرتبطة بكل مرحلة من مراحل هذا التحول.<br />
Herbertson , Andrew . J. ( ١٩١٥ – ١٨٦٥ )<br />
Man and his .( ١٩١٥ - ١٨٩٩ )<br />
.(١٩٠٥) Geog. Journal<br />
Davis , William Moris (١٩٣٤ – ١٨٥٠)<br />
.(١٩١٢ – ١٨٧٨)<br />
) ١٩٠٢ ،( ومقالات جغرافية ) ١٩٠٩ (<br />
(٢٠٠)<br />
. (١٨٩٩ ) work<br />
(٢٠١)<br />
(١٩٢)<br />
(٢٠٢) الكمية Quantitative revolution<br />
.<br />
مدخل خاص بحرآة شهيرة فى علم الجغرافيا شملت الدراسات الجغرافية فى خمسينيات وسيتينيات القرن<br />
الماضى، ويتعلق المدخل بالإحصاءات والطرق الرياضية والبحث العلمى الجغرافى، آأسلوب حديث فى ذلك<br />
الوقت وشمل ذلك إستخدام النماذج المفسرة، وتحليلات الإنحدار والإرتباط والتباين الخ، وآل ذلك من اجل<br />
الوصول إلى نظم موضوعية للتصنيف، ولنظريات التظيم المكانى. وتعد الثورة الكمية تحولاً راديكالياً فى روح<br />
وغرض الجغرافيا ، spirit & purpose وآان ذلك فى العالم الغربى الأنجلو أمريكى، وحلت الإتجاهات<br />
الكمية محل إتجاهات تقليدية شائعة آنذاك يطلق عليها تعبير idiographic أى البحث عن الفريد والمتميز<br />
uniqueوالخاصparticular فى مقابل العام والعالمى ،nomothetic والإهتمام بالتباين الأرضى<br />
ومع ذلك، تعرضت الحرآة للنقد من قبل البعض من منطلق عدم الاقتصار على الإحصاء<br />
والرياضيات بل تعدت ذلك إلى صياغة النظريات، وبناء النماذج الخاصة بالتنظيم المكانى،وأيضاً وجدها<br />
البعض تطورية وليست ثورية evolutionary not revolutionary<br />
(٢٠٣) ستيج تورستن ايريك هاجر ستراند<br />
ألف آتابه<br />
حصل على الدآتوراه من جامعة لوند Lund في السويد وعمل بها<br />
وألف آتابا آخر<br />
انتشار موجات التجديد والابتكار. "<br />
عن الهجرة وآتاب ترجم بواسطة برد .A Pred بعنوان انتشار الأفكار الجديدة آعملية مكانية<br />
وهو من اشهر الجغرافيين في العالم لدوره في تطوير عملية الانتشار.<br />
بريان جولوبلى برى<br />
جغرافي شهير حصل على درجة الدآتوراه من جامعة واشنطن (١٩٥٨)، عمل في جامعة شيكاغو<br />
١٩٧٦)، وفي جامعة هارفارد – ١٩٨١)، وفي جامعة آارنيجى<br />
جامعة تكساس في مدينة دالاس منذ وله مؤلفات في جغرافية مراآز التسوق وتوزيع تجارة التجزئة<br />
(١٩٦٧)، ومؤلفات عن العواقب البشرية للتحضر وعن الإيكولوجيا الحضرية المعاصرة بالاشتراك<br />
مع الجغرافي " آاسارادا " (١٩٧٧)، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى تناولت طبيعة التغير في الأفكار الجغرافية<br />
وقد أضافت آتاباته إلى تطوير علم الجغرافيا.<br />
اعتبر المنهجين: الموضوعى systematic أو العام، والاقليمى regional أو الخاص طرفين متناقضين فى<br />
الدراسة الجغرافية ٠<br />
قال بأن الجغرافيين يتميزون عن غيرهم ليس فقط بالظاهرات التى يدرسونها ، وانما بالمفاهيم والعمليات التى<br />
يرآزون عليها ٠<br />
Areal<br />
..<br />
) ١٩١٦٢٠٠٤ ( S.T.E. Hagerstrand ,<br />
(١٩٥٢) .(١٩٨٢ – ١٩٥٣)<br />
. Propagation of Innovation waves<br />
– ١٩٥٨)<br />
– ميلون ١٩٨١) – ،(١٩٨٦ وفي<br />
(١٩٥٧ – ١٩٥٥)<br />
Berry , Brian , J.<br />
(١٩٦٩)<br />
(١٩٧٣)<br />
(<br />
- ١٩٣٤ )<br />
١٩٧٦)<br />
(١٩٨٦)<br />
. differentiation<br />
(١٩٥٧)<br />
الشهير "<br />
(١٩٦٧)<br />
(٢٠٤)<br />
.(١٩٧٨)<br />
(٢٠٥) بيتر هاجت Haggett , Peter<br />
( ١٩٣٣ )<br />
.(١٩٦٦ – ١٩٥٧)<br />
(١٩٦٥)<br />
(١٩٨١) Diffusion<br />
.(١٩٨٦)<br />
عمل في جامعة لندن<br />
حصل على الدآتوراه من جامعة آمبريدج ولد له مؤلف بعنوان التحليل<br />
وفي جامعة برستول منذ وفي جامعة آمبريدج<br />
والانتشار المكاني<br />
والجغرافيا ترآيبة جديدة الموقعى في الجغرافيا البشرية ومؤلف بعنوان المظاهر المكانية للأوبئة Spatial Aspects of Epidemics<br />
قال بأن الاهتمام بالموقع والتوزيع هو سمة الكتابة الجغرافية وخرج بأفكار مهمة حول تنظيم<br />
الحرآة<br />
نماذج المواقع فى الجغرافيا البشرية، واستخدم عناصر خمسة فى تحليلاته الجغرافية هى: ، nodes الهيرارآية أو التسلسل الهرمى<br />
، وهذه العناصر تشكل القاعدة الصلبة لذلك الجزء من علم الجغرافيا المهتم ببناء<br />
والسطوح النظريات٠<br />
Spatial<br />
، heirarchy "<br />
(١٩٧٦)<br />
(١٩٧٢)<br />
، movement الشبكات ، networks العقد<br />
surfaces
Chorley , Richard , J.<br />
(٢٠٦)<br />
(١٩٤٧)<br />
١٩٥٤)، وفي جامعة برون (١٩٥٢ Brown<br />
ريتشارد جون شورلي<br />
ولد ) ١٩٢٧ ( حصل على دآتوراه العلوم من جامعة آمبريدج وعمل في جامعة آولومبيا<br />
– ١٩٥٤)، وفي جامعة آمبريدج منذ له مؤلف<br />
بالاشتراك بعنوان " تاريخ دراسة أشكال سطح الأرض" وهو في مجلدين صدرا في سنة وفي<br />
ومؤلف آخر بعنوان Frontiers In Geographical teaching مع الجغرافي الشهير هاجت<br />
صدر ومؤلف آخر صدر بعنوان الجيومورفولوجيا.<br />
الجغرافية التطبيقية<br />
تطبيق المعلومات والمعرفة الجغرافية والنظريات والنماذج والمفاهيم المتنوعة على إتخاذ القرارات وحلول<br />
المشكلات المختلفة. ويشمل ذلك عمل المسوح الجغرافية ورسم العديد من الخرائط والخطط، وعلى سبيل المثال<br />
يعد التخطيط الحضرى أو الإقليمى نوعاً من الجغرافية التطبيقية وأحد التعريفات الجغرافية التطبيقية، مدى<br />
تطابق البرامج الاستراتيجية المطبقة فى دراسة جغرافية أو تخطيطية معينة، مع معايير متفق عليها.<br />
وليام لويس جاريسون<br />
ولد ) ١٩٢٤ )، حصل على الدآتوراه من جامعة نورث ويسترن عام (١٩٥٠) عمل في جامعة واشنطن بين<br />
وجامعة اللينوى في شيكاغو<br />
وجامعة نورث وسترن<br />
عامي<br />
وجامعة بيرآلى بكاليفورنيا من مؤلفاته تحليل شبكات<br />
وجامعة بتسبرج<br />
دراسة<br />
الطرق السريعة والترآيب المكاني للاقتصاد وهى مقالة نشرت في دورية<br />
بعنوان قيم العلم الاقليمى نشرت<br />
العملية<br />
تعبير مهم وشائع فى مجال البحث الجغرافى ، رغم ندرة شيوعه قبل عقد الستينيات من القرن الماضى ويعنى<br />
نتائج أحداث أو أفعال تنتج أو تعيد إنتاج أو تغير نظاماً أو بنية معينة ويرى الجغرافى<br />
المعيارى بين التنظيم المكانى<br />
وهو فيلسوف ألمانى له<br />
من الأفكار " الكانتية " Kantialism ، نسبة لعمناويل آانت<br />
أفكار عديدة بالنسبة للميتافيزيقا والغيبيات آان يرى ويؤآد أن الطبيعة المطلقة للحقيقة<br />
of reality لا يمكن إدراآها عن طريق العقل البشرى، وأن العقل يقوم بإدراآها في ظل ظروف خاصة<br />
وترتيبات معينة يضيفها إلى الشئ المدركمكوناً فئات معرفية ، categories وقد رفض آانت الفلسفة<br />
الوضعية positivism باعتبار أن التجريبية empiricism خام وغير ناضجة ، وفى الجوانب الأخلاقية، آان<br />
يرى أن وجود قانون أخلاقى صادق، من خلاله يمكن إختيار قيم أخلاقية معينة يمكن إدراآه عن طريق الإلزام،<br />
والكانتيه فلسفة وضعها آانت من خلال فكرته عن طبيعة الجغرافيا وعن موقعها من العلم، وأدى ذلك إلى<br />
معارضة واسعة لدى الجغرافيين، وفى رأى آانت أن المعرفة تصنف إلى معرفة منطقية، ومعرفة فيزيقية<br />
(طبيعية)، وهناك تفصيلات عديدة بشأن ذلك، ومن خلال أفكاره عن الجغرافيا الطبيعية والنقد الذى وجه له،<br />
وما أبدعه فيما يتعلق بنقد السبب الخالص. وعن بنية التفكير والنظرة الذاتية subjective للمجال أو الحيز.<br />
الإدراك (التصور) البيئى<br />
الطرق التى من خلالها يشكل الأفراد رؤاهم وصورهم الخاصة عن الأماآن، وآيف تؤثر هذه الصور الذاتية<br />
المكتسبة عن البيئة فى إتخاذهم لقراراتهم. ويستخدم التعبير آثيرا فى جغرافية الجريمة، بخصوص تصور<br />
السكان عن مستوى الإجرام فى أحياء مدينتهم إعتماداً على الخريطة الذهنية Metal map لكل فرد من<br />
القاطنين فيها.<br />
– ١٩٥٢)<br />
(١٩٥٨)<br />
(١٩٦٤)<br />
(١٩٨٤)<br />
Applied Geography<br />
Garrison , Williem Louis<br />
(١٩٧٣)<br />
(١٩٦٩)<br />
(٢٠٧)<br />
(٢٠٨)<br />
– ١٩٦٧)<br />
(١٩٦٧ – ١٩٦٠)<br />
(١٩٦٠ – ١٩٥٠)<br />
(١٩٧٣)<br />
(١٩٧٣ – ١٩٦٩)<br />
(١٩٦٩<br />
AAAG. ، وله<br />
(١٩٥٨)<br />
٠ (١٩٥٩)<br />
Process (٢٠٩)<br />
.<br />
، J.Blaut أن التمييز<br />
.<br />
Spatial structure والعمليات الزمانية ، temporal processes مستقى<br />
.(١٨٠٤ – ١٧٢٤)<br />
ultimate nature<br />
.<br />
Environmental perception<br />
)<br />
(٢١٠)<br />
(٢١١) النموذج Model<br />
تمثيل جيد للطبيعة، أو للحقيقة، يجرى بناؤه لعرض أهم مكوناته وخصائصه ويرآز النموذج المكانى على<br />
البعد الجغرافى من العالم الحقيقى، ومن ذلك نموذج فون ثونين الذى يفسر أنماط المواقع الزراعية بالنسبة<br />
لاقتصاد تجارى يبحث عن المنفعة .وهو النموذج الكلاسيكي المعبر عن موقع النشاط الزراعي والمقابل<br />
لنموذج الموقع الصناعي لفيبر. والنموذج مستقى من العمل الخاص بصاحبه ، J.H.thunen وهو نموذج<br />
حتمي يمثل ما هو تنبؤى بمعنى البحث عن وضع أفضل من القائم حالياً ، وهو يفسر مواقع الأنشطة الزراعية<br />
في ظل اقتصاد تجارى يبحث عن الربح ، ويوضح أن تتابع الأنشطة الزراعية يخضع لعملية<br />
مكانية تضع آل نشاط زراعي في شكل حلقي حول مرآز " الدولة المنعزلة " التى افترضها ثونين أي حول<br />
السوق وقد وضع النموذج الأصلي وفى النموذج سوق وحيدة يحدد أسعار آل السلع الزراعية،<br />
ويحيط بالسوق أراضى زراعية ذات خصوبة متساوية، وتزيد أسعار النقل بالبعد عن المرآز أو السوق بنفس<br />
المعدل في آافة الاتجاهات، والمشكلة تكمن في تحديد المحصول المثالي ونظام الزراعة الأمثل بالنظر لسعر<br />
ما أسماه الريع الإقتصادى<br />
السوق من ناحية وآلفة نقل المنتج للسوق من ناحية أخرى.<br />
economic rent أو ريع الأرض ،Land rent وعلى ذلك فالفلاح سيقدم على الإنتاج الذي يحقق أعلى ريع<br />
من الأرض، وهذا الريع هو استجابة ومحصلة لكلفة الإنتاج لكل وحدة مساحية من الأرض المزروعة بمحصول<br />
Process تنافسية<br />
وابتدع " ثونين "<br />
.(١٨٢٦ )<br />
.
معين، وأيضا استجابة لسعر السوق ،market price ولتكلفة النقل لكل وحدة مسافة بالنسبة لكل وحدة<br />
محصولية، ولإنتاجية المحصول Crop Yield لكل وحدة من الأرض، وأيضا للمسافة بين المزرعة والسوق.<br />
وتبعاً لفروض " فإنه مع طول المسافة عن السوق، وزيادة تكلفة النقل، فإن العائد الصافي يقل حتى<br />
الوصول إلى تساوى العوائد المتحصلة مع تكاليف النقل، وهنا يكون ريع الأرض صفراً، وفى حالة زراعة<br />
محصول واحد فإن آثافة الإنتاج ،Intensity of production تقل مع زيادة المسافة بعداً عن السوق، وهو<br />
ما يسمى في نموذج " theory ،Intensity ولكن الأآثر شيوعاً زراعة أآثر من محصول، وهو ما<br />
يسمى ،Crop theory ويؤخذ في الاعتبار حجم المحصول وسرعة فساده .perishability وفى هذه الحالة<br />
فالمحصول الذي يوفر تكاليف النقل يكون قريباً من السوق، ويكون هذا المحصول مغلا لأآبر عائد متحصل من<br />
الأرض، أما المحاصيل التى تتكلف أقل النقل، فإنها تكون على مسافات أبعد، وينتج عن ذلك الأمر تتابع النمط<br />
الحلقي للمناطق المزروعة بمحاصيل معينة في شكل نمط نطاقي حلقي .Zonal pattern وقد جرت تعديلات<br />
آثيرة للنموذج أخذت في اعتبارها اختلاف خصوبة الأرض وتطور نظم وتقنيات النقل وحفظ الأغذية. وعموماً،<br />
فقد أذآت أفكار " ثونين" البحث العلمي واستخدامات الأرض الزراعية المثلي على مستوى العالم آكل، وحتى<br />
مستوى المزرعة المنفردة، وقد نُقد النموذج نقداً قاسياً لإهماله بعض الجوانب والعوامل السلوآية والشخصية<br />
وحجم المزارع، وأيضاً باعتباره نموذجاً جامداً<br />
رونالد أبلر<br />
جغرافي أمريكي ولد عام ١٩٣٨،حصل علي الدرجة الجامعية الأولي في الجغرافيا من جامعة مينسو ١٩٦٣<br />
وعلي درجة الماجستير من جامعة مينسوتا ١٩٦٦.وعلي درجة الدآتوراه من الجامعة ١٩٨٦.عمل في قسم<br />
الجغرافيا بجامعة ولاية بنسلفانيا ،ورئيساً للقسم في الجامعة ذاتها في نهاية سبعينيات القرن الماضي،<br />
والدآتور أبلر متعدد الاهتمامات الأآاديمية، فقد اهتم في البداية بالجغرافيا الكلاسيكية وتاريخ علم الجغرافيا<br />
بوجه عام، ثم تحول الي الاهتمام بمنطقة من التخصص الجغرافي في غاية الأهمية هي جغرافية<br />
بالاضافة الجوانب الكارتوجرافية المتقدمة<br />
الاتصالات<br />
cartography وله فيها بحوث رائدة.وفي مجال البحث العلمي والهيئات العلمية عمل طويلا آمدير تنفيذي<br />
لرابطة الجغرافيين الأمريكيين A.A.G قبل أن يضطلع بمهام مماثلة في الاتحاد الجغرافي الدولي<br />
ويشرف علي المؤتمرين الذين عقدهما الاتحاد المذآور.آما آان عليه الحال في المؤتمرين الأخيرين الذين عقدا<br />
في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا وجلاسجو بالمملكة المتحدة (٢٠٠٤).ومن أهم أعمال د٠ أبلر<br />
الكتاب الشهير الذي ألفه بالاشتراك مع بيتر جولد وآدمز عام ١٩٧١ بعنوان "التنظيم المكاني"<br />
ألف أطلساً مهماً عن أآبر ٢٠ مدينة في الولايات المتحدة.وقد رأس في نهايات القرن<br />
العشرين واحدة من أآبر المؤسسات العلمية في U.S.A التي تتسم بالطابع البيني interdisciplinary<br />
وليس المختص في فرع واحد من العلم.ولا يزال د٠أبلر نشيطاً في مجال البحث العلمي والتنسيق بين أعضاء<br />
الجمعيات الجغرافية في العالم من خلال موقعه ومنصبه الرفيع في الاتحاد الجغرافي الدولي٠<br />
الترآيبة البنائية<br />
مجموعة مبادئ تستخدم في بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية اشتقت أصلا من الفلسفة اللغوية ويعني ذلك<br />
الخوض فيما وراء ما هو ظاهر ومرئي، بحثا عن آنه الظاهرة ومكوناتها والمسئولية عن المجموعة المكونة<br />
لها في صورة عناصر متشابكة ومترابطة والقادرة في ذات الوقت علي تعديل الظواهر وتشكيلها٠<br />
(٢١٤) عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية رسائل<br />
جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية الكويت سبتمبر ٢٠٠٥ ص ٠ ٢١<br />
دافيد هارفي<br />
ولد (١٩٣٥). حصل على الدآتوراه من جامعة آمبريدج (١٩٦١)، عمل في جامعة برستول<br />
من مؤلفاته<br />
وجامعة جونز هوبكنز<br />
(١٩٧٨)، وله أيضا آتاب العدالة الاجتماعية والمدينة<br />
(١٩٧٨)، وله مؤلفات عديدة في مجال جغرافية الحضر بفروعها المختلفة.<br />
(٢١٥) جمال حمدان شخصية مصر ج١ عالم الكتب القاهرة ١٩٨٠ ص ٠ ١٢<br />
الحيز أو المجال في إطار آون الجغرافيا علم مكانى يمكن التفريق بين الحيز المطلق<br />
والحيز النسبى والأول موضوعى يتفق والحقائق التى لا يختلف عليها<br />
احتمالى يختلف من وقت لآخر،<br />
الجميع مثل ظاهرات سطح الأرض، والثانى مفهوم ادراآى<br />
محمد مدحت جابر الجغرافيا البشرية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٢٠٠٤ ص ٠ ١٣<br />
المكان مفهوم يشير إلى موقع، ولكن بصفة خاصة للقيم المتصلة بهذا الموقع. والمكان قد<br />
يكون مميزاً للبعض وغير مميز للآخرين. وقد ابرز الجغرافيون البشريون ما يعرف بالحس المكانى أو<br />
فى سبعينيات القرن العشرين فى ظل المداخل الإنسانية والظاهراتية<br />
الإحساس بالمكان<br />
آالمزارات الدينية<br />
(راجع مداخل الجغرافيا البشرية) وهناك ما يعرف بالأماآن المقدسة<br />
advanced<br />
I.G.U<br />
Spatial<br />
– ١٩٦١)<br />
Explanation<br />
Sacred Spaces<br />
ثونين "<br />
Abler, Ronald<br />
ثونين "<br />
geog. of communications<br />
(٢٠٠٠)<br />
structuralism<br />
Harvey , David<br />
(٢١٢)<br />
،Organization آما<br />
(٢١٣)<br />
(٣٠٤)<br />
(٢١٤)<br />
١٩٦٩) – ،(١٩٨٦ وجامعة أآسفورد (١٩٨٧)<br />
(١٩٦٩<br />
(١٩٦٩)، in Geography ظهرت طبعته الرابعة<br />
،(١٩٧٣)<br />
objective<br />
perceptual<br />
:Space<br />
relative<br />
.Place<br />
Sense of place<br />
(٢١٦)<br />
absolute<br />
(٢١٧)
والمقدسة لدى أتباع الديانات المختلفة. ويرتبط بذلك فى الجغرافيا تعبير Placelessness للإشارة إلى الهيئات<br />
الأرضية "اللاندسكيب" التى تبدو نسبياً متجانسة وروتينية وقياسية والأمثلة على ذلك المناطق التجارية فى<br />
وقد أدخل الجغرافى<br />
المدن والمناطق السياحية الشهيرة والضواحى الأمريكية<br />
المتأثر بالمدخل الانسانى تعبير التوبوفوليا Topophilia والذى يعنى "حب المكان" فى الجغرافيا البشرية<br />
ويعنى الروابط العاطفية "خصوصاً الإيجابية" بين الإنسان وبيئة معينة. والتعبير على نقيض تعبير آخر هو<br />
التوبوفوبيا Top phobia ويعنى آراهية مكان ما يثير لدى الفرد الخوف أو الألم ومشاعر القلق. وهذا مفهوم<br />
مهم فى دراسات الجغرافيا البشرية، المصدر السابق ص ٠ ١٤<br />
فتحي محمد مصيلحي مناهج البحث الجغرافي ط٢ ص الظاهراتية<br />
Phenomenalism نظرية تقتصر على الظاهرات فقط ، باعتبارها الأشياء الوحيدة الممكن إدراآها ومعرفتها<br />
، وأن أى شئ آخر إما غير موجود ، أو يصعب إدراآه من خلال العقل البشرى ويبحث العلم الخاص بالظواهر<br />
فى وصفها وتصنيفها ، ويعنى التعبير أيضاً الدراسة الفلسفية لتطور العقل ، ومن معانى المصطلح الوصف<br />
العلمى للظاهرة الواقعية ، مع تجنب آل تقييم أو شرح أو تأويل (قاموس د٠ مدحت)٠<br />
محمد الخزامي عزيز نظم المعلومات الجغرافية ط٢ منشأة المعارف الاسكندرية ٢٠٠٠ ص<br />
مفهوم يعني محاولة حل المشكلات الرياضية والإحصائية الخاصة<br />
المحاآاة<br />
، أو عمل توزيع تكراري تجريبي<br />
بموضوع معين. ويعني التعبير إما نمذجة العالم الواقعي<br />
empirical frequent distribution يعتمد علي اختبار دلالة الأهمية significance test وتستخدم<br />
وغيرها من الأساليب<br />
نماذج المحاآاة، وتعتمد علي نماذج مثل إجراءات آارلومونتي<br />
المستخدمة في المحاآاة.<br />
(٢٢١) سامر الجودي مبادئ نظام المعلومات الجغرافية <br />
Tuan<br />
، و<br />
٥٩<br />
(Norton, 2002, 45)<br />
٢٠٠١<br />
.<br />
Carlomonte<br />
real world<br />
http://www.cadmagazine.net/pcmagazine/view.phpid=18<br />
Simulation<br />
(٢١٨)<br />
(٢١٩)<br />
(٢٢٠) ٥٩<br />
(٢٢٢)<br />
(٢٢٣)<br />
المرجع السابق٠<br />
محمد الخزامي عزيز مرج سبق ذآره ص<br />
(٢٢٤) سامر الجودي مرج سبق ذآره٠<br />
٠٢١
المصادر<br />
.١<br />
.٢<br />
احمد على إسماعيل أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية ط ٧ دار الثقافة للنشر والتوزيع <br />
القاهرة ١٩٨٩<br />
============ دراسات في جغرافية المدن ط ٣ دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة <br />
٠ ١٩٨٥<br />
.٣<br />
.٤<br />
.٥<br />
.٦<br />
.٧<br />
.٨<br />
.٩<br />
احمد محمد عبد العال الأبعاد المكانية للخصائص الوظيفية للمدن المصرية مكتبة النهضة المصرية<br />
القاهرة ١٩٩٠ ٠<br />
============= المدن الجديدة والتنمية الإقليمية في مصر المجلة العلمية لكلية الآداب<br />
جامعة المنيا المجلد العاشر يونيو ٠ ١٩٩٢<br />
============= جغرافية التنمية٠٠مفهومها وأبعادها المجلة العلمية لكلية الآداب جامعة<br />
المنيا مجلد ٩ ٠ ١٩٩١<br />
============= أقطاب ومراآز النمو بين النظرية والتطبيق المجلة الجغرافية العربية <br />
الجمعية الجغرافية المصرية العدد الثاني والأربعون الجزء الثاني ٠ ٢٠٠٣<br />
============= وظائف المدن المصرية٠٠تصنيف وظيفي مقترح مكتبة النهضة المصرية<br />
القاهرة ٠ ١٩٨٩<br />
إغناطيوس يوليانوفيتش آراتشكوفسكى تاريخ الأدب الجغرافيّ العربيّ الإدارة الثقافية بجامعة<br />
القاهرة ج١ القاهرة ٠ ١٩٦٣<br />
ت٠و٠فريمان الجغرافيا في مائة عام ترجمة عبد العزيز طريح شرف آفاق عربية بغداد <br />
بدون تاريخ<br />
ج. ٠ر٠آرون أعلام الجغرافيا الحديثة ترجمة شاآر خصباك دار المعارف ط١ القاهرة <br />
:<br />
:<br />
:<br />
٠<br />
٠ ١٩٦٤<br />
١٠<br />
١١<br />
ج. ٠م٠موغى المدخل في دراسة الجغرافيا ترجمة شاآر خصباك ط١ الدار القومية للطباعة<br />
والنشر القاهرة ٠ ١٩٦٤<br />
١٢. جمال حمدان جغرافية المدن ط٢ عالم الكتب القاهرة ٠ ١٩٧٧<br />
١٣.======== شخصية مصر الجزء الأول عالم الكتب القاهرة ٠١٩٨٠<br />
١٤.======== نحو مدرسة عربيّة في الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ٠ ١٩٦٤<br />
١٥.======== هذه الجغرافية مرآة العلوم الاجتماعية ديسمبر ٠ ١٩٥٧<br />
١٦. جورج تاتهام الجغرافيا في القرن التاسع عشر في جريفث تيلور "محرر" الجغرافيا في القرن<br />
العشرين ترجمة محمد السيد غلاب و محمد مرسى أبو الليل ج١ الهيئة المصرية العامة للكتاب<br />
القاهرة ٠ ١٩٧٤<br />
١٧. حسن طه النجم دراسة في الفكر الجغرافي عالم الفكر المجلد الثاني العدد الثاني يوليو سبتمبر<br />
الكويت ٠ ١٩٧١<br />
١٨. روجر منشل تطور الجغرافيا الحديثة ترجمة محمد السيد غلاب ودولت صادق ط١ مكتبة<br />
الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٨٣<br />
١٩. ريتشارد هارتشورن نظرة في طبيعة الجغرافيا ترجمة عبد العزيز آل الشيخ وعيسى موسى<br />
الشاعر دار المريخ الرياض ٠ ١٩٨٨<br />
٢٠. رينيه آلوزييه تطور الفكر الجغرافي ترجمة : عبد الرحمن حميدة دار الفكر دمشق ٠ ١٩٨٢<br />
٠.٢١سامر الجودي مبادئ نظام المعلومات الجغرافية <br />
٠ و٠ وولدردج وجوردون إيست الجغرافيا مغزاها ومرماها ترجمة يوسف أبو الحجاج و<br />
محمد محمود الصياد الألف آتاب رقم ١٨٧ مكتبة الشرق القاهرة بدون تاريخ ٠<br />
السيد خالد المطري الجغرافية الحيوية ط٢ دار القبلة للثقافة الإسلامية جده ٠ ١٩٨٧<br />
٢٤. شاآر خصباك الجغرافيا عند العرب المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ٠ ١٩٨٦<br />
٢٥. شريف محمد شريف تطور الفكر الجغرافي الجزء الأول ط١ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة <br />
٠ ١٩٦٩<br />
٢٦.صفوح خير البحث الجغرافي مناهجه وأساليبه دار المريخ الرياض ٠ ١٩٩٠<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
:<br />
٢٢ س.<br />
.٢٣
٢٧.عبد الرحمن حميدة أعلام الجغرافيين العرب ط٢ دار الفكر دمشق ١٩٨٠<br />
٢٨.عبد الفتاح وهيبه جغرافية العرب في العصور الوسطى الجمعية الجغرافية المصرية القاهرة <br />
٠ ١٩٦٠<br />
٢٩.========== في جغرافية العمران دار النهضة العربية بيروت ١٩٨٠<br />
٣٠.على عبد االله الدفاع رواد علم الجغرافيا مكتبة التوبة الرياض ١٩٩٣<br />
٣١.على موسى جغرافية العالم الإقليمية دار الفكر دمشق ٠ ١٩٨١<br />
٣٢. عيسي موسي الشاعر النمط المكاني المشترك بين الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية رسائل<br />
جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية سبتمبر ٠ ٢٠٠٥<br />
٣٣. فؤاد محمد الصقار دراسات في الجغرافيا البشرية ط٣ وآالة المطبوعات الكويت <br />
٠فتحى محمد أبو عيانه الجغرافيا الإقليمية دار النهضة العربية بيروت ٠ ١٩٨٦<br />
٣٤.============= جغرافية السكان ط٣ دار النهضة العربية بيروت ٠ ١٩٨٦<br />
٣٥. فتحي محمد مصيلحي الجغرافيا البشرية المعاصرة دار الإصلاح الدمام ٠ ١٩٨٤<br />
مناهج البحث الجغرافي ط٢ ٠ ٢٠٠١<br />
٣٧.محمد الخزامي عزيز نظم المعلومات الجغرافية ط٢ منشأة المعارف الاسكندرية ٠ ٢٠٠٠<br />
٣٨.محمد سامى عسل الإقليم وفكرة الإقليمية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٧١<br />
٣٩.محمد سيد نصر تطور علم الجغرافيا وفضل العرب فيه مرآة العلوم الاجتماعية العدد الأول <br />
ديسمبر ١٩٦١<br />
٤٠.محمد صبحى عبد الحكيم دراسات في الجغرافيا العامة ط١ دار النهضة العربية القاهرة ١٩٧٠<br />
١٩٧٥<br />
٣٦.========== <br />
٠<br />
٤١.محمد صبحي عبد الحكيم وماهر عبد الحميد الليثي علم الخرائط ط١ مكتبة الأنجلو المصرية <br />
القاهرة ٠ ١٩٦٦<br />
٤٢.محمد مدحت جابر جغرافية العمران مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ٢٠٠٣<br />
الجغرافية البشرية مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ٢٠٠٤<br />
٤٤.محمد عبد الرحمن الشرنوبي البحث الجغرافي مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٧٨<br />
٤٥.محمد على عمر الفرا اتجاهات الفكر الجغرافي الحديث والمعاصر نشرة قسم الجغرافيا جامعة<br />
الكويت رقم ٤٩ يناير ٠ ١٩٨٣<br />
٤٦.============= التنظير في الفكر الجغرافي الحديث نشرة قسم الجغرافيا جامعة الكويت<br />
٤٣.=========== <br />
رقم ١٣٩ يوليو ٠ ١٩٩٠<br />
٤٧.============= مناهج البحث في الجغرافيا ط٣ وآالة المطبوعات الكويت ١٩٧٨<br />
٤٨.محمد محمد سطيحه الجغرافيا الإقليمية ط٢ مكتبة الخريجي الرياض ٠ ١٩٨٧<br />
٤٩.============= خرائط التوزيعات الجغرافية دار النهضة العربية القاهرة ٠ ١٩٧٢<br />
٥٠.محمد محمود الديب الجغرافيا الاقتصادية ط٦ مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة ٠ ١٩٩٢<br />
٥١.محمد محمود محمدين الجغرافيا والجغرافيون دار الخريجي الرياض ١٩٩٢ ص ٠ ١٣٦<br />
٥٢.ناصر بن محمد بن سلمى أهمية نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط لإعادة توزيع وحدات<br />
ومراآز الدفاع المدني بمدينة الرياض رسائل جغرافية الجمعية الجغرافية الكويتية الكويت<br />
(٢٦٢)<br />
مارس ٠ ٢٠٠٢<br />
53. Ackerman , E., Population and National Resources , in : Hauser , P., M .,<br />
And Duncan , O., eds. The Study Of Population , Chicago , 1959 .<br />
54. Alaev, E., Regionalization of A Country For Regional Planning , in<br />
Adams , P., and Helliner , M., eds. , International Geography, University<br />
Of Toronto Press , 1972.<br />
55. Alaev, E., Social And Economic Geography , Progress Publishers ,<br />
Moscow , 1986 .<br />
56. Apler , R. et.al. Spatial Organization, Prentice Hall International ,<br />
London , 1972 .<br />
57. Butuzova , V., et. al. Division Into Economic Regions , the xxiii<br />
International Geographical Congress , , sec II , Moskova, 1976 .<br />
58. Carter , H. , The Study Of Urban Geography , Edward Arnold , London ,<br />
1974 .
59. Chorely , R. , And Haggett , P. , eds. , Frontiers in Geographical<br />
Teaching , Methuen , London , 1970 .<br />
60. Courtney , PP. , Geography And Development , in : Courtney , PP., ed. ,<br />
Geographical studies Of Development , Longman , London , 1985 .<br />
61. Dickinson , R. ,E. , The City Region in Western Europe , Routledge &<br />
Kegan Paul LTD. , London , 1967 .<br />
62. Gore , C. Regions In Questions , Methuen & Co. LTD , London , 1984 .<br />
63. Hansen, N., M., The Challenge Of Urban Growth , Lexington Books ,<br />
London , 1975 .<br />
64. Hollier , G. , P. , Regional Development , In : Pacione , M. , M., The<br />
Geography Of The Third World , Routledge , London , 1988 .<br />
65. http://www.cadmagazine.net/pcmagazine/view.phpid=18<br />
66. Johnson , R., J., et.al. eds., The Dictionary Of Human Geography , 2nd.<br />
edit. , Black Well , Oxford ,1986 .<br />
67. Kolars , J., F. & Nystuen , J. D., Human Geography , McGraw Hill , New<br />
York , 1974 .<br />
68. Lavrov ,S., And Sdasyuk ,G., Concepts Of Regional Development ,<br />
Progress Publishers , Moscow , 1988.<br />
69. McDonald , J. ,R., A Geography Of Regions , WMC . , Brown Company<br />
Publisher , Dubuque , Iowa , 1972.<br />
70. Minshull , R. , Regional Geography , Huchinson & Co. ,LTD. , London .<br />
1968 .<br />
71. Richardson , H. ,W. , Regional Growth Theory , The Mackmillan Press<br />
LTD. London . 1973 .<br />
72. Rodwin , L . , Choosing Regions for Development , in : Fried man , J.,<br />
and Alonso W., eds. Regional Development and Planning .. A Review ,<br />
The M.I.T. Press , Cambridge , Mass. , 1964 .