08.04.2017 Views

في عالم الحيوان 1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

حول الموءلف<br />

ولد الكاتب الذي يكتب تحت الاسم المستعار هارون يهيى <strong>في</strong> أنقرة عام ١٩٥٦، بعد أن<br />

أنهى تعليمه الابتداءي والشانوي <strong>في</strong> أنقرة،‏ درس‏ الآداب <strong>في</strong> جامعة ميمار سنان <strong>في</strong> جامعة استنبول،‏<br />

و<strong>في</strong> الشمانينيات بدأ‏ بإصدار كتبه السياسية والدينية . هارون يهيى كاتب مشهور بكتاباته التي<br />

تدحض‏ الداروينية وتعرض‏ لعلاقاتها المباشرة مع الإيديولوجيات الدموية المدمرة.‏<br />

يتكون الاسم القلمي أو المستعار،‏ من اسمي ‏''هارون''‏ و''يهيى''‏ <strong>في</strong> ذكرى موقرة للنبي َّين<br />

الل َّذَين حاربا الكفر والإلهاد،‏ بينما يظهر الخاتم النبوي على الغلاف كرمز لارتباط المعاني التي<br />

تحتويها هذه الكتب بمضمون هذا الخاتم.‏ يشير الخاتم النبوي إلى أن القرآن الكريم هو آخر الكتب<br />

السماوية،‏ وأن نبينا محمداً‏ صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين.‏ و<strong>في</strong> ضوء القرآن والسنة وضع<br />

الكاتب هدفه <strong>في</strong> نسف الأسس‏ الإلهادية والشركية وإبطال كل المزاعم التي تقوم عليها الهركات<br />

المعادية للدين،‏ لتكون له كلمة الهق الأخيرة،‏ ويعتبرهذا الخاتم الذي مهر به كتبه بمشابة إعلان عن<br />

أهدافه هذه.‏<br />

تدور جميع كتب الموءلف حول هدف واحد وهو نقل الرسالة القرآنية إلى الناس،‏ وتشجيعهم<br />

على الإيمان بالله والتفكر بالموضوعات الإيمانية والوجود الإلهي واليوم الآخر.‏<br />

تتمتع كتب هارون يهيى بشعبية كبيرة لشريهة واسعة من القراء تمتد من الهند إلى أمريكا،‏<br />

ومن إنكلترا إلى أندونيسيا وبولندا والبوسنة والبرازيل وإسبانيا؛ وقد ترجمت بعض‏ كتبه إلى<br />

الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأردية والعربية والألبانية والروسية والأندونيسية.‏<br />

لقد أثبتت هذه الكتب فاءدتها <strong>في</strong> دعوة غير الموءمنين إلى الإيمان بالله،‏ وتقوية إيمان الموءمنين،‏<br />

فالأسلوب السهل والمقنع الذي تتمتع به هذه الكتب يهقق نتاءجاً‏ مضمونة <strong>في</strong> التأثير السريع<br />

والعميق على القارئ.‏ من المستهيل على أي قارئ يقرأ‏ هذه الكتب ويفكر بمهتواها بشكل جدي<br />

أن يبقى معتنقاً‏ لأي نوع من أنواع الفلسفة المادية.‏ ولو بقي أحد يهمل لواء الدفاع عنها،‏ فسيكون<br />

ذلك من منطلق عاط<strong>في</strong> بهت،‏ لأن هذه الكتب تنسف تلك الفلسفات من أساسها.‏ إن جميع<br />

الإيديولوجيات التي تقول بنكران وجود الله قد دُحضت اليوم والفضل يعود إلى كتب هارون<br />

يهيى.‏<br />

لا شك أن هذه الخصاءص‏ مستمدة من حكمة القرآن ووضوحه؛ وهدف الكاتب من وراء<br />

نشر هذه الكتب هو خدمة أولئك الذين يبهشون عن الطريق الصهيه للوصول إلى الله،‏ وليس‏<br />

تحقيق السمعة أو الشهرة،‏ علاوة على أنه لا يوجد هدف مادي من وراء نشر كتبه هذه.‏<br />

وعلى ضوء هذه الهقاءق،‏ فإن الذين يشجعون الآخرين على قراءة هذه الكتب،‏ التي تفته<br />

أعينهم وقلوبهم وترشدهم إلى طريق العبودية لله،‏ يقدمون خدمة لا تقدر بشمن.‏<br />

من جهة أخرى،‏ يعتبر تناقل الكتب التي تخلق نوعاً‏ من التشويش‏ <strong>في</strong> ذهن القارئ وتقود<br />

الإنسان إلى فوضى إيديولوجية،‏ ولا توءثر <strong>في</strong> إزاحة الشكوك من قلوب الناس،‏ مضيعة للوقت<br />

والجهد،‏ أما هذه الكتب فمن الواضه أنها لم تكن لتترك هذا الأثر الكبير على القارئ لو كانت تركز<br />

على القوة الأدبية للكاتب أكثر من الهدف السامي الذي يسعى إليه،‏ ومن يشك بذلك يمكنه أن<br />

يرى أن الهدف الوحيد لكتب هارون يهيى هو هزيمة الكفر وتكريس‏ القيم الإنسانية.‏<br />

٢


٣<br />

لا بد من الإشارة إلى أن الهالة السيئة والصراعات التي يعيشها ال<strong>عالم</strong> الإسلامي <strong>في</strong> يومنا هذا<br />

ليست إلا نتيجة الابتعاد عن دين الله الهنيف والتوجه نهو الإيديولوجيات الكافرة،‏ وهذا لن<br />

ينتهي إلا بالعودة إلى منهج الإيمان والتخلي عن تلك المناهج المضللة،‏ والتوجه إلى القيم والشراءع<br />

القرآنية التي عرضها لنا خالق الكون لتكون لنا دستوراً.‏ وبالنظر إلى حالة ال<strong>عالم</strong> المتردية والتي تسير به<br />

نهو هاوية الفساد والدمار،‏ هناك واجب لا بد من أداءه وإلا...‏ قد لا نصل <strong>في</strong> الوقت المناسب.‏<br />

لا نبالغ إذا قلنا:‏ إن مجموعة هارون يهيى قد أخذت على عاتقها هذا الدور القاءد،‏ وبعون الله<br />

ستكون هذه الكتب الوسيلة التي ستهقق شعوب القرن العشرين من خلالها السلام والعدل<br />

والسعادة التي وعد بها القرآن الكريم.‏<br />

تتضمن أعمال الكاتب:‏ النظام الماسوني الجديد،‏ اليهودية والماسونية،‏ الكوارش التي جرتها<br />

الداروينية على ال<strong>عالم</strong>،‏ الشيوعية عند الأمبوش،‏ الإيديولوجية الدموية للداروينية:‏ الفاشية،‏ الإسلام<br />

يرفض‏ الإرهاب،‏ اليد الخ<strong>في</strong>ة <strong>في</strong> البوسنة،‏ وراء حوادش الإرهاب،‏ وراء حوادش الهولوكوست،‏ قيَم<br />

القرآن،‏ الموضوعات ١-٢-٣، سلاه الشيطان:‏ الرومانسية حقاءق ١-٢، الغرب يتجه إلى الله،‏<br />

خدعة التطور،‏ أكاذيب التطور،‏ ، الأمم الباءدة،‏ لأولي الألباب،‏ انهيار نظرية التطور <strong>في</strong> عشرين<br />

سوءالاً،‏ إجابات دقيقة على التطوريين،‏ النبي موسى،‏ النبي يوسف،‏ العصر الذهبي،‏ إعجاز الله <strong>في</strong><br />

الألوان،‏ العظمة <strong>في</strong> كل مكان،‏ حقيقة حياة هذا ال<strong>عالم</strong>،‏ القرآن طريق العلم،‏ التصميم <strong>في</strong> الطبيعة،‏ بذل<br />

النفس‏ ونماذج راءعة من السلوك <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان،‏ السرمدية قد بدأت فعلاً،‏ خلق الكون،‏ لا تتجاهل،‏<br />

الخلود وحقيقة القدر،‏ معجزة الذرة،‏ المعجزة <strong>في</strong> الخلية،‏ معجزة الجهاز المناعي،‏ المعجزة <strong>في</strong> العين،‏<br />

معجزة الخلق <strong>في</strong> النباتات،‏ المعجزة <strong>في</strong> العنكبوت،‏ المعجزة <strong>في</strong> البعوضة،‏ المعجزة <strong>في</strong> نهل العسل،‏<br />

المعجزة <strong>في</strong> النملة،‏ الأصل الهقيقي للهياة،‏ الشعور <strong>في</strong> الخلية،‏ سلسلة من المعجزات،‏ بالعقل يُعرف<br />

الله،‏ المعجزة الخضراء <strong>في</strong> التركيب الضوءي،‏ المعجزة <strong>في</strong> البروتين،‏ أسرار DNA<br />

و كتب الكاتب للأطفال:‏ معجزات خلق الله،‏ رحلة <strong>في</strong> الكون،‏ رحلة <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان،‏<br />

اخمللوقات العجيبة،‏ منهاج الطفل المسلم ١-٢، المعجزات <strong>في</strong> جسم الإنسان،‏ ٢٤ ساعةً‏ <strong>في</strong> حياة<br />

الطفل المسلم،‏ <strong>عالم</strong> أصدقاءك الصغار،‏ النمل،‏ النهل يبنى خليته بإتقان،‏ بناة الجسر المهرة:‏<br />

القنادس.‏<br />

وتتضمن أعمال الكاتب الأخرى التي تتناول موضوعات قرآنية:‏ المفاهيم الأساسية <strong>في</strong><br />

القرآن،‏ القِيَم الأخلاقية <strong>في</strong> القرآن،‏ فهم سريع للإيمان ١-٢-٣، هجر مجتمع الجاهلية،‏ المأوى<br />

الهقيقي للموءمنين:‏ الجنة،‏ القيم الروحانية <strong>في</strong> القرآن،‏ علوم القرآن،‏ الهجرة <strong>في</strong> سبيل الله،‏ شخصية<br />

المنافقين <strong>في</strong> القرآن،‏ أسرار المنافق،‏ أسماء الله،‏ تبليغ الرسالة واجملادلة <strong>في</strong> القرآن،‏ المفاهيم الأساسية <strong>في</strong><br />

القرآن،‏ إجابات من القرآن،‏ بعش النار،‏ معركة الرسل،‏ عدو الإنسان المُعلن:‏ الشيطان،‏ الوثنية،‏ دين<br />

الجاهل،‏ تكبر الشيطان،‏ الصلاة <strong>في</strong> القرآن،‏ أهمية الوعي <strong>في</strong> القرآن،‏ يوم البعش،‏ لا تنس‏ أبداً،‏ أحكام<br />

القرآن المنسية،‏ شخصية الإنسان <strong>في</strong> مجتمع الجاهلية،‏ أهمية الصبر <strong>في</strong> القرآن،‏ معارف عامة من<br />

القرآن،‏ حجج الكفر الواهية،‏ الإيمان المتكامل،‏ قبل أن تتوب،‏ تقول رسلنا،‏ رحمة الموءمنين،‏ خشية<br />

الله،‏ كابوس‏ الكفر،‏ النبي عيسى آتٍ،‏ الجمال <strong>في</strong> الهياة <strong>في</strong> القرآن،‏ مجموعة من جماليات الله ١-٢-<br />

٣، مدرسة يوسف،‏ الافتراءات التي تعرض‏ لها الإسلام عبر التاريخ،‏ أهمية اتباع كلام الله،‏ لماذا<br />

تخدع نفسك،‏ كيف يفسر الكون القرآن،‏ بعض‏ أسرار القرآن،‏ الله يتجلى <strong>في</strong> كل مكان،‏ الصبر<br />

والعدل <strong>في</strong> القرآن،‏ أولئك الذين يستمعون إلى القرآن.‏<br />

.


إلى القارئ<br />

السبب وراء تخصيص‏ فصل خاص‏ لانهيار النظرية الداروينية هو أن هذه النظرية<br />

تشكل القاعدة التي يعتمد عليها كل الفلاسفة الملهدين.‏ فمنذ أن أنكرت<br />

الداروينية حقيقة الخلق،‏ وبالتالي حقيقة وجود الله،‏ تخلى الكشيرون عن أديانهم أو<br />

وقعوا <strong>في</strong> التشكيك بوجود الخالق خلال المئة والأربعين سنة الأخيرة.‏ لذلك يعتبر<br />

دحض‏ هذه النظرية واجباً‏ يهتمه علينا الدين،‏ وتقع مسوءوليته على كل منا.‏ قد لا<br />

تسنه الفرصة للقارئ أن يقرأ‏ أكثر من كتاب من كتبنا،‏ لذلك ارتأينا أن نخصص‏<br />

فصلاً‏ نلخص‏ <strong>في</strong>ه هذا الموضوع.‏<br />

تم شره جميع الموضوعات الإيمانية التي تناولتها كل هذه الكتب على ضوء<br />

الآيات القرآنية وهي تدعو الناس‏ إلى كلام الله والعيش‏ مع معانيه.‏ شرحت كل<br />

الموضوعات التي تتعلق بالآيات القرآنية بطريقة لا تدع مكاناً‏ للشك أو التساوءل <strong>في</strong><br />

ذهن القارئ من خلال الأسلوب السلس‏ والبسيط الذي اعتمده الكاتب <strong>في</strong> كتبه<br />

يمكن للقرّاء <strong>في</strong> جميع الطبقات الاجتماعية والمستويات التعليمية أن تست<strong>في</strong>د منها<br />

وتفهمها.‏ هذا الأسلوب الرواءي البسيط يمكّن القارئ من قراءة الكتاب <strong>في</strong> جلسة<br />

واحدة،‏ حتى أولئك الذين يرفضون الأمور الروحانية ولا يعتقدون بها،‏ تأثروا<br />

بالهقاءق التي احتوتها هذه الكتب ولم يتمكنوا من إخفاء اقتناعهم بها.‏<br />

يمكن للقارئ أن يقرأ‏ هذا الكتاب وغيره من كتب الموءلف بشكل منفرد أو يتناوله<br />

من خلال مناقشات جماعية.‏ أما أولئك الذين يرغبون <strong>في</strong> الاستفادة منه فسيجدون<br />

المناقشة م<strong>في</strong>دة جداً‏ إذ إنهم سيتمكنون من الإدلاء بانطباعاتهم والتهدش عن<br />

تجاربهم إلى الآخرين.‏<br />

إضافة إلى أن المساهمة <strong>في</strong> قراءة وعرض‏ هذه الكتب التي كتبت لوجه الله يعتبر<br />

خدمة للدين . عرضت الهقاءق <strong>في</strong> هذه الكتب بأسلوب غاية <strong>في</strong> الإقناع،‏ لذلك نقول<br />

للذين يريدون نقل الدين إلى الآخرين:‏ إن هذه الكتب تقدم لهم عوناً‏ كبيراً.‏<br />

من الم<strong>في</strong>د للقارئ أن يطلع على نماذج من هذه الكتب الموجودة <strong>في</strong> نهاية الكتاب،‏<br />

ليرى التنوع الذي تعرضه هذه المصادر الغنية بالمواد الدينية الممتعة والم<strong>في</strong>دة.‏<br />

لن تجد <strong>في</strong> هذا الكتاب كما <strong>في</strong> غيره من الكتب،‏ وجهات نظر شخصية للكاتب أو<br />

تعليقات تعتمد على كتب التشكيك،‏ أو أسلوب غامض‏ <strong>في</strong> عرض‏ موضوعات مغرضة<br />

أو عروض‏ ياءسة تشير الشكوك وتوءدي إلى انهراف <strong>في</strong> التفكير.‏<br />

٤


رحلة<br />

فى <strong>عالم</strong> الهيوان<br />

٥<br />

هارون يهيى


٦


رحلة<br />

فى <strong>عالم</strong> الهيوان<br />

٧<br />

ترجمة:‏ محمد رضا بن خليفة<br />

مراجعة:‏ مصطفى الستيتي


المحتويات<br />

المدخل.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٠<br />

السنجاب محبّ‏ الجوز.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٢<br />

الأرانب ‏:آكلة الجزر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢٠<br />

٢٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٢٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٣٢ . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٣٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٤١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٤٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٤٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٥١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

القطط المشاكسة تحبّ‏ المداعبة . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٤<br />

الأسود:‏ ملوك الغابات.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٧<br />

النّمور : القطط الوحشيّة.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٩<br />

٦٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٦٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

الكلاب : أصدقاوءنا اخمللصون<br />

الهملان البيضاء الجميلة<br />

الخيول : أصدقاوءنا الأو<strong>في</strong>اء<br />

خيل البيجاما:‏ الهصان الوحشيّ‏<br />

الزّ‏ رافة : البرج الأرقش‏<br />

ال<strong>في</strong>لة العظيمة<br />

الأيل : المشهور بقرونه<br />

الكنجرو : صاحب الجيب<br />

الكُوَ‏ الا النّوءوم<br />

الباندا صاحب القناع<br />

الدّ‏ ببة : آكلة العسل<br />

٨


٩<br />

٦٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٧٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٧٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٧٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٧٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٨٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٨٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٩٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٩٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٩٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

٩٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

البطّ‏ ذو الرّ‏ أس‏ الأخضر.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٠١<br />

١٠٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

١١٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

١١٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

١١٨ . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

١٢١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

الخاتمة.‏ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٢٦<br />

الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ الرّ‏ جل الشّلجيّ‏<br />

عجل البهر:‏ السبّاه الماهر<br />

البطريق صاحب البدلة<br />

الب<strong>في</strong>ن البهّار<br />

الطيور:‏ ملوك السماء<br />

اللّقلق ذو الساق الطويلة<br />

الفلامنكو:‏ الطاءر الورديّ‏<br />

الإوزّ‏ الظريف<br />

النعامة<br />

الطاووس‏ الطاءر المزركش‏<br />

الببّغاء ‏:الطاءر المقلّد<br />

الفراشات:‏ الألوان البديعة<br />

الأسماك:‏ سكّان البهر<br />

سمك السوتاريا<br />

الدّر<strong>في</strong>ل صاحب الوجه البشوش‏<br />

الهوت العظيم


المدخل<br />

أحبّاءي الأطفال،‏ سنكتشف معكم <strong>في</strong> هذا الكتاب المميّزات<br />

الخارقة للكاءنات الهيّة الموجودة <strong>في</strong> محيطنا،‏ وستتعلّمون من خلال<br />

الصفهات التالية الخصاءص‏ المدهشة والطريفة عند الكاءنات<br />

الهية الموجودة <strong>في</strong> الطبيعة.‏<br />

بعد قراءة هذا الكتاب تتبينون قدرة الله تعالى وقوته واتساع<br />

علمه بأن خلق كلّ‏ مخلوقاته <strong>في</strong> غاية الجمال والكمال.‏<br />

إذا سألتكم:‏ ‏''ما مقدار معرفتكم للهيوانات''‏ ؟ سيكون<br />

الجواب '' أغلب الهيوانات ''.<br />

حسنا،‏ ماذا تعرفون عن حياة الهيوانات؟ كيف تولد؟ وكيف<br />

تعيش؟ وكيف تدافع عن أنفسها؟ وكيف تأكل ؟ ... ليس‏ من<br />

الصعب تصوّ‏ ر جواب ‏''لا نعرف شيئا كشيراً‏ ''. عندما تقروءون هذا<br />

الكتاب ستعرفون أشياء طريفة.‏<br />

لقد خلق الله تعالى هذه اخمللوقات اخملتلفة كلّ‏ واحد منها يتميّز<br />

بخصاءص‏ مدهشة وخارقة،‏ و سيهملكم هذا الكتاب إلى <strong>عالم</strong><br />

الهيوانات الطريف والخ<strong>في</strong>،‏ فمنها ما يعيش‏ معكم ومنهما ما لم<br />

تروه ولم تسمعوا باسمه من قبل،‏ وسوف تحبونها كلّها.‏<br />

١٠


١١<br />

ستعرفون <strong>في</strong> هذا الكتاب أيضا - من خلال النظر إلى الصور<br />

المصاحبة - النعامة التي هي أسرع حيوان والنمر الذي هو أقدر<br />

الهيوانات على القفز،‏ وستتعرفون على السنجاب ذي الأسنان<br />

الهادة والطاووس‏ ذي الألوان الخلاّبة.‏<br />

لكن،‏ تأكّ‏ دوا أنّ‏ ما سترونه ليس‏ سوى بعض‏ الهيوانات فقط،‏<br />

إذ يوجد ما لا يهصى ولا يعدّ‏ من أنواع الهيوانات الأخرى.‏<br />

يريد الله منا عند اكتشافنا خصاءص‏ هذه الهيوانات المحبوبة أن<br />

نفكّر <strong>في</strong> قدرته اللامحدودة وإبداعه المدهش،‏ وأن نعي أنّ‏ الله<br />

خالق كلّ‏ شيء،‏ كما علينا أن نشكر الله تعالى - و نهن نتمتع<br />

بالنظر إلى مخلوقاته - على هذا الجمال اللاّمحدود الذي نستمتع به<br />

من خلال مخلوقاته.‏<br />

هناك هدف واحد من خلق الكون وجميع هذه الهيوانات<br />

الجميلة والنباتات والليل والنهار وكلّ‏ ما يوجد <strong>في</strong> محيطنا،‏ إنّه تعرفنا<br />

على جلال الله تعالي وقوّ‏ ته.‏<br />

بعد قراءتكم لهذا الكتاب ستنطق ألسنتكم دون أن<br />

تشعروا:‏ ‏''ما أروع خلق الله ''. ماذا تنتظرون !<br />

اقلبوا ّ الصفهة و ابدوءوا<br />

بالتجوال <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الكاءنات<br />

الهيّة...‏


السنجاب محبّ‏ الجوز<br />

<strong>في</strong> هذا القسم ستتعرّفون على بعض‏ الخصاءص‏ الطريفة<br />

التي خلقها الله <strong>في</strong> السنجاب،‏ فأصدقاوءكم سيدهشون لما تعرفونه<br />

عن هذا الهيوان الصغير الطّ‏ ريف.‏<br />

يعيش‏ السنجاب عموما <strong>في</strong> غابات أوروبا ، ويبلغ طوله ٢٥ سم<br />

أي ما يساوى مقدار طول يديك الاثنتين مجتمعتين،‏ وطول جسمه<br />

الخل<strong>في</strong> تقريباً‏ يعادل حجمه،‏ وله ذيل كشيف الشعر.‏ وبما أنّ‏ الله<br />

تعالى لا يخلق شيئا إلاّ‏ لغاية وسبب،‏ فقد خلِ‏ ق للسنجاب هذا الذيل<br />

حتّى يسهل على السنجاب القفز من شجرة إلى أخرى دون أن<br />

يفقد توازنه.‏<br />

يستطيع السنجاب بفضل أضافره الهادّ‏ ة تسلّق الأشجار كما<br />

يمكنه الرّ‏ كض‏ فوق أغصان الشجر ورأسه مدلّى إلى الأسفل.‏<br />

إنّ‏ السنجاب الرّمادي بشكل خاص‏ له القدرة على القفز بين<br />

الأغصان التي تفصل بينها مسافة ٤ أمتار،‏ وعندما يقفز يقوم بفته<br />

أرجله ويتهرّ‏ ك <strong>في</strong> الهواء مشل الطاءرة الشراعيّة،‏ و<strong>في</strong> الأثناء يلعب<br />

ذيلُه دورَ‏ المحافظ على توازنه <strong>في</strong> الهواء،‏ وبه يغيّر اتّجاهاته مشل دفَ‏ ة<br />

الس<strong>في</strong>نة،‏ حتّى إنّه يستطيع القفز من ارتفاع أمتار وينزل على<br />

٩<br />

١٢


١٣<br />

الأرض‏ بسهولة.‏<br />

فلنفكّر مجدّ‏ دا <strong>في</strong> العمل الذي يقوم به السنجاب الص‏<br />

أصبهتم تعلمون الآن أنّ‏ السنجاب يمكنه القفز من شجرة إلى<br />

أخرى دون أن يسقط أو يتدحرج رغم أنّه يستهدف الأغصان<br />

اللّيّنة كأنّه '' بهلوان سيرك ''.<br />

حسنا ‏،لكن كيف يستطيع أن يفعل ذلك؟<br />

هكذا يفعل كلّ‏ ذلك بفضل استعمال أرجله الخل<strong>في</strong>ّة،‏ وعيونه<br />

الهادّ‏ ة التي يضبط بها المسافات ومخالبه القويّة وذيله الذي يهافظ<br />

به على توازنه.‏<br />

لكن،‏ هل تساءلتم يا ترى من علّم السنجاب استعمال هذه<br />

الأعضاء؟ كيف تعلّم السنجاب العيش‏ بهذا الشكل؟ كيف يمكن<br />

للسنجاب ضبط المسافات بين الأشجار كلّما قفز من شجرة إلى<br />

أخرى ؟ ثمّ‏ كيف يقفز السنجاب بهذه السرعة من شجرة إلى<br />

أخرى دون أن يسقط ودون أن يصاب بأذى ؟<br />

ربّنا الله هو الذي خلق هذا الهيوان الطريف بكلّ‏ هذه<br />

الصفات دون عيب أو نقصان.‏<br />

إنّ‏ للسنجاب كلّ‏ المهارات والخصاءص‏ الجسديّة التي تمكّنه<br />

من تسلّق الأشجار العالية ليأكل الجوز والبندق و أبو فروة<br />

والصنوبر التي تتميز بقشرتها اليابسة.‏<br />

ّ غير ...


لقد خلق الله السنجاب كبقيّة الهيوانات الأخرى التي <strong>في</strong><br />

الطبيعة ووهبه قدرات يستطيع بها تأمين رزقه بسهولة.‏<br />

يصعب على السنجاب إيجاد الأكل <strong>في</strong> فصل الشتاء لذلك<br />

يقوم بخزن طعامه <strong>في</strong> فصل الصيف وبذلك يعتبر السنجاب من<br />

الكاءنات الهيّة التي تجمع أكلها مسبّقا،‏ لكنّه ينتبه جدّ‏ ا أثناء خزنه<br />

لطعامه إذ أنّه لا يخزن اللهم ولا الغلال لأنها مأكولات قصيرة<br />

الصلاحيّة وتفسد <strong>في</strong> فترة زمنية قليلة،‏ وبذلك يمكن أن يبقى جاءعاً،‏<br />

لذلك لا يخزّ‏ ن السنجاب <strong>في</strong> الشتاء إلاّ‏ الجوز والبندق وما شابهها<br />

من ّ المكسرات الجافّ‏ ة.‏<br />

الله وحده هو الذي علّم ّ السنجاب منذ ولادته العيش‏ بهذا<br />

ّ الشكل.‏ وهنا أيضا نكتشف صفة أخرى من صفات الله عزّ‏<br />

وجلّ:‏ ‏''الرزّ‏ اق''،‏ بمعنى أنّه يوءمّن الطعام لجميع اخمللوقات الهيّة.‏<br />

استعدادا لموسم البرد يخزّ‏ ن ّ السنجاب الفستق <strong>في</strong> أماكن مختلفة<br />

يعثر عليها <strong>في</strong>ما بعد بتعقّ‏ ب راءهتها الطيّبة،‏ فهو<br />

يستطيع شمّ‏ راءهة الفستق حتّى على عمق ٣٠<br />

سم تحت الشلج.‏<br />

يضع ّ السنجاب الطّ‏ عام <strong>في</strong> سرّته ويهمله<br />

إلى مخبئه،‏ فهو يُخب ِّيءُ‏ الطّ‏ عام <strong>في</strong> أماكن مختلفة<br />

ينساها <strong>في</strong> ما بعد وهذا <strong>في</strong>ه حكمة إلهيّة تتمشّل<br />

<strong>في</strong> أنّ‏ السنجاب عندما ينسى مكان الفستق<br />

١٤


الأسنان التى ّ تتكسر تخرج مكانها أسنان أخرى<br />

١٥<br />

ّ للسنجاب أسنان تختلف اختلافاً‏ كاملاً‏ عن الأسنان<br />

الموجودة لدى الإنسان،‏ فهي حادّة وصلبة.‏ وتتمركز <strong>في</strong><br />

الطّ‏ رف الأماميّ‏ من الفم وتتكوّ‏ ن من مادّ‏ ة صلبة وحادّ‏ ة.‏<br />

ويلفّها غشاء طويل وفارغ يسمّى ‏''غشاء الأسنان''.‏ فإذا<br />

أردنا نهن كسر حبّة الجوز فإننا نستعمل حجراً‏ أو آلة<br />

حديديّة ّ خاصة،‏ أمّا هذا الهيوان ّ الصغير فهو يقوم بهذا<br />

العمل بسهولة بفضل أسنانه القاطعة.‏<br />

هل فكّرتم يوما كيف يستطيع ّ السنجاب المحافظة على قوّ‏ ة<br />

أسنانه؟ وكيف يأكل البندق والجوز عندما ّ تتكسر أسنانه،‏<br />

إنّها الهكمة الإلهيّة تجعل للأسنان مميّزات ّ خاصة جدّ‏ ا<br />

تساعدها على القيام بوظيفتها.‏<br />

انظروا،‏ الآن ستُبهتون لأنّ‏ الأسنان التى تنكسر تخرج<br />

مكانها أسنان أخرى على الفور.‏<br />

فلقد وهب الله السنجاب<br />

هذه النّعم،‏ ووهب مشلها أيضاً‏<br />

لجميع الكاءنات الهية التى تمضغ<br />

الطّ‏ عام.‏


ينبت مرّ‏ ة أخرى ويتهوّ‏ ل إلى أشجار.‏<br />

ّ للسنجاب وساءله ّ الخاصة للتّواصل مع بنى جنسه مشله مشل<br />

جميع الكاءنات الهيّة الأخرى.‏<br />

ومشال ذلك:‏ السنجاب الأحمر،‏ فهو عندما يتعرّض‏ للخطر<br />

يهرّ‏ ك ذيله ويصدر أصواتا ّ خاصة كأنه ينبّه بقيّة السناجب للهرب<br />

ثمّ‏ يتسلّق الأشجار بسرعة بفضل ذيله الذي يساعده على الهفاظ<br />

على توازنه،‏ فذيل السنجاب يشبه دفَة ّ الس<strong>في</strong>نة التى يستعملها<br />

البهّار ليوجه س<strong>في</strong>نة.‏<br />

والشوارب أيضا عنصر هامّ‏ <strong>في</strong> الهفاظ على توازن الس‏<br />

فبواسطتها يستطيع ّ السنجاب ّ تحسس‏ الأجسام أثناء تنقله <strong>في</strong><br />

الظلام.‏<br />

أيّها الأطفال،‏ هل تعلمون أنّ‏ ّ السنجاب يطير؟ تعيش‏ <strong>في</strong> غابات<br />

أستراليا جميع أنواع ‏''السناجب الطاءرة''،‏ ويتراوه طولها بين ٤٥<br />

و‎٩٠‎ سم.‏<br />

<strong>في</strong> الهقيقة إنّ‏ ما يفعله ليس‏ الطيران بمعنى الكلمة إنّما هو<br />

يستطيع القفز من شجرة إلى أخرى مشل الطاءرة الشراعيّة،‏ فهذه<br />

الكاءنات ليست لها أجنهة لكن لها أغشية!!‏<br />

من السناجب الطاءرة ما يسمّ‏ ى ‏''سناجب الس‏<br />

الطاءرة ''، فهي تمتلك غشاء،‏ وتمتدّ‏ أرجلها الأماميّة إلى<br />

الأرجل الخل<strong>في</strong>ّة،‏ ولها شعر طويل وبعض‏ هذه<br />

الأنواع لها فرو كأنّه غشاء جلديّ‏ ، وهذا<br />

الغشاء يمتدّ‏ من الأقدام الأماميّة إلى<br />

ظهرها.‏<br />

يستطيع السنجاب الطاءر<br />

ّ نجاب،‏<br />

ّ كّر<br />

١٦


١٧<br />

القفز من مساحة ٣٠ م كأنّه طاءرة شراعيّة مصنوعة من الجلد،‏ حتّى<br />

إنّ‏ بعضها يستطيع قطع مسافة ٣٥٠ م حاملة ٦ قشرات معها.‏<br />

تواجه الهيوانات الصغيرة عادة خطر انخفاض‏ الهرارة،‏ وهي<br />

مهدّ‏ دة بالتّجمّ‏ د أيضا،‏ ويزيد هذا الخطر ّ خاصة أثناء ساعات النوم،‏<br />

لكن الله منهها نظاماً‏ ّ خاصاً‏ يهميها من الأخطار المحيطة بها.‏<br />

عندما ينام السنجاب يتقوقع حول نفسه ويلفّ‏ جسمه بذيله<br />

ليتدفأ‏ من البرد،‏ وبذلك يقوم ذيله بالدّ‏ ور الذي يقوم به المعطف<br />

الذي نرتديه <strong>في</strong> فصل الشتاء.‏<br />

هكذا،‏ يواجه ّ السنجاب البرد،‏ وبفضل ذيله ينجو من خطر<br />

التّجمّ‏ د عند النّوم.‏<br />

لقد وهب الله هذه<br />

الكاءنات الضعيفة جميع<br />

الخصاءص‏ اللاّزمة وعلّمها<br />

طريقة استعمالها،‏ وهذه<br />

الكاءنات تتهرّك بإلهام من<br />

الله تعالى وتدير حياتهما<br />

بكلّ‏ سهولة.‏


الأرانب ‏:آكلة الجزر<br />

ما رأيكم أن تعرفوا معلومات جديدة حول الأرنب؟ هذا<br />

الهيوان الذي نتمتع بتقديم الطعام له والمسه على شعره الأبيض‏<br />

ونهبّ‏ روءيته وهو يأكل الجزر.‏<br />

فلننظر <strong>في</strong> المميّزات ّ الخاصة بهذا الهيوان.‏ فمن ناحية هي<br />

معلومات لا تعرفونها ومن ناحية أخرى هي معلومات طريفة.‏<br />

إن حاولتم الاقتراب من الأرنب تلاحظون كم هي سريعة<br />

الهرب،‏ فهل تعرفون أنّ‏ هذا الهيوان المحبوب يهسّ‏ من بعيد<br />

بقدوم شخص‏ ما بفضل أذنيه الطويلتين حتّى أثناء الأكل؟ إنّها<br />

ملكة السمع القويّة،‏ فالاقتراب من الأرنب صعب جدّ‏ ا فبمجرّد<br />

الإحساس‏ بأيّ‏ صوت أو خشخشة يهرب بسرعة كبيرة.‏<br />

طول الأرنب ما بين ٥٠ إلى ٧٠ سم،‏ وأرجله الخل<strong>في</strong>ة أقوى<br />

وأطول من أرجله الأماميّة،‏ وهذه ّ الخاصيّة تساعده على الجري<br />

بسرعة - ٦٠ ٧٠ كم <strong>في</strong> الساعة،‏ ويمكنها القفز مسافة ٦ أمتار دفعة<br />

واحدة.‏ فهي أسرع من سيّارة تسير داخل المدينة.‏<br />

جميع الأرانب تولد بهذه الخصاءص،‏ فقد<br />

خلقها الله سريعة لكي تتمكّن من الإفلات من<br />

أعداءها بسهولة.‏<br />

إذا طرحنا عليكم سوءالا ‏"ما هو أكل الأرنب<br />

ّ المفضل ؟''‏ بماذا ستجيبوننا ؟ نعم،‏ حقّ‏ ا '' إنّه الجزر''‏<br />

‏(لا ننسى فواءد الجزر لعيوننا).‏<br />

١٨


حسنا،‏ هل تعرفون أنّ‏ الجزر يكبر تحت التراب،‏ كما أنّ‏<br />

الأرنب يهفر الهفر تحت الأرض‏ ليعيش‏ <strong>في</strong>ها ويكبر؟ نعم،‏ كما<br />

فهمتم فإنّ‏ الجزر خلق بشكل يلبّي حاجات الأرانب.‏<br />

خلق الله لأجلنا كلّ‏ شيئ لكي نستعمله بالشكل المناسب.‏<br />

فكّروا <strong>في</strong> البرتقال الذي تأكلونه <strong>في</strong> فصل الشتاء،‏ فلو لم يكن<br />

داخل القشرة <strong>في</strong> شكل شراءه لصعب عليكم أكله.‏<br />

الله خالق كلّ‏ الأشياء <strong>في</strong> محيطكم،‏ فقد خلق لنا <strong>في</strong> فصول الشتاء<br />

غلالاً‏ لذيذة بها شراءه مغلّفة بالقشور تحتوى على ال<strong>في</strong>تامين زسيس‏<br />

يقينا من الأمراض.‏<br />

ولنعد مرّ‏ ة أخرى إلى الأرانب،‏ الأرنب حيوان محبوب جدّ‏ ا،‏<br />

يقرض‏ الجزر بكلّ‏ سهولة بفضل أسنانه الأماميّة الهادة.‏<br />

لقد خلق الله <strong>في</strong> الكاءنات الهيّة خصاءص‏ أخرى إضافة إلى<br />

١٩


الخصاءص‏ التي تخصّ‏ الأكل والشرب،‏ إذ توجد على وجه<br />

الأرض‏ أنواعاً‏ مختلفة من الأرانب تتميّز بخصاءص‏ مختلفة بعضها<br />

عن بعض.‏<br />

فالأرانب التي تعيش‏ <strong>في</strong> المناطق الباردة مشلا تكون عادة بيضاء<br />

اللون،‏ وهي ّ خاصية هامّة تسهّ‏ ل عليها الاختفاء وعدم تمييزها من<br />

الشلوج.‏<br />

أمّا الأرنب الوحشي فهو أكبر وله أرجل و أذنان أطول مقارنة<br />

بالأنواع الأخرى من الأرانب.‏ أمّا الأرنب الأمريكي الذي<br />

يعيش‏ <strong>في</strong> الصهاري الأمريكية فله أذنان كبيرتان تساعدانه على<br />

اتقاء الهرارة.‏<br />

تعيش‏ الهيوانات عادة <strong>في</strong> المناطق الطبيعية التي تناسب<br />

خصاءصها مشل البيوت التي يعيش‏ <strong>في</strong>ها الإنسان مع عاءلته.‏<br />

غالبا ما تتجنب مجموعة الهيوانات دخول المنطقة التي تعيش‏ <strong>في</strong>ها<br />

مشيلاتها من الهيوانات الأخرى.‏ وتحدّ‏ د الهيوانات بطرق مختلفة<br />

حدود منطقتها ‏''بإصدار الرواءه''‏ مشلا . فالغزلان تفرز من فكّها<br />

الأسفل لعاباً‏ له راءهة تشبه راءهة القطران تتركه فوق الأغصان<br />

٢٠


٢١<br />

الرّ‏ قيقة والهشاءش،‏ وهذه الراءهة<br />

تتقبلها بقيّة الغزلان فتعرف أنّ‏<br />

هذه المنطقة هي مكان عيش‏ غزلان<br />

أخرى،‏ أمّا الأيل <strong>في</strong>خرج هذه الراءهة<br />

من أسفل أرجله الخل<strong>في</strong>ة وتساعده على<br />

وضع إشارة على المكان.‏<br />

والأرانب أيضا تفرز من أفواهها راءهة تشير بها<br />

إلى المنطقة التي تعيش‏ <strong>في</strong>ها.‏<br />

وكما لاحظتم فإنّ‏ الله خلق للهيوانات خصاءص‏ هامّة<br />

وطريفة،‏ وكلّ‏ شيء يشير إلى عظمة الله وكماله.‏ وهذا ما يجعلنا<br />

نندهش‏ لذلك ويدفعنا كذلك إلى الإيمان به أكثر وشكره سبهانه<br />

داءما على هذه النعم.‏<br />

أيّها الأطفال،‏ لا تنسوا أبدا،‏ لقد أمر الله الإنسان بشكره عند<br />

التفكير <strong>في</strong> نعمه،‏ وقد بيّن الله تعالى أنّه سيجزى الشاكرين إذ<br />

يقول الله تعالى ﴿ ‏...وَ‏ َ سنَجْزِ‏ ى َّ الش‏ اكِرِ‏ ينَ‏ ﴾ سورة آل عمران،‏<br />

الآيه ١٤٥.


الكلاب : أصدقاوءنا<br />

اخمللصون<br />

الكلاب ذكية،‏ ولها قدرة على التعلم بسهولة مقارنة بالكشير<br />

من الكاءنات الأخرى،‏ وتستعمل الكلاب المدرّبة للهراسة <strong>في</strong><br />

أغلب الأحيان،‏ وكلب الهراسة باستطاعته التغلّب على حيوان<br />

أكبر منه بخمسة أو ستة أضعاف،‏ لكن الطريف أنّ‏ هذه الكلاب<br />

التي تتهوّ‏ ل أحيانا إلى وحشية،‏ شرسة لا تضرّ‏ صاحبها أبدا وتفديه<br />

بروحها لإنقاذه من الخطر ولا تتخلّى عنه مهما كان الخطر.‏<br />

وهناك سبب آخر يجعلنا نهبّ‏ الكلاب كشيراً‏ وهو أنّها ماهرة<br />

<strong>في</strong> اللعب ومرحة،علاوة على أنّ‏ الإنسان يجد متعة عند التجوّ‏ ل<br />

بصهبتها ّ خاصة إذا كانت ذات شعر طويل ونظرات رقيقة،‏<br />

فالواحد منا يود لو أنّ‏ له واحداً‏ من هذه الكلاب.‏<br />

هكذا توجد أنواع كشيرة من الكلاب،‏ فمنها<br />

الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها كشيفة الشعر<br />

ومنها دون ذلك،‏ فهي مخلوقات خلقها الله<br />

<strong>في</strong> أحسن صورة دون مشال مسبق،‏ كما<br />

ذكر الله تعالى <strong>في</strong> كتابه الكريم بقوله<br />

تعالى:‏<br />

٢٢


٢٣<br />

﴿<br />

بَدِيعُ‏ َّ الس‏ مَ‏ اوَ‏ اتِ‏ وَ‏ الأَرْ‏ ض‏ ِ أَن َّى يَكُونَ‏ لَهُ‏ وَ‏ لَدُ‏ ...<br />

سورة الأنعام،‏ الآيه ١٠١<br />

وقوله تعالى:‏<br />

ذَلِكُمْ‏ الله رَ‏ ب ُّكُمْ‏ لاَ‏ إ‏ ‏ِلَهَ‏ ِ إلا َّ هُ‏ وَ‏ خَ‏ الِقُ‏ كُ‏ ل ِّ ش‏<br />

فَ‏ اعْبُدُ‏ وه وَ‏ هُ‏ وَ‏ عَ‏ لَى كُ‏ ل ِّ َ ش‏ يءٍ‏ وَ‏ كِيل<br />

سورة الأنعام،‏ الآيه ١٠٢.<br />

والآن فكّروا،‏ إذا لم تشاهدوا كلباً‏ <strong>في</strong> حياتكم وطُ‏ لب منكم<br />

رسم صورة لكلب،‏ فهل تستطيعون ذلك؟ طبعا،‏ لا تستطيعون فعل<br />

ذلك،‏ ليس‏ أنتم فهسب بل لا أحد يستطيع القيام بذلك؛ إنّ‏<br />

الإنسان لا يستطيع فعل أيّ‏ شيءٍ‏ لا يراه <strong>في</strong> الطبيعة.‏<br />

لقد قلد الإنسان نظام الطيران لدى الطيور فصنع الطاءرة،‏ كما<br />

صنع الرّ‏ جل الآلي تقليداً‏ لنظام جسمه،‏ لكن الله خلق الأنواع التي<br />

لا تحصى من الكاءنات الهيّة دون مشال ولا شبه،‏ كالبطاريق التي<br />

تعيش‏ <strong>في</strong> القطبين والأسود ملوك الغابات والدّ‏ لا<strong>في</strong>ن والفراشات<br />

والعصا<strong>في</strong>ر والنهل ... وباختصار جميع الكاءنات الهيّة هي من<br />

خلق الله تعالى.‏<br />

وهب الله كلّ‏ كاءن حيّ‏ مميّزاته ّ الخاصة به،‏ فجعل للكلاب<br />

والكاءنات الأخرى أجساماً‏ مختلفة.‏<br />

فعدد أسنان الكلاب هي أكثر من عدد أسناننا<br />

بعشرة أسنان،‏ إذ تعدّ‏ ٤٢ سنّا،‏ وهكذا تستطيع<br />

الكلاب أكل العظام بكلّ‏ سهولة،‏ إضافة إلى ذلك<br />

فإنّ‏ عيون الكلاب أفضل بكشير من عيون الإنسان<br />

إذ تستطيع روءية الأشياء <strong>في</strong> الظلام أفضل بكشير<br />

من الإنسان ولها القدرة على تميّيز الأجسام<br />

﴾<br />

َ يءٍ‏<br />

﴾ ٌ<br />

﴿


بسرعة،‏ كما أنّ‏ للكلاب خاصية أخرى تتمشّل <strong>في</strong> قدرتها على سمع<br />

أصوات لا يمكننا نهن سماعها،‏ فقوّ‏ ة سماعها للأصوات هي أربعة<br />

أضعاف قوّ‏ ة سماع الإنسان،‏ إذ أنّها تميّز الأصوات من مسافات<br />

بعيدة،‏ مشلا:‏ صفارة إنذار الكلاب لا يستطيع الإنسان سماعها<br />

لكن الكلاب تسمعها بكلّ‏ سهولة.‏<br />

للكلاب أيضا ّ خاصية قوّ‏ ة ّ حاسة ّ الشمّ،‏ فمركز استقبال<br />

الرّ‏ واءه الموجود بالمخّ‏ هو ٤٠ مرّ‏ ة أكبر من مركز استقبال الرّ‏ واءه<br />

عند الإنسان،‏ لذلك ، فقدرة الكلاب على استيعاب الرّ‏ واءه أعلى<br />

بكشير من قدرة الإنسان.‏<br />

بفضل جميع هذه المميّزات تتعقّب الكلاب راءهة الص‏<br />

وتجلب الصيّد الذي يصيبه الصيّادون ولو كان على بعد عدّ‏ ة<br />

كيلومترات،‏ كما أنّ‏ كلاب البوليس‏ تشم الملابس‏<br />

فتستطيع العشور على صاحبها!‏<br />

فالكلاب التي هي من<br />

نوع ‏''برنارد''‏ صاحبة<br />

الخدّين المتدلّيين لها أنوف<br />

ّ حساسة جدّ‏ ا إلى درجة أنّها<br />

بإمكانها إخراج الجرحى من<br />

تحت الشلوج.‏ وهذه ميزة<br />

كبرى للكلاب.‏<br />

ّ يد<br />

٢٤


٢٥<br />

تتنفس‏ الكلاب من أنوفها،‏<br />

وبذلك يُصف ِّى الهواء ويسخ َّ ن<br />

ويرط َّ به ليمرّ‏ بعدها إلى الكبد.‏<br />

وهذه الهيوانات الأليفة لا يخرج<br />

منها العرق مشل الإنسان لأنّ‏<br />

جسمها لا يهتوى على غدد<br />

العرق،‏ فضبط حرارة الجسم يقوم<br />

بها النظام التّنفّ‏ سيّ‏ ، كما أنّ‏ الشعر<br />

الذي بجسم الكلاب يمنع مرور<br />

الهرارة إلى الجلد.‏ وكلّما ارتفعت<br />

درجة الهرارة ترتفع حرارة جسمها وكلّما ارتفعت حرارة الجسم<br />

تُخرج الكلاب ألسنتها.‏ وهكذا فإنّ‏ الكلاب لا تعرق حتّى <strong>في</strong><br />

الأيّام الأكثر حرارة.‏ فقد خلق الله لها نظاماً‏ متكاملاً‏ يجعلها لا<br />

تعرق حتّى وإن ركضت لساعات عديدة عكس‏ الإنسان الذي<br />

يعرق إذا ما ركض‏ ولو نصف ساعة.‏<br />

أنتم أيضا تذكّ‏ روا إذا ما رأيتم كلاباً‏ أنّ‏ اللّين واللّمعان الذي<br />

<strong>في</strong> جسمها مصدره كثرة الغدد الزّ‏ يتيّة <strong>في</strong> جلدها،‏ كما للكلاب<br />

أنظمة ّ خاصة لا يوجد مشلها داخل أجسامنا،‏ فبفضلها لا تتهرّ‏ ش‏<br />

أقدامها الملتصقة بالأرض‏ وتحافظ مخالبها على قوّ‏ تها.‏<br />

وكما لاحظتم،‏ فإنّ‏ الله تعالى خلق <strong>في</strong> هذه اخمللوقات أنظمة<br />

دفاع تحلّ‏ بها أبسط المشاكل التي تعترضها <strong>في</strong> حياتها،‏ فالله خلق<br />

كلّ‏ شيء <strong>في</strong> مكانه المناسب ووهبه مميّزات يتفاعل بها مع محيطه<br />

الطبيعيّ.‏ وهذه الأمشلة تجعلنا نفكّر <strong>في</strong> الله سبهانه وتعالى و<strong>في</strong><br />

كمال مخلوقاته.‏


الهملان البيضاء الجميلة<br />

لعلّها جلبت انتباهكم،‏ فهي صغيرة ومحبوبة ولطيفة.‏ ويوجد<br />

شبيهها لكنّ‏ لها أجساما أكبر وهي أمّها الشاة.‏<br />

هل تعلمون أنّ‏ الخرفان تتعلّق كشيرا بأمّها؟ وتبدأ‏ هذه الرّ‏ ابطة<br />

القويّة عندما تبدأ‏ الشاة <strong>في</strong> تغذية حملانها بالهليب.‏<br />

تمسه الهمل بلسانه رأس‏ الشاة ولا تنساها أبدا منذ اليوم<br />

الأوّ‏ ل من ولادته،‏ ثمّ‏ تنظف صغيرها بلسانها،‏ لذلك لا تقبل أيّ‏<br />

حمل يقترب منها لا يهمل تلك الرّ‏ اءهة.‏ ف<strong>في</strong> حين لا يستطيع<br />

الإنسان تمييز طفله لهظة ولادته نرى أنّ‏ الشاة بإمكانها تمييز<br />

صغيرها داخل مجموعة من الهملان رغم مرور وقت قصير على<br />

ولادته.‏ وهذا شيء يبعش على الدهشة حقّ‏ اً،‏ فإن لم تفعل الشاة هذا<br />

لهظة ولادة صغيرها ما استطاعت تمييزه داخل مجموعة الخرفان.‏<br />

لكن لا يمكن أن يهدش هذا لأنّ‏ الله ألهم الشاة أن تمسه بلسانها<br />

على صغيرها لهظة ولادته.‏<br />

٢٦


٢٧<br />

حسنا،‏ هل تعرفون كيف تحمي الخرفان نفسها من الأمطار؟ إنّه<br />

الفرو!‏ و فرو الخرفان ليّن جدّ‏ ا،‏ ويتكوّ‏ ن من طبقة شهميّة تقوم<br />

بدور المطرية تحمي الخروف من التّبلّل بالأمطار.‏ وهكذا لا تتبلّل<br />

الخرفان <strong>في</strong> الجوّ‏ الممطر.‏<br />

بالإضافة إلى كلّ‏ هذا،‏ فإنّ‏ أكبر ّ خاصية لهذا الهيوان هي عمليّة<br />

الاجترار،‏ فهل شاهدتم يوماً‏ حيواناً‏ يجترّ‏ ؟ إذا لم تشاهدوا ذلك<br />

<strong>في</strong>مكن أن نهيطكم علماً‏ بذلك.‏<br />

يجترّ‏ الهيوان قسماً‏ من الهشاءش‏ التي يأكلها،‏ وهذه الهيوانات<br />

لها أربع مِعَ‏ دٍ.‏<br />

عندما يأكل الهيوان الطّ‏ عام يذهب أوّ‏ لاً‏ إلى المعدة ثمّ‏ يعود مرّ‏ ة<br />

أخرى إلى فمه <strong>في</strong>مضغه ثمّ‏ يبتلعه،‏ وعندها يذهب الطعام إلى باقي<br />

المعدات،‏ وهذه العمليّة تسمّ‏ ى ‏''الاجترار''.‏<br />

هكذا وهب الله بعض‏ الهيوانات هذه ّ الخاصية حتّى يسهل<br />

على الهيوان هضم النّباتات صعبة الهضم.‏<br />

إنّ‏ ّ الشياه والخرفان لها فواءد عديدة بالنسبة إلينا،‏ فالشاة تعطينا<br />

الهليب كلّ‏ يوم.‏ ويهتوى حليب الشاة على <strong>في</strong>تامينات تقوّ‏ ى


﴿<br />

عظام أجسامنا،‏ وهو مهمّ‏ جدّا لتقوية أسناننا أيضا،‏ ويصنع من<br />

الهليب المواد الغذاءية الأساسية مشل الزبادى والجبن ونستعمل<br />

هذه المواد لصنع الكعك والفطاءر وغيرها من المأكولات.‏<br />

وباختصار،‏ فإن الهليب من أكثر المواد الغذاءية استعمالاً‏<br />

وإفادة ، كما أنّ‏ صوف الغنم يصنع منه الخيوط التي تُصنع منها<br />

الأقمشة لصنع الملابس‏ وبذلك تسهل حياتنا.‏<br />

لقد ذكر الله <strong>في</strong> كتابه العزيز فواءد هذه الهيوانات على<br />

الإنسان <strong>في</strong>قول تعالى:‏<br />

وَ‏ جَعَ‏ لَ‏ لَكُمْ‏ مِنْ‏ جُلُودِ‏ الأَنْعَ‏ ام ِ بُيُوتًا ْ تَستَخِ‏ ف ُّ ونَهَ‏ ا يَوْ‏ مَ‏ ظَ‏ عْنِكُمْ‏ وَ‏<br />

يَوْ‏ مَ‏ ِ إ‏ قَ‏ امَتِكُمْ‏ وَ‏ مِنْ‏ ْ أَص‏ وَ‏ افِهَ‏ ا وَ‏ أَوْ‏ بَارِ‏ هَ‏ ا وَ‏ ْ أَش‏ عَ‏ ارِ‏ هَ‏ ا أَثَاثَا وَ‏ مَتَاعً‏ ا إ‏ ‏ِلَى<br />

) سورة النهل،‏ الأيه ٨٠<br />

كما قال تعالى:‏ ﴿ ْ قِ‏ يكُمْ‏ مِم َّ ا فِي بُطُ‏ ونِهِ‏ مِنْ‏ بَيْن ِ فَ‏ رْ‏ شٍ‏ وَ‏ دَ‏ م ٍ<br />

﴾ ) سورة النهل،‏ الأيه .( ٦٦<br />

(<br />

... نَس‏<br />

حِ‏ ين ٍ ﴾<br />

لَبَنًا خَ‏ ً الِصا َ س‏ اءِغًا َّ لِلْش‏ ارِ‏ بِينَ‏<br />

حقّ‏ اً‏ إنّ‏ هذه الآيات تبيّن فواءد الهيوانات مشل الشياه<br />

والخرفان،‏ فعلينا أن نشكر الله كشيرا لأنّه هو الذي خلقها من<br />

أجلنا.‏<br />

٢٨


الخيول : أصدقاوءنا الأو<strong>في</strong>اء<br />

٢٩<br />

هل تعلمون أنّ‏ الخيول من أكثر الهيوانات وفاء للإنسان عبر<br />

التاريخ؟<br />

الخيل حيوان لا يفارق صاحبه أبداً‏ ، وهو صديق و<strong>في</strong> للإنسان.‏<br />

ويوجد من الهصان ٢٥ نوعا،‏ ويمكنه أن يهملنا لمسافات تعدّ‏<br />

بالكيلومترات دون تعب أو كلل.‏<br />

إن الخيول هي من أكثر الهيوانات مساعدة للإنسان عبر<br />

التاريخ.‏ واليوم يوجد كشير من السيارات،‏ وقد مدّ‏ ت طرق كشيرة<br />

لأجلها،‏ غير أنّ‏ استعمال السيّارة بدأ‏ فقط <strong>في</strong> القرن الأخير.‏ ف<strong>في</strong><br />

الأيّام التي عاش‏ <strong>في</strong>ها أجدادكم لم يكونوا يعرفون شيئا اسمه<br />

السيّارة،‏ فقد كان الهيوان آنذاك وسيلة النقل الوحيدة وخاص‏<br />

الخيول.‏<br />

حسنا،‏ هل تعلمون أنّ‏ معرفة عمر الخيول تتمّ‏<br />

بالنظر إلى تآكل أسنانها؟<br />

تتآكل أسنان الخيول عبر الزمن لأنّها تأكل<br />

الهشاءش‏ ّ الصلبة والملوّ‏ ثة بالتراب والغبار،‏ لكن<br />

الله جعل لها أسناناً‏ طويلة مغروسة <strong>في</strong> عمق<br />

ّ ة


الهنك بمعنى أنّ‏ جذور أسنان الخيول أعمق بكشير من جذور<br />

أسناننا.‏<br />

كلّما تآكلت أسنانها يظهر القسم الذي بداخل العظم حتّى إنّ‏<br />

أسنان الخيول الهرمة تصل إلى مستوى جذور الأسنان.‏<br />

وكلّ‏ سنّ‏ يمكنها أن تتآكل بمعدّل ٢ ونصف إلى ٥ سم دون أن<br />

تفقد قدرتها على قطع الطعام.‏<br />

على هذا النهو يمكننا معرفة عمر الخيل.‏<br />

تخيّلوا لو أنّ‏ الله لم يهب الخيول هذه الميزة،‏ لا بد أنها ستفقد<br />

أسنانها خلال زمن قصير فتموت من الجوع.‏<br />

لقد وهب الله أيضاً‏ خصاءص‏ هامّة لشعر الخيول،‏ فهي<br />

كالمصفاة تضبط درجة حرارة الجسم،‏ فأجسام الخيول تحتاج داءما<br />

إلى درجة حرارة تساوى ٣٨ درجة مئوية،‏ لذلك يطول<br />

شعر الخيل <strong>في</strong> فصل الشتاء و يسقط <strong>في</strong> فصل<br />

الصيف ليهافظ الجسم على المستوى نفسه<br />

من الهرارة <strong>في</strong> الفصول الهارّ‏ ة.‏<br />

إليكم الآن ّ خاصية مشيرة:‏ إن الخيول<br />

تنام واقفة ! .<br />

حسنا كيف يكون ذلك؟ هل<br />

تعلمون أيضا أنّها لا تسقط على<br />

الأرض‏ أثناء نومها ؟ ذلك لأنّ‏ لها<br />

ّ خاصية تشبت بها أرجلها،‏ فالله وهبها هذه<br />

ّ الخاصية <strong>في</strong> أرجلها فتنام وهي واقفة كما<br />

أنّه باستطاعتها حمل ثقل جسمها،‏ بخلاف<br />

الإنسان الذي لا يستطيع منع نفسه من السقوط<br />

٣٠


٣١<br />

على الأرض‏ إذا ما جاءه النوم وهو واقف.‏<br />

إنّ‏ أرجل الخيول ليست صالهة لتهمّ‏ ل<br />

الأثقال فقط بل لها ميزة الرّكض‏ بسرعة<br />

أيضا.‏<br />

ليس‏ للخيول ترقوة مشل ساءر الهيوانات<br />

الأخرى،‏ وهذا يساعدها على الرّ‏ كض‏<br />

بسرعة بخطوات كبيرة.‏ وعلاوة على<br />

ذلك،‏ يوجد لديها قدرات <strong>في</strong> عظام أرجلها<br />

تساعدها على مجابهة التّعب كلّما ازدادت<br />

سرعتها.‏ وهذه القدرات تشبه نظام ضبط<br />

السرعة عند السيارة،‏ فكلّما ازدادت السرعة يُغَيّر ذراع تغيير<br />

السرعة فتقلّ‏ بذلك طاقة الدّ‏ فع و تزداد السرعة.‏<br />

حسنا،‏ لماذا يتميّز هذا الهيوان ّ بخاصية حمل الأثقال والسرعة<br />

<strong>في</strong> الوقت نفسه؟ فإن يكون ذا قدرة على الهمل والرّ‏ كض‏ بسرعة<br />

ليست من الهاجات المهمة بالنسبة إليه.‏<br />

لماذا إذن تتميز الخيول بهذه الخصاءص؟ والجواب بسيط جدّ‏ ا،‏<br />

إنّها خلقت على ذلك الشكل من أجل الإنسان ليست<strong>في</strong>د منها.‏<br />

وبمعنى آخر،‏ إنّ‏ الله تعالى وهب الخيول هذه الخصاءص‏ لمساعدتها<br />

على خدمة الإنسان.‏<br />

لقد ذكرالله <strong>في</strong> آيات القرآن الكريم الهدف من خلق<br />

الهيوانات بقوله تعالى:‏ ﴿ وَ‏ الأَنْعَ‏ امَ‏ خَ‏ لَقَ‏ هَ‏ ا لَكُمْ‏ فِيهَ‏ ا دِ‏ فْءٌ‏ وَ‏ مَنَافِعُ‏<br />

وَ‏ مِنْهَ‏ ا تَأْكُ‏ لُون<br />

َ ﴾ سورة النهل،‏ الآيه .( ٥


خيل البيجاما :<br />

الهصان الوحشيّ‏<br />

عندما يراه الإنسان للوهلة الأولى يضنه حصاناً.‏ ويمكننا تسميته<br />

بالهصان الذي يلبس‏ بيجاما،‏ إنّه مشل الهصان الأهليّ‏ له شعر مشله<br />

يسمّ‏ ى ‏''لُبدة''،‏ وله جسم مشل الهصان الأهليّ‏ تماما كما أنّ‏ قدرته<br />

على الرّكض‏ قريبة من قدرة الهصان الأهلي تماما.‏<br />

لكن يوجد فرق بين الإثنين،‏ وكما تلاحظون فإنّ‏ جسم<br />

الهصان الوحشي مغط َّ ى بخطوط متوازية تختلف من حصان<br />

وحشي إلى آخر مشل بصمات أصابع الإنسان التي تختلف من<br />

إنسان إلى آخر.‏ وهذه الخطوط الموجودة <strong>في</strong> جسم الهصان<br />

الوحشي كأنّما تعتبر بطاقة هويّة لكلّ‏ واحد منها،‏ و<strong>في</strong> الوقت نفسه<br />

هي وسيلة دفاع هامّة ضدّ‏ الأعداء كالأسود والنّمور التي يتراءى<br />

لها منظر سربها كأنما هو جسم واحد بفضل هذه الخطوط،‏ <strong>في</strong>صعب<br />

عليهم اختيار الفريسة،‏ وهذه ميزة فريدة لفاءدة الهمار الوحشي.‏<br />

٣٢


٣٣<br />

الماء والعشب هما أهمّ‏ مصادر حياة الهصان الوحشي،‏ وتسير<br />

الأحصنة الوحشية <strong>في</strong> بعض‏ الأحيان عدّة كيلومترات <strong>في</strong> شكل<br />

أسراب بهشا عن الأعشاب ثمّ‏ تعود <strong>في</strong> المساء إلى المكان الذي<br />

تعيش‏ <strong>في</strong>ه لأنّه ‏-كما شرحنا سابقا ‏-لكلّ‏ سرب من الهيوانات<br />

منطقة ّ خاصة به.‏<br />

هل تعرفون أنّ‏ أحبّ‏ شيء للهصان الوحشي هو حمّ‏ ام الغبار؟<br />

نعم،‏ هذا طريف لكن الهقيقة هي هذه.‏ فهذا الهمّ‏ ام ينظف ما<br />

علق به من الهشرات،‏ كما يوجد ضيف خارجي يساعد الهصان<br />

الوحشي على تنظيف جسمه من الهشرات وهو طاءر يسمّ‏ ى<br />

أوكسبيكبر.‏ وهذا الطاءر يأكل كلّ‏ الهشرات التي تحطّ‏ على<br />

جسم الهصان الوحشي <strong>في</strong>هميه بذلك من الأمراض‏ التي يمكن أن<br />

تسببها هذه الهشرات.‏<br />

هكذا ترون كيف أنّ‏ الله خلق للكاءنات الهيّة أنظمة حياة<br />

دقيقة،‏ وألهمها أن تساعد بعضها البعض.‏<br />

تبدأ‏ الأحصنة الوحشية بالمشي بعد نصف ساعة من ولادتها،‏<br />

وتبدأ‏ مباشرة برضع أمّهاتها،‏ فالهليب<br />

له فواءد كبيرة لنموّ‏ ها.‏ وتنتج الأم <strong>في</strong><br />

البداية حليبا ّ خاصا ذي لون ورديّ‏<br />

يهمي ابنها من الأمراض‏ ويسهّ‏ ل<br />

عمل الكليتين لديه منذ الولادة.‏<br />

الأحصنة الوحشية مشل جميع<br />

الكاءنات الهيّة خلق الله <strong>في</strong>ها نظام<br />

دفاع يساعدها على الاستمرار <strong>في</strong><br />

الهياة،‏ فأوّ‏ ل عنصر لهذا النظام


الدّ‏ فاعيّ‏ الذي وهبه الله لها منذ ولادتها يكمن <strong>في</strong> ّ حاسة الس‏ ّ مع<br />

والبصر ّ والشمّ.‏ فهذه الأعضاء ّ الهساسة تساعد الأحصنة<br />

الوحشيّة على اكتشاف عدوّ‏ ها بسرعة فتتمكّن من الهرب،‏<br />

وعندها تبدأ‏ بالرّ‏ كض‏ فهي تركض‏ بسرعة عجيبة.‏<br />

أمّا العنصر الشاني من النظام الدّ‏ فاعيّ‏ فهو تناوب بعض‏<br />

الأحصنة الوحشية نوبة الهراسة حتّى توقظ بعضها البعض‏ إذا ما<br />

غفلت بعض‏ الأحصنة <strong>في</strong> نومها أثناء وجود خطرٍ‏ ما يهدّ‏ د السرب<br />

كلّه.‏<br />

وهكذا فإنّ‏ نظام الدّ‏ فاع عند الأحصنة الوحشية يشبه كشيرا<br />

نظام الدّ‏ فاع عند الإنسان،‏ ولكنّ‏ الطريف هو قدرة هذه<br />

الهيوانات على العيش‏ <strong>في</strong> مجموعات وتقاسم بعض‏ الأدوار <strong>في</strong>ها.‏<br />

واضه جدّ‏ ا أنّ‏ الذي أمرها بالعيش‏ جماعات ووهبها رزقها هو<br />

الله تعالى خالقها،‏ فإن لم يكن الأمر كذلك لما وجدنا تفسيراً‏<br />

لتضهية الأحصنة الوحشية لياليَ‏ كاملة <strong>في</strong> حراسة سربها.‏<br />

من جانب آخر فإنّ‏ الله علّم الهصان الوحشي ّ الصغير منذ لهظة<br />

ولادته طريقة الدّ‏ فاع عن نفسه وأمره بشيء بسيط وهو البقاء<br />

بجانب أمّه لأنّ‏ المولود الجديد الذي يفته عينيه على ال<strong>عالم</strong> لأوّ‏ ل<br />

مرّ‏ ة لا يستطيع التّمييز بين الصديق والعدوّ‏ ، وحتّى إن عرف عدوّ‏ ه<br />

٣٤


٣٥<br />

فلا يستطيع الهرب لأنّه لا يستطيع بعد حتّى المشي جيّداً‏ . لذلك<br />

ألهم الله تعالى صغار الأحصنة الوحشية ّ التمسك بأمّهاتها منذ لهظة<br />

الولادة إلى أن يكبروا،‏ وإلاّ‏ كيف يمكن لمولود جديد معرفة أنّ‏<br />

أضمن مكان لتجنّب الأعداء هو مصاحبة أمه ؟<br />

تعيش‏ الأحصنة الوحشية <strong>في</strong> الأماكن المفتوحة حيش توجد<br />

الهشاءش،‏ لذلك فهي مُجبَرَ‏ ةُ‏ على التهرّ‏ ك بسرعة لتضمن بقاءها<br />

حيّة.‏ وقد خلق الله لها جسماً‏ يستجيب لهذه الضرورة.‏<br />

وكمشال على ذلك:‏ فهي ذات أرجل طويلة وعضلات قويّة<br />

ورءة واسعة،‏ لذلك تركض‏ المسافات الطويلة دون تعب ودون أن<br />

تخفض‏ من السرعة،‏ كما أنّ‏ للأحصنة الوحشية عظاماً‏ خ<strong>في</strong>فة لكنّها<br />

قويّة جدّ‏ ا.‏<br />

وتحتاج الأحصنة الوحشية إلى شرب الماء باستمرار،‏ وإذا<br />

وُ‏ جدت <strong>في</strong> منطقة قاحلة ليس‏ بها ماء تتعقب باستعمال حاسة الشمّ‏<br />

أماكن وجود الماء فتهفر حفراً‏ يخرج منها ماء نظيف.‏<br />

وعندما تحسّ‏ الأحصنة الوحشية بالخطر تُدخل صغارها داخل<br />

السرب لتهميها من أن تكون فريسة سهلة.‏ وعندما تركض‏<br />

الأحصنة الوحشية يكون صغارها داءما وسط<br />

اجملموعة ويتهرّ‏ كون داءما بالقرب من<br />

أمّهاتهم.‏


الزّ‏ رافة : البرج المزركش‏<br />

تشبه الزرافة البرج المزركش‏ بطولها الذي يصل إلى ما بين ٥ و<br />

٦ أمتار.‏ وتمتاز الزرافة بطول عنقها إذ يساعدها للوصول إلى أعلى<br />

أغصان الشجر،‏ فتأكل الأغصان وتبتلع النباتات دون هضم،‏<br />

فتذهب إلى معدتها ّ المقسمة إلى أربع مناطق ثمّ‏ تخرجها مرّ‏ ة أخرى<br />

وتجترّ‏ ها ثمّ‏ تبتلعها،‏ وبذلك يستقرّ‏ الطعام <strong>في</strong>المعدة.‏ ويوجد هنا شيء<br />

طريف جدّ‏ ا:‏ فقد سبق أن ذكرنا أنّ‏ الزرافات تُخرج ما تأكله من<br />

نباتات مرّ‏ ة أخرى من أفواهها لاجتراره،‏ ولكن هذه رحلة طويلة،‏<br />

فكيف يتم ذلك؟<br />

إنّ‏ الطعام يقطع مسافة ما بين ٣ و ٤ أمتار من الأسفل إلى<br />

الأعلى وهو طول عنق الزرافة المزركش‏ ليصل<br />

إلى الفم.‏ وطبعا لا يمكن للطعام<br />

الرّ‏ جوع إلى الفم من تلقاء نفسه!!‏<br />

حسنا،‏ كيف تفعل الزرافة<br />

ذلك؟ سوف لن ندعكم<br />

تنتظرون الجواب لمدة أطول،‏<br />

فالأمر على النهو التالي:‏<br />

يوجد <strong>في</strong> عنق الزرافة نظام مشل<br />

المصعد يهمل الطعام من<br />

الأسفل إلى الأعلى ) لا يمكن<br />

التصور أنّنا إذا أردنا أن نفعل<br />

مشل الزرافة علينا تركيب نظام<br />

٣٦


٣٧<br />

مشل المصعد لإرجاع الطعام إلى أفواهنا)،‏ ومن ناحية أخرى من<br />

المستهيل أن يكون هذا النظام قد وُ‏ جد مصادفة كأن يقول<br />

أحدهم ‏:''قبل عدّ‏ ة سنوات وضعت <strong>في</strong> أرض‏ فارغة ما يلزم لبناء<br />

منزل،‏ وفجأة انتصب بناء مكان تلك اللوازم التي وضعتها،‏ لقد<br />

حدش هذا الأمر نتيجة اختلاط قليل من المطر وقليل من الطوب<br />

وقليل من الشمس''.‏ إنكم ستضهكون من<br />

هذا القول حتّى إنّكم ربّما تتأسفون عليه لفقده مداركه<br />

العقليّة.‏ وهذا ينطبق تماما على القول بأنّ‏ ‏''نظام المصعد الموجود<br />

داخل عنق الزرافة تكوّ‏ ن عن طريق المصادفة ''. فمشل هذا النظام<br />

من المستهيل أن يكون من صنع المصادفة،‏ علاوة على أنّ‏ الزرافة<br />

ليست بناء جامدا يتكوّ‏ ن من الهجر والتراب والطوب،‏ إنّه كاءن<br />

حي يركض‏ ويجوع وله صغاره أيضاً.‏<br />

فهل تستطيع المصادفة منهه هذا الجسم الطويل والأنظمة<br />

التي بداخله؟ طبعا لا يمكنها أن تفعل شيئا من ذلك...‏<br />

واضه جدّ‏ ا أنّ‏ الله منه الزرافة كلّ‏ حاجياتها منذ ولادتها،‏<br />

والله تعالى هو الذي وهبها فماً‏ ومعدة تستطيع بهما أكل النباتات<br />

الشوكيّة بكلّ‏ سهولة،‏ كما وهبها طريقة نوم ّ خاصة حيش أنّها<br />

تمدّ‏ عنقها وراء جسمها وتنام للهظات واقفة على<br />

أقدامها.‏ والزرافات أيضا لا تنام جميعها معا،‏ فلا بدّ‏<br />

من بقاء بعضها مستيقظاً‏ لهراسة اجملموعة.‏<br />

هكذا نتبين أنّ‏ اتفاق الزرافات على بذل التضهية<br />

من أجل اجملموعة دليل واضه على أنّها - وجميع<br />

الكاءنات الهيّة الأخرى - تتهرك وفق العناية الإلهية.‏<br />

فلنترك الآن طريقة أكلها جانباً‏ ولنتهدّ‏ ش عن طريقة


شرب الماء لدى هذا الهيوان الجميل.‏<br />

لا شك أنّكم عندما تعرفون كيف تنهني الزرافة لتشرب الماء<br />

بكلّ‏ سهولة يعجبكم ذلك كشيرا.‏<br />

هذا الموضوع لا يعرفه كشير من الناس،‏ وإن عرفه بعضهم فهو لا<br />

يمعن التفكير <strong>في</strong>ه،‏ فكلّ‏ شيء هو من خلق الله تعالى،‏ والواجب علينا<br />

تدبر هذه اخمللوقات.‏<br />

أوّ‏ لا،‏ يعتقد كل شخص‏ أنّ‏ الزرافة تجد صعوبة بسبب هذا<br />

البرج المزركش‏ إذا ما أرادت شرب الماء،‏ وحتّى نفهم هذه<br />

الصعوبة لنتهدش عن الإنسان قليلاً:‏<br />

كما تعرفون،‏ إذا تدلّى رأس‏ الإنسان إلى الأسفل أو انتصب<br />

على يديه يهمرّ‏ وجهه بتأثير الجاذبيّة.‏ ونتيجة تجمّ‏ ع الدّ‏ م <strong>في</strong> منطقة<br />

الرّ‏ أس‏ يضغط الدّ‏ م على العروق الموجودة <strong>في</strong> الرّ‏ أس‏<br />

‏''ضغط الدّ‏ م ''.<br />

وهذا يُسمّ‏ ىَ‏<br />

تحس‏ الزّرافات ‏''بضغط الدم''‏ عندما تشرب الماء،‏ ولكن توجد<br />

مشكلة كبيرة لأنّ‏ طول الزرافات يتراوه بين ٥ إلى ٦ أمتار،‏<br />

وسيكون ضغط الدم قويّا عند الانهناء،‏ فإذا طبّقنا ضغط الدم على<br />

إنسان ما فإنّ‏ دماغه ينفجر ويموت<br />

بسبب ذلك.‏<br />

حسنا،‏ كيف لا تتعرّ‏ ض‏<br />

الزرافات إلى نزيف دمويّ‏ <strong>في</strong><br />

الدّ‏ ماغ ؟<br />

لأنّ‏ خالق السماء والأرض‏<br />

والكون والكاءنات الهيّة هو الله<br />

٣٨


تعالى و هو الذي وهب الزرافات نظاماً‏ ّ خاصاً‏ حيش جعل أغلفة<br />

للعروق التي داخل الرّ‏ أس‏ تمنع '' ضغط الدم '' عندما يتهوّ‏ ل رأس‏<br />

الزرافة من الأعلى إلى الأسفل.‏<br />

حسناً،‏ هل تساءلتم لماذا يكون جسم الزرافة مزركش؟<br />

<strong>في</strong> الهقيقة إنّ‏ هذا المنظر الجذّ‏ اب يساعدها على الاختباء،‏ إذ أنّ‏<br />

الأعداء يجدون صعوبة <strong>في</strong> تمييزها داخل المحيط الذي تعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏<br />

فرغم كبر حجمها تستطيع الاختفاء حتّى من الأسد ملك الغابة.‏<br />

تستطيع الزرافة الركض‏ بقوّ‏ ة ٥٥ إلى ٦٠ كم <strong>في</strong> الساعة،‏<br />

وعندما تبدأ‏ الرّ‏ كض‏ فإن رأسها يصبه كالمضخّ‏ ة و ينشني ذيلها،‏<br />

٣٩


كما أنّ‏ لها ّ خاصية أخرى أثناء الركض‏ وهي أنّها تضرب بأرجلها<br />

مشل بقيّة الهيوانات فتستعمل أوّ‏ لا الرّجل اليسرى الأماميّة<br />

والرّجل اليسرى الخل<strong>في</strong>ة،‏ ثمّ‏ الرجل اليمنى الأماميّة والرّ‏ جل<br />

اليمنى الخل<strong>في</strong>ّة.‏<br />

طبعا هذه الهالة لا تشمل صغار الزرافة فهوءلاء لم يكبروا بعد<br />

<strong>في</strong>سرعون هاربين مشل أمّهاتهم،‏ لذلك فإنّ‏ الأسود يصطادونهم<br />

بسهولة.‏ لكن،‏ وكما شرحنا سابقا فإنّ‏ الصغار لا يفارقون أمّهاتهم،‏<br />

وتستعمل الزرافة الأمّ‏ أرجلها لتصدّ‏ ضربات العدو القاتلة لتهمى<br />

صغارها.‏ وهنا نتوقف قليلاً‏ ونفكّر.‏<br />

إنّ‏ الزرافة التي نهن بصدد الهديش عنها هي حيوان،‏<br />

والهيوان ليس‏ له عقل يفكّر به وليست له أحاسيس‏ وعواطف مشل<br />

الإنسان.‏ فأن تدافع عنكم أمهاتكم من الخطر هو أمر طبيعيّ‏ لأنها<br />

تحبّكم وتحنو عليكم،‏ ولكن أن تحمي زرافة لا عقل لها ولا<br />

أحاسيس‏ صغارها فهذا هو المدهش‏ <strong>في</strong> الأمر.‏<br />

إنّه إلهام من الله تعالى ألهمه<br />

الزرافة وجميع الكاءنات الهيّة<br />

الأخرى فالله الر َّ حْمَ‏ ن ِ الر َّ حِ‏ يم ِ<br />

أخبرنا <strong>في</strong> القرآن الكريم عن رحمته<br />

وشفقته بمخلوقاته فقال تعالى:‏<br />

‏﴿...فَ‏ إن َّ رَ‏ ب َّكَ‏ لَرَ‏ وءُوفٌ‏ رَ‏ حِ‏ يمٌ‏ ﴾<br />

سورة النهل،‏ الآيه ٤٧.<br />

٤٠


ال<strong>في</strong>لة العظيمة<br />

٤١<br />

ال<strong>في</strong>لة هي أكبر الهيوانات التي تعيش‏ على اليابسة،‏ ويوجد<br />

نوعان من ال<strong>في</strong>لة:‏ ال<strong>في</strong>ل الإفريقي وال<strong>في</strong>ل الآسيوي.‏ وال<strong>في</strong>ل<br />

الإفريقي أكبر من الآسيوي إذ يبلغ ارتفاعه ٣ أمتار ونصف المتر،‏<br />

ويصل وزنه إلى ٦ أطنان،‏ وله أذنان مسطّ‏ هتان يصل طولهما إلى<br />

مترين واتساعهما إلى متر ونصف،‏ كما يبلغ طوله ٣ أمتار ونصف<br />

المتر،‏ ويستهيل جلب هذه الهيوانات الضخمة إلى منازلنا والعناية<br />

بها كما نعتني بالقطط والكلاب!!‏<br />

الخرطوم هو الفرق الكبير بين ال<strong>في</strong>لة وبقيّة الهيوانات،‏ وهو يشبه<br />

الخرطوم الذي نسقي به حداءقنا،‏ ويتكوّ‏ ن هذا الخرطوم الطويل<br />

من ٥٠ ألف عضلة!‏ نعم،‏ إنه كما سمعتم تماما ''٥٠ ألف عضلة''‏ ...<br />

ويوجد ثقب الأنف <strong>في</strong> مقدّ‏ مة الخرطوم.‏


تستعمل ال<strong>في</strong>لة خراطيمها لتعبئة الماء وصبّه <strong>في</strong> أفواهها،‏ كما<br />

تستعملها لهمل الأشياء وشمّ‏ ها.‏<br />

يمكن لخرطوم ال<strong>في</strong>ل استيعاب أربع لترات من الماء يستعمله إمّا<br />

للشرب أو الاستهمام.‏ و <strong>في</strong> المقابل يستطيع الخرطوم الذي يهمل<br />

الأشياء الشقيلة قطع ورقة البازاليا ّ الصغيرة ووضعها <strong>في</strong> فم ال<strong>في</strong>ل<br />

ليأكلها.‏<br />

هكذا،‏ بإمكان ال<strong>في</strong>لة ذوات الأجسام الشقيلة القيام بالأعمال<br />

الدّ‏ قيقة.‏ إنّه خرطوم يشير الدّ‏ هشة فهو يصله للكشير من الأعمال،‏<br />

فتارة يكون كالإصبع الطويل وتارة كالبوق و طورا كمكبّر<br />

الصوّ‏ ت،‏ كما يستعمل ال<strong>في</strong>ل خرطومة للاستهمام ونفض‏ الغبار.‏<br />

غير أنّ‏ صغار ال<strong>في</strong>لة لا ينجهون <strong>في</strong> استعمال خراطيمهم بعد الولادة<br />

حتّى أنّ‏ البعض‏ منهم يدوس‏ على خرطومه <strong>في</strong>سقط على الأرض.‏<br />

إنّه مشهد مضهك وطريف،‏ ولكن ال<strong>في</strong>لة الصغيرة لا تستمتع<br />

بذلك.‏<br />

٤٢


٤٣<br />

لا تفارق الأمّ‏ صغارها طوال ١٢ سنة وتعلّمهم استعمال<br />

خراطيمهم طوال ٦ أشهر دون كلل أو تعب.‏<br />

ويوجد <strong>في</strong> طر<strong>في</strong> فم ال<strong>في</strong>ل سنان كبيران يساعدانه على الدفاع<br />

عن نفسه،‏ كما يستعملهما لهفر الأرض‏ بهشا عن الماء،‏ ولكن هذه<br />

الأسنان تتآكل كالألياف الممضوغة،‏ لذلك خلق الله <strong>في</strong>ها<br />

خصاءص‏ مهمّ‏ ة جدّ‏ ا فكلّما تآكل سنّ‏ خرج مكانه سنّ‏ آخر.‏<br />

ويهتاج ال<strong>في</strong>ل الكهل إلى ما يقرب من‎٣٣٠‎ كلغ من الطعام<br />

يوميّا،‏ وهو ما يعادل كومة من التبن،‏ ويضطرّ‏ ال<strong>في</strong>ل كل يوم إلى<br />

قضاء ١٦ ساعة <strong>في</strong> الأكل.‏<br />

والآن نمدكم بمعلومات أكثر إثارة عن ال<strong>في</strong>لة:‏<br />

هل فكّرتم <strong>في</strong> الطريقة التي يستخدمها ال<strong>في</strong>ل لكي يبرد جلده<br />

الغليظ؟ من الطبيعي أن تتصوروا أن ال<strong>في</strong>ل يفعل ذلك بما يوجد <strong>في</strong><br />

محيطه من الماء أو برك المياه،‏ لكن لل<strong>في</strong>لة طرق مختلفة عن ذلك،‏<br />

فمشلا:‏ يستعمل ال<strong>في</strong>ل أذنيه للتبرّ‏ د من حرارة الطقس‏ <strong>في</strong>هوّ‏ لها إلى<br />

مروحة.‏ فالشرايين الدموية الموجودة <strong>في</strong> الأذنين تبرد أوّ‏ لا مما<br />

يساعد على برودة الجسم بأكمله.‏


ولل<strong>في</strong>لة ميزة مهمة حيّرت الصيّادين وعلماء الهيوان مدّ‏ ة طويلة<br />

ألا وهي غرغرة بطن ال<strong>في</strong>ل،‏ فبطن ال<strong>في</strong>ل عندما تغرغر تصدر صوتا<br />

عاليا،‏ ولكن المدهش‏ ليس‏ الصوت الذي يخرج من بطن ال<strong>في</strong>ل بل<br />

قدرة ال<strong>في</strong>ل على التهكّم <strong>في</strong> هذا الصوت الذي يصدره من بطنه،‏<br />

فلا علاقة لهذا الصوت بعمليّة الهضم،‏ بل الهدف منها بعش رسالة<br />

إلى أصدقاءه يخبرهم <strong>في</strong>ها بمكان وجوده.‏<br />

ويوجد شيء آخر أكثر إثارة وهو أنّ‏ ال<strong>في</strong>ل عندما يهسّ‏ بخطر<br />

محدق يوقف هذا الصوت على الفور.‏ وهكذا،‏ يمكن لل<strong>في</strong>لة أن<br />

تتواصل مع بعضها البعض‏ على بعد أربعة كيلومترات.‏<br />

ومن جانب آخر،‏ فإنّ‏ عمليّة هجرة ال<strong>في</strong>لة موضوع حيّر العلماء<br />

أيضا،‏ إذ تهاجر هذه الهيوانات كبيرة الأذنين عظيمة الجسم <strong>في</strong><br />

مواسم الجفاف وتتّبع جميعها طريقا واحدا.‏ والغريب أيضا أنّها<br />

تنظف الطريق من أغصان الأشجار أثناء قيامها بعملية الهجرة.‏<br />

إنّ‏ ال<strong>في</strong>لة تعيش‏ <strong>في</strong> الأماكن الشاسعة ولذلك فإنّ‏ التواصل <strong>في</strong>ما<br />

بينها مهمّ‏ جدّا،‏ وهذا التواصل لا يقتصر فقط على قوّ‏ ة ّ حاسة الشمّ‏<br />

ّ والسمع بل وهبها الله مع تلك الخصاءص‏ قدرة على إصدار<br />

أصوات قوية لا يستطيع الإنسان تحمّ‏ لها.‏ وبفضل ذلك تتواصل<br />

ال<strong>في</strong>لة <strong>في</strong>ما بينها بهيش لا تستطيع الهيوانات الأخرى فهمها،‏<br />

فكأنّها تستعمل لغة الرموز للتخاطب عن بعد.‏ إنّها طريقة مشلي<br />

للتخاطب عبر المسافات البعيدة.‏<br />

٤٤


الأيل :<br />

المشهور بقرونه<br />

٤٥<br />

هل لامستم يوما حيواناً‏ لديه قرون؟ إنّ‏ كنتم فعلتم ذلك فلا<br />

بد أن تكونوا قد عجبتم لأنّ‏ هذه القرون اليابسة تخرج من جلد<br />

ليّن مغطّ‏ ى ّ بالصوف،‏ ويمكنكم تشبيه القرون بالأظافر.‏ وأغلب<br />

الظن أن خروج الأظافر اليابسة التي تنمو بطريقة منظّ‏ مة من أيدينا<br />

الناعمة أمر يشير الاستغراب،‏ والأمر نفسه بالنسبة إلى قرون<br />

الهيوان،‏ غير أنها أكبر وأكثر صلابة وخشونة.‏<br />

وتوجد القرون فقط عند ذكر الأيل ، وتسقط بعد موسم<br />

التزاوج وتظهر مكانها قرون جديدة فور سقوط القرون القديمة.‏<br />

عندما تبدأ‏ القرون <strong>في</strong> النموّ‏ تغطّ‏ ى بطبقة جلديّة ليّنة ثمّ‏ تقطع<br />

الأوعية الدّ‏ مويّة،‏ ثم تكتمل القرون،‏ ولا يتغذّى الجلد بالدّ‏ م.‏<br />

وتبرز قرون الهيوان فتخرج من الجلد<br />

عن طريق الهكاك <strong>في</strong> شكل العظام.‏<br />

وتكتمل قرون الأيل تماما عندما<br />

يبلغ عمره ٦ سنوات.‏ وبعد هذا العمر<br />

تبدأ‏ قرون الأيل <strong>في</strong> التآكل،‏ وتختلف<br />

أطوال القرون وأشكالها وعدد<br />

فروعها من آيل إلى آخر.‏<br />

لعلّكم تتساءلون الآن،‏ ما السر


٤٦<br />

وراء امتلاك الأيل للقرون؟ إنّ‏ القرون<br />

سلاه مهمّ‏ بالنسبة إلى الأيل يدافع به عن<br />

نفسه أمام الأعداء حتّي إنّه يكت<strong>في</strong> <strong>في</strong> بعض‏<br />

الأحيان بإبراز قرونه <strong>في</strong>نطلق العدوّ‏ هارباً.‏<br />

يرسم ذكر الأيل ذي اللون الأحمر<br />

حدود منطقته بإفراز غدد لعابيّة <strong>في</strong> كلّ‏<br />

نقطة من مكان رَ‏ عيِ‏ ه،‏ ويهمي سرب الأيل<br />

نفسه باستعمال القرون إذا ما دخل حيوان آخر منطقة رعيه <strong>في</strong>عمل<br />

على طرده إمّا بالزءير الشديد أو بمصارعته باستعمال قرونه.‏<br />

لقد خلق الله لهذه الهيوانات قرونا لتدافع بها عن أنفسها وعن<br />

قطعانها،‏ ولو لم يمنهها الله هذه القرون لبقيت هذه الهيوانات<br />

ضعيفة ‏''دون وسيلة دفاع ''، كما أنّها لن تستطيع حماية أنشاه ولن<br />

تستطيع تكوين قطعان ولن يكون لها سلاه تصارع به الهيوانات<br />

الوحشية.‏<br />

بطبيعة الهال لن يخطر على بال أحد القول:‏ ‏''ليته يظهر على<br />

روءوس‏ الهيوانات عظم صلب تختلف أشكاله وفروعه ليكون<br />

أداة تحمي بها أنفسها ''. وحتّى لو خطر هذا الأمر على بال أحد فما<br />

باليد حيلة إذ سيبقي هذا التمنّى مجرد خيال.‏ لكن الله تعالى خالق


٤٧<br />

الكاءنات الهيّة <strong>في</strong> أحسن صورة<br />

هو العليم بهاجياتها.‏<br />

هكذا وهب الله الأيل وجميع<br />

الهيوانات الأخرى نظام دفاع<br />

مناسب لها،‏ وقد ذكّ‏ ر الله الإنسان<br />

بهذه الهقيقة فقال تعالى:‏<br />

‏﴿قُ‏ لْ‏ مَنْ‏ بِيَدِهِ‏ مَلَكُوتُ‏ كُ‏ ل ِّ<br />

َ ش‏ يْءٍ‏ وَ‏ هُ‏ وَ‏ يُجِ‏ يرُ‏ وَ‏ لاَ‏ يُجَارُ‏ عَ‏ لَيْهِ‏ إ‏<br />

ِ نْ‏<br />

كُ‏ نْتُمْ‏ تَعْ‏ لَمُ‏ ون َ ﴾ سورة الموءمنون،‏<br />

الأيه ٨٨.<br />

إن الله يهمي جميع الكاءنات،‏<br />

يقول تعالى:‏ ‏﴿...وَ‏ رَ‏ بُكَ‏ عَ‏ لَى كُ‏ ل ِّ<br />

َ ش‏ يْءٍ‏ حَفِ‏ ٌ يظ ﴾ سورة سبأ،‏ الآيه‎٢١‎‏.‏


الكنجرو:‏<br />

صاحب الجيب<br />

قد تتساءلون:‏ ‏''هل يمكن أن يكون<br />

للهيوان جيب؟''‏ حقيقة إنّ‏ <strong>في</strong> بطن الكنجرو منطقة تعرف باسم ''<br />

الكيس''‏ <strong>في</strong>ه تغذّ‏ ي أنشى الكنجرو صغيرها وتحميه وتعتني به.‏<br />

إنه منظر جميل لصغير الكنجرو وقد أخرج رأسه من جيب أمّه<br />

التي تضعه داخله،‏ ويخرج من رحمها طوله ١ سم،‏ أي لم يكتمل نموّ‏<br />

أعضاءه بعد.‏<br />

يوجد داخل كيس‏ الأمّ‏ أربعة أنواع من الأثداء،‏ واحد منها<br />

ينتج حليبا للمولود الجديد حسب قوامه وحرارته،‏ أمّا بقيّة الأثداء<br />

فهي تنتج الهليب للمولود الذي يكون قد اشتد عوده قليلاً.‏ ويبد ‏ٔا<br />

خلال أسابيع برضع الشدي الذي يناسب سنّه،‏ وكلّما كبر يمرّ‏ إلى<br />

الشدي الذي يليه.‏<br />

أيّها الأطفال،‏ توجد بعض‏ الأسئلة التي يجب أن تطرحوها على<br />

أنفسكم:‏<br />

أوّ‏ لا:‏ كيف يميّز صغير الكنجرو الذي يبلغ طوله ١ سم؟ كيف<br />

توفر الأمّ‏ حليباً‏ مختلفاً‏ <strong>في</strong> كلّ‏ ثدي؟ إنّ‏ الهليب الذي يشربه صغير<br />

الكنجرو من الشدي أكثر حرارة مقارنة بالهليب الذي يخرج من<br />

بقيّة الأثداء،‏ كما أن القيمة الغذاءية تختلف أيضا.‏<br />

٤٨


٤٩<br />

حسنا،‏ كيف تسخن الأمّ‏ حليبها؟ كيف تفرز الهليب حسب<br />

قيمته الغذاءية داخل أثداءها؟<br />

انتبهوا ولا تنسوا،‏ إن من يقوم بهذا العمل ليست أنشى الكنجرو<br />

فهي لا تعي حتّى بما يوجد بداخلها من أنواع الهليب،‏ إذ لا يمكنها<br />

ضبط حرارة حليب كلّ‏ ثدي من أثداءها،‏ كما أنّها لا تعرف ضبط<br />

خصوصيّة كلّ‏ نوع من أنواع الهليب.‏ فهي كاءن ضعيف تعيش‏ كما<br />

أمرها الله تعالى،‏ والله تعالى هو الذي أوجد <strong>في</strong>ها ما يهتاجه صغارها.‏<br />

فالله الر َّ حْمَ‏ ن ِ الر َّ حِ‏ يم ِ هو الذي وضع الهليب <strong>في</strong> أفضل مكان ببطن<br />

الأمّ.‏<br />

ّ يقضي صغير الكنجرو ستّة أشهر ونصف متواصلة داخل كيس‏<br />

الأمّ‏ دون أن يخرج،‏ ثمّ‏ ّ يقضى ثمانية أشهر تارة خارج جيب الأمّ‏<br />

وتارة داخله،‏ ثمّ‏ بعد ذلك يعيش‏ خارج هذا الجيب باستمرار.‏<br />

<strong>في</strong> الأثناء تنجب الأمّ‏ صغيرا آخر ويعيش‏ الاثنان معا مدّ‏ ة طويلة<br />

داخل الجيب دون أن يتضرر أيّ‏ منهما.‏ ويرضع كلّ‏ واحد منهما<br />

من الشدي المناسب لسنه.‏<br />

حسناً،‏ من أين عرف كل واحد من<br />

الأخوين الشدي المناسب له؟<br />

الجواب عن هذا السوءال<br />

واضه جدّا:‏ إنّه إلهام<br />

من الله تعالى.‏


٥٠<br />

إنّ‏ جسم الكن و يدعو إلى التأمل،‏ فطوله حوالي متر ونصف،‏<br />

وطول ذيله متر واحد،‏ وبإمكانه قطع مسافة ثمانية أمتار بقفزة<br />

واحدة بفضل طول أرجله الخل<strong>في</strong>ّة،‏ ويساهم ذيله الماءل <strong>في</strong> الهفاظ<br />

على توازنه عندما يركض‏ بسرعة.‏<br />

حسنا،‏ <strong>في</strong> رأيكم هل جاءت أرجله كبيرة بهذا الشكل عن<br />

طريق المصادفة ؟ أم أنّ‏ أمّه فكّرت <strong>في</strong> حاجة صغيرها إلى أرجل<br />

كبيرة كي لا يتعب ؟ طبعا،‏ لا شيء يوجد بالمصادفة،‏ فكلّ‏ شيء من<br />

خلق الله الذي خلق للكاءنات خصاءص‏ كلّ‏ حسب احتياجه،‏ وهو<br />

الذي خلق الكنجرو وجميع الكاءنات الهيّة الأخرى <strong>في</strong> أحسن<br />

صورة...‏


الكُوَ‏ الا النّوءوم<br />

٥١<br />

عندما يقال ‏''الكُوَ‏ الا''‏ يخطر ببالنا<br />

ذلك الهيوان الرّمادي الذّ‏ هبيّ‏ الشعر<br />

الذي يلفّ‏ رجليه وذراعيه فوق شجرة<br />

‏''الكالاتوس''.‏ حقيقة إننا نهبّه كشيرا عندما<br />

نراه بهذا المنظر.‏<br />

لعلّكم مشتاقون لمعرفة السبب الذي<br />

جعلنا نصف هذا الهيوان ب''النوءوم''.‏ السبب<br />

<strong>في</strong> ذلك أنّ‏ هذا الهيوان ينام ١٨ ساعة يوميّا،‏<br />

فالقسم الكبير من حياته ّ يقضيه فوق شجرة<br />

الكالاتوس.‏<br />

للكوالا ذراعان طويلتان متجعّدتان،‏ ويمكنه<br />

تسلّق الأشجار بسرعة بفضل ذراعيه ومخالبه<br />

الهادّ‏ ة وإصبعي رجليه الأماميّتين المنفصلتين عن<br />

أصابعه الشلاثة الأخرى.‏ أمّا رجلاه الخل<strong>في</strong>ّتان ف<strong>في</strong>ها أصابع أماميّة<br />

بها مخالب حادّ‏ ة وأصابع خل<strong>في</strong>ّة لا يوجد بها مخالب.‏<br />

إنّ‏ اختلاف الأصابع يساعده على تسلّق الأغصان الص‏<br />

كما أنّه يغرز مخالبه <strong>في</strong> الأماكن اللّيّنة من الشجرة <strong>في</strong>قبض‏ عليها تماما<br />

مشلما يقبض‏ الواحد منا على العصا،‏ وهكذا يتسلّق الأغصان<br />

بسهولة،‏ وهذا ما يسهّل حياة الكوالا فوق الأشجار.‏<br />

إنّ‏ أهمّ‏ شيء يفعله الكوالا عند إحساسه بالخطر هو التهرّ‏ ك<br />

ّ غيرة،‏


بسرعة فوق الأشجار حتّى إنّه يقدر على القفز من<br />

غصن يبعد مسافة متر عن الغصن الآخر.‏<br />

تلد أنشى الكوالا مولوداً‏ واحداً‏ خلال سنتين،‏ وهي<br />

تحمله <strong>في</strong> كيسها مشل الكنغرو،‏ والمولود يخرج من<br />

كيس‏ أمّه خلال الأشهر الأولى حتّى إذا بلغ السنة من<br />

عمره تحمله أمّه فوق ظهرها.‏ وطبعاً‏ تكون الأم فوق<br />

شجرة الكالاتوس‏ لأنّه يتغذّ‏ ى من أوراقها،‏ وهذا ما<br />

ّ يفسر وجوده <strong>في</strong> مكان بعينه من ال<strong>عالم</strong> حيش يوجد هذا<br />

النوع من الأشجار بكشافة وهي القارّ‏ ة الأستراليّة.‏<br />

يوجد <strong>في</strong> أستراليا أكثر من ٦٠٠ نوع من شجرة الكالاتوس،‏ ولا<br />

يتغذّى حيوان الكوالا إلاّ‏ من ٣٥ نوعا فقط . وهذه الشجرة<br />

ليست مخبأً‏ فقط بل هي مصدر غذاء مهم،‏ حتّى إنّه ليس‏ من الخطأ‏<br />

القول إنّها مصدر الغذاء الوحيد لهذا الهيوان.‏<br />

ومن جانب آخر،‏ توجد أنواع مختلفة من<br />

حيوان الكوالا،‏ وكلّ‏ نوع يتغذّ‏ ى من<br />

نوع مختلف من شجرة الكالاتوس.‏<br />

وإذا أخذتم حيوان الكوالا إلى<br />

مكان ما فعليكم أخذ أوراق<br />

الكالاتوس‏ ّ المفضل لديه.‏ لذلك<br />

نرى أنّ‏ هذا الهيوان لا ينزل إلاّ‏<br />

نادراً‏ من فوق الشجرة ويمشي<br />

متشاقلاً‏ من كثرة أكل أوراق<br />

شجرة الكالاتوس.‏<br />

٥٢


٥٣<br />

إن شجرة الكالاتوس‏ <strong>في</strong> الأصل تشبه الشجرة<br />

التي تنتج سكّر النعنان لكنّها تختلف عنها بالموادّ‏<br />

الكيمياويّة الموجودة <strong>في</strong> الورقة.‏ وهذه الموادّ‏ تعتبر<br />

موادّ‏ سامّة لجميع الهيوانات ما عدا الكوالا الذي<br />

يمضغها بأسنانه قبل أن يبتلعها،‏ وتقوم رءتا هذا<br />

الهيوان بتنظيف الموادّ‏ ّ السامّة الموجودة <strong>في</strong> ورقة<br />

الشجرة ثمّ‏ يلفظها الهيوان خارج جسمه.‏<br />

هذا الطعام يسممّ‏ بقيّة الهيوانات لكن بإذن الله تعالى لا يضرّ‏<br />

حيوان الكوالا،‏ لذلك يأكل هذا الهيوان ١ كلغ من هذه الأوراق<br />

ّ السامّة دون أيّ‏ مشاكل.‏ وعلاوة على ذلك فإنّه يأخذ ما يهتاجه<br />

من الماء من أوراق تلك الشجرة نفسها لأنها تحتوي على قدر كبير<br />

من الماء <strong>في</strong> وقت معيّن من السنة.‏ ولهذا السبب يمكن للكوالا أن<br />

يبقى أشهرا عديدة دون أن يشرب الماء.‏<br />

عندما تهبّ‏ رياه عاتية فوق قمم<br />

شجرة الكالاتوس‏ لا يهسّ‏ الهيوان<br />

بالبرودة لأن له فروا غليظا يهميه من<br />

قساوة البرد .<br />

أن يعيش‏ حيوان من ورق مسموم<br />

دليل على أنّ‏ خالق الهيوان هو نفسه<br />

خالق شجرة الأوكاليبتوس‏ و هو خالق<br />

كلّ‏ شيئ بدون نقص‏ إنه الله ربّ‏<br />

ال<strong>عالم</strong>ين .


القطط المشاكسة<br />

تحبّ‏ المداعبة<br />

القطط تحبّ‏ حياة الهرّ‏ يّة والوحدة،‏ إنّها ليست مشل الكلاب<br />

الأهليّة مطيعة بل هي مشاكسة ولا تعرف صاحبها عندما تجوع.‏<br />

وكما تعلمون فإنّ‏ القطط عندما تجوع تموء وتحتكّ‏ بك إذا أرادت<br />

اللعب وتستمتع كشيرا عندما تمسه على شعرها وتطلب المزيد من<br />

هذه الهركات اللّطيفة.‏<br />

هل تعلمون أنّ‏ القطط ترى <strong>في</strong> الليل بشكل جيّدا؟<br />

٥٤


نعم،‏ إن لفة الصوف<br />

هذه يك<strong>في</strong>ها قليلٌ‏ من<br />

الضوء حتّى ترى،‏ فعيون<br />

القطط تختلف عن عيوننا،‏<br />

فقزحية عيونها تكتمل عندما تكون <strong>في</strong><br />

الظلام،‏ وهكذا يمكنها روءية الأشياء بسهولة،‏ علاوة على<br />

ذلك،‏ توجد طبقة داخل عيون القطط لا توجد داخل عين<br />

الإنسان،‏ وهذه الطبقة تتمركز مباشرة خلف غشاوة العين.‏<br />

فالضوء الذي يخترق العين باتجاه الغشاوة الأولى ينعكس‏ أوّ‏ لا ثمّ‏<br />

يدخل مباشرة إلى هذه الطبقة <strong>في</strong>تمّ‏ بذلك انعكاس‏ الضوء مرّ‏ تين،‏<br />

وهكذا ترى القطط جيّدا <strong>في</strong> الأماكن المظلمة التي يصعب على<br />

الإنسان الروءية <strong>في</strong>ها.‏<br />

حسنا،‏ هل فكّرتم لماذا تلمع عيون القطط ليلاً؟<br />

هذا اللمعان مرتبط بالطبقة التي شرحناها قبل قليل،‏ فكما<br />

علمتم فإنّ‏ هذه الطبقة مشل المرآة تعكس‏ الضوء ممّا يسبب لمعان<br />

عيونها كالمرآة التي تعكس‏ الضوء.‏<br />

هل تعرفون مميّزات مخالبها؟<br />

٥٥


تتهوّ‏ ل هذه الأقدام الناعمة فجأة إلى مخالب<br />

حادّة،‏ فعند الإحساس‏ بالخطر تخرج أظافر<br />

حادّ‏ ة وتكبر أقدامها استعدادا لمواجة العدوّ‏ .<br />

لماذا تسقط القطط داءما على أرجلها<br />

الأربعة؟<br />

تعلمون جيّدا أنّ‏ القطط عندما تسقط من<br />

الأعلى تحطّ‏ داءما فوق أقدامها الأربعة ،<br />

والهدف من ذلك هو المحافظة على توازن<br />

جسمها عند القفز من الأعلى.‏<br />

وتستمتع القطط بالقفز من شجرة إلى<br />

أخرى لذلك منهها الله عز وجل هذه<br />

٥٦ المميّزات للدّ‏ فاع عن نفسها من الخطر.‏


٥٧<br />

الأسود:‏ ملوك الغابات<br />

الأسد من فصيلة الهيوانات المفترسة،‏ له جسم طويل وأرجل<br />

قصيرة ورأس‏ كبير وبصر حاد،‏ وهو شجاع،‏ ولذلك استهق أن<br />

يلقّ‏ ب بملك الغابة.‏<br />

يبلغ طوله بهساب ذيله ٣ أمتار،‏ ويبلغ ارتفاعه مترا واحدا<br />

تقريبا.‏ أمّا وزنه <strong>في</strong>قارب ٢٣٠ كلغ،‏ يعني أنّ‏ الأسد أطول منكم إنه<br />

عبارة عن قط كبير جدّ‏ ا.‏<br />

وللأسد الذّ‏ كر لبدة ليّة تكون <strong>في</strong> محيط وجهه وخلف رأسه،‏ كما<br />

تغطّ‏ ى عنقه وكتفه وتمتد حتى ظهره.‏ وهذه اللّبدة تمنه الأسد هيبة<br />

وقوّ‏ ة.‏<br />

ّ يقضي الأسد معظم يومه تحت ظلال الأشجار أو الأحجار<br />

الكبيرة إمّا ناءما أو مستيقظا.‏ ويصطاد فريسته <strong>في</strong> الغالب ليلاً،‏ فله<br />

قدرة هاءلة على الإبصار ليلاً،‏ لذلك يستطيع روءية فريسته بكلّ‏<br />

سهولة لأنّ‏ عينه صم ِّ مَ‏ ت تصميما ّ خاصا تساعده على المشاهدة<br />

والتجوال <strong>في</strong> الظلام بسهولة.‏


٥٨<br />

مقارنة ببقيّة الكاءنات الهيّة الأخرى فإنّ‏ عيونه الهادّ‏ ة هي التى<br />

جعلت منه صيّاداً‏ ماهراً.‏<br />

هكذا خلقه الله بين الكاءنات ووهبه أحسن الصفات لتساعده<br />

على التّأقلم مع المحيط الذي يعيش‏ <strong>في</strong>ه.‏<br />

للأسد زءيره المتميّز،‏ ويصطاد فريسته <strong>في</strong> الغالب ليلاً‏ قبل بزوغ<br />

النّهار،‏ وعندما يزأر الأسد تتوقّف الهياة <strong>في</strong> الغابة <strong>في</strong>صمت الجميع<br />

لسماع الملك وتهرب القردة إلى قمم الأشجار خاءفة مذعورة.‏


النّمور:‏ القطط الوحشيّة<br />

٥٩<br />

احذروا من أن تظنّوا أنّها أليفة مشل القطط،‏ فهي وحشية<br />

وقويّة.‏ فالنمور أقوى حيوان <strong>في</strong> عاءلة القطط.‏<br />

يفته النّمر عينيه بعد يومين من ولادته،‏ وأنشى النمر بقدر ما هي<br />

وحشيّة وعنيفة تجاه الآخرين فهي رحيمة وتحبّ‏ صغارها كشيرا،‏<br />

كما أنّها ترضع صغارها مدّة ٦ أسابيع ثمّ‏ تبدأ‏ بتعليمهم أكل لهم<br />

الفريسة وتعلّمهم الاعتماد على النفس‏ <strong>في</strong> تحصيل الغذاء.‏<br />

بعد هذه المرحلة يصبه النّمر سريعا جدّ‏ اً‏ ووحشيّاً‏ إذ يمكنه أن<br />

يقطع مسافة ٤ أمتار <strong>في</strong> قفزة واحدة.‏ افتهوا الآن ذراعيكم<br />

وتخيّلوا أنّ‏ النمر يستطيع القفز لمسافة ٤ أمشال طول ذراعيكم إذا<br />

كان مجموعهما مترا واحدا.‏<br />

للنّمر خصاءص‏ هو نفسه لا يعيها تتوافق مع المحيط الذي يعيش‏<br />

<strong>في</strong>ه،‏ أمّا لون شعره فهو يشبه أيضاً‏ لون المحيط الذي يعيش‏ <strong>في</strong>ه ممّا<br />

يسهّل عليه الاختفاء والاقتراب من فريسته دون تشويش،‏ إضافة<br />

إلى أنّ‏ هذه الألوان تزيد النّمر جمالاً‏ وجاذبيّة.‏


تختلف الخطوط الموجودة على فرو النمر وخدوده وحاجبيه<br />

من نمر إلى آخر.‏ ولا تفترس‏ النّمور بعضها البعض‏ على الإطلاق،‏<br />

كما أنّ‏ كلّ‏ نمر يرسم حدود منطقته بما يفرزه من لعاب وراءهة<br />

على الأعشاب،‏ وهكذا يفهم غيره من النمور أنّ‏ هذه المنطقة لها<br />

مالكها.‏<br />

هذا الهيوان الوحشي له كذلك ّ خاصيات أخرى،‏ منها أنّ‏ هذه<br />

القطط الوحشيّة عكس‏ القطط الأخرى تحبّ‏ الماء كشيرا حتّى أنّها<br />

سبّاحة ماهرة رغم ثقل جسمها.‏<br />

لقد خلق الله للنّمور-‏ مشل جميع الكاءنات الأخرى-‏<br />

خصاءص‏ مدهشة منها مشلا:‏ أنه عندما<br />

ينظر الإنسان إلى صغار النّمور تشير <strong>في</strong>ه<br />

الشفقة والرّحمة لكنّها <strong>في</strong> الأصل<br />

وحشيّة للغاية،‏ والله خلق الرّ‏ حمة<br />

والشفقة <strong>في</strong> النّمور فقط تجاه صغارها.‏<br />

٦٠


الباندا:‏<br />

صاحب<br />

القناع<br />

الأكيد أنّكم شاهدتم هذا<br />

الهيوان <strong>في</strong> شكل لعبة كبيرة.‏<br />

هل تعرفون أنّ‏ هذا الهيوان المحبوب لا<br />

يأكل إلاّ‏ الخيزران؟<br />

تأكل السبنداس‏ البالغ ما يقرب من ١٥ كيلو غراما من<br />

الخيزران يوميّا،‏ وبذلك تأكل سنويّا أطنان من الخيزران،‏ فهي<br />

تأكل كلّ‏ طوال ساعات اليوم،‏ كم هي أكولة أليس‏ كذلك؟<br />

للبندا ّ خاصية طريفة،‏ اَ‏ نظروا إلى أيديكم،‏ <strong>في</strong>ها أصابع لكن<br />

حيوان الباندا له إصبع زاءد عن أصابعكم،‏ فالله سبهانه جعل لهذا<br />

الهيوان ستّة أصابع ليتمكّن من مسك طعامه جيّداً‏ وإلتهامه بشكل<br />

مناسب.‏<br />

حيوان الباندا يعيش‏ داءما <strong>في</strong> الأماكن الباردة والرّ‏ طبة،‏ لذلك<br />

تلد صغارها <strong>في</strong> أماكن مشل المغارات.‏<br />

تلد الباندا صغارها،‏ وهم يشبهون اللعبة تماما،‏ وهو لا يبصرون<br />

ولا أسنان لهم.‏ وعموما فإنّ‏ الصغار الذين يولدون <strong>في</strong> شهر فبراير<br />

يبلغ طول الواحد منهم ١٠ سم ووزنه ١٤٢ غ،‏ ويكون أصغر من<br />

أمه ٥٠٠ مرّ‏ ة.‏ ويكبر صغار الباندا بسرعة <strong>في</strong>بلغ وزن الفرد ٢٧ كغ<br />

٥<br />

٦<br />

٦٢


أشهر من ولادته،‏ بينما نهن البشر<br />

يصل وزننا ٢٧ كغ بعد سنوات على<br />

الأقل.‏<br />

لهيوان الباندا ّ خاصيّة أخرى وهي<br />

أنّه لا يتّصف بالعنف،‏ هو يتسلّق<br />

الأشجار إمّا لتنظيف أضافره أو الهرب<br />

من الخطر.‏ فهذا الهيوان هادئ جدّ‏ ا فإذا<br />

اقترب منه إنسان وهو ناءم لا يهرّ‏ ك<br />

ساكناً‏ حتّى لو أحسّ‏ به ويواصل نومه.‏ إنّكم إذا صادفتم هذا<br />

الهيوان يوماً‏ لا تتردّ‏ دوا <strong>في</strong> المسه عليه وملاطفته.‏<br />

٦<br />

بعد ٩<br />

٦٣


الدّ‏ ببة:‏ آكلة<br />

العسل<br />

الدّ‏ ببة ذات الفرو الغليظ المشهورة بهبّها للعسل ّ حاسة الشمّ‏<br />

و الرّ‏ وءية عندها ضعيفة جدّ‏ ا.‏<br />

حسناً،‏ <strong>في</strong> هذه الهال هل تعلمون كيف تجد العسل الذي تحبّه؟<br />

طبعاً‏ الله تعالى هو الذي يوءمّن لها احتياجاتها،‏ فقد وهبها أنفاً‏<br />

طويلاً‏ به تشم راءهة طعامها فتهدّ‏ د مكانه بسهولة.‏ وأنتم تعرفون<br />

أنّ‏ الدّببة لها جسم ضخم،‏ لكن لا يخدعكم ذلك،‏ فهذا الهيوان<br />

سريع جدّ‏ ا حتّى إنّه يركض‏ بسرعة ٤٨ كلم <strong>في</strong> الساعة،‏ وهو مع<br />

سرعته قوي جداً.‏<br />

تقضي بعض‏ أنواع الدّ‏ ببة ‏-رغم كبر حجمها الذي يبلغ طوله<br />

بين مترين إلى ٣ أمتار ‏-وقتها <strong>في</strong> تسلّق الأشجار.‏ وعموما فإنّ‏<br />

الدّ‏ ببة تستطيع تسلّق قمم علوّ‏ ها مترا بهشا عن الطعام لأنّها<br />

تتغذّ‏ ى من النباتات.‏<br />

عندما تجد الدببة خليّة النّهل تضربها بمخالبها ضربة أو<br />

ضربتين <strong>في</strong>هرب النهل جميعه ثمّ‏ تلتهم العسل الموجود<br />

داخل الخليّة.‏<br />

اِ‏ حذروا،‏ لا تفعلوا مشل هذا لأنّ‏ النّهل يلسعكم <strong>في</strong><br />

كلّ‏ مكان فتصابوا بالمرض،‏ أمّا الدببة <strong>في</strong>هميها فروها<br />

الذي وهبها الله إيّاه فتصل إلى العسل دون خطر.‏<br />

تنام الدببة طوال فصلي الخريف والشتاء،‏<br />

٣٠<br />

٦٤


٦٥<br />

وتتغطّ‏ ى بالأغصان الجافة،‏ وتحتمي<br />

بالأماكن الآمنة ولا تخرج إلاّ‏ <strong>في</strong><br />

فصل الرّبيع.‏ وقبل أن تنام <strong>في</strong> الشتاء<br />

تأكل كشيراً‏ من أوراق شجر الزّ‏ ان<br />

والكستناء التي تقوّ‏ ى طبقة الشهم لأنّها<br />

مضطرّ‏ ة لخزن الشهم <strong>في</strong> جسمها،‏ فهي تفقد كشيرا من<br />

وزنها عندما تخرج <strong>في</strong> فصل الرّ‏ بيع.‏ ولو فقد الإنسان ما تفقده<br />

الدببة من وزن لمات على الفور.‏<br />

لكن الدّ‏ ببة تعيش‏ حتّى وإن فقدت معظم وزنها.‏<br />

تعود الدّ‏ ببة للعيش‏ داخل المغارات عند اقتراب موعد ولادتها.‏<br />

وبشكل عام تلد الدّ‏ ببة ثلاثة أفراد وتقوم بإرضاعهم حتّى يهل<br />

فصل الرّ‏ بيع.‏<br />

يولد صغارها عميانا وبدون شعر ولا أسنان،‏ وتضطرّ‏ الأمّ‏ إلى<br />

حماية صغارها عند خروجها بهم من المغارة وإلاّ‏ فإنّهم يقتلون من<br />

قبل ّ الصيادين أو ذكر الدّ‏ ببة.‏<br />

إن الله تعالى الرّ‏ حيم بمخلوقاته هو الذي يوءمّن حاجيات جميع<br />

الكاءنات الهيّة،‏ وهو الذي وهب الدّببة الص‏<br />

الإمكانات اللاّزمة لتواصل حياتها،‏<br />

فوضعها تحت حماية أمّهاتها<br />

التي تتصدّ‏ ى لكلّ‏ خطر يهدّد<br />

صغارها.‏<br />

ّ غار


الدّبّ‏ القطبيّ‏ : الرّ‏ جل<br />

الشّلجيّ‏<br />

الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ هو أحد أضخم الهيوانات،‏ فهو يشبه الرّ‏ جل<br />

الشّلجيّ‏ . وهذا الرّ‏ جل الشّلجيّ‏ يبلغ ثقل ذكره ٨٠٠ كغ وطوله<br />

ونصف المتر،‏ ويعادل وزنه وزن ١٠ أشخاص‏ مجتمعين.‏<br />

إنّ‏ ّ خاصيات جسم الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ تتماشي تماما مع المحيط الذي<br />

يعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏ فرغم البرد القارس‏ والشلوج والعواصف الشلجيّة فإنّ‏<br />

القدرة الإلهيّة جعلت <strong>في</strong> جسمه طبقة شهميّة تحميه من البرودة،‏<br />

وفروه غليظ وكشيف وطويل ومنتفخ.‏<br />

هل تساءلتم لماذا لا يعيش‏ صاحب هذه الخصاءص‏ <strong>في</strong> صهراء<br />

إفريقيا؟<br />

طبعا الجواب على هذا السوءال هو أنّ‏ الله خلقه بهذه الخصاءص‏<br />

ليعيش‏ داخل الإقليم الذي يعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏ وتخيّل أنه يعيش‏ <strong>في</strong> محيط<br />

صهراوي فإنّه سيموت من شدّ‏ ة الهرارة.‏<br />

٢<br />

٦٦


٦٧<br />

معلومة أخرى تخصّ‏ الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ فهو<br />

بخلاف الدّببة الأخرى لا يهبّ‏ النّوم كشيرا <strong>في</strong><br />

فصل الشتاء ما عدا الأنشى ّ وخاصة <strong>في</strong> فترة الهمل إذ تنام طوال<br />

فصل الش‏<br />

حاجيّات المولود الجديد جاهزة لأنّ‏ الله زالرزّ‏ اقس‏ جعل درجة<br />

ّ الشهم عالية <strong>في</strong> حليب الأمّ‏ وهي مادّة مهمة لغذاء صغارها وهكذا<br />

تكبر الدّ‏ ببة بسرعة وتكون جاهزة للخروج <strong>في</strong> فصل الرّ‏ بيع.‏<br />

حسناً،‏ هناك سوءال آخر:‏ هل تعلمون أنّ‏ الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ سبّاه<br />

وغوّ‏ اص‏ ماهرٌ‏ ؟ نعم ما سمعتموه صهيه،‏ إنّ‏ الدبّ‏ القطبي يجيد<br />

هذين العملين،‏ فهو يستعمل رجليه الأماميتين مشل اجملداف عندما<br />

يسبه.‏<br />

وإضافة إلى ذلك،‏ فقد وهبها الله تعالى ميزة أخرى وهي أنّ‏<br />

ثقبي أنفه ينسدّان عندما يغطس‏ تحت الماء وتبقى عيناه مفتوحتين،‏<br />

إضافة إلى انفتاه أصابعه مشل أصابع البطّ‏ فتساعده على السباحة<br />

بسهولة.‏<br />

تعيش‏ هذه الهيوانات <strong>في</strong> القطب الشمالي وشمال كندا وشمال<br />

سبيريا وهي أبرد المناطق <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong>.‏ و<strong>في</strong> هذه البرودة الشديدة لا<br />

تبرد أقدامها،‏ فإذا وضعتم أنتم أقدامكم أو أيديكم فوق الشلج<br />

فلن تستطيعوا تحمّ‏ ل ذلك فتضطرّ‏ ون إلى رفعها بسرعة.‏ أما الدّ‏ بّ‏<br />

القطبي فلا يهسّ‏ حتّى بالبرودة لأنّ‏ أقدامه مغطّ‏ اة بفرو غليظ لا<br />

يتأثر بالبرودة.‏ ولو كان جلد أقدامه مشل الإنسان فلن يستطيع أبداً‏<br />

العيش‏ <strong>في</strong> تلك المناطق.‏ ثمّ‏ أنّ‏ طبقة الش‏<br />

التي توجد تحت الجلد تبلغ ١٠ سم،‏ وهي<br />

توفر الهرارة لجسم الدّ‏ بّ‏ القطبيّ،‏ لذلك<br />

ّ هم<br />

ّ تاء.‏


٦٨<br />

يستطيع هذا الهيوان الرّ‏ كض‏ بسرعة إلى ١١ كلم <strong>في</strong> الساعة<br />

كما بإمكانه السباحة على مدى ٢٠٠٠ كلم.‏<br />

حسنا،‏ هل تعلمون لماذا يكون لون الدّ‏ بّ‏ القطبي أبيض‏ أو<br />

أصفر؟<br />

إنّ‏ اللّون الأبيض‏ يهمي الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ من برودة الشلوج،‏<br />

وبإمكانه الاختباء داخل الشلوج البيضاء،‏ فلو كان لونه أسود مشلا<br />

أو متعدد الألوان مشل الببّغاء الذي يعيش‏ <strong>في</strong> الغابات فإنّ‏ إمكانية<br />

اختباءه داخل الشلوج تكون صعبة.‏<br />

١٠


٦٩<br />

للدّ‏ بّ‏ القطبي ّ حاسة ّ شمّ‏ قوية جدا إلى درجة أنّه يشتمّ‏ راءهة<br />

السمك من عمق متر ونصف المتر تحت طبقة الشلوج .<br />

وللدبّ‏ القطبي خططٌ‏ تختلف من الشتاء إلى الصيف:‏<br />

والآن تخيّلوا الدبّ‏ القطبي بفروه الأبيض‏ وهو يشبه الرّ‏ جل،‏ <strong>في</strong><br />

رأيكم هل يمكن روءيته إذا نام بين الشلوج ؟ قد تجيب بعضكم بنعم،‏ وقد<br />

يجيب بعضكم الآخر بالن<strong>في</strong>.‏ ولكن بالفعل يمكن روءيته،‏ <strong>في</strong>نبغي ألاّ‏<br />

تنسوا أنفه الأسود،‏ فهو يمنع الدّ‏ بّ‏ القطبي من الاختفاء تماما داخل<br />

الشلوج،‏ ولكن هذا الهيوان ذكيّ‏ ، وهل تعرفون ماذا يفعل؟ إنّه يقوم<br />

بهركة ذكيّة،‏ إذ يغطّ‏ ى أنفه بقدميه الأماميتين،‏ وبذلك يكون قد اختب ‏ٔا<br />

تماما بين الشلوج ينتظر اقتراب الفريسة منه.‏<br />

هنا انتبهوا إلى نقطة مهمّة،‏ فالخطط التي اعتمدها الدبّ‏ القطبي<br />

ليست من نسج خياله بل هناك قدرة عليا ألهمته هذه القدرة.‏<br />

تخيّلوا أنّ‏ أطراف الدبّ‏ القطبي كانت كلّها بيضاء <strong>في</strong>هاول هذا<br />

الهيوان الاختباء ولكن أنفه الأسود يهرمه <strong>في</strong> كل مرة من الهصول<br />

على الفريسة،‏ فجلس‏ يفكّر <strong>في</strong>ما يمكنه فعله وخطرت بباله فكرة إخفاء<br />

أنفه الأسود بقدميه.‏<br />

طبعا هذا لا يعقل لأنّ‏ الدّ‏ بّ‏ القطبيّ‏ لا يفعل ذلك إلاّ‏ بوحي من<br />

خالقه،‏ فقد خلقه الله تعالى بهذا الشكل وعلّمه كيف يصطاد فريسته<br />

فهو إذن <strong>في</strong> حماية الله مشل بقيّة اخمللوقات الهيّة الأخرى.‏


عجل البهر:‏ السبّاه الماهر<br />

نشاهد هذا الهيوان عموماً‏ <strong>في</strong> ّ السيرك أو التلفزيون ويقض‏ ّ ي<br />

معظم حياته <strong>في</strong> الماء.‏ إنّه سبّاه وغوّ‏ اص‏ ماهر،‏ هو سعيد ومُرتاه<br />

وسط الماء والشلوج مشلما نكون نهن سعداء فوق اليابسة.‏ إنّه<br />

يستطيع أن يعيش‏ <strong>في</strong> برودة شديدة قدرها ٥ درجات تحت الصفر<br />

<strong>في</strong> فصل الربيع.‏ فنهن <strong>في</strong> مشل هذا الطقس‏ علينا أن نلبس‏ ملابس‏<br />

كشيرة،‏ وعلينا أن نأخذ الكشير من التدابير حتّى لا نبرد،‏ أمّا هو فلا<br />

يبرد أبدا لأنّ‏ ّ الشهم الكشير الذي <strong>في</strong> جسمه يهول دون ذلك.‏<br />

٧٠


٧١<br />

يعيش‏ عجل البهر <strong>في</strong> شكل جماعات.‏ وحسنا،‏ <strong>في</strong> رأيكم:‏ كيف<br />

تعرف أنشى عجل البهر صغيرها داخل هذا الازدحام ؟ هذا سهل<br />

جدّ‏ ا فالأمّ‏ تقبّل مولودها عندما يولد وهي قبلة التعرّ‏ ف،‏ وبفضل<br />

هذه القبلة تتعرّف على راءهة صغيرها ولا تخلطه أبداً‏ بصغير آخر.‏<br />

يولد الصغار مغلّ<strong>في</strong>ن بطبقة شهم تسمّ‏ ى شهم ّ الصغار،‏ وبفضل<br />

هذه الطبقة يبقى ّ الصغار داءما <strong>في</strong> درجة حرارة مرتفعة.‏ والش‏<br />

ّ هم<br />

كشير إلى درجة أنّ‏ ّ الصغير يطفه فوق الماء عندما تعلّمه أمّه الس‏ ّ باحة<br />

فلا يغرق لأنّ‏ الزيت أخفّ‏ من الماء.‏<br />

وأنشى عجل البهر تعلّم صغيرها السباحة مدّ‏ ة أسبوعين بعدها<br />

تتركه يسبه حرّ‏ ا.‏<br />

وككلّ‏ الهيوانات الأخرى فإنّ‏ الله خلق لهذا الهيوان<br />

خصاءص‏ تتماشى والمحيط الذي يعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏ وهذا دليل على أنّ‏ الله<br />

الر َّ حْمَ‏ ن ِ الر َّ حِ‏ يم ِ بمخلوقاته.‏


البطريق صاحب البدلة<br />

البطريق الذي يمشي متمايلاً‏ هو <strong>في</strong> الأصل نوع من أنواع<br />

الطيور لكنه لا يطير.‏ ويعيش‏ <strong>في</strong> شكل جماعات،‏ وقد وهبه الله<br />

القدرة على العيش‏ <strong>في</strong> محيط بارد تبلغ درجة برودته ٨٨ درجة تحت<br />

الصفر.‏<br />

تخيّلوا،‏ بينما نلبس‏ نهن <strong>في</strong> فصل الشتاء القميص‏ الص‏<br />

والجوارب والقفّ‏ ازات،‏ لا تلبس‏ البطاريق أيّ‏ شيء،‏ وبالإضافة إلى<br />

ذلك لا تملك بيوتا تأوي إليها فهي تعيش‏ <strong>في</strong> العراء فوق الشلوج.‏<br />

حسنا،‏ كيف يمكنها أن تعيش‏ <strong>في</strong> مشل هذا الجو القاسي؟ ألا<br />

تتجمد تلك البطاريق يا ترى؟ لا ، لا تبرد لأنّ‏ الله خلق البطاريق<br />

على هيئة خاصة لتعيش‏ <strong>في</strong> الأماكن الشلجيّة.‏<br />

يعدّ‏ ّ السرب الواحد من البطاريق أحيانا ألف بطريق<br />

تتعقّ‏ ب أطراف البهر باتّجاه الجنوب <strong>في</strong> فصل الشتاء.‏ وهذا القرار<br />

الجماعي هو من معجزات الله سبهانه وتعالى.‏ فقد تحس‏ البطاريق<br />

بأنّ‏ موسم الشتاء قد اقترب تقرّ‏ ر معا اختيار المكان الذي ستذهب<br />

إليه وتحدّ‏ د معا يوم الهجرة الجماعيّة دون أيّ‏ اعتراض،‏ وتتهرّ‏ ك<br />

ّ و<strong>في</strong>ّ‏<br />

٤٠٠<br />

٧٢


٧٣


جميعا <strong>في</strong> اتّجاه واحد.‏ فالله وحده له القدرة المطلقة على التهكّم<br />

<strong>في</strong> حركة هذه الهيوانات الطريفة،‏ فهي لا تستطيع أن تتصرف على<br />

هذا النهو من تلقاء نفسها.‏ وموسم الهجرة هو <strong>في</strong> الوقت نفسه<br />

موسم التزاوج بين البطاريق،‏ <strong>في</strong>ختار البطريق زوجته كخطوة أولى<br />

ثمّ‏ يعلّم زوجته شيئا يتعارفان به من خلاله حتّى لا يفقدها <strong>في</strong><br />

الزحام،‏ بمعنى أنّه يصدر أصواتاً‏ ّ خاصة يهفظها الطّ‏ رف المقابل.‏<br />

لا تنسوا،‏ فهذا البطريق غير العاقل يختار زوجته داخل ٤٠٠<br />

ألف بطريق،‏ ويعلّمها صوتاً‏ يتواصل به معها.‏ إن هذا لهو دليل على<br />

قوّ‏ ة الله وعظمة مخلوقاته.‏<br />

التواصل بإصدار الأصوات هي ّ خاصية يتعامل بها البطريق<br />

الأمّ‏ والأب مع صغارهما إذ لا يعرف البطريق الأب والأمّ‏ إلاّ‏<br />

أصوات صغارهما،‏ ولو لم تكن<br />

هذه الخصاءص‏ لاختلطت<br />

الأمور داخل هذا العدد<br />

الهاءل من البطاريق<br />

ولأصبهت حياتها فوضى<br />

كاملة.‏ ولكن الله بهكمته<br />

اللامتناهية وهبها خصاءص‏<br />

تنظم بها حياتها.‏<br />

بعد التزاوج تضع الأنشى<br />

فقط بيضها ثمّ‏ يتهمّل الذكر<br />

مهمّ‏ ة التفقيس‏ <strong>في</strong> درجة برودة<br />

درجة تحت<br />

الصفر،‏ وعليه حضن البيض‏<br />

مقدارها ٣٠<br />

٧٤


لمدّة ٦٥ يوما دون أن يتهرّ‏ ك،‏ فهذه<br />

فترة صعبة جدّ‏ ا لأنّ‏ ذكر البطريق لا<br />

يستطيع حتّى الأكل أثناء التفقيس‏<br />

لأنّه لا يستطيع التهرّك،‏ أمّا الأنشى<br />

فتذهب إلى الأماكن البعيدة لجلب<br />

الطعام لصغارها القادمين.‏<br />

هل تستطيعون أنتم التفكير <strong>في</strong><br />

العيش‏ <strong>في</strong> برودة تصل إلى ٣٠ درجة<br />

تحت الصفر وتبقون مدة ٦٥ يوماً‏ دون<br />

طعام؟ إن هذا الوضع بالنسبة إلى<br />

الإنسان تعني الموت المحقق،‏ لكن<br />

البطريق يضهّى ولا يظهر أيّ‏ قلق أو<br />

تعب أو تذمّر لأنّ‏ الله ألهمه أن يقوم<br />

بوظيفته كاملة دون نقصان.‏<br />

بعد مرور شهرين وأثناء فترة<br />

التفقيس‏ يكون ذكر البطريق قد فقد<br />

ثلش وزنه،‏ فتخيّلوا أنّ‏ إنسانا وزنه<br />

٦٠ كغ ينزل وزنه إلى ٤٠ كغ.‏<br />

تقضي صغار البطريق الشهرين<br />

الأوّ‏ لين بين أقدام الأمّ‏ والأب،‏ وهذا<br />

مهمّ‏ جدّ‏ ا بالنسبة إلى الصغار لأنّ‏<br />

خروجها خطأً‏ لمدّ‏ ة دقيقتين فقط يعنى<br />

إمكانية موتها بالتجمد.‏ وهذه الهماية<br />

وهبها الله للأم و الأب،‏ ولذلك فمن<br />

٧٥


صفات الله عزّ‏ وجلّ‏ اللطيف البصير.‏<br />

يتجمّع عدد كبير يصل إلى ٤٠٠ ألف<br />

بطريق <strong>في</strong> شكل حلقة وتحتكّ‏ ببعضها<br />

البعض‏ لتتدفّأ‏ من برودة الطقس،‏ إنّها<br />

صورة مشاليّة للتّكافل الجماعي.‏<br />

وبهذا تحافظ البطاريق على درجة<br />

الهرارة <strong>في</strong> أجسامها،‏ أمّا البطاريق التي تبقي<br />

خارج الهلقة فتتناوب على دخولها وهكذا<br />

تحافظ على ارتفاع حرارة أجسامها.‏<br />

تعيش‏ البطاريق بهذا النظام دون أيّ‏ اعتراض،‏ وتعيش‏<br />

الأجيال معاً‏ وتواصل العيش‏ بهذا الشكل إلى يومنا هذا.‏<br />

٧٦


الب<strong>في</strong>ن البهّار<br />

٧٧<br />

يمكن أن لا تكونوا قد سمعتم عن اسم هذا الهيوان،‏ لكن<br />

عندما تعرفونه الآن ستهبّونه و تستمتعون كشيراً.‏<br />

أغلب الناس‏ يظنّون أنّ‏ الب<strong>في</strong>ن نوع من البطاريق،‏ غير أنّ‏<br />

الب<strong>في</strong>ن نوع من أنواع الطيور وهو عكس‏ البطاريق إذ يمكنه<br />

الطيران،‏ ويعيش‏ <strong>في</strong> القطب الشمالي،‏ بينما تعيش‏ البطاريق <strong>في</strong><br />

القطب الجنوبي.‏ فالشبه الكبير بينهما أنّهما يستطيعان العيش‏ <strong>في</strong><br />

المناطق الباردة.‏<br />

حياة الب<strong>في</strong>ن طريفة جدّا،‏ فالأم والأب لا يفترقان طوال<br />

حياتهما،‏ وينجبان مولوداً‏ واحداً‏ كلّ‏ سنة.‏ و<strong>في</strong> فترة التزاوج<br />

تظهر خطوط لامعة فوق مناقيرها داكنة اللّون،‏ لكن هذه<br />

الخطوط لم توجد عن طريق المصادفة،‏ فقد وجدت لغاية معيّنة<br />

وهبها الله لهذا الهيوان.‏<br />

يستعمل أفراد هذا الهيوان هذه الخطوط مشل الرّ‏ اية<br />

للتواصل بين بعضهم البعض‏ من المسافات البعيدة.‏<br />

هل تستطيعون أنتم إيجاد خط واحد ملوّ‏ ن على أنوفكم؟<br />

فلنفترض‏ أنّ‏ هذا الخط موجود منذ الولادة<br />

فهل تستطيعون مسهه بأيديكم؟ نظنّ‏ أنّ‏<br />

الجواب سيكون ‏''لا ''، إذن أنتم أيضاً‏ تعرفون<br />

أنّه توجد قوّ‏ ة وحيدة تحدّد الألوان<br />

والأحجام،‏ إنّه الله عز وجلّ.‏<br />

لقد خلق الله أنواعاً‏ كشيرة من الطيور


٦<br />

ووهبها خصاءص‏ كشيرة تتماشى والمحيط<br />

الذي تعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏ وهو الذي خلق هذه<br />

الخطوط وله القدرة على إزالتها.‏<br />

خلق الب<strong>في</strong>ن جميلاً‏ وطريفاً،‏ ووهبه<br />

خصاءص‏ مدهشة نواصل تفهّصها.‏<br />

تترك صغار الب<strong>في</strong>ن أمّهاتها و آباءها بعد أسابيع من ولادتها<br />

وتبدأ‏ <strong>في</strong> الطيران فوق البهار وحدها،‏ ويعيش‏ الب<strong>في</strong>ن ّ السليم حوالي<br />

٢٥ سنة.‏<br />

بإمكان الب<strong>في</strong>ن الغوص‏ <strong>في</strong> أعماق الماء،‏ فهل تعرفون كم يتدرّ‏ ب<br />

الإنسان إذا أراد الغوص‏ <strong>في</strong> الأعماق؟ أوّ‏ لاً‏ عليه وضع قارورة<br />

الأكسجين،‏ إضافة إلى أنه كلّما نزل الأعماق يقوى الضغط<br />

وتصبه حياته معرضة أكثر للخطر،‏ لذلك يتطلّب الغوص‏ مهارة<br />

عالية.‏<br />

إذن كيف تعلّم الب<strong>في</strong>ن البقاء <strong>في</strong> الأعماق ؟ إنّها القدرة الإلهيّة<br />

تعلّمنا دروسا لا مشيل لها.‏<br />

وإليكم مشالاً‏ آخر من الجمال الربّاني<br />

الذي لا ينتهى:‏ يمكن للب<strong>في</strong>ن إمساك عدّ‏ ة<br />

سمكات صغيرة دفعة واحدة بفضل<br />

تركيبة فمه.‏ فالأمّ‏ التي تمسك هذا العدد<br />

الكبير من السمك ) يصل عددها إلى<br />

٦٢ سمكة ( هدفها الوحيد هو صغارها،‏<br />

فإن شاهدتم يوما ب<strong>في</strong>ناً‏ بهذه الهالة<br />

فاعلموا أنّ‏ لها صغاراً‏ تريد إطعامهم.‏<br />

٧٨


الطيور:‏ مُلو ك ّ السماء<br />

٧٩<br />

﴿<br />

يقول الله تعالى:‏<br />

أَلَم يَرَ‏ وْ‏ ا إ‏ ‏ِلَى الط َّ ير ِ َ مُس‏ خ َّ رّ‏ اتٍ‏ فِي جَو ِّ ّ الس‏ مَ‏ اءِ‏ مَا يُمْ‏ ِ سكُهُ‏ ن َّ إ‏<br />

الله ِ إن َّ فِي ذَلِكَ‏ لآيَاتٍ‏ لِقَ‏ وْ‏ م ٍ يُوءْمِنُون<br />

كلّكم تتمنّون الطيران مشل العصا<strong>في</strong>ر،‏ وكلّكم تظنّون أنّ‏<br />

الطيران سهل،‏ نعم هو سهل بالنسبة إلى العصا<strong>في</strong>ر،‏ ولكنّ‏ بالنسبة<br />

إلى الإنسان صعب جدّ‏ اً‏ ...<br />

تبذل العصا<strong>في</strong>ر طاقة كبيرة عند بدإ‏ الطيران لأنّها تحمل ثقل<br />

جسمها بجناحين رقيقين،‏ وكلّما ارتفعت <strong>في</strong> السماء يسهّل الله<br />

مهمّ‏ تها بأن تترك نفسها للرّ‏ يه،‏ وهكذا تستطيع الطيران بسهولة<br />

بدون تعب ولا تبذل طاقة كبيرة.‏ أمّا إذا انخفض‏ تأثير الرّ‏ ياه فهي<br />

تعود ثانية لتخفق بجناحيها.‏<br />

هذه ّ الخاصية تساعد العصا<strong>في</strong>ر على الهجرة إلى أماكن بعيدة،‏<br />

وبفضل الخصاءص‏ التي وهبها الله لها تستطيع الطيران مسافات<br />

طويلة.‏<br />

ِ لا َّ<br />

َ ﴾ سورة النهل،‏ الآيه ٧٩.


توجد أنواع من العصا<strong>في</strong>ر تستطيع الهجرة مسافة ما بين ١٠٠٠<br />

كلم إلى ٤٠٠٠ كلم.‏ فإذا تخيّلتم أنّ‏ محيط الأرض‏ يساوي ٤٠٠٠٠<br />

كلم ستعرفون طول المسافة التى تقطعها العصا<strong>في</strong>ر.‏ فهي تقطع<br />

البهار دون توقف أو استراحة مع أنّه لم يعرف إلى حدّ‏ الآن كيف<br />

تحدد العصا<strong>في</strong>ر اتّجاهاتها <strong>في</strong> رحلاتها الطويلة،‏ إذ تهاجر الطيور إلى<br />

الأماكن التي تريدها دون أن تضلّ‏ الطريق،‏ ولا فرق <strong>في</strong> ذلك بين<br />

صغارها وكبارها.‏<br />

هناك شيء آخر يدهشنا ألا وهو التفكير <strong>في</strong> الأرجل الرّ‏ قيقة<br />

كيف تتهمّ‏ ل ثقل الجسم بأكمله؟<br />

تخيّلوا أرجلا رقيقة بها عضلات كشيرة وعروق وأعصاب،‏ فلو<br />

كانت هذه الأرجل ثخينة سميكة لصعب عليها الطيران،‏ أليس‏<br />

كذلك ؟<br />

وعموما...تقف العصا<strong>في</strong>ر على قدم واحدة أثناء نومها دون أن<br />

تفقد توازنها لأنّ‏ الله خلق <strong>في</strong>ها ّ خاصيات تساعدها على الهفاظ<br />

على توازنها بهذه الطريقة المدهشة.‏<br />

وتعتبر العيون من الأعضاء ّ الهساسة لدى العصا<strong>في</strong>ر،‏ فقد وهبها<br />

الله ‏-إضافة إلى ملَكة الطيران ‏-حدّ‏ ة البصر أيضا لأنّ‏ القدرة<br />

على الطيران تتطلّب بالضرورة حدّ‏ ة النظر لتفادى الأخطار،‏ لذلك<br />

نجد قدرة العصا<strong>في</strong>ر على روءية الأشياء بوضوه من مسافات بعيدة<br />

أقوى من قدرة الإنسان على ذلك.‏ ولهذا السبب تبقى عيونها<br />

مفتوحة عندما تطير حتى تحسّ‏ بالخطر قبل أن يداهمها.‏<br />

٨٠


٨١<br />

ومن المعلوم أيضا أن العصا<strong>في</strong>ر لا تحرّ‏ ك<br />

عيونها مشل الإنسان لكنّها تحرّ‏ ك رأسها<br />

وعنقها بسرعة فتكبر أمامها مساحة<br />

المشاهدة.‏<br />

فمشلاً‏ : طاءر اللّيل ‏''البوم '' له<br />

عيون كبيرة تحتوى على بعض‏<br />

الخلايا ّ الخاصة ّ الهساسة أمام<br />

العتمة،‏ فإذا كنا نهن لا نستطيع<br />

فته عيوننا مدّ‏ ة ٤٥ ثانية تغطس‏ طيور البهر روءوسها<br />

فتقبض‏ على الهشرات بكلّ‏ سهولة،‏ إذ هي ترى فريستها<br />

بوضوه تحت الماء،‏ وهكذا جعل الله عيونها مركبة تركيباً‏ خاصاً‏<br />

لكي يمكنها الروءية بوضوه تحت الماء.‏<br />

بذلك نلاحظ أنّ‏ عيون الطيور ليست مشل عيوننا التى لا ترى<br />

بوضوه كامل بل هي عيون برّاقة وصا<strong>في</strong>ة فتتّجه نهو فريستها<br />

مباشرة.‏<br />

ّ والسمع كذلك مهمّ‏ جدّ‏ ا بالنسبة إلى الطيور،‏ فكشير من الطيور<br />

تسمع الأصوات الخافتة بفضل غشاء خاصّ‏ <strong>في</strong> آذانها.‏<br />

والقدرة على الرّ‏ وءية تحت الماء و <strong>في</strong> الظلام و القدرة على سماع<br />

الأصوات المنخفظة كلّها ّ خاصيات لا توجد عند الإنسان.‏ فنهن<br />

لسنا بهاجة إلى كلّ‏ هذا لأنّ‏ حياتنا تستمرّ‏ بسهولة دون الهاجة إلى<br />

هذه الخصاءص،‏ أمّا إذا غابت هذه الخصاءص‏ عن الطيور فإنّه من<br />

غير الممكن الهصول على الغذاء و سماع أصوات صغارها<br />

واستمرار نوعها.‏


إن للبوم حساسيّة تجاه الأصوات فالقدرة على ّ السماع عنده<br />

أقوى بكشير من الإنسان،‏ كما أن للبوم ريشاً‏ يشبه الشعر <strong>في</strong> طر<strong>في</strong><br />

وجهه،‏ إذ هناك تتجمّ‏ ع الأصوات وترسلها بعد ذلك إلى داخل<br />

الأذن،‏ كما يفصل هذا الشعر بين الأذنين.‏ وهكذا فإنّ‏ الصوت<br />

الذي يأتي من اليمين تسمعه الأذن اليمنى.‏ والأمر<br />

العجيب الآخر أن الأذنان لا تحتلّ‏ مكاناً‏<br />

متماثلاً‏ <strong>في</strong> الرّ‏ أس‏ فواحدة أعلى من<br />

الأخرى .<br />

وهكذا يمكن للبوم سماع<br />

الأصوات من اتّجاهات<br />

مختلفة،‏ وبالتالي يسهل عليه<br />

تحديد مصدر الصوت ومكان الكاءن الهي صاحب<br />

هذا الصوت،‏ وهذا يسهّ‏ ل عليه تحديد مكان فريسته.‏<br />

تصدر بعض‏ الطيور أصواتاً‏ مختلفة لمغالطة أعداءها،‏ فالطيور التي<br />

توجد أعشاشها داخل ثقوب الأشجار مشلا تقلّد صوت الشعابين<br />

تجنّبا لهجمات الشعابين فلا تقترب من عش‏<br />

وبالإضافة إلى هذا،‏ فإنّ‏ الله خلق للطيور السبّاحة غشاء بين<br />

أصابع أرجلها يمكّنها من السباحة بسرعة،‏ فإذا أردتم السباحة<br />

فالبسوا قدم السباحة <strong>في</strong> أقدامكم،‏ وعندءذ ستعرفون كم<br />

ّ ها.‏<br />

٨٢


٨٣<br />

زادت سرعتكم،‏ وهكذا ولدت بعض‏ الطيور<br />

بتلك الأقدام.‏<br />

تبني بعض‏ الطيور أعشاشا وهميّة لتهمي<br />

صغارها من الأعداء ّ خاصة أنّ‏ أكثر الهيوانات<br />

تتغذّ‏ ى من البيض‏ <strong>في</strong> إفريقيا والهند،‏ لذلك نجد طيور<br />

ّ السكاسك الإفريقيّة تبنى كشيرا من الأعشاش‏ الوهميّة وتخ<strong>في</strong><br />

<strong>في</strong>ما بينها أماكن الأعشاش‏ الهقيقيّة حماية لبيضها.‏ فالشعابين التي<br />

تعيش‏ داخل الأشجار <strong>في</strong> المناطق الاستواءيّة سامّة جدّا،‏ لذلك<br />

تكون مداخل بيوت تلك الطيور مخ<strong>في</strong>ّة ومعقّدة،‏ إضافة إلى أنها<br />

تحمي صغارها فتبني ّ عشها بالأغصان الشاءكة إلى جانب بناءها<br />

الأعشاش‏ الوهميّة.‏<br />

نشاهد كلّ‏ يوم كشيرا من الطيور،‏ فهل انتبهتم إلى مناقيرها؟<br />

فهذه المناقير تختلف من نوع إلى آخر،‏ ولها دور مهمّ‏ <strong>في</strong> حياة<br />

الطيور.‏ فالمنقار هو أفضل وسيلة لجمع الطعام،‏ فالطيور التي تتغذّى<br />

على السمك تكون مناقيرها طويلة وتشبه اخملالب،‏ أمّا الطيور<br />

التي تتغذّى على النبات فتكون مناقيرها حسب<br />

أنواع النبات الذي تأكله بهيش تتناوله بكلّ‏<br />

سهولة.‏<br />

لقد خلق الله الكاءنات الهيّة كاملة بلا عيوب حسب<br />

احتياجاتها.‏


اللّقلق ذو الساق الطويلة<br />

<strong>في</strong> أيّام الرّ‏ بيع الدّ‏ ا<strong>في</strong>ٔة،‏ وعندما تنظرون إلى السماء تشاهدون<br />

آلاف الطيور البيضاء الكبيرة،‏ إنّها اللّقالق.‏<br />

يبلغ طول اللّقلق من متر إلى متر ونصف،‏ ولها أجنهة بيضاء و<br />

ذيل أسود طويل إنّها طيور مهاجرة.‏<br />

واللّقلق طاءر طريف بمنقاره الطويل وساقيه الهمراوين<br />

الطويلتين.‏<br />

ما يشدّ‏ الانتباه <strong>في</strong> اللّقلق هو طريقة طيرانه،‏ ومنقاره وساقاه<br />

الممدودتان إلى الخلف.‏ وهذا الشكل الجميل يزداد جمالاً‏ عندما<br />

يستغلّ‏ اللّقلق حالة الطقس‏ <strong>في</strong>زيد من سرعته.‏<br />

تهاجر اللّقالق كلّ‏ سنة <strong>في</strong> شكل أسراب،‏ وهذا يعود إلى عدم<br />

قدرتها على العيش‏ <strong>في</strong> الأماكن الباردة،‏ فاللّقالق المهاجرة تبش‏<br />

بقرب فصل الصيف.‏<br />

تهاجر اللّقالق <strong>في</strong> فصل الصيف من أوروبا إلى شمال إفريقيا<br />

ومن تركيا إلى اليابان وقبل أن يبدأ‏ الطقس‏ البارد تهاجر إلى شبه<br />

الجزيرة الكوريّة والمناطق الاستواءية بإفريقيا والهند.‏<br />

ّ رنا<br />

٨٤


والمدهش‏ <strong>في</strong> الموضوع هو:‏ كيف تعرف اللّقالق أنّ‏ الهرارة<br />

بدأت <strong>في</strong> شبه الجزيرة الكوريّة،‏ فهذه معجزة حقّ‏ ا،‏ والمدهش‏ أكثر<br />

هو عودة اللّقالق إلى أوكارها القديمة بعد مرور سنة كاملة على<br />

مغادرتها لها.‏ نعم،‏ إن هذا الذي تقروءونه صهيه...‏<br />

تعود اللّقالق إلى أوكارها نفسها التي بنتها قبل سنة وتقيم <strong>في</strong>ها<br />

مرّ‏ ة أخرى.‏ ولكن كيف يكون ذلك بعد مرور كلّ‏ هذه المدّ‏ ة،‏<br />

وبعد قطع كلّ‏ تلك المسافات الطّ‏ ويلة وكأنّ‏ بيدها بوصلة تعود بها<br />

إلى أوكارها دون أن تضلّ‏ الطريق؟<br />

طبعا،‏ أن يكون للّقالق هذه الذاكرة القويّة وأن يكون لها هذا<br />

النّهج العظيم هو إلهام من القادر الخلاّق ربّنا سبهانه وتعالى.‏<br />

واللّقالق لا تستطيع قطع مسافات طويلة فوق البهار نظرا<br />

لساقيها الطويلتين كالعصيّ،‏ فهي تخاف أن لا تجد يابسة تحطّ‏<br />

٨٥


عليها،‏ ولذلك ّ تفضل السفر متبعة أطراف الأماكن القريبة من<br />

اليابسة مشل مضيق اسطنبول ومضيق جبل طارق وقناة السويس.‏<br />

واللّقالق لا تخاف الإنسان لذلك تبنى أعشاشها على البنايات<br />

أو الأشجار أو ركام الهطب أو على قمم المداخن.‏ وتهاجر اللّقالق<br />

عموما <strong>في</strong> شكل سرب واحد،‏ وعندما تصل إلى أوروبا تبقى هناك<br />

مدّ‏ ة معيّنة،‏ وبعد مدّ‏ ة أخرى ‏-أي <strong>في</strong> شهر أبريل تقريباً‏ ‏-يبنى<br />

ذكر اللّقلق بيتاً‏ من أغصان الشجر ويختار كلّ‏ سنة المكان نفسه<br />

ويبنى ّ عشه بكلّ‏ عناية ثمّ‏ ينطلق للبهش عن الطعام.‏<br />

إن بعض‏ أنواع اللّقالق تبني أعشاشها <strong>في</strong> المستنقعات وعلى قمم<br />

الأشجار،‏ كما تعيش‏ <strong>في</strong> شكل جماعات،‏ ويمكن رصد عش‏<br />

كبيرا فوق شجرة واحدة.‏<br />

وقد تحدش القرآن الكريم عن حياة الطيور <strong>في</strong> شكل جماعات<br />

إذ يقول الله تعالى:‏<br />

وَ‏ مَا مِنْ‏ دَ‏ اب َّةٍ‏ فِي الأَرْ‏ ض‏ ِ ولاَ‏ طَ‏ اءِرٍ‏ يَطِ‏ يرُ‏ بِجَنَاحَيْه ِ إلا َّ أُمَمٌ‏<br />

أَمْشَالُكُمْ‏ مَا فَ‏ ر َّ طْ‏ نّا فِي الكِتَابِ‏ مِنْ‏ َ ش‏ يْءٍ‏ ثُم َّ إ‏ ‏ِلَى رَ‏ ب ِّهِمْ‏ َ يُهْش‏ رُ‏ ون<br />

سورة الأنعام،‏ الآيه ٣٨.<br />

ّ ا<br />

﴾ َ<br />

١٢<br />

﴿<br />

٨٦


حسنا،‏ هل تعلمون كيف تتواصل اللّقالق <strong>في</strong>ما بينها؟<br />

لا تتواصل اللّقالق بإصدار أصوات بل بقعقعة مناقيرها،‏ فكأنّها<br />

تعبّر عن أشياء كشيرة عندما تُصدر بمناقيرها صوت ‏''تك تك''.‏<br />

وهذا سوءال آخر،‏ هل تعلمون أنّ‏ اللّقالق ترقص؟<br />

نعم،‏ السوءال كما فهمتموه،‏ عندما يتقابل ذكر اللّقلق مع<br />

زوجته يُقعقعان بمنقاريهما ويخفقان بجناحيهما ويرقصان،‏<br />

والهدف من هذه الرّ‏ قصة هو سعي الذّ‏ كر للفوز بإعجاب الأنشى.‏<br />

فإذا تخيّلتم أنّ‏ اللّقلق يصل طوله طول إنسان تقريبا تعرفون كم<br />

هي لطيفة وجذّ‏ ابة هذه الرّ‏ قصة.‏<br />

طبعا،‏ إنّ‏ اللّقالق ليست كلّها بنفس‏ الطول،‏ فأصغر أنواع<br />

اللّقالق هي لقالق آسيا وإفريقيا التي إذا أغلقت مناقيرها يبقى وسط<br />

المنقار مفتوحا ولا تغلق إلاّ‏ مقدّ‏ مة المنقار وموءخّ‏ رته،‏ وهذا المنقار<br />

يسهّ‏ ل عليها ابتلاع المحّار والهلزون.‏<br />

خلق الله الهيوانات بهذا القدر من التنوّ‏ ع والجمال والطرافة،‏<br />

وهذا يزيدنا إيماناً‏ ويقيناً.‏ فكل شيء نرى <strong>في</strong>ه عظمة الله وجلاله<br />

وقدرته.‏<br />

٨٧


الفلامنكو:‏<br />

الطاءر الورديّ‏<br />

هل رأيتم مرة على الشاشة طاءراً‏ طويلاً‏ وردي اللون وله ساقان<br />

طويلتان؟ إن ذلك الطاءر يدعى ‏''الفلامنكو''.‏<br />

يترك الفلامنكو بيضه <strong>في</strong> البهيرات الجافّة الطينيّة،‏ وتضع<br />

الأنشى بيضها <strong>في</strong> بيتها التي تصنعه بسرعة من الطين.‏<br />

ضعوا أنفسكم مكان هذا الطاءر وتخيّلوا أنّكم ستصنعون بيتا،‏<br />

أوّ‏ لا:‏ ابهشوا عن الطين الذي يجفّ‏ بسرعة ثمّ‏ ابهشوا عن المكان<br />

الأفضل ليخرج الصغير من البيضة،‏ وعليكم أن تجدوا أجوبة عن<br />

أسئلة كشيرة مشل:‏ هل من الأفضل ترك البيض‏ تحت الشمس‏ أم <strong>في</strong><br />

الظلّ؟ لكن أنشى الفلامنكو تعرف جيّدا ما ستفعله إضافة إلى أنّها<br />

تحضن بيضها طوال شهر كامل دون ملل أو تعب تنتظر خروج<br />

صغارها من البيض.‏<br />

لو كنتم <strong>في</strong> مشل ذلك الهجم الكبير،‏ هل كنتم ستجروءون على<br />

الجلوس‏ على البيض‏ ؟ هل كنتم ستضمنون سلامة البيض؟ لا شك<br />

أنكم لا تستطيعون أن تضمنوا ذلك.‏<br />

هكذا علّم الله الهيوان ما ينبغي عليه فعله.‏<br />

الفلامنكو يشدّ‏ الناظرين بألوانه الزّ‏ اهية وطول قامته مع أنّه<br />

سبّاه ماهر يساعده <strong>في</strong> ذلك الغشاء الذي يوجد بين أصابع قدميه،‏<br />

٨٨


٨٩<br />

وهو يساعده أيضا على السير على الوحل دون أن يغرق.‏ ثم إنّ‏<br />

هذا الغشاء يساعده على دفع الماء وقطع مسافات طويلة فوق الماء.‏<br />

وكما تلاحظون فإنّ‏ الله وهب الفلامنكو أدقّ‏ الخصاءص‏<br />

الضروريّة ليطير <strong>في</strong> ّ السماء.‏


الإوزّ‏ الظريف<br />

يسبه الإوزّ‏ على الماء الأزرق،‏ فنراه ظريفاً‏ طويل القامة ضخم<br />

الجسم أبيض‏ شامخ المنظر.‏ وهذا المنظر الطريف يشير الإعجاب،‏<br />

فهو معروف بالزركشة الجميلة الجذّ‏ ابة.‏<br />

أنتم سمعتم عن حكاية صغير الإوز القبيه.‏ فهذه القص‏<br />

تتهدّ‏ ش عن صغار الإوزةّ‏ وقد خرجوا من البيض‏ قبيهى المنظر<br />

رمادى اللّون قصيري القامة مغلّ<strong>في</strong>ن بريش،‏ وخلال بضع ساعات<br />

تمكّنوا من السباحة.‏ ترعاهم أمّهم وأبوهم بعناية فاءقة طوال أشهر<br />

و<strong>في</strong> النهاية يتهوّ‏ ل صغار الإوزّة القبيهة إلى إوزّات غايةً‏ <strong>في</strong><br />

الجمال . إنّه الكمال الإلهيّ‏ الذي يجعل هذه الصغار تتعلّم<br />

ّ السباحة بتلك السرعة ثمّ‏ تتهوّ‏ ل إلى إوزّ‏ جميل المنظر،‏ وكما جاء<br />

<strong>في</strong> الآية الكريمة:‏<br />

ال َّذِ‏ ي َ أَحْس‏ نَ‏ كُ‏ ل َّ َ ش‏ يْ‏ ء خَ‏ لَقَ‏ هُ‏ ... ﴾ سورة السجدة،‏ الآيه<br />

‎٧‎‏.يفقس‏ الإوزّ‏ نوعا يسمّ‏ ى السترومبتارس،‏ فالإوزة تحضن بيضها<br />

لتوءمّن لها درجة حرارة مناسبة وترفع قدميها أحيانا لتهرّ‏ ك بيضها،‏<br />

وهكذا تصل الهرارة إلى كامل البيض.‏<br />

لقد ألهمها الله العناية ببيضها وعلّمها معرفة احتياجاتها.‏<br />

وبفضل القدرة التي منهها الله إيّاها يعدّ‏ الإوزّ‏ من أفضل الطيور<br />

الماءيّة قدرة على الطيران والسباحة <strong>في</strong> آنٍ‏ واحد.‏ ويعيش‏ الإوزّ‏ <strong>في</strong><br />

ّ ة<br />

﴿<br />

٩٠


٩١<br />

الماء أفضل من اليابسة،‏ وبفضل الغشاء<br />

الموجود <strong>في</strong> قدميه يستطيع السباحة بسرعة<br />

كبيرة.‏<br />

ويهاجر الإوزّ‏ <strong>في</strong> فصل الشتاء و يطير عالياً‏<br />

وبشكل تقاطعيّ‏ . و<strong>في</strong> الأثناء يغيّر شكل طيرانه<br />

بشكل إذا ما تعرّ‏ ض‏ إلى رياه قويّة،‏ وهذه الطريقة الذكيّة<br />

تسهّ‏ ل عليه الطيران والتقدّ‏ م بسرعة <strong>في</strong> رحلته دون تعب.‏<br />

‏﴿أَوَ‏ لَمْ‏ يَرَ‏ وْ‏ ا إ‏ ‏ِلَى الط َّ يْرِ‏ فَ‏ وْ‏ قَ‏ هُمْ‏ َ ص‏ اف َّ اتٍ‏ وَ‏ ْ يَقْبِضنَ‏ مَا يُمْ‏ ِ سكُهُ‏ ن َّ إ‏<br />

الر َّ حْمَ‏ نُ‏ ِ إن َّهُ‏ بِكُل ِّ َ ش‏ يْءٍ‏ بَص‏ ﴾ سورة الملك،‏ الآيه ١٩.<br />

يعيش‏ الإوزّ‏ من النباتات التي تنبت <strong>في</strong> البهيرات والأنهار<br />

والمستنقعات.‏ وطول قامته تسمه له بالوصول إلى طعامه،‏ ويستطيع<br />

الغوص‏ لمدّ‏ ة قصيرة مشل البطّ‏ دون أن تعترضه أيّة قوّ‏ ة أخرى.‏<br />

للإوزّ‏ طريقته ّ الخاصة <strong>في</strong> قطع النباتات.‏<br />

وهكذا يبعش الله الأسباب للإوزّ‏ حتّى لا يقتلع النباتات من<br />

جذورها <strong>في</strong>نمو مرّ‏ ة أخرى <strong>في</strong>كون غذاءً‏ داءماً‏ له و لصغاره.‏<br />

ِ لا َّ<br />

ِ يرٌ‏<br />

"V"


النعامة<br />

‏(إنها ضخمة إلى درجة أنها لا<br />

تستطيع أن تطير)‏<br />

النّعامة هي أكبر الطيور <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong>،‏ وطولها أطول من طولنا إذ<br />

يصل إلى مترين ونصف المتر ووزنها يقارب ال‎١٢٠‎ كغ.‏<br />

وتوجد النعامة <strong>في</strong> وسط إفريقيا،‏ وتعيش‏ <strong>في</strong> شكل مجموعات<br />

ولكنها لا تقدر على الطيران،‏ ولكن الله منهها خصاءص‏ أخرى<br />

كي تتمكّن من الهرب من أعداءها،‏ إذ هي تركض‏ بسرعة كبيرة<br />

بفضل طول ساقيها.‏ فهي سريعة إلى درجة أنّه يستهيل على أيّ‏<br />

كاءن اللّهاق بها.‏<br />

والنعامة من أسرع الهيوانات التي تمشي على ساقين إذ يمكنها<br />

الرّ‏ كض‏ بسرعة ٧٠ كم <strong>في</strong> الساعة.‏<br />

والآن إليكم شيئاً‏ طريفاً!!‏<br />

هل تعرفون أنّ‏ للنّعامة إصبعين فقط <strong>في</strong> كلّ‏ ساق؟ إضافة إلى أنّ‏<br />

أحد الإصبعين أكبر من الآخر بكشير.‏ وتركض‏ النعامة على الإصبع<br />

الكبيرة فقط.‏ وإلى جانب سرعتها الكبيرة فهي مصارع ماهر أيضاً‏<br />

فتلقّ‏ ن الضربات بأرجلها وتخرج مخالبها <strong>في</strong> وجه أعداءها.‏<br />

هذا الهيوان الأكبر <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong> بيضه أكبر بيض‏ <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong> أيضاً،‏ إذ<br />

تحفر له حفرة كبيرة لتضعه <strong>في</strong>ها،‏ وتحفرها بالقدر الذي يتّسع ل‎١٠‎<br />

بيضة لا غير.‏ فإذا حفرت حفرة <strong>في</strong> التراب لا يستغرق ذلك<br />

زمناً‏ طويلاً‏ ولا تستهلك طاقة كبيرة،‏ فهمل التراب أخفّ‏ كشيراً‏<br />

أو ١٢<br />

٩٢


٩٣<br />

من حفر الأرض،‏ وحفر التراب يتمّ‏ باليدين أمّا حفر الأرض‏<br />

<strong>في</strong>تطلب استعمال مجرفة على الأقلّ‏ ، لذلك تتهرّ‏ ك النعامة بإلهام من<br />

الله تعالى ّ فتفضل التراب عن حفر الأرض‏ ثمّ‏ تضع بيضها وتغطّ‏ يه<br />

بالتراب.‏<br />

وإليكم معلومة طريفة أخرى وهي أنّ‏ مهمّة العناية بالبيض‏<br />

توكل إلى أنشى واحدة فقط،‏ لكنّها تبدأ‏ بتفقيس‏ بيضها ثمّ‏ تلهق<br />

ببقيّة البيض،‏ ّ فتكسر الأمّ‏ قشور بيضها بفضل الشقوب الهواءيّة<br />

الموجودة <strong>في</strong> البيض.‏


إن الصغار الذين يخرجون من البيض‏ ضعاف،‏ ويمكن أن<br />

يكونوا فريسة سهلة للطيور الفتّاكة،‏ غير أن صغار النعامة<br />

يستعملون طرقاً‏ ذكيّة عندما يداهمهم الخطر إذ يستلقون على<br />

الأرض‏ وكأنّهم موتى،‏ <strong>في</strong>ضنّ‏ العدوّ‏ أنّهم موتى <strong>في</strong>عدل عن<br />

مهاجمتهم!!‏ وهذه الهركة يقوم بها جميع ّ الصغار <strong>في</strong> آنٍ‏ واحد.‏<br />

هل يصدق أن يكون صغير<br />

النعام قد فعل هذا الأمر بمهض‏<br />

المصادفة؟ كلاّ،‏ إن ذلك غير ممكن.‏<br />

حسنا،‏ كيف يتهوّ‏ ل طاءر حديش<br />

الولادة إلى ممشّل مسرحي ويقوم بهذا<br />

الدّ‏ ور؟<br />

إنّ‏ الجواب واضه جدّ‏ ا،‏ فالله تعالى<br />

العليم منه هوءلاء الص‏<br />

وسيلة يدافعون بها عن<br />

أنفسهم...‏<br />

ّ غار<br />

٩٤


الطاووس:‏ الطاءر المزركش‏<br />

) أكثر الهيوانات زينة <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان (<br />

إذا ذهبتم إلى حديقة الهيوانات،‏ سيفته لكم جناحيه<br />

المزركشين ويبدأ‏ عمليّة استعراضيّة أمامكم.‏ لا بدّ‏ أنكم شاهدتم<br />

الطاووس‏ الجميل.‏ من أهمّ‏ خصاءص‏ طير الطاووس‏ كونه صاحب<br />

ريش‏ مزركش‏ مختلف الألوان،‏ وله ذيل لا شبيه له <strong>في</strong> الجمال.‏<br />

ولكنّ‏ الطرافة تكمن <strong>في</strong> أنّ‏ صاحب هذا الذيل الجميل هو ذكر<br />

الطاووس‏ فقط،‏ كما أنّ‏ له رأسا أزرق داكنا و<strong>في</strong> ذيله خصلات<br />

٩٥


٩٦<br />

من الرّ‏ يش‏ المطليّ‏ باللّون الأخضر.‏ ولكي تكتمل هذه اللّوحة<br />

الجماليّة توجد <strong>في</strong> أطراف ذيله نقوش‏ داءريّة.‏<br />

لكنّ،‏ هذا المشهد الرّ‏ اءع لن تروه داءماً‏ بل ترونه فقط <strong>في</strong> موسم<br />

التزاوج،‏ فذكر الطاووس‏ ينفش‏ ذيله ليهوز على إعجاب الأنشى<br />

ويجلب انتباهها.‏ وهنا يخطر ببالنا أن نتساءل:‏ هذا الطاووس‏<br />

الذي لا يرى نفسه كيف يمكنه التأكّ‏ د من أنّ‏ ما يفعله سوف<br />

يعجب الأنشى ويستهوذ على رضاها؟ ألا يوجد من علّمه ذلك ؟<br />

بدون شكّ،‏ إن الله تعالى هو الذي خلقه وخلق <strong>في</strong>ه هذا الجمال<br />

الخلاّب وألهمه طريقة استعماله.‏<br />

حسنا،‏ إذا كان الأمر كذلك،‏ هل يمكن أن يهصل هذا المشهد<br />

الكامل باجتهاد من الطاووس‏ ؟ وهل هذا التناسق <strong>في</strong> الألوان جاء<br />

عن طريق المصادفة؟ كلاّ،‏ لا يمكن ذلك.‏<br />

فإذا جاءكم صديق مشلا،‏ وقال لكم إنّ‏ اللّوحة الزّ‏ يتيّة الموجودة<br />

<strong>في</strong> منزلكم رسمت عن طريق المصادفة،‏ وهي نتيجة اختلاط<br />

الألوان،‏ هل يمكن أن تصدّقوه؟ طبعا لن تصدّ‏ قوه.‏ إذن،‏<br />

فالطاووس‏ الذي لا يمكننا مقارنته بلوحة زيتيّة لا يمكن أن يكون<br />

جماله من صنع المصادفة.‏<br />

وهذه الألوان المتناسقة تستهوذ على إعجاب الإنسان لأنّ‏<br />

الله الكامل الذي لا مشيل لقدرته هو الذي خلقها وصوّ‏ رها <strong>في</strong><br />

أحسن صورة.‏


٩٧


الببّغاء:‏ الطاءر المقلّد<br />

يعيش‏ الببّغاء مع مجموعة من الأصدقاء <strong>في</strong><br />

المناطق الهارة،‏ وهي طيور مختلفة الألوان،‏<br />

كما أنّها طيور اجتماعيّة.‏<br />

عند مشاركة أصدقاءه الطّ‏ عام يظهر<br />

الببّغاء بخلاً‏ غاية <strong>في</strong> الطرافة.‏<br />

إنّ‏ الببّغاوات التي تعيش‏ <strong>في</strong> المناطق<br />

الاستواءيّة تعيش‏ مع بعضها البعض‏ وتحطّ‏<br />

على الأشجار فتظنّ‏ الأسراب الأخرى<br />

أنّها أشجار مليئة بالشمار فتعدل عن الوقوع<br />

عليها.‏<br />

والببغاء يمسك الأكل بقدميه كأنّما<br />

يمسك فطيرة.‏ أمّا أحبّ‏ طعام عند الببّغاء فهو<br />

الذي نهبّه نهن أيضا ألا وهو اللب.‏ فهو<br />

يأكله بفضل لسانه الدّ‏ اءريّ‏ ، إذ ّ يقسم اللب إلى<br />

نص<strong>في</strong>ن ويخرج ما <strong>في</strong>هويأكله.‏ وأنشى الببّغاء تبيض‏ من<br />

بيضتين إلى ٨ بيضات <strong>في</strong> السنة.‏ ويتداول الذكر والأنشى حضن<br />

البيض‏ طوال فترة التّفقيس‏ إلى أن تخرج من البيض‏ فراخ بدون<br />

ريش‏ وتفته أفواهها لوالديها طلبا للطّ‏ عام.‏<br />

ومن أهم ّ خاصيات الببّغاء هي قدرته على تقليد الأصوات،‏ إذ<br />

يمكنه تكرار الكلمات التي يسمعها باستمرار لكنّه لا يفهم معنى ما<br />

٩٨


﴿<br />

يقوله.‏ فهو يكرّر فقط حتّى أنّه يقلّد<br />

صوت الهاتف وصوت الناقوس.‏ فإذا<br />

كان لديكم ببّغاء داخل البيت<br />

فستعتقدون أنّ‏ الهاتف لا يتوقّ‏ ف عن<br />

الرنين!!!‏<br />

لو لم يكن على وجه الأرض‏ هذا<br />

الهيوان المتكلّم ذو الألوان الجميلة لما تخيّلنا<br />

أبدا أنّه يوجد كاءن مشل هذا،‏ ولما خطر ببالنا أن<br />

نقول:‏ ‏"ما أجمل أن يوجد طاءر جميل الألوان يستطيع تقليد<br />

الأصوات''.‏<br />

نهن لا نستطيع تصوّ‏ ر أوحتّى تخيّل شيء لم يعلّمه لنا الله الخالق<br />

المصوّ‏ ر الموجد.‏ وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الهقيقة فقال تعالى:‏<br />

هُ‏ وَ‏ الله الخَالِقُ‏ البَارِئُ‏ َ المُص‏ و ِّ رُ‏ لَهُ‏ ْ الأَس‏ مَ‏ اءُ‏ الْهُس‏ ْ نَى ﴾ سورة<br />

الهشر،‏ الآيه ٢٤.<br />

لقد خلق الله هذه اخمللوقات من أجلنا،‏ ونهن نرى معجزاته <strong>في</strong><br />

كلّ‏ مكان و<strong>في</strong> كلّ‏ لهظة.‏ والمطلوب منّا أن نكتشف هذا<br />

الجمال اللاّمحدود وأن نهمد الله ونشكره على نعمه<br />

وآلاءه.‏<br />

وأنتم أيضا عليكم أن تشكروا الله كلّما وقعت<br />

عيونكم على شيء من مخلوقات الله الجميلة،‏<br />

وعليكم كذلك أن تعلّموا الآخرين كيف يشكروه<br />

سبهانه وتعالى.‏<br />

١٠٠


البطّ‏ ذو الرّ‏ أس‏<br />

الأخضر<br />

١٠١<br />

عندما نقول:‏ إن ثمة طاءرا ‏''يمشي<br />

مترنهاً''!!،‏ ما الذي يخطر ببالكم؟ أغلب الظن أن أول ما يخطر<br />

ببالكم هي صغار البطّ‏ التي تمشي متمايلة خلف أمهاتها.‏<br />

يستعمل البطّ‏ طريقتين <strong>في</strong> التغذي:‏ فالبعض‏ يتغذّ‏ ى على النبات<br />

والهشرات أثناء السباحة على سطه الماء،‏ ويكون القسم الأمامي<br />

من رأسه وجسمه تحت الماء،‏ أمّا ذيله <strong>في</strong>كون <strong>في</strong> وضع انتصاب أثناء<br />

بهشه عن الطعام.‏ والبعض‏ الآخر يغوص‏ تحت الماء لالتقاط طعامه<br />

ويساعده على ذلك الغشاء الموجود <strong>في</strong> قدميه،‏ لذلك لا يستطيع<br />

المشي بسهولة فوق اليابسة التي لا تخرج إليها إلاّ‏ <strong>في</strong> موسم<br />

التّفقيس.‏<br />

والبطّ‏ هو من الطيور الماءيّة وهو يهمل الهواء داخل جسمه،‏<br />

ولهذا السبب يبقى فوق سطه الماء،‏ إذ يوجد بداخل جسمه<br />

أكياس‏ هواءيّة صغيرة تساعد البطّ‏ على البقاء فوق سطه الماء،‏<br />

فكلّما أراد البطّ‏ الغوص‏ تحت الماء تدفعه هذه الأكياس‏ الهواءيّة إلى<br />

ّ السطه.‏ ويغرق <strong>في</strong> الماء إذا ما بقي قدر قليل من الهواء <strong>في</strong> جسمه.‏<br />

ونلاحظ أن أغلب الطيور الماءيّة تسبه جيّدا،‏ والسبب الرّ‏ ءيسي فى<br />

ذلك هو وجود غشاء بين أصابع أرجلها،‏ وهو ما يساعدها على دفع<br />

الماء والتقدّ‏ م إلى الأمام.‏


طبعا هذه الخصاءص‏ المساعدة للطيور الماءيّة على السباحة لم<br />

تتهقّ‏ ق عن طريق المصادفة بل كلّها من خلق الله تعالى.‏<br />

وريش‏ البطّ‏ الذّ‏ كر يكون داءما أكثر لمعانا من ريش‏ الإناش،‏<br />

وهي ّ خاصيّة مهمة بالنسبة إلى الأنشى التي تحضن البيض.‏ فبفضل<br />

ألوانها الداكنة يضل عنها أعداوءها ولا يرونها <strong>في</strong>كون بيضها <strong>في</strong><br />

أمان أكبر.‏<br />

وبفضل هذا المحيط الداكن لا يستطيع أعداوءها تمييزها حتّى<br />

من مسافات قريبة.‏ أمّا الذكور فتستعمل ألوانها البرّاقة لهماية<br />

الإناش،‏ وذلك بجلب أنظار الأعداء <strong>في</strong>صرفوا أنظارهم عن<br />

الإناش.‏ فكلّما اقترب عدو من العش‏<br />

يطير الذكر عاليا ويشغل العدو<br />

عن الأنشى ويفعل ما بوسعه<br />

ليبعده عن العش.‏<br />

يتنقل البطّ‏ <strong>في</strong> شكل<br />

مجموعات،‏ ونادراً‏ ما يهتمّ‏<br />

البالغون منهم ّ بالصغار،‏ ولا<br />

١٠٢


١٠٣


١٠٤<br />

يهضن الذّ‏ كور البيض.‏ ويبدأ‏ ّ الصغار بعد<br />

خروجهم من البيض‏ <strong>في</strong> تعلّم السباحة<br />

والبهش عن الطعام بأنفسهم،‏ فقد ألهمها<br />

الله تعالى القدرة على تسيير حياتها منذ<br />

ولادتها.‏<br />

تخيّل نفسك،‏ ماذا يهصل إذا ما<br />

وضعوك <strong>في</strong> الماء بعد بضع ساعات من<br />

ولادتك؟ طبعاً‏ ستشرب الماء و تغرق،‏ لكنّ‏<br />

الله جعل للبطّ‏ قدرة على السباحة منذ<br />

ولادته فلا يغرق أبداً‏ <strong>في</strong> الماء.‏<br />

هل تعلمون أنّ‏ البطّ‏ يسبه بسرعة ٥٠<br />

كلم <strong>في</strong> الساعة ؟<br />

حسنا،‏ هل تعلمون أنّ‏ البطّ‏ يهرب من<br />

الهيوانات الوحشيّة ويغيّر اتجاهاته كما<br />

يريد؟ فكيف تعلّم البطّ‏ كلّ‏ ذلك يا<br />

ترى؟ والجواب على هذا السوءال هو:‏ لا<br />

شك أنّ‏ الذي وهبها هذه الخصاءص‏ هو<br />

الله الذي وهب جميع الكاءنات خصاءص‏<br />

لتدافع بها عن نفسها من أعداءها.‏


الفراشات:‏ الألوان الخارقة<br />

١٠٥<br />

هل تعلمون أنّ‏ الفراشات تولد بلا أجنهة ملونة؟ نعم،‏ تولد<br />

دون أجنهة.‏ تلك الفراشات التى تشاهدونها <strong>في</strong> الهداءق والهقول<br />

تمرّ‏ بأربع مراحل حتّى تصبه <strong>في</strong> تلك الصورة الرّ‏ اءعة.‏ بعضها يعيش‏<br />

يوما وبعضها يعيش‏ شهراً‏ أو شهرين،‏ وتخرج من البيض‏ <strong>في</strong> شكل<br />

دودة صغيرة،‏ وعندما تكبر هذه الدودة الصغيرة تتهوّ‏ ل إلى<br />

شرنقة وتبدأ‏ المرحلة الشانية للفراشات.‏<br />

يوجد على جسم الشرنقة ما بين ١٤ و‎١٥‎ حلقة <strong>في</strong> رأسها و<strong>في</strong><br />

عيونها ّ الصغار،‏ و<strong>في</strong> منطقة الفم،‏ ولديها فم صغير يساعدها على


المصّ‏ وهضم الطعام.‏ كما لها ٨ أرجل <strong>في</strong><br />

القسم الأمامي من جسمها.‏<br />

وقبل أن تتهول الشرنقة لتصبه الفراشة<br />

تكون بلا أجنهة وتكون هواءيّاتها قصيرة،‏ وتفرز<br />

هذه الدويدة أنواعا مختلفة من خيوط الهرير.‏<br />

مشل بقيّة الكاءنات الهيّة الأخرى،‏ كلّما<br />

كبرت الدّ‏ ويدة ازداد طولها وتكبر إلى أن يضيق<br />

بها جلدها ويصبه غير قادر على<br />

استيعاب جسمها،‏ <strong>في</strong>نتج عن ذلك تمزّ‏ ق<br />

جلد الدّ‏ ويدة شيئا فشيئا إلى أن تتخلّص‏<br />

منه تماماً‏ وينمو بدلاً‏ منه جلد آخر يناسب<br />

جسمها.‏<br />

الدّ‏ ويدة غذاء لذيذ للطّ‏ يور التى تأكل<br />

الهشرات،‏ لذلك علّمها الله آليات<br />

الدّ‏ فاع عن نفسها،‏ فمنها ما ينتصب على<br />

أقدامه ويقلد بذلك الأغصان،‏ ومنها ما<br />

يخت<strong>في</strong> بين الأوراق التى تكون من اللون<br />

نفسه وبعضها الآخر يتماوت ليبعد عن<br />

نفسه الخطر.‏<br />

هذه التقنيات الهامّة تستعملها<br />

الدويدة لتهافظ عن حياتها وتواصل<br />

استعمال هذه الخدع حتّى بعد تحوّ‏ لها إلى<br />

فراشة لأنّ‏ الفراشات تعيش‏ <strong>في</strong> المناطق<br />

التي تناسب ألوانها وبالتالى يسهل عليها<br />

١٠٦


١٠٧<br />

الاختباء.‏<br />

حسنا،‏ كيف تضبط الفراشات ألوانها حسب المحيط الذي<br />

تعيش‏ <strong>في</strong>ه؟ كيف تتأكّ‏ د أنّها <strong>في</strong> أمان؟ ليس‏ من شك <strong>في</strong> أنها لا<br />

تستطيع تحديد ذلك ولا حسابه،‏ والله تعالى هو الذي خلق<br />

الفراشات وهو الذي ألهمها العيش‏ <strong>في</strong> المناطق المناسبة لها.‏<br />

هنا ندرك بعض‏ صفات الله تعالى وهي:‏ '' الر َّ حْمَ‏ ن ِ<br />

الل َّطِ‏ يف''‏ و ‏''المنجي''.‏ فالله خلق <strong>في</strong> جميع مخلوقاته مميّزات تستعملها<br />

لدرء الخطر عن أنفسها.‏<br />

إذن،‏ إذا كان ليس‏ للفراشات عقل تفكّر به فهذا يعني أن<br />

الهيل التي تعتمدها هذه الفراشات لا يمكن أن تكون من تلقاء<br />

نفسها،‏ فكلّ‏ هذه الطرق ألهمها إياها الله عز وجل.‏ فالله خالق كلّ‏<br />

ما <strong>في</strong> ّ السماوات والأرض‏ و<strong>عالم</strong> به.‏<br />

تواصل الدويدة نموّ‏ ها بفضل نظام الهماية الذي وهبه إياها<br />

الله تعالى إلى أن تصل إلى المرحلة الشالشة : و<strong>في</strong> هذه المرحلة تأكل<br />

الدّويدة كشيراً‏ من الورق إلى أن ينتفخ بطنها وتحبس‏ الدويدة<br />

نفسها داخل كيس‏ وهنا يبدأ‏ التهوّ‏ ل.‏<br />

'' و ''


١٠٨<br />

إن الغشاء الذي يلفّ‏ الدويدة قبل أن تتهوّ‏ ل إلى فراشة يسمى<br />

‏''كيزاليت''،‏ وعندها تكون داخل هذا الغشاء لا تتهرّ‏ ك ولا تأكل<br />

أبدا ولا تتغذّى إلاّ‏ من الأوراق التى ادّ‏ خرتها داخل بطنها.‏<br />

و''الكيزاليت '' هو قشرة من الورق المشدود <strong>في</strong> غصن شجرة،‏ فإذا<br />

اعترضتكم يوما فانظروا ما بداخلها لأنّه يمكنكم مشاهدة أرجل<br />

الفراشة وخرطومها أثناء خروجها من هذا الغشاء.‏


١٠٩<br />

بعد مرور عشرة أيّام تمزّ‏ ق الفراشة<br />

الغشاء خلال بضعة دقاءق،‏ وتخرج إلى<br />

الهواء الطلق،‏ لكنّ‏ أجنهتها لم تنمُ‏ بعد<br />

بالهجم الطبيعيّ‏ ، وهي المرحلة الرّ‏ ابعة:‏<br />

حيش تنتفخ الأجنهة بساءل يفرزه<br />

جسم الفراشة فتبسط جناحيها بذلك،‏<br />

وعندما يجفّ‏ جناحاها تطير الفراشة<br />

فوراً‏ دون أن تتعلّم ذلك.‏ كما أنّ‏ هذه الأجنهة تساعد الفراشات<br />

على التنفّ‏ س.‏<br />

وكما لاحظتم فإنّ‏ الله يرينا معجزاته من خلال هذه الفراشات<br />

ّ الصغيرة.‏ ولا يزال العلماء إلى اليوم يبهشون عن جواب للسوءال<br />

التالي :'' كيف تقرّر الدّ‏ ويدة التهوّ‏ ل إلى فراشة ؟ '' والجواب<br />

الوحيد هو أنّ‏ الله تعالى هو الذي يتصرف <strong>في</strong> هذ اخمللوقات ويغيرها<br />

كما يشاء ووقتما يشاء.‏ فالله يرينا قدرته<br />

على خلق أنواع مختلفة من اخمللوقات<br />

ويعلّمنا كيف تتغيّر اخمللوقات.‏ أمّا<br />

المعجزة الكبرى فتتمشّل <strong>في</strong> أنّ‏<br />

أجنهة الفراشات مغلّفة<br />

بالهرا<strong>في</strong>ش‏ المنظّ‏ مة تنظيما<br />

محكما.‏


١١٠<br />

حسنا،‏ كيف ظهرت هذه الأجنهة؟ هل اجتمعت هذه<br />

الهرا<strong>في</strong>ش‏ عن طريق المصادفة لتكوّ‏ ن الأجنهة ؟ أبدا إن المصادفة<br />

ليست قادرة على صنع مشل هذه الأشياء.‏


حسنا،‏ هل الهرا<strong>في</strong>ش‏ التصقت فوق<br />

بعضها البعض‏ وكوّ‏ نت الأجنهة ؟ وهل<br />

وضعت بنفسها هذه الأجنهة فوق ظهرها ؟<br />

إنّ‏ الفراشة لا تستطيع حتى أن ترى ظهرها،‏ بينما توجد<br />

على ظهرها رسوم خارقة متناسقة.‏ والهرا<strong>في</strong>ش‏ ارتسمت بشكل<br />

راءع بهيش توجد هذه الرسوم <strong>في</strong> طر<strong>في</strong> الجناه،‏ وإذا قست حجم<br />

الرّ‏ سوم تجدها جميعا بالهجم نفسه.‏ وكلّ‏ ذلك من صنع الله الذي<br />

يرينا قدرته وعلمه اللامحدودين.‏ ونهن نتامل <strong>في</strong> ملكوته علينا أن<br />

نهمد الله ونشكره ونقدّ‏ سه.‏<br />

١١١


الأسماك:‏ سكّان البهر<br />

المنزل الذي نسكنه والمدرسة التي ندرس‏ <strong>في</strong>ها والرصيف الذي<br />

نمشى عليه والهديقة التى نلعب <strong>في</strong>ها والهواء الذي نتنفّ‏ سه كلّها<br />

موجودات <strong>في</strong> دنيانا التى يوجد <strong>في</strong>ها الإنسان والطيور والأشجار<br />

والهيوانات.‏<br />

يوجد <strong>عالم</strong> آخر لا نعرفه إلاّ‏ من خلال ّ السماع أو شاشة التلفاز.‏<br />

وتعيش‏ <strong>في</strong> ذلك ال<strong>عالم</strong> حيوانات ونباتات لا<br />

نعرف عنها إلا القليل.‏ وهذه الكاءنات<br />

لا تستطيع كذلك العيش‏ على اليابسة.‏<br />

أمّا نهن فلا نستطيع حتّى التنفّ‏ س‏ <strong>في</strong><br />

<strong>عالم</strong> هذه الكاءنات.‏<br />

نعم،‏ هذا ال<strong>عالم</strong> موضوع حديشنا هو<br />

<strong>عالم</strong> الأسماك والبهار،‏ وهو <strong>عالم</strong> ما<br />

تحت الماء.‏ لكن لا تنسوا شيئا مهما،‏ ف<strong>عالم</strong><br />

أعماق البهار لا تعيش‏ <strong>في</strong>ه الأسماك فقط<br />

بل تعيش‏ <strong>في</strong>ه الزواحف والهشرات والنباتات<br />

وملايين الأنواع من الكاءنات الهيّة.‏<br />

الكاءنات الهيّة التي تعيش‏ <strong>في</strong> هذا ال<strong>عالم</strong><br />

لها طرقها ّ الخاصة <strong>في</strong> الأكل والتنفّ‏ س‏<br />

والنوم.‏<br />

١١٢


فنظام التنفس‏ عند الأسماك يختلف تماماً‏ عن نظام التنفّ‏ س‏ عند<br />

بقيّة الكاءنات الأخرى.‏ والأنف الذي عندنا تقابله الخياشيم عند<br />

الأسماك،‏ وبها تتنفّ‏ س‏ الأكسيجين تحت الماء،‏ ويمرّ‏ من الخياشيم<br />

ويخرج من موءخرة السمكة.‏ أمّا الأشواك التى توجد <strong>في</strong> الخياشيم<br />

فتأخذ الأكسيجين وتخرج الكربون من الجسم إلى الخارج.‏<br />

أغلب الأسماك لها أنوف مشقوبة لكنّها لا تستعملها أبداً‏<br />

للتنفّ‏ س‏ بل لتشتمّ‏ الرّ‏ واءه داخل الماء كأن تشتمّ‏ راءهة كلاب<br />

البهر.‏<br />

لا توجد عند الأسماك رموش‏ مشل التي عند الإنسان،‏ فهي تنظر<br />

من وراء غشاء شفاف يغطّ‏ ى العينين.‏ وهذا الغشاء يشبه النظارة<br />

التي يستعملها الغوّ‏ اص‏ <strong>في</strong> أعماق البهار.‏ وهذه العيون خلقها الله<br />

١١٣


لشدّ‏ ة حاجتها لروءية الكاءنات المحيطة بها.‏ وقد صممت لترى بها<br />

الأجسام القريبة منها.‏ أمّا عندما تنظر السمكة إلى أماكن بعيدة<br />

<strong>في</strong>نقشع هذا الغشاء وتظهر مكانه آليّات ّ خاصة تقوم بهذا الدّ‏ ور<br />

على أحسن وجه.‏<br />

تتواصل الأسماك بمهيطها باستعمال الهواسّ‏ الخمس‏ وهي<br />

الشمّ‏ ّ والسمع واللّمس‏ والذّوق والبصر إضافة إلى أنّ‏ لها قوّ‏ ة<br />

إدراك ّ حساسة وسريعة تمكّنها من الإحساس‏ بأيّ‏ جسم سواء كان<br />

كبيراً‏ أو صغيراً‏ يقترب منها.‏<br />

وتستطيع أسماك المغارات المظلمة التهرّك بسهولة داخل<br />

الظلام الدّ‏ امس،‏ وكشير من الأسماك لها نظام رادار أو ما يسمّ‏ ى<br />

‏''نظام المراقبة عن بعد''.‏<br />

وتوجد داخل الأسماك بالونات بيضاء مليئة بالهواء،‏ وهذه<br />

البالونات تساعد على حفظ توازن الأسماك داخل أعماق الماء.‏<br />

لقد خلق الله تعالى أنواعا كشيرة من الأسماك بألوانها اخملتلفة<br />

وأشكالها وحركاتها مما جعل الإنسان يبقي مندهشاً‏ إزاءها.‏<br />

فالألوان البرّاقة التي نراها عند بعض‏ الأسماك هي <strong>في</strong> الأصل<br />

مصدر قوّ‏ ة للأسماك تعيش‏ بها بين الهيوانات.‏<br />

ربّما كنتم تعرفون من قبل هذه المعلومات،‏ ولكن توجد تفاصيل<br />

١١٤


ومعلومات أخرى سوف ت<strong>في</strong>دكم كشيراً.‏<br />

تحسّ‏ الأسماك الكبيرة بهاجتها للأسماك الصغيرة حتّى تنظفها<br />

ممّا يعلق بها من ط<strong>في</strong>ليّات.‏ وهذه الأسماك المنظفة تدخل أحيانا<br />

داخل فم الأسماك الكبيرة دون خوف وبكلّ‏ راحة بال فتنظف<br />

أسنانها وخياشيمها،‏ وبذلك تكون قد أشبعت بطونها.‏ والغريب <strong>في</strong><br />

الأمر أنّ‏ الأسماك الكبيرة لا توءذي هذه الأسماك المنظفة على<br />

الإطلاق.‏<br />

حسنا،‏ كيف تطمئن الأسماك المنظفة للأسماك الكبيرة ؟ ألا<br />

تخشى أن تأكلها ؟ من أين تعرف أنّ‏ الأسماك الكبيرة لا تصيبها<br />

بأيّ‏ ضرر؟ كيف تشق بها وكأنّه يوجد اتّفاق مسبّق بينهما ؟ لو<br />

افترضنا أنّ‏ هذا الاتفاق قد حصل بالفعل،‏ كيف تضمن الأسماك<br />

الصغيرة التزام الأسماك الكبيرة بالاتّفاق ؟<br />

نعم،‏ إنّ‏ الأسماك الصغيرة لا تملك أيّ‏ ضمانات أمام هذا<br />

الخطر،‏ ولكنّ‏ الله تعالى ألهم الطر<strong>في</strong>ن تبادل المنفعة بينهما فلا تضرّ‏<br />

الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة ولا تخشى الأسماك الصغيرة<br />

شر الأسماك الكبيرة فتفرّ‏ منها.‏ فتنظف الأسماك<br />

الكبيرة نفسها و<strong>في</strong> الوقت نفسه تشبع<br />

الأسماك الصغيرة بطونها من تلك<br />

الط<strong>في</strong>ليّات.‏<br />

هكذا بإلهام من الله تعالى تعيش‏<br />

الأسماك <strong>في</strong> تعاون وانسجام مع بعضها<br />

البعض.‏<br />

١١٥


سمك السوتاريا<br />

هو مزركش‏ بألوان جذّ‏ ابة،‏ وأهمّ‏ ّ خاصياته الطريفة المكان الذي<br />

اختاره له الله ليعيش‏ <strong>في</strong>ه،‏ إذ يعيش‏ سمك السوتاريا بين أغصان<br />

نباتات بهريّة تعرف ب''دُ‏ عابة البهر''.‏ وهذه النباتات لها أغصان<br />

سامّة فإمّا تضرّ‏ الأسماك الأخرى أو تقتلها.‏ أمّا السوتاريا فهي لا<br />

تضرّ‏ ها أبدا حتّى أنّها تدخل بين الأغصان لتهمي نفسها من<br />

الأعداء.‏ وهي تفرز مواد ّ خاصة بها تبطل مفعول السمّ‏ الذي يوجد<br />

<strong>في</strong> أغصان النباتات الس‏<br />

دققوا معنا جيّدا،‏ هكذا:‏ سمكة تفرز إفرازات مختلفة عن<br />

الأسماك الأخرى تساعدها على التأقلم مع المحيط الذى تعيش‏ <strong>في</strong>ه<br />

وتحميها من التسمّم بسمّ‏ الكبسولات السامّة الموجودة <strong>في</strong><br />

النباتات.‏ كما أنّها تختبأ‏ فورا بين تلك الأغصان ّ السامّة حين تحسّ‏<br />

بالخطر الدّ‏ اهم.‏<br />

حسنا،‏ كيف يعرف سمك السوتار أن الأسماك الأخرى<br />

تخاف الاقتراب من تلك النباتات وأنّها لا تستطيع إخراج<br />

إفرازات تمنع التسمّ‏ م؟ فبالطبع لا يمكن لسمكة صغيرة ليس‏ لها<br />

عقل أن تدرك ذلك.‏ ولكن هناك قوّ‏ ة علّمتها وألهمتها،‏ وهذه<br />

القدرة قد أحاطت بكل شيء،‏ إنها قدرة الله خالق السماء<br />

والأرض‏ وما بينهما.‏<br />

ّ امّة.‏<br />

١١٦


١١٧


الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل:‏ صاحب الوجه<br />

البشوش‏<br />

لعلّه لا يوجد حيوان أقرب إلى قلب الإنسان من صاحب<br />

الوجه البشوش‏ ألا وهو الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل.‏ وهذا الهبّ‏ نابع من<br />

صفات اللّين والطيبة الإنسانيّة التى يتهلّى بها<br />

الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل،‏ فأنتم يمكن ان تفهموها بمجرّ‏ د النظر إلى وجهه.‏<br />

عندما تلد الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل الأمّ‏ يظهر أوّ‏ لاً‏ ذيله الصغير ويتبعه جسده<br />

وأخيرا رأسه.‏ وتغذّى الأمّ‏ صغيرها بالضغط على ثديها <strong>في</strong>نبشق<br />

الهليب منها إلى فم صغيرها.‏ ويمكن تشبيه حركة الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل الأمّ‏ بما<br />

يلي:‏ تخيّل أنّ‏ بيدك كيسا بلاستيكيّا مليئا بالهليب وينفلق هذا<br />

الكيس‏ عندما تضغط عليه،‏ وهكذا تفعل أنشى الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل تماماً.‏<br />

لا تحتاج الشّدييّات التى تعيش‏ خارج الماء إلى مشل هذا النظام<br />

لتغذية صغارها،‏ ولكن الشدييات التى تعيش‏ داخل الماء تحتاج إلى<br />

مشل هذا النظام.‏<br />

هل فكّرت أنشى الدّر<strong>في</strong>ل وقرّرت فعل ذلك؟ لا يمكن أن<br />

تكون قد ركّبت <strong>في</strong> جسدها مشل هذا النظام بعد أن وعت بذلك؟<br />

نعم،‏ قطعا لا يمكن ذلك - وكما أوضهنا سابقاً-‏ فقد خلق الله<br />

الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل الأمّ‏ <strong>في</strong> أحسن صورة حتّى تلبّى حاجيات صغيرها.‏<br />

١١٨


١١٩<br />

الدّر<strong>في</strong>ل صديق و<strong>في</strong> للإنسان،‏ وجهازه التّنفّ‏ سيّ‏ أيضا يشبه<br />

جهاز التنفس‏ لدى الإنسان،‏ لكن ثقبي الأنف عند الدلا<strong>في</strong>ن لا<br />

تكون وسط الوجه كما هو الهال عند الإنسان بل هما فوق الرّ‏ أس.‏<br />

وهناك نقطة تشابه أخرى وهي أنّ‏ الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل مشل الإنسان يهبس‏<br />

أنفاسه قبل الغوص‏ <strong>في</strong> الأعماق،‏ ثمّ‏ يغطس‏ تحت الماء ويخرج على<br />

سطه الماء <strong>في</strong>فرغ الهواء والماء المحبوسين <strong>في</strong> رءتيه.‏<br />

كلّكم رأيتم كيف يسبه الدّر<strong>في</strong>ل <strong>في</strong> البهر وكيف يسابق<br />

السفن أحيانا.‏ والسبب الذي يجعل وجهه برّ‏ اقاً‏ وجميلاً‏ ويجعله<br />

سبّاحاً‏ ماهراً‏ هو جلده اللّيّن الأملس.‏ فهذه الخصاءص‏ تساعده على<br />

التزحلق فوق الماء كما تساعده على سرعة السباحة.‏ وهناك خاص‏ ّ ية<br />

أخرى تساعده على السباحة بسرعة ألا وهي شكل أنفه،‏ إذ خلقه<br />

الله بشكل يجعله يفته الطريق لسباحة سريعة.‏ والإنسان هو<br />

الذي يعي بطبيعة الماء <strong>في</strong>صنع مقدّ‏ مة الس<strong>في</strong>نة على شاكلة أنف<br />

الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل لذلك نلاحظ أنّ‏ السفن تشق ماء البهر بسرعة.‏<br />

حسنا،‏ هل تعلمون أنّ‏ الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل لا راءهة له وهو لا يرى؟ لكن<br />

<strong>في</strong> المقابل وهب الله الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل ّ حاسة سمع قويّة جدّ‏ ا،‏ إذ له القدرة


١٢٠<br />

على سماع الأصوات التى تبعد كيلومترات<br />

طويلة بكلّ‏ سهولة،‏ وإلى جانب ذلك يستطيع<br />

الدّر<strong>في</strong>ل مواصلة رحلته تحت الماء وتحديد مكان<br />

فريسته بكلّ‏ سهولة وذلك بفضل نظام الإدراك عن بعد.‏ ويتهقّ‏ ق<br />

ذلك على هذا النهو:‏ فالأصوات التى لا يستطيع الإنسان سماعها<br />

تنتشر مشل الأمواج البهريّة،‏ وهذه الأمواج الصوتيّة عندما<br />

يعترضها حاجز تصطدم به وتعود فعندما تعود تصطدم الموجات<br />

الصوتيّة بالسمك أو الأحجار،‏ وعندءذ يتمكّن الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل من تحديد<br />

المسافة التى تفصله عن مكان فريسته.‏ وكما ذكرنا سابقاً‏ فإنّ‏ نظام<br />

الإدراك عن بعد عند الأسماك قلّد الإنسان خصاءصه وصنع<br />

أنظمة اتصالات مماثلة له.‏<br />

إنّ‏ الدّ‏ ر<strong>في</strong>ل الذي يشتمّ‏ الرّ‏ واءه ولا يرى وهبه الله قوّ‏ ة سمع<br />

غير عادية ممّا يوفّر له سلاه دفاع يدافع به عن حياته حتّى لا يكون<br />

طعاما للأسماك الأخرى.‏


الهوت العظيم<br />

١٢١<br />

الهوت هو من أكبر الهيوانات البهريّة،‏ ّ وخاصة الهوت<br />

الأزرق الذي يبلغ طوله ٣٠ مترا ووزنه يتجاوز ال‎١٥٠‎ ألف كغ.‏<br />

وهذا الهوت إذا أردتم تجسيد طوله فعليكم أن تتخيّلوا بناء بخمسة<br />

طوابق،‏ كما أنّ‏ وزن الهوت يعادل وزن ٢٥ أو ٣٠ <strong>في</strong>لاً.‏<br />

حسناً،‏ كيف يخرج حيوان بهذا الهجم والوزن من عمق<br />

يتراوه ما بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ متر إلى سطه الماء؟<br />

تخيّل س<strong>في</strong>نة ضخمة تزن ١٥٠ طنا وطولها ٣٠ مترا،‏ فإذا غرقت<br />

هذه الس<strong>في</strong>نة <strong>في</strong> عمق ١٠٠٠ متر سيتطلّب إخراجها إلى سطه الماء<br />

مرّ‏ ة أخرى سنوات عديدة.‏ لكنّ‏ الهوت وهبه الله القوّ‏ ة الكا<strong>في</strong>ة<br />

ليستطيع خلال ١٥ أو ٢٠ ثانية الخروج فوق سطه الماء لأنّ‏ عظام<br />

الهوت تتركّ‏ ب من موادّ‏ إسفنجيّة وهذه العظام مملوءة بالش‏<br />

لذلك يخرج الهوت إلى سطه الماء بكلّ‏ سهولة.‏ كما أن الهوت<br />

خُ‏ لق بشكل يستطيع مواجهة الضغط <strong>في</strong> البهر،‏ فالهواء الذي يتنقل<br />

داخل بطنه وعضلاته إذا لم يمرّ‏ داخل اجملاري الهواءيّة يختلط<br />

بالموادّ‏ الكيمياءيّة التى يتغذّى منها الهوت،‏ أمّا الجهاز الدوّ‏ ري<br />

<strong>في</strong>مدّ‏ الجسم بالدّم من الأعضاء إلى المخّ،‏ وبذلك يصل<br />

الأكسيجين إلى أكثر الأعضاء حاجة إلى إليه ألا وهو المخّ.‏<br />

لقد حيّر هذا النظام العلماء،‏ إنّها عظمة الله و قدرته،‏ وبفضل<br />

ّ هم.‏


هذا التركيب العجيب يستطيع الهوت البقاء مدّة ٥ إلى ٢٠ دقيقة<br />

تحت الماء دون تنفّ‏ س.‏<br />

إضافة إلى كلّ‏ ذلك،‏ فإنّ‏ الهوت لا يخرج من الماء فجأة مشل<br />

الإنسان نتيجة ّ الضغط البهريّ‏ ، بمعني أنّ‏ الغوّ‏ اص‏ إذا ما دخل إلى<br />

مستوى معيّن داخل الأعماق فعليه التوقف إلى أن يتعوّ‏ د جسمه<br />

على ذلك،‏ ولذلك عليه الدّ‏ خول رويداً‏ رويداً‏ إلى الأعماق.‏ ولكن<br />

لا تنسوا إذا عاد الغوّ‏ اص‏ إلى الأعلى فعليه التوقف بعد مدّ‏ ة معيّنة<br />

وإلاّ‏ انفجرت عروق جسمه نتيجة ّ الضغط <strong>في</strong>موت <strong>في</strong> الهين.‏<br />

إنّ‏ الهوت لا يعاني مشل هذه المشكله لأنّ‏ الله خلقه ليعيش‏ <strong>في</strong><br />

البهر مشلما خلق الإنسان ليعيش‏ على اليابسة.‏<br />

هل رأيتم كيف خرج الماء من الشقب الموجود <strong>في</strong> رأس‏ الهوت؟<br />

حسنا،‏ هل تعلمون أنّ‏ ذلك الشقب هو أنفه؟ فالهوت يستعمل أنفه<br />

فقط للتّنفّ‏ س‏ عكس‏ ما يظنّه بعض‏ النّاس.‏ فالهوت يفرغ ما تجمّ‏ ع من<br />

١٢٢


الهواء داخل رءتيه،‏ وهذا الهواء يختلط ببخار الماء ولأنّ‏<br />

حرارته أعلى من حرارة الهواء الخارجيّ‏ يتراءى لنا من<br />

بعيد كأنّه مجرى يخرج من أنف الهوت.‏<br />

لقد خلق الله الهوت بشكل يمكنه من السباحة،‏<br />

وتستعمل الأسماك عادة ذيلها للوقوف بشكل عمودي<br />

أمّا الهوت <strong>في</strong>ستعمل ذيله بشكل أفقيّ‏ ويتقدّ‏ م داخل<br />

الماء باستعمال ذيله.‏<br />

وتوجد <strong>في</strong> جسم الهوت طبقة من الشهم سمكها ٥٠<br />

سم وظيفتها الأساسيّة هي المحافظة على استقرار درجة<br />

حرارة جسم الهوت بين ٣٤ و‎٣٧‎ درجة.‏ وهنا نذكّ‏ ركم<br />

بنقطة مهمّ‏ ة وهي أنّ‏ الهوت وبقيّة الأسماك لا تشرب<br />

من ماء البهر لأنّ‏ الماء الماله يضرّ‏ بالكاءنات الهيّة لذلك<br />

تأخذ احتياجاتها من الماء من الغذاء الذي تأكله.‏<br />

وكلّ‏ سنة يسبه الهوت الرّ‏ مادي باتّجاه منطقة<br />

كاليفورنيا مروراً‏ بالبهر المتجمّد الشمالي وجنوب<br />

السواحل الأمريكية.‏ فهي <strong>في</strong> حاجة إلى الماء الدّ‏ ا<strong>في</strong>ٔ<br />

للولادة.‏ والطريف <strong>في</strong> هذه الرّحلة أنّ‏ أنشى الهوت<br />

الهامل لا تأكل شيئا طوال الرّ‏ حلة لأنّها لا تحتاج أصلا<br />

إلى طعام.‏ فهي تتغذّى طوال أيّام الصيف بالأغذية<br />

الغنيّة التى تأكلها <strong>في</strong> المياه الشماليّة.‏ وبذلك تكبر الطبقة<br />

الشهميّة التى تمدّها بالطاقة الكا<strong>في</strong>ة لمواجهة هذه الرّ‏ حلة.‏<br />

وتلد أنشى الهوت حال وصولها إلى غرب المكسيك<br />

ويتغذّ‏ ى صغارها بهليبها حتّى تقوى طبقة الشهم<br />

عندهم فتتهيّأ‏ لرحلة الشمال التى تبدأ‏ <strong>في</strong> شهر مارس.‏<br />

١٢٣


وأنشى الهوت تسقى صغارها الهليب مشل بقية الشّديّات لكنّها لا<br />

ترضعها لأنّها إذا أرضعتها داخل الماء يدخل الماء لا محالة إلى أفواه<br />

صغارها،‏ وكنّا شرحنا سابقاً‏ أنّ‏ الماء الماله يضرّ‏ بالكاءنات الهيّة.‏<br />

تلفّ‏ حلقة من العضام رأس‏ ثدي أنشى الهوت فتضغط الأمّ‏ على<br />

تلك الهلقة <strong>في</strong>خرج الهليب مباشرة باتجاه أفواه صغارها كما هو<br />

ّ الشأن عند الدّر<strong>في</strong>ل.‏ وطبعا،‏ فهليب أنشى الهوت ليس‏ مشل الهليب<br />

الذي نعرفه،‏ بل هو مادّ‏ ة شهميّة شبه جامدة،‏ ولذلك لا يختلط<br />

الهليب بالماء.‏ وعندما يشربه ‏-أو بالأحرى يأكله الص‏<br />

يتهوّ‏ ل إلى ساءل داخل بطونهم،‏ كما أنّ‏ لهذا الهليب قيمة غذاءيّة<br />

عالية.‏<br />

وكما لاحظتم فإنّ‏ الله وهب صغار الهوت نظاماً‏ متكاملاً‏ حتّى<br />

ّ غار -<br />

١٢٢


١٢٣<br />

يتمكّنوا من النّموّ‏ . فالطّ‏ بقة الزيتيّة التى توجد على أعين الهوت<br />

تحميه من التّاثيرات ّ السلبيّة للبهر.‏ كما أنّ‏ ّ حاسة اللّمس‏ والس‏<br />

لدى الهيتان حادّ‏ ة جدّا،‏ فهي تصدر من الأعماق أصواتاً‏ مختلفة ثمّ‏<br />

تتعقّ‏ ب صداها،‏ وبذلك تهتدي إلى الاتّجاه الصهيه.‏ وهذا العمل<br />

كأنّه عمل الرّ‏ ادار تماما.‏ فالرّ‏ ادار <strong>في</strong> حدّ‏ ذاته صنع تقليدا لرادار<br />

الهوت.‏ ويعتقد العلماء أنّ‏ الأصوات التى يُصدرها الهوت هي لغة<br />

مختلفة،‏ وهذه اللّغة لها دور كبير <strong>في</strong> التواصل <strong>في</strong>ما بين أفراده.‏<br />

ّ مع


الخاتمة<br />

والآن تأملوا <strong>في</strong> ما تعلّمتموه من معلومات حول الهيوانات التي<br />

ذكرناها.‏ لقد أصبهتم الآن تعرفون الكشير من المعلومات عن<br />

الهيوانات مشل الشاة التي تعتمد على ّ حاسة ّ الشمّ‏ للتّعرّ‏ ف على<br />

صغارها،‏ وكلّ‏ حيوان له خصاءصه وشكله المميّز.‏<br />

رأيتم من خلال الأمشلة الواردة <strong>في</strong> هذا الكتاب كيف خلق الله<br />

الكاءنات ووهبها الخصاءص‏ الضرورية لتهافظ على حياتها،‏<br />

وبعض‏ هذه الخصاءص‏ تولد معها.‏<br />

فالآن مشلاً‏ ، وأنتم تقروءون هذه الأسطر تعلمون جيّدا أنّ‏<br />

عيونكم يجب أن تكون مفتوحة،‏ لكن معرفة ذلك غير كاف بل<br />

عيونكم تقطع عدّ‏ ة مراحل حتّى تتمكّنوا من روءية هذه الأسطر.‏<br />

وهذا الأمر يشبه لعبة الهاسوب،‏ إذ لا يك<strong>في</strong> الضغط على زرّ‏<br />

البداية حتّى تبدوءوا اللّعب،‏ بل تتزامن مع هذه الهركة حركات<br />

أخرى معقّدة داخل الهاسوب،‏ وهكذا تستطيعون التّمتّع باللّعب.‏<br />

هكذا خلق الله جميع الأعضاء التي تساعد العين على المشاهدة<br />

مشلما خلق جميع أعضاء أجسامنا غاية <strong>في</strong> الكمال والعظمة.‏<br />

اللّه العليم القدير أهدانا خصاءص‏<br />

هامّة تقوم بوظاءفها على أكمل وجه<br />

١٢٦


١٢٧<br />

﴿<br />

منذ الولادة،‏ لذلك فعلينا أن نشكره تعالى<br />

الشكر الأوفى ونهمده حمدا كشيرا.‏<br />

فالإنسان العاقل يزداد إيماناً‏ بعد معرفته<br />

لهذه الخصاءص،‏ ّ وخاصية واحدة تك<strong>في</strong><br />

لتذكّرنا بعظمة الله تعالى.‏ وليست<br />

الكاءنات الهيّة فقط،‏ بل كلّ‏ اخمللوقات<br />

الموجودة <strong>في</strong> بيئتنا دليل على وجود<br />

الله.‏ وقد عبّرت آيات القرآن الكريم عن<br />

هذه الهقيقة فقال تعالى:‏<br />

‏ِإن َّ فِي خَ‏ لْق ِ َّ الس‏ مَ‏ اوَ‏ اتِ‏ وَ‏ الأَرْ‏ ض‏ ِ وَ‏ اخْتِلآفِ‏ اللّيْل ِ وَ‏ النّهَ‏ ارِ‏<br />

وَ‏ الفُ‏ لْكِ‏ الّتِي تَجْرِ‏ ي فِي البَهْرِ‏ بِمَ‏ ا يَنْفَ‏ عُ‏ الن َّاسَ‏ وَ‏ مَا أَنْزَ‏ لَ‏ الله مِنَ‏<br />

َّ الس‏ مَ‏ اءِ‏ مِنْ‏ مَاءٍ‏ فَ‏ أَحْيَا بِهِ‏ الأَرْ‏ ضَ‏ بَعْ‏ دَ‏ مَوْ‏ تِهَ‏ ا وَ‏ بش َّ فِيهَ‏ ا مِنْ‏ كل ِّ<br />

دَ‏ اب َّةٍ‏ وَ‏ ْ تَص‏ رِ‏ يفِ‏ الر ِّ يَاه ِ وَ‏ َّ السهَابِ‏ َ المًس‏ خ َّ رِ‏ بَيْنَ‏ َّ الس‏ مَ‏ اءِ‏ وَ‏ الأَرْ‏ ض‏ ِ<br />

لآيَاتٍ‏ لِقَ‏ وْ‏ م ٍ يَعْ‏ قِ‏ َ لًون ﴾ سورة البقرة،‏ الآيه . ١٦٤


﴿... ُ سبْهَانَكَ‏ لاّ‏ عِ‏ لْمَ‏ لًنَا ِ إلا َّ مَا<br />

عَ‏ ل َّمْ‏ تَنَا ِ إن َّكَ‏ أَنْتَ‏ العَ‏ لِ‏ يمُ‏ الهَكِ‏ يمُ‏ ﴾<br />

) البقرة،‏ ( ٣٢<br />

١٢٨


أحبّاءي الأطفال،‏ ستتعرّ‏ فون <strong>في</strong> هذا الكتاب على حياة الهيوانات<br />

الطريفة،‏ فمنها ما يعيش‏ معكم ومنها ما لم تروه أو حتّى لم تسمعوا عنه من قبل.‏<br />

ستندهشون عندما تعرفون الطرق الغريبة التي تتبعها الهيوانات للمهافظة على حياتها.‏<br />

والله تعالى يريد منّا التأمل <strong>في</strong> خصاءص‏ هذه الهيوانات الطريفة حتّى نتذكّ‏ ر داءماً‏ أنّ‏<br />

الله خالق كلّ‏ شيء،‏ وهو القدير العليم،‏ خلق هذا الجمال اللاّمحدود من أجلنا<br />

نهن،‏ فعلينا أن نهمده سبهانه حمداً‏ كشيراً‏ ، وعليكم ‏-بعد قراءة هذا الكتاب<br />

‏-أن تنظروا إلى الكاءنات من حولكم هذه النظرة ّ المتبصرة.‏<br />

عن الموءلف<br />

ولد الموءلف الذي يكتب تحت اسم مستعار هو هارون يهيى <strong>في</strong><br />

انقرة عام ١٩٥٦، درس‏ الفنون <strong>في</strong> جامعة معمار سنان <strong>في</strong><br />

اسطنبول والفلسفة <strong>في</strong> جامعة اسطانبول،‏ ومنذ عام ١٩٨٠ نشر<br />

الموءلف الكشير من الكتب <strong>في</strong> موضوعات السياسة والعلم والايمان.‏<br />

وهارون يهيى معروف كموءلف له كشير من الاعمال التي تكشف<br />

زيف نظرية التطور،‏ وبطلان مزاعمها وتكشف عن الارتباط الوثيق<br />

بين الداروينية والفلسفات الدموية.‏ وقد ترجمت بعض‏ كتبه الى الانكليزية والالمانية والفرنسية<br />

والايطالية والاسبانية والبرتغالية والالبانية والعربية والبولندية والروسية والاندونيسية<br />

والتركمانية والبوسنية والتترية والاوردية والمالوية وطبعت <strong>في</strong> تلك البلدان.‏ وكتب<br />

هارون يهيى تخاطب الجميع وتناسب كل الناس‏ المسلمين منهم وغير المسلمين،‏ بغض‏<br />

النظر عن اعمارهم واعراقهم وجنسياتهم،‏ لانها كتب تتمهور حول هدف واحد هو فته مدارك الناس‏<br />

من خلال تقديم ايات وجود الله ‏(الأزلي والأبدي والقادر على كل شيء)‏ <strong>في</strong> الافاق من حولهم.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!