في عالم الحيوان 1
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
حول الموءلف<br />
ولد الكاتب الذي يكتب تحت الاسم المستعار هارون يهيى <strong>في</strong> أنقرة عام ١٩٥٦، بعد أن<br />
أنهى تعليمه الابتداءي والشانوي <strong>في</strong> أنقرة، درس الآداب <strong>في</strong> جامعة ميمار سنان <strong>في</strong> جامعة استنبول،<br />
و<strong>في</strong> الشمانينيات بدأ بإصدار كتبه السياسية والدينية . هارون يهيى كاتب مشهور بكتاباته التي<br />
تدحض الداروينية وتعرض لعلاقاتها المباشرة مع الإيديولوجيات الدموية المدمرة.<br />
يتكون الاسم القلمي أو المستعار، من اسمي ''هارون'' و''يهيى'' <strong>في</strong> ذكرى موقرة للنبي َّين<br />
الل َّذَين حاربا الكفر والإلهاد، بينما يظهر الخاتم النبوي على الغلاف كرمز لارتباط المعاني التي<br />
تحتويها هذه الكتب بمضمون هذا الخاتم. يشير الخاتم النبوي إلى أن القرآن الكريم هو آخر الكتب<br />
السماوية، وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين. و<strong>في</strong> ضوء القرآن والسنة وضع<br />
الكاتب هدفه <strong>في</strong> نسف الأسس الإلهادية والشركية وإبطال كل المزاعم التي تقوم عليها الهركات<br />
المعادية للدين، لتكون له كلمة الهق الأخيرة، ويعتبرهذا الخاتم الذي مهر به كتبه بمشابة إعلان عن<br />
أهدافه هذه.<br />
تدور جميع كتب الموءلف حول هدف واحد وهو نقل الرسالة القرآنية إلى الناس، وتشجيعهم<br />
على الإيمان بالله والتفكر بالموضوعات الإيمانية والوجود الإلهي واليوم الآخر.<br />
تتمتع كتب هارون يهيى بشعبية كبيرة لشريهة واسعة من القراء تمتد من الهند إلى أمريكا،<br />
ومن إنكلترا إلى أندونيسيا وبولندا والبوسنة والبرازيل وإسبانيا؛ وقد ترجمت بعض كتبه إلى<br />
الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأردية والعربية والألبانية والروسية والأندونيسية.<br />
لقد أثبتت هذه الكتب فاءدتها <strong>في</strong> دعوة غير الموءمنين إلى الإيمان بالله، وتقوية إيمان الموءمنين،<br />
فالأسلوب السهل والمقنع الذي تتمتع به هذه الكتب يهقق نتاءجاً مضمونة <strong>في</strong> التأثير السريع<br />
والعميق على القارئ. من المستهيل على أي قارئ يقرأ هذه الكتب ويفكر بمهتواها بشكل جدي<br />
أن يبقى معتنقاً لأي نوع من أنواع الفلسفة المادية. ولو بقي أحد يهمل لواء الدفاع عنها، فسيكون<br />
ذلك من منطلق عاط<strong>في</strong> بهت، لأن هذه الكتب تنسف تلك الفلسفات من أساسها. إن جميع<br />
الإيديولوجيات التي تقول بنكران وجود الله قد دُحضت اليوم والفضل يعود إلى كتب هارون<br />
يهيى.<br />
لا شك أن هذه الخصاءص مستمدة من حكمة القرآن ووضوحه؛ وهدف الكاتب من وراء<br />
نشر هذه الكتب هو خدمة أولئك الذين يبهشون عن الطريق الصهيه للوصول إلى الله، وليس<br />
تحقيق السمعة أو الشهرة، علاوة على أنه لا يوجد هدف مادي من وراء نشر كتبه هذه.<br />
وعلى ضوء هذه الهقاءق، فإن الذين يشجعون الآخرين على قراءة هذه الكتب، التي تفته<br />
أعينهم وقلوبهم وترشدهم إلى طريق العبودية لله، يقدمون خدمة لا تقدر بشمن.<br />
من جهة أخرى، يعتبر تناقل الكتب التي تخلق نوعاً من التشويش <strong>في</strong> ذهن القارئ وتقود<br />
الإنسان إلى فوضى إيديولوجية، ولا توءثر <strong>في</strong> إزاحة الشكوك من قلوب الناس، مضيعة للوقت<br />
والجهد، أما هذه الكتب فمن الواضه أنها لم تكن لتترك هذا الأثر الكبير على القارئ لو كانت تركز<br />
على القوة الأدبية للكاتب أكثر من الهدف السامي الذي يسعى إليه، ومن يشك بذلك يمكنه أن<br />
يرى أن الهدف الوحيد لكتب هارون يهيى هو هزيمة الكفر وتكريس القيم الإنسانية.<br />
٢
٣<br />
لا بد من الإشارة إلى أن الهالة السيئة والصراعات التي يعيشها ال<strong>عالم</strong> الإسلامي <strong>في</strong> يومنا هذا<br />
ليست إلا نتيجة الابتعاد عن دين الله الهنيف والتوجه نهو الإيديولوجيات الكافرة، وهذا لن<br />
ينتهي إلا بالعودة إلى منهج الإيمان والتخلي عن تلك المناهج المضللة، والتوجه إلى القيم والشراءع<br />
القرآنية التي عرضها لنا خالق الكون لتكون لنا دستوراً. وبالنظر إلى حالة ال<strong>عالم</strong> المتردية والتي تسير به<br />
نهو هاوية الفساد والدمار، هناك واجب لا بد من أداءه وإلا... قد لا نصل <strong>في</strong> الوقت المناسب.<br />
لا نبالغ إذا قلنا: إن مجموعة هارون يهيى قد أخذت على عاتقها هذا الدور القاءد، وبعون الله<br />
ستكون هذه الكتب الوسيلة التي ستهقق شعوب القرن العشرين من خلالها السلام والعدل<br />
والسعادة التي وعد بها القرآن الكريم.<br />
تتضمن أعمال الكاتب: النظام الماسوني الجديد، اليهودية والماسونية، الكوارش التي جرتها<br />
الداروينية على ال<strong>عالم</strong>، الشيوعية عند الأمبوش، الإيديولوجية الدموية للداروينية: الفاشية، الإسلام<br />
يرفض الإرهاب، اليد الخ<strong>في</strong>ة <strong>في</strong> البوسنة، وراء حوادش الإرهاب، وراء حوادش الهولوكوست، قيَم<br />
القرآن، الموضوعات ١-٢-٣، سلاه الشيطان: الرومانسية حقاءق ١-٢، الغرب يتجه إلى الله،<br />
خدعة التطور، أكاذيب التطور، ، الأمم الباءدة، لأولي الألباب، انهيار نظرية التطور <strong>في</strong> عشرين<br />
سوءالاً، إجابات دقيقة على التطوريين، النبي موسى، النبي يوسف، العصر الذهبي، إعجاز الله <strong>في</strong><br />
الألوان، العظمة <strong>في</strong> كل مكان، حقيقة حياة هذا ال<strong>عالم</strong>، القرآن طريق العلم، التصميم <strong>في</strong> الطبيعة، بذل<br />
النفس ونماذج راءعة من السلوك <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان، السرمدية قد بدأت فعلاً، خلق الكون، لا تتجاهل،<br />
الخلود وحقيقة القدر، معجزة الذرة، المعجزة <strong>في</strong> الخلية، معجزة الجهاز المناعي، المعجزة <strong>في</strong> العين،<br />
معجزة الخلق <strong>في</strong> النباتات، المعجزة <strong>في</strong> العنكبوت، المعجزة <strong>في</strong> البعوضة، المعجزة <strong>في</strong> نهل العسل،<br />
المعجزة <strong>في</strong> النملة، الأصل الهقيقي للهياة، الشعور <strong>في</strong> الخلية، سلسلة من المعجزات، بالعقل يُعرف<br />
الله، المعجزة الخضراء <strong>في</strong> التركيب الضوءي، المعجزة <strong>في</strong> البروتين، أسرار DNA<br />
و كتب الكاتب للأطفال: معجزات خلق الله، رحلة <strong>في</strong> الكون، رحلة <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان،<br />
اخمللوقات العجيبة، منهاج الطفل المسلم ١-٢، المعجزات <strong>في</strong> جسم الإنسان، ٢٤ ساعةً <strong>في</strong> حياة<br />
الطفل المسلم، <strong>عالم</strong> أصدقاءك الصغار، النمل، النهل يبنى خليته بإتقان، بناة الجسر المهرة:<br />
القنادس.<br />
وتتضمن أعمال الكاتب الأخرى التي تتناول موضوعات قرآنية: المفاهيم الأساسية <strong>في</strong><br />
القرآن، القِيَم الأخلاقية <strong>في</strong> القرآن، فهم سريع للإيمان ١-٢-٣، هجر مجتمع الجاهلية، المأوى<br />
الهقيقي للموءمنين: الجنة، القيم الروحانية <strong>في</strong> القرآن، علوم القرآن، الهجرة <strong>في</strong> سبيل الله، شخصية<br />
المنافقين <strong>في</strong> القرآن، أسرار المنافق، أسماء الله، تبليغ الرسالة واجملادلة <strong>في</strong> القرآن، المفاهيم الأساسية <strong>في</strong><br />
القرآن، إجابات من القرآن، بعش النار، معركة الرسل، عدو الإنسان المُعلن: الشيطان، الوثنية، دين<br />
الجاهل، تكبر الشيطان، الصلاة <strong>في</strong> القرآن، أهمية الوعي <strong>في</strong> القرآن، يوم البعش، لا تنس أبداً، أحكام<br />
القرآن المنسية، شخصية الإنسان <strong>في</strong> مجتمع الجاهلية، أهمية الصبر <strong>في</strong> القرآن، معارف عامة من<br />
القرآن، حجج الكفر الواهية، الإيمان المتكامل، قبل أن تتوب، تقول رسلنا، رحمة الموءمنين، خشية<br />
الله، كابوس الكفر، النبي عيسى آتٍ، الجمال <strong>في</strong> الهياة <strong>في</strong> القرآن، مجموعة من جماليات الله ١-٢-<br />
٣، مدرسة يوسف، الافتراءات التي تعرض لها الإسلام عبر التاريخ، أهمية اتباع كلام الله، لماذا<br />
تخدع نفسك، كيف يفسر الكون القرآن، بعض أسرار القرآن، الله يتجلى <strong>في</strong> كل مكان، الصبر<br />
والعدل <strong>في</strong> القرآن، أولئك الذين يستمعون إلى القرآن.<br />
.
إلى القارئ<br />
السبب وراء تخصيص فصل خاص لانهيار النظرية الداروينية هو أن هذه النظرية<br />
تشكل القاعدة التي يعتمد عليها كل الفلاسفة الملهدين. فمنذ أن أنكرت<br />
الداروينية حقيقة الخلق، وبالتالي حقيقة وجود الله، تخلى الكشيرون عن أديانهم أو<br />
وقعوا <strong>في</strong> التشكيك بوجود الخالق خلال المئة والأربعين سنة الأخيرة. لذلك يعتبر<br />
دحض هذه النظرية واجباً يهتمه علينا الدين، وتقع مسوءوليته على كل منا. قد لا<br />
تسنه الفرصة للقارئ أن يقرأ أكثر من كتاب من كتبنا، لذلك ارتأينا أن نخصص<br />
فصلاً نلخص <strong>في</strong>ه هذا الموضوع.<br />
تم شره جميع الموضوعات الإيمانية التي تناولتها كل هذه الكتب على ضوء<br />
الآيات القرآنية وهي تدعو الناس إلى كلام الله والعيش مع معانيه. شرحت كل<br />
الموضوعات التي تتعلق بالآيات القرآنية بطريقة لا تدع مكاناً للشك أو التساوءل <strong>في</strong><br />
ذهن القارئ من خلال الأسلوب السلس والبسيط الذي اعتمده الكاتب <strong>في</strong> كتبه<br />
يمكن للقرّاء <strong>في</strong> جميع الطبقات الاجتماعية والمستويات التعليمية أن تست<strong>في</strong>د منها<br />
وتفهمها. هذا الأسلوب الرواءي البسيط يمكّن القارئ من قراءة الكتاب <strong>في</strong> جلسة<br />
واحدة، حتى أولئك الذين يرفضون الأمور الروحانية ولا يعتقدون بها، تأثروا<br />
بالهقاءق التي احتوتها هذه الكتب ولم يتمكنوا من إخفاء اقتناعهم بها.<br />
يمكن للقارئ أن يقرأ هذا الكتاب وغيره من كتب الموءلف بشكل منفرد أو يتناوله<br />
من خلال مناقشات جماعية. أما أولئك الذين يرغبون <strong>في</strong> الاستفادة منه فسيجدون<br />
المناقشة م<strong>في</strong>دة جداً إذ إنهم سيتمكنون من الإدلاء بانطباعاتهم والتهدش عن<br />
تجاربهم إلى الآخرين.<br />
إضافة إلى أن المساهمة <strong>في</strong> قراءة وعرض هذه الكتب التي كتبت لوجه الله يعتبر<br />
خدمة للدين . عرضت الهقاءق <strong>في</strong> هذه الكتب بأسلوب غاية <strong>في</strong> الإقناع، لذلك نقول<br />
للذين يريدون نقل الدين إلى الآخرين: إن هذه الكتب تقدم لهم عوناً كبيراً.<br />
من الم<strong>في</strong>د للقارئ أن يطلع على نماذج من هذه الكتب الموجودة <strong>في</strong> نهاية الكتاب،<br />
ليرى التنوع الذي تعرضه هذه المصادر الغنية بالمواد الدينية الممتعة والم<strong>في</strong>دة.<br />
لن تجد <strong>في</strong> هذا الكتاب كما <strong>في</strong> غيره من الكتب، وجهات نظر شخصية للكاتب أو<br />
تعليقات تعتمد على كتب التشكيك، أو أسلوب غامض <strong>في</strong> عرض موضوعات مغرضة<br />
أو عروض ياءسة تشير الشكوك وتوءدي إلى انهراف <strong>في</strong> التفكير.<br />
٤
رحلة<br />
فى <strong>عالم</strong> الهيوان<br />
٥<br />
هارون يهيى
٦
رحلة<br />
فى <strong>عالم</strong> الهيوان<br />
٧<br />
ترجمة: محمد رضا بن خليفة<br />
مراجعة: مصطفى الستيتي
المحتويات<br />
المدخل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٠<br />
السنجاب محبّ الجوز. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٢<br />
الأرانب :آكلة الجزر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢٠<br />
٢٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٢٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٣٢ . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٣٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٤١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٤٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٤٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٥١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
القطط المشاكسة تحبّ المداعبة . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٤<br />
الأسود: ملوك الغابات. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٧<br />
النّمور : القطط الوحشيّة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥٩<br />
٦٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٦٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
الكلاب : أصدقاوءنا اخمللصون<br />
الهملان البيضاء الجميلة<br />
الخيول : أصدقاوءنا الأو<strong>في</strong>اء<br />
خيل البيجاما: الهصان الوحشيّ<br />
الزّ رافة : البرج الأرقش<br />
ال<strong>في</strong>لة العظيمة<br />
الأيل : المشهور بقرونه<br />
الكنجرو : صاحب الجيب<br />
الكُوَ الا النّوءوم<br />
الباندا صاحب القناع<br />
الدّ ببة : آكلة العسل<br />
٨
٩<br />
٦٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٧٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٧٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٧٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٧٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٨٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٨٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٩٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٩٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٩٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
٩٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
البطّ ذو الرّ أس الأخضر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٠١<br />
١٠٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
١١٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
١١٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
١١٨ . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
١٢١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
الخاتمة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١٢٦<br />
الدّ بّ القطبيّ الرّ جل الشّلجيّ<br />
عجل البهر: السبّاه الماهر<br />
البطريق صاحب البدلة<br />
الب<strong>في</strong>ن البهّار<br />
الطيور: ملوك السماء<br />
اللّقلق ذو الساق الطويلة<br />
الفلامنكو: الطاءر الورديّ<br />
الإوزّ الظريف<br />
النعامة<br />
الطاووس الطاءر المزركش<br />
الببّغاء :الطاءر المقلّد<br />
الفراشات: الألوان البديعة<br />
الأسماك: سكّان البهر<br />
سمك السوتاريا<br />
الدّر<strong>في</strong>ل صاحب الوجه البشوش<br />
الهوت العظيم
المدخل<br />
أحبّاءي الأطفال، سنكتشف معكم <strong>في</strong> هذا الكتاب المميّزات<br />
الخارقة للكاءنات الهيّة الموجودة <strong>في</strong> محيطنا، وستتعلّمون من خلال<br />
الصفهات التالية الخصاءص المدهشة والطريفة عند الكاءنات<br />
الهية الموجودة <strong>في</strong> الطبيعة.<br />
بعد قراءة هذا الكتاب تتبينون قدرة الله تعالى وقوته واتساع<br />
علمه بأن خلق كلّ مخلوقاته <strong>في</strong> غاية الجمال والكمال.<br />
إذا سألتكم: ''ما مقدار معرفتكم للهيوانات'' ؟ سيكون<br />
الجواب '' أغلب الهيوانات ''.<br />
حسنا، ماذا تعرفون عن حياة الهيوانات؟ كيف تولد؟ وكيف<br />
تعيش؟ وكيف تدافع عن أنفسها؟ وكيف تأكل ؟ ... ليس من<br />
الصعب تصوّ ر جواب ''لا نعرف شيئا كشيراً ''. عندما تقروءون هذا<br />
الكتاب ستعرفون أشياء طريفة.<br />
لقد خلق الله تعالى هذه اخمللوقات اخملتلفة كلّ واحد منها يتميّز<br />
بخصاءص مدهشة وخارقة، و سيهملكم هذا الكتاب إلى <strong>عالم</strong><br />
الهيوانات الطريف والخ<strong>في</strong>، فمنها ما يعيش معكم ومنهما ما لم<br />
تروه ولم تسمعوا باسمه من قبل، وسوف تحبونها كلّها.<br />
١٠
١١<br />
ستعرفون <strong>في</strong> هذا الكتاب أيضا - من خلال النظر إلى الصور<br />
المصاحبة - النعامة التي هي أسرع حيوان والنمر الذي هو أقدر<br />
الهيوانات على القفز، وستتعرفون على السنجاب ذي الأسنان<br />
الهادة والطاووس ذي الألوان الخلاّبة.<br />
لكن، تأكّ دوا أنّ ما سترونه ليس سوى بعض الهيوانات فقط،<br />
إذ يوجد ما لا يهصى ولا يعدّ من أنواع الهيوانات الأخرى.<br />
يريد الله منا عند اكتشافنا خصاءص هذه الهيوانات المحبوبة أن<br />
نفكّر <strong>في</strong> قدرته اللامحدودة وإبداعه المدهش، وأن نعي أنّ الله<br />
خالق كلّ شيء، كما علينا أن نشكر الله تعالى - و نهن نتمتع<br />
بالنظر إلى مخلوقاته - على هذا الجمال اللاّمحدود الذي نستمتع به<br />
من خلال مخلوقاته.<br />
هناك هدف واحد من خلق الكون وجميع هذه الهيوانات<br />
الجميلة والنباتات والليل والنهار وكلّ ما يوجد <strong>في</strong> محيطنا، إنّه تعرفنا<br />
على جلال الله تعالي وقوّ ته.<br />
بعد قراءتكم لهذا الكتاب ستنطق ألسنتكم دون أن<br />
تشعروا: ''ما أروع خلق الله ''. ماذا تنتظرون !<br />
اقلبوا ّ الصفهة و ابدوءوا<br />
بالتجوال <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الكاءنات<br />
الهيّة...
السنجاب محبّ الجوز<br />
<strong>في</strong> هذا القسم ستتعرّفون على بعض الخصاءص الطريفة<br />
التي خلقها الله <strong>في</strong> السنجاب، فأصدقاوءكم سيدهشون لما تعرفونه<br />
عن هذا الهيوان الصغير الطّ ريف.<br />
يعيش السنجاب عموما <strong>في</strong> غابات أوروبا ، ويبلغ طوله ٢٥ سم<br />
أي ما يساوى مقدار طول يديك الاثنتين مجتمعتين، وطول جسمه<br />
الخل<strong>في</strong> تقريباً يعادل حجمه، وله ذيل كشيف الشعر. وبما أنّ الله<br />
تعالى لا يخلق شيئا إلاّ لغاية وسبب، فقد خلِ ق للسنجاب هذا الذيل<br />
حتّى يسهل على السنجاب القفز من شجرة إلى أخرى دون أن<br />
يفقد توازنه.<br />
يستطيع السنجاب بفضل أضافره الهادّ ة تسلّق الأشجار كما<br />
يمكنه الرّ كض فوق أغصان الشجر ورأسه مدلّى إلى الأسفل.<br />
إنّ السنجاب الرّمادي بشكل خاص له القدرة على القفز بين<br />
الأغصان التي تفصل بينها مسافة ٤ أمتار، وعندما يقفز يقوم بفته<br />
أرجله ويتهرّ ك <strong>في</strong> الهواء مشل الطاءرة الشراعيّة، و<strong>في</strong> الأثناء يلعب<br />
ذيلُه دورَ المحافظ على توازنه <strong>في</strong> الهواء، وبه يغيّر اتّجاهاته مشل دفَ ة<br />
الس<strong>في</strong>نة، حتّى إنّه يستطيع القفز من ارتفاع أمتار وينزل على<br />
٩<br />
١٢
١٣<br />
الأرض بسهولة.<br />
فلنفكّر مجدّ دا <strong>في</strong> العمل الذي يقوم به السنجاب الص<br />
أصبهتم تعلمون الآن أنّ السنجاب يمكنه القفز من شجرة إلى<br />
أخرى دون أن يسقط أو يتدحرج رغم أنّه يستهدف الأغصان<br />
اللّيّنة كأنّه '' بهلوان سيرك ''.<br />
حسنا ،لكن كيف يستطيع أن يفعل ذلك؟<br />
هكذا يفعل كلّ ذلك بفضل استعمال أرجله الخل<strong>في</strong>ّة، وعيونه<br />
الهادّ ة التي يضبط بها المسافات ومخالبه القويّة وذيله الذي يهافظ<br />
به على توازنه.<br />
لكن، هل تساءلتم يا ترى من علّم السنجاب استعمال هذه<br />
الأعضاء؟ كيف تعلّم السنجاب العيش بهذا الشكل؟ كيف يمكن<br />
للسنجاب ضبط المسافات بين الأشجار كلّما قفز من شجرة إلى<br />
أخرى ؟ ثمّ كيف يقفز السنجاب بهذه السرعة من شجرة إلى<br />
أخرى دون أن يسقط ودون أن يصاب بأذى ؟<br />
ربّنا الله هو الذي خلق هذا الهيوان الطريف بكلّ هذه<br />
الصفات دون عيب أو نقصان.<br />
إنّ للسنجاب كلّ المهارات والخصاءص الجسديّة التي تمكّنه<br />
من تسلّق الأشجار العالية ليأكل الجوز والبندق و أبو فروة<br />
والصنوبر التي تتميز بقشرتها اليابسة.<br />
ّ غير ...
لقد خلق الله السنجاب كبقيّة الهيوانات الأخرى التي <strong>في</strong><br />
الطبيعة ووهبه قدرات يستطيع بها تأمين رزقه بسهولة.<br />
يصعب على السنجاب إيجاد الأكل <strong>في</strong> فصل الشتاء لذلك<br />
يقوم بخزن طعامه <strong>في</strong> فصل الصيف وبذلك يعتبر السنجاب من<br />
الكاءنات الهيّة التي تجمع أكلها مسبّقا، لكنّه ينتبه جدّ ا أثناء خزنه<br />
لطعامه إذ أنّه لا يخزن اللهم ولا الغلال لأنها مأكولات قصيرة<br />
الصلاحيّة وتفسد <strong>في</strong> فترة زمنية قليلة، وبذلك يمكن أن يبقى جاءعاً،<br />
لذلك لا يخزّ ن السنجاب <strong>في</strong> الشتاء إلاّ الجوز والبندق وما شابهها<br />
من ّ المكسرات الجافّ ة.<br />
الله وحده هو الذي علّم ّ السنجاب منذ ولادته العيش بهذا<br />
ّ الشكل. وهنا أيضا نكتشف صفة أخرى من صفات الله عزّ<br />
وجلّ: ''الرزّ اق''، بمعنى أنّه يوءمّن الطعام لجميع اخمللوقات الهيّة.<br />
استعدادا لموسم البرد يخزّ ن ّ السنجاب الفستق <strong>في</strong> أماكن مختلفة<br />
يعثر عليها <strong>في</strong>ما بعد بتعقّ ب راءهتها الطيّبة، فهو<br />
يستطيع شمّ راءهة الفستق حتّى على عمق ٣٠<br />
سم تحت الشلج.<br />
يضع ّ السنجاب الطّ عام <strong>في</strong> سرّته ويهمله<br />
إلى مخبئه، فهو يُخب ِّيءُ الطّ عام <strong>في</strong> أماكن مختلفة<br />
ينساها <strong>في</strong> ما بعد وهذا <strong>في</strong>ه حكمة إلهيّة تتمشّل<br />
<strong>في</strong> أنّ السنجاب عندما ينسى مكان الفستق<br />
١٤
الأسنان التى ّ تتكسر تخرج مكانها أسنان أخرى<br />
١٥<br />
ّ للسنجاب أسنان تختلف اختلافاً كاملاً عن الأسنان<br />
الموجودة لدى الإنسان، فهي حادّة وصلبة. وتتمركز <strong>في</strong><br />
الطّ رف الأماميّ من الفم وتتكوّ ن من مادّ ة صلبة وحادّ ة.<br />
ويلفّها غشاء طويل وفارغ يسمّى ''غشاء الأسنان''. فإذا<br />
أردنا نهن كسر حبّة الجوز فإننا نستعمل حجراً أو آلة<br />
حديديّة ّ خاصة، أمّا هذا الهيوان ّ الصغير فهو يقوم بهذا<br />
العمل بسهولة بفضل أسنانه القاطعة.<br />
هل فكّرتم يوما كيف يستطيع ّ السنجاب المحافظة على قوّ ة<br />
أسنانه؟ وكيف يأكل البندق والجوز عندما ّ تتكسر أسنانه،<br />
إنّها الهكمة الإلهيّة تجعل للأسنان مميّزات ّ خاصة جدّ ا<br />
تساعدها على القيام بوظيفتها.<br />
انظروا، الآن ستُبهتون لأنّ الأسنان التى تنكسر تخرج<br />
مكانها أسنان أخرى على الفور.<br />
فلقد وهب الله السنجاب<br />
هذه النّعم، ووهب مشلها أيضاً<br />
لجميع الكاءنات الهية التى تمضغ<br />
الطّ عام.
ينبت مرّ ة أخرى ويتهوّ ل إلى أشجار.<br />
ّ للسنجاب وساءله ّ الخاصة للتّواصل مع بنى جنسه مشله مشل<br />
جميع الكاءنات الهيّة الأخرى.<br />
ومشال ذلك: السنجاب الأحمر، فهو عندما يتعرّض للخطر<br />
يهرّ ك ذيله ويصدر أصواتا ّ خاصة كأنه ينبّه بقيّة السناجب للهرب<br />
ثمّ يتسلّق الأشجار بسرعة بفضل ذيله الذي يساعده على الهفاظ<br />
على توازنه، فذيل السنجاب يشبه دفَة ّ الس<strong>في</strong>نة التى يستعملها<br />
البهّار ليوجه س<strong>في</strong>نة.<br />
والشوارب أيضا عنصر هامّ <strong>في</strong> الهفاظ على توازن الس<br />
فبواسطتها يستطيع ّ السنجاب ّ تحسس الأجسام أثناء تنقله <strong>في</strong><br />
الظلام.<br />
أيّها الأطفال، هل تعلمون أنّ ّ السنجاب يطير؟ تعيش <strong>في</strong> غابات<br />
أستراليا جميع أنواع ''السناجب الطاءرة''، ويتراوه طولها بين ٤٥<br />
و٩٠ سم.<br />
<strong>في</strong> الهقيقة إنّ ما يفعله ليس الطيران بمعنى الكلمة إنّما هو<br />
يستطيع القفز من شجرة إلى أخرى مشل الطاءرة الشراعيّة، فهذه<br />
الكاءنات ليست لها أجنهة لكن لها أغشية!!<br />
من السناجب الطاءرة ما يسمّ ى ''سناجب الس<br />
الطاءرة ''، فهي تمتلك غشاء، وتمتدّ أرجلها الأماميّة إلى<br />
الأرجل الخل<strong>في</strong>ّة، ولها شعر طويل وبعض هذه<br />
الأنواع لها فرو كأنّه غشاء جلديّ ، وهذا<br />
الغشاء يمتدّ من الأقدام الأماميّة إلى<br />
ظهرها.<br />
يستطيع السنجاب الطاءر<br />
ّ نجاب،<br />
ّ كّر<br />
١٦
١٧<br />
القفز من مساحة ٣٠ م كأنّه طاءرة شراعيّة مصنوعة من الجلد، حتّى<br />
إنّ بعضها يستطيع قطع مسافة ٣٥٠ م حاملة ٦ قشرات معها.<br />
تواجه الهيوانات الصغيرة عادة خطر انخفاض الهرارة، وهي<br />
مهدّ دة بالتّجمّ د أيضا، ويزيد هذا الخطر ّ خاصة أثناء ساعات النوم،<br />
لكن الله منهها نظاماً ّ خاصاً يهميها من الأخطار المحيطة بها.<br />
عندما ينام السنجاب يتقوقع حول نفسه ويلفّ جسمه بذيله<br />
ليتدفأ من البرد، وبذلك يقوم ذيله بالدّ ور الذي يقوم به المعطف<br />
الذي نرتديه <strong>في</strong> فصل الشتاء.<br />
هكذا، يواجه ّ السنجاب البرد، وبفضل ذيله ينجو من خطر<br />
التّجمّ د عند النّوم.<br />
لقد وهب الله هذه<br />
الكاءنات الضعيفة جميع<br />
الخصاءص اللاّزمة وعلّمها<br />
طريقة استعمالها، وهذه<br />
الكاءنات تتهرّك بإلهام من<br />
الله تعالى وتدير حياتهما<br />
بكلّ سهولة.
الأرانب :آكلة الجزر<br />
ما رأيكم أن تعرفوا معلومات جديدة حول الأرنب؟ هذا<br />
الهيوان الذي نتمتع بتقديم الطعام له والمسه على شعره الأبيض<br />
ونهبّ روءيته وهو يأكل الجزر.<br />
فلننظر <strong>في</strong> المميّزات ّ الخاصة بهذا الهيوان. فمن ناحية هي<br />
معلومات لا تعرفونها ومن ناحية أخرى هي معلومات طريفة.<br />
إن حاولتم الاقتراب من الأرنب تلاحظون كم هي سريعة<br />
الهرب، فهل تعرفون أنّ هذا الهيوان المحبوب يهسّ من بعيد<br />
بقدوم شخص ما بفضل أذنيه الطويلتين حتّى أثناء الأكل؟ إنّها<br />
ملكة السمع القويّة، فالاقتراب من الأرنب صعب جدّ ا فبمجرّد<br />
الإحساس بأيّ صوت أو خشخشة يهرب بسرعة كبيرة.<br />
طول الأرنب ما بين ٥٠ إلى ٧٠ سم، وأرجله الخل<strong>في</strong>ة أقوى<br />
وأطول من أرجله الأماميّة، وهذه ّ الخاصيّة تساعده على الجري<br />
بسرعة - ٦٠ ٧٠ كم <strong>في</strong> الساعة، ويمكنها القفز مسافة ٦ أمتار دفعة<br />
واحدة. فهي أسرع من سيّارة تسير داخل المدينة.<br />
جميع الأرانب تولد بهذه الخصاءص، فقد<br />
خلقها الله سريعة لكي تتمكّن من الإفلات من<br />
أعداءها بسهولة.<br />
إذا طرحنا عليكم سوءالا "ما هو أكل الأرنب<br />
ّ المفضل ؟'' بماذا ستجيبوننا ؟ نعم، حقّ ا '' إنّه الجزر''<br />
(لا ننسى فواءد الجزر لعيوننا).<br />
١٨
حسنا، هل تعرفون أنّ الجزر يكبر تحت التراب، كما أنّ<br />
الأرنب يهفر الهفر تحت الأرض ليعيش <strong>في</strong>ها ويكبر؟ نعم، كما<br />
فهمتم فإنّ الجزر خلق بشكل يلبّي حاجات الأرانب.<br />
خلق الله لأجلنا كلّ شيئ لكي نستعمله بالشكل المناسب.<br />
فكّروا <strong>في</strong> البرتقال الذي تأكلونه <strong>في</strong> فصل الشتاء، فلو لم يكن<br />
داخل القشرة <strong>في</strong> شكل شراءه لصعب عليكم أكله.<br />
الله خالق كلّ الأشياء <strong>في</strong> محيطكم، فقد خلق لنا <strong>في</strong> فصول الشتاء<br />
غلالاً لذيذة بها شراءه مغلّفة بالقشور تحتوى على ال<strong>في</strong>تامين زسيس<br />
يقينا من الأمراض.<br />
ولنعد مرّ ة أخرى إلى الأرانب، الأرنب حيوان محبوب جدّ ا،<br />
يقرض الجزر بكلّ سهولة بفضل أسنانه الأماميّة الهادة.<br />
لقد خلق الله <strong>في</strong> الكاءنات الهيّة خصاءص أخرى إضافة إلى<br />
١٩
الخصاءص التي تخصّ الأكل والشرب، إذ توجد على وجه<br />
الأرض أنواعاً مختلفة من الأرانب تتميّز بخصاءص مختلفة بعضها<br />
عن بعض.<br />
فالأرانب التي تعيش <strong>في</strong> المناطق الباردة مشلا تكون عادة بيضاء<br />
اللون، وهي ّ خاصية هامّة تسهّ ل عليها الاختفاء وعدم تمييزها من<br />
الشلوج.<br />
أمّا الأرنب الوحشي فهو أكبر وله أرجل و أذنان أطول مقارنة<br />
بالأنواع الأخرى من الأرانب. أمّا الأرنب الأمريكي الذي<br />
يعيش <strong>في</strong> الصهاري الأمريكية فله أذنان كبيرتان تساعدانه على<br />
اتقاء الهرارة.<br />
تعيش الهيوانات عادة <strong>في</strong> المناطق الطبيعية التي تناسب<br />
خصاءصها مشل البيوت التي يعيش <strong>في</strong>ها الإنسان مع عاءلته.<br />
غالبا ما تتجنب مجموعة الهيوانات دخول المنطقة التي تعيش <strong>في</strong>ها<br />
مشيلاتها من الهيوانات الأخرى. وتحدّ د الهيوانات بطرق مختلفة<br />
حدود منطقتها ''بإصدار الرواءه'' مشلا . فالغزلان تفرز من فكّها<br />
الأسفل لعاباً له راءهة تشبه راءهة القطران تتركه فوق الأغصان<br />
٢٠
٢١<br />
الرّ قيقة والهشاءش، وهذه الراءهة<br />
تتقبلها بقيّة الغزلان فتعرف أنّ<br />
هذه المنطقة هي مكان عيش غزلان<br />
أخرى، أمّا الأيل <strong>في</strong>خرج هذه الراءهة<br />
من أسفل أرجله الخل<strong>في</strong>ة وتساعده على<br />
وضع إشارة على المكان.<br />
والأرانب أيضا تفرز من أفواهها راءهة تشير بها<br />
إلى المنطقة التي تعيش <strong>في</strong>ها.<br />
وكما لاحظتم فإنّ الله خلق للهيوانات خصاءص هامّة<br />
وطريفة، وكلّ شيء يشير إلى عظمة الله وكماله. وهذا ما يجعلنا<br />
نندهش لذلك ويدفعنا كذلك إلى الإيمان به أكثر وشكره سبهانه<br />
داءما على هذه النعم.<br />
أيّها الأطفال، لا تنسوا أبدا، لقد أمر الله الإنسان بشكره عند<br />
التفكير <strong>في</strong> نعمه، وقد بيّن الله تعالى أنّه سيجزى الشاكرين إذ<br />
يقول الله تعالى ﴿ ...وَ َ سنَجْزِ ى َّ الش اكِرِ ينَ ﴾ سورة آل عمران،<br />
الآيه ١٤٥.
الكلاب : أصدقاوءنا<br />
اخمللصون<br />
الكلاب ذكية، ولها قدرة على التعلم بسهولة مقارنة بالكشير<br />
من الكاءنات الأخرى، وتستعمل الكلاب المدرّبة للهراسة <strong>في</strong><br />
أغلب الأحيان، وكلب الهراسة باستطاعته التغلّب على حيوان<br />
أكبر منه بخمسة أو ستة أضعاف، لكن الطريف أنّ هذه الكلاب<br />
التي تتهوّ ل أحيانا إلى وحشية، شرسة لا تضرّ صاحبها أبدا وتفديه<br />
بروحها لإنقاذه من الخطر ولا تتخلّى عنه مهما كان الخطر.<br />
وهناك سبب آخر يجعلنا نهبّ الكلاب كشيراً وهو أنّها ماهرة<br />
<strong>في</strong> اللعب ومرحة،علاوة على أنّ الإنسان يجد متعة عند التجوّ ل<br />
بصهبتها ّ خاصة إذا كانت ذات شعر طويل ونظرات رقيقة،<br />
فالواحد منا يود لو أنّ له واحداً من هذه الكلاب.<br />
هكذا توجد أنواع كشيرة من الكلاب، فمنها<br />
الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها كشيفة الشعر<br />
ومنها دون ذلك، فهي مخلوقات خلقها الله<br />
<strong>في</strong> أحسن صورة دون مشال مسبق، كما<br />
ذكر الله تعالى <strong>في</strong> كتابه الكريم بقوله<br />
تعالى:<br />
٢٢
٢٣<br />
﴿<br />
بَدِيعُ َّ الس مَ اوَ اتِ وَ الأَرْ ض ِ أَن َّى يَكُونَ لَهُ وَ لَدُ ...<br />
سورة الأنعام، الآيه ١٠١<br />
وقوله تعالى:<br />
ذَلِكُمْ الله رَ ب ُّكُمْ لاَ إ ِلَهَ ِ إلا َّ هُ وَ خَ الِقُ كُ ل ِّ ش<br />
فَ اعْبُدُ وه وَ هُ وَ عَ لَى كُ ل ِّ َ ش يءٍ وَ كِيل<br />
سورة الأنعام، الآيه ١٠٢.<br />
والآن فكّروا، إذا لم تشاهدوا كلباً <strong>في</strong> حياتكم وطُ لب منكم<br />
رسم صورة لكلب، فهل تستطيعون ذلك؟ طبعا، لا تستطيعون فعل<br />
ذلك، ليس أنتم فهسب بل لا أحد يستطيع القيام بذلك؛ إنّ<br />
الإنسان لا يستطيع فعل أيّ شيءٍ لا يراه <strong>في</strong> الطبيعة.<br />
لقد قلد الإنسان نظام الطيران لدى الطيور فصنع الطاءرة، كما<br />
صنع الرّ جل الآلي تقليداً لنظام جسمه، لكن الله خلق الأنواع التي<br />
لا تحصى من الكاءنات الهيّة دون مشال ولا شبه، كالبطاريق التي<br />
تعيش <strong>في</strong> القطبين والأسود ملوك الغابات والدّ لا<strong>في</strong>ن والفراشات<br />
والعصا<strong>في</strong>ر والنهل ... وباختصار جميع الكاءنات الهيّة هي من<br />
خلق الله تعالى.<br />
وهب الله كلّ كاءن حيّ مميّزاته ّ الخاصة به، فجعل للكلاب<br />
والكاءنات الأخرى أجساماً مختلفة.<br />
فعدد أسنان الكلاب هي أكثر من عدد أسناننا<br />
بعشرة أسنان، إذ تعدّ ٤٢ سنّا، وهكذا تستطيع<br />
الكلاب أكل العظام بكلّ سهولة، إضافة إلى ذلك<br />
فإنّ عيون الكلاب أفضل بكشير من عيون الإنسان<br />
إذ تستطيع روءية الأشياء <strong>في</strong> الظلام أفضل بكشير<br />
من الإنسان ولها القدرة على تميّيز الأجسام<br />
﴾<br />
َ يءٍ<br />
﴾ ٌ<br />
﴿
بسرعة، كما أنّ للكلاب خاصية أخرى تتمشّل <strong>في</strong> قدرتها على سمع<br />
أصوات لا يمكننا نهن سماعها، فقوّ ة سماعها للأصوات هي أربعة<br />
أضعاف قوّ ة سماع الإنسان، إذ أنّها تميّز الأصوات من مسافات<br />
بعيدة، مشلا: صفارة إنذار الكلاب لا يستطيع الإنسان سماعها<br />
لكن الكلاب تسمعها بكلّ سهولة.<br />
للكلاب أيضا ّ خاصية قوّ ة ّ حاسة ّ الشمّ، فمركز استقبال<br />
الرّ واءه الموجود بالمخّ هو ٤٠ مرّ ة أكبر من مركز استقبال الرّ واءه<br />
عند الإنسان، لذلك ، فقدرة الكلاب على استيعاب الرّ واءه أعلى<br />
بكشير من قدرة الإنسان.<br />
بفضل جميع هذه المميّزات تتعقّب الكلاب راءهة الص<br />
وتجلب الصيّد الذي يصيبه الصيّادون ولو كان على بعد عدّ ة<br />
كيلومترات، كما أنّ كلاب البوليس تشم الملابس<br />
فتستطيع العشور على صاحبها!<br />
فالكلاب التي هي من<br />
نوع ''برنارد'' صاحبة<br />
الخدّين المتدلّيين لها أنوف<br />
ّ حساسة جدّ ا إلى درجة أنّها<br />
بإمكانها إخراج الجرحى من<br />
تحت الشلوج. وهذه ميزة<br />
كبرى للكلاب.<br />
ّ يد<br />
٢٤
٢٥<br />
تتنفس الكلاب من أنوفها،<br />
وبذلك يُصف ِّى الهواء ويسخ َّ ن<br />
ويرط َّ به ليمرّ بعدها إلى الكبد.<br />
وهذه الهيوانات الأليفة لا يخرج<br />
منها العرق مشل الإنسان لأنّ<br />
جسمها لا يهتوى على غدد<br />
العرق، فضبط حرارة الجسم يقوم<br />
بها النظام التّنفّ سيّ ، كما أنّ الشعر<br />
الذي بجسم الكلاب يمنع مرور<br />
الهرارة إلى الجلد. وكلّما ارتفعت<br />
درجة الهرارة ترتفع حرارة جسمها وكلّما ارتفعت حرارة الجسم<br />
تُخرج الكلاب ألسنتها. وهكذا فإنّ الكلاب لا تعرق حتّى <strong>في</strong><br />
الأيّام الأكثر حرارة. فقد خلق الله لها نظاماً متكاملاً يجعلها لا<br />
تعرق حتّى وإن ركضت لساعات عديدة عكس الإنسان الذي<br />
يعرق إذا ما ركض ولو نصف ساعة.<br />
أنتم أيضا تذكّ روا إذا ما رأيتم كلاباً أنّ اللّين واللّمعان الذي<br />
<strong>في</strong> جسمها مصدره كثرة الغدد الزّ يتيّة <strong>في</strong> جلدها، كما للكلاب<br />
أنظمة ّ خاصة لا يوجد مشلها داخل أجسامنا، فبفضلها لا تتهرّ ش<br />
أقدامها الملتصقة بالأرض وتحافظ مخالبها على قوّ تها.<br />
وكما لاحظتم، فإنّ الله تعالى خلق <strong>في</strong> هذه اخمللوقات أنظمة<br />
دفاع تحلّ بها أبسط المشاكل التي تعترضها <strong>في</strong> حياتها، فالله خلق<br />
كلّ شيء <strong>في</strong> مكانه المناسب ووهبه مميّزات يتفاعل بها مع محيطه<br />
الطبيعيّ. وهذه الأمشلة تجعلنا نفكّر <strong>في</strong> الله سبهانه وتعالى و<strong>في</strong><br />
كمال مخلوقاته.
الهملان البيضاء الجميلة<br />
لعلّها جلبت انتباهكم، فهي صغيرة ومحبوبة ولطيفة. ويوجد<br />
شبيهها لكنّ لها أجساما أكبر وهي أمّها الشاة.<br />
هل تعلمون أنّ الخرفان تتعلّق كشيرا بأمّها؟ وتبدأ هذه الرّ ابطة<br />
القويّة عندما تبدأ الشاة <strong>في</strong> تغذية حملانها بالهليب.<br />
تمسه الهمل بلسانه رأس الشاة ولا تنساها أبدا منذ اليوم<br />
الأوّ ل من ولادته، ثمّ تنظف صغيرها بلسانها، لذلك لا تقبل أيّ<br />
حمل يقترب منها لا يهمل تلك الرّ اءهة. ف<strong>في</strong> حين لا يستطيع<br />
الإنسان تمييز طفله لهظة ولادته نرى أنّ الشاة بإمكانها تمييز<br />
صغيرها داخل مجموعة من الهملان رغم مرور وقت قصير على<br />
ولادته. وهذا شيء يبعش على الدهشة حقّ اً، فإن لم تفعل الشاة هذا<br />
لهظة ولادة صغيرها ما استطاعت تمييزه داخل مجموعة الخرفان.<br />
لكن لا يمكن أن يهدش هذا لأنّ الله ألهم الشاة أن تمسه بلسانها<br />
على صغيرها لهظة ولادته.<br />
٢٦
٢٧<br />
حسنا، هل تعرفون كيف تحمي الخرفان نفسها من الأمطار؟ إنّه<br />
الفرو! و فرو الخرفان ليّن جدّ ا، ويتكوّ ن من طبقة شهميّة تقوم<br />
بدور المطرية تحمي الخروف من التّبلّل بالأمطار. وهكذا لا تتبلّل<br />
الخرفان <strong>في</strong> الجوّ الممطر.<br />
بالإضافة إلى كلّ هذا، فإنّ أكبر ّ خاصية لهذا الهيوان هي عمليّة<br />
الاجترار، فهل شاهدتم يوماً حيواناً يجترّ ؟ إذا لم تشاهدوا ذلك<br />
<strong>في</strong>مكن أن نهيطكم علماً بذلك.<br />
يجترّ الهيوان قسماً من الهشاءش التي يأكلها، وهذه الهيوانات<br />
لها أربع مِعَ دٍ.<br />
عندما يأكل الهيوان الطّ عام يذهب أوّ لاً إلى المعدة ثمّ يعود مرّ ة<br />
أخرى إلى فمه <strong>في</strong>مضغه ثمّ يبتلعه، وعندها يذهب الطعام إلى باقي<br />
المعدات، وهذه العمليّة تسمّ ى ''الاجترار''.<br />
هكذا وهب الله بعض الهيوانات هذه ّ الخاصية حتّى يسهل<br />
على الهيوان هضم النّباتات صعبة الهضم.<br />
إنّ ّ الشياه والخرفان لها فواءد عديدة بالنسبة إلينا، فالشاة تعطينا<br />
الهليب كلّ يوم. ويهتوى حليب الشاة على <strong>في</strong>تامينات تقوّ ى
﴿<br />
عظام أجسامنا، وهو مهمّ جدّا لتقوية أسناننا أيضا، ويصنع من<br />
الهليب المواد الغذاءية الأساسية مشل الزبادى والجبن ونستعمل<br />
هذه المواد لصنع الكعك والفطاءر وغيرها من المأكولات.<br />
وباختصار، فإن الهليب من أكثر المواد الغذاءية استعمالاً<br />
وإفادة ، كما أنّ صوف الغنم يصنع منه الخيوط التي تُصنع منها<br />
الأقمشة لصنع الملابس وبذلك تسهل حياتنا.<br />
لقد ذكر الله <strong>في</strong> كتابه العزيز فواءد هذه الهيوانات على<br />
الإنسان <strong>في</strong>قول تعالى:<br />
وَ جَعَ لَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَ ام ِ بُيُوتًا ْ تَستَخِ ف ُّ ونَهَ ا يَوْ مَ ظَ عْنِكُمْ وَ<br />
يَوْ مَ ِ إ قَ امَتِكُمْ وَ مِنْ ْ أَص وَ افِهَ ا وَ أَوْ بَارِ هَ ا وَ ْ أَش عَ ارِ هَ ا أَثَاثَا وَ مَتَاعً ا إ ِلَى<br />
) سورة النهل، الأيه ٨٠<br />
كما قال تعالى: ﴿ ْ قِ يكُمْ مِم َّ ا فِي بُطُ ونِهِ مِنْ بَيْن ِ فَ رْ شٍ وَ دَ م ٍ<br />
﴾ ) سورة النهل، الأيه .( ٦٦<br />
(<br />
... نَس<br />
حِ ين ٍ ﴾<br />
لَبَنًا خَ ً الِصا َ س اءِغًا َّ لِلْش ارِ بِينَ<br />
حقّ اً إنّ هذه الآيات تبيّن فواءد الهيوانات مشل الشياه<br />
والخرفان، فعلينا أن نشكر الله كشيرا لأنّه هو الذي خلقها من<br />
أجلنا.<br />
٢٨
الخيول : أصدقاوءنا الأو<strong>في</strong>اء<br />
٢٩<br />
هل تعلمون أنّ الخيول من أكثر الهيوانات وفاء للإنسان عبر<br />
التاريخ؟<br />
الخيل حيوان لا يفارق صاحبه أبداً ، وهو صديق و<strong>في</strong> للإنسان.<br />
ويوجد من الهصان ٢٥ نوعا، ويمكنه أن يهملنا لمسافات تعدّ<br />
بالكيلومترات دون تعب أو كلل.<br />
إن الخيول هي من أكثر الهيوانات مساعدة للإنسان عبر<br />
التاريخ. واليوم يوجد كشير من السيارات، وقد مدّ ت طرق كشيرة<br />
لأجلها، غير أنّ استعمال السيّارة بدأ فقط <strong>في</strong> القرن الأخير. ف<strong>في</strong><br />
الأيّام التي عاش <strong>في</strong>ها أجدادكم لم يكونوا يعرفون شيئا اسمه<br />
السيّارة، فقد كان الهيوان آنذاك وسيلة النقل الوحيدة وخاص<br />
الخيول.<br />
حسنا، هل تعلمون أنّ معرفة عمر الخيول تتمّ<br />
بالنظر إلى تآكل أسنانها؟<br />
تتآكل أسنان الخيول عبر الزمن لأنّها تأكل<br />
الهشاءش ّ الصلبة والملوّ ثة بالتراب والغبار، لكن<br />
الله جعل لها أسناناً طويلة مغروسة <strong>في</strong> عمق<br />
ّ ة
الهنك بمعنى أنّ جذور أسنان الخيول أعمق بكشير من جذور<br />
أسناننا.<br />
كلّما تآكلت أسنانها يظهر القسم الذي بداخل العظم حتّى إنّ<br />
أسنان الخيول الهرمة تصل إلى مستوى جذور الأسنان.<br />
وكلّ سنّ يمكنها أن تتآكل بمعدّل ٢ ونصف إلى ٥ سم دون أن<br />
تفقد قدرتها على قطع الطعام.<br />
على هذا النهو يمكننا معرفة عمر الخيل.<br />
تخيّلوا لو أنّ الله لم يهب الخيول هذه الميزة، لا بد أنها ستفقد<br />
أسنانها خلال زمن قصير فتموت من الجوع.<br />
لقد وهب الله أيضاً خصاءص هامّة لشعر الخيول، فهي<br />
كالمصفاة تضبط درجة حرارة الجسم، فأجسام الخيول تحتاج داءما<br />
إلى درجة حرارة تساوى ٣٨ درجة مئوية، لذلك يطول<br />
شعر الخيل <strong>في</strong> فصل الشتاء و يسقط <strong>في</strong> فصل<br />
الصيف ليهافظ الجسم على المستوى نفسه<br />
من الهرارة <strong>في</strong> الفصول الهارّ ة.<br />
إليكم الآن ّ خاصية مشيرة: إن الخيول<br />
تنام واقفة ! .<br />
حسنا كيف يكون ذلك؟ هل<br />
تعلمون أيضا أنّها لا تسقط على<br />
الأرض أثناء نومها ؟ ذلك لأنّ لها<br />
ّ خاصية تشبت بها أرجلها، فالله وهبها هذه<br />
ّ الخاصية <strong>في</strong> أرجلها فتنام وهي واقفة كما<br />
أنّه باستطاعتها حمل ثقل جسمها، بخلاف<br />
الإنسان الذي لا يستطيع منع نفسه من السقوط<br />
٣٠
٣١<br />
على الأرض إذا ما جاءه النوم وهو واقف.<br />
إنّ أرجل الخيول ليست صالهة لتهمّ ل<br />
الأثقال فقط بل لها ميزة الرّكض بسرعة<br />
أيضا.<br />
ليس للخيول ترقوة مشل ساءر الهيوانات<br />
الأخرى، وهذا يساعدها على الرّ كض<br />
بسرعة بخطوات كبيرة. وعلاوة على<br />
ذلك، يوجد لديها قدرات <strong>في</strong> عظام أرجلها<br />
تساعدها على مجابهة التّعب كلّما ازدادت<br />
سرعتها. وهذه القدرات تشبه نظام ضبط<br />
السرعة عند السيارة، فكلّما ازدادت السرعة يُغَيّر ذراع تغيير<br />
السرعة فتقلّ بذلك طاقة الدّ فع و تزداد السرعة.<br />
حسنا، لماذا يتميّز هذا الهيوان ّ بخاصية حمل الأثقال والسرعة<br />
<strong>في</strong> الوقت نفسه؟ فإن يكون ذا قدرة على الهمل والرّ كض بسرعة<br />
ليست من الهاجات المهمة بالنسبة إليه.<br />
لماذا إذن تتميز الخيول بهذه الخصاءص؟ والجواب بسيط جدّ ا،<br />
إنّها خلقت على ذلك الشكل من أجل الإنسان ليست<strong>في</strong>د منها.<br />
وبمعنى آخر، إنّ الله تعالى وهب الخيول هذه الخصاءص لمساعدتها<br />
على خدمة الإنسان.<br />
لقد ذكرالله <strong>في</strong> آيات القرآن الكريم الهدف من خلق<br />
الهيوانات بقوله تعالى: ﴿ وَ الأَنْعَ امَ خَ لَقَ هَ ا لَكُمْ فِيهَ ا دِ فْءٌ وَ مَنَافِعُ<br />
وَ مِنْهَ ا تَأْكُ لُون<br />
َ ﴾ سورة النهل، الآيه .( ٥
خيل البيجاما :<br />
الهصان الوحشيّ<br />
عندما يراه الإنسان للوهلة الأولى يضنه حصاناً. ويمكننا تسميته<br />
بالهصان الذي يلبس بيجاما، إنّه مشل الهصان الأهليّ له شعر مشله<br />
يسمّ ى ''لُبدة''، وله جسم مشل الهصان الأهليّ تماما كما أنّ قدرته<br />
على الرّكض قريبة من قدرة الهصان الأهلي تماما.<br />
لكن يوجد فرق بين الإثنين، وكما تلاحظون فإنّ جسم<br />
الهصان الوحشي مغط َّ ى بخطوط متوازية تختلف من حصان<br />
وحشي إلى آخر مشل بصمات أصابع الإنسان التي تختلف من<br />
إنسان إلى آخر. وهذه الخطوط الموجودة <strong>في</strong> جسم الهصان<br />
الوحشي كأنّما تعتبر بطاقة هويّة لكلّ واحد منها، و<strong>في</strong> الوقت نفسه<br />
هي وسيلة دفاع هامّة ضدّ الأعداء كالأسود والنّمور التي يتراءى<br />
لها منظر سربها كأنما هو جسم واحد بفضل هذه الخطوط، <strong>في</strong>صعب<br />
عليهم اختيار الفريسة، وهذه ميزة فريدة لفاءدة الهمار الوحشي.<br />
٣٢
٣٣<br />
الماء والعشب هما أهمّ مصادر حياة الهصان الوحشي، وتسير<br />
الأحصنة الوحشية <strong>في</strong> بعض الأحيان عدّة كيلومترات <strong>في</strong> شكل<br />
أسراب بهشا عن الأعشاب ثمّ تعود <strong>في</strong> المساء إلى المكان الذي<br />
تعيش <strong>في</strong>ه لأنّه -كما شرحنا سابقا -لكلّ سرب من الهيوانات<br />
منطقة ّ خاصة به.<br />
هل تعرفون أنّ أحبّ شيء للهصان الوحشي هو حمّ ام الغبار؟<br />
نعم، هذا طريف لكن الهقيقة هي هذه. فهذا الهمّ ام ينظف ما<br />
علق به من الهشرات، كما يوجد ضيف خارجي يساعد الهصان<br />
الوحشي على تنظيف جسمه من الهشرات وهو طاءر يسمّ ى<br />
أوكسبيكبر. وهذا الطاءر يأكل كلّ الهشرات التي تحطّ على<br />
جسم الهصان الوحشي <strong>في</strong>هميه بذلك من الأمراض التي يمكن أن<br />
تسببها هذه الهشرات.<br />
هكذا ترون كيف أنّ الله خلق للكاءنات الهيّة أنظمة حياة<br />
دقيقة، وألهمها أن تساعد بعضها البعض.<br />
تبدأ الأحصنة الوحشية بالمشي بعد نصف ساعة من ولادتها،<br />
وتبدأ مباشرة برضع أمّهاتها، فالهليب<br />
له فواءد كبيرة لنموّ ها. وتنتج الأم <strong>في</strong><br />
البداية حليبا ّ خاصا ذي لون ورديّ<br />
يهمي ابنها من الأمراض ويسهّ ل<br />
عمل الكليتين لديه منذ الولادة.<br />
الأحصنة الوحشية مشل جميع<br />
الكاءنات الهيّة خلق الله <strong>في</strong>ها نظام<br />
دفاع يساعدها على الاستمرار <strong>في</strong><br />
الهياة، فأوّ ل عنصر لهذا النظام
الدّ فاعيّ الذي وهبه الله لها منذ ولادتها يكمن <strong>في</strong> ّ حاسة الس ّ مع<br />
والبصر ّ والشمّ. فهذه الأعضاء ّ الهساسة تساعد الأحصنة<br />
الوحشيّة على اكتشاف عدوّ ها بسرعة فتتمكّن من الهرب،<br />
وعندها تبدأ بالرّ كض فهي تركض بسرعة عجيبة.<br />
أمّا العنصر الشاني من النظام الدّ فاعيّ فهو تناوب بعض<br />
الأحصنة الوحشية نوبة الهراسة حتّى توقظ بعضها البعض إذا ما<br />
غفلت بعض الأحصنة <strong>في</strong> نومها أثناء وجود خطرٍ ما يهدّ د السرب<br />
كلّه.<br />
وهكذا فإنّ نظام الدّ فاع عند الأحصنة الوحشية يشبه كشيرا<br />
نظام الدّ فاع عند الإنسان، ولكنّ الطريف هو قدرة هذه<br />
الهيوانات على العيش <strong>في</strong> مجموعات وتقاسم بعض الأدوار <strong>في</strong>ها.<br />
واضه جدّ ا أنّ الذي أمرها بالعيش جماعات ووهبها رزقها هو<br />
الله تعالى خالقها، فإن لم يكن الأمر كذلك لما وجدنا تفسيراً<br />
لتضهية الأحصنة الوحشية لياليَ كاملة <strong>في</strong> حراسة سربها.<br />
من جانب آخر فإنّ الله علّم الهصان الوحشي ّ الصغير منذ لهظة<br />
ولادته طريقة الدّ فاع عن نفسه وأمره بشيء بسيط وهو البقاء<br />
بجانب أمّه لأنّ المولود الجديد الذي يفته عينيه على ال<strong>عالم</strong> لأوّ ل<br />
مرّ ة لا يستطيع التّمييز بين الصديق والعدوّ ، وحتّى إن عرف عدوّ ه<br />
٣٤
٣٥<br />
فلا يستطيع الهرب لأنّه لا يستطيع بعد حتّى المشي جيّداً . لذلك<br />
ألهم الله تعالى صغار الأحصنة الوحشية ّ التمسك بأمّهاتها منذ لهظة<br />
الولادة إلى أن يكبروا، وإلاّ كيف يمكن لمولود جديد معرفة أنّ<br />
أضمن مكان لتجنّب الأعداء هو مصاحبة أمه ؟<br />
تعيش الأحصنة الوحشية <strong>في</strong> الأماكن المفتوحة حيش توجد<br />
الهشاءش، لذلك فهي مُجبَرَ ةُ على التهرّ ك بسرعة لتضمن بقاءها<br />
حيّة. وقد خلق الله لها جسماً يستجيب لهذه الضرورة.<br />
وكمشال على ذلك: فهي ذات أرجل طويلة وعضلات قويّة<br />
ورءة واسعة، لذلك تركض المسافات الطويلة دون تعب ودون أن<br />
تخفض من السرعة، كما أنّ للأحصنة الوحشية عظاماً خ<strong>في</strong>فة لكنّها<br />
قويّة جدّ ا.<br />
وتحتاج الأحصنة الوحشية إلى شرب الماء باستمرار، وإذا<br />
وُ جدت <strong>في</strong> منطقة قاحلة ليس بها ماء تتعقب باستعمال حاسة الشمّ<br />
أماكن وجود الماء فتهفر حفراً يخرج منها ماء نظيف.<br />
وعندما تحسّ الأحصنة الوحشية بالخطر تُدخل صغارها داخل<br />
السرب لتهميها من أن تكون فريسة سهلة. وعندما تركض<br />
الأحصنة الوحشية يكون صغارها داءما وسط<br />
اجملموعة ويتهرّ كون داءما بالقرب من<br />
أمّهاتهم.
الزّ رافة : البرج المزركش<br />
تشبه الزرافة البرج المزركش بطولها الذي يصل إلى ما بين ٥ و<br />
٦ أمتار. وتمتاز الزرافة بطول عنقها إذ يساعدها للوصول إلى أعلى<br />
أغصان الشجر، فتأكل الأغصان وتبتلع النباتات دون هضم،<br />
فتذهب إلى معدتها ّ المقسمة إلى أربع مناطق ثمّ تخرجها مرّ ة أخرى<br />
وتجترّ ها ثمّ تبتلعها، وبذلك يستقرّ الطعام <strong>في</strong>المعدة. ويوجد هنا شيء<br />
طريف جدّ ا: فقد سبق أن ذكرنا أنّ الزرافات تُخرج ما تأكله من<br />
نباتات مرّ ة أخرى من أفواهها لاجتراره، ولكن هذه رحلة طويلة،<br />
فكيف يتم ذلك؟<br />
إنّ الطعام يقطع مسافة ما بين ٣ و ٤ أمتار من الأسفل إلى<br />
الأعلى وهو طول عنق الزرافة المزركش ليصل<br />
إلى الفم. وطبعا لا يمكن للطعام<br />
الرّ جوع إلى الفم من تلقاء نفسه!!<br />
حسنا، كيف تفعل الزرافة<br />
ذلك؟ سوف لن ندعكم<br />
تنتظرون الجواب لمدة أطول،<br />
فالأمر على النهو التالي:<br />
يوجد <strong>في</strong> عنق الزرافة نظام مشل<br />
المصعد يهمل الطعام من<br />
الأسفل إلى الأعلى ) لا يمكن<br />
التصور أنّنا إذا أردنا أن نفعل<br />
مشل الزرافة علينا تركيب نظام<br />
٣٦
٣٧<br />
مشل المصعد لإرجاع الطعام إلى أفواهنا)، ومن ناحية أخرى من<br />
المستهيل أن يكون هذا النظام قد وُ جد مصادفة كأن يقول<br />
أحدهم :''قبل عدّ ة سنوات وضعت <strong>في</strong> أرض فارغة ما يلزم لبناء<br />
منزل، وفجأة انتصب بناء مكان تلك اللوازم التي وضعتها، لقد<br />
حدش هذا الأمر نتيجة اختلاط قليل من المطر وقليل من الطوب<br />
وقليل من الشمس''. إنكم ستضهكون من<br />
هذا القول حتّى إنّكم ربّما تتأسفون عليه لفقده مداركه<br />
العقليّة. وهذا ينطبق تماما على القول بأنّ ''نظام المصعد الموجود<br />
داخل عنق الزرافة تكوّ ن عن طريق المصادفة ''. فمشل هذا النظام<br />
من المستهيل أن يكون من صنع المصادفة، علاوة على أنّ الزرافة<br />
ليست بناء جامدا يتكوّ ن من الهجر والتراب والطوب، إنّه كاءن<br />
حي يركض ويجوع وله صغاره أيضاً.<br />
فهل تستطيع المصادفة منهه هذا الجسم الطويل والأنظمة<br />
التي بداخله؟ طبعا لا يمكنها أن تفعل شيئا من ذلك...<br />
واضه جدّ ا أنّ الله منه الزرافة كلّ حاجياتها منذ ولادتها،<br />
والله تعالى هو الذي وهبها فماً ومعدة تستطيع بهما أكل النباتات<br />
الشوكيّة بكلّ سهولة، كما وهبها طريقة نوم ّ خاصة حيش أنّها<br />
تمدّ عنقها وراء جسمها وتنام للهظات واقفة على<br />
أقدامها. والزرافات أيضا لا تنام جميعها معا، فلا بدّ<br />
من بقاء بعضها مستيقظاً لهراسة اجملموعة.<br />
هكذا نتبين أنّ اتفاق الزرافات على بذل التضهية<br />
من أجل اجملموعة دليل واضه على أنّها - وجميع<br />
الكاءنات الهيّة الأخرى - تتهرك وفق العناية الإلهية.<br />
فلنترك الآن طريقة أكلها جانباً ولنتهدّ ش عن طريقة
شرب الماء لدى هذا الهيوان الجميل.<br />
لا شك أنّكم عندما تعرفون كيف تنهني الزرافة لتشرب الماء<br />
بكلّ سهولة يعجبكم ذلك كشيرا.<br />
هذا الموضوع لا يعرفه كشير من الناس، وإن عرفه بعضهم فهو لا<br />
يمعن التفكير <strong>في</strong>ه، فكلّ شيء هو من خلق الله تعالى، والواجب علينا<br />
تدبر هذه اخمللوقات.<br />
أوّ لا، يعتقد كل شخص أنّ الزرافة تجد صعوبة بسبب هذا<br />
البرج المزركش إذا ما أرادت شرب الماء، وحتّى نفهم هذه<br />
الصعوبة لنتهدش عن الإنسان قليلاً:<br />
كما تعرفون، إذا تدلّى رأس الإنسان إلى الأسفل أو انتصب<br />
على يديه يهمرّ وجهه بتأثير الجاذبيّة. ونتيجة تجمّ ع الدّ م <strong>في</strong> منطقة<br />
الرّ أس يضغط الدّ م على العروق الموجودة <strong>في</strong> الرّ أس<br />
''ضغط الدّ م ''.<br />
وهذا يُسمّ ىَ<br />
تحس الزّرافات ''بضغط الدم'' عندما تشرب الماء، ولكن توجد<br />
مشكلة كبيرة لأنّ طول الزرافات يتراوه بين ٥ إلى ٦ أمتار،<br />
وسيكون ضغط الدم قويّا عند الانهناء، فإذا طبّقنا ضغط الدم على<br />
إنسان ما فإنّ دماغه ينفجر ويموت<br />
بسبب ذلك.<br />
حسنا، كيف لا تتعرّ ض<br />
الزرافات إلى نزيف دمويّ <strong>في</strong><br />
الدّ ماغ ؟<br />
لأنّ خالق السماء والأرض<br />
والكون والكاءنات الهيّة هو الله<br />
٣٨
تعالى و هو الذي وهب الزرافات نظاماً ّ خاصاً حيش جعل أغلفة<br />
للعروق التي داخل الرّ أس تمنع '' ضغط الدم '' عندما يتهوّ ل رأس<br />
الزرافة من الأعلى إلى الأسفل.<br />
حسناً، هل تساءلتم لماذا يكون جسم الزرافة مزركش؟<br />
<strong>في</strong> الهقيقة إنّ هذا المنظر الجذّ اب يساعدها على الاختباء، إذ أنّ<br />
الأعداء يجدون صعوبة <strong>في</strong> تمييزها داخل المحيط الذي تعيش <strong>في</strong>ه،<br />
فرغم كبر حجمها تستطيع الاختفاء حتّى من الأسد ملك الغابة.<br />
تستطيع الزرافة الركض بقوّ ة ٥٥ إلى ٦٠ كم <strong>في</strong> الساعة،<br />
وعندما تبدأ الرّ كض فإن رأسها يصبه كالمضخّ ة و ينشني ذيلها،<br />
٣٩
كما أنّ لها ّ خاصية أخرى أثناء الركض وهي أنّها تضرب بأرجلها<br />
مشل بقيّة الهيوانات فتستعمل أوّ لا الرّجل اليسرى الأماميّة<br />
والرّجل اليسرى الخل<strong>في</strong>ة، ثمّ الرجل اليمنى الأماميّة والرّ جل<br />
اليمنى الخل<strong>في</strong>ّة.<br />
طبعا هذه الهالة لا تشمل صغار الزرافة فهوءلاء لم يكبروا بعد<br />
<strong>في</strong>سرعون هاربين مشل أمّهاتهم، لذلك فإنّ الأسود يصطادونهم<br />
بسهولة. لكن، وكما شرحنا سابقا فإنّ الصغار لا يفارقون أمّهاتهم،<br />
وتستعمل الزرافة الأمّ أرجلها لتصدّ ضربات العدو القاتلة لتهمى<br />
صغارها. وهنا نتوقف قليلاً ونفكّر.<br />
إنّ الزرافة التي نهن بصدد الهديش عنها هي حيوان،<br />
والهيوان ليس له عقل يفكّر به وليست له أحاسيس وعواطف مشل<br />
الإنسان. فأن تدافع عنكم أمهاتكم من الخطر هو أمر طبيعيّ لأنها<br />
تحبّكم وتحنو عليكم، ولكن أن تحمي زرافة لا عقل لها ولا<br />
أحاسيس صغارها فهذا هو المدهش <strong>في</strong> الأمر.<br />
إنّه إلهام من الله تعالى ألهمه<br />
الزرافة وجميع الكاءنات الهيّة<br />
الأخرى فالله الر َّ حْمَ ن ِ الر َّ حِ يم ِ<br />
أخبرنا <strong>في</strong> القرآن الكريم عن رحمته<br />
وشفقته بمخلوقاته فقال تعالى:<br />
﴿...فَ إن َّ رَ ب َّكَ لَرَ وءُوفٌ رَ حِ يمٌ ﴾<br />
سورة النهل، الآيه ٤٧.<br />
٤٠
ال<strong>في</strong>لة العظيمة<br />
٤١<br />
ال<strong>في</strong>لة هي أكبر الهيوانات التي تعيش على اليابسة، ويوجد<br />
نوعان من ال<strong>في</strong>لة: ال<strong>في</strong>ل الإفريقي وال<strong>في</strong>ل الآسيوي. وال<strong>في</strong>ل<br />
الإفريقي أكبر من الآسيوي إذ يبلغ ارتفاعه ٣ أمتار ونصف المتر،<br />
ويصل وزنه إلى ٦ أطنان، وله أذنان مسطّ هتان يصل طولهما إلى<br />
مترين واتساعهما إلى متر ونصف، كما يبلغ طوله ٣ أمتار ونصف<br />
المتر، ويستهيل جلب هذه الهيوانات الضخمة إلى منازلنا والعناية<br />
بها كما نعتني بالقطط والكلاب!!<br />
الخرطوم هو الفرق الكبير بين ال<strong>في</strong>لة وبقيّة الهيوانات، وهو يشبه<br />
الخرطوم الذي نسقي به حداءقنا، ويتكوّ ن هذا الخرطوم الطويل<br />
من ٥٠ ألف عضلة! نعم، إنه كما سمعتم تماما ''٥٠ ألف عضلة'' ...<br />
ويوجد ثقب الأنف <strong>في</strong> مقدّ مة الخرطوم.
تستعمل ال<strong>في</strong>لة خراطيمها لتعبئة الماء وصبّه <strong>في</strong> أفواهها، كما<br />
تستعملها لهمل الأشياء وشمّ ها.<br />
يمكن لخرطوم ال<strong>في</strong>ل استيعاب أربع لترات من الماء يستعمله إمّا<br />
للشرب أو الاستهمام. و <strong>في</strong> المقابل يستطيع الخرطوم الذي يهمل<br />
الأشياء الشقيلة قطع ورقة البازاليا ّ الصغيرة ووضعها <strong>في</strong> فم ال<strong>في</strong>ل<br />
ليأكلها.<br />
هكذا، بإمكان ال<strong>في</strong>لة ذوات الأجسام الشقيلة القيام بالأعمال<br />
الدّ قيقة. إنّه خرطوم يشير الدّ هشة فهو يصله للكشير من الأعمال،<br />
فتارة يكون كالإصبع الطويل وتارة كالبوق و طورا كمكبّر<br />
الصوّ ت، كما يستعمل ال<strong>في</strong>ل خرطومة للاستهمام ونفض الغبار.<br />
غير أنّ صغار ال<strong>في</strong>لة لا ينجهون <strong>في</strong> استعمال خراطيمهم بعد الولادة<br />
حتّى أنّ البعض منهم يدوس على خرطومه <strong>في</strong>سقط على الأرض.<br />
إنّه مشهد مضهك وطريف، ولكن ال<strong>في</strong>لة الصغيرة لا تستمتع<br />
بذلك.<br />
٤٢
٤٣<br />
لا تفارق الأمّ صغارها طوال ١٢ سنة وتعلّمهم استعمال<br />
خراطيمهم طوال ٦ أشهر دون كلل أو تعب.<br />
ويوجد <strong>في</strong> طر<strong>في</strong> فم ال<strong>في</strong>ل سنان كبيران يساعدانه على الدفاع<br />
عن نفسه، كما يستعملهما لهفر الأرض بهشا عن الماء، ولكن هذه<br />
الأسنان تتآكل كالألياف الممضوغة، لذلك خلق الله <strong>في</strong>ها<br />
خصاءص مهمّ ة جدّ ا فكلّما تآكل سنّ خرج مكانه سنّ آخر.<br />
ويهتاج ال<strong>في</strong>ل الكهل إلى ما يقرب من٣٣٠ كلغ من الطعام<br />
يوميّا، وهو ما يعادل كومة من التبن، ويضطرّ ال<strong>في</strong>ل كل يوم إلى<br />
قضاء ١٦ ساعة <strong>في</strong> الأكل.<br />
والآن نمدكم بمعلومات أكثر إثارة عن ال<strong>في</strong>لة:<br />
هل فكّرتم <strong>في</strong> الطريقة التي يستخدمها ال<strong>في</strong>ل لكي يبرد جلده<br />
الغليظ؟ من الطبيعي أن تتصوروا أن ال<strong>في</strong>ل يفعل ذلك بما يوجد <strong>في</strong><br />
محيطه من الماء أو برك المياه، لكن لل<strong>في</strong>لة طرق مختلفة عن ذلك،<br />
فمشلا: يستعمل ال<strong>في</strong>ل أذنيه للتبرّ د من حرارة الطقس <strong>في</strong>هوّ لها إلى<br />
مروحة. فالشرايين الدموية الموجودة <strong>في</strong> الأذنين تبرد أوّ لا مما<br />
يساعد على برودة الجسم بأكمله.
ولل<strong>في</strong>لة ميزة مهمة حيّرت الصيّادين وعلماء الهيوان مدّ ة طويلة<br />
ألا وهي غرغرة بطن ال<strong>في</strong>ل، فبطن ال<strong>في</strong>ل عندما تغرغر تصدر صوتا<br />
عاليا، ولكن المدهش ليس الصوت الذي يخرج من بطن ال<strong>في</strong>ل بل<br />
قدرة ال<strong>في</strong>ل على التهكّم <strong>في</strong> هذا الصوت الذي يصدره من بطنه،<br />
فلا علاقة لهذا الصوت بعمليّة الهضم، بل الهدف منها بعش رسالة<br />
إلى أصدقاءه يخبرهم <strong>في</strong>ها بمكان وجوده.<br />
ويوجد شيء آخر أكثر إثارة وهو أنّ ال<strong>في</strong>ل عندما يهسّ بخطر<br />
محدق يوقف هذا الصوت على الفور. وهكذا، يمكن لل<strong>في</strong>لة أن<br />
تتواصل مع بعضها البعض على بعد أربعة كيلومترات.<br />
ومن جانب آخر، فإنّ عمليّة هجرة ال<strong>في</strong>لة موضوع حيّر العلماء<br />
أيضا، إذ تهاجر هذه الهيوانات كبيرة الأذنين عظيمة الجسم <strong>في</strong><br />
مواسم الجفاف وتتّبع جميعها طريقا واحدا. والغريب أيضا أنّها<br />
تنظف الطريق من أغصان الأشجار أثناء قيامها بعملية الهجرة.<br />
إنّ ال<strong>في</strong>لة تعيش <strong>في</strong> الأماكن الشاسعة ولذلك فإنّ التواصل <strong>في</strong>ما<br />
بينها مهمّ جدّا، وهذا التواصل لا يقتصر فقط على قوّ ة ّ حاسة الشمّ<br />
ّ والسمع بل وهبها الله مع تلك الخصاءص قدرة على إصدار<br />
أصوات قوية لا يستطيع الإنسان تحمّ لها. وبفضل ذلك تتواصل<br />
ال<strong>في</strong>لة <strong>في</strong>ما بينها بهيش لا تستطيع الهيوانات الأخرى فهمها،<br />
فكأنّها تستعمل لغة الرموز للتخاطب عن بعد. إنّها طريقة مشلي<br />
للتخاطب عبر المسافات البعيدة.<br />
٤٤
الأيل :<br />
المشهور بقرونه<br />
٤٥<br />
هل لامستم يوما حيواناً لديه قرون؟ إنّ كنتم فعلتم ذلك فلا<br />
بد أن تكونوا قد عجبتم لأنّ هذه القرون اليابسة تخرج من جلد<br />
ليّن مغطّ ى ّ بالصوف، ويمكنكم تشبيه القرون بالأظافر. وأغلب<br />
الظن أن خروج الأظافر اليابسة التي تنمو بطريقة منظّ مة من أيدينا<br />
الناعمة أمر يشير الاستغراب، والأمر نفسه بالنسبة إلى قرون<br />
الهيوان، غير أنها أكبر وأكثر صلابة وخشونة.<br />
وتوجد القرون فقط عند ذكر الأيل ، وتسقط بعد موسم<br />
التزاوج وتظهر مكانها قرون جديدة فور سقوط القرون القديمة.<br />
عندما تبدأ القرون <strong>في</strong> النموّ تغطّ ى بطبقة جلديّة ليّنة ثمّ تقطع<br />
الأوعية الدّ مويّة، ثم تكتمل القرون، ولا يتغذّى الجلد بالدّ م.<br />
وتبرز قرون الهيوان فتخرج من الجلد<br />
عن طريق الهكاك <strong>في</strong> شكل العظام.<br />
وتكتمل قرون الأيل تماما عندما<br />
يبلغ عمره ٦ سنوات. وبعد هذا العمر<br />
تبدأ قرون الأيل <strong>في</strong> التآكل، وتختلف<br />
أطوال القرون وأشكالها وعدد<br />
فروعها من آيل إلى آخر.<br />
لعلّكم تتساءلون الآن، ما السر
٤٦<br />
وراء امتلاك الأيل للقرون؟ إنّ القرون<br />
سلاه مهمّ بالنسبة إلى الأيل يدافع به عن<br />
نفسه أمام الأعداء حتّي إنّه يكت<strong>في</strong> <strong>في</strong> بعض<br />
الأحيان بإبراز قرونه <strong>في</strong>نطلق العدوّ هارباً.<br />
يرسم ذكر الأيل ذي اللون الأحمر<br />
حدود منطقته بإفراز غدد لعابيّة <strong>في</strong> كلّ<br />
نقطة من مكان رَ عيِ ه، ويهمي سرب الأيل<br />
نفسه باستعمال القرون إذا ما دخل حيوان آخر منطقة رعيه <strong>في</strong>عمل<br />
على طرده إمّا بالزءير الشديد أو بمصارعته باستعمال قرونه.<br />
لقد خلق الله لهذه الهيوانات قرونا لتدافع بها عن أنفسها وعن<br />
قطعانها، ولو لم يمنهها الله هذه القرون لبقيت هذه الهيوانات<br />
ضعيفة ''دون وسيلة دفاع ''، كما أنّها لن تستطيع حماية أنشاه ولن<br />
تستطيع تكوين قطعان ولن يكون لها سلاه تصارع به الهيوانات<br />
الوحشية.<br />
بطبيعة الهال لن يخطر على بال أحد القول: ''ليته يظهر على<br />
روءوس الهيوانات عظم صلب تختلف أشكاله وفروعه ليكون<br />
أداة تحمي بها أنفسها ''. وحتّى لو خطر هذا الأمر على بال أحد فما<br />
باليد حيلة إذ سيبقي هذا التمنّى مجرد خيال. لكن الله تعالى خالق
٤٧<br />
الكاءنات الهيّة <strong>في</strong> أحسن صورة<br />
هو العليم بهاجياتها.<br />
هكذا وهب الله الأيل وجميع<br />
الهيوانات الأخرى نظام دفاع<br />
مناسب لها، وقد ذكّ ر الله الإنسان<br />
بهذه الهقيقة فقال تعالى:<br />
﴿قُ لْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُ ل ِّ<br />
َ ش يْءٍ وَ هُ وَ يُجِ يرُ وَ لاَ يُجَارُ عَ لَيْهِ إ<br />
ِ نْ<br />
كُ نْتُمْ تَعْ لَمُ ون َ ﴾ سورة الموءمنون،<br />
الأيه ٨٨.<br />
إن الله يهمي جميع الكاءنات،<br />
يقول تعالى: ﴿...وَ رَ بُكَ عَ لَى كُ ل ِّ<br />
َ ش يْءٍ حَفِ ٌ يظ ﴾ سورة سبأ، الآيه٢١.
الكنجرو:<br />
صاحب الجيب<br />
قد تتساءلون: ''هل يمكن أن يكون<br />
للهيوان جيب؟'' حقيقة إنّ <strong>في</strong> بطن الكنجرو منطقة تعرف باسم ''<br />
الكيس'' <strong>في</strong>ه تغذّ ي أنشى الكنجرو صغيرها وتحميه وتعتني به.<br />
إنه منظر جميل لصغير الكنجرو وقد أخرج رأسه من جيب أمّه<br />
التي تضعه داخله، ويخرج من رحمها طوله ١ سم، أي لم يكتمل نموّ<br />
أعضاءه بعد.<br />
يوجد داخل كيس الأمّ أربعة أنواع من الأثداء، واحد منها<br />
ينتج حليبا للمولود الجديد حسب قوامه وحرارته، أمّا بقيّة الأثداء<br />
فهي تنتج الهليب للمولود الذي يكون قد اشتد عوده قليلاً. ويبد ٔا<br />
خلال أسابيع برضع الشدي الذي يناسب سنّه، وكلّما كبر يمرّ إلى<br />
الشدي الذي يليه.<br />
أيّها الأطفال، توجد بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحوها على<br />
أنفسكم:<br />
أوّ لا: كيف يميّز صغير الكنجرو الذي يبلغ طوله ١ سم؟ كيف<br />
توفر الأمّ حليباً مختلفاً <strong>في</strong> كلّ ثدي؟ إنّ الهليب الذي يشربه صغير<br />
الكنجرو من الشدي أكثر حرارة مقارنة بالهليب الذي يخرج من<br />
بقيّة الأثداء، كما أن القيمة الغذاءية تختلف أيضا.<br />
٤٨
٤٩<br />
حسنا، كيف تسخن الأمّ حليبها؟ كيف تفرز الهليب حسب<br />
قيمته الغذاءية داخل أثداءها؟<br />
انتبهوا ولا تنسوا، إن من يقوم بهذا العمل ليست أنشى الكنجرو<br />
فهي لا تعي حتّى بما يوجد بداخلها من أنواع الهليب، إذ لا يمكنها<br />
ضبط حرارة حليب كلّ ثدي من أثداءها، كما أنّها لا تعرف ضبط<br />
خصوصيّة كلّ نوع من أنواع الهليب. فهي كاءن ضعيف تعيش كما<br />
أمرها الله تعالى، والله تعالى هو الذي أوجد <strong>في</strong>ها ما يهتاجه صغارها.<br />
فالله الر َّ حْمَ ن ِ الر َّ حِ يم ِ هو الذي وضع الهليب <strong>في</strong> أفضل مكان ببطن<br />
الأمّ.<br />
ّ يقضي صغير الكنجرو ستّة أشهر ونصف متواصلة داخل كيس<br />
الأمّ دون أن يخرج، ثمّ ّ يقضى ثمانية أشهر تارة خارج جيب الأمّ<br />
وتارة داخله، ثمّ بعد ذلك يعيش خارج هذا الجيب باستمرار.<br />
<strong>في</strong> الأثناء تنجب الأمّ صغيرا آخر ويعيش الاثنان معا مدّ ة طويلة<br />
داخل الجيب دون أن يتضرر أيّ منهما. ويرضع كلّ واحد منهما<br />
من الشدي المناسب لسنه.<br />
حسناً، من أين عرف كل واحد من<br />
الأخوين الشدي المناسب له؟<br />
الجواب عن هذا السوءال<br />
واضه جدّا: إنّه إلهام<br />
من الله تعالى.
٥٠<br />
إنّ جسم الكن و يدعو إلى التأمل، فطوله حوالي متر ونصف،<br />
وطول ذيله متر واحد، وبإمكانه قطع مسافة ثمانية أمتار بقفزة<br />
واحدة بفضل طول أرجله الخل<strong>في</strong>ّة، ويساهم ذيله الماءل <strong>في</strong> الهفاظ<br />
على توازنه عندما يركض بسرعة.<br />
حسنا، <strong>في</strong> رأيكم هل جاءت أرجله كبيرة بهذا الشكل عن<br />
طريق المصادفة ؟ أم أنّ أمّه فكّرت <strong>في</strong> حاجة صغيرها إلى أرجل<br />
كبيرة كي لا يتعب ؟ طبعا، لا شيء يوجد بالمصادفة، فكلّ شيء من<br />
خلق الله الذي خلق للكاءنات خصاءص كلّ حسب احتياجه، وهو<br />
الذي خلق الكنجرو وجميع الكاءنات الهيّة الأخرى <strong>في</strong> أحسن<br />
صورة...
الكُوَ الا النّوءوم<br />
٥١<br />
عندما يقال ''الكُوَ الا'' يخطر ببالنا<br />
ذلك الهيوان الرّمادي الذّ هبيّ الشعر<br />
الذي يلفّ رجليه وذراعيه فوق شجرة<br />
''الكالاتوس''. حقيقة إننا نهبّه كشيرا عندما<br />
نراه بهذا المنظر.<br />
لعلّكم مشتاقون لمعرفة السبب الذي<br />
جعلنا نصف هذا الهيوان ب''النوءوم''. السبب<br />
<strong>في</strong> ذلك أنّ هذا الهيوان ينام ١٨ ساعة يوميّا،<br />
فالقسم الكبير من حياته ّ يقضيه فوق شجرة<br />
الكالاتوس.<br />
للكوالا ذراعان طويلتان متجعّدتان، ويمكنه<br />
تسلّق الأشجار بسرعة بفضل ذراعيه ومخالبه<br />
الهادّ ة وإصبعي رجليه الأماميّتين المنفصلتين عن<br />
أصابعه الشلاثة الأخرى. أمّا رجلاه الخل<strong>في</strong>ّتان ف<strong>في</strong>ها أصابع أماميّة<br />
بها مخالب حادّ ة وأصابع خل<strong>في</strong>ّة لا يوجد بها مخالب.<br />
إنّ اختلاف الأصابع يساعده على تسلّق الأغصان الص<br />
كما أنّه يغرز مخالبه <strong>في</strong> الأماكن اللّيّنة من الشجرة <strong>في</strong>قبض عليها تماما<br />
مشلما يقبض الواحد منا على العصا، وهكذا يتسلّق الأغصان<br />
بسهولة، وهذا ما يسهّل حياة الكوالا فوق الأشجار.<br />
إنّ أهمّ شيء يفعله الكوالا عند إحساسه بالخطر هو التهرّ ك<br />
ّ غيرة،
بسرعة فوق الأشجار حتّى إنّه يقدر على القفز من<br />
غصن يبعد مسافة متر عن الغصن الآخر.<br />
تلد أنشى الكوالا مولوداً واحداً خلال سنتين، وهي<br />
تحمله <strong>في</strong> كيسها مشل الكنغرو، والمولود يخرج من<br />
كيس أمّه خلال الأشهر الأولى حتّى إذا بلغ السنة من<br />
عمره تحمله أمّه فوق ظهرها. وطبعاً تكون الأم فوق<br />
شجرة الكالاتوس لأنّه يتغذّ ى من أوراقها، وهذا ما<br />
ّ يفسر وجوده <strong>في</strong> مكان بعينه من ال<strong>عالم</strong> حيش يوجد هذا<br />
النوع من الأشجار بكشافة وهي القارّ ة الأستراليّة.<br />
يوجد <strong>في</strong> أستراليا أكثر من ٦٠٠ نوع من شجرة الكالاتوس، ولا<br />
يتغذّى حيوان الكوالا إلاّ من ٣٥ نوعا فقط . وهذه الشجرة<br />
ليست مخبأً فقط بل هي مصدر غذاء مهم، حتّى إنّه ليس من الخطأ<br />
القول إنّها مصدر الغذاء الوحيد لهذا الهيوان.<br />
ومن جانب آخر، توجد أنواع مختلفة من<br />
حيوان الكوالا، وكلّ نوع يتغذّ ى من<br />
نوع مختلف من شجرة الكالاتوس.<br />
وإذا أخذتم حيوان الكوالا إلى<br />
مكان ما فعليكم أخذ أوراق<br />
الكالاتوس ّ المفضل لديه. لذلك<br />
نرى أنّ هذا الهيوان لا ينزل إلاّ<br />
نادراً من فوق الشجرة ويمشي<br />
متشاقلاً من كثرة أكل أوراق<br />
شجرة الكالاتوس.<br />
٥٢
٥٣<br />
إن شجرة الكالاتوس <strong>في</strong> الأصل تشبه الشجرة<br />
التي تنتج سكّر النعنان لكنّها تختلف عنها بالموادّ<br />
الكيمياويّة الموجودة <strong>في</strong> الورقة. وهذه الموادّ تعتبر<br />
موادّ سامّة لجميع الهيوانات ما عدا الكوالا الذي<br />
يمضغها بأسنانه قبل أن يبتلعها، وتقوم رءتا هذا<br />
الهيوان بتنظيف الموادّ ّ السامّة الموجودة <strong>في</strong> ورقة<br />
الشجرة ثمّ يلفظها الهيوان خارج جسمه.<br />
هذا الطعام يسممّ بقيّة الهيوانات لكن بإذن الله تعالى لا يضرّ<br />
حيوان الكوالا، لذلك يأكل هذا الهيوان ١ كلغ من هذه الأوراق<br />
ّ السامّة دون أيّ مشاكل. وعلاوة على ذلك فإنّه يأخذ ما يهتاجه<br />
من الماء من أوراق تلك الشجرة نفسها لأنها تحتوي على قدر كبير<br />
من الماء <strong>في</strong> وقت معيّن من السنة. ولهذا السبب يمكن للكوالا أن<br />
يبقى أشهرا عديدة دون أن يشرب الماء.<br />
عندما تهبّ رياه عاتية فوق قمم<br />
شجرة الكالاتوس لا يهسّ الهيوان<br />
بالبرودة لأن له فروا غليظا يهميه من<br />
قساوة البرد .<br />
أن يعيش حيوان من ورق مسموم<br />
دليل على أنّ خالق الهيوان هو نفسه<br />
خالق شجرة الأوكاليبتوس و هو خالق<br />
كلّ شيئ بدون نقص إنه الله ربّ<br />
ال<strong>عالم</strong>ين .
القطط المشاكسة<br />
تحبّ المداعبة<br />
القطط تحبّ حياة الهرّ يّة والوحدة، إنّها ليست مشل الكلاب<br />
الأهليّة مطيعة بل هي مشاكسة ولا تعرف صاحبها عندما تجوع.<br />
وكما تعلمون فإنّ القطط عندما تجوع تموء وتحتكّ بك إذا أرادت<br />
اللعب وتستمتع كشيرا عندما تمسه على شعرها وتطلب المزيد من<br />
هذه الهركات اللّطيفة.<br />
هل تعلمون أنّ القطط ترى <strong>في</strong> الليل بشكل جيّدا؟<br />
٥٤
نعم، إن لفة الصوف<br />
هذه يك<strong>في</strong>ها قليلٌ من<br />
الضوء حتّى ترى، فعيون<br />
القطط تختلف عن عيوننا،<br />
فقزحية عيونها تكتمل عندما تكون <strong>في</strong><br />
الظلام، وهكذا يمكنها روءية الأشياء بسهولة، علاوة على<br />
ذلك، توجد طبقة داخل عيون القطط لا توجد داخل عين<br />
الإنسان، وهذه الطبقة تتمركز مباشرة خلف غشاوة العين.<br />
فالضوء الذي يخترق العين باتجاه الغشاوة الأولى ينعكس أوّ لا ثمّ<br />
يدخل مباشرة إلى هذه الطبقة <strong>في</strong>تمّ بذلك انعكاس الضوء مرّ تين،<br />
وهكذا ترى القطط جيّدا <strong>في</strong> الأماكن المظلمة التي يصعب على<br />
الإنسان الروءية <strong>في</strong>ها.<br />
حسنا، هل فكّرتم لماذا تلمع عيون القطط ليلاً؟<br />
هذا اللمعان مرتبط بالطبقة التي شرحناها قبل قليل، فكما<br />
علمتم فإنّ هذه الطبقة مشل المرآة تعكس الضوء ممّا يسبب لمعان<br />
عيونها كالمرآة التي تعكس الضوء.<br />
هل تعرفون مميّزات مخالبها؟<br />
٥٥
تتهوّ ل هذه الأقدام الناعمة فجأة إلى مخالب<br />
حادّة، فعند الإحساس بالخطر تخرج أظافر<br />
حادّ ة وتكبر أقدامها استعدادا لمواجة العدوّ .<br />
لماذا تسقط القطط داءما على أرجلها<br />
الأربعة؟<br />
تعلمون جيّدا أنّ القطط عندما تسقط من<br />
الأعلى تحطّ داءما فوق أقدامها الأربعة ،<br />
والهدف من ذلك هو المحافظة على توازن<br />
جسمها عند القفز من الأعلى.<br />
وتستمتع القطط بالقفز من شجرة إلى<br />
أخرى لذلك منهها الله عز وجل هذه<br />
٥٦ المميّزات للدّ فاع عن نفسها من الخطر.
٥٧<br />
الأسود: ملوك الغابات<br />
الأسد من فصيلة الهيوانات المفترسة، له جسم طويل وأرجل<br />
قصيرة ورأس كبير وبصر حاد، وهو شجاع، ولذلك استهق أن<br />
يلقّ ب بملك الغابة.<br />
يبلغ طوله بهساب ذيله ٣ أمتار، ويبلغ ارتفاعه مترا واحدا<br />
تقريبا. أمّا وزنه <strong>في</strong>قارب ٢٣٠ كلغ، يعني أنّ الأسد أطول منكم إنه<br />
عبارة عن قط كبير جدّ ا.<br />
وللأسد الذّ كر لبدة ليّة تكون <strong>في</strong> محيط وجهه وخلف رأسه، كما<br />
تغطّ ى عنقه وكتفه وتمتد حتى ظهره. وهذه اللّبدة تمنه الأسد هيبة<br />
وقوّ ة.<br />
ّ يقضي الأسد معظم يومه تحت ظلال الأشجار أو الأحجار<br />
الكبيرة إمّا ناءما أو مستيقظا. ويصطاد فريسته <strong>في</strong> الغالب ليلاً، فله<br />
قدرة هاءلة على الإبصار ليلاً، لذلك يستطيع روءية فريسته بكلّ<br />
سهولة لأنّ عينه صم ِّ مَ ت تصميما ّ خاصا تساعده على المشاهدة<br />
والتجوال <strong>في</strong> الظلام بسهولة.
٥٨<br />
مقارنة ببقيّة الكاءنات الهيّة الأخرى فإنّ عيونه الهادّ ة هي التى<br />
جعلت منه صيّاداً ماهراً.<br />
هكذا خلقه الله بين الكاءنات ووهبه أحسن الصفات لتساعده<br />
على التّأقلم مع المحيط الذي يعيش <strong>في</strong>ه.<br />
للأسد زءيره المتميّز، ويصطاد فريسته <strong>في</strong> الغالب ليلاً قبل بزوغ<br />
النّهار، وعندما يزأر الأسد تتوقّف الهياة <strong>في</strong> الغابة <strong>في</strong>صمت الجميع<br />
لسماع الملك وتهرب القردة إلى قمم الأشجار خاءفة مذعورة.
النّمور: القطط الوحشيّة<br />
٥٩<br />
احذروا من أن تظنّوا أنّها أليفة مشل القطط، فهي وحشية<br />
وقويّة. فالنمور أقوى حيوان <strong>في</strong> عاءلة القطط.<br />
يفته النّمر عينيه بعد يومين من ولادته، وأنشى النمر بقدر ما هي<br />
وحشيّة وعنيفة تجاه الآخرين فهي رحيمة وتحبّ صغارها كشيرا،<br />
كما أنّها ترضع صغارها مدّة ٦ أسابيع ثمّ تبدأ بتعليمهم أكل لهم<br />
الفريسة وتعلّمهم الاعتماد على النفس <strong>في</strong> تحصيل الغذاء.<br />
بعد هذه المرحلة يصبه النّمر سريعا جدّ اً ووحشيّاً إذ يمكنه أن<br />
يقطع مسافة ٤ أمتار <strong>في</strong> قفزة واحدة. افتهوا الآن ذراعيكم<br />
وتخيّلوا أنّ النمر يستطيع القفز لمسافة ٤ أمشال طول ذراعيكم إذا<br />
كان مجموعهما مترا واحدا.<br />
للنّمر خصاءص هو نفسه لا يعيها تتوافق مع المحيط الذي يعيش<br />
<strong>في</strong>ه، أمّا لون شعره فهو يشبه أيضاً لون المحيط الذي يعيش <strong>في</strong>ه ممّا<br />
يسهّل عليه الاختفاء والاقتراب من فريسته دون تشويش، إضافة<br />
إلى أنّ هذه الألوان تزيد النّمر جمالاً وجاذبيّة.
تختلف الخطوط الموجودة على فرو النمر وخدوده وحاجبيه<br />
من نمر إلى آخر. ولا تفترس النّمور بعضها البعض على الإطلاق،<br />
كما أنّ كلّ نمر يرسم حدود منطقته بما يفرزه من لعاب وراءهة<br />
على الأعشاب، وهكذا يفهم غيره من النمور أنّ هذه المنطقة لها<br />
مالكها.<br />
هذا الهيوان الوحشي له كذلك ّ خاصيات أخرى، منها أنّ هذه<br />
القطط الوحشيّة عكس القطط الأخرى تحبّ الماء كشيرا حتّى أنّها<br />
سبّاحة ماهرة رغم ثقل جسمها.<br />
لقد خلق الله للنّمور- مشل جميع الكاءنات الأخرى-<br />
خصاءص مدهشة منها مشلا: أنه عندما<br />
ينظر الإنسان إلى صغار النّمور تشير <strong>في</strong>ه<br />
الشفقة والرّحمة لكنّها <strong>في</strong> الأصل<br />
وحشيّة للغاية، والله خلق الرّ حمة<br />
والشفقة <strong>في</strong> النّمور فقط تجاه صغارها.<br />
٦٠
الباندا:<br />
صاحب<br />
القناع<br />
الأكيد أنّكم شاهدتم هذا<br />
الهيوان <strong>في</strong> شكل لعبة كبيرة.<br />
هل تعرفون أنّ هذا الهيوان المحبوب لا<br />
يأكل إلاّ الخيزران؟<br />
تأكل السبنداس البالغ ما يقرب من ١٥ كيلو غراما من<br />
الخيزران يوميّا، وبذلك تأكل سنويّا أطنان من الخيزران، فهي<br />
تأكل كلّ طوال ساعات اليوم، كم هي أكولة أليس كذلك؟<br />
للبندا ّ خاصية طريفة، اَ نظروا إلى أيديكم، <strong>في</strong>ها أصابع لكن<br />
حيوان الباندا له إصبع زاءد عن أصابعكم، فالله سبهانه جعل لهذا<br />
الهيوان ستّة أصابع ليتمكّن من مسك طعامه جيّداً وإلتهامه بشكل<br />
مناسب.<br />
حيوان الباندا يعيش داءما <strong>في</strong> الأماكن الباردة والرّ طبة، لذلك<br />
تلد صغارها <strong>في</strong> أماكن مشل المغارات.<br />
تلد الباندا صغارها، وهم يشبهون اللعبة تماما، وهو لا يبصرون<br />
ولا أسنان لهم. وعموما فإنّ الصغار الذين يولدون <strong>في</strong> شهر فبراير<br />
يبلغ طول الواحد منهم ١٠ سم ووزنه ١٤٢ غ، ويكون أصغر من<br />
أمه ٥٠٠ مرّ ة. ويكبر صغار الباندا بسرعة <strong>في</strong>بلغ وزن الفرد ٢٧ كغ<br />
٥<br />
٦<br />
٦٢
أشهر من ولادته، بينما نهن البشر<br />
يصل وزننا ٢٧ كغ بعد سنوات على<br />
الأقل.<br />
لهيوان الباندا ّ خاصيّة أخرى وهي<br />
أنّه لا يتّصف بالعنف، هو يتسلّق<br />
الأشجار إمّا لتنظيف أضافره أو الهرب<br />
من الخطر. فهذا الهيوان هادئ جدّ ا فإذا<br />
اقترب منه إنسان وهو ناءم لا يهرّ ك<br />
ساكناً حتّى لو أحسّ به ويواصل نومه. إنّكم إذا صادفتم هذا<br />
الهيوان يوماً لا تتردّ دوا <strong>في</strong> المسه عليه وملاطفته.<br />
٦<br />
بعد ٩<br />
٦٣
الدّ ببة: آكلة<br />
العسل<br />
الدّ ببة ذات الفرو الغليظ المشهورة بهبّها للعسل ّ حاسة الشمّ<br />
و الرّ وءية عندها ضعيفة جدّ ا.<br />
حسناً، <strong>في</strong> هذه الهال هل تعلمون كيف تجد العسل الذي تحبّه؟<br />
طبعاً الله تعالى هو الذي يوءمّن لها احتياجاتها، فقد وهبها أنفاً<br />
طويلاً به تشم راءهة طعامها فتهدّ د مكانه بسهولة. وأنتم تعرفون<br />
أنّ الدّببة لها جسم ضخم، لكن لا يخدعكم ذلك، فهذا الهيوان<br />
سريع جدّ ا حتّى إنّه يركض بسرعة ٤٨ كلم <strong>في</strong> الساعة، وهو مع<br />
سرعته قوي جداً.<br />
تقضي بعض أنواع الدّ ببة -رغم كبر حجمها الذي يبلغ طوله<br />
بين مترين إلى ٣ أمتار -وقتها <strong>في</strong> تسلّق الأشجار. وعموما فإنّ<br />
الدّ ببة تستطيع تسلّق قمم علوّ ها مترا بهشا عن الطعام لأنّها<br />
تتغذّ ى من النباتات.<br />
عندما تجد الدببة خليّة النّهل تضربها بمخالبها ضربة أو<br />
ضربتين <strong>في</strong>هرب النهل جميعه ثمّ تلتهم العسل الموجود<br />
داخل الخليّة.<br />
اِ حذروا، لا تفعلوا مشل هذا لأنّ النّهل يلسعكم <strong>في</strong><br />
كلّ مكان فتصابوا بالمرض، أمّا الدببة <strong>في</strong>هميها فروها<br />
الذي وهبها الله إيّاه فتصل إلى العسل دون خطر.<br />
تنام الدببة طوال فصلي الخريف والشتاء،<br />
٣٠<br />
٦٤
٦٥<br />
وتتغطّ ى بالأغصان الجافة، وتحتمي<br />
بالأماكن الآمنة ولا تخرج إلاّ <strong>في</strong><br />
فصل الرّبيع. وقبل أن تنام <strong>في</strong> الشتاء<br />
تأكل كشيراً من أوراق شجر الزّ ان<br />
والكستناء التي تقوّ ى طبقة الشهم لأنّها<br />
مضطرّ ة لخزن الشهم <strong>في</strong> جسمها، فهي تفقد كشيرا من<br />
وزنها عندما تخرج <strong>في</strong> فصل الرّ بيع. ولو فقد الإنسان ما تفقده<br />
الدببة من وزن لمات على الفور.<br />
لكن الدّ ببة تعيش حتّى وإن فقدت معظم وزنها.<br />
تعود الدّ ببة للعيش داخل المغارات عند اقتراب موعد ولادتها.<br />
وبشكل عام تلد الدّ ببة ثلاثة أفراد وتقوم بإرضاعهم حتّى يهل<br />
فصل الرّ بيع.<br />
يولد صغارها عميانا وبدون شعر ولا أسنان، وتضطرّ الأمّ إلى<br />
حماية صغارها عند خروجها بهم من المغارة وإلاّ فإنّهم يقتلون من<br />
قبل ّ الصيادين أو ذكر الدّ ببة.<br />
إن الله تعالى الرّ حيم بمخلوقاته هو الذي يوءمّن حاجيات جميع<br />
الكاءنات الهيّة، وهو الذي وهب الدّببة الص<br />
الإمكانات اللاّزمة لتواصل حياتها،<br />
فوضعها تحت حماية أمّهاتها<br />
التي تتصدّ ى لكلّ خطر يهدّد<br />
صغارها.<br />
ّ غار
الدّبّ القطبيّ : الرّ جل<br />
الشّلجيّ<br />
الدّ بّ القطبيّ هو أحد أضخم الهيوانات، فهو يشبه الرّ جل<br />
الشّلجيّ . وهذا الرّ جل الشّلجيّ يبلغ ثقل ذكره ٨٠٠ كغ وطوله<br />
ونصف المتر، ويعادل وزنه وزن ١٠ أشخاص مجتمعين.<br />
إنّ ّ خاصيات جسم الدّ بّ القطبيّ تتماشي تماما مع المحيط الذي<br />
يعيش <strong>في</strong>ه، فرغم البرد القارس والشلوج والعواصف الشلجيّة فإنّ<br />
القدرة الإلهيّة جعلت <strong>في</strong> جسمه طبقة شهميّة تحميه من البرودة،<br />
وفروه غليظ وكشيف وطويل ومنتفخ.<br />
هل تساءلتم لماذا لا يعيش صاحب هذه الخصاءص <strong>في</strong> صهراء<br />
إفريقيا؟<br />
طبعا الجواب على هذا السوءال هو أنّ الله خلقه بهذه الخصاءص<br />
ليعيش داخل الإقليم الذي يعيش <strong>في</strong>ه، وتخيّل أنه يعيش <strong>في</strong> محيط<br />
صهراوي فإنّه سيموت من شدّ ة الهرارة.<br />
٢<br />
٦٦
٦٧<br />
معلومة أخرى تخصّ الدّ بّ القطبيّ فهو<br />
بخلاف الدّببة الأخرى لا يهبّ النّوم كشيرا <strong>في</strong><br />
فصل الشتاء ما عدا الأنشى ّ وخاصة <strong>في</strong> فترة الهمل إذ تنام طوال<br />
فصل الش<br />
حاجيّات المولود الجديد جاهزة لأنّ الله زالرزّ اقس جعل درجة<br />
ّ الشهم عالية <strong>في</strong> حليب الأمّ وهي مادّة مهمة لغذاء صغارها وهكذا<br />
تكبر الدّ ببة بسرعة وتكون جاهزة للخروج <strong>في</strong> فصل الرّ بيع.<br />
حسناً، هناك سوءال آخر: هل تعلمون أنّ الدّ بّ القطبيّ سبّاه<br />
وغوّ اص ماهرٌ ؟ نعم ما سمعتموه صهيه، إنّ الدبّ القطبي يجيد<br />
هذين العملين، فهو يستعمل رجليه الأماميتين مشل اجملداف عندما<br />
يسبه.<br />
وإضافة إلى ذلك، فقد وهبها الله تعالى ميزة أخرى وهي أنّ<br />
ثقبي أنفه ينسدّان عندما يغطس تحت الماء وتبقى عيناه مفتوحتين،<br />
إضافة إلى انفتاه أصابعه مشل أصابع البطّ فتساعده على السباحة<br />
بسهولة.<br />
تعيش هذه الهيوانات <strong>في</strong> القطب الشمالي وشمال كندا وشمال<br />
سبيريا وهي أبرد المناطق <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong>. و<strong>في</strong> هذه البرودة الشديدة لا<br />
تبرد أقدامها، فإذا وضعتم أنتم أقدامكم أو أيديكم فوق الشلج<br />
فلن تستطيعوا تحمّ ل ذلك فتضطرّ ون إلى رفعها بسرعة. أما الدّ بّ<br />
القطبي فلا يهسّ حتّى بالبرودة لأنّ أقدامه مغطّ اة بفرو غليظ لا<br />
يتأثر بالبرودة. ولو كان جلد أقدامه مشل الإنسان فلن يستطيع أبداً<br />
العيش <strong>في</strong> تلك المناطق. ثمّ أنّ طبقة الش<br />
التي توجد تحت الجلد تبلغ ١٠ سم، وهي<br />
توفر الهرارة لجسم الدّ بّ القطبيّ، لذلك<br />
ّ هم<br />
ّ تاء.
٦٨<br />
يستطيع هذا الهيوان الرّ كض بسرعة إلى ١١ كلم <strong>في</strong> الساعة<br />
كما بإمكانه السباحة على مدى ٢٠٠٠ كلم.<br />
حسنا، هل تعلمون لماذا يكون لون الدّ بّ القطبي أبيض أو<br />
أصفر؟<br />
إنّ اللّون الأبيض يهمي الدّ بّ القطبيّ من برودة الشلوج،<br />
وبإمكانه الاختباء داخل الشلوج البيضاء، فلو كان لونه أسود مشلا<br />
أو متعدد الألوان مشل الببّغاء الذي يعيش <strong>في</strong> الغابات فإنّ إمكانية<br />
اختباءه داخل الشلوج تكون صعبة.<br />
١٠
٦٩<br />
للدّ بّ القطبي ّ حاسة ّ شمّ قوية جدا إلى درجة أنّه يشتمّ راءهة<br />
السمك من عمق متر ونصف المتر تحت طبقة الشلوج .<br />
وللدبّ القطبي خططٌ تختلف من الشتاء إلى الصيف:<br />
والآن تخيّلوا الدبّ القطبي بفروه الأبيض وهو يشبه الرّ جل، <strong>في</strong><br />
رأيكم هل يمكن روءيته إذا نام بين الشلوج ؟ قد تجيب بعضكم بنعم، وقد<br />
يجيب بعضكم الآخر بالن<strong>في</strong>. ولكن بالفعل يمكن روءيته، <strong>في</strong>نبغي ألاّ<br />
تنسوا أنفه الأسود، فهو يمنع الدّ بّ القطبي من الاختفاء تماما داخل<br />
الشلوج، ولكن هذا الهيوان ذكيّ ، وهل تعرفون ماذا يفعل؟ إنّه يقوم<br />
بهركة ذكيّة، إذ يغطّ ى أنفه بقدميه الأماميتين، وبذلك يكون قد اختب ٔا<br />
تماما بين الشلوج ينتظر اقتراب الفريسة منه.<br />
هنا انتبهوا إلى نقطة مهمّة، فالخطط التي اعتمدها الدبّ القطبي<br />
ليست من نسج خياله بل هناك قدرة عليا ألهمته هذه القدرة.<br />
تخيّلوا أنّ أطراف الدبّ القطبي كانت كلّها بيضاء <strong>في</strong>هاول هذا<br />
الهيوان الاختباء ولكن أنفه الأسود يهرمه <strong>في</strong> كل مرة من الهصول<br />
على الفريسة، فجلس يفكّر <strong>في</strong>ما يمكنه فعله وخطرت بباله فكرة إخفاء<br />
أنفه الأسود بقدميه.<br />
طبعا هذا لا يعقل لأنّ الدّ بّ القطبيّ لا يفعل ذلك إلاّ بوحي من<br />
خالقه، فقد خلقه الله تعالى بهذا الشكل وعلّمه كيف يصطاد فريسته<br />
فهو إذن <strong>في</strong> حماية الله مشل بقيّة اخمللوقات الهيّة الأخرى.
عجل البهر: السبّاه الماهر<br />
نشاهد هذا الهيوان عموماً <strong>في</strong> ّ السيرك أو التلفزيون ويقض ّ ي<br />
معظم حياته <strong>في</strong> الماء. إنّه سبّاه وغوّ اص ماهر، هو سعيد ومُرتاه<br />
وسط الماء والشلوج مشلما نكون نهن سعداء فوق اليابسة. إنّه<br />
يستطيع أن يعيش <strong>في</strong> برودة شديدة قدرها ٥ درجات تحت الصفر<br />
<strong>في</strong> فصل الربيع. فنهن <strong>في</strong> مشل هذا الطقس علينا أن نلبس ملابس<br />
كشيرة، وعلينا أن نأخذ الكشير من التدابير حتّى لا نبرد، أمّا هو فلا<br />
يبرد أبدا لأنّ ّ الشهم الكشير الذي <strong>في</strong> جسمه يهول دون ذلك.<br />
٧٠
٧١<br />
يعيش عجل البهر <strong>في</strong> شكل جماعات. وحسنا، <strong>في</strong> رأيكم: كيف<br />
تعرف أنشى عجل البهر صغيرها داخل هذا الازدحام ؟ هذا سهل<br />
جدّ ا فالأمّ تقبّل مولودها عندما يولد وهي قبلة التعرّ ف، وبفضل<br />
هذه القبلة تتعرّف على راءهة صغيرها ولا تخلطه أبداً بصغير آخر.<br />
يولد الصغار مغلّ<strong>في</strong>ن بطبقة شهم تسمّ ى شهم ّ الصغار، وبفضل<br />
هذه الطبقة يبقى ّ الصغار داءما <strong>في</strong> درجة حرارة مرتفعة. والش<br />
ّ هم<br />
كشير إلى درجة أنّ ّ الصغير يطفه فوق الماء عندما تعلّمه أمّه الس ّ باحة<br />
فلا يغرق لأنّ الزيت أخفّ من الماء.<br />
وأنشى عجل البهر تعلّم صغيرها السباحة مدّ ة أسبوعين بعدها<br />
تتركه يسبه حرّ ا.<br />
وككلّ الهيوانات الأخرى فإنّ الله خلق لهذا الهيوان<br />
خصاءص تتماشى والمحيط الذي يعيش <strong>في</strong>ه، وهذا دليل على أنّ الله<br />
الر َّ حْمَ ن ِ الر َّ حِ يم ِ بمخلوقاته.
البطريق صاحب البدلة<br />
البطريق الذي يمشي متمايلاً هو <strong>في</strong> الأصل نوع من أنواع<br />
الطيور لكنه لا يطير. ويعيش <strong>في</strong> شكل جماعات، وقد وهبه الله<br />
القدرة على العيش <strong>في</strong> محيط بارد تبلغ درجة برودته ٨٨ درجة تحت<br />
الصفر.<br />
تخيّلوا، بينما نلبس نهن <strong>في</strong> فصل الشتاء القميص الص<br />
والجوارب والقفّ ازات، لا تلبس البطاريق أيّ شيء، وبالإضافة إلى<br />
ذلك لا تملك بيوتا تأوي إليها فهي تعيش <strong>في</strong> العراء فوق الشلوج.<br />
حسنا، كيف يمكنها أن تعيش <strong>في</strong> مشل هذا الجو القاسي؟ ألا<br />
تتجمد تلك البطاريق يا ترى؟ لا ، لا تبرد لأنّ الله خلق البطاريق<br />
على هيئة خاصة لتعيش <strong>في</strong> الأماكن الشلجيّة.<br />
يعدّ ّ السرب الواحد من البطاريق أحيانا ألف بطريق<br />
تتعقّ ب أطراف البهر باتّجاه الجنوب <strong>في</strong> فصل الشتاء. وهذا القرار<br />
الجماعي هو من معجزات الله سبهانه وتعالى. فقد تحس البطاريق<br />
بأنّ موسم الشتاء قد اقترب تقرّ ر معا اختيار المكان الذي ستذهب<br />
إليه وتحدّ د معا يوم الهجرة الجماعيّة دون أيّ اعتراض، وتتهرّ ك<br />
ّ و<strong>في</strong>ّ<br />
٤٠٠<br />
٧٢
٧٣
جميعا <strong>في</strong> اتّجاه واحد. فالله وحده له القدرة المطلقة على التهكّم<br />
<strong>في</strong> حركة هذه الهيوانات الطريفة، فهي لا تستطيع أن تتصرف على<br />
هذا النهو من تلقاء نفسها. وموسم الهجرة هو <strong>في</strong> الوقت نفسه<br />
موسم التزاوج بين البطاريق، <strong>في</strong>ختار البطريق زوجته كخطوة أولى<br />
ثمّ يعلّم زوجته شيئا يتعارفان به من خلاله حتّى لا يفقدها <strong>في</strong><br />
الزحام، بمعنى أنّه يصدر أصواتاً ّ خاصة يهفظها الطّ رف المقابل.<br />
لا تنسوا، فهذا البطريق غير العاقل يختار زوجته داخل ٤٠٠<br />
ألف بطريق، ويعلّمها صوتاً يتواصل به معها. إن هذا لهو دليل على<br />
قوّ ة الله وعظمة مخلوقاته.<br />
التواصل بإصدار الأصوات هي ّ خاصية يتعامل بها البطريق<br />
الأمّ والأب مع صغارهما إذ لا يعرف البطريق الأب والأمّ إلاّ<br />
أصوات صغارهما، ولو لم تكن<br />
هذه الخصاءص لاختلطت<br />
الأمور داخل هذا العدد<br />
الهاءل من البطاريق<br />
ولأصبهت حياتها فوضى<br />
كاملة. ولكن الله بهكمته<br />
اللامتناهية وهبها خصاءص<br />
تنظم بها حياتها.<br />
بعد التزاوج تضع الأنشى<br />
فقط بيضها ثمّ يتهمّل الذكر<br />
مهمّ ة التفقيس <strong>في</strong> درجة برودة<br />
درجة تحت<br />
الصفر، وعليه حضن البيض<br />
مقدارها ٣٠<br />
٧٤
لمدّة ٦٥ يوما دون أن يتهرّ ك، فهذه<br />
فترة صعبة جدّ ا لأنّ ذكر البطريق لا<br />
يستطيع حتّى الأكل أثناء التفقيس<br />
لأنّه لا يستطيع التهرّك، أمّا الأنشى<br />
فتذهب إلى الأماكن البعيدة لجلب<br />
الطعام لصغارها القادمين.<br />
هل تستطيعون أنتم التفكير <strong>في</strong><br />
العيش <strong>في</strong> برودة تصل إلى ٣٠ درجة<br />
تحت الصفر وتبقون مدة ٦٥ يوماً دون<br />
طعام؟ إن هذا الوضع بالنسبة إلى<br />
الإنسان تعني الموت المحقق، لكن<br />
البطريق يضهّى ولا يظهر أيّ قلق أو<br />
تعب أو تذمّر لأنّ الله ألهمه أن يقوم<br />
بوظيفته كاملة دون نقصان.<br />
بعد مرور شهرين وأثناء فترة<br />
التفقيس يكون ذكر البطريق قد فقد<br />
ثلش وزنه، فتخيّلوا أنّ إنسانا وزنه<br />
٦٠ كغ ينزل وزنه إلى ٤٠ كغ.<br />
تقضي صغار البطريق الشهرين<br />
الأوّ لين بين أقدام الأمّ والأب، وهذا<br />
مهمّ جدّ ا بالنسبة إلى الصغار لأنّ<br />
خروجها خطأً لمدّ ة دقيقتين فقط يعنى<br />
إمكانية موتها بالتجمد. وهذه الهماية<br />
وهبها الله للأم و الأب، ولذلك فمن<br />
٧٥
صفات الله عزّ وجلّ اللطيف البصير.<br />
يتجمّع عدد كبير يصل إلى ٤٠٠ ألف<br />
بطريق <strong>في</strong> شكل حلقة وتحتكّ ببعضها<br />
البعض لتتدفّأ من برودة الطقس، إنّها<br />
صورة مشاليّة للتّكافل الجماعي.<br />
وبهذا تحافظ البطاريق على درجة<br />
الهرارة <strong>في</strong> أجسامها، أمّا البطاريق التي تبقي<br />
خارج الهلقة فتتناوب على دخولها وهكذا<br />
تحافظ على ارتفاع حرارة أجسامها.<br />
تعيش البطاريق بهذا النظام دون أيّ اعتراض، وتعيش<br />
الأجيال معاً وتواصل العيش بهذا الشكل إلى يومنا هذا.<br />
٧٦
الب<strong>في</strong>ن البهّار<br />
٧٧<br />
يمكن أن لا تكونوا قد سمعتم عن اسم هذا الهيوان، لكن<br />
عندما تعرفونه الآن ستهبّونه و تستمتعون كشيراً.<br />
أغلب الناس يظنّون أنّ الب<strong>في</strong>ن نوع من البطاريق، غير أنّ<br />
الب<strong>في</strong>ن نوع من أنواع الطيور وهو عكس البطاريق إذ يمكنه<br />
الطيران، ويعيش <strong>في</strong> القطب الشمالي، بينما تعيش البطاريق <strong>في</strong><br />
القطب الجنوبي. فالشبه الكبير بينهما أنّهما يستطيعان العيش <strong>في</strong><br />
المناطق الباردة.<br />
حياة الب<strong>في</strong>ن طريفة جدّا، فالأم والأب لا يفترقان طوال<br />
حياتهما، وينجبان مولوداً واحداً كلّ سنة. و<strong>في</strong> فترة التزاوج<br />
تظهر خطوط لامعة فوق مناقيرها داكنة اللّون، لكن هذه<br />
الخطوط لم توجد عن طريق المصادفة، فقد وجدت لغاية معيّنة<br />
وهبها الله لهذا الهيوان.<br />
يستعمل أفراد هذا الهيوان هذه الخطوط مشل الرّ اية<br />
للتواصل بين بعضهم البعض من المسافات البعيدة.<br />
هل تستطيعون أنتم إيجاد خط واحد ملوّ ن على أنوفكم؟<br />
فلنفترض أنّ هذا الخط موجود منذ الولادة<br />
فهل تستطيعون مسهه بأيديكم؟ نظنّ أنّ<br />
الجواب سيكون ''لا ''، إذن أنتم أيضاً تعرفون<br />
أنّه توجد قوّ ة وحيدة تحدّد الألوان<br />
والأحجام، إنّه الله عز وجلّ.<br />
لقد خلق الله أنواعاً كشيرة من الطيور
٦<br />
ووهبها خصاءص كشيرة تتماشى والمحيط<br />
الذي تعيش <strong>في</strong>ه، وهو الذي خلق هذه<br />
الخطوط وله القدرة على إزالتها.<br />
خلق الب<strong>في</strong>ن جميلاً وطريفاً، ووهبه<br />
خصاءص مدهشة نواصل تفهّصها.<br />
تترك صغار الب<strong>في</strong>ن أمّهاتها و آباءها بعد أسابيع من ولادتها<br />
وتبدأ <strong>في</strong> الطيران فوق البهار وحدها، ويعيش الب<strong>في</strong>ن ّ السليم حوالي<br />
٢٥ سنة.<br />
بإمكان الب<strong>في</strong>ن الغوص <strong>في</strong> أعماق الماء، فهل تعرفون كم يتدرّ ب<br />
الإنسان إذا أراد الغوص <strong>في</strong> الأعماق؟ أوّ لاً عليه وضع قارورة<br />
الأكسجين، إضافة إلى أنه كلّما نزل الأعماق يقوى الضغط<br />
وتصبه حياته معرضة أكثر للخطر، لذلك يتطلّب الغوص مهارة<br />
عالية.<br />
إذن كيف تعلّم الب<strong>في</strong>ن البقاء <strong>في</strong> الأعماق ؟ إنّها القدرة الإلهيّة<br />
تعلّمنا دروسا لا مشيل لها.<br />
وإليكم مشالاً آخر من الجمال الربّاني<br />
الذي لا ينتهى: يمكن للب<strong>في</strong>ن إمساك عدّ ة<br />
سمكات صغيرة دفعة واحدة بفضل<br />
تركيبة فمه. فالأمّ التي تمسك هذا العدد<br />
الكبير من السمك ) يصل عددها إلى<br />
٦٢ سمكة ( هدفها الوحيد هو صغارها،<br />
فإن شاهدتم يوما ب<strong>في</strong>ناً بهذه الهالة<br />
فاعلموا أنّ لها صغاراً تريد إطعامهم.<br />
٧٨
الطيور: مُلو ك ّ السماء<br />
٧٩<br />
﴿<br />
يقول الله تعالى:<br />
أَلَم يَرَ وْ ا إ ِلَى الط َّ ير ِ َ مُس خ َّ رّ اتٍ فِي جَو ِّ ّ الس مَ اءِ مَا يُمْ ِ سكُهُ ن َّ إ<br />
الله ِ إن َّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَ وْ م ٍ يُوءْمِنُون<br />
كلّكم تتمنّون الطيران مشل العصا<strong>في</strong>ر، وكلّكم تظنّون أنّ<br />
الطيران سهل، نعم هو سهل بالنسبة إلى العصا<strong>في</strong>ر، ولكنّ بالنسبة<br />
إلى الإنسان صعب جدّ اً ...<br />
تبذل العصا<strong>في</strong>ر طاقة كبيرة عند بدإ الطيران لأنّها تحمل ثقل<br />
جسمها بجناحين رقيقين، وكلّما ارتفعت <strong>في</strong> السماء يسهّل الله<br />
مهمّ تها بأن تترك نفسها للرّ يه، وهكذا تستطيع الطيران بسهولة<br />
بدون تعب ولا تبذل طاقة كبيرة. أمّا إذا انخفض تأثير الرّ ياه فهي<br />
تعود ثانية لتخفق بجناحيها.<br />
هذه ّ الخاصية تساعد العصا<strong>في</strong>ر على الهجرة إلى أماكن بعيدة،<br />
وبفضل الخصاءص التي وهبها الله لها تستطيع الطيران مسافات<br />
طويلة.<br />
ِ لا َّ<br />
َ ﴾ سورة النهل، الآيه ٧٩.
توجد أنواع من العصا<strong>في</strong>ر تستطيع الهجرة مسافة ما بين ١٠٠٠<br />
كلم إلى ٤٠٠٠ كلم. فإذا تخيّلتم أنّ محيط الأرض يساوي ٤٠٠٠٠<br />
كلم ستعرفون طول المسافة التى تقطعها العصا<strong>في</strong>ر. فهي تقطع<br />
البهار دون توقف أو استراحة مع أنّه لم يعرف إلى حدّ الآن كيف<br />
تحدد العصا<strong>في</strong>ر اتّجاهاتها <strong>في</strong> رحلاتها الطويلة، إذ تهاجر الطيور إلى<br />
الأماكن التي تريدها دون أن تضلّ الطريق، ولا فرق <strong>في</strong> ذلك بين<br />
صغارها وكبارها.<br />
هناك شيء آخر يدهشنا ألا وهو التفكير <strong>في</strong> الأرجل الرّ قيقة<br />
كيف تتهمّ ل ثقل الجسم بأكمله؟<br />
تخيّلوا أرجلا رقيقة بها عضلات كشيرة وعروق وأعصاب، فلو<br />
كانت هذه الأرجل ثخينة سميكة لصعب عليها الطيران، أليس<br />
كذلك ؟<br />
وعموما...تقف العصا<strong>في</strong>ر على قدم واحدة أثناء نومها دون أن<br />
تفقد توازنها لأنّ الله خلق <strong>في</strong>ها ّ خاصيات تساعدها على الهفاظ<br />
على توازنها بهذه الطريقة المدهشة.<br />
وتعتبر العيون من الأعضاء ّ الهساسة لدى العصا<strong>في</strong>ر، فقد وهبها<br />
الله -إضافة إلى ملَكة الطيران -حدّ ة البصر أيضا لأنّ القدرة<br />
على الطيران تتطلّب بالضرورة حدّ ة النظر لتفادى الأخطار، لذلك<br />
نجد قدرة العصا<strong>في</strong>ر على روءية الأشياء بوضوه من مسافات بعيدة<br />
أقوى من قدرة الإنسان على ذلك. ولهذا السبب تبقى عيونها<br />
مفتوحة عندما تطير حتى تحسّ بالخطر قبل أن يداهمها.<br />
٨٠
٨١<br />
ومن المعلوم أيضا أن العصا<strong>في</strong>ر لا تحرّ ك<br />
عيونها مشل الإنسان لكنّها تحرّ ك رأسها<br />
وعنقها بسرعة فتكبر أمامها مساحة<br />
المشاهدة.<br />
فمشلاً : طاءر اللّيل ''البوم '' له<br />
عيون كبيرة تحتوى على بعض<br />
الخلايا ّ الخاصة ّ الهساسة أمام<br />
العتمة، فإذا كنا نهن لا نستطيع<br />
فته عيوننا مدّ ة ٤٥ ثانية تغطس طيور البهر روءوسها<br />
فتقبض على الهشرات بكلّ سهولة، إذ هي ترى فريستها<br />
بوضوه تحت الماء، وهكذا جعل الله عيونها مركبة تركيباً خاصاً<br />
لكي يمكنها الروءية بوضوه تحت الماء.<br />
بذلك نلاحظ أنّ عيون الطيور ليست مشل عيوننا التى لا ترى<br />
بوضوه كامل بل هي عيون برّاقة وصا<strong>في</strong>ة فتتّجه نهو فريستها<br />
مباشرة.<br />
ّ والسمع كذلك مهمّ جدّ ا بالنسبة إلى الطيور، فكشير من الطيور<br />
تسمع الأصوات الخافتة بفضل غشاء خاصّ <strong>في</strong> آذانها.<br />
والقدرة على الرّ وءية تحت الماء و <strong>في</strong> الظلام و القدرة على سماع<br />
الأصوات المنخفظة كلّها ّ خاصيات لا توجد عند الإنسان. فنهن<br />
لسنا بهاجة إلى كلّ هذا لأنّ حياتنا تستمرّ بسهولة دون الهاجة إلى<br />
هذه الخصاءص، أمّا إذا غابت هذه الخصاءص عن الطيور فإنّه من<br />
غير الممكن الهصول على الغذاء و سماع أصوات صغارها<br />
واستمرار نوعها.
إن للبوم حساسيّة تجاه الأصوات فالقدرة على ّ السماع عنده<br />
أقوى بكشير من الإنسان، كما أن للبوم ريشاً يشبه الشعر <strong>في</strong> طر<strong>في</strong><br />
وجهه، إذ هناك تتجمّ ع الأصوات وترسلها بعد ذلك إلى داخل<br />
الأذن، كما يفصل هذا الشعر بين الأذنين. وهكذا فإنّ الصوت<br />
الذي يأتي من اليمين تسمعه الأذن اليمنى. والأمر<br />
العجيب الآخر أن الأذنان لا تحتلّ مكاناً<br />
متماثلاً <strong>في</strong> الرّ أس فواحدة أعلى من<br />
الأخرى .<br />
وهكذا يمكن للبوم سماع<br />
الأصوات من اتّجاهات<br />
مختلفة، وبالتالي يسهل عليه<br />
تحديد مصدر الصوت ومكان الكاءن الهي صاحب<br />
هذا الصوت، وهذا يسهّ ل عليه تحديد مكان فريسته.<br />
تصدر بعض الطيور أصواتاً مختلفة لمغالطة أعداءها، فالطيور التي<br />
توجد أعشاشها داخل ثقوب الأشجار مشلا تقلّد صوت الشعابين<br />
تجنّبا لهجمات الشعابين فلا تقترب من عش<br />
وبالإضافة إلى هذا، فإنّ الله خلق للطيور السبّاحة غشاء بين<br />
أصابع أرجلها يمكّنها من السباحة بسرعة، فإذا أردتم السباحة<br />
فالبسوا قدم السباحة <strong>في</strong> أقدامكم، وعندءذ ستعرفون كم<br />
ّ ها.<br />
٨٢
٨٣<br />
زادت سرعتكم، وهكذا ولدت بعض الطيور<br />
بتلك الأقدام.<br />
تبني بعض الطيور أعشاشا وهميّة لتهمي<br />
صغارها من الأعداء ّ خاصة أنّ أكثر الهيوانات<br />
تتغذّ ى من البيض <strong>في</strong> إفريقيا والهند، لذلك نجد طيور<br />
ّ السكاسك الإفريقيّة تبنى كشيرا من الأعشاش الوهميّة وتخ<strong>في</strong><br />
<strong>في</strong>ما بينها أماكن الأعشاش الهقيقيّة حماية لبيضها. فالشعابين التي<br />
تعيش داخل الأشجار <strong>في</strong> المناطق الاستواءيّة سامّة جدّا، لذلك<br />
تكون مداخل بيوت تلك الطيور مخ<strong>في</strong>ّة ومعقّدة، إضافة إلى أنها<br />
تحمي صغارها فتبني ّ عشها بالأغصان الشاءكة إلى جانب بناءها<br />
الأعشاش الوهميّة.<br />
نشاهد كلّ يوم كشيرا من الطيور، فهل انتبهتم إلى مناقيرها؟<br />
فهذه المناقير تختلف من نوع إلى آخر، ولها دور مهمّ <strong>في</strong> حياة<br />
الطيور. فالمنقار هو أفضل وسيلة لجمع الطعام، فالطيور التي تتغذّى<br />
على السمك تكون مناقيرها طويلة وتشبه اخملالب، أمّا الطيور<br />
التي تتغذّى على النبات فتكون مناقيرها حسب<br />
أنواع النبات الذي تأكله بهيش تتناوله بكلّ<br />
سهولة.<br />
لقد خلق الله الكاءنات الهيّة كاملة بلا عيوب حسب<br />
احتياجاتها.
اللّقلق ذو الساق الطويلة<br />
<strong>في</strong> أيّام الرّ بيع الدّ ا<strong>في</strong>ٔة، وعندما تنظرون إلى السماء تشاهدون<br />
آلاف الطيور البيضاء الكبيرة، إنّها اللّقالق.<br />
يبلغ طول اللّقلق من متر إلى متر ونصف، ولها أجنهة بيضاء و<br />
ذيل أسود طويل إنّها طيور مهاجرة.<br />
واللّقلق طاءر طريف بمنقاره الطويل وساقيه الهمراوين<br />
الطويلتين.<br />
ما يشدّ الانتباه <strong>في</strong> اللّقلق هو طريقة طيرانه، ومنقاره وساقاه<br />
الممدودتان إلى الخلف. وهذا الشكل الجميل يزداد جمالاً عندما<br />
يستغلّ اللّقلق حالة الطقس <strong>في</strong>زيد من سرعته.<br />
تهاجر اللّقالق كلّ سنة <strong>في</strong> شكل أسراب، وهذا يعود إلى عدم<br />
قدرتها على العيش <strong>في</strong> الأماكن الباردة، فاللّقالق المهاجرة تبش<br />
بقرب فصل الصيف.<br />
تهاجر اللّقالق <strong>في</strong> فصل الصيف من أوروبا إلى شمال إفريقيا<br />
ومن تركيا إلى اليابان وقبل أن يبدأ الطقس البارد تهاجر إلى شبه<br />
الجزيرة الكوريّة والمناطق الاستواءية بإفريقيا والهند.<br />
ّ رنا<br />
٨٤
والمدهش <strong>في</strong> الموضوع هو: كيف تعرف اللّقالق أنّ الهرارة<br />
بدأت <strong>في</strong> شبه الجزيرة الكوريّة، فهذه معجزة حقّ ا، والمدهش أكثر<br />
هو عودة اللّقالق إلى أوكارها القديمة بعد مرور سنة كاملة على<br />
مغادرتها لها. نعم، إن هذا الذي تقروءونه صهيه...<br />
تعود اللّقالق إلى أوكارها نفسها التي بنتها قبل سنة وتقيم <strong>في</strong>ها<br />
مرّ ة أخرى. ولكن كيف يكون ذلك بعد مرور كلّ هذه المدّ ة،<br />
وبعد قطع كلّ تلك المسافات الطّ ويلة وكأنّ بيدها بوصلة تعود بها<br />
إلى أوكارها دون أن تضلّ الطريق؟<br />
طبعا، أن يكون للّقالق هذه الذاكرة القويّة وأن يكون لها هذا<br />
النّهج العظيم هو إلهام من القادر الخلاّق ربّنا سبهانه وتعالى.<br />
واللّقالق لا تستطيع قطع مسافات طويلة فوق البهار نظرا<br />
لساقيها الطويلتين كالعصيّ، فهي تخاف أن لا تجد يابسة تحطّ<br />
٨٥
عليها، ولذلك ّ تفضل السفر متبعة أطراف الأماكن القريبة من<br />
اليابسة مشل مضيق اسطنبول ومضيق جبل طارق وقناة السويس.<br />
واللّقالق لا تخاف الإنسان لذلك تبنى أعشاشها على البنايات<br />
أو الأشجار أو ركام الهطب أو على قمم المداخن. وتهاجر اللّقالق<br />
عموما <strong>في</strong> شكل سرب واحد، وعندما تصل إلى أوروبا تبقى هناك<br />
مدّ ة معيّنة، وبعد مدّ ة أخرى -أي <strong>في</strong> شهر أبريل تقريباً -يبنى<br />
ذكر اللّقلق بيتاً من أغصان الشجر ويختار كلّ سنة المكان نفسه<br />
ويبنى ّ عشه بكلّ عناية ثمّ ينطلق للبهش عن الطعام.<br />
إن بعض أنواع اللّقالق تبني أعشاشها <strong>في</strong> المستنقعات وعلى قمم<br />
الأشجار، كما تعيش <strong>في</strong> شكل جماعات، ويمكن رصد عش<br />
كبيرا فوق شجرة واحدة.<br />
وقد تحدش القرآن الكريم عن حياة الطيور <strong>في</strong> شكل جماعات<br />
إذ يقول الله تعالى:<br />
وَ مَا مِنْ دَ اب َّةٍ فِي الأَرْ ض ِ ولاَ طَ اءِرٍ يَطِ يرُ بِجَنَاحَيْه ِ إلا َّ أُمَمٌ<br />
أَمْشَالُكُمْ مَا فَ ر َّ طْ نّا فِي الكِتَابِ مِنْ َ ش يْءٍ ثُم َّ إ ِلَى رَ ب ِّهِمْ َ يُهْش رُ ون<br />
سورة الأنعام، الآيه ٣٨.<br />
ّ ا<br />
﴾ َ<br />
١٢<br />
﴿<br />
٨٦
حسنا، هل تعلمون كيف تتواصل اللّقالق <strong>في</strong>ما بينها؟<br />
لا تتواصل اللّقالق بإصدار أصوات بل بقعقعة مناقيرها، فكأنّها<br />
تعبّر عن أشياء كشيرة عندما تُصدر بمناقيرها صوت ''تك تك''.<br />
وهذا سوءال آخر، هل تعلمون أنّ اللّقالق ترقص؟<br />
نعم، السوءال كما فهمتموه، عندما يتقابل ذكر اللّقلق مع<br />
زوجته يُقعقعان بمنقاريهما ويخفقان بجناحيهما ويرقصان،<br />
والهدف من هذه الرّ قصة هو سعي الذّ كر للفوز بإعجاب الأنشى.<br />
فإذا تخيّلتم أنّ اللّقلق يصل طوله طول إنسان تقريبا تعرفون كم<br />
هي لطيفة وجذّ ابة هذه الرّ قصة.<br />
طبعا، إنّ اللّقالق ليست كلّها بنفس الطول، فأصغر أنواع<br />
اللّقالق هي لقالق آسيا وإفريقيا التي إذا أغلقت مناقيرها يبقى وسط<br />
المنقار مفتوحا ولا تغلق إلاّ مقدّ مة المنقار وموءخّ رته، وهذا المنقار<br />
يسهّ ل عليها ابتلاع المحّار والهلزون.<br />
خلق الله الهيوانات بهذا القدر من التنوّ ع والجمال والطرافة،<br />
وهذا يزيدنا إيماناً ويقيناً. فكل شيء نرى <strong>في</strong>ه عظمة الله وجلاله<br />
وقدرته.<br />
٨٧
الفلامنكو:<br />
الطاءر الورديّ<br />
هل رأيتم مرة على الشاشة طاءراً طويلاً وردي اللون وله ساقان<br />
طويلتان؟ إن ذلك الطاءر يدعى ''الفلامنكو''.<br />
يترك الفلامنكو بيضه <strong>في</strong> البهيرات الجافّة الطينيّة، وتضع<br />
الأنشى بيضها <strong>في</strong> بيتها التي تصنعه بسرعة من الطين.<br />
ضعوا أنفسكم مكان هذا الطاءر وتخيّلوا أنّكم ستصنعون بيتا،<br />
أوّ لا: ابهشوا عن الطين الذي يجفّ بسرعة ثمّ ابهشوا عن المكان<br />
الأفضل ليخرج الصغير من البيضة، وعليكم أن تجدوا أجوبة عن<br />
أسئلة كشيرة مشل: هل من الأفضل ترك البيض تحت الشمس أم <strong>في</strong><br />
الظلّ؟ لكن أنشى الفلامنكو تعرف جيّدا ما ستفعله إضافة إلى أنّها<br />
تحضن بيضها طوال شهر كامل دون ملل أو تعب تنتظر خروج<br />
صغارها من البيض.<br />
لو كنتم <strong>في</strong> مشل ذلك الهجم الكبير، هل كنتم ستجروءون على<br />
الجلوس على البيض ؟ هل كنتم ستضمنون سلامة البيض؟ لا شك<br />
أنكم لا تستطيعون أن تضمنوا ذلك.<br />
هكذا علّم الله الهيوان ما ينبغي عليه فعله.<br />
الفلامنكو يشدّ الناظرين بألوانه الزّ اهية وطول قامته مع أنّه<br />
سبّاه ماهر يساعده <strong>في</strong> ذلك الغشاء الذي يوجد بين أصابع قدميه،<br />
٨٨
٨٩<br />
وهو يساعده أيضا على السير على الوحل دون أن يغرق. ثم إنّ<br />
هذا الغشاء يساعده على دفع الماء وقطع مسافات طويلة فوق الماء.<br />
وكما تلاحظون فإنّ الله وهب الفلامنكو أدقّ الخصاءص<br />
الضروريّة ليطير <strong>في</strong> ّ السماء.
الإوزّ الظريف<br />
يسبه الإوزّ على الماء الأزرق، فنراه ظريفاً طويل القامة ضخم<br />
الجسم أبيض شامخ المنظر. وهذا المنظر الطريف يشير الإعجاب،<br />
فهو معروف بالزركشة الجميلة الجذّ ابة.<br />
أنتم سمعتم عن حكاية صغير الإوز القبيه. فهذه القص<br />
تتهدّ ش عن صغار الإوزةّ وقد خرجوا من البيض قبيهى المنظر<br />
رمادى اللّون قصيري القامة مغلّ<strong>في</strong>ن بريش، وخلال بضع ساعات<br />
تمكّنوا من السباحة. ترعاهم أمّهم وأبوهم بعناية فاءقة طوال أشهر<br />
و<strong>في</strong> النهاية يتهوّ ل صغار الإوزّة القبيهة إلى إوزّات غايةً <strong>في</strong><br />
الجمال . إنّه الكمال الإلهيّ الذي يجعل هذه الصغار تتعلّم<br />
ّ السباحة بتلك السرعة ثمّ تتهوّ ل إلى إوزّ جميل المنظر، وكما جاء<br />
<strong>في</strong> الآية الكريمة:<br />
ال َّذِ ي َ أَحْس نَ كُ ل َّ َ ش يْ ء خَ لَقَ هُ ... ﴾ سورة السجدة، الآيه<br />
٧.يفقس الإوزّ نوعا يسمّ ى السترومبتارس، فالإوزة تحضن بيضها<br />
لتوءمّن لها درجة حرارة مناسبة وترفع قدميها أحيانا لتهرّ ك بيضها،<br />
وهكذا تصل الهرارة إلى كامل البيض.<br />
لقد ألهمها الله العناية ببيضها وعلّمها معرفة احتياجاتها.<br />
وبفضل القدرة التي منهها الله إيّاها يعدّ الإوزّ من أفضل الطيور<br />
الماءيّة قدرة على الطيران والسباحة <strong>في</strong> آنٍ واحد. ويعيش الإوزّ <strong>في</strong><br />
ّ ة<br />
﴿<br />
٩٠
٩١<br />
الماء أفضل من اليابسة، وبفضل الغشاء<br />
الموجود <strong>في</strong> قدميه يستطيع السباحة بسرعة<br />
كبيرة.<br />
ويهاجر الإوزّ <strong>في</strong> فصل الشتاء و يطير عالياً<br />
وبشكل تقاطعيّ . و<strong>في</strong> الأثناء يغيّر شكل طيرانه<br />
بشكل إذا ما تعرّ ض إلى رياه قويّة، وهذه الطريقة الذكيّة<br />
تسهّ ل عليه الطيران والتقدّ م بسرعة <strong>في</strong> رحلته دون تعب.<br />
﴿أَوَ لَمْ يَرَ وْ ا إ ِلَى الط َّ يْرِ فَ وْ قَ هُمْ َ ص اف َّ اتٍ وَ ْ يَقْبِضنَ مَا يُمْ ِ سكُهُ ن َّ إ<br />
الر َّ حْمَ نُ ِ إن َّهُ بِكُل ِّ َ ش يْءٍ بَص ﴾ سورة الملك، الآيه ١٩.<br />
يعيش الإوزّ من النباتات التي تنبت <strong>في</strong> البهيرات والأنهار<br />
والمستنقعات. وطول قامته تسمه له بالوصول إلى طعامه، ويستطيع<br />
الغوص لمدّ ة قصيرة مشل البطّ دون أن تعترضه أيّة قوّ ة أخرى.<br />
للإوزّ طريقته ّ الخاصة <strong>في</strong> قطع النباتات.<br />
وهكذا يبعش الله الأسباب للإوزّ حتّى لا يقتلع النباتات من<br />
جذورها <strong>في</strong>نمو مرّ ة أخرى <strong>في</strong>كون غذاءً داءماً له و لصغاره.<br />
ِ لا َّ<br />
ِ يرٌ<br />
"V"
النعامة<br />
(إنها ضخمة إلى درجة أنها لا<br />
تستطيع أن تطير)<br />
النّعامة هي أكبر الطيور <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong>، وطولها أطول من طولنا إذ<br />
يصل إلى مترين ونصف المتر ووزنها يقارب ال١٢٠ كغ.<br />
وتوجد النعامة <strong>في</strong> وسط إفريقيا، وتعيش <strong>في</strong> شكل مجموعات<br />
ولكنها لا تقدر على الطيران، ولكن الله منهها خصاءص أخرى<br />
كي تتمكّن من الهرب من أعداءها، إذ هي تركض بسرعة كبيرة<br />
بفضل طول ساقيها. فهي سريعة إلى درجة أنّه يستهيل على أيّ<br />
كاءن اللّهاق بها.<br />
والنعامة من أسرع الهيوانات التي تمشي على ساقين إذ يمكنها<br />
الرّ كض بسرعة ٧٠ كم <strong>في</strong> الساعة.<br />
والآن إليكم شيئاً طريفاً!!<br />
هل تعرفون أنّ للنّعامة إصبعين فقط <strong>في</strong> كلّ ساق؟ إضافة إلى أنّ<br />
أحد الإصبعين أكبر من الآخر بكشير. وتركض النعامة على الإصبع<br />
الكبيرة فقط. وإلى جانب سرعتها الكبيرة فهي مصارع ماهر أيضاً<br />
فتلقّ ن الضربات بأرجلها وتخرج مخالبها <strong>في</strong> وجه أعداءها.<br />
هذا الهيوان الأكبر <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong> بيضه أكبر بيض <strong>في</strong> ال<strong>عالم</strong> أيضاً، إذ<br />
تحفر له حفرة كبيرة لتضعه <strong>في</strong>ها، وتحفرها بالقدر الذي يتّسع ل١٠<br />
بيضة لا غير. فإذا حفرت حفرة <strong>في</strong> التراب لا يستغرق ذلك<br />
زمناً طويلاً ولا تستهلك طاقة كبيرة، فهمل التراب أخفّ كشيراً<br />
أو ١٢<br />
٩٢
٩٣<br />
من حفر الأرض، وحفر التراب يتمّ باليدين أمّا حفر الأرض<br />
<strong>في</strong>تطلب استعمال مجرفة على الأقلّ ، لذلك تتهرّ ك النعامة بإلهام من<br />
الله تعالى ّ فتفضل التراب عن حفر الأرض ثمّ تضع بيضها وتغطّ يه<br />
بالتراب.<br />
وإليكم معلومة طريفة أخرى وهي أنّ مهمّة العناية بالبيض<br />
توكل إلى أنشى واحدة فقط، لكنّها تبدأ بتفقيس بيضها ثمّ تلهق<br />
ببقيّة البيض، ّ فتكسر الأمّ قشور بيضها بفضل الشقوب الهواءيّة<br />
الموجودة <strong>في</strong> البيض.
إن الصغار الذين يخرجون من البيض ضعاف، ويمكن أن<br />
يكونوا فريسة سهلة للطيور الفتّاكة، غير أن صغار النعامة<br />
يستعملون طرقاً ذكيّة عندما يداهمهم الخطر إذ يستلقون على<br />
الأرض وكأنّهم موتى، <strong>في</strong>ضنّ العدوّ أنّهم موتى <strong>في</strong>عدل عن<br />
مهاجمتهم!! وهذه الهركة يقوم بها جميع ّ الصغار <strong>في</strong> آنٍ واحد.<br />
هل يصدق أن يكون صغير<br />
النعام قد فعل هذا الأمر بمهض<br />
المصادفة؟ كلاّ، إن ذلك غير ممكن.<br />
حسنا، كيف يتهوّ ل طاءر حديش<br />
الولادة إلى ممشّل مسرحي ويقوم بهذا<br />
الدّ ور؟<br />
إنّ الجواب واضه جدّ ا، فالله تعالى<br />
العليم منه هوءلاء الص<br />
وسيلة يدافعون بها عن<br />
أنفسهم...<br />
ّ غار<br />
٩٤
الطاووس: الطاءر المزركش<br />
) أكثر الهيوانات زينة <strong>في</strong> <strong>عالم</strong> الهيوان (<br />
إذا ذهبتم إلى حديقة الهيوانات، سيفته لكم جناحيه<br />
المزركشين ويبدأ عمليّة استعراضيّة أمامكم. لا بدّ أنكم شاهدتم<br />
الطاووس الجميل. من أهمّ خصاءص طير الطاووس كونه صاحب<br />
ريش مزركش مختلف الألوان، وله ذيل لا شبيه له <strong>في</strong> الجمال.<br />
ولكنّ الطرافة تكمن <strong>في</strong> أنّ صاحب هذا الذيل الجميل هو ذكر<br />
الطاووس فقط، كما أنّ له رأسا أزرق داكنا و<strong>في</strong> ذيله خصلات<br />
٩٥
٩٦<br />
من الرّ يش المطليّ باللّون الأخضر. ولكي تكتمل هذه اللّوحة<br />
الجماليّة توجد <strong>في</strong> أطراف ذيله نقوش داءريّة.<br />
لكنّ، هذا المشهد الرّ اءع لن تروه داءماً بل ترونه فقط <strong>في</strong> موسم<br />
التزاوج، فذكر الطاووس ينفش ذيله ليهوز على إعجاب الأنشى<br />
ويجلب انتباهها. وهنا يخطر ببالنا أن نتساءل: هذا الطاووس<br />
الذي لا يرى نفسه كيف يمكنه التأكّ د من أنّ ما يفعله سوف<br />
يعجب الأنشى ويستهوذ على رضاها؟ ألا يوجد من علّمه ذلك ؟<br />
بدون شكّ، إن الله تعالى هو الذي خلقه وخلق <strong>في</strong>ه هذا الجمال<br />
الخلاّب وألهمه طريقة استعماله.<br />
حسنا، إذا كان الأمر كذلك، هل يمكن أن يهصل هذا المشهد<br />
الكامل باجتهاد من الطاووس ؟ وهل هذا التناسق <strong>في</strong> الألوان جاء<br />
عن طريق المصادفة؟ كلاّ، لا يمكن ذلك.<br />
فإذا جاءكم صديق مشلا، وقال لكم إنّ اللّوحة الزّ يتيّة الموجودة<br />
<strong>في</strong> منزلكم رسمت عن طريق المصادفة، وهي نتيجة اختلاط<br />
الألوان، هل يمكن أن تصدّقوه؟ طبعا لن تصدّ قوه. إذن،<br />
فالطاووس الذي لا يمكننا مقارنته بلوحة زيتيّة لا يمكن أن يكون<br />
جماله من صنع المصادفة.<br />
وهذه الألوان المتناسقة تستهوذ على إعجاب الإنسان لأنّ<br />
الله الكامل الذي لا مشيل لقدرته هو الذي خلقها وصوّ رها <strong>في</strong><br />
أحسن صورة.
٩٧
الببّغاء: الطاءر المقلّد<br />
يعيش الببّغاء مع مجموعة من الأصدقاء <strong>في</strong><br />
المناطق الهارة، وهي طيور مختلفة الألوان،<br />
كما أنّها طيور اجتماعيّة.<br />
عند مشاركة أصدقاءه الطّ عام يظهر<br />
الببّغاء بخلاً غاية <strong>في</strong> الطرافة.<br />
إنّ الببّغاوات التي تعيش <strong>في</strong> المناطق<br />
الاستواءيّة تعيش مع بعضها البعض وتحطّ<br />
على الأشجار فتظنّ الأسراب الأخرى<br />
أنّها أشجار مليئة بالشمار فتعدل عن الوقوع<br />
عليها.<br />
والببغاء يمسك الأكل بقدميه كأنّما<br />
يمسك فطيرة. أمّا أحبّ طعام عند الببّغاء فهو<br />
الذي نهبّه نهن أيضا ألا وهو اللب. فهو<br />
يأكله بفضل لسانه الدّ اءريّ ، إذ ّ يقسم اللب إلى<br />
نص<strong>في</strong>ن ويخرج ما <strong>في</strong>هويأكله. وأنشى الببّغاء تبيض من<br />
بيضتين إلى ٨ بيضات <strong>في</strong> السنة. ويتداول الذكر والأنشى حضن<br />
البيض طوال فترة التّفقيس إلى أن تخرج من البيض فراخ بدون<br />
ريش وتفته أفواهها لوالديها طلبا للطّ عام.<br />
ومن أهم ّ خاصيات الببّغاء هي قدرته على تقليد الأصوات، إذ<br />
يمكنه تكرار الكلمات التي يسمعها باستمرار لكنّه لا يفهم معنى ما<br />
٩٨
﴿<br />
يقوله. فهو يكرّر فقط حتّى أنّه يقلّد<br />
صوت الهاتف وصوت الناقوس. فإذا<br />
كان لديكم ببّغاء داخل البيت<br />
فستعتقدون أنّ الهاتف لا يتوقّ ف عن<br />
الرنين!!!<br />
لو لم يكن على وجه الأرض هذا<br />
الهيوان المتكلّم ذو الألوان الجميلة لما تخيّلنا<br />
أبدا أنّه يوجد كاءن مشل هذا، ولما خطر ببالنا أن<br />
نقول: "ما أجمل أن يوجد طاءر جميل الألوان يستطيع تقليد<br />
الأصوات''.<br />
نهن لا نستطيع تصوّ ر أوحتّى تخيّل شيء لم يعلّمه لنا الله الخالق<br />
المصوّ ر الموجد. وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الهقيقة فقال تعالى:<br />
هُ وَ الله الخَالِقُ البَارِئُ َ المُص و ِّ رُ لَهُ ْ الأَس مَ اءُ الْهُس ْ نَى ﴾ سورة<br />
الهشر، الآيه ٢٤.<br />
لقد خلق الله هذه اخمللوقات من أجلنا، ونهن نرى معجزاته <strong>في</strong><br />
كلّ مكان و<strong>في</strong> كلّ لهظة. والمطلوب منّا أن نكتشف هذا<br />
الجمال اللاّمحدود وأن نهمد الله ونشكره على نعمه<br />
وآلاءه.<br />
وأنتم أيضا عليكم أن تشكروا الله كلّما وقعت<br />
عيونكم على شيء من مخلوقات الله الجميلة،<br />
وعليكم كذلك أن تعلّموا الآخرين كيف يشكروه<br />
سبهانه وتعالى.<br />
١٠٠
البطّ ذو الرّ أس<br />
الأخضر<br />
١٠١<br />
عندما نقول: إن ثمة طاءرا ''يمشي<br />
مترنهاً''!!، ما الذي يخطر ببالكم؟ أغلب الظن أن أول ما يخطر<br />
ببالكم هي صغار البطّ التي تمشي متمايلة خلف أمهاتها.<br />
يستعمل البطّ طريقتين <strong>في</strong> التغذي: فالبعض يتغذّ ى على النبات<br />
والهشرات أثناء السباحة على سطه الماء، ويكون القسم الأمامي<br />
من رأسه وجسمه تحت الماء، أمّا ذيله <strong>في</strong>كون <strong>في</strong> وضع انتصاب أثناء<br />
بهشه عن الطعام. والبعض الآخر يغوص تحت الماء لالتقاط طعامه<br />
ويساعده على ذلك الغشاء الموجود <strong>في</strong> قدميه، لذلك لا يستطيع<br />
المشي بسهولة فوق اليابسة التي لا تخرج إليها إلاّ <strong>في</strong> موسم<br />
التّفقيس.<br />
والبطّ هو من الطيور الماءيّة وهو يهمل الهواء داخل جسمه،<br />
ولهذا السبب يبقى فوق سطه الماء، إذ يوجد بداخل جسمه<br />
أكياس هواءيّة صغيرة تساعد البطّ على البقاء فوق سطه الماء،<br />
فكلّما أراد البطّ الغوص تحت الماء تدفعه هذه الأكياس الهواءيّة إلى<br />
ّ السطه. ويغرق <strong>في</strong> الماء إذا ما بقي قدر قليل من الهواء <strong>في</strong> جسمه.<br />
ونلاحظ أن أغلب الطيور الماءيّة تسبه جيّدا، والسبب الرّ ءيسي فى<br />
ذلك هو وجود غشاء بين أصابع أرجلها، وهو ما يساعدها على دفع<br />
الماء والتقدّ م إلى الأمام.
طبعا هذه الخصاءص المساعدة للطيور الماءيّة على السباحة لم<br />
تتهقّ ق عن طريق المصادفة بل كلّها من خلق الله تعالى.<br />
وريش البطّ الذّ كر يكون داءما أكثر لمعانا من ريش الإناش،<br />
وهي ّ خاصيّة مهمة بالنسبة إلى الأنشى التي تحضن البيض. فبفضل<br />
ألوانها الداكنة يضل عنها أعداوءها ولا يرونها <strong>في</strong>كون بيضها <strong>في</strong><br />
أمان أكبر.<br />
وبفضل هذا المحيط الداكن لا يستطيع أعداوءها تمييزها حتّى<br />
من مسافات قريبة. أمّا الذكور فتستعمل ألوانها البرّاقة لهماية<br />
الإناش، وذلك بجلب أنظار الأعداء <strong>في</strong>صرفوا أنظارهم عن<br />
الإناش. فكلّما اقترب عدو من العش<br />
يطير الذكر عاليا ويشغل العدو<br />
عن الأنشى ويفعل ما بوسعه<br />
ليبعده عن العش.<br />
يتنقل البطّ <strong>في</strong> شكل<br />
مجموعات، ونادراً ما يهتمّ<br />
البالغون منهم ّ بالصغار، ولا<br />
١٠٢
١٠٣
١٠٤<br />
يهضن الذّ كور البيض. ويبدأ ّ الصغار بعد<br />
خروجهم من البيض <strong>في</strong> تعلّم السباحة<br />
والبهش عن الطعام بأنفسهم، فقد ألهمها<br />
الله تعالى القدرة على تسيير حياتها منذ<br />
ولادتها.<br />
تخيّل نفسك، ماذا يهصل إذا ما<br />
وضعوك <strong>في</strong> الماء بعد بضع ساعات من<br />
ولادتك؟ طبعاً ستشرب الماء و تغرق، لكنّ<br />
الله جعل للبطّ قدرة على السباحة منذ<br />
ولادته فلا يغرق أبداً <strong>في</strong> الماء.<br />
هل تعلمون أنّ البطّ يسبه بسرعة ٥٠<br />
كلم <strong>في</strong> الساعة ؟<br />
حسنا، هل تعلمون أنّ البطّ يهرب من<br />
الهيوانات الوحشيّة ويغيّر اتجاهاته كما<br />
يريد؟ فكيف تعلّم البطّ كلّ ذلك يا<br />
ترى؟ والجواب على هذا السوءال هو: لا<br />
شك أنّ الذي وهبها هذه الخصاءص هو<br />
الله الذي وهب جميع الكاءنات خصاءص<br />
لتدافع بها عن نفسها من أعداءها.
الفراشات: الألوان الخارقة<br />
١٠٥<br />
هل تعلمون أنّ الفراشات تولد بلا أجنهة ملونة؟ نعم، تولد<br />
دون أجنهة. تلك الفراشات التى تشاهدونها <strong>في</strong> الهداءق والهقول<br />
تمرّ بأربع مراحل حتّى تصبه <strong>في</strong> تلك الصورة الرّ اءعة. بعضها يعيش<br />
يوما وبعضها يعيش شهراً أو شهرين، وتخرج من البيض <strong>في</strong> شكل<br />
دودة صغيرة، وعندما تكبر هذه الدودة الصغيرة تتهوّ ل إلى<br />
شرنقة وتبدأ المرحلة الشانية للفراشات.<br />
يوجد على جسم الشرنقة ما بين ١٤ و١٥ حلقة <strong>في</strong> رأسها و<strong>في</strong><br />
عيونها ّ الصغار، و<strong>في</strong> منطقة الفم، ولديها فم صغير يساعدها على
المصّ وهضم الطعام. كما لها ٨ أرجل <strong>في</strong><br />
القسم الأمامي من جسمها.<br />
وقبل أن تتهول الشرنقة لتصبه الفراشة<br />
تكون بلا أجنهة وتكون هواءيّاتها قصيرة، وتفرز<br />
هذه الدويدة أنواعا مختلفة من خيوط الهرير.<br />
مشل بقيّة الكاءنات الهيّة الأخرى، كلّما<br />
كبرت الدّ ويدة ازداد طولها وتكبر إلى أن يضيق<br />
بها جلدها ويصبه غير قادر على<br />
استيعاب جسمها، <strong>في</strong>نتج عن ذلك تمزّ ق<br />
جلد الدّ ويدة شيئا فشيئا إلى أن تتخلّص<br />
منه تماماً وينمو بدلاً منه جلد آخر يناسب<br />
جسمها.<br />
الدّ ويدة غذاء لذيذ للطّ يور التى تأكل<br />
الهشرات، لذلك علّمها الله آليات<br />
الدّ فاع عن نفسها، فمنها ما ينتصب على<br />
أقدامه ويقلد بذلك الأغصان، ومنها ما<br />
يخت<strong>في</strong> بين الأوراق التى تكون من اللون<br />
نفسه وبعضها الآخر يتماوت ليبعد عن<br />
نفسه الخطر.<br />
هذه التقنيات الهامّة تستعملها<br />
الدويدة لتهافظ عن حياتها وتواصل<br />
استعمال هذه الخدع حتّى بعد تحوّ لها إلى<br />
فراشة لأنّ الفراشات تعيش <strong>في</strong> المناطق<br />
التي تناسب ألوانها وبالتالى يسهل عليها<br />
١٠٦
١٠٧<br />
الاختباء.<br />
حسنا، كيف تضبط الفراشات ألوانها حسب المحيط الذي<br />
تعيش <strong>في</strong>ه؟ كيف تتأكّ د أنّها <strong>في</strong> أمان؟ ليس من شك <strong>في</strong> أنها لا<br />
تستطيع تحديد ذلك ولا حسابه، والله تعالى هو الذي خلق<br />
الفراشات وهو الذي ألهمها العيش <strong>في</strong> المناطق المناسبة لها.<br />
هنا ندرك بعض صفات الله تعالى وهي: '' الر َّ حْمَ ن ِ<br />
الل َّطِ يف'' و ''المنجي''. فالله خلق <strong>في</strong> جميع مخلوقاته مميّزات تستعملها<br />
لدرء الخطر عن أنفسها.<br />
إذن، إذا كان ليس للفراشات عقل تفكّر به فهذا يعني أن<br />
الهيل التي تعتمدها هذه الفراشات لا يمكن أن تكون من تلقاء<br />
نفسها، فكلّ هذه الطرق ألهمها إياها الله عز وجل. فالله خالق كلّ<br />
ما <strong>في</strong> ّ السماوات والأرض و<strong>عالم</strong> به.<br />
تواصل الدويدة نموّ ها بفضل نظام الهماية الذي وهبه إياها<br />
الله تعالى إلى أن تصل إلى المرحلة الشالشة : و<strong>في</strong> هذه المرحلة تأكل<br />
الدّويدة كشيراً من الورق إلى أن ينتفخ بطنها وتحبس الدويدة<br />
نفسها داخل كيس وهنا يبدأ التهوّ ل.<br />
'' و ''
١٠٨<br />
إن الغشاء الذي يلفّ الدويدة قبل أن تتهوّ ل إلى فراشة يسمى<br />
''كيزاليت''، وعندها تكون داخل هذا الغشاء لا تتهرّ ك ولا تأكل<br />
أبدا ولا تتغذّى إلاّ من الأوراق التى ادّ خرتها داخل بطنها.<br />
و''الكيزاليت '' هو قشرة من الورق المشدود <strong>في</strong> غصن شجرة، فإذا<br />
اعترضتكم يوما فانظروا ما بداخلها لأنّه يمكنكم مشاهدة أرجل<br />
الفراشة وخرطومها أثناء خروجها من هذا الغشاء.
١٠٩<br />
بعد مرور عشرة أيّام تمزّ ق الفراشة<br />
الغشاء خلال بضعة دقاءق، وتخرج إلى<br />
الهواء الطلق، لكنّ أجنهتها لم تنمُ بعد<br />
بالهجم الطبيعيّ ، وهي المرحلة الرّ ابعة:<br />
حيش تنتفخ الأجنهة بساءل يفرزه<br />
جسم الفراشة فتبسط جناحيها بذلك،<br />
وعندما يجفّ جناحاها تطير الفراشة<br />
فوراً دون أن تتعلّم ذلك. كما أنّ هذه الأجنهة تساعد الفراشات<br />
على التنفّ س.<br />
وكما لاحظتم فإنّ الله يرينا معجزاته من خلال هذه الفراشات<br />
ّ الصغيرة. ولا يزال العلماء إلى اليوم يبهشون عن جواب للسوءال<br />
التالي :'' كيف تقرّر الدّ ويدة التهوّ ل إلى فراشة ؟ '' والجواب<br />
الوحيد هو أنّ الله تعالى هو الذي يتصرف <strong>في</strong> هذ اخمللوقات ويغيرها<br />
كما يشاء ووقتما يشاء. فالله يرينا قدرته<br />
على خلق أنواع مختلفة من اخمللوقات<br />
ويعلّمنا كيف تتغيّر اخمللوقات. أمّا<br />
المعجزة الكبرى فتتمشّل <strong>في</strong> أنّ<br />
أجنهة الفراشات مغلّفة<br />
بالهرا<strong>في</strong>ش المنظّ مة تنظيما<br />
محكما.
١١٠<br />
حسنا، كيف ظهرت هذه الأجنهة؟ هل اجتمعت هذه<br />
الهرا<strong>في</strong>ش عن طريق المصادفة لتكوّ ن الأجنهة ؟ أبدا إن المصادفة<br />
ليست قادرة على صنع مشل هذه الأشياء.
حسنا، هل الهرا<strong>في</strong>ش التصقت فوق<br />
بعضها البعض وكوّ نت الأجنهة ؟ وهل<br />
وضعت بنفسها هذه الأجنهة فوق ظهرها ؟<br />
إنّ الفراشة لا تستطيع حتى أن ترى ظهرها، بينما توجد<br />
على ظهرها رسوم خارقة متناسقة. والهرا<strong>في</strong>ش ارتسمت بشكل<br />
راءع بهيش توجد هذه الرسوم <strong>في</strong> طر<strong>في</strong> الجناه، وإذا قست حجم<br />
الرّ سوم تجدها جميعا بالهجم نفسه. وكلّ ذلك من صنع الله الذي<br />
يرينا قدرته وعلمه اللامحدودين. ونهن نتامل <strong>في</strong> ملكوته علينا أن<br />
نهمد الله ونشكره ونقدّ سه.<br />
١١١
الأسماك: سكّان البهر<br />
المنزل الذي نسكنه والمدرسة التي ندرس <strong>في</strong>ها والرصيف الذي<br />
نمشى عليه والهديقة التى نلعب <strong>في</strong>ها والهواء الذي نتنفّ سه كلّها<br />
موجودات <strong>في</strong> دنيانا التى يوجد <strong>في</strong>ها الإنسان والطيور والأشجار<br />
والهيوانات.<br />
يوجد <strong>عالم</strong> آخر لا نعرفه إلاّ من خلال ّ السماع أو شاشة التلفاز.<br />
وتعيش <strong>في</strong> ذلك ال<strong>عالم</strong> حيوانات ونباتات لا<br />
نعرف عنها إلا القليل. وهذه الكاءنات<br />
لا تستطيع كذلك العيش على اليابسة.<br />
أمّا نهن فلا نستطيع حتّى التنفّ س <strong>في</strong><br />
<strong>عالم</strong> هذه الكاءنات.<br />
نعم، هذا ال<strong>عالم</strong> موضوع حديشنا هو<br />
<strong>عالم</strong> الأسماك والبهار، وهو <strong>عالم</strong> ما<br />
تحت الماء. لكن لا تنسوا شيئا مهما، ف<strong>عالم</strong><br />
أعماق البهار لا تعيش <strong>في</strong>ه الأسماك فقط<br />
بل تعيش <strong>في</strong>ه الزواحف والهشرات والنباتات<br />
وملايين الأنواع من الكاءنات الهيّة.<br />
الكاءنات الهيّة التي تعيش <strong>في</strong> هذا ال<strong>عالم</strong><br />
لها طرقها ّ الخاصة <strong>في</strong> الأكل والتنفّ س<br />
والنوم.<br />
١١٢
فنظام التنفس عند الأسماك يختلف تماماً عن نظام التنفّ س عند<br />
بقيّة الكاءنات الأخرى. والأنف الذي عندنا تقابله الخياشيم عند<br />
الأسماك، وبها تتنفّ س الأكسيجين تحت الماء، ويمرّ من الخياشيم<br />
ويخرج من موءخرة السمكة. أمّا الأشواك التى توجد <strong>في</strong> الخياشيم<br />
فتأخذ الأكسيجين وتخرج الكربون من الجسم إلى الخارج.<br />
أغلب الأسماك لها أنوف مشقوبة لكنّها لا تستعملها أبداً<br />
للتنفّ س بل لتشتمّ الرّ واءه داخل الماء كأن تشتمّ راءهة كلاب<br />
البهر.<br />
لا توجد عند الأسماك رموش مشل التي عند الإنسان، فهي تنظر<br />
من وراء غشاء شفاف يغطّ ى العينين. وهذا الغشاء يشبه النظارة<br />
التي يستعملها الغوّ اص <strong>في</strong> أعماق البهار. وهذه العيون خلقها الله<br />
١١٣
لشدّ ة حاجتها لروءية الكاءنات المحيطة بها. وقد صممت لترى بها<br />
الأجسام القريبة منها. أمّا عندما تنظر السمكة إلى أماكن بعيدة<br />
<strong>في</strong>نقشع هذا الغشاء وتظهر مكانه آليّات ّ خاصة تقوم بهذا الدّ ور<br />
على أحسن وجه.<br />
تتواصل الأسماك بمهيطها باستعمال الهواسّ الخمس وهي<br />
الشمّ ّ والسمع واللّمس والذّوق والبصر إضافة إلى أنّ لها قوّ ة<br />
إدراك ّ حساسة وسريعة تمكّنها من الإحساس بأيّ جسم سواء كان<br />
كبيراً أو صغيراً يقترب منها.<br />
وتستطيع أسماك المغارات المظلمة التهرّك بسهولة داخل<br />
الظلام الدّ امس، وكشير من الأسماك لها نظام رادار أو ما يسمّ ى<br />
''نظام المراقبة عن بعد''.<br />
وتوجد داخل الأسماك بالونات بيضاء مليئة بالهواء، وهذه<br />
البالونات تساعد على حفظ توازن الأسماك داخل أعماق الماء.<br />
لقد خلق الله تعالى أنواعا كشيرة من الأسماك بألوانها اخملتلفة<br />
وأشكالها وحركاتها مما جعل الإنسان يبقي مندهشاً إزاءها.<br />
فالألوان البرّاقة التي نراها عند بعض الأسماك هي <strong>في</strong> الأصل<br />
مصدر قوّ ة للأسماك تعيش بها بين الهيوانات.<br />
ربّما كنتم تعرفون من قبل هذه المعلومات، ولكن توجد تفاصيل<br />
١١٤
ومعلومات أخرى سوف ت<strong>في</strong>دكم كشيراً.<br />
تحسّ الأسماك الكبيرة بهاجتها للأسماك الصغيرة حتّى تنظفها<br />
ممّا يعلق بها من ط<strong>في</strong>ليّات. وهذه الأسماك المنظفة تدخل أحيانا<br />
داخل فم الأسماك الكبيرة دون خوف وبكلّ راحة بال فتنظف<br />
أسنانها وخياشيمها، وبذلك تكون قد أشبعت بطونها. والغريب <strong>في</strong><br />
الأمر أنّ الأسماك الكبيرة لا توءذي هذه الأسماك المنظفة على<br />
الإطلاق.<br />
حسنا، كيف تطمئن الأسماك المنظفة للأسماك الكبيرة ؟ ألا<br />
تخشى أن تأكلها ؟ من أين تعرف أنّ الأسماك الكبيرة لا تصيبها<br />
بأيّ ضرر؟ كيف تشق بها وكأنّه يوجد اتّفاق مسبّق بينهما ؟ لو<br />
افترضنا أنّ هذا الاتفاق قد حصل بالفعل، كيف تضمن الأسماك<br />
الصغيرة التزام الأسماك الكبيرة بالاتّفاق ؟<br />
نعم، إنّ الأسماك الصغيرة لا تملك أيّ ضمانات أمام هذا<br />
الخطر، ولكنّ الله تعالى ألهم الطر<strong>في</strong>ن تبادل المنفعة بينهما فلا تضرّ<br />
الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة ولا تخشى الأسماك الصغيرة<br />
شر الأسماك الكبيرة فتفرّ منها. فتنظف الأسماك<br />
الكبيرة نفسها و<strong>في</strong> الوقت نفسه تشبع<br />
الأسماك الصغيرة بطونها من تلك<br />
الط<strong>في</strong>ليّات.<br />
هكذا بإلهام من الله تعالى تعيش<br />
الأسماك <strong>في</strong> تعاون وانسجام مع بعضها<br />
البعض.<br />
١١٥
سمك السوتاريا<br />
هو مزركش بألوان جذّ ابة، وأهمّ ّ خاصياته الطريفة المكان الذي<br />
اختاره له الله ليعيش <strong>في</strong>ه، إذ يعيش سمك السوتاريا بين أغصان<br />
نباتات بهريّة تعرف ب''دُ عابة البهر''. وهذه النباتات لها أغصان<br />
سامّة فإمّا تضرّ الأسماك الأخرى أو تقتلها. أمّا السوتاريا فهي لا<br />
تضرّ ها أبدا حتّى أنّها تدخل بين الأغصان لتهمي نفسها من<br />
الأعداء. وهي تفرز مواد ّ خاصة بها تبطل مفعول السمّ الذي يوجد<br />
<strong>في</strong> أغصان النباتات الس<br />
دققوا معنا جيّدا، هكذا: سمكة تفرز إفرازات مختلفة عن<br />
الأسماك الأخرى تساعدها على التأقلم مع المحيط الذى تعيش <strong>في</strong>ه<br />
وتحميها من التسمّم بسمّ الكبسولات السامّة الموجودة <strong>في</strong><br />
النباتات. كما أنّها تختبأ فورا بين تلك الأغصان ّ السامّة حين تحسّ<br />
بالخطر الدّ اهم.<br />
حسنا، كيف يعرف سمك السوتار أن الأسماك الأخرى<br />
تخاف الاقتراب من تلك النباتات وأنّها لا تستطيع إخراج<br />
إفرازات تمنع التسمّ م؟ فبالطبع لا يمكن لسمكة صغيرة ليس لها<br />
عقل أن تدرك ذلك. ولكن هناك قوّ ة علّمتها وألهمتها، وهذه<br />
القدرة قد أحاطت بكل شيء، إنها قدرة الله خالق السماء<br />
والأرض وما بينهما.<br />
ّ امّة.<br />
١١٦
١١٧
الدّ ر<strong>في</strong>ل: صاحب الوجه<br />
البشوش<br />
لعلّه لا يوجد حيوان أقرب إلى قلب الإنسان من صاحب<br />
الوجه البشوش ألا وهو الدّ ر<strong>في</strong>ل. وهذا الهبّ نابع من<br />
صفات اللّين والطيبة الإنسانيّة التى يتهلّى بها<br />
الدّ ر<strong>في</strong>ل، فأنتم يمكن ان تفهموها بمجرّ د النظر إلى وجهه.<br />
عندما تلد الدّ ر<strong>في</strong>ل الأمّ يظهر أوّ لاً ذيله الصغير ويتبعه جسده<br />
وأخيرا رأسه. وتغذّى الأمّ صغيرها بالضغط على ثديها <strong>في</strong>نبشق<br />
الهليب منها إلى فم صغيرها. ويمكن تشبيه حركة الدّ ر<strong>في</strong>ل الأمّ بما<br />
يلي: تخيّل أنّ بيدك كيسا بلاستيكيّا مليئا بالهليب وينفلق هذا<br />
الكيس عندما تضغط عليه، وهكذا تفعل أنشى الدّ ر<strong>في</strong>ل تماماً.<br />
لا تحتاج الشّدييّات التى تعيش خارج الماء إلى مشل هذا النظام<br />
لتغذية صغارها، ولكن الشدييات التى تعيش داخل الماء تحتاج إلى<br />
مشل هذا النظام.<br />
هل فكّرت أنشى الدّر<strong>في</strong>ل وقرّرت فعل ذلك؟ لا يمكن أن<br />
تكون قد ركّبت <strong>في</strong> جسدها مشل هذا النظام بعد أن وعت بذلك؟<br />
نعم، قطعا لا يمكن ذلك - وكما أوضهنا سابقاً- فقد خلق الله<br />
الدّ ر<strong>في</strong>ل الأمّ <strong>في</strong> أحسن صورة حتّى تلبّى حاجيات صغيرها.<br />
١١٨
١١٩<br />
الدّر<strong>في</strong>ل صديق و<strong>في</strong> للإنسان، وجهازه التّنفّ سيّ أيضا يشبه<br />
جهاز التنفس لدى الإنسان، لكن ثقبي الأنف عند الدلا<strong>في</strong>ن لا<br />
تكون وسط الوجه كما هو الهال عند الإنسان بل هما فوق الرّ أس.<br />
وهناك نقطة تشابه أخرى وهي أنّ الدّ ر<strong>في</strong>ل مشل الإنسان يهبس<br />
أنفاسه قبل الغوص <strong>في</strong> الأعماق، ثمّ يغطس تحت الماء ويخرج على<br />
سطه الماء <strong>في</strong>فرغ الهواء والماء المحبوسين <strong>في</strong> رءتيه.<br />
كلّكم رأيتم كيف يسبه الدّر<strong>في</strong>ل <strong>في</strong> البهر وكيف يسابق<br />
السفن أحيانا. والسبب الذي يجعل وجهه برّ اقاً وجميلاً ويجعله<br />
سبّاحاً ماهراً هو جلده اللّيّن الأملس. فهذه الخصاءص تساعده على<br />
التزحلق فوق الماء كما تساعده على سرعة السباحة. وهناك خاص ّ ية<br />
أخرى تساعده على السباحة بسرعة ألا وهي شكل أنفه، إذ خلقه<br />
الله بشكل يجعله يفته الطريق لسباحة سريعة. والإنسان هو<br />
الذي يعي بطبيعة الماء <strong>في</strong>صنع مقدّ مة الس<strong>في</strong>نة على شاكلة أنف<br />
الدّ ر<strong>في</strong>ل لذلك نلاحظ أنّ السفن تشق ماء البهر بسرعة.<br />
حسنا، هل تعلمون أنّ الدّ ر<strong>في</strong>ل لا راءهة له وهو لا يرى؟ لكن<br />
<strong>في</strong> المقابل وهب الله الدّ ر<strong>في</strong>ل ّ حاسة سمع قويّة جدّ ا، إذ له القدرة
١٢٠<br />
على سماع الأصوات التى تبعد كيلومترات<br />
طويلة بكلّ سهولة، وإلى جانب ذلك يستطيع<br />
الدّر<strong>في</strong>ل مواصلة رحلته تحت الماء وتحديد مكان<br />
فريسته بكلّ سهولة وذلك بفضل نظام الإدراك عن بعد. ويتهقّ ق<br />
ذلك على هذا النهو: فالأصوات التى لا يستطيع الإنسان سماعها<br />
تنتشر مشل الأمواج البهريّة، وهذه الأمواج الصوتيّة عندما<br />
يعترضها حاجز تصطدم به وتعود فعندما تعود تصطدم الموجات<br />
الصوتيّة بالسمك أو الأحجار، وعندءذ يتمكّن الدّ ر<strong>في</strong>ل من تحديد<br />
المسافة التى تفصله عن مكان فريسته. وكما ذكرنا سابقاً فإنّ نظام<br />
الإدراك عن بعد عند الأسماك قلّد الإنسان خصاءصه وصنع<br />
أنظمة اتصالات مماثلة له.<br />
إنّ الدّ ر<strong>في</strong>ل الذي يشتمّ الرّ واءه ولا يرى وهبه الله قوّ ة سمع<br />
غير عادية ممّا يوفّر له سلاه دفاع يدافع به عن حياته حتّى لا يكون<br />
طعاما للأسماك الأخرى.
الهوت العظيم<br />
١٢١<br />
الهوت هو من أكبر الهيوانات البهريّة، ّ وخاصة الهوت<br />
الأزرق الذي يبلغ طوله ٣٠ مترا ووزنه يتجاوز ال١٥٠ ألف كغ.<br />
وهذا الهوت إذا أردتم تجسيد طوله فعليكم أن تتخيّلوا بناء بخمسة<br />
طوابق، كما أنّ وزن الهوت يعادل وزن ٢٥ أو ٣٠ <strong>في</strong>لاً.<br />
حسناً، كيف يخرج حيوان بهذا الهجم والوزن من عمق<br />
يتراوه ما بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ متر إلى سطه الماء؟<br />
تخيّل س<strong>في</strong>نة ضخمة تزن ١٥٠ طنا وطولها ٣٠ مترا، فإذا غرقت<br />
هذه الس<strong>في</strong>نة <strong>في</strong> عمق ١٠٠٠ متر سيتطلّب إخراجها إلى سطه الماء<br />
مرّ ة أخرى سنوات عديدة. لكنّ الهوت وهبه الله القوّ ة الكا<strong>في</strong>ة<br />
ليستطيع خلال ١٥ أو ٢٠ ثانية الخروج فوق سطه الماء لأنّ عظام<br />
الهوت تتركّ ب من موادّ إسفنجيّة وهذه العظام مملوءة بالش<br />
لذلك يخرج الهوت إلى سطه الماء بكلّ سهولة. كما أن الهوت<br />
خُ لق بشكل يستطيع مواجهة الضغط <strong>في</strong> البهر، فالهواء الذي يتنقل<br />
داخل بطنه وعضلاته إذا لم يمرّ داخل اجملاري الهواءيّة يختلط<br />
بالموادّ الكيمياءيّة التى يتغذّى منها الهوت، أمّا الجهاز الدوّ ري<br />
<strong>في</strong>مدّ الجسم بالدّم من الأعضاء إلى المخّ، وبذلك يصل<br />
الأكسيجين إلى أكثر الأعضاء حاجة إلى إليه ألا وهو المخّ.<br />
لقد حيّر هذا النظام العلماء، إنّها عظمة الله و قدرته، وبفضل<br />
ّ هم.
هذا التركيب العجيب يستطيع الهوت البقاء مدّة ٥ إلى ٢٠ دقيقة<br />
تحت الماء دون تنفّ س.<br />
إضافة إلى كلّ ذلك، فإنّ الهوت لا يخرج من الماء فجأة مشل<br />
الإنسان نتيجة ّ الضغط البهريّ ، بمعني أنّ الغوّ اص إذا ما دخل إلى<br />
مستوى معيّن داخل الأعماق فعليه التوقف إلى أن يتعوّ د جسمه<br />
على ذلك، ولذلك عليه الدّ خول رويداً رويداً إلى الأعماق. ولكن<br />
لا تنسوا إذا عاد الغوّ اص إلى الأعلى فعليه التوقف بعد مدّ ة معيّنة<br />
وإلاّ انفجرت عروق جسمه نتيجة ّ الضغط <strong>في</strong>موت <strong>في</strong> الهين.<br />
إنّ الهوت لا يعاني مشل هذه المشكله لأنّ الله خلقه ليعيش <strong>في</strong><br />
البهر مشلما خلق الإنسان ليعيش على اليابسة.<br />
هل رأيتم كيف خرج الماء من الشقب الموجود <strong>في</strong> رأس الهوت؟<br />
حسنا، هل تعلمون أنّ ذلك الشقب هو أنفه؟ فالهوت يستعمل أنفه<br />
فقط للتّنفّ س عكس ما يظنّه بعض النّاس. فالهوت يفرغ ما تجمّ ع من<br />
١٢٢
الهواء داخل رءتيه، وهذا الهواء يختلط ببخار الماء ولأنّ<br />
حرارته أعلى من حرارة الهواء الخارجيّ يتراءى لنا من<br />
بعيد كأنّه مجرى يخرج من أنف الهوت.<br />
لقد خلق الله الهوت بشكل يمكنه من السباحة،<br />
وتستعمل الأسماك عادة ذيلها للوقوف بشكل عمودي<br />
أمّا الهوت <strong>في</strong>ستعمل ذيله بشكل أفقيّ ويتقدّ م داخل<br />
الماء باستعمال ذيله.<br />
وتوجد <strong>في</strong> جسم الهوت طبقة من الشهم سمكها ٥٠<br />
سم وظيفتها الأساسيّة هي المحافظة على استقرار درجة<br />
حرارة جسم الهوت بين ٣٤ و٣٧ درجة. وهنا نذكّ ركم<br />
بنقطة مهمّ ة وهي أنّ الهوت وبقيّة الأسماك لا تشرب<br />
من ماء البهر لأنّ الماء الماله يضرّ بالكاءنات الهيّة لذلك<br />
تأخذ احتياجاتها من الماء من الغذاء الذي تأكله.<br />
وكلّ سنة يسبه الهوت الرّ مادي باتّجاه منطقة<br />
كاليفورنيا مروراً بالبهر المتجمّد الشمالي وجنوب<br />
السواحل الأمريكية. فهي <strong>في</strong> حاجة إلى الماء الدّ ا<strong>في</strong>ٔ<br />
للولادة. والطريف <strong>في</strong> هذه الرّحلة أنّ أنشى الهوت<br />
الهامل لا تأكل شيئا طوال الرّ حلة لأنّها لا تحتاج أصلا<br />
إلى طعام. فهي تتغذّى طوال أيّام الصيف بالأغذية<br />
الغنيّة التى تأكلها <strong>في</strong> المياه الشماليّة. وبذلك تكبر الطبقة<br />
الشهميّة التى تمدّها بالطاقة الكا<strong>في</strong>ة لمواجهة هذه الرّ حلة.<br />
وتلد أنشى الهوت حال وصولها إلى غرب المكسيك<br />
ويتغذّ ى صغارها بهليبها حتّى تقوى طبقة الشهم<br />
عندهم فتتهيّأ لرحلة الشمال التى تبدأ <strong>في</strong> شهر مارس.<br />
١٢٣
وأنشى الهوت تسقى صغارها الهليب مشل بقية الشّديّات لكنّها لا<br />
ترضعها لأنّها إذا أرضعتها داخل الماء يدخل الماء لا محالة إلى أفواه<br />
صغارها، وكنّا شرحنا سابقاً أنّ الماء الماله يضرّ بالكاءنات الهيّة.<br />
تلفّ حلقة من العضام رأس ثدي أنشى الهوت فتضغط الأمّ على<br />
تلك الهلقة <strong>في</strong>خرج الهليب مباشرة باتجاه أفواه صغارها كما هو<br />
ّ الشأن عند الدّر<strong>في</strong>ل. وطبعا، فهليب أنشى الهوت ليس مشل الهليب<br />
الذي نعرفه، بل هو مادّ ة شهميّة شبه جامدة، ولذلك لا يختلط<br />
الهليب بالماء. وعندما يشربه -أو بالأحرى يأكله الص<br />
يتهوّ ل إلى ساءل داخل بطونهم، كما أنّ لهذا الهليب قيمة غذاءيّة<br />
عالية.<br />
وكما لاحظتم فإنّ الله وهب صغار الهوت نظاماً متكاملاً حتّى<br />
ّ غار -<br />
١٢٢
١٢٣<br />
يتمكّنوا من النّموّ . فالطّ بقة الزيتيّة التى توجد على أعين الهوت<br />
تحميه من التّاثيرات ّ السلبيّة للبهر. كما أنّ ّ حاسة اللّمس والس<br />
لدى الهيتان حادّ ة جدّا، فهي تصدر من الأعماق أصواتاً مختلفة ثمّ<br />
تتعقّ ب صداها، وبذلك تهتدي إلى الاتّجاه الصهيه. وهذا العمل<br />
كأنّه عمل الرّ ادار تماما. فالرّ ادار <strong>في</strong> حدّ ذاته صنع تقليدا لرادار<br />
الهوت. ويعتقد العلماء أنّ الأصوات التى يُصدرها الهوت هي لغة<br />
مختلفة، وهذه اللّغة لها دور كبير <strong>في</strong> التواصل <strong>في</strong>ما بين أفراده.<br />
ّ مع
الخاتمة<br />
والآن تأملوا <strong>في</strong> ما تعلّمتموه من معلومات حول الهيوانات التي<br />
ذكرناها. لقد أصبهتم الآن تعرفون الكشير من المعلومات عن<br />
الهيوانات مشل الشاة التي تعتمد على ّ حاسة ّ الشمّ للتّعرّ ف على<br />
صغارها، وكلّ حيوان له خصاءصه وشكله المميّز.<br />
رأيتم من خلال الأمشلة الواردة <strong>في</strong> هذا الكتاب كيف خلق الله<br />
الكاءنات ووهبها الخصاءص الضرورية لتهافظ على حياتها،<br />
وبعض هذه الخصاءص تولد معها.<br />
فالآن مشلاً ، وأنتم تقروءون هذه الأسطر تعلمون جيّدا أنّ<br />
عيونكم يجب أن تكون مفتوحة، لكن معرفة ذلك غير كاف بل<br />
عيونكم تقطع عدّ ة مراحل حتّى تتمكّنوا من روءية هذه الأسطر.<br />
وهذا الأمر يشبه لعبة الهاسوب، إذ لا يك<strong>في</strong> الضغط على زرّ<br />
البداية حتّى تبدوءوا اللّعب، بل تتزامن مع هذه الهركة حركات<br />
أخرى معقّدة داخل الهاسوب، وهكذا تستطيعون التّمتّع باللّعب.<br />
هكذا خلق الله جميع الأعضاء التي تساعد العين على المشاهدة<br />
مشلما خلق جميع أعضاء أجسامنا غاية <strong>في</strong> الكمال والعظمة.<br />
اللّه العليم القدير أهدانا خصاءص<br />
هامّة تقوم بوظاءفها على أكمل وجه<br />
١٢٦
١٢٧<br />
﴿<br />
منذ الولادة، لذلك فعلينا أن نشكره تعالى<br />
الشكر الأوفى ونهمده حمدا كشيرا.<br />
فالإنسان العاقل يزداد إيماناً بعد معرفته<br />
لهذه الخصاءص، ّ وخاصية واحدة تك<strong>في</strong><br />
لتذكّرنا بعظمة الله تعالى. وليست<br />
الكاءنات الهيّة فقط، بل كلّ اخمللوقات<br />
الموجودة <strong>في</strong> بيئتنا دليل على وجود<br />
الله. وقد عبّرت آيات القرآن الكريم عن<br />
هذه الهقيقة فقال تعالى:<br />
ِإن َّ فِي خَ لْق ِ َّ الس مَ اوَ اتِ وَ الأَرْ ض ِ وَ اخْتِلآفِ اللّيْل ِ وَ النّهَ ارِ<br />
وَ الفُ لْكِ الّتِي تَجْرِ ي فِي البَهْرِ بِمَ ا يَنْفَ عُ الن َّاسَ وَ مَا أَنْزَ لَ الله مِنَ<br />
َّ الس مَ اءِ مِنْ مَاءٍ فَ أَحْيَا بِهِ الأَرْ ضَ بَعْ دَ مَوْ تِهَ ا وَ بش َّ فِيهَ ا مِنْ كل ِّ<br />
دَ اب َّةٍ وَ ْ تَص رِ يفِ الر ِّ يَاه ِ وَ َّ السهَابِ َ المًس خ َّ رِ بَيْنَ َّ الس مَ اءِ وَ الأَرْ ض ِ<br />
لآيَاتٍ لِقَ وْ م ٍ يَعْ قِ َ لًون ﴾ سورة البقرة، الآيه . ١٦٤
﴿... ُ سبْهَانَكَ لاّ عِ لْمَ لًنَا ِ إلا َّ مَا<br />
عَ ل َّمْ تَنَا ِ إن َّكَ أَنْتَ العَ لِ يمُ الهَكِ يمُ ﴾<br />
) البقرة، ( ٣٢<br />
١٢٨
أحبّاءي الأطفال، ستتعرّ فون <strong>في</strong> هذا الكتاب على حياة الهيوانات<br />
الطريفة، فمنها ما يعيش معكم ومنها ما لم تروه أو حتّى لم تسمعوا عنه من قبل.<br />
ستندهشون عندما تعرفون الطرق الغريبة التي تتبعها الهيوانات للمهافظة على حياتها.<br />
والله تعالى يريد منّا التأمل <strong>في</strong> خصاءص هذه الهيوانات الطريفة حتّى نتذكّ ر داءماً أنّ<br />
الله خالق كلّ شيء، وهو القدير العليم، خلق هذا الجمال اللاّمحدود من أجلنا<br />
نهن، فعلينا أن نهمده سبهانه حمداً كشيراً ، وعليكم -بعد قراءة هذا الكتاب<br />
-أن تنظروا إلى الكاءنات من حولكم هذه النظرة ّ المتبصرة.<br />
عن الموءلف<br />
ولد الموءلف الذي يكتب تحت اسم مستعار هو هارون يهيى <strong>في</strong><br />
انقرة عام ١٩٥٦، درس الفنون <strong>في</strong> جامعة معمار سنان <strong>في</strong><br />
اسطنبول والفلسفة <strong>في</strong> جامعة اسطانبول، ومنذ عام ١٩٨٠ نشر<br />
الموءلف الكشير من الكتب <strong>في</strong> موضوعات السياسة والعلم والايمان.<br />
وهارون يهيى معروف كموءلف له كشير من الاعمال التي تكشف<br />
زيف نظرية التطور، وبطلان مزاعمها وتكشف عن الارتباط الوثيق<br />
بين الداروينية والفلسفات الدموية. وقد ترجمت بعض كتبه الى الانكليزية والالمانية والفرنسية<br />
والايطالية والاسبانية والبرتغالية والالبانية والعربية والبولندية والروسية والاندونيسية<br />
والتركمانية والبوسنية والتترية والاوردية والمالوية وطبعت <strong>في</strong> تلك البلدان. وكتب<br />
هارون يهيى تخاطب الجميع وتناسب كل الناس المسلمين منهم وغير المسلمين، بغض<br />
النظر عن اعمارهم واعراقهم وجنسياتهم، لانها كتب تتمهور حول هدف واحد هو فته مدارك الناس<br />
من خلال تقديم ايات وجود الله (الأزلي والأبدي والقادر على كل شيء) <strong>في</strong> الافاق من حولهم.