You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
المدير العام - د. هويدا سليمان الحاج<br />
رئيس التحرير<br />
الشيخ موسى الناير<br />
مدير التحرير<br />
عماد الماحي<br />
سكرتير التحرير<br />
أحمد مخاوي<br />
صورة الغالف<br />
info@kelima.net<br />
المدير الفني<br />
عماد صديق محمد<br />
web site Manager<br />
ترسل املشاركات باسم رئيس التحرير - عرب الربيد اإلكرتوين<br />
أو للمجلة مبارشة يف حدود 1000-700 كلمة .. ال تلتزم املجلة برد األصول التي مل تنرش.<br />
للمجلة الحق يف نرش املادة يف أكرت من موقع تراه مناسباً ، ما مل يطلب صاحب الحق مالحظة<br />
برفضه ذلك مع املادة املرشحة للنرش.وللمجلة الحق يف إعادة تحرير أو صياغة املادة للنرش.<br />
بدر الدين حسن<br />
2
كلمة العدد<br />
املعرفة اإلنسانية ومصادرها املتنوعة ، عامل جميل ..<br />
وغريب يف الوقت نفسه..<br />
فهل سألت نفسك يوماً ( ملاذا نقرأ الروايات( .. يف<br />
استطالع شيق نطوف بك ملعرفة إجابة السؤال ..<br />
وقليل من الثقافة السودانية وملحبي التوثيق نقرأ<br />
( الطوايب .. عبقرية الحضارة السودانية(<br />
كام نقف عند الشائعات يف املجتمع عرب )الشائعات<br />
.. مزحة اجتامعية أم سالح سيايس؟ ..و نعرف القليل<br />
عن )لغزو الثقايف الفكري وتأثريه عىل األرسة( ،<br />
بجانب مقال عن )وحش بلوسفر يف مجلس العموم<br />
الربيطاين(..<br />
و مجلة كلمة كانت حضوراً فيندوة علمية متمثلة<br />
يف - دار املستقبل للنرش اإللكرتوين - تتحدث عن<br />
)االنفتاح اإللكرتوين وأثره عىل سلوك الشباب ..<br />
كل ذلك وغريه بني أيديكم يف هذا العدد .<br />
أرسة التحرير<br />
3
ما نسعى إليه من خالل قراءة الروايات<br />
،هل نبحث فيها عن الرتفيه أم البعد املعريف<br />
أم الشغف الخفي بالشخصيات؟ملاذا نقرأ<br />
الروايات؟هي جملة من األسئلة تتقافز إىل<br />
الذهن ، ما سبب اإلقبال الكبري والشغف<br />
بقراءة الروايات واملؤلفات بإختالف أشكالها<br />
وأنواعها، تاريخية كانت أم رومانسية أم<br />
بوليسية، وهل مثة أسباب خاصة لقراءتها<br />
واإلقبال عليها بكل هذا النهم؟ هل تعزز<br />
فهمنا للواقع وتتيح لنا معرفة أكرب لإلنسان<br />
والحياة والعامل؟ ما أهمية قراءة الروايات<br />
إذنْ .. هل ملزاجية القاريء كام يرى البعض<br />
أم ألنَّ الرواية تقدم حيوات باإلنابة كام يرى<br />
آخرون، أم أنَّ هنالك من يقرأها للهروب من<br />
الواقع؟ كل هذه األسئلة وغريها حول جدوى<br />
قراءة الرواية أثرناها عرب هذا االستطالع الذي<br />
شارك فيه عدد من الكتاب والنقاد.<br />
ما نسعى<br />
إليه من خالل<br />
قراءة الروايات ،هل<br />
نبحث فيها عن الرتفيه<br />
أم البعد املعريف<br />
أم الشغف الخفي<br />
با لشخصيا ت ؟ ملا ذ ا<br />
نقرأ الروايات؟هي<br />
جملة من األسئلة<br />
تتقافز إليخية كانت أم<br />
رومانسية أم بوليسية،<br />
وهل مثة أسباب خاصة<br />
لقراءتها واإلقبال عليها<br />
بكل هذا النهم؟ هأهمية<br />
قراءة الروايا أثرناها عرب<br />
هذا التحقيق الذي شارك<br />
فيه عدد من الكتاب<br />
والنقاد.<br />
استطالع : محمد سامل<br />
تحقيق : محمد سامل مهدي<br />
؟<br />
4
بني الكاتب والقاريء اتفاق رسي :<br />
عيىس الحلو : يُسمى عرصنا هذا بعرص الرواية، وذلك عندما<br />
أصبحت الرواية األدبية ال تكتب حرصاً بأقالم الكتاب املحرتفني<br />
الذين يحاولون أنْ يبلوروا خربتهم الشخصية يف الحياة، ويجعلوها<br />
خربة عامة، وذلك كجزء من رسالتهم الثقافية باتجاه الجمهور،<br />
ولكن التغيري األسايس الذي حدث هنا، هو أنه يف منتصف هذا<br />
العصف تحول القراء إىل كتاب رواية، فإنْ كانوا غري محرتفني منطلقني<br />
من منطلق الهواية، فقد أصبحوا يزودون أنفسهم باملعلومات الرضورية<br />
التي تنفع يف كتابة الرواية، و اآلن هناك يف أوروبا مدارس خاصة تعلم القراء<br />
كتابة الرواية، ولهذا ميكن أنْ نقول إنَّ اإلنسان عامة كاتباً أو قارئاً، )ماذا يكتب الرواية أو ملاذا يقرأ الرواية؟( يبدو<br />
أنَّ اإلنسان يف هذا العرص كاتباً أو قارئاً، يجد أنه يعيش لحظة عرصية شديدة التعقيد، وهو ال يستطيع أن يعي<br />
بشكل عميق ما يدور حوله من مشكالت وقضايا، ولهذا اتجه إىل الرواية ليستطيع أن ييضء هذا الغموض الذي<br />
يكتنف حياته، فيجد إجابات لألسئلة األساسية التي ال يعرف لها حلوالً، ولهذا أصبح هذا هو عرص الرواية كتابة<br />
أو قراءة. ويحرضين هنا مثال هو ما كان الطيب صالح دامئاً يردده عندما يُسأل عن الكتابة والقراءة، إذ يقول<br />
إنَّه يحب القراءة وال يحب الكتابة، ويبدو يل إنَّ كاتبنا الكبري كان يبحث عرب القراءة يف النصوص عن الحيل التي<br />
يتخذها كتاب الرواية لبناء هذه العوامل، يف ذلك كان يجد إضاءآت ملا يغمض عليه ويصعب تفسريه يف حياته<br />
الخاصة. ومن هنا ميكن أنْ نقول إنَّ الكتابة والقراءة هام وجهان لعملة واحدة، يك نعرف أرسار هذه الحياة.هنالك<br />
رس يف الرواية عظيم اكتشفه الناقد الرويس املعارص ميخائيل بختني يف نظريته )التشظي صوت املؤلف(، وذلك عرب<br />
دراسته لديستوفسيك، إذ وجدَ إنَّ كل شخصيات دستوفسيك هي أوجه متعددة لوجه دستوفسيك املؤلف، ولعله<br />
لهذا أجاب كل من نجيب محفوظ والطيب صالح بأنْ قال نجيب إنه ليس )كامل عبد الجواد(، وقال الطيب صالح<br />
إنه ليس )مصطفى سعيد(، عندما قال النقاد إنَّ نجيب هو كامل وإنَّ الطيب هو مصطفى سعيد، وقد أكد نجيب<br />
محفوظ هذا بقوله )أنا كل شخصيايت(، أيْ أنَّ حقائق نجيب محفوظ الذاتية تتجىل عرب شخصياته املتعددة، فكل<br />
كاتب رواية قد يظهر كله عرب شخصياته أو تظهر منه بعض صفاته الشخصية يف بعض شخصيات الرواية، فالكاتب<br />
الروايئ يلعب لعبة مزدوجة، ولكنه يخىش عواقب هذا االنكشاف، ولهذا نجد أنَّ النص الروايئ هو عبارة عن كتابة<br />
ثم محو هذه الكتابة، وتأكيد ونفي، ولكننا إذا وقفنا عند مسألة القراءة أي تعامل القاريء مع النص، فهو يبحث<br />
عن الشخصيات التي تشبهه يف تركيبه الداخيل أو يف مسريته الحياتية الوجودية اليومية أو العكس، فهو قد يختار<br />
شبيهه أو نقيضه عىل أساس أنَّ هذا االختيار يصنع مرايا يك يرى فيها القاريء نفسه، وهناك قول شائع يف هذه<br />
املسألة إنَّ ما بني الكاتب الروايئ والقاريء اتفاق رسي، وأنْ يُقدِّ م الكاتب للقاريء أحداث ووقائع خطرية تسبب<br />
األذى الجسيم ملن يقرأ، وذلك )يف الخيال وليس يف الواقع(، وأنَّ القاريء ميارس هذه املغامرات كام لو وقعتْ<br />
بالفعل، دون أنْ يحصل له رضر يف مقابل أنْ يصدِّ ق القاريء كل أالعيب الكاتب وحيله يف هذا الصدد، وهذا<br />
ما قاله أرسطو يف كتابه )الشعر(. إنَّ القاريء عندما يقرأ رواية أو قصيدة فهو )يتطهر( من متاعبه الذاتية، إذاً<br />
فالقاريء عندما يقرأ رواية فهو يتوازن داخلياً ويستطيع منْ ثَمَّ أنْ يواصل الحياة دون أنْ تتفكك قواه الداخلية.<br />
وقد يتأثر القاريء بسطوة شخصية روائية سلباً أو إيجاباً.<br />
5
الكشف واملغامرة :<br />
و يقول الكاتب الروايئ عبد الغني كرم الله : إنَّ اإلحساس باألمن<br />
فيك أو بالحميمية يقودك للقراءة، حيث تجد يف شخوص الرواية<br />
حميمية وبساطة وعمقاً أكرب، فال خوف عىل رسيرتهم، فهم رغم<br />
أنهم )وهم( ولكنهم أكرث تعبرياً منا عن جوهرهم، فنحن سجناء<br />
العرف والتقاليد وهي تجعلنا ال نبوح مبا ميور فينا، فشخصية<br />
مثل )مريسو( أو )سانياغو( يف )الغريب(، و)العجوز والبحر(<br />
يشعالن فينا حميمية القراءة للروايات التي تثق فيك وتنصبك كبطل<br />
وأخ، كذات فتبوح لك، فالقراءة ليست هواية بل حياة وفكر ومغامرة<br />
ومصارحة وغضب ، ومتثل عيشاً حقيقياً يف الخيال واالنفعال به ومعه.كام<br />
نعيش أحالم النوم واليقظة، ونتفاعل معها، ويضيف بأنَّ رواية مثل )موسم الهجرة للشامل( كانت عبارة عن قرين<br />
استشعار لالسترشاق واالستغراب أكرث من مؤلفات إدوارد سعيد، وكذلك )كوخ العم توم(، التي أشعلت العاطفة<br />
ضد الظلم الذي يقع عىل الزنوج، وساهمت يف قيام الحرب األهلية للتحرير، كام ذكر الرئيس األمرييك إبراهام،<br />
وكذلك رواية جينواتيش حررت نيلسون مانديال من سجنه، وحلقت به يف عوامل نيجرييا وهو ال يزال يف السجن.<br />
ويزيد قائالً أنَّه يختار الروايات أو بتصفحه للكتاب أو عرب اختيار من يثق يف تذوقهم وال تشده الروايات األكرث<br />
مبيعاً أبداً .<br />
6<br />
متعة التشخيص والقراءة :<br />
ومن جهة أخرى يقول الروايئ حامد بدوي - الفائز بجائزة الطيب<br />
صالح يف إحدى الدورات - : إنَّ هدف قاريء الرواية هو املتعة،<br />
حيث أنَّه يقرأ الرواية ليستمتع، وكل أنواع الرواية بكافة مظاهرها<br />
تُقرأ للمتعة، ولكل نوع طريقته الخاصة يف إمتاع القاريء والرواية<br />
التي ال متُ تع ال استطيع االستمرار يف قراءتها. ويضيف )إذا كان<br />
الدافع للقراءة هو االستمتاع، فإن الروايات من النوع الواحد تختلف<br />
فيام بينها باختالف درجة إمتاعها وقوة بناء الشخصية التي هي من أهم<br />
عنارص اإلمتاع يف الرواية، والتي تكسبها درجة أعىل كعمل إبداعي(. فاألعامل<br />
اإلبداعية هدايا تتيح لنا إدراكاً أعمق لذواتنا، والرواية تقايضنا واقعنا اليومي املعاش بواقع فنتازي، يقبل املبالغة<br />
وتضخيم بعض الجوانب عىل حساب األخرى. وذلك وفقاً للرسالة التي يريد الكاتب بثها من خالل رواياته،<br />
فهذه الرسالة هي )الكود( الذي تخفيه براعة الكاتب ليصري اكتشافه متعة مضافة، وهذا عنرص يجعل الرواية<br />
أكرث انتشاراً ومبيعاً أو قد يكون الكود ظاهراً لدرجة الفجاجة، وهنا توصف الرواية بأنَّها تقريرية.الرواية كجنس<br />
إبداعي هي حوار واسع ومعمق مع الذات، وتضع القاريء يف مواجهة ذاته، يدرك ذاته من خاللها كآخر، ويف<br />
الحوار مع ذاته يختفي املؤلف متاماً .
فهم أفضل للعامل :<br />
ويقول الناقد والروايئ عامد البليك : إنَّ عمر الرواية ال<br />
يتعدى )500( عام، فهي ليست كاألجناس اإلبداعية<br />
األخرى يف الذاكرة البرشية، لكنها جنني خربات الرسد<br />
التي وُلدت مع اإلنسان رغم ذلك أصبحتْ ذات مكانة<br />
مرموقة يف التجربة اإلنسانية، ألنها ببساطة تلخص<br />
التجربة البرشية وتحاول أنْ تطوَّر الواقع عرب إنتاج<br />
الواقع البديل الذي قد يصبح العيش فيه ممكناً، طاملا تعرث<br />
يف العامل )الرباين(.ونقرأ الرواية بكافة أنواعها وفق متخيلنا<br />
وتجربتنا، حيث أنَّ أدب الخيال العلمي يشبع مساحة ذهنية<br />
معينة تختلف عن تلك املتوفرة يف الروايات السياسية، مثالً، ولكن تظل الرواية ذات الطابع<br />
اإلنساين هي األرفع يف املقروئية واإلقبال، باعتبارها مرتبطة املشاعر واألحاسيس ورصاعات<br />
الناس. وتتحكم مزاجية القاريء يف تحديد نوعية الروايات التي يقرأها ألنَّ – القاريء – يقع<br />
أسري سلطة معقدة من الشبكات غري املرئية من السياقات االجتامعية والثقافية والجدليات<br />
التي تجره، ألنْ يقرأ رواية معينة أو يرفضها، بالتايل فإنَّ الرواية األكرث مبيعاً ال تعرب إال عن<br />
مضمون هذه الشبكات، وليس حقائق الرقي الضمني أو عمق العمل يف حد ذاته.ويضيف<br />
قائالً، إنَّ الروايات تساعدنا لفهم أفضل للعامل ولكنها ليست بدالً عنه، فنحن مطالبون بالخوض<br />
يف تحديات الحياة والفنون كعهدها تساعدنا عىل توسيع الرؤية والوعي.واملوضوع الذي<br />
يجعل الرواية أكرث مقروئية ال يتعلق بشخوصها، واملكان التي تدور فيه وال الحكاية، بل مبجمل<br />
تكوين أو تشكيل البناء الروايئ الذي ال ميكن تفكيكه بطريقة واحدة من قاريء آلخر، ويخضع<br />
لتجربته وتاريخه املعريف وذاكرته يف الحياة.<br />
ويختم إفادته بأنْ يف الروايات يكون هنالك حوار خفي بني الكاتب يف الواقع وعامله املتخيل<br />
والقراء، وهذا اليشء كلام كان مليئاً بالفراغات التي تثري األسئلة يكون االقرتاب من روايات<br />
تعيش طويالً يف املسار البرشي التاريخي.<br />
عماد البليك : اإنَّ الروايات تساعدنا لفهم<br />
اأفضل للعامل ولكنها ليست بدالً عنه.<br />
7
ثقافة سودانية<br />
السودان من الدول العربية التي تتسم ثقافتها بالطابع اإلسالمي، وله العديد من الثقافات التي تحد جميع جهاته<br />
ومنها األمثال السودانية .. نقتطف منها :<br />
1/املاشاف البحر بتخلعو الرتعة .<br />
2/القرد يف عني أمو غزال .<br />
3/الجاتك يف مالك سامحتك .<br />
5/الباب البجيب الريح، سدو<br />
واسرتيح .<br />
6/صاحب بالني كضَّ اب .<br />
7/املا بتلحقو .. جدعو .<br />
8/إنْ ماعرست خطيبتك .. يبقي<br />
العيب يف نسيبتك .<br />
9/املا دارك .. ما المك .<br />
10/أرعى يب قيدك .<br />
12/أخوك لوبقى عسل ماتلحسو<br />
كلو .<br />
13/القرش األبيض لليوم األسود .<br />
14/التسوي بإيدك يغلب أجاويدك<br />
15/القارصو الدبيب يخاف من جر<br />
الحبل .<br />
16/الحسنة يف امللعون زي الرشا يف<br />
القندول .<br />
17/الجمرة بتحرق الواطيها .<br />
18/الخيل تجقلب والشكر يل حامَّ د<br />
.<br />
19/البكرهك يف الضلمة بحدر ليك.<br />
20/العود لومافيهو شق مابقول<br />
طق.<br />
الزينة فيصل عيل<br />
8
الحنقوق: مكنسة مصنعة من السعف .<br />
الناف: عود يوضع يف رقاب البقر لربط<br />
املحراث .<br />
العتود: صغري املاعز الذكر.<br />
املكرار: وهو الذي ال يوجد إال حيث<br />
توجد الخامرة وسمي بذلك ألن املرأة<br />
تستخدمه يف كر املريق أي تحريكه داخل<br />
الخامرة وعادة ما تتم هذه العملية ليالً<br />
وللمكرار صوت جميل يف سكون الليل .<br />
املرق والوسادة: وهام خشبتي الطول<br />
والعرض يف العنقريب عىل التوايل.<br />
الشملة : قطعة من الصوف لها استعاملني<br />
الشيوخ كانوا يضعوها بدل الشال لصالة<br />
الصبح أيام الربد و هي ضخمة تغطي<br />
الجسم كله و االستعامل الثاين تتلفح به<br />
النساء يف طقوسهن الجاملية الخاصة .<br />
التربوقة : قطعة دائرية مصنوعة من<br />
سعف النخل تستخدم سجادة للصالة .<br />
بيت تاكيب: سجادة مستطيلة للصالة<br />
مصنوعة من جريد النخل .<br />
النطع: قطعة دائرية مصنوعة من<br />
السعف مثل التربوقة لكن به فتحة<br />
دائرية يف املنتصف تستخدم لطقوس<br />
النساء التجميلية الخاصة .<br />
العنقريب : )رسير( من 8 قطع خشبية<br />
عادة يتم نسج خيوط مصنوعة من<br />
الجريد. وهو من املوروثات السودانية<br />
و تتم فيه طقوس الجرتق وطقوس<br />
األعراس كبداية حياتك الزوجية و تحمل<br />
فيه الجنائز إىل املدافن.<br />
التُكُل: هو مطبخ صغري وفيه فتحات<br />
صغرية تسمي طاقات )برتقيق القاف( و<br />
هي جمع طاقة .<br />
املحراكة: عبارة عن حجر كبري<br />
مائل يستخدموها لطحن الذرة .<br />
الربمة )الخامرة(: و هي وعاء من<br />
فخار تجمع فيه الذرة املطحونة<br />
و يضاف إليها ماء و قليل من<br />
ملح وترتك للتخمري ومنعا إىل<br />
عملية العواسة .<br />
العواسة: عملية تحويل سائل<br />
العجني إىل كرسة بوضعه عىل<br />
الصاج الساخن .<br />
الصاج : قطعة حديد مسطحة<br />
مربعة توضع عىل الحجارة و<br />
يشعل الحطب تحتها حتى<br />
تسخِّن و تصبح جاهزة .<br />
القرقريبة: قطعة من السعف<br />
)جريد النخل( الجاف تستخدم<br />
لتوزيع العجني يف الصاج.<br />
الدوراية : إناء فخار يستخدم<br />
للطبخ يوضع عيل اللدايات.<br />
اللدايات : عبارة عن ثالثة<br />
أو أربعة حجارة تحمل اإلناء<br />
الفخاري لوضعه عىل النار .<br />
املشلعيب : شبكة حبل مربوطة<br />
حيث يحافظ عىل وعاء األكل<br />
و يعلق بسقف التكل)املطبخ(<br />
ليكون بارد ويحافظ عىل األكل .<br />
الطبق : عبارة عن قطعة دائرية<br />
مصنوعة من السعف تُوضع فيه<br />
الكرسة والخرضوات وتُغطى به<br />
صينية األكل ليحافظ عىل حرارته<br />
و يبعد الذباب .<br />
النملية: دوالب العرض للعدة<br />
واملقتنيات القيمة مثل أوعية الجرتق،<br />
اآلن استبدلت العدة بالشهادات<br />
وامليداليات و الكؤوس والصور.<br />
السحارة : هي دوالب من الحديد<br />
يستخدم لحفظ املمتلكات القيمة.<br />
النشافه: توضع فيها األواين بعد الغسيل<br />
لتجف .<br />
الدارة: وهي الساحة مكان اللعب .<br />
لفروة : مصالية مصنوعة من جلد الغنم .<br />
القربة: إناء لحفظ املاء مصنوع من جلد<br />
الغنم يربد ويحفظ .<br />
الضقل : عبارة عن قطعة جزع الشجرة<br />
امليت عديم الفائدة.<br />
9
أعرف بلدك<br />
خاص مجلة كلمة<br />
الطوابي<br />
عبقرية<br />
احلضارة<br />
السودانية<br />
10<br />
يف أواخر القرن التاسع عرش ، إبان الثورة املهدية يف السودان، اتخذ جيش املهدي استحكامات<br />
وحصون بناها جنوده من الطني والقش ليتقوا بها نريان االحتالل األجنبي ، ومن مفارقات<br />
الزمان أنَّ تلك البنايات والحصون ال تزال موجودة شامخة محافظة عىل تراث السودان<br />
كواحدة من املعامل التي متيز بها السودان وباتت قبلة للسياح يف السودان، إذ ال يغادر سائح<br />
السودان إال وزار الطابية واملعامل الحضارية التي خلفتها األجيال التي مضت، بالقرب من التقاء<br />
النيلني األزرق واألبيض - هناك بأم درمان - وبالقرب من مبنى تلفزيون السودان العمالق.
وبحسبِ التأريخ والبحوثِ التي أُجريتْ يف هذا املنحى فإنَّ نشأة<br />
الطوايب كانت يف أم درمان عام 1896م، وصنعت من الطوب<br />
والطني والحجارة يف شكل خندق وساتر فوق سطح األرض بفتحات<br />
صغرية تبعد كل فتحة عن األخرى بنحو مرت ونصف املرت تقريباً،<br />
وتُعرف باسم )املزاقل (. ما مييز الطوايب املواقع التي أُنشئتْ<br />
فيها حيث تقع يف والية الخرطوم عىل طول الضفة الغربية لكل<br />
من نهر النيل والنيل األبيض قبالة مدينة الخرطوم وغرب مدينة<br />
الخرطوم بحري، وتعترب طابية أم درمان هي األشهر وتقع عىل<br />
بعد نحو خمسامئة مرت من شاطئ النيل. ومتاثل الطابية حدوة<br />
الحصان بيدين ممتدتني كجناحني طول الواحد منهام نحو 15 مرتاً<br />
بعرض مرتين وارتفاع مرتين ونصف املرت، ويحتوي كل جناح أو<br />
طرف عىل فتحة تُسمى )املزقال( متتد عربها ماسورة مدفع، تتبعها<br />
مزاقل أخرى بالعدد ذاته من املدافع. وحملت الطوايب أسامء<br />
عدة منها طابية بيت األمانة، طابية السجن، طابية بوابة عبد<br />
القيوم، طابية الباب الكبري، طابية املقرن، طابية تويت الشاملية،<br />
طابية احلفري التي<br />
اأعاقتْ حترك اجليش<br />
االإجنليزي بقيادة قائده<br />
العسكري كتشرن باشا<br />
،،،<br />
،،،<br />
وطابية تويت الجنوبية. وبحسب بحوث فإنَّ الطوايب بُنيت<br />
بالقرب من النيل وهي كثرية يف عهد املهدية مثل طابية<br />
للدفاع عن أم درمان التي تعترب عاصمة الدولة املهدية<br />
حينها، وطابية الحفري التي أعاقتْ تحرك الجيش اإلنجليزي<br />
بقيادة قائده العسكري كتشرن باشا الذي مل يتمكن من<br />
عبورها إال بعد مساعدة مدفعية أسطول النهر الربيطاين<br />
يف عام 1896م. واستخدمت طابية أم درمان املبنية عىل<br />
هيئة مرتفعة عن األرض أثناء حصار املدينة، وذلك بهدف<br />
إغراق سفن القوات الغازية األجنبية. وأُنشئت العديد من<br />
الطوايب يف أم درمان وكذلك يف الخرطوم والخرطوم بحري<br />
لتصبح أكرث من 17 طابية مبحاذاة النيل من جهة الغرب.<br />
حينام اشتدَّ الضغط عىل املدينة حينها.<br />
ويحيك أحد العارفني واملقربني من آل املهدي أن الطابية<br />
بشكلها الحايل متُ ثِّل ملجأ ومنارة لكل من أراد أنْ يشتم<br />
11
عبق التأريخ ،موضحاً أنَّ أحد أجداده<br />
ساهم يف بناء تلك الطابية ومات شهيداً.<br />
ويقول العم صابر )إنَّ اإلمام املهدي<br />
كان يتمتَّع بذهنية حربية قلام توجد يف<br />
زماننا هذا رغم شح األدوات املساندة يف<br />
الحروب وقتذاك ،إذ أنه كان يستخدم<br />
املواد البسيطة يف مواجهة العدو ولكنه<br />
يسخرها جيداً وهو رس االنتصارات،<br />
ويضيف أنَّ أحد انجازاته تلك الطابية التي<br />
تجلس شامخة عىل بعد 500 مرت من النيل<br />
،مبيناً أنَّ أعظم )البنايني (، يف هذا الزمان<br />
لن يستطيعوا أن يصنعوا مثل هذه الصنع<br />
البديع ،الفتاً إىل أنَّ رجال املهدي كانوا<br />
ميتازون باإلخالص والوفاء وهذا ما ظهر يف<br />
فن بناء الطوايب وبوابة عبد القيوم،مشيداً<br />
باهتامم الجهات املسئولة بصيانة تلك<br />
الرتاثيات وحفظها من صوارف الزمان<br />
وفعل املناخ ، وطالب صابر برضورة أنْ<br />
تجد الطوايب حظها من بني معامل العامل<br />
وأن تؤسس مراكز تراثية خارج السودان<br />
لتعريف العامل بتلك املعامل .<br />
ويقول باحثون )إنَّ الطوايب مثَّلت أهم<br />
األدوار يف العمليات العسكرية واملواجهات<br />
املسلحة بني القوات الوطنية ممثلة يف جيش<br />
املهدية والقوات األجنبية التي حاولت<br />
استعامر السودان. كام أنها أصبحت يف<br />
ذلك الوقت ركيزة الدفاع املهمة واألوىل،<br />
حيث شكلت املالذ اآلمن لجنود املهدية يف<br />
عملية مراقبة حركة العدو والتعامل معه<br />
من وراء الطابية مثل ما حدث يف عدة<br />
معارك بينها معركة تحرير األبيض عام<br />
1882 األوىل وحصار وتحرير الخرطوم يوم<br />
26 يناير 1885. ويرجع باحثون سودانيون<br />
االهتامم بالطوايب والحصون للفرتة األخرية<br />
من عمر الدولة املهدية لكون العدو كان<br />
يسري عرب الرب والبحر، فكان ال بد من وجود<br />
طوايب عىل شواطئ النيل لدحره. وكانت<br />
الطوايب ونقاط املراقبة واملراصد محل<br />
اهتامم خليفة املهدي عبد الله التعاييش،<br />
فكانت هناك تقارير ترفع إليه عن الطوايب<br />
واحتياجاتها.<br />
طوايب أخريات ..<br />
أما بناء الطوايب يف مضيق شالل السبلوقة،<br />
شاميل السودان، فقد تم بعد ازدياد أهمية<br />
تشييدها يف عهد الخليفة عبد لله، خليفة<br />
اإلمام املهدي ، إذ أنه ونسبة لقرار مجلس<br />
الشورى وبناء عىل اقرتاح تقدم به األمريان<br />
إبراهيم الخليل وعثامن دقنة، وهام من<br />
أبرز قادة الثورة املهدية، صدر قرار من<br />
الخليفة عبدالله بتويل األمري يعقوب<br />
ويوسف منصور مستشار املدفعية، الذي<br />
اهتم بتخطيط نظامها الدفاعي ومواقعها<br />
املناسبة، لذا تم بناء طابيتني عند املدخل<br />
الشاميل ملضيق شالل السبلوقة وما زالت<br />
بقايا أحداهام ترى عىل الضفة اليمني<br />
لنهر النيل.<br />
12<br />
شكلت املالذ االآمن جلنود املهدية يف عملية مراقبة حركة العدو
عبقرية بال تعليم :<br />
ويصف أحدهم الطابية من حيث<br />
موقعها وبنائها ومكوناته ويقول: ( بُنيت<br />
الطوايب من الطني الذي يُعرف لدى عامة<br />
السودانيني ب )الجالوص( وكانت تبنى منه<br />
البيوت ويتم ترميمها سنوياً مبادة مخمرة<br />
من روث البهائم، لكن الطريقة التي بُنيت<br />
بها الطوايب تؤكد عبقرية السودانيني، حيث<br />
يتم تخمري الطني ويرضب عىل األرض مرات<br />
ومرات ليتم طرد الغازات منه ثم يتامسك<br />
وُيعطي شكال قابالً للتطبيق يف قوالب .<br />
إذا هذا هو السودان مبعامله الجذابة<br />
وتاريخه التليد الذي ال ينضب معينه<br />
،يحمل بني ثناياه تراثا خالداً معتقاً يتحدَّ ث<br />
عنه القايص والداين ، مع انتظار أنْ ترشق<br />
شمس جديدة تضع السودان يف املقدمة<br />
بالحضارة والسياحة، ويظل السودان مهد<br />
الحضارات وعراقة الرتاث كونه يضم تلك<br />
املباين التي تحمل اسم الدفاع )الطوايب (،<br />
التي ساهمت كثرياً يف عمليات الدفاع عن<br />
مدخرات السودان وأهل السودان .<br />
نساأة الطوابي كانت يف اأم درمان عام 1896م<br />
13
عمر مدثر الأزرق<br />
وحش بلوسفر يف جملس العموم الربيطاين<br />
السياسة لُغوياً من مصدر عىل فِعالة، وساس األمر سِ ياسة وهي مأخوذة من الفعل »ساس« .واصطالحا تعني رعاية<br />
شؤون الدولة الداخلية والخارجية. وهناك من يعرفها بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل عىل ماذا،متى<br />
وكيف. وهذا تعريف فيه لطف وظرف. وتعرف بصورة شائعة لدى عامة الناس بأنها )فن املمكن(.<br />
ومن تعريفات السياسة املعتمدة<br />
لدى املراكز البحثية واملوجودة عىل<br />
-الويكيبيديا- عىل الشبكة العنكبوتية<br />
)وتعربِّ السياسة عن عملية صنع قرارت<br />
ملزمة لكل املجتمع تتناول قيم مادية<br />
ومعنوية وترمز ملطالب وضغوط وتتم<br />
عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط<br />
أفراد وجامعات ومؤسسات ونُخب حسب<br />
-أيدولوجيا- معينة عىل مستوى محيل<br />
أو إقليمي أو دويل( ما يهمنا يف هذا<br />
التعريف هو عملية صنع القرارات امللزمة<br />
للمجتمعات لتحدد شكل التعامل داخله<br />
ومن خالله.<br />
إنَّ عملية صنع القرارات لهي عملية شاقة<br />
ومجهدة وال يستطيعها كثري من الناس،<br />
ألنَّها تحدد طبيعة الحياة وتحاول أنْ تقلل<br />
من عملية تقاطع املصالح التي تُفيض<br />
إىل النزاعات يف غالب األمر، فالحياة ما<br />
هي إال مصالح مكتسبة تختلف بإختالف<br />
األشخاص وتوجهاتهم. والنزاعات تأخذ<br />
أشكاالً مختلفة منها ما هو مسلح وهذا<br />
أخطرها وأبشعها. وتعد الربملانات<br />
واملجالس النيابية أهم مطابخ عمليات<br />
صنع القرارات وهي كام هو معروف أنَّ<br />
كل أعضائها ما هم إال مفوضون من فئات<br />
وجامعات تشكل ماهو معروف بالشعوب<br />
ليختاروا لهم من القرارات ما يجعل كل<br />
املصالح تسري بشكل متوازن ومنطقي مبا<br />
يضمن سري الحياة لدى كل الناس.<br />
ويختلف شكل العالقة بني هذه الربملانات<br />
واملجالس النيابية والحكومات التنفيذية<br />
من بلد آلخر. حسب طبيعة البلد وشكل<br />
النظام الحاكم فيه وطريقة انتخاب هذه<br />
املجالس. إذ ميكن لهذه املجالس أنْ يبني<br />
عدم تأييده للحكومة عن طريق مترير<br />
قرار بسحب الثقة، أو رفض قرار منح<br />
الثقة للحكومة.<br />
ومن البديهي والطبيعي أنْ تأخذ عملية<br />
صنع القرارات كل طوابع الجدية والرصامة<br />
والحسم لجدية العملية وصعوبتها. وهو<br />
ما يتوفر يف كل هذه املجالس باستثناء -إىل<br />
حد ما- لظاهرة مجلس العموم الربيطاين<br />
واملعروف بإسم)Commons House of<br />
)of the United Kingdom الذي<br />
يشغل الغرفة السفىل من برملان اململكة<br />
املتحدة، والغرفة العليا يشغلها مجلس<br />
اللوردات . ينتخب مجلس العموم بطريقة<br />
االقرتاع الرسي املبارش الختيار 650 عضواً،<br />
يشغلون مقاعدهم لحني انتخاب أعضاء<br />
آخرين بعد خمس سنوات.<br />
يدهش املتابع لجلسات مجلس العموم<br />
الربيطاين لشكل وطريقة الخطاب بني<br />
أعضاء هذا املجلس بل وميكن أنْ تُصاب<br />
بالذهول إذا شاهدت أعضاء املجلس<br />
يرصخون ويرضبون األرض بأرجلهم حني<br />
إبداء رفضهم لحديث نائب آخر أو مقرتحه<br />
لدرجة تجعل رئيس املجلس يرصخ بأعىل<br />
صوته )Order( ليطلب منهم الهدوء<br />
وإتاحة الفرصة للنائب إلكامل حديثه.<br />
من أشهر )املشاغبني( يف هذا املجلس<br />
النائب العاميل )دينيس سكيرن( والذي<br />
ال يرتك فرصة إال وينهال عىل خصومه<br />
من األحزاب األخرى بالسخرية الالذعة<br />
والصادمة. سخرية جعلت الجميع يهابونه<br />
ويخافون الدخول معه يف أي مصادمات.<br />
ومن أشهر الذين تعرضوا لسخرية سكيرن<br />
هي رئيسة الوزراء الربيطانية السابقة<br />
)مارغريت تاترش( وهي املعروفة باملرأة<br />
الحديدية ولكن يبدو أن سكيرن لديه ما<br />
يصهر حديد هذه املرأة الجبارة ومن<br />
املعروف أيضا أنها كانت تتحاشاه وتتجنبه.<br />
»سكيرن« املعروف بوحش بلوسفر نسبة<br />
14
إىل مدينته علق عىل ما تناقلته صحف<br />
بريطانية يف أبريل 2015 أن األمري تشارلز<br />
ويل العهد الربيطاين قال أنه سيهاجر من<br />
البالد إذا قررت الحكومة حظر »رياضة«<br />
صيد الثعالب الرائجة يف الريف اإلنجليزي.<br />
ويف سخرية الذعة عىل تهديد األمري، قال<br />
سكيرن »أعتقد أن هذا مدهش. كنت أنوي<br />
التصويت يف صالح التخلص من صيد<br />
الثعالب، بيد أين اآلن حريص عىل ذلك<br />
بصورة مضاعفة«.<br />
تشتهر اململكة املتحدة بحرصها عىل إتباع<br />
التقاليد بصورة تدعو للتعجب واالستغراب<br />
ومن ذلك الطريقة التي تفتتح بها امللكة<br />
)إليزابيث( الدورة الربملانية ملجليس<br />
العموم واللوردات بخطاب مليك تسبقه<br />
جملة من املراسم والربوتكوالت بأزياء<br />
تعود إىل القرون الوسطى، من هذه املراسم<br />
هي حضور أحد حراس امللكة يعرف بإسم<br />
Rod( )The Black ملجلس العموم وبعد<br />
تحية النواب يطلب من رئيس املجلس<br />
والنواب الحضور ملجلس اللوردات لحضور<br />
خطاب امللكة، تنقل القناة الربيطانية<br />
األشهر )BBC( هذه العملية يف نقل حي<br />
ومبارش، ما إن ينهي الحرس طلبه حتى<br />
يهب »دينيس سكيرن« واقفاً رافعاً صوته<br />
بجملة ساخرة ينتقد فيها إحدى إخفاقات<br />
الحكومة أو يذكر فيها رأيه يف ما يشغل<br />
الرأي العام الربيطاين. تنتظر العديد من<br />
الصحف والقنوات الربيطانية هذه اللحظة<br />
سنوياً وتنقلها باحتفاء شديد. فتأمَّل.<br />
15
قصة<br />
قصرية<br />
ضياع<br />
بقلم مالذ كمال اآفرو<br />
جلسَ )أحمد( أمام املرآة يف املستشفى بالعاصمة اإليرلندية )دبلن( .. و كأمنا<br />
يبحث عن شخص آخر غري الذي يراه أمامه ... ال شعورياً كان يتحسس مالمح<br />
وجهه ينظر إىل نفسه نظرة حزن و أىس ...وإىل جسده الهزيل ....<br />
ماذا لو علمتْ أرسته يف السودان؟ ... ماذا لو كان يجلس اآلن بقرب إخوته؟ ...<br />
ماذا لو و لو ....<br />
يف هذه اللحظات رنَّ هاتفه ... نعم إنه )مايكل( ... يهدده بال ٥٠٠٠ ألف يورو<br />
... بدأ يسأل نفسه هل هو ضحيه ملايكل و صديقه )روبرت( أم ماذا ؟ ....<br />
تعود تفاصيل القصه إىل يوم اإلثنني املوافق 11 من شهر 7 عام 2010م٠ عند متام<br />
الساعة الرابعة عرصاً كان الجميع يجلس أمام التلفاز ملشاهدة املؤمتر الصحفي<br />
إلعالن نتيجة الشهاده السودانية ...<br />
شيخ مريغني إمام ملسجد بأطراف املدينة يعيش مع أرسته، زوجته ست النفر<br />
وأبناءه و بناته .. أحمد .. عيل وأصغرهم سهام ...<br />
أحمد االبن البكر لشيخ مريغني ...<br />
بدأ املؤمتر الصحفي وكل من يف املنزل يرتقب إعالن النتيجة ، كانت املفاجأه أنْ<br />
يُعلن اسم أحمد مريغني بإحرازه املركز األوَّل عىل مستوى الدولة . سجد شيخ<br />
مريغني شاكراً و حامداً الله تعاىل ، توافدت األرس و الجريان للمباركة ، القنوات<br />
التلفيزونية للتسجيل واالحتفاء بهذا االبن النابغة .<br />
كان حلم أحمد منذ صغره دراسه الطب، لكن مع األسف أراد الدراسة خارج<br />
حدود الوطن .<br />
بالتحديد يف يوم الخميس الثاين من شهر 5من العام 2005م غادر أحمد أرض<br />
الوطن، كانت املرة األوىل التي يفارق فيها وطنه واهله ، بىك الجميع ، لكنه<br />
وعدهم بالعودة وهو يحمل شهادات تجعل أرسته فخوره به دوماً ودع أمه<br />
قائالً ( ودعتك الله يا أم الدكتور( و ما تنسيني من دعواتك ألنها هي قويت يف<br />
الغربة ...<br />
وصل أحمد إىل األرايض األيرلندية مع ذهول شديد مام رأته عيناه ، نعم إنه<br />
العامل األَّول، عامل يختلف متاماً عن الذي وُلد و ترعرع فيه ...<br />
انتقل إىل مكان إقامته .. قابل أصدقاءه بالسكن )مايكل و روبرت( .. بعد<br />
أسبوع بدأتْ الدراسة يف الجامعة ... مرت األيام و مازال أحمد يحافظ عىل<br />
تفوقه و نجاحه ... اجتاز جميع االمتحانات يف املستوى األوَّل بدرجه االمتياز ...<br />
كان عىل اتصال دائم بأهله يف السودان يخربهم تفاصيل يومه أول بأول .<br />
تفوقت بتول وانتقلت إىل املرحلة الثانويه مبجموع ٢٧٦ وكانت دامئاً ما تردد<br />
)عايزة أبقى زي أحمد واجي أولة السودان( .<br />
حياة )أحمد( بالسكن الذي يعيش فيه بعيدة متاماً عن مايكل و روبرت ألنَّ<br />
ترصفاتهم و أفعالهم مل تكن تتامىش مع قيمه و أخالقه التي قام عليها .<br />
انتهت السنة الدراسية األوىل و يف اإلجازه السنوية قرر مايكل التقرب من أحمد<br />
و بالفعل استطاع أنْ يجعله صديقاً جيداً له .. بدأ يف الخروج معه والتعرف عليه<br />
أكرث ... )مايا( فتاة شقراء نحيلة كحيلة ذات أعني خرضاء اللون هي الصديقه<br />
األقرب ملايكل و روبرت .<br />
16
اعتادتْ )مايا( عىل املجئ إىل املنزل يف عدم وجود أحمد ، و يف يوم حرضتْ يف وجوده للتعرف عليه ،وبعد مرور أكرث<br />
من شهر ....<br />
ست النفر ( بتبني جزو من البيت عشان دي حتكون عيادة الدكتور أحمد زي ما هي بتقول ، شيخ عبد الباقي :<br />
مالك مستعجله خيل الولد ملن يقرب ينتهي بتسكتو واثقه من ولدي الحيجي و يعالج القرية كلها إنْ شاء الله دكتور<br />
قدر الدنيا (....<br />
أصبحت )مايا( جزءاً ال يتجزأ من حياة أحمد تعطيه كأساً من الخمر يرفض يف باديء األمر ثم يطيعها الحقاً .. حتي<br />
بدأت يف إعطائه كبسوالت مدعية أنها مسكنات لألمل .. اعتاد أحمد عىل تناول الخمر و هذه الكبسوالت بصورة يومية<br />
. بدأ العام الدرايس الثاين و بدأ التدهور يف حالته يذهب يوم و يغيب عرشة .. يف السودان امتحن شقيقه عبد الهادي<br />
و بدأ يدرس هندسه البرتول يف جامعة الخرطوم أما بتول يف الصف الثاين املرحله الثانوية .<br />
أصبح أحمد يتناول جميع أنواع الحبوب و املسكنات يوماً بعد يوم يزداد احتياجه إىل تلك املخدرات و أخرياً وقع يف<br />
شباك )مايا ..مايكل و روبرت( .. نعم إنَّها شبكة متخصصه يف تجارة املخدرات .. يعطونه جزءاً قليالً و يطلبون منه<br />
توصيل الطلبيات إىل أماكن محددة حتي ال يعلم أمرهم ... بدأ يف اإلدمان أوالً ثُمَّ التجارة ... قلتْ اتصاالته بأهله أو<br />
باألصح انعدمتْ متاماً ... كان يذهب للجامعة ليعطي املخدرات ملن يطلبها ثم يعود ال يعي شيئاً بالدنيا ... تغريت<br />
مالمحه و بدأ شكله الخارجي و كأنه أحمد صنعته مايا و رشكاءها ..<br />
و بعد مرور عام تم فصله من الجامعه لعدم انضباطه .. تم عقد قرآن بتول عىل )عباس( ابن عمتها يف فرحة كبرية<br />
ينقصها وجود أحمد بينهم .... مل يعد أحمد يستطيع فعل أيَّ شئ سوى تعاطيه املخدرات بكافة أنواعها ... حتى مايا<br />
مل تعد تحتاجه ألنه أصبح هزيل ال يستطيع مساعدتهم و تحقيق الهدف الذي استدرجته من أجله . فكَّرت كيف<br />
تتخلص منه دون أنْ يؤذيهم .. طلبت من روبرت أنْ يجعله يوقِّع عىل شيك بقيمة خمسة ألف يورو ورميه بعيداً<br />
يف والية بعيدة عنهم حتي ال يعلم أحد أمرهم وبالفعل نفَّذ روبرت ما طُلِب منه .. كان املارة يف الشوارع يتجنبون<br />
املرور بجانبه ... التساخ مالبسه و رصاخه الدائم لحوجته للمخدرات ... مر شيخ كبري السن بقربه والحظ أنَّ مالمح<br />
هذا الشاب مالمح سودانية اتصل بالسفاره السودانيه ملعرفة هويته .. مل تجد السفارة ما يثبت أنه ينتمي لها .. قام<br />
هذا الشيخ مبساعدة بعض من الشباب املسلم بانتشال أحمد من تلك الحالة و بعد الفحوصات تبني أنه مدمن من<br />
الدرجه األوىل ، تم إرساله إىل املشفى لتلقي العالج .<br />
شيخ عبد الباقي يف ترقب أي خرب عن أحمد حتي فكَّر بالسفر للبحث عنه لكن كان دامئاً ما يصرب )ست النفر( و يقول<br />
ليها ( برجع بالسالمة إنْ شاء لله .. بس إنتِ أدعي ليهو ) ..<br />
بعد مرور شهر بدأت حالة أحمد بالتحسن ...<br />
انجبتْ بتول ابنها األوَّل )ومن شدة تعلقها بأخيها اسمته أحمد(. و يف يوم األربعاء الساعه الثالثة صباحاً وقف أحمد<br />
أمام املرآة من داخل غرفته باملشفى يتحدَّ ث مع نفسه بحرسة و أمل عن سنني عمره التي أفناها ما بني املخدرات و<br />
الغربة عن أرسته التي مل يعد يعلم عنها يشء..وعن حلمه الذي أصبح رساباً ، يف هذه األثناء استطاع )مايكل( أنْ يعلمْ<br />
مبكان أحمد، اتصل به ليذكره باملبلغ الذي وقَّع عليه وهو يف حالة ال وعي .... وضع الهاتف و نظر إىل املرآة نظرة<br />
طويلة وأغمض عينيه بال عودة للحياة مرة أخرى...<br />
)فتحت أمه ست النفر عيونها( عيل صوت رصخات وبكاء من بتول وشيخ عبد الباقي يقول ليها )ود الشيخ مات ) ..<br />
ربنا يصربنا يا أم أحمد .. البقاء لله .<br />
17
أزكت نيرانها شبكات التواصل االجتماعي ..<br />
الشائعات .. مزحة اجتماعية<br />
اأم سالح سياسي؟ ..<br />
بقلم : عيل هاشم نجم الدين<br />
ترسي الشائعاتُ وسطِ املجتمعِ كنريانٍ تأكُل كل ما يف طريقها، ثُمَّ يكون رماداً يخلِّف كثرياً<br />
من املآيس، وسط مجتمع يحلم بعيشٍ هنيء، فالشائعات باتت آخذة يف التوسع أفقياً ورأسياً<br />
يف مجتمعات العامل املختلفة، ال سيام املجتمعات التي تقل فيها جرعات التعليم وينترش فيها<br />
الجهل بشكل مريع ،إال أنَّ دولة كالسودان حباها الله بعقلٍ مستنري متفتِّح يُفرقُ بنيَ الصواب<br />
والخطأ ..<br />
18
يف قديمِ الزمانِ :<br />
عرفَ اإلنسانُ منذ القدم الشائعات، وانترشت بني مجتمعه<br />
وتعامل معها وفق ما اقتضته الحاجة وقتذاك ،فكل زمان<br />
تتطور فيه الشائعة يف املقابل تتطور فيه آليات الصد والرد<br />
عىل تلك الشائعة.<br />
انترشت الشائعة بأساليب مختلفة، منها نقل الحديث بينهم<br />
يف املجالس ، وهم يتسامرون ويتآنسون. ثمَّ يشيع بعضهم<br />
أشياء عن غريهم، لتنترش وتصري شائعة تتناقلها مجالسهم .<br />
أصل الكلمة :<br />
قِيلَ يف )لسان العرب( تحت مادة )شيع( ، شَ يَّعْتَ فُالنًا<br />
اتبعتُه، وشايعَه ( تابعه وقوَّاه(، ويُقال: شَ اعك الخريُ؛ أي)ال<br />
فارَقك(، ومنه ( تَشْ ييعُ النارِ( بإلْقاء الحَطَب عليها، و)شيَّعه(<br />
خرَجَ معه عندَ رحيله ليُودِّعه، وتشيَّعَ يف الشيَّ ْ ء)استهلَك<br />
يف هواه( والشيوع) ما أُوقد به النار( وشاع الشيب: ظهَرَ<br />
وتفرَّقَ ، وشاع الخرب: )ذاع( والشاعة: األخبار املنترشِ ة، ورجل<br />
مِشياع أي) مِذياع ال يكتم رسًّا(.<br />
أدوات حديثة :<br />
مع انتشار أدوات التعليم والتكنولوجيا ،أصبح الناس<br />
يستخدمون هذه األدوات يف نرش الشائعات، بنهم كبري ،حتى<br />
صارت جزءاً ال يتجزأ من حياتهم اليومية، لدرجة أنك إذا<br />
حاولت بذل النصح لبعضهم يجد ذلك مستغرباً، فوسائل<br />
التواصل االجتامعي، باتت تُستخدم بصورة ال تليق بإنسان<br />
عاقل مدرك، وتوسُ ع مواعني هذه الوسائل ترك الباب موارباً،<br />
لنرش الشائعات من البعض وسط مجتمعه، ويجعل منه حيزاً<br />
للتسلية مع علمه بخطورة الشائعة ومآالتها وعواقبها .<br />
رأي مواطن :<br />
يُعرِّف أستاذ اللغة العربية محمد الهندي الشائعة بأنَّها نقل<br />
الخرب بطريقة غري أخالقية، مثل النقص املخل من نص الخرب<br />
ويكون ذلك بسبب الشخص الناقل.<br />
حرب نفسية:<br />
ويرى بعض املراقبني إنَّ الشائعة أحد أساليب الحرب<br />
النفسية، وتكمن خطورتها يف أنها سالح جنوده مواطنون<br />
صالحون يرددون معلومة أو خرب دون أن يدركوا أنهم أداة<br />
ألشد أنواع الحروب. وتظهر وتنترش الشائعة بني صفوف<br />
املواطنني أكرث فأكرث حينام ال تتوفر املعلومات بالقدر الكايف<br />
عام يدور من أحداث محيطة بهم أو حدث معني، وبحسب<br />
مهتمني يكون نقل الشائعة وتداولها بني الناس بالعديد من<br />
األساليب والوسائل منها كلمة منطوقة بني شخصني وتأخذ<br />
أسلوب القصة املألوفة ،فضالً عن وسيلة كالردايو والكل يعلم<br />
قدرة اإلذاعات عىل نرش شائعة ما للمواطنني وبث السموم<br />
بينهم كام أن للتلفاز دور كبري يف نقل الشائعة من خالل<br />
القنوات أياً كان مصدرها وتبعيتها ميكن من خاللها نقل<br />
الشائعات للمواطنني وترديدها فيام بينهم دون وعي ، يف<br />
حني أنَّ للصحف دوراً كبرياً كذلك كنرش خرب غري صحيح مثالً .<br />
يف اآلونة األخرية وعرب الوسائط االجتامعية املختلفة أصبحت<br />
الشائعة يف متناول اليد فنالحظ بني الفينة واألخرى منشورات<br />
تقدح يف الحكومات املختلفة أو زرع فتنة بني التكتالت و قد<br />
ترسي الشائعة يف شكل استغالل حدث ما اجتامعي كان أو<br />
اقتصادي ،تستغله جهات معارضة مثالً وينترش هذا النوع يف<br />
كثري من البلدان والسودان ليس استثناء.<br />
شائعات انترشت مؤخراً :<br />
كل أو معظم الشعب السوداين كان منشغالً يف اآلونة األخرية<br />
عن شائعة االختطاف، رغم تعميم الرشطة لعدد من البيانات<br />
التي تؤكد عدم مصداقية أخبار االختطاف، ليستغلها أصحاب<br />
األنفس الضعيفة يف نرش شائعات تتعلق باختطاف هنا<br />
وهناك ،وألن معظم املتلقني عرب الوسائط االجتامعية من فئة<br />
الشباب فقد يأخذهم الحامس الزائد لنسخ املنشورات التي<br />
تحمل الشائعة ولصقها يف عدد مقدر من املجموعات لتسري<br />
الشائعة سري النار يف الهشيم .<br />
رأي مهتم :<br />
19
سعيد يوسف شاب مهتم بقضايا املجتمع ينظر للشائعات<br />
املتعلقة باالختطاف من منظور مختلف وقال إنها أضحت<br />
من الظواهر التي متأل الساحة والوسائط ،وكل يروي قصته<br />
بطريقته الخاصة وال يلتفت لها سوى السذَّج فهي مهدد كبري<br />
لألرس واألفراد يف بلد ينعم أهله باألمن واألمان . فهي جرمية<br />
مكتملة األركان يجب أنْ يُسنْ لها قانون رادع يردع كل من<br />
تسوَّل له نفسه ببث الهلع وسط الناس، ألنها تصبح مدمرة<br />
لكل ماهو مرتبط مبعاش الناس وسلمهم وأمنهم،وأردف<br />
)لذلك يف رأيي وكام يقال يف املثل الشعبي - كان املتكلم<br />
مجنون، املتصنت يبقي واعي- ومن هنا أُناشد كل من يسمع<br />
أو ،من ترده رسالة عرب الوسائط االجتامعيه أن يرتيس أوال<br />
وأن يقيس األمر ويحيله إال غرف العقل مروراً بالقلب<br />
والحواس األخرى وأن يتحقق من أمرها حتى ال تصبح الشائعة<br />
أمراً سهالً .لذلك كلمة اختطاف وحدها كافية ومدمرة مجرد<br />
سامعها يصاب الشخص بالذهول وعدم األمان معاً (. وطالب<br />
سعيد بإرسال الرسائل النافية بأرسع ماميكن حتي تنترش<br />
وتنفي الشائعة وأن تئدها يف وقتها .<br />
التصدي عرب الترصيحات .. مفيد :<br />
إذا انترشتْ الشائعة فال بد من التصدي لها وهذا يعترب<br />
تحدٍ كبري يواجه الجهة التي طالتها الشائعة، وقد تخصص<br />
مؤسسات أفراداً لهذه املهمة،خاصة الرشكات الكبرية والتي<br />
تتعرض دوماً للشائعات لنيل من منتجاتها .<br />
أخبار مضللة :<br />
لكن يف السودان والعاصمة الخرطوم تحديداً رصّح مدير رشطة<br />
والية الخرطوم اللواء إبراهيم عثامن عن عرب حرب اإلشاعات<br />
باعتبارها األخطر. ورأى أن جميع حاالت االختفاء تكون عادة<br />
ناجمة عن خالفات أرسية أو أمور خاصة باملختفني.<br />
بينام قالت وزارة الداخلية السودانية إنّ بالغات اختفاء<br />
املواطنني يف ظروف غامضة مل يكن من بينها شبهات اختطاف<br />
أو تجارة أعضاء، مؤكدة أن كل ما يثار يف مواقع التواصل<br />
االجتامعي من أخبار وبيانات متعلقة بالجرمية كاذبة ومضللة.<br />
خامتة :<br />
الشائعات ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة ومؤثرة يف<br />
أغلب الحضارات والثقافات عرب التاريخ، ألنها أحاديث يومية<br />
يتناولها الناس، ولها أهداف وأغراض، ووسائل نقلٍ ، حسب<br />
املجتمع والبيئة التي تسُ ود فيها.<br />
20
اقتباس<br />
اإعداد : د. بدر الدين اأحمد اإبراهيم<br />
أصبحت العوملة من أبرز التحديات<br />
التي تواجه األرسة املسلمة وتهدف<br />
إىل إزالة الحدود وإذابة الفروقات<br />
بني املجتمعات اإلنسانية وشيوع<br />
القيم اإلنسانية املشرتكة التي تجمع<br />
بني البرش، وتكوِّن البنى التحتية<br />
لسيادة آلية رأس املال دون قيود<br />
للمعلومات أيْ دون رقابة، حاملة<br />
شعار)املصري الواحد للبرشية( .<br />
األرسة واألمناط املستهدفة :<br />
فاألرسة مستهدفة من قبل الغزو<br />
الثقايف باعتبارها نواة تكوين<br />
املجتمعات اإلسالمية، لذلك وجهت<br />
الهجمة الرشسة عرب العوملة لألرسة<br />
عموماً والنساء واألطفال عىل<br />
وجه الخصوص باعتبارهام رباط<br />
الجاش واملستقبل الواعد. كام وجَه<br />
االستهداف نحو الشباب باعتباره<br />
القوة الحيوية الفاعلة اليوم يف<br />
*<br />
الغزو<br />
الثقايف<br />
الفكري<br />
وتاأثريه<br />
على<br />
االأسرة<br />
كل مجتمع. كام استهدف الغزو<br />
العالقات الرابطة بني األفراد )األب ،<br />
األم واألبناء( ، فام عادت مجتمعاتنا<br />
يف كثري منها تثق يف األرسة املمتدة<br />
، وازداد إميان الكثريين بسياسات<br />
تحديد النسل، واختلَّت مقومات<br />
التوجيه التي كان يقوم بها رب<br />
األرسة وظهر آباء جدد متثلهم<br />
وسائط اإلتصال الحديثة فهي التي<br />
توجه وتريبِّ ويُطاع أمرها أكرث من<br />
األب التقليدي الذي مل يستطع يف<br />
كثري من األحيان مواكبة التطورات<br />
املتسارعة، فريض بدور املتفرِّج،<br />
خوفاً من املفاجأة بوصفه بعبارات<br />
التخلف والرجعية من أقرب األقربني<br />
إليه .<br />
مفهوم الزواج : تأخرت سن الزواج<br />
وكرثت ظواهر العنوسة والزواج<br />
العريف وزواج املتعة واملسيار والخلع<br />
21
والطالق والهجر بال مربر .<br />
ومن املجاالت التي حدث بها تغيري جراء الغزو الثقايف:<br />
منط املعيشة : بال شك تغريَ منط العيش يف األرسة<br />
وطرق اإلنفاق وأصبحت مظاهر الرتف وال )ال<br />
حاجة( والرصف البزخي يف املناسبات وغريها والنزعة<br />
االستهالكية منطاً مميزاً لألرسة العربية واملسلمة . وقد<br />
لعبت اإلعالنات واملسلسالت االجتامعية دوراً فاعالً يف<br />
ذلك عرب طبق اليوم مثالً .<br />
الزي وترسيحة الشعر والحالقة: تغريت وفقاً<br />
لقياد ثقايف فرضته عارضات األزياء والعبي الكرة<br />
وكبار الفنانني يف مقابل مايل أو لعب دور أصيل يف<br />
االستهداف ، إذ حالة االستقطاب عند اآلخر تركِّز عىل<br />
رموز املجتمع لتمثِّل القدوة والنموذج لآلخرين )أنظر<br />
إىل مذيعات املنوعات والربامج الرتفيهية يف معظم<br />
الفضائيات العربية( .<br />
السلوك والذوق العام : تأخرت كثرياً قيم االحرتام<br />
املتبادل واملروءة والنجدة وسادت سياسة الفردانية<br />
واالنعزال واالنطواء، وشاعت أمناط من الغناء والطرب<br />
خالية من املضمون والهدف مصحوبة مبناظر ال تليق<br />
بأبسط قواعد املروءة والنخوة )وأصبحت الفنانات<br />
والفنانني رواد املجتمع الحديث ومشاهريه . وما أغاين<br />
»الفيديو كليب« إال منوذجاً من ذلك .<br />
مصادر املعرفة : تطورت وسائل املعرفة الحديثة من<br />
فضائيات وانرتنت وموبايل وتلفون وغريها ، وتطوَر<br />
معها كم املعلومات املتاحة ، علامً بأنَ هذه املعلومات<br />
أتاحت نوعاً من السيطرة املركزية والتبادل الفوري<br />
مام يحقق عجالة اإلقناع ، فهي ليست راسخة يف<br />
معلوماتها ومؤلَفة مثل الكتاب والصحيفة واملجلة<br />
)الوسائل التقليدية( مام ينتج عنه كثافة يف اإلنتاج<br />
املعريف مع ضحالة يف الفكر والفهم العميق، وقد<br />
حدثت إشكاالت يف املعلومات املتاحة وعدم مطابقتها<br />
لألبعاد الثقافية واالجتامعية للمتلقني )فالتكنولوجيا<br />
مل تعد عنرصاً من عنارص التسلط االقتصادي والسيايس<br />
بل أصبحت عنرصاً من عنارص التسلُّط الفكري والثقايف<br />
، هذا الوضع أدى إىل إحكام السيطرة من جانب<br />
الدول املصدِّ رة للمعلومات والتكنولوجيا عىل دول<br />
العامل النامي . فمن ميلك التكنولوجيا واملعلومات<br />
ميلك السيطرة والقوة ويروِّج تلك املعلومات التي<br />
تتفق ليس فقط ومصالح دول املصْ دَ ر بل ومصالح<br />
الرشكات الدولية، فلقد صمَّمَتْ نُظم اإلتِّصال واإلعالم<br />
لخدمة األغراض واألهداف االقتصادية السائدة، أي<br />
أهداف النظام االقتصادي واالجتامعي للدول املصدِّ رة<br />
للتكنولوجيا(،وذلك دون النظر إىل البعد والتكلفة<br />
االقتصادية املرتتبة عىل تلك األجهزة ورسوم االستهالك<br />
املستمر خاللها ، ففي إفريقيا اليوم وحسب بعض<br />
اإلحصاءات أكرث من )81( مليون جهاز موبايل أكرثها<br />
يف نيجرييا وجنوب إفريقيا .<br />
وخطورة هذه األجهزة إنها بعيدة عن سيطرة اآلباء<br />
واألمهات الذين فقدوا السيطرة عىل أبناءهم إذ ميكن<br />
للبنت مثالً أنْ ترسل وتستقبل الصور والرسوم وهي<br />
جالسة مع والدها دون أنْ يعرف .<br />
التعليم : عىل الرغم من أهمية الوسائط الحديثة يف<br />
التعليم إال أنَّ لها أثراً خطرياً عىل التعليم األسايس<br />
والرضوري لبناء املعرفة خاصة لدى األطفال، فالربغم<br />
من الجامعات املفتوحة والتعليم عن بعد واملدارس<br />
الخاصة، فقد تأثَّر تلقي املعلومة للتالميذ يف مدارسهم<br />
التقليدية – فكثريون داخل قاعات الدراسة بأجسادهم<br />
ولكن تفكريهم يف جهاز التلفزيون ولعبة ال sta- Play<br />
tion هذا للذي مل يتهرب من املدرسة إىل غريها وقد<br />
أشارت باحثة أمريكية إىل )إنَّ األطفال أصبحوا يصابوا<br />
بالضجر يف املدارس التقليدية وذلك ألنهم تعودوا عىل<br />
تلقي املعلومات من وسائط اإلتصال بجاذبية عالية<br />
وحركة وصوت ومؤثرات ، فكيف يصربون إىل معلم<br />
السبورة والطباشري !!(. لذلك أشارت الباحثة »اليزابيث<br />
دروز« إىل أنَّ »املدرِّس التقليدي واملناهج التقليدية<br />
واملدارس التقليدية ال تستطيع أن تعطي التالميذ ما<br />
يحتاجونه من أشياء لتنمية قدراتهم الكامنة ، وهي<br />
تحث عىل إتباع« طريقة جديدة<br />
New Con-( ومحتوي جديد )New Technique ((<br />
. »)New relationship( وعالقات جديدة )tent<br />
بل حتى التعليم الجامعي وما فوقه سيتأثر كثرياً ما مل<br />
يواكب الخريجون تطورات العلم ومجاالت التخصص<br />
)أوّالً بأوَّل( ، وعليه سيصبح التعليم واالستمرار فيه<br />
عرب الوسائط الحديثة الزماً لكل العاملني يف مجاالت<br />
الحياة املختلفة وقد أشار لذلك العامل اإلنجليزي Eric<br />
Ashby يف مطلع التسعينات بقوله )إنَّ الدارسني<br />
22
اليوم سيصبحون يف عام ألفني قادة مجتمعاتهم ولكن<br />
قبل ذلك بكثري ستصبح شهاداتهم ودبلوماتهم بالية ،<br />
رمبَ ا يحني الوقت الذي تصبح فيه الشهادة الجامعية<br />
مثلها مثل جواز السفر صالحة لعدد من السنوات<br />
وال تتجدد إال بتجدد املعلومات التي تلعب وسائط<br />
اإلتصال دوراً فيها( .<br />
اللغة : تعترب اللغة من أهم أدوات التشكيل الثقايف<br />
بل من أهم عوامل تشكيل األمم ، إنْ مل نقل أهمها ،<br />
ذلك ألنها وعاء الفكر وأداة التعبري والتواصل والتفاهم<br />
بني الناس ، توثق صالتهم ، وتقوي روابطهم ، وتبني<br />
ثقافاتهم وتشدَ وحدة اللحمة بينهم ، وهي مستودع<br />
ذخائر األمة وموروثها الثقايف وتراثها الذي يجرسَ بني<br />
حارضها وماضيها، ويصل حارضها مبستقبلها، ويحدد<br />
قسامت شخصيتها ومالمح هويتها … إنَّها الوطن<br />
الثقايف الذي يصنع الوجدان ويحرك التفكري ، ويرتجم<br />
األحاسيس، ويغريِّ السُ لوك ، ويسهِّل تبادل املعارف<br />
وتلقي العلوم … وهي املسار الحقيقي إلدراك أغوار<br />
الشخصية وميولها وإتجاهاتها ، وتحديد أهدافها<br />
فكثرياً ما يقال : »تكلَّم حتى أراك« .<br />
يذكر عز الدين الخطيب عن استعامل العامية يف<br />
وسائل اإلعالم بأنه أرض بلغة القرآن ما قوله : )إنَّ<br />
من أكرب العوامل الضارة باللغة العربية ومبستقبلها<br />
وحتى مبستقبل الوحدة العربية، استعامل اللهجات<br />
املحلية يف السينام واملرسح ويف اإلذاعة والتلفزيون،<br />
إذ يجمع بني البالد العربية لغة القرآن، والعدول عنها<br />
إىل اللهجات املحلية هو خصم لهذه الوحدة، وقد قال<br />
أحد األدباء -الذين ينادون بإحالل العامية لسهولتها<br />
محل الفصحى لصعوبتها- هم أشبه مبن ينادون<br />
بتعميم الجهل ألنه أسهل وإلغاء العلم ألنه صعب<br />
املنال« .<br />
الرتبية : تلخيص الحديث فيها بقراءة ثالثة نصوص<br />
مختارة من كتاب األطفال واإلدمان التلفزيوين ملاري<br />
وين كاآليت :<br />
أ.يقبع األطفال الصغار من مختلف الطبقات<br />
االجتامعية داخل بيوتهم طوال اليوم مع عدد قليل<br />
من رفقاء اللعب من دون عمل يذكر . إنَّ بيوتاً قليلة<br />
سواء يف األحياء السكنية الفقرية أو يف البنايات الضخمة<br />
أو يف تقسيامت الضواحي، توفِّر لعقول أو أجسام<br />
الصغار التمرينات الرضورية لها. وأنت ترى نتائج<br />
ذلك يف املتجر املركزي املحيل عندكم ، أطفال صغار<br />
رسيعو االنفعال ، منهكون ضجرون بسبب الخمول ،<br />
يدفعون أمهاتهم نحو الجنون ، ومن املكن أنْ يُقدَّ م<br />
برنامج تلفزيوين مالئم لهؤالء األطفال وأمهاتهم الكثري<br />
من املساعدة ، ويعلم الله إنَّ األطفال يشاهدون<br />
التلفزيون بصورة متواصلة .<br />
ب.ترى إحدى األمهات : »طفيل ذو العرش سنوات<br />
مدمن للتلفزيون ، مثلام يدمن شارب الكحول الرشاب،<br />
وهو يحاول التوصل إىل حلول وسط بأقل مثن فيقول<br />
يل: »إذا تركتني أشاهد التلفزيون عرش دقائق أخرى<br />
فقط ، فلن أشهاده إطالقاً غداً« ، إنَّ املوضوع محزن<br />
ويشعرنا بالخوف« .<br />
ج.وتصف أم حدوث املشاهدة التلفزيونية اليومية<br />
ألطفالها بساعتني، استمرار ضيقها بتأثريات التلفزيون<br />
يف حياتها األرسية .<br />
»إنَ ما يقلقني بشدة مسألة السيطرة عىل التلفزيون<br />
، ألننا وضعنا بعض القواعد التي يتعني عىل األطفال<br />
مراعاتها ، لكن ما ال أستطيع منعهم من عمله هو<br />
الحديث عن التلفزيون. أود لو استطعت أنْ أُعيد<br />
عىل مسامعكم محادثة عادية مام يدور عىل مائدة<br />
العشاء . فاألطفال ال يتكلمون عن يشء سوى ما داريف<br />
هذا الربنامج أو ذلك . من فعل هذا وملاذا ؟ من قال<br />
وماذا قال ؟ وما حدث بعد ذلك ؟ ويف بعض األحيان<br />
نقول لهم ، زوجي وأنا ، أنْ يكفوا عن ذلك ، فنحن<br />
ال نريد سامع املزيد عن برامج التلفزيون . ونسألهم<br />
ماذا حدث يف املدرسة اليوم . وهكذا نحصل عىل<br />
فاصل إضايف قصري يخربوننا فيه برسعة عن املدرسة<br />
ثم يعودون مبارشة إىل التلفزيون وإىل املمثل الذي<br />
لعب دور كذا … وهكذا دواليك …<br />
فقد قال أحد األطباء األمريكيني يف جامعة )كولومبيا(<br />
»إنَّه إذا صحَّ أنَّ السجن هو جامعة الجرمية، فإنَّ<br />
التلفزيون هو املدرسة اإلعدادية إلنحراف الشباب« .<br />
*أعدها للنرش / الشيخ موىس ، من ورقة علمية بعنوان )الغزو الثقايف الفكري وتأثريه عىل األرسة(، تطور األساليب والوسائل.<br />
23
االنفتاح االإلكرتوين واأثره على سلوك الشباب<br />
ندوات<br />
علمية<br />
منال حقار<br />
قدمت دار املستقبل للنرش اإللكرتوين<br />
ورقة علمية بعنوان )االنفتاح<br />
اإللكرتوين وأثرة عىل سلوك الشباب(<br />
وذلك مبباين كلية علوم االتصال<br />
بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا<br />
قدمها الدكتور عبداملوىل موىس،<br />
وناقشها الربوفيسري بدرالدين أحمد<br />
إبراهيم عميد كلية اإلعالم بجامعة<br />
أفريقيا العاملية، وازدانت القاعة<br />
رشفاً بحضور كل من د. نهى حسب<br />
الرسول واألستاذ الخبري اإلعالمي<br />
بابكر صديق وعدد مقدر من طالب<br />
اإلعالم وأرسة دار املستقبل للنرش<br />
اإللكرتوين .<br />
وعلّق الربوف بدرالدين بقوله)<br />
الدراسةعبارة عن حجر ألقي يف<br />
بركة القضية وفاتحة للشهية ملناقشة<br />
قضايا االنفتاح اإللكرتوين مع الشباب<br />
أصحاب الشأن(. وخرجت الدراسة<br />
بعد نقاشات وتعقيب من جانب<br />
الحضور، بعدد من التوصيات تصب<br />
يف موضوع الدراسة وهي توجية<br />
املجتمع لتلمُّس اإليجابيات لالنفتاح<br />
اإللكرتوين بدالً عن الخوف من ذلك<br />
املارد الذي بات يؤرق املجتمعات،<br />
وأيضاً الحث عىل االستخدام األمثل<br />
لوسائل التواصل االجتامع، بجانب<br />
االستفادة من جميع الوسائط<br />
املتاحة إسفريياً وتوظيفها لصالح<br />
مجتمعاتنا، مع الوضع يف االعتبار<br />
رضورة تناول قضايا الشباب<br />
ودراستها، وجاء يف ختام التوصيات<br />
الرثة إطالق املبادرات الشبابية<br />
وحسهم عىل اطالق املبادرات<br />
املفيدة لهم وملجتمعاتهم املختلفة .<br />
24