08.08.2017 Views

f

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

المدير العام - د.‏ هويدا سليمان الحاج<br />

رئيس التحرير<br />

الشيخ موسى الناير<br />

مدير التحرير<br />

عماد الماحي<br />

سكرتير التحرير<br />

أحمد مخاوي<br />

صورة الغالف<br />

info@kelima.net<br />

المدير الفني<br />

عماد صديق محمد<br />

web site Manager<br />

ترسل املشاركات باسم رئيس التحرير - عرب الربيد اإلكرتوين<br />

أو للمجلة مبارشة يف حدود 1000-700 كلمة .. ال تلتزم املجلة برد األصول التي مل تنرش.‏<br />

للمجلة الحق يف نرش املادة يف أكرت من موقع تراه مناسباً‏ ، ما مل يطلب صاحب الحق مالحظة<br />

برفضه ذلك مع املادة املرشحة للنرش.وللمجلة الحق يف إعادة تحرير أو صياغة املادة للنرش.‏<br />

بدر الدين حسن<br />

2


كلمة العدد<br />

املعرفة اإلنسانية ومصادرها املتنوعة ، عامل جميل ..<br />

وغريب يف الوقت نفسه..‏<br />

فهل سألت نفسك يوماً‏ ( ملاذا نقرأ الروايات(‏ .. يف<br />

استطالع شيق نطوف بك ملعرفة إجابة السؤال ..<br />

وقليل من الثقافة السودانية وملحبي التوثيق نقرأ<br />

( الطوايب .. عبقرية الحضارة السودانية(‏<br />

كام نقف عند الشائعات يف املجتمع عرب ‏)الشائعات<br />

.. مزحة اجتامعية أم سالح سيايس؟ ‏..و نعرف القليل<br />

عن ‏)لغزو الثقايف الفكري وتأثريه عىل األرسة(‏ ،<br />

بجانب مقال عن ‏)وحش بلوسفر يف مجلس العموم<br />

الربيطاين(..‏<br />

و مجلة كلمة كانت حضوراً‏ فيندوة علمية متمثلة<br />

يف - دار املستقبل للنرش اإللكرتوين - تتحدث عن<br />

‏)االنفتاح اإللكرتوين وأثره عىل سلوك الشباب ..<br />

كل ذلك وغريه بني أيديكم يف هذا العدد .<br />

أرسة التحرير<br />

3


ما نسعى إليه من خالل قراءة الروايات<br />

‏،هل نبحث فيها عن الرتفيه أم البعد املعريف<br />

أم الشغف الخفي بالشخصيات؟ملاذا نقرأ<br />

الروايات؟هي جملة من األسئلة تتقافز إىل<br />

الذهن ، ما سبب اإلقبال الكبري والشغف<br />

بقراءة الروايات واملؤلفات بإختالف أشكالها<br />

وأنواعها،‏ تاريخية كانت أم رومانسية أم<br />

بوليسية،‏ وهل مثة أسباب خاصة لقراءتها<br />

واإلقبال عليها بكل هذا النهم؟ هل تعزز<br />

فهمنا للواقع وتتيح لنا معرفة أكرب لإلنسان<br />

والحياة والعامل؟ ما أهمية قراءة الروايات<br />

إذنْ‏ .. هل ملزاجية القاريء كام يرى البعض<br />

أم ألنَّ‏ الرواية تقدم حيوات باإلنابة كام يرى<br />

آخرون،‏ أم أنَّ‏ هنالك من يقرأها للهروب من<br />

الواقع؟ كل هذه األسئلة وغريها حول جدوى<br />

قراءة الرواية أثرناها عرب هذا االستطالع الذي<br />

شارك فيه عدد من الكتاب والنقاد.‏<br />

ما نسعى<br />

إليه من خالل<br />

قراءة الروايات ‏،هل<br />

نبحث فيها عن الرتفيه<br />

أم البعد املعريف<br />

أم الشغف الخفي<br />

با لشخصيا ت ؟ ملا ذ ا<br />

نقرأ الروايات؟هي<br />

جملة من األسئلة<br />

تتقافز إليخية كانت أم<br />

رومانسية أم بوليسية،‏<br />

وهل مثة أسباب خاصة<br />

لقراءتها واإلقبال عليها<br />

بكل هذا النهم؟ هأهمية<br />

قراءة الروايا أثرناها عرب<br />

هذا التحقيق الذي شارك<br />

فيه عدد من الكتاب<br />

والنقاد.‏<br />

استطالع : محمد سامل<br />

تحقيق : محمد سامل مهدي<br />

؟<br />

4


بني الكاتب والقاريء اتفاق رسي :<br />

عيىس الحلو : يُسمى عرصنا هذا بعرص الرواية،‏ وذلك عندما<br />

أصبحت الرواية األدبية ال تكتب حرصاً‏ بأقالم الكتاب املحرتفني<br />

الذين يحاولون أنْ‏ يبلوروا خربتهم الشخصية يف الحياة،‏ ويجعلوها<br />

خربة عامة،‏ وذلك كجزء من رسالتهم الثقافية باتجاه الجمهور،‏<br />

ولكن التغيري األسايس الذي حدث هنا،‏ هو أنه يف منتصف هذا<br />

العصف تحول القراء إىل كتاب رواية،‏ فإنْ‏ كانوا غري محرتفني منطلقني<br />

من منطلق الهواية،‏ فقد أصبحوا يزودون أنفسهم باملعلومات الرضورية<br />

التي تنفع يف كتابة الرواية،‏ و اآلن هناك يف أوروبا مدارس خاصة تعلم القراء<br />

كتابة الرواية،‏ ولهذا ميكن أنْ‏ نقول إنَّ‏ اإلنسان عامة كاتباً‏ أو قارئاً،‏ ‏)ماذا يكتب الرواية أو ملاذا يقرأ الرواية؟(‏ يبدو<br />

أنَّ‏ اإلنسان يف هذا العرص كاتباً‏ أو قارئاً،‏ يجد أنه يعيش لحظة عرصية شديدة التعقيد،‏ وهو ال يستطيع أن يعي<br />

بشكل عميق ما يدور حوله من مشكالت وقضايا،‏ ولهذا اتجه إىل الرواية ليستطيع أن ييضء هذا الغموض الذي<br />

يكتنف حياته،‏ فيجد إجابات لألسئلة األساسية التي ال يعرف لها حلوالً،‏ ولهذا أصبح هذا هو عرص الرواية كتابة<br />

أو قراءة.‏ ويحرضين هنا مثال هو ما كان الطيب صالح دامئاً‏ يردده عندما يُسأل عن الكتابة والقراءة،‏ إذ يقول<br />

إنَّه يحب القراءة وال يحب الكتابة،‏ ويبدو يل إنَّ‏ كاتبنا الكبري كان يبحث عرب القراءة يف النصوص عن الحيل التي<br />

يتخذها كتاب الرواية لبناء هذه العوامل،‏ يف ذلك كان يجد إضاءآت ملا يغمض عليه ويصعب تفسريه يف حياته<br />

الخاصة.‏ ومن هنا ميكن أنْ‏ نقول إنَّ‏ الكتابة والقراءة هام وجهان لعملة واحدة،‏ يك نعرف أرسار هذه الحياة.هنالك<br />

رس يف الرواية عظيم اكتشفه الناقد الرويس املعارص ميخائيل بختني يف نظريته ‏)التشظي صوت املؤلف(،‏ وذلك عرب<br />

دراسته لديستوفسيك،‏ إذ وجدَ‏ إنَّ‏ كل شخصيات دستوفسيك هي أوجه متعددة لوجه دستوفسيك املؤلف،‏ ولعله<br />

لهذا أجاب كل من نجيب محفوظ والطيب صالح بأنْ‏ قال نجيب إنه ليس ‏)كامل عبد الجواد(،‏ وقال الطيب صالح<br />

إنه ليس ‏)مصطفى سعيد(،‏ عندما قال النقاد إنَّ‏ نجيب هو كامل وإنَّ‏ الطيب هو مصطفى سعيد،‏ وقد أكد نجيب<br />

محفوظ هذا بقوله ‏)أنا كل شخصيايت(،‏ أيْ‏ أنَّ‏ حقائق نجيب محفوظ الذاتية تتجىل عرب شخصياته املتعددة،‏ فكل<br />

كاتب رواية قد يظهر كله عرب شخصياته أو تظهر منه بعض صفاته الشخصية يف بعض شخصيات الرواية،‏ فالكاتب<br />

الروايئ يلعب لعبة مزدوجة،‏ ولكنه يخىش عواقب هذا االنكشاف،‏ ولهذا نجد أنَّ‏ النص الروايئ هو عبارة عن كتابة<br />

ثم محو هذه الكتابة،‏ وتأكيد ونفي،‏ ولكننا إذا وقفنا عند مسألة القراءة أي تعامل القاريء مع النص،‏ فهو يبحث<br />

عن الشخصيات التي تشبهه يف تركيبه الداخيل أو يف مسريته الحياتية الوجودية اليومية أو العكس،‏ فهو قد يختار<br />

شبيهه أو نقيضه عىل أساس أنَّ‏ هذا االختيار يصنع مرايا يك يرى فيها القاريء نفسه،‏ وهناك قول شائع يف هذه<br />

املسألة إنَّ‏ ما بني الكاتب الروايئ والقاريء اتفاق رسي،‏ وأنْ‏ يُقدِّ‏ م الكاتب للقاريء أحداث ووقائع خطرية تسبب<br />

األذى الجسيم ملن يقرأ،‏ وذلك ‏)يف الخيال وليس يف الواقع(،‏ وأنَّ‏ القاريء ميارس هذه املغامرات كام لو وقعتْ‏<br />

بالفعل،‏ دون أنْ‏ يحصل له رضر يف مقابل أنْ‏ يصدِّ‏ ق القاريء كل أالعيب الكاتب وحيله يف هذا الصدد،‏ وهذا<br />

ما قاله أرسطو يف كتابه ‏)الشعر(.‏ إنَّ‏ القاريء عندما يقرأ رواية أو قصيدة فهو ‏)يتطهر(‏ من متاعبه الذاتية،‏ إذاً‏<br />

فالقاريء عندما يقرأ رواية فهو يتوازن داخلياً‏ ويستطيع منْ‏ ثَمَّ‏ أنْ‏ يواصل الحياة دون أنْ‏ تتفكك قواه الداخلية.‏<br />

وقد يتأثر القاريء بسطوة شخصية روائية سلباً‏ أو إيجاباً.‏<br />

5


الكشف واملغامرة :<br />

و يقول الكاتب الروايئ عبد الغني كرم الله : إنَّ‏ اإلحساس باألمن<br />

فيك أو بالحميمية يقودك للقراءة،‏ حيث تجد يف شخوص الرواية<br />

حميمية وبساطة وعمقاً‏ أكرب،‏ فال خوف عىل رسيرتهم،‏ فهم رغم<br />

أنهم ‏)وهم(‏ ولكنهم أكرث تعبرياً‏ منا عن جوهرهم،‏ فنحن سجناء<br />

العرف والتقاليد وهي تجعلنا ال نبوح مبا ميور فينا،‏ فشخصية<br />

مثل ‏)مريسو(‏ أو ‏)سانياغو(‏ يف ‏)الغريب(،‏ و)العجوز والبحر(‏<br />

يشعالن فينا حميمية القراءة للروايات التي تثق فيك وتنصبك كبطل<br />

وأخ،‏ كذات فتبوح لك،‏ فالقراءة ليست هواية بل حياة وفكر ومغامرة<br />

ومصارحة وغضب ، ومتثل عيشاً‏ حقيقياً‏ يف الخيال واالنفعال به ومعه.كام<br />

نعيش أحالم النوم واليقظة،‏ ونتفاعل معها،‏ ويضيف بأنَّ‏ رواية مثل ‏)موسم الهجرة للشامل(‏ كانت عبارة عن قرين<br />

استشعار لالسترشاق واالستغراب أكرث من مؤلفات إدوارد سعيد،‏ وكذلك ‏)كوخ العم توم(،‏ التي أشعلت العاطفة<br />

ضد الظلم الذي يقع عىل الزنوج،‏ وساهمت يف قيام الحرب األهلية للتحرير،‏ كام ذكر الرئيس األمرييك إبراهام،‏<br />

وكذلك رواية جينواتيش حررت نيلسون مانديال من سجنه،‏ وحلقت به يف عوامل نيجرييا وهو ال يزال يف السجن.‏<br />

ويزيد قائالً‏ أنَّه يختار الروايات أو بتصفحه للكتاب أو عرب اختيار من يثق يف تذوقهم وال تشده الروايات األكرث<br />

مبيعاً‏ أبداً‏ .<br />

6<br />

متعة التشخيص والقراءة :<br />

ومن جهة أخرى يقول الروايئ حامد بدوي - الفائز بجائزة الطيب<br />

صالح يف إحدى الدورات - : إنَّ‏ هدف قاريء الرواية هو املتعة،‏<br />

حيث أنَّه يقرأ الرواية ليستمتع،‏ وكل أنواع الرواية بكافة مظاهرها<br />

تُقرأ للمتعة،‏ ولكل نوع طريقته الخاصة يف إمتاع القاريء والرواية<br />

التي ال متُ‏ تع ال استطيع االستمرار يف قراءتها.‏ ويضيف ‏)إذا كان<br />

الدافع للقراءة هو االستمتاع،‏ فإن الروايات من النوع الواحد تختلف<br />

فيام بينها باختالف درجة إمتاعها وقوة بناء الشخصية التي هي من أهم<br />

عنارص اإلمتاع يف الرواية،‏ والتي تكسبها درجة أعىل كعمل إبداعي(.‏ فاألعامل<br />

اإلبداعية هدايا تتيح لنا إدراكاً‏ أعمق لذواتنا،‏ والرواية تقايضنا واقعنا اليومي املعاش بواقع فنتازي،‏ يقبل املبالغة<br />

وتضخيم بعض الجوانب عىل حساب األخرى.‏ وذلك وفقاً‏ للرسالة التي يريد الكاتب بثها من خالل رواياته،‏<br />

فهذه الرسالة هي ‏)الكود(‏ الذي تخفيه براعة الكاتب ليصري اكتشافه متعة مضافة،‏ وهذا عنرص يجعل الرواية<br />

أكرث انتشاراً‏ ومبيعاً‏ أو قد يكون الكود ظاهراً‏ لدرجة الفجاجة،‏ وهنا توصف الرواية بأنَّها تقريرية.الرواية كجنس<br />

إبداعي هي حوار واسع ومعمق مع الذات،‏ وتضع القاريء يف مواجهة ذاته،‏ يدرك ذاته من خاللها كآخر،‏ ويف<br />

الحوار مع ذاته يختفي املؤلف متاماً‏ .


فهم أفضل للعامل :<br />

ويقول الناقد والروايئ عامد البليك : إنَّ‏ عمر الرواية ال<br />

يتعدى )500( عام،‏ فهي ليست كاألجناس اإلبداعية<br />

األخرى يف الذاكرة البرشية،‏ لكنها جنني خربات الرسد<br />

التي وُلدت مع اإلنسان رغم ذلك أصبحتْ‏ ذات مكانة<br />

مرموقة يف التجربة اإلنسانية،‏ ألنها ببساطة تلخص<br />

التجربة البرشية وتحاول أنْ‏ تطوَّر الواقع عرب إنتاج<br />

الواقع البديل الذي قد يصبح العيش فيه ممكناً،‏ طاملا تعرث<br />

يف العامل ‏)الرباين(.ونقرأ الرواية بكافة أنواعها وفق متخيلنا<br />

وتجربتنا،‏ حيث أنَّ‏ أدب الخيال العلمي يشبع مساحة ذهنية<br />

معينة تختلف عن تلك املتوفرة يف الروايات السياسية،‏ مثالً،‏ ولكن تظل الرواية ذات الطابع<br />

اإلنساين هي األرفع يف املقروئية واإلقبال،‏ باعتبارها مرتبطة املشاعر واألحاسيس ورصاعات<br />

الناس.‏ وتتحكم مزاجية القاريء يف تحديد نوعية الروايات التي يقرأها ألنَّ‏ – القاريء – يقع<br />

أسري سلطة معقدة من الشبكات غري املرئية من السياقات االجتامعية والثقافية والجدليات<br />

التي تجره،‏ ألنْ‏ يقرأ رواية معينة أو يرفضها،‏ بالتايل فإنَّ‏ الرواية األكرث مبيعاً‏ ال تعرب إال عن<br />

مضمون هذه الشبكات،‏ وليس حقائق الرقي الضمني أو عمق العمل يف حد ذاته.ويضيف<br />

قائالً،‏ إنَّ‏ الروايات تساعدنا لفهم أفضل للعامل ولكنها ليست بدالً‏ عنه،‏ فنحن مطالبون بالخوض<br />

يف تحديات الحياة والفنون كعهدها تساعدنا عىل توسيع الرؤية والوعي.واملوضوع الذي<br />

يجعل الرواية أكرث مقروئية ال يتعلق بشخوصها،‏ واملكان التي تدور فيه وال الحكاية،‏ بل مبجمل<br />

تكوين أو تشكيل البناء الروايئ الذي ال ميكن تفكيكه بطريقة واحدة من قاريء آلخر،‏ ويخضع<br />

لتجربته وتاريخه املعريف وذاكرته يف الحياة.‏<br />

ويختم إفادته بأنْ‏ يف الروايات يكون هنالك حوار خفي بني الكاتب يف الواقع وعامله املتخيل<br />

والقراء،‏ وهذا اليشء كلام كان مليئاً‏ بالفراغات التي تثري األسئلة يكون االقرتاب من روايات<br />

تعيش طويالً‏ يف املسار البرشي التاريخي.‏<br />

عماد البليك : اإنَّ‏ الروايات تساعدنا لفهم<br />

اأفضل للعامل ولكنها ليست بدالً‏ عنه.‏<br />

7


ثقافة ‏سودانية<br />

السودان من الدول العربية التي تتسم ثقافتها بالطابع اإلسالمي،‏ وله العديد من الثقافات التي تحد جميع جهاته<br />

ومنها األمثال السودانية .. نقتطف منها :<br />

‎1‎‏/املاشاف البحر بتخلعو الرتعة .<br />

‎2‎‏/القرد يف عني أمو غزال .<br />

‎3‎‏/الجاتك يف مالك سامحتك .<br />

‎5‎‏/الباب البجيب الريح،‏ سدو<br />

واسرتيح .<br />

‎6‎‏/صاحب بالني كضَّ‏ اب .<br />

‎7‎‏/املا بتلحقو .. جدعو .<br />

‎8‎‏/إنْ‏ ماعرست خطيبتك .. يبقي<br />

العيب يف نسيبتك .<br />

‎9‎‏/املا دارك .. ما المك .<br />

‎10‎‏/أرعى يب قيدك .<br />

‎12‎‏/أخوك لوبقى عسل ماتلحسو<br />

كلو .<br />

‎13‎‏/القرش األبيض لليوم األسود .<br />

‎14‎‏/التسوي بإيدك يغلب أجاويدك<br />

‎15‎‏/القارصو الدبيب يخاف من جر<br />

الحبل .<br />

‎16‎‏/الحسنة يف امللعون زي الرشا يف<br />

القندول .<br />

‎17‎‏/الجمرة بتحرق الواطيها .<br />

‎18‎‏/الخيل تجقلب والشكر يل حامَّ‏ د<br />

.<br />

‎19‎‏/البكرهك يف الضلمة بحدر ليك.‏<br />

‎20‎‏/العود لومافيهو شق مابقول<br />

طق.‏<br />

الزينة فيصل عيل<br />

8


الحنقوق:‏ مكنسة مصنعة من السعف .<br />

الناف:‏ عود يوضع يف رقاب البقر لربط<br />

املحراث .<br />

العتود:‏ صغري املاعز الذكر.‏<br />

املكرار:‏ وهو الذي ال يوجد إال حيث<br />

توجد الخامرة وسمي بذلك ألن املرأة<br />

تستخدمه يف كر املريق أي تحريكه داخل<br />

الخامرة وعادة ما تتم هذه العملية ليالً‏<br />

وللمكرار صوت جميل يف سكون الليل .<br />

املرق والوسادة:‏ وهام خشبتي الطول<br />

والعرض يف العنقريب عىل التوايل.‏<br />

الشملة : قطعة من الصوف لها استعاملني<br />

الشيوخ كانوا يضعوها بدل الشال لصالة<br />

الصبح أيام الربد و هي ضخمة تغطي<br />

الجسم كله و االستعامل الثاين تتلفح به<br />

النساء يف طقوسهن الجاملية الخاصة .<br />

التربوقة : قطعة دائرية مصنوعة من<br />

سعف النخل تستخدم سجادة للصالة .<br />

بيت تاكيب:‏ سجادة مستطيلة للصالة<br />

مصنوعة من جريد النخل .<br />

النطع:‏ قطعة دائرية مصنوعة من<br />

السعف مثل التربوقة لكن به فتحة<br />

دائرية يف املنتصف تستخدم لطقوس<br />

النساء التجميلية الخاصة .<br />

العنقريب : ‏)رسير(‏ من 8 قطع خشبية<br />

عادة يتم نسج خيوط مصنوعة من<br />

الجريد.‏ وهو من املوروثات السودانية<br />

و تتم فيه طقوس الجرتق وطقوس<br />

األعراس كبداية حياتك الزوجية و تحمل<br />

فيه الجنائز إىل املدافن.‏<br />

التُكُل:‏ هو مطبخ صغري وفيه فتحات<br />

صغرية تسمي طاقات ‏)برتقيق القاف(‏ و<br />

هي جمع طاقة .<br />

املحراكة:‏ عبارة عن حجر كبري<br />

مائل يستخدموها لطحن الذرة .<br />

الربمة ‏)الخامرة(:‏ و هي وعاء من<br />

فخار تجمع فيه الذرة املطحونة<br />

و يضاف إليها ماء و قليل من<br />

ملح وترتك للتخمري ومنعا إىل<br />

عملية العواسة .<br />

العواسة:‏ عملية تحويل سائل<br />

العجني إىل كرسة بوضعه عىل<br />

الصاج الساخن .<br />

الصاج : قطعة حديد مسطحة<br />

مربعة توضع عىل الحجارة و<br />

يشعل الحطب تحتها حتى<br />

تسخِّن و تصبح جاهزة .<br />

القرقريبة:‏ قطعة من السعف<br />

‏)جريد النخل(‏ الجاف تستخدم<br />

لتوزيع العجني يف الصاج.‏<br />

الدوراية : إناء فخار يستخدم<br />

للطبخ يوضع عيل اللدايات.‏<br />

اللدايات : عبارة عن ثالثة<br />

أو أربعة حجارة تحمل اإلناء<br />

الفخاري لوضعه عىل النار .<br />

املشلعيب : شبكة حبل مربوطة<br />

حيث يحافظ عىل وعاء األكل<br />

و يعلق بسقف التكل)املطبخ(‏<br />

ليكون بارد ويحافظ عىل األكل .<br />

الطبق : عبارة عن قطعة دائرية<br />

مصنوعة من السعف تُوضع فيه<br />

الكرسة والخرضوات وتُغطى به<br />

صينية األكل ليحافظ عىل حرارته<br />

و يبعد الذباب .<br />

النملية:‏ دوالب العرض للعدة<br />

واملقتنيات القيمة مثل أوعية الجرتق،‏<br />

اآلن استبدلت العدة بالشهادات<br />

وامليداليات و الكؤوس والصور.‏<br />

السحارة : هي دوالب من الحديد<br />

يستخدم لحفظ املمتلكات القيمة.‏<br />

النشافه:‏ توضع فيها األواين بعد الغسيل<br />

لتجف .<br />

الدارة:‏ وهي الساحة مكان اللعب .<br />

لفروة : مصالية مصنوعة من جلد الغنم .<br />

القربة:‏ إناء لحفظ املاء مصنوع من جلد<br />

الغنم يربد ويحفظ .<br />

الضقل : عبارة عن قطعة جزع الشجرة<br />

امليت عديم الفائدة.‏<br />

9


أعرف بلدك<br />

خاص مجلة كلمة<br />

الطوابي<br />

عبقرية<br />

احلضارة<br />

السودانية<br />

10<br />

يف أواخر القرن التاسع عرش ، إبان الثورة املهدية يف السودان،‏ اتخذ جيش املهدي استحكامات<br />

وحصون بناها جنوده من الطني والقش ليتقوا بها نريان االحتالل األجنبي ، ومن مفارقات<br />

الزمان أنَّ‏ تلك البنايات والحصون ال تزال موجودة شامخة محافظة عىل تراث السودان<br />

كواحدة من املعامل التي متيز بها السودان وباتت قبلة للسياح يف السودان،‏ إذ ال يغادر سائح<br />

السودان إال وزار الطابية واملعامل الحضارية التي خلفتها األجيال التي مضت،‏ بالقرب من التقاء<br />

النيلني األزرق واألبيض - هناك بأم درمان - وبالقرب من مبنى تلفزيون السودان العمالق.‏


وبحسبِ‏ التأريخ والبحوثِ‏ التي أُجريتْ‏ يف هذا املنحى فإنَّ‏ نشأة<br />

الطوايب كانت يف أم درمان عام ‎1896‎م،‏ وصنعت من الطوب<br />

والطني والحجارة يف شكل خندق وساتر فوق سطح األرض بفتحات<br />

صغرية تبعد كل فتحة عن األخرى بنحو مرت ونصف املرت تقريباً،‏<br />

وتُعرف باسم ‏)املزاقل (. ما مييز الطوايب املواقع التي أُنشئتْ‏<br />

فيها حيث تقع يف والية الخرطوم عىل طول الضفة الغربية لكل<br />

من نهر النيل والنيل األبيض قبالة مدينة الخرطوم وغرب مدينة<br />

الخرطوم بحري،‏ وتعترب طابية أم درمان هي األشهر وتقع عىل<br />

بعد نحو خمسامئة مرت من شاطئ النيل.‏ ومتاثل الطابية حدوة<br />

الحصان بيدين ممتدتني كجناحني طول الواحد منهام نحو 15 مرتاً‏<br />

بعرض مرتين وارتفاع مرتين ونصف املرت،‏ ويحتوي كل جناح أو<br />

طرف عىل فتحة تُسمى ‏)املزقال(‏ متتد عربها ماسورة مدفع،‏ تتبعها<br />

مزاقل أخرى بالعدد ذاته من املدافع.‏ وحملت الطوايب أسامء<br />

عدة منها طابية بيت األمانة،‏ طابية السجن،‏ طابية بوابة عبد<br />

القيوم،‏ طابية الباب الكبري،‏ طابية املقرن،‏ طابية تويت الشاملية،‏<br />

طابية احلفري التي<br />

اأعاقتْ‏ حترك اجليش<br />

االإجنليزي بقيادة قائده<br />

العسكري كتشرن باشا<br />

،،،<br />

،،،<br />

وطابية تويت الجنوبية.‏ وبحسب بحوث فإنَّ‏ الطوايب بُنيت<br />

بالقرب من النيل وهي كثرية يف عهد املهدية مثل طابية<br />

للدفاع عن أم درمان التي تعترب عاصمة الدولة املهدية<br />

حينها،‏ وطابية الحفري التي أعاقتْ‏ تحرك الجيش اإلنجليزي<br />

بقيادة قائده العسكري كتشرن باشا الذي مل يتمكن من<br />

عبورها إال بعد مساعدة مدفعية أسطول النهر الربيطاين<br />

يف عام ‎1896‎م.‏ واستخدمت طابية أم درمان املبنية عىل<br />

هيئة مرتفعة عن األرض أثناء حصار املدينة،‏ وذلك بهدف<br />

إغراق سفن القوات الغازية األجنبية.‏ وأُنشئت العديد من<br />

الطوايب يف أم درمان وكذلك يف الخرطوم والخرطوم بحري<br />

لتصبح أكرث من 17 طابية مبحاذاة النيل من جهة الغرب.‏<br />

حينام اشتدَّ‏ الضغط عىل املدينة حينها.‏<br />

ويحيك أحد العارفني واملقربني من آل املهدي أن الطابية<br />

بشكلها الحايل متُ‏ ثِّل ملجأ ومنارة لكل من أراد أنْ‏ يشتم<br />

11


عبق التأريخ ‏،موضحاً‏ أنَّ‏ أحد أجداده<br />

ساهم يف بناء تلك الطابية ومات شهيداً.‏<br />

ويقول العم صابر ‏)إنَّ‏ اإلمام املهدي<br />

كان يتمتَّع بذهنية حربية قلام توجد يف<br />

زماننا هذا رغم شح األدوات املساندة يف<br />

الحروب وقتذاك ‏،إذ أنه كان يستخدم<br />

املواد البسيطة يف مواجهة العدو ولكنه<br />

يسخرها جيداً‏ وهو رس االنتصارات،‏<br />

ويضيف أنَّ‏ أحد انجازاته تلك الطابية التي<br />

تجلس شامخة عىل بعد 500 مرت من النيل<br />

‏،مبيناً‏ أنَّ‏ أعظم ‏)البنايني (، يف هذا الزمان<br />

لن يستطيعوا أن يصنعوا مثل هذه الصنع<br />

البديع ‏،الفتاً‏ إىل أنَّ‏ رجال املهدي كانوا<br />

ميتازون باإلخالص والوفاء وهذا ما ظهر يف<br />

فن بناء الطوايب وبوابة عبد القيوم،مشيداً‏<br />

باهتامم الجهات املسئولة بصيانة تلك<br />

الرتاثيات وحفظها من صوارف الزمان<br />

وفعل املناخ ، وطالب صابر برضورة أنْ‏<br />

تجد الطوايب حظها من بني معامل العامل<br />

وأن تؤسس مراكز تراثية خارج السودان<br />

لتعريف العامل بتلك املعامل .<br />

ويقول باحثون ‏)إنَّ‏ الطوايب مثَّلت أهم<br />

األدوار يف العمليات العسكرية واملواجهات<br />

املسلحة بني القوات الوطنية ممثلة يف جيش<br />

املهدية والقوات األجنبية التي حاولت<br />

استعامر السودان.‏ كام أنها أصبحت يف<br />

ذلك الوقت ركيزة الدفاع املهمة واألوىل،‏<br />

حيث شكلت املالذ اآلمن لجنود املهدية يف<br />

عملية مراقبة حركة العدو والتعامل معه<br />

من وراء الطابية مثل ما حدث يف عدة<br />

معارك بينها معركة تحرير األبيض عام<br />

1882 األوىل وحصار وتحرير الخرطوم يوم<br />

26 يناير 1885. ويرجع باحثون سودانيون<br />

االهتامم بالطوايب والحصون للفرتة األخرية<br />

من عمر الدولة املهدية لكون العدو كان<br />

يسري عرب الرب والبحر،‏ فكان ال بد من وجود<br />

طوايب عىل شواطئ النيل لدحره.‏ وكانت<br />

الطوايب ونقاط املراقبة واملراصد محل<br />

اهتامم خليفة املهدي عبد الله التعاييش،‏<br />

فكانت هناك تقارير ترفع إليه عن الطوايب<br />

واحتياجاتها.‏<br />

طوايب أخريات ..<br />

أما بناء الطوايب يف مضيق شالل السبلوقة،‏<br />

شاميل السودان،‏ فقد تم بعد ازدياد أهمية<br />

تشييدها يف عهد الخليفة عبد لله،‏ خليفة<br />

اإلمام املهدي ، إذ أنه ونسبة لقرار مجلس<br />

الشورى وبناء عىل اقرتاح تقدم به األمريان<br />

إبراهيم الخليل وعثامن دقنة،‏ وهام من<br />

أبرز قادة الثورة املهدية،‏ صدر قرار من<br />

الخليفة عبدالله بتويل األمري يعقوب<br />

ويوسف منصور مستشار املدفعية،‏ الذي<br />

اهتم بتخطيط نظامها الدفاعي ومواقعها<br />

املناسبة،‏ لذا تم بناء طابيتني عند املدخل<br />

الشاميل ملضيق شالل السبلوقة وما زالت<br />

بقايا أحداهام ترى عىل الضفة اليمني<br />

لنهر النيل.‏<br />

12<br />

‏شكلت املالذ االآمن جلنود املهدية يف عملية مراقبة حركة العدو


عبقرية بال تعليم :<br />

ويصف أحدهم الطابية من حيث<br />

موقعها وبنائها ومكوناته ويقول:‏ ( بُنيت<br />

الطوايب من الطني الذي يُعرف لدى عامة<br />

السودانيني ب ‏)الجالوص(‏ وكانت تبنى منه<br />

البيوت ويتم ترميمها سنوياً‏ مبادة مخمرة<br />

من روث البهائم،‏ لكن الطريقة التي بُنيت<br />

بها الطوايب تؤكد عبقرية السودانيني،‏ حيث<br />

يتم تخمري الطني ويرضب عىل األرض مرات<br />

ومرات ليتم طرد الغازات منه ثم يتامسك<br />

وُيعطي شكال قابالً‏ للتطبيق يف قوالب .<br />

إذا هذا هو السودان مبعامله الجذابة<br />

وتاريخه التليد الذي ال ينضب معينه<br />

‏،يحمل بني ثناياه تراثا خالداً‏ معتقاً‏ يتحدَّ‏ ث<br />

عنه القايص والداين ، مع انتظار أنْ‏ ترشق<br />

شمس جديدة تضع السودان يف املقدمة<br />

بالحضارة والسياحة،‏ ويظل السودان مهد<br />

الحضارات وعراقة الرتاث كونه يضم تلك<br />

املباين التي تحمل اسم الدفاع ‏)الطوايب (،<br />

التي ساهمت كثرياً‏ يف عمليات الدفاع عن<br />

مدخرات السودان وأهل السودان .<br />

نساأة الطوابي كانت يف اأم درمان عام ‎1896‎م<br />

13


عمر مدثر الأزرق<br />

وحش بلوسفر يف جملس العموم الربيطاين<br />

السياسة لُغوياً‏ من مصدر عىل فِعالة،‏ وساس األمر سِ‏ ياسة وهي مأخوذة من الفعل ‏»ساس«‏ ‏.واصطالحا تعني رعاية<br />

شؤون الدولة الداخلية والخارجية.‏ وهناك من يعرفها بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل عىل ماذا،متى<br />

وكيف.‏ وهذا تعريف فيه لطف وظرف.‏ وتعرف بصورة شائعة لدى عامة الناس بأنها ‏)فن املمكن(.‏<br />

ومن تعريفات السياسة املعتمدة<br />

لدى املراكز البحثية واملوجودة عىل<br />

‏-الويكيبيديا-‏ عىل الشبكة العنكبوتية<br />

‏)وتعربِّ‏ السياسة عن عملية صنع قرارت<br />

ملزمة لكل املجتمع تتناول قيم مادية<br />

ومعنوية وترمز ملطالب وضغوط وتتم<br />

عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط<br />

أفراد وجامعات ومؤسسات ونُخب حسب<br />

‏-أيدولوجيا-‏ معينة عىل مستوى محيل<br />

أو إقليمي أو دويل(‏ ما يهمنا يف هذا<br />

التعريف هو عملية صنع القرارات امللزمة<br />

للمجتمعات لتحدد شكل التعامل داخله<br />

ومن خالله.‏<br />

إنَّ‏ عملية صنع القرارات لهي عملية شاقة<br />

ومجهدة وال يستطيعها كثري من الناس،‏<br />

ألنَّها تحدد طبيعة الحياة وتحاول أنْ‏ تقلل<br />

من عملية تقاطع املصالح التي تُفيض<br />

إىل النزاعات يف غالب األمر،‏ فالحياة ما<br />

هي إال مصالح مكتسبة تختلف بإختالف<br />

األشخاص وتوجهاتهم.‏ والنزاعات تأخذ<br />

أشكاالً‏ مختلفة منها ما هو مسلح وهذا<br />

أخطرها وأبشعها.‏ وتعد الربملانات<br />

واملجالس النيابية أهم مطابخ عمليات<br />

صنع القرارات وهي كام هو معروف أنَّ‏<br />

كل أعضائها ما هم إال مفوضون من فئات<br />

وجامعات تشكل ماهو معروف بالشعوب<br />

ليختاروا لهم من القرارات ما يجعل كل<br />

املصالح تسري بشكل متوازن ومنطقي مبا<br />

يضمن سري الحياة لدى كل الناس.‏<br />

ويختلف شكل العالقة بني هذه الربملانات<br />

واملجالس النيابية والحكومات التنفيذية<br />

من بلد آلخر.‏ حسب طبيعة البلد وشكل<br />

النظام الحاكم فيه وطريقة انتخاب هذه<br />

املجالس.‏ إذ ميكن لهذه املجالس أنْ‏ يبني<br />

عدم تأييده للحكومة عن طريق مترير<br />

قرار بسحب الثقة،‏ أو رفض قرار منح<br />

الثقة للحكومة.‏<br />

ومن البديهي والطبيعي أنْ‏ تأخذ عملية<br />

صنع القرارات كل طوابع الجدية والرصامة<br />

والحسم لجدية العملية وصعوبتها.‏ وهو<br />

ما يتوفر يف كل هذه املجالس باستثناء ‏-إىل<br />

حد ما-‏ لظاهرة مجلس العموم الربيطاين<br />

واملعروف بإسم)‏Commons House of<br />

)of the United Kingdom الذي<br />

يشغل الغرفة السفىل من برملان اململكة<br />

املتحدة،‏ والغرفة العليا يشغلها مجلس<br />

اللوردات . ينتخب مجلس العموم بطريقة<br />

االقرتاع الرسي املبارش الختيار 650 عضواً،‏<br />

يشغلون مقاعدهم لحني انتخاب أعضاء<br />

آخرين بعد خمس سنوات.‏<br />

يدهش املتابع لجلسات مجلس العموم<br />

الربيطاين لشكل وطريقة الخطاب بني<br />

أعضاء هذا املجلس بل وميكن أنْ‏ تُصاب<br />

بالذهول إذا شاهدت أعضاء املجلس<br />

يرصخون ويرضبون األرض بأرجلهم حني<br />

إبداء رفضهم لحديث نائب آخر أو مقرتحه<br />

لدرجة تجعل رئيس املجلس يرصخ بأعىل<br />

صوته )Order( ليطلب منهم الهدوء<br />

وإتاحة الفرصة للنائب إلكامل حديثه.‏<br />

من أشهر ‏)املشاغبني(‏ يف هذا املجلس<br />

النائب العاميل ‏)دينيس سكيرن(‏ والذي<br />

ال يرتك فرصة إال وينهال عىل خصومه<br />

من األحزاب األخرى بالسخرية الالذعة<br />

والصادمة.‏ سخرية جعلت الجميع يهابونه<br />

ويخافون الدخول معه يف أي مصادمات.‏<br />

ومن أشهر الذين تعرضوا لسخرية سكيرن<br />

هي رئيسة الوزراء الربيطانية السابقة<br />

‏)مارغريت تاترش(‏ وهي املعروفة باملرأة<br />

الحديدية ولكن يبدو أن سكيرن لديه ما<br />

يصهر حديد هذه املرأة الجبارة ومن<br />

املعروف أيضا أنها كانت تتحاشاه وتتجنبه.‏<br />

‏»سكيرن«‏ املعروف بوحش بلوسفر نسبة<br />

14


إىل مدينته علق عىل ما تناقلته صحف<br />

بريطانية يف أبريل 2015 أن األمري تشارلز<br />

ويل العهد الربيطاين قال أنه سيهاجر من<br />

البالد إذا قررت الحكومة حظر ‏»رياضة«‏<br />

صيد الثعالب الرائجة يف الريف اإلنجليزي.‏<br />

ويف سخرية الذعة عىل تهديد األمري،‏ قال<br />

سكيرن ‏»أعتقد أن هذا مدهش.‏ كنت أنوي<br />

التصويت يف صالح التخلص من صيد<br />

الثعالب،‏ بيد أين اآلن حريص عىل ذلك<br />

بصورة مضاعفة«.‏<br />

تشتهر اململكة املتحدة بحرصها عىل إتباع<br />

التقاليد بصورة تدعو للتعجب واالستغراب<br />

ومن ذلك الطريقة التي تفتتح بها امللكة<br />

‏)إليزابيث(‏ الدورة الربملانية ملجليس<br />

العموم واللوردات بخطاب مليك تسبقه<br />

جملة من املراسم والربوتكوالت بأزياء<br />

تعود إىل القرون الوسطى،‏ من هذه املراسم<br />

هي حضور أحد حراس امللكة يعرف بإسم<br />

Rod( )The Black ملجلس العموم وبعد<br />

تحية النواب يطلب من رئيس املجلس<br />

والنواب الحضور ملجلس اللوردات لحضور<br />

خطاب امللكة،‏ تنقل القناة الربيطانية<br />

األشهر )BBC( هذه العملية يف نقل حي<br />

ومبارش،‏ ما إن ينهي الحرس طلبه حتى<br />

يهب ‏»دينيس سكيرن«‏ واقفاً‏ رافعاً‏ صوته<br />

بجملة ساخرة ينتقد فيها إحدى إخفاقات<br />

الحكومة أو يذكر فيها رأيه يف ما يشغل<br />

الرأي العام الربيطاين.‏ تنتظر العديد من<br />

الصحف والقنوات الربيطانية هذه اللحظة<br />

سنوياً‏ وتنقلها باحتفاء شديد.‏ فتأمَّل.‏<br />

15


قصة<br />

قصرية<br />

‏ضياع<br />

بقلم مالذ كمال اآفرو<br />

جلسَ‏ ‏)أحمد(‏ أمام املرآة يف املستشفى بالعاصمة اإليرلندية ‏)دبلن(‏ .. و كأمنا<br />

يبحث عن شخص آخر غري الذي يراه أمامه ... ال شعورياً‏ كان يتحسس مالمح<br />

وجهه ينظر إىل نفسه نظرة حزن و أىس ‏...وإىل جسده الهزيل ....<br />

ماذا لو علمتْ‏ أرسته يف السودان؟ ... ماذا لو كان يجلس اآلن بقرب إخوته؟ ...<br />

ماذا لو و لو ....<br />

يف هذه اللحظات رنَّ‏ هاتفه ... نعم إنه ‏)مايكل(‏ ... يهدده بال ٥٠٠٠ ألف يورو<br />

... بدأ يسأل نفسه هل هو ضحيه ملايكل و صديقه ‏)روبرت(‏ أم ماذا ؟ ....<br />

تعود تفاصيل القصه إىل يوم اإلثنني املوافق 11 من شهر 7 عام ‎2010‎م‎٠‎ عند متام<br />

الساعة الرابعة عرصاً‏ كان الجميع يجلس أمام التلفاز ملشاهدة املؤمتر الصحفي<br />

إلعالن نتيجة الشهاده السودانية ...<br />

شيخ مريغني إمام ملسجد بأطراف املدينة يعيش مع أرسته،‏ زوجته ست النفر<br />

وأبناءه و بناته .. أحمد .. عيل وأصغرهم سهام ...<br />

أحمد االبن البكر لشيخ مريغني ...<br />

بدأ املؤمتر الصحفي وكل من يف املنزل يرتقب إعالن النتيجة ، كانت املفاجأه أنْ‏<br />

يُعلن اسم أحمد مريغني بإحرازه املركز األوَّل عىل مستوى الدولة . سجد شيخ<br />

مريغني شاكراً‏ و حامداً‏ الله تعاىل ، توافدت األرس و الجريان للمباركة ، القنوات<br />

التلفيزونية للتسجيل واالحتفاء بهذا االبن النابغة .<br />

كان حلم أحمد منذ صغره دراسه الطب،‏ لكن مع األسف أراد الدراسة خارج<br />

حدود الوطن .<br />

بالتحديد يف يوم الخميس الثاين من شهر ‎5‎من العام ‎2005‎م غادر أحمد أرض<br />

الوطن،‏ كانت املرة األوىل التي يفارق فيها وطنه واهله ، بىك الجميع ، لكنه<br />

وعدهم بالعودة وهو يحمل شهادات تجعل أرسته فخوره به دوماً‏ ودع أمه<br />

قائالً‏ ( ودعتك الله يا أم الدكتور(‏ و ما تنسيني من دعواتك ألنها هي قويت يف<br />

الغربة ...<br />

وصل أحمد إىل األرايض األيرلندية مع ذهول شديد مام رأته عيناه ، نعم إنه<br />

العامل األَّول،‏ عامل يختلف متاماً‏ عن الذي وُلد و ترعرع فيه ...<br />

انتقل إىل مكان إقامته .. قابل أصدقاءه بالسكن ‏)مايكل و روبرت(‏ .. بعد<br />

أسبوع بدأتْ‏ الدراسة يف الجامعة ... مرت األيام و مازال أحمد يحافظ عىل<br />

تفوقه و نجاحه ... اجتاز جميع االمتحانات يف املستوى األوَّل بدرجه االمتياز ...<br />

كان عىل اتصال دائم بأهله يف السودان يخربهم تفاصيل يومه أول بأول .<br />

تفوقت بتول وانتقلت إىل املرحلة الثانويه مبجموع ٢٧٦ وكانت دامئاً‏ ما تردد<br />

‏)عايزة أبقى زي أحمد واجي أولة السودان(‏ .<br />

حياة ‏)أحمد(‏ بالسكن الذي يعيش فيه بعيدة متاماً‏ عن مايكل و روبرت ألنَّ‏<br />

ترصفاتهم و أفعالهم مل تكن تتامىش مع قيمه و أخالقه التي قام عليها .<br />

انتهت السنة الدراسية األوىل و يف اإلجازه السنوية قرر مايكل التقرب من أحمد<br />

و بالفعل استطاع أنْ‏ يجعله صديقاً‏ جيداً‏ له .. بدأ يف الخروج معه والتعرف عليه<br />

أكرث ... ‏)مايا(‏ فتاة شقراء نحيلة كحيلة ذات أعني خرضاء اللون هي الصديقه<br />

األقرب ملايكل و روبرت .<br />

16


اعتادتْ‏ ‏)مايا(‏ عىل املجئ إىل املنزل يف عدم وجود أحمد ، و يف يوم حرضتْ‏ يف وجوده للتعرف عليه ‏،وبعد مرور أكرث<br />

من شهر ....<br />

ست النفر ( بتبني جزو من البيت عشان دي حتكون عيادة الدكتور أحمد زي ما هي بتقول ، شيخ عبد الباقي :<br />

مالك مستعجله خيل الولد ملن يقرب ينتهي بتسكتو واثقه من ولدي الحيجي و يعالج القرية كلها إنْ‏ شاء الله دكتور<br />

قدر الدنيا (....<br />

أصبحت ‏)مايا(‏ جزءاً‏ ال يتجزأ من حياة أحمد تعطيه كأساً‏ من الخمر يرفض يف باديء األمر ثم يطيعها الحقاً‏ .. حتي<br />

بدأت يف إعطائه كبسوالت مدعية أنها مسكنات لألمل .. اعتاد أحمد عىل تناول الخمر و هذه الكبسوالت بصورة يومية<br />

. بدأ العام الدرايس الثاين و بدأ التدهور يف حالته يذهب يوم و يغيب عرشة .. يف السودان امتحن شقيقه عبد الهادي<br />

و بدأ يدرس هندسه البرتول يف جامعة الخرطوم أما بتول يف الصف الثاين املرحله الثانوية .<br />

أصبح أحمد يتناول جميع أنواع الحبوب و املسكنات يوماً‏ بعد يوم يزداد احتياجه إىل تلك املخدرات و أخرياً‏ وقع يف<br />

شباك ‏)مايا ‏..مايكل و روبرت(‏ .. نعم إنَّها شبكة متخصصه يف تجارة املخدرات .. يعطونه جزءاً‏ قليالً‏ و يطلبون منه<br />

توصيل الطلبيات إىل أماكن محددة حتي ال يعلم أمرهم ... بدأ يف اإلدمان أوالً‏ ثُمَّ‏ التجارة ... قلتْ‏ اتصاالته بأهله أو<br />

باألصح انعدمتْ‏ متاماً‏ ... كان يذهب للجامعة ليعطي املخدرات ملن يطلبها ثم يعود ال يعي شيئاً‏ بالدنيا ... تغريت<br />

مالمحه و بدأ شكله الخارجي و كأنه أحمد صنعته مايا و رشكاءها ..<br />

و بعد مرور عام تم فصله من الجامعه لعدم انضباطه .. تم عقد قرآن بتول عىل ‏)عباس(‏ ابن عمتها يف فرحة كبرية<br />

ينقصها وجود أحمد بينهم .... مل يعد أحمد يستطيع فعل أيَّ‏ شئ سوى تعاطيه املخدرات بكافة أنواعها ... حتى مايا<br />

مل تعد تحتاجه ألنه أصبح هزيل ال يستطيع مساعدتهم و تحقيق الهدف الذي استدرجته من أجله . فكَّرت كيف<br />

تتخلص منه دون أنْ‏ يؤذيهم .. طلبت من روبرت أنْ‏ يجعله يوقِّع عىل شيك بقيمة خمسة ألف يورو ورميه بعيداً‏<br />

يف والية بعيدة عنهم حتي ال يعلم أحد أمرهم وبالفعل نفَّذ روبرت ما طُلِب منه .. كان املارة يف الشوارع يتجنبون<br />

املرور بجانبه ... التساخ مالبسه و رصاخه الدائم لحوجته للمخدرات ... مر شيخ كبري السن بقربه والحظ أنَّ‏ مالمح<br />

هذا الشاب مالمح سودانية اتصل بالسفاره السودانيه ملعرفة هويته .. مل تجد السفارة ما يثبت أنه ينتمي لها .. قام<br />

هذا الشيخ مبساعدة بعض من الشباب املسلم بانتشال أحمد من تلك الحالة و بعد الفحوصات تبني أنه مدمن من<br />

الدرجه األوىل ، تم إرساله إىل املشفى لتلقي العالج .<br />

شيخ عبد الباقي يف ترقب أي خرب عن أحمد حتي فكَّر بالسفر للبحث عنه لكن كان دامئاً‏ ما يصرب ‏)ست النفر(‏ و يقول<br />

ليها ( برجع بالسالمة إنْ‏ شاء لله .. بس إنتِ‏ أدعي ليهو ) ..<br />

بعد مرور شهر بدأت حالة أحمد بالتحسن ...<br />

انجبتْ‏ بتول ابنها األوَّل ‏)ومن شدة تعلقها بأخيها اسمته أحمد(.‏ و يف يوم األربعاء الساعه الثالثة صباحاً‏ وقف أحمد<br />

أمام املرآة من داخل غرفته باملشفى يتحدَّ‏ ث مع نفسه بحرسة و أمل عن سنني عمره التي أفناها ما بني املخدرات و<br />

الغربة عن أرسته التي مل يعد يعلم عنها يشء..وعن حلمه الذي أصبح رساباً‏ ، يف هذه األثناء استطاع ‏)مايكل(‏ أنْ‏ يعلمْ‏<br />

مبكان أحمد،‏ اتصل به ليذكره باملبلغ الذي وقَّع عليه وهو يف حالة ال وعي .... وضع الهاتف و نظر إىل املرآة نظرة<br />

طويلة وأغمض عينيه بال عودة للحياة مرة أخرى...‏<br />

‏)فتحت أمه ست النفر عيونها(‏ عيل صوت رصخات وبكاء من بتول وشيخ عبد الباقي يقول ليها ‏)ود الشيخ مات ) ..<br />

ربنا يصربنا يا أم أحمد .. البقاء لله .<br />

17


أزكت نيرانها شبكات التواصل االجتماعي ..<br />

الشائعات .. مزحة اجتماعية<br />

اأم ‏سالح ‏سياسي؟ ..<br />

بقلم : عيل هاشم نجم الدين<br />

ترسي الشائعاتُ‏ وسطِ‏ املجتمعِ‏ كنريانٍ‏ تأكُل كل ما يف طريقها،‏ ثُمَّ‏ يكون رماداً‏ يخلِّف كثرياً‏<br />

من املآيس،‏ وسط مجتمع يحلم بعيشٍ‏ هنيء،‏ فالشائعات باتت آخذة يف التوسع أفقياً‏ ورأسياً‏<br />

يف مجتمعات العامل املختلفة،‏ ال سيام املجتمعات التي تقل فيها جرعات التعليم وينترش فيها<br />

الجهل بشكل مريع ‏،إال أنَّ‏ دولة كالسودان حباها الله بعقلٍ‏ مستنري متفتِّح يُفرقُ‏ بنيَ‏ الصواب<br />

والخطأ ..<br />

18


يف قديمِ‏ الزمانِ‏ :<br />

عرفَ‏ اإلنسانُ‏ منذ القدم الشائعات،‏ وانترشت بني مجتمعه<br />

وتعامل معها وفق ما اقتضته الحاجة وقتذاك ‏،فكل زمان<br />

تتطور فيه الشائعة يف املقابل تتطور فيه آليات الصد والرد<br />

عىل تلك الشائعة.‏<br />

انترشت الشائعة بأساليب مختلفة،‏ منها نقل الحديث بينهم<br />

يف املجالس ، وهم يتسامرون ويتآنسون.‏ ثمَّ‏ يشيع بعضهم<br />

أشياء عن غريهم،‏ لتنترش وتصري شائعة تتناقلها مجالسهم .<br />

أصل الكلمة :<br />

قِيلَ‏ يف ‏)لسان العرب(‏ تحت مادة ‏)شيع(‏ ، شَ‏ يَّعْتَ‏ فُالنًا<br />

اتبعتُه،‏ وشايعَه ( تابعه وقوَّاه(،‏ ويُقال:‏ شَ‏ اعك الخريُ؛ أي)ال<br />

فارَقك(،‏ ومنه ( تَشْ‏ ييعُ‏ النارِ(‏ بإلْقاء الحَطَب عليها،‏ و)شيَّعه(‏<br />

خرَجَ‏ معه عندَ‏ رحيله ليُودِّعه،‏ وتشيَّعَ‏ يف الشيَّ‏ ْ ء)استهلَك<br />

يف هواه(‏ والشيوع)‏ ما أُوقد به النار(‏ وشاع الشيب:‏ ظهَرَ‏<br />

وتفرَّقَ‏ ، وشاع الخرب:‏ ‏)ذاع(‏ والشاعة:‏ األخبار املنترشِ‏ ة،‏ ورجل<br />

مِشياع أي)‏ مِذياع ال يكتم رسًّا(.‏<br />

أدوات حديثة :<br />

مع انتشار أدوات التعليم والتكنولوجيا ‏،أصبح الناس<br />

يستخدمون هذه األدوات يف نرش الشائعات،‏ بنهم كبري ‏،حتى<br />

صارت جزءاً‏ ال يتجزأ من حياتهم اليومية،‏ لدرجة أنك إذا<br />

حاولت بذل النصح لبعضهم يجد ذلك مستغرباً،‏ فوسائل<br />

التواصل االجتامعي،‏ باتت تُستخدم بصورة ال تليق بإنسان<br />

عاقل مدرك،‏ وتوسُ‏ ع مواعني هذه الوسائل ترك الباب موارباً،‏<br />

لنرش الشائعات من البعض وسط مجتمعه،‏ ويجعل منه حيزاً‏<br />

للتسلية مع علمه بخطورة الشائعة ومآالتها وعواقبها .<br />

رأي مواطن :<br />

يُعرِّف أستاذ اللغة العربية محمد الهندي الشائعة بأنَّها نقل<br />

الخرب بطريقة غري أخالقية،‏ مثل النقص املخل من نص الخرب<br />

ويكون ذلك بسبب الشخص الناقل.‏<br />

حرب نفسية:‏<br />

ويرى بعض املراقبني إنَّ‏ الشائعة أحد أساليب الحرب<br />

النفسية،‏ وتكمن خطورتها يف أنها سالح جنوده مواطنون<br />

صالحون يرددون معلومة أو خرب دون أن يدركوا أنهم أداة<br />

ألشد أنواع الحروب.‏ وتظهر وتنترش الشائعة بني صفوف<br />

املواطنني أكرث فأكرث حينام ال تتوفر املعلومات بالقدر الكايف<br />

عام يدور من أحداث محيطة بهم أو حدث معني،‏ وبحسب<br />

مهتمني يكون نقل الشائعة وتداولها بني الناس بالعديد من<br />

األساليب والوسائل منها كلمة منطوقة بني شخصني وتأخذ<br />

أسلوب القصة املألوفة ‏،فضالً‏ عن وسيلة كالردايو والكل يعلم<br />

قدرة اإلذاعات عىل نرش شائعة ما للمواطنني وبث السموم<br />

بينهم كام أن للتلفاز دور كبري يف نقل الشائعة من خالل<br />

القنوات أياً‏ كان مصدرها وتبعيتها ميكن من خاللها نقل<br />

الشائعات للمواطنني وترديدها فيام بينهم دون وعي ، يف<br />

حني أنَّ‏ للصحف دوراً‏ كبرياً‏ كذلك كنرش خرب غري صحيح مثالً‏ .<br />

يف اآلونة األخرية وعرب الوسائط االجتامعية املختلفة أصبحت<br />

الشائعة يف متناول اليد فنالحظ بني الفينة واألخرى منشورات<br />

تقدح يف الحكومات املختلفة أو زرع فتنة بني التكتالت و قد<br />

ترسي الشائعة يف شكل استغالل حدث ما اجتامعي كان أو<br />

اقتصادي ‏،تستغله جهات معارضة مثالً‏ وينترش هذا النوع يف<br />

كثري من البلدان والسودان ليس استثناء.‏<br />

شائعات انترشت مؤخراً‏ :<br />

كل أو معظم الشعب السوداين كان منشغالً‏ يف اآلونة األخرية<br />

عن شائعة االختطاف،‏ رغم تعميم الرشطة لعدد من البيانات<br />

التي تؤكد عدم مصداقية أخبار االختطاف،‏ ليستغلها أصحاب<br />

األنفس الضعيفة يف نرش شائعات تتعلق باختطاف هنا<br />

وهناك ‏،وألن معظم املتلقني عرب الوسائط االجتامعية من فئة<br />

الشباب فقد يأخذهم الحامس الزائد لنسخ املنشورات التي<br />

تحمل الشائعة ولصقها يف عدد مقدر من املجموعات لتسري<br />

الشائعة سري النار يف الهشيم .<br />

رأي مهتم :<br />

19


سعيد يوسف شاب مهتم بقضايا املجتمع ينظر للشائعات<br />

املتعلقة باالختطاف من منظور مختلف وقال إنها أضحت<br />

من الظواهر التي متأل الساحة والوسائط ‏،وكل يروي قصته<br />

بطريقته الخاصة وال يلتفت لها سوى السذَّج فهي مهدد كبري<br />

لألرس واألفراد يف بلد ينعم أهله باألمن واألمان . فهي جرمية<br />

مكتملة األركان يجب أنْ‏ يُسنْ‏ لها قانون رادع يردع كل من<br />

تسوَّل له نفسه ببث الهلع وسط الناس،‏ ألنها تصبح مدمرة<br />

لكل ماهو مرتبط مبعاش الناس وسلمهم وأمنهم،وأردف<br />

‏)لذلك يف رأيي وكام يقال يف املثل الشعبي - كان املتكلم<br />

مجنون،‏ املتصنت يبقي واعي-‏ ومن هنا أُناشد كل من يسمع<br />

أو ‏،من ترده رسالة عرب الوسائط االجتامعيه أن يرتيس أوال<br />

وأن يقيس األمر ويحيله إال غرف العقل مروراً‏ بالقلب<br />

والحواس األخرى وأن يتحقق من أمرها حتى ال تصبح الشائعة<br />

أمراً‏ سهالً‏ ‏.لذلك كلمة اختطاف وحدها كافية ومدمرة مجرد<br />

سامعها يصاب الشخص بالذهول وعدم األمان معاً‏ (. وطالب<br />

سعيد بإرسال الرسائل النافية بأرسع ماميكن حتي تنترش<br />

وتنفي الشائعة وأن تئدها يف وقتها .<br />

التصدي عرب الترصيحات .. مفيد :<br />

إذا انترشتْ‏ الشائعة فال بد من التصدي لها وهذا يعترب<br />

تحدٍ‏ كبري يواجه الجهة التي طالتها الشائعة،‏ وقد تخصص<br />

مؤسسات أفراداً‏ لهذه املهمة،خاصة الرشكات الكبرية والتي<br />

تتعرض دوماً‏ للشائعات لنيل من منتجاتها .<br />

أخبار مضللة :<br />

لكن يف السودان والعاصمة الخرطوم تحديداً‏ رصّح مدير رشطة<br />

والية الخرطوم اللواء إبراهيم عثامن عن عرب حرب اإلشاعات<br />

باعتبارها األخطر.‏ ورأى أن جميع حاالت االختفاء تكون عادة<br />

ناجمة عن خالفات أرسية أو أمور خاصة باملختفني.‏<br />

بينام قالت وزارة الداخلية السودانية إنّ‏ بالغات اختفاء<br />

املواطنني يف ظروف غامضة مل يكن من بينها شبهات اختطاف<br />

أو تجارة أعضاء،‏ مؤكدة أن كل ما يثار يف مواقع التواصل<br />

االجتامعي من أخبار وبيانات متعلقة بالجرمية كاذبة ومضللة.‏<br />

خامتة :<br />

الشائعات ليست وليدة اليوم،‏ بل هي موجودة ومؤثرة يف<br />

أغلب الحضارات والثقافات عرب التاريخ،‏ ألنها أحاديث يومية<br />

يتناولها الناس،‏ ولها أهداف وأغراض،‏ ووسائل نقلٍ‏ ، حسب<br />

املجتمع والبيئة التي تسُ‏ ود فيها.‏<br />

20


اقتباس<br />

اإعداد : د.‏ بدر الدين اأحمد اإبراهيم<br />

أصبحت العوملة من أبرز التحديات<br />

التي تواجه األرسة املسلمة وتهدف<br />

إىل إزالة الحدود وإذابة الفروقات<br />

بني املجتمعات اإلنسانية وشيوع<br />

القيم اإلنسانية املشرتكة التي تجمع<br />

بني البرش،‏ وتكوِّن البنى التحتية<br />

لسيادة آلية رأس املال دون قيود<br />

للمعلومات أيْ‏ دون رقابة،‏ حاملة<br />

شعار)املصري الواحد للبرشية(‏ .<br />

األرسة واألمناط املستهدفة :<br />

فاألرسة مستهدفة من قبل الغزو<br />

الثقايف باعتبارها نواة تكوين<br />

املجتمعات اإلسالمية،‏ لذلك وجهت<br />

الهجمة الرشسة عرب العوملة لألرسة<br />

عموماً‏ والنساء واألطفال عىل<br />

وجه الخصوص باعتبارهام رباط<br />

الجاش واملستقبل الواعد.‏ كام وجَه<br />

االستهداف نحو الشباب باعتباره<br />

القوة الحيوية الفاعلة اليوم يف<br />

*<br />

الغزو<br />

الثقايف<br />

الفكري<br />

وتاأثريه<br />

على<br />

االأسرة<br />

كل مجتمع.‏ كام استهدف الغزو<br />

العالقات الرابطة بني األفراد ‏)األب ،<br />

األم واألبناء(‏ ، فام عادت مجتمعاتنا<br />

يف كثري منها تثق يف األرسة املمتدة<br />

، وازداد إميان الكثريين بسياسات<br />

تحديد النسل،‏ واختلَّت مقومات<br />

التوجيه التي كان يقوم بها رب<br />

األرسة وظهر آباء جدد متثلهم<br />

وسائط اإلتصال الحديثة فهي التي<br />

توجه وتريبِّ‏ ويُطاع أمرها أكرث من<br />

األب التقليدي الذي مل يستطع يف<br />

كثري من األحيان مواكبة التطورات<br />

املتسارعة،‏ فريض بدور املتفرِّج،‏<br />

خوفاً‏ من املفاجأة بوصفه بعبارات<br />

التخلف والرجعية من أقرب األقربني<br />

إليه .<br />

مفهوم الزواج : تأخرت سن الزواج<br />

وكرثت ظواهر العنوسة والزواج<br />

العريف وزواج املتعة واملسيار والخلع<br />

21


والطالق والهجر بال مربر .<br />

ومن املجاالت التي حدث بها تغيري جراء الغزو الثقايف:‏<br />

منط املعيشة : بال شك تغريَ‏ منط العيش يف األرسة<br />

وطرق اإلنفاق وأصبحت مظاهر الرتف وال ‏)ال<br />

حاجة(‏ والرصف البزخي يف املناسبات وغريها والنزعة<br />

االستهالكية منطاً‏ مميزاً‏ لألرسة العربية واملسلمة . وقد<br />

لعبت اإلعالنات واملسلسالت االجتامعية دوراً‏ فاعالً‏ يف<br />

ذلك عرب طبق اليوم مثالً‏ .<br />

الزي وترسيحة الشعر والحالقة:‏ تغريت وفقاً‏<br />

لقياد ثقايف فرضته عارضات األزياء والعبي الكرة<br />

وكبار الفنانني يف مقابل مايل أو لعب دور أصيل يف<br />

االستهداف ، إذ حالة االستقطاب عند اآلخر تركِّز عىل<br />

رموز املجتمع لتمثِّل القدوة والنموذج لآلخرين ‏)أنظر<br />

إىل مذيعات املنوعات والربامج الرتفيهية يف معظم<br />

الفضائيات العربية(‏ .<br />

السلوك والذوق العام : تأخرت كثرياً‏ قيم االحرتام<br />

املتبادل واملروءة والنجدة وسادت سياسة الفردانية<br />

واالنعزال واالنطواء،‏ وشاعت أمناط من الغناء والطرب<br />

خالية من املضمون والهدف مصحوبة مبناظر ال تليق<br />

بأبسط قواعد املروءة والنخوة ‏)وأصبحت الفنانات<br />

والفنانني رواد املجتمع الحديث ومشاهريه . وما أغاين<br />

‏»الفيديو كليب«‏ إال منوذجاً‏ من ذلك .<br />

مصادر املعرفة : تطورت وسائل املعرفة الحديثة من<br />

فضائيات وانرتنت وموبايل وتلفون وغريها ، وتطوَر<br />

معها كم املعلومات املتاحة ، علامً‏ بأنَ‏ هذه املعلومات<br />

أتاحت نوعاً‏ من السيطرة املركزية والتبادل الفوري<br />

مام يحقق عجالة اإلقناع ، فهي ليست راسخة يف<br />

معلوماتها ومؤلَفة مثل الكتاب والصحيفة واملجلة<br />

‏)الوسائل التقليدية(‏ مام ينتج عنه كثافة يف اإلنتاج<br />

املعريف مع ضحالة يف الفكر والفهم العميق،‏ وقد<br />

حدثت إشكاالت يف املعلومات املتاحة وعدم مطابقتها<br />

لألبعاد الثقافية واالجتامعية للمتلقني ‏)فالتكنولوجيا<br />

مل تعد عنرصاً‏ من عنارص التسلط االقتصادي والسيايس<br />

بل أصبحت عنرصاً‏ من عنارص التسلُّط الفكري والثقايف<br />

، هذا الوضع أدى إىل إحكام السيطرة من جانب<br />

الدول املصدِّ‏ رة للمعلومات والتكنولوجيا عىل دول<br />

العامل النامي . فمن ميلك التكنولوجيا واملعلومات<br />

ميلك السيطرة والقوة ويروِّج تلك املعلومات التي<br />

تتفق ليس فقط ومصالح دول املصْ‏ دَ‏ ر بل ومصالح<br />

الرشكات الدولية،‏ فلقد صمَّمَتْ‏ نُظم اإلتِّصال واإلعالم<br />

لخدمة األغراض واألهداف االقتصادية السائدة،‏ أي<br />

أهداف النظام االقتصادي واالجتامعي للدول املصدِّ‏ رة<br />

للتكنولوجيا(،وذلك دون النظر إىل البعد والتكلفة<br />

االقتصادية املرتتبة عىل تلك األجهزة ورسوم االستهالك<br />

املستمر خاللها ، ففي إفريقيا اليوم وحسب بعض<br />

اإلحصاءات أكرث من )81( مليون جهاز موبايل أكرثها<br />

يف نيجرييا وجنوب إفريقيا .<br />

وخطورة هذه األجهزة إنها بعيدة عن سيطرة اآلباء<br />

واألمهات الذين فقدوا السيطرة عىل أبناءهم إذ ميكن<br />

للبنت مثالً‏ أنْ‏ ترسل وتستقبل الصور والرسوم وهي<br />

جالسة مع والدها دون أنْ‏ يعرف .<br />

التعليم : عىل الرغم من أهمية الوسائط الحديثة يف<br />

التعليم إال أنَّ‏ لها أثراً‏ خطرياً‏ عىل التعليم األسايس<br />

والرضوري لبناء املعرفة خاصة لدى األطفال،‏ فالربغم<br />

من الجامعات املفتوحة والتعليم عن بعد واملدارس<br />

الخاصة،‏ فقد تأثَّر تلقي املعلومة للتالميذ يف مدارسهم<br />

التقليدية – فكثريون داخل قاعات الدراسة بأجسادهم<br />

ولكن تفكريهم يف جهاز التلفزيون ولعبة ال‏ sta- Play<br />

tion هذا للذي مل يتهرب من املدرسة إىل غريها وقد<br />

أشارت باحثة أمريكية إىل ‏)إنَّ‏ األطفال أصبحوا يصابوا<br />

بالضجر يف املدارس التقليدية وذلك ألنهم تعودوا عىل<br />

تلقي املعلومات من وسائط اإلتصال بجاذبية عالية<br />

وحركة وصوت ومؤثرات ، فكيف يصربون إىل معلم<br />

السبورة والطباشري !!(. لذلك أشارت الباحثة ‏»اليزابيث<br />

دروز«‏ إىل أنَّ‏ ‏»املدرِّس التقليدي واملناهج التقليدية<br />

واملدارس التقليدية ال تستطيع أن تعطي التالميذ ما<br />

يحتاجونه من أشياء لتنمية قدراتهم الكامنة ، وهي<br />

تحث عىل إتباع«‏ طريقة جديدة<br />

New Con-( ومحتوي جديد )New Technique ((<br />

. »)New relationship( وعالقات جديدة )tent<br />

بل حتى التعليم الجامعي وما فوقه سيتأثر كثرياً‏ ما مل<br />

يواكب الخريجون تطورات العلم ومجاالت التخصص<br />

‏)أوّالً‏ بأوَّل(‏ ، وعليه سيصبح التعليم واالستمرار فيه<br />

عرب الوسائط الحديثة الزماً‏ لكل العاملني يف مجاالت<br />

الحياة املختلفة وقد أشار لذلك العامل اإلنجليزي Eric<br />

Ashby يف مطلع التسعينات بقوله ‏)إنَّ‏ الدارسني<br />

22


اليوم سيصبحون يف عام ألفني قادة مجتمعاتهم ولكن<br />

قبل ذلك بكثري ستصبح شهاداتهم ودبلوماتهم بالية ،<br />

رمبَ‏ ا يحني الوقت الذي تصبح فيه الشهادة الجامعية<br />

مثلها مثل جواز السفر صالحة لعدد من السنوات<br />

وال تتجدد إال بتجدد املعلومات التي تلعب وسائط<br />

اإلتصال دوراً‏ فيها(‏ .<br />

اللغة : تعترب اللغة من أهم أدوات التشكيل الثقايف<br />

بل من أهم عوامل تشكيل األمم ، إنْ‏ مل نقل أهمها ،<br />

ذلك ألنها وعاء الفكر وأداة التعبري والتواصل والتفاهم<br />

بني الناس ، توثق صالتهم ، وتقوي روابطهم ، وتبني<br />

ثقافاتهم وتشدَ‏ وحدة اللحمة بينهم ، وهي مستودع<br />

ذخائر األمة وموروثها الثقايف وتراثها الذي يجرسَ‏ بني<br />

حارضها وماضيها،‏ ويصل حارضها مبستقبلها،‏ ويحدد<br />

قسامت شخصيتها ومالمح هويتها … إنَّها الوطن<br />

الثقايف الذي يصنع الوجدان ويحرك التفكري ، ويرتجم<br />

األحاسيس،‏ ويغريِّ‏ السُ‏ لوك ، ويسهِّل تبادل املعارف<br />

وتلقي العلوم … وهي املسار الحقيقي إلدراك أغوار<br />

الشخصية وميولها وإتجاهاتها ، وتحديد أهدافها<br />

فكثرياً‏ ما يقال : ‏»تكلَّم حتى أراك«‏ .<br />

يذكر عز الدين الخطيب عن استعامل العامية يف<br />

وسائل اإلعالم بأنه أرض بلغة القرآن ما قوله : ‏)إنَّ‏<br />

من أكرب العوامل الضارة باللغة العربية ومبستقبلها<br />

وحتى مبستقبل الوحدة العربية،‏ استعامل اللهجات<br />

املحلية يف السينام واملرسح ويف اإلذاعة والتلفزيون،‏<br />

إذ يجمع بني البالد العربية لغة القرآن،‏ والعدول عنها<br />

إىل اللهجات املحلية هو خصم لهذه الوحدة،‏ وقد قال<br />

أحد األدباء ‏-الذين ينادون بإحالل العامية لسهولتها<br />

محل الفصحى لصعوبتها-‏ هم أشبه مبن ينادون<br />

بتعميم الجهل ألنه أسهل وإلغاء العلم ألنه صعب<br />

املنال«‏ .<br />

الرتبية : تلخيص الحديث فيها بقراءة ثالثة نصوص<br />

مختارة من كتاب األطفال واإلدمان التلفزيوين ملاري<br />

وين كاآليت :<br />

‏أ.يقبع األطفال الصغار من مختلف الطبقات<br />

االجتامعية داخل بيوتهم طوال اليوم مع عدد قليل<br />

من رفقاء اللعب من دون عمل يذكر . إنَّ‏ بيوتاً‏ قليلة<br />

سواء يف األحياء السكنية الفقرية أو يف البنايات الضخمة<br />

أو يف تقسيامت الضواحي،‏ توفِّر لعقول أو أجسام<br />

الصغار التمرينات الرضورية لها.‏ وأنت ترى نتائج<br />

ذلك يف املتجر املركزي املحيل عندكم ، أطفال صغار<br />

رسيعو االنفعال ، منهكون ضجرون بسبب الخمول ،<br />

يدفعون أمهاتهم نحو الجنون ، ومن املكن أنْ‏ يُقدَّ‏ م<br />

برنامج تلفزيوين مالئم لهؤالء األطفال وأمهاتهم الكثري<br />

من املساعدة ، ويعلم الله إنَّ‏ األطفال يشاهدون<br />

التلفزيون بصورة متواصلة .<br />

‏ب.ترى إحدى األمهات : ‏»طفيل ذو العرش سنوات<br />

مدمن للتلفزيون ، مثلام يدمن شارب الكحول الرشاب،‏<br />

وهو يحاول التوصل إىل حلول وسط بأقل مثن فيقول<br />

يل:‏ ‏»إذا تركتني أشاهد التلفزيون عرش دقائق أخرى<br />

فقط ، فلن أشهاده إطالقاً‏ غداً«‏ ، إنَّ‏ املوضوع محزن<br />

ويشعرنا بالخوف«‏ .<br />

‏ج.وتصف أم حدوث املشاهدة التلفزيونية اليومية<br />

ألطفالها بساعتني،‏ استمرار ضيقها بتأثريات التلفزيون<br />

يف حياتها األرسية .<br />

‏»إنَ‏ ما يقلقني بشدة مسألة السيطرة عىل التلفزيون<br />

، ألننا وضعنا بعض القواعد التي يتعني عىل األطفال<br />

مراعاتها ، لكن ما ال أستطيع منعهم من عمله هو<br />

الحديث عن التلفزيون.‏ أود لو استطعت أنْ‏ أُعيد<br />

عىل مسامعكم محادثة عادية مام يدور عىل مائدة<br />

العشاء . فاألطفال ال يتكلمون عن يشء سوى ما داريف<br />

هذا الربنامج أو ذلك . من فعل هذا وملاذا ؟ من قال<br />

وماذا قال ؟ وما حدث بعد ذلك ؟ ويف بعض األحيان<br />

نقول لهم ، زوجي وأنا ، أنْ‏ يكفوا عن ذلك ، فنحن<br />

ال نريد سامع املزيد عن برامج التلفزيون . ونسألهم<br />

ماذا حدث يف املدرسة اليوم . وهكذا نحصل عىل<br />

فاصل إضايف قصري يخربوننا فيه برسعة عن املدرسة<br />

ثم يعودون مبارشة إىل التلفزيون وإىل املمثل الذي<br />

لعب دور كذا … وهكذا دواليك …<br />

فقد قال أحد األطباء األمريكيني يف جامعة ‏)كولومبيا(‏<br />

‏»إنَّه إذا صحَّ‏ أنَّ‏ السجن هو جامعة الجرمية،‏ فإنَّ‏<br />

التلفزيون هو املدرسة اإلعدادية إلنحراف الشباب«‏ .<br />

‏*أعدها للنرش / الشيخ موىس ، من ورقة علمية بعنوان ‏)الغزو الثقايف الفكري وتأثريه عىل األرسة(،‏ تطور األساليب والوسائل.‏<br />

23


االنفتاح االإلكرتوين واأثره على ‏سلوك الشباب<br />

ندوات<br />

علمية<br />

منال حقار<br />

قدمت دار املستقبل للنرش اإللكرتوين<br />

ورقة علمية بعنوان ‏)االنفتاح<br />

اإللكرتوين وأثرة عىل سلوك الشباب(‏<br />

وذلك مبباين كلية علوم االتصال<br />

بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا<br />

قدمها الدكتور عبداملوىل موىس،‏<br />

وناقشها الربوفيسري بدرالدين أحمد<br />

إبراهيم عميد كلية اإلعالم بجامعة<br />

أفريقيا العاملية،‏ وازدانت القاعة<br />

رشفاً‏ بحضور كل من د.‏ نهى حسب<br />

الرسول واألستاذ الخبري اإلعالمي<br />

بابكر صديق وعدد مقدر من طالب<br />

اإلعالم وأرسة دار املستقبل للنرش<br />

اإللكرتوين .<br />

وعلّق الربوف بدرالدين بقوله)‏<br />

الدراسةعبارة عن حجر ألقي يف<br />

بركة القضية وفاتحة للشهية ملناقشة<br />

قضايا االنفتاح اإللكرتوين مع الشباب<br />

أصحاب الشأن(.‏ وخرجت الدراسة<br />

بعد نقاشات وتعقيب من جانب<br />

الحضور،‏ بعدد من التوصيات تصب<br />

يف موضوع الدراسة وهي توجية<br />

املجتمع لتلمُّس اإليجابيات لالنفتاح<br />

اإللكرتوين بدالً‏ عن الخوف من ذلك<br />

املارد الذي بات يؤرق املجتمعات،‏<br />

وأيضاً‏ الحث عىل االستخدام األمثل<br />

لوسائل التواصل االجتامع،‏ بجانب<br />

االستفادة من جميع الوسائط<br />

املتاحة إسفريياً‏ وتوظيفها لصالح<br />

مجتمعاتنا،‏ مع الوضع يف االعتبار<br />

رضورة تناول قضايا الشباب<br />

ودراستها،‏ وجاء يف ختام التوصيات<br />

الرثة إطالق املبادرات الشبابية<br />

وحسهم عىل اطالق املبادرات<br />

املفيدة لهم وملجتمعاتهم املختلفة .<br />

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!