مجلة زيزفون الإلكترونية - العدد الأول

7
حوادث غريبة تحصل لك،‏ حال يقظتك،‏ منامك أو ما بينهام،‏ فهل هي مجرد أوهام من صنع خيالك؟ أم لها عالقة
بذاكرتك ودماغك وكل هذا الرتكيب البرشي املعقد؟وهل أنت الوحيد الذي يشعر بذلك؟
ملا ال نحاول أن نستكشف معاً‏ بعض أرسارها..‏
ديجافو
وإن مل تكن سمعت بهذا املصطلح سابقاً،‏ إالأنك قد شعرت باإلحساس الذي يجلبه ملرة أو مرات عديدة،‏ ذاك اإلحساس حني تشعر أنك
رأيت أو عايشت هذا املوقف الحارض فيام ما مىض وبتفاصيله أيضاً،‏ لكن هل حدث حقاً‏ من قبل؟ ملاذا يساوك هذا الشعور؟
هذه الظاهرة تعرف باسم ‏»ديجافو«‏ Déjà vu وهي كلمة فرنسية تعني ‏»شوهد من قبل«،‏ أُطلق عليها هذا االسم من قبل العامل إمِيل بُويَرْك يف كتابه مستقبل علم النفس،‏
ويالزم هذه الظاهرة شعور باملعرفة املسبقة وشعور ب الرهبة والغرابة.رمبا سمعت بعض التفرسات أو التحليالت من معارفك ولكن ما هي حقيقة هذا املوضوع؟!‏
الواقع أن العلم مل يتوصل بعد لحقائق يقينية تثبت سبب نشوء هذه الظاهرة إال أن عدة تفسريات وضعت لها:‏
التفسي العلمي األكرث دقة يُرجع السبب إل شذوذ الذاكرة،‏ حينام تعطي مشاعر خاطئة تقول للمخ بأننا عشنا هذا املوقف من قبل لكننا ال نستطيع تذكر تفاصيل املوقف
‏»السابق«‏ عندما مير الوقت،‏ الشخص يستطيع اسرتجاع بعض التفاصيل املشوّشة يف الحادثة الجديدة ولكن من املستحيل اسرتجاع تفاصيل الحالة األول ‏)والتي كانت يف بالهم عندما
كانوا يف الحادثة الجديدة!(‏ وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك يف األعصاب املسؤولة عن الذاكرة قصرية املدى والذاكرة طويلة املدى.‏
فرضية مراكز الذاكرة يف الدماغ
وهي أن املخ عبارة عن مناطق وكل منطقة مسؤولة عن وظيفة وما يحدث أنك عندما ترى شيئا يرتجمه الجزء الخاص بالرؤية Visual Center والذي وظيفته ترجمة اإلشارات
إل صورة فقط،‏ أما فهم هذه الصورة واستيعابها أو تذكرها إذا كانت مألوفة يكون يف جزء آخر يسمى ،Cognitive Center ويف هذه الظاهرة يحدث يف بعض األحيان تأخر بني
العمليتني ومتر برهة من الوقت تدخل فيها الصورة إل مركز الذاكرة قبل ال Cognitive Center ثم تذهب الصورة إليه الحقا فيظن املخ أنه رآها من قبل.‏
فرضية نصفي الكرة املخية
جميعنا يعلم أن الدماغ مكون من فصّ‏ ني أي جزئني،‏ أحد هذه األجزاء متقدم ‏)بارز(‏ قليال عن اآلخر،‏ وعند استقبال املخ ألي إشارة أو صورة يستقبلها الفصني معا.إمنا يف بعض
األحيان يستقبل ذلك الجزء البارز أو املتقدم الصورة قبل األخر بثواين بسيطة جداً‏ فتعالج قبل النصف االخر فتحدث الظاهرة.‏
فرضية عامل األحالم
وتقول:‏ إن ما منر به من أحداث نشعر وكأنها مكررة أو صورة أخرى من موقف مىض ما هو إال نسخة لحلم قد حلمناه مسبقاً‏ ولكننا نسيناه ومل نتذكره،‏ وحني يحدث نفس
املوقف يف حياتنا العملية نتذكر أننا قد مررنا بنفس هذا املوقف أو املشهد من قبل.‏
فرضية علم ما وراء النفس ‏)الباراسيكولوجي(‏
يرى بعض علامء الباراسيكولوجي أو علوم التفسري العلمي للظواهر الخارقة أن ظاهرة الديجافو هي جزء من الحاسة السادسة،‏ بحيث استطاع وعي اإلنسان وعقله أن يصل إل
الحدث ومفرداته ووقائعه قبل حدوثه بلحظات قليلة جداً،‏ وعندما مر الحدث بان وكأنه مر به اإلنسان من قبل مىض أو أن يكون قد رآه قبل هذا اليوم.‏
فرضية العينني
تفسري علمي آخر لظاهرة ‏)دِيْ‏ چاڤو(‏ وهذا التفسري يتعلق بحاسة النظر بحيث أن إحدى العينان تسجل الحادثة أرسع قليالً‏ عن العني األخرى,‏ فبعد لحظات قصرية عندما تقع
الحادثة،‏ يُخيل لنا بأننا رأينا هذا املوقف من قبل!‏ لكن من عيوب هذه النظرية أنها ال تقدم تفسري لتداخل الحواس األخرى يف الحادثة,‏ كالسمع واللمس وأيضا أن ال«دَيْ‏ چاڤو«‏
حدث ألشخاص ال يرون إال بعني واحدة ‏)أعور(‏
وأيضا هناك تفسري آخر يقول بأن ال)دَيْ‏ چاڤو(‏ ما هي إال نتيجة معلومات قد تعلمناها من قبل ونسيناها واآلن استطعنا اسرتجاعها فيُخيّل لنا بأننا نعيش املوقف مرتني باعتامد أن
‏)املخ البرشي ال ميسح أي معلومة سجلها وإن نسيناها(.‏
تأثي بعض األدوية
بعض األدوية ترفع نسبة حدوث ال)دَيْ‏ چاڤو(.‏ يف عام ٢٠٠٢, متكن عاملان من دراسة رجل
ظهرت عليه عالمات ‏»الديجافو«‏ عند تناوله دواء ال أمانتادين و فَنيلربوبانوالمني ‏)لعالج أعراض
انفلونزا حلّت به(‏ هذا الرجل أحبّ‏ هذا الشعور وبدأ يزور طبيبه النفيس لتسجيل ما يشعر
به.‏ هذان العاملان وصال لنظرية بأن ال ‏)دَيْ‏ چاڤو(‏ هو نتيجة تأثري املعدالت العالية من مادة
ال)دوبامني(‏ عىل بعض الخاليا يف الفص الصدغي للمخ.‏
إعداد:‏ نوار طه