Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
نفط وطاقة<br />
المستخدمة في تلك المنصات يمكن إيقافها<br />
ثم تشغيلها بعد فترة دون خسائر على عكس<br />
المستخدمة في إنتاج النفط التقليدي، وبذلك<br />
توقف الشركات تلك المنصات حتى ارتفاع<br />
السعر ثم تعود لتشغيلها وبالتالي يحدث<br />
تذبذب باألسعار، يرى الخبير النفطي ، أن األسعار<br />
ال تنخفض وال ترتفع بناء على اإلنتاج فقط، إنما<br />
يؤثر بها في األساس الطلب فكلما كان السوق<br />
مستوعبا للكميات المنتجة فهذا يؤدي إلى<br />
ارتفاع السعر والعكس.<br />
ونوه إلى أنه ربما وقت إعادة تشغيل تلك<br />
المنصات يكون قد تم ظهور إصالحات<br />
اقتصادية حول العالم، مما يؤدي إلى عدم تأثر<br />
األسعار، وهو ما ستضعه تلك الشركات نصب<br />
عينيها حينها.<br />
وأوضح بوخضور أن من األمور التي تتدخل<br />
في تحديد أسعار النفط كذلك، األحداث<br />
الجيوسياسية بالمنطقة العربية، وحركة التطور<br />
في اقتصاديات الدول النامية، والتي كلما زادت<br />
بها الجوانب الصناعية كلما زاد طلبها على<br />
وبالتالي التأثير على قيمة الدوالر باالنخفاض وهو<br />
وعن إيران وصلحها النووي، وما يتبعه من زيادة<br />
الطاقة، وبالتالي تتحرك معها األسعار.<br />
هبوط أسعار النفط التقليدي يعصف<br />
بطموحات منتجي الصخري<br />
بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول )أوبك(، بقيادة المملكة العربية السعودية ومنذ العام الماضي حرب النفط االقتصادية ضد الواليات المتحدة<br />
األمريكية عندما رفضت في نوفمبر خفض اإلنتاج كما يتم عادة عندما تنخفض أسعار النفط، هذا ما أثير في وسائل اإلعالم خالل الشهور التسعة<br />
الماضية، ولكن وبنظرة أكثر تأمال في ما صاحب تلك الحرب من أحداث نجد أن ما أثير ليس صحيحا بدرجة %100، حيث األمر ال يقتصر على أمريكا وأوبك بل<br />
فيه شركاء متشاكسون.<br />
في نوفمبر الماضي رفعت أوبك إنتاجها من النفط على الرغم من التراجع المستمر لألسعار منذ بداية العام، وهو ما جعل السعر يواصل تراجعه ليصل<br />
إلى أقل من 45 دوالرا للبرميل في أغسطس 2015، وذلك من 115 دوالر للبرميل في أغسطس 2013، وحسب وكالة الطاقة األمريكية فمن المتوقع أن يكون<br />
ما يصحبه زيادة في أسعار النفط.<br />
أما على المستوى األمريكي أشار بوخضور الى<br />
أنه رغم تلويح المركزي األمريكي من وقت الخر<br />
برفع سعر الفائدة، وبالتالي رفع سعر الدوالر،<br />
وانخفاض أسعار النفط، إال أنه هناك نقطة<br />
تخص النفط األمريكي وهو تكلفة اإلنتاج التي<br />
تعد من األعلى في العالم، خاصة في جانب<br />
النفط الصخري، ويقابله في الجانب اآلخر ما<br />
يميز منصات استخراج ذلك النوع من النفط<br />
عن مثيالتها في النفط التقليدي، حيث يمكن<br />
إيقافها لفترة ثم إعادة تشغيليها بتكلفة<br />
بسيطة مقارنة بتلك المستخدمة في النفط<br />
التقليدي.<br />
مرتقبة في الصادرات اإليرانية من النفط، يقول<br />
بوخضور: إيران لم تقلل من إنتاجها وقت<br />
الحصار، وال من مبيعاتها، وإنما كانت تبيع الجزء<br />
المسموح به وفقا لألسعار العالمية، والجزء غير<br />
المسموح به في السوق السوداء، وهو ما كان<br />
يؤدي إلى الضغط على األسعار، بينما عندما<br />
تضخ كل مبيعاتها وفقا لألسعار العالمية،<br />
فهذا يؤدي إلى ضبط السعر أو ربما زيادته.<br />
وعن تراجع أعداد منصات إنتاج النفط األمريكية<br />
إلى ما يقرب النصف، وهل يمكن اعتبار ذلك<br />
مناورة من الشركات األمريكية، خاصة مع<br />
ما أكده العديد من المختصين من أن اآلالت<br />
** تطور منصات استخراج النفط في<br />
العالم<br />
وبذلك نخرج بأنه ليس فقط تراجع عدد<br />
المنصات وال زيادة الصادرات اإليرانية وال المناورات<br />
بين الدول داخل »أوبك« وخارجها هو المتحكم<br />
الرئيسي في حركة أسعار النفط، أنما هي<br />
شبكة عنكبوتية يوصل إلى بعضها البعض، وال<br />
يمكن النظر إلى جانب منها فقط، إنما البد من<br />
النظر إليها ككل متكامل.<br />
كتب - محمد أبو مليح<br />
متوسط السعر خالل العام الحالي عند 49 دوالرا للبرميل، و54 دوالرا للبرميل في 2016.<br />
** تطور أسعار النفط<br />
هذا من جانب األسعار وأوبك، وعلى الجانب<br />
اآلخر وبنهاية يوليو من العام الجاري انخفض<br />
عدد منصات استخراج النفط األمريكية إلى 866<br />
منصة من 1862 منصة بنهاية عام 2014 وبنسبة<br />
%53 أي إلى أقل من النصف، وهو ما عده البعض<br />
انتصارا لمجموعة »أوبك« والسعودية في الجولة<br />
األولى بين منتجي النفط الصخري وعلى رأسهم<br />
أمريكا، ومنتجي النفط التقليدي وعلى رأسهم<br />
السعودية أكبر مصدري النفط في العالم.<br />
إال أنه وبالنظر إلى تلك الفترة نجد عددا من<br />
األحداث التي برزت على الساحة ومنها، تجدد<br />
األزمة اليونانية، وظهور مشاكل اقتصادية<br />
بالصين أكبر مستهلك للنفط في العالم،<br />
والحديث المتكرر عن رفع الفائدة األمريكية،<br />
والحرب على اليمن واإلرهاب في العالم العربي،<br />
واالتفاق النووي اإليراني، والحديث عن تقسيم<br />
العراق.<br />
كل هذه األحداث وسعت من الهوة وجعلت<br />
األمور ال تقتصر على مجرد الحرب بين دولتين أو<br />
مجموعتين بل حولت األمر إلى ما يشبه الحرب<br />
العالمية.<br />
وفصل الخبير النفطي حجاج بوخضور هذه<br />
الجوانب قائال: عندما ننظر إلى ما يسمى بأزمة<br />
النفط الحالية، البد من أخذ عدد من األمور في<br />
الحسبان، ومنها وضع االقتصاد األمريكي وضع<br />
االقتصاد األوروبي ووضع اقتصاد دولة الصين،<br />
واألحداث الجيوسياسية بالمنطقة العربية.<br />
واضاف بوخضور : بالنسبة للصين فقد أعلنت<br />
الحكومة مؤخرا أنها وضعت استراتيجية تبدأ<br />
من العام 2016 مبنية على الحكمة والذكاء في<br />
إدارة اقتصادها، ومن خالل تلك االستراتيجية<br />
يمكن استنتاج زيادة استخدامها للطاقة،<br />
وباعتبارها أكبر مستهلك للطاقة في العالم<br />
يشير ذلك إلى إمكانية زيادة الطب على النفط،<br />
وبالتالي زيادة في أسعاره.<br />
* تطور العرض والطلب على النفط<br />
وعن االقتصاد األوربي فيرى بوخضور أن هناك<br />
مؤشرات على إمكانية انتقال األزمة اليونانية<br />
والتي لم تحل بعد إلى عدد من الدول األخرى<br />
في أوروبا، وهو ما يعني تدهور قيمة اليورو<br />
* تكلفة استخراج النفط في عدد من<br />
الدول<br />
* الفارق بين طريقة استخراج النفط<br />
التقليدي والنفط الصخري<br />
وأكد الخبير النفط أن ارتفاع أسعار النفط<br />
اآلن ليس في صالح أحد، مشيرا الى أنه وسط<br />
االقتصاديات المنهكة، فإن ارتفاع األسعار يزيد<br />
األمر سوءا، وهو ما يبرر به بوخضور قرار »أوبك«<br />
عدم تخفيض اإلنتاج.<br />
وأوضح أن القرار لم يكن الهدف منه زيادة<br />
األسعار أو انخفاضها،<br />
وإنما دعم استقرار<br />
االقتصاد بالمنطقة والعالم، منوها الى أنه<br />
الهدف الرئيسي ألوبك من قرارتها، حيث تعمل<br />
المنظمة كرمانة الميزان في العالم، في الجزء<br />
الذي يخصها، وهو أسعار النفط.<br />
47<br />
العدد األول | اكتوبر-نوفمبر ٢٠١٥<br />
46