31.05.2016 Views

-17

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

عين على الرأي العام<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

األحد 22 مايو ‎2016‎م<br />

صحيفة أسبوعية شاملة تصدر عن املركز الليبي لقياس الر أي العام<br />

البنيان المرصوص<br />

مرة أخرى يقدّ‏ م شباب الوطن أرواحهم فداءً‏ ملا<br />

عاهدوا اهلل عليه،‏ ضد شراذم الضالل واإلرهاب،‏ والذود<br />

عن حمى الوطن والتأكيد على عودته ملساره الطبيعي<br />

يف االستقرار.‏ كان بإمكانهم الهجوم على سرت وداخل<br />

املدن والشوارع لتطهيرها من دنس ‏)داعش(‏ لكن<br />

يعرفون مسبقا أن العدو جبان،‏ وال يتورّع يف االختباء<br />

بني األطفال والنساء والشيوخ،‏ فتم استدراجهم إلى<br />

تخوم املدينة لقتالهم والقضاء عليهم،‏ يشرف على<br />

سير املعركة ضباط من اجليش الليبي،‏ والشباب<br />

يتقنون فن القتال والتخطيط له،‏ وجر العدو خارج<br />

املدن من أولى الدروس العسكرية يف النصر.‏<br />

العدو منتشر بشكل سرطاني شرق ووسط<br />

وجنوب البالد،‏ ليبيا مبساحتها اجلغرافية القريبة<br />

من قارة،‏ يسهل التحرك فيها ويصعب مطاردة عدو<br />

أيضا،‏ لبعد املدن عن بعضها البعض والطبيعة<br />

اللوجستية العسكرية تتطلب ترتيبات مدروسة مسبق<br />

لالنقضاض على العدو.‏<br />

عناصر ‏)داعش(‏ بطبيعتهم الهمجية يلجئون إلى<br />

عمليات غبية كتفخيخ السيارات أو هجوم انتحاري<br />

يكسبون به بعض النقاط ولكن يخسرون املعركة على<br />

أية حال.‏<br />

الهجوم االنتحاري لداعش الذي اُستشهد فيه<br />

عدد من شباب ليبيا يف ‏)ابوقرين(‏ يأتي ضمن معركة<br />

اخلير ضد الشر وشرف الوطن ضد أفّاقني يتربصون<br />

بليبيا،‏ من مختلف األجناس،‏ هنا تأتي الفرصة<br />

ولو أنها مؤملة لفقد عدد من شباب الوطن لتعطي<br />

الدليل الواضح على:‏ أوال:‏ روح الوطنية لدى أبناء<br />

ليبيا،‏ وجناحهم يف جلب العدو للساحة احلقيقية<br />

يف املواجهة،‏ ثانيا:‏ أن ليبيا ال تعتمد إال على أبنائها<br />

يف تنقية نفسها من الشوائب وإحباط محاوالت<br />

دول كبيرة يف متزيقها وتفكيكها،‏ ورسالة للمجتمع<br />

الدولي اخلبيث الذي يقف متفرجا وينتقي ما يهمه<br />

يف احلالة الليبية،‏ ويتجلى ذلك واضحا يف مؤمتر<br />

فيينا الذي خرج ببعض املكاسب للدولة الليبية منها<br />

دعم احلرس الرئاسي مثال،‏ لكن يظل قلقه األساسي<br />

هو تأمني حدوده من موجات الهجرة عبر السواحل<br />

الليبية،‏ وتأمني احلقول النفطية،‏ وإنهاك حكومة<br />

الوفاق بجعلها دائمة االعتماد على األجنبي.‏<br />

على أية حال ليبيا متر بأسوأ حاالتها والعاصفة<br />

شديدة القوة والهمجية واحلسابات السياسية غاية<br />

يف التعقيد والقذارة،‏ ولكن سنضحك كثيرا يف نهاية<br />

املطاف،‏ ولنا ولهم يف تاريخ ليبيا عبرة.‏<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

السّراج : عقيلة رفض لقائي والحرس الرئاسي ليس بديالً‏ عن الجيش<br />

حُبُّ‏ الوَط َ نِ‏ غَريزةٌ‏ في كلِّ‏ إنسان<br />

البنيان المرصوص ..<br />

السعر:‏ ‎1‎دينار<br />

16 غارة جوية بمحمية أبوقرين والوشكة<br />

سالح اجلو الليبي التابع ل عملية البنيان املرصوص<br />

املكلفة من املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق الوطني نفذ<br />

16 غارة جوية.‏ استهدفت آليات ومواقع تنظيم الدولة<br />

مبحمية أبوقرين والقداحية والوشكة،‏ إضافةً‏ إلى تدمير<br />

رتل منسحب للتنظيم كان يف طريقه إلى مدينة سرت.‏ يذكر<br />

أن غرفة عملية البنيان املرصوص أعلنت استعادة السيطرة<br />

على منطقة أبوقرين،‏ والوشكة ومفترق زمزم،‏ بعد أيام<br />

من سيطرة تنظيم الدولة عليها..‏ كما أكد املركز اإلعالمي<br />

لعملية ‏“البنيان املرصوص”،‏ عثرت على سيارة مفخخة<br />

تابعة ملا يسمى تنظيم الدولة،‏ وقامت بتفجيرها يف محيط<br />

محمية أبوقرين قبل وصولها إلى اخلطوط األمامية.‏ وقال<br />

إن القوات متكنت من حتقيق تقدم يف مواقع جديد مبنطقة<br />

أبو قرين،‏ بعد جتدد االشتباكات.‏<br />

إلى ذلك يبارك املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />

الوطني االنتصارات التي حققتها عملية « البنيان املرصوص<br />

« على تنظيم داعش اإلرهابي يف محور ابوقرين حتت إمرة<br />

غرفة العمليات املشتركة التي شكلها املجلس الرئاسي.‏<br />

واملجلس إذ يترحم على شهداء الواجب الذين قضوا<br />

يف هذه املعركة وكذلك من سقطوا اليوم إثر تفجير سيارة<br />

مفخخة يف منطقة الوشكة شرق مصراته،‏ فإنه يدعو<br />

بالشفاء العاجل للجرحى واملصابني.‏<br />

ويتعهد املجلس الرئاسي بتقدمي كل الدعم املادي<br />

واملعنوي للجنود و الضباط البواسل الذين يخضون هذه<br />

احلرب على تنظيم داعش اإلرهابي لتطهير التراب الليبي،‏<br />

وبهذه املناسبة يدعو املجلس الرئاسي كل أبناء الشعب<br />

الليبي وقواته املسلحة يف كل ربوع الوطن الى االصطفاف<br />

يف خندق واحد ويف جبهة واحدة فاحلرب هيا حرب الشعب<br />

الليبي كله واملعركة معركة وطن .. ان جنت السفينة جنى<br />

اجلميع وإن غرقت القدر اهلل يغرق اجلميع.‏<br />

االفتتاحية<br />

الرأي<br />

2<br />

7<br />

6<br />

لم يعلمهم السباحة .. بل قذفهم<br />

4 من قلب الصحراء .. إلى فم الحوت<br />

محاضرة بعنوان : ثقافة الحوار<br />

ودورها في إدارة االختالف«”‏


املجلس الرئاسي يفوض املرشحني كوزراء للحكومة<br />

أصدر املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />

القرار رقم 12 لسنة 2016 بشأن تفويض<br />

املرشحني كوزراء للحكومة مبباشرة مهامهم<br />

إلى حني أداء اليمني أمام املجلس الرئاسي.‏<br />

وحتصلت وكالة ليبيا 24 على صورة<br />

من القرار الصادر بتاريخ االثنني 16-<br />

2016-5 بشأن مباشرة أعمال احلكومة<br />

املكونة من 18 حقيبة وزارية على النحو<br />

التالي:-‏<br />

جمعة عبد اهلل الدرسي وزير العدل -<br />

العارف صالح اخلوجة وزير الداخلية<br />

محمد الطاهر سيالة وزير اخلارجية -<br />

فاخر مفتاح بوفرنه وزير املالية<br />

املهدي إبراهيم البرغثي وزير الدفاع -<br />

بداد قنصو مسعود وزير احلكم املحلي<br />

عمر بشير الطاهر وزير الصحة - ميالد<br />

محمد معتوق وزير املوصالت<br />

قاضي منصور الشعايف وزير الشؤون<br />

االجتماعية - الطاهر الهادي اجلهيمي<br />

وزير التخطيط،‏ عبد املطلوب احمد بوفروة<br />

وزير االقتصاد والصناعة - محمد خليفة<br />

العزابي وزير التعليم،‏ أسماء األسطى<br />

وزير املرأة - على قلمة محمد وزير العمل<br />

والتأهيل،‏ مهند سعد يونس وزير الدولة<br />

ألسر الشهداء واملفقودين - إميان محمد<br />

بن يونس وزير الدولة لهيكلة املؤسسات -<br />

عبد اجلواد فرج العبيدي وزير املصاحلة<br />

الوطنية - يوسف أبوبكر جالل وزير شوؤن<br />

النازحني واملهاجرين.‏<br />

2<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

السّراج : عقيلة رفض لقائي والحرس الرئاسي ليس بديالً‏ عن الجيش<br />

وفاق أم شقاق ؟<br />

أكد رئيس املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق الوطني<br />

فائز السّ‏ راج،‏ أنه لم يتمكّ‏ ن من لقاء رئيس البرملان الليبي<br />

املستشار عقيلة صالح خالل زيارته إلى العاصمة املصرية<br />

القاهرة األسبوع املاضي.‏<br />

وقال السرّاج،‏ يف تصريح صحفي،‏ إنه حضر إلى<br />

القاهرة خصيصً‏ ا للقاء رئيس البرملان،‏ لكن األخير جتاهل<br />

وجوده ولم يلتقه،‏ ما اعتبره تصرّفًا من شأنه زيادة تأزم<br />

العملية السّ‏ ياسية،‏ كما أكد رفض نائبه علي القطراني<br />

اللقاء به أيضاً..‏<br />

ومن جهة أخرى دافع رئيس املجلس الرئاسي حلكومة<br />

الوفاق الوطني فائز السّ‏ راج،‏ يف تصريح خاص له،‏ عن<br />

فكرة إنشاء احلرس الرئاسي،‏ وقال مطمئنً‏ ا املتخوفني من<br />

هذه اخلطوة:‏ ‏»إن احلرس الرئاسي ال عالقة له إطالقًا مبا<br />

سمّ‏ ي باحلرس الوطني،‏ هو قوة ضاربة يف خدمة املجلس<br />

الرئاسي،‏ ووالؤه الكامل لهذا املجلس،‏ ومنتسبوه سيكونون<br />

من اجليش والشرطة،‏ وسيتولى مهام حماية الرئاسة يف<br />

املنافذ احلدودية واملطارات،‏ وحماية بعض املنشآت اخلدمية<br />

احليّ‏ وية«..‏ وأكّد رئيس املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />

الوطني أن طبيعة القيادات التي ستكون على رأس هذا<br />

اجلهاز ‏»ستزيل كافة املخاوف بشأن هويته«.‏<br />

وقال السراج أمام االجتماع الدولي حول ليبيا يف<br />

فيينا إن جهاز احلرس الرئاسي ‏»ليس بديالً‏ عن اجليش«،‏<br />

وأوضح أن مهمته ‏»هي حماية احلكومة ومقارها واملؤسسات<br />

احليوية يف العاصمة طرابلس وغيرها«.‏<br />

وركز السراج خالل كلمته أمام وزراء خارجية الدول<br />

الكبرى ودول جوار ليبيا،‏ على التعريف بجهاز احلرس<br />

الرئاسي ومهامه وأولويات حلكومته،‏ التي ركزت ضرورة<br />

تقدمي الدعم للقطاع األمني ملحاربة اإلرهاب،‏ ودعم الوفاق<br />

بني الليبيني.‏<br />

جمعية إرادة لألعمال الخيرية<br />

تقوم بصيانة ‏)دار الفقيه حسن(‏<br />

ضمن جدول أعمال مؤسسة إرادة لأعمال<br />

اخليرية لهذه السنة ويف إطار اهتمامها باملحافظة<br />

على جمال ونظافة املدينة القدمية مت اإلتفاق<br />

مع جهاز إدارة وصيانة املدن القدمية على صيانة<br />

دار الفقيه حسن لتشمل أعمال الصيانة بالدار<br />

طالء وترميم اجلدران<br />

واألسقف وأعمال<br />

الكهرباء وشبكة املياه<br />

.. حيث ال تتجاوز مدة<br />

الصيانة عشرون يوما<br />

من تاريخ البدء فيها.‏<br />

ويعد هذا العمل<br />

من األعمال التي تسعى<br />

جمعية إرادة لأعمال<br />

اخليرية القيام بها.‏<br />

محلي سرت يدعو شباب المدينة<br />

لاللتحاق بقوات غرفة عمليات<br />

البنيان المرصوص<br />

قدم املجلس املحلي ملدينة سرت تعازيه احلارة<br />

ألهالي واسر شهداء املواجهات التي اندلعت بني<br />

أبطال عملية البنيان املرصوص وعناصر تنظيم<br />

داعش يف مناطق ابوقرين والوشكة وبويرات<br />

احلسون ووادي بي وابوجنيم . ودعا املجلس يف بيان<br />

تلقت وكالة األنباء الليبية نسخة منه كافة شباب<br />

مدينة سرت بااللتحاق فورا بغرفة عمليات البنيان<br />

املرصوص املكلفة من حكومة الوفاق الوطني لدحر<br />

هده املجموعات اإلرهابية .<br />

وأوضح رئيس املجلس الرئاسي أن جهاز احلرس<br />

الرئاسي ‏»قوة وطنية قوامها مفارز من اجليش والشرطة«،‏<br />

وشدد على أنها ‏»ليست بديالً‏ عنهما،‏ بل مكملة لواجباتهما«.‏<br />

وطالب السراج املجتمع الدولي برفع احلظر على<br />

األسلحة بهدف جتهيز املؤسسة العسكرية والقيادة املشتركة<br />

توقيع اتفاقية تحت شعار : ( كلنا واحد )<br />

إلغاثة األسر النازحة قبيل حلول شهر رمضان المبارك<br />

مت مبسرح الكشاف بطرابلس مؤخراً‏ التوقيع على<br />

اتفاقية بني مفوضية كشافة طرابلس ومكتب صندوق<br />

الزكاة مبدينة طرابلس وجمعية طمزين لأعمال<br />

اخليرية .<br />

وتقضي االتفاقية بإطالق حملة خيرية كبرى<br />

بعنوان « كلنا واحد « ، تستهدف مساعدة النازحني<br />

من أبناء الوطن يف عدد من املدن ، خاصة مدن سرت<br />

واجلفرة ، وبني وليد ، وطرابلس وذلك قبيل حلول شهر<br />

رمضان املبارك . وتشمل هذه احلملة - وفقا لالتفاقية<br />

املوقعة على تنفيذ عدة مشاريع خيرية منها تسيير<br />

قافلة إغاثة لنازحي سرت وما جاورها تتكون من «<br />

سالل غذائية - مواد اغاثة - أدوية - مستلزمات طبية<br />

طالب عمداء بلديات زلين<br />

ومصراتة وقصر األخيار ومسالتة<br />

واخلمس ورئيسا املجلسني املحليني<br />

ملناطق بني وليد وسرت رئيس وأعضاء<br />

املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />

الوطني بضرورة اإلسراع يف صرف<br />

مساعدات وإعانات مالية لأسر<br />

النازحة من منطقة سرت واملتواجدين<br />

حاليا بهذه البلديات . جاء ذلك يف بيان<br />

لهم صدر يف ختام اجتماع استضافته<br />

مدينة زلين يوم اخلميس املاضي .<br />

ملكافحة تنظيم ‏»داعش«‏ وتسليح احلرس الرئاسي لتحقيق<br />

األهداف املذكورة سابقً‏ ا.‏<br />

كما طالب بدعم قدرات حرس احلدود وتفعيل برنامج<br />

مراقبة احلدود بوسائل تكنولوجيا حديثة بشكل عاجل،‏<br />

واملساهمة يف الرفع من كفاءة قوات خفر السواحل.‏<br />

- محاضرات توعوية - مهرجانات طفولة « تشمل ثالثة<br />

آالف سلة غذائية . كما تشمل املشاريع اخليرية توزيع<br />

السلة الغذائية الرمضانية على املحتاجني بشكل عام<br />

تتكون من « زيت - طماطم - دقيق - مكرونة - أرز -<br />

شربة - كسكسي - متر - حليب - زبادي - جبنة - شاي<br />

- سكر - تونة - شامية - بيض « وتشمل ثالثة آلف سلة<br />

غذائية . وتشمل أيضا مشروع إفطار صائم طيلة أيام<br />

شهر رمضان املبارك بواقع « 5000 « وجبة يف اليوم<br />

تتكون من مغلف بداخله « متر - حليب-‏ زبادي - مياه<br />

- عصير - فاكهة « وتستهدف مائة وخمسني صائما .<br />

كما تشمل هذه احلملة كسوة العيد لأسر املحتاجة<br />

والنازحة بواقع عشرة آالف شخص .<br />

مطالبة رئيس وأعضاء المجلس الرئاسى باالسراع في صرف<br />

مساعدات واعانات مالية لالسر النازحة من منطقة سرت<br />

بقلم/‏ مفتاح قناو<br />

أعلن املجتمعون يف الصخيرات أنهم بصدد تكوين حكومة<br />

وفاق وطني تنقذ البالد من االوضاع املتردية التي وصلت إليها،‏<br />

وبارك اجلميع هذا التوجه،‏ حتى من كان مختلفا لم ميانع يف<br />

التوافق وان كان يراه من زاوية مختلفة ، شروط الوفاق الوطني<br />

مت صياغتها لتأخذ شكل دستور جديد لهذا الوطن،‏ وبذلك<br />

أصبحت نصوص بنود التوافق ملزمة جلميع االطراف .<br />

مجريات االوضاع بعد وصول حكومة الوفاق ودخولها<br />

مدينة طرابلس أبانت بوضوح أن ما حدث بني الفرقاء<br />

املجتمعني يف الصخيرات املغربية لم يكن وفاق النقاذ البالد،‏<br />

بقدر ما كان تقاسم للسلطة بني خصوم أجهدهم الزمن من<br />

طول املنافسة والصراع وتوقف املصالح .<br />

تغيير املؤمتر الوطني العام إلى مجلس الدولة االستشاري<br />

لم يراع ظروف التوافق،‏ ففي بنود االتفاق يتكون مجلس الدولة<br />

من عدد من االعضاء ‏)صحيحي العضوية(‏ ، وعبارة صحيحي<br />

العضوية هنا يختلف تفسيرها بني االطراف املتصارعة،‏ منهم<br />

من يرى أن عضواملجلس ‏)صحيح العضوية(‏ هو من مت انتخابه<br />

من الشعب الليبي يف ‎2012/7/7‎م ، وعكس ذلك من يرى ان<br />

العضو صحيح العضوية هو من استمر عضوا باملؤمتر الوطني<br />

إلى آخر حلظة حتى لو كان بديال لعضو آخر.‏<br />

مجلس النواب أحد اركان االتفاق السياسي يتمسك<br />

بتعديل االعالن الدستوري ليتضمن داخله بنود اتفاق<br />

الصخيرات أوال ثم اعتماد احلكومةثانيا حتى تستطيع<br />

مباشرة عملها،‏ لكنه منقسم على نفسه ايضا بني معارض<br />

لالتفاق بشدة وبشكل كامل وبني مؤيد بحماس لدرجة املطالبة<br />

بعقد جلسة يف مدينة غدامس للتصويت علي االتفاق من<br />

طرف االعضاء املؤيدين له<br />

والسؤال املطروح اآلن هو هل تغير شيء مند بداية تنفيذ<br />

االتفاق،‏ ووصول حكومة السراج إلى طرابلس ؟ لالجابة على<br />

هذا السؤال ميكن استعراض الواقع الليبي الداخلي والتغيرات<br />

التي حدثت فيه،وكذلك مراقبة املحيط االقليمي وردود الفعل<br />

والتفاعل مع هذا االتفاق يف كافة املجاالت .<br />

بالنظر للوضع الداخلي جند أنه لم يتغير كثيرا فالزال<br />

هناك مجلس يف طرابلس تغير أسمه من املؤمتر الوطني إلى<br />

‏)مجلس الدولة(‏ غير معترف به من القوى السياسية يف الشرق<br />

الليبي مبا يف ذلك مجلس النواب ويعيبون عليه أنه قد مت<br />

تشكيله على عجل،‏ ومتت السيطرة عليه من طرف تيار سياسي<br />

محدد،‏ وانه ميارس سلطات تنفيذية ليست من أختصاصه<br />

بل هي سلطات تختص بها احلكومة فقط وأنه جتاوز دوره<br />

االستشاري .<br />

طرف االتفاق الثاني وهو البرملان لم يتغير هو أيضا،‏ مازال<br />

منقسما على نفسه بني مؤيد ومعارض حلكومة الوفاق وال زال<br />

غير قادر على عقد جلسة بنصاب صحيح،‏ مند أن أنعقد بكامل<br />

أعضائه ليحدد مرتبات النواب الشهرية .<br />

االطراف االقليمية لم تغير تعاملها مع الدولة الليبية<br />

املفككة،‏ مازالت مصر تؤيد الطرف الذي كانت تؤيده ، ومازالت<br />

تونس تتخبط بني ابنائها الدواعش الذين ميثلون نسبة كبيرة<br />

يف ليبيا،‏ وبني أهمية ليبيا االقتصادية يف ظل توقف السياحة<br />

االوروبية ، دولة اجلزائر صاحبت املوقف االقوى بني جيران<br />

ليبيا فهى ال تتعرض لضغوط اقتصادية من فقدان التواصل<br />

مع اجلانب الليبي إضافة المتالكها جليش قوي ميكن له ان<br />

يهزم املجموعات املسلحة بسهولة ، لذلك فهي مازالت متمسكة<br />

بذات املوقف .<br />

االحتاد االوروبي هو املستفيد الوحيد مما حدث،‏ أنه<br />

يحاول استعادة قواعده داخل ليبيا،‏ بعد أن فقد كل شيء حتى<br />

نشاط سفاراته االستخباراتي مند عام ‎2014‎م ، قد يقول قائل<br />

بأنه لم يفتقد يوما للعمالء ، لكن وجود العمالء ال يغني عن<br />

املعايشة امليدانية والرؤية املباشرة والتعامل اليومي الناس يف<br />

ظل ظروف طبيعية ميكن فيها جتنيد املزيد من العمالء .<br />

نعود لسؤالنا املباشر هل هو وفاق أم شقاق؟ فنجد أن أغلب<br />

املحللني يرون أنه حتى هذه اللحظة هو استمرار للشقاق،‏ فال<br />

توجد بوادر حقيقية للوفاق ، نأمل السالمة للوطن .


الفلسطينيون يحيون الذكرى ال‎68‎ للنكبة<br />

أحيى الفلسطينيون يف الضفة<br />

الغربية وقطاع غزة والشتات الذكرى<br />

السنوية ال‎68‎ للنكبة التي حلت بهم<br />

عام 1948 حتت شعار ‏»بالوحدة<br />

واملقاومة نحقق العودة«،‏ بينما أكدت<br />

الفصائل الفلسطينية متسكها بحق<br />

العودة.‏<br />

حيث أحيى الفلسطينيون<br />

ذكرى النكبة يف ال‎15‎ من مايو/أيار<br />

من كل عام مبسيرات احتجاجية<br />

وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق<br />

العودة،‏ وعلى ارتباطهم بأرضهم التي<br />

استولت عليها العصابات الصهيونية<br />

املسلحة عام 1948 وأقامت عليها<br />

دولة إسرائيل.‏<br />

ويتزامن هذا التاريخ مع<br />

غياب فلسطني عن اخلريطة<br />

السياسية للمشرق وظهور<br />

دولة إسرائيل على أنقاضها،‏ وبدء<br />

احلرب العربية اإلسرائيلية األولى<br />

التي انتهت بتوقيع هدنات متتالية<br />

مع مصر ولبنان واألردن وسوريا عام<br />

..1949<br />

وأسفرت النكبة عن تشريد نحو<br />

ثمامنئة ألف فلسطيني من قراهم<br />

ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع<br />

غزة والدول العربية املجاورة.‏<br />

وتشير بيانات جهاز اإلحصاء<br />

الفلسطيني املركزي إلى أن<br />

اإلسرائيليني سيطروا خالل مرحلة<br />

النكبة على 774 قرية ومدينة،‏<br />

ودمروا 531 قرية ومدينة فلسطينية،‏<br />

كما اقترفت القوات اإلسرائيلية أكثر<br />

من سبعني مذبحة ومجزرة أدت إلى<br />

مقتل ما يزيد على 15 ألف فلسطيني<br />

خالل النكبة.‏<br />

3<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

مؤتمر فيينا<br />

وتدويل القضية الليبية<br />

حكومة الوفاق الوطني ..<br />

الحكومة الشرعية وفق قرار مجلس األمن رقم 2251<br />

الوضع يف ليبيا تعدى النطاق الجغرايف للبالد،‏ لتمتد تأثرياته السلبية<br />

إىل دول الجوار،‏ فضال عن الدول األوروبية،‏ خاصة يف ما يتعلق بملفي الهجرة<br />

غري الشرعية والتنظيمات اإلرهابية من أجل ذلك أقيم يف العاصمة النمساوية<br />

‏)فيينا(‏ مؤتمر دولي يخص الوضع الراهن يف ليبيا،‏ بحضور رئيس املجلس<br />

الرئاسي لحكومة الوفاق؛ فائز السراج ووزراء الخارجية كل من أمريكا وإيطاليا<br />

وبريطانيا وعدد من الوزراء والرؤساء العرب..‏<br />

كما كشفت كلمات وتصريحات<br />

مسؤولني غربيني خالل املؤمتر عن خالفات<br />

حادة يف مواقف دولهم جتاه األوضاع يف<br />

ليبيا ومشاركة املجتمع الدولي يف دعم<br />

حكومة الوفاق..‏ وبينما حتمست إيطاليا<br />

وبريطانيا لدعم املجلس الرئاسي حلكومة<br />

الوفاق وللطلب املرتقب من األمم املتحدة<br />

سيقدمه املجلس لرفع حظر توريد السالح<br />

لليبيا،‏ شككت أملانيا يف قدرة املجلس على<br />

إعادة االستقرار وسيادة القانون يف البالد.‏<br />

وقد رحب وزير خارجية بريطانيا<br />

‏)هاموند(‏ بتفويض املجلس الرئاسي<br />

وزراء حكومته مبباشرة أعمالهم،‏ معتبرا<br />

أن هذا قرار يأتي لإليفاء مبراحل االتفاق<br />

السياسي؛ من جهتها،‏ دعمت إيطاليا،‏ على<br />

لسان وزير خارجيتها ‏)باولو جينتيلوني(،‏<br />

قرار املجلس بشأن تشكيل احلرس الرئاسي،‏<br />

معتبرةً‏ إياه القوة الشرعية يف ليبيا.‏<br />

عربيا،‏ انقسمت املواقف حيال حكومة<br />

الوفاق،‏ فبينما أعلن عبد القادر امساهل<br />

وزير اخلارجية اجلزائري دعم بالده<br />

الالمحدود حلكومة الوفاق،‏ طالب سامح<br />

شكري وزير اخلارجية املصري بضرورة<br />

مراجعة ‏»أسباب االنسداد السياسي يف<br />

ليبيا منذ التوقيع على االتفاق السياسي«،‏<br />

معلنا تأييد بالده جليش حفتر ومجلس<br />

النواب باعتباره شريكا أساسيا يف االتفاق<br />

السياسي،‏ وطالب شكري بضرورة توفر<br />

الدعم الداخلي حلكومة الوفاق من خالل<br />

حصولها على الثقة من مجلس النواب.‏<br />

أبرز نقاط مشروع قرار<br />

مؤتمر فيينا حول ليبيا<br />

خلص مشروع القرار يف النقاط<br />

التالية:‏<br />

وكاالت<br />

- دعوة احلكومة ألداء القسم أمام<br />

أعضاء البرملان،‏ الذين أعطوا الثقة لها<br />

وتشجيع الليبيني على بناء الدولة الوطنية<br />

الدميقراطية.‏<br />

- دعم الشعب الليبي واحلفاظ على<br />

وحدة بالده،‏ وكذلك جتديد الدعم حلكومة<br />

الوفاق الوطني واعتبارها احلكومة<br />

الشرعية الوحيدة وفق قرار مجلس األمن<br />

رقم 2251.<br />

- األمن مفتاح مستقبل ليبيا،‏ ولذلك<br />

ندعم اخلطوات الشجاعة التي اتخذها<br />

املجلس الرئاسي بتشكيل احلرس الرئاسي،‏<br />

وغرفة العمليات األمنية ملواجهة تنظيم<br />

الدولة.‏<br />

- التأكيد على تبعية املؤسسات العامة<br />

للدولة حلكومة الوفاق الوطني،‏ وخاصة<br />

مصرف ليبيا املركزي ومؤسسة النفط<br />

ومؤسسة االستثمار الليبية.‏<br />

مقرتح إيطاليا يف قمة فيينا:‏<br />

تدفع إيطاليا يف اجتاه توسيع نشاط<br />

الناتو احلالي يف مواجهة تدفق املهاجرين<br />

ألوروبا لتشمل منطقة وسط البحر<br />

املتوسط قبالة السواحل الليبية،‏ لدعم<br />

العمليات البحرية التي تقوم بها يف ضبط<br />

حركة املهاجرين من اجلنوب إلى الشمال.‏<br />

وأفادت تسريبات إعالمية بأن إيطاليا<br />

ستتقدم مبقترح يعتمد على استهداف<br />

املراكب التي يستعملها املهربون من ليبيا يف<br />

عرض البحر،‏ وإنشاء مواقع جتميع ورعاية<br />

مؤقتة للمهاجرين إلعادتهم،‏ واحليلولة<br />

دون وصولهم إلى أوروبا.‏<br />

آراء حول املؤتمر:‏<br />

اخلارجية اإليطالية:‏ الوحدة واالستقرار<br />

يف ليبيا ميُ‏ ثالن أولوية بالنسبة لنا<br />

أشارت اخلارجية اإليطالية إلى أن<br />

مؤمتر روما يأتي بإعداد مع الواليات<br />

املتحدة،‏ ويشارك يف رئاسته كل من وزير<br />

اخلارجية ‏)كيري(‏ والوزير ‏)جينتيلوني(،‏<br />

ويجري وفق منوذج مؤمتر روما،‏ أي<br />

بحضور ‏)الدول دائمة العضوية يف<br />

مجلس األمن،‏ وبعض الدول األوروبية<br />

واملنطقة،‏ واملنظمات الدولية واإلقليمية(،‏<br />

ومت توسيعه إلى مالطا وتشاد والنيجر<br />

والسودان..‏ وأضاف البيان:‏ ‏“إن األمر<br />

اجلديد هو مشاركة رئيس الوزراء ‏)فائز<br />

السراج(‏ وأعضاء املجلس الرئاسي ‏)حكومة<br />

الوفاق الوطني(،‏ ومتكينهم من حتقيق<br />

نتائج ملموسة من التقدم،‏ وإن كانت ما<br />

تزال هشة،‏ والناجتة عن احلوار السياسي<br />

الليبي يف األشهر األخيرة”..‏ وأفاد البيان<br />

أن السراج ميكنه استالم رسالة هامة من<br />

الدعم الدولي ألعمال حكومة الوفاق،‏<br />

وعرض بعض القرارات األولية،‏ مثل مرسوم<br />

تشكيل احلرس الرئاسي،‏ وقرار إنشاء قيادة<br />

العمليات املشتركة يف القتال ضد ‏“تنظيم<br />

الدولة”.‏<br />

وزيرة الدفاع اإليطالية:‏ حكومة<br />

الوفاق الليبية ما تزال ‏“هشة للغاية”‏<br />

وصفت وزيرة الدفاع اإليطالية،‏ ‏)روبرتا<br />

بينوتي(،‏ حكومة الوفاق الوطني الليبية،‏<br />

برئاسة فائز السراج،‏ بأنها ‏“هشة للغاية”..‏<br />

وتابعت الوزيرة ‏“يف هذا اإلطار:‏ ينبغي ضم<br />

جميع األطراف التي ما زالت تشعر بأنها<br />

غير مدرجة يف العملية السياسية يف ليبيا،‏<br />

رغم اتخاذها قرار محاربة تنظيم الدولة”.‏<br />

كيري:‏ مجلس األمن سيدرس طلب<br />

ليبيا رفع حظر األسلحة<br />

قال وزير اخلارجية األمريكي ‏)جون<br />

كيري(‏ إن املشاركني يف االجتماع الدولي<br />

حول ليبيا يف فيينا شددوا على ضرورة<br />

زيادة الدعم للحكومة االنتقالية يف ليبيا،‏<br />

والعمل على رفع حظر تصدير األسلحة<br />

إلى ليبيا للسماح لها مبحاربة تنظيم<br />

الدولة..‏ وأضاف كيري يف مؤمتر صحفي<br />

مع نظيره اإليطالي ‏)باولو جنتيلوني(‏<br />

ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج،‏ أن<br />

املجتمع الدولي من خالل مجلس األمن<br />

سيدرس الطلب الليبي بشأن رفع حظر<br />

تصدير األسلحة من العقوبات الدولية..‏<br />

وأوضح أن املجلس سيدرس قائمة الطلبات<br />

الليبية بشأن األسلحة املطلوبة لتأمني<br />

البالد ومحاربة داعش،‏ لكنه دعا املجتمع<br />

الدولي إلى التعاون من أجل أال تتسرب<br />

هذه األسلحة خارج أيدي احلكومة الليبية.‏<br />

بقلم / محمد عمران كشاده<br />

مؤمتر فيينا وتدويل القضية الليبية،‏ كثيرة هي املؤمترات<br />

التي عُ‏ قدت حول القضية الليبية يف روما وباريس وعواصم دول<br />

اجلوار الليبي والصخيرات ثم فيينا،‏ وإن كان القاسم املشترك<br />

واألهداف املعلنة من وراء تلك املؤمترات،‏ هو محاولة حل األزمة<br />

الليبية وإيقاف احلرب والصراع بني الفرقاء السياسيني،‏ فإن<br />

النتائج العكسية والتداعيات ملثل هذه املؤمترات تعد خطيرة<br />

جداً،‏ وتهدد األمن القومي للدولة الليبية التي متزقها احلرب،‏<br />

صحيح أنه هناك كثير من الدول األجنبية وبعض دول اجلوار<br />

متعاطفة معنا وتسعى إليجاد احللول،‏ إال أنه هناك دول أخرى<br />

لديها أجندة استعمارية،‏ إن املؤمترات التي تعقد خارج احلدود<br />

خاصة يف عواصم أوروبا تدفع باألزمة الليبية إلى شراك التدويل<br />

ومصيدة لعبة األمم الكبرى،‏ وقد عرفت موسوعة األمم املتحدة<br />

التدويل:‏ ( بأنه مصطلح يستخدم عادة من أجل احلماية الدولية<br />

املتعددة األطراف،‏ إلقليم من األرض أو مناطق مائية أو قنوات،‏<br />

ويتم مبوجب اتفاقيات دولية(،‏ ويف قاموس أكسفورد اإلنكليزي<br />

يعرف التدويل:‏ ( بأنه مصطلح يستخدم يف ظل نظام دولي كبير،‏<br />

لغاية وضع دولة أو إقليم حتت اإلدارة املشتركة أو احلماية لدولتني<br />

أو ملجموعة مختلفة من األمم (، وأصبح مصطلح التدويل<br />

يعني أكثر من مجرد التعبير عن اإلشراف الدولي على منطقة<br />

استراتيجية مختلف عليها،‏ إلى استخدامه مبعنى:‏ ( تناول<br />

القضايا على املستوى الدولي،‏ ونقل البحث فيها من املستوى<br />

املحلي واإلقليمي لتوضع على طاولة التداول الدولي (، وهذا ما<br />

نراه أآلن يف مؤمتر فيينا وغيره من املؤمترات الدولية،‏ إن ما يؤملنا<br />

هو أن احللول الالزمة الليبية لم تعد ممكنة من الداخل باتفاق<br />

بني الليبيني أنفسهم،‏ بل البد أن تأتي من خارج احلدود،‏ وأحيانا<br />

تفرض علينا سيناريوهات ال تتوافق مع متطلبات أمننا القومي<br />

واملصالح العليا للدولة الليبية،‏ واألسوأ من كل ذلك أن نراهن نحن<br />

الليبيون على احللول اآلتية من اخلارج وأن نثق أكثر مما ينبغي<br />

يف األجنبي،‏ ونعتقد بأنه يريد أن يحل مشاكلنا،‏ ويجب أن نأخذ<br />

العبر والدروس مما يجري يف العراق وسوريا،‏ حيث يتلكأ املجتمع<br />

الدولي يف إيجاد احللول،‏ فمن حتالف دولي تقوده الواليات املتحدة<br />

األمريكية ملكافحة أإلرهاب،‏ إلى مركز تنسيق مخابراتي بني روسيا<br />

وسوريا وإيران والعراق والذريعة نفسها مكافحة أإلرهاب،‏ يقول<br />

‏)هنري كسينجر(‏ مهندس السياسة اخلارجية األمريكية يف عهد<br />

‏)نيكسون(:‏ ( ليس من مصلحة الواليات املتحدة األمريكية حل<br />

األزمات بل استمرارها واإلمساك بخيوطها (، فهل ميكن أن نرجو<br />

احللول من مؤمتر ترعاه الواليات املتحدة األمريكية،‏ وإيطاليا<br />

التي أعلن رئيس وزرائها ‏)ماتيو رينزي(‏ يف مطلع مايو اجلاري:‏<br />

‏)بأن حكومته تتعرض لضغوط كبيرة لتنفيذ تدخل عسكري يف<br />

ليبيا لكنها ترفض اخلضوع لتلك الضغوط واختارت نهجً‏ ا آخر(،‏<br />

يف أعراف الدبلوماسية والعالقات الدولية جند أنفسنا مجبرين<br />

على التفاعل مع املجتمع الدولي،‏ حني يُ‏ ظهر رغبته يف حل أزمتنا<br />

ومساعدتنا يف إنهاء الصراع والقبول بعقد مؤمترات دولية مثل<br />

مؤمتر فيينا،‏ إال أن التحدي األكبر يظل يف قدرتنا نحن على<br />

مواجهة األخطار بدون أن نعول على الدول الكبرى،‏ ورصيدنا يف<br />

ذلك تاريخ عريق ومشرف سطّ‏ ره أجدادنا بالدماء،‏ وإرادة سياسية<br />

حقيقية،‏ وإذا كان مؤمتر فيينا قد قرر رفع احلظر عن تصدير<br />

السالح إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق وتسليحها يف مواجهة<br />

تنظيم داعش،‏ فإن السؤال هنا؛ ما هو سيناريو تطورات األحداث يف<br />

ليبيا؟!‏ وهل ستترك الدول الكبرى حلكومة الوفاق مهمة احلرب<br />

على تنظيم داعش كما هو معلن اآلن؟!‏ أم أن العد العكسي قد بدأ<br />

لتدخل عسكري دولي يف ليبيا كما يجري يف العراق وسوريا اآلن؟!‏<br />

وما حقيقة وجود قوات خاصة أمريكية يف ليبيا؟!‏ قد يتركنا الغرب<br />

اآلن يف معركة ساخنة مع تنظيم داعش،‏ لنرى الحقاً‏ بؤراً‏ جديدة<br />

النتشار وتوسع التنظيم،‏ ثم يقال لنا إن احلرب على اإلرهاب أكبر<br />

من قدراتكم،‏ والبد من تدخل دولي حلسم معركة لم حتسم أصال<br />

يف العراق وسوريا منذ أكثر من عام ونصف،‏ وإن كنا نقدر كل املساعي<br />

واجلهود التي تبذلها حكومة الوفاق إلنقاذ البالد،‏ فإننا نخشى<br />

من مزيد من االنقسام والصراعات خاصة وأن بعض شركائنا يف<br />

الوطن مثل أبوبكر بعيرة وبعض أعضاء مجلس النواب،‏ ال يرون<br />

يف مقررات مؤمتر فيينا إال محاولة إلحياء مليشيات فجر ليبيا<br />

على حد وصفهم،‏ وهو أمر غير صحيح،‏ فهل قوات حفتر التي<br />

نشرت اخلراب والدمار يف بنغازي ودرنة وإجدابيا هي جيش وطني<br />

كما يدعون؟!‏ إنهم يعارضون مقررات مؤمتر فيينا ألنهم يراهنون<br />

على حسم عسكري لقوات حفتر،‏ وهو رهان خاسر،‏ ويظل التلويح<br />

بتقسيم ليبيا هو السمة الغالبة يف تصريحات إخواننا يف برقة،‏<br />

يف وقت نحن أحوج فيه للوحدة الوطنية وإعطاء فرصة حلكومة<br />

الوفاق لعلها تنجح يف مساعيها.‏


عيون مغلقة علي وسعها...‏ كتاب يتحدث عن ايجابيات الهجرة الشرعية تنويه :<br />

‏)عيون مغلقة على وسعها (، كتاب عن<br />

إيجابيات الهجرة للخبيرة السكانية ‏)ميشال<br />

تريباال(‏ الصادر عن دار دونويل،تطرح اخلبيرة<br />

السكانية تلك القضية احلساسة يف املجتمع<br />

الفرنسي والتي تصطدم دائما بتابوهات وقضايا<br />

سياسية شائكة تتعلق بالهجرة:‏<br />

وتقول الكاتبة إن العنوان فيه إشارة<br />

للحقائق التي ‏»تتعامى«‏ احلكومة عن رؤيتها،‏<br />

حيث تقتصر املعلومات واألرقام لدى السلطات<br />

الفرنسية على املهاجرين من خارج املجال<br />

االقتصادي األوروبي إلى داخل فرنسا ، أما<br />

أعداد الهجرة من أوروبا أو الهجرة خارج<br />

فرنسا فال يوجد دراسات كافية عنها .<br />

وقد يرجع ذلك إلى التوجه العام يف<br />

سياسات الرئيس الفرنسي ‏)ساركوزي(‏ منذ<br />

أن كان وزيرا للداخلية والذي طاملا رأى أن<br />

الهجرة متثل عبئاً‏ اقتصادياً‏ واجتماعياً‏ على<br />

فرنسا وتشكل مصدر توتر وتهديد كونها ال تؤدي<br />

إلى أكثر من ضم بائسني جدد إلى املهاجرين<br />

املوجودين يف البلد ويعانون من أوضاع بائسة<br />

يف األساس،‏ األمر الذي دفعه منذ توليه رئاسة<br />

اجلمهورية عام 2007 إلى استحداث وزارة<br />

لم تعهد فرنسا مثلها من قبل،‏ أطلق عليها<br />

اسم وزارة الهجرة واالندماج والهوية الوطنية<br />

والتطور املشترك.‏ واعتبر ساركوزي أن أفضل<br />

السبل للخروج من هذا الوضع يقضي بتحديد<br />

شروط ومواصفات ينبغي توافرها لدى الطامح<br />

بالهجرة إلى فرنسا،‏ وحصر مجال الهجرة<br />

مبهن وقطاعات معينة وفقاً‏ حلاجات االقتصاد<br />

الفرنسي ومقتضياته.‏<br />

إال أن املؤلفة أكدت يف كتابها أن دراسات<br />

أجريت يف املتحدة واجنلترا تثبت أن معدل<br />

إجمالي الناجت املحلي للفرد يزيد بزيادة<br />

معدالت الهجرة..‏ لكن يف الوقت نفسه لم<br />

تستطع الكاتبة جتاهل التأثيرات االجتماعية<br />

للهجرة التي قد تخرج عن السيطرة ، وإن كان<br />

كتابها كما تصفه ال يقدم حلوال جاهزة إال أنه<br />

يكشف أوجها لم تكن مطروقة لهذه القضية<br />

احلساسة .<br />

ورد نتيجة خطأ<br />

فني بالعدد السابق مقال<br />

بعنوان ( زيارة السراج<br />

ملصر ومستقبل العالقات<br />

الليبية املصرية ) مسند إلى<br />

الكاتب عبد اهلل النويصري<br />

والصحيح أنه للكاتب محمد<br />

عمران كشادة،‏ لذا وجب<br />

التنويه.‏<br />

« االحتاد متعاون مباشرة مع وزارة العمل«‏<br />

االحتاد متعاون مباشرة مع وزارة العمل<br />

باعتباره جسد ميس املوظف،‏ لكونها أحد<br />

الفرق الثالث املوجودة معنا يف منظمة العمل<br />

العربية والدولية،‏ ويبقى االتصال دائماً‏ يف<br />

إطار تشكيل جلان مشتركة،‏ على سبيل املثال<br />

كلجنة الصحة والسالمة،‏ وأغلب اللجان تشكل<br />

يف عقد ندوات يف قانون العمل والنقابات.‏<br />

التحاور والتفاوض من أجل حل املشكلة<br />

ونزع صحة التعبري<br />

العمل النقابي هو الدفاع عن حقوق<br />

العاملني،‏ واجلهة التي حتتضن العامل من<br />

شركات ومصانع أو مؤسسات،‏ من غير ذلك،‏<br />

نحن لدينا عشرون احتاد فرعي على مستوى<br />

ليبيا وست نقابات عامة بكامل القطاعات،‏<br />

عندما يقع الظلم على العامل بطبيعة احلال<br />

يلجأ إلى النقابة،‏ ومن هنا نحن نقوم باتصال<br />

مباشر مع اجلهات التنفيذية التي يتبعها،‏<br />

والتحاور والتفاوض من أجل حل املشكلة<br />

والوصول حلق العامل إذا كان مضطهداً،‏<br />

ويجب أن تكون الشكاوى مشروعة وليس افتراءً‏<br />

على سبيل املثال.‏<br />

مازالت الثقافة النقابية مفقودة<br />

احلقيقة نحن لدينا جتارب كثيرة بهذا<br />

املجال،‏ ووجدنا جتاوباً‏ من اجلهات املعنية،‏<br />

ولكن البعض منها مازالت الثقافة النقابية<br />

مفقودة لديهم من ناحية التعامل أو الشكل<br />

للنقابة،‏ بأنه جهة تعسفية وسياسة مسلطة<br />

على املسؤول،‏ واجلهة الرقابية ال تسمح بأن<br />

تتدخل النقابة يف شؤون القطاعات يف مشاكل<br />

اإلدارات مباشرة مبعنى التهميش بالكامل.‏<br />

اللوائح اإلدارية واملالية<br />

مازالت مجحفة يف حق املوظف<br />

من أهم املشاكل التي تواجهنا هي<br />

صرف املرتبات لم يتم صرفها منذ تسعة<br />

أشهر لشركات النقل اجلوي،‏ ويف بداية سنة<br />

2014 قمنا بالشيء الذي لم يكن يف ليبيا،‏<br />

وهو اإلضراب والوقفات االحتجاجية نفذنا<br />

العديد منها،‏ واستكملت بنجاح يف املجمل<br />

املشكلة التي نعاني منها بالتأكيد،‏ بأن تكون<br />

موثقة رسمياً‏ وموجودة لدينا،‏ وأيضاً‏ نواجه<br />

حكومتا زيدان و اإلنقاذ الوطني رافضتان للعمل النقابي<br />

نحن لم نتوقع أن تظهر حكومة الوفاق بهذه الصورة<br />

اتحاد عمال ليبيا تم أحياؤه يف يوم سبعة وعشرين من فرباير لسنة 2011، سنة اندالع الثورة الليبية،‏ حيث<br />

تنادى النقابيون يف ميدان التحرير ببنغازي..لكي يطلقوا البداية األوىل ملكتب التنفيذي التحاد العمال،‏ وتحصلوا<br />

على االعرتاف العربي والدولي واملنظمات الحقوقية يف شرعية االتحاد،‏ لكي يساعدهُ‏ فى لم شمل النقابيني يف<br />

ليبيا..‏ وعقب تحرير ليبيا بأكملها انتقل املكتب التنفيذي إىل طرابلس،‏ لكي يمارس عمله،‏ ومن خالله تم إعادة<br />

تشكيل أعضاء املجلس التنفيذي والذي ضمَّ‏ حوالي 14 عضواً‏ من جميع ربوع ليبيا بكامل القطاعات املوجودة.‏<br />

شارك االتحاد يف عدة نشاطات نقابية عربية منها وأخرى دولية،‏ والذي يعترب املمثل الشرعي للنقابات فى<br />

ليبيا من خالل الوفد الثالثي الذي تشكل من الحكومة.‏ . ضيفنا يف هذا العدد السيد/‏ عبد السالم التميمي رئيس<br />

اتحاد عمال ليبيا،‏ الذي حدثنا عن دور االتحاد يف املشاركة السياسية،‏ وعن املشاكل التي تواجه العمل النقابي!.‏<br />

مشكلة أخرى وهي اللوائح اإلدارية واملالية<br />

مازالت إلى يومنا هذا مجحفة يف حق املوظف،‏<br />

وهذا الشيء يجب أن تُ‏ ضع له دراسة وحلول.‏<br />

لأسف إلى اآلن لم يتم حتقيق شيء<br />

نتيجة تعاقب احلكومات وتعثر الوضع يف<br />

ليبيا إلى حد اآلن لم يستطيع املواطن أن<br />

يلتمس أي حق من حقوقه التى من املفترض<br />

أن متنح له.‏<br />

الفكرة لدى املسؤول أصبحت متغرية<br />

يوجد معارضون أكثر من املؤيدين الحتاد<br />

العمال ليبيا،‏ ونحن يف مرحلتنا هذه فترة<br />

خمس سنوات،‏ كان يف البداية يوجد صعوبات،‏<br />

وهو التغيير اإلداري،‏ والفكرة لدى املسؤول<br />

أصبحت متغيرة،‏ ويدعي بأنه صاحب القرار<br />

ويوجد من يحميه،‏ ويف النظام السابق كانت<br />

تأتي إليه أوامر بأن تنفذ اإلجراءات بدون<br />

رجوع إلى قوانني،‏ واآلن أصبحت كل اإلدارت<br />

املسؤولة بأن تطبق وفق القوانني،‏ ولم يوصلون<br />

بأن يتم تطبيق القانون،‏ وبالتالي يتدخل<br />

االحتاد يف هذا الشأن لتصحيح املسار،‏ فنجد<br />

صعوبة ورفض تام.‏<br />

اآلن بعض القطاعات وجدوا بأن احتاد<br />

عمال ليبيا يجب أن يكون موجوداً‏ ومفروضاً،‏<br />

لو يعلم املسؤول يف شخصه أن العمل النقابي<br />

فكرة ثقافية صحيحة الستثمرها لنفسه.‏<br />

املسؤولون يعتقدون بأن العمل النقابي<br />

كالسيف املسلط<br />

4<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

السيد/‏ عبد السالم التميمي رئيس اتحاد عمال ليبيا :<br />

خاص-‏ الرأي<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

املسؤولون يعتقدون بأن العمل النقابي<br />

كالسيف املسلط عليهم،‏ ونحتاج لوقت طويل<br />

لكي تتغير نظرة املسؤول يف االحتاد.‏<br />

وزارة املواصالت والنقل مقتنعون بالعمل<br />

النقابي بحكم التجارب والوقوف بجانبهم يف<br />

الوقفات االحتجاجية للحصول على حقوق<br />

العاملني،‏ وأيضاً‏ ال ننسى وزارة العمل.‏<br />

بعض الوزارات اختفت وعلى سبيل الذكر<br />

كوزارة االقتصاد والزراعة،‏ ونحن تواجهنا<br />

معهم عدة مشاكل،‏ حتى يف حقوق النقابيني.‏<br />

« حكومتا زيدان و اإلنقاذ الوطني<br />

رافضتان للعمل النقابي «<br />

حكومة علي زايدن كانت رافضة للعمل<br />

النقابي،‏ وأيضاً‏ حكومة اإلنقاذ الوطني،‏<br />

واملشاكل تكمن يف املطالبة باحلقوق،‏ ونعني<br />

من فساد إداري،‏ ونطالب بتصحيح املسار<br />

لكل إدارة رسمية ولكل القطاعات،‏ ويجب منح<br />

املسؤولية ألهل االختصاص،‏<br />

ويرجع سبب الفساد اإلداري لبناء<br />

املؤسسات على أسس جهوية وقبيلة .<br />

طلبوا منَّا تأسيس حزب للعمال ..<br />

ونحن رفضنا<br />

يف السابق طلبوا منا أن نقوم بتشكيل<br />

حزب حتت مسمي ‏»حزب العمال « وطبعاً‏ يف<br />

أية دولة يف العالم يعتبر هذا احلزب مؤثراً‏<br />

جداً‏ يف التغير السياسي،‏ ودائماً‏ العالم يتخوف<br />

من هذا احلزب لكونهم أكثر شريحة،‏ وميتلك<br />

تصوير/‏ سالم شعرانه<br />

القرار،‏ ونحن قمنا برفض هذا الطلب،‏ وسبب<br />

الرفض أنه ليس هنالك دستور للحكومة<br />

وال ميكن تأسيس حزب بدون أي تشريعات<br />

قانونية.‏<br />

كنا على مسافة واحدة بني طرفني<br />

للحكومات املوجودة<br />

لم يكن الحتاد العمال يف ليبيا أي دور<br />

سياسي يف احلكومات السابقة التي تعاقبت،‏<br />

نظراً‏ للرغبة التي لدينا ومن املفترض أن تكون<br />

هنالك حكومة واحدة كنا على مسافة واحدة<br />

بني أطراف احلكومات املوجودة.‏<br />

وأصدرنا العديد من البيانات بخصوص<br />

هذا الشأن يتضمن املصاحلة الوطنية ولم<br />

الشمل وحكومة واحدة واألمن واألمان وكل<br />

التجاذبات السياسية التي كانت على أرض<br />

الواقع،‏ لم تكن تهدف إلى مصالح أخرى.‏<br />

مصالح التدخالت غير املبررة من أطراف<br />

خارج ليبيا تشملها أجندات خارجية كانت وراء<br />

تثبيت احلكومات املوجودة .<br />

نحن لم نتوقع أن تظهر حكومة الوفاق<br />

بهذه الصورة<br />

قمنا بدعم احلكومة اجلديدة عند<br />

بداية تشكيل أعضاء احلوار قبل منطلق<br />

حوار الصخيرات،‏ وقاموا بدعوتنا ونحن كنا<br />

مرحبني بالدعوة ومؤيدين لهذا احلوار .<br />

طالبوا بإيفاد عضوين من احتاد العمال<br />

بليبيا للمشاركة يف هذا احلوار.‏<br />

ويف احلقيقة عقدنا اجتماعاً،‏ ووضعنا<br />

دراسات لهذا املوضوع لكي نشاهد النتائج<br />

األولية التي مت اخلروج بها،‏ ونحن لم نتوقع<br />

أن تظهر حكومة الوفاق بهذه الصورة،‏ مت إقرار<br />

على أن هناك حكومة جتمع كل الليبيني،‏<br />

فنحن كنا من األوائل املؤيدين له،‏ وأصدرنا<br />

بياناً‏ ألول مرة من االحتاد العام لعمال<br />

ليبيا بالترحيب باحلكومة ومساندتها،‏ هذه<br />

احلكومة يف نقاط معينة تؤكد املصاحلة<br />

الوطنية لكل الليبيني وعودة املهجرين ورفع<br />

مستوى معيشة املواطن واألمن واألمان،‏ والبد<br />

أن يكون هنالك جيش وشرطة،‏ وهذه احللول<br />

طالبنا بها احلكومة وجلسنا مع بعض أعضاء<br />

الوفاق،‏ وقدمنا لهم مقترح االحتاد ودعمنا<br />

لهم،‏ و املطالبة بإيجاد احللول لهذه املشاكل<br />

قبل حلول شهر رمضان الكرمي.‏<br />

فانظروا ....<br />

بقلم / سعاد الورفللي<br />

حينما نقرأ لكبار املفكرين ، والكتّ‏ اب نصاب بشيء يشبه<br />

احليرة،‏ تُرى من أين ‏»نبتديء احلكاية«؟<br />

إن قصة التعقل يف بعض األمور واستعمال العقل<br />

وتعطيل باقي احلواس التي على رأسها النظر،‏ أمر مشمول<br />

بالريبة فال يكتمل العقل إال بالنظر..‏<br />

مفردة النظر وحدها ال تقتصر لُغويا على املعنى املجرد<br />

من إرسال النظر ورؤية األشياء،‏ إن النظر معناه التدبر<br />

والتأمل والتعقل بل التمحيص..‏<br />

نظر يف األمر:‏ درسه وتأمله وقلّ‏ به على وجوهه التي<br />

حتتمل أكثر من معنى ومنحى وقصد ...<br />

لهذا جاء يف القرآن الكرمي معنى النظر؛ لالعتبار<br />

والتأمل حينما نستشهد بذلك األمر على أكثر من موضع<br />

‏)فانظروا كيف كانت!..(،‏ االعتبار يأتي بعد التأمل حينما نقرأ<br />

حادثة ما نتأمل األسباب الدافعة ملثل هذه العقوبة أو كيفية<br />

الوصول لهذه النتائج سواء كانت سلبية أو إيجابية واألمر كله<br />

محصور بنظر التأمل الذي يتلوه مباشرة االعتبار.‏<br />

فالتفكير املعتبر املشمول بالنظرة العميقة هو ذلك<br />

التفكير املبني على أسس علمية دقيقة؛ قلما يخاجلها الشك<br />

يف نتائجها االستداللية.‏<br />

فالناظر إلى األرض امليتة:‏ املنقطعة املتصحّ‏ رة يختلف<br />

نظره عما كان عليه عندما تنهمر األمطار؛ فتتشقق األرض<br />

وتصبح بعد وقت يسير طرية رطبة ناعمة تتفتق عن العشب<br />

والكأ ترتادها الطيور والوحوش والكائنات،‏ وتصبح محط<br />

حرب بني البشر كل يريد االستيالء عليها بعدما كانت مهجورة<br />

منقطعة..‏ فبعد سلسلة متتابعة من النظر والنظر جاء<br />

االكتشاف الذي يدفع بكل الكائنات إلى التسابق والتنافس<br />

على تلك البؤر املنقطعة عن احلياة؛ حينما ساق اهلل السحاب<br />

إلى بلد ميت فأحياه وكذلك يحيي املوتى.‏<br />

ومن علل التفكير:‏ أن كثيرا من الناس يأخذون األمور<br />

من منحى عقالني قاصر،‏ فعقل األمور سمة مستحسنة،‏ من<br />

خاللها يستطيع اإلنسان التفكير،‏ لكن العلة تكمن يف عدم<br />

تقليب األمر،‏ هذا التقليب هو ما نسميه النظر.‏<br />

فالنظر أبعد ما يكون إلرسال شارات للعقل يستطيع بها<br />

املوافقة من عدمها..‏ والناس يف ذلك مذاهب؛ فهناك من هو<br />

قاصر النظر وهناك من هو طويل،‏ باع يف النظر،‏ إن حياتنا<br />

املعاصرة تستلزم منا أن منعن النظر يف كثير من األمور،‏ ونعيد<br />

توازن حساباتنا الفكرية والعلمية بطرق النظر التي ترد<br />

مبشارب عدة؛ ألن احلياة املعاصرة لم تعد بتلك البساطة التي<br />

أوجدوا عليها الناس يف زمن ما.‏<br />

أولئك الناس فكروا وتدبروا بتعميق النظر،‏ فأفرزت لنا<br />

الكتب واملقاالت املتنوعة يف شتى العلوم،‏ ونشأ علم الفلسفة<br />

الذي يتركز قبل كل شيء على النظرة العميقة ذات األبعاد<br />

املمتدة ال يحدها حد معني،‏ وال يفصل خطوطها نقاط توقف<br />

تنتهي عندها جُمل احلياة،‏ ولم تتوقف األمور عند ذلك،‏ بل<br />

استمر الفالسفة يف البحث يف كل شيء،‏ ولم يطووا ورقة أو<br />

كتابا لينتهوا مبا وصلوا إليه،‏ بل ابتعدوا إلى أكثر مما وصلوا<br />

إليه،‏ ليتركوا املجال ملن بعدهم مفتوحا،‏ كأنها ساحة مضمار<br />

أو نزال يعرضُ‏ فيها الباحثون والعلماء والدارسون صنوف<br />

علومهم وآرائهم وأقوالهم ونظرياتهم ومناهجهم ومدارسهم،‏<br />

مقدماتهم العلمية وأسس البناء الذي تأرجحت فيه<br />

النظريات املوضوعة..‏ تركوا الساحة لكل أولئك،‏ حتى يصلوا<br />

إلى املحطة التي من خاللها يرتاد كل باحث عن املعرفة.‏<br />

أما عصرنا نحن أو ما يسمى بعصر االنقالب واالنفالت<br />

العلمي املوسوم بالتكنولوجيا،‏ وأساليب التقنية املستحدثة،‏<br />

حتى أن الكِ‏ تاب لم يعد يُضرب له بطون اإلبل ليصل الباحث<br />

إليه،‏ بل صار بكبسة زر رفيق الفراش يف زمن أقل من ارتداد<br />

الطرف،‏ مع كل هذا التزامن،‏ وهذا العمق،‏ وهذا التعقيد،‏<br />

وهذا الكل املعريف املتراكم من مشارب العلوم واالجتاهات<br />

واآلراء بكيفيات متعددة،‏ مع كل ذلك وأكثر،‏ بتنا نفتقد للنظر<br />

املطلوب،‏ ذلك النظر الذي يعني الغلغلة يف العلم واملعرفة،‏<br />

حتى ينفرزَ‏ ما نودُّ‏ إظهارَه من زبد يفيد األمة،‏ ال أن نستقل<br />

بالتقليد واملوضوع من وجوه زمنية متنوعة،‏<br />

أن نحافظ على ما وُجِ‏ د من علوم ومعارف شيء،‏ وأالّ‏<br />

ننطلق إلى أبعد من ذلك باستقاللية الفكر والبحث والنظر<br />

شيء آخر.‏<br />

إن ما نحن عليه..‏ جعل من وضعنا املعاصر جامدا ال<br />

يأتي بجديد وال مفيد،‏ فنحن عطَ‏ لنا النظر،‏ وحتدثنا عن<br />

الفكر واملفكرين،‏ أولئك الذين ينتجون حسبما يرِد به التفكير<br />

دون إعمال للنظر،‏ ولو أُعْمِ‏ ل النظر كما ينبغي،‏ لزالت كثير من<br />

املعوقات التي حتاصر واقع املفكر العربي.‏


المسابقة الوطنية في حفظ القرآن الكريم والخطابة<br />

يعتزم فوج الكشافة واملرشدات حي األندلس مبفوضية طرابلس على القيام مبسابقة يف<br />

حفظ القرآن الكرمي خالل شهر رمضان املبارك وذلك ابتدأ من 6 إلى 13 رمضان وستكون حتت<br />

إشراف جلنة حتكيم مرشحة من قبل وزارة األوقاف وستكون برعاية مؤسسة اإلرادة لأعمال<br />

اخليرية.‏<br />

علماً‏ بأن أعمار املتنافسني من 6 سنوات إلى 25 سنة،‏ وسيكون التنافس على النحو التالي:‏<br />

)) جزء عم – تبارك – 5 األجزاء األخيرة – ربع القرآن - نصف القرآن – القرآن كامالً‏ ((<br />

وكما ستقام أيضاً‏ برامج متنوعة وزيارات داخل مدينة طرابلس ومحاضرات دينية.‏<br />

للمشاركة يف املسابقة يرجى االتصال على الرقم التالي:‏‎0914777792‎<br />

5<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

هل تذكرون ليبيا؟!‏<br />

بقلم / مريم سالمة<br />

صحيفة الراي الليبية تابعت هذا احلدث<br />

ورصدت بعض اآلراء حول املنتدى فكانت البداية<br />

مع : الدكتور/‏ محمد عبدالرحيم عميد كلية<br />

التربية البدنية وعلوم الرياضة:‏<br />

األسبوع العلمي املفتوح حتت شعار « قياس<br />

.. حوار«،‏ هو نشاط علمي ثقايف داخل اجلامعة<br />

تشرف علية كلية التربية البدنية من خالل جلنة<br />

حتضيرية أعدت لهذا احلدث مبرحلتني جانب<br />

القياس واجلانب اآلخر احلوار،‏ احلوار كما مت<br />

من خالل هذه اجللسة املحور األول:‏ ‏»قضايا يف<br />

البحث العلمي«الذي تناول القوانني واللوائح<br />

املنظمة للبحث العلمي،‏ سياسيات تطوير البحث<br />

العلمي يف األكادميية،‏ معايير الكتابة األكادميية<br />

وثقافة القياس يف البحث العلمى،‏ وأخالقيات<br />

البحث العلمي،‏ أما بخصوص املحور الثاني،‏<br />

النشاط البدنى والصحة العامة ، واملحور الثالث<br />

هو : رياضة النخبة واإلعالم الرياضي ، الهدف<br />

هو نشر ثقافة الرياضة للجميع بتعميم األسلوب<br />

العلمي والقيام باالختيارات العلمية للرياضات<br />

املختلفة للرياضيني املتميزين والعمل على<br />

إيجاد البرامج النتقاء املواهب ، والتعاون مع<br />

الطب الرياضي يف إقامة الدورات التخصصية<br />

لأطباء واملرافقني الطبيني واملعاجلني،‏ وكذلك<br />

التعاون مع طلبة الدراسات العليا من معاهد<br />

وكليات التربية البدنية وعلوم الرياضة والكليات<br />

ذات العالقة يف إجراء االختبارات العلمية إلجناز<br />

أطروحاتهم.‏<br />

فاحت حبلوص ‏/عضو اللجنة اإلعالمية<br />

‏:الهدف من هذا األسبوع العلمي هو التعرف على<br />

خبرات ونشاطات أساتذة الكلية وتنمية ثقافة<br />

املجتمع،‏ واألهمية من العملية التربوية العامة<br />

وهي ليست كما يظن البعض،‏ وهذا من األخطاء<br />

الشائعة أن التربية البدنية هي مجرد حتصيل<br />

حاصل يكمل به برامج املدارس لشغل وقت<br />

فراغ الطالب،‏ ولكنها يف املقابل هي ذلك اجلزء<br />

الهام من العملية التربوية،‏ فمن خالل برنامج<br />

التربية البدنية ينمي الشباب مهاراتهم املتعددة<br />

مللء وقت فراغهم مبا ينفعهم صحياً‏ واجتماعياً‏<br />

وعقلياً‏ وبدنياً،‏ البرنامج تضمن العديد من<br />

البيانات واملعلومات وبعض املعلومات اجلديدة<br />

واإلحصائيات التى اكتشفنا من خاللها أهمية<br />

النشاط البدنى يف حياة األفراد،‏ ومن خالل<br />

الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العاملية<br />

المنتدى العلمي األول تحت شعار .. قياس .. حوار<br />

نظمت كلية الرتبية البدنية بجامعة طرابلس القاطع ‏»ب«‏ املنتدى العلمي األول<br />

يوم األربعاء املوافق ‎2016/5/10‎م بإشراف الدكتور/‏ محمد عبدالرحيم عميد الكلية<br />

، وبعض أعضاء هيئة التدريس،‏ وبعض طلبة الكلية،‏ والدكتور/‏ محمد شنكادا الذي<br />

تحدث عن عالقة النشاط البدني باألمراض ، وألقيا باملنتدى عدة محاور علمية<br />

وثقافية،‏ إذ اوضحا،‏ قضايا البحث العلمي وأهمية النشاط البدنى والرياضة للصحة<br />

العامة ، كما تطرقا إىل دور اإلعالم الرياضي وثقافة االحرتاف والقوانني واللوائح<br />

املنظمة له،‏ الهدف من هذا املنتدى هو نشر ثقافة الصحة بني أفراد املجتمع<br />

ليكونوا على معرفة وإدراك واسع بأهمية هذه املحاور ، وتوعيتهم وحماية حياتهم<br />

ومستقبلهم من األمراض التى يسببها الخمول البدني ‏،كما تخللت املحاضرات<br />

مشاركات حوارية من قبل الحاضرين طرحوا من خاللها مالحظاتهم وأسئلتهم .<br />

متابعة ‏/مشاعر عبد اهلل<br />

تصوير/‏ سالم شعرانه<br />

أن األشخاص الذين يتوفون باخلمول البدنى<br />

أكثر من حاالت الوفاة مبرض اإليدز،هذه الدراسة<br />

أكدت أهمية النشاط البدنى للفرد،‏ فالدول<br />

املتقدمة تسمى النشاط البدني بالوجبة الرابعة<br />

نظرا ألهميتها،‏ أجريت دراسة يف بريطانيا<br />

فوجدوا أن الذين ميارسون الرياضة أكثر متاسكاً‏<br />

داخل األسرة ألن الرياضة حتسن املزاج العام<br />

داخل األسرة.‏<br />

محمد شنكادا / مدير املركز الوطني<br />

لأمراض : نحن مهتمون بهذا املوضوع<br />

ومتواصلون مع الكلية من 2012، شاركت<br />

باملؤمتر الليبي األول للتربية البدنية بالكلية<br />

، ومن عوامل اخلطر السلوكية والتي تؤدي إلى<br />

حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية هي<br />

اتّباع نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة<br />

النشاط البدني والتدخني و تعاطي الكحول،‏<br />

وقد تظهر آثار عوامل اخلطر السلوكية لدى<br />

األفراد على شكل ارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع<br />

مستوى الشحوم يف الدم والزيادة املفرطة يف<br />

الوزن والسمنة،‏ وميكن أن تُ‏ قاس ‏»عوامل اخلطر<br />

املتوسطة«‏ هذه يف مرافق الرعاية الصحية<br />

أألولية وأن تدل إلى مخاطر متزايدة حلدوث نوبة<br />

قلبية وسكتة دماغية وقصور القلب ومضاعفات<br />

أخرى،‏ املطلوب من كلية التربية البدنية أن تقوم<br />

مببادرة،‏ نحن تواصلنا مع العالم من خالل<br />

منظمة الصحة العاملية وهى واحدة من فروع<br />

األمم املتحدة تعمل عل تطبيق اإلعالم السياسي<br />

الصادر يف /2014 2013 بحيث نحن يف عام<br />

‎2025‎م نكافح أمراض القلب واألوعية الدموية،‏<br />

والسكتة الدماغية وأمراض السمنة وغيرها ،<br />

باإلضافة إلى مضاعفات مرض السكر،‏ املالحظ<br />

يف ليبيا جميع األشخاص املصابني بأمراض<br />

السكر تدفع يف مصاريف عالية من أجل العالج<br />

يف اخلارج ، واملواطن غير قادر على تغطية هذه<br />

املصاريف التي تصل إلى 10 آالف دينار،‏ يف<br />

السابق عمل العالم على مكافحة مرض شلل<br />

األطفال واحلصبة واآلن يف ليبيا احلمد هلل هذه<br />

األمراض شبه معدومه،‏ نحن اآلن مهتمون جدا<br />

مبحاربة هذه األمراض والتربية البدنية مهمة<br />

للوقاية وأيضاً‏ خلطر اإلصابة ‏،يوجد باملركز<br />

إدارة تسمي باحلماية الصحية تهتم بصحة األم<br />

والطفل والشيخوخة وهذه املضاعفات تكافح<br />

بالكشوفات املبكرة.‏<br />

ليلي أسعد الفقيه ‏/عضو هيئة التدريس<br />

بالكلية : بالنسبة لأسبوع العلمى املطروح هذه<br />

األيام،‏ هو فرصة لكل األساتذة لتبادل اخلبرات،‏<br />

واألفكار،‏ واآلراء حول التطورات املوجودة يف<br />

العالم ونحن من خالل املؤمترات وورش العمل<br />

والندوات نخرج مبعلومات و كيفية تطبيق هذا<br />

العلم على مجتمعنا الليبي ونطور منه ، نحن<br />

كأعضاء هيئة تدريس مسؤولون مسؤولية كاملة<br />

نحن شريحة متعلمة نستطيع التأثير على<br />

املجتمع من خالل األبحاث،‏ بالنسبة لقضايا<br />

البحث العلمي وهو املحور األول وتوجد إشكالية<br />

يف ليبيا تواجهنا نحن أنه ال توجد إحصائيات<br />

دقيقة تساعد الباحث يف ليبيا وهنا اإلشكالية!،‏<br />

وثانيا ‏/توجد مجموعة من األبحاث واملناقشات<br />

للرسالة يوميا،‏ ولكن هناك اختالف باملدارس و<br />

يف وضع اخلطة البحثية و يف املراجع و الكتابة<br />

نحن نسعى جميعاً‏ بجامعة طرابلس للتوحيد<br />

مع جميع الكليات،‏ كلية التربية البدينة عليها<br />

عبء كبير لتوعية الناس،‏ ألن النشاط البدني<br />

يحتاج لتوعية ومعرفة ألنه يتعلق باجلانب<br />

الصحي.‏<br />

جمال زريبة/‏ مدير اجللسة : من أهداف<br />

هذا األسبوع هو التعريف بكلية التربية البدينة<br />

وعلوم الرياضة وأهميتها لإلنسان،‏ وأيضاً‏ لها<br />

أهداف أخرى علمية وبالتالي جمعنا كل هذه<br />

األهداف مبنتدى علمي ثقايف حواري وربطناها<br />

ببعض املؤسسات اخلارجية وتسعي الكلية<br />

ألن تكون متميزة وبأعلى كفاءة محلياً‏ يف كل<br />

التخصصات،‏ التدريس،‏ التدريب،‏ التأهيل،‏<br />

واحلمد هلل جنحنا وتوفقنا بطريقة علمية لكلية<br />

التربية البدنية وعلوم الرياضة ومخرجاتها من<br />

الطالب،‏ والبرنامج أخذ بعد جهود كبيرة جدا<br />

سواء على املستوى اإلعالمي أو االجتماعي.‏<br />

وجدان املبروك ‏/طالبة : إن األمر الذي ال<br />

جدال فيه هو أن التربية البدنية والرياضية هي<br />

من أهم املواد األكادميية التربوية التي تساهم<br />

بصفة فعالة يف عملية التربية،‏ وهي جزء بالغ<br />

األهمية كونه مادة تسعى إلى حتسني الفرد<br />

بصفة خاصة و املجتمع بصفة عامة من خالل<br />

ما متده لنا من أنشطة رياضية و تربوية تخاطب<br />

اجلسم و العقل معا،‏ بالنسبة لأسبوع العلمي<br />

لكلية التربية البدنية مهمة جداً‏ وخاصة ألفراد<br />

املجتمع هذا املنتدى لكسب ثقة املجتمع عن<br />

طريق تقدمي اخلدمة لشرائحه ، ونشر ثقافة<br />

أهمية الرياضة للصحة العامة.‏<br />

أحدهم طرح هذا السؤال ‏)هل تذكرون ليبيا.؟!(‏<br />

لعله سؤاال بريئا!‏ ولكني أرى يف السؤال إشارة أو<br />

تضمني.‏ دعوة إن نستذكر ليبيا اجلنة،‏ ليبيا التي يتزعمها<br />

فرد واحد جعل من نفسه ‏)األخ األكبر(‏ صاحب البصيرة<br />

النافذة،‏ والعني الواحدة،‏ و نحن كلنا ‏)جوليا(‏ حيث ببساطة<br />

واجبة نقتل قيم اجلمال التي جُبلنا عليها ونتنبأ نظريات<br />

ال قبل لنا على هضمها،‏ فتتحول إلى شعارات جوفاء نرددها<br />

ونحفظها عن قلب فارغ،‏ أما إذا كنت اآلخر)وينسن(‏ ،<br />

ممتلكا وعيا ذاتيا للبحث والرؤية مدركا بفطرتك السليمة<br />

إن احلياة ال ميكن إن تكون ‏)بنينة وبنزينة وأمن داخلي )<br />

وأن االختالف ضرورة يف ظل احلرية وعدالة القانون وأن<br />

السالم ال يتحقق إال يف وجود عقل يفكر ويطرح ويختلف<br />

معك يف سبيل إيجاد األفضل للجميع يف ليبيا اجلميع،‏<br />

وليست ليبيا الغرفة )101(، فسيكون لك باملقابل<br />

‏)أوبرين(‏ يراقبك على مدار الساعة،‏ حتى ال تكون معديا أو<br />

عصا ‏)على رأيهم(‏ فتوقظ الكالب النائمة وتفسد على األخ<br />

األكبر نومته املهنية ونومة ‏)قبرته(‏ التي عششت يف شجرة<br />

جلودنا املسلوخة.‏<br />

ليبيا اليوم،‏ بنيرانها املشتعلة و أبنائها إما قاتل أو<br />

مقتول أو طارد أو مطرود أو سجان أو مسجون ليست ليبيا<br />

ثورة <strong>17</strong> فبراير بل هي امتداد لليبيا األخ األكبر.‏<br />

ثورة <strong>17</strong> فبراير قامت ويف رأسها هدف واحد تخليص<br />

ليبيا من كبيرها ‏،وقد اثبت ‏)الثوار(‏ يف حلظة التخليص<br />

هذه إن الثورة بقيمها لم تغير ما فيهم من ركام 42 سنة،‏<br />

وبات مؤكدا منذ تلك اللحظة إن اخلالص احلقيقي بعيد<br />

األمد وأن الدولة الليبية التي ينتظر اجلميع قيامها<br />

سيكون عليها مجابهة حقبة فساد واحدة برأسيني ما قبل<br />

وما بعد <strong>17</strong> فبراير.‏<br />

هل ندم الليبيون عليها،‏ إن فعلوا ال لوم عليهم،‏<br />

وخصوصا من اكتوى حقيقة بهذه احلرائق املشتعلة..‏ أما<br />

من كان نصيبه منها طوابير املخابز ومحطات البنزين<br />

وتأخر املرتبات وقضاء املصالح وتعطيل الدراسة ووقف<br />

الدوري ونفاذ املؤن واألدوية ‏...وسلسلة طويلة من متاهة<br />

‏)حوش بال رأس(‏ أو ‏»هلبة رؤوس بال حوش«!‏<br />

فهؤالء ليس لهم عدو حتى يف السابق إال غياب الوعي<br />

املبني على العلم واملعرفة.‏<br />

ليبيا لم تكن يوما جنة ملن كان يعيش فيها من<br />

املواطنني واملواطنات،‏ وليس من رجاالت احلكم طبعا،‏<br />

ولكنها رمبا كانت كذلك للمواطنني يف الدول املجاورة،‏<br />

هؤالء بالفعل وجدوا يف ليبيا املرتع اخلصيب،‏ لتعبئة<br />

حصاالتهم،‏ يستنفذونها كما يشاؤون ألن األخ األكبر جعل<br />

منها جسدا عاطال،‏ فاغرا فمه يستهلك وال ينتج.‏<br />

هذا ما أرى؛ أما عني فقد حضنت <strong>17</strong> فبراير بفكري<br />

وتخاصمت يف ذلك مع ذوي القربى.‏<br />

وكنت و مازلت على ثقة إن خطوة ليبيا األولى نحو<br />

دولة مغايرة،‏ لم تقم إال مرة واحد،‏ منذ تأسيس عاصمتها<br />

على يد الفينيقيني يف األلف الثانية قبل امليالد وحتى<br />

األلف الثالثة بعد امليالد،‏ هي حقبة االستقالل يف 24-<br />

1969-9-1/1951-12، هي أوال:‏ بخالصها من العقبة<br />

الراسخة يف طريقها وهي ‏)كراهية املعرفة(‏ وهذا اخلالص<br />

سيكلفها كثيرا ولكن هذه الكلفة الباهظة ستجعل الليبيون<br />

يدركون أن معمر القذايف ما كان ليستعبدهم لو لم يكونوا<br />

كذلك طوال هذه اآلالف من السنيني . فالطغاة يعرفون أن<br />

املعرفة مصدر القوة ولذلك منع عنها الشعب،‏ وحتولوا إلى<br />

قطعان قانعة ال يعنيها إال عشب املرعى،‏ وأن تكون الذئاب<br />

حتت السيطرة من أجل األمن واألمان...ليس أمامنا اآلن<br />

إال العلم والعمل،‏ أما احلنني إلى ليبيا املاضي والبكاء<br />

على أطاللها وذكرياتها فما هو إال ضربة موجعة يف حق<br />

التضحيات اجلمة وحجر عثرة يف طريق الدولة الوليدة،‏<br />

التي لم تتسلم بعد الراية من الثورة الرائعة...ثورة <strong>17</strong><br />

فبراير،‏ الثورة التي يتالعب بها طغاة يتوالدون ويتوافدون.‏<br />

ثم إن هذا البكاء املرير ليس له مبرر إال إذا قرأنا هذا<br />

السؤال من الوجهة األخرى وهذا مستبعد.‏ يا فبراير يا<br />

فبراير«‏ معنديش«‏ خيار..‏ بني نورك ونارك مسافة انتظار<br />

.. واللي صبرني على ثورته 42 كذبة حلوة يصبرني على<br />

ثورتي 4 حقائق مرة...‏


انعقاد منتدى ليبيا للتجارة واالستثمار في لندن في 14 يوليو<br />

6<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

أعلنت جمعية الشرق األوسط واملؤسسة الليبية<br />

لالستثمار عن انعقاد منتدى اململكة املتحدة وليبيا للتجارة<br />

واالستثمار يف مدينة لندن وذلك يف 14 يوليو،‏ وسيركز<br />

املنتدى على اإلمكانيات الهائلة واحلاجة املاسة إلعادة<br />

األعمار واالستثمار يف ليبيا،‏ كما سيجمع املنتدى مستثمرين<br />

بريطانيني ودوليني إضافة إلى كبار املمثلني احلكوميني<br />

من اململكة املتحدة وليبيا،‏ ويعتبر تشكيل املجلس الرئاسي<br />

وحكومة الوفاق الوطني يف طرابلس برئاسة فاير السراج،‏<br />

نقطة حتول مهمة لليبيا وفرصة لتحقيق املصاحلة الوطنية<br />

وإعادة األعمار.‏<br />

صرح ‏)بيتر ماير(‏ الرئيس التنفيذي جلمعية الشرق<br />

األوسط:‏<br />

‏“إن اململكة املتحدة واملجتمع الدولي يدعم املجلس<br />

الرئاسي يف طرابلس واملؤسسات الليبية التي تقف بحزم<br />

خلفه،‏ ونحن نتطلع للمساعدة يف تعزيز البيئة الليبية<br />

كوجهة خصبة لالستثمار وضمان مستقبل مشرق لليبيا<br />

وشعبها.”‏<br />

صرح عبد املجيد بريش،‏ رئيس املؤسسة الليبية<br />

لالستثمار:‏<br />

نحن نتطلع النعقاد هذا املؤمتر البالغ األهمية،‏ إذ<br />

تعد مدينة لندن مركز العالم املالي،‏ و املكان األمثل ملناقشة<br />

البرنامج االقتصادي الذي طورته احلكومة الليبية بهدف<br />

إعادة بناء املؤسسات والبنية التحتية يف ليبيا.”‏<br />

حيث تنظم جمعية الشرق األوسط املنتدى بالتعاون<br />

مع املؤسسة الليبية لالستثمار،‏ ومجموعةDeveloping<br />

،Markets Associates والذي سيستعرض مجموعة من<br />

الفرص املتاحة يف ليبيا خصيصاً‏ يف مجال البنية التحتية<br />

والطاقة والتمويل،‏ وسوف يتضمن املنتدى عدداً‏ من األمور<br />

امللحة املتعلقة بإعادة تأهيل املجتمع املدني والرعاية<br />

الصحية وأنظمة الرعاية االجتماعية يف ليبيا.‏<br />

كما سيعمل املنتدى على وصل املستثمرين الدوليني،‏<br />

والشركات العاملية بالفرص املتوافرة يف ليبيا،‏ إضافة<br />

إلى بحث فرص االستثمار املشترك مع القطاع اخلاص يف<br />

املشاريع املتعلقة بالبنية التحتية واألعمال.‏<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

دين الرجال<br />

بقلم/‏ عبد اهلل النويصري<br />

لم يعلمهم<br />

السباحة ..<br />

بل قذفهم من<br />

قلب الصحراء ..<br />

إلى فم الحوت<br />

الطيور تُهاجر بحثًا عن الحبِّ،‏ وأسماك<br />

السلمون تُهاجر يف ملحمة رائعة من نهر<br />

فرايزر فى كندا،‏ تقطع عشرات اآلالف من<br />

الكيلومرتات حتى املحيط،‏ وتغادر الفراشات<br />

‏»امللكة«‏ أمريكا الشمالية لتصل إىل أمريكا<br />

الجنوبية.‏<br />

وفى عصرنا الحالي أخذت الهجرة أشكاالً‏<br />

مختلفة،‏ كالتنقل بهدف التزود بالعلم<br />

وإنعاش الحركة الثقافية،‏ أو إنعاش الحركة<br />

االقتصادية بجلب األموال،‏ وبعضها يعاقب<br />

عليه القانون كالهجرة غري الشرعية.‏<br />

هذا وقد يعترب قرار الهجرة من أصعب<br />

وأخطر القرارات يف حياة اإلنسان،‏ باإلضافة<br />

إىل أن من هاجر وملس الحضارات األخرى<br />

يصل إىل حالة شديدة من الغرابة،‏ فلم يعد<br />

وطنه يعجبه وال ليبيا تُسعده،‏ فهو نفسيًا<br />

يف األرض التي ال اسم لها.‏<br />

ويأتي معظم هؤالء خاصة األفارقة منهم<br />

بعد تجميعهم يف أماكن التقاء داخل كل<br />

دولة على حدة،‏ ثم تقوم عصابات التهريب<br />

بنقلهم عرب حافالت كبرية إىل طرابلس<br />

وهناك ينتظرون عدة أسابيع إىل أن تنتهي<br />

عصابات التهريب من استكمال تنسيقها<br />

للعملية .<br />

خاص – الرأي<br />

صحيفة الرأي الليبية استطاعت أن ترصد<br />

بعض اللقاءات مع العمالة يف منقطة الكرميية،‏<br />

لكي ننقل وجهة نظرهم.‏<br />

هل الوطن قيمة ملموسة،‏ أم روح يف قلب<br />

اإلنسان؟!.‏<br />

‏)أمادو(‏ البالغ من العمر سبعة عشر عاماً‏<br />

عبر الصحراء،‏ كاد العطش يقتله لوال أن البول<br />

كان الوسيلة لكي يروي به عروقه اخلاوية،‏ هكذا<br />

كان يروي القصة لنا،‏ كان قادماً‏ لغرض الهجرة<br />

إلى أوروبا،‏ وجدناه يف منطقة الكرميية،‏ حيث<br />

املكان الذى تتواجد فيه العمالة،‏ فنحن لم<br />

نستطع أن نفهم منه الكثير ألنه ال يتقن العربية<br />

وال اإلجنليزية بل يتحدث بلغة الهوسا.‏<br />

وقال ‏)أمادو(‏ الذي واجهته املصاعب لعبور<br />

الصحراء لكي يصل إلى طرابلس،‏ بأن والده ال<br />

ميلك املال،‏ بل قام مبراهنة بيتهم لكي يسافر<br />

إلى طرابلس،‏ وأضاف بأن هناك يف النيجر<br />

يقولون عن ليبيا أنها الباب اخللفي للقارة<br />

العجوز.‏<br />

وأضاف بأنه سيجمع املال من العمل<br />

‏)العِ‏ تالة(،‏ لكي يعبر به اإلقليم الليبي،‏ حيثُ‏<br />

يرسو به املركب يف اجلزيرة اإليطالية المبادوزا.‏<br />

والبعض األخر يبحث عن مناخ احلرية،‏<br />

فمع الدكتاتورية ال أمن وال أمان وفى جو<br />

االستبداد تقتل احلياة قتالً‏ .<br />

يف خضم الفوضى واالضطرابات التي<br />

تشهدها ليبيا يف الوقت احلالي ويف غياب تام<br />

لهياكل الدولة،‏ حتولت ليبيا إلى بوابة عبور من<br />

عالم إلى آخر،‏ للبحث عن حتسني وضع املعيشة.‏<br />

‏)موسى(‏ من تشاد البالغ من العمر إحدى<br />

وعشرين سنة مواليد أوباري يتحدث اللهجة<br />

الليبية،‏ وبالرغم من ذلك استطاع أن يفضفض<br />

عمَّ‏ ا يف قلبه لنا،‏ وهو يعمل يف حرفة الطالء،‏ لكي<br />

يعني أهله ويتعلم إخوته،‏ ويسدد إيجار للبيت<br />

الكائن باملدينة القدمية.‏<br />

قال لنا بأنه كان يرغب يف الرحيل،‏ وقام<br />

بحزم حقائبه،‏ وكانت نقطة البداية من منطقة<br />

السياحية،‏ ودفع مبلغ وقدره ألف دوالر أمريكي،‏<br />

وأضاف بأن املركب كان على متنه 200 مهاجر<br />

من مختلف اجلنسيات اإلفريقية والعربية،‏ وكان<br />

يقوده شخص من جنسية تونسية،‏ يعمل لصالح<br />

مهرب ليبي.‏<br />

الساعة كانت اخلامسة صباحاً،‏ يبحثون<br />

عن حلم قادم،‏ لكي يتركوا الظلم والفقر الذي<br />

يتعايش معهم يف بلدانهم.‏<br />

ولكن لم يعملهم السباحة بل كان يقذفهم<br />

من قلب الصحراء إلى فم احلوت،‏ حتى مت<br />

القبض عليهم يف اإلقليم الليبي من قبل خفر<br />

السواحل الليبية.‏<br />

استطعتُ‏ أن أسلب منه بعض املعلومات،‏<br />

بعد عدة محاوالت حتى قدمتُ‏ له األمان<br />

والراحة واالطمئنان،‏ بأنني أعيش حياة ترافقها<br />

املرارة،‏ أصعب من حياتهم.‏<br />

وبعد ذلك قال لي موسى بأنه سيحاول<br />

الرحيل من جديد،‏ لتحقيق حلم الهجرة إلى<br />

القارة العجوز لكي يلتحق بعمه يف العاصمة<br />

النمساوية فينيا،‏ يتجلى التباين يف املستوى<br />

االقتصادي بصورة واضحة بني الدولة األصلية<br />

ودولة ليبيا يتبع هذه العوامل اختالل سوق<br />

العمل ونسبة البطالة ومستوى اخلدمات<br />

الصحية واالجتماعية وغيرها.‏<br />

واملهاجر غير الشرعي ال ميلك إال الرضا<br />

مبا يتكرم به على اآلخرون،‏ ومن ضمنهم صاحب<br />

العمل،‏ فهو ال يقبل أن يرجع إلى وطنه خالي<br />

الوفاض بعد أن تراكمت الديون وباع األراضي<br />

واملمتلكات من أجل السفر وحتقيق األحالم<br />

الواهية،‏ والكثير منهم قد يحيا يف القارة العجوز<br />

أوروبا لسنوات وسنوات يرنو فيها لرؤية األهل،‏<br />

ويتوق لزيارة أماكنه املحببة واستنشاق هواء<br />

الوطن،‏ الذى كان يبغضه ويلعن تلوثه يف اليوم<br />

ألف مرة،‏ فال يتمكن،‏ فقد خسر كل شيء.‏<br />

البعض منهم ميوت وال يُ‏ ستدل عليه<br />

فيكون رحيله عن احلياة مخزيً‏ ا،‏ رحل مجهوالً،‏<br />

ورمبا ينتظره األهل طوال العمر على اعتقاد أنه<br />

هناك يغرف النعم يف بالد الغربة،‏ وقد أصدرت<br />

‏»مؤسسة أوالد األرض حلقوق اإلنسان«‏ أن<br />

معظمهم ميوتون ما بني االنتحار،‏ التجمد من<br />

برودة اجلو،‏ القفز من القطار،‏ املوت جوعً‏ ا،‏ املوت<br />

على يد شرطة الهجرة،‏ املوت يف مراكز االحتجاز،‏<br />

الغرق،‏ املوت خالل الترحيل،‏ وغيرها من الطرق<br />

املتوقعة.‏<br />

أنا مقيم شرعي يف ليبيا هكذا قال لنا جعفر<br />

السوداني،‏ البالغ من العمر ست وثالثني سنة،‏<br />

ولديه شهادة جامعية تخصص هندسة كهرباء،‏<br />

يعمل يف حرفة العِ‏ تالة يف شارع السامبا،‏ وأضاف<br />

بأنه ال يرغب يف الرحيل من ليبيا ألنه متزوج<br />

من سيدة ليبية اجلنسية أصلها من اجلنوب،‏<br />

ورزقهُ‏ اهلل بثالثة أوالد.‏ هذا الرجل حدثنا عن<br />

قصته قائالً‏ : يف سنة 2008 وبالتحديد يف<br />

مدينة زوارة،‏ خرج رفقة أوالده وزوجته،‏ كان قاصد<br />

الوجهة إلى فرنسا،‏ حتى غرق املركب وكان على<br />

متنه حوالي ألف مهاجر غير شرعي،‏ مؤكداً‏ بأن<br />

خفر السواحل كان لهم الدور يف إنقاذ حياتهم،‏<br />

لوال ذلك ألصبحوا وليمة لأسماك.‏<br />

ويف الوقت الراهن أصبح تنظيم ‏»داعش«‏<br />

يستغل سيطرته على أغلب الطرق الرئيسية<br />

للتهريب يف ليبيا لربط عالقات تعاون مع<br />

املهربني التي استفاد منها يف تعزيز صفوفه<br />

مبقاتلني جدد من املهاجرين،‏ وكذلك يف زيادة<br />

عائداته املالية،‏ كما جعل منها سالحا قويا يف<br />

يده لتهديد أوروبا.‏<br />

ونقالً‏ عن وكاالت األنباء الدولية بأنه مع<br />

ارتفاع عدد املهاجرين غير الشرعيني من ليبيا<br />

وبلوغهم أكثر من 100 ألف،‏ دخل تنظيم<br />

‏)داعش(‏ على اخلط ليكون تهريب البشر وسيلته<br />

جلمع األموال الالزمة وجتنيد املقاتلني بهدف<br />

ضمان استمرارية التنظيم،‏ معتمدا يف ذلك على<br />

نفوذه وسيطرته على أهم الشواطيء واملوانيء<br />

الليبية التي يستخدمها املهربون للهجرة نحو<br />

أوروبا.‏<br />

ووفقا لإلحصائيات األخيرة للوكالة<br />

األوروبية إلدارة التعاون العملياتي يف احلدود<br />

اخلارجية للدول األعضاء باالحتاد األوروبي<br />

‏»فونتكس«،‏ يتقاضى تنظيم ‏)داعش(‏ مبالغ<br />

مالية ضخمة لقاء تسهيل عمليات الهجرة من<br />

إفريقيا يف جنوب الصحراء إلى أوروبا،‏ حيث<br />

جنح يف جمع نحو 323 مليون دوالر من الهجرة<br />

غير الشرعية يف الشرق األوسط وشمال إفريقيا.‏<br />

ومع بداية فصل الصيف وعودة البحر إلى<br />

هدوئه تتوقع دول االحتاد األوروبي تدفقاً‏ أكثر<br />

للمهاجرين غير الشرعيني من ليبيا،‏ حيث بدأت<br />

تطالب بتطوير العملية العسكرية والتدخل يف<br />

املياه اإلقليمية الليبية ملواجهتهم،‏ إال أن مطلبهم<br />

اصطدمت مبعارضة شديدة من ليبيا التي<br />

ترفض رفضا شديدا انتهاك مجالها البحري،‏<br />

وال تقتصر وجهة النظر الليبية الرسمية على<br />

املنظور األمني يف معاجلة ظاهرة الهجرة غير<br />

الشرعية واستغالل أراضيها لهذا الغرض،‏<br />

ولكنها توسع من نظرتها للحل فتعتبرها مشكلة<br />

إنسانية واقتصادية يجب معاجلتها وفق املنظور<br />

اإلنساني األشمل الذي من أبرز مالمحه خلق<br />

فرص عمل وضخ استثمارات يف الدول الفقيرة<br />

من خالل تعاون دولي واسع.‏<br />

بني الرجولة و الرجال تدور القصة يف<br />

بناء الوطن،‏ و لكل من ينتظر البناء عليه أن<br />

ينتظر حضور الرجال،‏ و أن يعيد النظر يف<br />

مفهوم الرجولة،‏ الرجولة فترة من حياة الرجل<br />

بعد مرور مرحلة الطفولة و الصبا،‏ أما الرجل<br />

فهو ذكر اإلنسان ‏)مفرد رجال(‏ وعادة ما يطلق<br />

هذا اللفظ على الذكر البالغ بخالف الذي لم<br />

يبلغ فيطلق عليه ولد أو صبي بصرف النظر<br />

عن عمره،‏ فالزمن لم يعد يعني شيئاً‏ ملن هو<br />

خارج الزمن،‏ رحلة يف احلياة جتمعنا لنرى<br />

شيوخاً‏ صغاراً،‏ و شباباً‏ كباراً‏ بعقول الشيوخ،‏<br />

فتبدأ أحداث القصة تدور،‏ يف معرفة الرجال<br />

من الذكور،‏ و تختلط األمور حني يكون الهدف<br />

بناء الوطن،‏ هل نكلف الرجال بأمور الناس<br />

أم الذكور،‏ كثير من الناس حني يفكر مبفهوم<br />

الرجولة يعد السنني و األيام،‏ ينظر يف ظواهر<br />

األمور،‏ هيبة كبيرة ملن جاوز العشرين من العمر<br />

بشاربني طويلني،‏ يتبختر حني ميشي و يتبعه<br />

الكثير،‏ لكنه من الذكور فقط،‏ جسم كبير و عقل<br />

صغير..‏<br />

ال بأس يف القوم من طول ومن عرض..‏<br />

جسم البغال و أحالم العصافير<br />

ليس صحيحاً‏ أن الرجولة طولٌ‏ و عرضٌ‏<br />

و قصرا يف التفكير،‏ فمن الذكور من جاوز<br />

عمر البلوغ بكثير وتقلد مناصب إدارية كبيرة،‏<br />

حكم العباد باحلديد و هو مازال صبياً‏ يافعاً‏ أو<br />

ولداً‏ صغيراً،‏ ترك ألعاب الطفولة وأصبح بني<br />

الرجال يلعب بالسالح و باحلديد،‏ ومن هنا<br />

كانت احلكاية بني الرجالة والرجولة،‏ فأصبح<br />

الرجل بعيداً‏ وحيداً‏ أو غريباً،‏ مع قلة من<br />

الرجال حتكمهم رغبات العبيد.‏<br />

الرجل ال يقبل الدين أبداً‏ إال مرغماً‏ أو<br />

مكرهاً،‏ فقضية الدين تقتل الرجال وتقهرهم،‏<br />

هل سمعتم برجل عليه من الدين الكثير و<br />

عاش سعيداً!‏ الرجال يقبلون املواجهة يقتلون<br />

و يقتلون،‏ يف كل مكان تراهم يعملون،‏ لكنهم<br />

ال يقبلون الديون،‏ فالدين التزامٌ‏ على الرجال<br />

جيالً‏ بعد جيل،‏ دين اآلباء يسدده األبناء ودين<br />

األبناء يسدده األحفاد،‏ يف رحلة عبر الزمن<br />

لترحيل الديون،‏ هكذا هي الرجولة عندما تعيد<br />

احلقوق إلى أصحابها وتتخلص من الديون،‏<br />

فأنت تتحدث عن الرجولة،‏ عندما تقبل سداد<br />

الفواتير املستحقة عليك دون تردد،‏ أنت تظهر<br />

كرجل ال يقبل الديون،‏ وإن كانت مؤجلة،‏ تلك<br />

هي الرجولة.‏<br />

ما يحدث اليوم على أرض الوطن مسجل<br />

يف ذاكرة كل رجل ال يقبل تلك الديون،‏ وال يقبل<br />

أخذ احلقوق بغير احلق،‏ و إن كانت الظروف<br />

مناسبة لذلك،‏ وأصبحت حقوق العباد على<br />

قارعة الطريق،‏ دون رقيب،‏ تلك مسألة متيز<br />

الذكورة عن الرجولة وتستهوي العبيد،‏ فكل<br />

من يأخذ احلقوق من العباد بعيداً‏ جداً‏ عن<br />

الرجولة،‏ وإن كان قريباً،‏ فمسألة الرجولة<br />

واحدة يف مسماها،‏ واحدة يف معانيها،‏ ال تقبل<br />

القسمة على العبيد.‏<br />

وصدق من قال :<br />

يولد اإلنسان إما ذكراً‏ و إما أنثى ..<br />

البعض ذكراً‏ ثم يكبر ليصبح رجالً‏ ..<br />

والبعض أنثى ثم تكبر لتصبح بعشرة<br />

رجال ..<br />

وبعضهم يعيش ليموت ذكراً‏ أو أنثى ..<br />

فعش أنت كما أنت يف بلد تختلط فيه<br />

الذكورة بالرجولة،‏ تقبل األمر ليس يف األمر<br />

اختباراً‏ للفحولة،‏ ابتسم،‏ متر أيام و تنسى<br />

ألست من فتح البريد !


ِ<br />

المتحف األثري الصغير<br />

بإمكانيات مادية متواضعة،‏ وعزمية كبيرة افتتح يوم<br />

اخلميس املاضي مبتحف السراي احلمراء،‏ نافذة جديدة تُ‏ ضاف<br />

إلى املتحف الكبير وهي عبارة عن ‏)املتحف األثري الصغير(‏ والذي<br />

سيكون « منبرا من منابر ثقافة الطفل وجسر تواصل ألطفالنا<br />

مع ماضيهم املجيد .. سعيا خللق جيل يحترم ماضيه لينطلق<br />

بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر .. فمن ال ماضي له ال حاضر وال<br />

مستقبل له ‏..فاملجتمعات املتحضرة تقاس باحترامها ملاضيها«‏<br />

حسب القائمني على املشروع،‏ كان احلضور ممتنّا لهذه البادرة مما<br />

انعكس ايجابيا على إدارة املتحف الصغير،‏ غامرين إياهم بحب<br />

وحتية لهذا العرس الثقايف الرائع،‏ ويضاف إلى اجلهود املتواصلة<br />

لتنمية ثقافة النشء احلديث يف ليبيا اجلديدة حلفظ التراث<br />

والتاريخ لهذا البلد العريق.‏<br />

حُبُّ‏ الوَط ‏َنِ‏ غَريزةٌ‏ في كلِّ‏ إنسان<br />

7<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

فإنَّ‏ اهللَ‏ عَزَّ‏ وجلَّ‏ عندما خَلق آدمَ‏ عليه السَّالمُ‏ خلقَ‏ معه حواءَ‏ ألجل أنْ‏ تكتمل دائرة الحياة ، وجاءتِ‏ الذُّرِّيَّةُ‏<br />

بعد ذلك بحسب الغريزة البشريَّة ، فجعل اهلل تعاىل هذه الذُّرِّيَّةَ‏ تَعيش يف مُبتدأ األَمر يف مُحيطٍ‏ واحدٍ‏ ، ويف<br />

مُجتَمعٍ‏ واحدٍ‏ ، وبقي الحال على ما هو عليه إىل حنيٍ‏ أراده اهلل سُبحانه ، ودارتِ‏ األَيَّامُ‏ والشُّهورُ‏ والسَّنواتُ‏ ،<br />

فازدادتِ‏ الذُّرِّيَّة ، وكَبُرَتْ‏ مساحة املُحيط الَّذي كانوا يَعيشون فيه ، إىل أنِ‏ اتَّسَعَتِ‏ البُقعة الَّتي كانوا يَعيشون<br />

عليها جدًّا ، وتباعَدَتِ‏ الدِّيارُ‏ ، ونشأتِ‏ القُرى فاملُدُنُ‏ ، إىل أنْ‏ أَصبحت دُويالت ، وقارَّات .<br />

كتب / صالح سالم عمر املصراتي<br />

وبعد كلِّ‏ هذه الظُّ‏ روف املُحيطة باإلنسان<br />

؛ والَّ‏ تي دَعَ‏ تْ‏ إلى هذا التَّ‏ باعُ‏ د ؛ ودعت إلى بروز<br />

هذه التَّ‏ قسيماتِ‏ ، يظهر يف احلياة البَشريَّ‏ ة<br />

عامل االنتماء إلى القبائل ، واالنتماءِ‏ إلى<br />

الوَطن بصورة تِ‏ لقائيَّ‏ ة ، ألنَّ‏ لكلِّ‏ إنسان مِ‏ نَّ‏ ا<br />

بقعة على األرض تُ‏ ؤويه وينتمي إليها ، فيها<br />

أهلُه ، وفيها أبنائهُ‏ ، وبها مَ‏ سكنه ، وفيها عمله<br />

، فصار اإلنسان تِ‏ ً لقائيّ‏ ا يعودُ‏ إلى هذا الوطن ،<br />

ومع ظهور عامل االنتماء إلى األوطان ؛ تأتي<br />

الشَّ‏ ريعة اإلسالميَّ‏ ة باألصول الثَّ‏ ابتة الَّ‏ تي تَدعو<br />

إلى التَّ‏ آلف والتَّ‏ قارب بني كلِّ‏ هذه االنتماءات ،<br />

ويف ذلك املعنى يقول احلَ‏ قُّ‏ سبحانه يف سورة [<br />

احلُ‏ جُ‏ رات : 13 ] )) يَآأَيُّ‏ هَا النَّ‏ اسُ‏ إِ‏ نَّ‏ ا خَ‏ لَقْ‏ نَاكُ‏ م<br />

مِّ‏ ن ذَكَرٍ‏ وَأُنثَى وَجَ‏ عَلْنَاكُ‏ م شُ‏ عُ‏ وبً‏ ا وَقَبَآئِ‏ لَ‏ لِ‏ تَعَارَفُ‏ واْ‏<br />

إِ‏ نَّ‏ أَكْ‏ رَمَ‏ كُ‏ م عِ‏ ندَ‏ اهللِ‏ أَتْقَ‏ اكُ‏ م إِ‏ نَّ‏ اهللَ‏ عَ‏ لِ‏ يمٌ‏ خَ‏ بِ‏ يرٌ‏ (( .<br />

وبعد ظهور هذه األوطان على الكوكب<br />

الَّ‏ ذي نعيشُ‏ فيه ، وظهورِ‏ عامل االنتماء إلى<br />

تلكم األوطان ، ينشأ يف النَّ‏ فْ‏ سِ‏ البَشريَّ‏ ة عامل<br />

جديدٌ‏ يربط اإلنسانَ‏ بالوطن الَّ‏ ذي ينتمي إليه<br />

، هذا العامِ‏ لُ‏ هُ‏ و حُ‏ بُّ‏ الوطن ، فكلُّ‏ إنسان منَّ‏ ا<br />

له ما يَربطُ‏ ه بالوطن الَّ‏ ذي ينتمي إليه ، ففي<br />

ذالكم الوطن يُ‏ وجدُ‏ األَهلُ‏ واألقارب واألحبابُ‏<br />

والذِّ‏ كريات ، ويوجدُ‏ يف الوطنِ‏ أشياء أُخرى<br />

معنويَّ‏ ة ال يجدها اإلنسانُ‏ يف وطنٍ‏ آخر غير<br />

الَّ‏ ذي ينتمي إليه ، فينشأ يف اإلنسان عاملٌ‏<br />

يجعله يرتبط ويتعلَّق بالوطن الَّ‏ ذي ينتمي إليه<br />

، ولو أنَّ‏ أحدً‏ ا نازَعَ‏ إنسانً‏ ا يف وطنِ‏ هِ‏ الَّ‏ ذي ينتمي<br />

إليه ؛ أوْ‏ مَ‏ نَعَهُ‏ من وطنِ‏ هِ‏ ، فلرمبَّ‏ ا تَثورُ‏ ثائرته ،<br />

وينقلبُ‏ رأسً‏ ا على عَ‏ قِ‏ ب ، وليس يف ذلك مِ‏ نْ‏ عَ‏ يْ‏ بٍ‏<br />

أبدً‏ ا ، فهذه كتبُ‏ السُّ‏ نَّ‏ ةِ‏ تَرْ‏ وِ‏ ي لنا من حديثِ‏ عَ‏ بدِ‏<br />

اهللِ‏ بنِ‏ عَ‏ دِ‏ يِّ‏ رضي اهلل عنه أنَّ‏ ه قال : ( رَأَيتُ‏ رسولَ‏<br />

اهللِ‏ صلى اهلل عليه وسلم واقِ‏ فً‏ ا علَى احلَ‏ زْ‏ وَرَةِ‏ [<br />

وهُ‏ و مكان يف مَ‏ كَّ‏ ةَ‏ ] فقال : واهللِ‏ إِ‏ نَّكِ‏ خلَ‏ َ يْ‏ رُ‏ أَرضِ‏<br />

اهللِ‏ ، وأَحَ‏ بُّ‏ أَرضِ‏ اهللِ‏ إلَى اهللِ‏ ، ولَوالَ‏ أَنِّي أُخْ‏ رِ‏ جْ‏ تُ‏<br />

مِ‏ نكِ‏ ما خَ‏ رَجْ‏ تُ‏ ) واحلديث رواه اإلمام أحمد<br />

والتِّ‏ رْ‏ مِ‏ ذِ‏ ي وغيرهما .<br />

ويف روايةٍ‏ أنَّه عليه الصَّ‏ الةُ‏ والسَّ‏ الم قال :<br />

( ولَوْ‏ الَ‏ أَنَّ‏ قَومِ‏ ي أَخرَجُ‏ وني مِ‏ نكِ‏ , ما سَ‏ كَنْتُ‏<br />

غَ‏ يرَكِ‏ ) . فهذا رسولُ‏ اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم<br />

له تَعَلُّ‏ قٌ‏ بأرضهِ‏ وأرضِ‏ آبائهِ‏ وأجدادِ‏ هِ‏ ، ولَمْ‏ يَرْ‏ ضَ‏<br />

اخلُ‏ روج منها ، بل ولقد روَى البُ‏ خاري يف حديث<br />

بَدْ‏ ءِ‏ الوَحي أنَّ‏ ورقةَ‏ بن نَوفلٍ‏ عندما عرض عليه<br />

رسُ‏ ولُ‏ اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم ما كان رآهُ‏ يف<br />

غار حِ‏ راء ؛ وعرَفَ‏ ورقةُ‏ أنَّهُ‏ النَّ‏ بي املُرتَقب ، قال<br />

له ورقة : يا ليتني كنتُ‏ فيها جَ‏ دَ‏ عً‏ ا إذْ‏ يُ‏ خْ‏ رِ‏ جُ‏ كَ‏<br />

قَومُ‏ كَ‏ ، فقال رسولُ‏ اهلل صلى اهلل عليه وسلَّم :<br />

( أَوَ‏ مُ‏ خْ‏ رِ‏ جِ‏ يَّ‏ هُ‏ مْ‏ ) ؟؟!!‏ كاملُستَغِ‏ رب ألمْ‏ رِ‏ اخلُ‏ روجِ‏<br />

مِ‏ نْ‏ أَرضِ‏ هِ‏ وأهلِ‏ هِ‏ ، ويف هذا دليلٌ‏ على حُ‏ بِّ‏ الوطن ،<br />

وشِ‏ دَّ‏ ةِ‏ مُ‏ فارقته على النَّ‏ فْ‏ سِ‏ .<br />

إنَّ‏ الوطن إذا أدرك كلُّ‏ واحدٍ‏ مِ‏ نَّ‏ ا أهمِّ‏ يَّ‏ تَه يف<br />

النَّ‏ فْ‏ سِ‏ ويف املُجتمع وحتَّ‏ ى يف الدِّ‏ يانةِ‏ ، ملَ‏ ‏َا جتَ‏ َ رَأَ‏<br />

أَحدٌ‏ أنْ‏ يَعْ‏ بَثَ‏ بوطَ‏ نهِ‏ ، أوْ‏ يَعبَثَ‏ مبُ‏ قدَّ‏ رات وطنهِ‏ ،<br />

وذلك ألنَّ‏ الوطنيَّ‏ ة عاملٌ‏ يَربطُ‏ اإلنسانَ‏ بأرضهِ‏<br />

، ويزيد مِ‏ ن تَعلُّ‏ قِ‏ هِ‏ مبوطنه ، وال يُ‏ قْ‏ بَلُ‏ مِ‏ ن عاقلٍ‏<br />

يَدَّ‏ عي حُ‏ بَّ‏ الوَطنِ‏ من جانبٍ‏ ؛ وهو يف الوقت<br />

نَفسهِ‏ يضربُ‏ مبِ‏ عْ‏ وَلٍ‏ من حديدٍ‏ يف سبيل تدمير<br />

الوطن الَّ‏ ذي يُ‏ ؤويه ويُ‏ ؤوي أهْ‏ لَهُ‏ وأحبابَهُ‏ ، فهذا<br />

ال يُ‏ قبل ، ألنَّ‏ حُ‏ بَّ‏ الوطن يُ‏ حَ‏ تِّ‏ مُ‏ على اإلنسان أن<br />

يَخدمَ‏ هذا الوطن الَّ‏ ذي ينتمي إليه ؛ ويف إطارِ‏<br />

ال يصطِ‏ دم مع الشَّ‏ ريعة الَّ‏ تي أَوجَ‏ دَ‏ ت فِ‏ ينا حُ‏ بَّ‏<br />

الوطن ، والبُ‏ دَّ‏ أنْ‏ تَظهرَ‏ آثارُ‏ حُ‏ بِّ‏ الوطن يف كُ‏ لِّ‏<br />

إنسانٍ‏ مُ‏ خْ‏ لِ‏ صٍ‏ يَدَّ‏ عي حُ‏ بَّ‏ الوَطن ، فهذا نَبِ‏ يُّ‏ اهلل<br />

يوسف عليه السَّ‏ الم ، مع أنَّه نَبِ‏ يٌّ‏ مُ‏ صْ‏ طَ‏ فً‏ ى مِ‏ ن<br />

عِ‏ ند اهلل تعالَى ، إذْ‏ به يَتعايشُ‏ مع حاكِ‏ م ليس<br />

مبُ‏ سلِ‏ مٍ‏ ، ويعيشُ‏ يف أرضٍ‏ ليست مبِ‏ ُ سلِ‏ مة آنذاك<br />

، ومع كُ‏ لِّ‏ ذلك يَقومُ‏ هذا النَّ‏ بيُّ‏ الكرمي بخِ‏ دمة<br />

أرض مِ‏ صر ، يقوم علَى خدمةِ‏ األرض الَّ‏ تي آوَتْهُ‏<br />

، ويقوم على أمرٍ‏ حافظ بهِ‏ علَى اقتصادِ‏ البلدِ‏<br />

الَّ‏ ذي يعيش فيه ، فزَرَعَ‏ أرضً‏ ا قاسيَةً‏ بالشَّ‏ عيرِ‏ ،<br />

وابتَنَى الصَّ‏ ومعات الكَبيرة للحِ‏ فاظِ‏ علَى الشَّ‏ عِ‏ ير<br />

يف سُ‏ نبُ‏ لِ‏ هِ‏ حتَّ‏ ى ال يَفسد ، مع سِ‏ ياسةٍ‏ حَ‏ كيمةٍ‏ يف<br />

اإلنفاقِ‏ طِ‏ يلَةِ‏ السَّ‏ بع سنوات العِ‏ جَ‏ اف ، إلى أنْ‏<br />

مَ‏ رَّ‏ تِ‏ األَزمَ‏ ةُ‏ الَّ‏ تي عَ‏ صَ‏ فَ‏ تْ‏ بالبِ‏ الدِ‏ ومبا جاوَرَها ،<br />

وما تَضَ‏ رَّ‏ رتْ‏ أرضُ‏ مِ‏ صْ‏ رَ‏ والَ‏ سُ‏ كَّ‏ انُ‏ ها آنذاك ، هذا<br />

األمرُ‏ يَغْ‏ رِ‏ سُ‏ فينا نحن حُ‏ بَّ‏ الوطنِ‏ ، الَّ‏ ذي تَظهرُ‏<br />

آثارُه عبر قَنوات خدمة التُّ‏ راب الَّ‏ ذي نعيش عليه<br />

ومنَ‏ وت فوقَهُ‏ ونُ‏ قْ‏ بَرُ‏ حتَ‏ تَه .<br />

إنَّ‏ اإلنسان إذا تعلَّق بوطنهِ‏ ، وأَحَ‏ بَّ‏ الوطن<br />

الَّ‏ ذي ينتمِ‏ ي إليه ؛ صار يتألَّ‏ مُ‏ إذا جُ‏ رِ‏ حَ‏ وطَ‏ نُ‏ هُ‏ ،<br />

ويَفرَحُ‏ إذا عَ‏ مَّ‏ الوَطَ‏ نَ‏ سُ‏ رُ‏ ورٌ‏ ، بلَ‏ إنَّ‏ اإلنسان الَّ‏ ذي<br />

صَ‏ دَقَ‏ يف وَطَ‏ نِ‏ يَّتِ‏ هِ‏ ، يَغضَ‏ بُ‏ إذا أُسْ‏ تُبْعِ‏ دَ‏ من وَطَ‏ نِ‏ هِ‏<br />

، ويتألَّ‏ م ً جدّ‏ ا إذَا طُ‏ رِ‏ دَ‏ منهُ‏ ، ولذلك كان التَّ‏ غريبُ‏<br />

يف اإلسالمِ‏ عُ‏ قوبة من العُ‏ قوباتِ‏ ، وقدْ‏ عُ‏ رِ‏ فَ‏ مُ‏ نذُ‏<br />

القِ‏ دَ‏ أنَّ‏ من أشدِّ‏ العُ‏ قوبات على اإلنسانِ‏ أنْ‏<br />

يُ‏ بْعَدَ‏ عن مَ‏ وطِ‏ نه الَّ‏ ذي ترعرع فيه ، ولنا يف « كتاب<br />

اهلل تعالَى « الدُّ‏ روس والعِ‏ بر ، ففي سُ‏ ورة [ األعراف<br />

: 88 ] يَذْ‏ كُ‏ ر لنا ربُّ‏ نا سُ‏ بحانه قِ‏ صَّ‏ ة نَبِ‏ يِّ‏ هِ‏ شُ‏ عيب<br />

عليه السَّ‏ الم ، عندما أرسلَهُ‏ إلى قَومهِ‏ ، ودعاهُ‏ م<br />

شعيبٌ‏ إلى إرضاء الرَّ‏ حمنِ‏ ، رفض القَ‏ ومُ‏ دعوتَه ،<br />

وأرادوا أن يُ‏ عاقِ‏ بوه علَى ذلك ، فما وجدوا سَ‏ بيالً‏<br />

أفضل يف نَظرهِ‏ م من إبعادهِ‏ عنِ‏ األرض الَّ‏ تي نَشأَ‏<br />

فيها ، واسمعوا إلى ما قال اهلل تعالى ، )) قَالَ‏ املْ‏ ‏َلَ‏ ُ<br />

الَّذِ‏ ينَ‏ اسْ‏ تَكْبَرُوا مِ‏ نْ‏ قَوْمِ‏ هِ‏ لَنُخْ‏ رِ‏ جَ‏ نَّكَ‏ يَا شُ‏ عَيْبُ‏<br />

وَالَّ‏ ذِ‏ ينَ‏ ءَامَ‏ نُ‏ واْ‏ مَ‏ عَكَ‏ مِ‏ نْ‏ قَرْ‏ يَتِ‏ نَا أَوْ‏ لَتَعُ‏ ودُ‏ نَّ‏ يفِ‏<br />

مِ‏ لَّتِ‏ نَا قَالَ‏ أَوَلَوْ‏ كُ‏ نَّ‏ ا كَارِ‏ هِ‏ نيَ‏ (( فمُ‏ فارقة الوطن<br />

والتَّ‏ غَرُّ‏ بُ‏ والسَّ‏ فر إمنَّ‏ ا هيَ‏ مَ‏ شَ‏ اقٌّ‏ ال يستطيع<br />

اإلنسان حتمُّ‏ لها بسهولة ويُ‏ سْ‏ رٍ‏ ، وذلك ملِ‏ ‏َا عُ‏ رِ‏ فَ‏<br />

عند جميع العُ‏ قالء بأنَّ‏ مُ‏ فارقَةَ‏ الوطنِ‏ والنِّعْ‏ مَ‏ ة<br />

املألوفة من أصعبِ‏ األمور على النَّ‏ فْ‏ سِ‏ ، ولذلك<br />

املعنى ساوموه على أن يترُ‏ كَ‏ الدِّ‏ يانة ؛ أوْ‏ يُ‏ طْ‏ رد<br />

من مَ‏ وطِ‏ نهِ‏ ، وكِ‏ الَ‏ األَمْ‏ رَين تَكْ‏ رَهه النَّ‏ فْ‏ سُ‏ .<br />

إنَّ‏ عقوبة اإلبعادِ‏ عن الوطن والتَّ‏ هجيرِ‏ منه ،<br />

قدِ‏ اتَّخذَ‏ ها أَيضً‏ ا قومُ‏ لُ‏ وطٍ‏ مع نَبِ‏ يِّ‏ هم الَّ‏ ذي أُرسلَه<br />

اهلل إليهم ، فعندما دعاهم لوطٌ‏ إلى ما كُ‏ لِّفَ‏ بهِ‏ ،<br />

عارضه قَومُ‏ هُ‏ ورفضوا دعوته ، وقرَّ‏ روا إبعادَهُ‏ عنِ‏<br />

الوطن الَّ‏ ذي ترعرع فيه ، واسمعوا ماذا قال ربُّ‏ نا<br />

سُ‏ بحانه يف سُ‏ ورة [ النَّ‏ مل : 56 ] )) وَمَ‏ ا كَانَ‏ جَ‏ وَابَ‏<br />

قَومِ‏ هِ‏ إِآلَّ‏ أَن قَالُواْ‏ أَخْ‏ رِ‏ جُ‏ واْ‏ ءَالَ‏ لُوطٍ‏ مِ‏ ن قَرْيَتِ‏ كُ‏ م<br />

إِ‏ نَّهُ‏ م أُنَاسٌ‏ يَتَطَ‏ هَّ‏ رُ‏ ونَ‏ (( .<br />

فالطَّ‏ رْ‏ دُ‏ واإلبعادُ‏ عن الوطن سياسةٌ‏ قاسيةٌ‏<br />

علَى القُ‏ لوبِ‏ ، واإلنسان العاقلُ‏ والسَّ‏ وِ‏ يُّ‏ يستشعرُ‏<br />

شدَّ‏ ة هذه العُ‏ قوبة ، ألنَّ‏ الفِ‏ طامَ‏ عن املألوف شديدٌ‏<br />

؛ والفِ‏ راقَ‏ عن األوطان شاقٌ‏ ، ولذلك املَعنى صحَّ‏<br />

عن رسولِ‏ الهُ‏ دَ‏ ى صلَّى اهلل عليه وسلَّم أنَّ‏ هُ‏ قالَ‏ :<br />

( السَّ‏ فَ‏ رُ‏ قِ‏ طْ‏ عَةٌ‏ مِ‏ نَ‏ العذابِ‏ ، ميَ‏ ْ نَعُ‏ أحدَ‏ كُ‏ م طعامَ‏ هُ‏<br />

وشرابَهُ‏ ونَومَ‏ هُ‏ ، فإذَا قَضَ‏ ى أحَ‏ دُ‏ كم نَهْ‏ مَ‏ تَهُ‏ مِ‏ نْ‏<br />

سَ‏ فَ‏ رِ‏ هِ‏ [ أَيْ‏ : مقصوده ] ، فَلْيُ‏ عَجِّ‏ ل إِ‏ لَى أهْ‏ لهِ‏ ) <br />

واحلديث رواه مالكٌ‏ والبخاري ومُ‏ سلم .<br />

الوطنُ‏ هو مَ‏ كَانُ‏ اإلنسان ومَ‏ ستقرُّ‏ إقامته ،<br />

ولهذا املعنَى قالوا بأنَّ‏ اإلخراجَ‏ من الوطن يكون<br />

أصعب من القتل أحيانً‏ ا ، وذلك لدوام تَعَبِ‏<br />

التَّ‏ هجِ‏ يرِ‏ واإلِ‏ بعادِ‏ ، ولِ‏ دَ‏ وامِ‏ تألُّ‏ مِ‏ النَّ‏ فْ‏ سِ‏ بذلك<br />

يف هذه احلَ‏ ياة ، بخالفِ‏ املوت الَّ‏ ذي ينتهي أمرُ‏ هُ‏<br />

يف حلَ‏ ظاتٍ‏ يسيرة ، واستدلُّ‏ وا علَى ذلك بقول<br />

اهلل تعالى يف سورة [ البقرة : 191 ] (( وَالفِ‏ تْ‏ نَةُ‏<br />

أَشَ‏ دُّ‏ مِ‏ نَ‏ القَ‏ تْ‏ لِ‏ (( أَيِ‏ أنَّ‏ املِحَ‏ نَ‏ الَّ‏ تي يُ‏ فتن بها<br />

اإلنسان ؛ كاإلِ‏ خراج من الوطن ، تكون أَصعب من<br />

القتل لدوام تَعبِ‏ ها وتألُّ‏ مِ‏ النَّ‏ فْ‏ سِ‏ بها ، وألجْ‏ ل<br />

ذلك قال اهلل تعالَى يف سورة [ النِّسآء : 66 ] ))<br />

وَلَوْ‏ أَنَّ‏ ا كَتَبْنَا عَ‏ لَيهِ‏ م أَنِ‏ اقْ‏ تُ‏ لُ‏ واْ‏ أَنفُ‏ سَ‏ كُ‏ م أَوِ‏ اخْ‏ رُ‏ جُ‏ واْ‏<br />

مِ‏ ن دِ‏ يَارِ‏ كم ّ مَ‏ ا فَعَلُوهُ‏ إِ‏ الَّ‏ قَلِ‏ يلٌ‏ مِّ‏ نْهُ‏ م (( ، فاستبان<br />

بذلك معنى التَّ‏ هجيرِ‏ واخلُ‏ روج من الوطن .<br />

روى البخاريُّ‏ وغيرُ‏ ه من حديثِ‏ أنَسٍ‏ رضي<br />

اهلل عنه قال : كان رسولُ‏ اهللِ‏ صلى اهلل عليه وسلم<br />

إذَا قَدِ‏ مَ‏ مِ‏ ن سَ‏ فَ‏ رٍ‏ فأَبصَ‏ رَ‏ جُ‏ درَانَ‏ املدينةِ‏ أَوْ‏ ضَ‏ عَ‏<br />

نَاقَتَهُ‏ [ أَيْ‏ حَ‏ ثَّ‏ ها علَى السَّ‏ يْ‏ رِ‏ ] ، وإنْ‏ كانتْ‏ دَابَّ‏ ةً‏<br />

حَ‏ رَّ‏ كَها مِ‏ نْ‏ حُ‏ بِّها . [ أي : مِ‏ ن حُ‏ بِّ‏ املدينة الَّ‏ تي<br />

انتمَ‏ ى إليها ] .<br />

قال احلافظ ابنُ‏ حَ‏ جَ‏ رٍ‏ يف شرح هذا احلديث<br />

: فيه دَاللةٌ‏ على فضل املدينة وعلى مشروعية<br />

حُ‏ بِّ‏ الوطن واحلَ‏ ننيِ‏ إليه أ.ه.‏<br />

فَحُ‏ بُّ‏ الوطنِ‏ أَمْ‏ رٌ‏ غَ‏ رِ‏ يزِ‏ يٌّ‏ ومطلوبٌ‏ ، وأمَّ‏ ا<br />

حديث ( حُ‏ بِّ‏ الوطن من اإلميان ) فهو حديثٌ‏<br />

ال يصحُّ‏ ؛ وقد قال السَّ‏ خَ‏ اوِ‏ ي : لَمْ‏ أَقِ‏ فْ‏ عليه<br />

ومَ‏ عناهُ‏ صَ‏ حِ‏ يحٌ‏ . وقد تأوَّ‏ ل بعض أهل العِ‏ لْمِ‏<br />

معنى احلديث علَى أنَّ‏ هُ‏ ينبغي لكامل اإلميان أنْ‏<br />

يَعمر وطَ‏ نَه بالعمل الصَّ‏ الح واإلحسان ، ولذلك<br />

اسْ‏ تَحسنَ‏ بعضُ‏ هم معنى احلديثِ‏ .<br />

))) خامتة ((( ؛ اإلِ‏ بلُ‏ حتَ‏ ِ نُّ‏ إلى أوطانها وإن<br />

كان عهدُ‏ ها بها بعيدً‏ ا ، والطَّ‏ ير حتَ‏ ِ نُّ‏ إلى أوكارِ‏ ها <br />

وإنْ‏ كان موضعها مُ‏ جْ‏ دَ‏ بً‏ ا ، وكذلك اإلنسان يَحِ‏ نُّ‏<br />

إلى وطنِ‏ هِ‏ وإنْ‏ كان غيرُ‏ هُ‏ رُمبَّ‏ ا أنفع له يف وَقتٍ‏ ما<br />

، ويَحِ‏ نُّ‏ كذلك إلى وطَ‏ نِ‏ هِ‏ وإنْ‏ كان مُ‏ بْعَدً‏ ا فيه عن<br />

ممارسةِ‏ ما يُ‏ تقِ‏ نه ، ولقد صَ‏ دق القائلُ‏ :<br />

بالدي وإنْ‏ جارَتْ‏ عَ‏ لَيَّ‏ عَ‏ زِ‏ يزَةٌ‏ *** وأَهْ‏ لِ‏ ي<br />

وإِ‏ نْ‏ ضَ‏ نُّ‏ وْ‏ ا عَ‏ لَيَّ‏ كِ‏ رَامُ‏ . والسَّ‏ الم عليكم .


أهلي طرابلس يقلب الطاولة على المقاصة المصري في الفيوم ويتأهل لمجموعات الكونفدرالية<br />

تأهل فريق األهلي طرابلس إلى دوري<br />

املجموعات من بطولة كأس االحتاد األفريقي بعدما<br />

انتزع ورقة الترشح من فريق مصر املقاصة بتعادله<br />

1 - 1 على ملعبه مبدينة الفيوم املصرية،‏ يف املباراة<br />

التي جمعت الفريقني مساء اليوم األربعاء يف إياب<br />

دور ال‎16‎ مكرر لكأس االحتاد األفريقي لكرة القدم.‏<br />

الشوط األول من املباراة شهد ضغطً‏ ا متواصالً‏<br />

من عناصر فريق مصر املقاصة،‏ والحت له ثالث<br />

فرص سجل من أحدها مهاجمه نيني بوكو يف<br />

الدقيقة <strong>17</strong> هدفا التقدم من تسديدة صاروخية<br />

دون ضغط من دفاع األهلي على الالعب.‏<br />

أسفرت سياسة املباغتة التي انتهجها األهلي،‏<br />

على فترات متقطعة من املباراة،‏ عن حصول الالعب<br />

محمد صولة على ركلة جزاء إثر عرقلته داخل<br />

املنطقة اجلزاء،‏ احتسبها حكم املباراة الكاميروني<br />

‏»مني أنيت«،‏ ونفذها بنجاح املدافع سند الورفلي<br />

عند الدقيقة 84 من عمر اللقاء،‏ ليمنح فريقه<br />

التعادل اإليجابي وسط دهشة فريق وجماهير<br />

املقاصة.‏<br />

وتعادل الفريقان دون أهداف يف مباراة الذهاب<br />

األسبوع املاضي التي أقيمت على ملعب الشاذلي<br />

زوين بتونس،‏ ليستفيد األهلي من امتياز الهدف<br />

على ملعب املنافس ويفوز مبجموع نتيجة املباراتني<br />

رغم التعادل الرقمي.‏<br />

8<br />

العدد:‏ <strong>17</strong><br />

األحد<br />

محاضرة بعنوان<br />

15 شعبان ‎1437‎ه<br />

22 مايو ‎2016‎م<br />

العبودية المتحضرة<br />

بقلم/‏ محمد املغبوب<br />

استهل األستاذ مفتاح محاضرته<br />

بالطلب من احلاضرين تشكيل مجموعتني،‏<br />

تدوّ‏ ن كل مجموعة املصاعب التي يتعرض<br />

لها احلوار يف املجتمع من حيث أسبابها<br />

وكيفية احلد منها من أجل حتقيق التوافق،‏<br />

ثم استعرض النتائج ودخل يف نقاش وحوار<br />

شيق مع املجموعتني يف الرد على املالحظات<br />

التي كتبها احلضور،‏ وأوضح أن اجلانب<br />

العملي هذا،‏ ميثل جتربة مصغّ‏ رة عن<br />

أبجدية احلوار بني األشخاص،‏ حيث أكد<br />

أنه من خالل قبولك أن تتحاور مع شخص<br />

ما،‏ أنك قبلت به طرفا يف النتائج،‏ ولذلك<br />

وجُ‏ ب على الطرفني احترام بعضهما البعض<br />

واالستعداد،‏ لتقبل اآلراء والرد عليها يف<br />

هدوء وثبات،‏ وشدد على القاعدة األساسية<br />

يف احلوار والتفاوض،‏ وهي االستماع بانتباه<br />

للطرف املتكلم،‏ وعدم مقاطعته حتى تتضح<br />

الصورة كاملة وحتليل اخلطاب،‏ ومن ثم<br />

االستعداد لإلجابة بالرد املقنع واحلجج<br />

الواضحة والشرح الوايف للطرفني سواء<br />

املتكلم أو املستمع،‏ ألن احلوار بني متكلم<br />

حينا ومستمع حني آخر.‏<br />

قسّ‏ م األستاذ مفتاح املحاضرة إلى<br />

محورين:‏ املحور األول ‏»اجلانب النظري«،‏<br />

وتطرق فيه إلى عدة بنود وهي:‏<br />

تعريف ثقافة احلوار<br />

وأهميتها،‏ وتعريف احلوار،‏<br />

أهميته،‏ أنواعه،‏ مراحله،‏<br />

حتدياته،‏ متطلباته،‏<br />

مبادئه،‏ آدابه،‏ أطرافه،‏<br />

وعالقة اإلسالم بثقافة<br />

احلوار،‏ وعالقة احلوار بفض<br />

املنازعات،‏ و عالقة احلوار<br />

بصنع القرار،‏ وعالقة احلوار<br />

بفن التفاوض،‏ وعالقة احلوار<br />

بإدارة األزمات،‏ ودور احلوار يف<br />

احلياة العامة.‏<br />

فتحت بند تعريف<br />

رئيس التحرير :<br />

حسني عمرو القماطي<br />

النوفليني - طرابلس<br />

ثقافة احلوار و أهميتها،‏ أوضح املحاضر:‏<br />

‏»انه علينا أن نتعلم فن التواصل فيما بيننا<br />

من خالل أساسيات احلوار البنّاء الذي ال<br />

إكراه فيه،‏ وأن ندرك مشاغل اآلخر وخاصة<br />

الشريك معنا يف الوطن،‏ ألن االهتمامات<br />

واحدة ومصيرنا مشترك،‏ والتحديات واحدة<br />

كي نغيّ‏ ر ما بأنفسنا ».<br />

وحتت بند أهمية احلوار،‏ أكد املحاضر<br />

أن األهمية تكمن يف « حتقيق التفاهم وبناء<br />

جسور التواصل بني األطراف،‏ وتضييق<br />

فجوة اخلالف،‏ ومنع الصراع،‏ وتنمية القدرة<br />

على التعبير املنظم واملنضبط،‏ وتنمية<br />

القدرات العقلية،‏ وحتفيز اإلبداع،‏ وتنمية<br />

روح التوافق مع املجموعة،‏ واحلد من<br />

النظرة األحادية واملساعدة يف فهم احلقيقة«‏<br />

وغيرها من األهداف النبيلة بغية الوصول<br />

إلى إرضاء الطرفني.‏<br />

وحتت بند:‏ أنواع احلوار،‏ حتدث<br />

األستاذ مفتاح عن ‏»احلوار العقالني«،‏<br />

الذي يبنى على أسس االحترام املتبادل<br />

والتفاهم والتعاون واملصلحة املشتركة<br />

واالهتمام باجلانب اإلنساني،‏ واالستدالل<br />

باحلجة املنطقية املثبت صحتها،‏ وعدم<br />

االدعاء بالكمال،‏ وااللتزام بالقواعد<br />

املنظمة للنقاش:‏ االستماع،‏ وعدم املقاطعة،‏<br />

واحلديث يف وقته،‏ واملرونة يف قبول الرأي<br />

اآلخر،‏ والصبر،‏ والشفافية واملصداقية<br />

يف الطرح«..‏ ويف بند متطلبات احلوار «<br />

االعتراف باالختالف،‏ والرغبة والقبول<br />

من األطراف املعنية،‏ والقدرة على ضبط<br />

النفس،‏ والقدرة على تضييق فجوة اخلالف<br />

بالتراضي،‏ وحتديد مستوى الطموح،مع<br />

مراعاة الشريك اآلخر«.‏<br />

وتطرق بعدها إلى ‏»آداب احلوار«‏ وأوضح<br />

أنه من آداب احلوار«‏ الفصل بني الفكرة<br />

وصاحبها والقول بعد الفهم،‏ واالستماع<br />

باهتمام واحلديث بهدوء،‏ ومحاورة الطرف<br />

اآلخر مبا يدركه دون إحراج،‏ والكلمة احلسنة<br />

مدير التحرير :<br />

أسامة محمد الزناتي<br />

رقم الهاتف :021-3408893<br />

املوقع الكرتوني : .com www.ar-rai<br />

واالبتسامة،‏ واللني يف القول،‏ وعدم االدعاء<br />

بالعلم لكل شيء،‏ ومراعاة اجلانب اإلنساني<br />

يف السلوك،‏ وقبول الرأي املخالف بارتياح،‏<br />

والرد بسرد املزايا ثم اللباقة الدبلوماسية<br />

يف النقد«.‏<br />

وعن ‏»عالقة احلوار بصانع القرار«..‏<br />

ذكر أن صانع القرار الدميقراطي يعمل عن<br />

طريق الفريق الذي يسوده احلوار،‏ وصانع<br />

القرار الديكتاتوري يعمل بشكل فردي وال<br />

حوار فيه عدا صدور األوامر.‏<br />

وعن أهمية ودور احلوار يف احلياة<br />

العامة،‏ شرح كيف أن « للحوار أهمية بالغة<br />

يف حياتنا اليومية يف البيت والعمل واملدرسة<br />

ويف الشارع،‏ والنوادي الرياضية والثقافية،‏<br />

ويف أي قرار نتخذه يف حياتنا،‏ وأننا يف<br />

حاجة للحوار ألن اجلغرافيا والتاريخ<br />

والدين والثقافة واملصير املشترك حكمت<br />

علينا أن نعيش معا بسالم،‏ ونتعاون فيما<br />

بيننا من أجل حتقيق املصلحة املشتركة،‏<br />

وفهم مشاغل كل طرف لآخر دون إقصاء<br />

أو تهميش،‏ مع النية الصادقة يف السعي إلى<br />

حتقيق املصلحة املشتركة.‏<br />

بعد االنتهاء من املحاضرة فُ‏ تح باب<br />

النقاش،‏ حيث ردّ‏ املحاضر على أسئلة<br />

احلضور وتبادل معهم الرأي ووجهات النظر<br />

حول العديد من القضايا والواقع الراهن،‏<br />

ومن النقاط االيجابية للمحاضرة،‏ أن<br />

االستفادة ظهرت خاللها،‏ وبعدها حيث<br />

أنصت احلضور باهتمام للمحاضر،‏ ثم<br />

النقاش الهاديء بني احلضور أنفسهم على<br />

غير عادة الليبيني يف احلوار من رفع الصوت<br />

والصراخ وعدم الصبر واملقاطعة.‏<br />

يف اخلتام شكر األستاذ أسامة الزناتي<br />

مدير حترير الصحيفة األستاذ املحاضر،‏<br />

والسادة احلضور على هذا الوقت املفيد،‏<br />

ودعاهم إلبداء أرائهم على صفحات ‏»الرأي«،‏<br />

وأن الصحيفة ترحب بكل قلم جاد من شأنه<br />

إثراء املشهد الليبي.‏<br />

سكرتري التحرير :<br />

آسيا جعفر الجعفري<br />

الرأي الليبية<br />

الربيد الكرتوني : info@ar-rai.com<br />

العنوان :<br />

ثقافة الحوار<br />

ودورها في إدارة<br />

االختالف«”‏<br />

ضمن النشاط الثقايف والفكري<br />

لصحيفة الرأي الليبية نظّ‏ مت يوم االثنني<br />

املاضي بمقر الجامعة األمريكية بطرابلس،‏<br />

محاضرة ثقافية عن فن الحوار والتقارب يف<br />

وجهات النظر،‏ من خالل إدارة االختالف،‏<br />

وهي محاولة لتسليط الضوء على قضية<br />

تمسّنا جميعا حينما ندخل يف حوار مع<br />

طرف آخر قصد التعارف أو مناقشة شأن<br />

مشرتك أو التواصل بني أطراف يف حاجيات<br />

متناقضة والتفاوض بشأنها.‏<br />

ألقى املحاضرة األستاذ / مفتاح<br />

سويسي الفرجاني،‏ الدبلوماسي السابق،‏<br />

وأستاذ فن التفاوض.‏<br />

الحضور كان متنوعا من حيث املهن<br />

والسن الجنس،‏ فكان ضمن الحضور أساتذة<br />

جامعة،‏ ودبلوماسيون،‏ وكتّاب،‏ وصحفيون،‏<br />

وإعالميون،‏ وباحثون،وطلبة جامعيون،‏ من<br />

الجنسني.‏<br />

عقب احلرب العاملية الثانية نشط العلماء يف اكتشافات<br />

باهرة يسرت من احلياة العامة فدارت عجلة اإلنتاج كما تداولت<br />

العملة النقدية بني األيدي ومن سوق إلى أخر كما نشطت<br />

عمليات التغيير يف األنظمة احلاكمة ويف نظرية احلكم أيضا<br />

‏،بعد عدة عمليات من التمرد قام أشاخص بها يعدهم البعض<br />

بني األبطال وبني الطغاة ، فقد شهد العالم ثورات عدة أطاحت<br />

برؤوس ، وأجلست رؤوسا أخرى وتغيرت حدود البلدان الرسمية<br />

فيما مت اختصار مسافات النقل والتنقل واالتصاالت بني<br />

الشعوب والبلدان بتطور الوسائل ، وبني البني كان األدب هو<br />

األخر ينشط ‏،مرة يصوغ ما يجري وأخر يستشرف املستقبل وما<br />

ستؤول إليه العملية التغيرية أفلحت الفنون يف تقدميه بصورة<br />

مبهرة ‏،عقب حرب دمرت أجزاء كثيرة من العالم ورويدا رويدا<br />

أخذ العمران ينتشر وناطحت املباني العالية سحب السماء ،<br />

وتنشأ أسواقا للمال وللمادة اخلام يتم احتكار جزءً‏ ا منها ويترك<br />

بعضها لتداوال السوق بني العرض والطلب ، وضمن هذا نشأت<br />

النظرية االشتراكية ضدا لنظرية السوق احلر ن وصار للعالم<br />

قطبني شرقا وغربا حتاربا بعراك بارد جدا انتهى بتفكك األول<br />

وانتصار الغرب الذي يراه البعض قد توحش وصار غوال من<br />

الصعب كبح جماحه .<br />

بني هذا وذاك تشكل عالم ثالث وهو مجموعة ما الشعوب يف<br />

بالد عدة تخلفت عن الركب وصف بالتحضر وقد قدمت مفاتيح<br />

أبوابها للغرب خاصة فعاشت تابعة تزيد من تخلفها وإن بدت يف<br />

عيون اآلخرين تنمو كما ينمو املولود اخلداج فاستكانت وشدت<br />

وتدها على اخلرافة واألسطورة وتثاقلت إلى األرض تكتفي<br />

بابتسامة الغرب لها والرضا عنها،‏ كالقارة األفريقية والوطن<br />

العربي وأمريكيا اجلنوبية .<br />

هكذا عقب حرب كونية حتى اخلاسر فيها وجد نفسه يعيد<br />

بناء ما تهدم ويشيد بناءات جديدة اتسمت بتصاميم مبتكرة<br />

صاغت ثقافة جديدة وأدبا وفنا وصرعات كثيرة يصفق لها اليوم<br />

ويزدريها غدا .<br />

إن كل ما حدث ليس إال تقلبا يف حال الدنيا،‏ ولم تنل<br />

اإلنسانية شيئاً‏ ممن يدعم قيمها ومفاهيمها واملبادئ السامية<br />

لها بقدر ما هي حالة انتقال من خانة إلى أخرى كونت بنائها<br />

وعاشت فيه .<br />

األهم يف ذلك كله أنها لم تتخلص من العاهات التي أصبتها<br />

فهي رغم كل هذا الثراء حتى يف الفكر ليست إال عاصفة ناعمة<br />

مرت بها ، إذ مازلت حتت وطأة العبودية ، وداخل جدران السجن<br />

ويف معمل تدجينها.‏<br />

العبودية املتحضرة هي التي وصلت إليها شعوب العالم<br />

تعيش حياة الدودة مرة ، وأخرى كحيوان الفقمة يف حضن<br />

براجيت باردو .<br />

هنا أو هناك ميارس العالم حياة العبودية املتحضرة للحزب<br />

وللقوة ولصندوق االنتخاب ولآلة وللصورة يف التلفاز ويقضي<br />

يومه كما يقض العبد يف قصر سيده الذي ال يراه .<br />

العالم الذي يدعي الدميقراطية و ويرقص للحرية يعيش<br />

عبوديته التي لم يفلح الفكر يف كسر قيودها وإفتكاك اإلنسانية<br />

من أنياب ومخالب الوحش الرابض بني جنباته .<br />

هكذا ضمن العبودية التي أنتجتها حضارة ما بعد احلرب<br />

الثانية التي كونت الزرائب وحشرت فيه الشعوب لتنهض صباحا<br />

تؤدي حتية العالم وتدعو يف صالتها للحاكم وحتمد اهلل على<br />

الفتات التي منحه لها سيدها بيده اليمنى ألن يده اليسرى<br />

متسك بالسوط الناري وتفرح بالسماح لها بزفرة واحدة عند كل<br />

مساء ، هذه احلضارة ليست إال الوجه اجلميل للشيطان وهو<br />

يرتدي بدلة زرقاء بربطة عنق حمرا وحذاء المع مختومة (<br />

مباركة ) يوسوس يف نفس العالم من أن حالتك الصحية جيدة<br />

ومزاجك يف منهى الرواق فال تفكر يف أمر أنت علي يف أحسن<br />

األحوال .<br />

كل الشواهد خاصة يف البالد النائمة التي كلما انتهى<br />

مفعول تخديرها يتم حقنها مبخدر جديد نراها اليوم وهي<br />

تشرئب أعناقها إلى حياة الغرب وحياة الشرق اجلديد حيث<br />

هم بني أرانب تربت يف املعامل أو هي قطط سيام متوء صباحا<br />

مساء وتخرج إلى الشارع يوم األحد إلى أحدى احلدائق حيث<br />

الطعام والشراب واللهو واللذة العارمة ، ولكي تصل إلى هذه<br />

احلالة جندها جتد يف اخلروج من من عبودية الشيخ إلى عبودية<br />

الرئيس وحتاول ذلك عبر مسالك حني تصلها جتدها قد عادت<br />

إلى خيمة الشيخ وليس لها من قول إال أصلح اهلل حالنا ، وأطال<br />

عمرك أيها امللك .

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!