Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
عين على الرأي العام<br />
15 شعبان 1437ه<br />
األحد 22 مايو 2016م<br />
صحيفة أسبوعية شاملة تصدر عن املركز الليبي لقياس الر أي العام<br />
البنيان المرصوص<br />
مرة أخرى يقدّ م شباب الوطن أرواحهم فداءً ملا<br />
عاهدوا اهلل عليه، ضد شراذم الضالل واإلرهاب، والذود<br />
عن حمى الوطن والتأكيد على عودته ملساره الطبيعي<br />
يف االستقرار. كان بإمكانهم الهجوم على سرت وداخل<br />
املدن والشوارع لتطهيرها من دنس )داعش( لكن<br />
يعرفون مسبقا أن العدو جبان، وال يتورّع يف االختباء<br />
بني األطفال والنساء والشيوخ، فتم استدراجهم إلى<br />
تخوم املدينة لقتالهم والقضاء عليهم، يشرف على<br />
سير املعركة ضباط من اجليش الليبي، والشباب<br />
يتقنون فن القتال والتخطيط له، وجر العدو خارج<br />
املدن من أولى الدروس العسكرية يف النصر.<br />
العدو منتشر بشكل سرطاني شرق ووسط<br />
وجنوب البالد، ليبيا مبساحتها اجلغرافية القريبة<br />
من قارة، يسهل التحرك فيها ويصعب مطاردة عدو<br />
أيضا، لبعد املدن عن بعضها البعض والطبيعة<br />
اللوجستية العسكرية تتطلب ترتيبات مدروسة مسبق<br />
لالنقضاض على العدو.<br />
عناصر )داعش( بطبيعتهم الهمجية يلجئون إلى<br />
عمليات غبية كتفخيخ السيارات أو هجوم انتحاري<br />
يكسبون به بعض النقاط ولكن يخسرون املعركة على<br />
أية حال.<br />
الهجوم االنتحاري لداعش الذي اُستشهد فيه<br />
عدد من شباب ليبيا يف )ابوقرين( يأتي ضمن معركة<br />
اخلير ضد الشر وشرف الوطن ضد أفّاقني يتربصون<br />
بليبيا، من مختلف األجناس، هنا تأتي الفرصة<br />
ولو أنها مؤملة لفقد عدد من شباب الوطن لتعطي<br />
الدليل الواضح على: أوال: روح الوطنية لدى أبناء<br />
ليبيا، وجناحهم يف جلب العدو للساحة احلقيقية<br />
يف املواجهة، ثانيا: أن ليبيا ال تعتمد إال على أبنائها<br />
يف تنقية نفسها من الشوائب وإحباط محاوالت<br />
دول كبيرة يف متزيقها وتفكيكها، ورسالة للمجتمع<br />
الدولي اخلبيث الذي يقف متفرجا وينتقي ما يهمه<br />
يف احلالة الليبية، ويتجلى ذلك واضحا يف مؤمتر<br />
فيينا الذي خرج ببعض املكاسب للدولة الليبية منها<br />
دعم احلرس الرئاسي مثال، لكن يظل قلقه األساسي<br />
هو تأمني حدوده من موجات الهجرة عبر السواحل<br />
الليبية، وتأمني احلقول النفطية، وإنهاك حكومة<br />
الوفاق بجعلها دائمة االعتماد على األجنبي.<br />
على أية حال ليبيا متر بأسوأ حاالتها والعاصفة<br />
شديدة القوة والهمجية واحلسابات السياسية غاية<br />
يف التعقيد والقذارة، ولكن سنضحك كثيرا يف نهاية<br />
املطاف، ولنا ولهم يف تاريخ ليبيا عبرة.<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
السّراج : عقيلة رفض لقائي والحرس الرئاسي ليس بديالً عن الجيش<br />
حُبُّ الوَط َ نِ غَريزةٌ في كلِّ إنسان<br />
البنيان المرصوص ..<br />
السعر: 1دينار<br />
16 غارة جوية بمحمية أبوقرين والوشكة<br />
سالح اجلو الليبي التابع ل عملية البنيان املرصوص<br />
املكلفة من املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق الوطني نفذ<br />
16 غارة جوية. استهدفت آليات ومواقع تنظيم الدولة<br />
مبحمية أبوقرين والقداحية والوشكة، إضافةً إلى تدمير<br />
رتل منسحب للتنظيم كان يف طريقه إلى مدينة سرت. يذكر<br />
أن غرفة عملية البنيان املرصوص أعلنت استعادة السيطرة<br />
على منطقة أبوقرين، والوشكة ومفترق زمزم، بعد أيام<br />
من سيطرة تنظيم الدولة عليها.. كما أكد املركز اإلعالمي<br />
لعملية “البنيان املرصوص”، عثرت على سيارة مفخخة<br />
تابعة ملا يسمى تنظيم الدولة، وقامت بتفجيرها يف محيط<br />
محمية أبوقرين قبل وصولها إلى اخلطوط األمامية. وقال<br />
إن القوات متكنت من حتقيق تقدم يف مواقع جديد مبنطقة<br />
أبو قرين، بعد جتدد االشتباكات.<br />
إلى ذلك يبارك املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />
الوطني االنتصارات التي حققتها عملية « البنيان املرصوص<br />
« على تنظيم داعش اإلرهابي يف محور ابوقرين حتت إمرة<br />
غرفة العمليات املشتركة التي شكلها املجلس الرئاسي.<br />
واملجلس إذ يترحم على شهداء الواجب الذين قضوا<br />
يف هذه املعركة وكذلك من سقطوا اليوم إثر تفجير سيارة<br />
مفخخة يف منطقة الوشكة شرق مصراته، فإنه يدعو<br />
بالشفاء العاجل للجرحى واملصابني.<br />
ويتعهد املجلس الرئاسي بتقدمي كل الدعم املادي<br />
واملعنوي للجنود و الضباط البواسل الذين يخضون هذه<br />
احلرب على تنظيم داعش اإلرهابي لتطهير التراب الليبي،<br />
وبهذه املناسبة يدعو املجلس الرئاسي كل أبناء الشعب<br />
الليبي وقواته املسلحة يف كل ربوع الوطن الى االصطفاف<br />
يف خندق واحد ويف جبهة واحدة فاحلرب هيا حرب الشعب<br />
الليبي كله واملعركة معركة وطن .. ان جنت السفينة جنى<br />
اجلميع وإن غرقت القدر اهلل يغرق اجلميع.<br />
االفتتاحية<br />
الرأي<br />
2<br />
7<br />
6<br />
لم يعلمهم السباحة .. بل قذفهم<br />
4 من قلب الصحراء .. إلى فم الحوت<br />
محاضرة بعنوان : ثقافة الحوار<br />
ودورها في إدارة االختالف«”
املجلس الرئاسي يفوض املرشحني كوزراء للحكومة<br />
أصدر املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />
القرار رقم 12 لسنة 2016 بشأن تفويض<br />
املرشحني كوزراء للحكومة مبباشرة مهامهم<br />
إلى حني أداء اليمني أمام املجلس الرئاسي.<br />
وحتصلت وكالة ليبيا 24 على صورة<br />
من القرار الصادر بتاريخ االثنني 16-<br />
2016-5 بشأن مباشرة أعمال احلكومة<br />
املكونة من 18 حقيبة وزارية على النحو<br />
التالي:-<br />
جمعة عبد اهلل الدرسي وزير العدل -<br />
العارف صالح اخلوجة وزير الداخلية<br />
محمد الطاهر سيالة وزير اخلارجية -<br />
فاخر مفتاح بوفرنه وزير املالية<br />
املهدي إبراهيم البرغثي وزير الدفاع -<br />
بداد قنصو مسعود وزير احلكم املحلي<br />
عمر بشير الطاهر وزير الصحة - ميالد<br />
محمد معتوق وزير املوصالت<br />
قاضي منصور الشعايف وزير الشؤون<br />
االجتماعية - الطاهر الهادي اجلهيمي<br />
وزير التخطيط، عبد املطلوب احمد بوفروة<br />
وزير االقتصاد والصناعة - محمد خليفة<br />
العزابي وزير التعليم، أسماء األسطى<br />
وزير املرأة - على قلمة محمد وزير العمل<br />
والتأهيل، مهند سعد يونس وزير الدولة<br />
ألسر الشهداء واملفقودين - إميان محمد<br />
بن يونس وزير الدولة لهيكلة املؤسسات -<br />
عبد اجلواد فرج العبيدي وزير املصاحلة<br />
الوطنية - يوسف أبوبكر جالل وزير شوؤن<br />
النازحني واملهاجرين.<br />
2<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
السّراج : عقيلة رفض لقائي والحرس الرئاسي ليس بديالً عن الجيش<br />
وفاق أم شقاق ؟<br />
أكد رئيس املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق الوطني<br />
فائز السّ راج، أنه لم يتمكّ ن من لقاء رئيس البرملان الليبي<br />
املستشار عقيلة صالح خالل زيارته إلى العاصمة املصرية<br />
القاهرة األسبوع املاضي.<br />
وقال السرّاج، يف تصريح صحفي، إنه حضر إلى<br />
القاهرة خصيصً ا للقاء رئيس البرملان، لكن األخير جتاهل<br />
وجوده ولم يلتقه، ما اعتبره تصرّفًا من شأنه زيادة تأزم<br />
العملية السّ ياسية، كما أكد رفض نائبه علي القطراني<br />
اللقاء به أيضاً..<br />
ومن جهة أخرى دافع رئيس املجلس الرئاسي حلكومة<br />
الوفاق الوطني فائز السّ راج، يف تصريح خاص له، عن<br />
فكرة إنشاء احلرس الرئاسي، وقال مطمئنً ا املتخوفني من<br />
هذه اخلطوة: »إن احلرس الرئاسي ال عالقة له إطالقًا مبا<br />
سمّ ي باحلرس الوطني، هو قوة ضاربة يف خدمة املجلس<br />
الرئاسي، ووالؤه الكامل لهذا املجلس، ومنتسبوه سيكونون<br />
من اجليش والشرطة، وسيتولى مهام حماية الرئاسة يف<br />
املنافذ احلدودية واملطارات، وحماية بعض املنشآت اخلدمية<br />
احليّ وية«.. وأكّد رئيس املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />
الوطني أن طبيعة القيادات التي ستكون على رأس هذا<br />
اجلهاز »ستزيل كافة املخاوف بشأن هويته«.<br />
وقال السراج أمام االجتماع الدولي حول ليبيا يف<br />
فيينا إن جهاز احلرس الرئاسي »ليس بديالً عن اجليش«،<br />
وأوضح أن مهمته »هي حماية احلكومة ومقارها واملؤسسات<br />
احليوية يف العاصمة طرابلس وغيرها«.<br />
وركز السراج خالل كلمته أمام وزراء خارجية الدول<br />
الكبرى ودول جوار ليبيا، على التعريف بجهاز احلرس<br />
الرئاسي ومهامه وأولويات حلكومته، التي ركزت ضرورة<br />
تقدمي الدعم للقطاع األمني ملحاربة اإلرهاب، ودعم الوفاق<br />
بني الليبيني.<br />
جمعية إرادة لألعمال الخيرية<br />
تقوم بصيانة )دار الفقيه حسن(<br />
ضمن جدول أعمال مؤسسة إرادة لأعمال<br />
اخليرية لهذه السنة ويف إطار اهتمامها باملحافظة<br />
على جمال ونظافة املدينة القدمية مت اإلتفاق<br />
مع جهاز إدارة وصيانة املدن القدمية على صيانة<br />
دار الفقيه حسن لتشمل أعمال الصيانة بالدار<br />
طالء وترميم اجلدران<br />
واألسقف وأعمال<br />
الكهرباء وشبكة املياه<br />
.. حيث ال تتجاوز مدة<br />
الصيانة عشرون يوما<br />
من تاريخ البدء فيها.<br />
ويعد هذا العمل<br />
من األعمال التي تسعى<br />
جمعية إرادة لأعمال<br />
اخليرية القيام بها.<br />
محلي سرت يدعو شباب المدينة<br />
لاللتحاق بقوات غرفة عمليات<br />
البنيان المرصوص<br />
قدم املجلس املحلي ملدينة سرت تعازيه احلارة<br />
ألهالي واسر شهداء املواجهات التي اندلعت بني<br />
أبطال عملية البنيان املرصوص وعناصر تنظيم<br />
داعش يف مناطق ابوقرين والوشكة وبويرات<br />
احلسون ووادي بي وابوجنيم . ودعا املجلس يف بيان<br />
تلقت وكالة األنباء الليبية نسخة منه كافة شباب<br />
مدينة سرت بااللتحاق فورا بغرفة عمليات البنيان<br />
املرصوص املكلفة من حكومة الوفاق الوطني لدحر<br />
هده املجموعات اإلرهابية .<br />
وأوضح رئيس املجلس الرئاسي أن جهاز احلرس<br />
الرئاسي »قوة وطنية قوامها مفارز من اجليش والشرطة«،<br />
وشدد على أنها »ليست بديالً عنهما، بل مكملة لواجباتهما«.<br />
وطالب السراج املجتمع الدولي برفع احلظر على<br />
األسلحة بهدف جتهيز املؤسسة العسكرية والقيادة املشتركة<br />
توقيع اتفاقية تحت شعار : ( كلنا واحد )<br />
إلغاثة األسر النازحة قبيل حلول شهر رمضان المبارك<br />
مت مبسرح الكشاف بطرابلس مؤخراً التوقيع على<br />
اتفاقية بني مفوضية كشافة طرابلس ومكتب صندوق<br />
الزكاة مبدينة طرابلس وجمعية طمزين لأعمال<br />
اخليرية .<br />
وتقضي االتفاقية بإطالق حملة خيرية كبرى<br />
بعنوان « كلنا واحد « ، تستهدف مساعدة النازحني<br />
من أبناء الوطن يف عدد من املدن ، خاصة مدن سرت<br />
واجلفرة ، وبني وليد ، وطرابلس وذلك قبيل حلول شهر<br />
رمضان املبارك . وتشمل هذه احلملة - وفقا لالتفاقية<br />
املوقعة على تنفيذ عدة مشاريع خيرية منها تسيير<br />
قافلة إغاثة لنازحي سرت وما جاورها تتكون من «<br />
سالل غذائية - مواد اغاثة - أدوية - مستلزمات طبية<br />
طالب عمداء بلديات زلين<br />
ومصراتة وقصر األخيار ومسالتة<br />
واخلمس ورئيسا املجلسني املحليني<br />
ملناطق بني وليد وسرت رئيس وأعضاء<br />
املجلس الرئاسي حلكومة الوفاق<br />
الوطني بضرورة اإلسراع يف صرف<br />
مساعدات وإعانات مالية لأسر<br />
النازحة من منطقة سرت واملتواجدين<br />
حاليا بهذه البلديات . جاء ذلك يف بيان<br />
لهم صدر يف ختام اجتماع استضافته<br />
مدينة زلين يوم اخلميس املاضي .<br />
ملكافحة تنظيم »داعش« وتسليح احلرس الرئاسي لتحقيق<br />
األهداف املذكورة سابقً ا.<br />
كما طالب بدعم قدرات حرس احلدود وتفعيل برنامج<br />
مراقبة احلدود بوسائل تكنولوجيا حديثة بشكل عاجل،<br />
واملساهمة يف الرفع من كفاءة قوات خفر السواحل.<br />
- محاضرات توعوية - مهرجانات طفولة « تشمل ثالثة<br />
آالف سلة غذائية . كما تشمل املشاريع اخليرية توزيع<br />
السلة الغذائية الرمضانية على املحتاجني بشكل عام<br />
تتكون من « زيت - طماطم - دقيق - مكرونة - أرز -<br />
شربة - كسكسي - متر - حليب - زبادي - جبنة - شاي<br />
- سكر - تونة - شامية - بيض « وتشمل ثالثة آلف سلة<br />
غذائية . وتشمل أيضا مشروع إفطار صائم طيلة أيام<br />
شهر رمضان املبارك بواقع « 5000 « وجبة يف اليوم<br />
تتكون من مغلف بداخله « متر - حليب- زبادي - مياه<br />
- عصير - فاكهة « وتستهدف مائة وخمسني صائما .<br />
كما تشمل هذه احلملة كسوة العيد لأسر املحتاجة<br />
والنازحة بواقع عشرة آالف شخص .<br />
مطالبة رئيس وأعضاء المجلس الرئاسى باالسراع في صرف<br />
مساعدات واعانات مالية لالسر النازحة من منطقة سرت<br />
بقلم/ مفتاح قناو<br />
أعلن املجتمعون يف الصخيرات أنهم بصدد تكوين حكومة<br />
وفاق وطني تنقذ البالد من االوضاع املتردية التي وصلت إليها،<br />
وبارك اجلميع هذا التوجه، حتى من كان مختلفا لم ميانع يف<br />
التوافق وان كان يراه من زاوية مختلفة ، شروط الوفاق الوطني<br />
مت صياغتها لتأخذ شكل دستور جديد لهذا الوطن، وبذلك<br />
أصبحت نصوص بنود التوافق ملزمة جلميع االطراف .<br />
مجريات االوضاع بعد وصول حكومة الوفاق ودخولها<br />
مدينة طرابلس أبانت بوضوح أن ما حدث بني الفرقاء<br />
املجتمعني يف الصخيرات املغربية لم يكن وفاق النقاذ البالد،<br />
بقدر ما كان تقاسم للسلطة بني خصوم أجهدهم الزمن من<br />
طول املنافسة والصراع وتوقف املصالح .<br />
تغيير املؤمتر الوطني العام إلى مجلس الدولة االستشاري<br />
لم يراع ظروف التوافق، ففي بنود االتفاق يتكون مجلس الدولة<br />
من عدد من االعضاء )صحيحي العضوية( ، وعبارة صحيحي<br />
العضوية هنا يختلف تفسيرها بني االطراف املتصارعة، منهم<br />
من يرى أن عضواملجلس )صحيح العضوية( هو من مت انتخابه<br />
من الشعب الليبي يف 2012/7/7م ، وعكس ذلك من يرى ان<br />
العضو صحيح العضوية هو من استمر عضوا باملؤمتر الوطني<br />
إلى آخر حلظة حتى لو كان بديال لعضو آخر.<br />
مجلس النواب أحد اركان االتفاق السياسي يتمسك<br />
بتعديل االعالن الدستوري ليتضمن داخله بنود اتفاق<br />
الصخيرات أوال ثم اعتماد احلكومةثانيا حتى تستطيع<br />
مباشرة عملها، لكنه منقسم على نفسه ايضا بني معارض<br />
لالتفاق بشدة وبشكل كامل وبني مؤيد بحماس لدرجة املطالبة<br />
بعقد جلسة يف مدينة غدامس للتصويت علي االتفاق من<br />
طرف االعضاء املؤيدين له<br />
والسؤال املطروح اآلن هو هل تغير شيء مند بداية تنفيذ<br />
االتفاق، ووصول حكومة السراج إلى طرابلس ؟ لالجابة على<br />
هذا السؤال ميكن استعراض الواقع الليبي الداخلي والتغيرات<br />
التي حدثت فيه،وكذلك مراقبة املحيط االقليمي وردود الفعل<br />
والتفاعل مع هذا االتفاق يف كافة املجاالت .<br />
بالنظر للوضع الداخلي جند أنه لم يتغير كثيرا فالزال<br />
هناك مجلس يف طرابلس تغير أسمه من املؤمتر الوطني إلى<br />
)مجلس الدولة( غير معترف به من القوى السياسية يف الشرق<br />
الليبي مبا يف ذلك مجلس النواب ويعيبون عليه أنه قد مت<br />
تشكيله على عجل، ومتت السيطرة عليه من طرف تيار سياسي<br />
محدد، وانه ميارس سلطات تنفيذية ليست من أختصاصه<br />
بل هي سلطات تختص بها احلكومة فقط وأنه جتاوز دوره<br />
االستشاري .<br />
طرف االتفاق الثاني وهو البرملان لم يتغير هو أيضا، مازال<br />
منقسما على نفسه بني مؤيد ومعارض حلكومة الوفاق وال زال<br />
غير قادر على عقد جلسة بنصاب صحيح، مند أن أنعقد بكامل<br />
أعضائه ليحدد مرتبات النواب الشهرية .<br />
االطراف االقليمية لم تغير تعاملها مع الدولة الليبية<br />
املفككة، مازالت مصر تؤيد الطرف الذي كانت تؤيده ، ومازالت<br />
تونس تتخبط بني ابنائها الدواعش الذين ميثلون نسبة كبيرة<br />
يف ليبيا، وبني أهمية ليبيا االقتصادية يف ظل توقف السياحة<br />
االوروبية ، دولة اجلزائر صاحبت املوقف االقوى بني جيران<br />
ليبيا فهى ال تتعرض لضغوط اقتصادية من فقدان التواصل<br />
مع اجلانب الليبي إضافة المتالكها جليش قوي ميكن له ان<br />
يهزم املجموعات املسلحة بسهولة ، لذلك فهي مازالت متمسكة<br />
بذات املوقف .<br />
االحتاد االوروبي هو املستفيد الوحيد مما حدث، أنه<br />
يحاول استعادة قواعده داخل ليبيا، بعد أن فقد كل شيء حتى<br />
نشاط سفاراته االستخباراتي مند عام 2014م ، قد يقول قائل<br />
بأنه لم يفتقد يوما للعمالء ، لكن وجود العمالء ال يغني عن<br />
املعايشة امليدانية والرؤية املباشرة والتعامل اليومي الناس يف<br />
ظل ظروف طبيعية ميكن فيها جتنيد املزيد من العمالء .<br />
نعود لسؤالنا املباشر هل هو وفاق أم شقاق؟ فنجد أن أغلب<br />
املحللني يرون أنه حتى هذه اللحظة هو استمرار للشقاق، فال<br />
توجد بوادر حقيقية للوفاق ، نأمل السالمة للوطن .
الفلسطينيون يحيون الذكرى ال68 للنكبة<br />
أحيى الفلسطينيون يف الضفة<br />
الغربية وقطاع غزة والشتات الذكرى<br />
السنوية ال68 للنكبة التي حلت بهم<br />
عام 1948 حتت شعار »بالوحدة<br />
واملقاومة نحقق العودة«، بينما أكدت<br />
الفصائل الفلسطينية متسكها بحق<br />
العودة.<br />
حيث أحيى الفلسطينيون<br />
ذكرى النكبة يف ال15 من مايو/أيار<br />
من كل عام مبسيرات احتجاجية<br />
وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق<br />
العودة، وعلى ارتباطهم بأرضهم التي<br />
استولت عليها العصابات الصهيونية<br />
املسلحة عام 1948 وأقامت عليها<br />
دولة إسرائيل.<br />
ويتزامن هذا التاريخ مع<br />
غياب فلسطني عن اخلريطة<br />
السياسية للمشرق وظهور<br />
دولة إسرائيل على أنقاضها، وبدء<br />
احلرب العربية اإلسرائيلية األولى<br />
التي انتهت بتوقيع هدنات متتالية<br />
مع مصر ولبنان واألردن وسوريا عام<br />
..1949<br />
وأسفرت النكبة عن تشريد نحو<br />
ثمامنئة ألف فلسطيني من قراهم<br />
ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع<br />
غزة والدول العربية املجاورة.<br />
وتشير بيانات جهاز اإلحصاء<br />
الفلسطيني املركزي إلى أن<br />
اإلسرائيليني سيطروا خالل مرحلة<br />
النكبة على 774 قرية ومدينة،<br />
ودمروا 531 قرية ومدينة فلسطينية،<br />
كما اقترفت القوات اإلسرائيلية أكثر<br />
من سبعني مذبحة ومجزرة أدت إلى<br />
مقتل ما يزيد على 15 ألف فلسطيني<br />
خالل النكبة.<br />
3<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
مؤتمر فيينا<br />
وتدويل القضية الليبية<br />
حكومة الوفاق الوطني ..<br />
الحكومة الشرعية وفق قرار مجلس األمن رقم 2251<br />
الوضع يف ليبيا تعدى النطاق الجغرايف للبالد، لتمتد تأثرياته السلبية<br />
إىل دول الجوار، فضال عن الدول األوروبية، خاصة يف ما يتعلق بملفي الهجرة<br />
غري الشرعية والتنظيمات اإلرهابية من أجل ذلك أقيم يف العاصمة النمساوية<br />
)فيينا( مؤتمر دولي يخص الوضع الراهن يف ليبيا، بحضور رئيس املجلس<br />
الرئاسي لحكومة الوفاق؛ فائز السراج ووزراء الخارجية كل من أمريكا وإيطاليا<br />
وبريطانيا وعدد من الوزراء والرؤساء العرب..<br />
كما كشفت كلمات وتصريحات<br />
مسؤولني غربيني خالل املؤمتر عن خالفات<br />
حادة يف مواقف دولهم جتاه األوضاع يف<br />
ليبيا ومشاركة املجتمع الدولي يف دعم<br />
حكومة الوفاق.. وبينما حتمست إيطاليا<br />
وبريطانيا لدعم املجلس الرئاسي حلكومة<br />
الوفاق وللطلب املرتقب من األمم املتحدة<br />
سيقدمه املجلس لرفع حظر توريد السالح<br />
لليبيا، شككت أملانيا يف قدرة املجلس على<br />
إعادة االستقرار وسيادة القانون يف البالد.<br />
وقد رحب وزير خارجية بريطانيا<br />
)هاموند( بتفويض املجلس الرئاسي<br />
وزراء حكومته مبباشرة أعمالهم، معتبرا<br />
أن هذا قرار يأتي لإليفاء مبراحل االتفاق<br />
السياسي؛ من جهتها، دعمت إيطاليا، على<br />
لسان وزير خارجيتها )باولو جينتيلوني(،<br />
قرار املجلس بشأن تشكيل احلرس الرئاسي،<br />
معتبرةً إياه القوة الشرعية يف ليبيا.<br />
عربيا، انقسمت املواقف حيال حكومة<br />
الوفاق، فبينما أعلن عبد القادر امساهل<br />
وزير اخلارجية اجلزائري دعم بالده<br />
الالمحدود حلكومة الوفاق، طالب سامح<br />
شكري وزير اخلارجية املصري بضرورة<br />
مراجعة »أسباب االنسداد السياسي يف<br />
ليبيا منذ التوقيع على االتفاق السياسي«،<br />
معلنا تأييد بالده جليش حفتر ومجلس<br />
النواب باعتباره شريكا أساسيا يف االتفاق<br />
السياسي، وطالب شكري بضرورة توفر<br />
الدعم الداخلي حلكومة الوفاق من خالل<br />
حصولها على الثقة من مجلس النواب.<br />
أبرز نقاط مشروع قرار<br />
مؤتمر فيينا حول ليبيا<br />
خلص مشروع القرار يف النقاط<br />
التالية:<br />
وكاالت<br />
- دعوة احلكومة ألداء القسم أمام<br />
أعضاء البرملان، الذين أعطوا الثقة لها<br />
وتشجيع الليبيني على بناء الدولة الوطنية<br />
الدميقراطية.<br />
- دعم الشعب الليبي واحلفاظ على<br />
وحدة بالده، وكذلك جتديد الدعم حلكومة<br />
الوفاق الوطني واعتبارها احلكومة<br />
الشرعية الوحيدة وفق قرار مجلس األمن<br />
رقم 2251.<br />
- األمن مفتاح مستقبل ليبيا، ولذلك<br />
ندعم اخلطوات الشجاعة التي اتخذها<br />
املجلس الرئاسي بتشكيل احلرس الرئاسي،<br />
وغرفة العمليات األمنية ملواجهة تنظيم<br />
الدولة.<br />
- التأكيد على تبعية املؤسسات العامة<br />
للدولة حلكومة الوفاق الوطني، وخاصة<br />
مصرف ليبيا املركزي ومؤسسة النفط<br />
ومؤسسة االستثمار الليبية.<br />
مقرتح إيطاليا يف قمة فيينا:<br />
تدفع إيطاليا يف اجتاه توسيع نشاط<br />
الناتو احلالي يف مواجهة تدفق املهاجرين<br />
ألوروبا لتشمل منطقة وسط البحر<br />
املتوسط قبالة السواحل الليبية، لدعم<br />
العمليات البحرية التي تقوم بها يف ضبط<br />
حركة املهاجرين من اجلنوب إلى الشمال.<br />
وأفادت تسريبات إعالمية بأن إيطاليا<br />
ستتقدم مبقترح يعتمد على استهداف<br />
املراكب التي يستعملها املهربون من ليبيا يف<br />
عرض البحر، وإنشاء مواقع جتميع ورعاية<br />
مؤقتة للمهاجرين إلعادتهم، واحليلولة<br />
دون وصولهم إلى أوروبا.<br />
آراء حول املؤتمر:<br />
اخلارجية اإليطالية: الوحدة واالستقرار<br />
يف ليبيا ميُ ثالن أولوية بالنسبة لنا<br />
أشارت اخلارجية اإليطالية إلى أن<br />
مؤمتر روما يأتي بإعداد مع الواليات<br />
املتحدة، ويشارك يف رئاسته كل من وزير<br />
اخلارجية )كيري( والوزير )جينتيلوني(،<br />
ويجري وفق منوذج مؤمتر روما، أي<br />
بحضور )الدول دائمة العضوية يف<br />
مجلس األمن، وبعض الدول األوروبية<br />
واملنطقة، واملنظمات الدولية واإلقليمية(،<br />
ومت توسيعه إلى مالطا وتشاد والنيجر<br />
والسودان.. وأضاف البيان: “إن األمر<br />
اجلديد هو مشاركة رئيس الوزراء )فائز<br />
السراج( وأعضاء املجلس الرئاسي )حكومة<br />
الوفاق الوطني(، ومتكينهم من حتقيق<br />
نتائج ملموسة من التقدم، وإن كانت ما<br />
تزال هشة، والناجتة عن احلوار السياسي<br />
الليبي يف األشهر األخيرة”.. وأفاد البيان<br />
أن السراج ميكنه استالم رسالة هامة من<br />
الدعم الدولي ألعمال حكومة الوفاق،<br />
وعرض بعض القرارات األولية، مثل مرسوم<br />
تشكيل احلرس الرئاسي، وقرار إنشاء قيادة<br />
العمليات املشتركة يف القتال ضد “تنظيم<br />
الدولة”.<br />
وزيرة الدفاع اإليطالية: حكومة<br />
الوفاق الليبية ما تزال “هشة للغاية”<br />
وصفت وزيرة الدفاع اإليطالية، )روبرتا<br />
بينوتي(، حكومة الوفاق الوطني الليبية،<br />
برئاسة فائز السراج، بأنها “هشة للغاية”..<br />
وتابعت الوزيرة “يف هذا اإلطار: ينبغي ضم<br />
جميع األطراف التي ما زالت تشعر بأنها<br />
غير مدرجة يف العملية السياسية يف ليبيا،<br />
رغم اتخاذها قرار محاربة تنظيم الدولة”.<br />
كيري: مجلس األمن سيدرس طلب<br />
ليبيا رفع حظر األسلحة<br />
قال وزير اخلارجية األمريكي )جون<br />
كيري( إن املشاركني يف االجتماع الدولي<br />
حول ليبيا يف فيينا شددوا على ضرورة<br />
زيادة الدعم للحكومة االنتقالية يف ليبيا،<br />
والعمل على رفع حظر تصدير األسلحة<br />
إلى ليبيا للسماح لها مبحاربة تنظيم<br />
الدولة.. وأضاف كيري يف مؤمتر صحفي<br />
مع نظيره اإليطالي )باولو جنتيلوني(<br />
ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أن<br />
املجتمع الدولي من خالل مجلس األمن<br />
سيدرس الطلب الليبي بشأن رفع حظر<br />
تصدير األسلحة من العقوبات الدولية..<br />
وأوضح أن املجلس سيدرس قائمة الطلبات<br />
الليبية بشأن األسلحة املطلوبة لتأمني<br />
البالد ومحاربة داعش، لكنه دعا املجتمع<br />
الدولي إلى التعاون من أجل أال تتسرب<br />
هذه األسلحة خارج أيدي احلكومة الليبية.<br />
بقلم / محمد عمران كشاده<br />
مؤمتر فيينا وتدويل القضية الليبية، كثيرة هي املؤمترات<br />
التي عُ قدت حول القضية الليبية يف روما وباريس وعواصم دول<br />
اجلوار الليبي والصخيرات ثم فيينا، وإن كان القاسم املشترك<br />
واألهداف املعلنة من وراء تلك املؤمترات، هو محاولة حل األزمة<br />
الليبية وإيقاف احلرب والصراع بني الفرقاء السياسيني، فإن<br />
النتائج العكسية والتداعيات ملثل هذه املؤمترات تعد خطيرة<br />
جداً، وتهدد األمن القومي للدولة الليبية التي متزقها احلرب،<br />
صحيح أنه هناك كثير من الدول األجنبية وبعض دول اجلوار<br />
متعاطفة معنا وتسعى إليجاد احللول، إال أنه هناك دول أخرى<br />
لديها أجندة استعمارية، إن املؤمترات التي تعقد خارج احلدود<br />
خاصة يف عواصم أوروبا تدفع باألزمة الليبية إلى شراك التدويل<br />
ومصيدة لعبة األمم الكبرى، وقد عرفت موسوعة األمم املتحدة<br />
التدويل: ( بأنه مصطلح يستخدم عادة من أجل احلماية الدولية<br />
املتعددة األطراف، إلقليم من األرض أو مناطق مائية أو قنوات،<br />
ويتم مبوجب اتفاقيات دولية(، ويف قاموس أكسفورد اإلنكليزي<br />
يعرف التدويل: ( بأنه مصطلح يستخدم يف ظل نظام دولي كبير،<br />
لغاية وضع دولة أو إقليم حتت اإلدارة املشتركة أو احلماية لدولتني<br />
أو ملجموعة مختلفة من األمم (، وأصبح مصطلح التدويل<br />
يعني أكثر من مجرد التعبير عن اإلشراف الدولي على منطقة<br />
استراتيجية مختلف عليها، إلى استخدامه مبعنى: ( تناول<br />
القضايا على املستوى الدولي، ونقل البحث فيها من املستوى<br />
املحلي واإلقليمي لتوضع على طاولة التداول الدولي (، وهذا ما<br />
نراه أآلن يف مؤمتر فيينا وغيره من املؤمترات الدولية، إن ما يؤملنا<br />
هو أن احللول الالزمة الليبية لم تعد ممكنة من الداخل باتفاق<br />
بني الليبيني أنفسهم، بل البد أن تأتي من خارج احلدود، وأحيانا<br />
تفرض علينا سيناريوهات ال تتوافق مع متطلبات أمننا القومي<br />
واملصالح العليا للدولة الليبية، واألسوأ من كل ذلك أن نراهن نحن<br />
الليبيون على احللول اآلتية من اخلارج وأن نثق أكثر مما ينبغي<br />
يف األجنبي، ونعتقد بأنه يريد أن يحل مشاكلنا، ويجب أن نأخذ<br />
العبر والدروس مما يجري يف العراق وسوريا، حيث يتلكأ املجتمع<br />
الدولي يف إيجاد احللول، فمن حتالف دولي تقوده الواليات املتحدة<br />
األمريكية ملكافحة أإلرهاب، إلى مركز تنسيق مخابراتي بني روسيا<br />
وسوريا وإيران والعراق والذريعة نفسها مكافحة أإلرهاب، يقول<br />
)هنري كسينجر( مهندس السياسة اخلارجية األمريكية يف عهد<br />
)نيكسون(: ( ليس من مصلحة الواليات املتحدة األمريكية حل<br />
األزمات بل استمرارها واإلمساك بخيوطها (، فهل ميكن أن نرجو<br />
احللول من مؤمتر ترعاه الواليات املتحدة األمريكية، وإيطاليا<br />
التي أعلن رئيس وزرائها )ماتيو رينزي( يف مطلع مايو اجلاري:<br />
)بأن حكومته تتعرض لضغوط كبيرة لتنفيذ تدخل عسكري يف<br />
ليبيا لكنها ترفض اخلضوع لتلك الضغوط واختارت نهجً ا آخر(،<br />
يف أعراف الدبلوماسية والعالقات الدولية جند أنفسنا مجبرين<br />
على التفاعل مع املجتمع الدولي، حني يُ ظهر رغبته يف حل أزمتنا<br />
ومساعدتنا يف إنهاء الصراع والقبول بعقد مؤمترات دولية مثل<br />
مؤمتر فيينا، إال أن التحدي األكبر يظل يف قدرتنا نحن على<br />
مواجهة األخطار بدون أن نعول على الدول الكبرى، ورصيدنا يف<br />
ذلك تاريخ عريق ومشرف سطّ ره أجدادنا بالدماء، وإرادة سياسية<br />
حقيقية، وإذا كان مؤمتر فيينا قد قرر رفع احلظر عن تصدير<br />
السالح إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق وتسليحها يف مواجهة<br />
تنظيم داعش، فإن السؤال هنا؛ ما هو سيناريو تطورات األحداث يف<br />
ليبيا؟! وهل ستترك الدول الكبرى حلكومة الوفاق مهمة احلرب<br />
على تنظيم داعش كما هو معلن اآلن؟! أم أن العد العكسي قد بدأ<br />
لتدخل عسكري دولي يف ليبيا كما يجري يف العراق وسوريا اآلن؟!<br />
وما حقيقة وجود قوات خاصة أمريكية يف ليبيا؟! قد يتركنا الغرب<br />
اآلن يف معركة ساخنة مع تنظيم داعش، لنرى الحقاً بؤراً جديدة<br />
النتشار وتوسع التنظيم، ثم يقال لنا إن احلرب على اإلرهاب أكبر<br />
من قدراتكم، والبد من تدخل دولي حلسم معركة لم حتسم أصال<br />
يف العراق وسوريا منذ أكثر من عام ونصف، وإن كنا نقدر كل املساعي<br />
واجلهود التي تبذلها حكومة الوفاق إلنقاذ البالد، فإننا نخشى<br />
من مزيد من االنقسام والصراعات خاصة وأن بعض شركائنا يف<br />
الوطن مثل أبوبكر بعيرة وبعض أعضاء مجلس النواب، ال يرون<br />
يف مقررات مؤمتر فيينا إال محاولة إلحياء مليشيات فجر ليبيا<br />
على حد وصفهم، وهو أمر غير صحيح، فهل قوات حفتر التي<br />
نشرت اخلراب والدمار يف بنغازي ودرنة وإجدابيا هي جيش وطني<br />
كما يدعون؟! إنهم يعارضون مقررات مؤمتر فيينا ألنهم يراهنون<br />
على حسم عسكري لقوات حفتر، وهو رهان خاسر، ويظل التلويح<br />
بتقسيم ليبيا هو السمة الغالبة يف تصريحات إخواننا يف برقة،<br />
يف وقت نحن أحوج فيه للوحدة الوطنية وإعطاء فرصة حلكومة<br />
الوفاق لعلها تنجح يف مساعيها.
عيون مغلقة علي وسعها... كتاب يتحدث عن ايجابيات الهجرة الشرعية تنويه :<br />
)عيون مغلقة على وسعها (، كتاب عن<br />
إيجابيات الهجرة للخبيرة السكانية )ميشال<br />
تريباال( الصادر عن دار دونويل،تطرح اخلبيرة<br />
السكانية تلك القضية احلساسة يف املجتمع<br />
الفرنسي والتي تصطدم دائما بتابوهات وقضايا<br />
سياسية شائكة تتعلق بالهجرة:<br />
وتقول الكاتبة إن العنوان فيه إشارة<br />
للحقائق التي »تتعامى« احلكومة عن رؤيتها،<br />
حيث تقتصر املعلومات واألرقام لدى السلطات<br />
الفرنسية على املهاجرين من خارج املجال<br />
االقتصادي األوروبي إلى داخل فرنسا ، أما<br />
أعداد الهجرة من أوروبا أو الهجرة خارج<br />
فرنسا فال يوجد دراسات كافية عنها .<br />
وقد يرجع ذلك إلى التوجه العام يف<br />
سياسات الرئيس الفرنسي )ساركوزي( منذ<br />
أن كان وزيرا للداخلية والذي طاملا رأى أن<br />
الهجرة متثل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً على<br />
فرنسا وتشكل مصدر توتر وتهديد كونها ال تؤدي<br />
إلى أكثر من ضم بائسني جدد إلى املهاجرين<br />
املوجودين يف البلد ويعانون من أوضاع بائسة<br />
يف األساس، األمر الذي دفعه منذ توليه رئاسة<br />
اجلمهورية عام 2007 إلى استحداث وزارة<br />
لم تعهد فرنسا مثلها من قبل، أطلق عليها<br />
اسم وزارة الهجرة واالندماج والهوية الوطنية<br />
والتطور املشترك. واعتبر ساركوزي أن أفضل<br />
السبل للخروج من هذا الوضع يقضي بتحديد<br />
شروط ومواصفات ينبغي توافرها لدى الطامح<br />
بالهجرة إلى فرنسا، وحصر مجال الهجرة<br />
مبهن وقطاعات معينة وفقاً حلاجات االقتصاد<br />
الفرنسي ومقتضياته.<br />
إال أن املؤلفة أكدت يف كتابها أن دراسات<br />
أجريت يف املتحدة واجنلترا تثبت أن معدل<br />
إجمالي الناجت املحلي للفرد يزيد بزيادة<br />
معدالت الهجرة.. لكن يف الوقت نفسه لم<br />
تستطع الكاتبة جتاهل التأثيرات االجتماعية<br />
للهجرة التي قد تخرج عن السيطرة ، وإن كان<br />
كتابها كما تصفه ال يقدم حلوال جاهزة إال أنه<br />
يكشف أوجها لم تكن مطروقة لهذه القضية<br />
احلساسة .<br />
ورد نتيجة خطأ<br />
فني بالعدد السابق مقال<br />
بعنوان ( زيارة السراج<br />
ملصر ومستقبل العالقات<br />
الليبية املصرية ) مسند إلى<br />
الكاتب عبد اهلل النويصري<br />
والصحيح أنه للكاتب محمد<br />
عمران كشادة، لذا وجب<br />
التنويه.<br />
« االحتاد متعاون مباشرة مع وزارة العمل«<br />
االحتاد متعاون مباشرة مع وزارة العمل<br />
باعتباره جسد ميس املوظف، لكونها أحد<br />
الفرق الثالث املوجودة معنا يف منظمة العمل<br />
العربية والدولية، ويبقى االتصال دائماً يف<br />
إطار تشكيل جلان مشتركة، على سبيل املثال<br />
كلجنة الصحة والسالمة، وأغلب اللجان تشكل<br />
يف عقد ندوات يف قانون العمل والنقابات.<br />
التحاور والتفاوض من أجل حل املشكلة<br />
ونزع صحة التعبري<br />
العمل النقابي هو الدفاع عن حقوق<br />
العاملني، واجلهة التي حتتضن العامل من<br />
شركات ومصانع أو مؤسسات، من غير ذلك،<br />
نحن لدينا عشرون احتاد فرعي على مستوى<br />
ليبيا وست نقابات عامة بكامل القطاعات،<br />
عندما يقع الظلم على العامل بطبيعة احلال<br />
يلجأ إلى النقابة، ومن هنا نحن نقوم باتصال<br />
مباشر مع اجلهات التنفيذية التي يتبعها،<br />
والتحاور والتفاوض من أجل حل املشكلة<br />
والوصول حلق العامل إذا كان مضطهداً،<br />
ويجب أن تكون الشكاوى مشروعة وليس افتراءً<br />
على سبيل املثال.<br />
مازالت الثقافة النقابية مفقودة<br />
احلقيقة نحن لدينا جتارب كثيرة بهذا<br />
املجال، ووجدنا جتاوباً من اجلهات املعنية،<br />
ولكن البعض منها مازالت الثقافة النقابية<br />
مفقودة لديهم من ناحية التعامل أو الشكل<br />
للنقابة، بأنه جهة تعسفية وسياسة مسلطة<br />
على املسؤول، واجلهة الرقابية ال تسمح بأن<br />
تتدخل النقابة يف شؤون القطاعات يف مشاكل<br />
اإلدارات مباشرة مبعنى التهميش بالكامل.<br />
اللوائح اإلدارية واملالية<br />
مازالت مجحفة يف حق املوظف<br />
من أهم املشاكل التي تواجهنا هي<br />
صرف املرتبات لم يتم صرفها منذ تسعة<br />
أشهر لشركات النقل اجلوي، ويف بداية سنة<br />
2014 قمنا بالشيء الذي لم يكن يف ليبيا،<br />
وهو اإلضراب والوقفات االحتجاجية نفذنا<br />
العديد منها، واستكملت بنجاح يف املجمل<br />
املشكلة التي نعاني منها بالتأكيد، بأن تكون<br />
موثقة رسمياً وموجودة لدينا، وأيضاً نواجه<br />
حكومتا زيدان و اإلنقاذ الوطني رافضتان للعمل النقابي<br />
نحن لم نتوقع أن تظهر حكومة الوفاق بهذه الصورة<br />
اتحاد عمال ليبيا تم أحياؤه يف يوم سبعة وعشرين من فرباير لسنة 2011، سنة اندالع الثورة الليبية، حيث<br />
تنادى النقابيون يف ميدان التحرير ببنغازي..لكي يطلقوا البداية األوىل ملكتب التنفيذي التحاد العمال، وتحصلوا<br />
على االعرتاف العربي والدولي واملنظمات الحقوقية يف شرعية االتحاد، لكي يساعدهُ فى لم شمل النقابيني يف<br />
ليبيا.. وعقب تحرير ليبيا بأكملها انتقل املكتب التنفيذي إىل طرابلس، لكي يمارس عمله، ومن خالله تم إعادة<br />
تشكيل أعضاء املجلس التنفيذي والذي ضمَّ حوالي 14 عضواً من جميع ربوع ليبيا بكامل القطاعات املوجودة.<br />
شارك االتحاد يف عدة نشاطات نقابية عربية منها وأخرى دولية، والذي يعترب املمثل الشرعي للنقابات فى<br />
ليبيا من خالل الوفد الثالثي الذي تشكل من الحكومة. . ضيفنا يف هذا العدد السيد/ عبد السالم التميمي رئيس<br />
اتحاد عمال ليبيا، الذي حدثنا عن دور االتحاد يف املشاركة السياسية، وعن املشاكل التي تواجه العمل النقابي!.<br />
مشكلة أخرى وهي اللوائح اإلدارية واملالية<br />
مازالت إلى يومنا هذا مجحفة يف حق املوظف،<br />
وهذا الشيء يجب أن تُ ضع له دراسة وحلول.<br />
لأسف إلى اآلن لم يتم حتقيق شيء<br />
نتيجة تعاقب احلكومات وتعثر الوضع يف<br />
ليبيا إلى حد اآلن لم يستطيع املواطن أن<br />
يلتمس أي حق من حقوقه التى من املفترض<br />
أن متنح له.<br />
الفكرة لدى املسؤول أصبحت متغرية<br />
يوجد معارضون أكثر من املؤيدين الحتاد<br />
العمال ليبيا، ونحن يف مرحلتنا هذه فترة<br />
خمس سنوات، كان يف البداية يوجد صعوبات،<br />
وهو التغيير اإلداري، والفكرة لدى املسؤول<br />
أصبحت متغيرة، ويدعي بأنه صاحب القرار<br />
ويوجد من يحميه، ويف النظام السابق كانت<br />
تأتي إليه أوامر بأن تنفذ اإلجراءات بدون<br />
رجوع إلى قوانني، واآلن أصبحت كل اإلدارت<br />
املسؤولة بأن تطبق وفق القوانني، ولم يوصلون<br />
بأن يتم تطبيق القانون، وبالتالي يتدخل<br />
االحتاد يف هذا الشأن لتصحيح املسار، فنجد<br />
صعوبة ورفض تام.<br />
اآلن بعض القطاعات وجدوا بأن احتاد<br />
عمال ليبيا يجب أن يكون موجوداً ومفروضاً،<br />
لو يعلم املسؤول يف شخصه أن العمل النقابي<br />
فكرة ثقافية صحيحة الستثمرها لنفسه.<br />
املسؤولون يعتقدون بأن العمل النقابي<br />
كالسيف املسلط<br />
4<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
السيد/ عبد السالم التميمي رئيس اتحاد عمال ليبيا :<br />
خاص- الرأي<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
املسؤولون يعتقدون بأن العمل النقابي<br />
كالسيف املسلط عليهم، ونحتاج لوقت طويل<br />
لكي تتغير نظرة املسؤول يف االحتاد.<br />
وزارة املواصالت والنقل مقتنعون بالعمل<br />
النقابي بحكم التجارب والوقوف بجانبهم يف<br />
الوقفات االحتجاجية للحصول على حقوق<br />
العاملني، وأيضاً ال ننسى وزارة العمل.<br />
بعض الوزارات اختفت وعلى سبيل الذكر<br />
كوزارة االقتصاد والزراعة، ونحن تواجهنا<br />
معهم عدة مشاكل، حتى يف حقوق النقابيني.<br />
« حكومتا زيدان و اإلنقاذ الوطني<br />
رافضتان للعمل النقابي «<br />
حكومة علي زايدن كانت رافضة للعمل<br />
النقابي، وأيضاً حكومة اإلنقاذ الوطني،<br />
واملشاكل تكمن يف املطالبة باحلقوق، ونعني<br />
من فساد إداري، ونطالب بتصحيح املسار<br />
لكل إدارة رسمية ولكل القطاعات، ويجب منح<br />
املسؤولية ألهل االختصاص،<br />
ويرجع سبب الفساد اإلداري لبناء<br />
املؤسسات على أسس جهوية وقبيلة .<br />
طلبوا منَّا تأسيس حزب للعمال ..<br />
ونحن رفضنا<br />
يف السابق طلبوا منا أن نقوم بتشكيل<br />
حزب حتت مسمي »حزب العمال « وطبعاً يف<br />
أية دولة يف العالم يعتبر هذا احلزب مؤثراً<br />
جداً يف التغير السياسي، ودائماً العالم يتخوف<br />
من هذا احلزب لكونهم أكثر شريحة، وميتلك<br />
تصوير/ سالم شعرانه<br />
القرار، ونحن قمنا برفض هذا الطلب، وسبب<br />
الرفض أنه ليس هنالك دستور للحكومة<br />
وال ميكن تأسيس حزب بدون أي تشريعات<br />
قانونية.<br />
كنا على مسافة واحدة بني طرفني<br />
للحكومات املوجودة<br />
لم يكن الحتاد العمال يف ليبيا أي دور<br />
سياسي يف احلكومات السابقة التي تعاقبت،<br />
نظراً للرغبة التي لدينا ومن املفترض أن تكون<br />
هنالك حكومة واحدة كنا على مسافة واحدة<br />
بني أطراف احلكومات املوجودة.<br />
وأصدرنا العديد من البيانات بخصوص<br />
هذا الشأن يتضمن املصاحلة الوطنية ولم<br />
الشمل وحكومة واحدة واألمن واألمان وكل<br />
التجاذبات السياسية التي كانت على أرض<br />
الواقع، لم تكن تهدف إلى مصالح أخرى.<br />
مصالح التدخالت غير املبررة من أطراف<br />
خارج ليبيا تشملها أجندات خارجية كانت وراء<br />
تثبيت احلكومات املوجودة .<br />
نحن لم نتوقع أن تظهر حكومة الوفاق<br />
بهذه الصورة<br />
قمنا بدعم احلكومة اجلديدة عند<br />
بداية تشكيل أعضاء احلوار قبل منطلق<br />
حوار الصخيرات، وقاموا بدعوتنا ونحن كنا<br />
مرحبني بالدعوة ومؤيدين لهذا احلوار .<br />
طالبوا بإيفاد عضوين من احتاد العمال<br />
بليبيا للمشاركة يف هذا احلوار.<br />
ويف احلقيقة عقدنا اجتماعاً، ووضعنا<br />
دراسات لهذا املوضوع لكي نشاهد النتائج<br />
األولية التي مت اخلروج بها، ونحن لم نتوقع<br />
أن تظهر حكومة الوفاق بهذه الصورة، مت إقرار<br />
على أن هناك حكومة جتمع كل الليبيني،<br />
فنحن كنا من األوائل املؤيدين له، وأصدرنا<br />
بياناً ألول مرة من االحتاد العام لعمال<br />
ليبيا بالترحيب باحلكومة ومساندتها، هذه<br />
احلكومة يف نقاط معينة تؤكد املصاحلة<br />
الوطنية لكل الليبيني وعودة املهجرين ورفع<br />
مستوى معيشة املواطن واألمن واألمان، والبد<br />
أن يكون هنالك جيش وشرطة، وهذه احللول<br />
طالبنا بها احلكومة وجلسنا مع بعض أعضاء<br />
الوفاق، وقدمنا لهم مقترح االحتاد ودعمنا<br />
لهم، و املطالبة بإيجاد احللول لهذه املشاكل<br />
قبل حلول شهر رمضان الكرمي.<br />
فانظروا ....<br />
بقلم / سعاد الورفللي<br />
حينما نقرأ لكبار املفكرين ، والكتّ اب نصاب بشيء يشبه<br />
احليرة، تُرى من أين »نبتديء احلكاية«؟<br />
إن قصة التعقل يف بعض األمور واستعمال العقل<br />
وتعطيل باقي احلواس التي على رأسها النظر، أمر مشمول<br />
بالريبة فال يكتمل العقل إال بالنظر..<br />
مفردة النظر وحدها ال تقتصر لُغويا على املعنى املجرد<br />
من إرسال النظر ورؤية األشياء، إن النظر معناه التدبر<br />
والتأمل والتعقل بل التمحيص..<br />
نظر يف األمر: درسه وتأمله وقلّ به على وجوهه التي<br />
حتتمل أكثر من معنى ومنحى وقصد ...<br />
لهذا جاء يف القرآن الكرمي معنى النظر؛ لالعتبار<br />
والتأمل حينما نستشهد بذلك األمر على أكثر من موضع<br />
)فانظروا كيف كانت!..(، االعتبار يأتي بعد التأمل حينما نقرأ<br />
حادثة ما نتأمل األسباب الدافعة ملثل هذه العقوبة أو كيفية<br />
الوصول لهذه النتائج سواء كانت سلبية أو إيجابية واألمر كله<br />
محصور بنظر التأمل الذي يتلوه مباشرة االعتبار.<br />
فالتفكير املعتبر املشمول بالنظرة العميقة هو ذلك<br />
التفكير املبني على أسس علمية دقيقة؛ قلما يخاجلها الشك<br />
يف نتائجها االستداللية.<br />
فالناظر إلى األرض امليتة: املنقطعة املتصحّ رة يختلف<br />
نظره عما كان عليه عندما تنهمر األمطار؛ فتتشقق األرض<br />
وتصبح بعد وقت يسير طرية رطبة ناعمة تتفتق عن العشب<br />
والكأ ترتادها الطيور والوحوش والكائنات، وتصبح محط<br />
حرب بني البشر كل يريد االستيالء عليها بعدما كانت مهجورة<br />
منقطعة.. فبعد سلسلة متتابعة من النظر والنظر جاء<br />
االكتشاف الذي يدفع بكل الكائنات إلى التسابق والتنافس<br />
على تلك البؤر املنقطعة عن احلياة؛ حينما ساق اهلل السحاب<br />
إلى بلد ميت فأحياه وكذلك يحيي املوتى.<br />
ومن علل التفكير: أن كثيرا من الناس يأخذون األمور<br />
من منحى عقالني قاصر، فعقل األمور سمة مستحسنة، من<br />
خاللها يستطيع اإلنسان التفكير، لكن العلة تكمن يف عدم<br />
تقليب األمر، هذا التقليب هو ما نسميه النظر.<br />
فالنظر أبعد ما يكون إلرسال شارات للعقل يستطيع بها<br />
املوافقة من عدمها.. والناس يف ذلك مذاهب؛ فهناك من هو<br />
قاصر النظر وهناك من هو طويل، باع يف النظر، إن حياتنا<br />
املعاصرة تستلزم منا أن منعن النظر يف كثير من األمور، ونعيد<br />
توازن حساباتنا الفكرية والعلمية بطرق النظر التي ترد<br />
مبشارب عدة؛ ألن احلياة املعاصرة لم تعد بتلك البساطة التي<br />
أوجدوا عليها الناس يف زمن ما.<br />
أولئك الناس فكروا وتدبروا بتعميق النظر، فأفرزت لنا<br />
الكتب واملقاالت املتنوعة يف شتى العلوم، ونشأ علم الفلسفة<br />
الذي يتركز قبل كل شيء على النظرة العميقة ذات األبعاد<br />
املمتدة ال يحدها حد معني، وال يفصل خطوطها نقاط توقف<br />
تنتهي عندها جُمل احلياة، ولم تتوقف األمور عند ذلك، بل<br />
استمر الفالسفة يف البحث يف كل شيء، ولم يطووا ورقة أو<br />
كتابا لينتهوا مبا وصلوا إليه، بل ابتعدوا إلى أكثر مما وصلوا<br />
إليه، ليتركوا املجال ملن بعدهم مفتوحا، كأنها ساحة مضمار<br />
أو نزال يعرضُ فيها الباحثون والعلماء والدارسون صنوف<br />
علومهم وآرائهم وأقوالهم ونظرياتهم ومناهجهم ومدارسهم،<br />
مقدماتهم العلمية وأسس البناء الذي تأرجحت فيه<br />
النظريات املوضوعة.. تركوا الساحة لكل أولئك، حتى يصلوا<br />
إلى املحطة التي من خاللها يرتاد كل باحث عن املعرفة.<br />
أما عصرنا نحن أو ما يسمى بعصر االنقالب واالنفالت<br />
العلمي املوسوم بالتكنولوجيا، وأساليب التقنية املستحدثة،<br />
حتى أن الكِ تاب لم يعد يُضرب له بطون اإلبل ليصل الباحث<br />
إليه، بل صار بكبسة زر رفيق الفراش يف زمن أقل من ارتداد<br />
الطرف، مع كل هذا التزامن، وهذا العمق، وهذا التعقيد،<br />
وهذا الكل املعريف املتراكم من مشارب العلوم واالجتاهات<br />
واآلراء بكيفيات متعددة، مع كل ذلك وأكثر، بتنا نفتقد للنظر<br />
املطلوب، ذلك النظر الذي يعني الغلغلة يف العلم واملعرفة،<br />
حتى ينفرزَ ما نودُّ إظهارَه من زبد يفيد األمة، ال أن نستقل<br />
بالتقليد واملوضوع من وجوه زمنية متنوعة،<br />
أن نحافظ على ما وُجِ د من علوم ومعارف شيء، وأالّ<br />
ننطلق إلى أبعد من ذلك باستقاللية الفكر والبحث والنظر<br />
شيء آخر.<br />
إن ما نحن عليه.. جعل من وضعنا املعاصر جامدا ال<br />
يأتي بجديد وال مفيد، فنحن عطَ لنا النظر، وحتدثنا عن<br />
الفكر واملفكرين، أولئك الذين ينتجون حسبما يرِد به التفكير<br />
دون إعمال للنظر، ولو أُعْمِ ل النظر كما ينبغي، لزالت كثير من<br />
املعوقات التي حتاصر واقع املفكر العربي.
المسابقة الوطنية في حفظ القرآن الكريم والخطابة<br />
يعتزم فوج الكشافة واملرشدات حي األندلس مبفوضية طرابلس على القيام مبسابقة يف<br />
حفظ القرآن الكرمي خالل شهر رمضان املبارك وذلك ابتدأ من 6 إلى 13 رمضان وستكون حتت<br />
إشراف جلنة حتكيم مرشحة من قبل وزارة األوقاف وستكون برعاية مؤسسة اإلرادة لأعمال<br />
اخليرية.<br />
علماً بأن أعمار املتنافسني من 6 سنوات إلى 25 سنة، وسيكون التنافس على النحو التالي:<br />
)) جزء عم – تبارك – 5 األجزاء األخيرة – ربع القرآن - نصف القرآن – القرآن كامالً ((<br />
وكما ستقام أيضاً برامج متنوعة وزيارات داخل مدينة طرابلس ومحاضرات دينية.<br />
للمشاركة يف املسابقة يرجى االتصال على الرقم التالي:0914777792<br />
5<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
هل تذكرون ليبيا؟!<br />
بقلم / مريم سالمة<br />
صحيفة الراي الليبية تابعت هذا احلدث<br />
ورصدت بعض اآلراء حول املنتدى فكانت البداية<br />
مع : الدكتور/ محمد عبدالرحيم عميد كلية<br />
التربية البدنية وعلوم الرياضة:<br />
األسبوع العلمي املفتوح حتت شعار « قياس<br />
.. حوار«، هو نشاط علمي ثقايف داخل اجلامعة<br />
تشرف علية كلية التربية البدنية من خالل جلنة<br />
حتضيرية أعدت لهذا احلدث مبرحلتني جانب<br />
القياس واجلانب اآلخر احلوار، احلوار كما مت<br />
من خالل هذه اجللسة املحور األول: »قضايا يف<br />
البحث العلمي«الذي تناول القوانني واللوائح<br />
املنظمة للبحث العلمي، سياسيات تطوير البحث<br />
العلمي يف األكادميية، معايير الكتابة األكادميية<br />
وثقافة القياس يف البحث العلمى، وأخالقيات<br />
البحث العلمي، أما بخصوص املحور الثاني،<br />
النشاط البدنى والصحة العامة ، واملحور الثالث<br />
هو : رياضة النخبة واإلعالم الرياضي ، الهدف<br />
هو نشر ثقافة الرياضة للجميع بتعميم األسلوب<br />
العلمي والقيام باالختيارات العلمية للرياضات<br />
املختلفة للرياضيني املتميزين والعمل على<br />
إيجاد البرامج النتقاء املواهب ، والتعاون مع<br />
الطب الرياضي يف إقامة الدورات التخصصية<br />
لأطباء واملرافقني الطبيني واملعاجلني، وكذلك<br />
التعاون مع طلبة الدراسات العليا من معاهد<br />
وكليات التربية البدنية وعلوم الرياضة والكليات<br />
ذات العالقة يف إجراء االختبارات العلمية إلجناز<br />
أطروحاتهم.<br />
فاحت حبلوص /عضو اللجنة اإلعالمية<br />
:الهدف من هذا األسبوع العلمي هو التعرف على<br />
خبرات ونشاطات أساتذة الكلية وتنمية ثقافة<br />
املجتمع، واألهمية من العملية التربوية العامة<br />
وهي ليست كما يظن البعض، وهذا من األخطاء<br />
الشائعة أن التربية البدنية هي مجرد حتصيل<br />
حاصل يكمل به برامج املدارس لشغل وقت<br />
فراغ الطالب، ولكنها يف املقابل هي ذلك اجلزء<br />
الهام من العملية التربوية، فمن خالل برنامج<br />
التربية البدنية ينمي الشباب مهاراتهم املتعددة<br />
مللء وقت فراغهم مبا ينفعهم صحياً واجتماعياً<br />
وعقلياً وبدنياً، البرنامج تضمن العديد من<br />
البيانات واملعلومات وبعض املعلومات اجلديدة<br />
واإلحصائيات التى اكتشفنا من خاللها أهمية<br />
النشاط البدنى يف حياة األفراد، ومن خالل<br />
الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العاملية<br />
المنتدى العلمي األول تحت شعار .. قياس .. حوار<br />
نظمت كلية الرتبية البدنية بجامعة طرابلس القاطع »ب« املنتدى العلمي األول<br />
يوم األربعاء املوافق 2016/5/10م بإشراف الدكتور/ محمد عبدالرحيم عميد الكلية<br />
، وبعض أعضاء هيئة التدريس، وبعض طلبة الكلية، والدكتور/ محمد شنكادا الذي<br />
تحدث عن عالقة النشاط البدني باألمراض ، وألقيا باملنتدى عدة محاور علمية<br />
وثقافية، إذ اوضحا، قضايا البحث العلمي وأهمية النشاط البدنى والرياضة للصحة<br />
العامة ، كما تطرقا إىل دور اإلعالم الرياضي وثقافة االحرتاف والقوانني واللوائح<br />
املنظمة له، الهدف من هذا املنتدى هو نشر ثقافة الصحة بني أفراد املجتمع<br />
ليكونوا على معرفة وإدراك واسع بأهمية هذه املحاور ، وتوعيتهم وحماية حياتهم<br />
ومستقبلهم من األمراض التى يسببها الخمول البدني ،كما تخللت املحاضرات<br />
مشاركات حوارية من قبل الحاضرين طرحوا من خاللها مالحظاتهم وأسئلتهم .<br />
متابعة /مشاعر عبد اهلل<br />
تصوير/ سالم شعرانه<br />
أن األشخاص الذين يتوفون باخلمول البدنى<br />
أكثر من حاالت الوفاة مبرض اإليدز،هذه الدراسة<br />
أكدت أهمية النشاط البدنى للفرد، فالدول<br />
املتقدمة تسمى النشاط البدني بالوجبة الرابعة<br />
نظرا ألهميتها، أجريت دراسة يف بريطانيا<br />
فوجدوا أن الذين ميارسون الرياضة أكثر متاسكاً<br />
داخل األسرة ألن الرياضة حتسن املزاج العام<br />
داخل األسرة.<br />
محمد شنكادا / مدير املركز الوطني<br />
لأمراض : نحن مهتمون بهذا املوضوع<br />
ومتواصلون مع الكلية من 2012، شاركت<br />
باملؤمتر الليبي األول للتربية البدنية بالكلية<br />
، ومن عوامل اخلطر السلوكية والتي تؤدي إلى<br />
حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية هي<br />
اتّباع نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة<br />
النشاط البدني والتدخني و تعاطي الكحول،<br />
وقد تظهر آثار عوامل اخلطر السلوكية لدى<br />
األفراد على شكل ارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع<br />
مستوى الشحوم يف الدم والزيادة املفرطة يف<br />
الوزن والسمنة، وميكن أن تُ قاس »عوامل اخلطر<br />
املتوسطة« هذه يف مرافق الرعاية الصحية<br />
أألولية وأن تدل إلى مخاطر متزايدة حلدوث نوبة<br />
قلبية وسكتة دماغية وقصور القلب ومضاعفات<br />
أخرى، املطلوب من كلية التربية البدنية أن تقوم<br />
مببادرة، نحن تواصلنا مع العالم من خالل<br />
منظمة الصحة العاملية وهى واحدة من فروع<br />
األمم املتحدة تعمل عل تطبيق اإلعالم السياسي<br />
الصادر يف /2014 2013 بحيث نحن يف عام<br />
2025م نكافح أمراض القلب واألوعية الدموية،<br />
والسكتة الدماغية وأمراض السمنة وغيرها ،<br />
باإلضافة إلى مضاعفات مرض السكر، املالحظ<br />
يف ليبيا جميع األشخاص املصابني بأمراض<br />
السكر تدفع يف مصاريف عالية من أجل العالج<br />
يف اخلارج ، واملواطن غير قادر على تغطية هذه<br />
املصاريف التي تصل إلى 10 آالف دينار، يف<br />
السابق عمل العالم على مكافحة مرض شلل<br />
األطفال واحلصبة واآلن يف ليبيا احلمد هلل هذه<br />
األمراض شبه معدومه، نحن اآلن مهتمون جدا<br />
مبحاربة هذه األمراض والتربية البدنية مهمة<br />
للوقاية وأيضاً خلطر اإلصابة ،يوجد باملركز<br />
إدارة تسمي باحلماية الصحية تهتم بصحة األم<br />
والطفل والشيخوخة وهذه املضاعفات تكافح<br />
بالكشوفات املبكرة.<br />
ليلي أسعد الفقيه /عضو هيئة التدريس<br />
بالكلية : بالنسبة لأسبوع العلمى املطروح هذه<br />
األيام، هو فرصة لكل األساتذة لتبادل اخلبرات،<br />
واألفكار، واآلراء حول التطورات املوجودة يف<br />
العالم ونحن من خالل املؤمترات وورش العمل<br />
والندوات نخرج مبعلومات و كيفية تطبيق هذا<br />
العلم على مجتمعنا الليبي ونطور منه ، نحن<br />
كأعضاء هيئة تدريس مسؤولون مسؤولية كاملة<br />
نحن شريحة متعلمة نستطيع التأثير على<br />
املجتمع من خالل األبحاث، بالنسبة لقضايا<br />
البحث العلمي وهو املحور األول وتوجد إشكالية<br />
يف ليبيا تواجهنا نحن أنه ال توجد إحصائيات<br />
دقيقة تساعد الباحث يف ليبيا وهنا اإلشكالية!،<br />
وثانيا /توجد مجموعة من األبحاث واملناقشات<br />
للرسالة يوميا، ولكن هناك اختالف باملدارس و<br />
يف وضع اخلطة البحثية و يف املراجع و الكتابة<br />
نحن نسعى جميعاً بجامعة طرابلس للتوحيد<br />
مع جميع الكليات، كلية التربية البدينة عليها<br />
عبء كبير لتوعية الناس، ألن النشاط البدني<br />
يحتاج لتوعية ومعرفة ألنه يتعلق باجلانب<br />
الصحي.<br />
جمال زريبة/ مدير اجللسة : من أهداف<br />
هذا األسبوع هو التعريف بكلية التربية البدينة<br />
وعلوم الرياضة وأهميتها لإلنسان، وأيضاً لها<br />
أهداف أخرى علمية وبالتالي جمعنا كل هذه<br />
األهداف مبنتدى علمي ثقايف حواري وربطناها<br />
ببعض املؤسسات اخلارجية وتسعي الكلية<br />
ألن تكون متميزة وبأعلى كفاءة محلياً يف كل<br />
التخصصات، التدريس، التدريب، التأهيل،<br />
واحلمد هلل جنحنا وتوفقنا بطريقة علمية لكلية<br />
التربية البدنية وعلوم الرياضة ومخرجاتها من<br />
الطالب، والبرنامج أخذ بعد جهود كبيرة جدا<br />
سواء على املستوى اإلعالمي أو االجتماعي.<br />
وجدان املبروك /طالبة : إن األمر الذي ال<br />
جدال فيه هو أن التربية البدنية والرياضية هي<br />
من أهم املواد األكادميية التربوية التي تساهم<br />
بصفة فعالة يف عملية التربية، وهي جزء بالغ<br />
األهمية كونه مادة تسعى إلى حتسني الفرد<br />
بصفة خاصة و املجتمع بصفة عامة من خالل<br />
ما متده لنا من أنشطة رياضية و تربوية تخاطب<br />
اجلسم و العقل معا، بالنسبة لأسبوع العلمي<br />
لكلية التربية البدنية مهمة جداً وخاصة ألفراد<br />
املجتمع هذا املنتدى لكسب ثقة املجتمع عن<br />
طريق تقدمي اخلدمة لشرائحه ، ونشر ثقافة<br />
أهمية الرياضة للصحة العامة.<br />
أحدهم طرح هذا السؤال )هل تذكرون ليبيا.؟!(<br />
لعله سؤاال بريئا! ولكني أرى يف السؤال إشارة أو<br />
تضمني. دعوة إن نستذكر ليبيا اجلنة، ليبيا التي يتزعمها<br />
فرد واحد جعل من نفسه )األخ األكبر( صاحب البصيرة<br />
النافذة، والعني الواحدة، و نحن كلنا )جوليا( حيث ببساطة<br />
واجبة نقتل قيم اجلمال التي جُبلنا عليها ونتنبأ نظريات<br />
ال قبل لنا على هضمها، فتتحول إلى شعارات جوفاء نرددها<br />
ونحفظها عن قلب فارغ، أما إذا كنت اآلخر)وينسن( ،<br />
ممتلكا وعيا ذاتيا للبحث والرؤية مدركا بفطرتك السليمة<br />
إن احلياة ال ميكن إن تكون )بنينة وبنزينة وأمن داخلي )<br />
وأن االختالف ضرورة يف ظل احلرية وعدالة القانون وأن<br />
السالم ال يتحقق إال يف وجود عقل يفكر ويطرح ويختلف<br />
معك يف سبيل إيجاد األفضل للجميع يف ليبيا اجلميع،<br />
وليست ليبيا الغرفة )101(، فسيكون لك باملقابل<br />
)أوبرين( يراقبك على مدار الساعة، حتى ال تكون معديا أو<br />
عصا )على رأيهم( فتوقظ الكالب النائمة وتفسد على األخ<br />
األكبر نومته املهنية ونومة )قبرته( التي عششت يف شجرة<br />
جلودنا املسلوخة.<br />
ليبيا اليوم، بنيرانها املشتعلة و أبنائها إما قاتل أو<br />
مقتول أو طارد أو مطرود أو سجان أو مسجون ليست ليبيا<br />
ثورة <strong>17</strong> فبراير بل هي امتداد لليبيا األخ األكبر.<br />
ثورة <strong>17</strong> فبراير قامت ويف رأسها هدف واحد تخليص<br />
ليبيا من كبيرها ،وقد اثبت )الثوار( يف حلظة التخليص<br />
هذه إن الثورة بقيمها لم تغير ما فيهم من ركام 42 سنة،<br />
وبات مؤكدا منذ تلك اللحظة إن اخلالص احلقيقي بعيد<br />
األمد وأن الدولة الليبية التي ينتظر اجلميع قيامها<br />
سيكون عليها مجابهة حقبة فساد واحدة برأسيني ما قبل<br />
وما بعد <strong>17</strong> فبراير.<br />
هل ندم الليبيون عليها، إن فعلوا ال لوم عليهم،<br />
وخصوصا من اكتوى حقيقة بهذه احلرائق املشتعلة.. أما<br />
من كان نصيبه منها طوابير املخابز ومحطات البنزين<br />
وتأخر املرتبات وقضاء املصالح وتعطيل الدراسة ووقف<br />
الدوري ونفاذ املؤن واألدوية ...وسلسلة طويلة من متاهة<br />
)حوش بال رأس( أو »هلبة رؤوس بال حوش«!<br />
فهؤالء ليس لهم عدو حتى يف السابق إال غياب الوعي<br />
املبني على العلم واملعرفة.<br />
ليبيا لم تكن يوما جنة ملن كان يعيش فيها من<br />
املواطنني واملواطنات، وليس من رجاالت احلكم طبعا،<br />
ولكنها رمبا كانت كذلك للمواطنني يف الدول املجاورة،<br />
هؤالء بالفعل وجدوا يف ليبيا املرتع اخلصيب، لتعبئة<br />
حصاالتهم، يستنفذونها كما يشاؤون ألن األخ األكبر جعل<br />
منها جسدا عاطال، فاغرا فمه يستهلك وال ينتج.<br />
هذا ما أرى؛ أما عني فقد حضنت <strong>17</strong> فبراير بفكري<br />
وتخاصمت يف ذلك مع ذوي القربى.<br />
وكنت و مازلت على ثقة إن خطوة ليبيا األولى نحو<br />
دولة مغايرة، لم تقم إال مرة واحد، منذ تأسيس عاصمتها<br />
على يد الفينيقيني يف األلف الثانية قبل امليالد وحتى<br />
األلف الثالثة بعد امليالد، هي حقبة االستقالل يف 24-<br />
1969-9-1/1951-12، هي أوال: بخالصها من العقبة<br />
الراسخة يف طريقها وهي )كراهية املعرفة( وهذا اخلالص<br />
سيكلفها كثيرا ولكن هذه الكلفة الباهظة ستجعل الليبيون<br />
يدركون أن معمر القذايف ما كان ليستعبدهم لو لم يكونوا<br />
كذلك طوال هذه اآلالف من السنيني . فالطغاة يعرفون أن<br />
املعرفة مصدر القوة ولذلك منع عنها الشعب، وحتولوا إلى<br />
قطعان قانعة ال يعنيها إال عشب املرعى، وأن تكون الذئاب<br />
حتت السيطرة من أجل األمن واألمان...ليس أمامنا اآلن<br />
إال العلم والعمل، أما احلنني إلى ليبيا املاضي والبكاء<br />
على أطاللها وذكرياتها فما هو إال ضربة موجعة يف حق<br />
التضحيات اجلمة وحجر عثرة يف طريق الدولة الوليدة،<br />
التي لم تتسلم بعد الراية من الثورة الرائعة...ثورة <strong>17</strong><br />
فبراير، الثورة التي يتالعب بها طغاة يتوالدون ويتوافدون.<br />
ثم إن هذا البكاء املرير ليس له مبرر إال إذا قرأنا هذا<br />
السؤال من الوجهة األخرى وهذا مستبعد. يا فبراير يا<br />
فبراير« معنديش« خيار.. بني نورك ونارك مسافة انتظار<br />
.. واللي صبرني على ثورته 42 كذبة حلوة يصبرني على<br />
ثورتي 4 حقائق مرة...
انعقاد منتدى ليبيا للتجارة واالستثمار في لندن في 14 يوليو<br />
6<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
أعلنت جمعية الشرق األوسط واملؤسسة الليبية<br />
لالستثمار عن انعقاد منتدى اململكة املتحدة وليبيا للتجارة<br />
واالستثمار يف مدينة لندن وذلك يف 14 يوليو، وسيركز<br />
املنتدى على اإلمكانيات الهائلة واحلاجة املاسة إلعادة<br />
األعمار واالستثمار يف ليبيا، كما سيجمع املنتدى مستثمرين<br />
بريطانيني ودوليني إضافة إلى كبار املمثلني احلكوميني<br />
من اململكة املتحدة وليبيا، ويعتبر تشكيل املجلس الرئاسي<br />
وحكومة الوفاق الوطني يف طرابلس برئاسة فاير السراج،<br />
نقطة حتول مهمة لليبيا وفرصة لتحقيق املصاحلة الوطنية<br />
وإعادة األعمار.<br />
صرح )بيتر ماير( الرئيس التنفيذي جلمعية الشرق<br />
األوسط:<br />
“إن اململكة املتحدة واملجتمع الدولي يدعم املجلس<br />
الرئاسي يف طرابلس واملؤسسات الليبية التي تقف بحزم<br />
خلفه، ونحن نتطلع للمساعدة يف تعزيز البيئة الليبية<br />
كوجهة خصبة لالستثمار وضمان مستقبل مشرق لليبيا<br />
وشعبها.”<br />
صرح عبد املجيد بريش، رئيس املؤسسة الليبية<br />
لالستثمار:<br />
نحن نتطلع النعقاد هذا املؤمتر البالغ األهمية، إذ<br />
تعد مدينة لندن مركز العالم املالي، و املكان األمثل ملناقشة<br />
البرنامج االقتصادي الذي طورته احلكومة الليبية بهدف<br />
إعادة بناء املؤسسات والبنية التحتية يف ليبيا.”<br />
حيث تنظم جمعية الشرق األوسط املنتدى بالتعاون<br />
مع املؤسسة الليبية لالستثمار، ومجموعةDeveloping<br />
،Markets Associates والذي سيستعرض مجموعة من<br />
الفرص املتاحة يف ليبيا خصيصاً يف مجال البنية التحتية<br />
والطاقة والتمويل، وسوف يتضمن املنتدى عدداً من األمور<br />
امللحة املتعلقة بإعادة تأهيل املجتمع املدني والرعاية<br />
الصحية وأنظمة الرعاية االجتماعية يف ليبيا.<br />
كما سيعمل املنتدى على وصل املستثمرين الدوليني،<br />
والشركات العاملية بالفرص املتوافرة يف ليبيا، إضافة<br />
إلى بحث فرص االستثمار املشترك مع القطاع اخلاص يف<br />
املشاريع املتعلقة بالبنية التحتية واألعمال.<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
دين الرجال<br />
بقلم/ عبد اهلل النويصري<br />
لم يعلمهم<br />
السباحة ..<br />
بل قذفهم من<br />
قلب الصحراء ..<br />
إلى فم الحوت<br />
الطيور تُهاجر بحثًا عن الحبِّ، وأسماك<br />
السلمون تُهاجر يف ملحمة رائعة من نهر<br />
فرايزر فى كندا، تقطع عشرات اآلالف من<br />
الكيلومرتات حتى املحيط، وتغادر الفراشات<br />
»امللكة« أمريكا الشمالية لتصل إىل أمريكا<br />
الجنوبية.<br />
وفى عصرنا الحالي أخذت الهجرة أشكاالً<br />
مختلفة، كالتنقل بهدف التزود بالعلم<br />
وإنعاش الحركة الثقافية، أو إنعاش الحركة<br />
االقتصادية بجلب األموال، وبعضها يعاقب<br />
عليه القانون كالهجرة غري الشرعية.<br />
هذا وقد يعترب قرار الهجرة من أصعب<br />
وأخطر القرارات يف حياة اإلنسان، باإلضافة<br />
إىل أن من هاجر وملس الحضارات األخرى<br />
يصل إىل حالة شديدة من الغرابة، فلم يعد<br />
وطنه يعجبه وال ليبيا تُسعده، فهو نفسيًا<br />
يف األرض التي ال اسم لها.<br />
ويأتي معظم هؤالء خاصة األفارقة منهم<br />
بعد تجميعهم يف أماكن التقاء داخل كل<br />
دولة على حدة، ثم تقوم عصابات التهريب<br />
بنقلهم عرب حافالت كبرية إىل طرابلس<br />
وهناك ينتظرون عدة أسابيع إىل أن تنتهي<br />
عصابات التهريب من استكمال تنسيقها<br />
للعملية .<br />
خاص – الرأي<br />
صحيفة الرأي الليبية استطاعت أن ترصد<br />
بعض اللقاءات مع العمالة يف منقطة الكرميية،<br />
لكي ننقل وجهة نظرهم.<br />
هل الوطن قيمة ملموسة، أم روح يف قلب<br />
اإلنسان؟!.<br />
)أمادو( البالغ من العمر سبعة عشر عاماً<br />
عبر الصحراء، كاد العطش يقتله لوال أن البول<br />
كان الوسيلة لكي يروي به عروقه اخلاوية، هكذا<br />
كان يروي القصة لنا، كان قادماً لغرض الهجرة<br />
إلى أوروبا، وجدناه يف منطقة الكرميية، حيث<br />
املكان الذى تتواجد فيه العمالة، فنحن لم<br />
نستطع أن نفهم منه الكثير ألنه ال يتقن العربية<br />
وال اإلجنليزية بل يتحدث بلغة الهوسا.<br />
وقال )أمادو( الذي واجهته املصاعب لعبور<br />
الصحراء لكي يصل إلى طرابلس، بأن والده ال<br />
ميلك املال، بل قام مبراهنة بيتهم لكي يسافر<br />
إلى طرابلس، وأضاف بأن هناك يف النيجر<br />
يقولون عن ليبيا أنها الباب اخللفي للقارة<br />
العجوز.<br />
وأضاف بأنه سيجمع املال من العمل<br />
)العِ تالة(، لكي يعبر به اإلقليم الليبي، حيثُ<br />
يرسو به املركب يف اجلزيرة اإليطالية المبادوزا.<br />
والبعض األخر يبحث عن مناخ احلرية،<br />
فمع الدكتاتورية ال أمن وال أمان وفى جو<br />
االستبداد تقتل احلياة قتالً .<br />
يف خضم الفوضى واالضطرابات التي<br />
تشهدها ليبيا يف الوقت احلالي ويف غياب تام<br />
لهياكل الدولة، حتولت ليبيا إلى بوابة عبور من<br />
عالم إلى آخر، للبحث عن حتسني وضع املعيشة.<br />
)موسى( من تشاد البالغ من العمر إحدى<br />
وعشرين سنة مواليد أوباري يتحدث اللهجة<br />
الليبية، وبالرغم من ذلك استطاع أن يفضفض<br />
عمَّ ا يف قلبه لنا، وهو يعمل يف حرفة الطالء، لكي<br />
يعني أهله ويتعلم إخوته، ويسدد إيجار للبيت<br />
الكائن باملدينة القدمية.<br />
قال لنا بأنه كان يرغب يف الرحيل، وقام<br />
بحزم حقائبه، وكانت نقطة البداية من منطقة<br />
السياحية، ودفع مبلغ وقدره ألف دوالر أمريكي،<br />
وأضاف بأن املركب كان على متنه 200 مهاجر<br />
من مختلف اجلنسيات اإلفريقية والعربية، وكان<br />
يقوده شخص من جنسية تونسية، يعمل لصالح<br />
مهرب ليبي.<br />
الساعة كانت اخلامسة صباحاً، يبحثون<br />
عن حلم قادم، لكي يتركوا الظلم والفقر الذي<br />
يتعايش معهم يف بلدانهم.<br />
ولكن لم يعملهم السباحة بل كان يقذفهم<br />
من قلب الصحراء إلى فم احلوت، حتى مت<br />
القبض عليهم يف اإلقليم الليبي من قبل خفر<br />
السواحل الليبية.<br />
استطعتُ أن أسلب منه بعض املعلومات،<br />
بعد عدة محاوالت حتى قدمتُ له األمان<br />
والراحة واالطمئنان، بأنني أعيش حياة ترافقها<br />
املرارة، أصعب من حياتهم.<br />
وبعد ذلك قال لي موسى بأنه سيحاول<br />
الرحيل من جديد، لتحقيق حلم الهجرة إلى<br />
القارة العجوز لكي يلتحق بعمه يف العاصمة<br />
النمساوية فينيا، يتجلى التباين يف املستوى<br />
االقتصادي بصورة واضحة بني الدولة األصلية<br />
ودولة ليبيا يتبع هذه العوامل اختالل سوق<br />
العمل ونسبة البطالة ومستوى اخلدمات<br />
الصحية واالجتماعية وغيرها.<br />
واملهاجر غير الشرعي ال ميلك إال الرضا<br />
مبا يتكرم به على اآلخرون، ومن ضمنهم صاحب<br />
العمل، فهو ال يقبل أن يرجع إلى وطنه خالي<br />
الوفاض بعد أن تراكمت الديون وباع األراضي<br />
واملمتلكات من أجل السفر وحتقيق األحالم<br />
الواهية، والكثير منهم قد يحيا يف القارة العجوز<br />
أوروبا لسنوات وسنوات يرنو فيها لرؤية األهل،<br />
ويتوق لزيارة أماكنه املحببة واستنشاق هواء<br />
الوطن، الذى كان يبغضه ويلعن تلوثه يف اليوم<br />
ألف مرة، فال يتمكن، فقد خسر كل شيء.<br />
البعض منهم ميوت وال يُ ستدل عليه<br />
فيكون رحيله عن احلياة مخزيً ا، رحل مجهوالً،<br />
ورمبا ينتظره األهل طوال العمر على اعتقاد أنه<br />
هناك يغرف النعم يف بالد الغربة، وقد أصدرت<br />
»مؤسسة أوالد األرض حلقوق اإلنسان« أن<br />
معظمهم ميوتون ما بني االنتحار، التجمد من<br />
برودة اجلو، القفز من القطار، املوت جوعً ا، املوت<br />
على يد شرطة الهجرة، املوت يف مراكز االحتجاز،<br />
الغرق، املوت خالل الترحيل، وغيرها من الطرق<br />
املتوقعة.<br />
أنا مقيم شرعي يف ليبيا هكذا قال لنا جعفر<br />
السوداني، البالغ من العمر ست وثالثني سنة،<br />
ولديه شهادة جامعية تخصص هندسة كهرباء،<br />
يعمل يف حرفة العِ تالة يف شارع السامبا، وأضاف<br />
بأنه ال يرغب يف الرحيل من ليبيا ألنه متزوج<br />
من سيدة ليبية اجلنسية أصلها من اجلنوب،<br />
ورزقهُ اهلل بثالثة أوالد. هذا الرجل حدثنا عن<br />
قصته قائالً : يف سنة 2008 وبالتحديد يف<br />
مدينة زوارة، خرج رفقة أوالده وزوجته، كان قاصد<br />
الوجهة إلى فرنسا، حتى غرق املركب وكان على<br />
متنه حوالي ألف مهاجر غير شرعي، مؤكداً بأن<br />
خفر السواحل كان لهم الدور يف إنقاذ حياتهم،<br />
لوال ذلك ألصبحوا وليمة لأسماك.<br />
ويف الوقت الراهن أصبح تنظيم »داعش«<br />
يستغل سيطرته على أغلب الطرق الرئيسية<br />
للتهريب يف ليبيا لربط عالقات تعاون مع<br />
املهربني التي استفاد منها يف تعزيز صفوفه<br />
مبقاتلني جدد من املهاجرين، وكذلك يف زيادة<br />
عائداته املالية، كما جعل منها سالحا قويا يف<br />
يده لتهديد أوروبا.<br />
ونقالً عن وكاالت األنباء الدولية بأنه مع<br />
ارتفاع عدد املهاجرين غير الشرعيني من ليبيا<br />
وبلوغهم أكثر من 100 ألف، دخل تنظيم<br />
)داعش( على اخلط ليكون تهريب البشر وسيلته<br />
جلمع األموال الالزمة وجتنيد املقاتلني بهدف<br />
ضمان استمرارية التنظيم، معتمدا يف ذلك على<br />
نفوذه وسيطرته على أهم الشواطيء واملوانيء<br />
الليبية التي يستخدمها املهربون للهجرة نحو<br />
أوروبا.<br />
ووفقا لإلحصائيات األخيرة للوكالة<br />
األوروبية إلدارة التعاون العملياتي يف احلدود<br />
اخلارجية للدول األعضاء باالحتاد األوروبي<br />
»فونتكس«، يتقاضى تنظيم )داعش( مبالغ<br />
مالية ضخمة لقاء تسهيل عمليات الهجرة من<br />
إفريقيا يف جنوب الصحراء إلى أوروبا، حيث<br />
جنح يف جمع نحو 323 مليون دوالر من الهجرة<br />
غير الشرعية يف الشرق األوسط وشمال إفريقيا.<br />
ومع بداية فصل الصيف وعودة البحر إلى<br />
هدوئه تتوقع دول االحتاد األوروبي تدفقاً أكثر<br />
للمهاجرين غير الشرعيني من ليبيا، حيث بدأت<br />
تطالب بتطوير العملية العسكرية والتدخل يف<br />
املياه اإلقليمية الليبية ملواجهتهم، إال أن مطلبهم<br />
اصطدمت مبعارضة شديدة من ليبيا التي<br />
ترفض رفضا شديدا انتهاك مجالها البحري،<br />
وال تقتصر وجهة النظر الليبية الرسمية على<br />
املنظور األمني يف معاجلة ظاهرة الهجرة غير<br />
الشرعية واستغالل أراضيها لهذا الغرض،<br />
ولكنها توسع من نظرتها للحل فتعتبرها مشكلة<br />
إنسانية واقتصادية يجب معاجلتها وفق املنظور<br />
اإلنساني األشمل الذي من أبرز مالمحه خلق<br />
فرص عمل وضخ استثمارات يف الدول الفقيرة<br />
من خالل تعاون دولي واسع.<br />
بني الرجولة و الرجال تدور القصة يف<br />
بناء الوطن، و لكل من ينتظر البناء عليه أن<br />
ينتظر حضور الرجال، و أن يعيد النظر يف<br />
مفهوم الرجولة، الرجولة فترة من حياة الرجل<br />
بعد مرور مرحلة الطفولة و الصبا، أما الرجل<br />
فهو ذكر اإلنسان )مفرد رجال( وعادة ما يطلق<br />
هذا اللفظ على الذكر البالغ بخالف الذي لم<br />
يبلغ فيطلق عليه ولد أو صبي بصرف النظر<br />
عن عمره، فالزمن لم يعد يعني شيئاً ملن هو<br />
خارج الزمن، رحلة يف احلياة جتمعنا لنرى<br />
شيوخاً صغاراً، و شباباً كباراً بعقول الشيوخ،<br />
فتبدأ أحداث القصة تدور، يف معرفة الرجال<br />
من الذكور، و تختلط األمور حني يكون الهدف<br />
بناء الوطن، هل نكلف الرجال بأمور الناس<br />
أم الذكور، كثير من الناس حني يفكر مبفهوم<br />
الرجولة يعد السنني و األيام، ينظر يف ظواهر<br />
األمور، هيبة كبيرة ملن جاوز العشرين من العمر<br />
بشاربني طويلني، يتبختر حني ميشي و يتبعه<br />
الكثير، لكنه من الذكور فقط، جسم كبير و عقل<br />
صغير..<br />
ال بأس يف القوم من طول ومن عرض..<br />
جسم البغال و أحالم العصافير<br />
ليس صحيحاً أن الرجولة طولٌ و عرضٌ<br />
و قصرا يف التفكير، فمن الذكور من جاوز<br />
عمر البلوغ بكثير وتقلد مناصب إدارية كبيرة،<br />
حكم العباد باحلديد و هو مازال صبياً يافعاً أو<br />
ولداً صغيراً، ترك ألعاب الطفولة وأصبح بني<br />
الرجال يلعب بالسالح و باحلديد، ومن هنا<br />
كانت احلكاية بني الرجالة والرجولة، فأصبح<br />
الرجل بعيداً وحيداً أو غريباً، مع قلة من<br />
الرجال حتكمهم رغبات العبيد.<br />
الرجل ال يقبل الدين أبداً إال مرغماً أو<br />
مكرهاً، فقضية الدين تقتل الرجال وتقهرهم،<br />
هل سمعتم برجل عليه من الدين الكثير و<br />
عاش سعيداً! الرجال يقبلون املواجهة يقتلون<br />
و يقتلون، يف كل مكان تراهم يعملون، لكنهم<br />
ال يقبلون الديون، فالدين التزامٌ على الرجال<br />
جيالً بعد جيل، دين اآلباء يسدده األبناء ودين<br />
األبناء يسدده األحفاد، يف رحلة عبر الزمن<br />
لترحيل الديون، هكذا هي الرجولة عندما تعيد<br />
احلقوق إلى أصحابها وتتخلص من الديون،<br />
فأنت تتحدث عن الرجولة، عندما تقبل سداد<br />
الفواتير املستحقة عليك دون تردد، أنت تظهر<br />
كرجل ال يقبل الديون، وإن كانت مؤجلة، تلك<br />
هي الرجولة.<br />
ما يحدث اليوم على أرض الوطن مسجل<br />
يف ذاكرة كل رجل ال يقبل تلك الديون، وال يقبل<br />
أخذ احلقوق بغير احلق، و إن كانت الظروف<br />
مناسبة لذلك، وأصبحت حقوق العباد على<br />
قارعة الطريق، دون رقيب، تلك مسألة متيز<br />
الذكورة عن الرجولة وتستهوي العبيد، فكل<br />
من يأخذ احلقوق من العباد بعيداً جداً عن<br />
الرجولة، وإن كان قريباً، فمسألة الرجولة<br />
واحدة يف مسماها، واحدة يف معانيها، ال تقبل<br />
القسمة على العبيد.<br />
وصدق من قال :<br />
يولد اإلنسان إما ذكراً و إما أنثى ..<br />
البعض ذكراً ثم يكبر ليصبح رجالً ..<br />
والبعض أنثى ثم تكبر لتصبح بعشرة<br />
رجال ..<br />
وبعضهم يعيش ليموت ذكراً أو أنثى ..<br />
فعش أنت كما أنت يف بلد تختلط فيه<br />
الذكورة بالرجولة، تقبل األمر ليس يف األمر<br />
اختباراً للفحولة، ابتسم، متر أيام و تنسى<br />
ألست من فتح البريد !
ِ<br />
المتحف األثري الصغير<br />
بإمكانيات مادية متواضعة، وعزمية كبيرة افتتح يوم<br />
اخلميس املاضي مبتحف السراي احلمراء، نافذة جديدة تُ ضاف<br />
إلى املتحف الكبير وهي عبارة عن )املتحف األثري الصغير( والذي<br />
سيكون « منبرا من منابر ثقافة الطفل وجسر تواصل ألطفالنا<br />
مع ماضيهم املجيد .. سعيا خللق جيل يحترم ماضيه لينطلق<br />
بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر .. فمن ال ماضي له ال حاضر وال<br />
مستقبل له ..فاملجتمعات املتحضرة تقاس باحترامها ملاضيها«<br />
حسب القائمني على املشروع، كان احلضور ممتنّا لهذه البادرة مما<br />
انعكس ايجابيا على إدارة املتحف الصغير، غامرين إياهم بحب<br />
وحتية لهذا العرس الثقايف الرائع، ويضاف إلى اجلهود املتواصلة<br />
لتنمية ثقافة النشء احلديث يف ليبيا اجلديدة حلفظ التراث<br />
والتاريخ لهذا البلد العريق.<br />
حُبُّ الوَط َنِ غَريزةٌ في كلِّ إنسان<br />
7<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
فإنَّ اهللَ عَزَّ وجلَّ عندما خَلق آدمَ عليه السَّالمُ خلقَ معه حواءَ ألجل أنْ تكتمل دائرة الحياة ، وجاءتِ الذُّرِّيَّةُ<br />
بعد ذلك بحسب الغريزة البشريَّة ، فجعل اهلل تعاىل هذه الذُّرِّيَّةَ تَعيش يف مُبتدأ األَمر يف مُحيطٍ واحدٍ ، ويف<br />
مُجتَمعٍ واحدٍ ، وبقي الحال على ما هو عليه إىل حنيٍ أراده اهلل سُبحانه ، ودارتِ األَيَّامُ والشُّهورُ والسَّنواتُ ،<br />
فازدادتِ الذُّرِّيَّة ، وكَبُرَتْ مساحة املُحيط الَّذي كانوا يَعيشون فيه ، إىل أنِ اتَّسَعَتِ البُقعة الَّتي كانوا يَعيشون<br />
عليها جدًّا ، وتباعَدَتِ الدِّيارُ ، ونشأتِ القُرى فاملُدُنُ ، إىل أنْ أَصبحت دُويالت ، وقارَّات .<br />
كتب / صالح سالم عمر املصراتي<br />
وبعد كلِّ هذه الظُّ روف املُحيطة باإلنسان<br />
؛ والَّ تي دَعَ تْ إلى هذا التَّ باعُ د ؛ ودعت إلى بروز<br />
هذه التَّ قسيماتِ ، يظهر يف احلياة البَشريَّ ة<br />
عامل االنتماء إلى القبائل ، واالنتماءِ إلى<br />
الوَطن بصورة تِ لقائيَّ ة ، ألنَّ لكلِّ إنسان مِ نَّ ا<br />
بقعة على األرض تُ ؤويه وينتمي إليها ، فيها<br />
أهلُه ، وفيها أبنائهُ ، وبها مَ سكنه ، وفيها عمله<br />
، فصار اإلنسان تِ ً لقائيّ ا يعودُ إلى هذا الوطن ،<br />
ومع ظهور عامل االنتماء إلى األوطان ؛ تأتي<br />
الشَّ ريعة اإلسالميَّ ة باألصول الثَّ ابتة الَّ تي تَدعو<br />
إلى التَّ آلف والتَّ قارب بني كلِّ هذه االنتماءات ،<br />
ويف ذلك املعنى يقول احلَ قُّ سبحانه يف سورة [<br />
احلُ جُ رات : 13 ] )) يَآأَيُّ هَا النَّ اسُ إِ نَّ ا خَ لَقْ نَاكُ م<br />
مِّ ن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَ عَلْنَاكُ م شُ عُ وبً ا وَقَبَآئِ لَ لِ تَعَارَفُ واْ<br />
إِ نَّ أَكْ رَمَ كُ م عِ ندَ اهللِ أَتْقَ اكُ م إِ نَّ اهللَ عَ لِ يمٌ خَ بِ يرٌ (( .<br />
وبعد ظهور هذه األوطان على الكوكب<br />
الَّ ذي نعيشُ فيه ، وظهورِ عامل االنتماء إلى<br />
تلكم األوطان ، ينشأ يف النَّ فْ سِ البَشريَّ ة عامل<br />
جديدٌ يربط اإلنسانَ بالوطن الَّ ذي ينتمي إليه<br />
، هذا العامِ لُ هُ و حُ بُّ الوطن ، فكلُّ إنسان منَّ ا<br />
له ما يَربطُ ه بالوطن الَّ ذي ينتمي إليه ، ففي<br />
ذالكم الوطن يُ وجدُ األَهلُ واألقارب واألحبابُ<br />
والذِّ كريات ، ويوجدُ يف الوطنِ أشياء أُخرى<br />
معنويَّ ة ال يجدها اإلنسانُ يف وطنٍ آخر غير<br />
الَّ ذي ينتمي إليه ، فينشأ يف اإلنسان عاملٌ<br />
يجعله يرتبط ويتعلَّق بالوطن الَّ ذي ينتمي إليه<br />
، ولو أنَّ أحدً ا نازَعَ إنسانً ا يف وطنِ هِ الَّ ذي ينتمي<br />
إليه ؛ أوْ مَ نَعَهُ من وطنِ هِ ، فلرمبَّ ا تَثورُ ثائرته ،<br />
وينقلبُ رأسً ا على عَ قِ ب ، وليس يف ذلك مِ نْ عَ يْ بٍ<br />
أبدً ا ، فهذه كتبُ السُّ نَّ ةِ تَرْ وِ ي لنا من حديثِ عَ بدِ<br />
اهللِ بنِ عَ دِ يِّ رضي اهلل عنه أنَّ ه قال : ( رَأَيتُ رسولَ<br />
اهللِ صلى اهلل عليه وسلم واقِ فً ا علَى احلَ زْ وَرَةِ [<br />
وهُ و مكان يف مَ كَّ ةَ ] فقال : واهللِ إِ نَّكِ خلَ َ يْ رُ أَرضِ<br />
اهللِ ، وأَحَ بُّ أَرضِ اهللِ إلَى اهللِ ، ولَوالَ أَنِّي أُخْ رِ جْ تُ<br />
مِ نكِ ما خَ رَجْ تُ ) واحلديث رواه اإلمام أحمد<br />
والتِّ رْ مِ ذِ ي وغيرهما .<br />
ويف روايةٍ أنَّه عليه الصَّ الةُ والسَّ الم قال :<br />
( ولَوْ الَ أَنَّ قَومِ ي أَخرَجُ وني مِ نكِ , ما سَ كَنْتُ<br />
غَ يرَكِ ) . فهذا رسولُ اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم<br />
له تَعَلُّ قٌ بأرضهِ وأرضِ آبائهِ وأجدادِ هِ ، ولَمْ يَرْ ضَ<br />
اخلُ روج منها ، بل ولقد روَى البُ خاري يف حديث<br />
بَدْ ءِ الوَحي أنَّ ورقةَ بن نَوفلٍ عندما عرض عليه<br />
رسُ ولُ اهلل صلَّى اهلل عليه وسلَّم ما كان رآهُ يف<br />
غار حِ راء ؛ وعرَفَ ورقةُ أنَّهُ النَّ بي املُرتَقب ، قال<br />
له ورقة : يا ليتني كنتُ فيها جَ دَ عً ا إذْ يُ خْ رِ جُ كَ<br />
قَومُ كَ ، فقال رسولُ اهلل صلى اهلل عليه وسلَّم :<br />
( أَوَ مُ خْ رِ جِ يَّ هُ مْ ) ؟؟!! كاملُستَغِ رب ألمْ رِ اخلُ روجِ<br />
مِ نْ أَرضِ هِ وأهلِ هِ ، ويف هذا دليلٌ على حُ بِّ الوطن ،<br />
وشِ دَّ ةِ مُ فارقته على النَّ فْ سِ .<br />
إنَّ الوطن إذا أدرك كلُّ واحدٍ مِ نَّ ا أهمِّ يَّ تَه يف<br />
النَّ فْ سِ ويف املُجتمع وحتَّ ى يف الدِّ يانةِ ، ملَ َا جتَ َ رَأَ<br />
أَحدٌ أنْ يَعْ بَثَ بوطَ نهِ ، أوْ يَعبَثَ مبُ قدَّ رات وطنهِ ،<br />
وذلك ألنَّ الوطنيَّ ة عاملٌ يَربطُ اإلنسانَ بأرضهِ<br />
، ويزيد مِ ن تَعلُّ قِ هِ مبوطنه ، وال يُ قْ بَلُ مِ ن عاقلٍ<br />
يَدَّ عي حُ بَّ الوَطنِ من جانبٍ ؛ وهو يف الوقت<br />
نَفسهِ يضربُ مبِ عْ وَلٍ من حديدٍ يف سبيل تدمير<br />
الوطن الَّ ذي يُ ؤويه ويُ ؤوي أهْ لَهُ وأحبابَهُ ، فهذا<br />
ال يُ قبل ، ألنَّ حُ بَّ الوطن يُ حَ تِّ مُ على اإلنسان أن<br />
يَخدمَ هذا الوطن الَّ ذي ينتمي إليه ؛ ويف إطارِ<br />
ال يصطِ دم مع الشَّ ريعة الَّ تي أَوجَ دَ ت فِ ينا حُ بَّ<br />
الوطن ، والبُ دَّ أنْ تَظهرَ آثارُ حُ بِّ الوطن يف كُ لِّ<br />
إنسانٍ مُ خْ لِ صٍ يَدَّ عي حُ بَّ الوَطن ، فهذا نَبِ يُّ اهلل<br />
يوسف عليه السَّ الم ، مع أنَّه نَبِ يٌّ مُ صْ طَ فً ى مِ ن<br />
عِ ند اهلل تعالَى ، إذْ به يَتعايشُ مع حاكِ م ليس<br />
مبُ سلِ مٍ ، ويعيشُ يف أرضٍ ليست مبِ ُ سلِ مة آنذاك<br />
، ومع كُ لِّ ذلك يَقومُ هذا النَّ بيُّ الكرمي بخِ دمة<br />
أرض مِ صر ، يقوم علَى خدمةِ األرض الَّ تي آوَتْهُ<br />
، ويقوم على أمرٍ حافظ بهِ علَى اقتصادِ البلدِ<br />
الَّ ذي يعيش فيه ، فزَرَعَ أرضً ا قاسيَةً بالشَّ عيرِ ،<br />
وابتَنَى الصَّ ومعات الكَبيرة للحِ فاظِ علَى الشَّ عِ ير<br />
يف سُ نبُ لِ هِ حتَّ ى ال يَفسد ، مع سِ ياسةٍ حَ كيمةٍ يف<br />
اإلنفاقِ طِ يلَةِ السَّ بع سنوات العِ جَ اف ، إلى أنْ<br />
مَ رَّ تِ األَزمَ ةُ الَّ تي عَ صَ فَ تْ بالبِ الدِ ومبا جاوَرَها ،<br />
وما تَضَ رَّ رتْ أرضُ مِ صْ رَ والَ سُ كَّ انُ ها آنذاك ، هذا<br />
األمرُ يَغْ رِ سُ فينا نحن حُ بَّ الوطنِ ، الَّ ذي تَظهرُ<br />
آثارُه عبر قَنوات خدمة التُّ راب الَّ ذي نعيش عليه<br />
ومنَ وت فوقَهُ ونُ قْ بَرُ حتَ تَه .<br />
إنَّ اإلنسان إذا تعلَّق بوطنهِ ، وأَحَ بَّ الوطن<br />
الَّ ذي ينتمِ ي إليه ؛ صار يتألَّ مُ إذا جُ رِ حَ وطَ نُ هُ ،<br />
ويَفرَحُ إذا عَ مَّ الوَطَ نَ سُ رُ ورٌ ، بلَ إنَّ اإلنسان الَّ ذي<br />
صَ دَقَ يف وَطَ نِ يَّتِ هِ ، يَغضَ بُ إذا أُسْ تُبْعِ دَ من وَطَ نِ هِ<br />
، ويتألَّ م ً جدّ ا إذَا طُ رِ دَ منهُ ، ولذلك كان التَّ غريبُ<br />
يف اإلسالمِ عُ قوبة من العُ قوباتِ ، وقدْ عُ رِ فَ مُ نذُ<br />
القِ دَ أنَّ من أشدِّ العُ قوبات على اإلنسانِ أنْ<br />
يُ بْعَدَ عن مَ وطِ نه الَّ ذي ترعرع فيه ، ولنا يف « كتاب<br />
اهلل تعالَى « الدُّ روس والعِ بر ، ففي سُ ورة [ األعراف<br />
: 88 ] يَذْ كُ ر لنا ربُّ نا سُ بحانه قِ صَّ ة نَبِ يِّ هِ شُ عيب<br />
عليه السَّ الم ، عندما أرسلَهُ إلى قَومهِ ، ودعاهُ م<br />
شعيبٌ إلى إرضاء الرَّ حمنِ ، رفض القَ ومُ دعوتَه ،<br />
وأرادوا أن يُ عاقِ بوه علَى ذلك ، فما وجدوا سَ بيالً<br />
أفضل يف نَظرهِ م من إبعادهِ عنِ األرض الَّ تي نَشأَ<br />
فيها ، واسمعوا إلى ما قال اهلل تعالى ، )) قَالَ املْ َلَ ُ<br />
الَّذِ ينَ اسْ تَكْبَرُوا مِ نْ قَوْمِ هِ لَنُخْ رِ جَ نَّكَ يَا شُ عَيْبُ<br />
وَالَّ ذِ ينَ ءَامَ نُ واْ مَ عَكَ مِ نْ قَرْ يَتِ نَا أَوْ لَتَعُ ودُ نَّ يفِ<br />
مِ لَّتِ نَا قَالَ أَوَلَوْ كُ نَّ ا كَارِ هِ نيَ (( فمُ فارقة الوطن<br />
والتَّ غَرُّ بُ والسَّ فر إمنَّ ا هيَ مَ شَ اقٌّ ال يستطيع<br />
اإلنسان حتمُّ لها بسهولة ويُ سْ رٍ ، وذلك ملِ َا عُ رِ فَ<br />
عند جميع العُ قالء بأنَّ مُ فارقَةَ الوطنِ والنِّعْ مَ ة<br />
املألوفة من أصعبِ األمور على النَّ فْ سِ ، ولذلك<br />
املعنى ساوموه على أن يترُ كَ الدِّ يانة ؛ أوْ يُ طْ رد<br />
من مَ وطِ نهِ ، وكِ الَ األَمْ رَين تَكْ رَهه النَّ فْ سُ .<br />
إنَّ عقوبة اإلبعادِ عن الوطن والتَّ هجيرِ منه ،<br />
قدِ اتَّخذَ ها أَيضً ا قومُ لُ وطٍ مع نَبِ يِّ هم الَّ ذي أُرسلَه<br />
اهلل إليهم ، فعندما دعاهم لوطٌ إلى ما كُ لِّفَ بهِ ،<br />
عارضه قَومُ هُ ورفضوا دعوته ، وقرَّ روا إبعادَهُ عنِ<br />
الوطن الَّ ذي ترعرع فيه ، واسمعوا ماذا قال ربُّ نا<br />
سُ بحانه يف سُ ورة [ النَّ مل : 56 ] )) وَمَ ا كَانَ جَ وَابَ<br />
قَومِ هِ إِآلَّ أَن قَالُواْ أَخْ رِ جُ واْ ءَالَ لُوطٍ مِ ن قَرْيَتِ كُ م<br />
إِ نَّهُ م أُنَاسٌ يَتَطَ هَّ رُ ونَ (( .<br />
فالطَّ رْ دُ واإلبعادُ عن الوطن سياسةٌ قاسيةٌ<br />
علَى القُ لوبِ ، واإلنسان العاقلُ والسَّ وِ يُّ يستشعرُ<br />
شدَّ ة هذه العُ قوبة ، ألنَّ الفِ طامَ عن املألوف شديدٌ<br />
؛ والفِ راقَ عن األوطان شاقٌ ، ولذلك املَعنى صحَّ<br />
عن رسولِ الهُ دَ ى صلَّى اهلل عليه وسلَّم أنَّ هُ قالَ :<br />
( السَّ فَ رُ قِ طْ عَةٌ مِ نَ العذابِ ، ميَ ْ نَعُ أحدَ كُ م طعامَ هُ<br />
وشرابَهُ ونَومَ هُ ، فإذَا قَضَ ى أحَ دُ كم نَهْ مَ تَهُ مِ نْ<br />
سَ فَ رِ هِ [ أَيْ : مقصوده ] ، فَلْيُ عَجِّ ل إِ لَى أهْ لهِ ) <br />
واحلديث رواه مالكٌ والبخاري ومُ سلم .<br />
الوطنُ هو مَ كَانُ اإلنسان ومَ ستقرُّ إقامته ،<br />
ولهذا املعنَى قالوا بأنَّ اإلخراجَ من الوطن يكون<br />
أصعب من القتل أحيانً ا ، وذلك لدوام تَعَبِ<br />
التَّ هجِ يرِ واإلِ بعادِ ، ولِ دَ وامِ تألُّ مِ النَّ فْ سِ بذلك<br />
يف هذه احلَ ياة ، بخالفِ املوت الَّ ذي ينتهي أمرُ هُ<br />
يف حلَ ظاتٍ يسيرة ، واستدلُّ وا علَى ذلك بقول<br />
اهلل تعالى يف سورة [ البقرة : 191 ] (( وَالفِ تْ نَةُ<br />
أَشَ دُّ مِ نَ القَ تْ لِ (( أَيِ أنَّ املِحَ نَ الَّ تي يُ فتن بها<br />
اإلنسان ؛ كاإلِ خراج من الوطن ، تكون أَصعب من<br />
القتل لدوام تَعبِ ها وتألُّ مِ النَّ فْ سِ بها ، وألجْ ل<br />
ذلك قال اهلل تعالَى يف سورة [ النِّسآء : 66 ] ))<br />
وَلَوْ أَنَّ ا كَتَبْنَا عَ لَيهِ م أَنِ اقْ تُ لُ واْ أَنفُ سَ كُ م أَوِ اخْ رُ جُ واْ<br />
مِ ن دِ يَارِ كم ّ مَ ا فَعَلُوهُ إِ الَّ قَلِ يلٌ مِّ نْهُ م (( ، فاستبان<br />
بذلك معنى التَّ هجيرِ واخلُ روج من الوطن .<br />
روى البخاريُّ وغيرُ ه من حديثِ أنَسٍ رضي<br />
اهلل عنه قال : كان رسولُ اهللِ صلى اهلل عليه وسلم<br />
إذَا قَدِ مَ مِ ن سَ فَ رٍ فأَبصَ رَ جُ درَانَ املدينةِ أَوْ ضَ عَ<br />
نَاقَتَهُ [ أَيْ حَ ثَّ ها علَى السَّ يْ رِ ] ، وإنْ كانتْ دَابَّ ةً<br />
حَ رَّ كَها مِ نْ حُ بِّها . [ أي : مِ ن حُ بِّ املدينة الَّ تي<br />
انتمَ ى إليها ] .<br />
قال احلافظ ابنُ حَ جَ رٍ يف شرح هذا احلديث<br />
: فيه دَاللةٌ على فضل املدينة وعلى مشروعية<br />
حُ بِّ الوطن واحلَ ننيِ إليه أ.ه.<br />
فَحُ بُّ الوطنِ أَمْ رٌ غَ رِ يزِ يٌّ ومطلوبٌ ، وأمَّ ا<br />
حديث ( حُ بِّ الوطن من اإلميان ) فهو حديثٌ<br />
ال يصحُّ ؛ وقد قال السَّ خَ اوِ ي : لَمْ أَقِ فْ عليه<br />
ومَ عناهُ صَ حِ يحٌ . وقد تأوَّ ل بعض أهل العِ لْمِ<br />
معنى احلديث علَى أنَّ هُ ينبغي لكامل اإلميان أنْ<br />
يَعمر وطَ نَه بالعمل الصَّ الح واإلحسان ، ولذلك<br />
اسْ تَحسنَ بعضُ هم معنى احلديثِ .<br />
))) خامتة ((( ؛ اإلِ بلُ حتَ ِ نُّ إلى أوطانها وإن<br />
كان عهدُ ها بها بعيدً ا ، والطَّ ير حتَ ِ نُّ إلى أوكارِ ها <br />
وإنْ كان موضعها مُ جْ دَ بً ا ، وكذلك اإلنسان يَحِ نُّ<br />
إلى وطنِ هِ وإنْ كان غيرُ هُ رُمبَّ ا أنفع له يف وَقتٍ ما<br />
، ويَحِ نُّ كذلك إلى وطَ نِ هِ وإنْ كان مُ بْعَدً ا فيه عن<br />
ممارسةِ ما يُ تقِ نه ، ولقد صَ دق القائلُ :<br />
بالدي وإنْ جارَتْ عَ لَيَّ عَ زِ يزَةٌ *** وأَهْ لِ ي<br />
وإِ نْ ضَ نُّ وْ ا عَ لَيَّ كِ رَامُ . والسَّ الم عليكم .
أهلي طرابلس يقلب الطاولة على المقاصة المصري في الفيوم ويتأهل لمجموعات الكونفدرالية<br />
تأهل فريق األهلي طرابلس إلى دوري<br />
املجموعات من بطولة كأس االحتاد األفريقي بعدما<br />
انتزع ورقة الترشح من فريق مصر املقاصة بتعادله<br />
1 - 1 على ملعبه مبدينة الفيوم املصرية، يف املباراة<br />
التي جمعت الفريقني مساء اليوم األربعاء يف إياب<br />
دور ال16 مكرر لكأس االحتاد األفريقي لكرة القدم.<br />
الشوط األول من املباراة شهد ضغطً ا متواصالً<br />
من عناصر فريق مصر املقاصة، والحت له ثالث<br />
فرص سجل من أحدها مهاجمه نيني بوكو يف<br />
الدقيقة <strong>17</strong> هدفا التقدم من تسديدة صاروخية<br />
دون ضغط من دفاع األهلي على الالعب.<br />
أسفرت سياسة املباغتة التي انتهجها األهلي،<br />
على فترات متقطعة من املباراة، عن حصول الالعب<br />
محمد صولة على ركلة جزاء إثر عرقلته داخل<br />
املنطقة اجلزاء، احتسبها حكم املباراة الكاميروني<br />
»مني أنيت«، ونفذها بنجاح املدافع سند الورفلي<br />
عند الدقيقة 84 من عمر اللقاء، ليمنح فريقه<br />
التعادل اإليجابي وسط دهشة فريق وجماهير<br />
املقاصة.<br />
وتعادل الفريقان دون أهداف يف مباراة الذهاب<br />
األسبوع املاضي التي أقيمت على ملعب الشاذلي<br />
زوين بتونس، ليستفيد األهلي من امتياز الهدف<br />
على ملعب املنافس ويفوز مبجموع نتيجة املباراتني<br />
رغم التعادل الرقمي.<br />
8<br />
العدد: <strong>17</strong><br />
األحد<br />
محاضرة بعنوان<br />
15 شعبان 1437ه<br />
22 مايو 2016م<br />
العبودية المتحضرة<br />
بقلم/ محمد املغبوب<br />
استهل األستاذ مفتاح محاضرته<br />
بالطلب من احلاضرين تشكيل مجموعتني،<br />
تدوّ ن كل مجموعة املصاعب التي يتعرض<br />
لها احلوار يف املجتمع من حيث أسبابها<br />
وكيفية احلد منها من أجل حتقيق التوافق،<br />
ثم استعرض النتائج ودخل يف نقاش وحوار<br />
شيق مع املجموعتني يف الرد على املالحظات<br />
التي كتبها احلضور، وأوضح أن اجلانب<br />
العملي هذا، ميثل جتربة مصغّ رة عن<br />
أبجدية احلوار بني األشخاص، حيث أكد<br />
أنه من خالل قبولك أن تتحاور مع شخص<br />
ما، أنك قبلت به طرفا يف النتائج، ولذلك<br />
وجُ ب على الطرفني احترام بعضهما البعض<br />
واالستعداد، لتقبل اآلراء والرد عليها يف<br />
هدوء وثبات، وشدد على القاعدة األساسية<br />
يف احلوار والتفاوض، وهي االستماع بانتباه<br />
للطرف املتكلم، وعدم مقاطعته حتى تتضح<br />
الصورة كاملة وحتليل اخلطاب، ومن ثم<br />
االستعداد لإلجابة بالرد املقنع واحلجج<br />
الواضحة والشرح الوايف للطرفني سواء<br />
املتكلم أو املستمع، ألن احلوار بني متكلم<br />
حينا ومستمع حني آخر.<br />
قسّ م األستاذ مفتاح املحاضرة إلى<br />
محورين: املحور األول »اجلانب النظري«،<br />
وتطرق فيه إلى عدة بنود وهي:<br />
تعريف ثقافة احلوار<br />
وأهميتها، وتعريف احلوار،<br />
أهميته، أنواعه، مراحله،<br />
حتدياته، متطلباته،<br />
مبادئه، آدابه، أطرافه،<br />
وعالقة اإلسالم بثقافة<br />
احلوار، وعالقة احلوار بفض<br />
املنازعات، و عالقة احلوار<br />
بصنع القرار، وعالقة احلوار<br />
بفن التفاوض، وعالقة احلوار<br />
بإدارة األزمات، ودور احلوار يف<br />
احلياة العامة.<br />
فتحت بند تعريف<br />
رئيس التحرير :<br />
حسني عمرو القماطي<br />
النوفليني - طرابلس<br />
ثقافة احلوار و أهميتها، أوضح املحاضر:<br />
»انه علينا أن نتعلم فن التواصل فيما بيننا<br />
من خالل أساسيات احلوار البنّاء الذي ال<br />
إكراه فيه، وأن ندرك مشاغل اآلخر وخاصة<br />
الشريك معنا يف الوطن، ألن االهتمامات<br />
واحدة ومصيرنا مشترك، والتحديات واحدة<br />
كي نغيّ ر ما بأنفسنا ».<br />
وحتت بند أهمية احلوار، أكد املحاضر<br />
أن األهمية تكمن يف « حتقيق التفاهم وبناء<br />
جسور التواصل بني األطراف، وتضييق<br />
فجوة اخلالف، ومنع الصراع، وتنمية القدرة<br />
على التعبير املنظم واملنضبط، وتنمية<br />
القدرات العقلية، وحتفيز اإلبداع، وتنمية<br />
روح التوافق مع املجموعة، واحلد من<br />
النظرة األحادية واملساعدة يف فهم احلقيقة«<br />
وغيرها من األهداف النبيلة بغية الوصول<br />
إلى إرضاء الطرفني.<br />
وحتت بند: أنواع احلوار، حتدث<br />
األستاذ مفتاح عن »احلوار العقالني«،<br />
الذي يبنى على أسس االحترام املتبادل<br />
والتفاهم والتعاون واملصلحة املشتركة<br />
واالهتمام باجلانب اإلنساني، واالستدالل<br />
باحلجة املنطقية املثبت صحتها، وعدم<br />
االدعاء بالكمال، وااللتزام بالقواعد<br />
املنظمة للنقاش: االستماع، وعدم املقاطعة،<br />
واحلديث يف وقته، واملرونة يف قبول الرأي<br />
اآلخر، والصبر، والشفافية واملصداقية<br />
يف الطرح«.. ويف بند متطلبات احلوار «<br />
االعتراف باالختالف، والرغبة والقبول<br />
من األطراف املعنية، والقدرة على ضبط<br />
النفس، والقدرة على تضييق فجوة اخلالف<br />
بالتراضي، وحتديد مستوى الطموح،مع<br />
مراعاة الشريك اآلخر«.<br />
وتطرق بعدها إلى »آداب احلوار« وأوضح<br />
أنه من آداب احلوار« الفصل بني الفكرة<br />
وصاحبها والقول بعد الفهم، واالستماع<br />
باهتمام واحلديث بهدوء، ومحاورة الطرف<br />
اآلخر مبا يدركه دون إحراج، والكلمة احلسنة<br />
مدير التحرير :<br />
أسامة محمد الزناتي<br />
رقم الهاتف :021-3408893<br />
املوقع الكرتوني : .com www.ar-rai<br />
واالبتسامة، واللني يف القول، وعدم االدعاء<br />
بالعلم لكل شيء، ومراعاة اجلانب اإلنساني<br />
يف السلوك، وقبول الرأي املخالف بارتياح،<br />
والرد بسرد املزايا ثم اللباقة الدبلوماسية<br />
يف النقد«.<br />
وعن »عالقة احلوار بصانع القرار«..<br />
ذكر أن صانع القرار الدميقراطي يعمل عن<br />
طريق الفريق الذي يسوده احلوار، وصانع<br />
القرار الديكتاتوري يعمل بشكل فردي وال<br />
حوار فيه عدا صدور األوامر.<br />
وعن أهمية ودور احلوار يف احلياة<br />
العامة، شرح كيف أن « للحوار أهمية بالغة<br />
يف حياتنا اليومية يف البيت والعمل واملدرسة<br />
ويف الشارع، والنوادي الرياضية والثقافية،<br />
ويف أي قرار نتخذه يف حياتنا، وأننا يف<br />
حاجة للحوار ألن اجلغرافيا والتاريخ<br />
والدين والثقافة واملصير املشترك حكمت<br />
علينا أن نعيش معا بسالم، ونتعاون فيما<br />
بيننا من أجل حتقيق املصلحة املشتركة،<br />
وفهم مشاغل كل طرف لآخر دون إقصاء<br />
أو تهميش، مع النية الصادقة يف السعي إلى<br />
حتقيق املصلحة املشتركة.<br />
بعد االنتهاء من املحاضرة فُ تح باب<br />
النقاش، حيث ردّ املحاضر على أسئلة<br />
احلضور وتبادل معهم الرأي ووجهات النظر<br />
حول العديد من القضايا والواقع الراهن،<br />
ومن النقاط االيجابية للمحاضرة، أن<br />
االستفادة ظهرت خاللها، وبعدها حيث<br />
أنصت احلضور باهتمام للمحاضر، ثم<br />
النقاش الهاديء بني احلضور أنفسهم على<br />
غير عادة الليبيني يف احلوار من رفع الصوت<br />
والصراخ وعدم الصبر واملقاطعة.<br />
يف اخلتام شكر األستاذ أسامة الزناتي<br />
مدير حترير الصحيفة األستاذ املحاضر،<br />
والسادة احلضور على هذا الوقت املفيد،<br />
ودعاهم إلبداء أرائهم على صفحات »الرأي«،<br />
وأن الصحيفة ترحب بكل قلم جاد من شأنه<br />
إثراء املشهد الليبي.<br />
سكرتري التحرير :<br />
آسيا جعفر الجعفري<br />
الرأي الليبية<br />
الربيد الكرتوني : info@ar-rai.com<br />
العنوان :<br />
ثقافة الحوار<br />
ودورها في إدارة<br />
االختالف«”<br />
ضمن النشاط الثقايف والفكري<br />
لصحيفة الرأي الليبية نظّ مت يوم االثنني<br />
املاضي بمقر الجامعة األمريكية بطرابلس،<br />
محاضرة ثقافية عن فن الحوار والتقارب يف<br />
وجهات النظر، من خالل إدارة االختالف،<br />
وهي محاولة لتسليط الضوء على قضية<br />
تمسّنا جميعا حينما ندخل يف حوار مع<br />
طرف آخر قصد التعارف أو مناقشة شأن<br />
مشرتك أو التواصل بني أطراف يف حاجيات<br />
متناقضة والتفاوض بشأنها.<br />
ألقى املحاضرة األستاذ / مفتاح<br />
سويسي الفرجاني، الدبلوماسي السابق،<br />
وأستاذ فن التفاوض.<br />
الحضور كان متنوعا من حيث املهن<br />
والسن الجنس، فكان ضمن الحضور أساتذة<br />
جامعة، ودبلوماسيون، وكتّاب، وصحفيون،<br />
وإعالميون، وباحثون،وطلبة جامعيون، من<br />
الجنسني.<br />
عقب احلرب العاملية الثانية نشط العلماء يف اكتشافات<br />
باهرة يسرت من احلياة العامة فدارت عجلة اإلنتاج كما تداولت<br />
العملة النقدية بني األيدي ومن سوق إلى أخر كما نشطت<br />
عمليات التغيير يف األنظمة احلاكمة ويف نظرية احلكم أيضا<br />
،بعد عدة عمليات من التمرد قام أشاخص بها يعدهم البعض<br />
بني األبطال وبني الطغاة ، فقد شهد العالم ثورات عدة أطاحت<br />
برؤوس ، وأجلست رؤوسا أخرى وتغيرت حدود البلدان الرسمية<br />
فيما مت اختصار مسافات النقل والتنقل واالتصاالت بني<br />
الشعوب والبلدان بتطور الوسائل ، وبني البني كان األدب هو<br />
األخر ينشط ،مرة يصوغ ما يجري وأخر يستشرف املستقبل وما<br />
ستؤول إليه العملية التغيرية أفلحت الفنون يف تقدميه بصورة<br />
مبهرة ،عقب حرب دمرت أجزاء كثيرة من العالم ورويدا رويدا<br />
أخذ العمران ينتشر وناطحت املباني العالية سحب السماء ،<br />
وتنشأ أسواقا للمال وللمادة اخلام يتم احتكار جزءً ا منها ويترك<br />
بعضها لتداوال السوق بني العرض والطلب ، وضمن هذا نشأت<br />
النظرية االشتراكية ضدا لنظرية السوق احلر ن وصار للعالم<br />
قطبني شرقا وغربا حتاربا بعراك بارد جدا انتهى بتفكك األول<br />
وانتصار الغرب الذي يراه البعض قد توحش وصار غوال من<br />
الصعب كبح جماحه .<br />
بني هذا وذاك تشكل عالم ثالث وهو مجموعة ما الشعوب يف<br />
بالد عدة تخلفت عن الركب وصف بالتحضر وقد قدمت مفاتيح<br />
أبوابها للغرب خاصة فعاشت تابعة تزيد من تخلفها وإن بدت يف<br />
عيون اآلخرين تنمو كما ينمو املولود اخلداج فاستكانت وشدت<br />
وتدها على اخلرافة واألسطورة وتثاقلت إلى األرض تكتفي<br />
بابتسامة الغرب لها والرضا عنها، كالقارة األفريقية والوطن<br />
العربي وأمريكيا اجلنوبية .<br />
هكذا عقب حرب كونية حتى اخلاسر فيها وجد نفسه يعيد<br />
بناء ما تهدم ويشيد بناءات جديدة اتسمت بتصاميم مبتكرة<br />
صاغت ثقافة جديدة وأدبا وفنا وصرعات كثيرة يصفق لها اليوم<br />
ويزدريها غدا .<br />
إن كل ما حدث ليس إال تقلبا يف حال الدنيا، ولم تنل<br />
اإلنسانية شيئاً ممن يدعم قيمها ومفاهيمها واملبادئ السامية<br />
لها بقدر ما هي حالة انتقال من خانة إلى أخرى كونت بنائها<br />
وعاشت فيه .<br />
األهم يف ذلك كله أنها لم تتخلص من العاهات التي أصبتها<br />
فهي رغم كل هذا الثراء حتى يف الفكر ليست إال عاصفة ناعمة<br />
مرت بها ، إذ مازلت حتت وطأة العبودية ، وداخل جدران السجن<br />
ويف معمل تدجينها.<br />
العبودية املتحضرة هي التي وصلت إليها شعوب العالم<br />
تعيش حياة الدودة مرة ، وأخرى كحيوان الفقمة يف حضن<br />
براجيت باردو .<br />
هنا أو هناك ميارس العالم حياة العبودية املتحضرة للحزب<br />
وللقوة ولصندوق االنتخاب ولآلة وللصورة يف التلفاز ويقضي<br />
يومه كما يقض العبد يف قصر سيده الذي ال يراه .<br />
العالم الذي يدعي الدميقراطية و ويرقص للحرية يعيش<br />
عبوديته التي لم يفلح الفكر يف كسر قيودها وإفتكاك اإلنسانية<br />
من أنياب ومخالب الوحش الرابض بني جنباته .<br />
هكذا ضمن العبودية التي أنتجتها حضارة ما بعد احلرب<br />
الثانية التي كونت الزرائب وحشرت فيه الشعوب لتنهض صباحا<br />
تؤدي حتية العالم وتدعو يف صالتها للحاكم وحتمد اهلل على<br />
الفتات التي منحه لها سيدها بيده اليمنى ألن يده اليسرى<br />
متسك بالسوط الناري وتفرح بالسماح لها بزفرة واحدة عند كل<br />
مساء ، هذه احلضارة ليست إال الوجه اجلميل للشيطان وهو<br />
يرتدي بدلة زرقاء بربطة عنق حمرا وحذاء المع مختومة (<br />
مباركة ) يوسوس يف نفس العالم من أن حالتك الصحية جيدة<br />
ومزاجك يف منهى الرواق فال تفكر يف أمر أنت علي يف أحسن<br />
األحوال .<br />
كل الشواهد خاصة يف البالد النائمة التي كلما انتهى<br />
مفعول تخديرها يتم حقنها مبخدر جديد نراها اليوم وهي<br />
تشرئب أعناقها إلى حياة الغرب وحياة الشرق اجلديد حيث<br />
هم بني أرانب تربت يف املعامل أو هي قطط سيام متوء صباحا<br />
مساء وتخرج إلى الشارع يوم األحد إلى أحدى احلدائق حيث<br />
الطعام والشراب واللهو واللذة العارمة ، ولكي تصل إلى هذه<br />
احلالة جندها جتد يف اخلروج من من عبودية الشيخ إلى عبودية<br />
الرئيس وحتاول ذلك عبر مسالك حني تصلها جتدها قد عادت<br />
إلى خيمة الشيخ وليس لها من قول إال أصلح اهلل حالنا ، وأطال<br />
عمرك أيها امللك .