19.11.2016 Views

حمامة

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قرية <strong>حمامة</strong>


<strong>حمامة</strong><br />

بلدة مهجرة في الجنوب الغربي من ساحل فلسطين قبل حرب<br />

اليهود الصهاينة سكانها،‏ كانت البلدة تقع على بعد كيلو<br />

متر من الشاطيء،‏ وعلى مسافة كيلو متر شمال مدينة المجدل ‏)مدينة<br />

عسقالن أو أشكلون حاليا(،‏ وعلى بعد كيلومترا أو كذلك إلى الشمال<br />

الشرقي من مدينة غزة قريبا من الخط الحديدي والطريق الساحلي.‏ هذه<br />

المنطقة هي اليوم جزء من دولة فلسطين المحتله ما يسمى اليوم " إسرائيل<br />

" شمالي حدودها مع قطاع غزة.‏ في فترة االنتداب البريطاني اتبعت <strong>حمامة</strong><br />

قضاء المجدل ‏)عسقالن(‏ لواء غزة.‏<br />

2<br />

31<br />

3<br />

6<br />

36<br />

1948. طرد<br />

6<br />

تربتط <strong>حمامة</strong> بالطريق الرئيسية الساحلية طرق ثانوية،‏ وبواسطة هذه<br />

الطرق ترتبط أيضا بمحطة السكك الحديدية وبالمجدل وشاطيء البحر.‏<br />

يحدها من الغرب كما بينا شاطيء البحر الذي يمتد من حدود بحر المجدل<br />

جنوبا إلى حدود بحر أسدود شماال على طول ستة كيلو مترات.‏ ويحدها من<br />

الجنوب أراضي مدينة المجدل أي من شاطيء البحر غربا إلى حدود<br />

أراضي قرية ‏"جولس"‏ في الشرق على طول ستة كيلو مترات.‏ ويحدها من<br />

الشرق ‏"بلدة جولس"‏ الممتدة من الجنوب إلى الشمال حتى أراضي قرية<br />

‏"بيت دراس"‏ على طول كيلو متر.‏ ومن الشمال يحدها أراضي قرية<br />

‏"اسدود"‏ و"بيت دراس"‏ على طول ستة كيلو مترات من الغرب حتى حدود<br />

‏"جولس"‏ الشمالية.‏<br />

تقع اراضي بلدة <strong>حمامة</strong> على شكل مربع من األرض تقريبا طول كل<br />

ضلع كيلو مترات أي كيلو مترا مربعا أي ما يعادل الف دونم،‏<br />

وفي دراسات أخرى فان اجمالي أراضي <strong>حمامة</strong> هو ما يزيد عن ألف<br />

41<br />

36


دونم حتى عام ‎1948‎م ‏)الموسوعة الفلسطينية(‏ وربما بسبب تغير المالك<br />

وتداخل أراضي البلدات في المنطقة.‏<br />

التضاريس<br />

األرض المحاذية لشاطيء البحر رملية بعرض كيلو مترين أي من<br />

شاطيء البحر وحتى حدود بيوت البلدة من جهة الغرب.‏ يحيط أيضا ببيوت<br />

البلدة أراضي تسمى أرض الحواكير على شكل شريط بعرض نصف كيلو<br />

متر تقريبا،‏ والحواكير هو جمع حاكورة،‏ والحكورة هي عبارة عن بستان<br />

صغير أرضه خصبة بسبب جودة تربتها التي تدر محصوال جيدا من<br />

الخضروات أو الفواكه لتجاوبها مع مياه األمطار الموسمية التي تسقط في<br />

المنطقة شتاء.،‏ وهناك في <strong>حمامة</strong> أراضي مرتفعة نسبيا،‏ وهناك السهول<br />

مثل سهل ‏"بالس"‏ وسهل ‏"معصبا"‏ وسهل ‏"بَشا"‏ وسهل ‏"أُم رياح"‏ وهذه<br />

كلها أسماء لمناطق من أراضي بلدة <strong>حمامة</strong>.‏ توجد أيضا المنخفضات أهمها<br />

بركة <strong>حمامة</strong> الجنوبية بين المجدل و<strong>حمامة</strong>،‏ والبركة الشمالية بين أرض<br />

الحواكير والحريرية،‏ والحريرية هو أيضا اسم لمنطقة من األراضي<br />

الزراعية في بلدة <strong>حمامة</strong>،‏ وأما البركة فهي عبارة عن مساحة أو منطقة من<br />

األرض ال يستهان باتساع مساحتها فقد تكون بحيرة من الماء بمساحة<br />

مسطحة،‏ قُل بحجم أو مساحة عدة مالعب كرة،‏ وتزداد مياهها ويرتفع<br />

منسوبها في الشتاء وينخفض في الصيف.‏ ويوجد في القرية بعض التالل<br />

مثل تل الفراني الذي كانت تملكه عائلة الفراني،‏ والتي تم تهجيرها إلى<br />

قطاع غزة،‏ وعائلة الفراني هم سكانها االصليين.‏


الوديان<br />

الوديان التي تمر في أراضي حمامه وأهمها وادي حمامه الذي تأتي<br />

مياهه من مرتفعات المجدل مخترقا أرض البركة الجنوبية التي أشرنا إليها<br />

والذي يفصل غرب البلدة عن شرقها خصوصا في فصل الشتاء.‏ ووادي<br />

‏"الجُرَ‏ يبة"‏ الذي يأتي من الجنوب من مرتفعات بلدة ‏"عراق السودان"‏<br />

وجولس مخترقا السهول الوسطى متجها إلى الغرب حيث يلتقي مع وادي<br />

حمامه القادم من الجنوب مكونا معا وادي كبير نسبيا ويصب في البحر عند<br />

مستنقعات ‏"األبطح".‏ واألبطح هو اسم اكتسب من القبيلة العربية ‏"الكنانية"‏<br />

الموجودة في ‏"األبطح"‏ في مكة المكرمة،‏ التي سكنت تلك المنطقة في<br />

الزمن الغابر عند مصب وديان حمامه لتنعم على ما يبدو بوفرة المياه<br />

‏"كتاب حمامه..عسقالن".‏<br />

أصل التسمية<br />

يقول الحاج ‏"حسين حسن محمد أبو صفية"‏ عن اسم ومنشأ بلدة حمامه<br />

تاريخيا : ‏"أفادونا بعض المعمرين عن معلومات متواترة أن االسم هو<br />

إسالمي األصل حيث كان المكان يسمى ‏"وادي الحمى"‏ ألن الجيوش<br />

اإلسالمية التي كانت تحاصر مدينة عسقالن الرومانية كانت تعسكر على<br />

ضفتي الوادي ‏"وادي حمامه"،‏ وكانت من هذا المكان تكر على عسقالن<br />

لمحاربة الرومان وتفر لهذا المكان حيث الماء والدفء،‏ وفي هذا المكان


كان يدفن شهداء المحاربين،‏ واما المؤرخين المستشرقين فقد قالوا ان االسم<br />

هو روماني األصل".‏<br />

بنيت بيوت البلدة في موقع قرية يونانية عرفت باسم ‏"باليا"‏ بمعنى<br />

حمامه.‏ ولذا اكتسبت حمامه أهمية سياحية لوجود الخرائب األثرية حولها<br />

بشكل غير عادي،‏ وربما تعود هذه اآلثار إلى عهود ما قبل اليونانيين حيث<br />

أن الفلسطينيين األوائل أقاموا عند الساحل ما بين غزة واسدود.‏ هذا،‏ وأن<br />

بيوت البلدة قد أقيمت على منبسط سهلي يرتفع قرابة ثالثين مترا فوق سطح<br />

البحر،‏ وكانت تحف بهذا الموقع من الشرق ومن الغرب تالل رملية طولية<br />

مزروعة يبلغ ارتفاعها خمسين مترا فوق سطح البحر.‏ هذا،‏ ولماذا ال تتم<br />

المزاوجة بين ما يقوله العرب المسلمين عن أصل التسمية لبلدة حمامه<br />

بوادي الحمى وما يقوله المستشرقين على أنها تعود للتسمية اليونانية ‏"باليا"‏<br />

بمعنى حمامه،‏ ألن االسم اليوناني الذي يستند إلى أسطورة كما ذكر ‏"خليل<br />

حسونة"‏ في كتابه ‏"حمامه..‏ عسقالن"‏ ال يتعارض من مفهومنا المتواضع<br />

مع الصفة ‏"وادي الحمى"‏ الذي أطلقه المسلمون على المكان،‏ فهناك ظروف<br />

مختلفة في كل نواحيها بين الطرحين وكما يبدو لنا فقد أعطت معنى مغاير<br />

لنفس االسم ‏"حمامه"‏ اال انه اسم ال يسيء بكل معانيه بل يزيد في نقاء<br />

اتصالنا بهذه األرض ويؤكد بأننا بكل المعانى نستحق وبفخر أن نكون ورثة<br />

هذا المكان الذي يسمى حمامه.‏<br />

يقول عبد الكريم الحسني في كتاب ‏"من حمامه إلى منتلاير"،‏ وكذلك<br />

كتاب ‏"حمامه..عسقالن"‏ عن المؤرخ ‏"مصطفى مراد الدباغ"‏ في كتاب<br />

‏"بالدنا فلسطين"‏ عن األسطورة اليونانية أن أصل األسطورة تقول<br />

‏)وكذلك ظهرت في اواخر القرن التاسع قبل الميالد كانت الملكة<br />

‏"سمورامات"‏ في نحو "808-811" قبل الميالد،‏ التي كان لها شأن كبير<br />

في عالم األساطير.‏ اشتهرت باسمها اليوناني ‏"سمير أميس"‏ المحرف عن<br />

اسمها األشوري،‏ واعتبرها اليونانيون بمثابة آلهة،‏ ونسبوا إليها كثير من<br />

االعمال الجليلة،‏ وذكرتها األساطير الواردة في المصادر االغريقية بانها<br />

:


كانت ابنة آلهة نصفها سمكة والنصف اآلخر ‏"حمامه"،‏ وأن عبادتها كانت<br />

منتشرة في عسقالن الفلسطينية.‏ بعد أن ولدت هذه اآللهة ابنتها سمير أميس<br />

تركتها في ناحية عسقالن فأخذها الحمام وصار يرعاها،‏ ثم عثر عليها كبير<br />

رعاة الملك فرباها،‏ ولما كبرت تزوجها الملك.‏ واالسم ‏"سمورامات"‏ مركب<br />

من كلمتين ‏"سمو"‏ معناها حمامه و"رامات"‏ ومعناها المحبوبة فيكون معناها<br />

اسم ‏"الملكة محبوبة الحمام".‏ وما يسترعي االنتباه بهذا الصدد أنه كانت تقع<br />

على مسافة أربعة أميال للشمال من عسقالن قرية يونانية تعرف باسم<br />

بمعنى حمامه واليوم أو حتى عام ‎1948‎م تقوم قرية حمامه على بقعة<br />

بتسميتها اليونانية(.ظ<br />

األهمية االقتصادية<br />

و كانت لحمامه أهمية اقتصادية أيضا لكبر مساحة األراضي الزراعية<br />

التابعة لها حيث كانت األكبر بين قرى المنطقة الساحلية من ناحية عدد<br />

السكان وملكية األراضي الزراعية وكان لعنب حمامه شهره في فلسطين.‏<br />

وتعود أهمية حمامه الزراعية أيضا ألنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها<br />

الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ<br />

ومختلف أنواع الخضار والحبوب،‏ وبسبب مالءمة المناخ لزراعة<br />

الحمضيات في حمامه فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين<br />

البرتقال التي كانوا يطلقون على مفردها ‏"بيارة"‏ وجمعها بيارات.‏ وحتى<br />

عام ‎1948‎م كان اهالي حمامه يملكون ما ينيف عن عشرين بيارة برتقال.‏<br />

كانت الزراعة تشتمل أيضا على األشجار الحرجية التي زرعت لتثبيت


الرمال والحد من زحفها.‏ وتجدر اإلشارة إلى أن مساحات واسعة من<br />

الكثبان الرملية ‏)البرص(‏ كانت تمتد شمالي حمامه بين وادي أبطح ووادي<br />

صقرير أو سكرير.‏ وكون حمامه كانت تقع على ساحل البحر األبيض<br />

المتوسط،‏ ولكبر عدد سكانها فقد كان قطاع ال يستهان به من أهلها يعملون<br />

بصيد السمك.‏<br />

كان يتخذ مخطط بيوت حمامه شكل النجمة بسبب امتداد العمران على<br />

طول الطرق التي كانت تصل قلبها بالقرى والبالد المجاورة.‏ ويظهر نموها<br />

العمراني واضحا في اتجاه الشمال والشمال الغربي.‏ وقد بلغت مساحتها في<br />

أواخر عهد االنتداب البريطاني مائة وسبع وستين دونما ‏)العمران(،‏ وبلغت<br />

مساحة األراضي التابعة لها نحو دونما.‏ حيث أن قرية حمامه<br />

تعتبر من البلدات المصنفة بكثرة سكانها عن باقي قرى الساحل الفلسطيني،‏<br />

وكان في النية تحويل مجلسها القروي إلى مجلس بلدي لتصبح مدينة ال<br />

قرية،‏ لوال تغير الظروف وحدوث نكبة ‎1948‎م.‏ فقد وصل عدد سكان<br />

حمامه عام ‎1922‎م إلى نسمة،‏ وفي عام ‎1931‎م بلغ عدد السكان<br />

نسمة منهم 1684 ذكور،‏ اناث،‏ كانوا يقطنون في<br />

منزال.‏ وفي عام ‎1945‎م وصل عدد السكان إلى نسمة منهم<br />

عربا و يهودا.‏ وفي عام ‎1948‎م بلغ عدد سكان حمامه نسمة.‏<br />

وفي عام ‎2000‎م يقدر اجمالي عدد أنسال سكان حمامه بما يقارب<br />

بافتراض أن العدد قد تضاعف على أقل تقدير عشر مرات منذ<br />

865<br />

5010<br />

5812<br />

5070<br />

41366<br />

1717<br />

2731<br />

60<br />

3401<br />

60000<br />

عام ‎1948‎م.‏ هذا،‏ وكانت بلدة حمامه عبارة عن حارتين رئيسيتين أو<br />

جزئين يكونان بيوت البلدة،‏ الحارة الغربية والحارة الشرقية.‏ وسميت هكذا<br />

ألن الوادي كان يفصلها،‏ وكان عبارة عن مجرى لمياه األمطار التي كانت<br />

تمر في هذا الوادي قادمة من جهة مدينة المجدل في الجنوب كما أشرنا.‏<br />

كان الوادي يمتليء بالمياه في فصل الشتاء واذا كانت األمطار غزيرة كان<br />

يعيق سير الناس ودوابهم لساعات أو يوم أو لعدة أيام خصوصا وأنه كان<br />

يحد من تنقل السكان من الحارة الغربية إلى الحارة الشرقية أو العكس.‏<br />

كانت الحارة الشرقية هي األقدم أو أساس البلدة،‏ وكان فيها بشكل الفت


للنظر األسواق،‏ وفي منتصف البلدة تقريبا كان يقع مسجد أبو عرقوب،‏<br />

وهو اسم ألحد الصالحين القدامى الذين عاشوا في تلك األنحاء والذي تحول<br />

ضريحه إلى مسجد يحمل اسمه.‏ أما الحارة الغربية أو الجزء اآلخر من<br />

البلدة،‏ فقد كانت تعتدي بيوتها قليال على خط الرمال القريب من شاطيء<br />

البحر،‏ وكانت األحدث تقريبا في عمر البناء.‏<br />

كانت توجد مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات في بلدة حمامه،‏<br />

وكانت تقع على طرف البلدة من جهة الشمال الغربي أو كذلك.‏ وكانت مبنية<br />

من اآلجر واالسمنت والحجارة بعكس غالبية بيوت البلدة المبنية من الطين<br />

اللبن المخلوط بالقصل لتقويته،‏ والقصل هو التبن الخشن الذي كان يحصل<br />

عليه الناس عادة بعد درس المحاصيل الزراعية وهو ما كانوا يستعملونه<br />

أساسا لغذاء مواشيهم،‏ هذا عدا بعض البيوت والسرايات التي بنيت من<br />

االسمنت والحجارة والبازلت.‏ دمر الغزاة الصهاينة حمامه وشردوا أهلها<br />

وبنوا عليها مستعمرة ‏"بيت عزرا"،‏ و"نتسانيم"‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!