جريدة ميم الثقافية - العدد الأول

More documents

Recommendations

Info

ميم جريدة ثقافية ترفيهية2 العدد االول دجنبر 2015تصدر عنMimemedia15@gmail.comخا صحميد الخربوشي في سطور:‏حوار مع الخطاط والفنان التشكيلي حميد الخربوشيظل فن الخط المغربي حبيس الخزانات،‏ بكراً‏ على أقالم النقاد ‏..عكس التشكيل الذي حظي بمواكبةالنقاد والمهتمين،‏ ما هو واقع هذا الفن،‏ وهل هناك مدارس خاصة به؟ وما عالقته بفن التشكيل؟هذه األسئلة وغيرها نقاربها من خالل حوارنا مع واحد من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين أنجبتهمورديغة،‏ المنطقة التي عرفت فن التشكيل مع الفنان الكبير أحمد الشرقاوي في وقت متقدم ، حميد الخربوشيالفنان المشبع بهذا الفن الجميل معجوناً‏ بالحرف،‏ مشَ‏ كال في ما بعد صورة فنان ظل موزعاً‏ بين الفنالتشكيلي وفن الخط العربي،‏ لكنه نجح في الجمع بينهما،‏ نظراً‏ للعالقة القوية والمعقدة التي تجمعهما،‏ فنياً‏وفلسفياً‏ وحياتياً...‏ إلى جانب ذلك فهو ناقد أدبي مهتم.‏وهذه الدردشة ستقربنا أكثر من عالم هذا الفنان،‏ وتجيب على كثير من األسئلة الشائكة حول إشكالية النقدالفني الخاص بالخط العربي عموماً،‏ والخط المغربي خصوصاً.‏ والدور الذي ستلعبه جمعية صنعة الخطوالزخرفة اإلسالمية التي تأسست مؤخراً‏ بالرباط،‏ وهو عضو فيها،‏ في غياب تام ألي مواكبة نقدية لهذا الفنالجميل؟...‏ وأسئلة أخرى تتعلق بحياة هذا الفنان الذي أعطى كل شيء لفنه الذي يعشقه بجنون..‏> موظف بوزارة العدل ‏)حمكمة االستئناف خريبكة(‏> حاصل على إجازة يف األدب العريب 1993> خطاط وتشكيلي وعاشق لالنفوغرافية> عضو جبمعية صنعة اخلط والزخرفة اإلسالمية بالرباط> عضو بنادي القصة القصرية باملغرب بالرباط- أود بداية أن أتعرف على مخاطَ‏ بيمن حيث الصفة/‏ الهم اإلبداعي.‏ أينميكن تصنيفكم ؟ في زمرة التشكيليني؟ أمفي حضرة اخلطاطني؟ أم إن األمر يتعلقبوجهني لعملة واحدة؟ وكيف كانت البداية؟> في البدء كان الكتاب وفي أيامالكتاب يتشكل ‏»الطفل أبو الرجل«‏وتتشكل خالياه الروحية واجلسديةعلى إيقاع سلطة مؤسسة ‏–الفقهية -التي يختلط فيها املقدس بأشياء أخرى،‏صرير القلم كان أول شطحة موسيقيةشنفت أسماعي ورقص لها جسديالنحيل،‏ أما اللوح والصلصال والتسطيرو)التحنيش(‏ فهي أولى الفضاءاتواملساحات واحلركات الهندسية التياحتضنت عشقي جلمالية اللون واحلرفوالتوزيع والتركيب ... والتأمل فيالفراغ قصد ملء الفراغ ... وهي أشياءورثت بعضاً‏ منها من والدي الذي كانميتهن حرفة البناء ‏)فهو بالنسبة إلىأول مصمم/تشكيلي اغترفت من نبعهوارتشفت(‏ وبعضاً‏ من والدتي التي كانتحتسن غزل الصوف ونسيج الزرابيمقابل اخلبز ‏)ألف شكر لهما(.‏- أفهم من هذا إن شخصيتا الفقيه والبناءشكلتا أولى مصادرك ومرجعياتك التعليمية؟> إذا أضفت لهاتني املؤسستني فعلالتأمل فقد أصبت.‏- عفواً،‏ ماذا تعني بالتأمل؟ و كيف ميكنلهذا التأمل أن يبني لوحة تشكيلية؟> تأملك لألشياء يعني خلق حوارداخلي بني نفسك/دواخلك في بنيتهاالعميقة وبني جسدك،‏ أقصد بني روحكوجسدك باعتبارهما بؤرة توتر لكل فنان،‏وبني واقعك الفكري والثقافي واجلمالي،‏التأمل لغة النفس،‏ لغة الكيان البشري،‏انه تقييم لألشياء ال كما تظهر للعني فقطبل كما يراها الفكر واملخيلة ... و كماتتحسسها النفس...‏ / وال تسألني عنالنفس فإنها من أمر ربي ../- يبدو أنك لست أكادميياً،‏ هل يخلق لكهذا مشكلة على مستوى اإلبداع؟> أن تكون أكادميياً‏ ال يعنيدائماً‏ إنك مبدع ناجح،‏ بل أنأكثرهم تراجع عن توظيف التقنياتواألبجديات والقواعد الذهبية التياكتسبها أكادميياً‏ في األعمال.‏بالنسبة لي ال تشكل التقنيات وقواعداألكادميية بؤرة الفعل التشكيلي،‏ لكلفنان تقنيته التي تتولد وتتشكل وتنموحلظة االشتغال،‏ ال شيء يسبق الفعلالتشكيلي،‏ إنه نسق فكري وجماليوانفعالي يولد في حلظة ال زمن لها،‏ إنهحالة ‏)جدبة(‏ جسدية تنفلت من احلد،‏ال ميكن التخطيط لوالدتها وال التعقيدلها إنها لعبة،‏ متحررة من ربقة القانونوالنسبة الذهبية واملقاييس اجلاهزة.‏- أرى أن جل أعمالك حتتفل باحلرفالعربي،‏ ماذا يشكل احلرف العربي بالنسبةإليك كتشكيلي و كخطاط؟ميم جريدة ثقافية ترفيهية> بغض النظر عن وظيفته القرائيةوإحالته على ثقافة املكتوب،‏ وبغضالنظر عن كونه أيقون العرب واملسلمني,‏احلرف كائن اجتماعي متحرك،‏ يقومبأدوار تيماتية داخل فضاء اللوحة إلىجانب عناصر/‏ عالمات أخرى شكليةولونية،‏ إنه حربائي ينسجم ويذوبفي جميع العناصر التشكيلية ويتلونبألوانها دون أن يفقد قوته ومرونتهوشخصيته وهويته،‏ ودون أن يخلخلتوازن بنية مكونات التشكيل ... أعتبرهقيمة جمالية مضافة.‏- بدأ فن اخلط املغربي في الظهور هذهاأليام في املشهد الفني الثقافي،‏ هل ثمةمشروع ما للنهوض بهذا الكائن اجلميلقصد بت الروح فيه من جديد على غرار ماحققه نظيره في تركيا و بالد فارس وبغدادسابقاً؟> بالفعل،‏ هناك انتعاش ملحوظ يهدفأساساً‏ إلى التعريف والنهوض باخلطاملغربي - الذي ظل عقوداُ‏ من الزمنحبيس اخلزانات واملخطوطات بكراً‏ لمتطأه يد خطاط - من خالل االلتفاتةامللوية التي قضت بإحداث جائزة محمدالسادس للخط املغربي حيث مت تكرميوتشريف وتتويج مجموعة من اخلطاطنيالذين قدموا خدمات متنوعة لهذا الفنالتراثي الغابر الظاهر-‏ كاخلطاط احلاجمحمد ملعلمني،‏ واألستاذ اخلطاط محمدأمزيل،‏ والفائزون باجلوائز الثالثة:‏جمال بنسعيد وعبد الرحيم كولني،‏واخلطاط أمزال ‏)هنيئاً‏ لنا بهم جميعاً(.‏أيضاُ،‏ هناك نهضة جمعوية من خاللتأسيس اجلمعية املغربية لصنعة اخلطوالزخرفة التي نظمت مسابقة ومعرضاً‏مبناسبة عيد املولد النبوي،‏ والتيتشكلت من مجموعة أطر وخطاطنيوباحثني أكفاء،‏ نذكر منهم : السيد احلاجفيصل نصري،‏ اخلطاط األستاذ محمدأمزيل،‏ اخلطاط الدكتور والباحث املغربيمحمد املغراوي،‏ اخلطاط عبد اللطيفمتزت،‏ اخلطاط عبد الرحيم كولني ...نستحضر أيضاً‏ جهود أعضاء جمعيةالصنائع النفيسة لفن اخلط،‏ نذكر منهمحميدي بلعيد،‏ وجمال بنسعيد،‏ في خدمةاخلط املغربي.‏ وال يفوتنا كذلك التفاتةوزير األوقاف والشؤون اإلسالمية السيدأحمد التوفيق الذي كشف النقاب،‏ ونفضالغبار عن مجموعة من املخطوطاتالقيمة املكتوبة باخلط املغربي،‏ حيثعمل على مسح ونسخ بعضها،‏ وطبعهفي حلة جميلة وأنيقة نتمنى أن يستفيدمنها اخلطاطون الباحثون.‏ كما أن هناكخطاطون متميزون يشتغلون في الظالمبحثاً‏ عن النور ..- يبدو أن اخلط يأخذ منك أكثر منالتشكيل ؟> كالهما يسكنني،‏ ولكنهما يتعايشانويتوافقان داخلي،‏ وال يسعني إال الصدقوالصبر.‏- حصلت على مكافأة في اخلط املغربيخالل املسابقة التي نظمتها جمعيةصنعة اخلط لسنة 2006، وشاركت فيمسابقة جائزة محمد السادس لسنة2007، وقد مت انتقاؤك من بني أجودعشرين خطاطاُ‏ باملغرب.‏ هل يعنيهذا انك تسير في االجتاه الصحيح؟> هناك مجموعة من اخلطاطنياستطاعوا أن يحصدوا جوائز كبيرةوكثيرة،‏ ومع ذلك ال ميكن احلكم بأنهميسيرون في االجتاه الصحيح والسليم،‏وباملقابل ثمة آخرون خلفوا وراءهمإرثاً‏ فنياً‏ وإنتاجاً‏ وفيراً،‏ وكراريسمتميزة استفادت منها أجيال كثيرة مناخلطاطني - أتكلم هنا عن اخلط العربيبصفة عامة-‏ ويكفي أن أذكر هنا املرحوممحمد هاشم البغدادي واحلافظ عثمان،‏ومحمد شوقي،‏ واحلاج احمد كامل،‏وحامد ايتاج ‏)اآلمدي(،‏ وسامي وغيرهمكثير،‏ هؤالء رجال صدقوا فيما عاهدوابه اخلط،‏ ولم يكن اجلانب املادي همهمو ال مبتغاهم ...- هل ميكن احلديث عن مدرسة مغربية فيفن اخلط.؟> املدرسة املغربية قائمة الذات المقتطف من شهادة الدكتور محمد المغراوي المعنونة ب:‏‏)حميد الخربوشي و املجوهر الجليل : مساران يف اتجاه واحد(‏التقيت به أول مرة قبل عقد من الزمن في زمرةمن األصدقاء،‏ شاب مثقف وودود ينظر بعيدا عندمايفكر،‏ يغلب عليه التحليل والتساؤل.‏ يخيل إليك ودخانالسيجارة يتصاعد أمام عينيه أنه من فصيلة تلكالفئة من املثقفني البوهميني ، ثم تدرك بعد جلسةحوار في مقهى مسرح محمد اخلامس انك تخاطبباحثا عقالنيا له من الزاد املعرفي ما يجعلك تطمئنإلى مصداقية حتليله … شيئا فشيئا تتحدد معالمالفنان واملثقف حميد اخلربوشي،‏ خريج شعبة األدبالعربي،‏ يفرض عليه مجال وظيفته أن يكون إدارياصارما،‏ لكنه فنان تشكيلي يحسن محاورة اللونوسيميائه.‏ ويجرف احلرف إلى عوالم الرمز وعشقاحلركة.‏ بالتدريج أدركت أن اخلربوشي احلريص علىلقاء ثقافي خطي فيه حتليل وتأمل ومشق أحيانا إمناألنه مسكون إلى حد الوله بقضية اخلط وبأسئلةاخلط املغربي،‏ تلك األسئلة الفلسفية التي ما ينفكزمرة من املثقفني يطرحونها في حلظة سكون وسواد ،أو إحباط وتشكك .حتتاج إلى تأكيد،‏ وهي مدرسة منفردةمن حيث أساليب وتقاليد وأنواعحروفها املجوهرة واملبسوطة واجللية،‏وهي غنية أيضا بإيقاعها التشكيليواحلركة اجلسدية التي تختلف منخطاط آلخر ضمن بنية رسومية وصنائعية مغربية محضة...‏ مع اإلشارةإلى أن هناك جهوداً‏ قائمة ملجموعة مناخلطاطني والباحثني املغاربة تسعىبحسن نية إلى وضع هذا القطاع اجلميلحتت املجهر قصد التقعيد والتجويد مبايناسب اخلصوصية املغربية،‏ أمتنى أنتنخرط في هذا العمل النبيل كل اجلهاتاملسؤولة ثقافياً‏ وحضارياً،‏ وأن يتمإشراك جميع اخلطاطني املتميزين الدينميتلكون أدوات احلرفة تثنياً‏ وثقافياً.‏- النقاد اجلماليون باملغرب يغيبون فناخلط العربي في كتاباتهم ... أال يستجيبهذا اجلنس الفني ملقومات اخللق واإلبداع،‏أليست له رسائل ومقاصد جمالية ؟> تساؤل عريض و منهجي و لكنمقاربته - في هذا احلوار-‏ تبدو صعبةاملنال.‏غير أنه ال بد من اإلشارة إلى أن فناخلط العربي عموماً‏ لم يحظ حتى اآلنبتصور ورؤية نقدية جمالية منصفةيجعل حضوره قوياً‏ في املشهد الفنيوالثقافي العربي املعاصر،‏ بل إن فن اخلطما يزال خارج اهتمام النقد التشكيلي،‏والسبب برأيي يرجع إلى خلط حاصلفي التمييز بني احلرف كعالمة،‏ وكرمزسيميائي له داللته الصورية والبصرية،‏باعتبارها وحدة شكلية ال عالقة لهابالوظيفة القرائية والكتابية،‏ وبني فناخلط باعتباره نسق هندسي يضبطمعايير احلروف ونسبتها قصد خلقتناغم وتوازن وانسجام بني عناصرالكتلة اخلطية والفراغ واحلركة اجلسديةاملنتجة لهذا الفعل اخلطي.‏ من هنا اعتبربعض النقاد احلرف – متفرداً‏ – عنصراً‏تشكيلياً‏ يتماشى توظيفه في اللوحةمع باقي األشكال الهندسية واللونية.‏بينما مت تغييب فن اخلط وعزله عندائرة الفعل التشكيلي باعتباره نظاماً‏تقليديا يقوم على احلدس والتكرار.‏‏)والكالم كثير و كبير في هذا الباب(.‏وإذا نظرنا إلى التجربة النقدية الفنيةحول فن اخلط بالغرب فإنها تكاد تنعدممتاماً‏ إال من بعض التناوالت التيقاربته سيميولوجياً‏ ‏/سيميوطيقياً،‏ فيطليعتها كتاب ‏»ديوان اخلط العربي«‏للناقد والكاتب عبد الكبير اخلطيب،‏مع الدكتور محمد السجلماسي باللغةالفرنسية،‏ وقام بترجمته األستاذ محمدبرادة،‏ وكتاب ‏»االسم العربي اجلريح«‏في فصل عنونه ب ‏»الرسم اخلطي«،‏وفي كتاب ‏»الفضاء واجلسد«‏ ملوليمالعروسي،‏ هناك إشارات فلسفية لعالقةاحلرف باللون األسود واالستكانة إليهبحثا عن النور .- ما هو اإلبداع الفني وما هي عناصرهاألساسية في اخلط والتشكيل؟> كل اجناز حامل خلصائصاستثنائية ومتميزة في استلهاماجلمال،‏ قادر على خلق حوار ذوقي/‏فلسفي استطاع أن يحقق أفق انتظارامللتقى بكافة مستوياته .. فهو إبداع،‏وعناصره في التشكيل هي:‏ النقطةواخلط واملساحة واللون والكتلةوالتركيب والتوازن واحلركة والسكون...‏يضاف إليها في اخلط البناء الهندسيو العالقات املوسيقية وقوة األخماسوحضور اجلسد والروح.‏أجرى الحوار:‏عبد الرحمان مسحت
ميم جريدة ثقافية ترفيهية3 العدد االول دجنبر 2015تصدر عنMimemedia15@gmail.comترا ثالتراث والفرجة المسرحية> إدريس حافظ الطلبي / إلى روح الزجال محمد الحسني .تقديمال شك أن العودة إلى التراث تغني الخصوصية والتأصيل والتوظيف االيجابي لكافة األشكالالفنية والثقافية الشعبية . على اعتبار أن هذه الخلفية التاريخية التراثية هي الضامن لحدوث انطالقةإلى مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا وشريطة ارتباطها بالناس وأن تكون ذات وظيفة اجتماعية معلومةإلى جانب وظيفتها األساسية وهي الترفيه والتسلية بمنأى عن أية سذاجة أو ضحالة بدائية وأن تحملبين طياتها طابع الشعب وتعبر عن عاداته وتقاليده وأخالقياتهمفهوم التراثإن التراث هو ما كان ويكون وسيكون وأكبر ممايتصوره البعض فهو تراث الفكر وتراث املعرفةوتراث اإلنسانية والذي يحمل في طياته املالمحالنفسية والفكرية للشعب ويثبت العالقات السلوكيةبني أفراده ‏،والتراث هو قوام احلياة الشعبية وليسمجرد ركيزة تدل على أصول أو مراحل تاريخية أوتكشف عن رواسب لم تعد لها وظيفة تالئم التطورواملعاصرة،‏ ذلك ألن التراث هو في واقع األمراحلصيلة الكاملة لثقافة الشعب على اختالف أجيالهوبيئاته ومراحل تعليمه النظامي وغير النظاميومثل هذه الوظائف احليوية جتعل التراث قادراعلى البقاء والتطور محتفظا بأصالته ومرونته ،يسقط العناصر التي لم تعد صاحلة ويعدل فيالعناصر التي ما تزال حتتفظ بقدرتها على احلياة .إذن فالتراث هو اخلالصة للمشاعر والقيماجلمالية واالجتماعية لقوم ما وانعكاس ألوضاعهاونفسياتها.‏توظيف التراثقد يتبادر للوهلة األولى ومن خالل مصطلحاستخدام التراث أو توظيفة أو تطويعه...‏ أو ما شئنامن املسميات أن هذا االستخدام لم يتبلور بشكلجلي إال بتدرج حذر وضمني ولكن دعونا نسأل مااملقصود باستخدام أو أدرمة ‏/التراث في املسرح ؟.‏الشك أن اجلواب أو محاولة إيجاد جواب ستجعلنانواجه مصطلحا متعدد املستويات رحب املعانيمتضارب التفسيرات لكننا سنختصر الطريق إلىقصدنا أال وهو املعالم احملددة في مصادر استخدامهذا التراث والتي ميكن إجمالها في:‏- 1 تاريخ احلضارة العربية اإلسالمية.‏مواقف معارك شخصيات تاريخية وفكريةوإنسانية.‏2 ‏-تراث القصص الشعبي العربي الذي استقىجذوره من احلضارة العربية وعلى امتداد سيرتها‏.والذي أكسبه الوجدان الشعبي متايزا،‏ واستغالالخاصا والذي ما زال يتجدد من خالل هذا الوجدان.‏- 3 الكتب والوثائق التاريخية التي اشتملتعلى أخبار العرب وفنونهم ونوادرهم وأمثالهم‏..وحياتهم.‏- 4 القرآن الكرمي ، األحاديث النبوية ، والسيرةالنبوية باإلضافة إلى األسطورة كمصدر فني.‏وانطالقا مما سبق يتأكد ومن خالل رصد احلركةاملسرحية في عموميتها ومنذ نشأتها وانطالقامن األعمال املسرحية املقدمة سوف جند أن هذااالستخدام أي استخدام التراث قدمي قدم املسرح‏–العربي ‏/املغربي-‏ ذاته ليبقى أسلوب االستخدامبني :> االستخدام احلرفي للتراث،‏ أي البقاء حتت أسرالتفاصيل واجلزئيات بحجة األمانة التاريخية.‏> املزاوجة بني تسجيل التراث وتطويعه أيمحاولة التوفيق بني املواقف واملعاجلة واملصدرالتاريخي والبناء الفني.‏> تطويع التراث.‏> إضاءته إضاءة عصرية آنية عبر شحنمواضيعه.‏التاريخية وشخوصه بأبعاد جديدة وبرموز جديدةتعبر عن هموم العصر وتناقضاته وطموحه.‏مفهوم الفرجةقبل التطرق إلى أشكال الفرجة في املسرح املغربيال بد من الوقوف على مفهوم الفرجة ، اصطالحاوذلك أن الفرجة وكما جاء في مختار الصحاحلإلمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازيالفرج من الغم تقول فرج الله غمه تفريجاوفرجه أيضا من باب ضربوالفرجة بالفتح التفصي ‏–أيالتخلص من الشيء من الهمقال الشاعر : رمبا تكره النفوس من األمر لهفرجة كحل العقال ‏–احلبل-‏ وانطالقا من هذاالتفسير فإن الفرجة تعني التسلية وتزجية الفراغوالتخلص من الغم والكرب وقد تكون هذه هيميم جريدة ثقافية ترفيهيةالوظيفة األساسية للمسرح خاصة إذا علمنا أناجلمهور ال يذهب إلى املسرح بروح الرغبة فيالتماس الثقافة أو لتلقي املواعظ في األ؟خالقوالتهذيب وإمنا يذهب للمسرح بحثا عن التسليةوتزجية الفراغ والترويح.أي البحث عن الفرجة>– تقول فالن مثال دار عرس وجاب فراجة...-‏ولكن هل ميكن للمسرح أن يساهم في تثقيفاجلمهور وتهذيبه خالل تسليته.‏األشكال الفرجويةإن قراءة بسيطة في ريبرتواراحلركة املسرحية ميكن أنتكشف ودون عناء صيغةمسرحية مغربية صرفةوذلك من خالل – استخدام، استلهام ، استنبات...‏الفرجات واأللعابواالحتفاالت والطقوسواملرويات الشعبيةلقد كانت احللقة في مفهومهاالشعبي وتفاعالت البساطوسطان الطلبة على ممر العصوراللبنة األولى للمسرح املغربيحيث تفاعل الدراميون املغاربة معهذا الينبوع الزاخر واستطاعوا خلق مسرحله طابع خاص مميز ومتطور إضافة إلى عبيداتالرمى و بوجلود أو السبع بو لبطاين سيد الكتفي ..وسأقف بعض الشيء عند مظهر من متظهراتهذه األشكال الفرجوية املا قبل املسرحية –هذه املظاهر املتنوعة احلية للتعبير الدرامي كانتقبل حصول التالقح مع الغرب خالفا ملا يدعيهالبعض ، وذلك أنه وفي كل مكان ببالدنا كانت هناككما أسلفنا مظاهر حية للتعبير الدرامي ففي كلمكان سواء األسواق البدوية أو امليادين العامة كانيظهر الرواة واملداحة وغيرهم فيجمعون حولهم فياملواسم واملناسبات عشرات املستمعني واألوفياءاملتلهفني لسماع نوادر جحا ومالحم سيف بن ذييزن وأحيانا غراميات ناعمة بني أميرات وأمراءحسان ‏،هذه احلكايات املستقاة من التراث الشعبي‏،كانت تروى أو على األسطح كانت تبعث نابضةباحلياة فتخلق أمام املشاهدين شخصيات غنيةعديدة من غنائيني إلى مضحكني ومن أشداء إلىمستغيثني ‏–وكان الرواة يوقفون فجأة حكاياتهممختارين اللحظة املثيرة ليطلبوا مقابال ألتعابهمفال يبخل عليهم حتى املعوزين بذات أيديهم ‏.معاستخدام جميع احليل الفنية العصرية يستخدمهاالرواة من إثارة وتشويق ، وكثير من هؤالء يبقىعالقا بالذاكرة الشعبية .وعليه أال ميكن اعتبار احللقة مسرحا أصيال؟التراث هو قوام الحياة الشعبيةوليس مجرد ركيزة تدل علىأصول أو مراحل تاريخية أوتكشف عن رواسب لم تعد لهاوظيفة تالئم التطوروالمعاصرةإنه املكان الذي يتجلى فيه النبوغ املغربي فيصورته القوية ‏.فمن فطرة وجد الشعب املغربي هذهالصورة املسرحية التي أثارت وتثير أكثر احملاوالتمغامرة في املسرح املغربي أال وهي املسرح الدائريحيث التواصل بني اجلمهور واملمثلني أكثر أهميةمن التواصل في املسارح املصنوعة على الطريقةااليطالية إن البعض ما زال مصرا على اعتبار أناحللقة مشهدا صغيرا يقتصر دوره على تلهية العامة‏.لكن العكس هو الصواب ‏.ذلك أننا جند أنفسنا أماممسرح مغربي أصيل يسترعي االنتباه ويستحقاالعتراف،‏ ويستحق االعتراف،واملمثلون فياحللقة يجسدون شخصيات محددةويحومون في ذكاء بالغ مبوضوعموجز مجمل بينما يحيط بهمصفوف من الناس ‏–الصفاألول منها في الغالب يكونمن اجلالسني وتكون ألبسةهؤالء املمثلني ومعداتهم غيرمألوفة للناظرين مما يبعد كلإحساس بتشابهها ‏،وتكونالفرقة عادة مكونة من أربعةأفراد إلى سبعة ، ليس بينهمعنصر نسوي فيقوم الرجال بدورالنساء وهم متنكرون في تنوراتوأصباغ مغربية ، وهؤالء املمثلونيقومون بالهرج واملوسيقى لإلعالن عنأنفسهم ، وقد استطاع بعضهم تقليد مناذج هزلية محليةفاشتهر في إقليمه بل وفي كل األقاليم/كالبقشيش فيمراكش ، وخليفة،‏ وولد خرشاش،‏ ونعينيعة ‏،وبوغطاطوغيرهم من املبسطني كثير...‏النمط الفرجوي الثاين ‏/عبيدات الرمى/‏إن ظاهرة عبيدات الرمى تعد الفرجة األكثر شعبية منبني األشكال أملا قبل مسرحية التي ازدهرت في املغرب .تعريف:‏ عبيدات الرما اصطالحا تصغير محببلعبيد الرماة وهي فرقة غنائية تعتمد الفرجةوترافق صيادي الغابات واجلبال وهذا الدوراألخير لم يبق له وجود عملي ولكنه ظلحاضرا في املوضوعات واحلركات الفرجويةالراقصة .موطنهم:‏ يغطي هذا النمط من الغناءمنطقة سهول تادال والغرب والشاويةومشارف احلوز وسفوح األطلس املتوسطمميزات النمط:‏ يعتبر هذا النمط الغنائياألكثر شعبية من بني األشكال الغنائية األخرىالتي ازدهرت في املغرب وما تزال حتافظ علىاستمرارها في مناطق عديدة باعتبار هذاالنمط نوعا من الفرجة التقليدية الشعبيةاملتميزة بالتلقائية واملرح والبساطة.‏هيكلة الفرقة:‏ تتكون مجموعة الرما منأغلبية ذكورية في الغالب من الفالحنيوالرعاة وال حتضر املرأة إال ناذرا وفيحاالت خاصة جدا ‏.وهم في الغالب من وسطاجتماعي شعبي كادح .موضوعاتهم:‏ يتناول عبيدات الرما كل املوضوعاتاملرتبطة بالواقع الطبيعي واالجتماعي واألخالقيوالسياسي الوطني ويعتبر كالمهم حكما نافذة لدىاجلمهور .مابعد اإلبداع:‏ لعبيدات الرما سلطة رمزيةتعرف بها ويعبر عن هذه السلطة بشوكة الرماوبتقدمي الزيارة والهدايا وكذلك في إقامتهمالدعاء للمتبركني واملتبرعني لصالح الفرقة .األداء وأدوات العزف : يستعمل عبيدات الرما أدواتطرب طينية وجلدية ومقص ( أدوات لها عالقة بعالمالفالحة(‏ وتعد الطعريجة األداة املميزة لألداء يوازيهارقص عضو يظل واقفا في الغالب ‏.وتؤدي اعبيداتالرما الغناء في شكل دائري قعودا يسيرهم ‏»مقدم«‏ ينظمتوزيع األداء بالنوبة بإشارات معلومة من باقي األعضاء.‏‏-الطعريجة:‏ تتكون من الطني واجللد‏-املقص : ‏)حديد(يستعمل في جز الغنم ( لهما ارتباطبعالم الفالحة(.‏مجال اإلبداع:‏ يقوم اعبيدات الرما باإلضافة إلى الغناءفي األعراس وحفالت القبائل البدوية بتنشيط املواسمالدينية والسياحية ويعتبرون منافسني حقيقيني حلفظةالقرآن في ‏»تسيير إسالن«أي زف العريسني وفي تقدميالهدايا في مواكب احتفالية باملدن أيضا.‏لغة األداء : تعتبر لغة اعبيدات الرما ، وبالنظرالى املوطن والنشأة لغة مجازية موغلة في احمللية.‏مالبسهم:‏ جالليب ، ضراعيات تلبس حتت اجللباب ،البالغي ، الرزز،‏ الشدود،‏ شكاير،‏ باإلضافة إلى بعضاألكسسوارات : بنادق تقليدية خناجر وكميات.‏شبه خاتمةوتأسيسا على ما سبق فإن استخدام التراثواملتجسد في سائر األشكال الفرجوية يعد رافدا منروافد االجتاه التنويري في املسرح املغربي ، وليسمعنى ذلك أن اعتماد التراث مصدرا يعد عمال يتسمبالتقدمية والتطوير في األعمال خاصة وأن االستخدامالسيئ حلوادث التاريخ تظل حبيسة هذا اإلطار أياجلمود.‏ وفي ظل غياب امتالك رؤية جديدة تكشفعن األعمال الثرية لهذا التراث بغية حتويله إلى بناءفني يتسم بالتجدد واإلبداع من أجل الوصول السريعالى وجدان وعقل اجلمهور عن إيقاظ الوعي باألصولالتاريخية.‏< إعطاء احلرية للمشتغلني باملسرح وخاصة‏–املؤلف-‏ في بناء العمل املسرحي بناء دراميا دونتقيد باألبنية املتعارف عليها في املسرح بوجه عام "في املسرح األوربي ".< الرغبة في محاولة تأصيل األشكال اجلمالية عبرهذا االستخدام.‏< استثمار الفرصة التي مينحها االستخدامالتراثي في خلق حوار يتميز بلغة قريبة من املتلقي.‏تنظيم الدورة 22للمعرض الدوليللنشر والكتاب 2016أعلنت وزارة الثقافةالمغربية أنها ستنظمالدورة الثانية والعشرينللمعرض الدولي للنشروالكتاب بالدار البيضاءفي الفترة ما بين 11 و21 فبراير 2016، بفضاءمكتب معارض الدارالبيضاء،‏ زنقة تزنيت،‏مقابل مسجد الحسنالثاني.‏و كانت الدورة السابقةقد شهدت إقباال كبيراحيث حج إلى المعرض مايناهز 340.000 زائر منساكنة البيضاء و باقي مدنالمملكة.‏
Page 1: 8 شبكات متنوعة و ألع
Page 5 and 6: ميم جريدة ثقافية تر

جريدة ميم الثقافية - العدد الأول

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?