paper
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وجهات نظر
الآراء والأفكار المنشورة في
هذه الصفحات لا تعبر سوى عن
وجهات نظر أصحابها
الخميس 12 جمادى الآخرة 1441 ه الموافق 6 فبراير 2020م
للاتصال بوجهات نظر:
هاتف: - ٢ ٤١٤٤١٥٠ ٩٧١ فاكس: - ٢ ٤١٤٤٢٤٥ ٩٧١ ص.ب: ٦٨٧٩ أبوظبي
www.wajhat.com Email: wajhat@admedia.ae
40
هيلة المشوح*
الخطة المقترحة على الفلسطينيين، هي أن يستثمروا
وقت شتائمهم العقيمة ضد المملكة ودولة الإمارات
ويحولوها إلى طاقات وطنية لتحرير بلادهم
قضية فلسطين تمتد تاريخياً
وتتقلص جغرافياً!
لن أتحدث كثيراً في الشق السياسي
للقضية الفلسطينية، فكلنا نعرف
المراحل والتحولات التي مرت بها
منذ وعد بلفور مروراً باتفاقية وايزمان
وسيطرة الجيش البريطاني بما سمي
الانتداب البريطاني على الأراضي
العربية وكل الأحداث والحروب
والمآسي والاتفاقات والإخفاقات
ما بين عامي 1919 و2020 الذي
طرحت فيه خطة سلام الرئيس
الأميركي دونالد ترامب، أو ما عرف
باسم «صفقة القرن» التي استغرق
العمل عليها ثلاث سنوات وتهدف لحل
النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتتضمن
تفاصيل وعقوداً رفضها الفلسطينيون
وتعامل معها البعض بالتهدئة ومحاولات
الإقناع بقبول المتاح والمطالبة بالباقي،
كرأي القيادي السابق في حركة «فتح»
محمد دحلان باقتراحه على الرئيس
الفلسطيني محمود عباس البدء بإعلان
قيام دولة فلسطين على حدود الرابع
من حزيران 1967 وعاصمتها القدس
وفقاً للقرار رقم 19 67/ الصادر عن
الجمعية العامة للأمم المتحدة.. لكن
الأمور آلت إلى الرفض حتى قبل
الإعلان عن الخطة كحال الاتفاقات
والجهود السابقة، سواء العربية أو
الدولية.
سأتناول هنا الجانب الاجتماعي،
أو بالأصح ردات فعل الشعب
الفلسطيني أمام أي تدهور في القضية
الفلسطينية، خصوصاً فيما يتعلق
بالخطة الأخيرة، فكلنا نعرف -مبدئياً-
أن الصراع فلسطيني إسرائيلي، وكلنا
نعلم -أي العرب والعالم أجمع-
الجهود التي قامت بها المملكة العربية
السعودية ودولة الإمارات العربية
المتحدة والتضحيات التي قدمتاها،
والاحتواء التاريخي النبيل للقضية
الفلسطينية كونها قضية أرض عربية
تحوي أحد المقدسات الإسلامية
وهو القدس الشريف. والحديث
يطول عن المواقف التاريخية لقادة
السعودية والإمارات، فمذ بدايات
القرن الماضي ومنذ احتلال الأرض
الفلسطينية ونحن في الخليج عامةً
نقدم كل ما يدعم القضية بالمبادرات
والحلول والمساعدات المالية إيماناً
منا، حكومات وشعوباً، بعدالة القضية
الفلسطينية وأحقية شعبها بكل شبر
اغتصب منه. لكن الذي نلاحظه أنه
عند كل إخفاق أو تدهور في مسار
القضية أو أي هجوم إسرائيلي، أن
بعضاً من الأصوات الفلسطينية توجه
سهامها نحو السعودية والإمارات،
خصوصاً من أولئك الذين يعيشون
بالمهجر أو حتى ممن هم داخل
فلسطين، حتى أصبح البعض منهم
يتعامل مع القضية كصراع بينه وبين
أشقائه في الخليج ومصر وليس
كصراع بينه وبين إسرائيل التي احتلت
أرضه واستوطنتها!
لا شك في أن الشعارات المعادية
التي يرفعها بعض الفلسطينيين من
حين لآخر ضد دول الخليج، وخصوصاً
المملكة العربية السعودية ودولة
الإمارات العربية المتحدة، تتبناها
وتحركها جهات ضليعة بتنظيم الإخوان
المتأسلمين ورعاة الإسلام السياسي،
بدلالة تركيزهم على الدول المقاطعة
لقطر والتنديد بها ورفع شعارات
مناوئة ومناهضة لسياساتها، بما في
ذلك مصر، بينما ترفع شعارات مساندة
ومؤازرة لإيران وتركيا. وهذا السلوك
لا يخص قطاع غزة وحده، والتأجيج
الذي تمارس هناك حركة «حماس»،
بل يتجاوزها إلى الضفة الغربية
أحياناً، حيث أصبح التهجم على هذه
الدول الداعمة يظهر في الأعراس،
ومظاهرات الشوارع، ومنابر المساجد
وخطب الجمعة، وفي الأنشطة الطلابية
داخل الجامعات..! والمثير للاستغراب
أنهم يهاجمون الحكومات الخليجية،
علماً بأن جميع الدول الخليجية لم
تبادر بالتطبيع مع إسرائيل حتى يومنا
هذا عدا دولة قطر التي مدت يدها
لمصافحة إسرائيل بالتطبيع مبكراً
وكذلك فعلت حليفتها تركيا!
على كل حال فالخطة المقترحة على
الإخوة الفلسطينيين، والتي ستكون
ناجعة بالتأكيد، هي أن يستثمروا وقت
شتائمهم غير المجدية ضد المملكة
ودولة الإمارات ويحولونها إلى طاقات
وطنية كفيلة بتحرير بلادهم، فلو
استفادوا من وقتهم المهدر في شتمنا
لصنعوا آليات عسكرية تضاهي ما
تصنعه إسرائيل، فلديهم كفاءات وعقول
يجب استثمارها لما ينفعهم وينتشلهم
من أزماتهم السياسية والمعيشية
والاقتصادية المتعثرة، والأهم أن
يدركوا أن القضية الفلسطينية كلما
امتدت تاريخياً تقلصت جغرافياً،
ليقتنعوا سياسياً بمبدأ «خذ وطالب»!
* كاتبة سعودية
قالوا:
نريد أوضاعاً طبيعية
لعمل الأمم المتحدة،
وهذا يعني أن يتم
إصدار تأشيرات
الدخول بشكل
طبيعي.
أنطونيو جوتيريش -
الأمين العام للأمم
المتحدة
إننا نسعى لبناء
علاقات جيدة مع
الجميع، وليست
لدينا مصلحة في
الانجرار لصراعات
جانبية.
برهم صالح -
الرئيس العراقي
الولايات المتحدة كانت منارة للأمل والحرية لعدة
أجيال، وقد بنت سياسات الهجرة على قيمها،
وليس على الخوف
كريس كونز*
الحظر وسياسة الهجرة
غالباً ما يبرر الرئيس ترامب سياساته، بشأن الأمن القومي، من خلال
طرح خيار خطأ للشعب الأميركي: إننا نستطيع إما الحفاظ على أمن أميركا
أو الحفاظ على قيمنا الأساسية. وكانت هذه رسالة ترامب الأساسية في
يناير 2017، عندما فرض حظراً على السفر إلى الولايات المتحدة بالنسبة
لمواطني سبع دول إسلامية، وهي الرسالة التي سمعناها مؤخراً عندما أعلن
الرئيس توسيع الحظر ليشمل ست دول إضافية هي: إريتريا، وقيرغيزستان،
وميانمار، ونيجيريا، والسودان، وتنزانيا.
والحقيقة أن هذه السياسة لا تجعلنا أكثر أمناً، ولا تساعدنا على محاربة
الإرهاب والتطرف أو تأمين الديمقراطية في العالم. لقد فصلت آلاف
المواطنين الأميركيين عن أسرهم. وهي تعزز رسالة ترامب القائلة بأنه يجب
أن نخشى اللاجئين وجيراننا من المهاجرين، بما يغذي الانقسام والتعصب.
الولايات المتحدة هي الأقوى عندما تكون دولة مرح ِّ بةً بالموهوبين وجاذبة
لهم من جميع أنحاء العالم. وستكون أكثر أماناً عندما تفعل ذلك. ولهذا يعارض
عشرات خبراء الأمن القومي الحظرَ الحالي. فاستهداف أشخاص من بلدان
تشهد بزوغ ديمقراطيات ناشئة للتو، يزيد صعوبة تعزيز القيم الديمقراطية
وفرص التنمية الاقتصادية.
ونيجريا لديها أكبر اقتصاد وأكبر عدد سكان في أفريقيا، والنيجيريون أكبر
مجموعة من المغتربين الأفارقة في الولايات المتحدة، منهم أطباء ومحامون
ومهنيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ونيجيريا دولة ديمقراطية متعددة
الأعراق والديانات في منطقة طالما حاربنا فيها لإرساء مبادئ التسامح
والتعددية. وقد شاركتنا في التحالف الدولي ضد الإرهاب، لاسيما ضد
جماعة «بوكو حرام» التي قتلت قرابة 38.000 شخص منذ عام 2011 ودفعت
2.5 مليون آخرين للنزوح. فلماذا نختار إضعاف نفوذنا في نيجيريا؟
في الأسبوع الماضي فقط، دعت محكمة العدل الدولية ميانمار لاتخاذ
خطوات لمنع وقوع مزيد من الإبادة الجماعية ضد أقلية الروهينجا المسلمة
هناك. وبدلاً من البناء على هذا الحكم الإيجابي والترحيب بمزيد من لاجئي
الروهينجا في بلادنا، اختارت إدارة ترامب، بحظرها الموسع، دفع حكومة
ميانمار بشكل أكبر للدخول في دائرة نفوذ الصين.
وأخيراً، استطاعت قيرغيزستان، وهي جمهورية سوفييتية سابقة، الخروج
من سيطرة روسيا، ومنذ نيلها الاستقلال عام 1991، أحرزت تقدماً كبيراً في
تطوير مؤسساتها الديمقراطية. فلماذا نصعّب عليها حماية استقلالها ورعاية
ديمقراطيتها الفتية؟
لقد تم انتقاد هذه السياسة باعتبارها تخلياً عن قيم الولايات المتحدة التي
تمزق أواصر العائلات الأميركية، لكن هذه الأمثلة تثبت أنها تنطوي على خطأ
خطير في السياسة الخارجية. فرغم أن معظم الأميركيين قد لا يعرفون ذلك
مطلقاً، فإن قرارات الرئيس تسبب أضراراً حقيقية للناس في أنحاء العالم.
إنني أقود في الكونجرس جهوداً لتغيير هذه السياسة من خلال مشروع قانون
«لا للحظر»، الذي قدمتُه مع النائبة «جودي تشو» (ديمقراطية – كاليفورنيا)،
لإلغاء الحظر الذي فرضه الرئيس على المسلمين، ولمنع أي حظر تمييزي
آخر مستقبلاً. ويحدونا الأمل بأن يقر مجلس النواب هذا القانون، ونحن
مصممان على إجراء تصويت عليه في مجلس الشيوخ.
لقد كانت الولايات المتحدة منارة للأمل والحرية لعدة أجيال، إذ بنت
سياستها الخارجية وسياسات الهجرة على قيمها، وليس على الخوف. والآن،
ليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير ذلك.
*سيناتور «ديمقراطي» أميركي عن ولاية ديلاور
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
محمد عارف*
المكوث أقرب ما يمكن من الاتحاد الأوروبي يجمع الآن
بين بريطانيين خسروا معركتهم للبقاء في الاتحاد،
وبريطانيين فازوا بمعركتهم للخروج منه
بريطانيا.. ومتاهةُ الخروج
«نصفهم مجانين، ونصفهم الآخر
ليسوا عقلاء تماماً». قال ذلك عن
الإنجليز الشاعر الاسكتلندي «توبيا
سموليت» في القرن الثامن عشر،
وهو يوضح الكثير لمن عاش مثلي
في إنجلترا أربعين عاماً. وهل غير
الجنون يُفسر تقلب البريطانيين،
«محافظين» و«عمال»، ما بين سعيهم
الحثيث نحو نصف قرن للانضمام
ل«الوحدة الأوربية»، واختيارهم بعد
أعوام من دخولها «بريكست»، وهي
العبارة المدغمة من كلمتي «بريطانيا»
و«خروج». وهم في كل ذلك ما يزالون، كما
قال عنهم تشرشل «لا يخط ُّ البريطاني
خطاً إلا ويُضّ ببه». و«الضَ بضة» جعلتنا
لا نعرف النسبة الحقيقية للمصو ِّتين،
مع أو ضد «بريكست». وحتى لو كانت
النسبة متقاربة لصالح الخروج، فهي
ليست الديمقراطية التي طالماً تم
التبجح بها، بل الدليل على أن النظام
الديمقراطي البريطاني «المجنون» لا
يختلف كثيراً عن الأنظمة الدكتاتورية
في الإذعان لقرار «الزعيم القائد».
وهل غير ديمقراطية «مجنونة»
تتجاهل رغبة أكثر من 40 أو حتى
30٪ من السكان، وفي موضوع يتعلق
بتقرير مصير بلد وشعب، وربما قارة؟
والديمقراطية «المجنونة» تفسر
تقلب مواقف السياسيين، «العمال»
و«المحافظين» على حد سواء، في
الانضمام للاتحاد الأوروبي. وهي
الديمقراطية التي مَكّنَت المحافظين
من الفوز على العمال الذين دعا
ء
زعيمهم (كوربين) إلى إعادة الاستفتاء
العام حول الموضوع، واعتبره كثير من
المحللين السياسيين سبب فشل العمال
في الانتخابات، حين صوّت سكان
مناطق عمالية لصالح زعيم المحافظين
(بوريس جونسن) الذي حسم بشكل
«مجنون» موضوع «بريكست». وبريطانيا
الآن في متاهة ودون دليل عمل خارج
الوحدة الأوروبية. هل هذا هو «الغباء
الأسطوري»، حسب الكاتب البريطاني
«توم مكتاغو»، أم أنه مثال للاتجاه
العالمي الراديكالي الراهن، الذي
يتساهل في تغيير المقدسات، كالحدود،
والدساتير، وكيان الدول؟.. مهما
التاث الجواب، ولابد أن يلتاثُ جواب
«التائهين»، فالنتيجة تُعب ِّر عنها خاتمة
الحكاية البغدادية الفكهة «الخروج
من الحمام ليس كالدخول إليه»!
والفكاهة لم تنتهِ مع إعلان الخروج
من الاتحاد الأوروبي، بل بدأت، ولا
يعرف حتى القائمون بها مرساها
ومجراها. والخروج لن يُغير فحسب
حياة ملايين البريطانيين الذين يقيمون
في أوروبا والأوربيين الذين يقيمون في
بريطانيا، بل قد يعني كارثة سياسية
واقتصادية للبريطانيين ولمن توّرط
بالعيش معهم. والمكوث أقرب ما
يمكن من الاتحاد الأوروبي يجمع الآن
بين بريطانيين خسروا معركتهم في
البقاء في الوحدة، وبريطانيين فازوا
بمعركتهم للخروج منها. وهنا، كما قال
تشرتشل أيضاً «حكمة البريطانيين
هي البيزنس كالمعتاد». وتطغى
مساومات «البيزنس» على ردود الأفعال
البريطانية التي تردد عبارات لا معنى
عملي لها، مثل «طالما كنا أعضاء في
الاتحاد فسنواصل التصرف كوحدة».
وهذه تعليمات وزير خارجية بريطانيا
الذي يحدد لدبلوماسييه «الجلوس
بشكل منفصل عن ممثلي دول الاتحاد
الأوروبي في الاجتماعات الدولية».
ويثير السخرية انغمار جهتين
أوروبيتين متقدمتين علمياً واقتصادياً
بموضوع صيد الأسماك! هذه ثاني
أهم نقطتين في التفاوض الذي لم يبدأ
بعد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي،
والنقطة الأولى تتعلق بما يسمى
«تسوية مجال التعامل»، وتعني أموراً
كثيرة، بينها عدم التراجع عن معايير
التعامل المتفق عليها، وقبول المعايير
الجديدة التي تطرحها «الوحدة».
ويكشف ما يتردد عن المفاوضات
التي ستستغرق حتى نهاية العام، أن
الأسباب التي أدّت إلى خروج بريطانيا
من «الوحدة» هي نفسها تقف حجر
عثرة دون الاتفاق بينهما. ويبدو غير
معقول طلب «بوريس جونسون» أن
تكون الاتفاقات التي يزمع عقدها مع
الاتحاد الأوروبي مماثلة لاتفاقياته مع
كندا وأستراليا، ليس فقط لأنها تجري
إثر طلاق لا مثيل له، بل أيضاً للقارة
الأوروبية التي تحتويهما، وينكشف
لحمها الحي، إذا صح التعبير، في
تلاحمهما في إيرلندا، و«جبل طارق».
*مستشار في العلوم والتكنولوجيا
الطريق إلى التغيير
الحقيقي في السودان
مليء بالتحديات،
وعلى الهياكل
الانتقالية ضمان
المساءلة والشفافية.
عبدالله حمدوك -
رئيس الوزراء
السوداني
هناك إمكانية
كبيرة لعودة تنظيم
«داعش»، مما
يستدعي تحركاً
دولياً لمواجهة
التهديد الإرهابي
المتجدد.
مسرور بارزاني -
رئيس وزراء إقليم
كردستان العراق
الإمارات اليوم
عن نشرة «أخبار الساة» الصارة عن مركز امارات للراسات
والبحوث استراتيجية
جهود الترجمة وجه لنهضة
الإمارات وجسر تواصل مع الأمم
تتنوع أوجه ومظاهر النهضة الحضارية التي تشهدها دولة الإمارات، وتبدو
إنجازاتها ومعالمها جلية واضحة في مجالات الحياة الاجتماعية والعلمية والثقافية
والاقتصادية والعمرانية كافة، وهي كلها نتاج رؤية ثاقبة لقيادة رشيدة تركز على
بناء الإنسان قبل كل شيء وتسليحه بالعلوم بشتى أنواعها ومنابعها، وصقل مهاراته
ومواهبه من خلال توفير مصادر المعرفة التي تعزز لديه القدرة على الإبداع
والابتكار، وتمكنه من استيعاب كل ما يستجد على الساحة العالمية من اكتشافات
ونتاجات يتفتق عنها العقل البشري.
وحتى تكون المعرفة شاملة ومتكاملة، وليكون بمقدور الإنسان الإماراتي والمقيم
على هذه الأرض الطيبة التفاعل على الوجه الأمثل مع المعارف والعلوم والتأثر
والتأثير فيها، والنهل منها بما يتناسب مع اهتماماته وطموحاته، فقد أولت الدولة
اهتماماً كبيراً بعملية الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ومنها إلى تلك
اللغات على تنوعها، باعتبار الترجمة وعاءً لاستيعاب النتاجات العلمية والأدبية
والتقنية للأمم الأخرى ووسيلة لنقل محتوياتها ومضامينها وتبادلها معها وطريقة
ناجعة لتلاقي الأفكار وفهم الآخر والاطلاع على خبراته وتجاربه، وبالتالي تعزيز
التفاهم المشترك فيما بين الشعوب وتدعيم أواصر العلاقات معها نحو إيجاد
المزيد من نقاط الاتفاق والتعايش والاحترام المتبادل.
وحتى يتم تأطير جهود الترجمة وتدعيمها وإيجاد قناة مستدامة تقوم عليها،
أطلقت حكومة أبوظبي من خلال دائرة الثقافة والسياحة في عام 2007 مبادرة
«كلمة» بدعم ورعاية كريمين من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي
عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتقوم على جهود إحياء حركة
الترجمة في العالم العربي ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي
للمساهمة بدورها في خريطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي.
مشروع «كلمة» الذي مرّ على انطلاقه نحو 13 عاماً، رفد الساحة المعرفية
والثقافية بمئات الكتب المترجمة من مختلف اللغات وبينها، وأسس نهضة علمية
ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية يمثل الكتاب فيها حجر الزاوية
والمرتكز، إلى جانب تنظيم الفعاليات والأنشطة المتصلة بالترجمة.
تقول أدبيات هذا المشروع الطموح «إنه يسعى إلى الترجمة عن أكبر قدر ممكن
من اللغات الأجنبية، وإنه نجح حتى الآن في الترجمة عن أكثر من 13 لغة تتضمن
الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والهندية، والتركية، والصينية،
والسويدية، والإيطالية، والهولندية، والروسية، والبولندية، والكردية»، وهو ما يجعل
منه أحد أكبر المشاريع الريادية الحديثة، إن لم يكن أكبرها، على المستوى العربي،
التي تهتم بإثراء اللغة العربية بمعارف الشعوب والأمم الأخرى، وتسعى إلى نقل ما
تضمه لغة الضاد من ثروات وإبداعات وإتاحتها لغير الناطقين بها.
لقد أسهمت هذه المبادرة وفقاً للقائمين عليها في ترجمة مختلف الأعمال إلى
اللغة العربية ونشرها، وبمواضيع تنوعت بين العلوم الطبيعية والإنسانية والأدب
العالمي والروايات وأدب الأطفال، كما أسست قاعدة بيانات «المترجم» التي
تضم أكثر من 600 اسم متخصص في مختلف المجالات، وهو أمر يثير الإعجاب
والاعتزاز والفخر، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم العربي من تراجع في الإنتاج،
وضعف في حركة الترجمة المحكمة.
مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حرص من جانبه على ترجمة
رؤية القيادة الرشيدة في هذا المجال، فاهتم بالترجمة، وأسهم في إغناء الساحة
العلمية والثقافية والأدبية على الصعيدين المحلي والعالمي بالأعمال المترجمة
من اللغة العربية وإليها، وبذل جهوداً كبيرة كان لها تأثيرها في تعزيز التفاعل
بين الثقافات، والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى
العالمي، ومدّ جسور التواصل الثقافي بين الأمة العربية والحضارات الإنسانية
الأخرى، وهو ما أثمر عن فوزه نهاية عام 2019 بجائزة «الملك عبداالله بن
عبدالعزيز العالمية للترجمة»، في دورتها التاسعة، لعام 2018.
لقد أصبحت الإمارات نقطة إشعاع وموئل إبداع ومنطلقاً للأفكار والمبادرات
الخيرة التي تسعى إلى نشر السلام والتعاون بين الناس لما فيه سعادة الإنسان،
وهو أمر يستحق أن نفاخر به العالم الذي يتابعنا عن كثب بعين الأمل والإعجاب.