129984_13- مكافحة الفقر
129984_13- مكافحة الفقر
129984_13- مكافحة الفقر
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
áaô©ŸG ªà› ƒëf<br />
سلسلة دراسات يصدرها مركز الإنتاج الإعلامي<br />
جامعة الملك عبد العزيز<br />
الإصدار الثالث عشر<br />
ô```≤`Ø`dGá`ë``aÉ``µ`e
,IOÉÑY ¬Ñ∏Wh ,á«°ûN ˆ ¬ª∏©J ¿EÉa º∏©dG Gƒª∏©J{<br />
,ábó°U ¬ª∏©j ’ øe ¬ª«∏©Jh ,OÉ¡L ¬æY åëÑdGh ,í«Ñ°ùJ ¬à°SGQOh<br />
záHôb ¬∏gCG ¤EG ¬dòHh<br />
{الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي االله عنه}
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
الحمد الله الذي يرفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات، والصلاة<br />
والسلام على نبينا الكريم الذي أمرنا بالتعلم المستمر من المهد إلى<br />
اللحد. وبعد؛<br />
ô```````````````jó```````````°ü```````J<br />
فإن العالم يعيش منذ عدة عقود في مجتمع المعلوماتية الذي<br />
تلعب فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدور الأكبر في عملية<br />
الإنتاج الحديث، والذي يتسم بأنه إنتاج كثيف المعرفة. ومع تضاعف<br />
المعرفة الإنسانية تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على<br />
المعرفة العلمية، وفي هذا الاقتصاد المعرفي تحقق المعرفة الجزء الأكبر<br />
من القيمة المضافة، ومفتاح هذه المعرفة هو الإبداع والتكنولوجيا.<br />
فنحن نمر الآن بمرحلة من التطور تعرف بتطور العلم التقني حيث لا<br />
يتم التعامل مع مجموعة من العلوم التطبيقية بالمفهوم القديم<br />
للعلوم، وإنما يتم التعامل معها في مجال التطبيق التكنولوجي<br />
الذي يتفاعل مع منجزات كل العلوم الأساسية، ويجعل الفارق<br />
الزمني ضئيلا ً بين المعرفة المتولدة عنها وتطبيقها.<br />
إن السرعة التي يحدث بها التغيير الاقتصادي تشكل تحديا ً<br />
لجميع الدول، حتى المتقدمة منها، إضافة إلى الدور المتعاظم للعلم<br />
والتكنولوجيا في تطوير اتمعات. ويزداد هذا الدور أهمية مع دخول<br />
العالم عصر المعرفة الذي انتهت فيه الايديولوجيات وبرزت فيه<br />
المعارف والتكنولوجيات، وضاقت فيه المسافة بين ظهور المعرفة<br />
العلمية والتطبيق الفعلي لها على أرض الواقع. ولم تتوقف<br />
عجلة التطور عند هذا الحد، بل إن مجتمع المعلومات العالمي<br />
ز
أخذ يتحول بثبات - وإن كان ببطئ - إلى مجتمع المعرفة، والذي لا<br />
يعني فقط تكنولوجيا المعلومات المتقدمة كما يظن الكثيرون في<br />
العالم العربي، بل إن له مقدمات ومقومات أساسية كثيرة لا بد<br />
من توافرها لإقامة مجتمع المعرفة.<br />
ولما كانت المملكة تعيش منذ فترة في عصر المعلوماتية وتطبق<br />
تقنياته وتأخذ بآلياته في مشروعاتها وبرامجها اتلفة، فإنه من<br />
الطبيعي أن تنشد التطلع إلى إنجاز مقومات مجتمع المعرفة.<br />
ويتطلب ذلك منا أن نستوعب التوجهات الجديدة للاقتصاد العالمي<br />
أولا ً، وأن ندرك جيدا ً المضمون الحقيقي للتحولات السريعة التي<br />
تحدث في العالم حولنا، كما يتعين علينا تشخيص قضايا الاقتصاد<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الاستراتيجية والوقوف على التحديات التي تجابهه، والبحث عن<br />
وسائل نموه وتطويره بما يواكب المستجدات وبما تتطلبه معطيات<br />
المستقبل لتحقيق التنمية المستدامة. وعندها يمكن أن نخطط<br />
بدقة لإقامة مجتمع المعرفة الذي تكون فيه عملية إنتاج<br />
المعرفة - والتي ستكون المعيار الفاصل بين اتمعات المتخلفة<br />
واتمعات المتقدمة - هي الشغل الشاغل للمسؤولين ولجميع<br />
المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية المعنية بإعادة تشكيل<br />
مجتمعنا في مسيرته الموفقة - بإذن االله - نحو النهضة العلمية<br />
والتقدم والنماء.<br />
وفي هذا اال . . حرصت جامعة الملك عبدالعزيز على المساهمة في<br />
بناءمجتمعالمعرفةفيبلادنا،فكانأنأعدمعهد البحوثوالاستشارات<br />
ثم مركز الإنتاج الإعلامي في الجامعة سلسلة من الدراسات العلمية<br />
ح
لبيان المدلولات الصحيحة للمفاهيم الجديدة والآليات المستحدثة<br />
التي راجت في الآونة الأخيرة وأفرزتها ظاهرة العولمة، لتكون عونا ً لنا<br />
ودليلا ً هاديا ً نسترشد به في التخطيط على بصيرة لتحقيق التحول<br />
المنشود لإقامة مجتمع معلومات عربي في بلادنا.<br />
إن سلسلة «نحو مجتمع المعرفة» تعتبر إضافة جديدة إلى جوانب<br />
ô```````````````jó```````````°ü```````J<br />
التميز المتعددة التي يتسم بها البحث العلمي في جامعة الملك<br />
عبدالعزيز، كما أنها دليل حي على تفاعل هذه الجامعة وتجاوبها<br />
مع المتطلبات الآنية للمجتمع، وتمثل إسهاما ً جديدا ً منها في نشر<br />
الثقافة العلمية التي أصبحت من ضرورات عصر المعرفة.<br />
أسأل االله التوفيق في تحقيق التقدم المعرفي لبلادنا ومجتمعنا.<br />
مدير الجامعة<br />
أ.د. أسامة بن صادق طيب<br />
ط
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
الحمد الله رب العالمين القائل في محكم تنزيله {إن خير من استأجرت<br />
القوي الأمين} [القصص؛ آيه: ٢٦]، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،<br />
وعلى آله وصحبه أجمعين.<br />
º```````````````jó```````````≤```````J<br />
إن سلسلة «نحو مجتمع المعرفة» التي تفتح للقاريء نافذة<br />
على العالم المتطور والمتقدم علميا ً وتقنيا ً، إنما تهدف إلى مساعدة<br />
قطاعات اتمع اتلفة في التعرف على آليات التقدم والتطوير<br />
والوقوف على الجديد والحديث في العالم، خاصة مع انتشار استخدام<br />
التقنيات التي تتطور بشكل سريع. وهذه السلسلة جزء من رسالة<br />
جامعة الملك عبد العزيز العلمية والبحثية التي تهدف لخدمة اتمع<br />
وتطوير أنظمته والارتقاء بمؤسساته، من هذا المنحى فقد أصدرت<br />
الجامعة سلسلة «نحو مجتمع المعرفة» لبناء ونشر ثقافة التطوير،<br />
فهذه السلسلة من الدراسات العلمية الجادة تهدف إلى تقديم الآليات<br />
والتقنيات التي اعتمدتها تحقيقا ً لمتطلبات التحول إلى جامعة بحثية<br />
وفق خطة استراتيجية طموحة للبحث العلمي تتيح لها مواصلة<br />
التفوق في مجالات التميز البحثي التي أحرزت فيها إنجازات مشهودة،<br />
وتعكف حاليا ً على تنفيذ خطط منهجية لتطوير أنشطتها الجامعية<br />
على كافة المستويات، وقد حققت نقلة نوعية في عدة مجالات<br />
أكاديمية منها برامج التعليم عن بعد والحصول على الاعتماد الأكاديمي<br />
ك
العالمي لبعض كلياتها والتخطيط للتحول إلى جامعة إلكترونية بعد<br />
استحداث وتأسيس نظام للخدمة الإلكترونية الذاتية والدخول في<br />
شراكات استراتيجية مع مؤسسات اتمع العامة والخاصة وإنشاء<br />
حاضنات علمية إلى غير ذلك من المشاريع التطويرية التي بدأت تؤتي<br />
ثمارها بفضل االله في تطوير وتميز الأداء الأكاديمي لهذه الجامعة<br />
الفتية، إذ لا مناص من اتخاذ التقنية والتطوير سبيلا ً للتقدم<br />
والتنمية طالما أن التعامل مع معطيات العصر وإنجازاته العلمية<br />
والتكنولوجية أصبح ضرورة بقاء، وهو من الأسس التي تحرص على<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
توافرها في مشروعات البحث العلمي والتطوير التقني التي<br />
تدعمها والتي تشكل أيضا ً عنصرا ً أساسيا ً في برامج الدراسات<br />
العليا التي تقدمها.<br />
وإنه لمن دواعي سروري أن أقدم هذا الكتاب الحافل بالإنجازات والمبادرات<br />
المتميزةوالخطواتالمباركةالتياتخذتهاالجامعةفي مجالاتالريادة<br />
والتميز والتطوير والتي حظيت بدعم حكومتنا الرشيدة والمتابعة<br />
المستمرة من صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور/ خالد بن<br />
محمد العنقري ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ أسامة بن<br />
صادق طيب، وهذه السلسلة التي أقدم لها هي سلسلة ممتدة<br />
من إنجازات حققتها الجامعة، وستحقق المزيد منها في القريب إن<br />
شاء االله.<br />
ل
وأجدها فرصة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع قطاعات<br />
الجامعة التي أسهمت بفعالية في تحقيق هذه الإنجازات المتميزة<br />
والشكر موصول لكل من ساهم في استمرارية هذه الإصدارات.<br />
سائلا ً المولى تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا ً لما يحبه ويرضاه.<br />
º```````````````jó```````````≤```````J<br />
واالله الهادي إلى سواء السبيل ، ، ،<br />
وكيل الجامعة<br />
للدراسات العليا والبحث العلمي<br />
أ.د. عبد االله بن عمر باحسين بافيل<br />
م
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
هذه السلسلة . . .<br />
á```````````````eó```````````≤```````e<br />
شهد القرن العشرون تطويرا ً خطيرا ً لمفهوم التقدم العلمي<br />
والتكنولوجي، ليس اعتمادا ًعلى النجاحات الفردية التي يحققها بعض<br />
العلماء على نحو ما كان يحدث في القرن التاسع عشر على أيدي<br />
أديسون وأمثاله من العلماء واترعين، وإنما اعتمادا ً على برامج بحثية<br />
تتبناها الحكومة وتفتح مجالات لمشاركة الأفراد والمؤسسات، ومثالها<br />
الدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للبحث العلمي<br />
والتطوير التكنولوجي من خلال الأكاديمية الأمريكية للعلوم، ومن خلال<br />
عقود تجارية يبرمها البنتاجون مع شركات التكنولوجيا المتطورة (بوينج<br />
ولوكهيد وماكدونالد دوجلاس وجنرال إلكتريك وغيرها).<br />
كما نجحت الولايات المتحدة في أن تحول قدرتها الاقتصادية من<br />
الاعتماد على الميزة النسبية للإنتاج التجاري إلى الميزة النسبية للإنتاج<br />
التكنولوجي، وإحداث تخصصات تعتمد على التقدم التكنولوجي في<br />
عدة مجالات، وأصبحت صناعة الإلكترونيات هي أسرع الصناعات نموا ً<br />
على مستوى العالم، كما أن أسرع الصادرات الصناعية نموا ً هي التي<br />
يرتفع بها المكون التكنولوجي.<br />
إن ثورة المعلومات أشبه بالجني أو المارد الشهير في ألف ليلة وليلة،<br />
الذي ظل حبيسا ً داخل الزجاجة أو القمقم، ولكن لقد تكسرت جدران<br />
الزجاجة بفعل الوسائل المعلوماتية الجديدة، ووصلت ثورة المعلومات<br />
إلى مختلف بلدان العالم البعيدة، ولا بد أن تتفاعل آثارها وتداعياتها<br />
داخل تلك اتمعات بعد أن خرج المارد من الزجاجة. فهي مسألة وقت،<br />
لأن تأثير الوسائل التكنولوجية بالغة التقدم لا بد أن يبلغ مداه ولن<br />
يوقفه شيء، ولم يعد بوسع أي مجتمع أن ينغلق على نفسه، وأصبح<br />
لزاما ً علينا - شئنا أم أبينا - أن نتعامل مع العولمة والثقافات المتعددة<br />
ومجتمع المعلوماتية.<br />
س
إن هذه المرحلة من مراحل التطور الحضاري للعنصر البشري التي<br />
اصطلح على تسميتها بالعولمة، قد فرضت علينا تحديات عديدة، يتعين<br />
علينا التعرف عليها أولا ً، ثم مجابهتها بالطرق العلمية وبأساليب<br />
العصر. وتتطلب اابهة الصحيحة لهذه التحديات مقدرة خاصة على<br />
استيعاب التوجهات الجديدة للاقتصاد العالمي، وتشخيصا ً دقيقا ً للقضايا<br />
الاستراتيجية الخاصة بمجتمعنا، وعلاجها بما يواكب المستجدات.<br />
لقد تسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة الإنسانية وتراكمها<br />
بسرعة رهيبة، وخصوصا ً المعرفة العلمية والتكنولوجية، وأدت العولمة<br />
إلى إسقاط حواجز المسافات والزمن، وفتح كل محابس تدفق المعلومات<br />
والمعرفة بكل أشكالها، من خلال شبكة تواصل تحتية وفوقية سلكية<br />
ولا سلكية، ربطت كل البشر في دائرة واحدة مغلقة أتاحت لهم<br />
التفاعل والتداول وضبط الإيقاع، وأصبح التقدم التكنولوجي هو الحلقة<br />
الحاسمة لتحقيق التقدم الاقتصادي. وكان من نتيجة ذلك كله أن تحول<br />
الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد أساسا ً على المعرفة العلمية، أو<br />
الاقتصاد المعرفي المبني على المعرفة التي تسفر عنها البحوث المدنية<br />
والتكنولوجية. وهي المعرفة الجديدة التي تحولت إلى سلعة أو إلى خدمة<br />
أو إلى هيكلة أو إلى طريقة إنتاج. وأصبحت قدرة أي دولة تتمثل في<br />
رصيدها المعرفي، حيث تقدر المعرفة العلمية والتكنولوجية في بعض<br />
الدول بنحو ٨٠٪ من اقتصادها. ومعنى ذلك أن أصبح مجتمع المعلومات<br />
يرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذي يتيح كل شيء فيه فرصا للفرد<br />
ليتعلم ليعرف، ويتعلم ليعلم، ويتعلم ليعيش مع الآخرين، ويتعلم<br />
لتحقيق ذاته. مما يفرض على بلادنا أن تتأهل للدخول في مجتمع المعرفة.<br />
وقد عرف البعض الاقتصاد المعرفي بأنه الاقتصاد المعتمد على المعرفة،<br />
حيث تحقق المعرفة الجزء الأكبر من القيمة المضافة. وفي الاقتصاد<br />
المعرفي تعتبر ااطرة والانتقال أو التغيير المستمر هي القاعدة وليس<br />
الاستثناء بهدف الارتقاء بالحياة الكريمة للإنسان.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
ع
á```````````````eó```````````≤```````e<br />
وتتميز تقنيات عصر المعلومات بعدة سمات، فهي عابرة للثقافات،<br />
وتختصر الزمان والمكان، وتعتمد على الوسائط اللاشخصية، وتقوم<br />
على بنية معرفية أفقية لا رأسية، كما أنها تعتمد على التعليم الذاتي<br />
والمستمر طوال الحياة، وبذلك يتعين على جامعتنا أن تضطلع بأدوار<br />
جديدة لأن السرعة التي يحدث بها التغيير الاقتصادي تشكل تحديا ً حتى<br />
للدول المتقدمة نفسها، إضافة إلى الدور المتعاظم للعلم والتكنولوجيا<br />
في تطوير اتمعات. ويزداد هذا الدور أهمية مع دخول العالم عصر<br />
المعرفة الذي برزت فيه المعارف والتقنيات وضاقت فيه المسافة بين ظهور<br />
المعرفة العلمية والتطبيق الفعلي لها على أرض الواقع.<br />
ولقد صاحب هذه التحولات المتتابعة التي تحدث حولنا ظهور<br />
مفاهيم مستحدثة عديدة أفرزتها ظاهرة العولمة، مما يستوجب منا أن<br />
ندرك المضمون الحقيقي لهذه التحولات، وأن ندرك ونستشرف أعباءها<br />
وتداعياتها على أوضاعنا المحلية الراهنة والمستقبلية، وما يتطلبه ذلك من<br />
إعادة تشكيل مجتمعاتنا في مسيرتها نحو النهضة والتقدم والنماء.<br />
ولقد ظهرت في إطار العولمة فجوات جديدة بين الدول غير الفجوة<br />
المعروفة بين الشمال والجنوب، ومن ذلك مثلا ً ما يسمى الفجوة الرقمية<br />
Divide) (Digital التي أسفرت عنها محاولات التزاوج بين العقل البشري<br />
والعقول الإلكترونية، ويقصد بها الفجوة بين اتمعات والأفراد الذين<br />
يستخدمون بكفاءة وفعالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين<br />
اتمعات والأفراد الذين لا يستخدمون هذه التكنولوجيا. وهذه الفجوة<br />
الرقمية قد تتطور إلى فجوة كمية Divide) (Quantum وهي الفجوة التي<br />
تنجم عن استخدام الحاسبات العملاقة والكمية في حل أعقد المسائل<br />
في ثوان فيما كان يعجز عن حله علماء الرياضيات والطبيعة حتى زمن<br />
قريب، وهو منهج التغلب على التعقيد والتركيب والفجائية في الظواهر<br />
الطبيعية والاجتماعية مما يعرف بظاهرة الفوضى (Chaos) والتي لم تعد<br />
فوضى بالمعني اللغوي، وإنما يتبين أن لها نظاما ً قابلا ً للتحليل والقياس<br />
ف
عندما يبدو بروز تلك المظاهر بصورة مفاجئة غير متوقعة. ومن ثم ظهرت<br />
نظرية الفوضى أو علم المفاجأة Surprise) (Science of وليست هذه نهاية<br />
المطاف في مسلسل التطور في مجالات الثورة العلمية والتكنولوجية<br />
والمعلوماتية لأن العجلة تدور وبسرعة متناهية.<br />
وهناك قلق متزايد من اتساع هذه الفجوات بين الدول المتقدمة والنامية<br />
من جهة وبين شرائح اتمع من جهة أخرى. فالدول مرتفعة الدخل التي<br />
يبلغ عدد سكانها نحو ٨٥٥ مليون نسمة فقط، أي نحو ١٤٪ من سكان<br />
العالم، تمتلك ٩٠٪ من السوق العالمية المنتجة والمستخدمة لتكنولوجيا<br />
الاتصالات والمعلومات. أما بقية الدول متوسطة ومنخفضة الدخل<br />
والتي يقدر عدد سكانها بحوالي ٥٥٠٠ مليون نسمة، أي نحو ٨٦٪ من<br />
سكان العالم، فإنها تستحوذ على ١٠٪ فقط من تلك السوق. ومن هنا<br />
أطلق مؤخرا ً على هذه الفجوة تعبير (الفجوة الرقمية). ومعنى ذلك أن<br />
الدول التي تستفيد بتكنولوجيا المعلومات هي الدول المتقدمة، أما الدول<br />
النامية فيزداد تهميش معظمها في الاقتصاد الإقليمي والعالمي، مما<br />
يترتب عليه آثار اقتصادية واجتماعية وخيمة. أما في داخل الدول نفسها<br />
فسوف تتسع الفجوات بين من يملكون القدرة على استخدام تكنولوجيا<br />
المعلومات، ومن لا يستطيعون ذلك بسبب ظروفهم التعليمية أو<br />
قدرتهم المالية.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
وتبذل محاولات لتضييق هذه الفجوة أو الهوة الرقمية بين الدول<br />
المتقدمة والدول النامية من خلال بعض برامج الأمم المتحدة والبنك الدولي<br />
واموعة الأوروبية، إلا أن معظم هذه المحاولات مرتبكة وغير مدركة لأبعاد<br />
مشكلة الهوة الرقمية وتداعياتها. فهي مشكلة أكبر من أن تحل بامتلاك<br />
كل مواطن لجهاز كومبيوتر متصل بالإنترنت. فهناك معوقات أمام الدول<br />
النامية أهمها عدم توافر البنية الأساسية اللازمة للدخول إلى عصر<br />
المعلومات، وارتفاع أسعار خدمات الاتصالات والمعلومات، وتفشي الأمية<br />
بصورة عامة، وتفشي الأمية الرقمية بصورة خاصة. ويأتي قبل ذلك كله<br />
ص
قدرة الدول على الحصول على المعلومات واستيعابها والاستفادة منها.<br />
فلا يقاس دخول عصر المعلومات بعدد أجهزة الكمبيوتر لكل ١٠٠٠ فرد<br />
مثلا ً، وإنما يقاس بالقيمة المضافة التي تكتسب من تكنولوجيا الاتصالات<br />
والمعلومات ً سواء أكانت مادية أم عينية.<br />
á```````````````eó```````````≤```````e<br />
إننا يجب ألا نفزع من هذه المعوقات، وألا نتخاذل أمام التحديات التي<br />
يفرضها علينا النظام العالمي الجديد، ما دمنا ندرك أبعاد هذه التحديات<br />
ونستعد ابهتها. فنحن في مجتمع يعيش في عصر المعلوماتية وأخذ<br />
منها بنصيب وافر من تقنيات الاتصالات والمعلومات في مؤسساته<br />
اتلفة، وهو يتطلع الآن إلى إنجاز مقومات مجتمع المعرفة. ومن هنا كان<br />
اتجاه معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبدالعزيز لإجراء<br />
دراسات علمية موضوعية للمفاهيم المستحدثة والآليات الجديدة التي<br />
يعتمد عليها مجتمع المعرفة، سعيا ً وراء نشر الثقافة العلمية في<br />
مجتمعنا باعتبارها من الشروط الضرورية لإنبات العلم ونموه وإثماره<br />
وازدهاره، وتوفير المناخ الملائم لتوظيف تكنولوجيا العصر واستخدامها<br />
في كل االات، وإشاعة الروح العلمية بين كل فئات اتمع ليصبح<br />
التفكير العلمي منهاج عمل وأسلوب حياة. كما تهدف هذه السلسلة<br />
من الدراسات إلى نشر الوعي بطبيعة العلاقة التبادلية المتنامية بين<br />
العلم والتقنية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لبعض الشعارات من<br />
قبيل (نقل تكنولوجيا العصر) فلا شيء أضر بالدول النامية عموما ً من<br />
شعار (العلم المناسب) المتداول في البلدان الأغنى والترويج لفكرة نقل<br />
التكنولوجيا من دون نقل العلم فنقل التكنولوجيا يجب أن يصحبه<br />
دائما نقل العلم لكي يكون مجديا ً على المدى الطويل، خاصة إذا كان<br />
هناك احتكاك مباشر مع مراكز التميز العالمية للوقوف على أحدث ما<br />
توصلت إليه من علوم وتقنيات، وعلوم اليوم هي تقنيات الغد.<br />
لقد كان رد الفعل العربي تجاه كل التقنيات المستوردة من الخارج<br />
ينحصر في اكتساب مهارة استخدامها، وليس مهارة استيعابها. وهناك<br />
ق
فرق بين طبيعة الاستخدام وطبيعة الاستيعاب، فالأخير يعني القدرة<br />
على توطين تلك التقنيات وتوظيفها لتحقيق النهوض بمجالات الإنتاج<br />
السلعي والخدمي وتحديث اتمع في كل االات.<br />
إنها قائمة طويلة من المفاهيم والآليات المستحدثة التي راجت في<br />
العقود الأخيرة، والتي يتعين علينا الوقوف على مدلولاتها الصحيحة<br />
ومعرفة كيفية الاستفادة منها لحل مشكلاتنا التنموية<br />
والاجتماعية. ومثال ذلك أن التزاوج بين تقنية المعلومات والاتصالات<br />
أوجدت سبلا ً جديدة وحديثة لأداء الأعمال، وخصوصا ً ما يسمى العمل<br />
عن بعد e-Work) أو Teleworking أو (Work at Home فهناك مجالات<br />
واسعة لإمكانية أداء بعض الأعمال بدون ضرورة التواجد الفعلي بين<br />
طرفي العمل في مكان العمل، وهو ما يناسب ظروفنا الاجتماعية فيما<br />
يخص عمل المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
ونضرب مثالا ً آخر بما أصبح يعرف بالتنمية المستدامة أو (التنمية<br />
صديقة البيئة) التي توازن بين حاجات الإنسان الحالية ومحدودية الموارد،<br />
وبين الاستفادة من البيئة والإضرار بها، والضرر من توابع الاستفادة،<br />
والتوازن بين الحاضر والمستقبل . . وهذا التوجه الجديد يتطلب أنماطا ً من<br />
السلوك لا تهدر الموارد، كما يتطلب أنماطا من الاستهلاك لا تستنزف<br />
الموارد الطبيعية.<br />
وتشمل هذه القائمة أيضا ً كثيرا ً من المفاهيم والمصطلحات والآليات<br />
والتنظيمات المؤسسية التي بدأ تنفيذها جزئيا ً في المملكة، أو يجري<br />
التخطيط لتأسيسها مثل الحكومة الإلكترونية، والجامعات الإلكترونية،<br />
والتعليم عن بعد، واتمع المدني، والمنظمات الأهلية، والمبادرات المدنية<br />
التطوعية . . إلخ.<br />
إن هذه الدراسات التي تقدمها سلسلة «نحو مجتمع المعرفة» تتوخى<br />
دائما ً تحديد إمكانية تطبيق هذه المفاهيم الجديدة في المملكة، ومدى<br />
الاستفادة من هذه الآليات الجديدة في تنفيذ برامجها التنموية، التزاما ً<br />
ر
بمبدأ التفاعل مع احتياجات اتمع والمساهمة في حل مشكلاته بالطرق<br />
العلمية، وهو الهدف الأسمى للبحث العلمي بأنشطته وبرامجه<br />
ومشروعاته المتنوعة التي ترعاها جامعة الملك عبدالعزيز.<br />
á```````````````eó```````````≤```````e<br />
وهذه السلسلة الجديدة من الدراسات التي تهدف لإرساء القواعد<br />
العلمية لتأسيس مجتمع المعرفة في المملكة إنما تضيف بعدا ً جديدا ً<br />
لأنشطة البحث العلمي في الجامعة، وهو نشر الثقافة العلمية التي<br />
باتت من ضرورات العصر، والتي لا تقتصر - كما هو شائع - على تبسيط<br />
العلوم والإلمام بآخر إنجازات العلم والتكنولوجيا، وإنما تعنى تثقيف غير<br />
العلميين علميا ً، وتوعية العلميين ثقافيا ً، بل وعلميا ً أيضا ً. فعلماؤنا -<br />
كما يقول بعض الخبراء - بحاجة إلى تثقيف علمي يحررهم من أسر<br />
تخصصهم الضيق، ويسد فجوات الفراغ الفكري لديهم. ذلك لأن<br />
التفكير العلمي لا يتوافر لدينا، ولم يصبح بعد ذهنية عامة شائعة في<br />
مجتمعنا. ونحن أحوج ما نكون إلى إتباع المنهجية العلمية لإنتاج فكر<br />
يسهم في إثراء المعرفة، وإلى علمية الثقافة بمفهومها الواسع الشامل<br />
تلف جوانب الحياة المادية والمعنوية حتى نستطيع التعامل والتفاعل<br />
مع عصر العلم والتكنولوجيا ونقيم صرح مجتمع المعرفة.<br />
إن مركز الإنتاج الإعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز ليرجو من وراء<br />
نشر هذه السلسلة من الدراسات أن يقدم علما ً ينتفع به اتمع<br />
السعودي بكافة مستوياته، وكل مجتمع عربي ينشد الدخول إلى<br />
مجتمع المعرفة.<br />
و «معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر» كما قال<br />
ابن عباس رضي االله عنهما.<br />
والله الحمد في الأولى والآخرة . .<br />
مدير مركز الإنتاج الإعلامي<br />
أ.د. عصام بن يحيى الفيلالي<br />
ش
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
المحتويات<br />
رقم الصفحة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
تصدير<br />
تقديم<br />
مقدمة<br />
المقدمة<br />
الفصل الأول: خلفيات<br />
˚ تعريف <strong>الفقر</strong><br />
- تعريفات شائعة<br />
- الفقير<br />
- الدول الفقيرة<br />
- وجهات نظر<br />
- التعريف القياسي<br />
- التعريف الشامل<br />
˚ مصطلحات قرآنية<br />
- الخصاصة<br />
- العيلة<br />
- <strong>الفقر</strong><br />
- الإملاق<br />
الفصل الثاني: معايير ومسببات<br />
˚ مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية<br />
- مستوى الاستهلاك<br />
- الأبعاد الأخرى<br />
- <strong>الفقر</strong> المطلق<br />
- <strong>الفقر</strong> النسبي<br />
˚ انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />
- مستوى <strong>الفقر</strong> (البنك الدولي)<br />
- مستوى <strong>الفقر</strong> (الأمم المتحدة)<br />
- المعايير المزدوجة<br />
ز<br />
ك<br />
س<br />
١<br />
١٧<br />
١٩<br />
١٩<br />
٢١<br />
٢١<br />
٢٢<br />
٢٥<br />
٢٦<br />
٣٥<br />
٣٥<br />
٣٦<br />
٣٦<br />
٣٧<br />
٣٩<br />
٤١<br />
٤١<br />
٤٥<br />
٤٥<br />
٤٧<br />
٥٤<br />
٥٤<br />
٥٥<br />
٥٧<br />
ث
المحتويات<br />
رقم الصفحة<br />
٥٩<br />
٦١<br />
٦٣<br />
٦٦<br />
٦٦<br />
٦٩<br />
٧١<br />
٧١<br />
٧٢<br />
٧٣<br />
٧٤<br />
٧٤<br />
٧٥<br />
٧٥<br />
٧٥<br />
٧٦<br />
٧٩<br />
٨١<br />
٨١<br />
٨٢<br />
٨٦<br />
٨٦<br />
٨٧<br />
٨٩<br />
٩٣<br />
٩٤<br />
٩٥<br />
٩٨<br />
٩٩<br />
- التلاعب بالبيانات<br />
الفصل الثالث: أسباب وتداعيات <strong>الفقر</strong><br />
˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي<br />
˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />
- <strong>الفقر</strong> وعالمية التنمية<br />
- أسباب <strong>الفقر</strong><br />
˚ دورة <strong>الفقر</strong><br />
- التأثير على النمو الاقتصادي<br />
- عدم توازن توزيع الثروة<br />
- التدخل المتزايد من الدولة<br />
- الحلول<br />
- حلول اليسار<br />
- حلول السوق الحرة<br />
- تداعيات الحلول<br />
- نقد الإصلاح التقدمي<br />
- الترويج للخصخصة<br />
الفصل الرابع: برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> في العالم<br />
˚ دور الأمم المتحدة<br />
- البنك الدولي<br />
- دور البنك في محاربة <strong>الفقر</strong><br />
˚ دور المعونات الدولية<br />
- الأمم المانحة<br />
- الحملات الشعبية العالمية<br />
- العون الاقتصادي لإنهاء <strong>الفقر</strong> حول العالم<br />
˚ بنك جرامين<br />
- قضية <strong>الفقر</strong><br />
- إنشاء البنك<br />
- إنجازات<br />
- السمات المميزة لبنك جرامين<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
خ
المحتويات<br />
رقم الصفحة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٩٩<br />
١٠٠<br />
١٠١<br />
١٠٣<br />
١٠٤<br />
١٠٥<br />
١٠٧<br />
١٠٨<br />
١٠٩<br />
١١٠<br />
١١٠<br />
١١١<br />
١١٣<br />
١١٣<br />
١١٧<br />
١١٩<br />
١١٩<br />
١٢٠<br />
١٢١<br />
١٢٤<br />
١٢٤<br />
١٢٧<br />
١٣٠<br />
١٣٠<br />
١٣١<br />
١٣٢<br />
١٣٣<br />
١٣٤<br />
١٣٧<br />
- الأهداف الاجتماعية<br />
- النساء كقوة عمل<br />
- الابتكار<br />
- المؤسسية<br />
- الشورى<br />
- التجربة التنموية<br />
- ردود فعل عالمية<br />
- برنامج التضامن<br />
˚ مؤسسة جرامين<br />
- تقارب برامج جميل وبرامج يونس<br />
- مبادرة جرامين - جميل<br />
- المبادرة المصرية<br />
- مبادرة تونس<br />
- بوابة القروض المتناهية الصغر<br />
الفصل الخامس: <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />
˚ اهتمام ملكي<br />
- تفقد حالة <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />
- مؤسسة الملك عبد االله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي<br />
- الصندوق الخيري الوطني<br />
˚ <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />
- مظاهر <strong>الفقر</strong><br />
- فقر النساء<br />
˚ جهود القضاء على <strong>الفقر</strong><br />
- ثقافة الإنتاج<br />
- مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة<br />
- صندوق التنمية الصناعية السعودي<br />
- صندوق المئوية<br />
- برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع<br />
المراجع<br />
ذ
الجداول<br />
رقم الصفحة<br />
جدول (١). عدد حالات سوء التغذية (الجوع) التي تزيد عن ٥ مليون حالة في دول ٨<br />
٩<br />
٢٦<br />
٤٩<br />
٥٦<br />
العالم في الفترة ما بين عام ٢٠٠١م إلى ٢٠٠٢م.<br />
جدول (٢). حالات سوء التغذية بالملايين في الدول العربية.<br />
جدول (٣). معدلات <strong>الفقر</strong> في بعض دول العالم (٪).<br />
جدول (٤). درجة تساوي الدخل في الدول العربية.<br />
جدول (٥). مستوى <strong>الفقر</strong> في دول نامية ودول غنية.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الأشكال<br />
رقم الصفحة<br />
٦<br />
٢٩<br />
٤٣<br />
٤٣<br />
٤٨<br />
٤٨<br />
٥٣<br />
شكل (١). الشريط البرتقالي لرفع مستوى الوعي عن <strong>الفقر</strong>.<br />
شكل (٢). هرم الحاجات البشرية.<br />
شكل (٣). معدل <strong>الفقر</strong> المدقع في مناطق مختلفة من العالم عبر عقدين<br />
من الزمان.<br />
شكل (٤). عدد <strong>الفقر</strong>اء؛ مع إدخال عامل الاستهلاك المنخفض.<br />
شكل (٥). معامل جيني.<br />
شكل (٦). خط لورنز لتوزيع الدخل.<br />
شكل (٧). معيار روبين هوود.<br />
غ
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
٢<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
ربما كان <strong>الفقر</strong> والخوف من <strong>الفقر</strong> هو الشغل الشاغل للإنسان منذ بداية الخليقة،<br />
والحديث عن <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء شغل حيزا ً كبيرا ً في إنتاج الفلاسفة والشعراء والأدباء<br />
والعلماء عبر القرون. أما <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> فكانت شعار الثورات الشعبية والانقلابات<br />
العسكرية منذ بداية التاريخ؛ وعلى رأسها الثورة الفرنسية التي أشار إليها البعض<br />
على أنها ثورة الخبز؛ وكذلك قامت الثورة البلشفية مدعية انصاف <strong>الفقر</strong>اء والعمال<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
والزراع. وتمخض عن تلك الثورات نظريات اقتصادية واجتماعية من رأسمالية<br />
واشتراكية وشيوعية ووجودية وفوضوية. وكلما زاد اللغط حول برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />
في اتمعات اتلفة كلما اشتد بالناس العوز واستشرى الجوع واستفحلت البطالة<br />
وضاقت السبل بالناس على سعة الأرض وما تنتجه من خيرات.<br />
ومنذ عام ١٩٩٣م يتم الاحتفال سنويا ً باليوم العالمي للقضاء على <strong>الفقر</strong>، وذلك<br />
بهدف تعزيز الوعي حول الحاجة للحد من <strong>الفقر</strong>؛ و<strong>الفقر</strong> المدقع في كافة البلدان وبشكل<br />
خاص في البلدان النامية، حيث أصبحت هذه الحاجة إحدى أولويات التنمية. وفي مؤتمر<br />
الألفية التزم زعماء الدول بتخفيض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع - الشعوب<br />
التي يساوي دخلها أقل من دولار في الشهر - إلى النصف بحلول عام ٢٠١٥م؛ وقد<br />
نوه الأمين العام في رسالته لعام ٢٠٠٤م إلى الحاجة إلى قفزة كبيرة إذا أريد تحقيق<br />
النتائج المرجوة من الأهداف الإنمائية للألفية والمستهدفة في عام ٢٠١٥م (١) . كما<br />
صدرت وثائق الجمعية العامة للأمم المتحدة المهتمة ب<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، وتكونت عدة لجان<br />
إقليمية من بينها اللجنة الاقتصادية لأفريقيا (ECA)؛ واللجنة الاقتصادية لأمريكا<br />
اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ،(ECLAC) واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي<br />
آسيا (ESCWA)؛ واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ،(ESCAP)<br />
وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)؛ والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)؛<br />
وصندوق النقد الدولي ،(IMF) واليونسكو؛ ومجموعة البنك الدولي (١) . ومع كل ذلك<br />
٣
فإن <strong>الفقر</strong> حول العالم في ازدياد دءوب، وفق مصادر البنك الدولي نفسه (٢) ؛ حيث وصل<br />
عدد الجوعى حول العالم إلى ٧٠٠ مليون نسمة.<br />
ولم يعد <strong>الفقر</strong> حكرا ً على الدول الفقيرة بل استشرى حتى في الدول الغنية؛ ففي<br />
الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتغير متوسط الدخل للبيوت الأمريكية بين عام<br />
١٩٩٣م وعام ٢٠٠٢م ، بينما ارتفع منسوب <strong>الفقر</strong> في الدولة من ١٢٫١٪ في عام ٢٠٠٢م<br />
إلى ١٢٫٥٪ في عام ٢٠٠٣م، وفق مكتب الإحصاء الأمريكي (٣) ؛ أي أن ٣٥٫٩ مليون أمريكي<br />
منهم ١٢٫٩ مليون طفل يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong>.<br />
ووفق إحصائيات عام ١٩٩٨م (٤) :<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> في المدن الكبرى ١٢٫٣٪.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين المقيمين في وسط المدن ١٨٫٥٪.<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين المقيمين في الضواحي ٨٫٧٪.<br />
˚ نسبة الأطفال <strong>الفقر</strong>اء ١٨٫٩٪.<br />
˚ يشكل الأطفال نسبة ٣٩٪ من <strong>الفقر</strong>اء، وهم يمثلون ٢٦٪ من مجموع السكان<br />
ومستوى <strong>الفقر</strong> بين الأطفال أعلى من أي شريحة أخرى من الأمريكيين؛ حيث<br />
بلغت نسبة الأطفال الأقل من ٦ سنوات والذين يعيشون في عائلة تشمل<br />
أما ً دون زوج ٥٤٫٨٪. ونسبة الأطفال في نفس السن والذين يعيشون في عائلة<br />
مكونة من زوجين ١٠٫١٪.<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أفريقية ٢٦٫١٪.<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أسيوية وجزر المحيط الهادئ ١٢٫٥٪.<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أسبانية ٢٥٫٦٪.<br />
˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول بيضاء غير أسبانية ٨٫٢٪.<br />
٤
ورغم توفر مصادر الطعام في البلاد، نجد أن الأمن الغذائي بعيدا ً من التحقق، خاصة<br />
في المدن الكبرى (٥) ؛ فالإحصائيات تشير إلى أن (٤) :<br />
˚ ازدياد طلبات المساعدة الطارئة للتغذية بنسبة ١٤٪ في عام ٢٠٠٤م، ولم يمكن<br />
تلبية سوى ٢٠٪ من تلك الطلبات، وفق دراسة مؤتمر عمد الولايات المتحدة<br />
Mayors) (United States Conference of في ٢٧ مدينة.<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
˚ وفق دراسة لمؤسسة خبز للعالم Institute) ،(Bread for the World فإن ٣٫٥٪ من<br />
المنازل في الولايات المتحدة؛ حيث يعيش ٩٫٦ مليون فرد من بينهم ٣ ملايين طفل<br />
يعانون من الجوع. وبعض الأفراد في تلك المنازل يضطرون إلى إغفال بعض الوجبات<br />
اليومية أو الإقلال من الطعام أو عدم تناول أي طعام طوال بعض الأيام.<br />
˚ وصل عدد الذين يعيشون في منازل ليس فيها طعام ملائم إلى حوالي ٣٣ مليون<br />
شخص في عام ٢٠٠٠م، وثلث تلك المنازل بها أطفال وكبار السن أمسوا جوعى<br />
في بعض الأحيان.<br />
˚ سجلت مؤسسة الحصاد الثاني Harvest) ،(Second وهي أكبر شبكة بنوك طعام<br />
في الولايات المتحدة - التي تجمع التبرعات في صورة معلبات طعام لتوزعها على<br />
الجوعى - أن حوالي ٢٣٫٣ مليون شخص لجأوا لوكالاتها المحلية للمعونة في عام<br />
٢٠٠١م؛ منهم ٤٠٪ من الطبقة العاملة، مقارنة بعدد ٢ مليون في عام ١٩٩٧م.<br />
والشعور بالجوع عادة ما يتمثل في الشهية للطعام أو الاستعداد لتناول وجبة في<br />
موعدها، وبعد مضي وقت طويل دون استجابة لتلك المشاعر الخفيفة يحس الإنسان<br />
بقرير في الأمعاء الدقيقة ثم ضمور في المعدة وعندما تشتد حدة الشعور بالجوع<br />
يحس بآلام حادة؛ مما قد يدفع الإنسان لالتهام أي شيء حتى لو لم يكن فيه غذاء (٦) .<br />
وعادة يكون بمقدور الإنسان السليم الذي يتلقى تغذية متوسطة أن يعيش لفترة تزيد<br />
عن ٥٠ يوما ً دون طعام، ولكنه لا يحيا دون سوائل لأكثر من ثلاثة أيام.<br />
٥
والجوع المقصود هنا ليس الجوع الرمزي الذي يشير إلى الرغبة في أشياء أخرى غير<br />
الطعام المغذي. وعلى النطاق الجماعي يشير الجوع إلى انتشار حالات سوء التغذية<br />
أو الحرمان في اتمع، الذي هو في العادة نتيجة <strong>الفقر</strong>، أو النزاعات السياسية وعدم<br />
الاستقرار، أو ااعات الجماعية الناجمة عن أحوال زراعية سيئة.<br />
ويعتبر الجوع حتى اليوم المشكلة الرائدة بالنسبة لتداعيات <strong>الفقر</strong> على نطاق العالم<br />
كله وفقا ً لمنظمة الغذاء والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة؛ ففي الفترة من عام<br />
- ١٩٩٩ ٢٠٠٥م كان ٨٥٠ مليون فرد في حالة سوء تغذية شديدة، وهذا الرقم في تزايد<br />
مطرد، ولهذا يستخدم العاملون على <strong>مكافحة</strong> الجوع شريطا ً برتقاليا ً لرفع مستوى<br />
الوعي بمشكلة الجوع (٧) شكل (١).<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
شكل (١). الشريط البرتقالي لرفع مستوى الوعي عن <strong>الفقر</strong>.<br />
وهناك تفسيرات عديدة وآراء متباينة بالنسبة لأسباب استفحال مشكلة الجوع<br />
و<strong>الفقر</strong> في العالم في وجه كل المشاريع المتعاقبة والشعارات البراقة عن <strong>مكافحة</strong><br />
<strong>الفقر</strong>. فمنظمات مثل الطعام أولا ً First) (Food التابعة لمؤسسة سياسة الطعام<br />
والتنمية Policy) (Institute for Food and Development في ولاية كاليفورنيا بالولايات<br />
المتحدة الأمريكية ترفع شعار «سيادة الطعام» حيث ترى أن أي دولة على وجه الأرض<br />
- ربما باستثناء بسيط لبعض المدن التي تشكل دولة - لديها من موارد الزراعة ما<br />
٦
يكفي لإطعام كل من فيها إلا أن نظام اقتصاديات التجارة الحرة المقترن بمنظمة<br />
التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي يقف عقبة في وجه تحقيق ذلك<br />
التوزيع العادل للموارد الغذائية. وبالمقابل فإن البنك الدولي نفسه يدعي بأنه جزء من<br />
فك دورة الجوع و<strong>الفقر</strong> حيث أن قيام الدول ببناء الاقتصاديات التي توجهها عمليات<br />
التصدير ستعود على تلك البلاد بالريع المالي الذي يمكنها من شراء المواد الغذائية<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
من السوق العالمية (٨) . وهذا بالطبع على افتراض أن العائد من التصدير سيعود على<br />
أشخاص أو مؤسسات تشتري به طعاما ً بدلا ً من إعادة استثماره في مشاريع أخرى<br />
خارج الدولة.<br />
ويرى امارتيا سن Sen) (Amartya الذي حاز على جائزة نوبل عام ١٩٩٨م جزئيا ً على<br />
بحوثه في الاقتصاد والجوع و<strong>الفقر</strong>، بأن الجوع في العصر الحديث ليس نتيجة نقص<br />
في موارد الطعام ولكنه ناجم عن مشاكل في شبكات توزيع الطعام، أو سياسة<br />
الحكومات في الدول النامية (٩-٢٣) .<br />
وأيا كان السبب، فإن جدول (١) يرصد بعض الدول التي فيها ٥ مليون أو أكثر من<br />
البشر يعانون من سوء التغذية ما بين عام ٢٠٠١م وعام ٢٠٠٣م وفقا ً لمنظمة الغذاء<br />
والزراعة. وبطبيعة الحال هذه القائمة لا تأخذ في الحسبان تعداد السكان؛ فعلى سبيل<br />
المثال تصل نسبة حالات سوء التغذية في الهند إلى حوالي ١٩٫٦٪، وفي الصين حوالي<br />
١١٪، أما في أنجولا فتصل إلى ٤٢٪. وفي جدول (٢) نجد عدد حالات سوء التغذية بالملايين<br />
في بعض الدول العربية على مدى الفترة من عام ١٩٦٩م إلى عام ٢٠٠٣م حيث هناك<br />
بعض حالات التدهور في بعض الدول بينما البعض الآخر يشهد قدرا ً من التحسن.<br />
ووفقا ً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كانت الإنسانية على وشك<br />
الانتصار في حربها على عدوها القديم في نهاية الربع الأخير من القرن العشرين. ففي<br />
الفترة من عام ١٩٧٠م إلى عام ١٩٩٧م، تراجع عدد الجوعى من ٩٥٩ مليونا ً إلى ٧٩١<br />
٧
مليون شخص نتيجة للتقدم الكبير في خفض عدد الأفراد الذين يعانون من سوء<br />
التغذية في الصين والهند.<br />
بيد أنه في النصف الثاني من عقد التسعينيات، ارتفع عدد الجوعى فى البلدان<br />
النامية بمعدل أربعة ملايين شخص سنويا ً. وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من<br />
سوء التغذية في العالم في الفترة ما بين عامي - ٢٠٠٠ ٢٠٠٢م إلى ٨٥٢ مليونا ً منهم<br />
٨١٥ مليون شخص في البلدان النامية و ٢٨ مليون شخص في البلدان التي تمر بمرحلة<br />
انتقالية وأخيرا ً تسعة ملايين شخص في البلدان الصناعية.<br />
أما اليوم، فواحد من بين كل سبعة أشخاص عاجز عن تلبية احتياجاته الغذائية<br />
الأساسية ليعيش حياة صحية ونشيطة، مما يجعل الجوع وسوء التغذية يشكلان<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الخطر الأول الذي يهدد الصحة العالمية أكثر من مرضي الإيدز والالتهاب الرئوي.<br />
جدول (١). عدد حالات سوء التغذية (الجوع) التي تزيد عن ٥ مليون حالة<br />
في دول العالم في الفترة ما بين عام - ٢٠٠١ ٢٠٠٢م.<br />
ájò¨àdG Aƒ°S ä’ÉM OóY<br />
(¿ƒ«∏e)<br />
á```````dhó````````dG<br />
ájò¨àdG Aƒ°S ä’ÉM OóY<br />
(¿ƒ«∏e)<br />
á```````dhó````````dG<br />
11^5 Éjôé«f 212 óæ¡dG<br />
9^7 É«æ«c 150 Ú°üdG<br />
8^8 ¿GOƒ`````°ù```dG 43^1 ¢ûjOÓéæH<br />
8^3 ≥«ÑeGRƒe 37 ƒ‚ƒµdG<br />
7^9 á«dɪ°ûdG ÉjQƒc 35^2 ¿Éà°ùcÉH<br />
7^1 øª«dG 31^5 É«Hƒ«KEG<br />
6^5 ô≤°ûZóe 16^1 É«fGõæJ<br />
5^9 É«Ñeƒdƒc 15^2 ÚÑ«∏ØdG<br />
5^7 …ƒHÉÑÁR 14^4 πjRGÈdG<br />
5^1 ∂«°ùµŸG <strong>13</strong>^8 É«°ù«fhófEG<br />
5^1 É«ÑeGR <strong>13</strong>^8 ΩÉæà«a<br />
5 ’ƒ‚CG <strong>13</strong>^4 ófÓjÉJ<br />
٨
جدول (٢). عدد حالات سوء التغذية بالملايين في الدول العربية.<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
2004-2003 2002-2001 1997-1995 1992-1990 1981-1979 1971-1969 ó````∏```Ñ````dG<br />
1^4 1^5 1^7 1^3 1^7 6^8 ôFGõ÷G<br />
0^5 0^5 0^3 0^3 0^2 0^1 ôª≤dG QõL<br />
0^2 0^2 0^2 0^3 0^2 0^1 »JƒÑ«L<br />
2^6 2^4 2^2 2^5 3^6 9^1 ô°üe<br />
0^3 0^4 0^3 0^1 0^1 0^3 ¿OQC’G<br />
0^1 0^1 0^1 0^5 0^1 0^1 âjƒµdG<br />
0^1 0^1 0^1 0^1 0^2 0^5 ¿ÉæÑd<br />
- -- 0^0 0^0 0^0 0^2 É«Ñ«d<br />
0^3 0^3 0^3 0^3 0^6 0^7 É«fÉàjQƒe<br />
1^8 1^9 1^7 1^5 1^9 2^5 Üô¨ŸG<br />
0^6 0^6 0^3 Ú£°ù∏a<br />
1^0 0^9 0^8 0^7 0^2 2^6 ájOƒ©°ùdG<br />
8^7 8^8 6^5 7^9 5^7 5^4 ¿GOƒ°ùdG<br />
0^6 0^6 0^6 0^7 0^3 1^0 É```jQƒ```°S<br />
-- -- 0^1 0^1 0^2 0^6 ¢ùfƒJ<br />
-- -- 0^1 0^1 0^0 0^0 äGQÉeE’G<br />
7^6 7^1 5^6 4^2 3^2 3^4 øª«dG<br />
وبرنامج الأغذية العالمي في معالجته لمشكلة الجوع يفرق بين الجوع المزمن الذي<br />
يعاني منه البشر في البلاد التي يجتاحها الجفاف، واللاجئون الذين يعيشون في حالات<br />
سيئة ناجمة عن ويلات الحروب وضحايا الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى التي<br />
ينتج عنها معاناة البشر بسبب نقص الغذاء. بيد أن حالات الطوارئ تمثل فقط ٨٪ من<br />
ضحايا الجوع. وبالطبع كبرنامج مختص بالأغذية فإنه يرى في سوء التغذية اليومية<br />
مشكلة أعقد رغم أنها أقل أشكال الجوع وضوحا ً، فهي تؤثر في ملايين الأشخاص عبر<br />
مدينة جاكرتا في إندونيسيا، مرورا ً بمدينة بنوم بنه عاصمة كمبوديا إلى القرى الجبلية<br />
في بوليفيا ونيبال؛ ففي تلك الأماكن يكون الجوع أكثر من كونه معدة خاوية.<br />
ووفقا ً لدراسات البرنامج ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى فإن ضحايا سوء التغذية<br />
يعيشون لمدة أسابيع وقد تصل إلى عدة شهور على أقل من ٢١٠٠ سعر حراري وهو<br />
٩
المتوسط الذي يحتاجه أي شخص يوميا ً ليعيش حياة صحية. لذا يلجأ الجسم إلى<br />
تعويض الفاقد من الطاقة من خلال تباطؤ الأنشطة الجسدية والعقلية، فالجسم<br />
الذي يعاني من الجوع لا يكون بإمكانه القيام بأي نشاط، كما نجد الطفل الجائع يفقد<br />
أي رغبة في اللعب أوالدراسة.<br />
ويتسبب الجوع أيضا ً في إضعاف الجهاز المناعي للجسم؛ نتيجة الحرمان من التغذية<br />
الصحيحة؛ مما يجعل الأطفال على وجه الخصوص عرضة للإصابة بالأمراض الشائعة<br />
مثل الملاريا والإسهال. وفي كل عام يؤدي سوء التغذية إلى زيادة عدد حالات الوفيات بين<br />
الأطفال دون سن الخامسة لتصل إلى أكثر من عشرة ملايين طفل.<br />
وفى حال حصول الأشخاص على الغذاء، فإنهم يكونون أيضا ً عرضة للإصابة بسوء<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
التغذية فى حالة افتقار الغذاء إلى المكونات الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن<br />
اللازمة لتحقيق المتطلبات الغذائية في اليوم الواحد. ويعتمد كل شكل من أشكال<br />
سوء التغذية على حجم المكونات الغذائية التي لا تتوافر في الوجبة إضافة إلى المدة<br />
الزمنية للغذاء وعمر الشخص.<br />
ويعد نقص البروتينيات من أكثر الأنواع شيوعا ً، حيث يتسبب غياب البروتينيات في<br />
الإصابة بمرض كواشيركور، كما تكون الأشكال الأخرى لسوء التغذية أقل ملاحظة<br />
ولكنها ليست أقل خطورة. وينتج عن نقص الفيتامينات والعناصر المعدنية (العناصر<br />
الصغرى) والتي تؤدي إلى الإصابة بالأنيميا، والإسقربوط، ومرض بري بري، وبلاجرا،<br />
وجفاف العين.<br />
وطبقا ً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة لعام ٢٠٠٤م حول الغذاء (٢٤) ، فإن هناك أكثر<br />
من ملياري شخص في العالم يعانون من نقص الفيتامينات والعناصر المعدنية، خاصة<br />
فيتامين (أ)، وعنصري الحديد والزنك، لورودهم في القائمة العاشرة التي وضعتها منظمة<br />
الصحة العالمية لمسببات الوفاة في البلدان النامية (٢٥) . وفيما يلي عرض لأوجه النقص:<br />
١٠
˚ نقص الحديد: يعتبر من أكثر أشكال سوء التغذية شيوعا ً في العالم، حيث يعاني<br />
منه أكثر من مليار شخص نصفهم مصابون بالأنيميا، ولأن الحديد يدخل في<br />
تركيب الجزئيات التي تحمل الأوكسجين في الدم، فبالتالي تكون أعراض النقص<br />
هي التعب والكسل. لذا يؤدي النقص الشديد في الحديد إلى تدهور القدرة<br />
الإنتاجية للأشخاص، حيث إن نقص الحديد يعوق التنمية الفكرية للشخص،<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
كما أنه يصيب ما بين ٤٠٪ - ٦٠٪ من الأطفال في البلدان النامية.<br />
˚ نقص فيتامين (أ): يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى معاناة الجهاز المناعي موعات<br />
كبيرة من الأطفال دون سن الخامسة في البلدان الفقيرة مما ينذر بقابليتهم<br />
للإصابة بالكثير من الأمراض. فعلى سبيل المثال، يؤدي النقص في فيتامين (أ)<br />
إلى زيادة مخاطر الوفاة من الإسهال والحصبة والملاريا بنسبة ٢٠٪ - ٢٤٪. ويعاني<br />
نحو ١٤٠ مليون طفل في سن مبكرة في ١١٨ دولة وأكثر من سبعة ملايين<br />
سيدة حامل من هذا النقص، كما يعتبر هذا النقص أيضا ً سببا ً رئيسا ً في<br />
إصابة الأطفال بالعمى في البلدان النامية.<br />
˚ نقص اليود: يعاني من نقص اليود أكثر من ٧٨٠ مليون شخص في العالم.<br />
ومن أكثر أعراضه وضوحا ً تورم الغدة الدرقية. وتكمن الآثار الخطيرة لهذا المرض<br />
في المخ حيث لا يمكن أن ينمو دون توافر اليود. وطبقا ً لأبحاث الأمم المتحدة، يولد<br />
نحو ٢٠ مليون طفل وهم مصابون بالتخلف العقلي نتيجة افتقار الأمهات<br />
لليود أثناء الحمل. وتعاني أسوء الحالات من تأخر النمو والتي ترتبط إلى حد كبير<br />
بالتخلف العقلي.<br />
˚ نقص الزنك: يؤدي نقص الزنك إلى تأخير النمو وضعف الجهاز المناعي في الأطفال<br />
الصغار. ويرتبط نقص الزنك بخطر التعرض للإسهال والالتهاب الرئوي الذي<br />
يسفر عن وفاة أكثر من ٨٠٠ ألف شخص سنويا ً.<br />
١١
وسواء كانت هذه الأرقام إشارة إلى الجوع أو سوء التغذية في العالم، فإن مشكلة<br />
الجوع قائمة ومستعصية على الحل.<br />
ولعل من أسباب صعوبة تعامل المنظمات الدولية مع مشكلة <strong>الفقر</strong> والجوع في<br />
بلاد العالم، هي النظرة الدونية التي ينظر بها القائمون على حل المشكلة إلى الذين<br />
يعانون من مغبات <strong>الفقر</strong> والتضور جوعا ً. حيث أن هناك خلط في المفاهيم نتيجة<br />
تعريف الجوع وسوء التغذية. فسوء التغذية حالة قد يعاني منها الغني والفقير على<br />
السواء. بل إن كثيرا ًمن أوبئة العصر هي نتيجة سوء التغذية، بما فيها إضطرابات الأكل<br />
اتلفة مثل مرض الشراهة العصابي ،(Bulimia) ومرض فقدان الشهية العصابي<br />
Nervosa) (Anorexia اللذان يصيبان الكثير من الممثلات والموديلات، وكذلك الشراهة<br />
أو إدمان الطعام، والتخمة، وكل أنواع الخلل في النظام الغذائي، مثل ما يفعله<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
المراهقون الذين يعيشون على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية. فكل المصابين<br />
بهذه الأوبئة ومزاولي تلك العادات يدخلون ضمن إحصائيات حالات سوء التغذية أو<br />
الجوع وفق منظمات الأمم المتحدة.<br />
ومن دعاء رسول االله صلى االله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس<br />
الضجيع. ومن الخيانة فإنها بئست البطانة" (رواه النسائي وابن ماجه).<br />
كما أن الجائع ليس جائعا ً لأنه لا يحسن انتقاء ما يأكل، وإنما لأنه فقير غير قادر على<br />
العمل والحصول على ما يسد جوعه. والجائع ليس بالضرورة جاهلا ً عما يفيده أويضره،<br />
بل إن الإنسان بغريزته يميز بين الخبيث والطيب في مطعمه، إذا لم يفسد تلك الغريزة<br />
العوز والحاجة، والقيود المفروضة عليه في أن يصطاد ويزرع ويربي أنعاما ً يأكل منها.<br />
ومن أسباب استعصاء حل مشاكل الجوع هو أن هناك من يرى أن <strong>الفقر</strong> ثقافة وأنها<br />
حلقة لا مخرج لأحد منها. وفكرة ثقافة <strong>الفقر</strong> نظرية اجتماعية تستخدم في توضيح<br />
دورة <strong>الفقر</strong>، وهي قائمة على أن الفقير له قيم فريدة من نوعها، والنظرية ترى أن الفقير<br />
١٢
سيظل يعاني من <strong>الفقر</strong> لأنه ألفه وكرس نفسه على مشقة <strong>الفقر</strong>. ف<strong>الفقر</strong>اء أناس<br />
شكل <strong>الفقر</strong> حياتهم، بل إن أعباء <strong>الفقر</strong> حولت حياة <strong>الفقر</strong>اء إلى فئات اجتماعية<br />
تشكلت سلوكياتها ومواقفها بحيث أنها فقدت القدرة على الهروب من طبقتها<br />
الدنيا (٢٦-٢٨) ، كما أن <strong>الفقر</strong>اء لهم من الخصائص ما لا يشاركهم فيها أي طبقة من<br />
الطبقات الاجتماعية الأخرى (٢٩) .<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
والبشر الذين تجمعهم ثقافة <strong>الفقر</strong> لديهم مشاعر قوية بالهامشية، وهبوط الهمة،<br />
وقصر اليد، وعدم القدرة على الاعتماد على أنفسهم، وعدم الإنتماء. فهم كالغرباء<br />
في بلادهم يؤمنون بأن المؤسسات القائمة لا تخدم احتياجاتهم ولا اهتمامهم؛ وإلى<br />
جانب الشعور بقلة الحيلة فإن هناك شعورا ً شائعا ً بينهم بالضعة وأن لا وزن لهم ولا<br />
قيمة. ويعتبر أصحاب النظرية أن ذلك ينطبق على سكان المساكن العشوائية بمدينة<br />
مكسيكو سيتي - عاصمة المكسيك - الذين لا يشكلون مجموعة عرقية مميزة ولا<br />
يعانون من التمييز العنصري، وكذلك السود في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة<br />
سكان المساكن الشعبية، إلا أنهم بالإضافة إلى كونهم فقراء يعانون من التمييز<br />
العنصري (٢٨) .<br />
وقد جذبت نظرية ثقافة <strong>الفقر</strong> التي خص بها منظروها الدول النامية فقط؛ انتباه<br />
بعض صانعي السياسة الأمريكية والسياسيين وظهرت في بعض التقارير الخاصة<br />
بالحرب على <strong>الفقر</strong> في الولايات المتحدة الأمريكية (٣٠-٣٤) .<br />
ومنذ العقد السادس في القرن الماضي والنقاد يهاجمون نظرية ثقافة <strong>الفقر</strong><br />
كسبب في استمرار <strong>الفقر</strong> رغم حملات <strong>الفقر</strong> الموجهة إليه ويثبتون بالبيانات الواقعية<br />
زيف ذلك النموذج (٣٥) ، إلا أن عقودا ً من النقد من علماء الإجتماع وعلماء الجنس البشري<br />
والأكاديميين الآخرين الذين رفضوا أن للفقراء ثقافة فريدة على أساس تداعي محاولات<br />
إثباتها، لم تتغلب على فكرة ثقافة <strong>الفقر</strong> التي ما زالت حية بين الناس (٣٦) .<br />
١٣
وعلى نفس المنوال، تقوم ظاهرة «حلقة <strong>الفقر</strong>»، في علمي الاقتصاد والإجتماع؛<br />
كظاهرة اجتماعية تشير إلى أن من يصيبهم <strong>الفقر</strong> من الأفراد يبدون ميلا ً لأن يبقوا<br />
فقراء طوال عمرهم بل وعبر أجيال متعاقبة في بعض الأحوال. وحلقة <strong>الفقر</strong> حلقة<br />
مفرغة تتغذى على نفسها لإنها تنشأ من عدم توفر الموارد المالية اللازمة للخروج<br />
من <strong>الفقر</strong> أي رأس المال المنتج والذي يعتقد بعض النقاد أنه لا يمكن الحصول عليه من<br />
البداية إلا إذا كان للفرد موارد مالية. كما أن بعض النقاد لنظرية حلقة <strong>الفقر</strong> يرون أن<br />
من الصعب على الفقير أن يخرج من حلقة <strong>الفقر</strong> لا حبا ً في <strong>الفقر</strong> ولكن لأنه لا يملك<br />
من الموارد ما يكفي للاستثمار في تنمية حالته الاقتصادية.<br />
وحلقة <strong>الفقر</strong> لها جذور تاريخية قديمة على مر العصور خاصة في التواكلية<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
والقدرية. فالفلاحون والمزارعون الذين يفلحون الأرض لصاحبها عليهم أن يدفعوا<br />
غالبية محاصيلهم لصاحب الأرض كإيجار أو للحكومة كضرائب، ولا يسمح لهم<br />
بالاحتفاظ إلا بالقليل الذي يكفي لمعاشهم. ولما كانوا لا يملكون القدرة على التوفير<br />
للاستثمار في رأس المال البشري أو العيني لإصلاح حالهم أو إنتاجهم أو لتوليد دخل<br />
لهم فإن عائلات المزارعين تبقى فقيرة لأجيال. وبالتطبيق على مستوى الدول تسمى<br />
حلقة <strong>الفقر</strong> أحيانا ً بمصيدة <strong>الفقر</strong> (٣٧) .<br />
ومن الوجهة المادية والرأسمالية البحتة، ربما كان هناك صحة لبعض جوانب تلك<br />
النظريات، لهذا جاء الإسلام بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي إلى مجتمع تزاول فيه<br />
بعض هذه الظواهر التاريخية من اكتناز المال؛ ودفع <strong>الفقر</strong>اء إلى البقاء على فقرهم،<br />
وتواكل الفقير واستسلامه إلى حال فقره؛ ورضائه بالدنية في دنياه. ففي الحض على<br />
الخروج من دائرة <strong>الفقر</strong>؛ يروى عن أنس بن مالك: أن رجلا ً من الأنصار أتى النبي صلى االله<br />
عليه وسلم يسأله فقال: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى حلس: نلبس بعضه ونبسط<br />
بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء. قال: "ائتني بهما".قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول<br />
١٤
االله صلى االله عليه وسلم بيده وقال:"من يشتري هذين ؟".قال رجل: أنا آخذهما بدرهم.<br />
قال: "من يزيد على درهم ٍ ؟"مرتين أو ثلاثا ً.قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه،<br />
وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري.وقال: "اشتر بأحدهما طعاما ً فانبذه إلى أهلك،<br />
واشتر بالآخر قدوما ً فأتني به".فأتاه به فشد فيه رسول االله - صلى االله عليه وسلم<br />
- عودا ً بيده ثم قال له: "اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما ً".فذهب الرجل<br />
á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />
يحتطب ويبيع، فجاءوقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا ً وببعضها طعاما ً.<br />
فقال رسول االله صلى االله عليه وسلم: "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة ً في<br />
وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة ٍ: لذي فقر ٍ مدقع ٍ، أو لذي غرم ٍ مفظع ٍ،<br />
أو لذي دم ٍ موجع" (رواه أبو داود في سننه).<br />
وبالنسبة للتواكل فلقد قال عمر الفاروق رضي االله عنه: "أرى الرجل فيعجبني،<br />
فأسأل أله عمل؟ فإن قيل: لا، سقط من عيني. وكان يقول: قد علمتم أن السماء لا<br />
تمطر ذهبا ً ولا فضة".<br />
وفي هذا الإصدار نعرض بعض الخلفيات عن <strong>الفقر</strong>، وتعريفاته، وقضاياه، ثم نعرج<br />
على نبذة تاريخية عن مفهوم <strong>الفقر</strong> عبر مراحل التاريخ اتلفة، بما في ذلك العالم<br />
المعاصر، ثم نتطرق إلى برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، ونعرض تقييما ً لها.<br />
١٥
١٦<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
äÉ«Ø∏N<br />
˚ تعريف <strong>الفقر</strong> ˚ مصطلحات قرآنية<br />
١٧
١٨<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
تعريف <strong>الفقر</strong><br />
á`©`FÉ`°T äÉ``Ø`jô`©J<br />
<strong>الفقر</strong> من أكثر المفاهيم التي عرفت من أوجه مختلفة ومتعددة؛ وأكثرها شيوعا ً<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
هو (٣٨) : «الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد إلى الدخل الكافي للحصول على<br />
المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يعد من<br />
الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة».<br />
ومن الأقوال الشهيرة عن <strong>الفقر</strong>: «<strong>الفقر</strong> هو الجوع والوحدة وعدم وجود مأوى يؤوي<br />
عند انتهاء اليوم وحرمان وعنصرية واستغلال وجهل» (أم من أمريكا اللاتينية).<br />
«<strong>الفقر</strong> معناه أن تستيقظ بلا منظور، <strong>الفقر</strong> يسلبك تطلعك إلى المستقبل» (ممثل<br />
رابطة نشاطات المؤسسات غير الحكومية).<br />
«الحقوق التي يثرى بها دستورنا الجديد ستكون خاوية، وديمقراطيتنا ستبقى هشة<br />
إذا لم يصحبها التحسن والتقدم في حياة البشر؛ خاصة هؤلاء الذين يتحملون عبء<br />
<strong>الفقر</strong> وعدم المساواة» (نيلسون مانديلا).<br />
وعلى المستوى العام: <strong>الفقر</strong> ناتج عن المستوى المنخفض للتنمية الاقتصادية أو<br />
للبطالة المنتشرة، والأفراد الذين لا يملكون القدرة الأقل من المتوسطة للحصول على<br />
دخل - لأي سبب كان- غالبا ً ما يكونون فقراء.<br />
وهذا التعريف للفقر يحمل بين طياته إحدى التعريفات الثلاثة التي يعرف بها<br />
<strong>الفقر</strong>اء، والتي حددت في منتدى العالم الثالث ١٩٩٤م (٣٨) :<br />
˚ التعريف الموضوعي للفقراء: ويركز التعريف على كون <strong>الفقر</strong>اء هم غير القادرين<br />
على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة. ويعتبر كلا ً من دخل الأسرة<br />
ومتوسط نفقات الفرد مقياسين كافيين لمستوى المعيشة، وهنا يكمن الفرق<br />
١٩
بين <strong>الفقر</strong> وعدم المساواة، فكما ذكر البنك الدولي في تقرير التنمية في العالم<br />
١٩٩٠م أن <strong>الفقر</strong> يعبر عن المستوى المطلق لمعيشة جزء من السكان وهم <strong>الفقر</strong>اء،<br />
بينما يعبر عدم المساواة عن المستوى النسبي للمعيشة في اتمع ككل.<br />
˚ التعريف الذاتي للفقراء: يعرف فيه <strong>الفقر</strong>اء من وجهة نظر الفرد ذاته؛ فإذا شعر<br />
بأنه لا يحصل على ما يحتاج إليه - بصرف النظر عن احتياجاته الأساسية<br />
- يعد فقيرا ً.<br />
˚ التعريف الاجتماعي للفقراء: هم من يحصلون من اتمع على مساعدة<br />
اجتماعية، ويعتبر الحد الفاصل للفقر هو الحد الأدنى الرسمي للدخل الذي<br />
يحصل عليه الفرد عندما يعتمد في معاشه على المعونة الاجتماعية.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
ومن التعريفات التي تأتي مصاحبة لتعريف <strong>الفقر</strong> هو تعريف حد <strong>الفقر</strong> وهو الحد<br />
الأدنى من الدخل اللازم لتلبية النفقات الضرورية للغذاء والبنود غير الغذائية لأفراد<br />
الأسرة، بحيث يعتبر هذا المستوى من الدخل أو الإنفاق هو الحد الفاصل بين <strong>الفقر</strong>اء<br />
وغير <strong>الفقر</strong>اء؛ فمن يقعون عند الحد الفاصل أو أدنى منه يوصفون بأنهم فقراء، ومن<br />
يقعون فوق الحد الفاصل هم غير <strong>الفقر</strong>اء. وقد حدده البنك الدولي في تقرير التنمية<br />
عام ١٩٩٢م بأنه ٤٠٠ دولار للفرد عام ١٩٩٠م وما يوازيها من دولارات حتى عام ٢٠٠٠م.<br />
أما برنامج الأمم المتحدة للتنمية فقد عرف <strong>الفقر</strong> ببعد إنساني أعمق؛ وهو أنه<br />
إنكار ورفض للعديد من الاختيارات والفرص الأساسية لتنمية الإنسان، ويتضمن<br />
ذلك القدرة على عيش حياة طويلة مبدعة وصحية وعلى اكتساب المعرفة ونيل<br />
الحرية والكرامة واحترام الذات واحترام الآخرين، والتوصل إلى المصادر المطلوبة لمستوى<br />
معيشة كريمة (٣٨) .<br />
وتضم دائرة <strong>الفقر</strong> مليار فرد في العالم بعد استبعاد الصين والهند، حيث يقل فيها<br />
دخل الفرد عن ٦٠٠ دولار سنويا ً منهم ٦٣٠ مليون في فقر شديد (متوسط دخل الفرد<br />
٢٠
يقل عن ٢٧٥ دولار سنويا ً)، وإذا اتسعت الدائرة وفقا ً لمعايير التنمية البشرية لشملت ٢<br />
مليار فرد من حجم السكان في العالم البالغ حوالي ٦ مليار فرد، منهم مليار فرد غير<br />
قادرين على القراءة أو الكتابة، ومليار ونصف لا يحصلون على مياه شرب نقية، وهناك<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية، وهناك مليار فرد يعانون الجوع، وحوالي ١٣<br />
مليون طفل في العالم يموتون سنويا ً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو<br />
سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم (٣٩) .<br />
ô`«`≤`ØdG<br />
الفقير هو الذي لا مال له و العاجز عن دفع ما يؤمن لقمة العيش له أو سد حاجته.<br />
واقتصاديا ً الفقير هو من يعيش تحت حد <strong>الفقر</strong>. ولفظة فقير في الهند تطلق على<br />
زهاد يستعملون تمتمات مقدسة صوفية إسلامية أو هندوسية. والصورة النمطية<br />
للفقير هو أن يمضي حياته شبه عار، ويمشي حافي القدمين على الجمر المتقد، وينام<br />
على سرير من المسامير، ويرتفع جالسا ً في الهواء، ولا يأكل ولا يشرب. وهؤلاء الزهاد<br />
يقلدهم الكثير من متسولي الشوارع البسطاء في الهند وباكستان مما جعل كلمة<br />
فقير تدخل لغتي الأوردو والهندية كمرادف لمتسول (٤٠) .<br />
Iô`«`≤`Ø`dG ∫hó``dG<br />
يمكن تعريف الدول الفقيرة بأنها تلك الدول التي تعاني من مستويات منخفضة<br />
من التعليم والرعاية الصحية، وتوفر المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ومستوى<br />
الغذاء الصحي كما ً أو نوعا ً لكل أفراد اتمع ويضاف إلى ذلك معاناتها من التدهور<br />
والاستنزاف المستمر لمواردها الطبيعية، مع انخفاض مستوى دائرة <strong>الفقر</strong> (٣٩) .<br />
وقد عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي<br />
ينخفض فيها دخل الفرد عن ٦٠٠ دولار، وعددها ٤٥ دولة معظمها في أفريقيا، منها<br />
١٥ دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن ٣٠٠ دولار سنويا ً.<br />
٢١
وبرنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوى رفاهية<br />
الإنسان ونوعية الحياة .(Livelihood) هذا البرنامج وسع دائرة <strong>الفقر</strong> بمفهوم نوعية<br />
الحياة لتضم داخلها ٧٠ دولة من دول العالم، أي هناك حوالي ٤٥٪ من <strong>الفقر</strong>اء يعيشون<br />
في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي أن هناك فقراء في بلاد الأغنياء، ويكتفى هنا<br />
بذكر أن ٣٠ مليون فرد يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong> في الولايات المتحدة الأمريكية (١٥ ٪<br />
من السكان) (٣٩) .<br />
ô`````f äÉ``¡```Lh<br />
<strong>الفقر</strong> مفهوم غير محدد، فربما كان هناك فقراء بقدر ما توجد دلالات متعددة للكلمة<br />
وبقدر عدد البشر وتوقعاتهم، فلغات العالم تتنافس مع بعضها البعض في عدد الكلمات<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
التي تشير إلى ظروف الفرد المرتبطة بالمدركات اتلفة للفقر؛ فمثلا ً: في الفارسية ثمة<br />
ما يزيد على ٣٠ كلمة تصف أولئك الذين يعتبرون لسبب أو لآخر فقراء. وفي معظم<br />
لغات إفريقيا هناك على الأقل، من ٣ إلى ٥ كلمات لتعريف <strong>الفقر</strong>، وهكذا (٤١) .<br />
وواقعيا ً، ليس ثمة تعريف موحد للفقر في كل الثقافات؛ بل قد لا تعتبر كل الثقافات<br />
<strong>الفقر</strong> عيبا ً، ف<strong>الفقر</strong> لم يكن ولفترة طويلة من الزمان وفي العديد من حضارات العالم<br />
نقيض الغنى، وكان ثمة دائما ً مجال «<strong>الفقر</strong> الاختياري» أي أولئك البشر الذين رفضوا<br />
الزخرف والمظهر وانطلقوا يسبحون في ملكوت االله، وكان احترام أولئك <strong>الفقر</strong>اء<br />
باختيارهم (المتصوفة على سبيل المثال) من تقاليد الشرق المستقرة.<br />
وحديثا ً؛ مع اتساع الاقتصاد التجاري وعملية التمدن، اكتسب <strong>الفقر</strong> دلالته<br />
الاقتصادية، وأصبح الفقير هو من ينقصه المال والممتلكات التي يحوزها الغني،<br />
ويتحول <strong>الفقر</strong> إلى معنى مطلق وليس نسبيا ً، فيصير <strong>الفقر</strong> عيبا ً وبعدئذ يصير مرضا ً<br />
يذل من يصاب به ويجب علاجه.<br />
٢٢
إن الفقير في اتمعات البشرية قبل سيطرة الاقتصاد هو ذلك العضو الذي يكسب<br />
قوت يومه بصعوبة أو الذي اختار الكفاف، بيد أنه يظل عضوا ً في الجماعة، لكنه لاحقا ً<br />
أصبح ذلك الغريب المتشرد الذي يتم عزله وتهميشه في الواقع المعاش.<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
وطبقا ً لأدبيات التنمية فإن <strong>الفقر</strong> صفة تمع ما؛ الفرد فيه لا يحقق مستوى معين<br />
من الرفاهية؛ والذي عادة ما يشار إليه بخط <strong>الفقر</strong>، ويجب لتعريف <strong>الفقر</strong> الإجابة على<br />
ثلاثة تساؤلات:<br />
˚ تحديد ماهية الحد الأدنى من الرفاهية.<br />
˚ كيفية التيقن من صحة فقر الفرد.<br />
˚ تجميع مؤشرات الرفاهية وقياس <strong>الفقر</strong> على أساسها.<br />
وتقترب فكرة الرفاهية من مفهوم مستوى المعيشة، الذي يعد أحد المفاهيم<br />
الشائعة في أدبيات التنمية، وفي محور أعمال البنك الدولي وفي تقاريره السنوية عن<br />
التنمية خلال فترة التسعينات.<br />
ويستهدف مفهوم مستوى المعيشة قياس كفاءة الحياة؛ معتمدا ً على معايير<br />
الاستهلاك الفردي من السلع والخدمات المشتراة من دخل الفرد أو توفيره، ويفترض<br />
مفهوم <strong>الفقر</strong> وجود حد أدنى من الاستهلاك والدخل يقاس عليه مستوى معيشة<br />
الفرد، ويشار إليه بخط <strong>الفقر</strong>، حيث يصنف أي فرد يقع دخله أو استهلاكه أقل من هذا<br />
الحد باعتباره فقيرا ً.<br />
ويمكن تصنيف مناهج قياس <strong>الفقر</strong> إلى اتجاهين:<br />
˚ الاتجاه الأول: اتجاه الرفاهية، ويستخدم أصحاب هذا الاتجاه معايير مالية في<br />
قياس الرفاهية مثل: دخل الفرد وإنفاقه الاستهلاكي، وهو الاتجاه السائد في<br />
أدبيات <strong>الفقر</strong>.<br />
٢٣
˚ الاتجاه الثاني: اتجاه اللا رفاهية، ويعنى هذا الاتجاه بدراسة المؤشرات الاجتماعية<br />
للرفاهية مثل: التغذية والصحة والتعليم، ويركز على قضايا مثل: سوء التغذية،<br />
أو غياب الرعاية الصحية، أو الأمية، باعتبارها نتائج مباشرة لانتشار <strong>الفقر</strong>.<br />
ومن جانب آخر، انقسمت الاجتهادات حول تعريف الفقير إلى مدرستين:<br />
˚ المدرسة المطلقة: وهي تضع حدا ً أدنى لمستوى الدخل الضروري الذي يجب على كل<br />
فرد إحرازه لتحقيق مستوى معيشي معقول (حد <strong>الفقر</strong>)، ويصنف من دونه باعتباره<br />
فقيرا ً، وتحديد هذا المستوى هو حكم تقديري للباحث أو صانع السياسة.<br />
˚ المدرسة النسبية: وهي تتعامل مع <strong>الفقر</strong> النسبي - أي ارتباط خط <strong>الفقر</strong> بمعدل<br />
توزيع الدخل بين السكان - وعادة يتم ذلك بتعريف الأفراد الذين يشكلون أفقر<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٢٠-٢٥٪ من سكان مجتمع ما باعتبارهم <strong>الفقر</strong>اء، وبعض الدراسات في الدول<br />
النامية ترفع هذه النسبة حتى ٥٠٪ من السكان.<br />
وعلى صعيد آخر، فإنه رغم بقاء الدخل الفردي المؤشر الأكثر انتشارا ً لقياس <strong>الفقر</strong>،<br />
فقد تزايدت أهمية مؤشرات الرفاهية الاجتماعية، مثل الصحة والتعليم، وقد تزايد<br />
هذا الاتجاه في دول العالم النامية منذ منتصف السبعينيات حيث لوحظ ارتفاع<br />
معدل الدخل الفردي في بعض الدول، دون حدوث تقدم في بعض مجالات الرفاهية<br />
الاجتماعية مثل: التغذية والصحة، وهذا يعني بشكل عام إمكانية حدوث مفارقة بين<br />
حدوث زيادة في دخل الفرد وتحقيق إنجاز في مجالات الرفاهية الاجتماعية. وعلى سبيل<br />
المثال، لا يتفق معدل نمو الدخل الفردي المتزايد في باكستان مع مؤشرات الرفاهية<br />
الاجتماعية المتدنية فيها، بينما يأتي النموذج السريلانكي في الاتجاه المضاد، حيث تتاح<br />
للمواطنين رفاهية اجتماعية لا تتناسب مع معدلات الدخل الفردي المتواضعة بها.<br />
ويحدد بعض الباحثين ثلاثة أبعاد لمفهوم <strong>الفقر</strong>:<br />
˚ البعد الأول: هو الماديات، وهي تلك الأشياء التي نعتبر نقصها فقرا ً، وهذا النقص<br />
٢٤
أو الحرمان أو الفقدان له طابعان إما وجودي غير مادي أو وجودي مادي. وتنتمي<br />
للفقر الوجودي غير المادي عناصر مثل: الإخفاق في العمل أو انعدام الثقة في<br />
النفس أو نقص الحب، بينما يشمل <strong>الفقر</strong> المادي: التفرقة، وعدم المساواة والتحيز<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
والجهل وتعذر الحصول على الحد الأدنى من الضروريات المطلوبة للحياة؛ كما<br />
تحددها ثقافة المرء، والجوع وسوء التغذية والتشرد وضعف الصحة . . إلخ.<br />
˚ البعد الثاني: هو إدراك المرء لحالته، فالمرء يعد فقيرا ً فقط عندما يحس بوجود<br />
النقص في إحدى تلك الماديات أو كلها، إن تلك الماديات لا تكتسب قيمها كبعد<br />
معرفي في المفهوم إلا مع إدراك الطابع النسبي والذاتي لمفهوم <strong>الفقر</strong>، وعادة<br />
يدفع هذا البعد الذاتي الفقير إلى تخطي فقره، وتغيير موازين القوى التي أدت<br />
إليه، وقد ينزع إلى عقد روابط تبعية مع جماعات أو أفراد أو عقائد أقوى تعطيه<br />
إحساسا ً زائفا ً بالأمان، وأحيانا ً يصل إلى وهم القوة.<br />
˚ البعد الثالث: كيف يرى الآخرون الفقير؟، حيث قد يختلف إدراك الفقير لحاله مع<br />
رؤية الآخرين له، ويترتب على هذا الإدراك رد فعل الآخر تجاه الفقير، وثمة نوعان<br />
من أنواع رد الفعل تجاه الفقير؛ التدخل المباشر أو غير المباشر من خلال الصدقة<br />
أو المساعدة أو التربية أو القهر، أو عدم التدخل؛ سواء كان عدم التدخل مبررا ً لأن<br />
<strong>الفقر</strong>اء يستحقون فقرهم أو لأن التدخل لن يفيد بل وربما أضر.<br />
وتتأثر الأبعاد الثلاثة بالمكان والزمان والبيئة الاجتماعية أو الثقافية المتواجدة فيها (٤١) .<br />
»`°SÉ`«`≤`dG ∞``jô``©àdG<br />
تم أخذ عينة لقياس <strong>الفقر</strong> في مجموعة من الدول وفق تقرير البنك الدولي عن<br />
مؤشرات التنمية في العالم عام ٢٠٠٠م (٤٢) ؛ والعينة مبينة في جدول (٣)؛ حيث يقصد<br />
بفجوة <strong>الفقر</strong> الهبوط تحت خط <strong>الفقر</strong> وهو ما يعكس عمق <strong>الفقر</strong> وشدة تأثيره، وهذه<br />
هي بيانات البنك الدولي وليست بيانات الحكومات أو الأمم المتحدة.<br />
٢٥
π``eÉ``°û``dG ∞``jô``©`à`dG<br />
<strong>الفقر</strong> هو حالة اقتصادية تتمثل في نقص المال إلى جانب الاحتياجات الأساسية<br />
للعيش بنجاح مثل الطعام والمياه والتعليم والمأوى. وهناك العديد من التعاريف<br />
العملية للفقر يدور حولها نقاش حاد للتوصل إلى تعريف موحد؛ حيث أن تأمين<br />
الدخل والاستقرار الاقتصادي والقدرة على توقع قدرة الفرد على استيفاء احتياجاته<br />
في المستقبل تعتبر مؤشرات محددة للفقر. وبهذا يمكن تعريف <strong>الفقر</strong> على<br />
أنه الحالة الاقتصادية التي لا يمكن فيها تخمين وجود مصادر مستقرة لتوفير الحاجات<br />
óæY ô≤ØdG Iƒéa<br />
kÉ«eƒj Q’hO 2<br />
31^8<br />
<strong>13</strong>^5<br />
50^9<br />
5^9<br />
11^6<br />
11^4<br />
22^6<br />
3^9<br />
36^8<br />
5^4<br />
54^8<br />
10^2<br />
18^8<br />
51^8<br />
<strong>13</strong>^5<br />
5^0<br />
جدول (٣). معدلات <strong>الفقر</strong> في بعض دول العالم (٪).<br />
∫ó©e â– ¿Éµ°S<br />
kÉ«eƒj Q’hO 2<br />
77^8<br />
38^6<br />
85^8<br />
20^3<br />
28^7<br />
52^7<br />
66^1<br />
15^3<br />
87^4<br />
18^1<br />
85^3<br />
25^1<br />
38^5<br />
74^5<br />
45^4<br />
18^0<br />
óæY ô≤ØdG Iƒéa<br />
kÉ«eƒj Q’hO 1<br />
5^9<br />
2^2<br />
25^5<br />
0^7<br />
3^2<br />
0^3<br />
2^5<br />
0^3<br />
12^0<br />
0^5<br />
33^9<br />
3^2<br />
8^3<br />
39^5<br />
1^0<br />
0^5<br />
∫ó©e â– ¿Éµ°S<br />
kÉ«eƒj Q’hO 1<br />
29^1<br />
11^3<br />
61^2<br />
4^2<br />
11<br />
3^1<br />
15^2<br />
1^5<br />
37^9<br />
3^0<br />
61^4<br />
10^3<br />
19^4<br />
57^0<br />
6^6<br />
2^4<br />
الأساسية للحياة (٤٣) .<br />
ádhódG<br />
¢``û``jOÓ``é``æ``H<br />
É`````«`````Ø`````«`````dƒ`````H<br />
ƒ°SÉa Éæ«cQƒH<br />
»``````∏``````«``````°``````û``````J<br />
É```«```Ñ```eƒ```dƒ```c<br />
ô```````````°```````````ü```````````e<br />
É``«``°``ù``«``fhó``fEG<br />
É`````````«`````````æ`````````«`````````c<br />
≥````«````Ñ````eRƒ````e<br />
Gƒ`````LQÉ`````µ`````«`````f<br />
ô``````é``````«``````æ``````dG<br />
É`````````````ª`````````````æ`````````````H<br />
iƒ`````````LGQÉ`````````H<br />
¿ƒ````«````dGÒ````°````S<br />
É``µ``fÓ``jÒ``°``S<br />
É```````````«```````````cô```````````J<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٢٦
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة «الاختيار» أو الحرية هي محور عام لمفاهيم منظومة<br />
<strong>الفقر</strong>. فالحرمان المطلق من الحرية أي الرق الذي يمنع الاختيار في كيفية تأمين سبل<br />
استيفاء الحاجيات للعيش، يعتبر من المفاهيم العامة للفقر. أما أسباب <strong>الفقر</strong> فالجدل<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
حولها واسع غير أن الأسباب العامة هي غياب التعليم، والحرب، والكوارث الطبيعية،<br />
والفساد السياسي، والأمراض العقلية، والإعاقات الجسدية.<br />
ولا شك أن أولئك الذين يعيشون في حالة فقر يعانون من غياب مجال اقتصادي<br />
واسع، ويمكن وصفهم بأنهم فقراء منخفضي الدخل، أو معدمين. غير أن البعض يرى<br />
أن <strong>الفقر</strong> مدلول نسبي يستخدم في مجال المقارنة، وآخرون يرونه أمرا ً أخلاقيا ً وتقييميا ً،<br />
كما يرى آخرون أنه من الممكن تحديده علميا ً. فعلى سبيل المثال، كلمة «الدول النامية»<br />
تعبير غير محدد يعني في مدلوله «الدول الفقيرة» أو الدول «المغلوبة على أمرها» التي<br />
تدور في حلقة <strong>الفقر</strong> ولن تخرج منه. وعموما ً فإن مدلول <strong>الفقر</strong> يشير إلى (٤٣) :<br />
˚ الحاجيات المادية: وهي الحرمان من البضائع والخدمات الضرورية، وتراكم الحرمان،<br />
وتنوع أنماط الحرب مع مضي الوقت.<br />
˚ الظروف الاقتصادية: وهي وصف غياب الثروة الكافية (رأس المال؛ النقد؛ والبضائع<br />
المادية؛ والموارد، وخاصة الموارد الطبيعية). ووصف الكفاية مسألة نسبية تختلف<br />
بصورة كبيرة عبر النظم السياسية والاقتصادية في العالم. ففي دول الاتحاد<br />
الأوروبي يوصف <strong>الفقر</strong> عن طريق «النأي الاقتصادي» أو «عدم المساواة».<br />
˚ العلاقات الاجتماعية: وتشمل العزلة الاجتماعية، والاعتماد على الغير، وعدم<br />
القدرة على الحياة حياة «عادية» وفق التعريف الاجتماعي؛ أي القدرة على إقامة<br />
عائلة صحيحة بدنيا ً ونفسيا ً، وخاصة القدرة على تعليم الأطفال والمساهمة<br />
الفعلية في اتمع.<br />
٢٧
واقتصاديا ً يركز النقاش التقليدي حول نوعين من <strong>الفقر</strong>: <strong>الفقر</strong> المطلق و<strong>الفقر</strong><br />
النسبي. <strong>الفقر</strong> المطلق يشير إلى الهبوط دون مستوى معياري موحد بين الدول ولا<br />
يتغير مع الوقت، بينما <strong>الفقر</strong> النسبي يراعى <strong>الفقر</strong> كظاهرة يعرفها اتمع وتعتمد<br />
على المضمون الاجتماعي؛ وبهذا فإن الخفض في <strong>الفقر</strong> المطلق يتواءم مع زيادة في<br />
<strong>الفقر</strong> النسبي. فبعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تقيس <strong>الفقر</strong> بتحديد<br />
سلة من البضائع أو أقل مستوى من التغذية، وبهذا فإن خط <strong>الفقر</strong> قائم على أساس<br />
حاصل ضرب معامل في تكاليف التغذية. أما المتعارف عليه بين دول منظمة التعاون<br />
الاقتصادي والتنمية ودول الاتحاد الأوروبي فتستخدم درجة «النأي الاقتصادي» أو التدني<br />
عن دخل يمثل ٥٠٪ أو ٦٠٪ من متوسط دخل المنزل الواحد؛ وفي هذه الحالة يزيد عدد<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
<strong>الفقر</strong>اء بينما يزيد دخلهم.<br />
وسياسيا ً، فإن الحرب على <strong>الفقر</strong> تعتبر هدفا ً اجتماعيا ً، كما أن بعض الحكومات إن لم<br />
يكن غالبيتها تخصص مؤسسات وأقساما ً لهذا الهدف، ولو بصورة ثانوية. والتدخل<br />
الفعلي في الحد من <strong>الفقر</strong> يشمل خطط الإسكان والمعاشات الاجتماعية وفتح فرص<br />
خاصة للعمل أو متطلباته.<br />
وقانونيا ً هناك مساع ٍ جاهدة لوضع قوانين «حقوق إنسان» تستهدف محو <strong>الفقر</strong><br />
من العالم.<br />
وبالنسبة للتعليم فإن هناك قناعة راسخة بأن <strong>الفقر</strong> يؤثر على مقدرة<br />
الطالب على الاستفادة الكاملة من البيئة التعليمية؛ خاصة بالنسبة لصغار السن<br />
الذين يعيشون في <strong>الفقر</strong>. وذلك وفق هرم الحاجات البشرية في شكل (٢) (٤٤-٤٧) ؛<br />
أي أن الحاجة لمنزل آمن ومستقر، وملبس، ووجبات منتظمة قد تؤثر على قدرة الطالب<br />
على التعلم.<br />
٢٨
≥«≤–<br />
äGòdG<br />
ádõæŸG<br />
(¢ùØædG IõYh AÉHE’G)<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
(Ö```````ë`````dG) AÉ```````ªàfE’G<br />
(á``````eÓ````°ùdG) ¿É````````eC’G<br />
(á«Lƒdƒ«°ùØdG) ájƒ«◊G äÉLÉ◊G<br />
شكل (٢). هرم الحاجات البشرية.<br />
وبالنظر إلى هرم الحاجات البشرية وتدرجاته الخمس، فإن الحاجات الأربع الأولى من<br />
الطبقات الأساسية من أسفل إلى أعلى في التدرج الهرمي؛ أي الحاجات الحيوية؛<br />
والأمان، والإنتماء، والمنزلة، تعتبر من حاجات الافتقار، بينما الحاجة الخامسة وهي تحقيق<br />
الذات، تعتبر حاجة وجود أو حاجة نمو.<br />
وأولى الحاجات وأعظمها هي حاجة الأعضاء الحيوية لمزاولة وظائفها وتتضمن<br />
الحاجة إلى:<br />
˚ التنفس (الهواء).<br />
˚ ضبط درجة حرارة الجسد (الملبس الواقي من الحر والبرد).<br />
˚ الشرب (المياه).<br />
˚ النوم (المأوى).<br />
˚ الأكل (الطعام).<br />
˚ التخلص من نفايات الجسد (البول والغائط).<br />
٢٩
إن حاجات وظائف الأعضاء للإنسان تأخذ الأولوية الكبرى فوق كل الاحتياجات<br />
الأخرى؛ فإذا نقصت بعض تلك الاحتياجات الحيوية، كان لذلك تأثير قوي على<br />
الفرد يدفعه إلى أن يطرح جانبا ً كل الحاجات والرغبات والطاقات الأخرى؛ أو بمعنى آخر<br />
يمكن التحكم فيه وفيما يفعل دون مقاومة ذاتية. والحاجات الحيوية تتحكم في<br />
أفكاره وسلوكياته كما تؤدي إلى تعاظم شعور الناس بالمرض والألم وعدم الراحة.<br />
وهناك من أضاف إلى الحاجات الحيوية: الممارسة الجنسية، وراحة الجسد، والنشاط،<br />
والتريض . . إلخ (٤٤) .<br />
وعند توفير الحاجات الحيوية فإن الحاجة للأمن والأمان تأخذ الأولوية القصوى فوق<br />
كل الرغبات الأخرى؛ ولهذا فإن التخويف والتهديد يساعد أيضا ً على سهولة التحكم<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
في الشخص الذي يجد حاجياته الحيوية، وهي تتضمن:<br />
˚ الأمان في العمل.<br />
˚ تأمين الدخل والموارد.<br />
˚ الأمن البدني (الأمان من العنف، والاعتداء، والإجرام).<br />
˚ الأمن الخلقي (تأمين القيم).<br />
˚ الأمان العائلي (الأسرة).<br />
˚ الأمان الصحي.<br />
فاتمع السوي يوفر درجة من الأمن لأفراده؛ بل في بعض الأحوال تتغلب الحاجة<br />
للأمان على بعض الحاجات الحيوية؛ فعدم استيفاء كل تلك الحاجات مقابل الأمان شيء<br />
يسعى إليه كل إنسان.<br />
لهذا كان مصير من يكفر بأنعم االله هدم تلك الطبقتين (الحاجات الحيوية والأمان)<br />
َ ب َ االله ّ ُ م َ ث َلا ً<br />
من الهرم حتى يتقوض بنيان الأمم الطاغية في الدنيا؛ قال االله تعالى: {و َ ض َ ر<br />
٣٠
َ ت ْ ب ِأ َن ْع ُ م ِ االله ّ ِ ف َأ َذ َاق َه َ ا<br />
َ غ َد ً ا م ِّ ن ك ُ ل ِّ م َ ك َ ان ٍ ف َك َ ف َ ر<br />
ْ ي َ ة ً ك َ ان َت ْ آم ِن َ ة ً م ُّ ط ْ م َ ئ ِن َّ ة ً ي َ أ ْت ِيه َ ا ر ِز ْ ق ُه َ ا ر<br />
ق َر<br />
االله ّ ُ ل ِب َ اس َ الج ْ ُوع ِ و َ الخ ْ َو ْ ف ِ بم ِ َ ا ك َ ان ُوا ْ ي َ ص ْ ن َ ع ُ ون َ { [النحل؛ الآية: ١١٢].<br />
كما كانت هاتان النعمتان من أنعم االله على قريش فقال تعالى: {ال َّذ ِي أ َط ْ ع َ م َ ه ُ م<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
ِّ من ُ جوع ٍ َ و َ آم َ ن ه ُ م ِّ م ْ ن خ َ ْ و ف ٍ { [قريش؛ الآية: ٣-٤].<br />
والطبقة الثالثة من الحاجات البشرية ذات طبيعة اجتماعية وتأتي في الترتيب<br />
عقب استيفاء الحاجات الحيوية والأمان، وهي تتضمن العلاقات العاطفية على وجه<br />
العموم؛ مثل:<br />
˚ الصداقة.<br />
˚ الجنس الآخر (إشباع العواطف والغرائز الفطرية).<br />
˚ الأسرة (بناء الأسرة).<br />
˚ الجماعة (الأهل واتمع الصغير).<br />
˚ الوطن.<br />
˚ الإنتماء للجماعة البشرية (عدم الشعور بالازدراء والامتهان من الغرباء).<br />
فالإنسان السوي يريد أن يكون مقبولا ً لدى الآخرين، وأن يحس بالإنتماء؛ مثل الإنتماء<br />
لمنتدى، مجموعة عمل، جماعة دينية، أسرة، عصابة إجرامية . . إلخ. فكل شخص<br />
يتوق إلى أن يكون محبوبا ً من الآخرين وأن يكون متقبلا ً منهم؛ كما أن الناس لديهم<br />
رغبة عارمة ودائمة في أن يكون للآخرين حاجة إليهم؛ ودون تلك العناصر في حياتهم<br />
يتعرضون إلى شعور متنام ٍ من الوحدة والقلق الاجتماعي والإكتئاب.<br />
وفي هذا اال كان من بلاء االله خسران تلك الطبقات الثلاث (الإنتماء، الأمان، الحاجات<br />
ْ ء ٍ م ِّ َ ن<br />
الحيوية)، التي تزعزع النفس البشرية إلا من اصطبر، قال تعالى: {و َ ل َن َ ب ْ ل ُو َ ن َّك ُ م ْ ب ِش َ ي<br />
َ ات ِ و َ ب َ ش ِّ ر ِ الص َّ اب ِر ِين َ { [البقرة؛ الآية: ١٥٥].<br />
الخ ْ َوف ْ و َ الج ْ ُوع ِ و َ ن َق ْ ص ٍ م ِّ ن َ الأ َم َ و َ ال ِ و َ الأنف ُ س ِ و َ الث َّم َ ر<br />
٣١
كما أن البشر يحتاجون إلى الشعور باحترام النفس، واحترام الآخرين. فالناس في<br />
حاجة لمشاركة الآخرين للحظوة بالتقدير وأن يقوم الفرد بنشاط أو أنشطة تعطيه<br />
الإحساس بالمساهمة والشراكة والقيمة الذاتية، سواء كان ذلك في العمل أو<br />
الهوايات أو اتمع. فعدم التوازن في ذلك اال يفقد الشخص العزيمة وتنحط كبرياؤه<br />
ويصاب بتعقيدات نفسية من بوادرها عقدة النقص والشعور بالحقارة والدناءة أو<br />
الشعور بالأهمية الذاتية الزائفة والتعالي على الخلق. قال رسول االله عليه الصلاة<br />
والسلام: "اللهم إني أعوذ بك من <strong>الفقر</strong> والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم"<br />
(رواه أحمد وأبوداود).<br />
أما حاجيات الكينونة أو النمو فتتجلى عندما تتوفر الحاجات الأساسية أو يتم<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
تحجيمها، وحاجات النمو هي القائمة على تحقيق الذات والتفوق؛ أي الحوافز الدائمة أو<br />
دوافع السلوكيات.<br />
وتحقيق الذات هي حاجة غريزية للإنسان حيث يسعى لاستخدام كل قدراته الفريدة<br />
ويتطلع لأن يكون أفضل ما يمكن أن يكون وفق قيمه الشخصية (٤٨-٥٠) . وعملية تحقيق<br />
الذات هي غريزة نمو يتضمنها العضو بل هي العضو ذاته (٥١) فالناس الذين يحققون<br />
ذاتهم؛ إنما هم:<br />
˚ يحتضنون حقيقة وواقعية العالم من حولهم (بما في ذلك أنفسهم) بدلا ً من<br />
إنكارها وتلافيها.<br />
˚ تلقائيون في أفكارهم وإقدامهم.<br />
˚ مبدعون ومبتكرون.<br />
˚ يهتمون بحل المشاكل والمعضلات بما في ذلك قضايا الآخرين؛ بل إن حل هذه<br />
المسائل المعقدة هو محور حياتهم.<br />
٣٢
˚ يشعرون بتلاحم مع غيرهم من الناس، وعموما ً هم يقدرون الحياة ويحمدون االله<br />
على نعمه.<br />
˚ لديهم نظام من القيم المغروسة في أنفسهم والمستقلة عن أي سلطات<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
خارجية.<br />
˚ موضوعيون، أي أنهم يحكمون على الآخرين دون تحيز أو تعصب.<br />
أما التفوق الذاتي أو الحاجة الروحانية فتتجلى في بحث الإنسان عن معنى للحياة.<br />
والبعض يرى أن المعنى الحقيقي للحياة يكمن في العالم وليس داخل الإنسان أو في<br />
نفسيته ككيان مغلق. فالإنسان في الواقع يكتسب خبرة التفوق الذاتي بدلا ً من<br />
تحقيق الذات، حيث أن من المستحيل استهداف تحقيق الذات لأن الإنسان كلما طمح<br />
لتحقيق الذات كلما جانبه التوفيق في ذلك؛ أي أنه يصعب تحقيق الذات كهدف في<br />
حد ذاته ولكن يمكن تحقيقه كمعقب جانبي لتحقيق التفوق (٤٧) .<br />
كما أن هناك اعتقاد بأنه من الضروري دراسة ورعاية التجليات أو الخبرات الشخصية<br />
المستنيرة كطريق لتحقيق النمو الذاتي، والتكامل، وإشباع التطلعات. تلك التجليات<br />
هي التي توحد وتفضي إلى تفوق الذات وتزود الفرد بالشعور بالقيمة والإحساس<br />
بالتكامل. وفي الغالب فإن الأفراد الذين يخبرون التجليات هم الذين حققوا ذاتهم،<br />
وهم المحنكون، والأصحاء، وأهل القناعة. وكل الأفراد قادرون على المرور بتجارب التجليات؛<br />
أما أولئك الذين لا يملكون تلك الخبرات فهم إما يخفونها أو ينكرونها (٥٢) . وقد اتضح<br />
أن أصحاب التجليات النورانية هم الأفراد الذين حققوا ذاتهم، وإن كان بعض<br />
من لم يحققوا ذاتهم قد مروا ببعض خبرات التجلي ولكن بصورة محدودة وليست<br />
متكررة (٥٤-٥٣) .<br />
وفي الواقع أن هناك فارق بين نوعين من الناس الذين يحققون ذاتهم، من الأفضل<br />
٣٣
إدراكه: أولئك الأصحاء الذين حظوا بالقليل من خبرات التسامي وأولئك الذين تشكل<br />
لهم خبرات التسامي محورا ً رئيسا ً وهاما ً. فليس الذين يحققون ذاتهم هم وحدهم<br />
الذي يمرون بخبرات التجلي والسمو بل هناك أناس ليسوا بالأصحاء وليسوا ممن حققوا<br />
ذاتهم خبروا بعض درجات التجلي والتسامي (٥٣) .<br />
وقد فسر بعض المنظرين والخبراء في علم النفس التكاملي التجليات والتسامي<br />
النفسي والروحي على أنه حالة تحدث في أي من مراحل النمو والتطور البشري وأن<br />
تلك الحالات تعتمد إلى حد ما على مرحلة نمو الشخص الذي يمر بخبرة التجلي. ومن<br />
أجل اكتمال الرقي إلى أعلى مراتب النمو؛ يجب على تلك الحالات المؤقتة؛ أن تتحول<br />
إلى خصال مستديمة (٥٥-٦٤) . وقد نجم عن بعض هذه النظريات والتأملات فرع في علم<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
النفس هو «علم النفس عبر الذات» الذي يدرس خبرات الإنسان التي تتخطى حدود<br />
الذات التقليدية، بما في ذلك التجليات والخبرات الغامضة والتنمية الذاتية (٦٥-٨٣) .<br />
ورغم ما أحرزته فكرة هرم الاحتياجات البشرية من تقدم في نظريات فهم<br />
الشخصية والحوافز؛ ورغم ما لقيته الفكرة من تطبيقات في مجال التعليم واتمع<br />
بل في مجال الحروب والتعذيب والقهر كذلك؛ خاصة في النظم الشمولية والمستبدة،<br />
إلا أن هناك من ينكر وجود ترتيب للحاجات البشرية أو وجود تسلسل لها (٤٦) . ولعل فكرة<br />
الرغبة في تحقيق الذات هي الفكرة التي لاقت هجوما ً شديدا ً من بعض علماء النفس<br />
المتخصصين في السلوكيات حيث اعتبروها قائمة على فلسفة أرسطو عن طبيعة<br />
الإنسان والتي تعتبر أن الإنسان له دور مثالي أو هدف (٨٤) .<br />
ولعل الصعوبة في تعريف وإدراك الرغبة في تحقيق الذات هو الصعوبة في إنشاء<br />
قواعد محددة له وعدم وجود ما يثبت أن لكل فرد قدرة أو هدف لتحقيق ذلك. وهناك<br />
من يرى أن الرغبة في تحقيق الذات ليست مطمح كل شخص. كما أن هناك من يرى<br />
٣٤
في البحث عن معنى للحياة وسيلة من العلاج النفسي أو العلاج الفكري (٤٧) ، وآخرون<br />
يبحثون عن معاني خفية (٨٥) ، وآخرون يبحثون عن أعمال خير يؤدونها، كما أن هناك من<br />
يجتذبهم الجانب الحالك من الوضع الإنساني. أما جانب التجليات والتسامي فيلقى<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
هجوما ً من علماء النفس العلمانيين الذين يرون أن ذلك يدخل في الجانب الديني (٥٢) .<br />
مصطلحات قرآنية<br />
نجد في القرآن الكريم، مصطلحات الخصاصة، العيلة، <strong>الفقر</strong>، الإملاق، التي تفيد<br />
معنى الحاجة والفاقة و<strong>الفقر</strong>، وهي وإن كانت مصطلحات مترادفة، لها دلالة مشتركة،<br />
إلا أنها تحمل في تضاعيفها بعض الفروق الدلالية (٨٦) .<br />
á``°UÉ``°üî`dG<br />
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في آية واحدة، وهي قوله تعالى في سياق مدح<br />
الأنصار، وموقفهم من المهاجرين: {.. و َ ي ُ ؤ ْ ث ِر ُ ون َ ع َ ل َى أ َنف ُ س ِ ه ِ م ْ و َ ل َو ْ ك َ ان َ ب ِه ِ م ْ خ َ ص َ اص َ ة ٌ ..}<br />
[الحشر؛ الآية: ٩].<br />
والأصل اللغوي للخصاصة هو: الفرجة بين الأصابع؛ والخصاصة وخصاص البيت:<br />
هي الفروج التي تكون فيه، والخصاصة: الخلل والثقب الصغير؛ ثم أطلقت الخصاصة<br />
على <strong>الفقر</strong>، والحاجة إلى الشيء، وسوء الحال، والخلة؛ وذوو الخصاصة: ذوو الخلة و<strong>الفقر</strong>.<br />
وفي حديث فضالة رضي االله عنه، أنه صلى االله عليه وسلم: كان إذا صلى بأناس<br />
يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة (الترمذي).<br />
أي يخرون على الأرض من الجوع، وسوء الحال. ومن هذا قولهم: رجعت الإبل وبها<br />
خصاصة، إذا لم ترو من الماء؛ وقولهم كذلك للرجل إذا لم يشبع من الطعام.<br />
٣٥
á``∏`«``©dG<br />
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع: الأول: عند ذكره سبحانه<br />
الاقتصار على زوجة واحدة حال الخوف من عدم العدل بين الزوجات، والقيام بحقوقهن،<br />
قال االله تعالى: {.. ْ ف َإ ِن خ ِ ف ْ ت ُم ْ أ َلا َّ ْ ت َعد ِل ُوا ْ َ ف َواح ِ َ دة ً ْ أ َو َ ما َ م ل َك َ ت ْ ْ أ َيم َ ان ُك ُ ْ م ذ َل ِك َ ْ أ َدن َى أ َلا َّ<br />
ُ ت َعول ُوا ْ} [النساء؛ الآية: ٣].<br />
والثاني: قول االله تعالى في سياق خطاب المؤمنين: {.. َ و ْ إ ِن خ ِ ف ْ ْ ت ُم َ ع ْ يل َة ً َ ف َس و ْ َف<br />
ي ُ غ ْ ن ِيك ُ ُ م ّ ُ االله م ِن ف َض ْ ل ِه ِ ..} [التوبة؛ الآية: ٢٨].<br />
والموضع الثالث: قوله سبحانه مخاطبا ً الرسول صلى االله عليه وسلم: َ {و َ و َ جد َ َك<br />
َ عائ ِلا ً ف َأ َغ ْ َ نى} [الضحى؛ الآية: ٨].<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
والعيلة - بالفتح - والعالة: <strong>الفقر</strong> والفاقة؛ يقال: عال الرجل يعيل، إذا افتقر؛ ؛ وفي<br />
الحديث، قوله صلى االله عليه وسلم: "إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة<br />
يتكففون الناس" (رواه البخاري في باب الوصايا)، أي: فقراء يسألون الناس.<br />
ô```≤```ØdG<br />
قال أهل اللغة حول هذه المادة: الفاء والقاف والراء أصل صحيح، يدل على انفراج<br />
في شيء، من عضو أو غيره؛ من ذلك: الفقار للظهر، الواحدة فقارة، سميت للحزوز<br />
والفصول التي بينها؛ قالوا: ومنه اشتق الفقير، وكأنه مكسور فقار الظهر، من ذلته<br />
وفاقته؛ ومن المادة قولهم: فقرتهم الفاقرة: وهي الداهية، كأنها كاسرة لفقار الظهر،<br />
َ ة ٌ} [القيامة؛ الآية: ٢٥].<br />
قال تعالى: {ت َظ ُ ُّ ن أ َن ي ُ ف ْ َ ع ل َ ب ِه َ ا ف َاق ِر<br />
وسد االله مفاقره: أي أغناه، وسد وجوه فقره وحاجته. ومن قول الرسول صلى االله<br />
عليه وسلم: "ما من أحد يوم القيامة غني أو فقير إلا ود أنما ما كان أوتي من الدنيا قوتا"<br />
(رواه الأمام أحمد في المسند).<br />
٣٦
ومن دعائه صلى االله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من <strong>الفقر</strong> وعذاب القبر،<br />
والقلة والذلة" (رواه الأمام أحمد في المسند).<br />
ومن قول على بن أبي طالب، كرم االله وجهه: «لو كان <strong>الفقر</strong> رجلا ً لقتلته». وهو هنا<br />
äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />
يقصد وطأة <strong>الفقر</strong> ووحشيته حين يضرب في اتمعات الإنسانية.<br />
¥Ó````eE’G<br />
الإملاق في اللغة: الافتقار، يقال: أملق الرجل فهو مملق؛ وأصل الإملاق الإنفاق، يقال:<br />
أملق ما معه إملاقا ً، وملقه ملقا ً: إذا أخرجه من يده، ولم يحبسه، و<strong>الفقر</strong> تابع لذلك،<br />
فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب، حتى صار به أشهر؛ وفي حديث عائشة<br />
رضي االله عنها، في وصف أبيها رضي االله عنه: «ويريش مملقها» (الطبراني)، أي: يغني<br />
فقيرها.<br />
والإملاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره، حتى يورث حاجة؛ وفي الأثر: أن امرأة سألت ابن<br />
عباس رضي االله عنهما، قالت: «أأنفق من مالي ما شئت؟ فقال: نعم، أملقي من مالك<br />
ْ ن َر ز ُق ُه ُ ْ م َ وإ ِي َّ اك ُ م إ َّ ن<br />
ما شئت». وقوله تعالى: َ {ولا َ ت َق ْ ت ُل ُوا ْ ْ أ َو َ لاد ك ُ ْ م خ َ ش ْ َ ية َ ْ إ ِملاق ٍ ْ ن َّح ُ ن<br />
ً { [الإسراء؛ الآية:٣١]، أي: خشية <strong>الفقر</strong> والحاجة.<br />
ْ ق َت ل َه ُ ْ م ك َ َ ان خ ِ ط ْ ً ءا ك َ ب ِير<br />
ومن معاني الإملاق: الإسراف، يقال أملق الرجل، أي: أسرف في نفسه؛ ومن معانيه<br />
الإفساد: يقال: أملق ما عنده الدهر، أي: أفسده؛ وقال قتادة : الإملاق: الفاقة؛ وهذا<br />
المعنى الأخير هو الذي عليه أئمة اللغة والتفسير، في معنى قوله تعالى: {.. َ ولا َ ت َق ْ ت ُل ُو ْا<br />
ْ ن َر ز ُق ُك ُ ْ م َ وإ ِي َّ اه ُ م ْ ..} [الأنعام؛ الآية: ١٥١].<br />
ْ أ َو َ لا َد ك ُ م ِّ م ْ ن ْ إم لا َق ٍ ْ ن َّح ُ ن<br />
٣٧
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٣٨ ٣٦
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
äÉÑÑ°ùeh ô`«jÉ©e<br />
˚ مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية ˚ انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />
٣٩
٤٠<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
∑Ó`¡`à°S’G iƒ``à°ùe<br />
مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية<br />
لعل الطريقة الأكثر شيوعا ً لقياس مستوى <strong>الفقر</strong> هي القائمة على أساس مستوى<br />
الدخل أو الاستهلاك. ولكي يعتبر الشخص فقيرا ً فعلى مستوى دخله أو استهلاكه<br />
أن يتدنى تحت مستوى أدنى يمثل توفير حاجاته الضرورية للحياة. هذا المستوى هو<br />
الذي يسمى بخط <strong>الفقر</strong>؛ غير أن المتطلبات الضرورية للعيش تختلف من مجتمع<br />
إلى مجتمع، ومن مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان. غير أن وضع مقياس عالمي<br />
موحد للفقر أصبح ضروريا ً لمقارنة المناطق اتلفة وتتبع فاعلية برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />
حول العالم؛ ولهذا الهدف قامت مجموعة البنك الدولي بوضع خط معياري يشمل<br />
العالم كله؛ حيث حددت <strong>الفقر</strong> المدقع على أنه كسب أقل مما يساوي القوة الشرائية<br />
المتساوية لدولار أمريكي واحد في اليوم، و<strong>الفقر</strong> المتوسط هو كسب أقل مما يساوي<br />
القوة الشرائية المتساوية لدولارين في اليوم (٨٧) .<br />
والقوة الشرائية المتساوية (PPP) ،Purchasing Power Parity في علم الاقتصاد<br />
قائمة على نظرية أن معدل التحويل بين عملتين على المدى الطويل هو المعدل الذي<br />
يساوي بين القوة الشرائية للعملتين؛ والنظرية مبنية على قانون وحدة السعر،<br />
وهي الفكرة التي تعتبر أن البضائع المتشابهة يجب أن يكون لها نفس السعر في<br />
السوق المتكافئ.<br />
وأحيانا ً ما يطلق على القوة الشرائية المتساوية تسمية «القوة الشرائية المتساوية<br />
المطلقة» للتمييز بينها وبين «القوة الشرائية المتساوية النسبية» التي تتبع العلاقة<br />
بين معدلات التضخم والتغير في معدل التحويل في دولتين.<br />
ومعدل تحويل القوة الشرائية المتساوية يساوي بين القوة الشرائية تلف العملات<br />
في بلادها لسلة محددة من البضائع. وعادة ما تستخدم معدلات التحويل الخاصة هذه<br />
٤١
في مقارنة مستوى المعيشة لدولتين أو أكثر، حيث يهدف التعديل إلى الحصول على<br />
صورة أفضل من مقارنة الناتج المحلي الكلي باستخدام معدل تحويل العملة في السوق.<br />
غير أن تعديل معدل تحويل العملة موضع خلاف لصعوبة إيجاد سلات بضائع لمقارنة<br />
القوة الشرائية عبر الدول.<br />
ويتأرجح معدل تحويل العملة في مجال واسع، غير أن البعض يرى أن معدل تحويل<br />
القوة الشرائية المتساوية يعكس ما ستكون عليه الأحوال على المدى البعيد. كما أن<br />
الإنحراف عن الواقع في استخدام معدلات السوق يتضخم، لأن أسعار البضائع غير<br />
المتبادلة والخدمات عادة ما تكون أكثر انخفاضا ً في أفقر الاقتصاديات، فعلى سبيل<br />
المثال؛ نجد إنفاق الدولار الأمريكي في الصين يشتري الكثير بالنسبة لدولار ينفق في<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الواقع أن الفارق بين معدل تحويل العملة في القوة<br />
الشرائية المتساوية وفي السوق فرق محسوس، فعلى سبيل المثال؛ لو كان مجموع<br />
الناتج المحلي للفرد في الصين هو ١٫٥٠٠ دولار فإنه يصل إلى ٦٫٢٠٠ دولار على أساس<br />
القوة الشرائية المتساوية. وفي المقابل إذا كان مجموع الناتج المحلي للفرد في اليابان<br />
٣٧٫٦٠٠ دولار فإنه لا يتعدى ٣١٫٤٠٠ دولار على أساس القوة الشرائية المتساوية.<br />
وبناء على خط <strong>الفقر</strong> العالمي الذي حدده البنك الدولي فإن ١٫١ مليار نسمة في<br />
العالم عام ٢٠٠١م، يستهلكون أقل من ١ دولار على أساس القوة الشرائية المتساوية<br />
في اليوم، بينما كان ٢٫٧ مليار نسمة في عام ١٩٩٠م يستهلكون أقل من ١ دولار على<br />
أساس القوة الشرائية المتساوية في اليوم. وعليه فإن نسبة الذين يعيشون في حالة<br />
فقر اقتصادي مدقع في العالم النامي قد انخفضت من ٢٨٪ عام ١٩٩٠م إلى ٢١٪ عام<br />
٢٠٠١م؛ حيث تحسنت الأحوال في شرق وجنوب آسيا، بينما زادت حالات <strong>الفقر</strong> الشديد<br />
عبر صحراء أفريقيا من ٤١٪ عام ١٩٨١م إلى ٤٦٪ عام ٢٠٠١م، وشهدت الاقتصاديات<br />
الانتقالية في أوروبا ووسط آسيا انخفاضا ً كبيرا ً في الدخل مما رفع مستوى <strong>الفقر</strong><br />
بنسبة ٦٪ في نهاية العقد قبل أن يتقلص ذلك المستوى (٨٨-٨٩) شكل (٣).<br />
٤٢
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
(¿ƒ«∏e) Ωƒ«dG ‘ Q’hO iƒà°ùe â– ¿ƒ°û«©j øjòdG OóY<br />
⁄É©dG á«≤H<br />
É```«``°SBG ¥ô````°T<br />
AGôë°üdG â– É«≤jôaCG<br />
É```«``°SBG ܃``æ```L<br />
شكل (٣). معدل <strong>الفقر</strong> المدقع في مناطق مختلفة من العالم عبر عقدين من الزمان.<br />
ويقسم <strong>الفقر</strong> إلى عدة شرائح: مدقع، ومتوسط، ونسبي. فالذين يعانون من <strong>الفقر</strong><br />
المدقع هم الذين لا يصل دخلهم إلى ١ دولار في اليوم على أساس القوة الشرائية<br />
المتساوية.<br />
(¿ƒ«∏e) Ωƒ«dG ‘ Q’hO iƒà°ùe â– ¿ƒ°û«©j øjòdG OóY<br />
OôØ∏d ∑Ó¡à°S’G §°Sƒàe å∏K ¿ƒµ∏¡à°ùj øjòdG hCG<br />
⁄É©dG á«≤H<br />
»ÑjQɵdGh á«æ«JÓdG ɵjôeCG<br />
AGôë°üdG â– É«≤jôaCG<br />
É```«``°SBG ¥ô````°T<br />
É```«``°SBG ܃``æ```L<br />
شكل (٤). عدد <strong>الفقر</strong>اء؛ مع إدخال عامل الاستهلاك المنخفض.<br />
٤٣
ويبين شكل (٤) التغير في مستوى <strong>الفقر</strong> المدقع مع الأخذ في الاعتبار معدل<br />
الاستهلاك. و<strong>الفقر</strong> المدقع يتجلى عندما لا يمكن تلبية احتياجات المنزل رد القدرة على<br />
الحياة مع حدة الجوع، وفقدان الرعاية الصحية، وعدم المقدرة على الحصول على مياه<br />
صالحة للشرب، وعدم وجود الصرف الصحي، وغياب القدرة على تلقي التعليم، وعدم<br />
وجود المأوى، أو الكسوة الضرورية. تلك الدرجة من <strong>الفقر</strong> هي التي تسمى ب<strong>الفقر</strong> الذي<br />
يقتل، وحسب البنك الدولي توجد هذه الحالة فقط في الدول النامية (٩٠-٩٩) .<br />
ورغم أن شرق آسيا شهد بعض الانخفاض في معدل <strong>الفقر</strong> فإن نصف سكان<br />
العالم يعتبرون في عداد <strong>الفقر</strong>اء، وبينما يعتقد البعض أن <strong>الفقر</strong> المدقع سيمحى خلال<br />
أربعة عقود فإن هناك ٨ ملايين نسمة يموتون من <strong>الفقر</strong> في كل عام (١٠٠) .<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
و<strong>الفقر</strong> المتوسط يقاس وفق دخل يتراوح بين ١ دولار و ٢ دولار على أساس القوة<br />
الشرائية المتساوية؛ حيث تتوفر الحاجات الضرورية بالكاد.<br />
أما <strong>الفقر</strong> النسبي فهو <strong>الفقر</strong> الذي يكون فيه الدخل أقل من متوسط الدخل<br />
الوطني حيث يحتاج الفقير إلى ما تراه الطبقة المتوسطة أمرا ً ضروريا ً.<br />
ورغم أن أقسى ألوان <strong>الفقر</strong> المدقع توجد بصورة واسعة في الدول النامية؛ فإن هناك<br />
أدلة جازمة عن وجود ذلك النوع من <strong>الفقر</strong> في كل الدول، ففي الدول المتقدمة (الغنية)<br />
يؤدي <strong>الفقر</strong> إلى زيادة عدد المشردين الذين يستعصي عليهم إيجاد مأوى. والمساكن<br />
العشوائية والأحياء الشعبية التي يعيش فيها سقط اتمع أو المنبوذون الذين تجمع<br />
بينهم أصول عرقية أو دينية واحدة مثل أحياء اللاتينيين أو الهسبانيين (Hispanic)<br />
والفيتناميين والكوريين ومشاريع السود السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية<br />
والعرب في فرنسا واليهود في إيطاليا ولندن وبولندا أو بمعنى أشمل الجيتو ،(Ghettos)<br />
هي دليل لوجود حالات <strong>الفقر</strong> المدقع في الدول المتقدمة، حيث يتجمع <strong>الفقر</strong>اء من<br />
٤٤
أصول معينة قسرا ً أو برغبتهم. وعموما ً يعتبر <strong>الفقر</strong> حالة جماعية تجمع فريقا ً من<br />
الناس أو منطقة بعينها، ومن هذا المنطلق تعتبر الدولة بعينها دولة فقيرة؛ ولهذا فإن<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
تعبير «الدولة النامية» يطلق على الدولة الفقيرة لتفادي دمغ الدولة ب<strong>الفقر</strong>.<br />
iô``NC’G OÉ``©`HC’G<br />
هناك تقدم كبير عبر السنين في بحوث ومقترحات قياس وتحليل <strong>الفقر</strong>، وتحديد<br />
مستوى دخل الفقير (١٠١-١١٥) غير أن الحاجة قائمة لقياس ودراسة الأبعاد الأخرى للفقر.<br />
من بين تلك الأبعاد؛ أبعاد لا تتعلق بالدخل، مثل وضع وتجميع مؤشرات مركبة عالية<br />
الجودة يمكن مقارنة قيمها بالنسبة للدول اتلفة مثل التعليم وسهولة الحصول<br />
على الخدمات الصحية والبنية التحتية، كما تشمل مؤشرات جديدة لتعقب أبعاد<br />
أخري مثل العرضة للمخاطر، والوهن، والنبذ الاجتماعي، وقدرة الاستفادة من رأس المال<br />
الاجتماعي (١١٦) .<br />
وعند قياس <strong>الفقر</strong> يمكن تصنيفه إلى فقر مطلق وفقر نسبي.<br />
≥`∏`£`ŸG ô``≤`Ø`dG<br />
<strong>الفقر</strong> المطلق يشير إلى معايير لا تتغير مع الزمان ولا المكان؛ مثال ذلك المقياس<br />
المطلق الخاص بنسبة السكان الذين يتناولون من الطعام أقل من الحاجة للحفاظ<br />
على سلامة البدن البشري حوالي ٢٫٠٠٠ إلى ٢٫٥٠٠ سعر حراري يوميا ً. و<strong>الفقر</strong> المطلق<br />
يشير إلى أناس يحصلون على أدنى الدخل، وأدنى التعليم، وأدنى المنزلة الاجتماعية، مع<br />
انعدام الفرص المتاحة لهم . . إلخ.<br />
والمؤشرات الأخرى للفقر المطلق في سبيلها إلى التحسن حول العالم؛ فمثلا ً:<br />
˚ ازدياد متوسط عمر الفرد في الدول النامية منذ الحرب العالمية الثانية، والهوة بين<br />
العالم النامي والعالم المتقدم بدأت في الانحسار حيث أن زيادة معدل العمر في<br />
الدول المتقدمة تجري بمعدل أقل.<br />
٤٥
˚ انخفضت نسبة وفاة الأطفال في جميع أنحاء المناطق النامية (١١٧-١١٨) .<br />
˚ انخفضت نسبة الأفراد الذين يعيشون في بلاد تقل فيها كمية الطعام المتوفر<br />
للشخص عن ٢,٢٠٠ ألف سعر حراري في اليوم من ٥٦٪ في منتصف العقد<br />
السادس من القرن الماضي إلى ١٠٪ في العقد التاسع من نفس القرن.<br />
˚ زادات نسبة التعليم من ٥٢٪ عام ١٩٥٠م إلى ٨١٪ عام ١٩٩٩م: حيث زادت نسبة<br />
التعليم في الإناث بالنسبة للرجال من ٥٩٪ عام ١٩٧٠م إلى ٨٠٪ عام ٢٠٠٠م.<br />
˚ ارتفعت نسبة الأطفال خارج القوى العاملة من ٧٦٪ عام ١٩٦٠م إلى ٩٠٪<br />
عام ٢٠٠٠م.<br />
وهناك العديد من الاتجاهات المشابهة بالنسبة لقياس نصيب الفرد من الطاقة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الكهربائية، والسيارات، والمذياع، والهاتف؛ إلى جانب نسبة الذين تتوفر لهم المياه<br />
النظيفة (١١٩) . كما أن هناك عدة معايير لعدم تكافؤ الدخل، أو معايير توزيع الدخل (١٢٠-١٣٩) ،<br />
والتي تتضمن آليات لقياس توزيع الدخل بين أعضاء اتمع، خاصة قياس عدم المساواة أو<br />
المساواة في الدخل. وتلك المعايير تصنف كمعايير مطلقة أو معايير نسبية. أما معايير<br />
عدم تكافؤ الدخل المطلقة فتتضمن تحديد حد أدنى معياري، ثم حساب عدد الأفراد<br />
الذين يقعون دون هذا الحد. وتلك الطريقة تستخدم في تحديد مستوى <strong>الفقر</strong> في اتمع؛<br />
ومثال ذلك:<br />
˚ خط <strong>الفقر</strong>: وهو يقيس مستوى الدخل لأسرة أو فرد في اتمع، وهو يختلف من<br />
مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان وفق تكاليف المعيشة ووفق توقعات الناس.<br />
وعادة ما تحدد الحكومات خط <strong>الفقر</strong>، حيث يحسب كمستوى الدخل الذي يمكن<br />
فيه لأي منزل (أسرة من فرد أو أكثر) تخصيص ثلثي أو ثلاثة أرباع الدخل للحصول<br />
على الحاجيات الأساسية مثل الطعام والماء والمأوى والملبس.<br />
٤٦
˚ مؤشر <strong>الفقر</strong>: وهو يتضمن حاصل ضرب (١) نسبة عدد الأشخاص تحت خط <strong>الفقر</strong><br />
إلى العدد الكلي للأفراد في اتمع، و (٢) نسبة الفارق بين الدخل عند خط <strong>الفقر</strong><br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
ومتوسط دخل الأفراد الذين يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong>، إلى متوسط دخل الأفراد<br />
الذين يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong> (١٣٥-١٣٦) .<br />
»`Ñ°ùædG ô`≤`Ø`dG<br />
<strong>الفقر</strong> النسبي هو <strong>الفقر</strong> الذي يعرفه اتمع، لذا يلزم النظر إليه في المضمون<br />
الاجتماعي. ولهذا فإن تعداد ما يمكن اعتبارهم فقراء قد يزيد مع زيادة معدل الدخل.<br />
ومن المقاييس النسبية للفقر هو مقارنة درجة الثراء الكلي لأفقر ثلث من السكان مع<br />
درجة الثراء الكلي لأثرى ١٪ من السكان. وهناك عدة معايير نسبية لعدم تكافؤ الدخل<br />
أكثرها استخداما ً معامل جيني Coefficient) (Gini (١٤٠-١٥٠) أو مؤشر جيني Index) (Gini<br />
الذي يعبر عن معامل جيني كنسبة مئوية. ف<strong>الفقر</strong> النسبي حالة تقاس بمقارنة أحوال<br />
شريحة من اتمع بالشرائح الأخرى الأوفر حالا ً.<br />
ومعامل جيني هو مقياس لعدم المساواة في التوزيع ويعرف على أنه نسبة المساحة<br />
بين منحنى لورنز Curve) (Lorenz لتوزيع الدخل (١٤٥-١٥٠) ، ومنحنى التوزيع المتساوي،<br />
إلى المساحة تحت منحنى التوزيع المتساوي؛ شكل (٥). ومعامل جيني يستخدم عادة<br />
في قياس عدم التكافؤ في الدخل وهو يقع بين القيمة صفر (٠) التي تمثل المساواة<br />
المثالية حيث الكل يحصل على نفس الدخل والقيمة واحد (١) التي تمثل عدم العدل<br />
المطلق في التوزيع حيث فرد واحد يحصل على الدخل كله والآخرون لا يحصلون على<br />
شيء. كما أن معامل جيني يمثل متوسط الفارق النسبي في الدخل. ومن الممكن أن<br />
يستخدم المعامل كذلك في قياس عدم المساواة في الثراء بفرض عدم وجود حالات<br />
يكون فيها صافي الثراء سلبي.<br />
٤٧
‹ÉãŸG jRƒàdG<br />
áLQO 45 §N hCG<br />
»æ«L ô°TDƒe<br />
õfQƒd ≈æëæe<br />
ÊóàŸG πNódG ÜÉë°UCG øe OGôaC’G Ö«°üf ºcGôJ<br />
Ö°ùൟG πNódG Ö«°üf ºcGôJ<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
شكل (٥). معامل جيني.<br />
ومنحنى لورنز شكل (٦) يمثل التوزيع التراكمي لتوزيع احتمالي، ويستخدم عادة في<br />
تمثيل توزيع الدخل. حيث تمثل نسبة المنازل ونسبة الدخل الذي تحصل عليه. والنظم<br />
الاشتراكية تعتبر منحنى لورنز ممثلا ً لعدم العدل الاجتماعي.<br />
π``Nó````dG á``Ñ````°ù```f<br />
á«dÉãŸG IGhÉ°ùŸG §N<br />
jRƒàdG §N<br />
…hÉ°ùàŸG ÒZ<br />
¥ÓWE’G ≈∏Y<br />
õfQƒd ≈æëæe<br />
∫RÉæŸG á```Ñ```°ùf<br />
شكل (٦). خط لورنز لتوزيع الدخل.<br />
٤٨
وفي الدول الفقيرة حيث مجموع الدخل المحلي للفرد منخفض يتدرج معامل جيني<br />
من مستوى أدنى ٠٫٢٥ إلى مستوى أعلى يصل إلى ٠٫٧١، بينما الدول الغنية تتصف<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
بمعامل جيني منخفض؛ عادة ما يكون أقل من (١٥١) ٠٫٤٠ . وبينما يتراوح معامل جيني<br />
لغالبية دول أوروبا المتقدمة بين ٠٫٢٤ إلى ٠٫٣٦، فالمعامل في الولايات المتحدة الأمريكية<br />
يتعدى ٠٫٤، بمعنى وجود قدر كبير من عدم المساواة في توزيع الدخل في الولايات المتحدة<br />
الأمريكية؛ حيث ازداد معامل جيني عبر الوقت من ٠٫٣٩٤ عام ١٩٧٠م إلى ٠٫٤٠٣ عام<br />
١٩٨٠م إلى ٠٫٤٢٨ عام ١٩٩٠م ووصل إلى ٠٫٤٦٣ عام ٢٠٠٠م نتيجة خفض الشريحة<br />
الضريبية العليا من ٧٠٪ في العقد السادس إلى ٣٥٪ في عام ٢٠٠٠م (١٥٢) .<br />
وجدول (٤) يدرج درجة تساوي الدخل في بعض الدول العربية، مرتبة وفق درجة<br />
التساوي إلى جانب أكبر درجة من تساوي الدخل في العالم في حالة الدنمارك وأقل<br />
درجة من التساوي في حالة نامبيا بأفريقيا. كما تضمن الجدول الولايات المتحدة<br />
الأمريكية للمقارنة. وفي الجدول يشير معامل جيني المنخفض إلى درجة أكبر في<br />
المساواة الاقتصادية والاجتماعية.<br />
جدول (٤). درجة تساوي الدخل في الدول العربية.<br />
ΩÉ````©`````dG<br />
%20 ≈æZC’G<br />
%20 ô≤aC’G ¤EG<br />
%10 ≈æZC’G<br />
%10 ô≤aC’G ¤EG<br />
»æ«L πeÉ©e á````dhó````dG á```Ñ``Jô```ŸG<br />
Ω1997 4^3 8^1 0^247 ∑QɉódG 1<br />
Ω1998 5^6 8^6 0^334 øª«dG 40<br />
Ω1999 5^1 8 0^344 ô°üe 44<br />
Ω1995 6^1 9^6 0^354 ôFGõ÷G 47<br />
Ω1997 5^9 9^1 0^364 ¿OQC’G 54<br />
Ω2000 7^4 12 0^39 É«fÉàjQƒe 66<br />
Ω1998 7^2 11^7 0^395 Üô¨ŸG 67<br />
Ω2000 7^9 <strong>13</strong>^4 0^398 ¢ùfƒJ 69<br />
Ω2000 8^4 15^9 0^466<br />
IóëàŸG äÉj’ƒdG<br />
᫵jôeC’G<br />
Ω1993 56^1 128^8 0^707 É«ÑeÉf 124<br />
92<br />
٤٩
ومن فوائد معامل جيني أنه:<br />
˚ يمثل مقياسا ً لعدم المساواة التي تحدد عن طريق تحليل النسب، بدلا ً من أن تكون<br />
متغيرا ً لا يمثل غالبية السكان، مثل متوسط دخل الفرد أو مجمل الناتج<br />
الوطني للفرد.<br />
˚ يمكن استخدامه للمقارنة بين توزيع الدخل على مختلف قطاعات الأفراد وعلى<br />
الدول، فعلى سبيل المثال يختلف معامل جيني في المناطق الحضرية عنه في<br />
المناطق الريفية في الكثير من البلاد (في الولايات المتحدة الأمريكية قد تتقارب<br />
معاملات جيني في الريف والحضر).<br />
˚ بسيط بصورة كافية، بحيث يمكن مقارنته عبر الدول مع سهولة تفسيره. فعلى<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
سبيل المثال كثيرا ً ما يتعرض استخدام إحصائيات مجمل الناتج المحلي للانتقاد<br />
حيث أنها لا تمثل التغيرات لجميع السكان بينما يمكن لمعامل جيني إشهار<br />
كيفية التغيرات للغني والفقير؛ بحيث لو كان ارتفاع معامل جيني مصحوبا ً<br />
بارتفاع في مجمل الناتج المحلي قد ينبئ بأن <strong>الفقر</strong> ليس في حالة تحسن بالنسبة<br />
لغالبية السكان.<br />
˚ يمكن توظيفه للإشارة إلى كيفية تغيير الدخل في دولة خلال فترة من الزمن<br />
بحيث يمكن تحديد إذا ما كانت عدم المساواة في زيادة أو نقصان.<br />
إلى جانب ذلك فإن معامل جيني يستوفي أربعة مبادئ هامة هي:<br />
١. إغفال الهوية: لا يهم من هم أصحاب الدخول الكبرى وأصحاب الدخول الصغرى.<br />
٢. لا يعتمد على مقياس اقتصادي معين: فمعامل جيني لا يأخذ في الاعتبار<br />
حجم الاقتصاد، ولا كيفية قياس الاقتصاد ولا يدخل فيه تمييز بين دولة غنية<br />
ودولة فقيرة.<br />
٣. مستقل عن تعداد السكان: ولا يتأثر بحجم السكان.<br />
٥٠
٤. أسس النقل: لو أن دخلا ً أقل من الفارق انتقل من شخص غني إلى شخص فقير<br />
فإن التوزيع الناتج يكون أكثر تساويا ً.<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
أما مضار معامل جيني كمقياس لعدم المساواة فتشمل:<br />
˚ إن قياس معامل جيني لدولة كبيرة متشعبة ومتباينة جغرافيا ً ينجم عنه نتيجة<br />
أكبر من قيمة المعامل لكل من مناطقها على حدة؛ ولهذا فإن من الصعب<br />
مقارنة المعامل للإتحاد الأوروبي مع كل الولايات المتحدة الأمريكية.<br />
˚ قد يصعب مقارنة توزيع الدخل بين الدول نظرا ً لاختلاف المنافع التي تقدمها<br />
الدول للفقراء فبعض الدول قد تمنح هبات مالية، بينما الأخرى تدعم دخلهم<br />
بطوابع غذاء Stamps) (Food وبهذا فإن قيمة الطوابع قد لا تؤخذ في الحسبان<br />
كدخل في حسابات منحنى لورنز وبهذا تغفل في حسابات معامل جيني.<br />
˚ يؤدي المعيار إلى نتائج مختلفة عند تطبيقه على الأفراد بدلا ً من المنازل، وبهذا<br />
فإن قياس جماعات سكان مختلفة بمقاييس متباينة في التعريف قد يجعل<br />
المقارنة غير مجدية.<br />
˚ ربما يقلل منحنى لورنز من درجة عدم المساواة عندما يمكن للمنازل الغنية<br />
استخدام المال بحكمة أكبر من المنازل الفقيرة؛ أي أنه بمعنى آخر قد تنجم عدم<br />
المساواة وفق توخي المزيد أو القليل من الحكمة في استخدام دخل المنزل.<br />
˚ ككل المعايير المعتمدة على الإحصاء، هناك أخطاء منهجية وأخرى عشوائية<br />
في البيانات، وبهذا فإن معنى معامل جيني قد يقل إذا كانت البيانات أقل<br />
مصداقية. كما أن كل دولة تجمع بياناتها بأسلوب مختلف عن الآخرى مما يصعب<br />
المقارنة الإحصائية بين الدول.<br />
˚ الاقتصاديات التي لها إيرادات ومعاملات جيني متشابهة يمكن أن تكون مختلفة<br />
كلية في التوزيع الاقتصادي؛ حيث أن منحنى لورنز قد يختلف في الشكل ولكنه<br />
٥١
يعطي نفس معامل جيني. وذلك يتضح من مثال مبالغ فيه: وهو أن اقتصادية ما<br />
فيها نصف المنازل ليس لديها أي دخل والنصف الآخر يقتسم الدخل بالتساوي<br />
لها معامل جيني يساوي ٠٫٥؛ إلا أن اقتصادية أخرى فيها تساوى كامل في<br />
الدخل باستثناء منزل واحد ثري يمتلك نصف الدخل الكلي لها معامل جيني<br />
يساوي ٠٫٥ أيضا ً.<br />
˚ هناك اعتقاد بأن معامل جيني أكثر حساسية لدخل الطبقة المتوسطة عن دخل<br />
الطبقات المدقعة في <strong>الفقر</strong> والمفحشة في الغني.<br />
˚ كثيرا ً ما يذكر معامل جيني دون وصف النسب التي تستخدم في القياس، وشأن<br />
معامل جيني شأن المعاملات الأخرى لقياس عدم التساوي، فإن المعامل يتأثر<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
بخشونة المقاييس؛ حيث أن تقسيم توزيع القياسات إلى خمس مقاطع بنسبة<br />
٢٠٪ (قليل الحبيبات) سيؤدي إلى معامل أقل من التقسيم بنسبة ٥٪ (غزير<br />
الحبيبات) لنفس التوزيع الإحصائي.<br />
كنتيجة لتلك الانتقادات يقوم البعض باستخدام معايير أخرى إما مع معامل<br />
جيني أو كبديل له ومن بينها معايير الانتروبيا Measures) (Entropy أو الطاقة<br />
المفقودة، مثل معيار ثيل (Theil) (١٥٣-١٥٤) ، ومعيار أتكنسون (Atkinson) (١٥٥-١٥٨) . هذه<br />
المعايير تحاول مقارنة توزيع الموارد عن طريق لاعبين أذكياء في السوق مع توزيع عشوائي<br />
لطاقة مهدرة تنجم عن قيام جسيمات دقيقة غير ذكية في مكان مغلق يتبع قوانين<br />
الفيزياء الإحصائية.<br />
وفي عالم الاقتصاد، معيار ثيل عبارة عن ملخص لإحصائيات تستخدم في قياس<br />
عدم التساوي في الدخل بناء على طاقة المعلومات المهدرة وهو يماثل معامل جيني<br />
غير أنه أقل استخداما ً. ومن مزايا معيار ثيل أنه يضم مجموع عدم المساواة المتوازنة<br />
في مجموعات جزيئية تتضمنها مجموعة كبرى؛ على سبيل المثال عدم المساواة في<br />
٥٢
الدخل في الولايات المتحدة الأمريكية هو مجموع عدم المساواة في دخل كل ولاية<br />
موزونا ً بالدخل النسبي لتلك الولاية بالنسبة للدولة ككل. أي من الممكن القول بأن<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
كل منطقة أو ولاية تساهم بنصيب في عدم المساواة الكلية للدولة. ويمكن تحويل<br />
معيار ثيل لأي من معايير أتكنسون، حيث يقوم معيار أتكنسون بتقييم عدم مساواة<br />
الدخل بصورة يمكن فيها تتبع حركة القطاعات اتلفة في توزيع الدخل، حيث يمكن<br />
للمحللين وضع وزنا ً أكبر للتغيرات في جزء معين من توزيع الدخل، عن طريق إدخال<br />
متغير كراهية عدم المساواة الذي يتراوح بين صفر (٠) وواحد (١). وبهذا يصبح معيار<br />
أتكنسون حساسا ً للتغيرات في الطرف الأدنى لتوزيع الدخل حيث يصل متغير كراهية<br />
عدم المساواة إلى واحد (١)، وبالعكس فإن هذا المتغير يؤول إلى الصفر (٠) عندما<br />
يصبح معيار أتكنسون أكثر حساسية للجانب الأعلى من توزيع الدخل.<br />
ومن معايير قياس <strong>الفقر</strong> معيار روبين هوود Index) (Robin Hood (١٥٩-١٦١) أو معيار<br />
هوفر (Hoover) المسمى على اسم البطل في الأساطير الشعبية الإنجليزية الذي كان<br />
يهجم على أملاك الأغنياء ليسرق منها حصة لتوزيعها على <strong>الفقر</strong>اء. والمعيار الرياضي<br />
يتصل بمعامل جيني فهو يقيس شطر الإيراد الكلي الذي يمكن إعادة توزيعه حتى<br />
تتحقق المساواة المطلقة؛ شكل (٧).<br />
‹ÉãŸG jRƒàdG<br />
Ö°ùൟG πNódG Ö«°üf ºcGôJ<br />
QÉ«©e<br />
Ohƒg ÚHhQ<br />
»æ«L ô°TDƒe<br />
õfQƒd ≈æëæe<br />
0<br />
πNódG øe ∫RÉæª∏d ᫪cGÎdG áÑ°ùædG<br />
شكل (٧). معيار روبين هوود.<br />
٥٣
وهناك العديد من المعايير الإحصائية الأخرى للدخول إلى جانب خط <strong>الفقر</strong> النسبي<br />
الذي يقيس عدد الأفراد أو المنازل التي يقل مستوى الدخل فيها عن مستوى محدد؛ غير<br />
أن هذا المقياس للفقر يهتم بالنصف الأسفل من توزيع الدخل ولا يعير اهتماما ً لسوء<br />
التوزيع في النصف الأعلى.<br />
(‹hódG ∂æÑdG) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />
انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />
يعرف مستوى <strong>الفقر</strong> المدقع على أنه كسب أقل من دولار واحد يوميا ً على أساس<br />
القوة الشرائية المتساوية، وفقا ً لتعريف البنك الدولي؛ وهذا يخالف كل الطرق<br />
-١٦٣)<br />
المستخدمة لقياس <strong>الفقر</strong> سواء في الأمم المتحدة (١٦٢) أو مكتب الإحصاء الأمريكي<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٧٤) . ومقياس البنك الدولي قائم على وضع حد عشوائي للفقر، ومن ذلك المنطلق يقوم<br />
البنك بإصدار أرقام - دون إجراء أي نوع من القياسات - عن مجموعات السكان التي<br />
تحصل على دخول فوق ذلك المستوى على أنهم ليسوا بفقراء، ويمكن بهذا الأسلوب<br />
-١٧٥)<br />
خفض إحصائيات <strong>الفقر</strong> المسجلة لتلك الدولة دون الحاجة لجمع أي بيانات من الميدان<br />
١٧٦) . وهذا النوع الاختياري من التقييم المنحاز يتقرر دون التحقق من وضع السكان على<br />
مستوى الدولة (١٧٧) . ثم إن طريقة الدولار الواحد في اليوم بما في ذلك حسابه على أساس<br />
القوة الشرائية المتساوية؛ أسلوب عقيم، حيث أن الدليل قائم على أن مجموعات من<br />
السكان يبلغ دخلها ٢ أو ٣ بل حتى ٤ دولارات على أساس القوة الشرائية المتساوية<br />
في اليوم تبقي مهزومة تحت وطأة <strong>الفقر</strong> أي لا تستطيع توفير النفقات الأساسية<br />
من طعام وملبس ومأوى وصحة وتعليم. والإشكالية هنا أن اللعب بالأرقام أمر سهل<br />
بينما هو جد خطير، فالعملية لا تتعدى أن تكون تمرينا ً َ رياضيا ً لتقدير مستوى <strong>الفقر</strong><br />
على مستوى الدول وعلى المستوى العالمي، فالحسابات كلها تجري على حاسوب مقيد<br />
بمبلغ دولار واحد يوميا ً على أساس القوة الشرائية المتساوية.<br />
٥٤
ووفقا ً لأرقام البنك الدولي الرسمية التي هي محل تقدير على المستوى الدولي، فإن<br />
عدد <strong>الفقر</strong>اء في العالم يبلغ ١٫٣ مليار نسمة، وبهذا يتنبأ البنك عن انخفاض مستوى<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
<strong>الفقر</strong> في القرن الحادي عشر بناء على توقعات ارتفاع الدخل للفرد، أي أن النمو في دخل<br />
الفرد يعني حتما ً انخفاض مستوى <strong>الفقر</strong>؛ وهذه مجرد لعبة بالأرقام. فوفقا ً لتنبؤات<br />
البنك الدولي (١٧٨) :<br />
˚ انخفض معدل <strong>الفقر</strong> في الصين من ٢٠٪ عام ١٩٨٥م إلى ٢٫٩٪ عام ٢٠٠٠م.<br />
˚ انخفض معدل <strong>الفقر</strong> في الهند من ٥٥٪ عام ١٩٨٥م إلى ٢٥٪ عام ٢٠٠٠م؛ رغم<br />
أن بيانات البنك نفسها أكدت أن ٨٠٪ من سكان الهند لا يحصلون على دولار<br />
واحد يوميا ً على أساس القوة الشرائية المتساوية.<br />
وحيث أن إطار الحسابات كلها قائم على الإطناب والحشو لأنها مبنية على أساس<br />
افتراضية الدولار الواحد، فلم تعد هناك حاجة لبحث الوضع في الميدان والتحقق من<br />
الوضع القائم، ولا حاجة للبحث عن نفقات الطعام والمأوى والخدمات الاجتماعية، ولا<br />
ضرورة لمشاهدة الأوضاع في القرى والمناطق العشوائية في الحضر التى تعاني من<br />
نقص في كل شيء.<br />
(IóëàŸG ·C’G) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />
يوفر إطار مجموعة التنمية البشرية في برنامج التنمية بالأمم المتحدة للمجتمع<br />
الدولي تقييما ً للقضايا الهامة في التنمية العالمية من خلال تقارير التنمية البشرية،<br />
بما في ذلك تقرير عام ١٩٩٧م الذي ركز على استئصال <strong>الفقر</strong>، حيث وضع معيار <strong>الفقر</strong><br />
البشري (HPI) Human Poverty Index القائم على أهم الأبعاد الأساسية للحرمان:<br />
قصر العمر، الحرمان من التعليم الأساسي، والحرمان من الموارد الخاصة والعامة (١٧٨) .<br />
وانطلاقا ً من هذا يقدم البرنامج تقديرا ً للفقر البشري يناقض تماما ً الحقيقة على<br />
مستوى الدول؛ حيث يقدر معيار <strong>الفقر</strong> البشري لكل من كولومبيا والمكسيك وتايلاند،<br />
٥٥
مثلا ً على أنه ١٠٪-١١٪ جدول (٥). كما يقدم قياسات لإنجازات خفض <strong>الفقر</strong> في أفريقيا<br />
والشرق الأوسط والهند تتضارب مع البيانات على مستوى الدول (١٧٨) .<br />
وفي الواقع تعاني تقديرات برنامج التنمية في الأمم المتحدة من تشويه يفوق ما جاء<br />
به البنك الدولي (١٧٨-١٨١) .<br />
جدول (٥). مستوى <strong>الفقر</strong> في دول نامية ودول غنية.<br />
(ô≤ØdG §N â– ¿Éµ°ùdG áÑ°ùf) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />
(á«æZh á«eÉf) IQÉà ∫hO<br />
4^1 %<br />
ƒéHƒWh OGó«fôJ (١٩٩٧م) 10^9 %<br />
∂«°ùµŸG (١٩٩٧م) 11^7 %<br />
ófÓjÉJ (١٩٩٧م) 10^7 %<br />
É«Ñeƒdƒc (١٩٩٧م) 17^7 %<br />
ÚÑ«∏ØdG (١٩٩٧م) 10^9 %<br />
¿OQC’G (١٩٩٧م) 27^2 %<br />
GƒLGQɵ«f (١٩٩٧م) 12^1 %<br />
ɵjÉeÉL (١٩٩٧م) 30^7 %<br />
¥Gô©dG (١٩٩٧م) 37^9 %<br />
GófGhQ (١٩٩٧م) 32^0 %<br />
É«æ«Zƒ«f GƒHÉH (١٩٩٧م) 41^6 %<br />
ÉjÒé«f (١٩٩٧م) 17^3 %<br />
GƒHÉÑeR (١٩٩٧م) % <strong>13</strong>^7 (Ω1996) ᫵jôeC’G IóàëŸG äÉj’ƒdG<br />
% 17^8 (Ω1995) Góæc<br />
% 20^0 (Ω1993) IóëàŸG áµ∏ªŸG<br />
% 17^0 (Ω1993) É«dÉ£jEG<br />
% <strong>13</strong>^0 (Ω1993) É«fÉŸCG<br />
% 17^0 (Ω1993) É°ùfôa<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٥٦
فعلى سبيل المثال يقدر تقرير البرنامج أن نسبة <strong>الفقر</strong>اء في المكسيك تبلغ ١٠٫٩٪<br />
وهذا يتضارب مع الأوضاع القائمة، حيث عانت البلاد من انهيار في الخدمات الاجتماعية،<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
ومجاعات بين صغار المزارعين، وانخفاض ضخم في الإيرادات نتيجة خفض سعر العملة<br />
المحلية في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي. ووفقا ً لدراسة قامت بها منظمة<br />
التعاون الاقتصادي والتنمية فإن هنالك ارتفاعا ً كبيرا ً في مستوى <strong>الفقر</strong> عقب توقيع<br />
اتفاقية شمال أمريكا للتجارة الحرة، المعروفة ب «نفتا» (١٨٢) .<br />
á`LhOõ`ŸG ô`«`jÉ`©`ŸG<br />
المعايير المزدوجة في القياسات العلمية للفقر تتجلى في:<br />
˚ معيار البنك الدولي لتحديد مستوى <strong>الفقر</strong> بدولار واحد على أساس القوة<br />
الشرائية المتساوية في اليوم خاص بالدول النامية وحدها.<br />
˚ كل من البنك الدولي وبرنامج التنمية في الأمم المتحدة يفوتهما الاعتراف بوجود<br />
فقر في غرب أوروبا وشمال أمريكا.<br />
˚ أن معيار دولار واحد على أساس القوة الشرائية المتساوية في اليوم لتحديد<br />
مستوى <strong>الفقر</strong> المستخدم للدول النامية يتعارض مع الطرق المستخدمة في<br />
حكومات الدول الغربية وفي المنظمات الحكومية لتحديد مستوى <strong>الفقر</strong> في<br />
الدول المتقدمة.<br />
وفي الغرب تقوم طرق قياس <strong>الفقر</strong> على أساس مستوى أدنى للإنفاق على الأساسيات<br />
في المنزل من طعام وملبس ومأوى، وصحة وتعليم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية<br />
مثلا ً يعرف خط <strong>الفقر</strong> بأنه «ثلاثة أضعاف تكلفة الحد الأدنى الملائم للتغذية، لتوفير<br />
النفقات اللازمة بالإضافة إلى المطعم» (١٨٣) . فمثلا ً لعائلة تتكون من أربعة أشخاص<br />
- طفلين وأم وأب - خط <strong>الفقر</strong> عام ١٩٩٦م كان ١٦٫٠٣٦دولار سنويا ً وهذا يعني ١١دولار<br />
في اليوم للفرد (وليس ١دولار كحد البنك الدولي للفقر في الدول النامية).<br />
٥٧
وبالمقارنة بتقرير برنامج التنمية في الأمم المتحدة فإن مستوى <strong>الفقر</strong> في الولايات<br />
المتحدة الأمريكية أكبر من المكسيك جدول (٥). وفي الواقع أن برنامج التنمية والبنك<br />
الدولي لم يضعا وسيلة لمقارنة الدول المتقدمة بالدول النامية؛ وهذا تلافيا ً للحرج<br />
فقد تكون مستويات <strong>الفقر</strong> متقاربة بين بعض الدول النامية، ودول غرب أوروبا وكندا<br />
والولايات المتحدة الأمريكية. ففي حالة كندا التي ارتقت إلى المرتبة الأولى بين كل<br />
الدول في تقرير عام ١٩٩٧م لبرنامج التنمية فإن نسبة <strong>الفقر</strong>اء وفق الإحصاءات<br />
الرسمية كانت ١٧٫٤٪ مقارنة بنسبة ١٠٫٩٪ في المكسيك ونسبة ٤٫١٪ في ترنيداد<br />
وطوبجو؛ جدول (٥).<br />
وبالمقابل، لو طبقت طريقة مكتب الإحصاء الأمريكي (التكلفة القائمة على توفير<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الحد الأدنى من التغذية) على الدول النامية لكانت أغلبية السكان فيها تحت مستوى<br />
<strong>الفقر</strong>؛ خاصة وأنه عقب رفع القيود على الأسعار في أسواق الحاجيات الأساسية فإن<br />
أسعار المواد الاستهلاكية في الدول النامية ليست أقل من أوروبا الغربية ولا الولايات<br />
المتحدة الأمريكية، بل إن تكاليف المعيشة في الكثير من مدن العالم الثالث مرتفعة<br />
عنها في الولايات المتحدة الأمريكية.<br />
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أسفرت عدة عمليات مسح لميزانية المنازل في العديد من<br />
دول أمريكا اللاتينية على أن ٦٠٪ من السكان في المناطق اتلفة لا يحصلون على الحد<br />
الأدنى من السعرات الحرارية والبروتينات المطلوبة. ففي بيرو؛ مثلا ً، عقب قيام صندوق<br />
النقد الدولي بدعم ما يسمى صدمة فوجي (Fujishock) عام ١٩٩٠م كان ٨٣٪ من<br />
السكان وفق بيانات إحصائيات المنازل غير قادرين على الحصول على السعرات الحرارية<br />
والبروتينات المطلوبة (١٨٤) . أما الحالة القائمة في منطقة ما تحت الصحراء الأفريقية<br />
وجنوب آسيا فهي أشد خطورة حيث أن غالبية المواطنين يعانون من نقص حاد في<br />
التغذية.<br />
٥٨
äÉ``fÉ``«`Ñ`dÉH Ö``YÓ`à``dG<br />
يأخذ البنك الدولي وبرنامج التنمية الإحصائيات الرسمية عن <strong>الفقر</strong> على عواهنها،<br />
äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />
رغم أنها لا تتعدى كونها تمرينا ً رياضيا ً يجري في المكاتب، دون أدنى دراية بما يجري في<br />
الميدان (١٧٥) . وتطويع الإحصائيات لإثبات نتائج متضاربة فن من فنون علم الإحصاء،<br />
وتوظيف الإحصائيات لدعم المواقف السياسية والحالات الاقتصادية والاجتماعية مع<br />
تضارب النتائج أمر شائع خاصة في الحملات الدعائية والتجارية بما في ذلك السوق<br />
المالية (١٩٠-١٨٥) .<br />
فقد أشار تقرير برنامج التنمية عام ١٩٩٧م إلى تراجع معدل وفاة الأطفال إلى ما بين<br />
الثلث إلى النصف في بعض البلاد المنتقاة في مناطق جنوب الصحراء بأفريقيا على<br />
رغم تراجع إنفاق الدولة ومستويات الدخل. وقد أخفق التقرير في ذكر أن إغلاق العيادات<br />
الطبية، وطرد أعداد ضخمة من محترفي الرعاية الصحية القائمين على تدوين بيانات<br />
معدل وفيات الأطفال، وإحلالهم بمتطوعين شبه أميين أدى إلى الانخفاض في تدوين<br />
حالات الوفيات. كما أن إصلاحات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الاقتصادية قد<br />
أدت إلى إنهيار عملية جمع البيانات (١٧٥) .<br />
هذه هي حقائق دراسات <strong>الفقر</strong> التي تقوم بها المنظمات العالمية الرسمية؛<br />
فمؤشرات <strong>الفقر</strong> لا تمثل بمصداقية الوضع على مستوى الدولة ولا تمثل خطورة حالة<br />
<strong>الفقر</strong> العالمي؛ فهي تخدم في إظهار <strong>الفقر</strong> على أنه مسألة بسيطة تهم ٢٠٪ من<br />
سكان العالم فقط. فتنبؤات تدني مستوى <strong>الفقر</strong> كلها موجهة لتبرئة ساحة السوق<br />
الحرة ودعم سياسة الدول الكبرى لإصلاح الاقتصاد العالمي على نطاق واسع؛ حيث<br />
تقدم السوق الحرة كحل لكل المشكلات الاجتماعية والصحية وكآلية للحد من <strong>الفقر</strong>.<br />
فكلتا المؤسستان تروجان لفوائد الثورة التقنية والاستثمار الأجنبي، وتحرير التجارة في<br />
القضاء على <strong>الفقر</strong> (١٧٦) .<br />
٥٩
ومزاولة اللعب بالإحصائيات عملية تجري في كل االات؛ ففي حساب معدل<br />
البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، مثلا ً، تتضمن إحصائيات عدد العاطلين عن<br />
العمل أولئك الذين يتلقون بدل عمل من التأمين الوظيفي، الذي لا يصرف إلا لمدة لا<br />
تزيد عن بضعة أسابيع من فقدان العمل، وعندما تنتهي المدة يشطب إسم الشخص<br />
من لائحة أسماء العاطلين على العمل، رغم أنه لم يجد عملا ً بعد، وبطول فترات<br />
البطالة ينخفض مستوى البطالة إلى أدنى معدل.<br />
كذلك الحال في حالة إنرون ،(Enron) الشركة العملاقة التى كانت كل الإحصاءات<br />
تشير إلى نمو ضخم، وإذا بها تنهار في يوم وليلة. وحقيقة الأمر أنه لم يكن هناك تزوير<br />
في الحسابات كما أشيع، ولكنه لم يتعد أن يكون عبثا ً بالإحصائيات وتفسيرها.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٦٠
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
ô≤ØdG äÉ«YGóJh ÜÉÑ°SCG<br />
˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي ˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />
˚ دورة <strong>الفقر</strong><br />
٦١
٦٢<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي<br />
إنه من المثير للانتباه أن لا يكون لمفهوم «<strong>الفقر</strong>» تعريف علمي دقيق، رغم أنه<br />
كان السبب في العديد من الثورات الاجتماعية والتغيرات الكبرى والاضطرابات<br />
السياسية (١٩١) . وهذا يجري أيضا ً على التعريف الشائع بأن <strong>الفقر</strong> هو:<br />
«عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يمثل الحد الأدنى المعقول<br />
والمقبول في مجتمع ما من اتمعات في فترة زمنية محددة».<br />
فهذا التعريف ينطوي على غموض وعدم دقة في اعتماده "المعقولية<br />
والمقبولية" (١٩٢) .<br />
ولعل الإشكالية المحيرة في معضلة <strong>الفقر</strong> في العصر الراهن تكمن في حقيقة أنه<br />
رغم التقدم التقني الهائل الذي شهدته البشرية، ورغم ارتفاع وتيرة الإنتاج العالمي<br />
بشكل غير مسبوق، والتطور الاقتصادي المذهل الذي أصاب حياة ملايين البشر، فإن<br />
<strong>الفقر</strong> مازال يشكل التحدي الأكبر الذي يواجه العالم، وهو تحد مواز ٍ لتحد آخر يتمثل<br />
في عدم العدالة في التوزيع وهي السمة الأساسية للرأسمالية العالمية المسيطرة<br />
على فضاء عالم اليوم.<br />
وفي وجه هذا التحدي يعتبر كبار باحثي علم الاجتماع الدولي أن <strong>الفقر</strong> وسوء توزيع<br />
الدخل العالمي يشكلان التحدي الأكبر الذي يواجه عالم القرن الواحد والعشرين.<br />
فالأرقام تتحدث بنفسها عن عمق مشكلة <strong>الفقر</strong> العالمي، فهي تشير إلى أن ما يقارب<br />
١٫٢ إلى ١٫٣ مليار من البشر - أي ما يعادل خمس البشرية - مازالوا يعتبرون فقراء جدا ً،<br />
أي أنهم يعيشون على دولار واحد أو أقل في اليوم. وأنه لو تم رفع خط <strong>الفقر</strong> قليلا ً فقط<br />
لوصلت نسبة <strong>الفقر</strong>اء في العالم إلى ما يزيد عن الثلث. أما على المستوى العربي<br />
فإن أكثر من ثلثي السكان يقيمون في الأقطار المنخفضة الدخل، وهناك أكثر من ٧٠<br />
مليون عربي يقعون تحت خط <strong>الفقر</strong>.<br />
٦٣
والمؤسف حقا ًأنه رغم عقود طويلة من التنمية وخطط الاقتصاد والنهوض بالمستوى<br />
العام للمجتمعات العربية فإن الدراسات خلصت إلى أن <strong>الفقر</strong> في الوطن العربي الذي<br />
كان في انخفاض مستمر خلال الفترة ١٩٨٠-١٩٥٠م بدأ بالارتفاع كنسبة من إجمالي<br />
السكان وكعدد مطلق خلال الفترة منذ منتصف الثمانينيات وحتى الآن.<br />
وتكاد تنطبق هذه النتيجة على كافة البلدان العربية حتى النفطية منها. فمن<br />
خلال متابعة معظم الدراسات الميدانية والبحثية في دول الخليج يتبين أن ظاهرة<br />
<strong>الفقر</strong> موجودة فيها وإن كانت تتخذ مظاهر مختلفة ونسبية، كما أن هناك تفاوت<br />
كبير في الدخل. أما في البلدان العربية متوسطة <strong>الفقر</strong> فإن ظاهرة <strong>الفقر</strong>، و<strong>الفقر</strong><br />
المدقع تبدو أكثر بروزا ً. وينسب البعض تدهور مستوى الدخل في الدول العربية إلى<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الظروف الإقليمية والدولية وكذلك السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي اتبعهتا<br />
الحكومات المتعاقبة. فعلى سبيل المثال كانت ظاهرة <strong>الفقر</strong> في مصر أواخر الخمسينات<br />
أقل مما هي عليه في منتصف السبعينات. وفي حقبة السبعينات زادت حدة <strong>الفقر</strong> في<br />
مصر بسبب تبني سياسات الانفتاح الاقتصادي ورفع الدعم عن السلع الأساسية،<br />
وقد فاقم ذلك من الضغوط على الطبقات الفقيرة. غير أن حقبة الثمانينات شهدت<br />
تحسنا ً في مستويات الدخل، نتيجة لاسترجاع مصر لحقوقها في إنتاج وتصدير النفط<br />
وازدياد فرص العاملين المصريين في الخارج وخاصة في دول الخليج.<br />
ولا تبتعد الحالة الأردنية عن نظيرتها المصرية، إذ إن التحسن في مستوى الدخل<br />
الذي شهده الأردن خلال الفترة ١٩٨٦-١٩٨٠م كان في صالح الشرائح الفقيرة، إلا<br />
أن عائد النمو الاقتصادي في تلك الفترة قد تآكل في النصف الثاني من الثمانينيات<br />
وحتى سنة ١٩٩٢م. فمؤشر <strong>الفقر</strong> في المرحلة الثانية ازداد ١١٫٩٪، وفجوة <strong>الفقر</strong> (التي<br />
تمثل الفرق بين الدخل الحقيقي وخط <strong>الفقر</strong>) ارتفعت بمقدار ٣٫٤٪، وكل هذا يعود إلى<br />
التراجع في النمو الاقتصادي وتراجع الناتج المحلي بنسبة ٨٫٨٪ (١٩١) .<br />
٦٤
أما فيما يخص الحالة العراقية فإن الوضع بالغ السوء، والأرقام تشير إلى وضع<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
مأساوي ناتج بالأساس عن نتائج حرب الخليج سنة ١٩٩١م والحصار الذي لحقه وتعرض<br />
له العراق. وتقول الأرقام إن نسبة <strong>الفقر</strong> هناك ارتفعت حوالي ٧٢٫١٪ في المناطق<br />
الحضرية و ٨١٫٨٪ في المناطق الريفية عام ١٩٩٣م, بعد أن كانت ٪ ٢٤٫٩ و ٣٣٫٩٪ على<br />
التوالي عام ١٩٨٨م.<br />
وباستعراض بعض معدلات <strong>الفقر</strong> ومؤشراته في الدول المنخفضة الدخل تزداد<br />
الصورة قتامة خاصة في بلدان مثل اليمن والسودان وموريتانيا وفلسطين. ففي<br />
موريتانيا على سبيل المثال يتعرض كل طفل من خمسة أطفال إلى الوفاة قبل سن<br />
الخامسة. وكما هو معروف فإن معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة يعتبر من<br />
أهم مؤشرات <strong>الفقر</strong>. وفي نفس البلد يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص من سوء<br />
التغذية، ولا يتجاوز متوسط العمر المتوقع للأفراد ٤٧ عاما ً، في حين يعد ثلثا السكان<br />
من الأميين.<br />
وإذا كانت العلاقة بين بعض خصائص <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء في الوطن العربي وزيادة<br />
معدلات <strong>الفقر</strong> واضحة ومثبتة عبر الإحصاءات والدراسات الميدانية - مثل الأمية -<br />
فإن بعض الخصائص الأخرى مثل عمق وشدة <strong>الفقر</strong>، وفجوة <strong>الفقر</strong>، وأثر حجم الأسرة<br />
والأمية على معدلات <strong>الفقر</strong> لا تزال موضع خلاف. فمن الخصائص الخلافية حجم الأسرة،<br />
فالبعض يجزم بأن الأسرة الكبيرة تكون أكثر تعرضا ً للفقر من الأسرة الصغيرة، لكن<br />
البعض الآخر يرى أن العلاقة بين حجم الأسرة و<strong>الفقر</strong> ليست محسومة خاصة في<br />
الدول النامية والفقيرة. فعدد أفراد الأسرة في المناطق الفقيرة مرتبط بالحاجة إلى<br />
أيد ٍ عاملة وبتحسن ظروف العائلة بشكل إجمالي في المستقبل، ورغم أن هذه ليست<br />
قاعدة ثابتة في كل الأماكن. وبعكس هذا فإن عامل الأمية لا يحتاج إلى الكثير من<br />
الجدل لإثبات العلاقة بينه وبين <strong>الفقر</strong>، وتبعا ً للأرقام - في حالة المغرب على سبيل<br />
٦٥
المثال- فإن هناك علاقة قوية بين الظاهرتين. فمستوى التعليم في أوساط الشريحة<br />
الأكثر فقرا ً في المغرب بالكاد يصل إلى ٢٦٫٦٪، في حين تصل تلك النسبة في أوساط<br />
الشريحة الأكثر غنى إلى ٦٥٫١٪.<br />
وتتحدث الأرقام بلغة قاسية أيضا ً عن تفاوت الدخل في الوطن العربي؛ ففي حين<br />
تقف الكويت على الحد الأعلى من ناحية معدل دخل الفرد السنوي البالغ أكثر من<br />
عشرين ألف دولار بحسب تقديرات صندوق النقد العربي لعام ١٩٩٨م، نجد اليمن تقف<br />
على الحد الأدنى الذي يشير إلى أن معدل دخل الفرد هناك في ذلك العام لم يتجاوز<br />
٣٥٠ دولارا ً.<br />
᫪æàdG á«ŸÉYh ô≤ØdG<br />
قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
لأول مرة في التاريخ، صار <strong>الفقر</strong> ظاهرة مطلقة، حيث اعتبرت بلاد وأمم بأسرها فقيرة<br />
على أساس أن دخلها الإجمالي أقل بالمقارنة مع الدخل السائد في تلك الدول التي<br />
تسيطر على الاقتصاد العالمي، وهكذا أصبح الدخل الوطني هو المعيار العالمي الجديد<br />
والرأسمالية الاقتصادية هي الحل المعلن للعلاج النهائي للفقر، وتوصل عدد من خبراء<br />
<strong>الفقر</strong> العالمي إلى العلاج بالتنمية من خلال زيادة الإنتاج والتطبيق المتزايد للعلم<br />
والمعرفة التقنية، فهي مفتاح الرخاء والسعادة (٤١) .<br />
وهكذا أعيد تفسير وتقييم البعد المادي للفقر، حيث أدى تحطيم اتمعات التقليدية،<br />
في سبيل ما يدعى بالاقتصاد الوطني ثم الاقتصاد العالمي، إلى فصل الاقتصاد عن<br />
جذوره الاجتماعية والحضارية، وبالتالي خضع اتمع لآليات وقواعد الاقتصاد وليس<br />
العكس. وقد أوجد الاقتصاد العالمي منظومة من المرجعيات الكونية جعلت الفرد<br />
يدرك أنه فقير وفي حاجة إلى المساعدة لأن متوسط دخله أقل من المستوى العالمي<br />
المعياري، ولأنه لا يعيش في رفاهية مثل أناس آخرين.<br />
٦٦
وأدى هذا التغيير في نظرة المرء لذاته إلى تغير في ردود الفعل تجاه <strong>الفقر</strong>، حيث<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
أصبح البرنامج الجديد حلا ً كونيا ً أحادي الاتجاه يعتمد على الدخل ولا علاقة له إطلاقا ً<br />
بالثقافة ولا بالشخص، ولم يعد الفرد يلجأ إلى جذوره الثقافية وعلاقته الأسرية<br />
القديمة التي كانت تقدم الحلول البديلة الكلية للفقر، وبدلا ً من ذلك سعى الأفراد إلى<br />
تجميع أنفسهم في مؤسسات متماثلة مثل النقابات والجمعيات، مما أدى إلى تنميط<br />
تصنيف الأفراد في اتمع وإلغاء أي تفكير بديل يسعى إلى البحث عن طريق جديد<br />
للحياة والتنظيم الاجتماعي يعتمد على البساطة، أو أشكال تطوعية وأخلاقية من<br />
<strong>الفقر</strong> الذي لا يمكن أحيانا ً تجاوزه لظروف هيكلية ودولية قبل أن تكون محلية.<br />
وقد افترض الخبراء أن <strong>الفقر</strong>اء غير قادرين على تحديد مصلحتهم التي يحددها لهم من<br />
يمتلكون المعرفة والسلطة - الحكومات والمؤسسات والخبراء - جاهدين على الارتقاء بهم،<br />
وأصبحت مشاركة الجماهير تنحصر في تأييد البرامج التي وضعها الخبراء، وقدم الخبراء<br />
الحل البسيط للفقر في التنمية الاقتصادية ورفع مستوى الدخل، زاعمين إمكانية حل<br />
كل المشكلات الثقافية والاجتماعية المتعلقة ب<strong>الفقر</strong> من خلال الاقتصاد وحده.<br />
وقد عملت تلك الافتراضات والتوصيات على تقوية التدخل السلطوي حيث صار<br />
<strong>الفقر</strong> العالمي معضلة أكبر من أن تترك لتحل حلا ً محليا ً، وبذا سمحت بتدخل القوى<br />
الدولية؛ الحكومية والأهلية، باسم نشر السعادة والقضاء على <strong>الفقر</strong>.<br />
وما حدث بصورة عالمية مجردة هو أنه تمت رؤية الحاجات المطلوبة والإصلاحات الضرورية<br />
والمؤسسات المقترحة بشكل نمطي ثابت، بغض النظر عن الاختلافات الاجتماعية<br />
والثقافية، وتم فرض تلك الرؤية من خلال شروط برامج المساعدات الأجنبية.<br />
وقد اختلفت النتائج الفعلية لتلك السياسات والبرامج وآثارها على حياة <strong>الفقر</strong>اء<br />
اختلافا ً بينا ً عما توقعه الخبراء والمتخصصون، حيث إن الحاجات التي تأملها برامج<br />
التنمية هي حاجات نمط معين من الحياة، يلعب فيها الاقتصاد دورا ً مركزيا ً، حيث ثمة<br />
٦٧
مفهوم خاص للفقر، وثمة فئة معينة من المستهلكين ودافعي الضرائب يجب حماية<br />
حقوقهم وامتيازاتهم. وقد فشلت تلك السياسات على كل المستويات، ومن الواضح<br />
أن كل أنماط المساعدة ستوجد في النهاية مزيدا ً من <strong>الفقر</strong>.<br />
ويحذر بعض الباحثين من المفاهيم التي تبدو إيجابية من الخارج مثل: الاقتصاد<br />
العالمي أو العالم الواحد بينما هي تدعو في الواقع إلى إلغاء التعددية، وقبول أن الحل<br />
الوحيد الممكن هو اتخاذ الطريق الذي سار فيه الشمال الغني القوي السعيد.<br />
إن النظرة الاقتصادية للحياة قد تؤدي لفترة معينة إلى زيادة ضخمة في إنتاج<br />
البضائع والخدمات أي تنمية الأشياء، لكنه واقعيا ً - بسبب الندرة الدائمة - يعاني<br />
الغني والفقير على حد سواء من عدم إمكانية الحصول على كل ما يريد؛ فقد اتضح<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
لكثير من البشر أن الحاجات ليست مجرد وهم فقط بل مصطلح يوجد الشره والجشع،<br />
ومن المستحيل أن يفي الاقتصاد بكل الحاجات يوما ً ما.<br />
فقد ينتج الاقتصاد الكثير من البضائع والخدمات للوفاء بمنظومة معينة من<br />
الحاجات، بيد أنه على نطاق آخر يدمر مجالات بأكملها من مجالات النشاط الإنساني،<br />
والحرف التقليدية، والقطاعات الأهلية، ويحطم منظومة قيمية كاملة من التكافل<br />
والتراحم، ومن ثم فإن تأثيره الإجمالي سلبيا ً، بل ومدمرا ً أحيانا ً خاصة عندما لا<br />
يفي بوعوده، وفي الوقت ذاته يهدم بنيان التراحم والتكافل، فلا يجده الفرد إذا أراد<br />
التراجع والعودة لها، وربما يكون النموذج البارز لذلك هو ما حدث مع مؤسسات الوقف<br />
الإسلامية في العالم الإسلامي من مصادرة وتأميم.<br />
ولا شك أن الرؤية الإسلامية التي تحترم الحاجات الأساسية المادية للإنسان وتفرض<br />
عليه السعي للرزق وعمارة الأرض، لكنها في الوقت ذاته تربطه برؤية غيبية للرزق<br />
والقدر، لديها الكثير في هذا اال لتقدمه خاصة مع تطوير وتفعيل فريضة الزكاة<br />
كأداة تنموية تتجاوز جمع وتوزيع الصدقات (٤١) .<br />
٦٨
ô``≤`Ø``dG ÜÉ``Ñ``°SCG<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
هناك العديد من العوامل التقليدية التي يعزى إليها وجود <strong>الفقر</strong> وانتشاره بين فئات<br />
من اتمع، أو مجتمعات بأكملها أو أفراد:<br />
˚ إساءة السلطة، وانتشار الفساد مع عدم وجود قوانين تحمي العدالة الاجتماعية،<br />
وتردع التمييز ضد بعض فئات اتمع.<br />
˚ عدم وجود وفاق اجتماعي؛ حيث تستشري المنافسة بدلا ً من التعاون.<br />
˚ انتشار الجريمة والفوضى والهرج.<br />
˚ الكوارث الطبيعية؛ والعوامل الطبيعية الأخرى مثل المناخ أو البيئة.<br />
˚ انتشار استخدام ادرات والمسكرات والإدمان عليها.<br />
˚ الخمول والتسويف والتواكل والقعود عن السعي للرزق.<br />
˚ الاستعمار والاستبداد العالمي ونهب الثروات على مستوى عالمي.<br />
˚ زيادة السكان: من الملاحظ أنه كلما انخفض معدل <strong>الفقر</strong>، انخفض تعداد السكان<br />
وتردى معدل نمو السكان، نتيجة مرحلة انتقالية في توزيع السكان، وبالمقابل<br />
كلما ازداد معدل <strong>الفقر</strong> كلما ازداد تعداد السكان، وربما كان ذلك نوع من الغريزة<br />
البشرية للحفاظ على الذات.<br />
˚ الحروب والصراعات الداخلية، والقتل السياسي، والإبادة الجماعية.<br />
˚ تدهور التعليم وغياب المهارات الاجتماعية.<br />
˚ الأمراض العقلية والإعاقة.<br />
˚ الاعتقادات والتصرفات والاختيارات الفردية.<br />
˚ تفشي المادية.<br />
˚ غياب الحرية والخنوع.<br />
٦٩
˚ أسباب ثقافية: تعزي <strong>الفقر</strong> إلى أساليب شائعة في المعيشة سواء كانت مكتسبة<br />
أو مشتركة؛ على سبيل المثال، هناك من يزعم أن البروتستانتية ساعدت على<br />
النمو الاقتصادي خلال الثورة الصناعية.<br />
˚ التقاليد والعادات المحلية.<br />
˚ هناك ظاهرة تلاحظ في الدول التي لديها نظام كفالة اجتماعي متقدم، حيث<br />
نجد أن المستفيد الأول من كل البرامج هي الطبقة المتوسطة، رغم أن تلك<br />
البرامج موجهة للفقراء.<br />
˚ الشركات الكبرى والاسراف في الإنفاق.<br />
وفي الواقع أن هناك بعض مظاهر <strong>الفقر</strong> التي يصعب تفسيرها والتي تحير المفكرين،<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
فهناك من الناس الذين يعيشون في مناطق ثرية بالخيرات الطبيعية والموارد الغزيرة<br />
لكنهم يعانون من <strong>الفقر</strong>، بل ومنهم من يتضور جوعا ً بين أشجار وجنان الفاكهة،<br />
والمزارع الثرية بالخضروات وأجسام المياه المليئة بالخيرات المغذية.<br />
وعموما ً فقضية <strong>الفقر</strong> وأسبابه وسبل علاجه من القضايا السياسية المليئة<br />
بالتناقضات الفكرية؛ فنظرة القابعين إلى أقصى اليمين من الطيف السياسي<br />
يعتبرون <strong>الفقر</strong> هو اختيار شخصي أو تفضيل، وبعض اليمينيين يرجعون <strong>الفقر</strong> إلى<br />
عوامل تركيبية في اتمع تمنع النمو الاقتصادي، مثل التفريط في حقوق الملكية<br />
الفردية، وعدم وجود نظام ربوي سليم، والجريمة، والفساد . . إلخ.<br />
بالمقابل يرى القائمون إلى أقصى اليسار <strong>الفقر</strong> على أنه نتيجة عوامل عديدة لا<br />
تتعلق بالاختيار الشخصي؛ فعلى سبيل المثال يعتقد غالبيتهم بأن <strong>الفقر</strong> ناجم من<br />
انعدام الفرص المتاحة؛ خاصة في مجال التعليم إلى جانب تقاعس الحكومات عن<br />
التدخل في فتح الفرص، كذلك يؤمنون بأن تخفيف حدة <strong>الفقر</strong> هي مسألة عدالة<br />
اجتماعية، كما أن مسئولية الغني تحتم عليه مساعدة المحتاجين.<br />
٧٠
من الصعب الجزم بأن العوامل الثقافية والقيم والتقاليد، والاضطراب الاجتماعي<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
والسياسي وحدها هي التي تفصل الدول الفقيرة عن الغنية؛ حيث تعتبر الحكومات<br />
في عديد من الدول الفقيرة جزءا ً من المشكلة وليست جزءا ً من الحل. ولقد تدهور<br />
معدل النمو الاقتصادي بصورة سريعة وتراكمية في معظم الدول الفقيرة نتيجة<br />
متطلبات التنمية، ومركزية الإدارة واتخاذ القرارات، وكان ذلك من دواعي معاناة الدول<br />
الفقيرة بلا استثناء من الكساد الاقتصادي مع نمو مطرد في حجم الدين العام، وزاد<br />
<strong>الفقر</strong> حدة انخفاض أسعار المواد الخام المصدرة نتيجة تحديات الإصلاحات الاقتصادية<br />
الهيكلية المفروضة من قبل وكالات التنمية العالمية. ثم إن غياب القياس الكمي<br />
الواقعي لمستوى وشدة وعمق <strong>الفقر</strong> الذي نجم عن رداءة نظم المعلومات وما تقترن<br />
بها من مسوح ميدانية على أسس علمية عامل بالغ الأهمية في فشل سياسات<br />
<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، واستراتيجية الحد من <strong>الفقر</strong> في المدى القصير. ثم إن استمرار الدعم<br />
ما زال ضرورة حتمية في الحاضر والمستقبل القريب، إذ يؤدي إلغاؤه إلى أعباء اقتصادية<br />
واجتماعية فادحة، وبهذا فالظروف لا تساعد حاليا ً على استبدال دعم الأسعار<br />
ببديل نقدي لأن الفئة الوحيدة المتاح معرفة دخولها بدرجة معقولة من الدقة هي<br />
فئة المشتغلين بالحكومة، أما الفئات الأخرى شاملة العاطلين والعاملين في القطاع<br />
الخاص والعمالة الغير منظمة يصعب تقدير دخولهم أو وصول الدعم النقدي لهم<br />
لغياب منظومة المعلومات المناسبة.<br />
دورة <strong>الفقر</strong><br />
…OÉ°üàb’G ƒªædG ≈∏Y ÒKCÉàdG<br />
لما كان الفقير غير قادر على الادخار أو الاستثمار في تنمية حالته الاقتصادية فإن<br />
دورة <strong>الفقر</strong> تؤدي إلى نقص كبير في الاستثمار في الاقتصاد العام مما يترتب عليه؛ وفق<br />
نظرية النماء (١٩٣-١٩٨) ، نقص كبير في إنتاجية المقضي عليه ب<strong>الفقر</strong> وانخفاض في معدل<br />
٧١
النمو الاقتصادي. والنمو الاقتصادي يمثل الزيادة في قيمة البضائع والخدمات التي<br />
تنتجها اقتصادية ما، وتقاس بنسبة معدل الزيادة في مجمل الناتج المحلي الحقيقي.<br />
والنماء يقاس بدلالة الواقع القائم، أي بدلالة معدل تأثير التضخم على أسعار البضائع<br />
والخدمات المنتجة. وفي الاقتصاد، تشير نظرية النماء إلى النمو في الإنتاج المتوقع، أي<br />
الإنتاج القائم على العمالة الكاملة وليس على أساس نمو الطلب المتناثر (١٩٨) .<br />
كما أن دورة <strong>الفقر</strong> تخفض من التطوير المتوقع القائم على المهارات والمعرفة، لأن<br />
الفقير غير قادر على إنفاق الوقت ولا المال على التعليم اللازم. ذلك التأثير يؤدي إلى<br />
تردي في التقنية، مما يؤدي إلى خفض الإنتاج وبالتالي إلى خفض في الاستثمار الأجنبي.<br />
بالإضافة إلى ذلك تقود دورة <strong>الفقر</strong> إلى دورة من القلاقل الاجتماعية، ف<strong>الفقر</strong> يؤدي إلى<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
عدم رضا اجتماعي، والاضطرابات الاجتماعية تعوق بدورها النمو الاقتصادي إلى<br />
حد كبير. وأجواء عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي تقلق المستثمرين من أجانب<br />
ومحليين، مما يؤدي إلى حلقة معقدة من التأثير ورد الفعل.<br />
وهناك معسكران يختلفان في تشخيص وجود حلقة <strong>الفقر</strong>، فاليسار السياسي<br />
يرجع ذلك إلى غياب العدالة الاجتماعية وعدم المساواة الاجتماعية، وبالتالي فإن الغني<br />
يجلب المزيد من الغنى وأولئك الذين لا يملكون إلا القليل غير قادرين على الإثراء. أما<br />
مروجو السوق الحرة والمتحررورن (Libertarians) فيرون أن تدخل الحكومات في الاقتصاد<br />
ينحر في حقوق الملكية وبالتالي يقضون على الحوافز للإثراء (٣٧) .<br />
Ihô`ã`dG ``jRƒ``J ¿RGƒ``J Ωó``Y<br />
هناك اعتقاد لدى البعض بأن عدم وجود فرص للتعليم أو بناء رأس المال البشري<br />
هو أكبر أسباب دورة <strong>الفقر</strong>؛ فالتعليم في الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة هو<br />
من مستلزمات التوصل إلى نماء اقتصادي، حيث أنه يزيد من المهارات. إلا أن كثافة<br />
٧٢
التعليم تحتاج إلى وقت وطاقة أو مزيد من القراءة خارج إطار التعليم التقليدي.<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
فالأطفال الذين انحدروا من عائلات فقيرة لا يمكنهم الاستفادة القصوى من التعليم<br />
حتى لو كان التعليم مجانا ً، حيث أن عليهم العمل لكسب معاشهم. كما أن ذلك<br />
يتطلب بيئة مشجعة وصحية وهذا لا يتوفر في الأماكن التي يخيم عليها <strong>الفقر</strong>.<br />
وهذه الظاهرة أكثر تجليا ً في بعض الدول نتيجة عدم توفر التعليم العام في كثير من<br />
المناطق الفقيرة نظرا ً لقيود الميزانية، مثل الحال في الهند؛ أو أن المؤسسة التعليمية<br />
متردية في المناطق الفقيرة مثل الحال في الولايات المتحدة الأمريكية حيث التعليم<br />
الأساسي مجاني لكنه قائم على التمويل من ضرائب العقارات في المنطقة، وبالطبع<br />
لا توجد ميزانية كافية لتقديم تعليم جيد في الأماكن المكتظة بالمساكن العشوائية<br />
التي لا تولد حصيلة كافية من الضرائب. وبهذا فإن الباحثين يرون أنه من المستحيل<br />
على الصغار اختراق حلقة <strong>الفقر</strong>، حيث أن المهارة تنقصهم لتحسين دخلهم؛ وبغياب<br />
البيئة التي تؤدي إلى تعليم الأطفال فإن دورة <strong>الفقر</strong> تبدأ من جديد.<br />
ádhódG øe ójGõàŸG πNóàdG<br />
العديد من الأحرار الجدد (Neoliberals) يرجعون استمرار بعض دورات <strong>الفقر</strong> إلى عدم<br />
وفرة الحماية أو الاعتراف بحقوق الملكية، أو بمعنى أدق وجود بيئة يمكن سرقة الملكية<br />
فيها في أي وقت، مثل الدول التي تضعف فيها سطوة القانون وتنعدم فيها دوافع<br />
الاقتصاد والاستثمار.<br />
وآخرون مثل مروجو السوق الحرة، يرون أن اللوائح التنظيمية المتزايدة للحكومة هي<br />
التي تدعم <strong>الفقر</strong> لأنها تولد تكاليف عالية للملكيات من خلال البيروقراطية وضخامة<br />
الحكومة (١٩٩-٢٠٠) ؛ ولهذا فإن <strong>الفقر</strong>اء في الاقتصاد العالمي غير قادرين على ملكية العقار<br />
أو الشراكة في الملكيات لارتفاع تكاليف تلك اللوائح التنظيمية؛ أي أنه من المتعذر<br />
على <strong>الفقر</strong>اء توليد ثروة في سوق شرعي مكتظ بالتنظيمات وفي نفس الوقت فإن<br />
٧٣
النظام يدفعهم إلى اللجوء إلى السوق غير القانوني الذي يمنعهم من الثراء ويحول<br />
بينهم وبين الخروج من لائحة <strong>الفقر</strong>.<br />
كما أن بعض الاقتصاديين يرون أن التعريفات، وضرائب الدخل، وضرائب الرواتب<br />
وضرائب الادخار، والضرائب على الاستثمار كلها حوافز مفروضة بصورة غير منطقية<br />
للإثراء تسيء أكثر ما تسيء إلى الفقير، كما أن بعض تلك الترتيبات؛ مثل التعريفة<br />
والضمان الاجتماعي تؤدي إلى نقل الثروة من الفقير إلى الغني (٢٠١) . كما أن أثقال تلك<br />
الضرائب التنازلية تشجع على خفض الإنتاج وقلة الادخار والاستثمار الذي قد يرفع<br />
الفقير من مهاوي <strong>الفقر</strong>. كما أن آخرين يرون أن الضمان الاجتماعي ينشر <strong>الفقر</strong> حيث<br />
أنه يعطي حوافز مضادة للحصول على الثراء. كما أن المروجين لنظام ضريبي عادل<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
يؤيدون إلغاء كل برامج الكفالة الاجتماعية التي تمنع الحصول على دعم لكل أولئك<br />
الذين تتخطى دخولهم حدا ً معينا ً، حيث أن وضع حد أعلى على الدخل الذي يمكن لمن<br />
لا يتخطاه الحصول على المنافع الحكومية يحفز العامل على أن يكسب أقل مما يمكنه<br />
من مال، حتى يتأهل للمعونة الحكومية. وبنفس الطريقة فإن الحوافز لإيجاد عمل تقل<br />
نتيجة ضرائب الدخل على قليلي الدخل. إذ أن أي دخل يكتسبه الحاصل على مال من<br />
الحكومة يخصم مما يحصل عليه من الكفالة الاجتماعية؛ كما أن المال الذي يكتسبه<br />
من خلال العمل بعض الوقت ربما يخضع للضرائب؛ وبهذا فإن هذا يهبط من عزم<br />
الفقير الذي يحاول الخروج من دورة <strong>الفقر</strong>.<br />
∫ƒ``∏`ë`dG<br />
ليس هناك حلولا ً عاجلة لدورة <strong>الفقر</strong> ولكن هناك العديد من المقترحات التي تتطلب<br />
سلسلة من التجارب.<br />
QÉ`°ù`«dG ∫ƒ`∏`M<br />
يؤكد اليساريون على أن حلقة <strong>الفقر</strong> من معقبات الطغيان الاقتصادي الذي يتجلى<br />
٧٤
في عدم المساواة الاجتماعية وكذلك غياب سريان الغنى من أعلى إلى أسفل الناجم<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
عن عدم كفاية إعادة توزيع الثروة. وبهذا فإن التعليم العام المتاح للجميع والكفالة<br />
الاجتماعية هي الطرق الحديثة التي يمكن للحكومات توفيرها. كما يجب في العديد<br />
من الأماكن دعم دور القانون لإيجاد نظم شرعية كافية لحماية رأس مال الفقير. كما تم<br />
تشجيع المساكن التي تجمع خليطا ً من أصحاب الدخول المتباينة في العديد من المدن<br />
كحل ممكن لقضايا <strong>الفقر</strong>. وهذا بنفسه وسيلة للجمع بين عائلات الطبقة المتوسطة<br />
والطبقة الدنيا في نفس الجوار. هذا الاحتكاك بين العائلات من الطبقتين يساعد<br />
العائلات ذات الدخل البسيط (٢٠٢-٢٠٣) .<br />
Iô`ë`dG ¥ƒ`°ùdG ∫ƒ`∏`M<br />
اقتصاديو السوق الحرة يصرون على أن الاقتصاديات اطط لها والكفالة الاجتماعية<br />
لم تحل مشاكل <strong>الفقر</strong> بل إنها ستزيد من حدتها؛ فهم يظنون أن الطريقة الوحيدة<br />
للقضاء على <strong>الفقر</strong> لا تتأتى بزحزحة الثراء القائم أو الشراكة فيه عن طريق إعادة<br />
توزيعه ولكن عن طريق إيجاد ثراء جديد. كما أنهم يعتقدون أنه من الممكن إيجاد<br />
ثراء جديد من خلال مستوى منخفض من التنظيمات الحكومية والحد من تدخلها<br />
في القضايا الاقتصادية، والتجارة الحرة، والحقوق المتساوية في الملكية، والنظم المالية،<br />
وأجور وإصلاح النظام الضريبي والحد من الضرائب، فهذا سيؤدي إلى تحويل <strong>الفقر</strong>اء من<br />
أعضاء في اتمع إلى رأسماليين.<br />
∫ƒ`∏`ë`dG äÉ`«`YGó`J<br />
»eó`≤àdG ìÓ`°UE’G ó`≤f<br />
الطريق الوحيد للخروج من حلقة <strong>الفقر</strong> يستلزم بالضرورة تدخلا ً خارجيا ً؛ إذ أن ترك<br />
<strong>الفقر</strong>اء لأنفسهم لن يمكنهم من تجاوز حد <strong>الفقر</strong> حيث أنهم محاصرون؛ كما يرى<br />
البعض أن على الموثرين التزاما ً أخلاقيا ً ودينيا ً أو إنسانيا ً للقيام بذلك التدخل.<br />
٧٥
والذين يميلون إلى هذا الاعتقاد، وخاصة الثوار الاجتماعيون، يرون أن المصلحين<br />
يتناسون أن هناك سياسات الطبقات الحاكمة والنخبة الاجتماعية المصطفاة التي<br />
تتعمد إبقاء الناس فقراء، وأن تدخل فاعلي الخير بهدف تحسين حال الفقير ربما أدى إلى<br />
زيادة تعقيد قضاياهم وتردي أحوالهم، وربما أحوال الآخرين كذلك. والثوار الاجتماعيون<br />
يرون أن على <strong>الفقر</strong>اء أنفسهم أن يتملكوا العزيمة للثورة ضد <strong>الفقر</strong> وتحسين حالهم من<br />
خلال الصحوة السياسية وتولي زمام تقرير مصيرهم.<br />
ولقد أدرك الفوضويون إشكالية أن المدارس العامة قد لا تكون فاعلة في حل قضية<br />
دورة <strong>الفقر</strong> نتيجة قضايا تتعلق بالحوافز والمواقف تجاه التعلم مدى الحياة. كما أن توفير<br />
المدارس اانية في إطار اقتصادية الهبات قد تحافظ على الحوافز حيث أن النظام لن<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
يراعي أولئك الذين ليس لديهم الرغبة لحيازة المهارات بشفقة.<br />
á°üî°üî∏d è`jhô`à`dG<br />
هناك من يتحدون التعليم العام كحل جزئي ويعتبرونه غير ملائم كخدمة عامة،<br />
بل إن هناك من يعترض على نظرية أن التعليم الثلاثي سواء كان مدعوما ً أم لا شرط<br />
أساسي لبناء الثروة. كما أن فريقا ً آخر يرى أن تكفل الشخص بدفع تكاليف اكتساب<br />
الخبرة أو المهارة يعد وازع له كي يعمل ويبذل قصارى جهده لتحويل مهارته إلى دخل.<br />
وهناك رأي شائع يعارض قيام الحكومة بتوفير التعليم ااني، أو المعونة أو إنشاء مراكز<br />
مجانية للتدريب المهني على أساس أن كل ذلك يقضي على الحوافز لاكتساب المهارات<br />
والتحول إلى أعضاء منتجين في اتمع (٢٠٤-٢٠٥) .<br />
كما أن هناك اعتقاد من أن التعليم العام، وإن كان قد أسس على حسن النوايا<br />
فإنه خان اتمع في عدم تعليم الأولاد بصورة ملائمة، كما أنه وسيلة غير فعالة في<br />
استخدام الموارد بينما المدارس الخاصة أدت عملها على أفضل وجه في تعليم الأولاد<br />
٧٦
وبتكلفة أقل للفرد. كما أن الفشل التعليمي راجع إلى أن التعليم العام غير خاضع<br />
ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />
لقوى السوق ولهذا فإنه يستمر غير فعال وغير منافس وغير حامل للمسؤولية نحو<br />
الطلبة والآباء بينما هو مكبل ببيروقراطيات مركزية (٢٠٦) .<br />
ومن بين الباحثين من يرى أن دورة <strong>الفقر</strong> ليست حلقة مفرغة كما يؤمن البعض؛<br />
حيث يرى اقتصاديو السوق الحرة بأن الفرد يملك على الأقل عاملا ً هاما ً واحدا ً يمكنه من<br />
بناء ثروة بعمله أو وقته. وحتى من خلال أعمالهم غير المهنية يمكن للأفراد أن ينفقوا أو<br />
يقتصدوا وفق رغبتهم، وفي نفس الوقت يبنون ثراء، فإن من حق الفرد حرية استخدام<br />
ما يجنيه من ثراء في شراء تعليم أو بناء مهارة لتحسين دخله أو الرضى بحاله (٢٠٧) .<br />
٧٧
٧٨<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH<br />
˚ دور الأمم المتحدة ˚ دور المعونات الدولية ˚ بنك جرامين<br />
˚ مؤسسة جرامين<br />
٧٩
٨٠<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
دور الأمم المتحدة<br />
من إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية، في سبتمبر ٢٠٠٠م:<br />
«لن ندخر جهدا ً لتحرير رفاقنا، رجالا ً ً ونساء وأطفالا ً، من الظروف المنافية للإنسانية،<br />
الناجمة عن <strong>الفقر</strong> المدقع الشديد والتي يتعرض لها حاليا ً ما يزيد على بليون نسمة».<br />
‹hódG ∂æÑdG<br />
وفقا ً لتقرير البنك الدولي (٢٠٨) هناك رسالة رئيسة في صميم عمل البنك الدولي<br />
في ما يزيد على ١٠٠ بلد، تتمثل في «المساعدة في تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء».<br />
ف<strong>الفقر</strong> يلقي بظلاله الوخيمة على ١٫١ مليار نسمة ممن يعيشون على أقل من دولار<br />
واحد في اليوم، بينما يعيش ٢٫٧ مليار نسمة على أقل من دولارين في اليوم.<br />
بيد أن للفقر أبعادا ً أخرى تتخطى مجرد الافتقار إلى الثروات: ف<strong>الفقر</strong>اء معرضون<br />
للصدمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية والعنف والجريمة. وغالبا ً ما يحرمون<br />
من حق التعليم والخدمات الصحية الكافية والمياه النظيفة وأنظمة الصرف<br />
الصحي الملائمة.<br />
ويسعى البنك الدولي لتعزيز الأمان بالنسبة للفقراء، عبر تقليل تعرضهم للظروف<br />
الصحية السيئة والصدمات الاقتصادية. ويدعم البنك الدولي السياسات الوطنية<br />
لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء، وهي السياسات الموجهة لتلبية احتياجات الاستهلاك المباشر<br />
للفقراء، وحماية حقوقهم، من خلال ضمان حصولهم على الخدمات الأساسية، بما في<br />
ذلك الصحة والتعليم والغذاء.<br />
وفي عام ٢٠٠٠م، التزمت البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها ١٨٩ بلدا ً<br />
بالأهداف الإنمائية للألفية الجديدة (MDGs) ،Millennium Development Goals وهي<br />
٨١
عبارة عن سلسلة من الأهداف الملموسة لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء. وفيما يلي الأهداف<br />
الثمانية المأمول تحقيقها بحلول عام ٢٠١٥م:<br />
١. تقليص نسبة <strong>الفقر</strong>اء الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، ويعانون<br />
من الجوع، لتصل إلى نصف ما كانت عليه في عام ١٩٩٠م.<br />
٢. إكمال الأولاد والبنات على حد سواء لتعليمهم الابتدائي.<br />
٣. القضاء على التفرقة بين الجنسين على جميع المستويات.<br />
٤. خفض معدل وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات بنسبة الثلثين عن المعدل<br />
المسجل في عام ١٩٩٠م.<br />
٥. خفض معدل وفيات الأمهات بنسبة الثلاثة أرباع عن المعدل المسجل في عام<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٩٩٠م.<br />
٦. العمل على الحد من انتشار مرض الإيدز.<br />
٧. ضمان قدرة البيئة على الاستمرار.<br />
٨. تأسيس شراكة عالمية من أجل التنمية.<br />
ô`≤`Ø`dG á`HQÉ` ‘ ∂æÑdG QhO<br />
يدعم البنك الدولي عملية إيجاد مناخ جيد للاستثمار يساعد في تعزيز النمو،<br />
وخفض أعداد <strong>الفقر</strong>اء. وفي نفس الوقت، يستثمر البنك الدولي في زيادة فرص الناس<br />
للمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم ورفاهية أسرهم. وتبين الشواهد أن<br />
المساواة بين الجنسين تعزز النمو الاقتصادي وتقلل أعداد <strong>الفقر</strong>اء، ولهذا يعتبر تحقيق<br />
هذه المساواة جزءا ً لا يتجزأ من رسالة البنك الدولي في تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.<br />
ويمكن أن يتحسن مناخ الاستثمار عبر سياسات الاقتصاد الكلي المستقرة، والبيئة<br />
العالمية المفتوحة للتجارة، وحسن نظام الإدارة العامة، والمؤسسات الخالية من الفساد<br />
٨٢
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
والبيروقراطية المفرطة، والبنية الأساسية ذات الجودة العالية. ولقد أظهرت بحوث<br />
كثيرة قام البنك الدولي بإجرائها، بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة من العمل مع البلدان<br />
اتلفة، وجود ارتباط وطيد بين حسن نظام الإدارة العامة وتحقيق التنمية وتخفيض<br />
أعداد <strong>الفقر</strong>اء. ولهذا شهد نظام الإدارة العامة وإصلاح القطاع العام تطورا ً كبيرا ً<br />
نتيجة لارتباطات القروض التي بلغت ٢٫٥ مليار دولار تقريبا ً في السنة المالية ٢٠٠٣م.<br />
وتعد الدعوة لتشجيع مبادرة الحكومة الإلكترونية من بين أحدث المبادرات في هذا<br />
اال، وهي المبادرة التي توفر إمكانية هائلة لتحسين أداء القطاع العام. حيث يؤدي<br />
تقديم الخدمات مباشرة للفقراء إلى تمكينهم اقتصاديا ً واجتماعيا ً، لأنهم المتضررون<br />
الفعليون من عدم الكفاءة الإدارية والفساد. فعلى سبيل المثال، هناك ٧ ملايين مزارع<br />
في كارناتاكا في الهند يمكنهم الآن الحصول على نسخ مطبوعة لصكوك ملكية<br />
الأراضي (وهي الصكوك المطلوبة مرتين أو ثلاث مرات في السنة للحصول على قروض<br />
بنكية)، حيث يمكنهم الحصول على هذه الصكوك عبر شبكة الإنترنت في خلال ١٠<br />
دقائق من ١٧٧ كشك إداري يعمل من قبل الحكومة، أو من الهيئات ذات العلاقة التي<br />
تحصل الإيرادات.<br />
ويسعى البنك الدولي لتوفيق برامج المعونات مع الاستراتيجيات الخاصة بكل بلد<br />
لتحسين فاعلية مشروعاته في البلدان النامية. ويتم ذلك عن طريق استراتيجية<br />
المساعدة القطرية (CAS) Country Assistance Strategy وهى عبارة عن خطة عمل<br />
أعدها البنك الدولي بالتشاور مع الحكومة وأصحاب المصلحة الحقيقية والشركاء<br />
الخارجيين لتدعيم النمو القابل للاستمرار وتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.<br />
وهناك مبادرة أخرى طرحتها مبادرة تخفيض ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون<br />
(HIPC) ،The Heavily Indebted Poor Country تستهدف تخفيض أعباء الديون الزائدة<br />
التي تواجهها أفقر بلدان العالم. ولقد أصبح ٣٨ بلدا ً مؤهلا ً للحصول على مساعدات<br />
٨٣
مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون بدءا ً من أبريل ٢٠٠٤م، ومن بين سبعة عشر<br />
بلدا ً شملهم القرار سيحصل ثلاثة عشر بلدا ً على مساعدات لتخفيف الديون، بينما<br />
سيحصل خمسة عشر بلدا ً على مساعدات مؤقتة في المرحلة الانتقالية.<br />
وتستمر استراتيجية البنك الدولي لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء على أساس وثائق<br />
استراتيجيات تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء (PRSP) Poverty Reduction Strategy Papers<br />
والتي أعدتها البلدان بأنفسها، من خلال نطاق مشاورات مع هيئات اتمعات<br />
ومجموعات العمل والمنظمات غير الحكومية. وتوضح تلك الوثائق برامج طويلة الأجل<br />
لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء، مرتبة وفق أولويات محددة حسبما يضعها البلد المعني. كما<br />
توفر هذه الوثائق قاعدة لاستراتيجيات مساعدات البنك الدولي، وإطار عمل لتنسيق<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
المشروعات من مجتمع الجهات المانحة الأوسع نطاقا ً. ولقد أعد اثنان وأربعون بلدا ً من<br />
البلدان المنخفضة الدخل استراتيجيات كاملة ابتداء ً من أغسطس ٢٠٠٤م.<br />
ويقوم هدف البنك الرامي إلى تعزيز نظام التجارة العالمي على أساس الشواهد<br />
التي تبين أن ازدياد التبادل التجاري يؤدي إلى ازدياد الإنتاجية، ومن ثم النمو، وهو ما<br />
يعتبر بدوره أمرا ً رئيسا ً من أجل تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء. وفي السنة المالية ٢٠٠٣م<br />
أنشأ البنك الدولي إدارة جديدة لشؤون التجارة من أجل تقوية الشراكة بين المنظمات<br />
الدولية، وإجراء البحوث الخاصة بالتجارة وروابط التنمية. وقدم البنك دعما ً للجهات<br />
الفاعلة الرئيسة في نظام التجارة العالمية، شاملا ً بذلك الدراسات حول تأثير تحرير<br />
التجارة والخدمات على توزيع الدخل في البرازيل، وتحليل منظمة التجارة العالمية<br />
(WTO) World Trade Organization لمدلولات الانضمام الخاصة بروسيا؛ ومساعدة<br />
الهند في التخطيط للبرنامج التعاوني الخاص بالقضايا المتصلة بمنظمة التجارة<br />
العالمية مثل الخدمات.<br />
٨٤
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
ويحذر تقرير الرصد العالمي ٢٠٠٤م من أنه إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية على<br />
ما هي عليه، فإن معظم البلدان النامية سوف تخفق في تحقيق معظم الأهداف<br />
الإنمائية الثمانية للألفية الجديدة بحلول عام ٢٠١٥م. ولذا لا يزال البنك يضغط على<br />
البلدان المتقدمة من أجل الوفاء بالوعود التي جاءت في إعلان مؤتمر «التمويل من أجل<br />
التنمية»، الذي انعقد في مونتيري عام ٢٠٠٢م، لرفع نسبة مساعدات التنمية من<br />
٠٫٢٢ إلى ٠٫٢٦ من إجمالي دخولها الوطنية. ويحتاج تخصيص المعونات إلى التحسين<br />
لتصبح أكثر توافقا ً مع استراتيجيات البلدان الرامية إلى تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء. كما<br />
تحتاج البلدان النامية إلى أن تتوسع في تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية<br />
والتعليم وإمدادات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء والوقاية من الأمراض، مع<br />
مراعاة إدخال التحسينات المستمرة على هذه الخدمات.<br />
ولقد وضعت جولة المفاوضات التجارية التي بدأت في نوفمبر ٢٠٠١م في الدوحة،<br />
مصالح البلدان النامية للمرة الأولى في صميم جولة المفاوضات التجارية المتعددة<br />
الأطراف. واعتبر البنك الدولي جدول أعمال مفاوضات الدوحة فرصة كبيرة سانحة<br />
لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء في البلدان النامية. وعلى الرغم من أن التقدم في جولة<br />
الدوحة تعثر إلى حد كبير بعد انهيار الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في<br />
كانكون بالمكسيك في سبتمبر ٢٠٠٣م، إلا أن أعضاء منظمة التجارة العالمية توصلوا<br />
إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى أسواق أكثر انفتاحا ً للزراعة والبضائع والخدمات.<br />
ولقد تم تحليل مائة دراسة حالة من جميع أنحاء العالم في مؤتمر «زيادة الجهود<br />
المعنية بتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء» المنعقد في مدينة شنغهاي، مايو ٢٠٠٤م، وهذا من<br />
قبيل تبادل المعرفة وبناء القدرة لزيادة المبادرات الناجحة والساعية إلى تخفيض أعداد<br />
<strong>الفقر</strong>اء. ونتيجة لذلك تبنت البلدان جدول أعمال جديد لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء، يدعو<br />
إلى ما يلي:<br />
٨٥
١. أن تكون المعونات متوقعة ومحكمة التوقيت وطويلة الأجل حتى تحظى<br />
بالفعالية المستهدفة.<br />
٢. تجانس وتبسيط الدعم المقدم من جانب الجهات المانحة للمعونات والمساعدات،<br />
والأهم من ذلك، تحقيق التوافق بين الدعم المقدم وبين عمليات واستراتيجيات<br />
تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء الخاصة بالبلدان المعنية.<br />
٣. تخفيض الدين على أكثر البلدان فقرا ً والمثقلة بالديون، لكون ذلك أمر شديد<br />
الأهمية لتمكين تلك البلدان من استعادة زخم التنمية وتخفيض أعداد<br />
<strong>الفقر</strong>اء.<br />
٤. التعاون الوثيق فيما بين الشركاء في عملية التنمية، بما في ذلك التعاون بين<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
بلدان الجنوب، والذي يمكن أن يؤدي إلى تسهيل مزيد من التقدم عبر تبادل الأفكار<br />
ونقل الموارد وتعزيز القدرة.<br />
دور المعونات الدولية<br />
á``ë`fÉ``ŸG º``eC’G<br />
قضية الإعفاء من الديون نوقشت في اجتماع قمة قادة الدول الصناعية الكبرى<br />
الثماني في جلينيجلز باسكتلندا بالمملكة المتحدة خلال شهر يوليو ٢٠٠٥م؛ حيث<br />
احتلت قضيتا <strong>الفقر</strong> وتغير المناخ الأولوية في جدول الأعمال. وقد صرح وزير الخزانة<br />
البريطاني جوردون براون بأن هناك تقدما ً في عملية <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، لكن الأمر بحاجة<br />
لأكثر من اجتماع موعة الثماني لتقرير مصير أفريقيا على المدى الطويل. غير أن<br />
العمل يستغرق العمر كله، لكي تمنح الدول الغنية شعوب أفريقيا والدول النامية<br />
القوة اللازمة لاتخاذ قرارتهم بأنفسهم؛ إلا أنه تم التوصل لاتفاق بشأن قضيتين<br />
رئيسيتين هما مضاعفة المساعدات للدول الفقيرة وإعفاء الدول الأكثر فقرا ً من<br />
ديونها بنسبة ١٠٠٪.<br />
٨٦
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
وقد قبلت ١٣ دولة أوروبية بوضع جدول زمني لإنفاق ٠٫٧٪ من دخلها على المساعدات،<br />
وهو ما لم يمكن تحقيقه منذ ٣٠ عاما ً رغم جميع المحاولات التي بذلت؛ وبهذا فقد حدث<br />
تقدم كبير في واحدة أو اثنتين من القضايا الرئيسة الخاصة ب<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.<br />
كما شكل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير «لجنة إفريقيا» التي أصدرت تقريرا ً<br />
أوصت فيه بإعفاء الدول الأكثر فقرا ً من ديونها بنسبة ١٠٠٪، ومضاعفة المساعدات<br />
المقدمة لإفريقيا وإزالة الحواجز التي تحول دون وجود تبادل تجاري مع الدول الإفريقية<br />
وتحسين نظم الحكم في القارة؛ وفي حين أعلنت بعض الدول التزامها بشأن مضاعفة<br />
المساعدات وإسقاط الديون، فإنه لم يحدث تقدم يذكر بشأن التجارة العادلة التي<br />
يعتبرها الكثير من القادة الأفارقة والناشطين في مجال <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> من الأمور<br />
الحاسمة لتطور القارة.<br />
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد اقترح مضاعفة المساعدات الأمريكية لإفريقيا<br />
لتصل إلى ٨٫٦ مليار دولار بحلول عام ٢٠١٠م؛ إذا أعلن القادة الأفريقيون التزامهم<br />
بوجود حكومات نزيهة وطبقوا حكم القانون؛ إلا أنه لا يزال هناك متشككون، حيث<br />
يرى باتريك وات من جماعة «أكشين ايد» أن كل ذلك يمثل خطوة متواضعة جدا ً للأمام<br />
لكن يتم تصويرها على أنها قفزة هائلة (٢٠٩) .<br />
á«ŸÉ©dG á«Ñ©°ûdG äÓª◊G<br />
احتشد الملايين في سلسلة حفلات ربما كانت الأضخم في التاريخ، أحياها نجوم الغناء<br />
والفن في قارات العالم من أجل الضغط على قادة الدول الثماني الكبرى في العالم<br />
لاتخاذ إجراءات لمعالجة ديون إفريقيا، أفقر قارات العالم والتي يعيش أغلب سكانها<br />
على دخل يقل عن دولار في اليوم. وشعار تلك الحفلات هو أن يتحول <strong>الفقر</strong> من واقع إلى<br />
مجرد حدث في كتب التاريخ. وبينما رأى البعض ذلك على أنه مجرد شعار حماسي<br />
٨٧
التف حوله الحالمون في ليلة استمتعوا فيها بموسيقى وغناء لينصرف في النهاية<br />
الجميع إلى منازلهم، ويعود كل شىء إلى ما كان بحكم واقع التقسيم العالمي للقوى<br />
والأدوار والثروات التي تفرض وجود عوالم متفاوتة وليس عالما ً واحدا ً؟ فإن البعض الآخر<br />
ارتأى أن تجارب دول أخرى تؤكد أن القضاء على <strong>الفقر</strong> ليس حلما ً غير واقعي، وأن العالم<br />
يملك الإمكانات والوسائل لجعله تاريخا ً.<br />
وقد سبق تلك الحفلات حفلة غنائية ضخمة أقيمت في ١٣ يوليو ١٩٨٥م باسم<br />
«أطعم العالم» Feed؛ the World شارك فيها مشاهير المغنيين والمغنيات الأمريكيين<br />
والبريطانيين ووزعت تسجيلاتها على جميع محطات التلفاز والراديو فاستطاعت جمع<br />
مبالغ طائلة تعدت المائة مليون دولار لمساعدة الجوعى حول العالم؛ غير أن المشكلة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
التي واجهتهم هي عدم المقدرة على إيصال التبرعات للجائعين. وما زال الذين نظموا<br />
الحفلة نشطين في جمع الأموال بعد أن أنشأوا منظمة بنفس الاسم.<br />
وهناك تحرك وأمل في هذا الاتجاه مع الاهتمام العالمي المتزايد بأحوال القارة السوداء<br />
التي اشتهرت بصور الذين يتضورون جوعا ً، وبمرض الإيدز الذي وصل إلى درجة تهديد<br />
وجود بعض الدول فيها مع انتشاره والافتقار إلى الأموال اللازمة للأدوية والوقاية بينما<br />
تأكل أقساط الديون البالغة حوالي ٣٠٠ مليار دولار على الدول الإفريقية جزءا ً أكبرا ً مما<br />
يمكن أن تنفقه هذه الدول على الصحة والتعليم سنويا ً (٢١٠) .<br />
وفي قمة الثماني التي تمثل أكبر دول العالم اقتصادا ً بحثت خطة طموحة لإلغاء<br />
نحو ٥٥ مليار دولار من هذه الديون بينها شطب ١٠٠٪ من ديون أفقر ١٨ دولة في<br />
إفريقيا، وإمكانية استفادة ٢٠ دولة أخرى لو حسنت الأداء الحكومي، لكن أنصار حملة<br />
إدخال <strong>الفقر</strong> إلى كتب التاريخ يجادلون بأن هذا ليس كافيا ً وأن المطلوب شطب ١٠٠٪<br />
من كل الديون حتى تستطيع قارة إفريقيا أن تقترب من بقية العالم في مستويات<br />
معيشة إنسانية.<br />
٨٨
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
وشطب الديون هو جزء من الحل لكنه ليس كافيا ً، فالحل على المدى الطويل يكمن في<br />
التجارة والاستثمار لمساعدة تلك الدول على الوقوف على أقدام ثابتة اقتصاديا ً وتحقيق<br />
معدلات نمو تمكنها من رفع مستوى معيشة شعوبها وبالتالي زيادة حجم اقتصادياتها<br />
وحصتها في التجارة والاستثمارات العالمية. وأكبر عائق تواجهه اقتصاديات تلك الدول<br />
هو في شروط التجارة العالمية والدعم المقدم في الكثير من الدول الصناعية لمنتجات<br />
القطاع الزراعي بما يجعل المنتجات المشابهة من الدول الإفريقية لا يوجد أمامها أي أمل<br />
للمنافسة في الأسواق العالمية، فالتجارة أهم من المساعدات على الأجل الطويل.<br />
هذا في الجانب الخارجي من المشكلة، أما الجزء الأخر من مسؤولية الحل وهو ليس<br />
بسيطا ً، فيقع على عاتق الدول الإفريقية نفسها التي يتعين عليها أن توقف نزيفها<br />
الداخلي المتمثل في الحروب والنزاعات الحدودية والقبلية، والقضاء على عوامل<br />
الفساد (٢١٠) .<br />
⁄É©dG ∫ƒM ô≤ØdG AÉ¡fE’ …OÉ°üàb’G ¿ƒ©dG<br />
وضع جفري ساكس Sachs) (Jeffrey .D مخططا ً لإنهاء <strong>الفقر</strong> المدقع الذي اجتاح<br />
العالم؛ والذي حصد أرواح ما يقرب من ٢٠ ألف شخص يوميا ً خلال العقدين الماضيين.<br />
وساكس الذي كان مستشارا ًخاصا ً لكوفي عنان، ويدير الآن مؤسسة الأرض في جامعة<br />
كولومبيا بنيويورك مشهور بحذقه في استخدام العلاج بالصعق Therapy) (Shock<br />
للاقتصاديات الراكدة منذ العقد الثامن من القرن الماضي. ورغم أن مخطط ساكس<br />
معروف لدى الاقتصاديين والسياسيين الأمريكيين، إلا أنه لم يشرع إلا مؤخرا ً في<br />
عرضه بصورة مستفيضة ومنسقة (١٠٠) . وحتى يتمكن من ذلك قام بدراسة ميدانية<br />
زار فيها أكثر من مائة دولة تمثل ٩٠٪ من تعداد سكان العالم، منها روسيا وبولندا<br />
وبوليفيا وأفريقيا. وتقوم خطة إنهاء <strong>الفقر</strong> في العالم التي يقترحها على حتمية قيام<br />
اقتصاديات الأسواق الناجحة على جلب المناطق العديدة التي تحتاج إلى عون إلى سلم<br />
٨٩
التنمية، فهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن سلوكه للوصول إلى السلام والغنى؛<br />
فمن مشاهداته أن الأسواق هي الماكينات الدافعة للتنمية هذا إذا توافرت لها البنية<br />
التحتية الأساسية من طرق وطاقة وموانئ ورأس المال البشري من تعليم وصحة. كما<br />
يرى أن على الدول الغنية وكذلك الأثرياء الشراكة الجماعية في حل المشكلة، فهم<br />
بالمقام الأول قادرون على ما تتطلبه من جهد ثم إنهم قادرون على توفير التمويل اللازم.<br />
لهذا فهو يؤكد على الحاجة إلى:<br />
١. تنفيذ مجموعة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية لحل كل المعضلات المتعلقة<br />
ب<strong>الفقر</strong> في نفس الوقت وبسرعة (مثل العلاج بالصعق الكهربائي).<br />
٢. قيام الغرب برصد مبالغ طائلة لدعم هذه الخطوة.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٣. شطب كل ديون الدول الفقيرة بلا استثناء.<br />
وكرائد لمعسكر «الهندسة الاجتماعية المثالية» Engineering) (Utopian Social<br />
فإن الحلول التي يقدمها ساكس تتطلب خططا ً مكثفة ومترابطة، حيث أن معالجة<br />
مشكلة <strong>الفقر</strong> تستحيل دون <strong>مكافحة</strong> الإيدز و<strong>مكافحة</strong> الإيدز تتطلب بنية تحتية والبنية<br />
التحتية تتطلب وجود حكومة مستقرة، وهكذا. كما أن الخطة تتطلب الاهتمام بكل<br />
شيء من تسميد الأراضي إلى زرع الأشجار التي تزيد من خصوبة التربة إلى جمع<br />
ماء المطر إلى توفير وسائل الاتصال والطاقة. وهناك تشابه كبير بين هذه الخطة وما<br />
يقترحه البنك الدولي بأنه يتعين على البلدان المرتفعة الدخل أن تزيد من مستويات<br />
المعونة، وتحرير التجارة العالمية، لتقليل معدلات <strong>الفقر</strong> في البلدان النامية (٢٠٨) ؛ وهنا<br />
تربط بين التعليم والمساواة بين الجنسين وعلاج الإيدز وخلافه.<br />
هذا الأسلوب على النقيض من أسلوب آخر في التحول الاجتماعي وهو الإصلاح<br />
الديمقراطي التدريجي Reform) .(Piecemeal Democratic ويقترح اطط الشامل<br />
للقضاء على <strong>الفقر</strong> بمستهل عام ٢٠٢٥م القيام بما يلي:<br />
٩٠
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
˚ يتولى السكرتير العام للأمم المتحدة تنفيذ الخطة بتنظيم أعمال ستة وكالات<br />
للأمم المتحدة مع مندوبي الدول في المنظمة والبنك الدولي وصندوق<br />
النقد الدولي.<br />
˚ تقوم الدول الغنية بعملية حصر لاحتياجات الدول الفقيرة.<br />
˚ رصد ما يمكن للدول الفقيرة تحمله من نفقات على أن تقوم الدول الغنية بدفع<br />
باقي المطلوب.<br />
˚ قيام الدول المانحة بسد فجوة التمويل Gap) (Financing بمضاعفة المعونة المالية<br />
في عام ٢٠٠٦م.<br />
˚ مضاعفة المعونة المالية للمرة الثانية في عام ٢٠١٥م.<br />
وفي الجانب المقابل للخطة الكبرى فإن أسلوب الإصلاح التدريجي يقتضي الاعتراف<br />
أولا ً بأنه من الصعب على أي انسان أن يستوعب التعقيدات التي تتضمنها مشكلة<br />
<strong>الفقر</strong> والتي تنجم من تداخل عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وتقنية وحيوية؛<br />
كما أنه ليس هناك من أحد يعلم على وجه اليقين كيف يحل هذه المشكلة (٢١١) . كما أن<br />
أي دولة أو مجموعة دول تتبع الأسلوب التدريجي في القضاء على <strong>الفقر</strong> ستحجم عن<br />
الإقدام على ما يسمى بالفرصة الخلابة لنشر الديمقراطية والتقنية والثراء والسلام<br />
الدائم على الأرض كلها. هذا لأن كل البرامج الضخمة التي تنفذ على عجالة؛ خاصة<br />
بقوى خارجية، عادة ما تؤدي إلى عواقب غير محسوب لها حساب. فالأحلام الساذجة<br />
على القمة تتعقد نتيجة عدم الدراية بما يجري في القاعدة من حقائق معقدة. كما أن<br />
الخطط الكبرى يستحيل تقييمها علميا ً مستقبلا ً. وكذلك ليس من الممكن محاسبة<br />
وكالة معينة على النجاح أو الفشل في أداء مهمتها. هذا بينما التدرج في العمل<br />
يحدو بالعاملين إلى أخذ خطوات صغيرة واحدة تلو الأخرى ثم اختبار ما إذا كانت<br />
٩١
الخطوة الصغيرة قد حسنت من وضع <strong>الفقر</strong>اء، كما يمكن محاسبة الهيئة التي قامت<br />
بالخطوة البسيطة قبل الشروع في الخطوة التالية.<br />
والخطة الكبرى لا تعير التفاتا ً لتاريخ برامج المعونة الأمريكية أو للنتائج المترتبة<br />
على تلك البرامج؛ بل إن الخطة تشابه إلى حد بعيد خطة المعونة الأجنبية في العقد<br />
الخامس والسادس من القرن العشرين. واططون في تلك المرحلة فعلوا مثل ما<br />
يقترح ساكس فقد تعرفوا على البلاد التي وقعت في شراك <strong>الفقر</strong> وقاموا بحصر<br />
احتياجاتها المادية التي يمكن أن تعطيها دفعة سريعة خارج <strong>الفقر</strong>، وإلى التنمية<br />
وطالبوا المساعدة الأجنبية بأن تسد الهوة بين احتياجات الدول الفقيرة وما تملكه من<br />
ثروات. وهذا هو المنوال الذي ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تتبعه منذ ذلك الوقت؛<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
وكذلك البنك الدولي وبنوك التنمية المحلية ووكالة المساعدة الوطنية مثل برنامج<br />
المساعدة الدولية للتنمية الأمريكي (USAID) وكذلك وكالات التنمية التابعة للأمم<br />
المتحدة. إلا أن الجديد في اقتراح ساكس هو الإفاضة في الحديث عن السوق الحرة. بل<br />
إن إنفاق ٢٫٣ تريليون دولار في فترة خمسة عقود، خلف المناطق التي أنفق عليها بغزارة<br />
مثل أفريقيا في حالة كساد مستمر. وبهذا يمكن القول بأن الخطة الكبرى لم<br />
تحقق نجاحا ً باهرا ً. بل إن من الممكن القول بأن طريقة الهندسة الاجتماعية المثالية<br />
لم تفشل في الاتجاه اليساري فحسب، بل إنها لم تثمر حتى مع الاتجاهات اليمينية<br />
كما هو الحال في العراق (٢١١) .<br />
وبالطبع يقترح البنك الدولي أنه يتعين على البلدان المرتفعة الدخل أن تزيد من<br />
مستويات المعونة، وتحرير التجارة العالمية، لتقليل معدلات <strong>الفقر</strong> في البلدان<br />
النامية (٢٠٨) .<br />
٩٢
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
بنك جرامين<br />
ينظر بنك جرامين Bank) (Grameen أو مصرف القرية؛ باللغة البنغالية، إلى<br />
الإنسان الفقير كإنسان كامل الأهلية، يستطيع أن يكافح ليخرج من دائرة <strong>الفقر</strong><br />
بكده وعرقه، ويتعامل معه بإنسانية ويسعى لتنميته وتحسين إمكاناته وقدراته<br />
ونوعية حياته سعيا ً لإخراجه من دائرة <strong>الفقر</strong> من خلال مسيرة كفاح طويلة يشارك<br />
فيها برأيه وجهده، بل وماله. وهي تجربة تعود منافعها ليس فقط على أعضائها بل<br />
على مجمل الاقتصاد واتمع البنغالي، كما هي في نفس الوقت مدرسة تتعلم منها<br />
الإنسانية، لذلك استحقت النجاح الذي منحها ٧ جوائز محلية وعالمية سابقة، ومنح<br />
صاحبها ٦٠ جائزة محلية وعالمية، إضافة إلى ٢٧ دكتوراة فخرية، و١٥ تكريما ً خاصا ً من<br />
بلدان العالم اتلفة قبل أن يتوج ذلك بجائزة نوبل.<br />
وقد حصل بنك جرامين ومؤسسه الاقتصادي البنغالي البروفيسور محمد يونس<br />
على جائزة نوبل للسلام، في أكتوبر عام ٢٠٠٦م؛ نظير جهودهما في خلق تنمية<br />
اقتصادية واجتماعية من الأسفل (٢١٢-٢١٤) .<br />
ووفق لجنة الجائزة: «يونس وجرامين أثبتا أن أفقر <strong>الفقر</strong>اء بوسعهم العمل لتحقيق<br />
التنمية».<br />
كما عقب البروفيسور يونس، على فوزه بجائزة نوبل التي تقاسمها مع بنك جرامين<br />
الذي أنشأه (٢١٤) :<br />
«الجائزة أبرزت المهمة الهائلة لكي يتخلص العالم من <strong>الفقر</strong> .. الآن ستشتد الحرب<br />
على <strong>الفقر</strong> في شتى أنحاء العالم. سيتعزز النضال ضد <strong>الفقر</strong> من خلال القروض<br />
الصغيرة في غالبية الدول».<br />
٩٣
ô`≤`Ø`dG á`«`°†`b<br />
يتجلى التركيز على قضية <strong>الفقر</strong> على المستويين النظري والعملي. فعلى المستوى<br />
النظري نجد مؤسسة «جرامين ترست» تقوم بجهود لنشر الفكرة وترويجها محليا ً<br />
وعالميا ً من خلال البحوث والدراسات، والمؤتمرات الحوارية السنوية، ومن خلال إصدار<br />
نشرة دورية وكتب تحتوي خبرات التجربة وأفكار مؤسس البنك بأكثر من لغة. والحملة<br />
الإعلامية تحارب بعض المفاهيم المغلوطة عن <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء؛ حيث أن الفقير إنما هو<br />
نتاج منظومة من رؤى وممارسات اتمع تؤدي لاستمرار حالة <strong>الفقر</strong>.<br />
أول تلك الرؤى والمفاهيم النظرة السلبية للفقير على أنه شخص يفتقر إلى المهارات<br />
المهنية الخاصة، وأنه لا يمتلك إلا الجهد البدني، وأنه بدون اكتساب مهارات لن يكون له<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
قيمة في سوق العمل، وفي هذا مغالطة كبيرة؛ حيث إن الأثرياء من أصحاب هذه<br />
النظرة هم أول من يستفيد من جهود ومهارات <strong>الفقر</strong>اء، بل إن جزءا ً كبيرا ً من الدخل<br />
الوطني يأتي من خلال مجهوداتهم.<br />
ثاني تلك المفاهيم غموض تعريف وتحديد معنى الفقير؛ مما يؤدي إلى أن تضل برامج<br />
<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> طريقها، ويرى أنه من الأسلم تحديد فئات <strong>الفقر</strong>اء على أساس معيار<br />
الدخل والممتلكات، ويمكن طبقا ً لهذا المعيار تحديد عدد من الشرائح أو من المستويات<br />
اتلفة من <strong>الفقر</strong>اء.<br />
كما أن هناك أوضاع وممارسات تؤدي إلى استشراء <strong>الفقر</strong>؛ أولها إحجام البنوك عن<br />
إعطاء <strong>الفقر</strong>اء قروضا ً؛ وذلك بوضع شروط تعجيزية، تتضمن ضرورة توفر ضمانات<br />
مالية. هذا رغم أن دور القروض هو تسهيل التعاملات المالية والتجارية والصناعية،<br />
ومن ثم فإن الائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان، تماما ً كالمطعم والملبس<br />
والمأوى والتعليم والرعاية الصحية. ثاني تلك الممارسات الربط الدائم بين <strong>مكافحة</strong><br />
<strong>الفقر</strong> وخلق فرص وظيفية للفقراء على اعتبار أنه الحل الأمثل، على الرغم من أن<br />
٩٤
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
الوظيفة قد تكون وسيلة لاستمرارية <strong>الفقر</strong>، وذلك إذا كان دخل الفقير لا يحقق له<br />
فائضا ً، وهو الأغلب الأعم في وظائف <strong>الفقر</strong>اء. ثم إن تلك الوظائف غالبا ً ما تحجب<br />
عن النساء الريفيات الفقيرات. لهذا فإنه لا بد من استثمار الوظائف التقليدية التي<br />
يمارسها الشعب كوسيلة للحياة في برامج للتوظيف الذاتي فتتحول الأعمال المنزلية<br />
البسيطة إلى موجة من المد الكبير للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (٢١٥) .<br />
أما على المستوى العملي؛ فإن أهداف البنك من بدايته كمشروع واضحة<br />
وتتضمن (٢١٥) :<br />
˚ مد التسهيلات المصرفية للفقراء من الرجال والنساء.<br />
˚ القضاء على استغلال المرابين للفقراء.<br />
˚ إيجاد فرص للتوظيف الذاتي للقطاع العريض غير المستخدم أو محدود<br />
الاستخدام من مصادر الطاقة البشرية.<br />
˚ دمج أفراد القطاع المهمش من اتمع في نموذج مؤسسي، يستطيعون استيعابه<br />
والتعامل معه ويستمدون منه القوة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من<br />
خلال تعاون ودعم متبادل.<br />
˚ إدارة دفة الحلقة المفرغة القديمة من: دخل قليل، ومدخرات قليلة، واستثمار قليل<br />
إلى دخل قليل، لتصبح نسقا ً متصاعدا ً من دخل قليل وائتمان، واستثمار، إلى<br />
دخل أكبر، وائتمان أكبر، ثم مزيد من الاستثمار فمزيد من الدخل.<br />
∂`æ`Ñ`dG AÉ``°û`fEG<br />
بدأ البروفيسور يونس بتدريس الاقتصاد في إحدى الجامعات في عام ١٩٧٢م، وهو<br />
العام التالي لحصول بنجلاديش على استقلالها. وبعد عامين أصيبت البلاد بمجاعة<br />
قاسية، وبينما كان يقوم بتدريس نظريات التنمية المعقدة في الجامعة، كان الناس<br />
في الخارج يموتون بالمئات، فانتقل إلى قرى بنجلاديش يكلم الناس الذين كانت حياتهم<br />
٩٥
صراعا ً من أجل البقاء. فقابل هناك امرأة تعمل في صنع مقاعد من البامبو، وكانت<br />
تحصل في نهاية كل يوم على ما لا يكاد يكفي لوجبتين، بينما كان عليها أن تقترض<br />
من تاجر يأخذ أغلب ما يعود على عملها من ريع.<br />
وقد تكلم البروفسور مع اثنين وأربعين شخصا ً آخرين في القرية ممن كانوا واقعين<br />
في فخ <strong>الفقر</strong>، لأنهم يعتمدون على قروض التجار المرابين، وكان كل ما يحتاجونه من<br />
ائتمان هو ثلاثين دولارا ً فقط. فأقرضهم ذلك المبلغ من ماله الخاص. عندئذ انبثقت<br />
فكرة قيام مؤسسات مصرفية عادية بنفس الشيء؛ لتمكن هؤلاء الناس من الخلاص<br />
من شباك <strong>الفقر</strong>.<br />
ولما كانت جميع المؤسسات المالية القائمة لا تقرض <strong>الفقر</strong>اء، وبخاصة النساء<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الريفيات، بدأ البروفيسور يونس؛ في عام ١٩٧٦م، مشروعا ً بحثيا ً عمليا ً لاستكشاف<br />
إمكانيات تصميم نظام مصرفي يصلح للفقراء من أهل الريف. وقد توصل إلى أنه إذا<br />
توافرت الموارد المالية للفقراء بأساليب وشروط مناسبة فإن ذلك يمكن أن يحقق نهضة<br />
تنموية كبيرة. وقد حقق المشروع بالفعل نجاحا ً في محافظة شيتاجونج (Chittagong)<br />
في الفترة من ١٩٧٦ إلى ١٩٧٩م. عندئذ امتد المشروع بمساعدة مصرف بنجلاديش إلى<br />
محافظة تانجيل ،(Tangail) وفي الفترة من ١٩٧٩ إلى ١٩٨٣م، وامتد العمل بنجاح إلى<br />
محافظات دكا ،(Dhaka) ورانجبور ،(Rangpur) وباتواخالي .(Patuakhali) وفي سبتمبر<br />
١٩٨٣م تحول المشروع إلى بنك جرامين، حيث ساهمت الحكومة فيه بنسبة ٦٠٪ من<br />
رأس المال المدفوع بينما كانت النسبة الباقية مملوكة للفقراء من المقترضين. وفي عام<br />
١٩٨٦م صارت النسبة ٢٥٪ للحكومة و٧٥٪ للمقترضين (٢١٥) .<br />
ووصل عدد <strong>الفقر</strong>اء المقترضين من البنك في عام ٢٠٠٦م إلى حوالي ٦٫٦١ مليون؛<br />
منهم ٩٧٪ من النساء، ويمتلكون ٩٤٪ من أسهم البنك. ولا يطلب منهم أي ضمانات<br />
إضافية نظير هذه القروض، ولا يطالبهم بتوقيع أي حجج قانونية؛ ولا يساق أيا منهم<br />
٩٦
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
إلى المحكمة في حالة عدم السداد. ورغم ذلك فقد بلغت نسبة سداد القروض ٩٨٫٨٥٪؛<br />
حيث بلغ إجمالي القروض التي وزعها البنك منذ إنشائه ٥٫٧٢ مليار دولار، تم رد ٥٫٠٧<br />
مليار دولار منها (٢١٦) .<br />
ويرتكز إنجاز البروفيسور يونس على أربعة من المحاور الفكرية الأساسية هي:<br />
١. النظرة النقدية لمؤشرات التنمية السائدة، ووضع مؤشرات بديلة ترتكز على ما<br />
يحدث في حياة أفراد الطبقة الدنيا في اتمع من تغيرات إيجابية مباشرة تمس<br />
جوهر حياتهم اليومية.<br />
٢. القرض أو الائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان: على نقيض اعتماد نظام<br />
البنوك التجارية على إقصاء <strong>الفقر</strong>اء من حق الحصول على القروض، باعتبار أن<br />
<strong>الفقر</strong>اء لا يملكون الضمانات التي يقدمونها للبنوك للحصول على الإقراض، وهو<br />
الأمر الذي يعني انحياز البنوك لصالح تعزيز غنى الأغنياء، وتكريس فقر <strong>الفقر</strong>اء،<br />
وهو ما دفعه لتأسيس بنكه الفريد على أساس ضمان رأس المال الاجتماعي<br />
المتمثل في «شبكات التساند والرقابة الاجتماعية» والمتجسدة فيما يعرف<br />
باموعة والمركز.<br />
٣. التوظيف الذاتي للفقراء: أي مساعدة <strong>الفقر</strong>اء لكي يساعدوا أنفسهم فهي<br />
المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي مجتمع، كما أن إخراجهم من الحالة التي<br />
جعلتهم يدمنون تلقي الإحسان والهبات، هو واجب تفرضه النظرة إلى الفقير<br />
باعتباره «إنسانا ً كامل الأهلية».<br />
٤. المدخل لتحسين حال الأسر الفقيرة هو تحسين أوضاع النساء فيها: وهو ما دعاه<br />
لإعادة اكتشافهن كقوة عمل، وإعادة اكتشاف الأعمال المنزلية كأعمال مدرة<br />
للدخل لتحسين أوضاع <strong>الفقر</strong>اء.<br />
ولقد صار النموذج الذي قدمه محمد يونس من خلال بنك جرامين هو طوق النجاة<br />
لعشرات الملايين من <strong>الفقر</strong>اء في العالم أجمع ولأسرهم من غائلة <strong>الفقر</strong>؛ ليس فقط<br />
٩٧
على أرض بنجلاديش وحدها بل على أراضي العشرات من البلدان من الولايات المتحدة<br />
الأمريكية في أقصى الغرب إلى الفليبين في أقصى الشرق؛ مرورا ً ببوليفيا وتنزانيا<br />
وماليزيا.<br />
وقد سلك البنك طريق المشاركة أو مساعدة <strong>الفقر</strong>اء كي يساعدوا أنفسهم؛ ودفع<br />
القادر على العمل من <strong>الفقر</strong>اء إلى الارتزاق بجهده كبديل عن الإحسان والصدقة. ومن<br />
الأمثلة الشائعة (٢١٧) :«علمني كيف أصيد بدلا ً من أن تعطيني ألف سمكة».<br />
äGRÉ````é`fEG<br />
استطاع بنك جرامين تحقيق عدة إنجازات؛ منها تحقيقه لأرباح منذ تأسيسه،<br />
باستثناء الأعوام: ١٩٨٣م، ١٩٩١م، ١٩٩٢م، حيث بلغ إجمالي أعمال البنك خلال عام<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
٢٠٠٥م حوالي ١١٢٫٤٠ مليون دولار، وإجمالي النفقات ٩٧٫١٧ مليون دولار، وبلغ صافي<br />
الأرباح ١٥٫٢١ مليون دولار، وذلك على الرغم من أن فوائد بنك جرامين هي الأدنى في<br />
بنجلاديش؛ حيث تصل إلى ١٠٪ على قروض المشروعات المدرة للدخل، أي ١٫٥ دولار على<br />
قرض يصل إلى ١٥ دولار طوال العام، ونسبة ٨٪ على قروض الإسكان، ونسبة ٥٪ على<br />
قروض الطلاب، أما قروض الأعضاء المكافحين أو المتسولين فلا فوائد عليها.<br />
وكان من نتيجة برامج البنك أن أظهرت أحدث عمليات المسوح الداخلية أن ٥٨٪ من<br />
أسر مقترضي البنك قد نجحت في تخطي خط <strong>الفقر</strong>، بينما تتحسن أحوال النسبة<br />
الباقية بشكل مضطرد، وهي في سبيلها إلى تجاوز ذلك الخط.<br />
كما نجح البنك في وضع سياسات جديدة لم يسبق تطبيقها في العمل المصرفي؛<br />
كسياسته في تقييم فروعه وموظفيه بإعطاء رموز ملونة للفروع والموظفين المتميزين<br />
في أعمال محددة وفقا ً لمقياس رقمي للإنجاز من ١٠٠ درجة، وقد حصل ١٫٢٤٦ فرعا ً<br />
على النجمة الخضراء لتحقيقه ١٠٠٪ في نسبة سداد القروض، وحصل ١٫٤٣١ آخرون<br />
٩٨
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
على النجمة الزرقاء لتحقيقهم أعلى أرباح، بينما حصل ١٫١٧٩ فرعا ً على النجمة<br />
البنفسجية لقدرتها على توفير كل تمويلها من دخلها وإيداعاتها الخاصة، وتقدم ٣٠٨<br />
فروع بطلب الحصول على النجمة البنية لتمكنهم من تعليم ١٠٠٪ من أبناء أسر<br />
المقترضين من البنك، وتقدم ٤٥ آخرون بطلب الحصول على النجمة الحمراء؛ لأن كل<br />
أعضائه قد جاوزوا خط <strong>الفقر</strong>، وسوف يتم منحهم تلك النجوم بعد الفحص والتأكد<br />
من إنجازهم.<br />
وأقر البنك سياسة رائدة لفتح الفروع الجديدة تقوم على أن يمول الفرع نفسه<br />
من الإيداعات التي يحصل عليها، ولا يحصل الفرع على أي تمويل من المكتب الرئيس<br />
أو من أي فرع آخر، وينتظر من كل فرع جديد أن يحقق التدفق المالي خلال عام من<br />
تشغيله.<br />
ø`«`eGô`L ∂`æ`Ñ`d Iõ`«`ªŸG äɪ°ùdG<br />
á`«`YÉ`ªàL’G ±Gó``gC’G<br />
بنك جرامين مشروع اقتصادي ذو أهداف اجتماعية صرفة؛ يستثمر رأسماله في<br />
إقراض العملاء لتمويل مشروعاتهم الاستثمارية الفردية، ولتمويل مستويات<br />
مختلفة ومتصاعدة من الاستثمارات المشتركة، بداية بمستوى اموعة وانتهاء<br />
باستثمار البنك في عدد من المؤسسات على المستوى الوطني.<br />
أما الفئة المستهدفة فتنحصر في أصحاب <strong>الفقر</strong> المدقع، أي الذين لا يمتلكون أراضي<br />
زراعية كحد أدنى، أو تقل حيازتهم عن نصف فدان من الأرض كحد أقصى؛ وأن تكون<br />
قيمة ما لديهم من ممتلكات لو بيعت لما اشترت بقيمتها فدانا ً واحد. وبمعنى آخر الذين<br />
تعزف سائر البنوك عن التعامل معهم لأنهم فقراء لا يملكون الضمانات المالية التي<br />
تشترطها البنوك عادة.<br />
٩٩
وعملاء البنك من المقترضين من ذوي <strong>الفقر</strong> المدقع يمتلكون الآن ٩٢٪ من أسهم<br />
البنك، وهم كذلك أعضاء في مجلس إدارة البنك إذ يمثلهم ٩ من ١٣عضوا ً أي بنسبة<br />
٦٩٪ تقريبا ً، وهم بذلك المستحقون لأرباح المصرف عن استثماراته، وهم بذلك أيضا ً<br />
مشاركون بقوة وعلى أعلى مستوى في صنع القرارات الخاصة بالبنك.<br />
وقد تم الاتفاق على ستة عشرة قرارا ً في ورشة العمل الوطنية التي حضرها مئة<br />
من النساء من رؤساء المراكز في عام ١٩٨٤م. تلك القرارات تعد بمثابة دستور التنمية<br />
الاجتماعية للبنك حيث يطلب من كل عضو أو عميل في البنك أن يحفظها<br />
ويطبقها. وتتضمن القرارات تعهدا ً بمبادئ عامة مثل: الانضباط، والوحدة، والشجاعة،<br />
والدأب، ورفض الظلم للنفس، أو للآخرين، والتعاون، وبخاصة في أوقات الشدة. كما<br />
تحض القرارات على الحرص على الالتزام بنظافة البيئة والأطفال، والحرص على مبادئ<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الصحة العامة؛ باستعمال المياه النظيفة أو تطهير المياه المتوفرة، وكذا استعمال<br />
المراحيض الصحية، والحرص على الطعام الصحي المتمثل في الخضراوات، إضافة إلى<br />
إدخال التمرينات الرياضية في اجتماعات المراكز، كما تحض على تعليم الأبناء وتكوين<br />
أسر صغيرة، وإصلاح المسكن الخرب والسعي لبناء مسكن جديد، وتتضمن القرارات<br />
كذلك حثا ً على تنمية الموارد من خلال الزراعة والاستثمارات المشتركة، وعلى تقليل<br />
النفقات. وتتضمن القرارات كذلك نهيا ً عن عادة اجتماعية بغيضة وهي ما يعرف<br />
بالدوري، وهو مبلغ من المال تدفعه المرأة في بنجلاديش للرجل الذي سيتزوجها فيما<br />
يشبه المهر. وكل تلك الأمور السابق ذكرها ليست من شأن ما تعارف الناس عليه من<br />
بنوك، بل هو من صميم عمل المؤسسات والحركات الاجتماعية (٢١٥) .<br />
π`ª`Y Iƒ`≤`c AÉ`°ùædG<br />
تمثل النساء نسبة ٩٤٪ من عملاء البنك، وبالتالي فهن يمثلن نفس النسبة من<br />
مالكي أسهم البنك، كما أنهن يمثلن ٦٩٪ من عضوية مجلس الإدارة، ولهذا التركيز<br />
الواضح مبرراته وهي (٢١٥) :<br />
١٠٠
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
˚ نظرة المصرف للأعمال المنزلية للنساء الريفيات الفقيرات كمورد اقتصادي غير<br />
مستثمر أو محدود الاستثمار، ومن ثم وجب تصحيح الوضع باستثماره لمصلحة<br />
<strong>الفقر</strong>اء.<br />
˚ تعرض هؤلاء النسوة لقهر اجتماعي مزدوج، أولا ً: لأنهن فقيرات، وثانيا ً: لأنهن<br />
نساء، ومن ثم يتعرضن لتحمل العبء الأكبر لمشكلة <strong>الفقر</strong> داخل الأسرة.<br />
ولما كانت نسبة العملاء من النساء في البداية ٥٠٪ فإن خبرة البنك دلت على أن<br />
الأسرة الفقيرة تحقق فائدة فورية إذا كان التحسن في دخلها عن طريق المرأة، بينما لا<br />
يحدث نفس التحسن أو على الأقل لا يحدث التحسن في نفس النسبة من الأسر التي<br />
يزيد فيها دخل الرجل، فالمرأة تضع أسرتها وأولادها في قمة سلم أولوياتها بينما الرجل<br />
لديه سلم مختلف للأولويات (٢١٨) .<br />
واهتمام البنك بالنساء لاقى ترحيبا ً كبيرا ً بين الحركات النسائية في العالم؛ حيث<br />
أنه أثبت بلا جدال أن إعانة المرأة للخروج من دائرة العوز هي التي تصلح حال الأسرة<br />
واتمع، بل والعالم أجمع من براثن <strong>الفقر</strong> (٢١٩) ؛ وقد اعتبر البعض أن ما يقوم به البنك<br />
في بنجلاديش يقدم نموذجا ً يجب إتباعه في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في<br />
رعاية المرأة التي تربي أطفالا ً دون عائل، وتضطر إلى العمل في مهن يصعب معها<br />
رعاية أطفالها. كما أن لإعانة المرأة تداعيات صحية كبيرة على مجتمع <strong>الفقر</strong>اء،<br />
وخاصة بالنسبة للصحة العقلية (٢٢٠-٢٢٢) .<br />
QÉ`µ`à`H’G<br />
الابتكار والتجديد هما الطريق إلى النهضة في أي أمة، ومن ثم كان ذلك هو سمة<br />
بنك جرامين منذ النشأة، فالبنك فريد في عملائه وفي تعامله معهم كما أنه فريد في<br />
أسلوب معالجته لقضية <strong>الفقر</strong>، وهو فوق ذلك فريد في نظامه القائم على ضمان اموعة<br />
والمركز. وكذلك فإن الابتكار روح تسري في المؤسسة، وآلياتها تتضمن عدة خطوات (٢١٥) :<br />
١٠١
˚ غرس الرؤية النقدية: أول ما يطلب من المتدرب أن يبدي ملاحظاته واقتراحاته<br />
للتجديد في إجراءات البنك، حتى من قبل أن تتاح له الفرصة ليعرف ماذا يفعل<br />
البنك وكيف يقوم بنشاطه؛ مما يجعل عقله وحواسه في قمة يقظتها.<br />
˚ مواجهة المشكلات: يحرص البنك على إيجاد عقلية حل المشكلات بين المتدربين<br />
والموظفين، ومن ثم تتردد كثيرا ً كلمات مثل: أن لكل مشكلة دائما ً أكثر من حل،<br />
لكن دائما ً هناك حل هو الأفضل، وعليك أن تجتهد في البحث عنه، وهكذا.<br />
˚ تقديم الأهداف فوق الإجراءات: يتم التشديد دائما ً على أن أهداف بنك جرامين أهم<br />
بكثير من النظم والإجراءات، ويستطيع كل واحد أن يقترح تعديلات كبرى في<br />
نظم وإجراءات البنك طالما أنها لا تحدث انقلابا ً في الأهداف.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ غلبة التنوع على القولبة: يتجنب برنامج التدريب في البنك دائما ً صب الموظفين<br />
في قالب واحد، ينظرون ويفكرون ويتفاعلون بطريقة متماثلة، ويحاول أن يبقي<br />
على التمايز بينهم، ففي أوقات الأزمات تتعرض المؤسسات للانهيار إذا كان تفكير<br />
وأفعال الجميع مصبوبة في قالب واحد، بينما تقل احتمالات الانهيار حيثما تكثر<br />
الآراء وتستطيع العقول أن تتفاعل.<br />
˚ إشاعة مناخ الابتكار: لخلق جو من الإبداع، يجري تشجيع كل واحد من العاملين<br />
في البنك على الكتابة إلى رئيس مجلس الإدارة مباشرة إذا كان يريد أن يوصل<br />
فكرة جديدة، إذ يقال: إن الأفكار الجديدة أكثر أهمية من أن تترك لتمر بالقنوات<br />
المعتادة، وتلعب صحيفة «المبادرة» الداخلية دورا ً مهما ً في نشر جو الإبداع، حيث<br />
يكتب كل أصحاب الأفكار والتجارب الجديدة عن أفكارهم وتجاربهم.<br />
˚ حرية تطبيق الأفكار الجديدة: يشجع البنك مديري القطاعات على أن يطبقوا<br />
برامجهم التجديدية بدون أي معوقات، لكنهم ينصحون بالتجريب في فرعين<br />
١٠٢
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
في وقت واحد؛ لتقليل أهمية العوامل الشخصية والمحلية، ولا يطلب منهم<br />
أن يبدوا مبررات مسبقة لتجاربهم، ولا يكتبون تقارير في هذا الشأن للمكتب<br />
الرئيس إلا عندما يشعرون أن التجربة قد نجحت، وإذا فشلت ربما يختارون عدم<br />
الكتابة مطلقا ً.<br />
á«°ù°SDƒŸG<br />
المؤسسية تعني تحول الفكرة إلى مؤسسة، أو تحول الحلم إلى حقيقة واقعة تأخذ<br />
شكل المؤسسة؛ كما تعني البناء المؤسسي التنظيمي ووحداته وشكل العلاقة بين<br />
مكوناته. وفي الإطار التنظيمي:<br />
˚ اموعة: أصغر وحدة بنائية وتتكون من خمسة أفراد من الأعضاء أو المقترضين<br />
فقط حيث أنها اللبنة الأساسية في بناء تنظيم الأعضاء المقترضين.<br />
˚ المركز: يتكون من ٦-٨ مجموعات، وهو نقطة التماس بين موظفي البنك<br />
والمقترضين، ومن هنا تنبع أهمية المركز كوحدة بنائية مماسية.<br />
˚ الفرع: الوحدة البنائية الأساسية في تنظيم الموظفين لأنها وحدة التعامل<br />
المباشر مع العملاء، ولهذا فهي تتكون من مقترضين وموظفين. الفرع مثلا ً<br />
يتكون من ٦٠ مركزا ً أي من ٣٦٠ إلى ٤٨٠ مجموعة، أي من ١٫٨٠٠ إلى ٢٫٤٠٠<br />
عميل، ويعمل في فرع البنك عدد ٩ موظفين منهم ٦ ميدانيين ومدير فرع<br />
ومساعد له ومراسل. ويشرف كل موظف ميداني على ١٠ مراكز، بواقع مركزين<br />
في كل يوم من أيام العمل الميداني من خلال ما يعرف باجتماعات المراكز، والتي<br />
تعقد فيما يعرف بدور المراكز.<br />
˚ مكتب المنطقة: يعمل بمكتب المنطقة ٦ موظفين ويشرف على سير العمل في<br />
عشرة فروع.<br />
˚ مكتب القطاع: يعمل بمكتب القطاع ٣٥ موظفا ً ويشرف على متوسط ٩<br />
مناطق.<br />
١٠٣
˚ المكتب الرئيس: يشرف المكتب الرئيس حاليا ً على ١١ قطاعا ً.<br />
من حيث العلاقة بين تلك الوحدات فهي:<br />
˚ علاقة فيدرالية بين وحدات ذات استقلال ذاتي: وذلك ينطبق على الوحدات من<br />
الفرع إلى القطاع. ويقتصر دور الوحدات المشرفة على توجيه وإرشاد الوحدات التي<br />
تشرف عليها فقط، ولا يحدث التدخل إلا في حالات الطوارئ فقط، عندما يحتاج<br />
مسئولو تلك الوحدات إلى معونة الجهة المشرفة وتدخلها المباشر. والمسئوليات<br />
في ذلك واضحة ومحددة؛ فإذا حدث إنجاز في أحد الفروع؛ فإن التهنئة تذهب لمدير<br />
الفرع دون مدير المنطقة المشرفة، بينما إذا حدث أمر سيئ في الفرع؛ ينزل اللوم<br />
على رأس مدير المنطقة دون مدير الفرع.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ علاقة ضبط جودة الأداء من الوحدات الأكبر إلى الوحدات الأصغر.<br />
˚ علاقة تقوم على تدفق وثائق المعلومات المالية والإدارية من الوحدات الأصغر إلى<br />
الوحدات الأكبر.<br />
iQƒ``°û`dG<br />
الشورى أو المشاركة في صنع القرار تأخذ مسارين أساسيين يتبعها البنك<br />
للمشاركة في صنع القرار وهو ما يزيل الكثير من التوتر وسوء الفهم في المؤسسة،<br />
حيث يتاح لكل واحد أن يعرف ماهية القرارات وسبب اتخاذها، مما يوجد دعما ً لهذه<br />
القرارات. والمساران هما:<br />
˚ المسودات الدوارة: فعندما تعتزم إدارة البنك وضع أطر لسياسات وقواعد وتنظيمات<br />
جديدة تختص بالإدارة فإنها تقوم بإعداد مسودة لها، ثم تقوم بإرسالها إلى<br />
رؤساء الأقسام بالمكتب الرئيس وإلى مديري القطاعات، فإذا كان الموضوع ذا<br />
أهمية قصوى ترسل نسخ من المسودة إلى مديري المناطق، وربما يرى هؤلاء أن<br />
١٠٤
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
يرسلوا تعليقاتهم كتابة أو ربما يعقد كل منهم لقاءات مع مرءوسيه لمناقشة<br />
الموضوع، ومن ثم يرسلون بردود أفعالهم التي تتلقاها لجنة المسودات، وتطالعها<br />
ثم تقوم بإعداد مسودة أخرى تمرر مرة أخرى، فإذا لاقت المسودة الثانية رضا صدر<br />
قرار بمحتواها وإلا تكررت العملية، وإذا لم تحظ المسودة بالرضا في عدة دورات يتم<br />
عرض الموضوع على مؤتمر مديري القطاعات والذي يعقد ثلاث مرات سنويا ً.<br />
˚ المؤتمرات: ويعد مؤتمر مديري القطاعات من أهم تلك المؤتمرات لما له من دور في<br />
عملية صنع القرار وفي الإدارة العامة بالبنك ويعقد المؤتمر لمدة يومين أو ثلاثة،<br />
ويتم التحضير للمؤتمر قبله بشهرين، حيث يعد المكتب الرئيس تقريرا ً له يشتمل<br />
على نشاطات الأقسام وخططها المستقبلية، ويقدم مديرو القطاعات تقريرا ً<br />
أيضا ً عن النشاطات السابقة والخطط المستقبلية، وخلال المؤتمر لا يسمح لممثلي<br />
المكتب الرئيسي بانتقاد ما قام به مديرو القطاعات ولا حتى بإبداء عدم الرضا<br />
عن أي فشل، فقد جعل المؤتمر ليتحدث فيه مديرو القطاعات ويبدوا شكاواهم<br />
من المكتب الرئيس، ولتتم مناقشة أسباب وعلاج أي قصور في أي من القطاعات<br />
على سبيل النصح لا الأمر. وتدعو النتائج الناجحة للمؤتمر مديري القطاعات<br />
لعقد مؤتمرات لمديري المناطق متتبعين فيه نفس النهج.<br />
á`jƒ`ªæàdG á`Hô`éàdG<br />
تمتلك تجربة بنك جرامين عددا ً من طرق التناول والمعالجة التنموية تقربها من المعنى<br />
المتكامل للتنمية؛ وتشمل تلك الطرق التنمية الاقتصادية، وتحسين نوعية الحياة<br />
والتنمية الاجتماعية والتنمية الفردية. وتجربة البنك التنموية تتميز بعدة خصائص<br />
فريدة، منها أنها:<br />
˚ نابعة من البيئة، وتتماشى مع اتمع المحلي؛ بل هي مثل يحتذى به في بيئات<br />
صغيرة كثيرة، بما في ذلك اتمعات الريفية في الولايات المتحدة الأمريكية (٢٢٣-٢٢٦) ؛<br />
١٠٥
وكذلك مجتمعات الأقليات المحرومة التي تعيش تحت مستوى <strong>الفقر</strong> في اتمع<br />
الأمريكي بما في ذلك السود واللاتينيون والآسيويون والأمريكيون الأصليون (٢٢٧) .<br />
˚ مثل عملي في التنمية المستدامة لأنها لا تتعارض مع البيئة أو تضر بها، كما<br />
أنها تحافظ على الموارد الطبيعية (٢٢٨-٢٣٣) .<br />
˚ قائمة على مجهود تكافلي بين أفراد اتمع، مما يعطيها قوة فعالة في بناء<br />
اقتصاد الدولة (٢٣٤) .<br />
˚ مؤسسة على ميثاق خلقي سامي ولا تقوم على استغلال <strong>الفقر</strong>اء من خلال<br />
المراباة والسخرة في العمل (٢٣٥) ؛ كما أنها تضفي بعدا ً روحانيا ً للمال (٢٣٦) .<br />
˚ ترسخ الأسس لممارسة الحرية في اتمع (٢٣٧) ، ولا تخضع اتمع للتسلط الأجنبي<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الذي لا يقدم العون دون ثمن، والذي فشل في التخفيف من حدة <strong>الفقر</strong> بخلط<br />
السياسة الخارجية بالمساعدات للشعوب الفقيرة (٢٣٨) .<br />
˚ تتماشى مع روح التمويل في الإسلام (٢٣٩) ؛ حيث أنها تشجع على الاستفادة من<br />
القدرات والمواهب البشرية في الابتكار مع عدم التراجع أمام ااطرة (٢٤٠-٢٤٣) ، مع<br />
مراعاة أسس التنمية العملية (٢٤٤) .<br />
˚ مبنية على التمويل الصغير، الذي يؤدي إلى الربح الاقتصادي، حتى لو عجز<br />
البعض عن عدم القدرة على السداد (٢٤٥-٢٤٦) .<br />
تكاد كل نظريات التنمية أن تنحو منحا ً واحدا ً، وهو الاعتماد على الشرائح<br />
الاجتماعية العليا في تحقيق التنمية من خلال تمكين هذه الشريحة من الكمية<br />
المقبولة من الأموال وتزويدهم بالضمانات والإعفاءات والتسهيلات اللازمة لتوفير مناخ<br />
مشجع لهم. وإحدى أكبر المشاكل في هذا الاقتراب أنه يؤدي سريعا ً لحدوث تفاوت حاد<br />
في الدخول والثروات، ومن ثم حدوث استقطاب طبقي حاد يقوم على تآكل الطبقة<br />
١٠٦
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
الوسطى لصالح الشرائح التي تليها في الترتيب الاجتماعي والاقتصادي. وقد أتت<br />
تجربة بنك جرامين في بنجلاديش لتقلب موازين التنمية رأسا ً على عقب وتقدم أحد أبرز<br />
النماذج التنموية في دول الجنوب (٢١٥) .<br />
á`«`ª`dÉ`Y π`©`a OhOQ<br />
لقد كان لنجاح بنك جرامين رد فعل إيجابي في أنحاء العالم فقد أظهرت البنوك<br />
التجارية اهتماما ً أكبر بنظم الائتمان المصغر. بل إن البعض ذهب بعيدا ً بالقول بأن<br />
الأيام ستثبت في النهاية أن مصالح البنوك التجارية لا تختلف عن اهتمامات بنك<br />
جرامين؛ فإن من مصلحة كل إنسان وكل مؤسسة، وكل فرد في العالم ما يحدثه<br />
توفير مزيد من الرخاء الاقتصادي من دعم للسلام العالمي وتقليل لمظاهر التوتر في<br />
العالم (٢٤٧) . كما أن الائتمان المصغر يمنح الناس الفرصة لتنظيم مستقبلهم؛ لأن ذلك<br />
النظام لا يشكل حافزا ً ماليا ً فحسب، وإنما يعني أيضا ً أن بوسع هؤلاء الذين يحصلون<br />
على الائتمانات المصغرة الثقة بأنفسهم.<br />
ولقد انتشرت فكرة بنك جرامين في معظم الدول الفقيرة، بل وحتى الدول<br />
الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، فرغم أن الفكرة في الأصل لم تكن جديدة إلا<br />
أن أسلوب البروفيسور محمد يونس في تقديم القروض وإعادة فكرة تنظيم <strong>الفقر</strong>اء<br />
في صورة تعاونيات أو مجموعات تقوم بالادخار والسيطرة أكثر على مواردها المالية،<br />
ومن ثم منحها قروضا ً للقيام بمشروعات صغيرة لإدرار الدخل، كان هو الأساس في<br />
نجاح المشروع. ويبدو أن الأمر كان يتعلق بإحساس صاحب الفكرة بحاجة اتمع لأفكار<br />
منتجة بدلا ً من التنظير الذي لا معنى له، ففي كل وسط، حتى لو كان فقيرا ً ومعدما ً<br />
يمكن للإنسان أن يعمل ويطور أفكارا ً تكون نتيجتها أعمالا ً عظيمة (٢١٧) .<br />
وقد أسهم بنك جرامين في وضع نموذج لبناء المؤسسات التمويلية التي تعالج <strong>الفقر</strong><br />
١٠٧
بصورة تنموية لا خيرية مطلقة، فبعد أن قدم نموذجه في بنجلاديش، قامت منظمات<br />
غير حكومية، وكذلك حكومات في دول فقيرة وغنية بتبني هذا النموذج على نطاق<br />
واسع، فعلى سبيل المثال بلغ عدد المؤسسات العاملة في هذا اال داخل بنجلاديش<br />
وحدها المئات، وهذا يعني أن فكرة الاعتماد على مؤسسة واحدة لمحاربة <strong>الفقر</strong> غير<br />
مجدية وإن كان من الضروري أن يكون هناك مؤسسات كبيرة تستطيع التعامل مع<br />
القضايا الضخمة التي يعاني منها اتمع.<br />
ø`eÉ`°†`àdG è`eÉ`fô`H<br />
برنامج التضامن، هو مؤسسة صغيرة يعمل فيها قرابة ١٠٠ شخص وتملك ٦ فروع<br />
في الأحياء الشعبية في مدينة القاهرة، أنشئ على شاكلة بنك جرامين حيث تدار<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
أعماله على أسس اقتصادية تماما ً مثل أي بنك، ولكنه وفق مؤسسيه والعاملين فيه:<br />
«بنك ذو قلب ولا يسعى للربح»، حيث تمنح جميع القروض للنساء الفقيرات فحسب (٢٤٨) .<br />
والبنك يمتنع عن إقراض الرجال؛ لأن المرأة عندما تعمل فإنها تعيل أسرتها وأولادها،<br />
أما الرجل فليس من المؤكد أن يذهب دخله إلى أسرته وأولاده، خاصة في الشرائح<br />
الاجتماعية الأكثر فقرا ً التي يساعدها البنك. والقروض تمنح للسيدات من سن ١٨<br />
عاما ً فأعلى، وبعض العميلات في السبعين من عمرهن ويعملن ويعلن أسرهن.<br />
والبرنامج يتوجه إلى الفقيرات ويساعدهن، ويمنحهن قروضا ً صغيرة تبدأ من ٢٥٠<br />
جنيها ً، وتصل في حدها الأقصى إلى أربعة آلاف جنيه، بنسبة فائدة ٢٫٥٪ شهريا ً<br />
لمدد تتراوح بين ستة وعشرة أشهر، وقد بلغت نسبة سداد القروض ١٠٠٪. ويعود نجاح<br />
البرنامج إلى رغبة النساء الفقيرات في تنمية أعمالهن المتناهية الصغر، وإلى نظام<br />
«التضامن في القروض» الذي يتم إتباعه، حيث أن القروض تمنح موعات تضم كل<br />
منها ٧ سيدات تربطهن علاقة صداقة أو جيرة، ويقمن بضمان بعضهن بعضا ً حتى إذا<br />
تعثرت إحداهن تتحمل الأخريات المسئولية معها. ثم إن القروض تمنح بشكل متدرج،<br />
١٠٨
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
يبدأ ب ٢٥٠ جنيها ً، ٥٠٠ جنيه، ٧٥٠ جنيه، وهكذا، إلى أن تصل إلى الحد الأقصى وهو<br />
٤ آلاف جنيه. كما أن للسيدات مصلحة في السداد؛ لأنها الوسيلة الوحيدة لديهن<br />
للاستمرار في الحصول على القروض التصاعدية. والأهم من كل ذلك التأكد من أن<br />
القرض سوف يسهم في نمو المشروع الصغير ولا يذهب للاستهلاك.<br />
وفي كل فرع من فروع برنامج التضامن تعمل حوالي ١٠ منسقات يقمن بالترويج<br />
للقروض والتحقق من جدارة وجدية السيدات الراغبات في الحصول على قرض ومتابعة<br />
سداده. فإذا تبين أن سيدة تحصل على قرض، لكن مشروعها لا ينمو فإن البرنامج يوقف<br />
التعامل معها على الفور. أما عن الأنشطة التي يقمن بها، فبعضهن يقمن بحياكة<br />
الملابس، وأخريات يقمن ببيع بضائع بنظام التقسيط للجيران والأقارب، وبعضهن<br />
تقمن بأعمال تطريز، وهن يستفدن كثيرا ً من البرنامج؛ لأنه جهة الإقراض الوحيدة<br />
لهن، فالبنوك تطلب ضمانات وتضع شروطا ً لا تنطبق عليهن.<br />
وتقوم منسقات فروع البرنامج بعمل دراسة ميدانية بالأساس، حيث ينزلن إلى<br />
الناس في الأسواق وأحيانا ً في المنازل لجمع المعلومات عن من تطلبن قروضا ً، ولمساعدتهن<br />
إذا ما واجهت إحداهن مشكلة في السداد.<br />
ويحصل برنامج التضامن على تمويل من جهات مختلفة. فهناك بعض الهبات من<br />
رجال الإعمال تصل إلى ٢ مليون جنيه مصري سنويا ً، وقرض قيمته ٦ ملايين جنيه<br />
من الصندوق الاجتماعي (مؤسسة حكومية لدعم المشروعات الصغيرة والمتناهية<br />
الصغر)، وقروض منتظمة من بنك جرامين في بنجلاديش منذ ٣ سنوات كان آخرها<br />
قرض قدره ٢٫٣ مليون جنيه مصري في ٢٠٠٥م (٢٤٨) .<br />
مؤسسة جرامين<br />
مؤسسة جرامين هي منظمة غير ربحية أنشئت عام ١٩٩٧م في عاصمة الولايات<br />
المتحدة الأمريكية، لتجمع بين التمويل الصغير، والتقنية والابتكار لشد عضد أفقر<br />
١٠٩
أهل الأرض في التحرر من براثن <strong>الفقر</strong>. وقد كونت المؤسسة شبكة من ٥٢ شريك في<br />
٢٢ دولة لها أثار إيجابية على حياة ١١ مليون نسمة في آسيا وأفريقيا والأمريكيتان<br />
والشرق الأوسط. والمؤسسة تستوحي نهجها من أعمال مصرف جرامين في بنجلاديش؛<br />
حيث أنها أسست برنامج ضمان النمو الذي بدأته برأس مال ٣١ مليون دولار عام ٢٠٠٥م<br />
بالتعاون مع مؤسسة «سيتيجروب» المالية التي تتوقع توفير ١٨٠ مليون دولار على<br />
مدى خمس سنوات من العملات المحلية لدعم مؤسسات القروض المتناهية الصغر<br />
حول العالم (٢٤٩) .<br />
¢ùfƒj èeGôHh π«ªL èeGôH ÜQÉ≤J<br />
تعتبر أنشطة برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع في المملكة العربية<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
السعودية نسخة مطورة من تجربة البروفيسور محمد يونس، الذي يعمل على مشروع<br />
عربي كبير لتقديم القروض الصغيرة للفقراء في المملكة ومصر والمغرب وغيرها (٢٥٠) .<br />
وقد قام البروفيسور محمد يونس بزيارة لمركز برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع<br />
للإطلاع على برامج المركز في مجال توفير فرص العمل و<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، كما قام<br />
بإلقاء محاضرة عن تجربة بنك جرامين في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> (٢٥١) . وقد أشار البروفيسور<br />
يونس في محاضرته إلى أن البنوك الحالية في العالم لا تخدم احتياج ثلث سكان<br />
العالم وأن تجربة بنك جرامين حرصت على مخالفة جزء كبير من أنظمة البنوك لتتلائم<br />
مع احتياجات الناس، كما أكد على أن تجربة بنك جرامين تتلخص في تحويل قدر صغير<br />
من الأموال إلى شيء عظيم ذي قيمة ومنفعة للمجتمع.<br />
π«ªL - ÚeGôL IQOÉÑe<br />
قامت الشراكة بين مؤسسة جرامين ومجموعة عبد اللطيف جميل في مبادرة<br />
جرامين - جميل التي تكونت عام ٢٠٠٣م، والموجهة بشكل خاص إلى تقوية مؤسسات<br />
التمويل المتناهي وتشجيع مؤسسات القروض متناهية الصغر في الشرق الأوسط<br />
١١٠
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
وشمال أفريقيا، من خلال الدعم المباشر، والعون الفني والتدريب، ودعم بوابة التمويل<br />
العربي الصغير.<br />
ولعله من الخصائص البارزة في نموذج إقراض <strong>الفقر</strong>اء في مؤسسات تمويل القروض<br />
متناهية الصغر، هو أن القروض تتم من خلال تنظيم <strong>الفقر</strong>اء في مجموعات تتراوح<br />
ما بين عشرة وعشرين عضوا ً، حيث يتم تكوين هذه اموعات بمعرفة وإشراف المنظمة<br />
غير الحكومية العاملة في هذا اال في المنطقة، والتي عادة ما تحاول الاحتفاظ<br />
بالمشاركين كمستفيدين من مشروعها فقط مع التنبيه عليهم بعدم الاشتراك في<br />
أي مجموعات تتبع منظمات أخرى لعدم تداخل الأنشطة. ويرجع الهدف الرئيس من<br />
وراء تنظيم <strong>الفقر</strong>اء في مجموعات إلى استغلال الضغط الاجتماعي الذي تشكله<br />
اموعة على بعضها البعض كبديل عن الضمان المادي، حيث إن كل الأعضاء بحاجة<br />
إلى الاقتراض، ولا بد أن يتكاتفوا جميعا ً للحصول على الفائدة بالضغط على العضو<br />
المتعثر وضمان سداد قرضه من مدخراتهم في حالة عدم السداد. وهو ما يعني أن<br />
محاربة <strong>الفقر</strong> هو جزء من نظام التكافل الاجتماعي العام الذي يتبناه اتمع؛ وكما هو<br />
معروف فإن للفقر ثقافة يتقاسمها <strong>الفقر</strong>اء، وأن بناء البرامج يعتمد على فهم هذه<br />
الثقافة وتوظيفها لمحاربة <strong>الفقر</strong> نفسه هو جزء أساسي في نجاح المشروع (٢١٧) .<br />
á``jô```°üŸG IQOÉ``Ñ``ŸG<br />
تأسست جمعية رجال أعمال الدقهلية لتنمية اتمع في عام ١٩٩٥م، حيث توفر<br />
الجمعية قروضا ً ضئيلة للأفراد واموعات مع التركيز على النساء الفقيرات، وفي ٣١<br />
يوليو ٢٠٠٦م، كان لدى الجمعية ٦٣٫٢٨٨ عميلا ً نشطا ً منحتهم قروضا ً تساوي ٩٫٧<br />
مليون دولار. وتطمح الجمعية إلى إضافة مائة ألف عميل بحلول عام ٢٠٠٨م. وبجانب<br />
خدماتها التمويلية توفر الجمعية خدمات في التدريب على اللغة والتقنية والتجارة<br />
لمواطني المحافظة في مركز التقنية الذي افتتحته في عام ٢٠٠١م، والذي يستخدم<br />
كمركز تجاري للمجتمع المحلي (٢٤٩) .<br />
١١١
وقد أعلنت مبادرة جرامين - جميل عن توليها لأول استثمار في بنك دولي للتجارة في<br />
مصر لتمويل المشاريع المصرية الصغيرة (٢٤٩) . والاستثمار يتكون من ضمان بنكي بقيمة<br />
٢ مليون دولار لجمعية رجال أعمال الدقهلية لتنمية اتمع، وهذا لضمان قرض<br />
بالعملة المحلية يصل إلى ٢٫٥ مليون دولار من بنك بي إن بي باريباس Paribas) BNP)؛<br />
وستستخدم الجمعية التمويل في منح قروض لحوالي ١٦ ألف فقير في أمس<br />
الحاجة للدعم.<br />
وهذه الصفقة هي أكبر صفقة تدخل فيها المبادرة؛ حيث يقوم برنامج ضمان النمو<br />
بمؤسسة جرامين بضمان مليون دولار، بينما يضمن المليون الآخر صندوق ضمان جميل.<br />
وكلا البرنامجين يوفران الضمانات لمؤسسة التمويل الصغير لحصولها على دعم<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
بالعملة المحلية من البنوك المحلية. كما ستفتح الصفقة الطريق إلى عهد من التمويل<br />
المتناهي في الصغر في مصر، بمشاركة عدد من البنوك التجارية، التي بدأت في لعب<br />
دور متصاعد لتغطية الفجوة بين العرض والطلب في ذلك اال. ومن المأمول أن منح<br />
قروض متواضعة لأكثر من ١٦ ألف عائلة سيشجع بنوكا ً مصرية أخرى على المشاركة<br />
في هذا النوع من التمويل؛ والأمل قائم على أن يصل البرنامج إلى مساعدة أكثر من<br />
مليون عائلة مصرية جديدة بحلول عام ٢٠١١م.<br />
كما أن هذه الصفقة هي الأولى من نوعها التي تتلقى فيها مؤسسة قروض صغيرة<br />
مصرية دعما ً من بنوك تجارية، فالبنوك في مصر تطلب ضمانات كاملة لتغطية<br />
القروض مهما تضاءلت. وهذه المبادرة تمثل خطوة نوعية كبيرة لتشجيع المغامرات<br />
التجارية ولشد عضد النساء مع العمل على الحد من <strong>الفقر</strong> في العالم العربي؛ كما<br />
أنها تشجع البنوك التجارية على الإقدام على أن تكون جزءا ً من استراتيجية مؤسسة<br />
جميل وتحالفها مع مؤسسة جرامين.<br />
١١٢
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
¢ù``fƒ``J IQOÉ`Ñ`e<br />
تعتبر مؤسسة «إندا»من رواد القروض المتناهية الصغر في تونس؛ وواحدة من<br />
تسعة مؤسسات في العالم العربي تقوم بتمويل القروض المتناهية الصغر، والتي<br />
وصلت إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، إلى جانب الإقدام على خطة لدعم مائة ألف<br />
عائلة فقيرة بمستهل عام ٢٠٠٩م. وكانت قد بدأت بتقديم خدماتها في تونس عام<br />
١٩٩٥م مع اهتمامها الخاص بالنساء الفقيرات في المدن. وهي من الأعضاء المؤسسين<br />
لشبكة سنابل، والتي قدمت ٣٦ مليون دولار من القروض لما يصل إلى ٣٨ ألف تاجر<br />
خلال عقد من الزمان (٢٥٢) .<br />
وقد قدمت مبادرة جرامين - جميل لمؤسسة «إندا» استثمارا ً وصل إلى ٣٧٥ ألف دولار<br />
من الضمانات لقرض يصل إلى ثلاثة أرباع مليون دولار بالعملة المحلية من بنوك الاتحاد<br />
الدولية (UIB) ،Union Internationale de Banques لدعم توسع أنشطة مؤسسة<br />
«إندا» للتواصل مع <strong>الفقر</strong>اء في الضواحي حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين من<br />
المناطق الريفية الفقيرة (٢٥١) . وهي خطوة في طريق القضاء على ٥٠٪ من <strong>الفقر</strong> في<br />
العالم بحلول عام ٢٠١٥م وفق أهداف الألفية الدولية.<br />
ô¨°üdG á«gÉæàŸG ¢Vhô≤dG áHGƒH<br />
قامت مبادرة جرامين - جميل، وشبكة سنابل، ومجموعة الاستشارات لمساعدة<br />
الفقير «سيجاب»بفتح بوابة التمويل العربي المتناهي الصغر على شبكة الإنترنت.<br />
والبوابة هي المصدر الرئيس الأول المباشر على الإنترنت للتمويل المتناهي الصغر في<br />
العالم العربي، كما أنها مصدر هام للمعلومات الخاصة بذلك النوع من التمويل<br />
في منطقة الشرق الأوسط. والبوابة العربية التي صممت وفق نموذج بالإنجليزية<br />
والفرنسية، توفر (٢٥٢) :<br />
˚ وسيلة مباشرة للحصول على موارد ومعلومات والوصول إلى مؤسسات التمويل<br />
١١٣
الصغير في العالم العربي.<br />
˚ وسيلة تمكن تلك المؤسسات من الوصول إلى عدد أكبر من العملاء وبالقدرة على<br />
تقديم مجال أوسع من الخدمات.<br />
˚ سبيلا ً لنشر الوعي بين من يريد التبرع والمساهمة في تلك الأعمال وبين عامة<br />
الناس وخاصتهم.<br />
˚ مصدرا ً واحدا ً للتسوق لقروض صغيرة في الشرق الأوسط.<br />
˚ فرصة للشراكة في الشرق الأوسط حيث تنمو حركة القروض الصغيرة بسرعة<br />
هائلة، وحيث يمكن للتمويل الصغير، باتباع طرق الممارسة الجيدة أن يؤثر على<br />
معدل الخفض من معدل البطالة وتخفيف حدة <strong>الفقر</strong>.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ مصدرا ً رئيسا ً لأي من الأفراد والجماعات التي تريد التعرف على عملية التمويل<br />
الصغير، حيث يمكنهم الإطلاع على آخر الأخبار، والآراء والوثائق المتصلة<br />
بالعملية.<br />
˚ فتح مجال للمجتمع وفرق النقاش.<br />
˚ بنك عمل للمستشارين.<br />
π`HÉ`æ`°S<br />
سنابل، هي الشبكة العربية للمؤسسات الإقليمية للقروض الصغيرة، والتي<br />
تقدم خدماتها إلى ما يزيد على ٨٠٪ من عملاء القروض الصغيرة، أو حوالي ٧٧٥ ألف<br />
تاجر صغير في الوقت الحاضر في المنطقة العربية. ورسالة الشبكة هي، ازدياد عملية<br />
الوصول إلى العملاء بتقديم وسائل اتصال بين مؤسسات القروض الصغيرة في<br />
الدول العربية لتبادل المعلومات وبناء القدرات والترويج لأفضل الممارسات في ميدان<br />
خدماتها (٢٥٢) .<br />
١١٤
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
Ò≤ØdG IóYÉ°ùŸ äGQÉ°ûà°S’G áYƒª›<br />
مجموعة الاستشارات لمساعدة الفقير «سيجاب» Consultative Group to Assist<br />
(CGAP) the Poor هي مؤسسة تضامنية بين ٣٠ مؤسسة من المتبرعين الذين يعملون<br />
نحو بناء نظم تمويل لخدمة <strong>الفقر</strong>اء في الدول النامية، ومقرها في البنك الدولي. وتعتبر<br />
«سيجاب» مركزا ً لموارد العاملين في مجال التمويل الصغير، من حيث وضع المعايير،<br />
وآليات العمل التنموي، وتقديم خدمات الاستشارات الفنية والتوجيهية، والتدريب<br />
والمعلومات عن أفضل طرق الممارسة. كما أنها تدعم بعض المشاريع المبتكرة.<br />
١١٥
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />
áµ∏ªŸG ‘ ô≤ØdG áëaɵe<br />
˚ اهتمام ملكي ˚ <strong>الفقر</strong> في المملكة ˚ جهود القضاء على <strong>الفقر</strong>
١١٨<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
áµ∏ªŸG »`a ô≤ØdG ádÉM ó≤ØJ<br />
اهتمام ملكي<br />
تتطلب <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> بصورتها العملية أن تقوم الدولة بتفقد حال <strong>الفقر</strong>اء، وأن<br />
لا تتوقف عند الاجتماعات عالية المستوى ولا القرارات التي ينقصها البيانات الجلية<br />
عن أحوال <strong>الفقر</strong>اء. لذا مثلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد االله بن عبد العزيز<br />
التاريخية لبعض الأحياء الفقيرة في العاصمة الرياض في نوفمبر ٢٠٠٢م. وتأكيده<br />
على ضرورة اجتثاث جذور <strong>الفقر</strong> من اتمع، إشارة البدء لخروج هذه القضية إلى الرأي<br />
العام، وأن <strong>الفقر</strong> ليس عيبا ً وإنما العيب في إخفائه وعدم الاعتراف به كواقع تعيشه<br />
كثير من اتمعات، حتى تلك التي تعيش في البلدان المتقدمة. وأكدت على ضرورة<br />
تناول موضوع <strong>الفقر</strong> اقتصاديا ً واجتماعيا ً، ودعمه بالاستشارات والإمكانيات، فكان<br />
لزاما ً وقوع حدث إعلامي لكسر حالة من الخجل التي كان الإعلام يتعامل بها مع<br />
موضوع <strong>الفقر</strong> في المملكة (٢٥٣) .<br />
ورغم أن ظاهرة <strong>الفقر</strong> في المملكة تبقى محدودة إلا أن الحكومة أدركت أن محدودية<br />
ظاهرة <strong>الفقر</strong> لا يعني على الإطلاق التقليل من أهمية محاربتها أو عدم إعطائها<br />
أولوية كبرى، لذا أقر مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة برئاسة خادم<br />
الحرمين الشريفين الاستراتيجية الوطنية لمعالجة <strong>الفقر</strong>، في يوم الأثنين ٢٤ رمضان<br />
١٤٢٧ه الموافق ١٦ أكتوبر ٢٠٠٦م.<br />
كما سبق إقرار هذه الاستراتيجية اتخاذ خطوات أخرى هامة من بينها إنشاء<br />
مؤسسة الملك عبد االله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، وإنشاء الصندوق<br />
الخيري الوطني، والتي تساهم الدولة بجزء كبير من رأسمالهما بالإضافة إلى إسهامات<br />
القطاع الخاص والأفراد. وفي هذا الشأن تعتزم المملكة القضاء التام على <strong>الفقر</strong> المدقع<br />
خلال عام ٢٠٠٩م إن شاء االله.<br />
١١٩
…ƒªæàdG ¿Éµ°SEÓd ¬jódGƒd õjõ©dGóÑY øH ˆGóÑY ∂∏ŸG á°ù°SDƒe<br />
جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مؤسسة الملك عبداالله بن عبدالعزيز<br />
لوالديه للإسكان التنموي، تأكيدا ً على اهتمامه بالفئات الأكثر حاجة لتنمية وتطوير<br />
أوضاعها، واقتناعا ً بضرورة مشاركة جميع القوى الاجتماعية، من مؤسسات حكومية<br />
وشركات خاصة وجمعيات خيرية في توسيع قاعدة العون المقدم لفئات اتمع من<br />
أصحاب الدخل المنخفض (٢٥٤) .<br />
á«é«JGΰS’G ±GógC’G<br />
˚ توفير المسكن الملائم للفئات الأكثر حاجة لذلك، من خلال إنشاء امعات<br />
الإسكانية في مختلف مناطق المملكة.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ المحافظة على خصائص ومزايا امعات والوحدات الإسكانية التي تشيدها<br />
المؤسسة من خلال إدارتها وصيانتها بفاعلية.<br />
˚ مساعدة المستفيدين من خدمات إسكان المؤسسة على تحسين فرصهم<br />
في التوظيف أو تنمية مهنهم وأعمالهم الخاصة من خلال تطوير مهاراتهم<br />
وقدراتهم مما سيؤدي إلى رفع دخلهم.<br />
˚ مساعدة أرباب المهن والحرف من المستفيدين من خدمات المؤسسة الإسكانية<br />
على تنمية إنشاء وتطوير مشاريع صغيرة.<br />
˚ العمل على توفير كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها من<br />
الخدمات الضرورية لسكان امعات الإسكانية التي تقيمها المؤسسة.<br />
˚ كسب الدعم لنشاط المؤسسة من خلال عرض تجربتها في الإسكان التنموي<br />
محليا ً وإقليميا ً ودوليا ً.<br />
˚ تشجيع ودعم إنشاء مؤسسات مشابهة وإقناع مؤسسات خيرية وتنموية أخرى<br />
بتوفير خدمات إسكان تنموي.<br />
١٢٠
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
˚ تنمية موارد المؤسسة من خلال استثمار أصولها واجتذاب الهبات والتبرعات<br />
وغيرها من مصادر التمويل.<br />
ويلاحظ مما سبق، وجود أربعة محاور رئيسة للأهداف الاستراتيجية، وهي كما يلي:<br />
˚ إنشاء وإدارة وصيانة امعات الإسكانية: ويغلب عليها العمل الهندسي<br />
والإنشائي والفني.<br />
˚ تمكين سكان امعات الإسكانية من تطوير أوضاعهم المعيشية والتعليمية<br />
والاجتماعية: ويتميز هذا النشاط بكونه محورا ً اجتماعيا ً وتنمويا ً.<br />
˚ الحصول على الدعم والإسناد لنشاط المؤسسة: ويتطلب بلوغ هذا الهدف<br />
وتنفيذ الأنشطة الخاصة بها جهودا ً إدارية وإعلامية منظمة.<br />
˚ تنمية موارد المؤسسة: ويشارك فيه الجميع من خلال ترشيد الإنفاق ورفع مستوى<br />
الجودة في الأداء والإنجاز مع التركيز على العمليات الاستثمارية المالية لتحقيق<br />
أعلى العوائد الممكنة.<br />
وقد بلغ عدد مشروعات المؤسسة في عام ٢٠٠٥م خمسة مشاريع تضم ١٢٩٤<br />
وحدة سكنية مع ما يلحقها من مرافق تعليمية وصحية واجتماعية، وتهدف الخطة<br />
الاستراتيجية للمؤسسة إلى بناء ٧٠٠٠ وحدة سكنية ضمن مجمعات سكنية<br />
يستفيد منها نحو ٤٩ ألف مواطن ومواطنة.<br />
»æWƒdG …ÒÿG ¥hóæ°üdG<br />
أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد االله بن عبد العزيز لبعض الأحياء<br />
الفقيرة في مدينة الرياض إلى إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة <strong>الفقر</strong> والذي تم تغيير<br />
مسماه إلى الصندوق الخيري الوطني، ويرأسه وزير الشؤون الاجتماعية، ويقوم<br />
الصندوق على الحد من مشكلة <strong>الفقر</strong> بأساليب غير تقليدية لا تعتمد على الصرف<br />
١٢١
المادي والعيني، ولكن من خلال إيجاد فرص العمل وانخراط المواطنين في ما يقدرون<br />
عليه من أعمال منتجة على مستوى الأفراد والأسرة (٢٥٥) .<br />
ويتم تمويل الصندوق من عدة مصادر أهمها:<br />
˚ ما تخصصه الدولة من مبالغ أو إعانات مالية وعينية.<br />
˚ الأوقاف والتبرعات العينية والمادية، والصدقات والزكوات التي تدفع مباشرة من<br />
الأفراد والمؤسسات والشركات.<br />
˚ العوائد المالية التي يحصل عليها الصندوق من استثمار أصوله وممتلكاته.<br />
±Gó```gC’G<br />
˚ إصلاح الأحوال الاجتماعية للمحتاجين من خلال دعم المشاريع التنموية.<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
˚ دعم البرامج الهادفة لتنمية قدرات ومهارات <strong>الفقر</strong>اء.<br />
˚ تقديم القروض الحسنة للمحتاجين القادرين على العمل لإقامة مشروعات<br />
استثمارية صغيرة.<br />
˚ الإسهام في تنمية قدرات المحتاج من خلال التوجيه والتدريب وفي إيجاد فرص<br />
عمل للعاطلين عن العمل كليا ً أو جزئيا ً.<br />
˚ تطوير برامج الأسر المنتجة الموجهة لفئة المحتاجين ودعمها.<br />
˚ رفع مستوى الوعي لدى المحتاجين بالفرص التدريبية والوظيفية المتاحة والمناسبة<br />
لقدراتهم.<br />
˚ تنمية المشاركة الاجتماعية في مجال <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.<br />
˚ مساعدة الجهات اتصة في التعرف على احتياجات المحتاجين من الخدمات<br />
الصحية والتعليمية والإسكانية والاجتماعية،<br />
˚ تفعيل دور الجهات الخيرية في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.<br />
١٢٢
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
è``eGô`Ñ`dG<br />
هنالك خمسة برامج روعي فيها التنوع والشمولية لكافة شرائح اتمع وهي:<br />
˚ برنامج التوعية والتوجيه<br />
يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الفئات المستهدفة بمشكلات <strong>الفقر</strong> وأسبابها<br />
وأبعادها وآثارها على الفرد واتمع، وطرق الوقاية منها ومعالجتها ورفع بعض المهارات<br />
الاقتصادية لديهم كمفهوم الاستهلاك والادخار وغير ذلك وفق رؤية شاملة وخطة<br />
مدروسة.<br />
˚ برنامج المشروعات الصغيرة<br />
يعمل على استثمار طاقات <strong>الفقر</strong>اء وتوظيفها لمساعدتهم حتى يصبحوا<br />
مساهمين في تطوير أنفسهم وأسرهم من خلال دعم وتشجيع ورعاية المشاريع<br />
الصغيرة الموجهة للفئات الفقيرة وذلك بتقديم الدعم الفني والمالي وتسهيل (القرض<br />
الحسن) والتدريب والمساعدة على حل العقبات التي قد تعترض هذه المشاريع، كذلك<br />
طرح الفرص الاستثمارية المناسبة لكل منطقة ولكل مستفيد.<br />
˚ برنامج الأسرة المنتجة<br />
يقوم على توظيف قدرات أفراد الأسرة المحتاجة بهدف مساعدتها على إعالة نفسها<br />
وإخراجها من دائرة <strong>الفقر</strong>، ويتولى الصندوق دعم ورعاية المشاريع المنزلية الموجهة<br />
لمثل هذه الفئات بتقديم الدعم الفني وتسهيل التمويل (القرض الحسن) والتدريب<br />
والمساعدة في تذليل العقبات التي قد تعترض مثل هذه المشاريع، وقد تجاوزت القروض<br />
٣٤٠ قرضا ً في هذا البرنامج.<br />
˚ برنامج التوظيف<br />
ويسعى إلى مساعدة توظيف أبناء <strong>الفقر</strong>اء بالوظائف المناسبة لهم في المناطق<br />
التي يعيشون فيها وذلك بجمع المعلومات عن الوظائف المطروحة في سوق العمل.<br />
١٢٣
˚ برنامج المنح التعليمية والتدريبية<br />
يعمل على رفع المستوى التعليمي للفقير ومهاراته وقدراته من خلال برامج التعليم<br />
والتدريب الموجهة للتوظيف انطلاقا ً من حاجة سوق العمل، ويقوم البرنامج على<br />
تأهيل الفقير القادر والراغب في العمل من خلال مجموعة من البرامج التعليمية<br />
والتدريبية وإكساب المتدرب المعارف والمهارات اللازمة للبدء في العمل الملائم، وقد وصل<br />
عدد المتدربين فيها ١٠٨ شاب من أبناء الأسر المتدنية الدخل.<br />
ô`≤`Ø`dG ôgÉe<br />
<strong>الفقر</strong> في المملكة<br />
حققت حركة التحديث في العقود الثلاثة الماضية التنمية الشاملة والمتسارعة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
للمملكة إلى جانب نقلة نوعية من التقدم والتحضر في االات الاجتماعية<br />
والاقتصادية والثقافية والعمرانية تركت آثارا ً إيجابية واضحة وملموسة على البنى<br />
اتمعية والشخصية في جوانب متعددة، إلا أنه ترتب عليها من جهة أخرى بروز<br />
العديد من الظواهر والمشكلات الاجتماعية على فئات من اتمع بدرجات متفاوتة.<br />
من ضمن تلك الظواهر والمشكلات ما لوحظ في السنوات الأخيرة من وجود للفقر في<br />
اتمع لأسباب عديدة دولية ومحلية وشخصية وغيرها.<br />
وكان <strong>الفقر</strong> في السابق يعم اتمع المحلي أو اتمع الريفي أو اتمع القبلي أو<br />
مجتمع الجيرة في المدن الصغيرة بشكل عام. ولا يتضح فيه فقر أي فرد من أفراد الأسرة<br />
على حساب الأفراد الآخرين وذلك لانتمائهم في الغالب تمعات متجانسة ومن شأن<br />
التجانس وطبيعته تحقيق التوافق والتجاوب والتآزر وكافة صور التعاون التي تحدث<br />
شعورا ً بالأمن الاجتماعي والمشاركات الوجدانية في مختلف المناسبات الاجتماعية،<br />
كذلك كان للنظام الغالب على الأسرة وهو نظام الأسرة المركبة أو الممتدة (والتي<br />
١٢٤
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
تضم الجدود والأبناء من الذكور المتزوجين وصغارهم) دور في تغطية الفروقات وإشباع<br />
الاحتياجات وحل المشكلات الخاصة بأفراد الأسرة حيث كانت المصلحة الجماعية هي<br />
السائدة والغالبة على المصلحة الفردية (٢٥٦) .<br />
وبعد التغيرات الحضارية الشاملة السريعة التي شهدها اتمع السعودي حدثت<br />
تطورات كبيرة وسريعة لأغلب أجهزة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية<br />
والإسكانية وغيرها، وتفتت الأسرة الكبيرة أو الممتدة إلى أسر صغيرة، حيث اقتضت<br />
حتمية التحول من نمط الحياة التقليدي إلى النمط الحديث أن يتقلص دور تلك الأسر<br />
الممتدة وتلك المساندة القبلية والعشائرية وتحل الدولة محلها، ووجدت المؤسسات<br />
الاجتماعية اتلفة التي تعمل على تلبية حاجات الأفراد وفرضت هذه التحولات تنظيم<br />
برامج ضخمة وشبكات أمان متعددة من قبل الدولة والهيئات الأهلية اتلفة<br />
ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن <strong>الفقر</strong> في المملكة، إلا أن دراسة عن <strong>الفقر</strong><br />
في المملكة صدرت عام ٢٠٠٥م، رصدت عددا ً من المؤشرات تدل على أن مشكلة <strong>الفقر</strong><br />
بالمملكة كبيرة، ومن أبرز ملامحها ما يلي (٢٥٧) :<br />
˚ البطالة: رغم الافتقاد إلى بيانات دقيقة، فإن تقريرا ً لمصلحة الإحصاءات العامة<br />
في المملكة في عام ٢٠٠٥م يشير إلى أن نسبة البطالة تمثل ٨٫٥٪ من إجمالي<br />
قوة العمل الوطنية، فيما ترفع المصادر الدولية هذه النسبة إلى ١٢٪، أي وجود ما<br />
يقرب من مليون عاطل عن العمل من إجمالي القوى العاملة، بل إن مصادر أخرى<br />
تشير إلى أن نسبة البطالة تتراوح بين ١٥٪ إلى أكثر من ٢٠٪.<br />
˚ ارتفاع عدد المتقاعدين ممن يتقاضون معاشات محدودة: فعلى سبيل المثال<br />
تشير إحصاءات مصلحة معاشات التقاعد إلى أن ٦٠٪ من مشتركي القطاع<br />
العسكري تقل رواتبهم الشهرية عن ٣ آلاف ريال سعودي. وقد أظهرت إحدى<br />
١٢٥
الدراسات أن غالبية عينة البحث من المتقاعدين أكدوا أن المعاش التقاعدي غير<br />
كاف لتلبية احتياجات الأسرة. كما أظهرت دراسة ميدانية أخرى أن ٤٠٪ من<br />
المتقاعدين في المملكة لا يملكون مسكنا ً خاصا ً بهم، كما أن نسبة ٥٨٪ منهم<br />
يعيشون في بيوت شعبية أو شقق.<br />
˚ ضعف معاشات الضمان الاجتماعي السنوية التي يتقاضاها المستفيدون: والتي<br />
تتراوح ما بين ٥٫٤٠٠ ريال للفرد العائل، ومبلغ ١٦٫٧٠٠ ريال للأسرة المكونة من<br />
سبعة أفراد. يضاف إلى ذلك ضعف مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل،<br />
حيث تقدر نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة بأقل من ٦٪.<br />
˚ انخفاض القدرة الشرائية للفرد والأسرة: فارتفاع تكلفة المعيشة في المملكة<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
مقرونا ً بثبات الأجور في القطاع العام الذي يمثل الموظف الأول للقوى العاملة<br />
الوطنية؛ أدى إلى مواجهة كثير من الأسر صعوبات في تأمين احتياجاتهم.<br />
˚ ارتفاع نسبة الفئة المستهلكة في المملكة: فإذا عرفنا أن هناك فئات في اتمع<br />
غير منتجة - كفئة صغار السن الذين تبلغ أعمارهم ١٦ سنة فأقل، وفئة القوى<br />
غير العاملة من البالغين، وهاتان الفئتان تشكلان ٧٥٪ من السكان، بينما تبلغ<br />
الفئة المنتجة ٢٥٪، وإذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم من<br />
أصحاب الدخول المتدنية، يمكن إدراك حجم مشكلة <strong>الفقر</strong> في المملكة.<br />
وإن لم تحدد الدراسة نسبة <strong>الفقر</strong> في المملكة إلا إنها وضعت مقاييس للفقر وفقا ً<br />
لظروف اتمع السعودي، فأشارت إلى أن خط <strong>الفقر</strong> للمواطن السعودي يبلغ ١٫١٢٠<br />
ريالا ً بالشهر، بدون تكلفة أجرة المنزل، في حين يبلغ خط الكفاف ١٫٦٦٠ ريالا ً في الشهر.<br />
مع العلم بأن متوسط الأجرة السنوية لشقة صغيرة صالحة للسكن في أي مدينة<br />
في المملكة لن يقل عن ٦٫٥٠٠ ريال للفرد، و ١٠٫٥٠٠ريال للأسرة المكونة من فردين،<br />
١٢٦
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
و ١١٫٠٠٠ ريال بالنسبة لثلاثة أفراد، و ١٢٫٠٠٠ ريال للأسرة المكونة من أربعة أفراد أو<br />
أكثر. كما تشير الدراسة إلى أن مبلغ خط <strong>الفقر</strong> غير كاف لشراء المواد الاستهلاكية<br />
الضرورية ولدفع قيمة الخدمات من كهرباء وماء وهاتف وغيرها (٢٥٨) .<br />
وقد أشار تقرير لصحيفة الرياض في ٢٤ مايو ٢٠٠٥م إلى أن وزارة الإشغال العامة<br />
والإسكان قامت قبل خمس سنوات بمسح ميداني شمل ثماني مدن رئيسة؛ هي<br />
مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والظهران، والخبر، وأبها، لدراسة الأحوال<br />
المعيشية للأسر السعودية اتضح من خلاله أن ٥١٪ من الأسر السعودية لا يوجد<br />
لديها دخل ثابت، بينما نسبة ٤٠٪ لا يزيد دخلها الشهري على ٦ آلاف ريال، في حين<br />
يرتفع الدخل إلى حدود مفتوحة لدى ٩٪ من الأسر السعودية (٢٥٨) .<br />
AÉ`°ùædG ô`≤`a<br />
حيث حظيت قضايا المرأة ومشكلاتها بشكل عام والمرأة الفقيرة على وجه<br />
الخصوص باهتمام من جانب الحكومات ومنظمات اتمع المدني على المستوى العالمي،<br />
لكونهن يشكلن أغلب الحالات المتقدمة للجمعيات والمكاتب الخيرية والضمان<br />
الاجتماعي وغيرها من مراكز ومصادر المساعدات والإعانات الاجتماعية.<br />
وفي اتمع السعودي هناك العديد من الدراسات حول أوضاع المرأة وقضاياها بشكل<br />
عام في اتمع الحديث من حيث التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية<br />
وتأثيرات ذلك على حياتها الزوجية والأسرية وعلى تنمية البلاد، ولكن تقل إن لم تنعدم<br />
الدراسات والأبحاث عن المرأة الفقيرة وما ينتج عن فقرها من مشكلات اجتماعية على<br />
مختلف الأصعدة ذات تأثيرات سلبية على حياة اتمع المعيشية والتنموية (٢٥٦) .<br />
ولم يكن لفقر المرأة بصفته المفردة خصوصيته البارزة للعيان قبل التغيرات<br />
الاقتصادية الحديثة للمجتمع السعودي منذ استقرار الأحوال السياسية واكتشاف<br />
١٢٧
النفط وما لحق به من تطورات وتغيرات في البيئة الاجتماعية للمجتمع من عادات<br />
وتقاليد وقيم وأنماط سلوكية ووسائل معيشية، واستطاعت المرأة التي استفادت من<br />
فرص التعليم والعمل المتاح أن تساند نفسها إلى حد ما في حال الأزمات الاقتصادية<br />
والاجتماعية، ولكن بقيت المرأة الفقيرة غير المتعلمة في البيئة البدوية والريفية<br />
متضررة من فقدانها للدور الذي كانت تلعبه في الإنتاج بصورته التقليدية في فترة ما<br />
قبل التغيرات الحديثة في حال مواجهتها للأزمات الاقتصادية والاجتماعية اتلفة.<br />
ومن أهم مؤشرات وقع <strong>الفقر</strong> على كاهل المرأة أكثر من وقعه على كاهل الرجل في<br />
اتمع السعودي زيادة أعداد النساء المستفيدات من مخصصات الضمان الاجتماعي<br />
سواء المعاشات أو المساعدات الاجتماعية على الرغم من أن التقارير السنوية لمكاتب<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الضمان الاجتماعي تبين أن الإنفاق على الرجال أكثر من الإنفاق على النساء ولكن<br />
عددا ً من الشواهد تدل على عكس ذلك، منها على سبيل المثال (٢٥٦) :<br />
˚ المرأة من أكثر الفئات المنصوص على استحقاقها صصات الضمان الاجتماعي<br />
بصفتها أرملة أو مطلقة أو مهجورة أو متزوجة لا عائل لها أو زوجة سجين أو<br />
غير ذلك.<br />
˚ تزايد أعداد النساء المستفيدات من مخصصات الضمان الاجتماعية والمتقدمات<br />
لطلب الإعانة قياسا ً على أعداد الرجال.<br />
˚ تبدو المبالغ اصصة للرجال من قبل الضمان الاجتماعي والتي أكثر من المبالغ<br />
اصصة للنساء في التقارير السنوية لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بسبب<br />
زيادة حجم أسرة الرجل الذي يستطيع الجمع بين أربع زوجات وأطفاله منهن (وقد<br />
تكون أعمارهم متقاربة جدا ً) في وقت واحد. هذا بينما يحسب للمرأة أولادها<br />
من زوجها المتوفي أو طليقها حتى يبلغوا من العمر ١٨ سنة، ثم يصبحوا حالات<br />
استحقاق منفصلة عن والدتهم.<br />
١٢٨
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
˚ دلت تقارير أغلب الجمعيات الخيرية الرجالية والنسائية على أن النساء والأيتام<br />
هم أكثر الفئات المستفيدة من مساعدات وإعانات تلك الجمعيات لما تحتاجه المرأة<br />
بشكل دائم من الإنفاق على صغارها وتحمل عبء مسؤولياتهم في حال ترملها<br />
أو طلاقها أو هجرها.<br />
ولعل التدخل الملائم لتخفيف حالة فقر المرأة في اتمع السعودي ينبغي أن يسير<br />
في اتجاهين مهمين؛ اتجاه بعيد المدى من خلال خطط التنمية الوطنية، واتجاه قصير<br />
المدى من خلال خطط متوسطة وقصيرة؛ أي (٢٥٦) :<br />
˚ تنظيم برامج مكثفة لتوعية المرأة بحقوقها الشرعية وواجباتها تجاه نفسها<br />
وأسرتها ومجتمعها من خلال المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية ووسائل<br />
الإعلام اتلفة.<br />
˚ تنظيم برامج مكثفة لتوعية المرأة بمسؤوليتها الأسرية والوطنية وأهمية دورها<br />
في تنمية وتطور بلادها.<br />
˚ تبني برامج تدريب حكومية وأهلية تتوافق مع احتياجات سوق العمل لتدريب<br />
النساء على مجالات عمل جديدة ونافعة كالتدريب الفني للتشغيل والصيانة<br />
لتنتفع بها وتنفع المؤسسات النسائية.<br />
˚ تنمية روح المبادرة لدى الشرائح الفقيرة بشتى الوسائل من خلال دعم المشروعات<br />
الصغيرة وإيجاد فرص عمل ذاتية لهم تحولهم إلى قوى منتجة بالقروض الميسرة<br />
الحسنة من البنوك والجمعيات والمؤسسات الخاصة.<br />
˚ التخفيف من تيار الهجرة للمدن الكبيرة من خلال الاهتمام بالمشاريع الصغيرة<br />
في القرى والهجر خاصة المشاريع الزراعية والحيوانية والصناعات الغذائية<br />
والتقليدية وما إلى ذلك.<br />
˚ الاهتمام بالمراكز الاستشارية الأسرية لتوعية المقبلين على الزواج بمسؤولياتهم<br />
١٢٩
المشتركة ولدعم المتزوجين ومساندتهم في حال مشكلاتهم وتعاملاتهم مع<br />
أبنائهم وأسرهم والآخرين.<br />
˚ العناية بالفئات الخاصة من المسنات وذوات الاحتياجات الخاصة ومساندتهن<br />
والاهتمام باحتياجاتهن ومشكلاتهن وتنظيم الخدمات والبرامج التي يمكن أن<br />
يستفدن منها.<br />
êÉ```à``fE’G á``aÉ``≤`K<br />
جهود القضاء على <strong>الفقر</strong><br />
برنامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة برنامج ايجابي، إلا أن فكرة التمويل<br />
ليست حجر الزاوية في بناء اتمع المنتج، فالتمويل وإن كان يمثل البداية لكل مشروع<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
تنموي إلا أن بناء ثقافة الإنتاج هي الأساس الذي يجب البدء منه. وهذا الأمر يتعلق<br />
بالتعليم؛ ففي الواقع أن التعليم لا يصنع أي ثقافة إنتاجية لدى الطلاب، حيث أن كل<br />
المناهج مبنية على التوقع بأن جميع أفراد اتمع يجب أن يكملوا دراستهم الجامعية<br />
وإلا لن يستطيعوا العمل لأن التعليم غير مبني على تطوير المهارات العملية لدى<br />
الطالب، فلا يوجد ورش عمل ولا منهج مهني واضح؛ حتى أن الطالب يتخرج من<br />
المرحلة الثانوية دون أن يتأهل للقيام بأي عمل مهني مجزي. هذا بينما المفترض هو<br />
أن يتطور منهج التعليم ليقدم للمجتمع أفرادا ً منتجين في كل مرحلة من مراحل<br />
التعليم، خاصة تلك المراحل التي يحتمل أن ينقطعوا بعدها عن متابعة الدراسة.<br />
هذه المنهجية التعليمية قاصرة، ثقافة الإنتاج لا تتشكل لدى الشباب دون خلق وعي<br />
بقيمة العمل نفسه بل والصبر عليه.<br />
إلا أن هناك برامج مهنية تقدمها شركات كبرى في المملكة حققت نجاحا ً كبيرا ً،<br />
يمكن الاستفادة منها في تطوير آليات عمل صندوق <strong>الفقر</strong>، لأن بعض المشاريع<br />
التمويلية لا تشجع <strong>الفقر</strong>اء بقدر ما تشجع من سيرد القروض المقدمة، وهو أمر لا تلام<br />
١٣٠
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
عليه الجهات التمويلية، طالما تقدم الدولة الدعم السخي والدائم لصناديق تمويلية؛<br />
فصندوق <strong>الفقر</strong> تمويلي وصندوق الموارد البشرية تمويلي هو الآخر؛ مما يحتم أن يكون هذا<br />
التمويل في مكانه الصحيح من أجل بناء مجتمع منتج (٢١٧) .<br />
عموما ً، فإن معالجة <strong>الفقر</strong> تتطلب عملا ً تخطيطيا ً شفافا ً ومراجعة دائمة لثقافة<br />
اتمع والتحولات التي تحدث فيه، إذ أنه يستحيل معالجة قضية ثقافية مثل <strong>الفقر</strong><br />
من خلال مجرد مساعدة <strong>الفقر</strong>اء، بل يجب أن يكون هناك برامج تعليمية تقدم الخبرة<br />
العملية للاعتماد على الذات؛ ولن يكون ذلك مجرد تقديم المساعدة ورصد الميزانيات<br />
الكبيرة لصندوق <strong>الفقر</strong>، وإن كان توفر التمويل مهما ً وأساسيا ً، إلا أن الأهم هو وجود<br />
مشاريع واضحة لبناء ثقافة الإنتاج لدى <strong>الفقر</strong>اء (٢١٧) .<br />
IÒ¨°üdG jQÉ°ûŸG πjƒ“ äÉ°ù°SDƒe<br />
توجد مؤسسات إسلامية وخليجية وعربية وعالمية لتمويل المشاريع الصغيرة<br />
حكومية وأهلية غير ربحية، وقد تشترط أن تقدم التمويل لبرامج منظمات وطنية<br />
محلية ولا يستطيع الأفراد الانتفاع منها مباشرة. ومثال لبعض منظمات التمويل<br />
الأصغر: منظمة العمل العربية، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الخليج العربي لدعم<br />
منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، والبنك الإسلامي للتنمية. وتوجد مؤسسات تدريبية<br />
متخصصة عالمية وعربية لتدريب جميع أطراف برامج تمويل المشاريع الصغيرة من<br />
مؤسسات التمويل وطالب القرض لتمويل مشروعه الصغير، مثل الأكاديمية العربية<br />
للعلوم المصرفية في الأردن، وفيها مركز متخصص للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.<br />
كما توجد مراكز متخصصة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة في الغرف التجارية<br />
الصناعية في المملكة ومجالس الغرف التجارية التي تقدم الدراسات والاستشارات<br />
والفرص الاستثمارية المتوافرة في السوق لإنشاء المشاريع الصغيرة. أما المؤسسات<br />
التي تمول المشاريع الصغيرة في المملكة العربية السعودية فلا تتعدى عدد أصابع اليد<br />
الواحدة (٢٥٩) .<br />
١٣١
…Oƒ©°ùdG á«YÉæ°üdG ᫪æàdG ¥hóæ°U<br />
يشارك صندوق التنمية الصناعية السعودي بفعالية في تحقيق أهداف وسياسات<br />
برامج التنمية الصناعية بالمملكة العربية السعودية وذلك من خلال تقديم الدعم<br />
المالي على شكل قروض ميسرة للاستثمارات الصناعية مع توفير الاستشارات الفنية<br />
والإدارية والمالية والتسويقية للمشاريع المقترضة مما يسهم في رفع مستوى أداء هذه<br />
المشاريع ويساعدها في التغلب على المشاكل التي تواجهها (٢٦٠) .<br />
ádÉØc èeÉfôH<br />
تم تأسيس برنامج كفالة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرض التغلب<br />
على معوقات تمويل تلك المنشآت ادية اقتصاديا ً، ولكن ليس لها القدرة على تقديم<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الضمانات المطلوبة لجهات التمويل، ولتغطية نسبة من مخاطر البنوك في حالة<br />
إخفاق المقترض الصغير في سداد التمويل أو جزء منه، ولتشجيع البنوك على تمويل<br />
المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك مقومات النجاح ولكن لا يمكنها تقديم<br />
الضمان اللازم أو السجلات المحاسبية التي تثبت أهليتها للحصول على التمويل. وقد<br />
تم تأسيس البرنامج بمشاركة كل من وزارة المالية وعشرة بنوك محلية، ومن المتوقع أن<br />
يحقق هذا البرنامج النتائج التالية:<br />
˚ زيادة عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة.<br />
˚ زيادة نشاط المشروعات القائمة مما يؤدي إلى زيادة كفاءة ومستوى التشغيل.<br />
˚ امتصاص فائض السيولة لدى الجهاز المصرفي وتوجيهه للمشروعات الصغيرة<br />
والمتوسطة عن طريق زيادة الجدارة الائتمانية لهذه المشروعات.<br />
˚ جذب شريحة من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي لم تعتاد على<br />
التعامل مع البنوك للتعامل مع الجهاز المصرفي.<br />
١٣٢
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
á`jƒ`Ä`ŸG ¥hó`æ`°U<br />
هو مؤسسة حكومية غير ربحية أنشئت لتسد جزءا ً من الفجوة بين امتلاك<br />
الشباب لأفكار مشروعات وبين قلة المؤسسات التمويلية في المملكة، بأمر ملكي في<br />
تاريخ ١٤٢٥/٥/٢٠ه الموافق يوليو ٢٠٠٤م، وبمساندة رجال الأعمال السعوديين بهدف<br />
مساعدة الشباب السعودي من الذكور والإناث على تحقيق استقلال اقتصادي من<br />
خلال إقامة مشاريع خاصة تكفل توظيف أنفسهم وغيرهم من المواطنين (٢٦١) .<br />
أهداف الصندوق<br />
˚ المساعدة في إيجاد فرص عمل.<br />
˚ مساعدة الاقتصاد المحلي على النمو من خلال إقامة مشاريع منتجة.<br />
˚ زيادة فرص نجاح المشاريع من خلال آلية التمويل والتدريب والإرشاد.<br />
˚ تنمية ودعم الأفكار الخلاقة في محيط الأعمال.<br />
خدمات الصندوق الرئيسة<br />
˚ التمويل الكلي أو الجزئي للمشروع.<br />
˚ خدمات الإرشاد.<br />
˚ تسهيل الإجراءات الحكومية اتلفة.<br />
خدمات الصندوق المساندة<br />
إلى جانب الخدمات الأساسية يقوم الصندوق بتقديم الخدمات المساندة التالية:<br />
˚ التدريب.<br />
˚ الخدمات البنكية والتأمينية.<br />
˚ خدمات الحاسب الآلي والاتصالات.<br />
١٣٣
˚ الخدمات التسويقية والعلاقات العامة.<br />
˚ الخصومات والتسهيلات عند شراء لوازم الإنتاج.<br />
ªàéŸG áeóÿ π«ªL ∞«£∏dG óÑY èeGôH<br />
IÒ¨°üdG jQÉ°ûŸGh äÉ°ù°SDƒŸG ºYód π«ªL ∞«£∏dGóÑY ¥hóæ°U<br />
يستهدف البرنامج توسيع دائرة المستفيدين من برامج الدعم التي تقدمها برامج<br />
عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع، والتوجه نحو شريحة أكبر من الشباب والشابات<br />
السعوديين الجادين في تطوير ذاتهم والذين لديهم طموح في إقامة مشروعات صغيرة<br />
ويفتقروا في ذات الوقت إلى مصادر الدعم اللازمة للبدء فيها، ومساندتهم إداريا ً في<br />
إقامة هذه المشروعات (٢٦٢) .<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
الأهداف<br />
˚ إتاحة فرصة أكبر لنمو قاعدة جديدة من صغار رجال الأعمال السعوديين وتوسيع<br />
مساحة تواجدهم في أنشطة الاقتصاد الوطني.<br />
˚ تشجيع قيام مشاريع صناعية صغيرة حرفية وخدمية، تكون دعامة ومغذية لما<br />
هو قائم من صناعات كبيرة.<br />
˚ توفير فرص العمل الحقيقة والمتجددة للشباب والشابات السعودي.<br />
المزايا<br />
˚ تقديم دعم للمشروع في حدود ١٠٠٫٠٠٠ ريال سعودي.<br />
˚ المساعدة في اختيار الكفاءات العاملة بالمشروع وفقا ً لاختبارات ومعايير إدارية<br />
متعارف عليها.<br />
˚ المتابعة والإشراف على أداء العاملين على رأس العمل خلال العام الأول<br />
للمشروع.<br />
١٣٤
á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />
˚ يبدأ استرجاع مبلغ الدعم المالي بعد - ٣ ٦ أشهر من بدء عمل المشروع، على أن<br />
يسدد كامل المبلغ خلال فترة ٣ سنوات على أقساط ميسرة شهريا ً.<br />
˚ تقوم الشركة بالمساعدة في تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، بعد<br />
إقراره من قبل اللجنة الاستشارية للبرنامج.<br />
الأقسام<br />
˚ صندوق تمويل المشاريع الصغيرة<br />
˚ برنامج عبد اللطيف جميل لتمليك سيارات الأجرة<br />
˚ برنامج عبد اللطيف جميل لتمليك سيارات النقل<br />
˚ برنامج عبد اللطيف جميل - جرامين للأسر المنتجة<br />
˚ الامتياز التجاري<br />
˚ حاضنات الأعمال<br />
ô≤ØdG áëaÉμŸ π«ªL ∞«£∏dG óÑY πª©e<br />
أنشئ معمل عبد اللطيف جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>؛ والذي يحمل شعار «ترجمة<br />
البحث إلى عمل» Lab) (Abdul Latif Jameel Poverty Action في يونيو عام ٢٠٠٣م،<br />
كواحد من المراكز العلمية التابعة لقسم الاقتصاد في معهد ماسشوستس للتقنية<br />
،(MIT) ويرأس المعمل الدكتورة إستر دوفلو Duflo) (Esther أستاذ كرسي عبد اللطيف<br />
جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> والتنمية الاقتصادية.<br />
والمعمل يمثل نقطة إشعاع لبحوث التنمية و<strong>الفقر</strong> بهدف تحسين فاعلية برامج<br />
<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> بتزويد صناع القرار بالنتائج العلمية التي تشكل السياسات الناجحة<br />
في محاربة <strong>الفقر</strong>. ويتعاون مع المنظمات غير الحكومية والعالمية وغيرها لتقييم البرامج<br />
١٣٥
ونشر نتائج البحوث القيمة في المواضيع المتنوعة مثل رفع معدل انتظام الفتيات في<br />
المدارس، وتحسين إنتاج المزارعين في أفريقيا، والحد من التحيز في الوظائف في الولايات<br />
المتحدة الأمريكية، ودور النساء السياسي في الهند. وينتهج المعمل في تقييم فاعلية<br />
برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> نفس الطرق المتبعة في دراسة فاعلية الأدوية (٢٦٣-٢٦٤) .<br />
ومؤخرا ً أطلق المعمل مسابقة «تحدي محمد يونس» لابتكار الأفكار الجديدة والتي<br />
تهدف إلى التخفيف من أعباء <strong>الفقر</strong>، والتحدي المطروح للعام الأول هو «زيادة الالتزام<br />
بتناول العقاقير المضادة لمرض السل في اتمعات الريفية في الدول النامية»، حيث<br />
سيتم تشجيع طلاب معهد ماساشوستس للتكنولوجيا على وضع أساليب فردية،<br />
وإنشاء فرق تتكون من أعضاء من ذوي التخصصات اتلفة لمعالجة هذا التحدي، من<br />
á````«```fhô````à```µ``dE’G äÉ`````©````eÉ``````é``dG<br />
خلال المنح الدراسية من الخدمة العامة ومسابقة Competition) (MIT IDEAS ومن<br />
خلال برنامج Course) .(D-Lab Service Learning والفريق الفائز هو الفريق الذي<br />
سيقدم أفضل الحلول للمشكلة موضوع المسابقة.<br />
وسوف يركز التحدي في كل عام على مشكلة جديدة من المشكلات التي تواجهها<br />
بعض أفقر اتمعات في العالم في محاولة لجعل تلك المشكلات تحتل مكان الصدارة<br />
في اهتمامات وأولويات مجتمع الباحثين الأكاديميين، كما أن التحديات المستقبلية<br />
سوف تنبني وتتخذ شكلها ومضمونها بناء على ما توحي به الشراكات المتنامية<br />
بين مؤسسات الدول النامية من جهة، وأجزاء من مجتمع معهد ماساشوستس<br />
للتكنولوجيا من جهة ثانية، بما في ذلك مختبر عبد اللطيف جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />
والمبادرة التنموية الدولية (٢٦٥) .<br />
١٣٦
. . ¢SOÉ°ùdG π°üØdG<br />
١٣٧
١٣٨<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e
```````````LGô``````````ª`dG<br />
حنفي، ولاء، قمة عالمية ضد الجوع، إسلام أون لاين (٢٠٠٤/٩/٢٠م).<br />
http://www.islamonline.net/arabic/economics/2004/09/article12.shtml<br />
Sundberg, Mark, Bourguignon, François, Gelb, Alan and<br />
Berg, Andy, The Third Annual Global Monitoring Report on the<br />
Millennium Development Goals (MDGs): Strengthening Mutual<br />
Accountability – Aid, Trade and Governance, The World Bank and<br />
the International Monetary Fund (April 20, 2006).<br />
U.S. Census Bureau News, American Community Survey: Income Stable,<br />
Poverty Up, Numbers of Americans With and Without Health Insurance<br />
Rise. Census Bureau Reports; News Release # CB04144-; Department of<br />
Commerce, Washington D.C. (THURSDAY, AUG. 26, 2004).<br />
Siddiqi, Samana, Statistics on Poverty & Food Wastage in America:<br />
Poverty in America? One of the Richest Countries in the World?<br />
Sound Vision Foundation, Inc.; Bridgeview, IL, USA (2006).<br />
U.S. Deptartment of Agriculture, Household Food Security in the<br />
United States, 2000 (March 2002).<br />
Prinz, Patricia, Sleep, Appetite, and Obesity—What Is the Link?<br />
PLoS Med., 1(3): e61 (2004).<br />
UN. Food Watch, Setback in the War Against Hunger, UN Chronicle,<br />
4:66 (2003).<br />
Wikipedia, Hunger, Wikipedia, The Free Encyclopedia (23 July 2006).<br />
Sen, Amartya, Collective Choice and Social Welfare, San Francisco,<br />
Holden-Day (1970).<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
١٣٩
Sen, Amartya, On Economic Inequality, New York, Norton<br />
(1973).<br />
Sen, Amartya, Poverty and Famines: An Essay on Entitlements and<br />
Deprivation, Oxford, Clarendon Press (1982).<br />
Sen, Amartya, Choice, Welfare and Measurement, Oxford, Basil<br />
Blackwell (1982).<br />
Sen, Amartya, Food Economics and Entitlements, Helsinki, Wider<br />
Working Paper 1 (1986).<br />
Sen, Amartya, On Ethics and Economics, Oxford, Basil Blackwell<br />
(1987).<br />
10<br />
11<br />
12<br />
<strong>13</strong><br />
14<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
Drèze, Jean and Sen, Amartya, Hunger and Public Action, Oxford:<br />
Clarendon Press (1989).<br />
Sen, Amartya, More Than 100 Million Women Are Missing, New<br />
York Review of Books (1990).<br />
Sen, Amartya, Inequality Reexamined, Oxford, Oxford University<br />
Press (1992).<br />
Nussbaum, Martha and Sen, Amartya, The Quality of Life, Oxford:<br />
Clarendon Press (1993).<br />
Sen, Amartya, Reason Before Identity (The Romanes Lecture for<br />
1998), Oxford, Oxford University Press (1999).<br />
Sen, Amartya, Development as Freedom, Oxford, Oxford University<br />
Press, Review (1999).<br />
15<br />
16<br />
17<br />
18<br />
19<br />
20<br />
١٤٠
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Sen, Amartya, Rationality and Freedom, Harvard, Harvard Belknap<br />
Press (2002).<br />
Sen, Amartya, The Argumentative Indian, London: Allen Lane,<br />
(2005).<br />
Sen, Amartya, Identity and Violence. The Illusion of Destiny, New<br />
York: W&W Norton.<br />
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حالة انعدام الامن الغذائي في العالم،<br />
رصد التقدم المحرز في اتجاه أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية والأهداف الإنمائية<br />
للألفية (٢٠٠٤م).<br />
WHO, Severe Malnutrition: Report of a Consultation to Review<br />
Current Literature, 6 - 7 September 2004, Nutrition for Health and<br />
Development; World Health Organization (2005).<br />
Lewis, Oscar, The Culture of Poverty, Society, 35 (2):7 (January<br />
1998).<br />
Lewis, Oscar, La Vida: A Puerto Rican Family in the Culture of<br />
Poverty, San Juan and New York, Random House (June 1966).<br />
Lewis, Oscar, Five Families: Mexican Case Studies in the Culture<br />
of Poverty, Harper Collins Publishers (October 1975).<br />
21<br />
22<br />
23<br />
24<br />
25<br />
26<br />
27<br />
28<br />
١٤١<br />
Lewis, Oscar, “The Culture of Poverty”, In: G. Gmelch and W.<br />
Zenner, (eds.), Urban Life, Waveland Press (1966).<br />
Moynihan, Senator and Patrick, Daniel, The Negro Family: The<br />
Case for National Action, U.S. Department of Labor (1965).<br />
Rainwater, Lee and Yancey, William L., The Moynihan Report<br />
29<br />
30<br />
31
and the Politics of Controversy, The MIT Press (April 15, 1967).<br />
Hymowitz, Kay S., The Black Family: 40 Years of Lies: Rejecting<br />
the Moynihan report caused untold, needless misery, City Journal<br />
(Summer 2005).<br />
Grier, Peter and Jonsson Patrik, In war on poverty, early gains<br />
and a long stalemate: LBJ launched a major national battle 40 years<br />
ago this week, The Christian Science Monitor (January 09, 2004).<br />
Wikipedia Contributors, 'War on Poverty', Wikipedia, The Free<br />
Encyclopedia (<strong>13</strong> July 2006).<br />
Goode, Judith and Eames, Edwin, “An Anthropological Critique<br />
of the Culture of Poverty” In: G. Gmelch and W. Zenner, Urban<br />
Life, Waveland Press (1996).<br />
Wikipedia, Culture of Poverty, Wikipedia, The Free Encyclopedia<br />
(19 July 2006).<br />
Wikipedia Contributors, ‘Cycle of Poverty’, Wikipedia, The Free<br />
Encyclopedia (<strong>13</strong> July 2006).<br />
نماء، <strong>الفقر</strong>، إسلام أون لاين، (١٧ أكتوبر ١٩٩٩م).<br />
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/morajaat.asp<br />
ويكيبيديا، فقر، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، (٨ مايو ٢٠٠٦م).<br />
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D981%%D982%%D8%B1<br />
ويكيبيديا، فقير، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، (١٥ يونيو ٢٠٠٦م).<br />
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D981%%D982%%D98%A%D8%B1<br />
32<br />
33<br />
34<br />
35<br />
36<br />
37<br />
38<br />
39<br />
40<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٤٢
```````````LGô``````````ª`dG<br />
خان، سلمان، <strong>الفقر</strong>: مع التنمية الكل أصبح فقيرا ً! إسلام أون لاين؛ (٧ فبراير ٢٠٠٠م).<br />
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mafaheem-16.asp<br />
البنك الدولي للإنشاء والتعمير، مؤشرات التنمية في العالم، مركز معلومات<br />
قراء الشرق الأوسط (ميريك)، صفحة ٦٢ ٦٤ (مارس ٢٠٠٠م).<br />
Wikipedia Contributors, Poverty, Wikipedia, The Free Encyclopedia<br />
(28 July 2006).<br />
Maslow, A. H., A Theory of Human Motivation, Psychological<br />
Review, 50:370-396 (1943).<br />
Maslow, A. H., Motivation and Personality, New York, Harper &<br />
Row (1970).<br />
Wahba, M. A. and Bridwell, L. G., Maslow reconsidered: A review<br />
of research on the need hierarchy theory, Organizational Behavior<br />
and Human Performance, 15:212 - 240 (1976).<br />
Frankl, Viktor, Man’s Search for Meaning, Boston: Beacon Press<br />
(1946).<br />
Goldstein, K., The Organism, New York: American Book Co.<br />
(1939).<br />
Gottsehaldt, K., Gestalt factors and repetition (1926), In Ellis, W.D.<br />
(Ed.) A Source Book of Gestalt Psychology, London: Routledge and<br />
Kegan Paul Ltd. (1938).<br />
Barlow, Allen R., Gestalt Therapy and Gestalt Psychology: Gestaltantecedent<br />
influence or historical accident, The Gestalt Journal,<br />
IV(2); Fall (1981).<br />
41<br />
42<br />
43<br />
44<br />
45<br />
46<br />
47<br />
48<br />
49<br />
50<br />
١٤٣
Maslow, A. H., The expressive component of behavior, Psychological<br />
Review 56:261 - 272 (1949).<br />
Maslow, Abraham H., Religions, Values and Peak Experiences,<br />
Kappa Delta Pi (1964) and The Viking Press; Penguin Books Limited<br />
(1970).<br />
Maslow, Abraham H., The Farther Reaches of Human Nature,<br />
Arkana (Oct 1993).<br />
Maslow, Abraham H., Toward a Psychology of Being, John Wiley<br />
& Sons Inc (1999).<br />
Wilber, Jr. and Kenneth, (Ken) Earl., Integral Spirituality: A<br />
Startling New Role for Religion in the Modern and Postmodern<br />
World, Shambhala (October 3, 2006).<br />
Wilber, Ken., A Theory of Everything: An Integral Vision for<br />
Business, Politics, Science and Spirituality, Shambhala (October<br />
16, 2001).<br />
Wilber, Ken., A Brief History of Everything, Shambhala (February<br />
6, 2001).<br />
Wilber, Ken., Integral Psychology: Consciousness, Spirit,<br />
Psychology, Therapy (May 16, 2000).<br />
Wilber, Ken., No Boundary: Eastern and Western Approaches to<br />
Personal Growth, Shambhala (February 6, 2001).<br />
Wilber, Ken., The Simple Feeling of Being: Embracing Your True<br />
Nature, Shambhala (July <strong>13</strong>, 2004).<br />
51<br />
52<br />
53<br />
54<br />
55<br />
56<br />
57<br />
58<br />
59<br />
60<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٤٤
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Wilber, Ken., One Taste, Shambhala (August 8, 2000).<br />
Wilber, Ken., Sex, Ecology, Spirituality: The Spirit of Evolution,<br />
Shambhala (January 2, 2001).<br />
Wilber, Ken., Grace and Grit: Spirituality and Healing in the Life<br />
and Death of Treya Killam Wilber, Shambhala (February 6, 2001).<br />
Wilber, Ken., Kosmic Consciousness, Sounds True (September<br />
2003).<br />
Alexander, Gary T., and William, James, The Sick Soul, and<br />
the Negative Dimensions of Consciousness: A Partial Critique of<br />
Transpersonal Psychology, Journal of the American Academy of<br />
Religion, XLVIII(2):191 - 206 (1980).<br />
Cowley, Au-Deane S. and Derezotes, David, Transpersonal<br />
Psychology and Social Work Education. Journal of Social Work<br />
Education, 30(1); (1994).<br />
Daniels, M. Shadow, Self, Spirit: Essays in Transpersonal<br />
Psychology, Exeter: Imprint Academic (2005).<br />
Davis, John V., Transpersonal psychology in Taylor, B. and Kaplan,<br />
J., (eds.), The Encyclopedia of Religion and Nature, Bristol, England:<br />
Thoemmes Continuum (2003).<br />
Ellis, Albert, Dangers of Transpersonal Psychology: A Reply To<br />
Ken Wilber, Journal of Counseling & Development, 67(6):336 - 337<br />
(1989).<br />
Grof, Stanislav and Grof, Christina (eds.), Spiritual Emergency:<br />
61<br />
62<br />
63<br />
64<br />
65<br />
66<br />
67<br />
68<br />
69<br />
70<br />
١٤٥
When Personal Transformation Becomes a Crisis. New Consciousness<br />
Reader, Los Angeles: J.P Tarcher (1989).<br />
Kasprow, Mark C. and Scotton, Bruce W., A Review of<br />
Transpersonal Theory and Its Application to the Practice of<br />
Psychotherapy, Journal of Psychotherapy Practice and Research,<br />
8:12 - 23 (January 1999).<br />
Lajoie, D. H. and Shapiro, S. I., Definitions of transpersonal<br />
psychology: The first twenty-three years, Journal of Transpersonal<br />
Psychology, 24; (1992).<br />
Lu FG, Lukoff D and Turner R., Religious or Spiritual Problems, In:<br />
DSM-IV Sourcebook, Vol. 3, Widiger T.A. Frances A.J. Pincus H.A.<br />
et al., (eds.) Washington, D.C.: American Psychiatric Association,<br />
pp:1001 - 1016 (1997).<br />
Lukoff, David, Lu, Francis G. and Turner, Robert P., From<br />
Spiritual Emergency to Spiritual Problem - The Transpersonal Roots<br />
of the New DSM-IV Category, Journal of Humanistic Psychology<br />
38(2):21 - 50 (1998).<br />
Miller, John J., Book Review: Textbook of Transpersonal Psychiatry<br />
and Psychology. Psychiatric Services 49:541 - 542, April 1998.<br />
American Psychiatric Association (1998).<br />
Milstein, Glen, Midlarsky, Elizabeth, Link, Bruce G., Raue,<br />
Patrick J., and Bruce, Martha, Assessing Problems with Religious<br />
Content: A Comparison of Rabbis and Psychologists, Journal of<br />
Nervous & Mental Disease, 188(9):608 - 615 (September 2000).<br />
71<br />
72<br />
73<br />
74<br />
75<br />
76<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٤٦
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Rowan, John, The Transpersonal: Psychotherapy and Counselling,<br />
London: Routledge (1993).<br />
Scotton, Bruce W., Chinen, Allan B. and John R. Battista, Eds.<br />
Textbook of Transpersonal Psychiatry and Psychology, New York:<br />
Basic Books (1996).<br />
Sovatsky, Stuart, Words from the Soul: Time, East/West Spirituality,<br />
and Psychotherapeutic Narrative, New York: State University of<br />
New York Press (SUNY Series in Transpersonal and Humanistic<br />
Psychology) (1998).<br />
Turner, Robert P., Lukoff, David, Barnhouse, Ruth Tiffany and<br />
Lu Francis G., Religious or spiritual problem. A culturally sensitive<br />
diagnostic category in the DSM-IV, Journal of Nervous and Mental<br />
Disease 183(7):435 - 444 (1995).<br />
Walsh, Roger, Psychological Chauvinism and Nuclear Holocaust:<br />
A Response to Albert Ellis and Defense of Non-Rational Emotive<br />
Therapies, Journal of Counseling & Development, 67(6):338<br />
(1989).<br />
Whitney, Edward, Personal Accounts: Mania as Spiritual Emergency,<br />
Psychiatric Services 49:1547 - 1548, American Psychiatric Association<br />
(December 1998).<br />
Wilber, Ken, Let’s Nuke the Transpersonalists: A Response to Albert<br />
Ellis, Journal of Counseling & Development, 67(6):332 (1989).<br />
Bostock, David, Aristotle’s Ethics, Oxford: Oxford University Press<br />
(2000).<br />
77<br />
78<br />
79<br />
80<br />
81<br />
82<br />
83<br />
84<br />
١٤٧
Pais, Abraham, Subtle is the Lord: The Science and the Life of<br />
Albert Einstein, Oxford University Press (November 3, 2005).<br />
مصطلحات قرآنية ) الخصاصة-العيلة-<strong>الفقر</strong>-الإملاق)، الشبكة الإسلامية.<br />
85<br />
86<br />
http://www.islamweb.net/ver2/MainPage/index.php<br />
The World Bank Group, Poverty, Washington, D.C. (2005).<br />
World Bank, World Development Report: Attacking Poverty, New<br />
York: Oxford University Press (2000).<br />
Ravallion, Martin, Poverty Comparisons: A Guide to Concepts and<br />
Methods Living Standards, Measurement Study Working Paper No.<br />
The World Bank, Washington, D.C. (Feb. 1992).<br />
Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Did the World’s<br />
Poorest Fare in the 1990s? Policy Research Working Paper 2409,<br />
World Bank (August 2000).<br />
Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Did the World’s Poor<br />
fare in the 1990s? Review of Income and Wealth 47(3):283- 300<br />
(September 2001).<br />
Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Have the World’s<br />
Poorest Fared Since the Early 1980s? Development Research<br />
Group, World Bank (2005).<br />
Bourguignon, Francois and Morisson, Christian, The Size<br />
Distribution of Income Among World Citizens, 1820 - 1990,<br />
American Economic Review, 92(4):727 - 744 (2002).<br />
Deaton, Angus, Is World Poverty Falling, Finance and Development,<br />
39(2) (2002).<br />
87<br />
88<br />
89<br />
90<br />
91<br />
92<br />
93<br />
94<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٤٨
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Datt, Gaurav and Ravallion, Martin, Growth and Redistribution<br />
Components of Changes in Poverty Measures: A Decomposition<br />
with Applications to Brazil and India in the 1980s, Journal of<br />
Development Economics, 38: 275 - 295 (1992).<br />
Deaton, Angus, Measuring Poverty in a Growing World or<br />
Measuring Growth in a Poor World, Review of Economics and<br />
Statistics (2004).<br />
Foster, James., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of<br />
Decomposable Poverty Measures, Econometrica 52:761 - 765 (1984).<br />
Ravallion, M. and Chen, S., What Can New Survey Data Tell Us<br />
about Recent Changes in Distribution and Poverty? World Bank<br />
Economic Review 11(2):357 - 382 (1997).<br />
Ravallion, M., Datt, G. and van de Walle, D., Quantifying Absolute<br />
Poverty in the Developing World, Review of Income and Wealth<br />
37:345 - 361 (1991).<br />
Sachs, Jeffrey D., The End of Poverty; How we can Make it Happen<br />
in our Lifetime (with a foreword by Bono), Penguin Books (2005).<br />
Atkinson, A. B. and Bourguignon, F., The Comparison of Multi-<br />
Dimensioned Distributions of Economic Status. Review of Economic<br />
Studies, XLIX:183 - 201 (1982).<br />
Bidani, B. and Ravallion, M., How Robust is a Poverty Profile,<br />
World Bank Economic Review 8:75 - 102 (1994).<br />
Goedhart, T., Harberstadt, V., Kapteyn, A. and Van Praag<br />
B.M.S., The poverty line: concept and measurement. Journal of<br />
95<br />
96<br />
97<br />
98<br />
99<br />
100<br />
101<br />
102<br />
103<br />
١٤٩
Human Resources, 12(4):503 - 520 (1977).<br />
Pradhan, M. and Ravallion M., Measuring Poverty Using<br />
Qualitative Perceptions of Welfare, World Bank Policy Research<br />
Working Paper 2011, Washington, D.C. (1998).<br />
Foster, J.E., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of Decomposable<br />
Poverty Indices, Econometrica, 52:761 - 766 (1984).<br />
Hentschel, Jesko and Seshagiri, Radha, The City Poverty<br />
Assessment: A Primer, The World Bank, Washington D.C. (2000).<br />
Ravallion, Martin, Measuring Aggregate Welfare in Developing<br />
Countries: How Well Do National Accounts and Surveys Agree?<br />
Policy Research Working Paper 2665, World Bank: Washington<br />
D.C. (2001).<br />
Ravallion, Martin, Poverty Lines in Theory and Practice, Living<br />
Standards Measurement Study, Working Paper <strong>13</strong>3, World Bank,<br />
Washington D.C. (1998).<br />
Lanjouw, Jean O. and Lanjouw, Peter, Poverty Comparisons with<br />
Noncompatible Data, The World Bank: Washington D.C. (1997).<br />
Lanjouw, Peter and Ravallion, Martin, How Should we Assess<br />
Poverty Using Data from Different Surveys, Poverty Lines<br />
Newsletter, The World Bank: Washington D.C. (September 1996).<br />
Ravallion, Martin, Issues in Measuring and Modeling Poverty,<br />
Economic Journal, 106:<strong>13</strong>28 - <strong>13</strong>44 (1996).<br />
Hentschel, J. and Lanjouw, P., Constructing an Indicator of<br />
104<br />
105<br />
106<br />
107<br />
108<br />
109<br />
110<br />
111<br />
112<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٥٠
Consumption for the Analysis of Poverty, World Bank Living<br />
Standard Measurement Study 124, Washington, D.C. (1996).<br />
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Ravallion, Martin, Poverty Comparisons, Fundamentals of Pure<br />
and Applied Economics, 56, (1994).<br />
Ravallion, Martin, Poverty Comparisons, A Guide to Concepts and<br />
Methods, Living Standards Measurement Study, Working Paper 88,<br />
World Bank, Washington D.C. (1992).<br />
Coudouel, Aline, Hentschel, Jesko and Wodon Quentin, Poverty<br />
Measurement and Analysis, in the PRSP Sourcebook, World Bank,<br />
Washington D.C. (2002).<br />
البنك الدولي للإنشاء والتعمير، تقرير عن التنمية في العالم ٢٠٠٠-٢٠٠١ شن<br />
هجوم على <strong>الفقر</strong>: عرض عام (٢٠٠١م).<br />
Pfeffermann, Guy, The Eight Losers of Globalization, Globalist<br />
(April 19, 2002).<br />
The International Bank for Reconstruction and Development,<br />
World Development Indicators, The World Bank, Washington, D.C.<br />
(2005).<br />
Kenny, Charles, Why are We Worried About Income? Nearly<br />
Everything that Matters is Converging, World Development, 33(1):1<br />
- 19, (January 2005).<br />
Cowell, F., Measuring Inequality, London, Prentice Hall (1995).<br />
Amiel, Y., The Subjective Approach to the Measurement of Income<br />
Inequality; In: Silber, J. (ed.), Income Inequality Measurement:<br />
1<strong>13</strong><br />
114<br />
115<br />
116<br />
117<br />
118<br />
119<br />
120<br />
121<br />
١٥١
From Theory to Practice, Kluwer, Dewenter (1998).<br />
Atkinson, A. B., The Economics of Inequality, Clarendon Press,<br />
Oxford (1983).<br />
Bourguignon, F., Decomposable Income Inequality Measures,<br />
Econometrica, 47:901 - 920 (1979).<br />
Atkinson, A. B., On the Measurement of Inequality, Journal of<br />
Economic Theory, 2:244 - 263 (1970).<br />
Cowell, F. A., Measuring Inequality, Harvester Wheatsheaf, Hemel<br />
Hempstead (1995).<br />
Cowell, F. A., Measurement of Inequality in Atkinson, A.B. and<br />
F. Bourguignon (eds.), Handbook of Income Distribution, North<br />
Holland, Amsterdam (1999).<br />
Dalton, H., The Measurement of the Inequality of Incomes,<br />
Economic Journal 30:348 - 361 (1920).<br />
Fields, G. S., Poverty, Inequality and Development, Cambridge<br />
University Press, Cambridge (1980).<br />
Foster, J., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of Decomposable<br />
Poverty Measures, Econometrica, 52:761 - 765 (1984).<br />
Saposnik, R., Rank-Dominance in Income Distribution, Public<br />
Choice, 36:147 - 151 (1981).<br />
Saposnik, R., On Evaluating Income Distributions: Rank Dominance,<br />
the Suppes-Sen Grading Principle of Justice and Pareto Optimality,<br />
Public Choice 40:329 - 336 (1983).<br />
122<br />
123<br />
124<br />
125<br />
126<br />
127<br />
128<br />
129<br />
<strong>13</strong>0<br />
<strong>13</strong>1<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٥٢
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Theil, H., The Measurement of Inequality by Components of<br />
Income, Economics Letters, 2:197 - 199 (1979).<br />
Yitzhaki, S. and Lerman, R. I., Income Stratification and Income<br />
Inequality, Review of Income and Wealth, 37:3<strong>13</strong> - 329 (1991).<br />
Shorrocks A. F., Ranking Income Distributions, Economica, 50:3<br />
- 17 (1983).<br />
Sen, A. K., On Economic Inequality, Oxford University Press,<br />
London (1973).<br />
Sen, A. K., Poverty: An Ordinal Approach to Measurement,<br />
Econometrica, 44, (1976).<br />
Shorrocks, A. F., Inequality Decomposition by Factor Components,<br />
Econometrica, 50:193 - 212 (1983).<br />
Ravallion, Martin, The Debate on Globalization, Poverty and<br />
Inequality: Why Measurement Matter? Policy Research Working<br />
Paper 3038, World Bank: Washington D.C. (2003).<br />
Sala-i-Martin, Xavier, The World Distribution of Income (Estimated<br />
from Individual Country Distribution), National Bureau of Economic<br />
Research (May 2002).<br />
Dixon, PM, Weiner, J., Mitchell-Olds, T. and Woodley, R.,<br />
Bootstrapping the Gini coefficient of inequality, Ecology, 68:1548<br />
- 1551 (1987).<br />
Gini, C., Variabilità e mutabilità (1912), In: Memorie di Metodologica<br />
Statistica (Ed. Pizetti E, Salvemini, T), Rome: Libreria Eredi Virgilio<br />
Veschi (1955).<br />
<strong>13</strong>2<br />
<strong>13</strong>3<br />
<strong>13</strong>4<br />
<strong>13</strong>5<br />
<strong>13</strong>6<br />
<strong>13</strong>7<br />
<strong>13</strong>8<br />
<strong>13</strong>9<br />
140<br />
141<br />
١٥٣
Gini, Corrado, Measurement of Inequality and Incomes, The<br />
Economic Journal, 31:124 - 126 (1921).<br />
Xu, Kuan, How Has the Literature on Gini’s Index Evolved in the<br />
Past 80 Years? Department of Economics, Dalhousie University<br />
(June 1, 2006).<br />
Morgan, James, The Anatomy of Income Distribution, The Review<br />
of Economics and Statistics 44:270 - 283 (1962).<br />
Gastwirth, Joseph L., The Estimation of the Lorenz Curve and<br />
Gini Index, The Review of Economics and Statistics, 54:306 - 316<br />
(1972).<br />
Anand, Sudhir, Inequality and Poverty in Malaysia, New York:<br />
Oxford University Press (1983).<br />
Chakravarty, S. R., Ethical Social Index Numbers, New York:<br />
Springer-Verlag (1990).<br />
Dorfman, Robert, A Formula for the Gini Coefficient, The Review<br />
of Economics and Statistics, 61:146 - 149 (1979).<br />
Mills, Jeffrey A. and Zandvakili, Sourushe, Statistical Inference<br />
via Bootstrapping for Measures of Inequality, Journal of Applied<br />
Econometrics, 12:<strong>13</strong>3 - 150 (1997).<br />
Lorenz, M., Methods of measuring the concentration of wealth,<br />
Publications of the American Statistical Association, 9:209 - 219<br />
(1905).<br />
United Nations, Development Programme Report (2005).<br />
142<br />
143<br />
144<br />
145<br />
146<br />
147<br />
148<br />
149<br />
150<br />
151<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٥٤
```````````LGô``````````ª`dG<br />
US Census Bureau, Current Population Survey, (May <strong>13</strong>,<br />
2004).<br />
Theil, H., Economics and Information Theory, Chicago: Rand<br />
McNally and Company (1967).<br />
Theil, H., Studies in Global Econometrics, Dordrecht: Kluwer<br />
Academic Publishers (1996).<br />
Allison, Paul D., Measures of Inequality. American Sociological<br />
Review, 43:865 - 880, (December 1978).<br />
Atkinson, A. B., On the Measurement of Inequality, Journal of<br />
Economic Theory, 2(3):244 - 263 (1970).<br />
Atkinson, A. B. and Brandolini, A., Global World Inequality:<br />
Absolute, relative or Intermediate? 28th General Conference of The<br />
International Association for Research in Income and Wealth, Cork,<br />
Ireland (22 - 28 August 2004).<br />
Atkinson, A. B. and Bourguignon, F., Introduction: Income<br />
Distribution and Economics, In: Handbook of Income Distribution<br />
(Vol. 1), (eds.) A. B. Atkinson and F. Bourguignon, Oxford: Elsevier<br />
Science, pp: 1 - 58 (2000).<br />
Kennedy, B.P., Kawachi, I. and Prothrow-Stith, D., Income<br />
distribution and mortality: cross sectional ecological study of the<br />
Robin Hood index in the United States, British Medical Journal,<br />
312:1004 - 1007 (1996).<br />
Kawachi, I. and Kennedy, B.P., The relationship of income<br />
inequality to mortality - Does the choice of indicator matter? Soc<br />
152<br />
153<br />
154<br />
155<br />
156<br />
157<br />
158<br />
159<br />
160<br />
١٥٥
Sci Med, 45:1121 - 1127 (1997).<br />
Kawachi, I., Kennedy, B.P., and Wilkinson, R.G., Income<br />
Inequality and Health, The Society and Population Health Reader,<br />
New York: The New Press (1999).<br />
Drewnowski, Jan., The Level of living Index, United Nations<br />
Institute for Social Research and Development (UNRISD), Geneva,<br />
(1965).<br />
Short, Kathleen, Garner, Thesia, Johnson, David and Doyle,<br />
Patricia, Experimental Poverty Measures: 1990 to 1997, U.S.<br />
Census Bureau, Current Population Reports, P60205-, Washington,<br />
D.C., U.S. Government Printing Office, (June 1999).<br />
National Research Council, Experimental Poverty Measures:<br />
Summary of a Workshop, Planning Group for the Workshop to<br />
Assess the Current Status of Actions Taken in Response to Measuring<br />
Poverty: A New Approach, Committee on National Statistics,<br />
Washington, D.C., The National Academies Press, (2005).<br />
The CNSTAT workshop on experimental poverty measures, June<br />
2004, Focus, 23(3):26 - 30, (Spring 2005).<br />
Besharov, Douglas J. and Germanis, Peter, Reconsidering the<br />
Federal Poverty Measure, University of Maryland Welfare Reform<br />
Academy (June 14, 2004).<br />
Bavier, Richard, The National Research Council’s Report,<br />
Measuring Poverty: A New Approach, Will Inspire Vigorous Debate<br />
over the Best Way to Measure Poverty: Three False Steps, U.S.<br />
161<br />
162<br />
163<br />
164<br />
165<br />
166<br />
167<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٥٦
Bureau of the Census, Washington, D.C., U.S. Government Printing<br />
Office (Aug 2002).<br />
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Citro, Constance F. and Michael, Robert T. (eds.), Measuring<br />
Poverty: A New Approach, National Academy Press, Washington<br />
D.C. (1995).<br />
Short, Kathleen, Iceland, John and Dalaker, Joseph, Defining and<br />
Redefining Poverty, Annual meetings of the American Sociological<br />
Association of America, Chicago, Illinois (16 - 19 August 2002).<br />
Short, Kathleen, Alternative Poverty Measures in the Survey of<br />
Income and Program Participation: 1996, HHES Division, U.S.<br />
Census Bureau, Washington, D.C. (January 3, 2003).<br />
Dalaker, Joe, Alternative Poverty Estimates in the United States:<br />
2003; Consumer Income, Current Population Reports P60227-; U.S.<br />
Department of Commerce, Economics and Statistics Administration,<br />
U.S. CENSUS BUREAU (June 2005).<br />
Stewart, Kenneth J. and Reed, Stephen B., CPI research series<br />
using current methods, 1978 - 1998, Monthly Labor Review, 29 - 38<br />
(June 1999).<br />
Nord, Mark and Cook, Peggy, Measuring Poverty: Do the Proposed<br />
Revisions of the Poverty Measure Matter for Rural America? Rural<br />
Economy Division, Economic Research Service, U.S. Department<br />
of Agriculture. Staff Paper No. 9514 (Aug 2002).<br />
Olsen, Kelly A., Application of Experimental Poverty Measures to<br />
the Aged, Social Security Bulletin, 62(3):3 - 19 (1999).<br />
168<br />
169<br />
170<br />
171<br />
172<br />
173<br />
174<br />
١٥٧
Chossudovsky, Michel, Global Falsehoods: How the World<br />
Bank and the UNDP Distort the Figures on Global Poverty, The<br />
Transnational Foundation for Peace & Future Research (TFF),<br />
University of Ottawa, Canada (1999).<br />
Chossudovsky, Michel, The Globalisation of Poverty, Impacts of<br />
IMF and World Bank Reforms, Zed Books, London (1997).<br />
World Bank, World Development Report, 1990, Washington D.C.<br />
(1990).<br />
United Nations Development Programme (UNDP), Human<br />
Development Report, 1997, New York (1997).<br />
Trudel, Clement, Le Mexique subit le choc de l’internationalisation,<br />
Le Devoir, Montreal, p.A4, (28 March 1998).<br />
US Bureau of Census, 1996.<br />
Centre for International Statistics, Canadian Council on Social<br />
Development (1995).<br />
European Information Service, (1993).<br />
US Bureau of the Census, Poverty in the United States: 1996,<br />
Current Population Reports, Series P60198-, Washington (1997).<br />
Chossudovsky, Michel, El Ajuste Economico: El Peru Bajo el<br />
Dominio del FMI, Mosca Azul Editores, p. 83, Lima, (1992).<br />
Huff, Darrell and Geis, Irving (Illustrator), How to Lie With<br />
Statistics, W. W. Norton & Company (September 1993).<br />
175<br />
176<br />
177<br />
178<br />
179<br />
180<br />
181<br />
182<br />
183<br />
184<br />
185<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٥٨
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Best, Joel, Damned Lies and Statistics: Untangling Numbers from<br />
the Media, Politicians, and Activists, University of California Press<br />
(May 7, 2001).<br />
Best, Joel, More Damned Lies and Statistics: How Numbers Confuse<br />
Public Issues, University of California Press (September 6, 2004).<br />
Jones, Gerald Everett, How to Lie With Charts, iUniverse (July 2000).<br />
Gonick, Larry and Smith, Woollcott, Cartoon Guide to Statistics,<br />
Collins (February 25, 1994).<br />
Paulos, John Allen, Innumeracy: Mathematical Illiteracy and Its<br />
Consequences, Hill and Wang (August 18, 2001).<br />
الفارس، عبد الرزاق. <strong>الفقر</strong> وتوزيع الدخل في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة<br />
العربية، بيروت (٢٠٠١م).<br />
186<br />
187<br />
188<br />
189<br />
190<br />
191<br />
خدمة كامبردج بوك ريفيو، <strong>الفقر</strong> وتوزيع الدخل في الوطن العربي.<br />
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/98816DAA-AA2244 -B7-B3D5 -<br />
8C43034806C2.htm<br />
Lucas, Robert, Expectations and the Neutrality of Money, Journal<br />
of Economic Theory, 4:103–124 (1972).<br />
Lucas, Robert, Econometric Policy Evaluation: A Critique. Carnegie-<br />
Rochester Conference Series on Public Policy, 1:19–46 (1976).<br />
Lucas, Robert, On the Mechanics of Economic Development,<br />
Journal of Monetary Economics, 22:3–42; (1988).<br />
Lucas, Robert, Why Doesn’t Capital Flow from Rich to Poor<br />
192<br />
193<br />
194<br />
195<br />
196<br />
١٥٩
Countries, American Economic Review, 80:92–96 (1990).<br />
Lucas, Robert, Studies in Business-Cycle Theory, MIT Press<br />
(1981).<br />
Kasper, Sherryl, The Revival of Laissez-Faire in American<br />
Macroeconomic Theory: A Case Study of Its Pioneers; ch 7, Edward<br />
Elgar Publishing (January 1, 2003).<br />
De Soto, Hernando, The Mystery of Capital: Why Capitalism<br />
Triumphs in the West and Fails Everywhere Else, Basic Books (July<br />
8, 2003).<br />
De Soto, Hernando and Abbott, June, The Other Path: The<br />
Economic Answer to Terrorism, Perseus Books Group (September<br />
3, 2002).<br />
Friedman, Milton, Why Government Is the Problem (Essays in<br />
Public Policy), Hoover Inst Pr (February 1993).<br />
Polikoff, Alexander, Waiting for Gautreaux: A Story of<br />
Segregation, Housing, and the Black Ghetto, Northwestern<br />
(January 2006).<br />
United States Supreme Court, Hills v. Gautreaux 425 U.S. 284<br />
Docket num. 74 - 1047 (April 20, 1976).<br />
Friedman, Milton and Friedman, Rose, Free to Choose: A Personal<br />
Statement, Harcourt; Reprint edition (November 1990).<br />
Friedman, Milton, Essays in Positive Economics, (Phoenix Books)<br />
University of Chicago Press (August 15, 1966).<br />
197<br />
198<br />
199<br />
200<br />
201<br />
202<br />
203<br />
204<br />
205<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٦٠
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Robert, Enlow, Liberty & Learning: Milton Friedman’s Voucher<br />
Idea at Fifty, Cato Institute (September 25, 2006).<br />
Levinson, Meira, The Demands of Liberal Education, Oxford<br />
University Press (April 18, 2002).<br />
ستيلويل، آمي، <strong>الفقر</strong>، البنك الدولي (سبتمبر ٢٠٠٤م).<br />
براون، تحقيق تقدم في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>، بي بي سي العربية (٣ يوليو ٢٠٠٥م).<br />
إبراهيم، علي، إجعلوا <strong>الفقر</strong> تاريخا، الشرق الأوسط، العدد (٥ ٩٧١٦ يوليو<br />
٢٠٠٥م).<br />
Easterly, William, The Washington Post’s Book World, The<br />
Washington Post (2005).<br />
The Nobel Foundation, The Nobel Peace Prize 2006 to Muhammad<br />
Yunus Bangladesh Founder of Grameen Bank, born 1940 (12/ of<br />
the prize) and Grameen Bank Dhaka, Bangladesh Founded in 1976<br />
(12/ of the prize) "for their efforts to create economic and social<br />
development from below", (Oct <strong>13</strong>, 2006).<br />
Editorial, Nobel Peace Prize for Dr. Yunus and Grameen Bank, New<br />
Age Daily Newspaper; Dhaka (Oct 14, 2006).<br />
206<br />
207<br />
208<br />
209<br />
210<br />
211<br />
212<br />
2<strong>13</strong><br />
رويترز، بنك <strong>الفقر</strong>اء في بنجلادش ومؤسسه يفوزان بجائزة نوبل للسلام، إسلام<br />
أون لاين (١٣ أكتوبر ٢٠٠٦م).<br />
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-10/<strong>13</strong>/03.shtml<br />
سعيد، مجدي، تجربة مصرف <strong>الفقر</strong>اء في بنجلاديش، إسلام أون لاين.<br />
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/Economy/2001/<br />
article2.shtml<br />
214<br />
215<br />
١٦١
سعيد، مجدي، جرامين .. معركة مع <strong>الفقر</strong> عمرها ٣٠ عاما، إسلام أون لاين<br />
http://www.islamonline.net/Arabic/economics/project/2006/10/03.<br />
shtml<br />
النعيم، مشاري عبداالله، <strong>الفقر</strong>: رؤية تخطيطية، الرياض، العدد ١٣٩٩٨، (٢١<br />
أكتوبر ٢٠٠٦م).<br />
Aminur Rahman, Women and Microcredit in Rural Bangladesh: An<br />
Anthropological Study of Grameen Bank Lending, Westview Press<br />
(February 21, 2001).<br />
Bolen, Jean Shinoda, Urgent Message From Mother: Gather The<br />
Women, Save The World, Conari Press (September 2005).<br />
Davies-Netzley, Gendered Capital: Entrepreneurial Women in<br />
American Society, Garland (January 15, 2000).<br />
Loue, Sana and Sajatovic, Martha (ed.), Encyclopedia of Women’s<br />
Health, Springer (July 15, 2004).<br />
Moxley, David P. and Finch, John R. (ed.), Sourcebook of<br />
Rehabilitation and Mental Health Practice, Kluwer Academic<br />
Publishers (August 2003).<br />
Coy, P. G. (ed.), Research in Social Movements, Conflicts and<br />
Change, Volume 22. JAI Press (July 1, 2000).<br />
Sherraden, Margaret S. and Ninacs, William A. (ed.), Community<br />
Economic Development and Social Work, Haworth Press (May 1998).<br />
Sutherland, Paul and Gibbons, Timothy M. (Illustrator), Finding<br />
Utopia. Utopia Press (February 28, 2006).<br />
216<br />
217<br />
218<br />
219<br />
220<br />
221<br />
222<br />
223<br />
224<br />
225<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٦٢
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Jurik, Nancy C., Bootstrap Dreams: U.S. Microenterprise<br />
Development In An Era Of Welfare Reform, ILR Press (June 30,<br />
2005).<br />
Light, Ivan H. and Gold, Steven J., Ethnic Economies, Academic<br />
Press (May 22, 2006).<br />
Wilson, Alex (Foreword), Kibert, Charles (ed.), Reshaping the<br />
Built Environment: Ecology, Ethics, and Economics, Island Press<br />
(May 1, 1999).<br />
Haley, Usha C. V. and Richter, Frank-Jürgen (ed.), Asian Post-<br />
Crisis Management: Corporate and Governmental Strategies for<br />
Sustainable Competitive Advantage, Palgrave Macmillan (May 3,<br />
2002).<br />
Offner, Amy, Reuss, Alejandro and Sturr, Chris, Real World<br />
Globalization, Economic Affairs Bureau, Inc. (December 2003).<br />
Suzuki, David and McConnell, Amanda, The Sacred Balance:<br />
Rediscovering Our Place in Nature, Greystone Books (February 28,<br />
2006).<br />
Mudacumura, Gedeon M., Mebratu, Desta and Shamsul Haque,<br />
M. (ed.), Sustainable Development Policy and Administration, CRC<br />
(December 21, 2005).<br />
Savitz, Andrew W. and Weber, Karl, The Triple Bottom Line: How<br />
Today’s Best-Run Companies Are Achieving Economic, Social and<br />
Environmental Success-and How You Can Too, Jossey-Bass (August<br />
11, 2006).<br />
226<br />
227<br />
228<br />
229<br />
230<br />
231<br />
232<br />
233<br />
١٦٣
Tisch, Jonathan M. and Weber, Karl, The Power of We: Succeeding<br />
Through Partnerships, John Wiley & Sons (August 27, 2004).<br />
Di Norcia, Vincent, Hard Like Water: Ethics in Business, Oxford<br />
University Press, USA (May 14, 1998).<br />
Twist, Lynne, The Soul of Money: Transforming Your Relationship<br />
with Money and Life, W. W. Norton & Company (September 2003).<br />
Sen, Amartya, Development as Freedom, Anchor (August 15, 2000).<br />
Easterly, William, The White Man’s Burden: Why the West’s Efforts<br />
to Aid the Rest Have Done So Much Ill and So Little Good, Penguin<br />
Press HC, (March 16, 2006).<br />
234<br />
235<br />
236<br />
237<br />
238<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
Warde, Ibrahim, Islamic Finance in the Global Economy, Edinburgh<br />
University Press (July 15, 2000).<br />
Dees, J. Gregory, Emerson, Jed and Economy, Peter, Enterprising<br />
Nonprofits: A Toolkit for Social Entrepreneurs, Wiley (March 29,<br />
2001).<br />
Kriegel, Robert J., How to Succeed in Business Without Working<br />
So Damn Hard, Warner Business Books (September 2003).<br />
Prahalad, C. K., The Fortune at the Bottom of the Pyramid:<br />
Eradicating Poverty Through Profits, Wharton School Publishing<br />
(August 15, 2004).<br />
Bornstein, David, How to Change the World: Social Entrepreneurs<br />
and the Power of New Ideas, Oxford University Press, USA<br />
(February 5, 2004).<br />
239<br />
240<br />
241<br />
242<br />
243<br />
١٦٤
```````````LGô``````````ª`dG<br />
Black, Jan Knippers, Development in Theory and Practice:<br />
Paradigms and Paradoxes, Westview Press (July 1999).<br />
Yunus, Muhammed, Banker to the Poor: Micro-Lending and the<br />
Battle Against World Poverty, Public Affairs (October 14, 2003).<br />
Yunus, Muhammed and Jolis, Alan, Banker to the Poor: The<br />
Autobiography of Muhammad Yunus, Founder of Grameen Bank,<br />
Oxford University Press, USA (May 1, 2001).<br />
جونج، بيرو دي و برانكر، ويندي، إذاعة هولندا العالمية، تقارير اخبارية: منح جائزة<br />
نوبل لمؤسس نظام الائتمان المصغر محمد يونس. ترجمة: عنان أحمد؛ هولندا<br />
بتتكلم عربي (١٤ أكتوبر ٢٠٠٦م).<br />
Grameen Foundation USA, Grameen-Jameel Initiative Engineers<br />
$2.5 Million Investment in DBACD: Will provide loans to poor<br />
Egyptians just in time for Ramadan, Grameen Foundation: Resource<br />
Center: News; Washington, D.C. (September 26, 2006).<br />
الأخبار، قروض جرامين مصر للنساء فقط، إسلام أون لاين (٢٠٠٦/١٠/١٩م).<br />
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-10/18/10.shtml<br />
الراشد، عبد الرحمن، أمير <strong>الفقر</strong>اء، الشرق الأوسط، العدد (١٥ ١٠١٨٣ أكتوبر<br />
٢٠٠٦م).<br />
Grameen Foundation USA, Grameen-Abdul Latif Jameel Initiative<br />
Makes Historic Investment in ENDA: US$375,000 Guarantee Will<br />
Help Boost Microfinance in Tunisia, Grameen Foundation: Resource<br />
Center: News; Washington, D.C. (February 03, 2006).<br />
Grameen Foundation USA, CGAP, Sanabel and Grameen-Abdul<br />
Latif Jameel Initiative Launch New Microfinance Portal for Arabic<br />
244<br />
245<br />
246<br />
247<br />
248<br />
249<br />
250<br />
251<br />
252<br />
١٦٥
Speakers Website will Provide Information Resources for the<br />
Arab World, Arabic Microfinance Gateway; Washington D.C. (8<br />
September 2005).<br />
مطير، علي و الغشام، سعد، الملك عبد االله .. بساطته وعفويته وصراحته ..<br />
مدخله إلى القلوب، الشرق الأوسط، العدد (٥ ٩٧٤٧ أغسطس ٢٠٠٥م).<br />
http://www.kingabdullahfoundation.org.sa/ar/homepage.asp<br />
الزيادي، عبداالله، ٣٠٠ قرض من الصندوق الخيري الوطني للأسر المتدنية الدخل،<br />
الشرق الأوسط، العدد (٧ ١٠٢٣٦ ديسمبر ٢٠٠٦م).<br />
الشبيكي، الجازي محمد، المشكلات الاجتماعية للمرأة الفقيرة في اتمع<br />
السعودي، إسلام أون لاين (٨ يوليو ٢٠٠٤م).<br />
http://www.islamonline.net/arabic/in_depth/women/articles/<br />
wordfiles/11.doc<br />
البقمي، محمد، ضعف مشاركة المرأة في سوق العمل أحد أسباب تدني الدخل:<br />
٤٠٪ من المتقاعدين السعوديين لا يملكون مسكنا ً خاصا ً و ٥٨٪ يعيشون في<br />
بيوت شعبية أو شقق، الوطن، العدد (١٢ ١٦٨٦ مايو ٢٠٠٥م).<br />
المصري، أحمد، فقراء السعودية .. والعدالة المطلوبة، إسلام أون لاين (٩ أغسطس<br />
٢٠٠٥م).<br />
http://www.islamonline.net/Arabic/ECONOMICS/200508 //<br />
article06.shtml<br />
عطار، نائلة حسين، مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة السعودية، الاقتصادية<br />
(٥ أكتوبر ٢٠٠٦م).<br />
http://www.sidf.gov.sa/<br />
http://web.tcf.org.sa/CentennialFund/Arabic/<br />
253<br />
254<br />
255<br />
256<br />
257<br />
258<br />
259<br />
260<br />
261<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />
١٦٦
```````````LGô``````````ª`dG<br />
http://www.aljprog.org/ar/index.asp<br />
MIT alumnus backs Poverty Action Lab with 3 major endowments,<br />
MIT Tech Talk 50(5) (October 19, 2005).<br />
Duflo, Esther, Abdul Latif Jameel Professor of Poverty Alleviation<br />
and Development Economics; Director, Abdul Latif Jameel Poverty<br />
Action Lab, Fighting Poverty: What Works? The Work of the Abdul<br />
Latif Jameel Poverty Action Lab at MIT (June 10, 2006).<br />
http://aljprog.org/ar/bernameg_abdulatif/mit.htm<br />
262<br />
263<br />
264<br />
265<br />
١٦٧
١٦٨<br />
ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e