23.04.2015 Views

129984_13- مكافحة الفقر

129984_13- مكافحة الفقر

129984_13- مكافحة الفقر

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

áaô©ŸG ªà› ƒëf<br />

سلسلة دراسات يصدرها مركز الإنتاج الإعلامي<br />

جامعة الملك عبد العزيز<br />

الإصدار الثالث عشر<br />

ô```≤`Ø`dGá`ë``aÉ``µ`e


,IOÉÑY ¬Ñ∏Wh ,á«°ûN ˆ ¬ª∏©J ¿EÉa º∏©dG Gƒª∏©J{<br />

,ábó°U ¬ª∏©j ’ øe ¬ª«∏©Jh ,OÉ¡L ¬æY åëÑdGh ,í«Ñ°ùJ ¬à°SGQOh<br />

záHôb ¬∏gCG ¤EG ¬dòHh<br />

‏{الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي االله عنه}‏


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


الحمد الله الذي يرفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات،‏ والصلاة<br />

والسلام على نبينا الكريم الذي أمرنا بالتعلم المستمر من المهد إلى<br />

اللحد.‏ وبعد؛<br />

ô```````````````jó```````````°ü```````J<br />

فإن العالم يعيش منذ عدة عقود في مجتمع المعلوماتية الذي<br />

تلعب فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدور الأكبر في عملية<br />

الإنتاج الحديث،‏ والذي يتسم بأنه إنتاج كثيف المعرفة.‏ ومع تضاعف<br />

المعرفة الإنسانية تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على<br />

المعرفة العلمية،‏ وفي هذا الاقتصاد المعرفي تحقق المعرفة الجزء الأكبر<br />

من القيمة المضافة،‏ ومفتاح هذه المعرفة هو الإبداع والتكنولوجيا.‏<br />

فنحن نمر الآن بمرحلة من التطور تعرف بتطور العلم التقني حيث لا<br />

يتم التعامل مع مجموعة من العلوم التطبيقية بالمفهوم القديم<br />

للعلوم،‏ وإنما يتم التعامل معها في مجال التطبيق التكنولوجي<br />

الذي يتفاعل مع منجزات كل العلوم الأساسية،‏ ويجعل الفارق<br />

الزمني ضئيلا ً بين المعرفة المتولدة عنها وتطبيقها.‏<br />

إن السرعة التي يحدث بها التغيير الاقتصادي تشكل تحديا ً<br />

لجميع الدول،‏ حتى المتقدمة منها،‏ إضافة إلى الدور المتعاظم للعلم<br />

والتكنولوجيا في تطوير اتمعات.‏ ويزداد هذا الدور أهمية مع دخول<br />

العالم عصر المعرفة الذي انتهت فيه الايديولوجيات وبرزت فيه<br />

المعارف والتكنولوجيات،‏ وضاقت فيه المسافة بين ظهور المعرفة<br />

العلمية والتطبيق الفعلي لها على أرض الواقع.‏ ولم تتوقف<br />

عجلة التطور عند هذا الحد،‏ بل إن مجتمع المعلومات العالمي<br />

ز


أخذ يتحول بثبات - وإن كان ببطئ - إلى مجتمع المعرفة،‏ والذي لا<br />

يعني فقط تكنولوجيا المعلومات المتقدمة كما يظن الكثيرون في<br />

العالم العربي،‏ بل إن له مقدمات ومقومات أساسية كثيرة لا بد<br />

من توافرها لإقامة مجتمع المعرفة.‏<br />

ولما كانت المملكة تعيش منذ فترة في عصر المعلوماتية وتطبق<br />

تقنياته وتأخذ بآلياته في مشروعاتها وبرامجها اتلفة،‏ فإنه من<br />

الطبيعي أن تنشد التطلع إلى إنجاز مقومات مجتمع المعرفة.‏<br />

ويتطلب ذلك منا أن نستوعب التوجهات الجديدة للاقتصاد العالمي<br />

أولا ً،‏ وأن ندرك جيدا ً المضمون الحقيقي للتحولات السريعة التي<br />

تحدث في العالم حولنا،‏ كما يتعين علينا تشخيص قضايا الاقتصاد<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الاستراتيجية والوقوف على التحديات التي تجابهه،‏ والبحث عن<br />

وسائل نموه وتطويره بما يواكب المستجدات وبما تتطلبه معطيات<br />

المستقبل لتحقيق التنمية المستدامة.‏ وعندها يمكن أن نخطط<br />

بدقة لإقامة مجتمع المعرفة الذي تكون فيه عملية إنتاج<br />

المعرفة - والتي ستكون المعيار الفاصل بين اتمعات المتخلفة<br />

واتمعات المتقدمة - هي الشغل الشاغل للمسؤولين ولجميع<br />

المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية المعنية بإعادة تشكيل<br />

مجتمعنا في مسيرته الموفقة - بإذن االله - نحو النهضة العلمية<br />

والتقدم والنماء.‏<br />

وفي هذا اال . . حرصت جامعة الملك عبدالعزيز على المساهمة في<br />

بناءمجتمعالمعرفةفيبلادنا،فكانأنأعدمعهد البحوثوالاستشارات<br />

ثم مركز الإنتاج الإعلامي في الجامعة سلسلة من الدراسات العلمية<br />

ح


لبيان المدلولات الصحيحة للمفاهيم الجديدة والآليات المستحدثة<br />

التي راجت في الآونة الأخيرة وأفرزتها ظاهرة العولمة،‏ لتكون عونا ً لنا<br />

ودليلا ً هاديا ً نسترشد به في التخطيط على بصيرة لتحقيق التحول<br />

المنشود لإقامة مجتمع معلومات عربي في بلادنا.‏<br />

إن سلسلة ‏«نحو مجتمع المعرفة»‏ تعتبر إضافة جديدة إلى جوانب<br />

ô```````````````jó```````````°ü```````J<br />

التميز المتعددة التي يتسم بها البحث العلمي في جامعة الملك<br />

عبدالعزيز،‏ كما أنها دليل حي على تفاعل هذه الجامعة وتجاوبها<br />

مع المتطلبات الآنية للمجتمع،‏ وتمثل إسهاما ً جديدا ً منها في نشر<br />

الثقافة العلمية التي أصبحت من ضرورات عصر المعرفة.‏<br />

أسأل االله التوفيق في تحقيق التقدم المعرفي لبلادنا ومجتمعنا.‏<br />

مدير الجامعة<br />

أ.د.‏ أسامة بن صادق طيب<br />

ط


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


الحمد الله رب العالمين القائل في محكم تنزيله ‏{إن خير من استأجرت<br />

القوي الأمين}‏ ‏[القصص؛ آيه:‏ ٢٦]، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،‏<br />

وعلى آله وصحبه أجمعين.‏<br />

º```````````````jó```````````≤```````J<br />

إن سلسلة ‏«نحو مجتمع المعرفة»‏ التي تفتح للقاريء نافذة<br />

على العالم المتطور والمتقدم علميا ً وتقنيا ً،‏ إنما تهدف إلى مساعدة<br />

قطاعات اتمع اتلفة في التعرف على آليات التقدم والتطوير<br />

والوقوف على الجديد والحديث في العالم،‏ خاصة مع انتشار استخدام<br />

التقنيات التي تتطور بشكل سريع.‏ وهذه السلسلة جزء من رسالة<br />

جامعة الملك عبد العزيز العلمية والبحثية التي تهدف لخدمة اتمع<br />

وتطوير أنظمته والارتقاء بمؤسساته،‏ من هذا المنحى فقد أصدرت<br />

الجامعة سلسلة ‏«نحو مجتمع المعرفة»‏ لبناء ونشر ثقافة التطوير،‏<br />

فهذه السلسلة من الدراسات العلمية الجادة تهدف إلى تقديم الآليات<br />

والتقنيات التي اعتمدتها تحقيقا ً لمتطلبات التحول إلى جامعة بحثية<br />

وفق خطة استراتيجية طموحة للبحث العلمي تتيح لها مواصلة<br />

التفوق في مجالات التميز البحثي التي أحرزت فيها إنجازات مشهودة،‏<br />

وتعكف حاليا ً على تنفيذ خطط منهجية لتطوير أنشطتها الجامعية<br />

على كافة المستويات،‏ وقد حققت نقلة نوعية في عدة مجالات<br />

أكاديمية منها برامج التعليم عن بعد والحصول على الاعتماد الأكاديمي<br />

ك


العالمي لبعض كلياتها والتخطيط للتحول إلى جامعة إلكترونية بعد<br />

استحداث وتأسيس نظام للخدمة الإلكترونية الذاتية والدخول في<br />

شراكات استراتيجية مع مؤسسات اتمع العامة والخاصة وإنشاء<br />

حاضنات علمية إلى غير ذلك من المشاريع التطويرية التي بدأت تؤتي<br />

ثمارها بفضل االله في تطوير وتميز الأداء الأكاديمي لهذه الجامعة<br />

الفتية،‏ إذ لا مناص من اتخاذ التقنية والتطوير سبيلا ً للتقدم<br />

والتنمية طالما أن التعامل مع معطيات العصر وإنجازاته العلمية<br />

والتكنولوجية أصبح ضرورة بقاء،‏ وهو من الأسس التي تحرص على<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

توافرها في مشروعات البحث العلمي والتطوير التقني التي<br />

تدعمها والتي تشكل أيضا ً عنصرا ً أساسيا ً في برامج الدراسات<br />

العليا التي تقدمها.‏<br />

وإنه لمن دواعي سروري أن أقدم هذا الكتاب الحافل بالإنجازات والمبادرات<br />

المتميزةوالخطواتالمباركةالتياتخذتهاالجامعةفي مجالاتالريادة<br />

والتميز والتطوير والتي حظيت بدعم حكومتنا الرشيدة والمتابعة<br />

المستمرة من صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور/‏ خالد بن<br />

محمد العنقري ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/‏ أسامة بن<br />

صادق طيب،‏ وهذه السلسلة التي أقدم لها هي سلسلة ممتدة<br />

من إنجازات حققتها الجامعة،‏ وستحقق المزيد منها في القريب إن<br />

شاء االله.‏<br />

ل


وأجدها فرصة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع قطاعات<br />

الجامعة التي أسهمت بفعالية في تحقيق هذه الإنجازات المتميزة<br />

والشكر موصول لكل من ساهم في استمرارية هذه الإصدارات.‏<br />

سائلا ً المولى تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا ً لما يحبه ويرضاه.‏<br />

º```````````````jó```````````≤```````J<br />

واالله الهادي إلى سواء السبيل ، ، ،<br />

وكيل الجامعة<br />

للدراسات العليا والبحث العلمي<br />

أ.د.‏ عبد االله بن عمر باحسين بافيل<br />

م


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


هذه السلسلة . . .<br />

á```````````````eó```````````≤```````e<br />

شهد القرن العشرون تطويرا ً خطيرا ً لمفهوم التقدم العلمي<br />

والتكنولوجي،‏ ليس اعتمادا ًعلى النجاحات الفردية التي يحققها بعض<br />

العلماء على نحو ما كان يحدث في القرن التاسع عشر على أيدي<br />

أديسون وأمثاله من العلماء واترعين،‏ وإنما اعتمادا ً على برامج بحثية<br />

تتبناها الحكومة وتفتح مجالات لمشاركة الأفراد والمؤسسات،‏ ومثالها<br />

الدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للبحث العلمي<br />

والتطوير التكنولوجي من خلال الأكاديمية الأمريكية للعلوم،‏ ومن خلال<br />

عقود تجارية يبرمها البنتاجون مع شركات التكنولوجيا المتطورة ‏(بوينج<br />

ولوكهيد وماكدونالد دوجلاس وجنرال إلكتريك وغيرها).‏<br />

كما نجحت الولايات المتحدة في أن تحول قدرتها الاقتصادية من<br />

الاعتماد على الميزة النسبية للإنتاج التجاري إلى الميزة النسبية للإنتاج<br />

التكنولوجي،‏ وإحداث تخصصات تعتمد على التقدم التكنولوجي في<br />

عدة مجالات،‏ وأصبحت صناعة الإلكترونيات هي أسرع الصناعات نموا ً<br />

على مستوى العالم،‏ كما أن أسرع الصادرات الصناعية نموا ً هي التي<br />

يرتفع بها المكون التكنولوجي.‏<br />

إن ثورة المعلومات أشبه بالجني أو المارد الشهير في ألف ليلة وليلة،‏<br />

الذي ظل حبيسا ً داخل الزجاجة أو القمقم،‏ ولكن لقد تكسرت جدران<br />

الزجاجة بفعل الوسائل المعلوماتية الجديدة،‏ ووصلت ثورة المعلومات<br />

إلى مختلف بلدان العالم البعيدة،‏ ولا بد أن تتفاعل آثارها وتداعياتها<br />

داخل تلك اتمعات بعد أن خرج المارد من الزجاجة.‏ فهي مسألة وقت،‏<br />

لأن تأثير الوسائل التكنولوجية بالغة التقدم لا بد أن يبلغ مداه ولن<br />

يوقفه شيء،‏ ولم يعد بوسع أي مجتمع أن ينغلق على نفسه،‏ وأصبح<br />

لزاما ً علينا - شئنا أم أبينا - أن نتعامل مع العولمة والثقافات المتعددة<br />

ومجتمع المعلوماتية.‏<br />

س


إن هذه المرحلة من مراحل التطور الحضاري للعنصر البشري التي<br />

اصطلح على تسميتها بالعولمة،‏ قد فرضت علينا تحديات عديدة،‏ يتعين<br />

علينا التعرف عليها أولا ً،‏ ثم مجابهتها بالطرق العلمية وبأساليب<br />

العصر.‏ وتتطلب اابهة الصحيحة لهذه التحديات مقدرة خاصة على<br />

استيعاب التوجهات الجديدة للاقتصاد العالمي،‏ وتشخيصا ً دقيقا ً للقضايا<br />

الاستراتيجية الخاصة بمجتمعنا،‏ وعلاجها بما يواكب المستجدات.‏<br />

لقد تسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة الإنسانية وتراكمها<br />

بسرعة رهيبة،‏ وخصوصا ً المعرفة العلمية والتكنولوجية،‏ وأدت العولمة<br />

إلى إسقاط حواجز المسافات والزمن،‏ وفتح كل محابس تدفق المعلومات<br />

والمعرفة بكل أشكالها،‏ من خلال شبكة تواصل تحتية وفوقية سلكية<br />

ولا سلكية،‏ ربطت كل البشر في دائرة واحدة مغلقة أتاحت لهم<br />

التفاعل والتداول وضبط الإيقاع،‏ وأصبح التقدم التكنولوجي هو الحلقة<br />

الحاسمة لتحقيق التقدم الاقتصادي.‏ وكان من نتيجة ذلك كله أن تحول<br />

الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد أساسا ً على المعرفة العلمية،‏ أو<br />

الاقتصاد المعرفي المبني على المعرفة التي تسفر عنها البحوث المدنية<br />

والتكنولوجية.‏ وهي المعرفة الجديدة التي تحولت إلى سلعة أو إلى خدمة<br />

أو إلى هيكلة أو إلى طريقة إنتاج.‏ وأصبحت قدرة أي دولة تتمثل في<br />

رصيدها المعرفي،‏ حيث تقدر المعرفة العلمية والتكنولوجية في بعض<br />

الدول بنحو ٨٠٪ من اقتصادها.‏ ومعنى ذلك أن أصبح مجتمع المعلومات<br />

يرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذي يتيح كل شيء فيه فرصا للفرد<br />

ليتعلم ليعرف،‏ ويتعلم ليعلم،‏ ويتعلم ليعيش مع الآخرين،‏ ويتعلم<br />

لتحقيق ذاته.‏ مما يفرض على بلادنا أن تتأهل للدخول في مجتمع المعرفة.‏<br />

وقد عرف البعض الاقتصاد المعرفي بأنه الاقتصاد المعتمد على المعرفة،‏<br />

حيث تحقق المعرفة الجزء الأكبر من القيمة المضافة.‏ وفي الاقتصاد<br />

المعرفي تعتبر ااطرة والانتقال أو التغيير المستمر هي القاعدة وليس<br />

الاستثناء بهدف الارتقاء بالحياة الكريمة للإنسان.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

ع


á```````````````eó```````````≤```````e<br />

وتتميز تقنيات عصر المعلومات بعدة سمات،‏ فهي عابرة للثقافات،‏<br />

وتختصر الزمان والمكان،‏ وتعتمد على الوسائط اللاشخصية،‏ وتقوم<br />

على بنية معرفية أفقية لا رأسية،‏ كما أنها تعتمد على التعليم الذاتي<br />

والمستمر طوال الحياة،‏ وبذلك يتعين على جامعتنا أن تضطلع بأدوار<br />

جديدة لأن السرعة التي يحدث بها التغيير الاقتصادي تشكل تحديا ً حتى<br />

للدول المتقدمة نفسها،‏ إضافة إلى الدور المتعاظم للعلم والتكنولوجيا<br />

في تطوير اتمعات.‏ ويزداد هذا الدور أهمية مع دخول العالم عصر<br />

المعرفة الذي برزت فيه المعارف والتقنيات وضاقت فيه المسافة بين ظهور<br />

المعرفة العلمية والتطبيق الفعلي لها على أرض الواقع.‏<br />

ولقد صاحب هذه التحولات المتتابعة التي تحدث حولنا ظهور<br />

مفاهيم مستحدثة عديدة أفرزتها ظاهرة العولمة،‏ مما يستوجب منا أن<br />

ندرك المضمون الحقيقي لهذه التحولات،‏ وأن ندرك ونستشرف أعباءها<br />

وتداعياتها على أوضاعنا المحلية الراهنة والمستقبلية،‏ وما يتطلبه ذلك من<br />

إعادة تشكيل مجتمعاتنا في مسيرتها نحو النهضة والتقدم والنماء.‏<br />

ولقد ظهرت في إطار العولمة فجوات جديدة بين الدول غير الفجوة<br />

المعروفة بين الشمال والجنوب،‏ ومن ذلك مثلا ً ما يسمى الفجوة الرقمية<br />

Divide) (Digital التي أسفرت عنها محاولات التزاوج بين العقل البشري<br />

والعقول الإلكترونية،‏ ويقصد بها الفجوة بين اتمعات والأفراد الذين<br />

يستخدمون بكفاءة وفعالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين<br />

اتمعات والأفراد الذين لا يستخدمون هذه التكنولوجيا.‏ وهذه الفجوة<br />

الرقمية قد تتطور إلى فجوة كمية Divide) (Quantum وهي الفجوة التي<br />

تنجم عن استخدام الحاسبات العملاقة والكمية في حل أعقد المسائل<br />

في ثوان فيما كان يعجز عن حله علماء الرياضيات والطبيعة حتى زمن<br />

قريب،‏ وهو منهج التغلب على التعقيد والتركيب والفجائية في الظواهر<br />

الطبيعية والاجتماعية مما يعرف بظاهرة الفوضى (Chaos) والتي لم تعد<br />

فوضى بالمعني اللغوي،‏ وإنما يتبين أن لها نظاما ً قابلا ً للتحليل والقياس<br />

ف


عندما يبدو بروز تلك المظاهر بصورة مفاجئة غير متوقعة.‏ ومن ثم ظهرت<br />

نظرية الفوضى أو علم المفاجأة Surprise) (Science of وليست هذه نهاية<br />

المطاف في مسلسل التطور في مجالات الثورة العلمية والتكنولوجية<br />

والمعلوماتية لأن العجلة تدور وبسرعة متناهية.‏<br />

وهناك قلق متزايد من اتساع هذه الفجوات بين الدول المتقدمة والنامية<br />

من جهة وبين شرائح اتمع من جهة أخرى.‏ فالدول مرتفعة الدخل التي<br />

يبلغ عدد سكانها نحو ٨٥٥ مليون نسمة فقط،‏ أي نحو ١٤٪ من سكان<br />

العالم،‏ تمتلك ٩٠٪ من السوق العالمية المنتجة والمستخدمة لتكنولوجيا<br />

الاتصالات والمعلومات.‏ أما بقية الدول متوسطة ومنخفضة الدخل<br />

والتي يقدر عدد سكانها بحوالي ٥٥٠٠ مليون نسمة،‏ أي نحو ٨٦٪ من<br />

سكان العالم،‏ فإنها تستحوذ على ١٠٪ فقط من تلك السوق.‏ ومن هنا<br />

أطلق مؤخرا ً على هذه الفجوة تعبير ‏(الفجوة الرقمية).‏ ومعنى ذلك أن<br />

الدول التي تستفيد بتكنولوجيا المعلومات هي الدول المتقدمة،‏ أما الدول<br />

النامية فيزداد تهميش معظمها في الاقتصاد الإقليمي والعالمي،‏ مما<br />

يترتب عليه آثار اقتصادية واجتماعية وخيمة.‏ أما في داخل الدول نفسها<br />

فسوف تتسع الفجوات بين من يملكون القدرة على استخدام تكنولوجيا<br />

المعلومات،‏ ومن لا يستطيعون ذلك بسبب ظروفهم التعليمية أو<br />

قدرتهم المالية.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

وتبذل محاولات لتضييق هذه الفجوة أو الهوة الرقمية بين الدول<br />

المتقدمة والدول النامية من خلال بعض برامج الأمم المتحدة والبنك الدولي<br />

واموعة الأوروبية،‏ إلا أن معظم هذه المحاولات مرتبكة وغير مدركة لأبعاد<br />

مشكلة الهوة الرقمية وتداعياتها.‏ فهي مشكلة أكبر من أن تحل بامتلاك<br />

كل مواطن لجهاز كومبيوتر متصل بالإنترنت.‏ فهناك معوقات أمام الدول<br />

النامية أهمها عدم توافر البنية الأساسية اللازمة للدخول إلى عصر<br />

المعلومات،‏ وارتفاع أسعار خدمات الاتصالات والمعلومات،‏ وتفشي الأمية<br />

بصورة عامة،‏ وتفشي الأمية الرقمية بصورة خاصة.‏ ويأتي قبل ذلك كله<br />

ص


قدرة الدول على الحصول على المعلومات واستيعابها والاستفادة منها.‏<br />

فلا يقاس دخول عصر المعلومات بعدد أجهزة الكمبيوتر لكل ١٠٠٠ فرد<br />

مثلا ً،‏ وإنما يقاس بالقيمة المضافة التي تكتسب من تكنولوجيا الاتصالات<br />

والمعلومات ً سواء أكانت مادية أم عينية.‏<br />

á```````````````eó```````````≤```````e<br />

إننا يجب ألا نفزع من هذه المعوقات،‏ وألا نتخاذل أمام التحديات التي<br />

يفرضها علينا النظام العالمي الجديد،‏ ما دمنا ندرك أبعاد هذه التحديات<br />

ونستعد ابهتها.‏ فنحن في مجتمع يعيش في عصر المعلوماتية وأخذ<br />

منها بنصيب وافر من تقنيات الاتصالات والمعلومات في مؤسساته<br />

اتلفة،‏ وهو يتطلع الآن إلى إنجاز مقومات مجتمع المعرفة.‏ ومن هنا كان<br />

اتجاه معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبدالعزيز لإجراء<br />

دراسات علمية موضوعية للمفاهيم المستحدثة والآليات الجديدة التي<br />

يعتمد عليها مجتمع المعرفة،‏ سعيا ً وراء نشر الثقافة العلمية في<br />

مجتمعنا باعتبارها من الشروط الضرورية لإنبات العلم ونموه وإثماره<br />

وازدهاره،‏ وتوفير المناخ الملائم لتوظيف تكنولوجيا العصر واستخدامها<br />

في كل االات،‏ وإشاعة الروح العلمية بين كل فئات اتمع ليصبح<br />

التفكير العلمي منهاج عمل وأسلوب حياة.‏ كما تهدف هذه السلسلة<br />

من الدراسات إلى نشر الوعي بطبيعة العلاقة التبادلية المتنامية بين<br />

العلم والتقنية،‏ وتصحيح المفاهيم المغلوطة لبعض الشعارات من<br />

قبيل ‏(نقل تكنولوجيا العصر)‏ فلا شيء أضر بالدول النامية عموما ً من<br />

شعار ‏(العلم المناسب)‏ المتداول في البلدان الأغنى والترويج لفكرة نقل<br />

التكنولوجيا من دون نقل العلم فنقل التكنولوجيا يجب أن يصحبه<br />

دائما نقل العلم لكي يكون مجديا ً على المدى الطويل،‏ خاصة إذا كان<br />

هناك احتكاك مباشر مع مراكز التميز العالمية للوقوف على أحدث ما<br />

توصلت إليه من علوم وتقنيات،‏ وعلوم اليوم هي تقنيات الغد.‏<br />

لقد كان رد الفعل العربي تجاه كل التقنيات المستوردة من الخارج<br />

ينحصر في اكتساب مهارة استخدامها،‏ وليس مهارة استيعابها.‏ وهناك<br />

ق


فرق بين طبيعة الاستخدام وطبيعة الاستيعاب،‏ فالأخير يعني القدرة<br />

على توطين تلك التقنيات وتوظيفها لتحقيق النهوض بمجالات الإنتاج<br />

السلعي والخدمي وتحديث اتمع في كل االات.‏<br />

إنها قائمة طويلة من المفاهيم والآليات المستحدثة التي راجت في<br />

العقود الأخيرة،‏ والتي يتعين علينا الوقوف على مدلولاتها الصحيحة<br />

ومعرفة كيفية الاستفادة منها لحل مشكلاتنا التنموية<br />

والاجتماعية.‏ ومثال ذلك أن التزاوج بين تقنية المعلومات والاتصالات<br />

أوجدت سبلا ً جديدة وحديثة لأداء الأعمال،‏ وخصوصا ً ما يسمى العمل<br />

عن بعد e-Work) أو Teleworking أو (Work at Home فهناك مجالات<br />

واسعة لإمكانية أداء بعض الأعمال بدون ضرورة التواجد الفعلي بين<br />

طرفي العمل في مكان العمل،‏ وهو ما يناسب ظروفنا الاجتماعية فيما<br />

يخص عمل المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

ونضرب مثالا ً آخر بما أصبح يعرف بالتنمية المستدامة أو ‏(التنمية<br />

صديقة البيئة)‏ التي توازن بين حاجات الإنسان الحالية ومحدودية الموارد،‏<br />

وبين الاستفادة من البيئة والإضرار بها،‏ والضرر من توابع الاستفادة،‏<br />

والتوازن بين الحاضر والمستقبل . . وهذا التوجه الجديد يتطلب أنماطا ً من<br />

السلوك لا تهدر الموارد،‏ كما يتطلب أنماطا من الاستهلاك لا تستنزف<br />

الموارد الطبيعية.‏<br />

وتشمل هذه القائمة أيضا ً كثيرا ً من المفاهيم والمصطلحات والآليات<br />

والتنظيمات المؤسسية التي بدأ تنفيذها جزئيا ً في المملكة،‏ أو يجري<br />

التخطيط لتأسيسها مثل الحكومة الإلكترونية،‏ والجامعات الإلكترونية،‏<br />

والتعليم عن بعد،‏ واتمع المدني،‏ والمنظمات الأهلية،‏ والمبادرات المدنية<br />

التطوعية . . إلخ.‏<br />

إن هذه الدراسات التي تقدمها سلسلة ‏«نحو مجتمع المعرفة»‏ تتوخى<br />

دائما ً تحديد إمكانية تطبيق هذه المفاهيم الجديدة في المملكة،‏ ومدى<br />

الاستفادة من هذه الآليات الجديدة في تنفيذ برامجها التنموية،‏ التزاما ً<br />

ر


بمبدأ التفاعل مع احتياجات اتمع والمساهمة في حل مشكلاته بالطرق<br />

العلمية،‏ وهو الهدف الأسمى للبحث العلمي بأنشطته وبرامجه<br />

ومشروعاته المتنوعة التي ترعاها جامعة الملك عبدالعزيز.‏<br />

á```````````````eó```````````≤```````e<br />

وهذه السلسلة الجديدة من الدراسات التي تهدف لإرساء القواعد<br />

العلمية لتأسيس مجتمع المعرفة في المملكة إنما تضيف بعدا ً جديدا ً<br />

لأنشطة البحث العلمي في الجامعة،‏ وهو نشر الثقافة العلمية التي<br />

باتت من ضرورات العصر،‏ والتي لا تقتصر - كما هو شائع - على تبسيط<br />

العلوم والإلمام بآخر إنجازات العلم والتكنولوجيا،‏ وإنما تعنى تثقيف غير<br />

العلميين علميا ً،‏ وتوعية العلميين ثقافيا ً،‏ بل وعلميا ً أيضا ً.‏ فعلماؤنا -<br />

كما يقول بعض الخبراء - بحاجة إلى تثقيف علمي يحررهم من أسر<br />

تخصصهم الضيق،‏ ويسد فجوات الفراغ الفكري لديهم.‏ ذلك لأن<br />

التفكير العلمي لا يتوافر لدينا،‏ ولم يصبح بعد ذهنية عامة شائعة في<br />

مجتمعنا.‏ ونحن أحوج ما نكون إلى إتباع المنهجية العلمية لإنتاج فكر<br />

يسهم في إثراء المعرفة،‏ وإلى علمية الثقافة بمفهومها الواسع الشامل<br />

تلف جوانب الحياة المادية والمعنوية حتى نستطيع التعامل والتفاعل<br />

مع عصر العلم والتكنولوجيا ونقيم صرح مجتمع المعرفة.‏<br />

إن مركز الإنتاج الإعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز ليرجو من وراء<br />

نشر هذه السلسلة من الدراسات أن يقدم علما ً ينتفع به اتمع<br />

السعودي بكافة مستوياته،‏ وكل مجتمع عربي ينشد الدخول إلى<br />

مجتمع المعرفة.‏<br />

و ‏«معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر»‏ كما قال<br />

ابن عباس رضي االله عنهما.‏<br />

والله الحمد في الأولى والآخرة . .<br />

مدير مركز الإنتاج الإعلامي<br />

أ.د.‏ عصام بن يحيى الفيلالي<br />

ش


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


المحتويات<br />

رقم الصفحة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

تصدير<br />

تقديم<br />

مقدمة<br />

المقدمة<br />

الفصل الأول:‏ خلفيات<br />

˚ تعريف <strong>الفقر</strong><br />

- تعريفات شائعة<br />

- الفقير<br />

- الدول الفقيرة<br />

- وجهات نظر<br />

- التعريف القياسي<br />

- التعريف الشامل<br />

˚ مصطلحات قرآنية<br />

- الخصاصة<br />

- العيلة<br />

- <strong>الفقر</strong><br />

- الإملاق<br />

الفصل الثاني:‏ معايير ومسببات<br />

˚ مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية<br />

- مستوى الاستهلاك<br />

- الأبعاد الأخرى<br />

- <strong>الفقر</strong> المطلق<br />

- <strong>الفقر</strong> النسبي<br />

˚ انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />

- مستوى <strong>الفقر</strong> ‏(البنك الدولي)‏<br />

- مستوى <strong>الفقر</strong> ‏(الأمم المتحدة)‏<br />

- المعايير المزدوجة<br />

ز<br />

ك<br />

س<br />

١<br />

١٧<br />

١٩<br />

١٩<br />

٢١<br />

٢١<br />

٢٢<br />

٢٥<br />

٢٦<br />

٣٥<br />

٣٥<br />

٣٦<br />

٣٦<br />

٣٧<br />

٣٩<br />

٤١<br />

٤١<br />

٤٥<br />

٤٥<br />

٤٧<br />

٥٤<br />

٥٤<br />

٥٥<br />

٥٧<br />

ث


المحتويات<br />

رقم الصفحة<br />

٥٩<br />

٦١<br />

٦٣<br />

٦٦<br />

٦٦<br />

٦٩<br />

٧١<br />

٧١<br />

٧٢<br />

٧٣<br />

٧٤<br />

٧٤<br />

٧٥<br />

٧٥<br />

٧٥<br />

٧٦<br />

٧٩<br />

٨١<br />

٨١<br />

٨٢<br />

٨٦<br />

٨٦<br />

٨٧<br />

٨٩<br />

٩٣<br />

٩٤<br />

٩٥<br />

٩٨<br />

٩٩<br />

- التلاعب بالبيانات<br />

الفصل الثالث:‏ أسباب وتداعيات <strong>الفقر</strong><br />

˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي<br />

˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />

- <strong>الفقر</strong> وعالمية التنمية<br />

- أسباب <strong>الفقر</strong><br />

˚ دورة <strong>الفقر</strong><br />

- التأثير على النمو الاقتصادي<br />

- عدم توازن توزيع الثروة<br />

- التدخل المتزايد من الدولة<br />

- الحلول<br />

- حلول اليسار<br />

- حلول السوق الحرة<br />

- تداعيات الحلول<br />

- نقد الإصلاح التقدمي<br />

- الترويج للخصخصة<br />

الفصل الرابع:‏ برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> في العالم<br />

˚ دور الأمم المتحدة<br />

- البنك الدولي<br />

- دور البنك في محاربة <strong>الفقر</strong><br />

˚ دور المعونات الدولية<br />

- الأمم المانحة<br />

- الحملات الشعبية العالمية<br />

- العون الاقتصادي لإنهاء <strong>الفقر</strong> حول العالم<br />

˚ بنك جرامين<br />

- قضية <strong>الفقر</strong><br />

- إنشاء البنك<br />

- إنجازات<br />

- السمات المميزة لبنك جرامين<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

خ


المحتويات<br />

رقم الصفحة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٩٩<br />

١٠٠<br />

١٠١<br />

١٠٣<br />

١٠٤<br />

١٠٥<br />

١٠٧<br />

١٠٨<br />

١٠٩<br />

١١٠<br />

١١٠<br />

١١١<br />

١١٣<br />

١١٣<br />

١١٧<br />

١١٩<br />

١١٩<br />

١٢٠<br />

١٢١<br />

١٢٤<br />

١٢٤<br />

١٢٧<br />

١٣٠<br />

١٣٠<br />

١٣١<br />

١٣٢<br />

١٣٣<br />

١٣٤<br />

١٣٧<br />

- الأهداف الاجتماعية<br />

- النساء كقوة عمل<br />

- الابتكار<br />

- المؤسسية<br />

- الشورى<br />

- التجربة التنموية<br />

- ردود فعل عالمية<br />

- برنامج التضامن<br />

˚ مؤسسة جرامين<br />

- تقارب برامج جميل وبرامج يونس<br />

- مبادرة جرامين - جميل<br />

- المبادرة المصرية<br />

- مبادرة تونس<br />

- بوابة القروض المتناهية الصغر<br />

الفصل الخامس:‏ <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />

˚ اهتمام ملكي<br />

- تفقد حالة <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />

- مؤسسة الملك عبد االله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي<br />

- الصندوق الخيري الوطني<br />

˚ <strong>الفقر</strong> في المملكة<br />

- مظاهر <strong>الفقر</strong><br />

- فقر النساء<br />

˚ جهود القضاء على <strong>الفقر</strong><br />

- ثقافة الإنتاج<br />

- مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة<br />

- صندوق التنمية الصناعية السعودي<br />

- صندوق المئوية<br />

- برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع<br />

المراجع<br />

ذ


الجداول<br />

رقم الصفحة<br />

جدول (١). عدد حالات سوء التغذية ‏(الجوع)‏ التي تزيد عن ٥ مليون حالة في دول ٨<br />

٩<br />

٢٦<br />

٤٩<br />

٥٦<br />

العالم في الفترة ما بين عام ‎٢٠٠١‎م إلى ‎٢٠٠٢‎م.‏<br />

جدول (٢). حالات سوء التغذية بالملايين في الدول العربية.‏<br />

جدول (٣). معدلات <strong>الفقر</strong> في بعض دول العالم (٪).<br />

جدول (٤). درجة تساوي الدخل في الدول العربية.‏<br />

جدول (٥). مستوى <strong>الفقر</strong> في دول نامية ودول غنية.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الأشكال<br />

رقم الصفحة<br />

٦<br />

٢٩<br />

٤٣<br />

٤٣<br />

٤٨<br />

٤٨<br />

٥٣<br />

شكل (١). الشريط البرتقالي لرفع مستوى الوعي عن <strong>الفقر</strong>.‏<br />

شكل (٢). هرم الحاجات البشرية.‏<br />

شكل (٣). معدل <strong>الفقر</strong> المدقع في مناطق مختلفة من العالم عبر عقدين<br />

من الزمان.‏<br />

شكل (٤). عدد <strong>الفقر</strong>اء؛ مع إدخال عامل الاستهلاك المنخفض.‏<br />

شكل (٥). معامل جيني.‏<br />

شكل (٦). خط لورنز لتوزيع الدخل.‏<br />

شكل (٧). معيار روبين هوود.‏<br />

غ


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


٢<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


ربما كان <strong>الفقر</strong> والخوف من <strong>الفقر</strong> هو الشغل الشاغل للإنسان منذ بداية الخليقة،‏<br />

والحديث عن <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء شغل حيزا ً كبيرا ً في إنتاج الفلاسفة والشعراء والأدباء<br />

والعلماء عبر القرون.‏ أما <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> فكانت شعار الثورات الشعبية والانقلابات<br />

العسكرية منذ بداية التاريخ؛ وعلى رأسها الثورة الفرنسية التي أشار إليها البعض<br />

على أنها ثورة الخبز؛ وكذلك قامت الثورة البلشفية مدعية انصاف <strong>الفقر</strong>اء والعمال<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

والزراع.‏ وتمخض عن تلك الثورات نظريات اقتصادية واجتماعية من رأسمالية<br />

واشتراكية وشيوعية ووجودية وفوضوية.‏ وكلما زاد اللغط حول برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />

في اتمعات اتلفة كلما اشتد بالناس العوز واستشرى الجوع واستفحلت البطالة<br />

وضاقت السبل بالناس على سعة الأرض وما تنتجه من خيرات.‏<br />

ومنذ عام ‎١٩٩٣‎م يتم الاحتفال سنويا ً باليوم العالمي للقضاء على <strong>الفقر</strong>،‏ وذلك<br />

بهدف تعزيز الوعي حول الحاجة للحد من <strong>الفقر</strong>؛ و<strong>الفقر</strong> المدقع في كافة البلدان وبشكل<br />

خاص في البلدان النامية،‏ حيث أصبحت هذه الحاجة إحدى أولويات التنمية.‏ وفي مؤتمر<br />

الألفية التزم زعماء الدول بتخفيض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع - الشعوب<br />

التي يساوي دخلها أقل من دولار في الشهر - إلى النصف بحلول عام ‎٢٠١٥‎م؛ وقد<br />

نوه الأمين العام في رسالته لعام ‎٢٠٠٤‎م إلى الحاجة إلى قفزة كبيرة إذا أريد تحقيق<br />

النتائج المرجوة من الأهداف الإنمائية للألفية والمستهدفة في عام ‎٢٠١٥‎م (١) . كما<br />

صدرت وثائق الجمعية العامة للأمم المتحدة المهتمة ب<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ وتكونت عدة لجان<br />

إقليمية من بينها اللجنة الاقتصادية لأفريقيا ‏(‏ECA‏)؛ واللجنة الاقتصادية لأمريكا<br />

اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ،(ECLAC) واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي<br />

آسيا ‏(‏ESCWA‏)؛ واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ،(ESCAP)<br />

وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ‏(‏UNDP‏)؛ والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ‏(‏IFAD‏)؛<br />

وصندوق النقد الدولي ،(IMF) واليونسكو؛ ومجموعة البنك الدولي (١) . ومع كل ذلك<br />

٣


فإن <strong>الفقر</strong> حول العالم في ازدياد دءوب،‏ وفق مصادر البنك الدولي نفسه (٢) ؛ حيث وصل<br />

عدد الجوعى حول العالم إلى ٧٠٠ مليون نسمة.‏<br />

ولم يعد <strong>الفقر</strong> حكرا ً على الدول الفقيرة بل استشرى حتى في الدول الغنية؛ ففي<br />

الولايات المتحدة الأمريكية،‏ لم يتغير متوسط الدخل للبيوت الأمريكية بين عام<br />

‎١٩٩٣‎م وعام ‎٢٠٠٢‎م ، بينما ارتفع منسوب <strong>الفقر</strong> في الدولة من ١٢٫١٪ في عام ‎٢٠٠٢‎م<br />

إلى ١٢٫٥٪ في عام ‎٢٠٠٣‎م،‏ وفق مكتب الإحصاء الأمريكي (٣) ؛ أي أن ٣٥٫٩ مليون أمريكي<br />

منهم ١٢٫٩ مليون طفل يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong>.‏<br />

ووفق إحصائيات عام ‎١٩٩٨‎م (٤) :<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> في المدن الكبرى ١٢٫٣٪.<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين المقيمين في وسط المدن ١٨٫٥٪.<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين المقيمين في الضواحي ٨٫٧٪.<br />

˚ نسبة الأطفال <strong>الفقر</strong>اء ١٨٫٩٪.<br />

˚ يشكل الأطفال نسبة ٣٩٪ من <strong>الفقر</strong>اء،‏ وهم يمثلون ٢٦٪ من مجموع السكان<br />

ومستوى <strong>الفقر</strong> بين الأطفال أعلى من أي شريحة أخرى من الأمريكيين؛ حيث<br />

بلغت نسبة الأطفال الأقل من ٦ سنوات والذين يعيشون في عائلة تشمل<br />

أما ً دون زوج ٥٤٫٨٪. ونسبة الأطفال في نفس السن والذين يعيشون في عائلة<br />

مكونة من زوجين ١٠٫١٪.<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أفريقية ٢٦٫١٪.<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أسيوية وجزر المحيط الهادئ ١٢٫٥٪.<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول أسبانية ٢٥٫٦٪.<br />

˚ معدل <strong>الفقر</strong> بين الأمريكيين من أصول بيضاء غير أسبانية ٨٫٢٪.<br />

٤


ورغم توفر مصادر الطعام في البلاد،‏ نجد أن الأمن الغذائي بعيدا ً من التحقق،‏ خاصة<br />

في المدن الكبرى (٥) ؛ فالإحصائيات تشير إلى أن (٤) :<br />

˚ ازدياد طلبات المساعدة الطارئة للتغذية بنسبة ١٤٪ في عام ‎٢٠٠٤‎م،‏ ولم يمكن<br />

تلبية سوى ٢٠٪ من تلك الطلبات،‏ وفق دراسة مؤتمر عمد الولايات المتحدة<br />

Mayors) (United States Conference of في ٢٧ مدينة.‏<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

˚ وفق دراسة لمؤسسة خبز للعالم Institute) ،(Bread for the World فإن ٣٫٥٪ من<br />

المنازل في الولايات المتحدة؛ حيث يعيش ٩٫٦ مليون فرد من بينهم ٣ ملايين طفل<br />

يعانون من الجوع.‏ وبعض الأفراد في تلك المنازل يضطرون إلى إغفال بعض الوجبات<br />

اليومية أو الإقلال من الطعام أو عدم تناول أي طعام طوال بعض الأيام.‏<br />

˚ وصل عدد الذين يعيشون في منازل ليس فيها طعام ملائم إلى حوالي ٣٣ مليون<br />

شخص في عام ‎٢٠٠٠‎م،‏ وثلث تلك المنازل بها أطفال وكبار السن أمسوا جوعى<br />

في بعض الأحيان.‏<br />

˚ سجلت مؤسسة الحصاد الثاني Harvest) ،(Second وهي أكبر شبكة بنوك طعام<br />

في الولايات المتحدة - التي تجمع التبرعات في صورة معلبات طعام لتوزعها على<br />

الجوعى - أن حوالي ٢٣٫٣ مليون شخص لجأوا لوكالاتها المحلية للمعونة في عام<br />

‎٢٠٠١‎م؛ منهم ٤٠٪ من الطبقة العاملة،‏ مقارنة بعدد ٢ مليون في عام ‎١٩٩٧‎م.‏<br />

والشعور بالجوع عادة ما يتمثل في الشهية للطعام أو الاستعداد لتناول وجبة في<br />

موعدها،‏ وبعد مضي وقت طويل دون استجابة لتلك المشاعر الخفيفة يحس الإنسان<br />

بقرير في الأمعاء الدقيقة ثم ضمور في المعدة وعندما تشتد حدة الشعور بالجوع<br />

يحس بآلام حادة؛ مما قد يدفع الإنسان لالتهام أي شيء حتى لو لم يكن فيه غذاء (٦) .<br />

وعادة يكون بمقدور الإنسان السليم الذي يتلقى تغذية متوسطة أن يعيش لفترة تزيد<br />

عن ٥٠ يوما ً دون طعام،‏ ولكنه لا يحيا دون سوائل لأكثر من ثلاثة أيام.‏<br />

٥


والجوع المقصود هنا ليس الجوع الرمزي الذي يشير إلى الرغبة في أشياء أخرى غير<br />

الطعام المغذي.‏ وعلى النطاق الجماعي يشير الجوع إلى انتشار حالات سوء التغذية<br />

أو الحرمان في اتمع،‏ الذي هو في العادة نتيجة <strong>الفقر</strong>،‏ أو النزاعات السياسية وعدم<br />

الاستقرار،‏ أو ااعات الجماعية الناجمة عن أحوال زراعية سيئة.‏<br />

ويعتبر الجوع حتى اليوم المشكلة الرائدة بالنسبة لتداعيات <strong>الفقر</strong> على نطاق العالم<br />

كله وفقا ً لمنظمة الغذاء والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة؛ ففي الفترة من عام<br />

- ١٩٩٩ ‎٢٠٠٥‎م كان ٨٥٠ مليون فرد في حالة سوء تغذية شديدة،‏ وهذا الرقم في تزايد<br />

مطرد،‏ ولهذا يستخدم العاملون على <strong>مكافحة</strong> الجوع شريطا ً برتقاليا ً لرفع مستوى<br />

الوعي بمشكلة الجوع (٧) شكل (١).<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

شكل (١). الشريط البرتقالي لرفع مستوى الوعي عن <strong>الفقر</strong>.‏<br />

وهناك تفسيرات عديدة وآراء متباينة بالنسبة لأسباب استفحال مشكلة الجوع<br />

و<strong>الفقر</strong> في العالم في وجه كل المشاريع المتعاقبة والشعارات البراقة عن <strong>مكافحة</strong><br />

<strong>الفقر</strong>.‏ فمنظمات مثل الطعام أولا ً First) (Food التابعة لمؤسسة سياسة الطعام<br />

والتنمية Policy) (Institute for Food and Development في ولاية كاليفورنيا بالولايات<br />

المتحدة الأمريكية ترفع شعار ‏«سيادة الطعام»‏ حيث ترى أن أي دولة على وجه الأرض<br />

- ربما باستثناء بسيط لبعض المدن التي تشكل دولة - لديها من موارد الزراعة ما<br />

٦


يكفي لإطعام كل من فيها إلا أن نظام اقتصاديات التجارة الحرة المقترن بمنظمة<br />

التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي يقف عقبة في وجه تحقيق ذلك<br />

التوزيع العادل للموارد الغذائية.‏ وبالمقابل فإن البنك الدولي نفسه يدعي بأنه جزء من<br />

فك دورة الجوع و<strong>الفقر</strong> حيث أن قيام الدول ببناء الاقتصاديات التي توجهها عمليات<br />

التصدير ستعود على تلك البلاد بالريع المالي الذي يمكنها من شراء المواد الغذائية<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

من السوق العالمية (٨) . وهذا بالطبع على افتراض أن العائد من التصدير سيعود على<br />

أشخاص أو مؤسسات تشتري به طعاما ً بدلا ً من إعادة استثماره في مشاريع أخرى<br />

خارج الدولة.‏<br />

ويرى امارتيا سن Sen) (Amartya الذي حاز على جائزة نوبل عام ‎١٩٩٨‎م جزئيا ً على<br />

بحوثه في الاقتصاد والجوع و<strong>الفقر</strong>،‏ بأن الجوع في العصر الحديث ليس نتيجة نقص<br />

في موارد الطعام ولكنه ناجم عن مشاكل في شبكات توزيع الطعام،‏ أو سياسة<br />

الحكومات في الدول النامية (٩-٢٣) .<br />

وأيا كان السبب،‏ فإن جدول (١) يرصد بعض الدول التي فيها ٥ مليون أو أكثر من<br />

البشر يعانون من سوء التغذية ما بين عام ‎٢٠٠١‎م وعام ‎٢٠٠٣‎م وفقا ً لمنظمة الغذاء<br />

والزراعة.‏ وبطبيعة الحال هذه القائمة لا تأخذ في الحسبان تعداد السكان؛ فعلى سبيل<br />

المثال تصل نسبة حالات سوء التغذية في الهند إلى حوالي ١٩٫٦٪، وفي الصين حوالي<br />

١١٪، أما في أنجولا فتصل إلى ٤٢٪. وفي جدول (٢) نجد عدد حالات سوء التغذية بالملايين<br />

في بعض الدول العربية على مدى الفترة من عام ‎١٩٦٩‎م إلى عام ‎٢٠٠٣‎م حيث هناك<br />

بعض حالات التدهور في بعض الدول بينما البعض الآخر يشهد قدرا ً من التحسن.‏<br />

ووفقا ً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كانت الإنسانية على وشك<br />

الانتصار في حربها على عدوها القديم في نهاية الربع الأخير من القرن العشرين.‏ ففي<br />

الفترة من عام ‎١٩٧٠‎م إلى عام ‎١٩٩٧‎م،‏ تراجع عدد الجوعى من ٩٥٩ مليونا ً إلى ٧٩١<br />

٧


مليون شخص نتيجة للتقدم الكبير في خفض عدد الأفراد الذين يعانون من سوء<br />

التغذية في الصين والهند.‏<br />

بيد أنه في النصف الثاني من عقد التسعينيات،‏ ارتفع عدد الجوعى فى البلدان<br />

النامية بمعدل أربعة ملايين شخص سنويا ً.‏ وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من<br />

سوء التغذية في العالم في الفترة ما بين عامي - ٢٠٠٠ ‎٢٠٠٢‎م إلى ٨٥٢ مليونا ً منهم<br />

٨١٥ مليون شخص في البلدان النامية و ٢٨ مليون شخص في البلدان التي تمر بمرحلة<br />

انتقالية وأخيرا ً تسعة ملايين شخص في البلدان الصناعية.‏<br />

أما اليوم،‏ فواحد من بين كل سبعة أشخاص عاجز عن تلبية احتياجاته الغذائية<br />

الأساسية ليعيش حياة صحية ونشيطة،‏ مما يجعل الجوع وسوء التغذية يشكلان<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الخطر الأول الذي يهدد الصحة العالمية أكثر من مرضي الإيدز والالتهاب الرئوي.‏<br />

جدول (١). عدد حالات سوء التغذية ‏(الجوع)‏ التي تزيد عن ٥ مليون حالة<br />

في دول العالم في الفترة ما بين عام - ٢٠٠١ ‎٢٠٠٢‎م.‏<br />

ájò¨àdG Aƒ°S ä’ÉM OóY<br />

(¿ƒ«∏e)<br />

á```````dhó````````dG<br />

ájò¨àdG Aƒ°S ä’ÉM OóY<br />

(¿ƒ«∏e)<br />

á```````dhó````````dG<br />

11^5 Éjôé«f 212 óæ¡dG<br />

9^7 É«æ«c 150 Ú°üdG<br />

8^8 ¿GOƒ`````°ù```dG 43^1 ¢ûjOÓéæH<br />

8^3 ≥«ÑeGRƒe 37 ƒ‚ƒµdG<br />

7^9 á«dɪ°ûdG ÉjQƒc 35^2 ¿Éà°ùcÉH<br />

7^1 øª«dG 31^5 É«Hƒ«KEG<br />

6^5 ô≤°ûZóe 16^1 É«fGõæJ<br />

5^9 É«Ñeƒdƒc 15^2 ÚÑ«∏ØdG<br />

5^7 …ƒHÉÑÁR 14^4 πjRGÈdG<br />

5^1 ∂«°ùµŸG <strong>13</strong>^8 É«°ù«fhófEG<br />

5^1 É«ÑeGR <strong>13</strong>^8 ΩÉæà«a<br />

5 ’ƒ‚CG <strong>13</strong>^4 ófÓjÉJ<br />

٨


جدول (٢). عدد حالات سوء التغذية بالملايين في الدول العربية.‏<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

2004-2003 2002-2001 1997-1995 1992-1990 1981-1979 1971-1969 ó````∏```Ñ````dG<br />

1^4 1^5 1^7 1^3 1^7 6^8 ôFGõ÷G<br />

0^5 0^5 0^3 0^3 0^2 0^1 ôª≤dG QõL<br />

0^2 0^2 0^2 0^3 0^2 0^1 »JƒÑ«L<br />

2^6 2^4 2^2 2^5 3^6 9^1 ô°üe<br />

0^3 0^4 0^3 0^1 0^1 0^3 ¿OQC’G<br />

0^1 0^1 0^1 0^5 0^1 0^1 âjƒµdG<br />

0^1 0^1 0^1 0^1 0^2 0^5 ¿ÉæÑd<br />

- -- 0^0 0^0 0^0 0^2 É«Ñ«d<br />

0^3 0^3 0^3 0^3 0^6 0^7 É«fÉàjQƒe<br />

1^8 1^9 1^7 1^5 1^9 2^5 Üô¨ŸG<br />

0^6 0^6 0^3 Ú£°ù∏a<br />

1^0 0^9 0^8 0^7 0^2 2^6 ájOƒ©°ùdG<br />

8^7 8^8 6^5 7^9 5^7 5^4 ¿GOƒ°ùdG<br />

0^6 0^6 0^6 0^7 0^3 1^0 É```jQƒ```°S<br />

-- -- 0^1 0^1 0^2 0^6 ¢ùfƒJ<br />

-- -- 0^1 0^1 0^0 0^0 äGQÉeE’G<br />

7^6 7^1 5^6 4^2 3^2 3^4 øª«dG<br />

وبرنامج الأغذية العالمي في معالجته لمشكلة الجوع يفرق بين الجوع المزمن الذي<br />

يعاني منه البشر في البلاد التي يجتاحها الجفاف،‏ واللاجئون الذين يعيشون في حالات<br />

سيئة ناجمة عن ويلات الحروب وضحايا الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى التي<br />

ينتج عنها معاناة البشر بسبب نقص الغذاء.‏ بيد أن حالات الطوارئ تمثل فقط ٨٪ من<br />

ضحايا الجوع.‏ وبالطبع كبرنامج مختص بالأغذية فإنه يرى في سوء التغذية اليومية<br />

مشكلة أعقد رغم أنها أقل أشكال الجوع وضوحا ً،‏ فهي تؤثر في ملايين الأشخاص عبر<br />

مدينة جاكرتا في إندونيسيا،‏ مرورا ً بمدينة بنوم بنه عاصمة كمبوديا إلى القرى الجبلية<br />

في بوليفيا ونيبال؛ ففي تلك الأماكن يكون الجوع أكثر من كونه معدة خاوية.‏<br />

ووفقا ً لدراسات البرنامج ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى فإن ضحايا سوء التغذية<br />

يعيشون لمدة أسابيع وقد تصل إلى عدة شهور على أقل من ٢١٠٠ سعر حراري وهو<br />

٩


المتوسط الذي يحتاجه أي شخص يوميا ً ليعيش حياة صحية.‏ لذا يلجأ الجسم إلى<br />

تعويض الفاقد من الطاقة من خلال تباطؤ الأنشطة الجسدية والعقلية،‏ فالجسم<br />

الذي يعاني من الجوع لا يكون بإمكانه القيام بأي نشاط،‏ كما نجد الطفل الجائع يفقد<br />

أي رغبة في اللعب أوالدراسة.‏<br />

ويتسبب الجوع أيضا ً في إضعاف الجهاز المناعي للجسم؛ نتيجة الحرمان من التغذية<br />

الصحيحة؛ مما يجعل الأطفال على وجه الخصوص عرضة للإصابة بالأمراض الشائعة<br />

مثل الملاريا والإسهال.‏ وفي كل عام يؤدي سوء التغذية إلى زيادة عدد حالات الوفيات بين<br />

الأطفال دون سن الخامسة لتصل إلى أكثر من عشرة ملايين طفل.‏<br />

وفى حال حصول الأشخاص على الغذاء،‏ فإنهم يكونون أيضا ً عرضة للإصابة بسوء<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

التغذية فى حالة افتقار الغذاء إلى المكونات الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن<br />

اللازمة لتحقيق المتطلبات الغذائية في اليوم الواحد.‏ ويعتمد كل شكل من أشكال<br />

سوء التغذية على حجم المكونات الغذائية التي لا تتوافر في الوجبة إضافة إلى المدة<br />

الزمنية للغذاء وعمر الشخص.‏<br />

ويعد نقص البروتينيات من أكثر الأنواع شيوعا ً،‏ حيث يتسبب غياب البروتينيات في<br />

الإصابة بمرض كواشيركور،‏ كما تكون الأشكال الأخرى لسوء التغذية أقل ملاحظة<br />

ولكنها ليست أقل خطورة.‏ وينتج عن نقص الفيتامينات والعناصر المعدنية ‏(العناصر<br />

الصغرى)‏ والتي تؤدي إلى الإصابة بالأنيميا،‏ والإسقربوط،‏ ومرض بري بري،‏ وبلاجرا،‏<br />

وجفاف العين.‏<br />

وطبقا ً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة لعام ‎٢٠٠٤‎م حول الغذاء (٢٤) ، فإن هناك أكثر<br />

من ملياري شخص في العالم يعانون من نقص الفيتامينات والعناصر المعدنية،‏ خاصة<br />

فيتامين ‏(أ)،‏ وعنصري الحديد والزنك،‏ لورودهم في القائمة العاشرة التي وضعتها منظمة<br />

الصحة العالمية لمسببات الوفاة في البلدان النامية (٢٥) . وفيما يلي عرض لأوجه النقص:‏<br />

١٠


˚ نقص الحديد:‏ يعتبر من أكثر أشكال سوء التغذية شيوعا ً في العالم،‏ حيث يعاني<br />

منه أكثر من مليار شخص نصفهم مصابون بالأنيميا،‏ ولأن الحديد يدخل في<br />

تركيب الجزئيات التي تحمل الأوكسجين في الدم،‏ فبالتالي تكون أعراض النقص<br />

هي التعب والكسل.‏ لذا يؤدي النقص الشديد في الحديد إلى تدهور القدرة<br />

الإنتاجية للأشخاص،‏ حيث إن نقص الحديد يعوق التنمية الفكرية للشخص،‏<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

كما أنه يصيب ما بين ٤٠٪ - ٦٠٪ من الأطفال في البلدان النامية.‏<br />

˚ نقص فيتامين ‏(أ):‏ يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى معاناة الجهاز المناعي موعات<br />

كبيرة من الأطفال دون سن الخامسة في البلدان الفقيرة مما ينذر بقابليتهم<br />

للإصابة بالكثير من الأمراض.‏ فعلى سبيل المثال،‏ يؤدي النقص في فيتامين ‏(أ)‏<br />

إلى زيادة مخاطر الوفاة من الإسهال والحصبة والملاريا بنسبة ٢٠٪ - ٢٤٪. ويعاني<br />

نحو ١٤٠ مليون طفل في سن مبكرة في ١١٨ دولة وأكثر من سبعة ملايين<br />

سيدة حامل من هذا النقص،‏ كما يعتبر هذا النقص أيضا ً سببا ً رئيسا ً في<br />

إصابة الأطفال بالعمى في البلدان النامية.‏<br />

˚ نقص اليود:‏ يعاني من نقص اليود أكثر من ٧٨٠ مليون شخص في العالم.‏<br />

ومن أكثر أعراضه وضوحا ً تورم الغدة الدرقية.‏ وتكمن الآثار الخطيرة لهذا المرض<br />

في المخ حيث لا يمكن أن ينمو دون توافر اليود.‏ وطبقا ً لأبحاث الأمم المتحدة،‏ يولد<br />

نحو ٢٠ مليون طفل وهم مصابون بالتخلف العقلي نتيجة افتقار الأمهات<br />

لليود أثناء الحمل.‏ وتعاني أسوء الحالات من تأخر النمو والتي ترتبط إلى حد كبير<br />

بالتخلف العقلي.‏<br />

˚ نقص الزنك:‏ يؤدي نقص الزنك إلى تأخير النمو وضعف الجهاز المناعي في الأطفال<br />

الصغار.‏ ويرتبط نقص الزنك بخطر التعرض للإسهال والالتهاب الرئوي الذي<br />

يسفر عن وفاة أكثر من ٨٠٠ ألف شخص سنويا ً.‏<br />

١١


وسواء كانت هذه الأرقام إشارة إلى الجوع أو سوء التغذية في العالم،‏ فإن مشكلة<br />

الجوع قائمة ومستعصية على الحل.‏<br />

ولعل من أسباب صعوبة تعامل المنظمات الدولية مع مشكلة <strong>الفقر</strong> والجوع في<br />

بلاد العالم،‏ هي النظرة الدونية التي ينظر بها القائمون على حل المشكلة إلى الذين<br />

يعانون من مغبات <strong>الفقر</strong> والتضور جوعا ً.‏ حيث أن هناك خلط في المفاهيم نتيجة<br />

تعريف الجوع وسوء التغذية.‏ فسوء التغذية حالة قد يعاني منها الغني والفقير على<br />

السواء.‏ بل إن كثيرا ًمن أوبئة العصر هي نتيجة سوء التغذية،‏ بما فيها إضطرابات الأكل<br />

اتلفة مثل مرض الشراهة العصابي ،(Bulimia) ومرض فقدان الشهية العصابي<br />

Nervosa) (Anorexia اللذان يصيبان الكثير من الممثلات والموديلات،‏ وكذلك الشراهة<br />

أو إدمان الطعام،‏ والتخمة،‏ وكل أنواع الخلل في النظام الغذائي،‏ مثل ما يفعله<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

المراهقون الذين يعيشون على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.‏ فكل المصابين<br />

بهذه الأوبئة ومزاولي تلك العادات يدخلون ضمن إحصائيات حالات سوء التغذية أو<br />

الجوع وفق منظمات الأمم المتحدة.‏<br />

ومن دعاء رسول االله صلى االله عليه وسلم:‏ ‏"اللهم إني أعوذ بك من الجوع،‏ فإنه بئس<br />

الضجيع.‏ ومن الخيانة فإنها بئست البطانة"‏ ‏(رواه النسائي وابن ماجه).‏<br />

كما أن الجائع ليس جائعا ً لأنه لا يحسن انتقاء ما يأكل،‏ وإنما لأنه فقير غير قادر على<br />

العمل والحصول على ما يسد جوعه.‏ والجائع ليس بالضرورة جاهلا ً عما يفيده أويضره،‏<br />

بل إن الإنسان بغريزته يميز بين الخبيث والطيب في مطعمه،‏ إذا لم يفسد تلك الغريزة<br />

العوز والحاجة،‏ والقيود المفروضة عليه في أن يصطاد ويزرع ويربي أنعاما ً يأكل منها.‏<br />

ومن أسباب استعصاء حل مشاكل الجوع هو أن هناك من يرى أن <strong>الفقر</strong> ثقافة وأنها<br />

حلقة لا مخرج لأحد منها.‏ وفكرة ثقافة <strong>الفقر</strong> نظرية اجتماعية تستخدم في توضيح<br />

دورة <strong>الفقر</strong>،‏ وهي قائمة على أن الفقير له قيم فريدة من نوعها،‏ والنظرية ترى أن الفقير<br />

١٢


سيظل يعاني من <strong>الفقر</strong> لأنه ألفه وكرس نفسه على مشقة <strong>الفقر</strong>.‏ ف<strong>الفقر</strong>اء أناس<br />

شكل <strong>الفقر</strong> حياتهم،‏ بل إن أعباء <strong>الفقر</strong> حولت حياة <strong>الفقر</strong>اء إلى فئات اجتماعية<br />

تشكلت سلوكياتها ومواقفها بحيث أنها فقدت القدرة على الهروب من طبقتها<br />

الدنيا (٢٦-٢٨) ، كما أن <strong>الفقر</strong>اء لهم من الخصائص ما لا يشاركهم فيها أي طبقة من<br />

الطبقات الاجتماعية الأخرى (٢٩) .<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

والبشر الذين تجمعهم ثقافة <strong>الفقر</strong> لديهم مشاعر قوية بالهامشية،‏ وهبوط الهمة،‏<br />

وقصر اليد،‏ وعدم القدرة على الاعتماد على أنفسهم،‏ وعدم الإنتماء.‏ فهم كالغرباء<br />

في بلادهم يؤمنون بأن المؤسسات القائمة لا تخدم احتياجاتهم ولا اهتمامهم؛ وإلى<br />

جانب الشعور بقلة الحيلة فإن هناك شعورا ً شائعا ً بينهم بالضعة وأن لا وزن لهم ولا<br />

قيمة.‏ ويعتبر أصحاب النظرية أن ذلك ينطبق على سكان المساكن العشوائية بمدينة<br />

مكسيكو سيتي - عاصمة المكسيك - الذين لا يشكلون مجموعة عرقية مميزة ولا<br />

يعانون من التمييز العنصري،‏ وكذلك السود في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة<br />

سكان المساكن الشعبية،‏ إلا أنهم بالإضافة إلى كونهم فقراء يعانون من التمييز<br />

العنصري (٢٨) .<br />

وقد جذبت نظرية ثقافة <strong>الفقر</strong> التي خص بها منظروها الدول النامية فقط؛ انتباه<br />

بعض صانعي السياسة الأمريكية والسياسيين وظهرت في بعض التقارير الخاصة<br />

بالحرب على <strong>الفقر</strong> في الولايات المتحدة الأمريكية (٣٠-٣٤) .<br />

ومنذ العقد السادس في القرن الماضي والنقاد يهاجمون نظرية ثقافة <strong>الفقر</strong><br />

كسبب في استمرار <strong>الفقر</strong> رغم حملات <strong>الفقر</strong> الموجهة إليه ويثبتون بالبيانات الواقعية<br />

زيف ذلك النموذج (٣٥) ، إلا أن عقودا ً من النقد من علماء الإجتماع وعلماء الجنس البشري<br />

والأكاديميين الآخرين الذين رفضوا أن للفقراء ثقافة فريدة على أساس تداعي محاولات<br />

إثباتها،‏ لم تتغلب على فكرة ثقافة <strong>الفقر</strong> التي ما زالت حية بين الناس (٣٦) .<br />

١٣


وعلى نفس المنوال،‏ تقوم ظاهرة ‏«حلقة <strong>الفقر</strong>»،‏ في علمي الاقتصاد والإجتماع؛<br />

كظاهرة اجتماعية تشير إلى أن من يصيبهم <strong>الفقر</strong> من الأفراد يبدون ميلا ً لأن يبقوا<br />

فقراء طوال عمرهم بل وعبر أجيال متعاقبة في بعض الأحوال.‏ وحلقة <strong>الفقر</strong> حلقة<br />

مفرغة تتغذى على نفسها لإنها تنشأ من عدم توفر الموارد المالية اللازمة للخروج<br />

من <strong>الفقر</strong> أي رأس المال المنتج والذي يعتقد بعض النقاد أنه لا يمكن الحصول عليه من<br />

البداية إلا إذا كان للفرد موارد مالية.‏ كما أن بعض النقاد لنظرية حلقة <strong>الفقر</strong> يرون أن<br />

من الصعب على الفقير أن يخرج من حلقة <strong>الفقر</strong> لا حبا ً في <strong>الفقر</strong> ولكن لأنه لا يملك<br />

من الموارد ما يكفي للاستثمار في تنمية حالته الاقتصادية.‏<br />

وحلقة <strong>الفقر</strong> لها جذور تاريخية قديمة على مر العصور خاصة في التواكلية<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

والقدرية.‏ فالفلاحون والمزارعون الذين يفلحون الأرض لصاحبها عليهم أن يدفعوا<br />

غالبية محاصيلهم لصاحب الأرض كإيجار أو للحكومة كضرائب،‏ ولا يسمح لهم<br />

بالاحتفاظ إلا بالقليل الذي يكفي لمعاشهم.‏ ولما كانوا لا يملكون القدرة على التوفير<br />

للاستثمار في رأس المال البشري أو العيني لإصلاح حالهم أو إنتاجهم أو لتوليد دخل<br />

لهم فإن عائلات المزارعين تبقى فقيرة لأجيال.‏ وبالتطبيق على مستوى الدول تسمى<br />

حلقة <strong>الفقر</strong> أحيانا ً بمصيدة <strong>الفقر</strong> (٣٧) .<br />

ومن الوجهة المادية والرأسمالية البحتة،‏ ربما كان هناك صحة لبعض جوانب تلك<br />

النظريات،‏ لهذا جاء الإسلام بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي إلى مجتمع تزاول فيه<br />

بعض هذه الظواهر التاريخية من اكتناز المال؛ ودفع <strong>الفقر</strong>اء إلى البقاء على فقرهم،‏<br />

وتواكل الفقير واستسلامه إلى حال فقره؛ ورضائه بالدنية في دنياه.‏ ففي الحض على<br />

الخروج من دائرة <strong>الفقر</strong>؛ يروى عن أنس بن مالك:‏ أن رجلا ً من الأنصار أتى النبي صلى االله<br />

عليه وسلم يسأله فقال:‏ ‏(أما في بيتك شيء؟)‏ قال:‏ بلى حلس:‏ نلبس بعضه ونبسط<br />

بعضه،‏ وقعب نشرب فيه من الماء.‏ قال:‏ ‏"ائتني بهما".قال:‏ فأتاه بهما،‏ فأخذهما رسول<br />

١٤


االله صلى االله عليه وسلم بيده وقال:"من يشتري هذين ؟".قال رجل:‏ أنا آخذهما بدرهم.‏<br />

قال:‏ ‏"من يزيد على درهم ٍ ؟"مرتين أو ثلاثا ً.قال رجل:‏ أنا آخذهما بدرهمين،‏ فأعطاهما إياه،‏<br />

وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري.وقال:‏ ‏"اشتر بأحدهما طعاما ً فانبذه إلى أهلك،‏<br />

واشتر بالآخر قدوما ً فأتني به".فأتاه به فشد فيه رسول االله - صلى االله عليه وسلم<br />

- عودا ً بيده ثم قال له:‏ ‏"اذهب فاحتطب وبع،‏ ولا أرينك خمسة عشر يوما ً".فذهب الرجل<br />

á```````````eó`````````≤````````ª``dG<br />

يحتطب ويبيع،‏ فجاءوقد أصاب عشرة دراهم،‏ فاشترى ببعضها ثوبا ً وببعضها طعاما ً.‏<br />

فقال رسول االله صلى االله عليه وسلم:‏ ‏"هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة ً في<br />

وجهك يوم القيامة،‏ إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة ٍ:‏ لذي فقر ٍ مدقع ٍ،‏ أو لذي غرم ٍ مفظع ٍ،‏<br />

أو لذي دم ٍ موجع"‏ ‏(رواه أبو داود في سننه).‏<br />

وبالنسبة للتواكل فلقد قال عمر الفاروق رضي االله عنه:‏ ‏"أرى الرجل فيعجبني،‏<br />

فأسأل أله عمل؟ فإن قيل:‏ لا،‏ سقط من عيني.‏ وكان يقول:‏ قد علمتم أن السماء لا<br />

تمطر ذهبا ً ولا فضة".‏<br />

وفي هذا الإصدار نعرض بعض الخلفيات عن <strong>الفقر</strong>،‏ وتعريفاته،‏ وقضاياه،‏ ثم نعرج<br />

على نبذة تاريخية عن مفهوم <strong>الفقر</strong> عبر مراحل التاريخ اتلفة،‏ بما في ذلك العالم<br />

المعاصر،‏ ثم نتطرق إلى برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ ونعرض تقييما ً لها.‏<br />

١٥


١٦<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

äÉ«Ø∏N<br />

˚ تعريف <strong>الفقر</strong> ˚ مصطلحات قرآنية<br />

١٧


١٨<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


تعريف <strong>الفقر</strong><br />

á`©`FÉ`°T äÉ``Ø`jô`©J<br />

<strong>الفقر</strong> من أكثر المفاهيم التي عرفت من أوجه مختلفة ومتعددة؛ وأكثرها شيوعا ً<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

هو (٣٨) : ‏«الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد إلى الدخل الكافي للحصول على<br />

المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يعد من<br />

الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة».‏<br />

ومن الأقوال الشهيرة عن <strong>الفقر</strong>:‏ ‏«<strong>الفقر</strong> هو الجوع والوحدة وعدم وجود مأوى يؤوي<br />

عند انتهاء اليوم وحرمان وعنصرية واستغلال وجهل»‏ ‏(أم من أمريكا اللاتينية).‏<br />

‏«<strong>الفقر</strong> معناه أن تستيقظ بلا منظور،‏ <strong>الفقر</strong> يسلبك تطلعك إلى المستقبل»‏ ‏(ممثل<br />

رابطة نشاطات المؤسسات غير الحكومية).‏<br />

‏«الحقوق التي يثرى بها دستورنا الجديد ستكون خاوية،‏ وديمقراطيتنا ستبقى هشة<br />

إذا لم يصحبها التحسن والتقدم في حياة البشر؛ خاصة هؤلاء الذين يتحملون عبء<br />

<strong>الفقر</strong> وعدم المساواة»‏ ‏(نيلسون مانديلا).‏<br />

وعلى المستوى العام:‏ <strong>الفقر</strong> ناتج عن المستوى المنخفض للتنمية الاقتصادية أو<br />

للبطالة المنتشرة،‏ والأفراد الذين لا يملكون القدرة الأقل من المتوسطة للحصول على<br />

دخل - لأي سبب كان-‏ غالبا ً ما يكونون فقراء.‏<br />

وهذا التعريف للفقر يحمل بين طياته إحدى التعريفات الثلاثة التي يعرف بها<br />

<strong>الفقر</strong>اء،‏ والتي حددت في منتدى العالم الثالث ‎١٩٩٤‎م (٣٨) :<br />

˚ التعريف الموضوعي للفقراء:‏ ويركز التعريف على كون <strong>الفقر</strong>اء هم غير القادرين<br />

على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة.‏ ويعتبر كلا ً من دخل الأسرة<br />

ومتوسط نفقات الفرد مقياسين كافيين لمستوى المعيشة،‏ وهنا يكمن الفرق<br />

١٩


بين <strong>الفقر</strong> وعدم المساواة،‏ فكما ذكر البنك الدولي في تقرير التنمية في العالم<br />

‎١٩٩٠‎م أن <strong>الفقر</strong> يعبر عن المستوى المطلق لمعيشة جزء من السكان وهم <strong>الفقر</strong>اء،‏<br />

بينما يعبر عدم المساواة عن المستوى النسبي للمعيشة في اتمع ككل.‏<br />

˚ التعريف الذاتي للفقراء:‏ يعرف فيه <strong>الفقر</strong>اء من وجهة نظر الفرد ذاته؛ فإذا شعر<br />

بأنه لا يحصل على ما يحتاج إليه - بصرف النظر عن احتياجاته الأساسية<br />

- يعد فقيرا ً.‏<br />

˚ التعريف الاجتماعي للفقراء:‏ هم من يحصلون من اتمع على مساعدة<br />

اجتماعية،‏ ويعتبر الحد الفاصل للفقر هو الحد الأدنى الرسمي للدخل الذي<br />

يحصل عليه الفرد عندما يعتمد في معاشه على المعونة الاجتماعية.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

ومن التعريفات التي تأتي مصاحبة لتعريف <strong>الفقر</strong> هو تعريف حد <strong>الفقر</strong> وهو الحد<br />

الأدنى من الدخل اللازم لتلبية النفقات الضرورية للغذاء والبنود غير الغذائية لأفراد<br />

الأسرة،‏ بحيث يعتبر هذا المستوى من الدخل أو الإنفاق هو الحد الفاصل بين <strong>الفقر</strong>اء<br />

وغير <strong>الفقر</strong>اء؛ فمن يقعون عند الحد الفاصل أو أدنى منه يوصفون بأنهم فقراء،‏ ومن<br />

يقعون فوق الحد الفاصل هم غير <strong>الفقر</strong>اء.‏ وقد حدده البنك الدولي في تقرير التنمية<br />

عام ‎١٩٩٢‎م بأنه ٤٠٠ دولار للفرد عام ‎١٩٩٠‎م وما يوازيها من دولارات حتى عام ‎٢٠٠٠‎م.‏<br />

أما برنامج الأمم المتحدة للتنمية فقد عرف <strong>الفقر</strong> ببعد إنساني أعمق؛ وهو أنه<br />

إنكار ورفض للعديد من الاختيارات والفرص الأساسية لتنمية الإنسان،‏ ويتضمن<br />

ذلك القدرة على عيش حياة طويلة مبدعة وصحية وعلى اكتساب المعرفة ونيل<br />

الحرية والكرامة واحترام الذات واحترام الآخرين،‏ والتوصل إلى المصادر المطلوبة لمستوى<br />

معيشة كريمة (٣٨) .<br />

وتضم دائرة <strong>الفقر</strong> مليار فرد في العالم بعد استبعاد الصين والهند،‏ حيث يقل فيها<br />

دخل الفرد عن ٦٠٠ دولار سنويا ً منهم ٦٣٠ مليون في فقر شديد ‏(متوسط دخل الفرد<br />

٢٠


يقل عن ٢٧٥ دولار سنويا ً)،‏ وإذا اتسعت الدائرة وفقا ً لمعايير التنمية البشرية لشملت ٢<br />

مليار فرد من حجم السكان في العالم البالغ حوالي ٦ مليار فرد،‏ منهم مليار فرد غير<br />

قادرين على القراءة أو الكتابة،‏ ومليار ونصف لا يحصلون على مياه شرب نقية،‏ وهناك<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية،‏ وهناك مليار فرد يعانون الجوع،‏ وحوالي ١٣<br />

مليون طفل في العالم يموتون سنويا ً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو<br />

سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم (٣٩) .<br />

ô`«`≤`ØdG<br />

الفقير هو الذي لا مال له و العاجز عن دفع ما يؤمن لقمة العيش له أو سد حاجته.‏<br />

واقتصاديا ً الفقير هو من يعيش تحت حد <strong>الفقر</strong>.‏ ولفظة فقير في الهند تطلق على<br />

زهاد يستعملون تمتمات مقدسة صوفية إسلامية أو هندوسية.‏ والصورة النمطية<br />

للفقير هو أن يمضي حياته شبه عار،‏ ويمشي حافي القدمين على الجمر المتقد،‏ وينام<br />

على سرير من المسامير،‏ ويرتفع جالسا ً في الهواء،‏ ولا يأكل ولا يشرب.‏ وهؤلاء الزهاد<br />

يقلدهم الكثير من متسولي الشوارع البسطاء في الهند وباكستان مما جعل كلمة<br />

فقير تدخل لغتي الأوردو والهندية كمرادف لمتسول (٤٠) .<br />

Iô`«`≤`Ø`dG ∫hó``dG<br />

يمكن تعريف الدول الفقيرة بأنها تلك الدول التي تعاني من مستويات منخفضة<br />

من التعليم والرعاية الصحية،‏ وتوفر المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ومستوى<br />

الغذاء الصحي كما ً أو نوعا ً لكل أفراد اتمع ويضاف إلى ذلك معاناتها من التدهور<br />

والاستنزاف المستمر لمواردها الطبيعية،‏ مع انخفاض مستوى دائرة <strong>الفقر</strong> (٣٩) .<br />

وقد عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي<br />

ينخفض فيها دخل الفرد عن ٦٠٠ دولار،‏ وعددها ٤٥ دولة معظمها في أفريقيا،‏ منها<br />

١٥ دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن ٣٠٠ دولار سنويا ً.‏<br />

٢١


وبرنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوى رفاهية<br />

الإنسان ونوعية الحياة .(Livelihood) هذا البرنامج وسع دائرة <strong>الفقر</strong> بمفهوم نوعية<br />

الحياة لتضم داخلها ٧٠ دولة من دول العالم،‏ أي هناك حوالي ٤٥٪ من <strong>الفقر</strong>اء يعيشون<br />

في مجتمعات غير منخفضة الدخل،‏ أي أن هناك فقراء في بلاد الأغنياء،‏ ويكتفى هنا<br />

بذكر أن ٣٠ مليون فرد يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong> في الولايات المتحدة الأمريكية (١٥ ٪<br />

من السكان)‏ (٣٩) .<br />

ô`````f äÉ``¡```Lh<br />

<strong>الفقر</strong> مفهوم غير محدد،‏ فربما كان هناك فقراء بقدر ما توجد دلالات متعددة للكلمة<br />

وبقدر عدد البشر وتوقعاتهم،‏ فلغات العالم تتنافس مع بعضها البعض في عدد الكلمات<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

التي تشير إلى ظروف الفرد المرتبطة بالمدركات اتلفة للفقر؛ فمثلا ً:‏ في الفارسية ثمة<br />

ما يزيد على ٣٠ كلمة تصف أولئك الذين يعتبرون لسبب أو لآخر فقراء.‏ وفي معظم<br />

لغات إفريقيا هناك على الأقل،‏ من ٣ إلى ٥ كلمات لتعريف <strong>الفقر</strong>،‏ وهكذا (٤١) .<br />

وواقعيا ً،‏ ليس ثمة تعريف موحد للفقر في كل الثقافات؛ بل قد لا تعتبر كل الثقافات<br />

<strong>الفقر</strong> عيبا ً،‏ ف<strong>الفقر</strong> لم يكن ولفترة طويلة من الزمان وفي العديد من حضارات العالم<br />

نقيض الغنى،‏ وكان ثمة دائما ً مجال ‏«<strong>الفقر</strong> الاختياري»‏ أي أولئك البشر الذين رفضوا<br />

الزخرف والمظهر وانطلقوا يسبحون في ملكوت االله،‏ وكان احترام أولئك <strong>الفقر</strong>اء<br />

باختيارهم ‏(المتصوفة على سبيل المثال)‏ من تقاليد الشرق المستقرة.‏<br />

وحديثا ً؛ مع اتساع الاقتصاد التجاري وعملية التمدن،‏ اكتسب <strong>الفقر</strong> دلالته<br />

الاقتصادية،‏ وأصبح الفقير هو من ينقصه المال والممتلكات التي يحوزها الغني،‏<br />

ويتحول <strong>الفقر</strong> إلى معنى مطلق وليس نسبيا ً،‏ فيصير <strong>الفقر</strong> عيبا ً وبعدئذ يصير مرضا ً<br />

يذل من يصاب به ويجب علاجه.‏<br />

٢٢


إن الفقير في اتمعات البشرية قبل سيطرة الاقتصاد هو ذلك العضو الذي يكسب<br />

قوت يومه بصعوبة أو الذي اختار الكفاف،‏ بيد أنه يظل عضوا ً في الجماعة،‏ لكنه لاحقا ً<br />

أصبح ذلك الغريب المتشرد الذي يتم عزله وتهميشه في الواقع المعاش.‏<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

وطبقا ً لأدبيات التنمية فإن <strong>الفقر</strong> صفة تمع ما؛ الفرد فيه لا يحقق مستوى معين<br />

من الرفاهية؛ والذي عادة ما يشار إليه بخط <strong>الفقر</strong>،‏ ويجب لتعريف <strong>الفقر</strong> الإجابة على<br />

ثلاثة تساؤلات:‏<br />

˚ تحديد ماهية الحد الأدنى من الرفاهية.‏<br />

˚ كيفية التيقن من صحة فقر الفرد.‏<br />

˚ تجميع مؤشرات الرفاهية وقياس <strong>الفقر</strong> على أساسها.‏<br />

وتقترب فكرة الرفاهية من مفهوم مستوى المعيشة،‏ الذي يعد أحد المفاهيم<br />

الشائعة في أدبيات التنمية،‏ وفي محور أعمال البنك الدولي وفي تقاريره السنوية عن<br />

التنمية خلال فترة التسعينات.‏<br />

ويستهدف مفهوم مستوى المعيشة قياس كفاءة الحياة؛ معتمدا ً على معايير<br />

الاستهلاك الفردي من السلع والخدمات المشتراة من دخل الفرد أو توفيره،‏ ويفترض<br />

مفهوم <strong>الفقر</strong> وجود حد أدنى من الاستهلاك والدخل يقاس عليه مستوى معيشة<br />

الفرد،‏ ويشار إليه بخط <strong>الفقر</strong>،‏ حيث يصنف أي فرد يقع دخله أو استهلاكه أقل من هذا<br />

الحد باعتباره فقيرا ً.‏<br />

ويمكن تصنيف مناهج قياس <strong>الفقر</strong> إلى اتجاهين:‏<br />

˚ الاتجاه الأول:‏ اتجاه الرفاهية،‏ ويستخدم أصحاب هذا الاتجاه معايير مالية في<br />

قياس الرفاهية مثل:‏ دخل الفرد وإنفاقه الاستهلاكي،‏ وهو الاتجاه السائد في<br />

أدبيات <strong>الفقر</strong>.‏<br />

٢٣


˚ الاتجاه الثاني:‏ اتجاه اللا رفاهية،‏ ويعنى هذا الاتجاه بدراسة المؤشرات الاجتماعية<br />

للرفاهية مثل:‏ التغذية والصحة والتعليم،‏ ويركز على قضايا مثل:‏ سوء التغذية،‏<br />

أو غياب الرعاية الصحية،‏ أو الأمية،‏ باعتبارها نتائج مباشرة لانتشار <strong>الفقر</strong>.‏<br />

ومن جانب آخر،‏ انقسمت الاجتهادات حول تعريف الفقير إلى مدرستين:‏<br />

˚ المدرسة المطلقة:‏ وهي تضع حدا ً أدنى لمستوى الدخل الضروري الذي يجب على كل<br />

فرد إحرازه لتحقيق مستوى معيشي معقول ‏(حد <strong>الفقر</strong>)،‏ ويصنف من دونه باعتباره<br />

فقيرا ً،‏ وتحديد هذا المستوى هو حكم تقديري للباحث أو صانع السياسة.‏<br />

˚ المدرسة النسبية:‏ وهي تتعامل مع <strong>الفقر</strong> النسبي - أي ارتباط خط <strong>الفقر</strong> بمعدل<br />

توزيع الدخل بين السكان - وعادة يتم ذلك بتعريف الأفراد الذين يشكلون أفقر<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٢٠-٢٥٪ من سكان مجتمع ما باعتبارهم <strong>الفقر</strong>اء،‏ وبعض الدراسات في الدول<br />

النامية ترفع هذه النسبة حتى ٥٠٪ من السكان.‏<br />

وعلى صعيد آخر،‏ فإنه رغم بقاء الدخل الفردي المؤشر الأكثر انتشارا ً لقياس <strong>الفقر</strong>،‏<br />

فقد تزايدت أهمية مؤشرات الرفاهية الاجتماعية،‏ مثل الصحة والتعليم،‏ وقد تزايد<br />

هذا الاتجاه في دول العالم النامية منذ منتصف السبعينيات حيث لوحظ ارتفاع<br />

معدل الدخل الفردي في بعض الدول،‏ دون حدوث تقدم في بعض مجالات الرفاهية<br />

الاجتماعية مثل:‏ التغذية والصحة،‏ وهذا يعني بشكل عام إمكانية حدوث مفارقة بين<br />

حدوث زيادة في دخل الفرد وتحقيق إنجاز في مجالات الرفاهية الاجتماعية.‏ وعلى سبيل<br />

المثال،‏ لا يتفق معدل نمو الدخل الفردي المتزايد في باكستان مع مؤشرات الرفاهية<br />

الاجتماعية المتدنية فيها،‏ بينما يأتي النموذج السريلانكي في الاتجاه المضاد،‏ حيث تتاح<br />

للمواطنين رفاهية اجتماعية لا تتناسب مع معدلات الدخل الفردي المتواضعة بها.‏<br />

ويحدد بعض الباحثين ثلاثة أبعاد لمفهوم <strong>الفقر</strong>:‏<br />

˚ البعد الأول:‏ هو الماديات،‏ وهي تلك الأشياء التي نعتبر نقصها فقرا ً،‏ وهذا النقص<br />

٢٤


أو الحرمان أو الفقدان له طابعان إما وجودي غير مادي أو وجودي مادي.‏ وتنتمي<br />

للفقر الوجودي غير المادي عناصر مثل:‏ الإخفاق في العمل أو انعدام الثقة في<br />

النفس أو نقص الحب،‏ بينما يشمل <strong>الفقر</strong> المادي:‏ التفرقة،‏ وعدم المساواة والتحيز<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

والجهل وتعذر الحصول على الحد الأدنى من الضروريات المطلوبة للحياة؛ كما<br />

تحددها ثقافة المرء،‏ والجوع وسوء التغذية والتشرد وضعف الصحة . . إلخ.‏<br />

˚ البعد الثاني:‏ هو إدراك المرء لحالته،‏ فالمرء يعد فقيرا ً فقط عندما يحس بوجود<br />

النقص في إحدى تلك الماديات أو كلها،‏ إن تلك الماديات لا تكتسب قيمها كبعد<br />

معرفي في المفهوم إلا مع إدراك الطابع النسبي والذاتي لمفهوم <strong>الفقر</strong>،‏ وعادة<br />

يدفع هذا البعد الذاتي الفقير إلى تخطي فقره،‏ وتغيير موازين القوى التي أدت<br />

إليه،‏ وقد ينزع إلى عقد روابط تبعية مع جماعات أو أفراد أو عقائد أقوى تعطيه<br />

إحساسا ً زائفا ً بالأمان،‏ وأحيانا ً يصل إلى وهم القوة.‏<br />

˚ البعد الثالث:‏ كيف يرى الآخرون الفقير؟،‏ حيث قد يختلف إدراك الفقير لحاله مع<br />

رؤية الآخرين له،‏ ويترتب على هذا الإدراك رد فعل الآخر تجاه الفقير،‏ وثمة نوعان<br />

من أنواع رد الفعل تجاه الفقير؛ التدخل المباشر أو غير المباشر من خلال الصدقة<br />

أو المساعدة أو التربية أو القهر،‏ أو عدم التدخل؛ سواء كان عدم التدخل مبررا ً لأن<br />

<strong>الفقر</strong>اء يستحقون فقرهم أو لأن التدخل لن يفيد بل وربما أضر.‏<br />

وتتأثر الأبعاد الثلاثة بالمكان والزمان والبيئة الاجتماعية أو الثقافية المتواجدة فيها (٤١) .<br />

»`°SÉ`«`≤`dG ∞``jô``©àdG<br />

تم أخذ عينة لقياس <strong>الفقر</strong> في مجموعة من الدول وفق تقرير البنك الدولي عن<br />

مؤشرات التنمية في العالم عام ‎٢٠٠٠‎م (٤٢) ؛ والعينة مبينة في جدول ‏(‏‎٣‎‏)؛ حيث يقصد<br />

بفجوة <strong>الفقر</strong> الهبوط تحت خط <strong>الفقر</strong> وهو ما يعكس عمق <strong>الفقر</strong> وشدة تأثيره،‏ وهذه<br />

هي بيانات البنك الدولي وليست بيانات الحكومات أو الأمم المتحدة.‏<br />

٢٥


π``eÉ``°û``dG ∞``jô``©`à`dG<br />

<strong>الفقر</strong> هو حالة اقتصادية تتمثل في نقص المال إلى جانب الاحتياجات الأساسية<br />

للعيش بنجاح مثل الطعام والمياه والتعليم والمأوى.‏ وهناك العديد من التعاريف<br />

العملية للفقر يدور حولها نقاش حاد للتوصل إلى تعريف موحد؛ حيث أن تأمين<br />

الدخل والاستقرار الاقتصادي والقدرة على توقع قدرة الفرد على استيفاء احتياجاته<br />

في المستقبل تعتبر مؤشرات محددة للفقر.‏ وبهذا يمكن تعريف <strong>الفقر</strong> على<br />

أنه الحالة الاقتصادية التي لا يمكن فيها تخمين وجود مصادر مستقرة لتوفير الحاجات<br />

óæY ô≤ØdG Iƒéa<br />

kÉ«eƒj Q’hO 2<br />

31^8<br />

<strong>13</strong>^5<br />

50^9<br />

5^9<br />

11^6<br />

11^4<br />

22^6<br />

3^9<br />

36^8<br />

5^4<br />

54^8<br />

10^2<br />

18^8<br />

51^8<br />

<strong>13</strong>^5<br />

5^0<br />

جدول (٣). معدلات <strong>الفقر</strong> في بعض دول العالم (٪).<br />

∫ó©e â– ¿Éµ°S<br />

kÉ«eƒj Q’hO 2<br />

77^8<br />

38^6<br />

85^8<br />

20^3<br />

28^7<br />

52^7<br />

66^1<br />

15^3<br />

87^4<br />

18^1<br />

85^3<br />

25^1<br />

38^5<br />

74^5<br />

45^4<br />

18^0<br />

óæY ô≤ØdG Iƒéa<br />

kÉ«eƒj Q’hO 1<br />

5^9<br />

2^2<br />

25^5<br />

0^7<br />

3^2<br />

0^3<br />

2^5<br />

0^3<br />

12^0<br />

0^5<br />

33^9<br />

3^2<br />

8^3<br />

39^5<br />

1^0<br />

0^5<br />

∫ó©e â– ¿Éµ°S<br />

kÉ«eƒj Q’hO 1<br />

29^1<br />

11^3<br />

61^2<br />

4^2<br />

11<br />

3^1<br />

15^2<br />

1^5<br />

37^9<br />

3^0<br />

61^4<br />

10^3<br />

19^4<br />

57^0<br />

6^6<br />

2^4<br />

الأساسية للحياة (٤٣) .<br />

ádhódG<br />

¢``û``jOÓ``é``æ``H<br />

É`````«`````Ø`````«`````dƒ`````H<br />

ƒ°SÉa Éæ«cQƒH<br />

»``````∏``````«``````°``````û``````J<br />

É```«```Ñ```eƒ```dƒ```c<br />

ô```````````°```````````ü```````````e<br />

É``«``°``ù``«``fhó``fEG<br />

É`````````«`````````æ`````````«`````````c<br />

≥````«````Ñ````eRƒ````e<br />

Gƒ`````LQÉ`````µ`````«`````f<br />

ô``````é``````«``````æ``````dG<br />

É`````````````ª`````````````æ`````````````H<br />

iƒ`````````LGQÉ`````````H<br />

¿ƒ````«````dGÒ````°````S<br />

É``µ``fÓ``jÒ``°``S<br />

É```````````«```````````cô```````````J<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٢٦


وبالإضافة إلى ذلك،‏ فإن مسألة ‏«الاختيار»‏ أو الحرية هي محور عام لمفاهيم منظومة<br />

<strong>الفقر</strong>.‏ فالحرمان المطلق من الحرية أي الرق الذي يمنع الاختيار في كيفية تأمين سبل<br />

استيفاء الحاجيات للعيش،‏ يعتبر من المفاهيم العامة للفقر.‏ أما أسباب <strong>الفقر</strong> فالجدل<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

حولها واسع غير أن الأسباب العامة هي غياب التعليم،‏ والحرب،‏ والكوارث الطبيعية،‏<br />

والفساد السياسي،‏ والأمراض العقلية،‏ والإعاقات الجسدية.‏<br />

ولا شك أن أولئك الذين يعيشون في حالة فقر يعانون من غياب مجال اقتصادي<br />

واسع،‏ ويمكن وصفهم بأنهم فقراء منخفضي الدخل،‏ أو معدمين.‏ غير أن البعض يرى<br />

أن <strong>الفقر</strong> مدلول نسبي يستخدم في مجال المقارنة،‏ وآخرون يرونه أمرا ً أخلاقيا ً وتقييميا ً،‏<br />

كما يرى آخرون أنه من الممكن تحديده علميا ً.‏ فعلى سبيل المثال،‏ كلمة ‏«الدول النامية»‏<br />

تعبير غير محدد يعني في مدلوله ‏«الدول الفقيرة»‏ أو الدول ‏«المغلوبة على أمرها»‏ التي<br />

تدور في حلقة <strong>الفقر</strong> ولن تخرج منه.‏ وعموما ً فإن مدلول <strong>الفقر</strong> يشير إلى (٤٣) :<br />

˚ الحاجيات المادية:‏ وهي الحرمان من البضائع والخدمات الضرورية،‏ وتراكم الحرمان،‏<br />

وتنوع أنماط الحرب مع مضي الوقت.‏<br />

˚ الظروف الاقتصادية:‏ وهي وصف غياب الثروة الكافية ‏(رأس المال؛ النقد؛ والبضائع<br />

المادية؛ والموارد،‏ وخاصة الموارد الطبيعية).‏ ووصف الكفاية مسألة نسبية تختلف<br />

بصورة كبيرة عبر النظم السياسية والاقتصادية في العالم.‏ ففي دول الاتحاد<br />

الأوروبي يوصف <strong>الفقر</strong> عن طريق ‏«النأي الاقتصادي»‏ أو ‏«عدم المساواة».‏<br />

˚ العلاقات الاجتماعية:‏ وتشمل العزلة الاجتماعية،‏ والاعتماد على الغير،‏ وعدم<br />

القدرة على الحياة حياة ‏«عادية»‏ وفق التعريف الاجتماعي؛ أي القدرة على إقامة<br />

عائلة صحيحة بدنيا ً ونفسيا ً،‏ وخاصة القدرة على تعليم الأطفال والمساهمة<br />

الفعلية في اتمع.‏<br />

٢٧


واقتصاديا ً يركز النقاش التقليدي حول نوعين من <strong>الفقر</strong>:‏ <strong>الفقر</strong> المطلق و<strong>الفقر</strong><br />

النسبي.‏ <strong>الفقر</strong> المطلق يشير إلى الهبوط دون مستوى معياري موحد بين الدول ولا<br />

يتغير مع الوقت،‏ بينما <strong>الفقر</strong> النسبي يراعى <strong>الفقر</strong> كظاهرة يعرفها اتمع وتعتمد<br />

على المضمون الاجتماعي؛ وبهذا فإن الخفض في <strong>الفقر</strong> المطلق يتواءم مع زيادة في<br />

<strong>الفقر</strong> النسبي.‏ فبعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تقيس <strong>الفقر</strong> بتحديد<br />

سلة من البضائع أو أقل مستوى من التغذية،‏ وبهذا فإن خط <strong>الفقر</strong> قائم على أساس<br />

حاصل ضرب معامل في تكاليف التغذية.‏ أما المتعارف عليه بين دول منظمة التعاون<br />

الاقتصادي والتنمية ودول الاتحاد الأوروبي فتستخدم درجة ‏«النأي الاقتصادي»‏ أو التدني<br />

عن دخل يمثل ٥٠٪ أو ٦٠٪ من متوسط دخل المنزل الواحد؛ وفي هذه الحالة يزيد عدد<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

<strong>الفقر</strong>اء بينما يزيد دخلهم.‏<br />

وسياسيا ً،‏ فإن الحرب على <strong>الفقر</strong> تعتبر هدفا ً اجتماعيا ً،‏ كما أن بعض الحكومات إن لم<br />

يكن غالبيتها تخصص مؤسسات وأقساما ً لهذا الهدف،‏ ولو بصورة ثانوية.‏ والتدخل<br />

الفعلي في الحد من <strong>الفقر</strong> يشمل خطط الإسكان والمعاشات الاجتماعية وفتح فرص<br />

خاصة للعمل أو متطلباته.‏<br />

وقانونيا ً هناك مساع ٍ جاهدة لوضع قوانين ‏«حقوق إنسان»‏ تستهدف محو <strong>الفقر</strong><br />

من العالم.‏<br />

وبالنسبة للتعليم فإن هناك قناعة راسخة بأن <strong>الفقر</strong> يؤثر على مقدرة<br />

الطالب على الاستفادة الكاملة من البيئة التعليمية؛ خاصة بالنسبة لصغار السن<br />

الذين يعيشون في <strong>الفقر</strong>.‏ وذلك وفق هرم الحاجات البشرية في شكل (٢) (٤٤-٤٧) ؛<br />

أي أن الحاجة لمنزل آمن ومستقر،‏ وملبس،‏ ووجبات منتظمة قد تؤثر على قدرة الطالب<br />

على التعلم.‏<br />

٢٨


≥«≤–<br />

äGòdG<br />

ádõæŸG<br />

(¢ùØædG IõYh AÉHE’G)<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

(Ö```````ë`````dG) AÉ```````ªàfE’G<br />

(á``````eÓ````°ùdG) ¿É````````eC’G<br />

(á«Lƒdƒ«°ùØdG) ájƒ«◊G äÉLÉ◊G<br />

شكل (٢). هرم الحاجات البشرية.‏<br />

وبالنظر إلى هرم الحاجات البشرية وتدرجاته الخمس،‏ فإن الحاجات الأربع الأولى من<br />

الطبقات الأساسية من أسفل إلى أعلى في التدرج الهرمي؛ أي الحاجات الحيوية؛<br />

والأمان،‏ والإنتماء،‏ والمنزلة،‏ تعتبر من حاجات الافتقار،‏ بينما الحاجة الخامسة وهي تحقيق<br />

الذات،‏ تعتبر حاجة وجود أو حاجة نمو.‏<br />

وأولى الحاجات وأعظمها هي حاجة الأعضاء الحيوية لمزاولة وظائفها وتتضمن<br />

الحاجة إلى:‏<br />

˚ التنفس ‏(الهواء).‏<br />

˚ ضبط درجة حرارة الجسد ‏(الملبس الواقي من الحر والبرد).‏<br />

˚ الشرب ‏(المياه).‏<br />

˚ النوم ‏(المأوى).‏<br />

˚ الأكل ‏(الطعام).‏<br />

˚ التخلص من نفايات الجسد ‏(البول والغائط).‏<br />

٢٩


إن حاجات وظائف الأعضاء للإنسان تأخذ الأولوية الكبرى فوق كل الاحتياجات<br />

الأخرى؛ فإذا نقصت بعض تلك الاحتياجات الحيوية،‏ كان لذلك تأثير قوي على<br />

الفرد يدفعه إلى أن يطرح جانبا ً كل الحاجات والرغبات والطاقات الأخرى؛ أو بمعنى آخر<br />

يمكن التحكم فيه وفيما يفعل دون مقاومة ذاتية.‏ والحاجات الحيوية تتحكم في<br />

أفكاره وسلوكياته كما تؤدي إلى تعاظم شعور الناس بالمرض والألم وعدم الراحة.‏<br />

وهناك من أضاف إلى الحاجات الحيوية:‏ الممارسة الجنسية،‏ وراحة الجسد،‏ والنشاط،‏<br />

والتريض . . إلخ (٤٤) .<br />

وعند توفير الحاجات الحيوية فإن الحاجة للأمن والأمان تأخذ الأولوية القصوى فوق<br />

كل الرغبات الأخرى؛ ولهذا فإن التخويف والتهديد يساعد أيضا ً على سهولة التحكم<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

في الشخص الذي يجد حاجياته الحيوية،‏ وهي تتضمن:‏<br />

˚ الأمان في العمل.‏<br />

˚ تأمين الدخل والموارد.‏<br />

˚ الأمن البدني ‏(الأمان من العنف،‏ والاعتداء،‏ والإجرام).‏<br />

˚ الأمن الخلقي ‏(تأمين القيم).‏<br />

˚ الأمان العائلي ‏(الأسرة).‏<br />

˚ الأمان الصحي.‏<br />

فاتمع السوي يوفر درجة من الأمن لأفراده؛ بل في بعض الأحوال تتغلب الحاجة<br />

للأمان على بعض الحاجات الحيوية؛ فعدم استيفاء كل تلك الحاجات مقابل الأمان شيء<br />

يسعى إليه كل إنسان.‏<br />

لهذا كان مصير من يكفر بأنعم االله هدم تلك الطبقتين ‏(الحاجات الحيوية والأمان)‏<br />

َ ب َ االله ّ ُ م َ ث َلا ً<br />

من الهرم حتى يتقوض بنيان الأمم الطاغية في الدنيا؛ قال االله تعالى:‏ ‏{و َ ض َ ر<br />

٣٠


َ ت ْ ب ِأ َن ْع ُ م ِ االله ّ ِ ف َأ َذ َاق َه َ ا<br />

َ غ َد ً ا م ِّ ن ك ُ ل ِّ م َ ك َ ان ٍ ف َك َ ف َ ر<br />

ْ ي َ ة ً ك َ ان َت ْ آم ِن َ ة ً م ُّ ط ْ م َ ئ ِن َّ ة ً ي َ أ ْت ِيه َ ا ر ِز ْ ق ُه َ ا ر<br />

ق َر<br />

االله ّ ُ ل ِب َ اس َ الج ْ ُوع ِ و َ الخ ْ َو ْ ف ِ بم ِ َ ا ك َ ان ُوا ْ ي َ ص ْ ن َ ع ُ ون َ { ‏[النحل؛ الآية:‏ ١١٢].<br />

كما كانت هاتان النعمتان من أنعم االله على قريش فقال تعالى:‏ ‏{ال َّذ ِي أ َط ْ ع َ م َ ه ُ م<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

ِّ من ُ جوع ٍ َ و َ آم َ ن ه ُ م ِّ م ْ ن خ َ ْ و ف ٍ { ‏[قريش؛ الآية:‏ ٣-٤].<br />

والطبقة الثالثة من الحاجات البشرية ذات طبيعة اجتماعية وتأتي في الترتيب<br />

عقب استيفاء الحاجات الحيوية والأمان،‏ وهي تتضمن العلاقات العاطفية على وجه<br />

العموم؛ مثل:‏<br />

˚ الصداقة.‏<br />

˚ الجنس الآخر ‏(إشباع العواطف والغرائز الفطرية).‏<br />

˚ الأسرة ‏(بناء الأسرة).‏<br />

˚ الجماعة ‏(الأهل واتمع الصغير).‏<br />

˚ الوطن.‏<br />

˚ الإنتماء للجماعة البشرية ‏(عدم الشعور بالازدراء والامتهان من الغرباء).‏<br />

فالإنسان السوي يريد أن يكون مقبولا ً لدى الآخرين،‏ وأن يحس بالإنتماء؛ مثل الإنتماء<br />

لمنتدى،‏ مجموعة عمل،‏ جماعة دينية،‏ أسرة،‏ عصابة إجرامية . . إلخ.‏ فكل شخص<br />

يتوق إلى أن يكون محبوبا ً من الآخرين وأن يكون متقبلا ً منهم؛ كما أن الناس لديهم<br />

رغبة عارمة ودائمة في أن يكون للآخرين حاجة إليهم؛ ودون تلك العناصر في حياتهم<br />

يتعرضون إلى شعور متنام ٍ من الوحدة والقلق الاجتماعي والإكتئاب.‏<br />

وفي هذا اال كان من بلاء االله خسران تلك الطبقات الثلاث ‏(الإنتماء،‏ الأمان،‏ الحاجات<br />

ْ ء ٍ م ِّ َ ن<br />

الحيوية)،‏ التي تزعزع النفس البشرية إلا من اصطبر،‏ قال تعالى:‏ ‏{و َ ل َن َ ب ْ ل ُو َ ن َّك ُ م ْ ب ِش َ ي<br />

َ ات ِ و َ ب َ ش ِّ ر ِ الص َّ اب ِر ِين َ { ‏[البقرة؛ الآية:‏ ١٥٥].<br />

الخ ْ َوف ْ و َ الج ْ ُوع ِ و َ ن َق ْ ص ٍ م ِّ ن َ الأ َم َ و َ ال ِ و َ الأنف ُ س ِ و َ الث َّم َ ر<br />

٣١


كما أن البشر يحتاجون إلى الشعور باحترام النفس،‏ واحترام الآخرين.‏ فالناس في<br />

حاجة لمشاركة الآخرين للحظوة بالتقدير وأن يقوم الفرد بنشاط أو أنشطة تعطيه<br />

الإحساس بالمساهمة والشراكة والقيمة الذاتية،‏ سواء كان ذلك في العمل أو<br />

الهوايات أو اتمع.‏ فعدم التوازن في ذلك اال يفقد الشخص العزيمة وتنحط كبرياؤه<br />

ويصاب بتعقيدات نفسية من بوادرها عقدة النقص والشعور بالحقارة والدناءة أو<br />

الشعور بالأهمية الذاتية الزائفة والتعالي على الخلق.‏ قال رسول االله عليه الصلاة<br />

والسلام:‏ ‏"اللهم إني أعوذ بك من <strong>الفقر</strong> والقلة والذلة،‏ وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم"‏<br />

‏(رواه أحمد وأبوداود).‏<br />

أما حاجيات الكينونة أو النمو فتتجلى عندما تتوفر الحاجات الأساسية أو يتم<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

تحجيمها،‏ وحاجات النمو هي القائمة على تحقيق الذات والتفوق؛ أي الحوافز الدائمة أو<br />

دوافع السلوكيات.‏<br />

وتحقيق الذات هي حاجة غريزية للإنسان حيث يسعى لاستخدام كل قدراته الفريدة<br />

ويتطلع لأن يكون أفضل ما يمكن أن يكون وفق قيمه الشخصية (٤٨-٥٠) . وعملية تحقيق<br />

الذات هي غريزة نمو يتضمنها العضو بل هي العضو ذاته (٥١) فالناس الذين يحققون<br />

ذاتهم؛ إنما هم:‏<br />

˚ يحتضنون حقيقة وواقعية العالم من حولهم ‏(بما في ذلك أنفسهم)‏ بدلا ً من<br />

إنكارها وتلافيها.‏<br />

˚ تلقائيون في أفكارهم وإقدامهم.‏<br />

˚ مبدعون ومبتكرون.‏<br />

˚ يهتمون بحل المشاكل والمعضلات بما في ذلك قضايا الآخرين؛ بل إن حل هذه<br />

المسائل المعقدة هو محور حياتهم.‏<br />

٣٢


˚ يشعرون بتلاحم مع غيرهم من الناس،‏ وعموما ً هم يقدرون الحياة ويحمدون االله<br />

على نعمه.‏<br />

˚ لديهم نظام من القيم المغروسة في أنفسهم والمستقلة عن أي سلطات<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

خارجية.‏<br />

˚ موضوعيون،‏ أي أنهم يحكمون على الآخرين دون تحيز أو تعصب.‏<br />

أما التفوق الذاتي أو الحاجة الروحانية فتتجلى في بحث الإنسان عن معنى للحياة.‏<br />

والبعض يرى أن المعنى الحقيقي للحياة يكمن في العالم وليس داخل الإنسان أو في<br />

نفسيته ككيان مغلق.‏ فالإنسان في الواقع يكتسب خبرة التفوق الذاتي بدلا ً من<br />

تحقيق الذات،‏ حيث أن من المستحيل استهداف تحقيق الذات لأن الإنسان كلما طمح<br />

لتحقيق الذات كلما جانبه التوفيق في ذلك؛ أي أنه يصعب تحقيق الذات كهدف في<br />

حد ذاته ولكن يمكن تحقيقه كمعقب جانبي لتحقيق التفوق (٤٧) .<br />

كما أن هناك اعتقاد بأنه من الضروري دراسة ورعاية التجليات أو الخبرات الشخصية<br />

المستنيرة كطريق لتحقيق النمو الذاتي،‏ والتكامل،‏ وإشباع التطلعات.‏ تلك التجليات<br />

هي التي توحد وتفضي إلى تفوق الذات وتزود الفرد بالشعور بالقيمة والإحساس<br />

بالتكامل.‏ وفي الغالب فإن الأفراد الذين يخبرون التجليات هم الذين حققوا ذاتهم،‏<br />

وهم المحنكون،‏ والأصحاء،‏ وأهل القناعة.‏ وكل الأفراد قادرون على المرور بتجارب التجليات؛<br />

أما أولئك الذين لا يملكون تلك الخبرات فهم إما يخفونها أو ينكرونها (٥٢) . وقد اتضح<br />

أن أصحاب التجليات النورانية هم الأفراد الذين حققوا ذاتهم،‏ وإن كان بعض<br />

من لم يحققوا ذاتهم قد مروا ببعض خبرات التجلي ولكن بصورة محدودة وليست<br />

متكررة (٥٤-٥٣) .<br />

وفي الواقع أن هناك فارق بين نوعين من الناس الذين يحققون ذاتهم،‏ من الأفضل<br />

٣٣


إدراكه:‏ أولئك الأصحاء الذين حظوا بالقليل من خبرات التسامي وأولئك الذين تشكل<br />

لهم خبرات التسامي محورا ً رئيسا ً وهاما ً.‏ فليس الذين يحققون ذاتهم هم وحدهم<br />

الذي يمرون بخبرات التجلي والسمو بل هناك أناس ليسوا بالأصحاء وليسوا ممن حققوا<br />

ذاتهم خبروا بعض درجات التجلي والتسامي (٥٣) .<br />

وقد فسر بعض المنظرين والخبراء في علم النفس التكاملي التجليات والتسامي<br />

النفسي والروحي على أنه حالة تحدث في أي من مراحل النمو والتطور البشري وأن<br />

تلك الحالات تعتمد إلى حد ما على مرحلة نمو الشخص الذي يمر بخبرة التجلي.‏ ومن<br />

أجل اكتمال الرقي إلى أعلى مراتب النمو؛ يجب على تلك الحالات المؤقتة؛ أن تتحول<br />

إلى خصال مستديمة (٥٥-٦٤) . وقد نجم عن بعض هذه النظريات والتأملات فرع في علم<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

النفس هو ‏«علم النفس عبر الذات»‏ الذي يدرس خبرات الإنسان التي تتخطى حدود<br />

الذات التقليدية،‏ بما في ذلك التجليات والخبرات الغامضة والتنمية الذاتية (٦٥-٨٣) .<br />

ورغم ما أحرزته فكرة هرم الاحتياجات البشرية من تقدم في نظريات فهم<br />

الشخصية والحوافز؛ ورغم ما لقيته الفكرة من تطبيقات في مجال التعليم واتمع<br />

بل في مجال الحروب والتعذيب والقهر كذلك؛ خاصة في النظم الشمولية والمستبدة،‏<br />

إلا أن هناك من ينكر وجود ترتيب للحاجات البشرية أو وجود تسلسل لها (٤٦) . ولعل فكرة<br />

الرغبة في تحقيق الذات هي الفكرة التي لاقت هجوما ً شديدا ً من بعض علماء النفس<br />

المتخصصين في السلوكيات حيث اعتبروها قائمة على فلسفة أرسطو عن طبيعة<br />

الإنسان والتي تعتبر أن الإنسان له دور مثالي أو هدف (٨٤) .<br />

ولعل الصعوبة في تعريف وإدراك الرغبة في تحقيق الذات هو الصعوبة في إنشاء<br />

قواعد محددة له وعدم وجود ما يثبت أن لكل فرد قدرة أو هدف لتحقيق ذلك.‏ وهناك<br />

من يرى أن الرغبة في تحقيق الذات ليست مطمح كل شخص.‏ كما أن هناك من يرى<br />

٣٤


في البحث عن معنى للحياة وسيلة من العلاج النفسي أو العلاج الفكري (٤٧) ، وآخرون<br />

يبحثون عن معاني خفية (٨٥) ، وآخرون يبحثون عن أعمال خير يؤدونها،‏ كما أن هناك من<br />

يجتذبهم الجانب الحالك من الوضع الإنساني.‏ أما جانب التجليات والتسامي فيلقى<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

هجوما ً من علماء النفس العلمانيين الذين يرون أن ذلك يدخل في الجانب الديني (٥٢) .<br />

مصطلحات قرآنية<br />

نجد في القرآن الكريم،‏ مصطلحات الخصاصة،‏ العيلة،‏ <strong>الفقر</strong>،‏ الإملاق،‏ التي تفيد<br />

معنى الحاجة والفاقة و<strong>الفقر</strong>،‏ وهي وإن كانت مصطلحات مترادفة،‏ لها دلالة مشتركة،‏<br />

إلا أنها تحمل في تضاعيفها بعض الفروق الدلالية (٨٦) .<br />

á``°UÉ``°üî`dG<br />

ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في آية واحدة،‏ وهي قوله تعالى في سياق مدح<br />

الأنصار،‏ وموقفهم من المهاجرين:‏ {.. و َ ي ُ ؤ ْ ث ِر ُ ون َ ع َ ل َى أ َنف ُ س ِ ه ِ م ْ و َ ل َو ْ ك َ ان َ ب ِه ِ م ْ خ َ ص َ اص َ ة ٌ ..}<br />

‏[الحشر؛ الآية:‏ ٩].<br />

والأصل اللغوي للخصاصة هو:‏ الفرجة بين الأصابع؛ والخصاصة وخصاص البيت:‏<br />

هي الفروج التي تكون فيه،‏ والخصاصة:‏ الخلل والثقب الصغير؛ ثم أطلقت الخصاصة<br />

على <strong>الفقر</strong>،‏ والحاجة إلى الشيء،‏ وسوء الحال،‏ والخلة؛ وذوو الخصاصة:‏ ذوو الخلة و<strong>الفقر</strong>.‏<br />

وفي حديث فضالة رضي االله عنه،‏ أنه صلى االله عليه وسلم:‏ كان إذا صلى بأناس<br />

يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة ‏(الترمذي).‏<br />

أي يخرون على الأرض من الجوع،‏ وسوء الحال.‏ ومن هذا قولهم:‏ رجعت الإبل وبها<br />

خصاصة،‏ إذا لم ترو من الماء؛ وقولهم كذلك للرجل إذا لم يشبع من الطعام.‏<br />

٣٥


á``∏`«``©dG<br />

ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع:‏ الأول:‏ عند ذكره سبحانه<br />

الاقتصار على زوجة واحدة حال الخوف من عدم العدل بين الزوجات،‏ والقيام بحقوقهن،‏<br />

قال االله تعالى:‏ {.. ْ ف َإ ِن خ ِ ف ْ ت ُم ْ أ َلا َّ ْ ت َعد ِل ُوا ْ َ ف َواح ِ َ دة ً ْ أ َو َ ما َ م ل َك َ ت ْ ْ أ َيم َ ان ُك ُ ْ م ذ َل ِك َ ْ أ َدن َى أ َلا َّ<br />

ُ ت َعول ُوا ْ}‏ ‏[النساء؛ الآية:‏ ٣].<br />

والثاني:‏ قول االله تعالى في سياق خطاب المؤمنين:‏ {.. َ و ْ إ ِن خ ِ ف ْ ْ ت ُم َ ع ْ يل َة ً َ ف َس و ْ َف<br />

ي ُ غ ْ ن ِيك ُ ُ م ّ ُ االله م ِن ف َض ْ ل ِه ِ ..} ‏[التوبة؛ الآية:‏ ٢٨].<br />

والموضع الثالث:‏ قوله سبحانه مخاطبا ً الرسول صلى االله عليه وسلم:‏ َ ‏{و َ و َ جد َ َك<br />

َ عائ ِلا ً ف َأ َغ ْ َ نى}‏ ‏[الضحى؛ الآية:‏ ٨].<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

والعيلة - بالفتح - والعالة:‏ <strong>الفقر</strong> والفاقة؛ يقال:‏ عال الرجل يعيل،‏ إذا افتقر؛ ؛ وفي<br />

الحديث،‏ قوله صلى االله عليه وسلم:‏ ‏"إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة<br />

يتكففون الناس"‏ ‏(رواه البخاري في باب الوصايا)،‏ أي:‏ فقراء يسألون الناس.‏<br />

ô```≤```ØdG<br />

قال أهل اللغة حول هذه المادة:‏ الفاء والقاف والراء أصل صحيح،‏ يدل على انفراج<br />

في شيء،‏ من عضو أو غيره؛ من ذلك:‏ الفقار للظهر،‏ الواحدة فقارة،‏ سميت للحزوز<br />

والفصول التي بينها؛ قالوا:‏ ومنه اشتق الفقير،‏ وكأنه مكسور فقار الظهر،‏ من ذلته<br />

وفاقته؛ ومن المادة قولهم:‏ فقرتهم الفاقرة:‏ وهي الداهية،‏ كأنها كاسرة لفقار الظهر،‏<br />

َ ة ٌ}‏ ‏[القيامة؛ الآية:‏ ٢٥].<br />

قال تعالى:‏ ‏{ت َظ ُ ُّ ن أ َن ي ُ ف ْ َ ع ل َ ب ِه َ ا ف َاق ِر<br />

وسد االله مفاقره:‏ أي أغناه،‏ وسد وجوه فقره وحاجته.‏ ومن قول الرسول صلى االله<br />

عليه وسلم:‏ ‏"ما من أحد يوم القيامة غني أو فقير إلا ود أنما ما كان أوتي من الدنيا قوتا"‏<br />

‏(رواه الأمام أحمد في المسند).‏<br />

٣٦


ومن دعائه صلى االله عليه وسلم:‏ ‏"اللهم إني أعوذ بك من <strong>الفقر</strong> وعذاب القبر،‏<br />

والقلة والذلة"‏ ‏(رواه الأمام أحمد في المسند).‏<br />

ومن قول على بن أبي طالب،‏ كرم االله وجهه:‏ ‏«لو كان <strong>الفقر</strong> رجلا ً لقتلته».‏ وهو هنا<br />

äÉ````«````Ø````∏````N . . ∫hC’G π°üØdG<br />

يقصد وطأة <strong>الفقر</strong> ووحشيته حين يضرب في اتمعات الإنسانية.‏<br />

¥Ó````eE’G<br />

الإملاق في اللغة:‏ الافتقار،‏ يقال:‏ أملق الرجل فهو مملق؛ وأصل الإملاق الإنفاق،‏ يقال:‏<br />

أملق ما معه إملاقا ً،‏ وملقه ملقا ً:‏ إذا أخرجه من يده،‏ ولم يحبسه،‏ و<strong>الفقر</strong> تابع لذلك،‏<br />

فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب،‏ حتى صار به أشهر؛ وفي حديث عائشة<br />

رضي االله عنها،‏ في وصف أبيها رضي االله عنه:‏ ‏«ويريش مملقها»‏ ‏(الطبراني)،‏ أي:‏ يغني<br />

فقيرها.‏<br />

والإملاق:‏ كثرة إنفاق المال وتبذيره،‏ حتى يورث حاجة؛ وفي الأثر:‏ أن امرأة سألت ابن<br />

عباس رضي االله عنهما،‏ قالت:‏ ‏«أأنفق من مالي ما شئت؟ فقال:‏ نعم،‏ أملقي من مالك<br />

ْ ن َر ز ُق ُه ُ ْ م َ وإ ِي َّ اك ُ م إ َّ ن<br />

ما شئت».‏ وقوله تعالى:‏ َ ‏{ولا َ ت َق ْ ت ُل ُوا ْ ْ أ َو َ لاد ك ُ ْ م خ َ ش ْ َ ية َ ْ إ ِملاق ٍ ْ ن َّح ُ ن<br />

ً { ‏[الإسراء؛ الآية:‏‎٣١‎‏]،‏ أي:‏ خشية <strong>الفقر</strong> والحاجة.‏<br />

ْ ق َت ل َه ُ ْ م ك َ َ ان خ ِ ط ْ ً ءا ك َ ب ِير<br />

ومن معاني الإملاق:‏ الإسراف،‏ يقال أملق الرجل،‏ أي:‏ أسرف في نفسه؛ ومن معانيه<br />

الإفساد:‏ يقال:‏ أملق ما عنده الدهر،‏ أي:‏ أفسده؛ وقال قتادة : الإملاق:‏ الفاقة؛ وهذا<br />

المعنى الأخير هو الذي عليه أئمة اللغة والتفسير،‏ في معنى قوله تعالى:‏ {.. َ ولا َ ت َق ْ ت ُل ُو ْا<br />

ْ ن َر ز ُق ُك ُ ْ م َ وإ ِي َّ اه ُ م ْ ..} ‏[الأنعام؛ الآية:‏ ١٥١].<br />

ْ أ َو َ لا َد ك ُ م ِّ م ْ ن ْ إم لا َق ٍ ْ ن َّح ُ ن<br />

٣٧


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٣٨ ٣٦


äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

äÉÑÑ°ùeh ô`«jÉ©e<br />

˚ مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية ˚ انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />

٣٩


٤٠<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

∑Ó`¡`à°S’G iƒ``à°ùe<br />

مقاييس <strong>الفقر</strong> العالمية<br />

لعل الطريقة الأكثر شيوعا ً لقياس مستوى <strong>الفقر</strong> هي القائمة على أساس مستوى<br />

الدخل أو الاستهلاك.‏ ولكي يعتبر الشخص فقيرا ً فعلى مستوى دخله أو استهلاكه<br />

أن يتدنى تحت مستوى أدنى يمثل توفير حاجاته الضرورية للحياة.‏ هذا المستوى هو<br />

الذي يسمى بخط <strong>الفقر</strong>؛ غير أن المتطلبات الضرورية للعيش تختلف من مجتمع<br />

إلى مجتمع،‏ ومن مكان إلى مكان،‏ ومن زمان إلى زمان.‏ غير أن وضع مقياس عالمي<br />

موحد للفقر أصبح ضروريا ً لمقارنة المناطق اتلفة وتتبع فاعلية برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />

حول العالم؛ ولهذا الهدف قامت مجموعة البنك الدولي بوضع خط معياري يشمل<br />

العالم كله؛ حيث حددت <strong>الفقر</strong> المدقع على أنه كسب أقل مما يساوي القوة الشرائية<br />

المتساوية لدولار أمريكي واحد في اليوم،‏ و<strong>الفقر</strong> المتوسط هو كسب أقل مما يساوي<br />

القوة الشرائية المتساوية لدولارين في اليوم (٨٧) .<br />

والقوة الشرائية المتساوية (PPP) ،Purchasing Power Parity في علم الاقتصاد<br />

قائمة على نظرية أن معدل التحويل بين عملتين على المدى الطويل هو المعدل الذي<br />

يساوي بين القوة الشرائية للعملتين؛ والنظرية مبنية على قانون وحدة السعر،‏<br />

وهي الفكرة التي تعتبر أن البضائع المتشابهة يجب أن يكون لها نفس السعر في<br />

السوق المتكافئ.‏<br />

وأحيانا ً ما يطلق على القوة الشرائية المتساوية تسمية ‏«القوة الشرائية المتساوية<br />

المطلقة»‏ للتمييز بينها وبين ‏«القوة الشرائية المتساوية النسبية»‏ التي تتبع العلاقة<br />

بين معدلات التضخم والتغير في معدل التحويل في دولتين.‏<br />

ومعدل تحويل القوة الشرائية المتساوية يساوي بين القوة الشرائية تلف العملات<br />

في بلادها لسلة محددة من البضائع.‏ وعادة ما تستخدم معدلات التحويل الخاصة هذه<br />

٤١


في مقارنة مستوى المعيشة لدولتين أو أكثر،‏ حيث يهدف التعديل إلى الحصول على<br />

صورة أفضل من مقارنة الناتج المحلي الكلي باستخدام معدل تحويل العملة في السوق.‏<br />

غير أن تعديل معدل تحويل العملة موضع خلاف لصعوبة إيجاد سلات بضائع لمقارنة<br />

القوة الشرائية عبر الدول.‏<br />

ويتأرجح معدل تحويل العملة في مجال واسع،‏ غير أن البعض يرى أن معدل تحويل<br />

القوة الشرائية المتساوية يعكس ما ستكون عليه الأحوال على المدى البعيد.‏ كما أن<br />

الإنحراف عن الواقع في استخدام معدلات السوق يتضخم،‏ لأن أسعار البضائع غير<br />

المتبادلة والخدمات عادة ما تكون أكثر انخفاضا ً في أفقر الاقتصاديات،‏ فعلى سبيل<br />

المثال؛ نجد إنفاق الدولار الأمريكي في الصين يشتري الكثير بالنسبة لدولار ينفق في<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الولايات المتحدة الأمريكية.‏ وفي الواقع أن الفارق بين معدل تحويل العملة في القوة<br />

الشرائية المتساوية وفي السوق فرق محسوس،‏ فعلى سبيل المثال؛ لو كان مجموع<br />

الناتج المحلي للفرد في الصين هو ١٫٥٠٠ دولار فإنه يصل إلى ٦٫٢٠٠ دولار على أساس<br />

القوة الشرائية المتساوية.‏ وفي المقابل إذا كان مجموع الناتج المحلي للفرد في اليابان<br />

٣٧٫٦٠٠ دولار فإنه لا يتعدى ٣١٫٤٠٠ دولار على أساس القوة الشرائية المتساوية.‏<br />

وبناء على خط <strong>الفقر</strong> العالمي الذي حدده البنك الدولي فإن ١٫١ مليار نسمة في<br />

العالم عام ‎٢٠٠١‎م،‏ يستهلكون أقل من ١ دولار على أساس القوة الشرائية المتساوية<br />

في اليوم،‏ بينما كان ٢٫٧ مليار نسمة في عام ‎١٩٩٠‎م يستهلكون أقل من ١ دولار على<br />

أساس القوة الشرائية المتساوية في اليوم.‏ وعليه فإن نسبة الذين يعيشون في حالة<br />

فقر اقتصادي مدقع في العالم النامي قد انخفضت من ٢٨٪ عام ‎١٩٩٠‎م إلى ٢١٪ عام<br />

‎٢٠٠١‎م؛ حيث تحسنت الأحوال في شرق وجنوب آسيا،‏ بينما زادت حالات <strong>الفقر</strong> الشديد<br />

عبر صحراء أفريقيا من ٤١٪ عام ‎١٩٨١‎م إلى ٤٦٪ عام ‎٢٠٠١‎م،‏ وشهدت الاقتصاديات<br />

الانتقالية في أوروبا ووسط آسيا انخفاضا ً كبيرا ً في الدخل مما رفع مستوى <strong>الفقر</strong><br />

بنسبة ٦٪ في نهاية العقد قبل أن يتقلص ذلك المستوى (٨٨-٨٩) شكل (٣).<br />

٤٢


äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

(¿ƒ«∏e) Ωƒ«dG ‘ Q’hO iƒà°ùe â– ¿ƒ°û«©j øjòdG OóY<br />

⁄É©dG á«≤H<br />

É```«``°SBG ¥ô````°T<br />

AGôë°üdG â– É«≤jôaCG<br />

É```«``°SBG ܃``æ```L<br />

شكل (٣). معدل <strong>الفقر</strong> المدقع في مناطق مختلفة من العالم عبر عقدين من الزمان.‏<br />

ويقسم <strong>الفقر</strong> إلى عدة شرائح:‏ مدقع،‏ ومتوسط،‏ ونسبي.‏ فالذين يعانون من <strong>الفقر</strong><br />

المدقع هم الذين لا يصل دخلهم إلى ١ دولار في اليوم على أساس القوة الشرائية<br />

المتساوية.‏<br />

(¿ƒ«∏e) Ωƒ«dG ‘ Q’hO iƒà°ùe â– ¿ƒ°û«©j øjòdG OóY<br />

OôØ∏d ∑Ó¡à°S’G §°Sƒàe å∏K ¿ƒµ∏¡à°ùj øjòdG hCG<br />

⁄É©dG á«≤H<br />

»ÑjQɵdGh á«æ«JÓdG ɵjôeCG<br />

AGôë°üdG â– É«≤jôaCG<br />

É```«``°SBG ¥ô````°T<br />

É```«``°SBG ܃``æ```L<br />

شكل (٤). عدد <strong>الفقر</strong>اء؛ مع إدخال عامل الاستهلاك المنخفض.‏<br />

٤٣


ويبين شكل (٤) التغير في مستوى <strong>الفقر</strong> المدقع مع الأخذ في الاعتبار معدل<br />

الاستهلاك.‏ و<strong>الفقر</strong> المدقع يتجلى عندما لا يمكن تلبية احتياجات المنزل رد القدرة على<br />

الحياة مع حدة الجوع،‏ وفقدان الرعاية الصحية،‏ وعدم المقدرة على الحصول على مياه<br />

صالحة للشرب،‏ وعدم وجود الصرف الصحي،‏ وغياب القدرة على تلقي التعليم،‏ وعدم<br />

وجود المأوى،‏ أو الكسوة الضرورية.‏ تلك الدرجة من <strong>الفقر</strong> هي التي تسمى ب<strong>الفقر</strong> الذي<br />

يقتل،‏ وحسب البنك الدولي توجد هذه الحالة فقط في الدول النامية (٩٠-٩٩) .<br />

ورغم أن شرق آسيا شهد بعض الانخفاض في معدل <strong>الفقر</strong> فإن نصف سكان<br />

العالم يعتبرون في عداد <strong>الفقر</strong>اء،‏ وبينما يعتقد البعض أن <strong>الفقر</strong> المدقع سيمحى خلال<br />

أربعة عقود فإن هناك ٨ ملايين نسمة يموتون من <strong>الفقر</strong> في كل عام (١٠٠) .<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

و<strong>الفقر</strong> المتوسط يقاس وفق دخل يتراوح بين ١ دولار و ٢ دولار على أساس القوة<br />

الشرائية المتساوية؛ حيث تتوفر الحاجات الضرورية بالكاد.‏<br />

أما <strong>الفقر</strong> النسبي فهو <strong>الفقر</strong> الذي يكون فيه الدخل أقل من متوسط الدخل<br />

الوطني حيث يحتاج الفقير إلى ما تراه الطبقة المتوسطة أمرا ً ضروريا ً.‏<br />

ورغم أن أقسى ألوان <strong>الفقر</strong> المدقع توجد بصورة واسعة في الدول النامية؛ فإن هناك<br />

أدلة جازمة عن وجود ذلك النوع من <strong>الفقر</strong> في كل الدول،‏ ففي الدول المتقدمة ‏(الغنية)‏<br />

يؤدي <strong>الفقر</strong> إلى زيادة عدد المشردين الذين يستعصي عليهم إيجاد مأوى.‏ والمساكن<br />

العشوائية والأحياء الشعبية التي يعيش فيها سقط اتمع أو المنبوذون الذين تجمع<br />

بينهم أصول عرقية أو دينية واحدة مثل أحياء اللاتينيين أو الهسبانيين (Hispanic)<br />

والفيتناميين والكوريين ومشاريع السود السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية<br />

والعرب في فرنسا واليهود في إيطاليا ولندن وبولندا أو بمعنى أشمل الجيتو ،(Ghettos)<br />

هي دليل لوجود حالات <strong>الفقر</strong> المدقع في الدول المتقدمة،‏ حيث يتجمع <strong>الفقر</strong>اء من<br />

٤٤


أصول معينة قسرا ً أو برغبتهم.‏ وعموما ً يعتبر <strong>الفقر</strong> حالة جماعية تجمع فريقا ً من<br />

الناس أو منطقة بعينها،‏ ومن هذا المنطلق تعتبر الدولة بعينها دولة فقيرة؛ ولهذا فإن<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

تعبير ‏«الدولة النامية»‏ يطلق على الدولة الفقيرة لتفادي دمغ الدولة ب<strong>الفقر</strong>.‏<br />

iô``NC’G OÉ``©`HC’G<br />

هناك تقدم كبير عبر السنين في بحوث ومقترحات قياس وتحليل <strong>الفقر</strong>،‏ وتحديد<br />

مستوى دخل الفقير (١٠١-١١٥) غير أن الحاجة قائمة لقياس ودراسة الأبعاد الأخرى للفقر.‏<br />

من بين تلك الأبعاد؛ أبعاد لا تتعلق بالدخل،‏ مثل وضع وتجميع مؤشرات مركبة عالية<br />

الجودة يمكن مقارنة قيمها بالنسبة للدول اتلفة مثل التعليم وسهولة الحصول<br />

على الخدمات الصحية والبنية التحتية،‏ كما تشمل مؤشرات جديدة لتعقب أبعاد<br />

أخري مثل العرضة للمخاطر،‏ والوهن،‏ والنبذ الاجتماعي،‏ وقدرة الاستفادة من رأس المال<br />

الاجتماعي (١١٦) .<br />

وعند قياس <strong>الفقر</strong> يمكن تصنيفه إلى فقر مطلق وفقر نسبي.‏<br />

≥`∏`£`ŸG ô``≤`Ø`dG<br />

<strong>الفقر</strong> المطلق يشير إلى معايير لا تتغير مع الزمان ولا المكان؛ مثال ذلك المقياس<br />

المطلق الخاص بنسبة السكان الذين يتناولون من الطعام أقل من الحاجة للحفاظ<br />

على سلامة البدن البشري حوالي ٢٫٠٠٠ إلى ٢٫٥٠٠ سعر حراري يوميا ً.‏ و<strong>الفقر</strong> المطلق<br />

يشير إلى أناس يحصلون على أدنى الدخل،‏ وأدنى التعليم،‏ وأدنى المنزلة الاجتماعية،‏ مع<br />

انعدام الفرص المتاحة لهم . . إلخ.‏<br />

والمؤشرات الأخرى للفقر المطلق في سبيلها إلى التحسن حول العالم؛ فمثلا ً:‏<br />

˚ ازدياد متوسط عمر الفرد في الدول النامية منذ الحرب العالمية الثانية،‏ والهوة بين<br />

العالم النامي والعالم المتقدم بدأت في الانحسار حيث أن زيادة معدل العمر في<br />

الدول المتقدمة تجري بمعدل أقل.‏<br />

٤٥


˚ انخفضت نسبة وفاة الأطفال في جميع أنحاء المناطق النامية (١١٧-١١٨) .<br />

˚ انخفضت نسبة الأفراد الذين يعيشون في بلاد تقل فيها كمية الطعام المتوفر<br />

للشخص عن ٢,٢٠٠ ألف سعر حراري في اليوم من ٥٦٪ في منتصف العقد<br />

السادس من القرن الماضي إلى ١٠٪ في العقد التاسع من نفس القرن.‏<br />

˚ زادات نسبة التعليم من ٥٢٪ عام ‎١٩٥٠‎م إلى ٨١٪ عام ‎١٩٩٩‎م:‏ حيث زادت نسبة<br />

التعليم في الإناث بالنسبة للرجال من ٥٩٪ عام ‎١٩٧٠‎م إلى ٨٠٪ عام ‎٢٠٠٠‎م.‏<br />

˚ ارتفعت نسبة الأطفال خارج القوى العاملة من ٧٦٪ عام ‎١٩٦٠‎م إلى ٩٠٪<br />

عام ‎٢٠٠٠‎م.‏<br />

وهناك العديد من الاتجاهات المشابهة بالنسبة لقياس نصيب الفرد من الطاقة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الكهربائية،‏ والسيارات،‏ والمذياع،‏ والهاتف؛ إلى جانب نسبة الذين تتوفر لهم المياه<br />

النظيفة (١١٩) . كما أن هناك عدة معايير لعدم تكافؤ الدخل،‏ أو معايير توزيع الدخل (١٢٠-١٣٩) ،<br />

والتي تتضمن آليات لقياس توزيع الدخل بين أعضاء اتمع،‏ خاصة قياس عدم المساواة أو<br />

المساواة في الدخل.‏ وتلك المعايير تصنف كمعايير مطلقة أو معايير نسبية.‏ أما معايير<br />

عدم تكافؤ الدخل المطلقة فتتضمن تحديد حد أدنى معياري،‏ ثم حساب عدد الأفراد<br />

الذين يقعون دون هذا الحد.‏ وتلك الطريقة تستخدم في تحديد مستوى <strong>الفقر</strong> في اتمع؛<br />

ومثال ذلك:‏<br />

˚ خط <strong>الفقر</strong>:‏ وهو يقيس مستوى الدخل لأسرة أو فرد في اتمع،‏ وهو يختلف من<br />

مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان وفق تكاليف المعيشة ووفق توقعات الناس.‏<br />

وعادة ما تحدد الحكومات خط <strong>الفقر</strong>،‏ حيث يحسب كمستوى الدخل الذي يمكن<br />

فيه لأي منزل ‏(أسرة من فرد أو أكثر)‏ تخصيص ثلثي أو ثلاثة أرباع الدخل للحصول<br />

على الحاجيات الأساسية مثل الطعام والماء والمأوى والملبس.‏<br />

٤٦


˚ مؤشر <strong>الفقر</strong>:‏ وهو يتضمن حاصل ضرب (١) نسبة عدد الأشخاص تحت خط <strong>الفقر</strong><br />

إلى العدد الكلي للأفراد في اتمع،‏ و (٢) نسبة الفارق بين الدخل عند خط <strong>الفقر</strong><br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

ومتوسط دخل الأفراد الذين يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong>،‏ إلى متوسط دخل الأفراد<br />

الذين يعيشون تحت خط <strong>الفقر</strong> (١٣٥-١٣٦) .<br />

»`Ñ°ùædG ô`≤`Ø`dG<br />

<strong>الفقر</strong> النسبي هو <strong>الفقر</strong> الذي يعرفه اتمع،‏ لذا يلزم النظر إليه في المضمون<br />

الاجتماعي.‏ ولهذا فإن تعداد ما يمكن اعتبارهم فقراء قد يزيد مع زيادة معدل الدخل.‏<br />

ومن المقاييس النسبية للفقر هو مقارنة درجة الثراء الكلي لأفقر ثلث من السكان مع<br />

درجة الثراء الكلي لأثرى ١٪ من السكان.‏ وهناك عدة معايير نسبية لعدم تكافؤ الدخل<br />

أكثرها استخداما ً معامل جيني Coefficient) (Gini (١٤٠-١٥٠) أو مؤشر جيني Index) (Gini<br />

الذي يعبر عن معامل جيني كنسبة مئوية.‏ ف<strong>الفقر</strong> النسبي حالة تقاس بمقارنة أحوال<br />

شريحة من اتمع بالشرائح الأخرى الأوفر حالا ً.‏<br />

ومعامل جيني هو مقياس لعدم المساواة في التوزيع ويعرف على أنه نسبة المساحة<br />

بين منحنى لورنز Curve) (Lorenz لتوزيع الدخل (١٤٥-١٥٠) ، ومنحنى التوزيع المتساوي،‏<br />

إلى المساحة تحت منحنى التوزيع المتساوي؛ شكل (٥). ومعامل جيني يستخدم عادة<br />

في قياس عدم التكافؤ في الدخل وهو يقع بين القيمة صفر (٠) التي تمثل المساواة<br />

المثالية حيث الكل يحصل على نفس الدخل والقيمة واحد (١) التي تمثل عدم العدل<br />

المطلق في التوزيع حيث فرد واحد يحصل على الدخل كله والآخرون لا يحصلون على<br />

شيء.‏ كما أن معامل جيني يمثل متوسط الفارق النسبي في الدخل.‏ ومن الممكن أن<br />

يستخدم المعامل كذلك في قياس عدم المساواة في الثراء بفرض عدم وجود حالات<br />

يكون فيها صافي الثراء سلبي.‏<br />

٤٧


‹ÉãŸG jRƒàdG<br />

áLQO 45 §N hCG<br />

»æ«L ô°TDƒe<br />

õfQƒd ≈æëæe<br />

ÊóàŸG πNódG ÜÉë°UCG øe OGôaC’G Ö«°üf ºcGôJ<br />

Ö°ùൟG πNódG Ö«°üf ºcGôJ<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

شكل (٥). معامل جيني.‏<br />

ومنحنى لورنز شكل (٦) يمثل التوزيع التراكمي لتوزيع احتمالي،‏ ويستخدم عادة في<br />

تمثيل توزيع الدخل.‏ حيث تمثل نسبة المنازل ونسبة الدخل الذي تحصل عليه.‏ والنظم<br />

الاشتراكية تعتبر منحنى لورنز ممثلا ً لعدم العدل الاجتماعي.‏<br />

π``Nó````dG á``Ñ````°ù```f<br />

á«dÉãŸG IGhÉ°ùŸG §N<br />

jRƒàdG §N<br />

…hÉ°ùàŸG ÒZ<br />

¥ÓWE’G ≈∏Y<br />

õfQƒd ≈æëæe<br />

∫RÉæŸG á```Ñ```°ùf<br />

شكل (٦). خط لورنز لتوزيع الدخل.‏<br />

٤٨


وفي الدول الفقيرة حيث مجموع الدخل المحلي للفرد منخفض يتدرج معامل جيني<br />

من مستوى أدنى ٠٫٢٥ إلى مستوى أعلى يصل إلى ٠٫٧١، بينما الدول الغنية تتصف<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

بمعامل جيني منخفض؛ عادة ما يكون أقل من (١٥١) ٠٫٤٠ . وبينما يتراوح معامل جيني<br />

لغالبية دول أوروبا المتقدمة بين ٠٫٢٤ إلى ٠٫٣٦، فالمعامل في الولايات المتحدة الأمريكية<br />

يتعدى ٠٫٤، بمعنى وجود قدر كبير من عدم المساواة في توزيع الدخل في الولايات المتحدة<br />

الأمريكية؛ حيث ازداد معامل جيني عبر الوقت من ٠٫٣٩٤ عام ‎١٩٧٠‎م إلى ٠٫٤٠٣ عام<br />

‎١٩٨٠‎م إلى ٠٫٤٢٨ عام ‎١٩٩٠‎م ووصل إلى ٠٫٤٦٣ عام ‎٢٠٠٠‎م نتيجة خفض الشريحة<br />

الضريبية العليا من ٧٠٪ في العقد السادس إلى ٣٥٪ في عام ‎٢٠٠٠‎م (١٥٢) .<br />

وجدول (٤) يدرج درجة تساوي الدخل في بعض الدول العربية،‏ مرتبة وفق درجة<br />

التساوي إلى جانب أكبر درجة من تساوي الدخل في العالم في حالة الدنمارك وأقل<br />

درجة من التساوي في حالة نامبيا بأفريقيا.‏ كما تضمن الجدول الولايات المتحدة<br />

الأمريكية للمقارنة.‏ وفي الجدول يشير معامل جيني المنخفض إلى درجة أكبر في<br />

المساواة الاقتصادية والاجتماعية.‏<br />

جدول (٤). درجة تساوي الدخل في الدول العربية.‏<br />

ΩÉ````©`````dG<br />

%20 ≈æZC’G<br />

%20 ô≤aC’G ¤EG<br />

%10 ≈æZC’G<br />

%10 ô≤aC’G ¤EG<br />

»æ«L πeÉ©e á````dhó````dG á```Ñ``Jô```ŸG<br />

Ω1997 4^3 8^1 0^247 ∑QɉódG 1<br />

Ω1998 5^6 8^6 0^334 øª«dG 40<br />

Ω1999 5^1 8 0^344 ô°üe 44<br />

Ω1995 6^1 9^6 0^354 ôFGõ÷G 47<br />

Ω1997 5^9 9^1 0^364 ¿OQC’G 54<br />

Ω2000 7^4 12 0^39 É«fÉàjQƒe 66<br />

Ω1998 7^2 11^7 0^395 Üô¨ŸG 67<br />

Ω2000 7^9 <strong>13</strong>^4 0^398 ¢ùfƒJ 69<br />

Ω2000 8^4 15^9 0^466<br />

IóëàŸG äÉj’ƒdG<br />

᫵jôeC’G<br />

Ω1993 56^1 128^8 0^707 É«ÑeÉf 124<br />

92<br />

٤٩


ومن فوائد معامل جيني أنه:‏<br />

˚ يمثل مقياسا ً لعدم المساواة التي تحدد عن طريق تحليل النسب،‏ بدلا ً من أن تكون<br />

متغيرا ً لا يمثل غالبية السكان،‏ مثل متوسط دخل الفرد أو مجمل الناتج<br />

الوطني للفرد.‏<br />

˚ يمكن استخدامه للمقارنة بين توزيع الدخل على مختلف قطاعات الأفراد وعلى<br />

الدول،‏ فعلى سبيل المثال يختلف معامل جيني في المناطق الحضرية عنه في<br />

المناطق الريفية في الكثير من البلاد ‏(في الولايات المتحدة الأمريكية قد تتقارب<br />

معاملات جيني في الريف والحضر).‏<br />

˚ بسيط بصورة كافية،‏ بحيث يمكن مقارنته عبر الدول مع سهولة تفسيره.‏ فعلى<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

سبيل المثال كثيرا ً ما يتعرض استخدام إحصائيات مجمل الناتج المحلي للانتقاد<br />

حيث أنها لا تمثل التغيرات لجميع السكان بينما يمكن لمعامل جيني إشهار<br />

كيفية التغيرات للغني والفقير؛ بحيث لو كان ارتفاع معامل جيني مصحوبا ً<br />

بارتفاع في مجمل الناتج المحلي قد ينبئ بأن <strong>الفقر</strong> ليس في حالة تحسن بالنسبة<br />

لغالبية السكان.‏<br />

˚ يمكن توظيفه للإشارة إلى كيفية تغيير الدخل في دولة خلال فترة من الزمن<br />

بحيث يمكن تحديد إذا ما كانت عدم المساواة في زيادة أو نقصان.‏<br />

إلى جانب ذلك فإن معامل جيني يستوفي أربعة مبادئ هامة هي:‏<br />

١. إغفال الهوية:‏ لا يهم من هم أصحاب الدخول الكبرى وأصحاب الدخول الصغرى.‏<br />

٢. لا يعتمد على مقياس اقتصادي معين:‏ فمعامل جيني لا يأخذ في الاعتبار<br />

حجم الاقتصاد،‏ ولا كيفية قياس الاقتصاد ولا يدخل فيه تمييز بين دولة غنية<br />

ودولة فقيرة.‏<br />

٣. مستقل عن تعداد السكان:‏ ولا يتأثر بحجم السكان.‏<br />

٥٠


٤. أسس النقل:‏ لو أن دخلا ً أقل من الفارق انتقل من شخص غني إلى شخص فقير<br />

فإن التوزيع الناتج يكون أكثر تساويا ً.‏<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

أما مضار معامل جيني كمقياس لعدم المساواة فتشمل:‏<br />

˚ إن قياس معامل جيني لدولة كبيرة متشعبة ومتباينة جغرافيا ً ينجم عنه نتيجة<br />

أكبر من قيمة المعامل لكل من مناطقها على حدة؛ ولهذا فإن من الصعب<br />

مقارنة المعامل للإتحاد الأوروبي مع كل الولايات المتحدة الأمريكية.‏<br />

˚ قد يصعب مقارنة توزيع الدخل بين الدول نظرا ً لاختلاف المنافع التي تقدمها<br />

الدول للفقراء فبعض الدول قد تمنح هبات مالية،‏ بينما الأخرى تدعم دخلهم<br />

بطوابع غذاء Stamps) (Food وبهذا فإن قيمة الطوابع قد لا تؤخذ في الحسبان<br />

كدخل في حسابات منحنى لورنز وبهذا تغفل في حسابات معامل جيني.‏<br />

˚ يؤدي المعيار إلى نتائج مختلفة عند تطبيقه على الأفراد بدلا ً من المنازل،‏ وبهذا<br />

فإن قياس جماعات سكان مختلفة بمقاييس متباينة في التعريف قد يجعل<br />

المقارنة غير مجدية.‏<br />

˚ ربما يقلل منحنى لورنز من درجة عدم المساواة عندما يمكن للمنازل الغنية<br />

استخدام المال بحكمة أكبر من المنازل الفقيرة؛ أي أنه بمعنى آخر قد تنجم عدم<br />

المساواة وفق توخي المزيد أو القليل من الحكمة في استخدام دخل المنزل.‏<br />

˚ ككل المعايير المعتمدة على الإحصاء،‏ هناك أخطاء منهجية وأخرى عشوائية<br />

في البيانات،‏ وبهذا فإن معنى معامل جيني قد يقل إذا كانت البيانات أقل<br />

مصداقية.‏ كما أن كل دولة تجمع بياناتها بأسلوب مختلف عن الآخرى مما يصعب<br />

المقارنة الإحصائية بين الدول.‏<br />

˚ الاقتصاديات التي لها إيرادات ومعاملات جيني متشابهة يمكن أن تكون مختلفة<br />

كلية في التوزيع الاقتصادي؛ حيث أن منحنى لورنز قد يختلف في الشكل ولكنه<br />

٥١


يعطي نفس معامل جيني.‏ وذلك يتضح من مثال مبالغ فيه:‏ وهو أن اقتصادية ما<br />

فيها نصف المنازل ليس لديها أي دخل والنصف الآخر يقتسم الدخل بالتساوي<br />

لها معامل جيني يساوي ‎٠٫٥‎؛ إلا أن اقتصادية أخرى فيها تساوى كامل في<br />

الدخل باستثناء منزل واحد ثري يمتلك نصف الدخل الكلي لها معامل جيني<br />

يساوي ٠٫٥ أيضا ً.‏<br />

˚ هناك اعتقاد بأن معامل جيني أكثر حساسية لدخل الطبقة المتوسطة عن دخل<br />

الطبقات المدقعة في <strong>الفقر</strong> والمفحشة في الغني.‏<br />

˚ كثيرا ً ما يذكر معامل جيني دون وصف النسب التي تستخدم في القياس،‏ وشأن<br />

معامل جيني شأن المعاملات الأخرى لقياس عدم التساوي،‏ فإن المعامل يتأثر<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

بخشونة المقاييس؛ حيث أن تقسيم توزيع القياسات إلى خمس مقاطع بنسبة<br />

٢٠٪ ‏(قليل الحبيبات)‏ سيؤدي إلى معامل أقل من التقسيم بنسبة ٥٪ ‏(غزير<br />

الحبيبات)‏ لنفس التوزيع الإحصائي.‏<br />

كنتيجة لتلك الانتقادات يقوم البعض باستخدام معايير أخرى إما مع معامل<br />

جيني أو كبديل له ومن بينها معايير الانتروبيا Measures) (Entropy أو الطاقة<br />

المفقودة،‏ مثل معيار ثيل (Theil) (١٥٣-١٥٤) ، ومعيار أتكنسون (Atkinson) (١٥٥-١٥٨) . هذه<br />

المعايير تحاول مقارنة توزيع الموارد عن طريق لاعبين أذكياء في السوق مع توزيع عشوائي<br />

لطاقة مهدرة تنجم عن قيام جسيمات دقيقة غير ذكية في مكان مغلق يتبع قوانين<br />

الفيزياء الإحصائية.‏<br />

وفي عالم الاقتصاد،‏ معيار ثيل عبارة عن ملخص لإحصائيات تستخدم في قياس<br />

عدم التساوي في الدخل بناء على طاقة المعلومات المهدرة وهو يماثل معامل جيني<br />

غير أنه أقل استخداما ً.‏ ومن مزايا معيار ثيل أنه يضم مجموع عدم المساواة المتوازنة<br />

في مجموعات جزيئية تتضمنها مجموعة كبرى؛ على سبيل المثال عدم المساواة في<br />

٥٢


الدخل في الولايات المتحدة الأمريكية هو مجموع عدم المساواة في دخل كل ولاية<br />

موزونا ً بالدخل النسبي لتلك الولاية بالنسبة للدولة ككل.‏ أي من الممكن القول بأن<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

كل منطقة أو ولاية تساهم بنصيب في عدم المساواة الكلية للدولة.‏ ويمكن تحويل<br />

معيار ثيل لأي من معايير أتكنسون،‏ حيث يقوم معيار أتكنسون بتقييم عدم مساواة<br />

الدخل بصورة يمكن فيها تتبع حركة القطاعات اتلفة في توزيع الدخل،‏ حيث يمكن<br />

للمحللين وضع وزنا ً أكبر للتغيرات في جزء معين من توزيع الدخل،‏ عن طريق إدخال<br />

متغير كراهية عدم المساواة الذي يتراوح بين صفر (٠) وواحد (١). وبهذا يصبح معيار<br />

أتكنسون حساسا ً للتغيرات في الطرف الأدنى لتوزيع الدخل حيث يصل متغير كراهية<br />

عدم المساواة إلى واحد (١)، وبالعكس فإن هذا المتغير يؤول إلى الصفر (٠) عندما<br />

يصبح معيار أتكنسون أكثر حساسية للجانب الأعلى من توزيع الدخل.‏<br />

ومن معايير قياس <strong>الفقر</strong> معيار روبين هوود Index) (Robin Hood (١٥٩-١٦١) أو معيار<br />

هوفر (Hoover) المسمى على اسم البطل في الأساطير الشعبية الإنجليزية الذي كان<br />

يهجم على أملاك الأغنياء ليسرق منها حصة لتوزيعها على <strong>الفقر</strong>اء.‏ والمعيار الرياضي<br />

يتصل بمعامل جيني فهو يقيس شطر الإيراد الكلي الذي يمكن إعادة توزيعه حتى<br />

تتحقق المساواة المطلقة؛ شكل (٧).<br />

‹ÉãŸG jRƒàdG<br />

Ö°ùൟG πNódG Ö«°üf ºcGôJ<br />

QÉ«©e<br />

Ohƒg ÚHhQ<br />

»æ«L ô°TDƒe<br />

õfQƒd ≈æëæe<br />

0<br />

πNódG øe ∫RÉæª∏d ᫪cGÎdG áÑ°ùædG<br />

شكل (٧). معيار روبين هوود.‏<br />

٥٣


وهناك العديد من المعايير الإحصائية الأخرى للدخول إلى جانب خط <strong>الفقر</strong> النسبي<br />

الذي يقيس عدد الأفراد أو المنازل التي يقل مستوى الدخل فيها عن مستوى محدد؛ غير<br />

أن هذا المقياس للفقر يهتم بالنصف الأسفل من توزيع الدخل ولا يعير اهتماما ً لسوء<br />

التوزيع في النصف الأعلى.‏<br />

(‹hódG ∂æÑdG) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />

انتقادات لمعايير <strong>الفقر</strong><br />

يعرف مستوى <strong>الفقر</strong> المدقع على أنه كسب أقل من دولار واحد يوميا ً على أساس<br />

القوة الشرائية المتساوية،‏ وفقا ً لتعريف البنك الدولي؛ وهذا يخالف كل الطرق<br />

-١٦٣)<br />

المستخدمة لقياس <strong>الفقر</strong> سواء في الأمم المتحدة (١٦٢) أو مكتب الإحصاء الأمريكي<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٧٤) . ومقياس البنك الدولي قائم على وضع حد عشوائي للفقر،‏ ومن ذلك المنطلق يقوم<br />

البنك بإصدار أرقام - دون إجراء أي نوع من القياسات - عن مجموعات السكان التي<br />

تحصل على دخول فوق ذلك المستوى على أنهم ليسوا بفقراء،‏ ويمكن بهذا الأسلوب<br />

-١٧٥)<br />

خفض إحصائيات <strong>الفقر</strong> المسجلة لتلك الدولة دون الحاجة لجمع أي بيانات من الميدان<br />

١٧٦) . وهذا النوع الاختياري من التقييم المنحاز يتقرر دون التحقق من وضع السكان على<br />

مستوى الدولة (١٧٧) . ثم إن طريقة الدولار الواحد في اليوم بما في ذلك حسابه على أساس<br />

القوة الشرائية المتساوية؛ أسلوب عقيم،‏ حيث أن الدليل قائم على أن مجموعات من<br />

السكان يبلغ دخلها ٢ أو ٣ بل حتى ٤ دولارات على أساس القوة الشرائية المتساوية<br />

في اليوم تبقي مهزومة تحت وطأة <strong>الفقر</strong> أي لا تستطيع توفير النفقات الأساسية<br />

من طعام وملبس ومأوى وصحة وتعليم.‏ والإشكالية هنا أن اللعب بالأرقام أمر سهل<br />

بينما هو جد خطير،‏ فالعملية لا تتعدى أن تكون تمرينا ً َ رياضيا ً لتقدير مستوى <strong>الفقر</strong><br />

على مستوى الدول وعلى المستوى العالمي،‏ فالحسابات كلها تجري على حاسوب مقيد<br />

بمبلغ دولار واحد يوميا ً على أساس القوة الشرائية المتساوية.‏<br />

٥٤


ووفقا ً لأرقام البنك الدولي الرسمية التي هي محل تقدير على المستوى الدولي،‏ فإن<br />

عدد <strong>الفقر</strong>اء في العالم يبلغ ١٫٣ مليار نسمة،‏ وبهذا يتنبأ البنك عن انخفاض مستوى<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

<strong>الفقر</strong> في القرن الحادي عشر بناء على توقعات ارتفاع الدخل للفرد،‏ أي أن النمو في دخل<br />

الفرد يعني حتما ً انخفاض مستوى <strong>الفقر</strong>؛ وهذه مجرد لعبة بالأرقام.‏ فوفقا ً لتنبؤات<br />

البنك الدولي (١٧٨) :<br />

˚ انخفض معدل <strong>الفقر</strong> في الصين من ٢٠٪ عام ‎١٩٨٥‎م إلى ٢٫٩٪ عام ‎٢٠٠٠‎م.‏<br />

˚ انخفض معدل <strong>الفقر</strong> في الهند من ٥٥٪ عام ‎١٩٨٥‎م إلى ٢٥٪ عام ‎٢٠٠٠‎م؛ رغم<br />

أن بيانات البنك نفسها أكدت أن ٨٠٪ من سكان الهند لا يحصلون على دولار<br />

واحد يوميا ً على أساس القوة الشرائية المتساوية.‏<br />

وحيث أن إطار الحسابات كلها قائم على الإطناب والحشو لأنها مبنية على أساس<br />

افتراضية الدولار الواحد،‏ فلم تعد هناك حاجة لبحث الوضع في الميدان والتحقق من<br />

الوضع القائم،‏ ولا حاجة للبحث عن نفقات الطعام والمأوى والخدمات الاجتماعية،‏ ولا<br />

ضرورة لمشاهدة الأوضاع في القرى والمناطق العشوائية في الحضر التى تعاني من<br />

نقص في كل شيء.‏<br />

(IóëàŸG ·C’G) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />

يوفر إطار مجموعة التنمية البشرية في برنامج التنمية بالأمم المتحدة للمجتمع<br />

الدولي تقييما ً للقضايا الهامة في التنمية العالمية من خلال تقارير التنمية البشرية،‏<br />

بما في ذلك تقرير عام ‎١٩٩٧‎م الذي ركز على استئصال <strong>الفقر</strong>،‏ حيث وضع معيار <strong>الفقر</strong><br />

البشري (HPI) Human Poverty Index القائم على أهم الأبعاد الأساسية للحرمان:‏<br />

قصر العمر،‏ الحرمان من التعليم الأساسي،‏ والحرمان من الموارد الخاصة والعامة (١٧٨) .<br />

وانطلاقا ً من هذا يقدم البرنامج تقديرا ً للفقر البشري يناقض تماما ً الحقيقة على<br />

مستوى الدول؛ حيث يقدر معيار <strong>الفقر</strong> البشري لكل من كولومبيا والمكسيك وتايلاند،‏<br />

٥٥


مثلا ً على أنه ١٠٪-١١٪ جدول (٥). كما يقدم قياسات لإنجازات خفض <strong>الفقر</strong> في أفريقيا<br />

والشرق الأوسط والهند تتضارب مع البيانات على مستوى الدول (١٧٨) .<br />

وفي الواقع تعاني تقديرات برنامج التنمية في الأمم المتحدة من تشويه يفوق ما جاء<br />

به البنك الدولي (١٧٨-١٨١) .<br />

جدول (٥). مستوى <strong>الفقر</strong> في دول نامية ودول غنية.‏<br />

(ô≤ØdG §N â– ¿Éµ°ùdG áÑ°ùf) ô≤ØdG iƒà°ùe<br />

(á«æZh á«eÉf) IQÉà ∫hO<br />

4^1 %<br />

ƒéHƒWh OGó«fôJ ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 10^9 %<br />

∂«°ùµŸG ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 11^7 %<br />

ófÓjÉJ ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 10^7 %<br />

É«Ñeƒdƒc ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 17^7 %<br />

ÚÑ«∏ØdG ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 10^9 %<br />

¿OQC’G ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 27^2 %<br />

GƒLGQɵ«f ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 12^1 %<br />

ɵjÉeÉL ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 30^7 %<br />

¥Gô©dG ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 37^9 %<br />

GófGhQ ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 32^0 %<br />

É«æ«Zƒ«f GƒHÉH ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 41^6 %<br />

ÉjÒé«f ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ 17^3 %<br />

GƒHÉÑeR ‏(‏‎١٩٩٧‎م)‏ % <strong>13</strong>^7 (Ω1996) ᫵jôeC’G IóàëŸG äÉj’ƒdG<br />

% 17^8 (Ω1995) Góæc<br />

% 20^0 (Ω1993) IóëàŸG áµ∏ªŸG<br />

% 17^0 (Ω1993) É«dÉ£jEG<br />

% <strong>13</strong>^0 (Ω1993) É«fÉŸCG<br />

% 17^0 (Ω1993) É°ùfôa<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٥٦


فعلى سبيل المثال يقدر تقرير البرنامج أن نسبة <strong>الفقر</strong>اء في المكسيك تبلغ ١٠٫٩٪<br />

وهذا يتضارب مع الأوضاع القائمة،‏ حيث عانت البلاد من انهيار في الخدمات الاجتماعية،‏<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

ومجاعات بين صغار المزارعين،‏ وانخفاض ضخم في الإيرادات نتيجة خفض سعر العملة<br />

المحلية في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي.‏ ووفقا ً لدراسة قامت بها منظمة<br />

التعاون الاقتصادي والتنمية فإن هنالك ارتفاعا ً كبيرا ً في مستوى <strong>الفقر</strong> عقب توقيع<br />

اتفاقية شمال أمريكا للتجارة الحرة،‏ المعروفة ب ‏«نفتا»‏ (١٨٢) .<br />

á`LhOõ`ŸG ô`«`jÉ`©`ŸG<br />

المعايير المزدوجة في القياسات العلمية للفقر تتجلى في:‏<br />

˚ معيار البنك الدولي لتحديد مستوى <strong>الفقر</strong> بدولار واحد على أساس القوة<br />

الشرائية المتساوية في اليوم خاص بالدول النامية وحدها.‏<br />

˚ كل من البنك الدولي وبرنامج التنمية في الأمم المتحدة يفوتهما الاعتراف بوجود<br />

فقر في غرب أوروبا وشمال أمريكا.‏<br />

˚ أن معيار دولار واحد على أساس القوة الشرائية المتساوية في اليوم لتحديد<br />

مستوى <strong>الفقر</strong> المستخدم للدول النامية يتعارض مع الطرق المستخدمة في<br />

حكومات الدول الغربية وفي المنظمات الحكومية لتحديد مستوى <strong>الفقر</strong> في<br />

الدول المتقدمة.‏<br />

وفي الغرب تقوم طرق قياس <strong>الفقر</strong> على أساس مستوى أدنى للإنفاق على الأساسيات<br />

في المنزل من طعام وملبس ومأوى،‏ وصحة وتعليم.‏ ففي الولايات المتحدة الأمريكية<br />

مثلا ً يعرف خط <strong>الفقر</strong> بأنه ‏«ثلاثة أضعاف تكلفة الحد الأدنى الملائم للتغذية،‏ لتوفير<br />

النفقات اللازمة بالإضافة إلى المطعم»‏ (١٨٣) . فمثلا ً لعائلة تتكون من أربعة أشخاص<br />

- طفلين وأم وأب - خط <strong>الفقر</strong> عام ‎١٩٩٦‎م كان ‎١٦٫٠٣٦‎دولار سنويا ً وهذا يعني ‎١١‎دولار<br />

في اليوم للفرد ‏(وليس ‎١‎دولار كحد البنك الدولي للفقر في الدول النامية).‏<br />

٥٧


وبالمقارنة بتقرير برنامج التنمية في الأمم المتحدة فإن مستوى <strong>الفقر</strong> في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية أكبر من المكسيك جدول (٥). وفي الواقع أن برنامج التنمية والبنك<br />

الدولي لم يضعا وسيلة لمقارنة الدول المتقدمة بالدول النامية؛ وهذا تلافيا ً للحرج<br />

فقد تكون مستويات <strong>الفقر</strong> متقاربة بين بعض الدول النامية،‏ ودول غرب أوروبا وكندا<br />

والولايات المتحدة الأمريكية.‏ ففي حالة كندا التي ارتقت إلى المرتبة الأولى بين كل<br />

الدول في تقرير عام ‎١٩٩٧‎م لبرنامج التنمية فإن نسبة <strong>الفقر</strong>اء وفق الإحصاءات<br />

الرسمية كانت ١٧٫٤٪ مقارنة بنسبة ١٠٫٩٪ في المكسيك ونسبة ٤٫١٪ في ترنيداد<br />

وطوبجو؛ جدول (٥).<br />

وبالمقابل،‏ لو طبقت طريقة مكتب الإحصاء الأمريكي ‏(التكلفة القائمة على توفير<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الحد الأدنى من التغذية)‏ على الدول النامية لكانت أغلبية السكان فيها تحت مستوى<br />

<strong>الفقر</strong>؛ خاصة وأنه عقب رفع القيود على الأسعار في أسواق الحاجيات الأساسية فإن<br />

أسعار المواد الاستهلاكية في الدول النامية ليست أقل من أوروبا الغربية ولا الولايات<br />

المتحدة الأمريكية،‏ بل إن تكاليف المعيشة في الكثير من مدن العالم الثالث مرتفعة<br />

عنها في الولايات المتحدة الأمريكية.‏<br />

وبالإضافة إلى ذلك،‏ فقد أسفرت عدة عمليات مسح لميزانية المنازل في العديد من<br />

دول أمريكا اللاتينية على أن ٦٠٪ من السكان في المناطق اتلفة لا يحصلون على الحد<br />

الأدنى من السعرات الحرارية والبروتينات المطلوبة.‏ ففي بيرو؛ مثلا ً،‏ عقب قيام صندوق<br />

النقد الدولي بدعم ما يسمى صدمة فوجي (Fujishock) عام ‎١٩٩٠‎م كان ٨٣٪ من<br />

السكان وفق بيانات إحصائيات المنازل غير قادرين على الحصول على السعرات الحرارية<br />

والبروتينات المطلوبة (١٨٤) . أما الحالة القائمة في منطقة ما تحت الصحراء الأفريقية<br />

وجنوب آسيا فهي أشد خطورة حيث أن غالبية المواطنين يعانون من نقص حاد في<br />

التغذية.‏<br />

٥٨


äÉ``fÉ``«`Ñ`dÉH Ö``YÓ`à``dG<br />

يأخذ البنك الدولي وبرنامج التنمية الإحصائيات الرسمية عن <strong>الفقر</strong> على عواهنها،‏<br />

äÉ`Ñ``Ñ`°ù`eh ô``«``jÉ``©``e . . ÊÉãdG π°üØdG<br />

رغم أنها لا تتعدى كونها تمرينا ً رياضيا ً يجري في المكاتب،‏ دون أدنى دراية بما يجري في<br />

الميدان (١٧٥) . وتطويع الإحصائيات لإثبات نتائج متضاربة فن من فنون علم الإحصاء،‏<br />

وتوظيف الإحصائيات لدعم المواقف السياسية والحالات الاقتصادية والاجتماعية مع<br />

تضارب النتائج أمر شائع خاصة في الحملات الدعائية والتجارية بما في ذلك السوق<br />

المالية (١٩٠-١٨٥) .<br />

فقد أشار تقرير برنامج التنمية عام ‎١٩٩٧‎م إلى تراجع معدل وفاة الأطفال إلى ما بين<br />

الثلث إلى النصف في بعض البلاد المنتقاة في مناطق جنوب الصحراء بأفريقيا على<br />

رغم تراجع إنفاق الدولة ومستويات الدخل.‏ وقد أخفق التقرير في ذكر أن إغلاق العيادات<br />

الطبية،‏ وطرد أعداد ضخمة من محترفي الرعاية الصحية القائمين على تدوين بيانات<br />

معدل وفيات الأطفال،‏ وإحلالهم بمتطوعين شبه أميين أدى إلى الانخفاض في تدوين<br />

حالات الوفيات.‏ كما أن إصلاحات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الاقتصادية قد<br />

أدت إلى إنهيار عملية جمع البيانات (١٧٥) .<br />

هذه هي حقائق دراسات <strong>الفقر</strong> التي تقوم بها المنظمات العالمية الرسمية؛<br />

فمؤشرات <strong>الفقر</strong> لا تمثل بمصداقية الوضع على مستوى الدولة ولا تمثل خطورة حالة<br />

<strong>الفقر</strong> العالمي؛ فهي تخدم في إظهار <strong>الفقر</strong> على أنه مسألة بسيطة تهم ٢٠٪ من<br />

سكان العالم فقط.‏ فتنبؤات تدني مستوى <strong>الفقر</strong> كلها موجهة لتبرئة ساحة السوق<br />

الحرة ودعم سياسة الدول الكبرى لإصلاح الاقتصاد العالمي على نطاق واسع؛ حيث<br />

تقدم السوق الحرة كحل لكل المشكلات الاجتماعية والصحية وكآلية للحد من <strong>الفقر</strong>.‏<br />

فكلتا المؤسستان تروجان لفوائد الثورة التقنية والاستثمار الأجنبي،‏ وتحرير التجارة في<br />

القضاء على <strong>الفقر</strong> (١٧٦) .<br />

٥٩


ومزاولة اللعب بالإحصائيات عملية تجري في كل االات؛ ففي حساب معدل<br />

البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية،‏ مثلا ً،‏ تتضمن إحصائيات عدد العاطلين عن<br />

العمل أولئك الذين يتلقون بدل عمل من التأمين الوظيفي،‏ الذي لا يصرف إلا لمدة لا<br />

تزيد عن بضعة أسابيع من فقدان العمل،‏ وعندما تنتهي المدة يشطب إسم الشخص<br />

من لائحة أسماء العاطلين على العمل،‏ رغم أنه لم يجد عملا ً بعد،‏ وبطول فترات<br />

البطالة ينخفض مستوى البطالة إلى أدنى معدل.‏<br />

كذلك الحال في حالة إنرون ،(Enron) الشركة العملاقة التى كانت كل الإحصاءات<br />

تشير إلى نمو ضخم،‏ وإذا بها تنهار في يوم وليلة.‏ وحقيقة الأمر أنه لم يكن هناك تزوير<br />

في الحسابات كما أشيع،‏ ولكنه لم يتعد أن يكون عبثا ً بالإحصائيات وتفسيرها.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٦٠


ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

ô≤ØdG äÉ«YGóJh ÜÉÑ°SCG<br />

˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي ˚ قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />

˚ دورة <strong>الفقر</strong><br />

٦١


٦٢<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العربي<br />

إنه من المثير للانتباه أن لا يكون لمفهوم ‏«<strong>الفقر</strong>»‏ تعريف علمي دقيق،‏ رغم أنه<br />

كان السبب في العديد من الثورات الاجتماعية والتغيرات الكبرى والاضطرابات<br />

السياسية (١٩١) . وهذا يجري أيضا ً على التعريف الشائع بأن <strong>الفقر</strong> هو:‏<br />

‏«عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يمثل الحد الأدنى المعقول<br />

والمقبول في مجتمع ما من اتمعات في فترة زمنية محددة».‏<br />

فهذا التعريف ينطوي على غموض وعدم دقة في اعتماده ‏"المعقولية<br />

والمقبولية"‏ (١٩٢) .<br />

ولعل الإشكالية المحيرة في معضلة <strong>الفقر</strong> في العصر الراهن تكمن في حقيقة أنه<br />

رغم التقدم التقني الهائل الذي شهدته البشرية،‏ ورغم ارتفاع وتيرة الإنتاج العالمي<br />

بشكل غير مسبوق،‏ والتطور الاقتصادي المذهل الذي أصاب حياة ملايين البشر،‏ فإن<br />

<strong>الفقر</strong> مازال يشكل التحدي الأكبر الذي يواجه العالم،‏ وهو تحد مواز ٍ لتحد آخر يتمثل<br />

في عدم العدالة في التوزيع وهي السمة الأساسية للرأسمالية العالمية المسيطرة<br />

على فضاء عالم اليوم.‏<br />

وفي وجه هذا التحدي يعتبر كبار باحثي علم الاجتماع الدولي أن <strong>الفقر</strong> وسوء توزيع<br />

الدخل العالمي يشكلان التحدي الأكبر الذي يواجه عالم القرن الواحد والعشرين.‏<br />

فالأرقام تتحدث بنفسها عن عمق مشكلة <strong>الفقر</strong> العالمي،‏ فهي تشير إلى أن ما يقارب<br />

١٫٢ إلى ١٫٣ مليار من البشر - أي ما يعادل خمس البشرية - مازالوا يعتبرون فقراء جدا ً،‏<br />

أي أنهم يعيشون على دولار واحد أو أقل في اليوم.‏ وأنه لو تم رفع خط <strong>الفقر</strong> قليلا ً فقط<br />

لوصلت نسبة <strong>الفقر</strong>اء في العالم إلى ما يزيد عن الثلث.‏ أما على المستوى العربي<br />

فإن أكثر من ثلثي السكان يقيمون في الأقطار المنخفضة الدخل،‏ وهناك أكثر من ٧٠<br />

مليون عربي يقعون تحت خط <strong>الفقر</strong>.‏<br />

٦٣


والمؤسف حقا ًأنه رغم عقود طويلة من التنمية وخطط الاقتصاد والنهوض بالمستوى<br />

العام للمجتمعات العربية فإن الدراسات خلصت إلى أن <strong>الفقر</strong> في الوطن العربي الذي<br />

كان في انخفاض مستمر خلال الفترة ‎١٩٨٠-١٩٥٠‎م بدأ بالارتفاع كنسبة من إجمالي<br />

السكان وكعدد مطلق خلال الفترة منذ منتصف الثمانينيات وحتى الآن.‏<br />

وتكاد تنطبق هذه النتيجة على كافة البلدان العربية حتى النفطية منها.‏ فمن<br />

خلال متابعة معظم الدراسات الميدانية والبحثية في دول الخليج يتبين أن ظاهرة<br />

<strong>الفقر</strong> موجودة فيها وإن كانت تتخذ مظاهر مختلفة ونسبية،‏ كما أن هناك تفاوت<br />

كبير في الدخل.‏ أما في البلدان العربية متوسطة <strong>الفقر</strong> فإن ظاهرة <strong>الفقر</strong>،‏ و<strong>الفقر</strong><br />

المدقع تبدو أكثر بروزا ً.‏ وينسب البعض تدهور مستوى الدخل في الدول العربية إلى<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الظروف الإقليمية والدولية وكذلك السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي اتبعهتا<br />

الحكومات المتعاقبة.‏ فعلى سبيل المثال كانت ظاهرة <strong>الفقر</strong> في مصر أواخر الخمسينات<br />

أقل مما هي عليه في منتصف السبعينات.‏ وفي حقبة السبعينات زادت حدة <strong>الفقر</strong> في<br />

مصر بسبب تبني سياسات الانفتاح الاقتصادي ورفع الدعم عن السلع الأساسية،‏<br />

وقد فاقم ذلك من الضغوط على الطبقات الفقيرة.‏ غير أن حقبة الثمانينات شهدت<br />

تحسنا ً في مستويات الدخل،‏ نتيجة لاسترجاع مصر لحقوقها في إنتاج وتصدير النفط<br />

وازدياد فرص العاملين المصريين في الخارج وخاصة في دول الخليج.‏<br />

ولا تبتعد الحالة الأردنية عن نظيرتها المصرية،‏ إذ إن التحسن في مستوى الدخل<br />

الذي شهده الأردن خلال الفترة ‎١٩٨٦-١٩٨٠‎م كان في صالح الشرائح الفقيرة،‏ إلا<br />

أن عائد النمو الاقتصادي في تلك الفترة قد تآكل في النصف الثاني من الثمانينيات<br />

وحتى سنة ‎١٩٩٢‎م.‏ فمؤشر <strong>الفقر</strong> في المرحلة الثانية ازداد ١١٫٩٪، وفجوة <strong>الفقر</strong> ‏(التي<br />

تمثل الفرق بين الدخل الحقيقي وخط <strong>الفقر</strong>)‏ ارتفعت بمقدار ٣٫٤٪، وكل هذا يعود إلى<br />

التراجع في النمو الاقتصادي وتراجع الناتج المحلي بنسبة ٨٫٨٪ (١٩١) .<br />

٦٤


أما فيما يخص الحالة العراقية فإن الوضع بالغ السوء،‏ والأرقام تشير إلى وضع<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

مأساوي ناتج بالأساس عن نتائج حرب الخليج سنة ‎١٩٩١‎م والحصار الذي لحقه وتعرض<br />

له العراق.‏ وتقول الأرقام إن نسبة <strong>الفقر</strong> هناك ارتفعت حوالي ٧٢٫١٪ في المناطق<br />

الحضرية و ٨١٫٨٪ في المناطق الريفية عام ‎١٩٩٣‎م,‏ بعد أن كانت ٪ ٢٤٫٩ و ٣٣٫٩٪ على<br />

التوالي عام ‎١٩٨٨‎م.‏<br />

وباستعراض بعض معدلات <strong>الفقر</strong> ومؤشراته في الدول المنخفضة الدخل تزداد<br />

الصورة قتامة خاصة في بلدان مثل اليمن والسودان وموريتانيا وفلسطين.‏ ففي<br />

موريتانيا على سبيل المثال يتعرض كل طفل من خمسة أطفال إلى الوفاة قبل سن<br />

الخامسة.‏ وكما هو معروف فإن معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة يعتبر من<br />

أهم مؤشرات <strong>الفقر</strong>.‏ وفي نفس البلد يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص من سوء<br />

التغذية،‏ ولا يتجاوز متوسط العمر المتوقع للأفراد ٤٧ عاما ً،‏ في حين يعد ثلثا السكان<br />

من الأميين.‏<br />

وإذا كانت العلاقة بين بعض خصائص <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء في الوطن العربي وزيادة<br />

معدلات <strong>الفقر</strong> واضحة ومثبتة عبر الإحصاءات والدراسات الميدانية - مثل الأمية -<br />

فإن بعض الخصائص الأخرى مثل عمق وشدة <strong>الفقر</strong>،‏ وفجوة <strong>الفقر</strong>،‏ وأثر حجم الأسرة<br />

والأمية على معدلات <strong>الفقر</strong> لا تزال موضع خلاف.‏ فمن الخصائص الخلافية حجم الأسرة،‏<br />

فالبعض يجزم بأن الأسرة الكبيرة تكون أكثر تعرضا ً للفقر من الأسرة الصغيرة،‏ لكن<br />

البعض الآخر يرى أن العلاقة بين حجم الأسرة و<strong>الفقر</strong> ليست محسومة خاصة في<br />

الدول النامية والفقيرة.‏ فعدد أفراد الأسرة في المناطق الفقيرة مرتبط بالحاجة إلى<br />

أيد ٍ عاملة وبتحسن ظروف العائلة بشكل إجمالي في المستقبل،‏ ورغم أن هذه ليست<br />

قاعدة ثابتة في كل الأماكن.‏ وبعكس هذا فإن عامل الأمية لا يحتاج إلى الكثير من<br />

الجدل لإثبات العلاقة بينه وبين <strong>الفقر</strong>،‏ وتبعا ً للأرقام - في حالة المغرب على سبيل<br />

٦٥


المثال-‏ فإن هناك علاقة قوية بين الظاهرتين.‏ فمستوى التعليم في أوساط الشريحة<br />

الأكثر فقرا ً في المغرب بالكاد يصل إلى ٢٦٫٦٪، في حين تصل تلك النسبة في أوساط<br />

الشريحة الأكثر غنى إلى ٦٥٫١٪.<br />

وتتحدث الأرقام بلغة قاسية أيضا ً عن تفاوت الدخل في الوطن العربي؛ ففي حين<br />

تقف الكويت على الحد الأعلى من ناحية معدل دخل الفرد السنوي البالغ أكثر من<br />

عشرين ألف دولار بحسب تقديرات صندوق النقد العربي لعام ‎١٩٩٨‎م،‏ نجد اليمن تقف<br />

على الحد الأدنى الذي يشير إلى أن معدل دخل الفرد هناك في ذلك العام لم يتجاوز<br />

٣٥٠ دولارا ً.‏<br />

᫪æàdG á«ŸÉYh ô≤ØdG<br />

قضية <strong>الفقر</strong> على المستوى العالمي<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

لأول مرة في التاريخ،‏ صار <strong>الفقر</strong> ظاهرة مطلقة،‏ حيث اعتبرت بلاد وأمم بأسرها فقيرة<br />

على أساس أن دخلها الإجمالي أقل بالمقارنة مع الدخل السائد في تلك الدول التي<br />

تسيطر على الاقتصاد العالمي،‏ وهكذا أصبح الدخل الوطني هو المعيار العالمي الجديد<br />

والرأسمالية الاقتصادية هي الحل المعلن للعلاج النهائي للفقر،‏ وتوصل عدد من خبراء<br />

<strong>الفقر</strong> العالمي إلى العلاج بالتنمية من خلال زيادة الإنتاج والتطبيق المتزايد للعلم<br />

والمعرفة التقنية،‏ فهي مفتاح الرخاء والسعادة (٤١) .<br />

وهكذا أعيد تفسير وتقييم البعد المادي للفقر،‏ حيث أدى تحطيم اتمعات التقليدية،‏<br />

في سبيل ما يدعى بالاقتصاد الوطني ثم الاقتصاد العالمي،‏ إلى فصل الاقتصاد عن<br />

جذوره الاجتماعية والحضارية،‏ وبالتالي خضع اتمع لآليات وقواعد الاقتصاد وليس<br />

العكس.‏ وقد أوجد الاقتصاد العالمي منظومة من المرجعيات الكونية جعلت الفرد<br />

يدرك أنه فقير وفي حاجة إلى المساعدة لأن متوسط دخله أقل من المستوى العالمي<br />

المعياري،‏ ولأنه لا يعيش في رفاهية مثل أناس آخرين.‏<br />

٦٦


وأدى هذا التغيير في نظرة المرء لذاته إلى تغير في ردود الفعل تجاه <strong>الفقر</strong>،‏ حيث<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

أصبح البرنامج الجديد حلا ً كونيا ً أحادي الاتجاه يعتمد على الدخل ولا علاقة له إطلاقا ً<br />

بالثقافة ولا بالشخص،‏ ولم يعد الفرد يلجأ إلى جذوره الثقافية وعلاقته الأسرية<br />

القديمة التي كانت تقدم الحلول البديلة الكلية للفقر،‏ وبدلا ً من ذلك سعى الأفراد إلى<br />

تجميع أنفسهم في مؤسسات متماثلة مثل النقابات والجمعيات،‏ مما أدى إلى تنميط<br />

تصنيف الأفراد في اتمع وإلغاء أي تفكير بديل يسعى إلى البحث عن طريق جديد<br />

للحياة والتنظيم الاجتماعي يعتمد على البساطة،‏ أو أشكال تطوعية وأخلاقية من<br />

<strong>الفقر</strong> الذي لا يمكن أحيانا ً تجاوزه لظروف هيكلية ودولية قبل أن تكون محلية.‏<br />

وقد افترض الخبراء أن <strong>الفقر</strong>اء غير قادرين على تحديد مصلحتهم التي يحددها لهم من<br />

يمتلكون المعرفة والسلطة - الحكومات والمؤسسات والخبراء - جاهدين على الارتقاء بهم،‏<br />

وأصبحت مشاركة الجماهير تنحصر في تأييد البرامج التي وضعها الخبراء،‏ وقدم الخبراء<br />

الحل البسيط للفقر في التنمية الاقتصادية ورفع مستوى الدخل،‏ زاعمين إمكانية حل<br />

كل المشكلات الثقافية والاجتماعية المتعلقة ب<strong>الفقر</strong> من خلال الاقتصاد وحده.‏<br />

وقد عملت تلك الافتراضات والتوصيات على تقوية التدخل السلطوي حيث صار<br />

<strong>الفقر</strong> العالمي معضلة أكبر من أن تترك لتحل حلا ً محليا ً،‏ وبذا سمحت بتدخل القوى<br />

الدولية؛ الحكومية والأهلية،‏ باسم نشر السعادة والقضاء على <strong>الفقر</strong>.‏<br />

وما حدث بصورة عالمية مجردة هو أنه تمت رؤية الحاجات المطلوبة والإصلاحات الضرورية<br />

والمؤسسات المقترحة بشكل نمطي ثابت،‏ بغض النظر عن الاختلافات الاجتماعية<br />

والثقافية،‏ وتم فرض تلك الرؤية من خلال شروط برامج المساعدات الأجنبية.‏<br />

وقد اختلفت النتائج الفعلية لتلك السياسات والبرامج وآثارها على حياة <strong>الفقر</strong>اء<br />

اختلافا ً بينا ً عما توقعه الخبراء والمتخصصون،‏ حيث إن الحاجات التي تأملها برامج<br />

التنمية هي حاجات نمط معين من الحياة،‏ يلعب فيها الاقتصاد دورا ً مركزيا ً،‏ حيث ثمة<br />

٦٧


مفهوم خاص للفقر،‏ وثمة فئة معينة من المستهلكين ودافعي الضرائب يجب حماية<br />

حقوقهم وامتيازاتهم.‏ وقد فشلت تلك السياسات على كل المستويات،‏ ومن الواضح<br />

أن كل أنماط المساعدة ستوجد في النهاية مزيدا ً من <strong>الفقر</strong>.‏<br />

ويحذر بعض الباحثين من المفاهيم التي تبدو إيجابية من الخارج مثل:‏ الاقتصاد<br />

العالمي أو العالم الواحد بينما هي تدعو في الواقع إلى إلغاء التعددية،‏ وقبول أن الحل<br />

الوحيد الممكن هو اتخاذ الطريق الذي سار فيه الشمال الغني القوي السعيد.‏<br />

إن النظرة الاقتصادية للحياة قد تؤدي لفترة معينة إلى زيادة ضخمة في إنتاج<br />

البضائع والخدمات أي تنمية الأشياء،‏ لكنه واقعيا ً - بسبب الندرة الدائمة - يعاني<br />

الغني والفقير على حد سواء من عدم إمكانية الحصول على كل ما يريد؛ فقد اتضح<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

لكثير من البشر أن الحاجات ليست مجرد وهم فقط بل مصطلح يوجد الشره والجشع،‏<br />

ومن المستحيل أن يفي الاقتصاد بكل الحاجات يوما ً ما.‏<br />

فقد ينتج الاقتصاد الكثير من البضائع والخدمات للوفاء بمنظومة معينة من<br />

الحاجات،‏ بيد أنه على نطاق آخر يدمر مجالات بأكملها من مجالات النشاط الإنساني،‏<br />

والحرف التقليدية،‏ والقطاعات الأهلية،‏ ويحطم منظومة قيمية كاملة من التكافل<br />

والتراحم،‏ ومن ثم فإن تأثيره الإجمالي سلبيا ً،‏ بل ومدمرا ً أحيانا ً خاصة عندما لا<br />

يفي بوعوده،‏ وفي الوقت ذاته يهدم بنيان التراحم والتكافل،‏ فلا يجده الفرد إذا أراد<br />

التراجع والعودة لها،‏ وربما يكون النموذج البارز لذلك هو ما حدث مع مؤسسات الوقف<br />

الإسلامية في العالم الإسلامي من مصادرة وتأميم.‏<br />

ولا شك أن الرؤية الإسلامية التي تحترم الحاجات الأساسية المادية للإنسان وتفرض<br />

عليه السعي للرزق وعمارة الأرض،‏ لكنها في الوقت ذاته تربطه برؤية غيبية للرزق<br />

والقدر،‏ لديها الكثير في هذا اال لتقدمه خاصة مع تطوير وتفعيل فريضة الزكاة<br />

كأداة تنموية تتجاوز جمع وتوزيع الصدقات (٤١) .<br />

٦٨


ô``≤`Ø``dG ÜÉ``Ñ``°SCG<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

هناك العديد من العوامل التقليدية التي يعزى إليها وجود <strong>الفقر</strong> وانتشاره بين فئات<br />

من اتمع،‏ أو مجتمعات بأكملها أو أفراد:‏<br />

˚ إساءة السلطة،‏ وانتشار الفساد مع عدم وجود قوانين تحمي العدالة الاجتماعية،‏<br />

وتردع التمييز ضد بعض فئات اتمع.‏<br />

˚ عدم وجود وفاق اجتماعي؛ حيث تستشري المنافسة بدلا ً من التعاون.‏<br />

˚ انتشار الجريمة والفوضى والهرج.‏<br />

˚ الكوارث الطبيعية؛ والعوامل الطبيعية الأخرى مثل المناخ أو البيئة.‏<br />

˚ انتشار استخدام ادرات والمسكرات والإدمان عليها.‏<br />

˚ الخمول والتسويف والتواكل والقعود عن السعي للرزق.‏<br />

˚ الاستعمار والاستبداد العالمي ونهب الثروات على مستوى عالمي.‏<br />

˚ زيادة السكان:‏ من الملاحظ أنه كلما انخفض معدل <strong>الفقر</strong>،‏ انخفض تعداد السكان<br />

وتردى معدل نمو السكان،‏ نتيجة مرحلة انتقالية في توزيع السكان،‏ وبالمقابل<br />

كلما ازداد معدل <strong>الفقر</strong> كلما ازداد تعداد السكان،‏ وربما كان ذلك نوع من الغريزة<br />

البشرية للحفاظ على الذات.‏<br />

˚ الحروب والصراعات الداخلية،‏ والقتل السياسي،‏ والإبادة الجماعية.‏<br />

˚ تدهور التعليم وغياب المهارات الاجتماعية.‏<br />

˚ الأمراض العقلية والإعاقة.‏<br />

˚ الاعتقادات والتصرفات والاختيارات الفردية.‏<br />

˚ تفشي المادية.‏<br />

˚ غياب الحرية والخنوع.‏<br />

٦٩


˚ أسباب ثقافية:‏ تعزي <strong>الفقر</strong> إلى أساليب شائعة في المعيشة سواء كانت مكتسبة<br />

أو مشتركة؛ على سبيل المثال،‏ هناك من يزعم أن البروتستانتية ساعدت على<br />

النمو الاقتصادي خلال الثورة الصناعية.‏<br />

˚ التقاليد والعادات المحلية.‏<br />

˚ هناك ظاهرة تلاحظ في الدول التي لديها نظام كفالة اجتماعي متقدم،‏ حيث<br />

نجد أن المستفيد الأول من كل البرامج هي الطبقة المتوسطة،‏ رغم أن تلك<br />

البرامج موجهة للفقراء.‏<br />

˚ الشركات الكبرى والاسراف في الإنفاق.‏<br />

وفي الواقع أن هناك بعض مظاهر <strong>الفقر</strong> التي يصعب تفسيرها والتي تحير المفكرين،‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

فهناك من الناس الذين يعيشون في مناطق ثرية بالخيرات الطبيعية والموارد الغزيرة<br />

لكنهم يعانون من <strong>الفقر</strong>،‏ بل ومنهم من يتضور جوعا ً بين أشجار وجنان الفاكهة،‏<br />

والمزارع الثرية بالخضروات وأجسام المياه المليئة بالخيرات المغذية.‏<br />

وعموما ً فقضية <strong>الفقر</strong> وأسبابه وسبل علاجه من القضايا السياسية المليئة<br />

بالتناقضات الفكرية؛ فنظرة القابعين إلى أقصى اليمين من الطيف السياسي<br />

يعتبرون <strong>الفقر</strong> هو اختيار شخصي أو تفضيل،‏ وبعض اليمينيين يرجعون <strong>الفقر</strong> إلى<br />

عوامل تركيبية في اتمع تمنع النمو الاقتصادي،‏ مثل التفريط في حقوق الملكية<br />

الفردية،‏ وعدم وجود نظام ربوي سليم،‏ والجريمة،‏ والفساد . . إلخ.‏<br />

بالمقابل يرى القائمون إلى أقصى اليسار <strong>الفقر</strong> على أنه نتيجة عوامل عديدة لا<br />

تتعلق بالاختيار الشخصي؛ فعلى سبيل المثال يعتقد غالبيتهم بأن <strong>الفقر</strong> ناجم من<br />

انعدام الفرص المتاحة؛ خاصة في مجال التعليم إلى جانب تقاعس الحكومات عن<br />

التدخل في فتح الفرص،‏ كذلك يؤمنون بأن تخفيف حدة <strong>الفقر</strong> هي مسألة عدالة<br />

اجتماعية،‏ كما أن مسئولية الغني تحتم عليه مساعدة المحتاجين.‏<br />

٧٠


من الصعب الجزم بأن العوامل الثقافية والقيم والتقاليد،‏ والاضطراب الاجتماعي<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

والسياسي وحدها هي التي تفصل الدول الفقيرة عن الغنية؛ حيث تعتبر الحكومات<br />

في عديد من الدول الفقيرة جزءا ً من المشكلة وليست جزءا ً من الحل.‏ ولقد تدهور<br />

معدل النمو الاقتصادي بصورة سريعة وتراكمية في معظم الدول الفقيرة نتيجة<br />

متطلبات التنمية،‏ ومركزية الإدارة واتخاذ القرارات،‏ وكان ذلك من دواعي معاناة الدول<br />

الفقيرة بلا استثناء من الكساد الاقتصادي مع نمو مطرد في حجم الدين العام،‏ وزاد<br />

<strong>الفقر</strong> حدة انخفاض أسعار المواد الخام المصدرة نتيجة تحديات الإصلاحات الاقتصادية<br />

الهيكلية المفروضة من قبل وكالات التنمية العالمية.‏ ثم إن غياب القياس الكمي<br />

الواقعي لمستوى وشدة وعمق <strong>الفقر</strong> الذي نجم عن رداءة نظم المعلومات وما تقترن<br />

بها من مسوح ميدانية على أسس علمية عامل بالغ الأهمية في فشل سياسات<br />

<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ واستراتيجية الحد من <strong>الفقر</strong> في المدى القصير.‏ ثم إن استمرار الدعم<br />

ما زال ضرورة حتمية في الحاضر والمستقبل القريب،‏ إذ يؤدي إلغاؤه إلى أعباء اقتصادية<br />

واجتماعية فادحة،‏ وبهذا فالظروف لا تساعد حاليا ً على استبدال دعم الأسعار<br />

ببديل نقدي لأن الفئة الوحيدة المتاح معرفة دخولها بدرجة معقولة من الدقة هي<br />

فئة المشتغلين بالحكومة،‏ أما الفئات الأخرى شاملة العاطلين والعاملين في القطاع<br />

الخاص والعمالة الغير منظمة يصعب تقدير دخولهم أو وصول الدعم النقدي لهم<br />

لغياب منظومة المعلومات المناسبة.‏<br />

دورة <strong>الفقر</strong><br />

…OÉ°üàb’G ƒªædG ≈∏Y ÒKCÉàdG<br />

لما كان الفقير غير قادر على الادخار أو الاستثمار في تنمية حالته الاقتصادية فإن<br />

دورة <strong>الفقر</strong> تؤدي إلى نقص كبير في الاستثمار في الاقتصاد العام مما يترتب عليه؛ وفق<br />

نظرية النماء (١٩٣-١٩٨) ، نقص كبير في إنتاجية المقضي عليه ب<strong>الفقر</strong> وانخفاض في معدل<br />

٧١


النمو الاقتصادي.‏ والنمو الاقتصادي يمثل الزيادة في قيمة البضائع والخدمات التي<br />

تنتجها اقتصادية ما،‏ وتقاس بنسبة معدل الزيادة في مجمل الناتج المحلي الحقيقي.‏<br />

والنماء يقاس بدلالة الواقع القائم،‏ أي بدلالة معدل تأثير التضخم على أسعار البضائع<br />

والخدمات المنتجة.‏ وفي الاقتصاد،‏ تشير نظرية النماء إلى النمو في الإنتاج المتوقع،‏ أي<br />

الإنتاج القائم على العمالة الكاملة وليس على أساس نمو الطلب المتناثر (١٩٨) .<br />

كما أن دورة <strong>الفقر</strong> تخفض من التطوير المتوقع القائم على المهارات والمعرفة،‏ لأن<br />

الفقير غير قادر على إنفاق الوقت ولا المال على التعليم اللازم.‏ ذلك التأثير يؤدي إلى<br />

تردي في التقنية،‏ مما يؤدي إلى خفض الإنتاج وبالتالي إلى خفض في الاستثمار الأجنبي.‏<br />

بالإضافة إلى ذلك تقود دورة <strong>الفقر</strong> إلى دورة من القلاقل الاجتماعية،‏ ف<strong>الفقر</strong> يؤدي إلى<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

عدم رضا اجتماعي،‏ والاضطرابات الاجتماعية تعوق بدورها النمو الاقتصادي إلى<br />

حد كبير.‏ وأجواء عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي تقلق المستثمرين من أجانب<br />

ومحليين،‏ مما يؤدي إلى حلقة معقدة من التأثير ورد الفعل.‏<br />

وهناك معسكران يختلفان في تشخيص وجود حلقة <strong>الفقر</strong>،‏ فاليسار السياسي<br />

يرجع ذلك إلى غياب العدالة الاجتماعية وعدم المساواة الاجتماعية،‏ وبالتالي فإن الغني<br />

يجلب المزيد من الغنى وأولئك الذين لا يملكون إلا القليل غير قادرين على الإثراء.‏ أما<br />

مروجو السوق الحرة والمتحررورن (Libertarians) فيرون أن تدخل الحكومات في الاقتصاد<br />

ينحر في حقوق الملكية وبالتالي يقضون على الحوافز للإثراء (٣٧) .<br />

Ihô`ã`dG ``jRƒ``J ¿RGƒ``J Ωó``Y<br />

هناك اعتقاد لدى البعض بأن عدم وجود فرص للتعليم أو بناء رأس المال البشري<br />

هو أكبر أسباب دورة <strong>الفقر</strong>؛ فالتعليم في الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة هو<br />

من مستلزمات التوصل إلى نماء اقتصادي،‏ حيث أنه يزيد من المهارات.‏ إلا أن كثافة<br />

٧٢


التعليم تحتاج إلى وقت وطاقة أو مزيد من القراءة خارج إطار التعليم التقليدي.‏<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

فالأطفال الذين انحدروا من عائلات فقيرة لا يمكنهم الاستفادة القصوى من التعليم<br />

حتى لو كان التعليم مجانا ً،‏ حيث أن عليهم العمل لكسب معاشهم.‏ كما أن ذلك<br />

يتطلب بيئة مشجعة وصحية وهذا لا يتوفر في الأماكن التي يخيم عليها <strong>الفقر</strong>.‏<br />

وهذه الظاهرة أكثر تجليا ً في بعض الدول نتيجة عدم توفر التعليم العام في كثير من<br />

المناطق الفقيرة نظرا ً لقيود الميزانية،‏ مثل الحال في الهند؛ أو أن المؤسسة التعليمية<br />

متردية في المناطق الفقيرة مثل الحال في الولايات المتحدة الأمريكية حيث التعليم<br />

الأساسي مجاني لكنه قائم على التمويل من ضرائب العقارات في المنطقة،‏ وبالطبع<br />

لا توجد ميزانية كافية لتقديم تعليم جيد في الأماكن المكتظة بالمساكن العشوائية<br />

التي لا تولد حصيلة كافية من الضرائب.‏ وبهذا فإن الباحثين يرون أنه من المستحيل<br />

على الصغار اختراق حلقة <strong>الفقر</strong>،‏ حيث أن المهارة تنقصهم لتحسين دخلهم؛ وبغياب<br />

البيئة التي تؤدي إلى تعليم الأطفال فإن دورة <strong>الفقر</strong> تبدأ من جديد.‏<br />

ádhódG øe ójGõàŸG πNóàdG<br />

العديد من الأحرار الجدد (Neoliberals) يرجعون استمرار بعض دورات <strong>الفقر</strong> إلى عدم<br />

وفرة الحماية أو الاعتراف بحقوق الملكية،‏ أو بمعنى أدق وجود بيئة يمكن سرقة الملكية<br />

فيها في أي وقت،‏ مثل الدول التي تضعف فيها سطوة القانون وتنعدم فيها دوافع<br />

الاقتصاد والاستثمار.‏<br />

وآخرون مثل مروجو السوق الحرة،‏ يرون أن اللوائح التنظيمية المتزايدة للحكومة هي<br />

التي تدعم <strong>الفقر</strong> لأنها تولد تكاليف عالية للملكيات من خلال البيروقراطية وضخامة<br />

الحكومة (١٩٩-٢٠٠) ؛ ولهذا فإن <strong>الفقر</strong>اء في الاقتصاد العالمي غير قادرين على ملكية العقار<br />

أو الشراكة في الملكيات لارتفاع تكاليف تلك اللوائح التنظيمية؛ أي أنه من المتعذر<br />

على <strong>الفقر</strong>اء توليد ثروة في سوق شرعي مكتظ بالتنظيمات وفي نفس الوقت فإن<br />

٧٣


النظام يدفعهم إلى اللجوء إلى السوق غير القانوني الذي يمنعهم من الثراء ويحول<br />

بينهم وبين الخروج من لائحة <strong>الفقر</strong>.‏<br />

كما أن بعض الاقتصاديين يرون أن التعريفات،‏ وضرائب الدخل،‏ وضرائب الرواتب<br />

وضرائب الادخار،‏ والضرائب على الاستثمار كلها حوافز مفروضة بصورة غير منطقية<br />

للإثراء تسيء أكثر ما تسيء إلى الفقير،‏ كما أن بعض تلك الترتيبات؛ مثل التعريفة<br />

والضمان الاجتماعي تؤدي إلى نقل الثروة من الفقير إلى الغني (٢٠١) . كما أن أثقال تلك<br />

الضرائب التنازلية تشجع على خفض الإنتاج وقلة الادخار والاستثمار الذي قد يرفع<br />

الفقير من مهاوي <strong>الفقر</strong>.‏ كما أن آخرين يرون أن الضمان الاجتماعي ينشر <strong>الفقر</strong> حيث<br />

أنه يعطي حوافز مضادة للحصول على الثراء.‏ كما أن المروجين لنظام ضريبي عادل<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

يؤيدون إلغاء كل برامج الكفالة الاجتماعية التي تمنع الحصول على دعم لكل أولئك<br />

الذين تتخطى دخولهم حدا ً معينا ً،‏ حيث أن وضع حد أعلى على الدخل الذي يمكن لمن<br />

لا يتخطاه الحصول على المنافع الحكومية يحفز العامل على أن يكسب أقل مما يمكنه<br />

من مال،‏ حتى يتأهل للمعونة الحكومية.‏ وبنفس الطريقة فإن الحوافز لإيجاد عمل تقل<br />

نتيجة ضرائب الدخل على قليلي الدخل.‏ إذ أن أي دخل يكتسبه الحاصل على مال من<br />

الحكومة يخصم مما يحصل عليه من الكفالة الاجتماعية؛ كما أن المال الذي يكتسبه<br />

من خلال العمل بعض الوقت ربما يخضع للضرائب؛ وبهذا فإن هذا يهبط من عزم<br />

الفقير الذي يحاول الخروج من دورة <strong>الفقر</strong>.‏<br />

∫ƒ``∏`ë`dG<br />

ليس هناك حلولا ً عاجلة لدورة <strong>الفقر</strong> ولكن هناك العديد من المقترحات التي تتطلب<br />

سلسلة من التجارب.‏<br />

QÉ`°ù`«dG ∫ƒ`∏`M<br />

يؤكد اليساريون على أن حلقة <strong>الفقر</strong> من معقبات الطغيان الاقتصادي الذي يتجلى<br />

٧٤


في عدم المساواة الاجتماعية وكذلك غياب سريان الغنى من أعلى إلى أسفل الناجم<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

عن عدم كفاية إعادة توزيع الثروة.‏ وبهذا فإن التعليم العام المتاح للجميع والكفالة<br />

الاجتماعية هي الطرق الحديثة التي يمكن للحكومات توفيرها.‏ كما يجب في العديد<br />

من الأماكن دعم دور القانون لإيجاد نظم شرعية كافية لحماية رأس مال الفقير.‏ كما تم<br />

تشجيع المساكن التي تجمع خليطا ً من أصحاب الدخول المتباينة في العديد من المدن<br />

كحل ممكن لقضايا <strong>الفقر</strong>.‏ وهذا بنفسه وسيلة للجمع بين عائلات الطبقة المتوسطة<br />

والطبقة الدنيا في نفس الجوار.‏ هذا الاحتكاك بين العائلات من الطبقتين يساعد<br />

العائلات ذات الدخل البسيط (٢٠٢-٢٠٣) .<br />

Iô`ë`dG ¥ƒ`°ùdG ∫ƒ`∏`M<br />

اقتصاديو السوق الحرة يصرون على أن الاقتصاديات اطط لها والكفالة الاجتماعية<br />

لم تحل مشاكل <strong>الفقر</strong> بل إنها ستزيد من حدتها؛ فهم يظنون أن الطريقة الوحيدة<br />

للقضاء على <strong>الفقر</strong> لا تتأتى بزحزحة الثراء القائم أو الشراكة فيه عن طريق إعادة<br />

توزيعه ولكن عن طريق إيجاد ثراء جديد.‏ كما أنهم يعتقدون أنه من الممكن إيجاد<br />

ثراء جديد من خلال مستوى منخفض من التنظيمات الحكومية والحد من تدخلها<br />

في القضايا الاقتصادية،‏ والتجارة الحرة،‏ والحقوق المتساوية في الملكية،‏ والنظم المالية،‏<br />

وأجور وإصلاح النظام الضريبي والحد من الضرائب،‏ فهذا سيؤدي إلى تحويل <strong>الفقر</strong>اء من<br />

أعضاء في اتمع إلى رأسماليين.‏<br />

∫ƒ`∏`ë`dG äÉ`«`YGó`J<br />

»eó`≤àdG ìÓ`°UE’G ó`≤f<br />

الطريق الوحيد للخروج من حلقة <strong>الفقر</strong> يستلزم بالضرورة تدخلا ً خارجيا ً؛ إذ أن ترك<br />

<strong>الفقر</strong>اء لأنفسهم لن يمكنهم من تجاوز حد <strong>الفقر</strong> حيث أنهم محاصرون؛ كما يرى<br />

البعض أن على الموثرين التزاما ً أخلاقيا ً ودينيا ً أو إنسانيا ً للقيام بذلك التدخل.‏<br />

٧٥


والذين يميلون إلى هذا الاعتقاد،‏ وخاصة الثوار الاجتماعيون،‏ يرون أن المصلحين<br />

يتناسون أن هناك سياسات الطبقات الحاكمة والنخبة الاجتماعية المصطفاة التي<br />

تتعمد إبقاء الناس فقراء،‏ وأن تدخل فاعلي الخير بهدف تحسين حال الفقير ربما أدى إلى<br />

زيادة تعقيد قضاياهم وتردي أحوالهم،‏ وربما أحوال الآخرين كذلك.‏ والثوار الاجتماعيون<br />

يرون أن على <strong>الفقر</strong>اء أنفسهم أن يتملكوا العزيمة للثورة ضد <strong>الفقر</strong> وتحسين حالهم من<br />

خلال الصحوة السياسية وتولي زمام تقرير مصيرهم.‏<br />

ولقد أدرك الفوضويون إشكالية أن المدارس العامة قد لا تكون فاعلة في حل قضية<br />

دورة <strong>الفقر</strong> نتيجة قضايا تتعلق بالحوافز والمواقف تجاه التعلم مدى الحياة.‏ كما أن توفير<br />

المدارس اانية في إطار اقتصادية الهبات قد تحافظ على الحوافز حيث أن النظام لن<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

يراعي أولئك الذين ليس لديهم الرغبة لحيازة المهارات بشفقة.‏<br />

á°üî°üî∏d è`jhô`à`dG<br />

هناك من يتحدون التعليم العام كحل جزئي ويعتبرونه غير ملائم كخدمة عامة،‏<br />

بل إن هناك من يعترض على نظرية أن التعليم الثلاثي سواء كان مدعوما ً أم لا شرط<br />

أساسي لبناء الثروة.‏ كما أن فريقا ً آخر يرى أن تكفل الشخص بدفع تكاليف اكتساب<br />

الخبرة أو المهارة يعد وازع له كي يعمل ويبذل قصارى جهده لتحويل مهارته إلى دخل.‏<br />

وهناك رأي شائع يعارض قيام الحكومة بتوفير التعليم ااني،‏ أو المعونة أو إنشاء مراكز<br />

مجانية للتدريب المهني على أساس أن كل ذلك يقضي على الحوافز لاكتساب المهارات<br />

والتحول إلى أعضاء منتجين في اتمع (٢٠٤-٢٠٥) .<br />

كما أن هناك اعتقاد من أن التعليم العام،‏ وإن كان قد أسس على حسن النوايا<br />

فإنه خان اتمع في عدم تعليم الأولاد بصورة ملائمة،‏ كما أنه وسيلة غير فعالة في<br />

استخدام الموارد بينما المدارس الخاصة أدت عملها على أفضل وجه في تعليم الأولاد<br />

٧٦


وبتكلفة أقل للفرد.‏ كما أن الفشل التعليمي راجع إلى أن التعليم العام غير خاضع<br />

ô`≤`Ø``dG äÉ`«``YGó`Jh ÜÉ`Ñ`°SCG . . ådÉãdG π°üØdG<br />

لقوى السوق ولهذا فإنه يستمر غير فعال وغير منافس وغير حامل للمسؤولية نحو<br />

الطلبة والآباء بينما هو مكبل ببيروقراطيات مركزية (٢٠٦) .<br />

ومن بين الباحثين من يرى أن دورة <strong>الفقر</strong> ليست حلقة مفرغة كما يؤمن البعض؛<br />

حيث يرى اقتصاديو السوق الحرة بأن الفرد يملك على الأقل عاملا ً هاما ً واحدا ً يمكنه من<br />

بناء ثروة بعمله أو وقته.‏ وحتى من خلال أعمالهم غير المهنية يمكن للأفراد أن ينفقوا أو<br />

يقتصدوا وفق رغبتهم،‏ وفي نفس الوقت يبنون ثراء،‏ فإن من حق الفرد حرية استخدام<br />

ما يجنيه من ثراء في شراء تعليم أو بناء مهارة لتحسين دخله أو الرضى بحاله (٢٠٧) .<br />

٧٧


٧٨<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH<br />

˚ دور الأمم المتحدة ˚ دور المعونات الدولية ˚ بنك جرامين<br />

˚ مؤسسة جرامين<br />

٧٩


٨٠<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

دور الأمم المتحدة<br />

من إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية،‏ في سبتمبر ‎٢٠٠٠‎م:‏<br />

‏«لن ندخر جهدا ً لتحرير رفاقنا،‏ رجالا ً ً ونساء وأطفالا ً،‏ من الظروف المنافية للإنسانية،‏<br />

الناجمة عن <strong>الفقر</strong> المدقع الشديد والتي يتعرض لها حاليا ً ما يزيد على بليون نسمة».‏<br />

‹hódG ∂æÑdG<br />

وفقا ً لتقرير البنك الدولي (٢٠٨) هناك رسالة رئيسة في صميم عمل البنك الدولي<br />

في ما يزيد على ١٠٠ بلد،‏ تتمثل في ‏«المساعدة في تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء».‏<br />

ف<strong>الفقر</strong> يلقي بظلاله الوخيمة على ١٫١ مليار نسمة ممن يعيشون على أقل من دولار<br />

واحد في اليوم،‏ بينما يعيش ٢٫٧ مليار نسمة على أقل من دولارين في اليوم.‏<br />

بيد أن للفقر أبعادا ً أخرى تتخطى مجرد الافتقار إلى الثروات:‏ ف<strong>الفقر</strong>اء معرضون<br />

للصدمات الاقتصادية،‏ والكوارث الطبيعية والعنف والجريمة.‏ وغالبا ً ما يحرمون<br />

من حق التعليم والخدمات الصحية الكافية والمياه النظيفة وأنظمة الصرف<br />

الصحي الملائمة.‏<br />

ويسعى البنك الدولي لتعزيز الأمان بالنسبة للفقراء،‏ عبر تقليل تعرضهم للظروف<br />

الصحية السيئة والصدمات الاقتصادية.‏ ويدعم البنك الدولي السياسات الوطنية<br />

لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء،‏ وهي السياسات الموجهة لتلبية احتياجات الاستهلاك المباشر<br />

للفقراء،‏ وحماية حقوقهم،‏ من خلال ضمان حصولهم على الخدمات الأساسية،‏ بما في<br />

ذلك الصحة والتعليم والغذاء.‏<br />

وفي عام ‎٢٠٠٠‎م،‏ التزمت البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها ١٨٩ بلدا ً<br />

بالأهداف الإنمائية للألفية الجديدة (MDGs) ،Millennium Development Goals وهي<br />

٨١


عبارة عن سلسلة من الأهداف الملموسة لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏ وفيما يلي الأهداف<br />

الثمانية المأمول تحقيقها بحلول عام ‎٢٠١٥‎م:‏<br />

١. تقليص نسبة <strong>الفقر</strong>اء الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم،‏ ويعانون<br />

من الجوع،‏ لتصل إلى نصف ما كانت عليه في عام ‎١٩٩٠‎م.‏<br />

٢. إكمال الأولاد والبنات على حد سواء لتعليمهم الابتدائي.‏<br />

٣. القضاء على التفرقة بين الجنسين على جميع المستويات.‏<br />

٤. خفض معدل وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات بنسبة الثلثين عن المعدل<br />

المسجل في عام ‎١٩٩٠‎م.‏<br />

٥. خفض معدل وفيات الأمهات بنسبة الثلاثة أرباع عن المعدل المسجل في عام<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

‎١٩٩٠‎م.‏<br />

٦. العمل على الحد من انتشار مرض الإيدز.‏<br />

٧. ضمان قدرة البيئة على الاستمرار.‏<br />

٨. تأسيس شراكة عالمية من أجل التنمية.‏<br />

ô`≤`Ø`dG á`HQÉ` ‘ ∂æÑdG QhO<br />

يدعم البنك الدولي عملية إيجاد مناخ جيد للاستثمار يساعد في تعزيز النمو،‏<br />

وخفض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏ وفي نفس الوقت،‏ يستثمر البنك الدولي في زيادة فرص الناس<br />

للمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم ورفاهية أسرهم.‏ وتبين الشواهد أن<br />

المساواة بين الجنسين تعزز النمو الاقتصادي وتقلل أعداد <strong>الفقر</strong>اء،‏ ولهذا يعتبر تحقيق<br />

هذه المساواة جزءا ً لا يتجزأ من رسالة البنك الدولي في تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

ويمكن أن يتحسن مناخ الاستثمار عبر سياسات الاقتصاد الكلي المستقرة،‏ والبيئة<br />

العالمية المفتوحة للتجارة،‏ وحسن نظام الإدارة العامة،‏ والمؤسسات الخالية من الفساد<br />

٨٢


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

والبيروقراطية المفرطة،‏ والبنية الأساسية ذات الجودة العالية.‏ ولقد أظهرت بحوث<br />

كثيرة قام البنك الدولي بإجرائها،‏ بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة من العمل مع البلدان<br />

اتلفة،‏ وجود ارتباط وطيد بين حسن نظام الإدارة العامة وتحقيق التنمية وتخفيض<br />

أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏ ولهذا شهد نظام الإدارة العامة وإصلاح القطاع العام تطورا ً كبيرا ً<br />

نتيجة لارتباطات القروض التي بلغت ٢٫٥ مليار دولار تقريبا ً في السنة المالية ‎٢٠٠٣‎م.‏<br />

وتعد الدعوة لتشجيع مبادرة الحكومة الإلكترونية من بين أحدث المبادرات في هذا<br />

اال،‏ وهي المبادرة التي توفر إمكانية هائلة لتحسين أداء القطاع العام.‏ حيث يؤدي<br />

تقديم الخدمات مباشرة للفقراء إلى تمكينهم اقتصاديا ً واجتماعيا ً،‏ لأنهم المتضررون<br />

الفعليون من عدم الكفاءة الإدارية والفساد.‏ فعلى سبيل المثال،‏ هناك ٧ ملايين مزارع<br />

في كارناتاكا في الهند يمكنهم الآن الحصول على نسخ مطبوعة لصكوك ملكية<br />

الأراضي ‏(وهي الصكوك المطلوبة مرتين أو ثلاث مرات في السنة للحصول على قروض<br />

بنكية)،‏ حيث يمكنهم الحصول على هذه الصكوك عبر شبكة الإنترنت في خلال ١٠<br />

دقائق من ١٧٧ كشك إداري يعمل من قبل الحكومة،‏ أو من الهيئات ذات العلاقة التي<br />

تحصل الإيرادات.‏<br />

ويسعى البنك الدولي لتوفيق برامج المعونات مع الاستراتيجيات الخاصة بكل بلد<br />

لتحسين فاعلية مشروعاته في البلدان النامية.‏ ويتم ذلك عن طريق استراتيجية<br />

المساعدة القطرية (CAS) Country Assistance Strategy وهى عبارة عن خطة عمل<br />

أعدها البنك الدولي بالتشاور مع الحكومة وأصحاب المصلحة الحقيقية والشركاء<br />

الخارجيين لتدعيم النمو القابل للاستمرار وتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

وهناك مبادرة أخرى طرحتها مبادرة تخفيض ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون<br />

(HIPC) ،The Heavily Indebted Poor Country تستهدف تخفيض أعباء الديون الزائدة<br />

التي تواجهها أفقر بلدان العالم.‏ ولقد أصبح ٣٨ بلدا ً مؤهلا ً للحصول على مساعدات<br />

٨٣


مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون بدءا ً من أبريل ‎٢٠٠٤‎م،‏ ومن بين سبعة عشر<br />

بلدا ً شملهم القرار سيحصل ثلاثة عشر بلدا ً على مساعدات لتخفيف الديون،‏ بينما<br />

سيحصل خمسة عشر بلدا ً على مساعدات مؤقتة في المرحلة الانتقالية.‏<br />

وتستمر استراتيجية البنك الدولي لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء على أساس وثائق<br />

استراتيجيات تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء (PRSP) Poverty Reduction Strategy Papers<br />

والتي أعدتها البلدان بأنفسها،‏ من خلال نطاق مشاورات مع هيئات اتمعات<br />

ومجموعات العمل والمنظمات غير الحكومية.‏ وتوضح تلك الوثائق برامج طويلة الأجل<br />

لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء،‏ مرتبة وفق أولويات محددة حسبما يضعها البلد المعني.‏ كما<br />

توفر هذه الوثائق قاعدة لاستراتيجيات مساعدات البنك الدولي،‏ وإطار عمل لتنسيق<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

المشروعات من مجتمع الجهات المانحة الأوسع نطاقا ً.‏ ولقد أعد اثنان وأربعون بلدا ً من<br />

البلدان المنخفضة الدخل استراتيجيات كاملة ابتداء ً من أغسطس ‎٢٠٠٤‎م.‏<br />

ويقوم هدف البنك الرامي إلى تعزيز نظام التجارة العالمي على أساس الشواهد<br />

التي تبين أن ازدياد التبادل التجاري يؤدي إلى ازدياد الإنتاجية،‏ ومن ثم النمو،‏ وهو ما<br />

يعتبر بدوره أمرا ً رئيسا ً من أجل تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏ وفي السنة المالية ‎٢٠٠٣‎م<br />

أنشأ البنك الدولي إدارة جديدة لشؤون التجارة من أجل تقوية الشراكة بين المنظمات<br />

الدولية،‏ وإجراء البحوث الخاصة بالتجارة وروابط التنمية.‏ وقدم البنك دعما ً للجهات<br />

الفاعلة الرئيسة في نظام التجارة العالمية،‏ شاملا ً بذلك الدراسات حول تأثير تحرير<br />

التجارة والخدمات على توزيع الدخل في البرازيل،‏ وتحليل منظمة التجارة العالمية<br />

(WTO) World Trade Organization لمدلولات الانضمام الخاصة بروسيا؛ ومساعدة<br />

الهند في التخطيط للبرنامج التعاوني الخاص بالقضايا المتصلة بمنظمة التجارة<br />

العالمية مثل الخدمات.‏<br />

٨٤


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

ويحذر تقرير الرصد العالمي ‎٢٠٠٤‎م من أنه إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية على<br />

ما هي عليه،‏ فإن معظم البلدان النامية سوف تخفق في تحقيق معظم الأهداف<br />

الإنمائية الثمانية للألفية الجديدة بحلول عام ‎٢٠١٥‎م.‏ ولذا لا يزال البنك يضغط على<br />

البلدان المتقدمة من أجل الوفاء بالوعود التي جاءت في إعلان مؤتمر ‏«التمويل من أجل<br />

التنمية»،‏ الذي انعقد في مونتيري عام ‎٢٠٠٢‎م،‏ لرفع نسبة مساعدات التنمية من<br />

٠٫٢٢ إلى ٠٫٢٦ من إجمالي دخولها الوطنية.‏ ويحتاج تخصيص المعونات إلى التحسين<br />

لتصبح أكثر توافقا ً مع استراتيجيات البلدان الرامية إلى تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء.‏ كما<br />

تحتاج البلدان النامية إلى أن تتوسع في تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية<br />

والتعليم وإمدادات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء والوقاية من الأمراض،‏ مع<br />

مراعاة إدخال التحسينات المستمرة على هذه الخدمات.‏<br />

ولقد وضعت جولة المفاوضات التجارية التي بدأت في نوفمبر ‎٢٠٠١‎م في الدوحة،‏<br />

مصالح البلدان النامية للمرة الأولى في صميم جولة المفاوضات التجارية المتعددة<br />

الأطراف.‏ واعتبر البنك الدولي جدول أعمال مفاوضات الدوحة فرصة كبيرة سانحة<br />

لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء في البلدان النامية.‏ وعلى الرغم من أن التقدم في جولة<br />

الدوحة تعثر إلى حد كبير بعد انهيار الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في<br />

كانكون بالمكسيك في سبتمبر ‎٢٠٠٣‎م،‏ إلا أن أعضاء منظمة التجارة العالمية توصلوا<br />

إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى أسواق أكثر انفتاحا ً للزراعة والبضائع والخدمات.‏<br />

ولقد تم تحليل مائة دراسة حالة من جميع أنحاء العالم في مؤتمر ‏«زيادة الجهود<br />

المعنية بتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء»‏ المنعقد في مدينة شنغهاي،‏ مايو ‎٢٠٠٤‎م،‏ وهذا من<br />

قبيل تبادل المعرفة وبناء القدرة لزيادة المبادرات الناجحة والساعية إلى تخفيض أعداد<br />

<strong>الفقر</strong>اء.‏ ونتيجة لذلك تبنت البلدان جدول أعمال جديد لتخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء،‏ يدعو<br />

إلى ما يلي:‏<br />

٨٥


١. أن تكون المعونات متوقعة ومحكمة التوقيت وطويلة الأجل حتى تحظى<br />

بالفعالية المستهدفة.‏<br />

٢. تجانس وتبسيط الدعم المقدم من جانب الجهات المانحة للمعونات والمساعدات،‏<br />

والأهم من ذلك،‏ تحقيق التوافق بين الدعم المقدم وبين عمليات واستراتيجيات<br />

تخفيض أعداد <strong>الفقر</strong>اء الخاصة بالبلدان المعنية.‏<br />

٣. تخفيض الدين على أكثر البلدان فقرا ً والمثقلة بالديون،‏ لكون ذلك أمر شديد<br />

الأهمية لتمكين تلك البلدان من استعادة زخم التنمية وتخفيض أعداد<br />

<strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

٤. التعاون الوثيق فيما بين الشركاء في عملية التنمية،‏ بما في ذلك التعاون بين<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

بلدان الجنوب،‏ والذي يمكن أن يؤدي إلى تسهيل مزيد من التقدم عبر تبادل الأفكار<br />

ونقل الموارد وتعزيز القدرة.‏<br />

دور المعونات الدولية<br />

á``ë`fÉ``ŸG º``eC’G<br />

قضية الإعفاء من الديون نوقشت في اجتماع قمة قادة الدول الصناعية الكبرى<br />

الثماني في جلينيجلز باسكتلندا بالمملكة المتحدة خلال شهر يوليو ‎٢٠٠٥‎م؛ حيث<br />

احتلت قضيتا <strong>الفقر</strong> وتغير المناخ الأولوية في جدول الأعمال.‏ وقد صرح وزير الخزانة<br />

البريطاني جوردون براون بأن هناك تقدما ً في عملية <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ لكن الأمر بحاجة<br />

لأكثر من اجتماع موعة الثماني لتقرير مصير أفريقيا على المدى الطويل.‏ غير أن<br />

العمل يستغرق العمر كله،‏ لكي تمنح الدول الغنية شعوب أفريقيا والدول النامية<br />

القوة اللازمة لاتخاذ قرارتهم بأنفسهم؛ إلا أنه تم التوصل لاتفاق بشأن قضيتين<br />

رئيسيتين هما مضاعفة المساعدات للدول الفقيرة وإعفاء الدول الأكثر فقرا ً من<br />

ديونها بنسبة ١٠٠٪.<br />

٨٦


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

وقد قبلت ١٣ دولة أوروبية بوضع جدول زمني لإنفاق ٠٫٧٪ من دخلها على المساعدات،‏<br />

وهو ما لم يمكن تحقيقه منذ ٣٠ عاما ً رغم جميع المحاولات التي بذلت؛ وبهذا فقد حدث<br />

تقدم كبير في واحدة أو اثنتين من القضايا الرئيسة الخاصة ب<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.‏<br />

كما شكل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ‏«لجنة إفريقيا»‏ التي أصدرت تقريرا ً<br />

أوصت فيه بإعفاء الدول الأكثر فقرا ً من ديونها بنسبة ١٠٠٪، ومضاعفة المساعدات<br />

المقدمة لإفريقيا وإزالة الحواجز التي تحول دون وجود تبادل تجاري مع الدول الإفريقية<br />

وتحسين نظم الحكم في القارة؛ وفي حين أعلنت بعض الدول التزامها بشأن مضاعفة<br />

المساعدات وإسقاط الديون،‏ فإنه لم يحدث تقدم يذكر بشأن التجارة العادلة التي<br />

يعتبرها الكثير من القادة الأفارقة والناشطين في مجال <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> من الأمور<br />

الحاسمة لتطور القارة.‏<br />

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد اقترح مضاعفة المساعدات الأمريكية لإفريقيا<br />

لتصل إلى ٨٫٦ مليار دولار بحلول عام ‎٢٠١٠‎م؛ إذا أعلن القادة الأفريقيون التزامهم<br />

بوجود حكومات نزيهة وطبقوا حكم القانون؛ إلا أنه لا يزال هناك متشككون،‏ حيث<br />

يرى باتريك وات من جماعة ‏«أكشين ايد»‏ أن كل ذلك يمثل خطوة متواضعة جدا ً للأمام<br />

لكن يتم تصويرها على أنها قفزة هائلة (٢٠٩) .<br />

á«ŸÉ©dG á«Ñ©°ûdG äÓª◊G<br />

احتشد الملايين في سلسلة حفلات ربما كانت الأضخم في التاريخ،‏ أحياها نجوم الغناء<br />

والفن في قارات العالم من أجل الضغط على قادة الدول الثماني الكبرى في العالم<br />

لاتخاذ إجراءات لمعالجة ديون إفريقيا،‏ أفقر قارات العالم والتي يعيش أغلب سكانها<br />

على دخل يقل عن دولار في اليوم.‏ وشعار تلك الحفلات هو أن يتحول <strong>الفقر</strong> من واقع إلى<br />

مجرد حدث في كتب التاريخ.‏ وبينما رأى البعض ذلك على أنه مجرد شعار حماسي<br />

٨٧


التف حوله الحالمون في ليلة استمتعوا فيها بموسيقى وغناء لينصرف في النهاية<br />

الجميع إلى منازلهم،‏ ويعود كل شىء إلى ما كان بحكم واقع التقسيم العالمي للقوى<br />

والأدوار والثروات التي تفرض وجود عوالم متفاوتة وليس عالما ً واحدا ً؟ فإن البعض الآخر<br />

ارتأى أن تجارب دول أخرى تؤكد أن القضاء على <strong>الفقر</strong> ليس حلما ً غير واقعي،‏ وأن العالم<br />

يملك الإمكانات والوسائل لجعله تاريخا ً.‏<br />

وقد سبق تلك الحفلات حفلة غنائية ضخمة أقيمت في ١٣ يوليو ‎١٩٨٥‎م باسم<br />

‏«أطعم العالم»‏ Feed؛ the World شارك فيها مشاهير المغنيين والمغنيات الأمريكيين<br />

والبريطانيين ووزعت تسجيلاتها على جميع محطات التلفاز والراديو فاستطاعت جمع<br />

مبالغ طائلة تعدت المائة مليون دولار لمساعدة الجوعى حول العالم؛ غير أن المشكلة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

التي واجهتهم هي عدم المقدرة على إيصال التبرعات للجائعين.‏ وما زال الذين نظموا<br />

الحفلة نشطين في جمع الأموال بعد أن أنشأوا منظمة بنفس الاسم.‏<br />

وهناك تحرك وأمل في هذا الاتجاه مع الاهتمام العالمي المتزايد بأحوال القارة السوداء<br />

التي اشتهرت بصور الذين يتضورون جوعا ً،‏ وبمرض الإيدز الذي وصل إلى درجة تهديد<br />

وجود بعض الدول فيها مع انتشاره والافتقار إلى الأموال اللازمة للأدوية والوقاية بينما<br />

تأكل أقساط الديون البالغة حوالي ٣٠٠ مليار دولار على الدول الإفريقية جزءا ً أكبرا ً مما<br />

يمكن أن تنفقه هذه الدول على الصحة والتعليم سنويا ً (٢١٠) .<br />

وفي قمة الثماني التي تمثل أكبر دول العالم اقتصادا ً بحثت خطة طموحة لإلغاء<br />

نحو ٥٥ مليار دولار من هذه الديون بينها شطب ١٠٠٪ من ديون أفقر ١٨ دولة في<br />

إفريقيا،‏ وإمكانية استفادة ٢٠ دولة أخرى لو حسنت الأداء الحكومي،‏ لكن أنصار حملة<br />

إدخال <strong>الفقر</strong> إلى كتب التاريخ يجادلون بأن هذا ليس كافيا ً وأن المطلوب شطب ١٠٠٪<br />

من كل الديون حتى تستطيع قارة إفريقيا أن تقترب من بقية العالم في مستويات<br />

معيشة إنسانية.‏<br />

٨٨


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

وشطب الديون هو جزء من الحل لكنه ليس كافيا ً،‏ فالحل على المدى الطويل يكمن في<br />

التجارة والاستثمار لمساعدة تلك الدول على الوقوف على أقدام ثابتة اقتصاديا ً وتحقيق<br />

معدلات نمو تمكنها من رفع مستوى معيشة شعوبها وبالتالي زيادة حجم اقتصادياتها<br />

وحصتها في التجارة والاستثمارات العالمية.‏ وأكبر عائق تواجهه اقتصاديات تلك الدول<br />

هو في شروط التجارة العالمية والدعم المقدم في الكثير من الدول الصناعية لمنتجات<br />

القطاع الزراعي بما يجعل المنتجات المشابهة من الدول الإفريقية لا يوجد أمامها أي أمل<br />

للمنافسة في الأسواق العالمية،‏ فالتجارة أهم من المساعدات على الأجل الطويل.‏<br />

هذا في الجانب الخارجي من المشكلة،‏ أما الجزء الأخر من مسؤولية الحل وهو ليس<br />

بسيطا ً،‏ فيقع على عاتق الدول الإفريقية نفسها التي يتعين عليها أن توقف نزيفها<br />

الداخلي المتمثل في الحروب والنزاعات الحدودية والقبلية،‏ والقضاء على عوامل<br />

الفساد (٢١٠) .<br />

⁄É©dG ∫ƒM ô≤ØdG AÉ¡fE’ …OÉ°üàb’G ¿ƒ©dG<br />

وضع جفري ساكس Sachs) (Jeffrey .D مخططا ً لإنهاء <strong>الفقر</strong> المدقع الذي اجتاح<br />

العالم؛ والذي حصد أرواح ما يقرب من ٢٠ ألف شخص يوميا ً خلال العقدين الماضيين.‏<br />

وساكس الذي كان مستشارا ًخاصا ً لكوفي عنان،‏ ويدير الآن مؤسسة الأرض في جامعة<br />

كولومبيا بنيويورك مشهور بحذقه في استخدام العلاج بالصعق Therapy) (Shock<br />

للاقتصاديات الراكدة منذ العقد الثامن من القرن الماضي.‏ ورغم أن مخطط ساكس<br />

معروف لدى الاقتصاديين والسياسيين الأمريكيين،‏ إلا أنه لم يشرع إلا مؤخرا ً في<br />

عرضه بصورة مستفيضة ومنسقة (١٠٠) . وحتى يتمكن من ذلك قام بدراسة ميدانية<br />

زار فيها أكثر من مائة دولة تمثل ٩٠٪ من تعداد سكان العالم،‏ منها روسيا وبولندا<br />

وبوليفيا وأفريقيا.‏ وتقوم خطة إنهاء <strong>الفقر</strong> في العالم التي يقترحها على حتمية قيام<br />

اقتصاديات الأسواق الناجحة على جلب المناطق العديدة التي تحتاج إلى عون إلى سلم<br />

٨٩


التنمية،‏ فهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن سلوكه للوصول إلى السلام والغنى؛<br />

فمن مشاهداته أن الأسواق هي الماكينات الدافعة للتنمية هذا إذا توافرت لها البنية<br />

التحتية الأساسية من طرق وطاقة وموانئ ورأس المال البشري من تعليم وصحة.‏ كما<br />

يرى أن على الدول الغنية وكذلك الأثرياء الشراكة الجماعية في حل المشكلة،‏ فهم<br />

بالمقام الأول قادرون على ما تتطلبه من جهد ثم إنهم قادرون على توفير التمويل اللازم.‏<br />

لهذا فهو يؤكد على الحاجة إلى:‏<br />

١. تنفيذ مجموعة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية لحل كل المعضلات المتعلقة<br />

ب<strong>الفقر</strong> في نفس الوقت وبسرعة ‏(مثل العلاج بالصعق الكهربائي).‏<br />

٢. قيام الغرب برصد مبالغ طائلة لدعم هذه الخطوة.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

٣. شطب كل ديون الدول الفقيرة بلا استثناء.‏<br />

وكرائد لمعسكر ‏«الهندسة الاجتماعية المثالية»‏ Engineering) (Utopian Social<br />

فإن الحلول التي يقدمها ساكس تتطلب خططا ً مكثفة ومترابطة،‏ حيث أن معالجة<br />

مشكلة <strong>الفقر</strong> تستحيل دون <strong>مكافحة</strong> الإيدز و<strong>مكافحة</strong> الإيدز تتطلب بنية تحتية والبنية<br />

التحتية تتطلب وجود حكومة مستقرة،‏ وهكذا.‏ كما أن الخطة تتطلب الاهتمام بكل<br />

شيء من تسميد الأراضي إلى زرع الأشجار التي تزيد من خصوبة التربة إلى جمع<br />

ماء المطر إلى توفير وسائل الاتصال والطاقة.‏ وهناك تشابه كبير بين هذه الخطة وما<br />

يقترحه البنك الدولي بأنه يتعين على البلدان المرتفعة الدخل أن تزيد من مستويات<br />

المعونة،‏ وتحرير التجارة العالمية،‏ لتقليل معدلات <strong>الفقر</strong> في البلدان النامية (٢٠٨) ؛ وهنا<br />

تربط بين التعليم والمساواة بين الجنسين وعلاج الإيدز وخلافه.‏<br />

هذا الأسلوب على النقيض من أسلوب آخر في التحول الاجتماعي وهو الإصلاح<br />

الديمقراطي التدريجي Reform) .(Piecemeal Democratic ويقترح اطط الشامل<br />

للقضاء على <strong>الفقر</strong> بمستهل عام ‎٢٠٢٥‎م القيام بما يلي:‏<br />

٩٠


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

˚ يتولى السكرتير العام للأمم المتحدة تنفيذ الخطة بتنظيم أعمال ستة وكالات<br />

للأمم المتحدة مع مندوبي الدول في المنظمة والبنك الدولي وصندوق<br />

النقد الدولي.‏<br />

˚ تقوم الدول الغنية بعملية حصر لاحتياجات الدول الفقيرة.‏<br />

˚ رصد ما يمكن للدول الفقيرة تحمله من نفقات على أن تقوم الدول الغنية بدفع<br />

باقي المطلوب.‏<br />

˚ قيام الدول المانحة بسد فجوة التمويل Gap) (Financing بمضاعفة المعونة المالية<br />

في عام ‎٢٠٠٦‎م.‏<br />

˚ مضاعفة المعونة المالية للمرة الثانية في عام ‎٢٠١٥‎م.‏<br />

وفي الجانب المقابل للخطة الكبرى فإن أسلوب الإصلاح التدريجي يقتضي الاعتراف<br />

أولا ً بأنه من الصعب على أي انسان أن يستوعب التعقيدات التي تتضمنها مشكلة<br />

<strong>الفقر</strong> والتي تنجم من تداخل عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وتقنية وحيوية؛<br />

كما أنه ليس هناك من أحد يعلم على وجه اليقين كيف يحل هذه المشكلة (٢١١) . كما أن<br />

أي دولة أو مجموعة دول تتبع الأسلوب التدريجي في القضاء على <strong>الفقر</strong> ستحجم عن<br />

الإقدام على ما يسمى بالفرصة الخلابة لنشر الديمقراطية والتقنية والثراء والسلام<br />

الدائم على الأرض كلها.‏ هذا لأن كل البرامج الضخمة التي تنفذ على عجالة؛ خاصة<br />

بقوى خارجية،‏ عادة ما تؤدي إلى عواقب غير محسوب لها حساب.‏ فالأحلام الساذجة<br />

على القمة تتعقد نتيجة عدم الدراية بما يجري في القاعدة من حقائق معقدة.‏ كما أن<br />

الخطط الكبرى يستحيل تقييمها علميا ً مستقبلا ً.‏ وكذلك ليس من الممكن محاسبة<br />

وكالة معينة على النجاح أو الفشل في أداء مهمتها.‏ هذا بينما التدرج في العمل<br />

يحدو بالعاملين إلى أخذ خطوات صغيرة واحدة تلو الأخرى ثم اختبار ما إذا كانت<br />

٩١


الخطوة الصغيرة قد حسنت من وضع <strong>الفقر</strong>اء،‏ كما يمكن محاسبة الهيئة التي قامت<br />

بالخطوة البسيطة قبل الشروع في الخطوة التالية.‏<br />

والخطة الكبرى لا تعير التفاتا ً لتاريخ برامج المعونة الأمريكية أو للنتائج المترتبة<br />

على تلك البرامج؛ بل إن الخطة تشابه إلى حد بعيد خطة المعونة الأجنبية في العقد<br />

الخامس والسادس من القرن العشرين.‏ واططون في تلك المرحلة فعلوا مثل ما<br />

يقترح ساكس فقد تعرفوا على البلاد التي وقعت في شراك <strong>الفقر</strong> وقاموا بحصر<br />

احتياجاتها المادية التي يمكن أن تعطيها دفعة سريعة خارج <strong>الفقر</strong>،‏ وإلى التنمية<br />

وطالبوا المساعدة الأجنبية بأن تسد الهوة بين احتياجات الدول الفقيرة وما تملكه من<br />

ثروات.‏ وهذا هو المنوال الذي ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تتبعه منذ ذلك الوقت؛<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

وكذلك البنك الدولي وبنوك التنمية المحلية ووكالة المساعدة الوطنية مثل برنامج<br />

المساعدة الدولية للتنمية الأمريكي (USAID) وكذلك وكالات التنمية التابعة للأمم<br />

المتحدة.‏ إلا أن الجديد في اقتراح ساكس هو الإفاضة في الحديث عن السوق الحرة.‏ بل<br />

إن إنفاق ٢٫٣ تريليون دولار في فترة خمسة عقود،‏ خلف المناطق التي أنفق عليها بغزارة<br />

مثل أفريقيا في حالة كساد مستمر.‏ وبهذا يمكن القول بأن الخطة الكبرى لم<br />

تحقق نجاحا ً باهرا ً.‏ بل إن من الممكن القول بأن طريقة الهندسة الاجتماعية المثالية<br />

لم تفشل في الاتجاه اليساري فحسب،‏ بل إنها لم تثمر حتى مع الاتجاهات اليمينية<br />

كما هو الحال في العراق (٢١١) .<br />

وبالطبع يقترح البنك الدولي أنه يتعين على البلدان المرتفعة الدخل أن تزيد من<br />

مستويات المعونة،‏ وتحرير التجارة العالمية،‏ لتقليل معدلات <strong>الفقر</strong> في البلدان<br />

النامية (٢٠٨) .<br />

٩٢


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

بنك جرامين<br />

ينظر بنك جرامين Bank) (Grameen أو مصرف القرية؛ باللغة البنغالية،‏ إلى<br />

الإنسان الفقير كإنسان كامل الأهلية،‏ يستطيع أن يكافح ليخرج من دائرة <strong>الفقر</strong><br />

بكده وعرقه،‏ ويتعامل معه بإنسانية ويسعى لتنميته وتحسين إمكاناته وقدراته<br />

ونوعية حياته سعيا ً لإخراجه من دائرة <strong>الفقر</strong> من خلال مسيرة كفاح طويلة يشارك<br />

فيها برأيه وجهده،‏ بل وماله.‏ وهي تجربة تعود منافعها ليس فقط على أعضائها بل<br />

على مجمل الاقتصاد واتمع البنغالي،‏ كما هي في نفس الوقت مدرسة تتعلم منها<br />

الإنسانية،‏ لذلك استحقت النجاح الذي منحها ٧ جوائز محلية وعالمية سابقة،‏ ومنح<br />

صاحبها ٦٠ جائزة محلية وعالمية،‏ إضافة إلى ٢٧ دكتوراة فخرية،‏ و‎١٥‎ تكريما ً خاصا ً من<br />

بلدان العالم اتلفة قبل أن يتوج ذلك بجائزة نوبل.‏<br />

وقد حصل بنك جرامين ومؤسسه الاقتصادي البنغالي البروفيسور محمد يونس<br />

على جائزة نوبل للسلام،‏ في أكتوبر عام ‎٢٠٠٦‎م؛ نظير جهودهما في خلق تنمية<br />

اقتصادية واجتماعية من الأسفل (٢١٢-٢١٤) .<br />

ووفق لجنة الجائزة:‏ ‏«يونس وجرامين أثبتا أن أفقر <strong>الفقر</strong>اء بوسعهم العمل لتحقيق<br />

التنمية».‏<br />

كما عقب البروفيسور يونس،‏ على فوزه بجائزة نوبل التي تقاسمها مع بنك جرامين<br />

الذي أنشأه (٢١٤) :<br />

‏«الجائزة أبرزت المهمة الهائلة لكي يتخلص العالم من <strong>الفقر</strong> .. الآن ستشتد الحرب<br />

على <strong>الفقر</strong> في شتى أنحاء العالم.‏ سيتعزز النضال ضد <strong>الفقر</strong> من خلال القروض<br />

الصغيرة في غالبية الدول».‏<br />

٩٣


ô`≤`Ø`dG á`«`°†`b<br />

يتجلى التركيز على قضية <strong>الفقر</strong> على المستويين النظري والعملي.‏ فعلى المستوى<br />

النظري نجد مؤسسة ‏«جرامين ترست»‏ تقوم بجهود لنشر الفكرة وترويجها محليا ً<br />

وعالميا ً من خلال البحوث والدراسات،‏ والمؤتمرات الحوارية السنوية،‏ ومن خلال إصدار<br />

نشرة دورية وكتب تحتوي خبرات التجربة وأفكار مؤسس البنك بأكثر من لغة.‏ والحملة<br />

الإعلامية تحارب بعض المفاهيم المغلوطة عن <strong>الفقر</strong> و<strong>الفقر</strong>اء؛ حيث أن الفقير إنما هو<br />

نتاج منظومة من رؤى وممارسات اتمع تؤدي لاستمرار حالة <strong>الفقر</strong>.‏<br />

أول تلك الرؤى والمفاهيم النظرة السلبية للفقير على أنه شخص يفتقر إلى المهارات<br />

المهنية الخاصة،‏ وأنه لا يمتلك إلا الجهد البدني،‏ وأنه بدون اكتساب مهارات لن يكون له<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

قيمة في سوق العمل،‏ وفي هذا مغالطة كبيرة؛ حيث إن الأثرياء من أصحاب هذه<br />

النظرة هم أول من يستفيد من جهود ومهارات <strong>الفقر</strong>اء،‏ بل إن جزءا ً كبيرا ً من الدخل<br />

الوطني يأتي من خلال مجهوداتهم.‏<br />

ثاني تلك المفاهيم غموض تعريف وتحديد معنى الفقير؛ مما يؤدي إلى أن تضل برامج<br />

<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> طريقها،‏ ويرى أنه من الأسلم تحديد فئات <strong>الفقر</strong>اء على أساس معيار<br />

الدخل والممتلكات،‏ ويمكن طبقا ً لهذا المعيار تحديد عدد من الشرائح أو من المستويات<br />

اتلفة من <strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

كما أن هناك أوضاع وممارسات تؤدي إلى استشراء <strong>الفقر</strong>؛ أولها إحجام البنوك عن<br />

إعطاء <strong>الفقر</strong>اء قروضا ً؛ وذلك بوضع شروط تعجيزية،‏ تتضمن ضرورة توفر ضمانات<br />

مالية.‏ هذا رغم أن دور القروض هو تسهيل التعاملات المالية والتجارية والصناعية،‏<br />

ومن ثم فإن الائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان،‏ تماما ً كالمطعم والملبس<br />

والمأوى والتعليم والرعاية الصحية.‏ ثاني تلك الممارسات الربط الدائم بين <strong>مكافحة</strong><br />

<strong>الفقر</strong> وخلق فرص وظيفية للفقراء على اعتبار أنه الحل الأمثل،‏ على الرغم من أن<br />

٩٤


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

الوظيفة قد تكون وسيلة لاستمرارية <strong>الفقر</strong>،‏ وذلك إذا كان دخل الفقير لا يحقق له<br />

فائضا ً،‏ وهو الأغلب الأعم في وظائف <strong>الفقر</strong>اء.‏ ثم إن تلك الوظائف غالبا ً ما تحجب<br />

عن النساء الريفيات الفقيرات.‏ لهذا فإنه لا بد من استثمار الوظائف التقليدية التي<br />

يمارسها الشعب كوسيلة للحياة في برامج للتوظيف الذاتي فتتحول الأعمال المنزلية<br />

البسيطة إلى موجة من المد الكبير للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (٢١٥) .<br />

أما على المستوى العملي؛ فإن أهداف البنك من بدايته كمشروع واضحة<br />

وتتضمن (٢١٥) :<br />

˚ مد التسهيلات المصرفية للفقراء من الرجال والنساء.‏<br />

˚ القضاء على استغلال المرابين للفقراء.‏<br />

˚ إيجاد فرص للتوظيف الذاتي للقطاع العريض غير المستخدم أو محدود<br />

الاستخدام من مصادر الطاقة البشرية.‏<br />

˚ دمج أفراد القطاع المهمش من اتمع في نموذج مؤسسي،‏ يستطيعون استيعابه<br />

والتعامل معه ويستمدون منه القوة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من<br />

خلال تعاون ودعم متبادل.‏<br />

˚ إدارة دفة الحلقة المفرغة القديمة من:‏ دخل قليل،‏ ومدخرات قليلة،‏ واستثمار قليل<br />

إلى دخل قليل،‏ لتصبح نسقا ً متصاعدا ً من دخل قليل وائتمان،‏ واستثمار،‏ إلى<br />

دخل أكبر،‏ وائتمان أكبر،‏ ثم مزيد من الاستثمار فمزيد من الدخل.‏<br />

∂`æ`Ñ`dG AÉ``°û`fEG<br />

بدأ البروفيسور يونس بتدريس الاقتصاد في إحدى الجامعات في عام ‎١٩٧٢‎م،‏ وهو<br />

العام التالي لحصول بنجلاديش على استقلالها.‏ وبعد عامين أصيبت البلاد بمجاعة<br />

قاسية،‏ وبينما كان يقوم بتدريس نظريات التنمية المعقدة في الجامعة،‏ كان الناس<br />

في الخارج يموتون بالمئات،‏ فانتقل إلى قرى بنجلاديش يكلم الناس الذين كانت حياتهم<br />

٩٥


صراعا ً من أجل البقاء.‏ فقابل هناك امرأة تعمل في صنع مقاعد من البامبو،‏ وكانت<br />

تحصل في نهاية كل يوم على ما لا يكاد يكفي لوجبتين،‏ بينما كان عليها أن تقترض<br />

من تاجر يأخذ أغلب ما يعود على عملها من ريع.‏<br />

وقد تكلم البروفسور مع اثنين وأربعين شخصا ً آخرين في القرية ممن كانوا واقعين<br />

في فخ <strong>الفقر</strong>،‏ لأنهم يعتمدون على قروض التجار المرابين،‏ وكان كل ما يحتاجونه من<br />

ائتمان هو ثلاثين دولارا ً فقط.‏ فأقرضهم ذلك المبلغ من ماله الخاص.‏ عندئذ انبثقت<br />

فكرة قيام مؤسسات مصرفية عادية بنفس الشيء؛ لتمكن هؤلاء الناس من الخلاص<br />

من شباك <strong>الفقر</strong>.‏<br />

ولما كانت جميع المؤسسات المالية القائمة لا تقرض <strong>الفقر</strong>اء،‏ وبخاصة النساء<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الريفيات،‏ بدأ البروفيسور يونس؛ في عام ‎١٩٧٦‎م،‏ مشروعا ً بحثيا ً عمليا ً لاستكشاف<br />

إمكانيات تصميم نظام مصرفي يصلح للفقراء من أهل الريف.‏ وقد توصل إلى أنه إذا<br />

توافرت الموارد المالية للفقراء بأساليب وشروط مناسبة فإن ذلك يمكن أن يحقق نهضة<br />

تنموية كبيرة.‏ وقد حقق المشروع بالفعل نجاحا ً في محافظة شيتاجونج (Chittagong)<br />

في الفترة من ١٩٧٦ إلى ‎١٩٧٩‎م.‏ عندئذ امتد المشروع بمساعدة مصرف بنجلاديش إلى<br />

محافظة تانجيل ،(Tangail) وفي الفترة من ١٩٧٩ إلى ‎١٩٨٣‎م،‏ وامتد العمل بنجاح إلى<br />

محافظات دكا ،(Dhaka) ورانجبور ،(Rangpur) وباتواخالي .(Patuakhali) وفي سبتمبر<br />

‎١٩٨٣‎م تحول المشروع إلى بنك جرامين،‏ حيث ساهمت الحكومة فيه بنسبة ٦٠٪ من<br />

رأس المال المدفوع بينما كانت النسبة الباقية مملوكة للفقراء من المقترضين.‏ وفي عام<br />

‎١٩٨٦‎م صارت النسبة ٢٥٪ للحكومة و‎٧٥‎‏٪‏ للمقترضين (٢١٥) .<br />

ووصل عدد <strong>الفقر</strong>اء المقترضين من البنك في عام ‎٢٠٠٦‎م إلى حوالي ٦٫٦١ مليون؛<br />

منهم ٩٧٪ من النساء،‏ ويمتلكون ٩٤٪ من أسهم البنك.‏ ولا يطلب منهم أي ضمانات<br />

إضافية نظير هذه القروض،‏ ولا يطالبهم بتوقيع أي حجج قانونية؛ ولا يساق أيا منهم<br />

٩٦


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

إلى المحكمة في حالة عدم السداد.‏ ورغم ذلك فقد بلغت نسبة سداد القروض ‎٩٨٫٨٥‎‏٪؛<br />

حيث بلغ إجمالي القروض التي وزعها البنك منذ إنشائه ٥٫٧٢ مليار دولار،‏ تم رد ٥٫٠٧<br />

مليار دولار منها (٢١٦) .<br />

ويرتكز إنجاز البروفيسور يونس على أربعة من المحاور الفكرية الأساسية هي:‏<br />

١. النظرة النقدية لمؤشرات التنمية السائدة،‏ ووضع مؤشرات بديلة ترتكز على ما<br />

يحدث في حياة أفراد الطبقة الدنيا في اتمع من تغيرات إيجابية مباشرة تمس<br />

جوهر حياتهم اليومية.‏<br />

٢. القرض أو الائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان:‏ على نقيض اعتماد نظام<br />

البنوك التجارية على إقصاء <strong>الفقر</strong>اء من حق الحصول على القروض،‏ باعتبار أن<br />

<strong>الفقر</strong>اء لا يملكون الضمانات التي يقدمونها للبنوك للحصول على الإقراض،‏ وهو<br />

الأمر الذي يعني انحياز البنوك لصالح تعزيز غنى الأغنياء،‏ وتكريس فقر <strong>الفقر</strong>اء،‏<br />

وهو ما دفعه لتأسيس بنكه الفريد على أساس ضمان رأس المال الاجتماعي<br />

المتمثل في ‏«شبكات التساند والرقابة الاجتماعية»‏ والمتجسدة فيما يعرف<br />

باموعة والمركز.‏<br />

٣. التوظيف الذاتي للفقراء:‏ أي مساعدة <strong>الفقر</strong>اء لكي يساعدوا أنفسهم فهي<br />

المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي مجتمع،‏ كما أن إخراجهم من الحالة التي<br />

جعلتهم يدمنون تلقي الإحسان والهبات،‏ هو واجب تفرضه النظرة إلى الفقير<br />

باعتباره ‏«إنسانا ً كامل الأهلية».‏<br />

٤. المدخل لتحسين حال الأسر الفقيرة هو تحسين أوضاع النساء فيها:‏ وهو ما دعاه<br />

لإعادة اكتشافهن كقوة عمل،‏ وإعادة اكتشاف الأعمال المنزلية كأعمال مدرة<br />

للدخل لتحسين أوضاع <strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

ولقد صار النموذج الذي قدمه محمد يونس من خلال بنك جرامين هو طوق النجاة<br />

لعشرات الملايين من <strong>الفقر</strong>اء في العالم أجمع ولأسرهم من غائلة <strong>الفقر</strong>؛ ليس فقط<br />

٩٧


على أرض بنجلاديش وحدها بل على أراضي العشرات من البلدان من الولايات المتحدة<br />

الأمريكية في أقصى الغرب إلى الفليبين في أقصى الشرق؛ مرورا ً ببوليفيا وتنزانيا<br />

وماليزيا.‏<br />

وقد سلك البنك طريق المشاركة أو مساعدة <strong>الفقر</strong>اء كي يساعدوا أنفسهم؛ ودفع<br />

القادر على العمل من <strong>الفقر</strong>اء إلى الارتزاق بجهده كبديل عن الإحسان والصدقة.‏ ومن<br />

الأمثلة الشائعة (٢١٧) ‏:«علمني كيف أصيد بدلا ً من أن تعطيني ألف سمكة».‏<br />

äGRÉ````é`fEG<br />

استطاع بنك جرامين تحقيق عدة إنجازات؛ منها تحقيقه لأرباح منذ تأسيسه،‏<br />

باستثناء الأعوام:‏ ‎١٩٨٣‎م،‏ ‎١٩٩١‎م،‏ ‎١٩٩٢‎م،‏ حيث بلغ إجمالي أعمال البنك خلال عام<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

‎٢٠٠٥‎م حوالي ١١٢٫٤٠ مليون دولار،‏ وإجمالي النفقات ٩٧٫١٧ مليون دولار،‏ وبلغ صافي<br />

الأرباح ١٥٫٢١ مليون دولار،‏ وذلك على الرغم من أن فوائد بنك جرامين هي الأدنى في<br />

بنجلاديش؛ حيث تصل إلى ١٠٪ على قروض المشروعات المدرة للدخل،‏ أي ١٫٥ دولار على<br />

قرض يصل إلى ١٥ دولار طوال العام،‏ ونسبة ٨٪ على قروض الإسكان،‏ ونسبة ٥٪ على<br />

قروض الطلاب،‏ أما قروض الأعضاء المكافحين أو المتسولين فلا فوائد عليها.‏<br />

وكان من نتيجة برامج البنك أن أظهرت أحدث عمليات المسوح الداخلية أن ٥٨٪ من<br />

أسر مقترضي البنك قد نجحت في تخطي خط <strong>الفقر</strong>،‏ بينما تتحسن أحوال النسبة<br />

الباقية بشكل مضطرد،‏ وهي في سبيلها إلى تجاوز ذلك الخط.‏<br />

كما نجح البنك في وضع سياسات جديدة لم يسبق تطبيقها في العمل المصرفي؛<br />

كسياسته في تقييم فروعه وموظفيه بإعطاء رموز ملونة للفروع والموظفين المتميزين<br />

في أعمال محددة وفقا ً لمقياس رقمي للإنجاز من ١٠٠ درجة،‏ وقد حصل ١٫٢٤٦ فرعا ً<br />

على النجمة الخضراء لتحقيقه ١٠٠٪ في نسبة سداد القروض،‏ وحصل ١٫٤٣١ آخرون<br />

٩٨


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

على النجمة الزرقاء لتحقيقهم أعلى أرباح،‏ بينما حصل ١٫١٧٩ فرعا ً على النجمة<br />

البنفسجية لقدرتها على توفير كل تمويلها من دخلها وإيداعاتها الخاصة،‏ وتقدم ٣٠٨<br />

فروع بطلب الحصول على النجمة البنية لتمكنهم من تعليم ١٠٠٪ من أبناء أسر<br />

المقترضين من البنك،‏ وتقدم ٤٥ آخرون بطلب الحصول على النجمة الحمراء؛ لأن كل<br />

أعضائه قد جاوزوا خط <strong>الفقر</strong>،‏ وسوف يتم منحهم تلك النجوم بعد الفحص والتأكد<br />

من إنجازهم.‏<br />

وأقر البنك سياسة رائدة لفتح الفروع الجديدة تقوم على أن يمول الفرع نفسه<br />

من الإيداعات التي يحصل عليها،‏ ولا يحصل الفرع على أي تمويل من المكتب الرئيس<br />

أو من أي فرع آخر،‏ وينتظر من كل فرع جديد أن يحقق التدفق المالي خلال عام من<br />

تشغيله.‏<br />

ø`«`eGô`L ∂`æ`Ñ`d Iõ`«`ªŸG äɪ°ùdG<br />

á`«`YÉ`ªàL’G ±Gó``gC’G<br />

بنك جرامين مشروع اقتصادي ذو أهداف اجتماعية صرفة؛ يستثمر رأسماله في<br />

إقراض العملاء لتمويل مشروعاتهم الاستثمارية الفردية،‏ ولتمويل مستويات<br />

مختلفة ومتصاعدة من الاستثمارات المشتركة،‏ بداية بمستوى اموعة وانتهاء<br />

باستثمار البنك في عدد من المؤسسات على المستوى الوطني.‏<br />

أما الفئة المستهدفة فتنحصر في أصحاب <strong>الفقر</strong> المدقع،‏ أي الذين لا يمتلكون أراضي<br />

زراعية كحد أدنى،‏ أو تقل حيازتهم عن نصف فدان من الأرض كحد أقصى؛ وأن تكون<br />

قيمة ما لديهم من ممتلكات لو بيعت لما اشترت بقيمتها فدانا ً واحد.‏ وبمعنى آخر الذين<br />

تعزف سائر البنوك عن التعامل معهم لأنهم فقراء لا يملكون الضمانات المالية التي<br />

تشترطها البنوك عادة.‏<br />

٩٩


وعملاء البنك من المقترضين من ذوي <strong>الفقر</strong> المدقع يمتلكون الآن ٩٢٪ من أسهم<br />

البنك،‏ وهم كذلك أعضاء في مجلس إدارة البنك إذ يمثلهم ٩ من ‎١٣‎عضوا ً أي بنسبة<br />

٦٩٪ تقريبا ً،‏ وهم بذلك المستحقون لأرباح المصرف عن استثماراته،‏ وهم بذلك أيضا ً<br />

مشاركون بقوة وعلى أعلى مستوى في صنع القرارات الخاصة بالبنك.‏<br />

وقد تم الاتفاق على ستة عشرة قرارا ً في ورشة العمل الوطنية التي حضرها مئة<br />

من النساء من رؤساء المراكز في عام ‎١٩٨٤‎م.‏ تلك القرارات تعد بمثابة دستور التنمية<br />

الاجتماعية للبنك حيث يطلب من كل عضو أو عميل في البنك أن يحفظها<br />

ويطبقها.‏ وتتضمن القرارات تعهدا ً بمبادئ عامة مثل:‏ الانضباط،‏ والوحدة،‏ والشجاعة،‏<br />

والدأب،‏ ورفض الظلم للنفس،‏ أو للآخرين،‏ والتعاون،‏ وبخاصة في أوقات الشدة.‏ كما<br />

تحض القرارات على الحرص على الالتزام بنظافة البيئة والأطفال،‏ والحرص على مبادئ<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الصحة العامة؛ باستعمال المياه النظيفة أو تطهير المياه المتوفرة،‏ وكذا استعمال<br />

المراحيض الصحية،‏ والحرص على الطعام الصحي المتمثل في الخضراوات،‏ إضافة إلى<br />

إدخال التمرينات الرياضية في اجتماعات المراكز،‏ كما تحض على تعليم الأبناء وتكوين<br />

أسر صغيرة،‏ وإصلاح المسكن الخرب والسعي لبناء مسكن جديد،‏ وتتضمن القرارات<br />

كذلك حثا ً على تنمية الموارد من خلال الزراعة والاستثمارات المشتركة،‏ وعلى تقليل<br />

النفقات.‏ وتتضمن القرارات كذلك نهيا ً عن عادة اجتماعية بغيضة وهي ما يعرف<br />

بالدوري،‏ وهو مبلغ من المال تدفعه المرأة في بنجلاديش للرجل الذي سيتزوجها فيما<br />

يشبه المهر.‏ وكل تلك الأمور السابق ذكرها ليست من شأن ما تعارف الناس عليه من<br />

بنوك،‏ بل هو من صميم عمل المؤسسات والحركات الاجتماعية (٢١٥) .<br />

π`ª`Y Iƒ`≤`c AÉ`°ùædG<br />

تمثل النساء نسبة ٩٤٪ من عملاء البنك،‏ وبالتالي فهن يمثلن نفس النسبة من<br />

مالكي أسهم البنك،‏ كما أنهن يمثلن ٦٩٪ من عضوية مجلس الإدارة،‏ ولهذا التركيز<br />

الواضح مبرراته وهي (٢١٥) :<br />

١٠٠


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

˚ نظرة المصرف للأعمال المنزلية للنساء الريفيات الفقيرات كمورد اقتصادي غير<br />

مستثمر أو محدود الاستثمار،‏ ومن ثم وجب تصحيح الوضع باستثماره لمصلحة<br />

<strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

˚ تعرض هؤلاء النسوة لقهر اجتماعي مزدوج،‏ أولا ً:‏ لأنهن فقيرات،‏ وثانيا ً:‏ لأنهن<br />

نساء،‏ ومن ثم يتعرضن لتحمل العبء الأكبر لمشكلة <strong>الفقر</strong> داخل الأسرة.‏<br />

ولما كانت نسبة العملاء من النساء في البداية ٥٠٪ فإن خبرة البنك دلت على أن<br />

الأسرة الفقيرة تحقق فائدة فورية إذا كان التحسن في دخلها عن طريق المرأة،‏ بينما لا<br />

يحدث نفس التحسن أو على الأقل لا يحدث التحسن في نفس النسبة من الأسر التي<br />

يزيد فيها دخل الرجل،‏ فالمرأة تضع أسرتها وأولادها في قمة سلم أولوياتها بينما الرجل<br />

لديه سلم مختلف للأولويات (٢١٨) .<br />

واهتمام البنك بالنساء لاقى ترحيبا ً كبيرا ً بين الحركات النسائية في العالم؛ حيث<br />

أنه أثبت بلا جدال أن إعانة المرأة للخروج من دائرة العوز هي التي تصلح حال الأسرة<br />

واتمع،‏ بل والعالم أجمع من براثن <strong>الفقر</strong> (٢١٩) ؛ وقد اعتبر البعض أن ما يقوم به البنك<br />

في بنجلاديش يقدم نموذجا ً يجب إتباعه في الولايات المتحدة الأمريكية،‏ خاصة في<br />

رعاية المرأة التي تربي أطفالا ً دون عائل،‏ وتضطر إلى العمل في مهن يصعب معها<br />

رعاية أطفالها.‏ كما أن لإعانة المرأة تداعيات صحية كبيرة على مجتمع <strong>الفقر</strong>اء،‏<br />

وخاصة بالنسبة للصحة العقلية (٢٢٠-٢٢٢) .<br />

QÉ`µ`à`H’G<br />

الابتكار والتجديد هما الطريق إلى النهضة في أي أمة،‏ ومن ثم كان ذلك هو سمة<br />

بنك جرامين منذ النشأة،‏ فالبنك فريد في عملائه وفي تعامله معهم كما أنه فريد في<br />

أسلوب معالجته لقضية <strong>الفقر</strong>،‏ وهو فوق ذلك فريد في نظامه القائم على ضمان اموعة<br />

والمركز.‏ وكذلك فإن الابتكار روح تسري في المؤسسة،‏ وآلياتها تتضمن عدة خطوات (٢١٥) :<br />

١٠١


˚ غرس الرؤية النقدية:‏ أول ما يطلب من المتدرب أن يبدي ملاحظاته واقتراحاته<br />

للتجديد في إجراءات البنك،‏ حتى من قبل أن تتاح له الفرصة ليعرف ماذا يفعل<br />

البنك وكيف يقوم بنشاطه؛ مما يجعل عقله وحواسه في قمة يقظتها.‏<br />

˚ مواجهة المشكلات:‏ يحرص البنك على إيجاد عقلية حل المشكلات بين المتدربين<br />

والموظفين،‏ ومن ثم تتردد كثيرا ً كلمات مثل:‏ أن لكل مشكلة دائما ً أكثر من حل،‏<br />

لكن دائما ً هناك حل هو الأفضل،‏ وعليك أن تجتهد في البحث عنه،‏ وهكذا.‏<br />

˚ تقديم الأهداف فوق الإجراءات:‏ يتم التشديد دائما ً على أن أهداف بنك جرامين أهم<br />

بكثير من النظم والإجراءات،‏ ويستطيع كل واحد أن يقترح تعديلات كبرى في<br />

نظم وإجراءات البنك طالما أنها لا تحدث انقلابا ً في الأهداف.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ غلبة التنوع على القولبة:‏ يتجنب برنامج التدريب في البنك دائما ً صب الموظفين<br />

في قالب واحد،‏ ينظرون ويفكرون ويتفاعلون بطريقة متماثلة،‏ ويحاول أن يبقي<br />

على التمايز بينهم،‏ ففي أوقات الأزمات تتعرض المؤسسات للانهيار إذا كان تفكير<br />

وأفعال الجميع مصبوبة في قالب واحد،‏ بينما تقل احتمالات الانهيار حيثما تكثر<br />

الآراء وتستطيع العقول أن تتفاعل.‏<br />

˚ إشاعة مناخ الابتكار:‏ لخلق جو من الإبداع،‏ يجري تشجيع كل واحد من العاملين<br />

في البنك على الكتابة إلى رئيس مجلس الإدارة مباشرة إذا كان يريد أن يوصل<br />

فكرة جديدة،‏ إذ يقال:‏ إن الأفكار الجديدة أكثر أهمية من أن تترك لتمر بالقنوات<br />

المعتادة،‏ وتلعب صحيفة ‏«المبادرة»‏ الداخلية دورا ً مهما ً في نشر جو الإبداع،‏ حيث<br />

يكتب كل أصحاب الأفكار والتجارب الجديدة عن أفكارهم وتجاربهم.‏<br />

˚ حرية تطبيق الأفكار الجديدة:‏ يشجع البنك مديري القطاعات على أن يطبقوا<br />

برامجهم التجديدية بدون أي معوقات،‏ لكنهم ينصحون بالتجريب في فرعين<br />

١٠٢


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

في وقت واحد؛ لتقليل أهمية العوامل الشخصية والمحلية،‏ ولا يطلب منهم<br />

أن يبدوا مبررات مسبقة لتجاربهم،‏ ولا يكتبون تقارير في هذا الشأن للمكتب<br />

الرئيس إلا عندما يشعرون أن التجربة قد نجحت،‏ وإذا فشلت ربما يختارون عدم<br />

الكتابة مطلقا ً.‏<br />

á«°ù°SDƒŸG<br />

المؤسسية تعني تحول الفكرة إلى مؤسسة،‏ أو تحول الحلم إلى حقيقة واقعة تأخذ<br />

شكل المؤسسة؛ كما تعني البناء المؤسسي التنظيمي ووحداته وشكل العلاقة بين<br />

مكوناته.‏ وفي الإطار التنظيمي:‏<br />

˚ اموعة:‏ أصغر وحدة بنائية وتتكون من خمسة أفراد من الأعضاء أو المقترضين<br />

فقط حيث أنها اللبنة الأساسية في بناء تنظيم الأعضاء المقترضين.‏<br />

˚ المركز:‏ يتكون من ٦-٨ مجموعات،‏ وهو نقطة التماس بين موظفي البنك<br />

والمقترضين،‏ ومن هنا تنبع أهمية المركز كوحدة بنائية مماسية.‏<br />

˚ الفرع:‏ الوحدة البنائية الأساسية في تنظيم الموظفين لأنها وحدة التعامل<br />

المباشر مع العملاء،‏ ولهذا فهي تتكون من مقترضين وموظفين.‏ الفرع مثلا ً<br />

يتكون من ٦٠ مركزا ً أي من ٣٦٠ إلى ٤٨٠ مجموعة،‏ أي من ١٫٨٠٠ إلى ٢٫٤٠٠<br />

عميل،‏ ويعمل في فرع البنك عدد ٩ موظفين منهم ٦ ميدانيين ومدير فرع<br />

ومساعد له ومراسل.‏ ويشرف كل موظف ميداني على ١٠ مراكز،‏ بواقع مركزين<br />

في كل يوم من أيام العمل الميداني من خلال ما يعرف باجتماعات المراكز،‏ والتي<br />

تعقد فيما يعرف بدور المراكز.‏<br />

˚ مكتب المنطقة:‏ يعمل بمكتب المنطقة ٦ موظفين ويشرف على سير العمل في<br />

عشرة فروع.‏<br />

˚ مكتب القطاع:‏ يعمل بمكتب القطاع ٣٥ موظفا ً ويشرف على متوسط ٩<br />

مناطق.‏<br />

١٠٣


˚ المكتب الرئيس:‏ يشرف المكتب الرئيس حاليا ً على ١١ قطاعا ً.‏<br />

من حيث العلاقة بين تلك الوحدات فهي:‏<br />

˚ علاقة فيدرالية بين وحدات ذات استقلال ذاتي:‏ وذلك ينطبق على الوحدات من<br />

الفرع إلى القطاع.‏ ويقتصر دور الوحدات المشرفة على توجيه وإرشاد الوحدات التي<br />

تشرف عليها فقط،‏ ولا يحدث التدخل إلا في حالات الطوارئ فقط،‏ عندما يحتاج<br />

مسئولو تلك الوحدات إلى معونة الجهة المشرفة وتدخلها المباشر.‏ والمسئوليات<br />

في ذلك واضحة ومحددة؛ فإذا حدث إنجاز في أحد الفروع؛ فإن التهنئة تذهب لمدير<br />

الفرع دون مدير المنطقة المشرفة،‏ بينما إذا حدث أمر سيئ في الفرع؛ ينزل اللوم<br />

على رأس مدير المنطقة دون مدير الفرع.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ علاقة ضبط جودة الأداء من الوحدات الأكبر إلى الوحدات الأصغر.‏<br />

˚ علاقة تقوم على تدفق وثائق المعلومات المالية والإدارية من الوحدات الأصغر إلى<br />

الوحدات الأكبر.‏<br />

iQƒ``°û`dG<br />

الشورى أو المشاركة في صنع القرار تأخذ مسارين أساسيين يتبعها البنك<br />

للمشاركة في صنع القرار وهو ما يزيل الكثير من التوتر وسوء الفهم في المؤسسة،‏<br />

حيث يتاح لكل واحد أن يعرف ماهية القرارات وسبب اتخاذها،‏ مما يوجد دعما ً لهذه<br />

القرارات.‏ والمساران هما:‏<br />

˚ المسودات الدوارة:‏ فعندما تعتزم إدارة البنك وضع أطر لسياسات وقواعد وتنظيمات<br />

جديدة تختص بالإدارة فإنها تقوم بإعداد مسودة لها،‏ ثم تقوم بإرسالها إلى<br />

رؤساء الأقسام بالمكتب الرئيس وإلى مديري القطاعات،‏ فإذا كان الموضوع ذا<br />

أهمية قصوى ترسل نسخ من المسودة إلى مديري المناطق،‏ وربما يرى هؤلاء أن<br />

١٠٤


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

يرسلوا تعليقاتهم كتابة أو ربما يعقد كل منهم لقاءات مع مرءوسيه لمناقشة<br />

الموضوع،‏ ومن ثم يرسلون بردود أفعالهم التي تتلقاها لجنة المسودات،‏ وتطالعها<br />

ثم تقوم بإعداد مسودة أخرى تمرر مرة أخرى،‏ فإذا لاقت المسودة الثانية رضا صدر<br />

قرار بمحتواها وإلا تكررت العملية،‏ وإذا لم تحظ المسودة بالرضا في عدة دورات يتم<br />

عرض الموضوع على مؤتمر مديري القطاعات والذي يعقد ثلاث مرات سنويا ً.‏<br />

˚ المؤتمرات:‏ ويعد مؤتمر مديري القطاعات من أهم تلك المؤتمرات لما له من دور في<br />

عملية صنع القرار وفي الإدارة العامة بالبنك ويعقد المؤتمر لمدة يومين أو ثلاثة،‏<br />

ويتم التحضير للمؤتمر قبله بشهرين،‏ حيث يعد المكتب الرئيس تقريرا ً له يشتمل<br />

على نشاطات الأقسام وخططها المستقبلية،‏ ويقدم مديرو القطاعات تقريرا ً<br />

أيضا ً عن النشاطات السابقة والخطط المستقبلية،‏ وخلال المؤتمر لا يسمح لممثلي<br />

المكتب الرئيسي بانتقاد ما قام به مديرو القطاعات ولا حتى بإبداء عدم الرضا<br />

عن أي فشل،‏ فقد جعل المؤتمر ليتحدث فيه مديرو القطاعات ويبدوا شكاواهم<br />

من المكتب الرئيس،‏ ولتتم مناقشة أسباب وعلاج أي قصور في أي من القطاعات<br />

على سبيل النصح لا الأمر.‏ وتدعو النتائج الناجحة للمؤتمر مديري القطاعات<br />

لعقد مؤتمرات لمديري المناطق متتبعين فيه نفس النهج.‏<br />

á`jƒ`ªæàdG á`Hô`éàdG<br />

تمتلك تجربة بنك جرامين عددا ً من طرق التناول والمعالجة التنموية تقربها من المعنى<br />

المتكامل للتنمية؛ وتشمل تلك الطرق التنمية الاقتصادية،‏ وتحسين نوعية الحياة<br />

والتنمية الاجتماعية والتنمية الفردية.‏ وتجربة البنك التنموية تتميز بعدة خصائص<br />

فريدة،‏ منها أنها:‏<br />

˚ نابعة من البيئة،‏ وتتماشى مع اتمع المحلي؛ بل هي مثل يحتذى به في بيئات<br />

صغيرة كثيرة،‏ بما في ذلك اتمعات الريفية في الولايات المتحدة الأمريكية (٢٢٣-٢٢٦) ؛<br />

١٠٥


وكذلك مجتمعات الأقليات المحرومة التي تعيش تحت مستوى <strong>الفقر</strong> في اتمع<br />

الأمريكي بما في ذلك السود واللاتينيون والآسيويون والأمريكيون الأصليون (٢٢٧) .<br />

˚ مثل عملي في التنمية المستدامة لأنها لا تتعارض مع البيئة أو تضر بها،‏ كما<br />

أنها تحافظ على الموارد الطبيعية (٢٢٨-٢٣٣) .<br />

˚ قائمة على مجهود تكافلي بين أفراد اتمع،‏ مما يعطيها قوة فعالة في بناء<br />

اقتصاد الدولة (٢٣٤) .<br />

˚ مؤسسة على ميثاق خلقي سامي ولا تقوم على استغلال <strong>الفقر</strong>اء من خلال<br />

المراباة والسخرة في العمل (٢٣٥) ؛ كما أنها تضفي بعدا ً روحانيا ً للمال (٢٣٦) .<br />

˚ ترسخ الأسس لممارسة الحرية في اتمع (٢٣٧) ، ولا تخضع اتمع للتسلط الأجنبي<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الذي لا يقدم العون دون ثمن،‏ والذي فشل في التخفيف من حدة <strong>الفقر</strong> بخلط<br />

السياسة الخارجية بالمساعدات للشعوب الفقيرة (٢٣٨) .<br />

˚ تتماشى مع روح التمويل في الإسلام (٢٣٩) ؛ حيث أنها تشجع على الاستفادة من<br />

القدرات والمواهب البشرية في الابتكار مع عدم التراجع أمام ااطرة (٢٤٠-٢٤٣) ، مع<br />

مراعاة أسس التنمية العملية (٢٤٤) .<br />

˚ مبنية على التمويل الصغير،‏ الذي يؤدي إلى الربح الاقتصادي،‏ حتى لو عجز<br />

البعض عن عدم القدرة على السداد (٢٤٥-٢٤٦) .<br />

تكاد كل نظريات التنمية أن تنحو منحا ً واحدا ً،‏ وهو الاعتماد على الشرائح<br />

الاجتماعية العليا في تحقيق التنمية من خلال تمكين هذه الشريحة من الكمية<br />

المقبولة من الأموال وتزويدهم بالضمانات والإعفاءات والتسهيلات اللازمة لتوفير مناخ<br />

مشجع لهم.‏ وإحدى أكبر المشاكل في هذا الاقتراب أنه يؤدي سريعا ً لحدوث تفاوت حاد<br />

في الدخول والثروات،‏ ومن ثم حدوث استقطاب طبقي حاد يقوم على تآكل الطبقة<br />

١٠٦


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

الوسطى لصالح الشرائح التي تليها في الترتيب الاجتماعي والاقتصادي.‏ وقد أتت<br />

تجربة بنك جرامين في بنجلاديش لتقلب موازين التنمية رأسا ً على عقب وتقدم أحد أبرز<br />

النماذج التنموية في دول الجنوب (٢١٥) .<br />

á`«`ª`dÉ`Y π`©`a OhOQ<br />

لقد كان لنجاح بنك جرامين رد فعل إيجابي في أنحاء العالم فقد أظهرت البنوك<br />

التجارية اهتماما ً أكبر بنظم الائتمان المصغر.‏ بل إن البعض ذهب بعيدا ً بالقول بأن<br />

الأيام ستثبت في النهاية أن مصالح البنوك التجارية لا تختلف عن اهتمامات بنك<br />

جرامين؛ فإن من مصلحة كل إنسان وكل مؤسسة،‏ وكل فرد في العالم ما يحدثه<br />

توفير مزيد من الرخاء الاقتصادي من دعم للسلام العالمي وتقليل لمظاهر التوتر في<br />

العالم (٢٤٧) . كما أن الائتمان المصغر يمنح الناس الفرصة لتنظيم مستقبلهم؛ لأن ذلك<br />

النظام لا يشكل حافزا ً ماليا ً فحسب،‏ وإنما يعني أيضا ً أن بوسع هؤلاء الذين يحصلون<br />

على الائتمانات المصغرة الثقة بأنفسهم.‏<br />

ولقد انتشرت فكرة بنك جرامين في معظم الدول الفقيرة،‏ بل وحتى الدول<br />

الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية،‏ فرغم أن الفكرة في الأصل لم تكن جديدة إلا<br />

أن أسلوب البروفيسور محمد يونس في تقديم القروض وإعادة فكرة تنظيم <strong>الفقر</strong>اء<br />

في صورة تعاونيات أو مجموعات تقوم بالادخار والسيطرة أكثر على مواردها المالية،‏<br />

ومن ثم منحها قروضا ً للقيام بمشروعات صغيرة لإدرار الدخل،‏ كان هو الأساس في<br />

نجاح المشروع.‏ ويبدو أن الأمر كان يتعلق بإحساس صاحب الفكرة بحاجة اتمع لأفكار<br />

منتجة بدلا ً من التنظير الذي لا معنى له،‏ ففي كل وسط،‏ حتى لو كان فقيرا ً ومعدما ً<br />

يمكن للإنسان أن يعمل ويطور أفكارا ً تكون نتيجتها أعمالا ً عظيمة (٢١٧) .<br />

وقد أسهم بنك جرامين في وضع نموذج لبناء المؤسسات التمويلية التي تعالج <strong>الفقر</strong><br />

١٠٧


بصورة تنموية لا خيرية مطلقة،‏ فبعد أن قدم نموذجه في بنجلاديش،‏ قامت منظمات<br />

غير حكومية،‏ وكذلك حكومات في دول فقيرة وغنية بتبني هذا النموذج على نطاق<br />

واسع،‏ فعلى سبيل المثال بلغ عدد المؤسسات العاملة في هذا اال داخل بنجلاديش<br />

وحدها المئات،‏ وهذا يعني أن فكرة الاعتماد على مؤسسة واحدة لمحاربة <strong>الفقر</strong> غير<br />

مجدية وإن كان من الضروري أن يكون هناك مؤسسات كبيرة تستطيع التعامل مع<br />

القضايا الضخمة التي يعاني منها اتمع.‏<br />

ø`eÉ`°†`àdG è`eÉ`fô`H<br />

برنامج التضامن،‏ هو مؤسسة صغيرة يعمل فيها قرابة ١٠٠ شخص وتملك ٦ فروع<br />

في الأحياء الشعبية في مدينة القاهرة،‏ أنشئ على شاكلة بنك جرامين حيث تدار<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

أعماله على أسس اقتصادية تماما ً مثل أي بنك،‏ ولكنه وفق مؤسسيه والعاملين فيه:‏<br />

‏«بنك ذو قلب ولا يسعى للربح»،‏ حيث تمنح جميع القروض للنساء الفقيرات فحسب (٢٤٨) .<br />

والبنك يمتنع عن إقراض الرجال؛ لأن المرأة عندما تعمل فإنها تعيل أسرتها وأولادها،‏<br />

أما الرجل فليس من المؤكد أن يذهب دخله إلى أسرته وأولاده،‏ خاصة في الشرائح<br />

الاجتماعية الأكثر فقرا ً التي يساعدها البنك.‏ والقروض تمنح للسيدات من سن ١٨<br />

عاما ً فأعلى،‏ وبعض العميلات في السبعين من عمرهن ويعملن ويعلن أسرهن.‏<br />

والبرنامج يتوجه إلى الفقيرات ويساعدهن،‏ ويمنحهن قروضا ً صغيرة تبدأ من ٢٥٠<br />

جنيها ً،‏ وتصل في حدها الأقصى إلى أربعة آلاف جنيه،‏ بنسبة فائدة ٢٫٥٪ شهريا ً<br />

لمدد تتراوح بين ستة وعشرة أشهر،‏ وقد بلغت نسبة سداد القروض ١٠٠٪. ويعود نجاح<br />

البرنامج إلى رغبة النساء الفقيرات في تنمية أعمالهن المتناهية الصغر،‏ وإلى نظام<br />

‏«التضامن في القروض»‏ الذي يتم إتباعه،‏ حيث أن القروض تمنح موعات تضم كل<br />

منها ٧ سيدات تربطهن علاقة صداقة أو جيرة،‏ ويقمن بضمان بعضهن بعضا ً حتى إذا<br />

تعثرت إحداهن تتحمل الأخريات المسئولية معها.‏ ثم إن القروض تمنح بشكل متدرج،‏<br />

١٠٨


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

يبدأ ب ٢٥٠ جنيها ً،‏ ٥٠٠ جنيه،‏ ٧٥٠ جنيه،‏ وهكذا،‏ إلى أن تصل إلى الحد الأقصى وهو<br />

٤ آلاف جنيه.‏ كما أن للسيدات مصلحة في السداد؛ لأنها الوسيلة الوحيدة لديهن<br />

للاستمرار في الحصول على القروض التصاعدية.‏ والأهم من كل ذلك التأكد من أن<br />

القرض سوف يسهم في نمو المشروع الصغير ولا يذهب للاستهلاك.‏<br />

وفي كل فرع من فروع برنامج التضامن تعمل حوالي ١٠ منسقات يقمن بالترويج<br />

للقروض والتحقق من جدارة وجدية السيدات الراغبات في الحصول على قرض ومتابعة<br />

سداده.‏ فإذا تبين أن سيدة تحصل على قرض،‏ لكن مشروعها لا ينمو فإن البرنامج يوقف<br />

التعامل معها على الفور.‏ أما عن الأنشطة التي يقمن بها،‏ فبعضهن يقمن بحياكة<br />

الملابس،‏ وأخريات يقمن ببيع بضائع بنظام التقسيط للجيران والأقارب،‏ وبعضهن<br />

تقمن بأعمال تطريز،‏ وهن يستفدن كثيرا ً من البرنامج؛ لأنه جهة الإقراض الوحيدة<br />

لهن،‏ فالبنوك تطلب ضمانات وتضع شروطا ً لا تنطبق عليهن.‏<br />

وتقوم منسقات فروع البرنامج بعمل دراسة ميدانية بالأساس،‏ حيث ينزلن إلى<br />

الناس في الأسواق وأحيانا ً في المنازل لجمع المعلومات عن من تطلبن قروضا ً،‏ ولمساعدتهن<br />

إذا ما واجهت إحداهن مشكلة في السداد.‏<br />

ويحصل برنامج التضامن على تمويل من جهات مختلفة.‏ فهناك بعض الهبات من<br />

رجال الإعمال تصل إلى ٢ مليون جنيه مصري سنويا ً،‏ وقرض قيمته ٦ ملايين جنيه<br />

من الصندوق الاجتماعي ‏(مؤسسة حكومية لدعم المشروعات الصغيرة والمتناهية<br />

الصغر)،‏ وقروض منتظمة من بنك جرامين في بنجلاديش منذ ٣ سنوات كان آخرها<br />

قرض قدره ٢٫٣ مليون جنيه مصري في ‎٢٠٠٥‎م (٢٤٨) .<br />

مؤسسة جرامين<br />

مؤسسة جرامين هي منظمة غير ربحية أنشئت عام ‎١٩٩٧‎م في عاصمة الولايات<br />

المتحدة الأمريكية،‏ لتجمع بين التمويل الصغير،‏ والتقنية والابتكار لشد عضد أفقر<br />

١٠٩


أهل الأرض في التحرر من براثن <strong>الفقر</strong>.‏ وقد كونت المؤسسة شبكة من ٥٢ شريك في<br />

٢٢ دولة لها أثار إيجابية على حياة ١١ مليون نسمة في آسيا وأفريقيا والأمريكيتان<br />

والشرق الأوسط.‏ والمؤسسة تستوحي نهجها من أعمال مصرف جرامين في بنجلاديش؛<br />

حيث أنها أسست برنامج ضمان النمو الذي بدأته برأس مال ٣١ مليون دولار عام ‎٢٠٠٥‎م<br />

بالتعاون مع مؤسسة ‏«سيتيجروب»‏ المالية التي تتوقع توفير ١٨٠ مليون دولار على<br />

مدى خمس سنوات من العملات المحلية لدعم مؤسسات القروض المتناهية الصغر<br />

حول العالم (٢٤٩) .<br />

¢ùfƒj èeGôHh π«ªL èeGôH ÜQÉ≤J<br />

تعتبر أنشطة برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع في المملكة العربية<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

السعودية نسخة مطورة من تجربة البروفيسور محمد يونس،‏ الذي يعمل على مشروع<br />

عربي كبير لتقديم القروض الصغيرة للفقراء في المملكة ومصر والمغرب وغيرها (٢٥٠) .<br />

وقد قام البروفيسور محمد يونس بزيارة لمركز برامج عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع<br />

للإطلاع على برامج المركز في مجال توفير فرص العمل و<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ كما قام<br />

بإلقاء محاضرة عن تجربة بنك جرامين في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> (٢٥١) . وقد أشار البروفيسور<br />

يونس في محاضرته إلى أن البنوك الحالية في العالم لا تخدم احتياج ثلث سكان<br />

العالم وأن تجربة بنك جرامين حرصت على مخالفة جزء كبير من أنظمة البنوك لتتلائم<br />

مع احتياجات الناس،‏ كما أكد على أن تجربة بنك جرامين تتلخص في تحويل قدر صغير<br />

من الأموال إلى شيء عظيم ذي قيمة ومنفعة للمجتمع.‏<br />

π«ªL - ÚeGôL IQOÉÑe<br />

قامت الشراكة بين مؤسسة جرامين ومجموعة عبد اللطيف جميل في مبادرة<br />

جرامين - جميل التي تكونت عام ‎٢٠٠٣‎م،‏ والموجهة بشكل خاص إلى تقوية مؤسسات<br />

التمويل المتناهي وتشجيع مؤسسات القروض متناهية الصغر في الشرق الأوسط<br />

١١٠


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

وشمال أفريقيا،‏ من خلال الدعم المباشر،‏ والعون الفني والتدريب،‏ ودعم بوابة التمويل<br />

العربي الصغير.‏<br />

ولعله من الخصائص البارزة في نموذج إقراض <strong>الفقر</strong>اء في مؤسسات تمويل القروض<br />

متناهية الصغر،‏ هو أن القروض تتم من خلال تنظيم <strong>الفقر</strong>اء في مجموعات تتراوح<br />

ما بين عشرة وعشرين عضوا ً،‏ حيث يتم تكوين هذه اموعات بمعرفة وإشراف المنظمة<br />

غير الحكومية العاملة في هذا اال في المنطقة،‏ والتي عادة ما تحاول الاحتفاظ<br />

بالمشاركين كمستفيدين من مشروعها فقط مع التنبيه عليهم بعدم الاشتراك في<br />

أي مجموعات تتبع منظمات أخرى لعدم تداخل الأنشطة.‏ ويرجع الهدف الرئيس من<br />

وراء تنظيم <strong>الفقر</strong>اء في مجموعات إلى استغلال الضغط الاجتماعي الذي تشكله<br />

اموعة على بعضها البعض كبديل عن الضمان المادي،‏ حيث إن كل الأعضاء بحاجة<br />

إلى الاقتراض،‏ ولا بد أن يتكاتفوا جميعا ً للحصول على الفائدة بالضغط على العضو<br />

المتعثر وضمان سداد قرضه من مدخراتهم في حالة عدم السداد.‏ وهو ما يعني أن<br />

محاربة <strong>الفقر</strong> هو جزء من نظام التكافل الاجتماعي العام الذي يتبناه اتمع؛ وكما هو<br />

معروف فإن للفقر ثقافة يتقاسمها <strong>الفقر</strong>اء،‏ وأن بناء البرامج يعتمد على فهم هذه<br />

الثقافة وتوظيفها لمحاربة <strong>الفقر</strong> نفسه هو جزء أساسي في نجاح المشروع (٢١٧) .<br />

á``jô```°üŸG IQOÉ``Ñ``ŸG<br />

تأسست جمعية رجال أعمال الدقهلية لتنمية اتمع في عام ‎١٩٩٥‎م،‏ حيث توفر<br />

الجمعية قروضا ً ضئيلة للأفراد واموعات مع التركيز على النساء الفقيرات،‏ وفي ٣١<br />

يوليو ‎٢٠٠٦‎م،‏ كان لدى الجمعية ٦٣٫٢٨٨ عميلا ً نشطا ً منحتهم قروضا ً تساوي ٩٫٧<br />

مليون دولار.‏ وتطمح الجمعية إلى إضافة مائة ألف عميل بحلول عام ‎٢٠٠٨‎م.‏ وبجانب<br />

خدماتها التمويلية توفر الجمعية خدمات في التدريب على اللغة والتقنية والتجارة<br />

لمواطني المحافظة في مركز التقنية الذي افتتحته في عام ‎٢٠٠١‎م،‏ والذي يستخدم<br />

كمركز تجاري للمجتمع المحلي (٢٤٩) .<br />

١١١


وقد أعلنت مبادرة جرامين - جميل عن توليها لأول استثمار في بنك دولي للتجارة في<br />

مصر لتمويل المشاريع المصرية الصغيرة (٢٤٩) . والاستثمار يتكون من ضمان بنكي بقيمة<br />

٢ مليون دولار لجمعية رجال أعمال الدقهلية لتنمية اتمع،‏ وهذا لضمان قرض<br />

بالعملة المحلية يصل إلى ٢٫٥ مليون دولار من بنك بي إن بي باريباس Paribas) BNP‏)؛<br />

وستستخدم الجمعية التمويل في منح قروض لحوالي ١٦ ألف فقير في أمس<br />

الحاجة للدعم.‏<br />

وهذه الصفقة هي أكبر صفقة تدخل فيها المبادرة؛ حيث يقوم برنامج ضمان النمو<br />

بمؤسسة جرامين بضمان مليون دولار،‏ بينما يضمن المليون الآخر صندوق ضمان جميل.‏<br />

وكلا البرنامجين يوفران الضمانات لمؤسسة التمويل الصغير لحصولها على دعم<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

بالعملة المحلية من البنوك المحلية.‏ كما ستفتح الصفقة الطريق إلى عهد من التمويل<br />

المتناهي في الصغر في مصر،‏ بمشاركة عدد من البنوك التجارية،‏ التي بدأت في لعب<br />

دور متصاعد لتغطية الفجوة بين العرض والطلب في ذلك اال.‏ ومن المأمول أن منح<br />

قروض متواضعة لأكثر من ١٦ ألف عائلة سيشجع بنوكا ً مصرية أخرى على المشاركة<br />

في هذا النوع من التمويل؛ والأمل قائم على أن يصل البرنامج إلى مساعدة أكثر من<br />

مليون عائلة مصرية جديدة بحلول عام ‎٢٠١١‎م.‏<br />

كما أن هذه الصفقة هي الأولى من نوعها التي تتلقى فيها مؤسسة قروض صغيرة<br />

مصرية دعما ً من بنوك تجارية،‏ فالبنوك في مصر تطلب ضمانات كاملة لتغطية<br />

القروض مهما تضاءلت.‏ وهذه المبادرة تمثل خطوة نوعية كبيرة لتشجيع المغامرات<br />

التجارية ولشد عضد النساء مع العمل على الحد من <strong>الفقر</strong> في العالم العربي؛ كما<br />

أنها تشجع البنوك التجارية على الإقدام على أن تكون جزءا ً من استراتيجية مؤسسة<br />

جميل وتحالفها مع مؤسسة جرامين.‏<br />

١١٢


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

¢ù``fƒ``J IQOÉ`Ñ`e<br />

تعتبر مؤسسة ‏«إندا»من رواد القروض المتناهية الصغر في تونس؛ وواحدة من<br />

تسعة مؤسسات في العالم العربي تقوم بتمويل القروض المتناهية الصغر،‏ والتي<br />

وصلت إلى مستوى الاكتفاء الذاتي،‏ إلى جانب الإقدام على خطة لدعم مائة ألف<br />

عائلة فقيرة بمستهل عام ‎٢٠٠٩‎م.‏ وكانت قد بدأت بتقديم خدماتها في تونس عام<br />

‎١٩٩٥‎م مع اهتمامها الخاص بالنساء الفقيرات في المدن.‏ وهي من الأعضاء المؤسسين<br />

لشبكة سنابل،‏ والتي قدمت ٣٦ مليون دولار من القروض لما يصل إلى ٣٨ ألف تاجر<br />

خلال عقد من الزمان (٢٥٢) .<br />

وقد قدمت مبادرة جرامين - جميل لمؤسسة ‏«إندا»‏ استثمارا ً وصل إلى ٣٧٥ ألف دولار<br />

من الضمانات لقرض يصل إلى ثلاثة أرباع مليون دولار بالعملة المحلية من بنوك الاتحاد<br />

الدولية (UIB) ،Union Internationale de Banques لدعم توسع أنشطة مؤسسة<br />

‏«إندا»‏ للتواصل مع <strong>الفقر</strong>اء في الضواحي حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين من<br />

المناطق الريفية الفقيرة (٢٥١) . وهي خطوة في طريق القضاء على ٥٠٪ من <strong>الفقر</strong> في<br />

العالم بحلول عام ‎٢٠١٥‎م وفق أهداف الألفية الدولية.‏<br />

ô¨°üdG á«gÉæàŸG ¢Vhô≤dG áHGƒH<br />

قامت مبادرة جرامين - جميل،‏ وشبكة سنابل،‏ ومجموعة الاستشارات لمساعدة<br />

الفقير ‏«سيجاب»بفتح بوابة التمويل العربي المتناهي الصغر على شبكة الإنترنت.‏<br />

والبوابة هي المصدر الرئيس الأول المباشر على الإنترنت للتمويل المتناهي الصغر في<br />

العالم العربي،‏ كما أنها مصدر هام للمعلومات الخاصة بذلك النوع من التمويل<br />

في منطقة الشرق الأوسط.‏ والبوابة العربية التي صممت وفق نموذج بالإنجليزية<br />

والفرنسية،‏ توفر (٢٥٢) :<br />

˚ وسيلة مباشرة للحصول على موارد ومعلومات والوصول إلى مؤسسات التمويل<br />

١١٣


الصغير في العالم العربي.‏<br />

˚ وسيلة تمكن تلك المؤسسات من الوصول إلى عدد أكبر من العملاء وبالقدرة على<br />

تقديم مجال أوسع من الخدمات.‏<br />

˚ سبيلا ً لنشر الوعي بين من يريد التبرع والمساهمة في تلك الأعمال وبين عامة<br />

الناس وخاصتهم.‏<br />

˚ مصدرا ً واحدا ً للتسوق لقروض صغيرة في الشرق الأوسط.‏<br />

˚ فرصة للشراكة في الشرق الأوسط حيث تنمو حركة القروض الصغيرة بسرعة<br />

هائلة،‏ وحيث يمكن للتمويل الصغير،‏ باتباع طرق الممارسة الجيدة أن يؤثر على<br />

معدل الخفض من معدل البطالة وتخفيف حدة <strong>الفقر</strong>.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ مصدرا ً رئيسا ً لأي من الأفراد والجماعات التي تريد التعرف على عملية التمويل<br />

الصغير،‏ حيث يمكنهم الإطلاع على آخر الأخبار،‏ والآراء والوثائق المتصلة<br />

بالعملية.‏<br />

˚ فتح مجال للمجتمع وفرق النقاش.‏<br />

˚ بنك عمل للمستشارين.‏<br />

π`HÉ`æ`°S<br />

سنابل،‏ هي الشبكة العربية للمؤسسات الإقليمية للقروض الصغيرة،‏ والتي<br />

تقدم خدماتها إلى ما يزيد على ٨٠٪ من عملاء القروض الصغيرة،‏ أو حوالي ٧٧٥ ألف<br />

تاجر صغير في الوقت الحاضر في المنطقة العربية.‏ ورسالة الشبكة هي،‏ ازدياد عملية<br />

الوصول إلى العملاء بتقديم وسائل اتصال بين مؤسسات القروض الصغيرة في<br />

الدول العربية لتبادل المعلومات وبناء القدرات والترويج لأفضل الممارسات في ميدان<br />

خدماتها (٢٥٢) .<br />

١١٤


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

Ò≤ØdG IóYÉ°ùŸ äGQÉ°ûà°S’G áYƒª›<br />

مجموعة الاستشارات لمساعدة الفقير ‏«سيجاب»‏ Consultative Group to Assist<br />

(CGAP) the Poor هي مؤسسة تضامنية بين ٣٠ مؤسسة من المتبرعين الذين يعملون<br />

نحو بناء نظم تمويل لخدمة <strong>الفقر</strong>اء في الدول النامية،‏ ومقرها في البنك الدولي.‏ وتعتبر<br />

‏«سيجاب»‏ مركزا ً لموارد العاملين في مجال التمويل الصغير،‏ من حيث وضع المعايير،‏<br />

وآليات العمل التنموي،‏ وتقديم خدمات الاستشارات الفنية والتوجيهية،‏ والتدريب<br />

والمعلومات عن أفضل طرق الممارسة.‏ كما أنها تدعم بعض المشاريع المبتكرة.‏<br />

١١٥


ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


⁄É©dG ‘ ô≤ØdG áëaɵe èeGôH . . HGôdG π°üØdG<br />

áµ∏ªŸG ‘ ô≤ØdG áëaɵe<br />

˚ اهتمام ملكي ˚ <strong>الفقر</strong> في المملكة ˚ جهود القضاء على <strong>الفقر</strong>


١١٨<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

áµ∏ªŸG »`a ô≤ØdG ádÉM ó≤ØJ<br />

اهتمام ملكي<br />

تتطلب <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> بصورتها العملية أن تقوم الدولة بتفقد حال <strong>الفقر</strong>اء،‏ وأن<br />

لا تتوقف عند الاجتماعات عالية المستوى ولا القرارات التي ينقصها البيانات الجلية<br />

عن أحوال <strong>الفقر</strong>اء.‏ لذا مثلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد االله بن عبد العزيز<br />

التاريخية لبعض الأحياء الفقيرة في العاصمة الرياض في نوفمبر ‎٢٠٠٢‎م.‏ وتأكيده<br />

على ضرورة اجتثاث جذور <strong>الفقر</strong> من اتمع،‏ إشارة البدء لخروج هذه القضية إلى الرأي<br />

العام،‏ وأن <strong>الفقر</strong> ليس عيبا ً وإنما العيب في إخفائه وعدم الاعتراف به كواقع تعيشه<br />

كثير من اتمعات،‏ حتى تلك التي تعيش في البلدان المتقدمة.‏ وأكدت على ضرورة<br />

تناول موضوع <strong>الفقر</strong> اقتصاديا ً واجتماعيا ً،‏ ودعمه بالاستشارات والإمكانيات،‏ فكان<br />

لزاما ً وقوع حدث إعلامي لكسر حالة من الخجل التي كان الإعلام يتعامل بها مع<br />

موضوع <strong>الفقر</strong> في المملكة (٢٥٣) .<br />

ورغم أن ظاهرة <strong>الفقر</strong> في المملكة تبقى محدودة إلا أن الحكومة أدركت أن محدودية<br />

ظاهرة <strong>الفقر</strong> لا يعني على الإطلاق التقليل من أهمية محاربتها أو عدم إعطائها<br />

أولوية كبرى،‏ لذا أقر مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة برئاسة خادم<br />

الحرمين الشريفين الاستراتيجية الوطنية لمعالجة <strong>الفقر</strong>،‏ في يوم الأثنين ٢٤ رمضان<br />

‎١٤٢٧‎ه الموافق ١٦ أكتوبر ‎٢٠٠٦‎م.‏<br />

كما سبق إقرار هذه الاستراتيجية اتخاذ خطوات أخرى هامة من بينها إنشاء<br />

مؤسسة الملك عبد االله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي،‏ وإنشاء الصندوق<br />

الخيري الوطني،‏ والتي تساهم الدولة بجزء كبير من رأسمالهما بالإضافة إلى إسهامات<br />

القطاع الخاص والأفراد.‏ وفي هذا الشأن تعتزم المملكة القضاء التام على <strong>الفقر</strong> المدقع<br />

خلال عام ‎٢٠٠٩‎م إن شاء االله.‏<br />

١١٩


…ƒªæàdG ¿Éµ°SEÓd ¬jódGƒd õjõ©dGóÑY øH ˆGóÑY ∂∏ŸG á°ù°SDƒe<br />

جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مؤسسة الملك عبداالله بن عبدالعزيز<br />

لوالديه للإسكان التنموي،‏ تأكيدا ً على اهتمامه بالفئات الأكثر حاجة لتنمية وتطوير<br />

أوضاعها،‏ واقتناعا ً بضرورة مشاركة جميع القوى الاجتماعية،‏ من مؤسسات حكومية<br />

وشركات خاصة وجمعيات خيرية في توسيع قاعدة العون المقدم لفئات اتمع من<br />

أصحاب الدخل المنخفض (٢٥٤) .<br />

á«é«JGΰS’G ±GógC’G<br />

˚ توفير المسكن الملائم للفئات الأكثر حاجة لذلك،‏ من خلال إنشاء امعات<br />

الإسكانية في مختلف مناطق المملكة.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ المحافظة على خصائص ومزايا امعات والوحدات الإسكانية التي تشيدها<br />

المؤسسة من خلال إدارتها وصيانتها بفاعلية.‏<br />

˚ مساعدة المستفيدين من خدمات إسكان المؤسسة على تحسين فرصهم<br />

في التوظيف أو تنمية مهنهم وأعمالهم الخاصة من خلال تطوير مهاراتهم<br />

وقدراتهم مما سيؤدي إلى رفع دخلهم.‏<br />

˚ مساعدة أرباب المهن والحرف من المستفيدين من خدمات المؤسسة الإسكانية<br />

على تنمية إنشاء وتطوير مشاريع صغيرة.‏<br />

˚ العمل على توفير كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها من<br />

الخدمات الضرورية لسكان امعات الإسكانية التي تقيمها المؤسسة.‏<br />

˚ كسب الدعم لنشاط المؤسسة من خلال عرض تجربتها في الإسكان التنموي<br />

محليا ً وإقليميا ً ودوليا ً.‏<br />

˚ تشجيع ودعم إنشاء مؤسسات مشابهة وإقناع مؤسسات خيرية وتنموية أخرى<br />

بتوفير خدمات إسكان تنموي.‏<br />

١٢٠


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

˚ تنمية موارد المؤسسة من خلال استثمار أصولها واجتذاب الهبات والتبرعات<br />

وغيرها من مصادر التمويل.‏<br />

ويلاحظ مما سبق،‏ وجود أربعة محاور رئيسة للأهداف الاستراتيجية،‏ وهي كما يلي:‏<br />

˚ إنشاء وإدارة وصيانة امعات الإسكانية:‏ ويغلب عليها العمل الهندسي<br />

والإنشائي والفني.‏<br />

˚ تمكين سكان امعات الإسكانية من تطوير أوضاعهم المعيشية والتعليمية<br />

والاجتماعية:‏ ويتميز هذا النشاط بكونه محورا ً اجتماعيا ً وتنمويا ً.‏<br />

˚ الحصول على الدعم والإسناد لنشاط المؤسسة:‏ ويتطلب بلوغ هذا الهدف<br />

وتنفيذ الأنشطة الخاصة بها جهودا ً إدارية وإعلامية منظمة.‏<br />

˚ تنمية موارد المؤسسة:‏ ويشارك فيه الجميع من خلال ترشيد الإنفاق ورفع مستوى<br />

الجودة في الأداء والإنجاز مع التركيز على العمليات الاستثمارية المالية لتحقيق<br />

أعلى العوائد الممكنة.‏<br />

وقد بلغ عدد مشروعات المؤسسة في عام ‎٢٠٠٥‎م خمسة مشاريع تضم ١٢٩٤<br />

وحدة سكنية مع ما يلحقها من مرافق تعليمية وصحية واجتماعية،‏ وتهدف الخطة<br />

الاستراتيجية للمؤسسة إلى بناء ٧٠٠٠ وحدة سكنية ضمن مجمعات سكنية<br />

يستفيد منها نحو ٤٩ ألف مواطن ومواطنة.‏<br />

»æWƒdG …ÒÿG ¥hóæ°üdG<br />

أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد االله بن عبد العزيز لبعض الأحياء<br />

الفقيرة في مدينة الرياض إلى إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة <strong>الفقر</strong> والذي تم تغيير<br />

مسماه إلى الصندوق الخيري الوطني،‏ ويرأسه وزير الشؤون الاجتماعية،‏ ويقوم<br />

الصندوق على الحد من مشكلة <strong>الفقر</strong> بأساليب غير تقليدية لا تعتمد على الصرف<br />

١٢١


المادي والعيني،‏ ولكن من خلال إيجاد فرص العمل وانخراط المواطنين في ما يقدرون<br />

عليه من أعمال منتجة على مستوى الأفراد والأسرة (٢٥٥) .<br />

ويتم تمويل الصندوق من عدة مصادر أهمها:‏<br />

˚ ما تخصصه الدولة من مبالغ أو إعانات مالية وعينية.‏<br />

˚ الأوقاف والتبرعات العينية والمادية،‏ والصدقات والزكوات التي تدفع مباشرة من<br />

الأفراد والمؤسسات والشركات.‏<br />

˚ العوائد المالية التي يحصل عليها الصندوق من استثمار أصوله وممتلكاته.‏<br />

±Gó```gC’G<br />

˚ إصلاح الأحوال الاجتماعية للمحتاجين من خلال دعم المشاريع التنموية.‏<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

˚ دعم البرامج الهادفة لتنمية قدرات ومهارات <strong>الفقر</strong>اء.‏<br />

˚ تقديم القروض الحسنة للمحتاجين القادرين على العمل لإقامة مشروعات<br />

استثمارية صغيرة.‏<br />

˚ الإسهام في تنمية قدرات المحتاج من خلال التوجيه والتدريب وفي إيجاد فرص<br />

عمل للعاطلين عن العمل كليا ً أو جزئيا ً.‏<br />

˚ تطوير برامج الأسر المنتجة الموجهة لفئة المحتاجين ودعمها.‏<br />

˚ رفع مستوى الوعي لدى المحتاجين بالفرص التدريبية والوظيفية المتاحة والمناسبة<br />

لقدراتهم.‏<br />

˚ تنمية المشاركة الاجتماعية في مجال <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.‏<br />

˚ مساعدة الجهات اتصة في التعرف على احتياجات المحتاجين من الخدمات<br />

الصحية والتعليمية والإسكانية والاجتماعية،‏<br />

˚ تفعيل دور الجهات الخيرية في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>.‏<br />

١٢٢


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

è``eGô`Ñ`dG<br />

هنالك خمسة برامج روعي فيها التنوع والشمولية لكافة شرائح اتمع وهي:‏<br />

˚ برنامج التوعية والتوجيه<br />

يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الفئات المستهدفة بمشكلات <strong>الفقر</strong> وأسبابها<br />

وأبعادها وآثارها على الفرد واتمع،‏ وطرق الوقاية منها ومعالجتها ورفع بعض المهارات<br />

الاقتصادية لديهم كمفهوم الاستهلاك والادخار وغير ذلك وفق رؤية شاملة وخطة<br />

مدروسة.‏<br />

˚ برنامج المشروعات الصغيرة<br />

يعمل على استثمار طاقات <strong>الفقر</strong>اء وتوظيفها لمساعدتهم حتى يصبحوا<br />

مساهمين في تطوير أنفسهم وأسرهم من خلال دعم وتشجيع ورعاية المشاريع<br />

الصغيرة الموجهة للفئات الفقيرة وذلك بتقديم الدعم الفني والمالي وتسهيل ‏(القرض<br />

الحسن)‏ والتدريب والمساعدة على حل العقبات التي قد تعترض هذه المشاريع،‏ كذلك<br />

طرح الفرص الاستثمارية المناسبة لكل منطقة ولكل مستفيد.‏<br />

˚ برنامج الأسرة المنتجة<br />

يقوم على توظيف قدرات أفراد الأسرة المحتاجة بهدف مساعدتها على إعالة نفسها<br />

وإخراجها من دائرة <strong>الفقر</strong>،‏ ويتولى الصندوق دعم ورعاية المشاريع المنزلية الموجهة<br />

لمثل هذه الفئات بتقديم الدعم الفني وتسهيل التمويل ‏(القرض الحسن)‏ والتدريب<br />

والمساعدة في تذليل العقبات التي قد تعترض مثل هذه المشاريع،‏ وقد تجاوزت القروض<br />

٣٤٠ قرضا ً في هذا البرنامج.‏<br />

˚ برنامج التوظيف<br />

ويسعى إلى مساعدة توظيف أبناء <strong>الفقر</strong>اء بالوظائف المناسبة لهم في المناطق<br />

التي يعيشون فيها وذلك بجمع المعلومات عن الوظائف المطروحة في سوق العمل.‏<br />

١٢٣


˚ برنامج المنح التعليمية والتدريبية<br />

يعمل على رفع المستوى التعليمي للفقير ومهاراته وقدراته من خلال برامج التعليم<br />

والتدريب الموجهة للتوظيف انطلاقا ً من حاجة سوق العمل،‏ ويقوم البرنامج على<br />

تأهيل الفقير القادر والراغب في العمل من خلال مجموعة من البرامج التعليمية<br />

والتدريبية وإكساب المتدرب المعارف والمهارات اللازمة للبدء في العمل الملائم،‏ وقد وصل<br />

عدد المتدربين فيها ١٠٨ شاب من أبناء الأسر المتدنية الدخل.‏<br />

ô`≤`Ø`dG ôgÉe<br />

<strong>الفقر</strong> في المملكة<br />

حققت حركة التحديث في العقود الثلاثة الماضية التنمية الشاملة والمتسارعة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

للمملكة إلى جانب نقلة نوعية من التقدم والتحضر في االات الاجتماعية<br />

والاقتصادية والثقافية والعمرانية تركت آثارا ً إيجابية واضحة وملموسة على البنى<br />

اتمعية والشخصية في جوانب متعددة،‏ إلا أنه ترتب عليها من جهة أخرى بروز<br />

العديد من الظواهر والمشكلات الاجتماعية على فئات من اتمع بدرجات متفاوتة.‏<br />

من ضمن تلك الظواهر والمشكلات ما لوحظ في السنوات الأخيرة من وجود للفقر في<br />

اتمع لأسباب عديدة دولية ومحلية وشخصية وغيرها.‏<br />

وكان <strong>الفقر</strong> في السابق يعم اتمع المحلي أو اتمع الريفي أو اتمع القبلي أو<br />

مجتمع الجيرة في المدن الصغيرة بشكل عام.‏ ولا يتضح فيه فقر أي فرد من أفراد الأسرة<br />

على حساب الأفراد الآخرين وذلك لانتمائهم في الغالب تمعات متجانسة ومن شأن<br />

التجانس وطبيعته تحقيق التوافق والتجاوب والتآزر وكافة صور التعاون التي تحدث<br />

شعورا ً بالأمن الاجتماعي والمشاركات الوجدانية في مختلف المناسبات الاجتماعية،‏<br />

كذلك كان للنظام الغالب على الأسرة وهو نظام الأسرة المركبة أو الممتدة ‏(والتي<br />

١٢٤


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

تضم الجدود والأبناء من الذكور المتزوجين وصغارهم)‏ دور في تغطية الفروقات وإشباع<br />

الاحتياجات وحل المشكلات الخاصة بأفراد الأسرة حيث كانت المصلحة الجماعية هي<br />

السائدة والغالبة على المصلحة الفردية (٢٥٦) .<br />

وبعد التغيرات الحضارية الشاملة السريعة التي شهدها اتمع السعودي حدثت<br />

تطورات كبيرة وسريعة لأغلب أجهزة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية<br />

والإسكانية وغيرها،‏ وتفتت الأسرة الكبيرة أو الممتدة إلى أسر صغيرة،‏ حيث اقتضت<br />

حتمية التحول من نمط الحياة التقليدي إلى النمط الحديث أن يتقلص دور تلك الأسر<br />

الممتدة وتلك المساندة القبلية والعشائرية وتحل الدولة محلها،‏ ووجدت المؤسسات<br />

الاجتماعية اتلفة التي تعمل على تلبية حاجات الأفراد وفرضت هذه التحولات تنظيم<br />

برامج ضخمة وشبكات أمان متعددة من قبل الدولة والهيئات الأهلية اتلفة<br />

ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن <strong>الفقر</strong> في المملكة،‏ إلا أن دراسة عن <strong>الفقر</strong><br />

في المملكة صدرت عام ‎٢٠٠٥‎م،‏ رصدت عددا ً من المؤشرات تدل على أن مشكلة <strong>الفقر</strong><br />

بالمملكة كبيرة،‏ ومن أبرز ملامحها ما يلي (٢٥٧) :<br />

˚ البطالة:‏ رغم الافتقاد إلى بيانات دقيقة،‏ فإن تقريرا ً لمصلحة الإحصاءات العامة<br />

في المملكة في عام ‎٢٠٠٥‎م يشير إلى أن نسبة البطالة تمثل ٨٫٥٪ من إجمالي<br />

قوة العمل الوطنية،‏ فيما ترفع المصادر الدولية هذه النسبة إلى ١٢٪، أي وجود ما<br />

يقرب من مليون عاطل عن العمل من إجمالي القوى العاملة،‏ بل إن مصادر أخرى<br />

تشير إلى أن نسبة البطالة تتراوح بين ١٥٪ إلى أكثر من ٢٠٪.<br />

˚ ارتفاع عدد المتقاعدين ممن يتقاضون معاشات محدودة:‏ فعلى سبيل المثال<br />

تشير إحصاءات مصلحة معاشات التقاعد إلى أن ٦٠٪ من مشتركي القطاع<br />

العسكري تقل رواتبهم الشهرية عن ٣ آلاف ريال سعودي.‏ وقد أظهرت إحدى<br />

١٢٥


الدراسات أن غالبية عينة البحث من المتقاعدين أكدوا أن المعاش التقاعدي غير<br />

كاف لتلبية احتياجات الأسرة.‏ كما أظهرت دراسة ميدانية أخرى أن ٤٠٪ من<br />

المتقاعدين في المملكة لا يملكون مسكنا ً خاصا ً بهم،‏ كما أن نسبة ٥٨٪ منهم<br />

يعيشون في بيوت شعبية أو شقق.‏<br />

˚ ضعف معاشات الضمان الاجتماعي السنوية التي يتقاضاها المستفيدون:‏ والتي<br />

تتراوح ما بين ٥٫٤٠٠ ريال للفرد العائل،‏ ومبلغ ١٦٫٧٠٠ ريال للأسرة المكونة من<br />

سبعة أفراد.‏ يضاف إلى ذلك ضعف مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل،‏<br />

حيث تقدر نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة بأقل من ٦٪.<br />

˚ انخفاض القدرة الشرائية للفرد والأسرة:‏ فارتفاع تكلفة المعيشة في المملكة<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

مقرونا ً بثبات الأجور في القطاع العام الذي يمثل الموظف الأول للقوى العاملة<br />

الوطنية؛ أدى إلى مواجهة كثير من الأسر صعوبات في تأمين احتياجاتهم.‏<br />

˚ ارتفاع نسبة الفئة المستهلكة في المملكة:‏ فإذا عرفنا أن هناك فئات في اتمع<br />

غير منتجة - كفئة صغار السن الذين تبلغ أعمارهم ١٦ سنة فأقل،‏ وفئة القوى<br />

غير العاملة من البالغين،‏ وهاتان الفئتان تشكلان ٧٥٪ من السكان،‏ بينما تبلغ<br />

الفئة المنتجة ٢٥٪، وإذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم من<br />

أصحاب الدخول المتدنية،‏ يمكن إدراك حجم مشكلة <strong>الفقر</strong> في المملكة.‏<br />

وإن لم تحدد الدراسة نسبة <strong>الفقر</strong> في المملكة إلا إنها وضعت مقاييس للفقر وفقا ً<br />

لظروف اتمع السعودي،‏ فأشارت إلى أن خط <strong>الفقر</strong> للمواطن السعودي يبلغ ١٫١٢٠<br />

ريالا ً بالشهر،‏ بدون تكلفة أجرة المنزل،‏ في حين يبلغ خط الكفاف ١٫٦٦٠ ريالا ً في الشهر.‏<br />

مع العلم بأن متوسط الأجرة السنوية لشقة صغيرة صالحة للسكن في أي مدينة<br />

في المملكة لن يقل عن ٦٫٥٠٠ ريال للفرد،‏ و ‎١٠٫٥٠٠‎ريال للأسرة المكونة من فردين،‏<br />

١٢٦


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

و ١١٫٠٠٠ ريال بالنسبة لثلاثة أفراد،‏ و ١٢٫٠٠٠ ريال للأسرة المكونة من أربعة أفراد أو<br />

أكثر.‏ كما تشير الدراسة إلى أن مبلغ خط <strong>الفقر</strong> غير كاف لشراء المواد الاستهلاكية<br />

الضرورية ولدفع قيمة الخدمات من كهرباء وماء وهاتف وغيرها (٢٥٨) .<br />

وقد أشار تقرير لصحيفة الرياض في ٢٤ مايو ‎٢٠٠٥‎م إلى أن وزارة الإشغال العامة<br />

والإسكان قامت قبل خمس سنوات بمسح ميداني شمل ثماني مدن رئيسة؛ هي<br />

مكة المكرمة،‏ والمدينة المنورة،‏ والرياض،‏ وجدة،‏ والظهران،‏ والخبر،‏ وأبها،‏ لدراسة الأحوال<br />

المعيشية للأسر السعودية اتضح من خلاله أن ٥١٪ من الأسر السعودية لا يوجد<br />

لديها دخل ثابت،‏ بينما نسبة ٤٠٪ لا يزيد دخلها الشهري على ٦ آلاف ريال،‏ في حين<br />

يرتفع الدخل إلى حدود مفتوحة لدى ٩٪ من الأسر السعودية (٢٥٨) .<br />

AÉ`°ùædG ô`≤`a<br />

حيث حظيت قضايا المرأة ومشكلاتها بشكل عام والمرأة الفقيرة على وجه<br />

الخصوص باهتمام من جانب الحكومات ومنظمات اتمع المدني على المستوى العالمي،‏<br />

لكونهن يشكلن أغلب الحالات المتقدمة للجمعيات والمكاتب الخيرية والضمان<br />

الاجتماعي وغيرها من مراكز ومصادر المساعدات والإعانات الاجتماعية.‏<br />

وفي اتمع السعودي هناك العديد من الدراسات حول أوضاع المرأة وقضاياها بشكل<br />

عام في اتمع الحديث من حيث التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية<br />

وتأثيرات ذلك على حياتها الزوجية والأسرية وعلى تنمية البلاد،‏ ولكن تقل إن لم تنعدم<br />

الدراسات والأبحاث عن المرأة الفقيرة وما ينتج عن فقرها من مشكلات اجتماعية على<br />

مختلف الأصعدة ذات تأثيرات سلبية على حياة اتمع المعيشية والتنموية (٢٥٦) .<br />

ولم يكن لفقر المرأة بصفته المفردة خصوصيته البارزة للعيان قبل التغيرات<br />

الاقتصادية الحديثة للمجتمع السعودي منذ استقرار الأحوال السياسية واكتشاف<br />

١٢٧


النفط وما لحق به من تطورات وتغيرات في البيئة الاجتماعية للمجتمع من عادات<br />

وتقاليد وقيم وأنماط سلوكية ووسائل معيشية،‏ واستطاعت المرأة التي استفادت من<br />

فرص التعليم والعمل المتاح أن تساند نفسها إلى حد ما في حال الأزمات الاقتصادية<br />

والاجتماعية،‏ ولكن بقيت المرأة الفقيرة غير المتعلمة في البيئة البدوية والريفية<br />

متضررة من فقدانها للدور الذي كانت تلعبه في الإنتاج بصورته التقليدية في فترة ما<br />

قبل التغيرات الحديثة في حال مواجهتها للأزمات الاقتصادية والاجتماعية اتلفة.‏<br />

ومن أهم مؤشرات وقع <strong>الفقر</strong> على كاهل المرأة أكثر من وقعه على كاهل الرجل في<br />

اتمع السعودي زيادة أعداد النساء المستفيدات من مخصصات الضمان الاجتماعي<br />

سواء المعاشات أو المساعدات الاجتماعية على الرغم من أن التقارير السنوية لمكاتب<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الضمان الاجتماعي تبين أن الإنفاق على الرجال أكثر من الإنفاق على النساء ولكن<br />

عددا ً من الشواهد تدل على عكس ذلك،‏ منها على سبيل المثال (٢٥٦) :<br />

˚ المرأة من أكثر الفئات المنصوص على استحقاقها صصات الضمان الاجتماعي<br />

بصفتها أرملة أو مطلقة أو مهجورة أو متزوجة لا عائل لها أو زوجة سجين أو<br />

غير ذلك.‏<br />

˚ تزايد أعداد النساء المستفيدات من مخصصات الضمان الاجتماعية والمتقدمات<br />

لطلب الإعانة قياسا ً على أعداد الرجال.‏<br />

˚ تبدو المبالغ اصصة للرجال من قبل الضمان الاجتماعي والتي أكثر من المبالغ<br />

اصصة للنساء في التقارير السنوية لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بسبب<br />

زيادة حجم أسرة الرجل الذي يستطيع الجمع بين أربع زوجات وأطفاله منهن ‏(وقد<br />

تكون أعمارهم متقاربة جدا ً)‏ في وقت واحد.‏ هذا بينما يحسب للمرأة أولادها<br />

من زوجها المتوفي أو طليقها حتى يبلغوا من العمر ١٨ سنة،‏ ثم يصبحوا حالات<br />

استحقاق منفصلة عن والدتهم.‏<br />

١٢٨


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

˚ دلت تقارير أغلب الجمعيات الخيرية الرجالية والنسائية على أن النساء والأيتام<br />

هم أكثر الفئات المستفيدة من مساعدات وإعانات تلك الجمعيات لما تحتاجه المرأة<br />

بشكل دائم من الإنفاق على صغارها وتحمل عبء مسؤولياتهم في حال ترملها<br />

أو طلاقها أو هجرها.‏<br />

ولعل التدخل الملائم لتخفيف حالة فقر المرأة في اتمع السعودي ينبغي أن يسير<br />

في اتجاهين مهمين؛ اتجاه بعيد المدى من خلال خطط التنمية الوطنية،‏ واتجاه قصير<br />

المدى من خلال خطط متوسطة وقصيرة؛ أي (٢٥٦) :<br />

˚ تنظيم برامج مكثفة لتوعية المرأة بحقوقها الشرعية وواجباتها تجاه نفسها<br />

وأسرتها ومجتمعها من خلال المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية ووسائل<br />

الإعلام اتلفة.‏<br />

˚ تنظيم برامج مكثفة لتوعية المرأة بمسؤوليتها الأسرية والوطنية وأهمية دورها<br />

في تنمية وتطور بلادها.‏<br />

˚ تبني برامج تدريب حكومية وأهلية تتوافق مع احتياجات سوق العمل لتدريب<br />

النساء على مجالات عمل جديدة ونافعة كالتدريب الفني للتشغيل والصيانة<br />

لتنتفع بها وتنفع المؤسسات النسائية.‏<br />

˚ تنمية روح المبادرة لدى الشرائح الفقيرة بشتى الوسائل من خلال دعم المشروعات<br />

الصغيرة وإيجاد فرص عمل ذاتية لهم تحولهم إلى قوى منتجة بالقروض الميسرة<br />

الحسنة من البنوك والجمعيات والمؤسسات الخاصة.‏<br />

˚ التخفيف من تيار الهجرة للمدن الكبيرة من خلال الاهتمام بالمشاريع الصغيرة<br />

في القرى والهجر خاصة المشاريع الزراعية والحيوانية والصناعات الغذائية<br />

والتقليدية وما إلى ذلك.‏<br />

˚ الاهتمام بالمراكز الاستشارية الأسرية لتوعية المقبلين على الزواج بمسؤولياتهم<br />

١٢٩


المشتركة ولدعم المتزوجين ومساندتهم في حال مشكلاتهم وتعاملاتهم مع<br />

أبنائهم وأسرهم والآخرين.‏<br />

˚ العناية بالفئات الخاصة من المسنات وذوات الاحتياجات الخاصة ومساندتهن<br />

والاهتمام باحتياجاتهن ومشكلاتهن وتنظيم الخدمات والبرامج التي يمكن أن<br />

يستفدن منها.‏<br />

êÉ```à``fE’G á``aÉ``≤`K<br />

جهود القضاء على <strong>الفقر</strong><br />

برنامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة برنامج ايجابي،‏ إلا أن فكرة التمويل<br />

ليست حجر الزاوية في بناء اتمع المنتج،‏ فالتمويل وإن كان يمثل البداية لكل مشروع<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

تنموي إلا أن بناء ثقافة الإنتاج هي الأساس الذي يجب البدء منه.‏ وهذا الأمر يتعلق<br />

بالتعليم؛ ففي الواقع أن التعليم لا يصنع أي ثقافة إنتاجية لدى الطلاب،‏ حيث أن كل<br />

المناهج مبنية على التوقع بأن جميع أفراد اتمع يجب أن يكملوا دراستهم الجامعية<br />

وإلا لن يستطيعوا العمل لأن التعليم غير مبني على تطوير المهارات العملية لدى<br />

الطالب،‏ فلا يوجد ورش عمل ولا منهج مهني واضح؛ حتى أن الطالب يتخرج من<br />

المرحلة الثانوية دون أن يتأهل للقيام بأي عمل مهني مجزي.‏ هذا بينما المفترض هو<br />

أن يتطور منهج التعليم ليقدم للمجتمع أفرادا ً منتجين في كل مرحلة من مراحل<br />

التعليم،‏ خاصة تلك المراحل التي يحتمل أن ينقطعوا بعدها عن متابعة الدراسة.‏<br />

هذه المنهجية التعليمية قاصرة،‏ ثقافة الإنتاج لا تتشكل لدى الشباب دون خلق وعي<br />

بقيمة العمل نفسه بل والصبر عليه.‏<br />

إلا أن هناك برامج مهنية تقدمها شركات كبرى في المملكة حققت نجاحا ً كبيرا ً،‏<br />

يمكن الاستفادة منها في تطوير آليات عمل صندوق <strong>الفقر</strong>،‏ لأن بعض المشاريع<br />

التمويلية لا تشجع <strong>الفقر</strong>اء بقدر ما تشجع من سيرد القروض المقدمة،‏ وهو أمر لا تلام<br />

١٣٠


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

عليه الجهات التمويلية،‏ طالما تقدم الدولة الدعم السخي والدائم لصناديق تمويلية؛<br />

فصندوق <strong>الفقر</strong> تمويلي وصندوق الموارد البشرية تمويلي هو الآخر؛ مما يحتم أن يكون هذا<br />

التمويل في مكانه الصحيح من أجل بناء مجتمع منتج (٢١٧) .<br />

عموما ً،‏ فإن معالجة <strong>الفقر</strong> تتطلب عملا ً تخطيطيا ً شفافا ً ومراجعة دائمة لثقافة<br />

اتمع والتحولات التي تحدث فيه،‏ إذ أنه يستحيل معالجة قضية ثقافية مثل <strong>الفقر</strong><br />

من خلال مجرد مساعدة <strong>الفقر</strong>اء،‏ بل يجب أن يكون هناك برامج تعليمية تقدم الخبرة<br />

العملية للاعتماد على الذات؛ ولن يكون ذلك مجرد تقديم المساعدة ورصد الميزانيات<br />

الكبيرة لصندوق <strong>الفقر</strong>،‏ وإن كان توفر التمويل مهما ً وأساسيا ً،‏ إلا أن الأهم هو وجود<br />

مشاريع واضحة لبناء ثقافة الإنتاج لدى <strong>الفقر</strong>اء (٢١٧) .<br />

IÒ¨°üdG jQÉ°ûŸG πjƒ“ äÉ°ù°SDƒe<br />

توجد مؤسسات إسلامية وخليجية وعربية وعالمية لتمويل المشاريع الصغيرة<br />

حكومية وأهلية غير ربحية،‏ وقد تشترط أن تقدم التمويل لبرامج منظمات وطنية<br />

محلية ولا يستطيع الأفراد الانتفاع منها مباشرة.‏ ومثال لبعض منظمات التمويل<br />

الأصغر:‏ منظمة العمل العربية،‏ ومنظمة العمل الدولية،‏ وبرنامج الخليج العربي لدعم<br />

منظمات الأمم المتحدة الإنمائية،‏ والبنك الإسلامي للتنمية.‏ وتوجد مؤسسات تدريبية<br />

متخصصة عالمية وعربية لتدريب جميع أطراف برامج تمويل المشاريع الصغيرة من<br />

مؤسسات التمويل وطالب القرض لتمويل مشروعه الصغير،‏ مثل الأكاديمية العربية<br />

للعلوم المصرفية في الأردن،‏ وفيها مركز متخصص للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

كما توجد مراكز متخصصة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة في الغرف التجارية<br />

الصناعية في المملكة ومجالس الغرف التجارية التي تقدم الدراسات والاستشارات<br />

والفرص الاستثمارية المتوافرة في السوق لإنشاء المشاريع الصغيرة.‏ أما المؤسسات<br />

التي تمول المشاريع الصغيرة في المملكة العربية السعودية فلا تتعدى عدد أصابع اليد<br />

الواحدة (٢٥٩) .<br />

١٣١


…Oƒ©°ùdG á«YÉæ°üdG ᫪æàdG ¥hóæ°U<br />

يشارك صندوق التنمية الصناعية السعودي بفعالية في تحقيق أهداف وسياسات<br />

برامج التنمية الصناعية بالمملكة العربية السعودية وذلك من خلال تقديم الدعم<br />

المالي على شكل قروض ميسرة للاستثمارات الصناعية مع توفير الاستشارات الفنية<br />

والإدارية والمالية والتسويقية للمشاريع المقترضة مما يسهم في رفع مستوى أداء هذه<br />

المشاريع ويساعدها في التغلب على المشاكل التي تواجهها (٢٦٠) .<br />

ádÉØc èeÉfôH<br />

تم تأسيس برنامج كفالة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرض التغلب<br />

على معوقات تمويل تلك المنشآت ادية اقتصاديا ً،‏ ولكن ليس لها القدرة على تقديم<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الضمانات المطلوبة لجهات التمويل،‏ ولتغطية نسبة من مخاطر البنوك في حالة<br />

إخفاق المقترض الصغير في سداد التمويل أو جزء منه،‏ ولتشجيع البنوك على تمويل<br />

المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك مقومات النجاح ولكن لا يمكنها تقديم<br />

الضمان اللازم أو السجلات المحاسبية التي تثبت أهليتها للحصول على التمويل.‏ وقد<br />

تم تأسيس البرنامج بمشاركة كل من وزارة المالية وعشرة بنوك محلية،‏ ومن المتوقع أن<br />

يحقق هذا البرنامج النتائج التالية:‏<br />

˚ زيادة عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

˚ زيادة نشاط المشروعات القائمة مما يؤدي إلى زيادة كفاءة ومستوى التشغيل.‏<br />

˚ امتصاص فائض السيولة لدى الجهاز المصرفي وتوجيهه للمشروعات الصغيرة<br />

والمتوسطة عن طريق زيادة الجدارة الائتمانية لهذه المشروعات.‏<br />

˚ جذب شريحة من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي لم تعتاد على<br />

التعامل مع البنوك للتعامل مع الجهاز المصرفي.‏<br />

١٣٢


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

á`jƒ`Ä`ŸG ¥hó`æ`°U<br />

هو مؤسسة حكومية غير ربحية أنشئت لتسد جزءا ً من الفجوة بين امتلاك<br />

الشباب لأفكار مشروعات وبين قلة المؤسسات التمويلية في المملكة،‏ بأمر ملكي في<br />

تاريخ ‎١٤٢٥/٥/٢٠‎ه الموافق يوليو ‎٢٠٠٤‎م،‏ وبمساندة رجال الأعمال السعوديين بهدف<br />

مساعدة الشباب السعودي من الذكور والإناث على تحقيق استقلال اقتصادي من<br />

خلال إقامة مشاريع خاصة تكفل توظيف أنفسهم وغيرهم من المواطنين (٢٦١) .<br />

أهداف الصندوق<br />

˚ المساعدة في إيجاد فرص عمل.‏<br />

˚ مساعدة الاقتصاد المحلي على النمو من خلال إقامة مشاريع منتجة.‏<br />

˚ زيادة فرص نجاح المشاريع من خلال آلية التمويل والتدريب والإرشاد.‏<br />

˚ تنمية ودعم الأفكار الخلاقة في محيط الأعمال.‏<br />

خدمات الصندوق الرئيسة<br />

˚ التمويل الكلي أو الجزئي للمشروع.‏<br />

˚ خدمات الإرشاد.‏<br />

˚ تسهيل الإجراءات الحكومية اتلفة.‏<br />

خدمات الصندوق المساندة<br />

إلى جانب الخدمات الأساسية يقوم الصندوق بتقديم الخدمات المساندة التالية:‏<br />

˚ التدريب.‏<br />

˚ الخدمات البنكية والتأمينية.‏<br />

˚ خدمات الحاسب الآلي والاتصالات.‏<br />

١٣٣


˚ الخدمات التسويقية والعلاقات العامة.‏<br />

˚ الخصومات والتسهيلات عند شراء لوازم الإنتاج.‏<br />

ªàéŸG áeóÿ π«ªL ∞«£∏dG óÑY èeGôH<br />

IÒ¨°üdG jQÉ°ûŸGh äÉ°ù°SDƒŸG ºYód π«ªL ∞«£∏dGóÑY ¥hóæ°U<br />

يستهدف البرنامج توسيع دائرة المستفيدين من برامج الدعم التي تقدمها برامج<br />

عبد اللطيف جميل لخدمة اتمع،‏ والتوجه نحو شريحة أكبر من الشباب والشابات<br />

السعوديين الجادين في تطوير ذاتهم والذين لديهم طموح في إقامة مشروعات صغيرة<br />

ويفتقروا في ذات الوقت إلى مصادر الدعم اللازمة للبدء فيها،‏ ومساندتهم إداريا ً في<br />

إقامة هذه المشروعات (٢٦٢) .<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

الأهداف<br />

˚ إتاحة فرصة أكبر لنمو قاعدة جديدة من صغار رجال الأعمال السعوديين وتوسيع<br />

مساحة تواجدهم في أنشطة الاقتصاد الوطني.‏<br />

˚ تشجيع قيام مشاريع صناعية صغيرة حرفية وخدمية،‏ تكون دعامة ومغذية لما<br />

هو قائم من صناعات كبيرة.‏<br />

˚ توفير فرص العمل الحقيقة والمتجددة للشباب والشابات السعودي.‏<br />

المزايا<br />

˚ تقديم دعم للمشروع في حدود ١٠٠٫٠٠٠ ريال سعودي.‏<br />

˚ المساعدة في اختيار الكفاءات العاملة بالمشروع وفقا ً لاختبارات ومعايير إدارية<br />

متعارف عليها.‏<br />

˚ المتابعة والإشراف على أداء العاملين على رأس العمل خلال العام الأول<br />

للمشروع.‏<br />

١٣٤


á`µ`∏ªŸG »``a ô``≤`Ø`dG á`ë`aÉ`µe . . ¢ùeÉÿG π°üØdG<br />

˚ يبدأ استرجاع مبلغ الدعم المالي بعد - ٣ ٦ أشهر من بدء عمل المشروع،‏ على أن<br />

يسدد كامل المبلغ خلال فترة ٣ سنوات على أقساط ميسرة شهريا ً.‏<br />

˚ تقوم الشركة بالمساعدة في تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع،‏ بعد<br />

إقراره من قبل اللجنة الاستشارية للبرنامج.‏<br />

الأقسام<br />

˚ صندوق تمويل المشاريع الصغيرة<br />

˚ برنامج عبد اللطيف جميل لتمليك سيارات الأجرة<br />

˚ برنامج عبد اللطيف جميل لتمليك سيارات النقل<br />

˚ برنامج عبد اللطيف جميل - جرامين للأسر المنتجة<br />

˚ الامتياز التجاري<br />

˚ حاضنات الأعمال<br />

ô≤ØdG áëaÉμŸ π«ªL ∞«£∏dG óÑY πª©e<br />

أنشئ معمل عبد اللطيف جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>؛ والذي يحمل شعار ‏«ترجمة<br />

البحث إلى عمل»‏ Lab) (Abdul Latif Jameel Poverty Action في يونيو عام ‎٢٠٠٣‎م،‏<br />

كواحد من المراكز العلمية التابعة لقسم الاقتصاد في معهد ماسشوستس للتقنية<br />

،(MIT) ويرأس المعمل الدكتورة إستر دوفلو Duflo) (Esther أستاذ كرسي عبد اللطيف<br />

جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> والتنمية الاقتصادية.‏<br />

والمعمل يمثل نقطة إشعاع لبحوث التنمية و<strong>الفقر</strong> بهدف تحسين فاعلية برامج<br />

<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> بتزويد صناع القرار بالنتائج العلمية التي تشكل السياسات الناجحة<br />

في محاربة <strong>الفقر</strong>.‏ ويتعاون مع المنظمات غير الحكومية والعالمية وغيرها لتقييم البرامج<br />

١٣٥


ونشر نتائج البحوث القيمة في المواضيع المتنوعة مثل رفع معدل انتظام الفتيات في<br />

المدارس،‏ وتحسين إنتاج المزارعين في أفريقيا،‏ والحد من التحيز في الوظائف في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية،‏ ودور النساء السياسي في الهند.‏ وينتهج المعمل في تقييم فاعلية<br />

برامج <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong> نفس الطرق المتبعة في دراسة فاعلية الأدوية (٢٦٣-٢٦٤) .<br />

ومؤخرا ً أطلق المعمل مسابقة ‏«تحدي محمد يونس»‏ لابتكار الأفكار الجديدة والتي<br />

تهدف إلى التخفيف من أعباء <strong>الفقر</strong>،‏ والتحدي المطروح للعام الأول هو ‏«زيادة الالتزام<br />

بتناول العقاقير المضادة لمرض السل في اتمعات الريفية في الدول النامية»،‏ حيث<br />

سيتم تشجيع طلاب معهد ماساشوستس للتكنولوجيا على وضع أساليب فردية،‏<br />

وإنشاء فرق تتكون من أعضاء من ذوي التخصصات اتلفة لمعالجة هذا التحدي،‏ من<br />

á````«```fhô````à```µ``dE’G äÉ`````©````eÉ``````é``dG<br />

خلال المنح الدراسية من الخدمة العامة ومسابقة Competition) (MIT IDEAS ومن<br />

خلال برنامج Course) .(D-Lab Service Learning والفريق الفائز هو الفريق الذي<br />

سيقدم أفضل الحلول للمشكلة موضوع المسابقة.‏<br />

وسوف يركز التحدي في كل عام على مشكلة جديدة من المشكلات التي تواجهها<br />

بعض أفقر اتمعات في العالم في محاولة لجعل تلك المشكلات تحتل مكان الصدارة<br />

في اهتمامات وأولويات مجتمع الباحثين الأكاديميين،‏ كما أن التحديات المستقبلية<br />

سوف تنبني وتتخذ شكلها ومضمونها بناء على ما توحي به الشراكات المتنامية<br />

بين مؤسسات الدول النامية من جهة،‏ وأجزاء من مجتمع معهد ماساشوستس<br />

للتكنولوجيا من جهة ثانية،‏ بما في ذلك مختبر عبد اللطيف جميل ل<strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong><br />

والمبادرة التنموية الدولية (٢٦٥) .<br />

١٣٦


. . ¢SOÉ°ùdG π°üØdG<br />

١٣٧


١٣٨<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e


```````````LGô``````````ª`dG<br />

حنفي،‏ ولاء،‏ قمة عالمية ضد الجوع،‏ إسلام أون لاين ‏(‏‎٢٠٠٤/٩/٢٠‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/arabic/economics/2004/09/article12.shtml<br />

Sundberg, Mark, Bourguignon, François, Gelb, Alan and<br />

Berg, Andy, The Third Annual Global Monitoring Report on the<br />

Millennium Development Goals (MDGs): Strengthening Mutual<br />

Accountability – Aid, Trade and Governance, The World Bank and<br />

the International Monetary Fund (April 20, 2006).<br />

U.S. Census Bureau News, American Community Survey: Income Stable,<br />

Poverty Up, Numbers of Americans With and Without Health Insurance<br />

Rise. Census Bureau Reports; News Release # CB04144-; Department of<br />

Commerce, Washington D.C. (THURSDAY, AUG. 26, 2004).<br />

Siddiqi, Samana, Statistics on Poverty & Food Wastage in America:<br />

Poverty in America? One of the Richest Countries in the World?<br />

Sound Vision Foundation, Inc.; Bridgeview, IL, USA (2006).<br />

U.S. Deptartment of Agriculture, Household Food Security in the<br />

United States, 2000 (March 2002).<br />

Prinz, Patricia, Sleep, Appetite, and Obesity—What Is the Link?<br />

PLoS Med., 1(3): e61 (2004).<br />

UN. Food Watch, Setback in the War Against Hunger, UN Chronicle,<br />

4:66 (2003).<br />

Wikipedia, Hunger, Wikipedia, The Free Encyclopedia (23 July 2006).<br />

Sen, Amartya, Collective Choice and Social Welfare, San Francisco,<br />

Holden-Day (1970).<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

١٣٩


Sen, Amartya, On Economic Inequality, New York, Norton<br />

(1973).<br />

Sen, Amartya, Poverty and Famines: An Essay on Entitlements and<br />

Deprivation, Oxford, Clarendon Press (1982).<br />

Sen, Amartya, Choice, Welfare and Measurement, Oxford, Basil<br />

Blackwell (1982).<br />

Sen, Amartya, Food Economics and Entitlements, Helsinki, Wider<br />

Working Paper 1 (1986).<br />

Sen, Amartya, On Ethics and Economics, Oxford, Basil Blackwell<br />

(1987).<br />

10<br />

11<br />

12<br />

<strong>13</strong><br />

14<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

Drèze, Jean and Sen, Amartya, Hunger and Public Action, Oxford:<br />

Clarendon Press (1989).<br />

Sen, Amartya, More Than 100 Million Women Are Missing, New<br />

York Review of Books (1990).<br />

Sen, Amartya, Inequality Reexamined, Oxford, Oxford University<br />

Press (1992).<br />

Nussbaum, Martha and Sen, Amartya, The Quality of Life, Oxford:<br />

Clarendon Press (1993).<br />

Sen, Amartya, Reason Before Identity (The Romanes Lecture for<br />

1998), Oxford, Oxford University Press (1999).<br />

Sen, Amartya, Development as Freedom, Oxford, Oxford University<br />

Press, Review (1999).<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

١٤٠


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Sen, Amartya, Rationality and Freedom, Harvard, Harvard Belknap<br />

Press (2002).<br />

Sen, Amartya, The Argumentative Indian, London: Allen Lane,<br />

(2005).<br />

Sen, Amartya, Identity and Violence. The Illusion of Destiny, New<br />

York: W&W Norton.<br />

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة،‏ حالة انعدام الامن الغذائي في العالم،‏<br />

رصد التقدم المحرز في اتجاه أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية والأهداف الإنمائية<br />

للألفية ‏(‏‎٢٠٠٤‎م).‏<br />

WHO, Severe Malnutrition: Report of a Consultation to Review<br />

Current Literature, 6 - 7 September 2004, Nutrition for Health and<br />

Development; World Health Organization (2005).<br />

Lewis, Oscar, The Culture of Poverty, Society, 35 (2):7 (January<br />

1998).<br />

Lewis, Oscar, La Vida: A Puerto Rican Family in the Culture of<br />

Poverty, San Juan and New York, Random House (June 1966).<br />

Lewis, Oscar, Five Families: Mexican Case Studies in the Culture<br />

of Poverty, Harper Collins Publishers (October 1975).<br />

21<br />

22<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

28<br />

١٤١<br />

Lewis, Oscar, “The Culture of Poverty”, In: G. Gmelch and W.<br />

Zenner, (eds.), Urban Life, Waveland Press (1966).<br />

Moynihan, Senator and Patrick, Daniel, The Negro Family: The<br />

Case for National Action, U.S. Department of Labor (1965).<br />

Rainwater, Lee and Yancey, William L., The Moynihan Report<br />

29<br />

30<br />

31


and the Politics of Controversy, The MIT Press (April 15, 1967).<br />

Hymowitz, Kay S., The Black Family: 40 Years of Lies: Rejecting<br />

the Moynihan report caused untold, needless misery, City Journal<br />

(Summer 2005).<br />

Grier, Peter and Jonsson Patrik, In war on poverty, early gains<br />

and a long stalemate: LBJ launched a major national battle 40 years<br />

ago this week, The Christian Science Monitor (January 09, 2004).<br />

Wikipedia Contributors, 'War on Poverty', Wikipedia, The Free<br />

Encyclopedia (<strong>13</strong> July 2006).<br />

Goode, Judith and Eames, Edwin, “An Anthropological Critique<br />

of the Culture of Poverty” In: G. Gmelch and W. Zenner, Urban<br />

Life, Waveland Press (1996).<br />

Wikipedia, Culture of Poverty, Wikipedia, The Free Encyclopedia<br />

(19 July 2006).<br />

Wikipedia Contributors, ‘Cycle of Poverty’, Wikipedia, The Free<br />

Encyclopedia (<strong>13</strong> July 2006).<br />

نماء،‏ <strong>الفقر</strong>،‏ إسلام أون لاين،‏ (١٧ أكتوبر ‎١٩٩٩‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/morajaat.asp<br />

ويكيبيديا،‏ فقر،‏ ويكيبيديا،‏ الموسوعة الحرة،‏ (٨ مايو ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D981%%D982%%D8%B1<br />

ويكيبيديا،‏ فقير،‏ ويكيبيديا،‏ الموسوعة الحرة،‏ (١٥ يونيو ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D981%%D982%%D98%A%D8%B1<br />

32<br />

33<br />

34<br />

35<br />

36<br />

37<br />

38<br />

39<br />

40<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٤٢


```````````LGô``````````ª`dG<br />

خان،‏ سلمان،‏ <strong>الفقر</strong>:‏ مع التنمية الكل أصبح فقيرا ً!‏ إسلام أون لاين؛ (٧ فبراير ‎٢٠٠٠‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mafaheem-16.asp<br />

البنك الدولي للإنشاء والتعمير،‏ مؤشرات التنمية في العالم،‏ مركز معلومات<br />

قراء الشرق الأوسط ‏(ميريك)،‏ صفحة ٦٢ ٦٤ ‏(مارس ‎٢٠٠٠‎م).‏<br />

Wikipedia Contributors, Poverty, Wikipedia, The Free Encyclopedia<br />

(28 July 2006).<br />

Maslow, A. H., A Theory of Human Motivation, Psychological<br />

Review, 50:370-396 (1943).<br />

Maslow, A. H., Motivation and Personality, New York, Harper &<br />

Row (1970).<br />

Wahba, M. A. and Bridwell, L. G., Maslow reconsidered: A review<br />

of research on the need hierarchy theory, Organizational Behavior<br />

and Human Performance, 15:212 - 240 (1976).<br />

Frankl, Viktor, Man’s Search for Meaning, Boston: Beacon Press<br />

(1946).<br />

Goldstein, K., The Organism, New York: American Book Co.<br />

(1939).<br />

Gottsehaldt, K., Gestalt factors and repetition (1926), In Ellis, W.D.<br />

(Ed.) A Source Book of Gestalt Psychology, London: Routledge and<br />

Kegan Paul Ltd. (1938).<br />

Barlow, Allen R., Gestalt Therapy and Gestalt Psychology: Gestaltantecedent<br />

influence or historical accident, The Gestalt Journal,<br />

IV(2); Fall (1981).<br />

41<br />

42<br />

43<br />

44<br />

45<br />

46<br />

47<br />

48<br />

49<br />

50<br />

١٤٣


Maslow, A. H., The expressive component of behavior, Psychological<br />

Review 56:261 - 272 (1949).<br />

Maslow, Abraham H., Religions, Values and Peak Experiences,<br />

Kappa Delta Pi (1964) and The Viking Press; Penguin Books Limited<br />

(1970).<br />

Maslow, Abraham H., The Farther Reaches of Human Nature,<br />

Arkana (Oct 1993).<br />

Maslow, Abraham H., Toward a Psychology of Being, John Wiley<br />

& Sons Inc (1999).<br />

Wilber, Jr. and Kenneth, (Ken) Earl., Integral Spirituality: A<br />

Startling New Role for Religion in the Modern and Postmodern<br />

World, Shambhala (October 3, 2006).<br />

Wilber, Ken., A Theory of Everything: An Integral Vision for<br />

Business, Politics, Science and Spirituality, Shambhala (October<br />

16, 2001).<br />

Wilber, Ken., A Brief History of Everything, Shambhala (February<br />

6, 2001).<br />

Wilber, Ken., Integral Psychology: Consciousness, Spirit,<br />

Psychology, Therapy (May 16, 2000).<br />

Wilber, Ken., No Boundary: Eastern and Western Approaches to<br />

Personal Growth, Shambhala (February 6, 2001).<br />

Wilber, Ken., The Simple Feeling of Being: Embracing Your True<br />

Nature, Shambhala (July <strong>13</strong>, 2004).<br />

51<br />

52<br />

53<br />

54<br />

55<br />

56<br />

57<br />

58<br />

59<br />

60<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٤٤


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Wilber, Ken., One Taste, Shambhala (August 8, 2000).<br />

Wilber, Ken., Sex, Ecology, Spirituality: The Spirit of Evolution,<br />

Shambhala (January 2, 2001).<br />

Wilber, Ken., Grace and Grit: Spirituality and Healing in the Life<br />

and Death of Treya Killam Wilber, Shambhala (February 6, 2001).<br />

Wilber, Ken., Kosmic Consciousness, Sounds True (September<br />

2003).<br />

Alexander, Gary T., and William, James, The Sick Soul, and<br />

the Negative Dimensions of Consciousness: A Partial Critique of<br />

Transpersonal Psychology, Journal of the American Academy of<br />

Religion, XLVIII(2):191 - 206 (1980).<br />

Cowley, Au-Deane S. and Derezotes, David, Transpersonal<br />

Psychology and Social Work Education. Journal of Social Work<br />

Education, 30(1); (1994).<br />

Daniels, M. Shadow, Self, Spirit: Essays in Transpersonal<br />

Psychology, Exeter: Imprint Academic (2005).<br />

Davis, John V., Transpersonal psychology in Taylor, B. and Kaplan,<br />

J., (eds.), The Encyclopedia of Religion and Nature, Bristol, England:<br />

Thoemmes Continuum (2003).<br />

Ellis, Albert, Dangers of Transpersonal Psychology: A Reply To<br />

Ken Wilber, Journal of Counseling & Development, 67(6):336 - 337<br />

(1989).<br />

Grof, Stanislav and Grof, Christina (eds.), Spiritual Emergency:<br />

61<br />

62<br />

63<br />

64<br />

65<br />

66<br />

67<br />

68<br />

69<br />

70<br />

١٤٥


When Personal Transformation Becomes a Crisis. New Consciousness<br />

Reader, Los Angeles: J.P Tarcher (1989).<br />

Kasprow, Mark C. and Scotton, Bruce W., A Review of<br />

Transpersonal Theory and Its Application to the Practice of<br />

Psychotherapy, Journal of Psychotherapy Practice and Research,<br />

8:12 - 23 (January 1999).<br />

Lajoie, D. H. and Shapiro, S. I., Definitions of transpersonal<br />

psychology: The first twenty-three years, Journal of Transpersonal<br />

Psychology, 24; (1992).<br />

Lu FG, Lukoff D and Turner R., Religious or Spiritual Problems, In:<br />

DSM-IV Sourcebook, Vol. 3, Widiger T.A. Frances A.J. Pincus H.A.<br />

et al., (eds.) Washington, D.C.: American Psychiatric Association,<br />

pp:1001 - 1016 (1997).<br />

Lukoff, David, Lu, Francis G. and Turner, Robert P., From<br />

Spiritual Emergency to Spiritual Problem - The Transpersonal Roots<br />

of the New DSM-IV Category, Journal of Humanistic Psychology<br />

38(2):21 - 50 (1998).<br />

Miller, John J., Book Review: Textbook of Transpersonal Psychiatry<br />

and Psychology. Psychiatric Services 49:541 - 542, April 1998.<br />

American Psychiatric Association (1998).<br />

Milstein, Glen, Midlarsky, Elizabeth, Link, Bruce G., Raue,<br />

Patrick J., and Bruce, Martha, Assessing Problems with Religious<br />

Content: A Comparison of Rabbis and Psychologists, Journal of<br />

Nervous & Mental Disease, 188(9):608 - 615 (September 2000).<br />

71<br />

72<br />

73<br />

74<br />

75<br />

76<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٤٦


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Rowan, John, The Transpersonal: Psychotherapy and Counselling,<br />

London: Routledge (1993).<br />

Scotton, Bruce W., Chinen, Allan B. and John R. Battista, Eds.<br />

Textbook of Transpersonal Psychiatry and Psychology, New York:<br />

Basic Books (1996).<br />

Sovatsky, Stuart, Words from the Soul: Time, East/West Spirituality,<br />

and Psychotherapeutic Narrative, New York: State University of<br />

New York Press (SUNY Series in Transpersonal and Humanistic<br />

Psychology) (1998).<br />

Turner, Robert P., Lukoff, David, Barnhouse, Ruth Tiffany and<br />

Lu Francis G., Religious or spiritual problem. A culturally sensitive<br />

diagnostic category in the DSM-IV, Journal of Nervous and Mental<br />

Disease 183(7):435 - 444 (1995).<br />

Walsh, Roger, Psychological Chauvinism and Nuclear Holocaust:<br />

A Response to Albert Ellis and Defense of Non-Rational Emotive<br />

Therapies, Journal of Counseling & Development, 67(6):338<br />

(1989).<br />

Whitney, Edward, Personal Accounts: Mania as Spiritual Emergency,<br />

Psychiatric Services 49:1547 - 1548, American Psychiatric Association<br />

(December 1998).<br />

Wilber, Ken, Let’s Nuke the Transpersonalists: A Response to Albert<br />

Ellis, Journal of Counseling & Development, 67(6):332 (1989).<br />

Bostock, David, Aristotle’s Ethics, Oxford: Oxford University Press<br />

(2000).<br />

77<br />

78<br />

79<br />

80<br />

81<br />

82<br />

83<br />

84<br />

١٤٧


Pais, Abraham, Subtle is the Lord: The Science and the Life of<br />

Albert Einstein, Oxford University Press (November 3, 2005).<br />

مصطلحات قرآنية ) الخصاصة-العيلة-<strong>الفقر</strong>-الإملاق)،‏ الشبكة الإسلامية.‏<br />

85<br />

86<br />

http://www.islamweb.net/ver2/MainPage/index.php<br />

The World Bank Group, Poverty, Washington, D.C. (2005).<br />

World Bank, World Development Report: Attacking Poverty, New<br />

York: Oxford University Press (2000).<br />

Ravallion, Martin, Poverty Comparisons: A Guide to Concepts and<br />

Methods Living Standards, Measurement Study Working Paper No.<br />

The World Bank, Washington, D.C. (Feb. 1992).<br />

Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Did the World’s<br />

Poorest Fare in the 1990s? Policy Research Working Paper 2409,<br />

World Bank (August 2000).<br />

Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Did the World’s Poor<br />

fare in the 1990s? Review of Income and Wealth 47(3):283- 300<br />

(September 2001).<br />

Chen, Shaohua and Ravallion, Martin, How Have the World’s<br />

Poorest Fared Since the Early 1980s? Development Research<br />

Group, World Bank (2005).<br />

Bourguignon, Francois and Morisson, Christian, The Size<br />

Distribution of Income Among World Citizens, 1820 - 1990,<br />

American Economic Review, 92(4):727 - 744 (2002).<br />

Deaton, Angus, Is World Poverty Falling, Finance and Development,<br />

39(2) (2002).<br />

87<br />

88<br />

89<br />

90<br />

91<br />

92<br />

93<br />

94<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٤٨


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Datt, Gaurav and Ravallion, Martin, Growth and Redistribution<br />

Components of Changes in Poverty Measures: A Decomposition<br />

with Applications to Brazil and India in the 1980s, Journal of<br />

Development Economics, 38: 275 - 295 (1992).<br />

Deaton, Angus, Measuring Poverty in a Growing World or<br />

Measuring Growth in a Poor World, Review of Economics and<br />

Statistics (2004).<br />

Foster, James., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of<br />

Decomposable Poverty Measures, Econometrica 52:761 - 765 (1984).<br />

Ravallion, M. and Chen, S., What Can New Survey Data Tell Us<br />

about Recent Changes in Distribution and Poverty? World Bank<br />

Economic Review 11(2):357 - 382 (1997).<br />

Ravallion, M., Datt, G. and van de Walle, D., Quantifying Absolute<br />

Poverty in the Developing World, Review of Income and Wealth<br />

37:345 - 361 (1991).<br />

Sachs, Jeffrey D., The End of Poverty; How we can Make it Happen<br />

in our Lifetime (with a foreword by Bono), Penguin Books (2005).<br />

Atkinson, A. B. and Bourguignon, F., The Comparison of Multi-<br />

Dimensioned Distributions of Economic Status. Review of Economic<br />

Studies, XLIX:183 - 201 (1982).<br />

Bidani, B. and Ravallion, M., How Robust is a Poverty Profile,<br />

World Bank Economic Review 8:75 - 102 (1994).<br />

Goedhart, T., Harberstadt, V., Kapteyn, A. and Van Praag<br />

B.M.S., The poverty line: concept and measurement. Journal of<br />

95<br />

96<br />

97<br />

98<br />

99<br />

100<br />

101<br />

102<br />

103<br />

١٤٩


Human Resources, 12(4):503 - 520 (1977).<br />

Pradhan, M. and Ravallion M., Measuring Poverty Using<br />

Qualitative Perceptions of Welfare, World Bank Policy Research<br />

Working Paper 2011, Washington, D.C. (1998).<br />

Foster, J.E., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of Decomposable<br />

Poverty Indices, Econometrica, 52:761 - 766 (1984).<br />

Hentschel, Jesko and Seshagiri, Radha, The City Poverty<br />

Assessment: A Primer, The World Bank, Washington D.C. (2000).<br />

Ravallion, Martin, Measuring Aggregate Welfare in Developing<br />

Countries: How Well Do National Accounts and Surveys Agree?<br />

Policy Research Working Paper 2665, World Bank: Washington<br />

D.C. (2001).<br />

Ravallion, Martin, Poverty Lines in Theory and Practice, Living<br />

Standards Measurement Study, Working Paper <strong>13</strong>3, World Bank,<br />

Washington D.C. (1998).<br />

Lanjouw, Jean O. and Lanjouw, Peter, Poverty Comparisons with<br />

Noncompatible Data, The World Bank: Washington D.C. (1997).<br />

Lanjouw, Peter and Ravallion, Martin, How Should we Assess<br />

Poverty Using Data from Different Surveys, Poverty Lines<br />

Newsletter, The World Bank: Washington D.C. (September 1996).<br />

Ravallion, Martin, Issues in Measuring and Modeling Poverty,<br />

Economic Journal, 106:<strong>13</strong>28 - <strong>13</strong>44 (1996).<br />

Hentschel, J. and Lanjouw, P., Constructing an Indicator of<br />

104<br />

105<br />

106<br />

107<br />

108<br />

109<br />

110<br />

111<br />

112<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٥٠


Consumption for the Analysis of Poverty, World Bank Living<br />

Standard Measurement Study 124, Washington, D.C. (1996).<br />

```````````LGô``````````ª`dG<br />

Ravallion, Martin, Poverty Comparisons, Fundamentals of Pure<br />

and Applied Economics, 56, (1994).<br />

Ravallion, Martin, Poverty Comparisons, A Guide to Concepts and<br />

Methods, Living Standards Measurement Study, Working Paper 88,<br />

World Bank, Washington D.C. (1992).<br />

Coudouel, Aline, Hentschel, Jesko and Wodon Quentin, Poverty<br />

Measurement and Analysis, in the PRSP Sourcebook, World Bank,<br />

Washington D.C. (2002).<br />

البنك الدولي للإنشاء والتعمير،‏ تقرير عن التنمية في العالم ٢٠٠٠-٢٠٠١ شن<br />

هجوم على <strong>الفقر</strong>:‏ عرض عام ‏(‏‎٢٠٠١‎م).‏<br />

Pfeffermann, Guy, The Eight Losers of Globalization, Globalist<br />

(April 19, 2002).<br />

The International Bank for Reconstruction and Development,<br />

World Development Indicators, The World Bank, Washington, D.C.<br />

(2005).<br />

Kenny, Charles, Why are We Worried About Income? Nearly<br />

Everything that Matters is Converging, World Development, 33(1):1<br />

- 19, (January 2005).<br />

Cowell, F., Measuring Inequality, London, Prentice Hall (1995).<br />

Amiel, Y., The Subjective Approach to the Measurement of Income<br />

Inequality; In: Silber, J. (ed.), Income Inequality Measurement:<br />

1<strong>13</strong><br />

114<br />

115<br />

116<br />

117<br />

118<br />

119<br />

120<br />

121<br />

١٥١


From Theory to Practice, Kluwer, Dewenter (1998).<br />

Atkinson, A. B., The Economics of Inequality, Clarendon Press,<br />

Oxford (1983).<br />

Bourguignon, F., Decomposable Income Inequality Measures,<br />

Econometrica, 47:901 - 920 (1979).<br />

Atkinson, A. B., On the Measurement of Inequality, Journal of<br />

Economic Theory, 2:244 - 263 (1970).<br />

Cowell, F. A., Measuring Inequality, Harvester Wheatsheaf, Hemel<br />

Hempstead (1995).<br />

Cowell, F. A., Measurement of Inequality in Atkinson, A.B. and<br />

F. Bourguignon (eds.), Handbook of Income Distribution, North<br />

Holland, Amsterdam (1999).<br />

Dalton, H., The Measurement of the Inequality of Incomes,<br />

Economic Journal 30:348 - 361 (1920).<br />

Fields, G. S., Poverty, Inequality and Development, Cambridge<br />

University Press, Cambridge (1980).<br />

Foster, J., Greer, J. and Thorbecke, E., A Class of Decomposable<br />

Poverty Measures, Econometrica, 52:761 - 765 (1984).<br />

Saposnik, R., Rank-Dominance in Income Distribution, Public<br />

Choice, 36:147 - 151 (1981).<br />

Saposnik, R., On Evaluating Income Distributions: Rank Dominance,<br />

the Suppes-Sen Grading Principle of Justice and Pareto Optimality,<br />

Public Choice 40:329 - 336 (1983).<br />

122<br />

123<br />

124<br />

125<br />

126<br />

127<br />

128<br />

129<br />

<strong>13</strong>0<br />

<strong>13</strong>1<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٥٢


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Theil, H., The Measurement of Inequality by Components of<br />

Income, Economics Letters, 2:197 - 199 (1979).<br />

Yitzhaki, S. and Lerman, R. I., Income Stratification and Income<br />

Inequality, Review of Income and Wealth, 37:3<strong>13</strong> - 329 (1991).<br />

Shorrocks A. F., Ranking Income Distributions, Economica, 50:3<br />

- 17 (1983).<br />

Sen, A. K., On Economic Inequality, Oxford University Press,<br />

London (1973).<br />

Sen, A. K., Poverty: An Ordinal Approach to Measurement,<br />

Econometrica, 44, (1976).<br />

Shorrocks, A. F., Inequality Decomposition by Factor Components,<br />

Econometrica, 50:193 - 212 (1983).<br />

Ravallion, Martin, The Debate on Globalization, Poverty and<br />

Inequality: Why Measurement Matter? Policy Research Working<br />

Paper 3038, World Bank: Washington D.C. (2003).<br />

Sala-i-Martin, Xavier, The World Distribution of Income (Estimated<br />

from Individual Country Distribution), National Bureau of Economic<br />

Research (May 2002).<br />

Dixon, PM, Weiner, J., Mitchell-Olds, T. and Woodley, R.,<br />

Bootstrapping the Gini coefficient of inequality, Ecology, 68:1548<br />

- 1551 (1987).<br />

Gini, C., Variabilità e mutabilità (1912), In: Memorie di Metodologica<br />

Statistica (Ed. Pizetti E, Salvemini, T), Rome: Libreria Eredi Virgilio<br />

Veschi (1955).<br />

<strong>13</strong>2<br />

<strong>13</strong>3<br />

<strong>13</strong>4<br />

<strong>13</strong>5<br />

<strong>13</strong>6<br />

<strong>13</strong>7<br />

<strong>13</strong>8<br />

<strong>13</strong>9<br />

140<br />

141<br />

١٥٣


Gini, Corrado, Measurement of Inequality and Incomes, The<br />

Economic Journal, 31:124 - 126 (1921).<br />

Xu, Kuan, How Has the Literature on Gini’s Index Evolved in the<br />

Past 80 Years? Department of Economics, Dalhousie University<br />

(June 1, 2006).<br />

Morgan, James, The Anatomy of Income Distribution, The Review<br />

of Economics and Statistics 44:270 - 283 (1962).<br />

Gastwirth, Joseph L., The Estimation of the Lorenz Curve and<br />

Gini Index, The Review of Economics and Statistics, 54:306 - 316<br />

(1972).<br />

Anand, Sudhir, Inequality and Poverty in Malaysia, New York:<br />

Oxford University Press (1983).<br />

Chakravarty, S. R., Ethical Social Index Numbers, New York:<br />

Springer-Verlag (1990).<br />

Dorfman, Robert, A Formula for the Gini Coefficient, The Review<br />

of Economics and Statistics, 61:146 - 149 (1979).<br />

Mills, Jeffrey A. and Zandvakili, Sourushe, Statistical Inference<br />

via Bootstrapping for Measures of Inequality, Journal of Applied<br />

Econometrics, 12:<strong>13</strong>3 - 150 (1997).<br />

Lorenz, M., Methods of measuring the concentration of wealth,<br />

Publications of the American Statistical Association, 9:209 - 219<br />

(1905).<br />

United Nations, Development Programme Report (2005).<br />

142<br />

143<br />

144<br />

145<br />

146<br />

147<br />

148<br />

149<br />

150<br />

151<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٥٤


```````````LGô``````````ª`dG<br />

US Census Bureau, Current Population Survey, (May <strong>13</strong>,<br />

2004).<br />

Theil, H., Economics and Information Theory, Chicago: Rand<br />

McNally and Company (1967).<br />

Theil, H., Studies in Global Econometrics, Dordrecht: Kluwer<br />

Academic Publishers (1996).<br />

Allison, Paul D., Measures of Inequality. American Sociological<br />

Review, 43:865 - 880, (December 1978).<br />

Atkinson, A. B., On the Measurement of Inequality, Journal of<br />

Economic Theory, 2(3):244 - 263 (1970).<br />

Atkinson, A. B. and Brandolini, A., Global World Inequality:<br />

Absolute, relative or Intermediate? 28th General Conference of The<br />

International Association for Research in Income and Wealth, Cork,<br />

Ireland (22 - 28 August 2004).<br />

Atkinson, A. B. and Bourguignon, F., Introduction: Income<br />

Distribution and Economics, In: Handbook of Income Distribution<br />

(Vol. 1), (eds.) A. B. Atkinson and F. Bourguignon, Oxford: Elsevier<br />

Science, pp: 1 - 58 (2000).<br />

Kennedy, B.P., Kawachi, I. and Prothrow-Stith, D., Income<br />

distribution and mortality: cross sectional ecological study of the<br />

Robin Hood index in the United States, British Medical Journal,<br />

312:1004 - 1007 (1996).<br />

Kawachi, I. and Kennedy, B.P., The relationship of income<br />

inequality to mortality - Does the choice of indicator matter? Soc<br />

152<br />

153<br />

154<br />

155<br />

156<br />

157<br />

158<br />

159<br />

160<br />

١٥٥


Sci Med, 45:1121 - 1127 (1997).<br />

Kawachi, I., Kennedy, B.P., and Wilkinson, R.G., Income<br />

Inequality and Health, The Society and Population Health Reader,<br />

New York: The New Press (1999).<br />

Drewnowski, Jan., The Level of living Index, United Nations<br />

Institute for Social Research and Development (UNRISD), Geneva,<br />

(1965).<br />

Short, Kathleen, Garner, Thesia, Johnson, David and Doyle,<br />

Patricia, Experimental Poverty Measures: 1990 to 1997, U.S.<br />

Census Bureau, Current Population Reports, P60205-, Washington,<br />

D.C., U.S. Government Printing Office, (June 1999).<br />

National Research Council, Experimental Poverty Measures:<br />

Summary of a Workshop, Planning Group for the Workshop to<br />

Assess the Current Status of Actions Taken in Response to Measuring<br />

Poverty: A New Approach, Committee on National Statistics,<br />

Washington, D.C., The National Academies Press, (2005).<br />

The CNSTAT workshop on experimental poverty measures, June<br />

2004, Focus, 23(3):26 - 30, (Spring 2005).<br />

Besharov, Douglas J. and Germanis, Peter, Reconsidering the<br />

Federal Poverty Measure, University of Maryland Welfare Reform<br />

Academy (June 14, 2004).<br />

Bavier, Richard, The National Research Council’s Report,<br />

Measuring Poverty: A New Approach, Will Inspire Vigorous Debate<br />

over the Best Way to Measure Poverty: Three False Steps, U.S.<br />

161<br />

162<br />

163<br />

164<br />

165<br />

166<br />

167<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٥٦


Bureau of the Census, Washington, D.C., U.S. Government Printing<br />

Office (Aug 2002).<br />

```````````LGô``````````ª`dG<br />

Citro, Constance F. and Michael, Robert T. (eds.), Measuring<br />

Poverty: A New Approach, National Academy Press, Washington<br />

D.C. (1995).<br />

Short, Kathleen, Iceland, John and Dalaker, Joseph, Defining and<br />

Redefining Poverty, Annual meetings of the American Sociological<br />

Association of America, Chicago, Illinois (16 - 19 August 2002).<br />

Short, Kathleen, Alternative Poverty Measures in the Survey of<br />

Income and Program Participation: 1996, HHES Division, U.S.<br />

Census Bureau, Washington, D.C. (January 3, 2003).<br />

Dalaker, Joe, Alternative Poverty Estimates in the United States:<br />

2003; Consumer Income, Current Population Reports P60227-; U.S.<br />

Department of Commerce, Economics and Statistics Administration,<br />

U.S. CENSUS BUREAU (June 2005).<br />

Stewart, Kenneth J. and Reed, Stephen B., CPI research series<br />

using current methods, 1978 - 1998, Monthly Labor Review, 29 - 38<br />

(June 1999).<br />

Nord, Mark and Cook, Peggy, Measuring Poverty: Do the Proposed<br />

Revisions of the Poverty Measure Matter for Rural America? Rural<br />

Economy Division, Economic Research Service, U.S. Department<br />

of Agriculture. Staff Paper No. 9514 (Aug 2002).<br />

Olsen, Kelly A., Application of Experimental Poverty Measures to<br />

the Aged, Social Security Bulletin, 62(3):3 - 19 (1999).<br />

168<br />

169<br />

170<br />

171<br />

172<br />

173<br />

174<br />

١٥٧


Chossudovsky, Michel, Global Falsehoods: How the World<br />

Bank and the UNDP Distort the Figures on Global Poverty, The<br />

Transnational Foundation for Peace & Future Research (TFF),<br />

University of Ottawa, Canada (1999).<br />

Chossudovsky, Michel, The Globalisation of Poverty, Impacts of<br />

IMF and World Bank Reforms, Zed Books, London (1997).<br />

World Bank, World Development Report, 1990, Washington D.C.<br />

(1990).<br />

United Nations Development Programme (UNDP), Human<br />

Development Report, 1997, New York (1997).<br />

Trudel, Clement, Le Mexique subit le choc de l’internationalisation,<br />

Le Devoir, Montreal, p.A4, (28 March 1998).<br />

US Bureau of Census, 1996.<br />

Centre for International Statistics, Canadian Council on Social<br />

Development (1995).<br />

European Information Service, (1993).<br />

US Bureau of the Census, Poverty in the United States: 1996,<br />

Current Population Reports, Series P60198-, Washington (1997).<br />

Chossudovsky, Michel, El Ajuste Economico: El Peru Bajo el<br />

Dominio del FMI, Mosca Azul Editores, p. 83, Lima, (1992).<br />

Huff, Darrell and Geis, Irving (Illustrator), How to Lie With<br />

Statistics, W. W. Norton & Company (September 1993).<br />

175<br />

176<br />

177<br />

178<br />

179<br />

180<br />

181<br />

182<br />

183<br />

184<br />

185<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٥٨


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Best, Joel, Damned Lies and Statistics: Untangling Numbers from<br />

the Media, Politicians, and Activists, University of California Press<br />

(May 7, 2001).<br />

Best, Joel, More Damned Lies and Statistics: How Numbers Confuse<br />

Public Issues, University of California Press (September 6, 2004).<br />

Jones, Gerald Everett, How to Lie With Charts, iUniverse (July 2000).<br />

Gonick, Larry and Smith, Woollcott, Cartoon Guide to Statistics,<br />

Collins (February 25, 1994).<br />

Paulos, John Allen, Innumeracy: Mathematical Illiteracy and Its<br />

Consequences, Hill and Wang (August 18, 2001).<br />

الفارس،‏ عبد الرزاق.‏ <strong>الفقر</strong> وتوزيع الدخل في الوطن العربي،‏ مركز دراسات الوحدة<br />

العربية،‏ بيروت ‏(‏‎٢٠٠١‎م).‏<br />

186<br />

187<br />

188<br />

189<br />

190<br />

191<br />

خدمة كامبردج بوك ريفيو،‏ <strong>الفقر</strong> وتوزيع الدخل في الوطن العربي.‏<br />

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/98816DAA-AA2244 -B7-B3D5 -<br />

8C43034806C2.htm<br />

Lucas, Robert, Expectations and the Neutrality of Money, Journal<br />

of Economic Theory, 4:103–124 (1972).<br />

Lucas, Robert, Econometric Policy Evaluation: A Critique. Carnegie-<br />

Rochester Conference Series on Public Policy, 1:19–46 (1976).<br />

Lucas, Robert, On the Mechanics of Economic Development,<br />

Journal of Monetary Economics, 22:3–42; (1988).<br />

Lucas, Robert, Why Doesn’t Capital Flow from Rich to Poor<br />

192<br />

193<br />

194<br />

195<br />

196<br />

١٥٩


Countries, American Economic Review, 80:92–96 (1990).<br />

Lucas, Robert, Studies in Business-Cycle Theory, MIT Press<br />

(1981).<br />

Kasper, Sherryl, The Revival of Laissez-Faire in American<br />

Macroeconomic Theory: A Case Study of Its Pioneers; ch 7, Edward<br />

Elgar Publishing (January 1, 2003).<br />

De Soto, Hernando, The Mystery of Capital: Why Capitalism<br />

Triumphs in the West and Fails Everywhere Else, Basic Books (July<br />

8, 2003).<br />

De Soto, Hernando and Abbott, June, The Other Path: The<br />

Economic Answer to Terrorism, Perseus Books Group (September<br />

3, 2002).<br />

Friedman, Milton, Why Government Is the Problem (Essays in<br />

Public Policy), Hoover Inst Pr (February 1993).<br />

Polikoff, Alexander, Waiting for Gautreaux: A Story of<br />

Segregation, Housing, and the Black Ghetto, Northwestern<br />

(January 2006).<br />

United States Supreme Court, Hills v. Gautreaux 425 U.S. 284<br />

Docket num. 74 - 1047 (April 20, 1976).<br />

Friedman, Milton and Friedman, Rose, Free to Choose: A Personal<br />

Statement, Harcourt; Reprint edition (November 1990).<br />

Friedman, Milton, Essays in Positive Economics, (Phoenix Books)<br />

University of Chicago Press (August 15, 1966).<br />

197<br />

198<br />

199<br />

200<br />

201<br />

202<br />

203<br />

204<br />

205<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٦٠


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Robert, Enlow, Liberty & Learning: Milton Friedman’s Voucher<br />

Idea at Fifty, Cato Institute (September 25, 2006).<br />

Levinson, Meira, The Demands of Liberal Education, Oxford<br />

University Press (April 18, 2002).<br />

ستيلويل،‏ آمي،‏ <strong>الفقر</strong>،‏ البنك الدولي ‏(سبتمبر ‎٢٠٠٤‎م).‏<br />

براون،‏ تحقيق تقدم في <strong>مكافحة</strong> <strong>الفقر</strong>،‏ بي بي سي العربية (٣ يوليو ‎٢٠٠٥‎م).‏<br />

إبراهيم،‏ علي،‏ إجعلوا <strong>الفقر</strong> تاريخا،‏ الشرق الأوسط،‏ العدد (٥ ٩٧١٦ يوليو<br />

‎٢٠٠٥‎م).‏<br />

Easterly, William, The Washington Post’s Book World, The<br />

Washington Post (2005).<br />

The Nobel Foundation, The Nobel Peace Prize 2006 to Muhammad<br />

Yunus Bangladesh Founder of Grameen Bank, born 1940 (12/ of<br />

the prize) and Grameen Bank Dhaka, Bangladesh Founded in 1976<br />

(12/ of the prize) "for their efforts to create economic and social<br />

development from below", (Oct <strong>13</strong>, 2006).<br />

Editorial, Nobel Peace Prize for Dr. Yunus and Grameen Bank, New<br />

Age Daily Newspaper; Dhaka (Oct 14, 2006).<br />

206<br />

207<br />

208<br />

209<br />

210<br />

211<br />

212<br />

2<strong>13</strong><br />

رويترز،‏ بنك <strong>الفقر</strong>اء في بنجلادش ومؤسسه يفوزان بجائزة نوبل للسلام،‏ إسلام<br />

أون لاين (١٣ أكتوبر ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-10/<strong>13</strong>/03.shtml<br />

سعيد،‏ مجدي،‏ تجربة مصرف <strong>الفقر</strong>اء في بنجلاديش،‏ إسلام أون لاين.‏<br />

http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/Economy/2001/<br />

article2.shtml<br />

214<br />

215<br />

١٦١


سعيد،‏ مجدي،‏ جرامين .. معركة مع <strong>الفقر</strong> عمرها ٣٠ عاما،‏ إسلام أون لاين<br />

http://www.islamonline.net/Arabic/economics/project/2006/10/03.<br />

shtml<br />

النعيم،‏ مشاري عبداالله،‏ <strong>الفقر</strong>:‏ رؤية تخطيطية،‏ الرياض،‏ العدد ١٣٩٩٨، (٢١<br />

أكتوبر ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

Aminur Rahman, Women and Microcredit in Rural Bangladesh: An<br />

Anthropological Study of Grameen Bank Lending, Westview Press<br />

(February 21, 2001).<br />

Bolen, Jean Shinoda, Urgent Message From Mother: Gather The<br />

Women, Save The World, Conari Press (September 2005).<br />

Davies-Netzley, Gendered Capital: Entrepreneurial Women in<br />

American Society, Garland (January 15, 2000).<br />

Loue, Sana and Sajatovic, Martha (ed.), Encyclopedia of Women’s<br />

Health, Springer (July 15, 2004).<br />

Moxley, David P. and Finch, John R. (ed.), Sourcebook of<br />

Rehabilitation and Mental Health Practice, Kluwer Academic<br />

Publishers (August 2003).<br />

Coy, P. G. (ed.), Research in Social Movements, Conflicts and<br />

Change, Volume 22. JAI Press (July 1, 2000).<br />

Sherraden, Margaret S. and Ninacs, William A. (ed.), Community<br />

Economic Development and Social Work, Haworth Press (May 1998).<br />

Sutherland, Paul and Gibbons, Timothy M. (Illustrator), Finding<br />

Utopia. Utopia Press (February 28, 2006).<br />

216<br />

217<br />

218<br />

219<br />

220<br />

221<br />

222<br />

223<br />

224<br />

225<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٦٢


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Jurik, Nancy C., Bootstrap Dreams: U.S. Microenterprise<br />

Development In An Era Of Welfare Reform, ILR Press (June 30,<br />

2005).<br />

Light, Ivan H. and Gold, Steven J., Ethnic Economies, Academic<br />

Press (May 22, 2006).<br />

Wilson, Alex (Foreword), Kibert, Charles (ed.), Reshaping the<br />

Built Environment: Ecology, Ethics, and Economics, Island Press<br />

(May 1, 1999).<br />

Haley, Usha C. V. and Richter, Frank-Jürgen (ed.), Asian Post-<br />

Crisis Management: Corporate and Governmental Strategies for<br />

Sustainable Competitive Advantage, Palgrave Macmillan (May 3,<br />

2002).<br />

Offner, Amy, Reuss, Alejandro and Sturr, Chris, Real World<br />

Globalization, Economic Affairs Bureau, Inc. (December 2003).<br />

Suzuki, David and McConnell, Amanda, The Sacred Balance:<br />

Rediscovering Our Place in Nature, Greystone Books (February 28,<br />

2006).<br />

Mudacumura, Gedeon M., Mebratu, Desta and Shamsul Haque,<br />

M. (ed.), Sustainable Development Policy and Administration, CRC<br />

(December 21, 2005).<br />

Savitz, Andrew W. and Weber, Karl, The Triple Bottom Line: How<br />

Today’s Best-Run Companies Are Achieving Economic, Social and<br />

Environmental Success-and How You Can Too, Jossey-Bass (August<br />

11, 2006).<br />

226<br />

227<br />

228<br />

229<br />

230<br />

231<br />

232<br />

233<br />

١٦٣


Tisch, Jonathan M. and Weber, Karl, The Power of We: Succeeding<br />

Through Partnerships, John Wiley & Sons (August 27, 2004).<br />

Di Norcia, Vincent, Hard Like Water: Ethics in Business, Oxford<br />

University Press, USA (May 14, 1998).<br />

Twist, Lynne, The Soul of Money: Transforming Your Relationship<br />

with Money and Life, W. W. Norton & Company (September 2003).<br />

Sen, Amartya, Development as Freedom, Anchor (August 15, 2000).<br />

Easterly, William, The White Man’s Burden: Why the West’s Efforts<br />

to Aid the Rest Have Done So Much Ill and So Little Good, Penguin<br />

Press HC, (March 16, 2006).<br />

234<br />

235<br />

236<br />

237<br />

238<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

Warde, Ibrahim, Islamic Finance in the Global Economy, Edinburgh<br />

University Press (July 15, 2000).<br />

Dees, J. Gregory, Emerson, Jed and Economy, Peter, Enterprising<br />

Nonprofits: A Toolkit for Social Entrepreneurs, Wiley (March 29,<br />

2001).<br />

Kriegel, Robert J., How to Succeed in Business Without Working<br />

So Damn Hard, Warner Business Books (September 2003).<br />

Prahalad, C. K., The Fortune at the Bottom of the Pyramid:<br />

Eradicating Poverty Through Profits, Wharton School Publishing<br />

(August 15, 2004).<br />

Bornstein, David, How to Change the World: Social Entrepreneurs<br />

and the Power of New Ideas, Oxford University Press, USA<br />

(February 5, 2004).<br />

239<br />

240<br />

241<br />

242<br />

243<br />

١٦٤


```````````LGô``````````ª`dG<br />

Black, Jan Knippers, Development in Theory and Practice:<br />

Paradigms and Paradoxes, Westview Press (July 1999).<br />

Yunus, Muhammed, Banker to the Poor: Micro-Lending and the<br />

Battle Against World Poverty, Public Affairs (October 14, 2003).<br />

Yunus, Muhammed and Jolis, Alan, Banker to the Poor: The<br />

Autobiography of Muhammad Yunus, Founder of Grameen Bank,<br />

Oxford University Press, USA (May 1, 2001).<br />

جونج،‏ بيرو دي و برانكر،‏ ويندي،‏ إذاعة هولندا العالمية،‏ تقارير اخبارية:‏ منح جائزة<br />

نوبل لمؤسس نظام الائتمان المصغر محمد يونس.‏ ترجمة:‏ عنان أحمد؛ هولندا<br />

بتتكلم عربي (١٤ أكتوبر ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

Grameen Foundation USA, Grameen-Jameel Initiative Engineers<br />

$2.5 Million Investment in DBACD: Will provide loans to poor<br />

Egyptians just in time for Ramadan, Grameen Foundation: Resource<br />

Center: News; Washington, D.C. (September 26, 2006).<br />

الأخبار،‏ قروض جرامين مصر للنساء فقط،‏ إسلام أون لاين ‏(‏‎٢٠٠٦/١٠/١٩‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-10/18/10.shtml<br />

الراشد،‏ عبد الرحمن،‏ أمير <strong>الفقر</strong>اء،‏ الشرق الأوسط،‏ العدد (١٥ ١٠١٨٣ أكتوبر<br />

‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

Grameen Foundation USA, Grameen-Abdul Latif Jameel Initiative<br />

Makes Historic Investment in ENDA: US$375,000 Guarantee Will<br />

Help Boost Microfinance in Tunisia, Grameen Foundation: Resource<br />

Center: News; Washington, D.C. (February 03, 2006).<br />

Grameen Foundation USA, CGAP, Sanabel and Grameen-Abdul<br />

Latif Jameel Initiative Launch New Microfinance Portal for Arabic<br />

244<br />

245<br />

246<br />

247<br />

248<br />

249<br />

250<br />

251<br />

252<br />

١٦٥


Speakers Website will Provide Information Resources for the<br />

Arab World, Arabic Microfinance Gateway; Washington D.C. (8<br />

September 2005).<br />

مطير،‏ علي و الغشام،‏ سعد،‏ الملك عبد االله .. بساطته وعفويته وصراحته ..<br />

مدخله إلى القلوب،‏ الشرق الأوسط،‏ العدد (٥ ٩٧٤٧ أغسطس ‎٢٠٠٥‎م).‏<br />

http://www.kingabdullahfoundation.org.sa/ar/homepage.asp<br />

الزيادي،‏ عبداالله،‏ ٣٠٠ قرض من الصندوق الخيري الوطني للأسر المتدنية الدخل،‏<br />

الشرق الأوسط،‏ العدد (٧ ١٠٢٣٦ ديسمبر ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

الشبيكي،‏ الجازي محمد،‏ المشكلات الاجتماعية للمرأة الفقيرة في اتمع<br />

السعودي،‏ إسلام أون لاين (٨ يوليو ‎٢٠٠٤‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/arabic/in_depth/women/articles/<br />

wordfiles/11.doc<br />

البقمي،‏ محمد،‏ ضعف مشاركة المرأة في سوق العمل أحد أسباب تدني الدخل:‏<br />

٤٠٪ من المتقاعدين السعوديين لا يملكون مسكنا ً خاصا ً و ٥٨٪ يعيشون في<br />

بيوت شعبية أو شقق،‏ الوطن،‏ العدد (١٢ ١٦٨٦ مايو ‎٢٠٠٥‎م).‏<br />

المصري،‏ أحمد،‏ فقراء السعودية .. والعدالة المطلوبة،‏ إسلام أون لاين (٩ أغسطس<br />

‎٢٠٠٥‎م).‏<br />

http://www.islamonline.net/Arabic/ECONOMICS/200508 //<br />

article06.shtml<br />

عطار،‏ نائلة حسين،‏ مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة السعودية،‏ الاقتصادية<br />

(٥ أكتوبر ‎٢٠٠٦‎م).‏<br />

http://www.sidf.gov.sa/<br />

http://web.tcf.org.sa/CentennialFund/Arabic/<br />

253<br />

254<br />

255<br />

256<br />

257<br />

258<br />

259<br />

260<br />

261<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e<br />

١٦٦


```````````LGô``````````ª`dG<br />

http://www.aljprog.org/ar/index.asp<br />

MIT alumnus backs Poverty Action Lab with 3 major endowments,<br />

MIT Tech Talk 50(5) (October 19, 2005).<br />

Duflo, Esther, Abdul Latif Jameel Professor of Poverty Alleviation<br />

and Development Economics; Director, Abdul Latif Jameel Poverty<br />

Action Lab, Fighting Poverty: What Works? The Work of the Abdul<br />

Latif Jameel Poverty Action Lab at MIT (June 10, 2006).<br />

http://aljprog.org/ar/bernameg_abdulatif/mit.htm<br />

262<br />

263<br />

264<br />

265<br />

١٦٧


١٦٨<br />

ô`````≤`````Ø`````dG á````ë````aÉ````µ````e

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!