win-maa

Recommendations

Info

يرئ 1034|| 3415 فُرسا ‏ُن البلغ للعلم الوجه الثاني من أوجه عظمة هذا احلديث:‏ أنه مشتملٌ‏ على أعظم وصية أوصى هللا حيثما كنت(،‏ عز وجل هبا األولني واآلخرين وهي األمر بالتقوى؛ واألمر بالتقوى هو وصية هللا عز وجل لألنبياء واملرسلني ولألولني واآلخرين،‏ الَّذ ين أُوتُوا الْك ت اب م نْ‏ ق بْل كُمْ‏ و إ يَّاكُمْ‏ أ ن اتَّقُوا اَللَّ‏ } ‏]النساء:‏‎212‎‏[،‏ اتَّق اَللَّ‏ } ‏]األحزاب:‏‎2‎‏[،‏ الَّذ ين آم نُوا اتَّقُوا اَللَّ‏ ح قَّ‏ تُق ات ه } واآلخرين.‏ فقال:‏ قال هللا:‏ ‏(يا معاذ اتق هللا { و ل ق دْ‏ و صَّيْن ا وقال هللا لنبيه صلى هللا عليه وسلم:‏ ي ا أ يُّه ا ُّ النَِّب { وخاطبكم مجيعًا فقال:‏ ‏}ي ا أ يُّه ا النَّاسُ‏ اتَّقُوا ر بَّكُمُ{‏ ‏]النساء:‏‎2‎‏[‏ وخاطب املؤمنني فقال ي اأ يُّه ا ‏]آل عمران:‏‎201‎‏[،‏ فاألمر إذا علمنا هذا فما هي التقوى؟ ما هي التقوى الت أُمرنا بامتثاَلا؟ قال أهل العلم رَحهم هللا تعاىل:‏ فالتقوى تشمل الدين كله؛ { : بالتقوى هو أعظم وصية أوصى هللا عز وجل هبا األولني ‏"التقوى هي أن ‏ِتعل بينك وبني عذاب هللا وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه"،‏ أوامره ونواهيه،‏ مستحباته ومكروهاته،‏ كلها داخلةٌ‏ يف معىن التقوى،‏ فاألمر بعبادة هللا وحده ونفي الشرك عنه من التقوى،‏ واألمر بإماطة األذى عن الطريق من التقوى،‏ فالتقوى تشمل الدين كله؛ فلذلك كانت الوصية بالتقوى هي الوصية بالتزام الدين كله مجيًعا كما قال هللا:‏ ‏}ي اأ يُّه ا الَّذ ين آم نُوا ادْخُلُوا ‏ِف الس لْم ك افَّةً‏ البقرة:‏‎10٧‎‏[.‏ [ } هذه التقوى عرفها علي بن أِب طالب ‏-رضي هللا تعاىل عنه-‏ واالستعداد ليوم الرحيل"،‏ وهذا مشتملٌ‏ للتعريف األول.‏ بقوله:‏ ‏"اخلوف من اجلليل والعمل بالتنزيل فالتقوى هي وصية هللا ‏-عز وجل-‏ لكم مجيعًا،‏ ووصية رسوله صلى هللا عليه وسلم لكم ولصحابته،‏ فالتقوى هي األمر اإلهلي األول الذي أُمرنا مجيعًا بالتزامه.‏ من أوجه عظمة هذا احلديث؛ حديث معاذ بن جبل ‏-رضي اهلل تعاىل عنه-:‏ أنه اشتمل على كل ما حيتاجه اإلنسان وعلى كل ما يريده العبد يف حياته؛ فالعبد يا عباد هللا ال خيلو من حالتني أو ال خيلو من حقني:‏ - - حقٌ‏ بينه وبني ربه.‏ وحقٌ‏ بينه وبني عباد هللا.‏ فأما اسحق الذي بينه وبني ربه؛ فيقضيه بالتقوى كما قال النِب صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏)اتق هللا حيثما كنت(.‏ واسحق الذي بني العبد وبني إخوانه من املسلمني؛ يقضيه بقول النِب صلى هللا عليه وسلم يف آخر احلديث:‏ ‏)وخالق الناس خبلقٍ‏ حسن(؛ العبد . فدل هذا على أن هذا احلديث مشتملٌ‏ على احلقني مجيًعا،‏ حق هللا على العبد وحق العباد على نفسه 11 تفريغ س لس ل ة الصداُر الم ‏]ن و اف ذ على أ رض امل ل ح م ])15 :3(
يرئ 1034|| 3415 فُرسا ‏ُن البلغ للعلم هذا احلديث اشتمل كذلك على ذكر مكفرات الذنوب؛ والعبد ال خيلو عند امتثاله التقوى من التقصري؛ فالعبد إذا أراد أن ميتثل التقوى اليت أمر هللا عز وجل العبد بامتثاهلا ال خيلو من تقصري،‏ وال خيلو من ذنب؛ فأوصاه النيب صلى هللا عليه وسلم وأرشده صلى هللا عليه وسلم إىل العالج من ذلك التقصري؛ فأعطاك األمر،‏ مث أعطاك العالج،‏ كذلك الذي تداوي به نفسك عندما تقصر؛ فقال صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏)واتبع السيئة اسحسنة ‏َتحها(.‏ مكفرات كثرية فمن مكفرات الذنوب:‏ االستغفار.‏ والتوبة.‏ واالستغفار مع التوبة إذا اقُتنا فهما أعظم.‏ من مكفرات الذنوب كذلك ما أرشد له اسحسنة ‏َتحها(‏ مكفرات الذنوب كثرية ومل جيعل هللا عز وجل للذنب مكفرًا واحًدا بل جعل للذنوب النِب صلى هللا عليه وسلم ‏ِف هذا اسحديث فقال:‏ فالعبد إذا أذنب ذنبًا فإن احلسنة بعد الذنب تكفر ذلك الذنب كما اسح س ن ات يُذْه ‏ْبْ‏ السَّي ئ ات ذ ل ك ذ كْر ى ل لذَّاك ر ين{‏ ‏]هود:‏ [. من أوجه عظمة هذا احلديث:‏ 224 ‏)اتبع السيئة قال هللا عز وجل:‏ ‏}إ نَّ‏ أنه اشتمل على األمر مبخالقة الناس باخللق احلسن،‏ واخللق احلسن هو مجاع أمر هللا عز وجل ‏ِف كتابه الكرمي عندما أثىن على نبيه صلى هللا عليه وسلم بقوله:‏ اخللق احلسن هو إلحسان ملن أساء إليك؛ ‏}و إ نَّك ل ع ل ى خُلُقٍ‏ ع ظ يمٍ{‏ ‏]القلم:‏‎4‎‏[‏ ، اخللق احلسن ليس برد اجلميل وإمنا با فإذا أحسنت ملن أحسن إليك فذلك من باب رد اجلميل،‏ وإذا وصلت من وصلك فذلك من باب رد اجلميل،‏ أما أن تصل من قطعك،‏ وأن تعطي من حرمك،‏ وأن حتُ‏ سن إىل من أساء إليك؛ فذلك هو اخللق احلسن،‏ ذلك هو حقيقة اخللق احلسن الذي امتثله نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم يف مجيع حياته.‏ وكذلك قال هللا:‏ قال هللا عز وجل:‏ ‏}و م ا يُل قَّاه ا{‏ ‏}ادْف عْ‏ ب الَّت ه ي أ حْس نُ‏ ف إ ذ ا الَّذ ي ب يْن ك و ب يْن هُ‏ ع د او ةٌ‏ ك أ نَّهُ‏ و ل ٌّ ‏َح يمٌ{‏ أي اخللق احلسن،‏ واإلحسان ملن أساء،‏ والوصل ملن قطع؛ : ‏}و م ا يُل قَّاه ا إ الَّ‏ الَّذ ين ص ب رُوا و م ا يُل قَّاه ا إ الَّ‏ ذُو ح ظٍ‏ ع ظ يمٍ{‏ ‏]فصلت:‏‎15‎ ؛[‏ التقوى كي يبلغ هذه . بارك هللا يل ولكم يف القرآن العظيم،‏ ونفعن وإياكم مبا فيه من اآليات هللا ، وإن خطأً‏ فمن نفسي والشيطان،‏ واستغفروا ربكم إنه كان غفاًر ا.‏ *** *** *** *** *** ال يستطيعه كل أحد،‏ ‏]فصلت:‏‎14‎‏[،‏ لكن قال هللا عز وجل أي ذو نصيب عظيم من العبادة ومن املرتبة والذكر احلكيم،‏ قد قلت ما قلت إن صوابً‏ ا فمن 11 تفريغ س لس ل ة الصداُر الم ‏]ن و اف ذ على أ رض امل ل ح م ])15 :3(
Page 1 and 2: يرئ 1034|| 3415 فُرسا ‏ُ
Page 7 and 8: يرئ ٌ 1034|| 3415 فُرسا
Page 31: يرئ 1034|| 3415 فُرسا ‏ُ
Page 45 and 46: يرئ منت 1034|| 3415 فُرس
Page 73: يرئ 1034|| 3415 فُرسا ‏ُ

win-maa

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?