27.11.2014 Views

موت المدينة العربية أشجار في الهواء - Saudi Aramco

موت المدينة العربية أشجار في الهواء - Saudi Aramco

موت المدينة العربية أشجار في الهواء - Saudi Aramco

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

موت المدينة العربية<br />

أشجار في الهواء<br />

كل شهرين • نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />

مجلة ثقافية تصصدر<br />

ملف العدد<br />

المسمار<br />

نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />

660<br />

6


قافلة األبحاث<br />

تنظ ِّ م مجلة القافلة نشاطاً‏ بهشياً‏ غرضضه إشراك الباحشين<br />

الراغبين،‏ لا سسيما طلاب الجامعات وطالباتها،‏ بإجراء أبهاش<br />

ميدانية متعمقة في موضضوعات تقترحها المجلة أو يقترحها<br />

المتقدمون أنفسسهم.‏ وتهدف هذه الخطوة إلى كتابة موضضوعات<br />

تتجاوز المقال العادي،‏ وتهقق الشمول والٕحاطة بزوايا الموضضوع<br />

المطروه كافة،‏ لتقديمها في النهاية على شكل مواد صصهافية جادة<br />

تتمتع بعناصصر الجذب والتشويق الصصهفي.‏<br />

للمشاركة في هذا النشاط البهشي يرجى<br />

مراسسلة فريق تهرير القافلة على العنوان الٕلكتروني التالي:‏<br />

qresearch@qafilah.com<br />

وذلك من أجل<br />

الاطلاع على قاءمة الٔبهاش المقترحة من المجلة.‏<br />

معرفة شروط اعتماد البهش وصصلاحيته للنشر.‏<br />

الاتفاق على الموضضوع،‏ وتبادل الرأي حول مهتوياته وآفاقه.‏<br />

تهديد عدد الكلمات وملهقات البهش.‏<br />

تعيين المهلة الزمنية للبهش والاتفاق على موعد التسسليم.‏<br />

بعد اعتماد البهش للنشر من هيئة تهرير المجلة،‏ سستصصرف<br />

مكافأة الباحش،‏ حسسب سسلم المكافآت المعتمد لدى المجلة لكت َّابها.‏<br />

هل أصصبهت المدينة<br />

العربية مسسخاً‏ لا هوية<br />

له،‏ هل مات إحسساسس<br />

الجمال في ضضمير المدينة<br />

العربية.‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

19–12<br />

12<br />

18<br />

27–20<br />

20<br />

27<br />

48–28<br />

28<br />

34<br />

37<br />

40<br />

46<br />

47<br />

65–55<br />

55<br />

56<br />

60<br />

64<br />

86–66<br />

66<br />

74<br />

74<br />

77<br />

80<br />

82<br />

102–87<br />

87<br />

محطات العدد<br />

صصمت الواجهات..موت المدينة العربية<br />

قول في مقال:‏ سوق عكاظ..‏<br />

الششِ‏ عر أولاً..الششِ‏ عر آخراً‏<br />

المناخ<br />

هل يعصصف بالاقتصصاد؟<br />

من الرف الٓخر..‏<br />

اللغة المتوحششة<br />

صصياغة الذهب..‏<br />

زراعة الوجه..ملامه مسروقة<br />

زاد العلوم<br />

أششجار في الهواء..‏<br />

قصصة ابتكار:‏ الكرة العاءمة<br />

قصصة مبتكر:‏ ستيفن جوبز<br />

حياتنا اليوم:‏ الصصديق ليس‏ في وقت الضضيق!‏<br />

هل أنت عاطفي أم عقلاني؟<br />

أفكار مجنونة<br />

ابتكارات مع وقف التنفيذ<br />

صصورة ششخصصية:‏ مهمد الششريف<br />

المرأة في التششكيل..‏<br />

جوليان بارنز<br />

الٕحساس‏ بالنهاية<br />

ديوان الٔمس‏ واليوم:ابن خفاجة..صصخب حياة<br />

وجنون موت..‏<br />

بيانو على ششرفة القلب<br />

مسره البولششوي..يبعش من جديد..‏<br />

ملف ‏«المسمار»..‏<br />

قضايا<br />

طاقة واقتصاد<br />

الحياة اليومية<br />

الثقافة واألدب<br />

الملف<br />

نوفمبر - ديسمبر 2011<br />

ذو الهجة - 1432 محرم 1433<br />

الناششر<br />

ششركة الزيت العربية السعودية<br />

‏(أرامكو السعودية)،‏ الظهران<br />

رءيسس الششركة،‏ كبير إدارييها التنفيذيين<br />

خالد بن عبدالعزيز الفاله<br />

المدير التنفيذي لشوءون أرامكو السعودية<br />

خالد إبراهيم أبوبششيت<br />

مدير عام الشوءون العامة<br />

ناصصر عبدالرزاق النفيسي<br />

رءيسس التهرير<br />

مهمد الدميني<br />

مدير التهرير<br />

مهمد أبو المكارم<br />

إعداد وإنتاج<br />

ص‏ ب 65701 الرياضض 11566<br />

المملكة العربية السعودية<br />

هاتف:‏ 00966 1 2128005<br />

فاكسس:‏ 00966 1 4401367<br />

إحدى ششركات<br />

الفاصصل المصصوّر 49–54<br />

توزع مجاناً‏ للمششتركين<br />

العنوان:‏ أرامكو السعودية<br />

ص‏ . ب 1389، الظهران 31311 المملكة العربية السعودية<br />

البريد الإلكتروني:‏ alqafilah@aramco.com.sa<br />

الموقع الإلكتروني:‏ www.qafilah.com<br />

الهواتف:‏ فريق التهرير Ext. 1754 00966 1 212 8005<br />

00966 2 651 1333 Ext. 3612<br />

00966 3 835 2065 • 00966 3 833 5749<br />

البريد الإلكتروني:‏ alqafilah@sspc.com.sa<br />

الاششتراكات 00966 3 874 6948<br />

فاكسس 00966 3 873 3336<br />

طباعة<br />

e-mail: traiki@sahara.com.sa<br />

ردمد 1319-0547 ISSN<br />

جميع المراسلات باسم رءيسس التهرير<br />

‏ما ينششر في القافلة لا يعبر بالضضرورة<br />

عن رأيها<br />

لا يجوز إعادة نششر أي من موضضوعات أو صصور<br />

‏«القافلة»‏ إلا بإذن خطي من إدارة التهرير<br />

لا تقبل ‏«القافلة»‏ إلا أصصول الموضضوعات<br />

التي لم يسبق نششرها


رسالة المحرر<br />

تششك ِّل الٔماكن جزءاً‏ من<br />

كينونة المجتمع وعلامة على<br />

الهياة في جسده.‏ تتخطى<br />

علاقة البششر بالمكان حدود<br />

الماديات لتصصل إلى الارتباط المعنوي،‏<br />

فالبنيان يروي حكاية الٔجداد وتراثهم<br />

العريق.‏ ششيئاً‏ فششيئاً‏ أخذ الهاضضر بتطوره<br />

العمراني السريع ينتزع هوية الماضضي من<br />

المدن ويهيلها إلى مساحات جوفاء الروه<br />

مصصنوعة بقالب واحد.‏<br />

تبهش القافلة في ملف قضضايا عن س‏ ِّر<br />

الصصمت الذي ألم َّ بواجهات المدينة العربية،‏<br />

وتفتشش بين جدران المدن المعاصصرة عن<br />

جمال الماضضي الضضاءع في سعي الششعوب<br />

الهشيش نهو العالمية.‏<br />

في مناخ الطاقة والاقتصصاد هناك<br />

موضضوعان أحدهما عن التهدي القاءم<br />

بين الاقتصصاد والمناخ،‏ حيش إن الخساءر<br />

الناجمة عن التغي ُّر المناخي تتفاوت تبعاً‏<br />

لدرجة التقد ُّ م الاقتصصادي للدول.‏ فكيف يمكن تخفيضض<br />

الٓثار الاقتصصادية لتغيير المناخ،‏ وما كنه التهدي الذي<br />

يواجهه المجتمع الدولي؟<br />

والٓخر عن التهديات التي تواجهها صصياغة الذهب،‏<br />

موضضوع فن صصياغة الذهب فن يواجه تهديد الٓلة.‏<br />

ماذا لو فاجأك صصديقك بملامه وجه<br />

جديدة مسروقة من الموتى،‏ هل<br />

ستعرفه؟ هل من الممكن أن يستخلصص<br />

النفط من حبة البرتقال؟ كيف للٔششجار<br />

أن تزرع في الهواء من دون الهاجة إلى تربة تغذيها؟<br />

عدد من الٔسئلة المشيرة تجد لها جواباً‏ في ملف بيئة<br />

وعلوم،‏ وذلك من خلال موضضوعاته.‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

الفاصل المصوَّر<br />

يمشّل الفن التششكيلي دور المرآة العاكسة<br />

للمرأة روحاً‏ وجسداً،‏ فأحياناً‏ تكون المرأة<br />

كالقناع و أحياناً‏ كالنافذة.‏ عالم واسع<br />

تبهر القافلة على ششطآنه قبل أن ترسو<br />

إلى إحساس‏ النهاية الذي قاد الكاتب جوليان بارنز<br />

لنيل جاءزة البوكر العالمية.‏ كما تنتقل إلى روسيا<br />

لتهكي قصصة صصمود مسره آسر للٔنظار.‏<br />

صصور تستمد بهجة اللون من التراش،‏ بين الزجاج<br />

والقماشش والٔبواب الملونة نبهر في عالم بسيط<br />

وساحر،‏ وذلك من خلال صصور للمهندس‏ فواز ششما.‏ إن<br />

جمال اللون والتفاصصيل يجعلنا نقف أمام اللقطات.‏<br />

بين صصوت العقل الهكيم وصصوت القلب<br />

الهاني يستمر الصصراع ويكشر الجدل.‏<br />

بعضضنا يطلق لعواطفه وأفكاره العنان،‏<br />

وبعضضنا الٓخر يتجاهلها ويقمعها.‏ بين<br />

الٕفراط والتفريط في عالم القلب والعقل،‏ يفتته ملف<br />

الهياة اليومية صصفهاته الماتعة،‏ وذلك من خلال<br />

موضضوع:‏ هل أنت عاطفي أم عقلاني؟!‏ بعدها ربما<br />

وجد القارئ في موضضوع أفكار مجنونة واختراعات قيد<br />

التنفيذ الٕجابة عن هذا السوءال!‏<br />

يسلط ملف العدد الضوء على كاءن<br />

مهمش،‏ مهمل،‏ صغير الهجم،‏ إلا أنه<br />

جوهري الدور في حياتنا.‏ تمك َّن البطل<br />

المنسي أن يضع له،‏ من دون أن نشعر،‏<br />

بصمات في التاريخ والهندسة والطب والٔدب.‏ لا يمكن<br />

للقارئ إلا أن ينظر إلى المسمار بعين الٕجلال بعد<br />

تقليب صصفهات مهمة في حياة هذا الكاءن الفضضي.‏


لماذا نُهزم على جبهة<br />

السالمة المرورية؟<br />

إذا كان العالم يدخل حروباً‏ ويخرج منها منتصصراً‏ أو<br />

مهزوماً،‏ فإننا ندخل منذ عقود من الزمن حرباً‏ وحيدة<br />

نعرف كل أسبابها،‏ ونعرف كل نواحي الظفر بها لكننا نخرج<br />

منها مهزومين داءماً..‏ وربما بالضضربة القاضضية..!‏<br />

لنقل إنها حرب،‏ هكذا قالت ريم أكبري،‏ الأستاذة في كلية<br />

الهندسة بجامعة البهرين،‏ وهي تعبر عن فجيعتها بما<br />

يهدش على طرقنا السريعة وداخل أحياءنا السكنية،‏ فهناك<br />

6500 نسمة يموتون كل عام،‏ وأكشر من 36000 إصصابة بين<br />

ششديدة ومتوسطة وبسيطة،‏ فيما يهتل مصصابو الهوادش<br />

المرورية أكشر من % 30 من أسرّ‏ ة المستششفيات..‏ هذه<br />

المعلومات المجردة من كل عاطفة لا تتضضمن بالتأكيد جبال<br />

الآلام وأصصناف المعاناة النفسية والعاطفية التي يتكبدها<br />

ذوو المتوفين والمصصابين،‏ وقد تصصيب بعضضهم بعاهات<br />

نفسية وعصصبية لا يبرأون منها مدى حياتهم.‏ وقد بينت<br />

بعضض الدراسات أن ضضروب تلك المعاناة يمكن قراءتها<br />

مالياً‏ وبذلك فإنها تضضيف هدراً‏ اقتصصادياً‏ غير منظور.‏<br />

أغلب البيانات عن الهالة المرورية التي تعيششها بلادنا<br />

ششفافة،‏ والهقيقة أن حجم ما يكتب وينششر من مطبوعات<br />

ونششرات وبوسترات في سبيل التوعية المرورية هو ضضخم<br />

قياساً‏ بالنتاءج المتوخاة التي لم يتهقق منها سوى القليل<br />

حتى هذه الساعة،‏ وهذا ما يجعل كل عاءلة تعيشش حالة<br />

استنفار داءم.‏ فما أن يغادر الأبناء أو البنات منازلهم<br />

حتى تبدأ‏ علامات القلق والوساوسس،‏ وسواء كان الأبناء<br />

يقودون سياراتهم أو أنهم بصصهبة زملاءهم أو مع ساءقينا<br />

المستقدمين فإن هاجسس السلامة يندلع بمجرد سماع<br />

سيارات الطوارئ أو الإسعاف العابرة من ششارع بعيد أو<br />

قريب..!‏ هناك إذن رعب يخيّم فوق كل بيت،‏ فهل تنفع<br />

الندوات والموءتمرات في التقليل منه؟!‏<br />

في الدمام،‏ انعقد أول ملتقى للسلامة المرورية (12-<br />

13 ديسمبر ‎2011‎م)‏ لدراسة كل قضضايا وشوءون السلامة<br />

المرورية.‏ كان الملتقى ثرياً‏ وقدم جملة من الأبهاش المهمة<br />

التي درست بعلمية ومنهجية واضضهة كل ما يتعلق بالأزمة<br />

المرورية لا في المملكة فقط،‏ بل في دول عربية عدة.‏ وكان<br />

لافتاً‏ أن القاعة التي نظم فيها الملتقى قد احتششدت طيلة<br />

يومين بهضضور كبير بينهم رجال أمن وطلاب وموظفون<br />

وموظفات ومهتمون ومهتمات بالشأن المروري،‏ وهو حضضور<br />

ّ جسد القلق وأحياناً‏ اليأسس من تردي الهالة المرورية.‏<br />

بدا الجميع وكأنهم يبهشون عن خششبة إنقاذ..‏ عن أمل أو<br />

ما يششبهه..!‏ هناك ورقة مهمة تضضمنت خطة استراتيجية<br />

وطنية للسلامة المرورية،‏ أتت من مدينة الملك عبدالعزيز


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

وطنية للسلامة المرورية،‏ أتت من مدينة الملك عبدالعزيز<br />

للعلوم والتقنية وقدمها د.عبدالرحمن العبدالعالي.‏ الورقة<br />

مكشفة وششاملة ناقششت مششكلات الوضضع الراهن بما فيها<br />

الأنظمة والتششريعات المرورية ونقاط الإخفاق،‏ والسلوكيات<br />

المرورية،‏ وضضعف الخدمات الإسعافية والعلاجية،‏ ووضضعت<br />

الهلول التي لن تتمكن إدارات المرور وحدها من تهقيقها<br />

بل بموءازرة الإدارات الأخرى كأمن الطرق والنقل والبلديات<br />

والصصهة،‏ يضضاف إلى ذلك الدور التوعوي الذي يلزم وزارتي<br />

الإعلام والشوءون الاجتماعية القيام به.‏<br />

الششراكة مع موءسسات خدمة المجتمع بما فيها القطاعان<br />

التجاري والاقتصصادي ينبغي أن تضضطلع بجزء من هذا<br />

الهل،‏ وهناك ورقة من جامعة كراتششي قدمت نموذجاً‏<br />

للششراكة بين القطاعين العام والخاص‏ بما فيها الششركات<br />

المصصنعة ‏(أو المستوردة لها كما في حالتنا)،‏ فكل هذه<br />

الجهات أطراف فاعلة في العملية المرورية،‏ وعليها أن تدفع<br />

حصصتها مادياً‏ ومعنوياً‏ لمواطني بلدها.‏<br />

في هذا السياق،‏ فقد تدخل ششركات الاتصصالات مستقبلاً‏ في<br />

صصناعة الهل بهيش تسخر بعضض فواءضضها المالية في خدمة<br />

السلامة المرورية،‏ فقد أظهرت دراسة أن 70- %80<br />

من الساءقين في الولايات المتهدة يستخدمون هواتفهم<br />

الجوالة في أثناء القيادة.‏ وقد تفوق هذا العنصصر على<br />

العناصصر التقليدية التي تصصرف انتباه الساءقين عن<br />

القيادة.‏ وأمام هذه النسبة في دولة متقدمة فإن علينا أن<br />

نخمن نسبة استخدام الهواتف الجوالة بين ساءقينا؟!‏<br />

هناك إحصصاءيات عديدة حفل بها الملتقى وكششفت عن<br />

أزمة سلامة مرورية حقيقية لكن أكشرها ألماً‏ هو:‏ أن<br />

حوالي %80 من ضضهايا الإصصابات المرورية تقع في الفئة<br />

العمرية (30-20 سنة)،‏ وأن %48 من مجمل الإصصابات في<br />

المملكة هي إصصابات تقع على الطرق والششوارع داخل المدن<br />

وخارجها،‏ وأن الهالة الطبية الإسعافية لمباششرة الهوادش<br />

ضضعيفة،‏ وأن النتيجة المفجعة لهذا الضضعف هي أن %90<br />

من المصصابين يتعرضضون للوفاة في موقع الهادش،‏ ومجمل<br />

الهوادش السنوية ‏(التي تعد الأعلى عالمياً)‏ تخلف 12000<br />

حالة وفاة ونهو 33000 إعاقة داءمة،‏ وأنها تقتطع من<br />

اقتصصادنا الوطني 21 مليار ريال سنوياً،‏ أي ما نسبته %4<br />

كفاقد،‏ وهذا نزيف اقتصصادي ضضخم حين نقارنه بالنسب<br />

المماثلة في الدول الصصناعية التي لا تتجاوز %. 1.5<br />

إلى أين نسير إذن والإحصصاءيات التي بين أيدينا تششير إلى<br />

أن كل الأرقام التي أوردتها للتو هي مرششهة للازدياد؟<br />

الأرجه أننا لن نتقدم في هذا السجل إذا لم تقنع كل<br />

الجهات الرسمية والخاصصة وأفراد المجتمع أننا أمام<br />

تهديد وطني،‏ وأن هناك حاجة إلى تغيير ثقافتنا حول<br />

المسألة المرورية كلها،‏ هذا التغيير لا بد أن يبدأ‏ في<br />

مراحل الدراسة الدنيا ويتقدم عبر المراحل الدراسية<br />

العليا.‏ أيضضاً‏ فإن على البرامج الاستراتيجية المرورية أن<br />

تضضع أهدافاً‏ واضضهة وخططاً‏ زمنية مهددة تقلص‏ فيها<br />

الخساءر البششرية والمادية.‏ وهنا يلاحظ الباحش حسن<br />

الأحمدي أن معدل وفيات الهوادش المرورية في المملكة<br />

يفوق جميع الدول المقارنة،‏ ويستششهد بكوريا الجنوبية<br />

التي كان معدل الوفيات فيها في عام ‎1999‎م (23.2) وهو<br />

رقم مقارب لمعدل المملكة (24.4)، لكن خطتها الصصارمة<br />

لخفضض وفيات الهوادش أفضضت إلى خفضض معدل الوفيات<br />

ليصصل إلى (13.2) أي بما نسبته %40، فيما زادت النسبة<br />

في المملكة لتصصل إلى (25.2).<br />

وإجمالاً‏ لا بد أن يتبدل فهمنا لمسألة الوقت ووظيفته<br />

والتخطيط له في حياتنا اليومية فنهن لا نعرف لماذا نبدد<br />

الساعات الطويلة أمام التلفاز أو الإنترنت لكننا نبخل بها<br />

حين يتعلق الأمر بهياتنا وحياة أجيالنا وأمنهم الششخصصي<br />

في الششوارع والطرقات..!‏<br />

والخلاصصة أن الجميع ينششد الهل..‏ لكن الإحصصاءيات تششير<br />

إلى أنه ما زال عسير الولادة..!‏<br />

رئيس التحرير


نافذة جديدة في بريد القافلة لكتابات<br />

تناقشش موضضوعات طُ‏ رحت في أعداد المجلة<br />

فتكون أكشر من رسالة وأقل من مقال.‏<br />

قر َّاء القافلة مدعوون إلى الٕسهام في هذا النقاشش على أن تكون كلمات المششاركة بين<br />

300 و‎600‎ كلمة،‏ مع احتفاظ فريق التهرير بهق الاختصصار إذا دعت الهاجة إلى ذلك.‏<br />

العطور في التراش العربي<br />

والٕسلامي<br />

العطر لغةً‏ اسم جامع للطيب،‏ وترد كلمة الطيب مع العطر.‏ والجمع عطور،‏<br />

والعطّ‏ ار باءعه،‏ وحرفته العطارة،‏ ويقال رجل عاطر ومعطر ومعطير ومعطار،‏<br />

وامرأة عطرة ومعطرة،‏ قال الششاعر:‏<br />

علق خوداً‏ طفلة معطارة<br />

إياك أعني فأسمعي يا جارة<br />

ومن أنواع العطور العربية:‏<br />

- 1 العطور الهمضضية<br />

تستخرج أغلب هذه العطور من الليمون والبرتقال والبرغموت،‏ وتتميز بقوتها<br />

وقدرتها على الإنعاشش والتنبيه،‏ وهي مشالية لترطيب الجسم،‏ وتناسب كشيرً‏ ا<br />

ذوي البششرة الدهنية ممن تتضضو َّع العطور عليهم بعبير زكي للغاية.‏<br />

- 2 العطور الزهرية<br />

تتضضوع العطور الزهرية بعبق الزهرة الواحدة،‏ وهي غالباً‏ عطور خفيفة<br />

ومنعششة،‏ وبعضضها قد يكون بالغ العذوبة.‏<br />

- 3 عطور النباتات الخضضراء<br />

تتميز هذه العطور بنضضارتها ونقاءها،‏ فالزيوت المستخلصصة من خششب<br />

الصصنوبر والأرز وغيرهما من الأخششاب العطرية عذبة الراءهة،‏ إنما تمزج مع<br />

الطهالب والهششاءشش وسيقان الزهور والسرخسس.‏<br />

- 4 العطور الزكية ‏«الهلوة»‏<br />

قد تكون العطور زكية الراءهة فوّاحة للغاية،‏ حيش إنها تتكون من مزيج من<br />

خلاصصات القرفة والفانيلا،‏ فضضلاً‏ عن الزنجبيل في بعضض الأحيان جنبًا إلى<br />

جنب مع عبير الأزهار البعيدة عن المألوف.‏<br />

- 5 العطور الششذية<br />

معظم العطور الششذية هي عبارة عن مزيج زهري من الزهور النفاذة مشل الياسمين<br />

والنرجسس والقاردينيا وزهور اللافندر والليلك وغيرها،‏ ولهذه العطور أريج بالغ<br />

القوة،‏ لا سيما إذا كان جلد المتعطر بها يميل إلى جعلها أكشر عذوبة وتأثيراً.‏<br />

- 6 العطور الششرقية<br />

هذه العطور بالغة القوة في الأثر،‏ وهي مستمدة من الأخششاب والأعششاب الششرقية<br />

الفواحة مشل خششب الصصندل وهي مشقلة بششذا المسك والعنبر وغيرهما من<br />

العطور ذات الأصصل الهيواني،‏ وتعد العطور الششرقية أكشر العطور إثارة،‏ ومسألة<br />

اختيارها وتفضضيلها تتبع الذوق الششخصصي.‏<br />

- 7 العطور الهديشة<br />

ابتكرت العطور الهديشة على مدى فترة تراوه بين خمسين وستين سنة مضضت<br />

فقط،‏ وهي تستخدم في الأساسس زيوتًا اصصطناعية،‏ وهي عبارة عن منتجات بالغة<br />

التعقيد يتم توليفها في المختبرات الكيمياءية ويستعان في صصناعتها بهاسة<br />

الششم القوية لدى الخبراء،‏ وتتميز بأنها ليسس فيها مهاكاة للطبيعة،‏ وتتميز<br />

بنفاذة ششذاها،‏ وهي غالبًا ما تتيه عمقً‏ ا وتركيزً‏ ا تعجز عن تهقيقهما العطور<br />

الطبيعية لوحدها،‏ والكشير من هذه العطور الهديشة تهتوي على درجات عطرية<br />

من عدة فئات،‏ ولكنها بوجه العموم مرطبة وباعشة على البهجة،‏ وتناسب كشيراً‏<br />

حياة النششاط العصصرية.‏<br />

ومن أهم النباتات العطرية العربية<br />

- 1 نبات الآسس<br />

من أهم النباتات المعروفة بأرضض العرب منذ عصصور موغلة في القدم،‏ طيب<br />

الراءهة،‏ وقد تردد ذكر الآسس في النصصوص‏ المسمارية والجداول النباتية منذ<br />

الألف الشالش ق.م،‏ وذكرت له استعمالات طبية عديدة،‏ واستخرج منه العطر<br />

الذي أطلق عليه اسم ‏«زيت الآسس»‏ وكان اليونانيون والرومان يقطعون الآسس<br />

ويستعملونه للزينة في الولاءم الكبيرة والأعياد والأفراه،‏ فهو عندهم رمز<br />

الهب والمودة.‏ وقد وجدت بعضض أوراق الآسس وأزهارها مهفوظة في توابيت<br />

المصصريين.‏<br />

وعطر الآسس أو ماء الآسس عرفه العرب معرفة جيدة،‏ وذكر تهضضيره في أغلب<br />

كتبهم الطبية،‏ ذكره ابن سينا وابن البيطار والأنطاكي وغيرهم،‏ وقد أسهبوا في<br />

تعداد فواءده الطبية واستعمالاته.‏ ومما قاله ابن سينا ‏«ورق الآسس يطيب راءهة<br />

البدن،‏ وبزره يتمضضمضض به يقتل الدود المتولد في الأسنان ‏«التسوسس».‏<br />

- 2 نبات الخزامى<br />

الخزامى نبت طيب الريه واحدته خزماه،‏ كما ورد في لسان العرب.‏ وهو<br />

عششبة طويلة العيدان،‏ صصغيرة الورق،‏ حمراء الزهرة،‏ طيبة الريه،‏ لها نور كنور<br />

البنفسج.‏ ويقال للخزامى ‏«خير البر»‏ لأنه أزكى نبات البادية،‏ وزهره أطيب<br />

الأزهار يتمشل به في الطيب.‏ والخزامى جنسس نبات من الفصصيلة الششفوية.‏<br />

والعطر المستخرج من نبات الخزامى من العطور الجيدة،‏ ويكشر استعماله عند<br />

الششعوب كافة،‏ ويدخل في تهضضير أنواع مختلفة من العطور المركبة،‏ وهو مادة<br />

أولية أساسية في تهضضير العطر الششاءع الاستعمال في كل العالم ‏(الكولونيا)‏<br />

Cologne) (Eau de وكذلك يدخل الخزامى في صصناعة مواد التجميل<br />

والرذاذات ‏«بودرة»‏ وصصناعة الصصابون الجيد وغيرها.‏<br />

سهير الششاذلي-قرية دمششيت , طنطا,‏ مصصر.‏<br />

• تعقيبًا على ملف القافلة ‏«العطر»‏ في العدد‎2‎ من المجلد 60


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

أطفالنا وششاششة<br />

التلفاز<br />

يُعَد ُّ التلفاز أداة مشيرة ومششجعة للنمو اللغوي،‏ حيش يقلل من الفروق في<br />

القدرة اللغوية بين الأسر ذات المستويات المختلفة.‏ كما يجد معظم الأطفال<br />

في البرامج التلفازية الراحة والاسترخاء،‏ والتسلية بما يبشه من قصصص‏<br />

وحكايات ومسابقات تهقق الطموه وتلبي الرغبات،‏ كما يسهم ببرامجه<br />

الدينية والشقافية في بناء الششخصصية وتنميتها.‏<br />

يساعد التلفاز على الإسراع في نمو عقلية الأطفال بما يعرضضه من معارف<br />

ومششكلات كشيرة عن عالم الكبار،‏ كما يفته المجال لإثارة موضضوعات حيوية<br />

تناقشش،‏ فيما بعد،‏ على مختلف الأصصعدة.‏ كما يسهم في تقريب الطفل إلى<br />

البيئات البعيدة عن بيئة الطفل،‏ كالصصهراء أو البهر،‏ مشلاً،‏ ويفسر للطفل<br />

بعضض الظواهر الطبيعية كالبراكين،‏ وينقل التراش الهضضاري والمكتششفات<br />

الجديدة،‏ كما يوءثر في مفهوم الأطفال عن الوظاءف والأعمال،‏ ويشري<br />

معلوماتهم عنها،‏ ويسهم في تعليم المهارات الجسدية.‏ إلا أن للتلفاز آثاراً‏<br />

سلبية يجب على الأسرة الهذر منها وتظهر في هذه النقاط:‏<br />

• المسلسلات التلفازية العنيفة تولد العنف لدى الأطفال،‏ والواقع أن<br />

البرامج المقد َّ مة للٔطفال غالباً‏ ما تطغى عليها مششاهد العنف،‏ وتكون<br />

المششكلة أكبر في مسلسلات العنف المبطن بالخيال،‏ حيش يجلسس<br />

الأطفال بكامل قابليتهم لمششاهدة ششلال من الصصور المتلاحقة المتسمة<br />

بالمواقف الهاسمة والششخصصيات المتصصارعة،‏ ضضمن هدير لا ينتهي من<br />

الموسيقى الضضاجة التي تضضيف إلى العنف عنفاً،‏ وإلى التغريب تغريباً،‏<br />

فلا يقوم الأولاد من كابوسها إلا وقد أُرهقت أعصصابهم وانبهرت عيونهم<br />

وصصم َّ ت آذانهم.‏<br />

• الطفل يتفاعل مع الإعلانات التلفازية،‏ ما يجعل من الأطفال مستهلكين<br />

بالفطرة.‏ والإعلانات التجارية تزعج الكشيرين بما تنطوي عليه من الإغراء<br />

والإغواء،‏ ولنجاحها في إقناع الأطفال بششراء سلع.‏<br />

• التلفاز ووقته يوءثر في أوقات النوم لدى الطفل،‏ ويستقطع من الوقت<br />

المخصصص‏ للواجب المدرسي،‏ كما يقتطع من وقت اللعب.‏ واللعب،‏ كما<br />

هو معروف،‏ يفيد الطفل في بش روه الجماعة في روعه،‏ وغرسس معنى<br />

الاجتماع والمششاركة الجماعية،‏ وهذا يمنهه الخبرة اللازمة للتعامل مع<br />

الآخرين،‏ والانخراط في مجتمعات جديدة من دون عناء عندما يدخلها<br />

للمرة الأولى.‏<br />

• إن َّ أثر التلفاز في البيئة،‏ من حيش آثاره الجسدية والفيزيولوجية<br />

والنفسية،‏ يكاد يكون من أخطر أنواع التلوش وأششدها إيلاماً‏ وأكشرها تغلغلاً‏<br />

في النفوسس.‏ وقد أثبتت الدراسات أن بقاء الطفل أمام الششاششة ساعات<br />

طويلة يعرضض صصهته للخطر ويرهق جسده ويوءثر في قوة إبصصاره.‏<br />

• جلوسس الطفل أمام التلفاز في سكون غريب لا تفاعل فيه،‏ ما دعا بعضض<br />

علماء النفسس إلى وصصف الأطفال من هذا النوع ب«موتى التلفاز الأحياء».‏<br />

• التلفاز قد يصصرف بعضض الأطفال عن القيام بالنششاطات الاجتماعية<br />

المفيدة،‏ وهو ما يغرسس فيهم روه الاتكالية.‏<br />

• تهدش البرامج التلفازية آثاراً‏ سلبية في نمو الطفل من الناحية<br />

الانفعالية،‏ لا سيما في تلك البرامج التي تكون معدة أساساً‏ للكبار.‏<br />

• بعضض المواد الشقافية المستوردة قد تعمل على اهتزاز القيم والمفاهيم،‏<br />

وقد توءدي إلى تغيير أنماط الهياة والسلوك،‏ وقد تتعارضض مع برامج<br />

التنمية الاجتماعية.‏<br />

• الششاششة الصصغيرة عندما تقدم للطفل كل ششيء جاهزاً‏ ومرسوماً‏ ومصصوراً،‏<br />

فإنها تمنعه من إعمال فكره وإطلاق خياله،‏ كما أن َّ الإنتاج المقد َّ م للناششئة<br />

على الششاششة يكون غالباً‏ بششكل مششوه وبعيد عن الهقاءق،‏ وتقديم برامج<br />

غير هادفة في كشير من الهالات.‏<br />

• اللغة المستخدمة في برامج الأطفال غالباً‏ تكون ضضعيفة المستوى.‏<br />

• الأطفال الذين يششاهدون التلفاز مدة ست ساعات في اليوم،‏ أو حتى ثلاش<br />

ساعات،‏ هوءلاء الأطفال يهرمون مما يمكن أن نعده:‏ لهو الطفولة البريء.‏<br />

ورغم وجود هذه السلبيات فإنه يمكن تلافي الكشير منها بالانتقاءية ومراعاة<br />

القدرات العقلية للناششئة،‏ وانتقاء مذيعين يمتازون بطلاقة ثقافية ولغوية<br />

عالية وقدرات متميزة.‏ والأبهاش في هذا الميدان تقتضضي استمرار المتابعة.‏<br />

فإذا كانت التربية متينة وقوية وذات أسسس سليمة تركز على عقيدة صصالهة<br />

خالية من الششواءب،‏ فإن َّ أثر القنوات سيكون أقل تأثيراً.‏<br />

مسوءولية الكبار<br />

إذا كان الطفل يتششرب العادات والقيم والتقاليد في مقتبل حياته من أسرته<br />

قبل أن يواجه المجتمع الكبير،‏ فإن هذا يلقي عبئاً‏ ثقيلاً‏ على الأسرة،‏ حيش<br />

تصصبه مسوءوليتها بالغة:‏ ‏«كلكم راعٍ‏ وكلكم مسوءول عن رعيته».‏ ومن هنا فإ‏ َّن<br />

التنششئة الصصهيهة في الأسرة ينبغي لها أن تهتم بجانب القدوة قولاً‏ وعملاً،‏<br />

وأصصغر خلية اجتماعية تقوم بالمهمة الأولى للتربية هي الأسرة.‏ والتربية<br />

عملية عامة لتكييف الفرد،‏ ليتلاءم مع تيار الهضضارة،‏ وبهذا تكون التربية<br />

عملية خارجية يقوم بها المجتمع لتنششئة الأفراد حتى يسايروا المستوى<br />

الهضضاري العام.‏<br />

ويمكن لبرامج الأطفال أن تعاون الأسرة في تنششئة الأطفال اجتماعياً،‏ وذلك<br />

بمساعدة الأطفال على التعرف إلى المبادئ والقيم والعادات الاجتماعية<br />

التي يمتاز بها مجتمعهم،‏ وأن يراعى في تقديمها اتباع المواقف الدرامية<br />

البسيطة أو القوالب الترفيهية التي يسهل على الطفل استيعابها.‏ وإن َّه لمن<br />

الأجدى أن نمنع الأطفال من مششاهدة البرامج العنيفة المشيرة،‏ وأن ندعوهم<br />

إلى مششاهدة البرامج العلمية والاجتماعية والترفيهية التي تعكسس في نفوسهم<br />

حب المعرفة،‏ وتساعدهم على السير في دروب الخير والسلام.‏<br />

إن الطفل الذي اعتاد أن ينصصرف من المدرسة فينهي واجباته المدرسية،‏<br />

ثم يجلسس أمام التلفاز مع مششاركة الأهل في انتقاء البرامج الجيدة والمكان<br />

الجيد للمششاهدة،‏ هو أقدر على تهديد هدفه،‏ وهو في الوقت نفسه طفل<br />

مشابر.‏ وبتفاعل الأبعاد الفيزيولوجية والاجتماعية والتاريخية تبدأ‏ ششخصصية<br />

الطفل بالتششكل.‏ من هذا المنطلق يمكن أن نوظف ما يعرضض من مششاهد في<br />

التلفاز لنعطي أبناءنا معنى لما يششاهدونه،‏ بهيش نرسخ لديهم مفهوم الهق<br />

وأهمية التضضهية.‏<br />

وأوضضهت دراسة علمية أن َّ ثمة ارتباطاً‏ مباششراً‏ بين ساعات المششاهدة التي<br />

يقضضيها التلميذ أمام التلفاز والدرجات التي يهققها،‏ فكلما زادت ساعات<br />

المششاهدة انخفضضت الدرجات.‏ من أجل هذا يترتب علينا ألا نغفل عن تقديم<br />

التوعية والتوجيه اللازمين لإكساب المواقف الإيجابية.‏<br />

علاء الدين حسن


‏إىل..‏<br />

رئيس التحرير<br />

ترح ِّ ب القافلة برساءل قراءها<br />

وتعقيبهم على موضضوعاتها،‏<br />

وتهتفظ بهق اختصصار<br />

الرساءل أو إعادة تهريرها إذا<br />

تطلب الأمر ذلك.‏<br />

تغيير عنوان<br />

أتقدم لكم بوافر التقدير على ما تبذلونه من<br />

تطوير في هذه المجلة العزيزة على قلوبنا،‏<br />

التي يجد فيها القارئ تنوعاً‏ في موضوعاتها<br />

الجميلة.‏ وحيش إنني من المششتركين<br />

القدامى،‏ وقد تغير عنواني البريدي،‏<br />

يسسعدني أن يتم التعديل.‏ كما أششكر لكم<br />

اسستمراركم بإرسسال القافلة طيلة السسنوات<br />

الماضية.‏<br />

أحمد هاششم القُصصير-‏ الرياض‏<br />

القافلة:‏ نششكرك على إطراءك يا أخ أحمد،‏<br />

وسسنهوّل عنوانك البريدي الجديد إلى قسسم<br />

الاششتراكات.‏<br />

مششترك قديم<br />

كنت مششتركاً‏ قديماً‏ في مجلة القافلة،‏ وذلك<br />

منذ عام ‎1376‎ه.‏ وكانت تصصلني بانتظام<br />

منذ كُ‏ نت أعمل في ميناء جدة،‏ ولقد تغي َّر<br />

مكان عملي،‏ ثم تقاعدت.‏ ورغم ذلك كانت<br />

مجلة القافلة تصصلني باسستمرار حيش كنت<br />

متابعاً‏ لها.إلا أنها انقطعت منذ مدة.‏ أرجو<br />

منكم التكرم بإرسسالها لي من جديد.‏<br />

عبدالعزيز صصاله العشيمين-‏ جدة<br />

القافلة:‏ يسسعدنا كشيراً‏ أنك من القراء<br />

القدماء للقافلة،‏ وسسنتأكد من وصصول<br />

المجلة.‏<br />

منذ ‎48‎عاماً‏<br />

كلي عتب على مجلة القافلة،‏ فهذه هي<br />

المرة الخامسسة التي أكتب فيها لكم،‏ وذلك<br />

بخصصوص‏ انقطاع إرسسال المجلة إلي.‏ مع<br />

العلم أن اسسمي مدرج ضمن قاءمة المششتركين<br />

منذ عام ‎1384‎ه.‏ وقد طلبت أن تدرجوا<br />

اسسمي ضمن قاءمة المششتركين الجدد.‏ أتمنى<br />

هذه المرة أن يجد طلبي أذنًا مصصغية.‏ كما<br />

أود أن أحيطكم علماً‏ بأن عنواني البريدي<br />

لم يتغير.‏<br />

مهمد البقششي-‏ الهفوف<br />

القافلة:‏ نعتذر لك عن هذا التأخير،‏ كما<br />

نعدك بعودة المجلة لك من جديد.‏<br />

بخط اليد على الورق<br />

كتبت بخط اليد وعلى الورق لٔنه الٔعمق<br />

ششعوراً‏ كما جاء ذات مرة في أحد مواضيع<br />

مجلتكم.‏ إن ما دعاني للكتابة أعادني<br />

أكشر من عششرين عاماً‏ عندما كنت أنقل<br />

من مجلة قافلة الزيت أروع البهوش أيام<br />

دراسستي،‏ وكانت وما زالت مقالاتها من<br />

أفضل المقالات وأقواها.‏ إلا أن المقالات<br />

الٕسسلامية أقل حضوراً،‏ لذا أتمنى أن<br />

يكون هذا الجانب بقوة التقارير العلمية<br />

نفسسها التي تُنششر في القافلة.‏<br />

كما أششكركم على إعادة إرسسال المجلة<br />

للمتقاعدين من أرامكو.‏<br />

أمينة الغامدي<br />

القافلة:‏ ششكراً‏ لك يا أخت أمينة على هذه<br />

الملاحظات التي سسنأخذها في الهسسبان.‏<br />

أسرتي ومجلة القافلة<br />

وصصلتني مجلة القافلة لششهري يناير<br />

وفبراير ‎2011‎م،‏ كآخر عدد يصصلني،‏ لذا<br />

أرجو التكرم بمواصصلة إرسسال المجلة لي،‏<br />

فهي تعد مكتبة عاءلية،‏ إذ تهتوي على<br />

أبهاش الطب وعلوم الاقتصصاد والتقنية،‏<br />

كما لا تغفل عن الششعر العربي المعاصصر<br />

والقديم.‏ إن القافلة كانت دوماً‏ نهر<br />

الفاءدة،‏ إذ يسستفيد منها أبناءي،‏ كما تفيد<br />

أصصدقاء العاءلة.‏ فرجاء التكرم بالمواصصلة<br />

في إرسسالها،‏ وكل الٔمل ألا نهرم هذه<br />

المجلة الراءعة.‏<br />

علي إبراهيم القاضضي-‏ مصصر-‏ القاهرة<br />

القافلة:‏ يسسرنا أن نسستمر في إرسسال المجلة<br />

لك،‏ فهي لك ولٔسسرتك ولٔصصدقاء العاءلة<br />

أيضاً.‏<br />

صصديق من إندونيسيا<br />

يسسرني أن أعرفكم بنفسسي،‏ و أتمنى أن تجد<br />

رسسالتي تفاعلاً‏ لديكم.‏ اسسمي Syafruddin<br />

وأدرسس في قسسم اللغة العربية في الجامعة<br />

الٕسسلامية في العاصصمة الٕندونسسية،‏ جاكرتا،‏<br />

وقد وصصلت إلى السسنة الرابعة.‏ أنا مهتم جداً‏<br />

بكل ما تنششره ششركة أرامكو من مجلات<br />

وأخبار ومعلومات،‏ وأسسعى لاقتناءها.‏<br />

لا تقتصصر فاءدة مجلة القافلة على مسساعدتي<br />

على تخطي الصصعوبة اللغوية التي أواجهها<br />

في دراسستي،‏ بل أيضاً‏ سستزيد من ثقافتي.‏<br />

أرجو منكم إيضاه طريقة الاششتراك<br />

وتزويدي بأي معلومات أخرى مطلوبة.‏ هل<br />

من الممكن أن تقوموا بإرسسال بعضض النسسخ<br />

المجانية من المجلة إلى عنواني البريدي<br />

المرفق؟<br />

وأخيرً‏ ا،‏ أششكركم للطفكم وأقدر جهودكم<br />

وتعاونكم.‏ سأكون بانتظار وصصول مجلتكم،‏<br />

فهي من أكشر المجلات التي أتوق لقراءتها.‏<br />

أود الاعتذار عن ركاكة لغتي،‏ فأنا ما زلت<br />

طالباً.‏<br />

Syafruddin<br />

القافلة:‏ نرحب بك صصديقاً،‏ كما نعدك<br />

بوصصول المجلة إليك على العنوان الذي<br />

أرفقته لنا.‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

الاغتراب في إكليل الخلاصص<br />

من يقرأ‏ إبداعات الكاتب مهمد المزيني عليه أن يتخلى عن تصصوره المسبق في البهش<br />

عن قصصة ذات بناء كلاسيكي تتوافر فيه المقدمة والعقدة والهل المريه.‏<br />

تلك أقانيم كرستها رواية القرن التاسع عششر بأقلام الموءسسين من أعلام الرواية<br />

العالمية،‏ تجاوزها التاريخ الفني.‏<br />

الرواية الجديدة ركبت أمواج الهداثة وأبهرت في تقنية التفكيك والهذف،‏ وإعطاء<br />

المتلقي فسهة التأويل والمششاركة وتعبئة الفراغات التي يتركها الكاتب في نصصه عن<br />

قصصد وتصصميم.‏<br />

ليسس غريباً‏ أن نجد بعضض من تابعوا نتاجات المزيني يششيهون بوجوههم،‏ معلنين<br />

تذمرهم عن عدم وجود قصصة في النص،‏ بل يذهب بعضضهم إلى أن النص‏ معقّد ومغلق<br />

وغير مفهوم،‏ مرجعين السبب لضضعف في أدوات الكاتب وليسس لرقيّ‏ فنية المعالجة<br />

وتميزها.‏ والواقع أن تقنية الرواية تتمشل في حبكات متداخلة كشيرة،‏ ومغامرة فنية<br />

ليست من ذلك النوع الذي يعطي مفاتيهه للمتلقي بسهولة ويسر،‏ بل يهتاج إلى تركيز<br />

في التلقي ويتطلب آلية ومرانًا على البهش فيما وراء النص‏ والمهذوف بين سطوره.‏<br />

من خلال تعاطينا مع ما وقع بين أيدينا من نصصوص‏ الكاتب،‏ وجدنا خطاباً‏ رءيساً‏ تهمله<br />

النصصوص‏ مع اختلاف زاوية الروءية وبوءرة الالتقاط في كل نص،‏ وإن تقاطعت جميعاً‏ في<br />

الهفر في طبقات قاع المدينة ‏(الرياضض)،‏ وأعملت رفششها في كششف أوجاع ساكنيها<br />

من المهمششين وأصصهاب الجنسيات الوافدة،‏ متخذة تلك النصصوص،‏ و«إكليل الخلاص»‏<br />

موضضع المراجعة،‏ من التفكيك وسيلة للهفر والكششف والتعرية،‏ ليصصبه مجمل النص‏<br />

المركّ‏ ب،‏ بهركة ششخوصصه وتقاطعات الأحداش فيه،‏ تعبيراً‏ صصادقاً‏ عن انعكاسات<br />

وإفرازات ومكبوتات تكششف عن علاقات غير سوية بالآخر والمكان والمرأة.‏<br />

من هنا كان مهور الغربة والاغتراب هو الجامع الرءيسس الذي التقت حوله ششخصصيات<br />

النص‏ ‏(عبد الرحمن/‏ فاطمة / خالد)‏ على سبيل التمشيل،‏ سواء كانت غربة مكانية أو<br />

زمانية،‏ حيش يهمل كل ششخص‏ على كتفيه حقاءب معاناته.‏<br />

إضضافة لرصصد التهولات الاجتماعية التي أوصصلت الفرد للبهش عن خلاصصه في<br />

الإمعان بجهنم الاغتراب،‏ باحشاً‏ عن وطن آخر،‏ وما يتطلع إليه الجيل الجديد،‏<br />

يكششف النص‏ عن تفاصصيل مأساوية ترتكب بهق الششخوص،‏ رجالاً‏ ونساء وأطفالاً‏<br />

ممن تهرك حالاتهم أعماق الهسسّ‏ الإنساني.‏<br />

السفر،‏ رصصيف بارز على طريق الرواية التي غاصصت في أعماق الإنسان،‏ كاششفة<br />

صصراعاته مع ذاته والآخر،‏ ومجمل المواضضعات التي جعلت من الرواية نصصاً‏ مفتوحاً‏<br />

على فضضاءات أدبية بأششكال تعبيرية منوعة،‏ معجونة بمذاق لغة وصصفية فصصيهة<br />

ظهر تأثرها بالتراش العربي والقرآن الكريم جلياً،‏ قدّ‏ م فيها الكاتب حراكاً‏ ناضضجاً‏<br />

عن الوطن والرحيل،‏ والششوق الجارف للمكان الأول،‏ وعن أمومة المكان وطناً،‏ دون<br />

أن نجد نهاية قطعية،‏ بل نهاية تنفته على فضضاءات تأويلية كشيرة..‏ حزم حقيبته<br />

بصصمت ومششاعر ممزقة،كأن لغة الضضياع والهسرة اللتين رافقتاه في حياته الأولى،‏<br />

تهبّان نهوه من كوّة صصغيرة داخل قطار العمر الموجع،‏ متناسياً‏ غدر الزمان الذي<br />

سرق طفولته.‏ لم يهدسس أن الموت المباغت يتنفسس لغة مختلفة للهياة بما يكتنزه<br />

من حيرة وفجيعة،‏ تسكنه لعنات ششتى،‏ كلعنات المدينة التي لا تمنهه السلام بعد<br />

أن فششل في تجربة البقاء صصامداً‏ في الوطن الذي لم يقدر على صصوغ حياته من<br />

جديد وترميم روحه.‏<br />

الموقف من المدينة والوطن،‏ مهطة تششد انتباه المتلقي،‏ حيش جاءت صصورتهما<br />

ناضضهة بالمرارة والأسى،‏ نهن نهرب من أوطاننا لأنها تبتزنا،‏ تستكشر علينا<br />

الهياة،‏ تفرضض قاموسها التاريخي علينا لنفعل أششياء لا تقنعنا،‏ بعضض الناسس<br />

يستسلمون لإرادته،‏ ولكي يبتعدوا عما يهيج نفوسهم يذعنون ويبتلعون أصصواتهم،‏<br />

عادت فاطمة في إكليل الخلاص‏ إلى ذاكرتها ومعاناتها وكأنها تضضفي إلى رصصيده<br />

هموماً‏ أخرى،‏ كانت من قبل قد كتبت ورقة ألقتها في السفارة،‏ قالت كلاماً‏ عن<br />

حبها لوطنها،‏ دافعت عن الوطن بالهجج،‏ ويوم عادت إليه مهمولة على أجنهة<br />

الششوق وساعات انتظار طويلة،‏ تبدد ششوقها وحنينها وكأنها تفيق من صصدمة،‏<br />

انقلبت المعاني ليبدو عششقها للوطن يوازي الكذب على الذقون ويوازي الخوف<br />

والملل،‏ يوازي الموت الموءجل الذي يغزو الناسس عنوة.‏ هذه الرحلة للوطن تعادل<br />

كل زياراتها،‏ كانت ثقيلة الوطء عليها،‏ اكتششفت أنها داخل مصصيدة دبقة كلست<br />

عظامها.‏<br />

هذه الصصورة غير المريهة،‏ تأخذنا لصصورة المرأة،‏ فهل كانت أفضضل يا ترى؟<br />

وكيف عالجها النص؟<br />

النساء هناك يراوغنها بهيلة النسيان ويكافهن تلاطم أمواج أرواحهن المهدرة<br />

بنتف عبارات هي بمنزلة عزاء لا يسد رمق أسئلتهن.‏ تكتششف أن المرأة في وطنها<br />

لا تزال حالة استشناءية تمشل الخوف منها وعليها،‏ والإنسان تهوّل إلى ششيء بلا<br />

ششكل أو هوية،‏ هذا الإحساسس بالعجز والدونية،‏ يفقدها حتى اسمها وصصوتها،‏<br />

نسيت داخلها المرأة والمرآة.‏ النساء لهن عالمهن الخاص‏ جداً‏ ليقعن فراءسس<br />

للوحدة ثم الضضياع والاكتئاب،‏ يلجأن إلى التدخين وأمور أخرى معقدة جداً.‏<br />

هذه الصصورة السالبة للمرأة والوطن،‏ مقطع من دراسة سوسيولوجية لمجتمع<br />

تهكمت فيه الضضغوطات والتابوهات،‏ اجتهد النص‏ أن تكون صصرخة بأهمية التوقف<br />

والمراجعة بهشاً‏ عن الأسباب.‏<br />

سمير أحمد الششريف-‏ رابطة الكُ‏ تاب الأردنيين


قافلة النشر<br />

الفارابي<br />

صصورة الفلك والتنجيم<br />

في الششعر العباسي..‏<br />

فواز أحمد طوقان<br />

تسونامي..‏<br />

حمود السايق<br />

الأرضض الشامنة..‏<br />

مهمود زعرور<br />

دار سطور<br />

مافيا إخفاء الأموال<br />

المنهوبة..‏ ترجمة<br />

فاطمة نصصر<br />

المسلمون الافتراضضيون..‏<br />

جاري آر.بانت..‏ ترجمة:‏<br />

علاء الدين مهمود<br />

المعرفة في خدمة<br />

الهيمنة..ماثيو جايكوبز..‏<br />

ترجمة:د.‏ فاطمة نصصر<br />

الإباحية ليست حلا..‏<br />

د.ميريام جروسمان<br />

ترجمة:‏ واءل الهلاوى<br />

دور نشر متنوعة<br />

بين الخوف والهب..‏<br />

د.برندا ششوششانا<br />

ترجمة:‏ مهمد الغامدي<br />

الشقافة والتنوع الإحياءي..‏<br />

د.م.راكششمي ناراسيا<br />

ترجمة:درويشش الششافعي<br />

الهكم الرششيد والمواطنة<br />

الصصالهة..‏<br />

مهمد الطريقي<br />

السرد والكتاب..‏<br />

مهمد خضضير<br />

المسلمون نهو<br />

المعاصصرة..د.زهير<br />

مهمد الزميلي<br />

دار جداول<br />

الإسلام والمجتمع<br />

المفتوه..سليمان بششير<br />

ديان.ترجمة:السيد ولد أباه<br />

فتاة النص..‏<br />

ليلى الأحيدب<br />

عبد المهسن السعدون..‏<br />

لطفي جعفر فرج<br />

عبداالله<br />

الجابري دراسات متباينة..‏<br />

علي العميم<br />

معهم..حوارات صصهفية<br />

في الشأن السعودي..‏<br />

سعد المهارب


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

مدارك<br />

كخة يا بابا..‏<br />

عبداالله المغلوش<br />

خارج الطاءفة..‏<br />

د.علي أحمد الديري<br />

تغطية العالم..‏<br />

أحمد السيف عطيف<br />

دار المدى<br />

النصصف الخصصب..‏<br />

وضضهى سيف الجهوري<br />

المهرقة..‏<br />

قاسم مهمد عباسس<br />

من سيلان إلى دمششق..‏<br />

أدولفو ريفادينيرا.‏<br />

ترجمة:صصاله علماني<br />

رياض الريس<br />

الششجرة..‏<br />

عبداالله مهمد الناصصر<br />

أين كنت في الهرب؟..‏<br />

غسان ششربل<br />

مع الأدب العماني..‏<br />

أحمد الفلاحي<br />

العبيكان<br />

انتهار الغرب..ريتششارد<br />

كوك وكريسس سميش.‏<br />

ترجمة:مهمدالتوبة<br />

نظرات في منهج التغيير<br />

بالقوة..‏<br />

عبداالله جاب االله<br />

تأملات في السرد<br />

العربي..د.إبراهيم خليل<br />

الماء وتقنية<br />

مياه الصصرف..‏<br />

ترجمة:يوسف رضضوان<br />

دار فضاءات للنشر<br />

كما تتغير الخيول..‏<br />

خالد جمعة<br />

من القلب..‏<br />

أ.د.أفنان دروزه<br />

صصفهات نفسس..‏<br />

مأمون أحمد مصصطفى<br />

جاليريا..‏<br />

ناصصر فاله الريماوي<br />

ميرميد،قصصص..‏<br />

ناصصر الريماوي


13 12<br />

قضايا<br />

صمت الواجهات<br />

موت المدينة العربية<br />

Shutterstock


ديسمبر ديسمبر ‎2011‎م نوفمبر<br />

هل فقدت المدينة العربية رشدها،‏ هل ضلت طريقها إلى الهاضضر،‏<br />

بينما انقطع بها السبيل إلى ماضضيها؟ هل أصصبهت المدينة العربية<br />

مسخاً‏ لا هوية له،‏ خليطاً‏ من طرز الٔبنية الغربية والششرقية،‏ على تمايز<br />

أنماطها وهندستها ووظاءفها وألوانها؟ هل مات إحساس‏ الجمال في<br />

ضضمير المدينة العربية،‏ مخلفاً‏ ذلك الصصمت المطبق على تاريخ من<br />

ذكريات واجهاتها وجدرانها مع أبرز فنانيها ومعمارييها،‏ أم أنه ما زال<br />

حياً‏ تهت أساسات الٔبراج العالية التي تفرضض عليها غربة تعيششها في<br />

أوطانها.‏ واقع ملتبس‏ وحقيقة غاءمة بين التساوءلات والافتراضات،‏<br />

سعى فريق القافلة إلى كسر ششفراتها،‏ والغوصص إلى عمقها.‏


فتنة الششرق<br />

يبدو أن الخلاف الداءر بين من يرون أن المدينة العربية وجدت<br />

طريقها أخيراً‏ إلى العالمية باعتمادها أنماط العمارة الغربية،‏<br />

ومن يرى أنها ضضلت الطريق إلى جذورها بهذا التغريب،‏ دخل<br />

مرحلة أكشر عمقاً‏ واحتداماً‏ في آن،‏ فعلى ما يبدو فإن للخلاف<br />

الذي يبدو معمارياً‏ أبعاداً‏ ثقافية وجمالية فكرية،‏ ولعل الوقوف<br />

على هذه الأبعاد يتطلب منا النظر إلى واقع مدينتنا العربية بعين<br />

الآخر،‏ إذ يصصعب أحياناً‏ روءية الهقيقة من داخلها.‏<br />

15 14<br />

يقول المستششرق الإيطالي،‏ فرانسيسكو غابرييلي:‏ ‏«ليسس لي إلا<br />

أمنية واحدة:‏ هي أن يخترع الششرق قيماً‏ جديدة ومبتكرة قادرة<br />

على إغناء ميراش البششرية على هذه الأرضض.‏ وإذا لم يفعل ذلك<br />

واختار نقل القيم الغربية بعد إجراء التعديلات الضضرورية عليها<br />

لكي تتأقلم معه،‏ فأتمنى أن يختار من بينها الأفضضل والأكشر كرماً‏<br />

وغنى بالخميرة النقدية.‏ أتمنى أن يختار من بينها الأكشر قدرة<br />

على جعل البششر يكنون حباً‏ للٓخرين كما يهبون أنفسهم،‏ بدلاً‏<br />

من أن يتعلقوا بأتفه ما أنتجه الغرب وأكشره قمعاً‏ وضضرراً».‏<br />

واجهات المهلات صصمت آخر في المدينة العربية<br />

Shutterstock<br />

إن عبارات غابرييلي لا تخلو من اتهام لأهل المدينة العربية وحاملي<br />

أختام هندستها العمرانية<br />

بالتواكل والتراجع،‏ والتخلي عن<br />

جماليات مدينتهم بتبني النمط<br />

الغربي وتلقفه على علاته،‏ وكان<br />

الأجدر بهم استنطاق جماليات<br />

نمطهم الششرقي القادر على منه<br />

مدن العالم روه الجمال التي<br />

يرى أنها مفتقدة في الششرق.‏<br />

صصراع هندسي ذو<br />

بعد ثقافي يسعى من<br />

خلاله الغرب إلى<br />

إعادة إنتاج ملامهه<br />

في ششوارع مدن لم<br />

تزل تنبضض بعد<br />

وتتطور فكرة تغريب هندسة المدينة العربية لدى كشيرين يرون<br />

أن للقضضية بعداً‏ ثقافياً‏ لا يمكن تجاهله،‏ إن لم يكن هو الأساسس،‏<br />

إذ يرى هوءلاء،‏ ومنهم:‏ إدوارد سعيد،‏ أن الغرب قام بصصناعة<br />

الششرق وتششكيله وإعادة إنتاجه من جديد على يد الغرب،‏ حتى<br />

يتمكن من السيطرة عليه،‏ وبناء ذاته وتششكيلها.‏<br />

ويرى آخرون،‏ منهم الأستاذ الدكتور مششاري عبداالله النعيم،‏<br />

أن المدينة العربية المعاصصرة،‏ التي نراها تموت جمالياً‏ وفكرياً،‏<br />

وتتهول إلى ركام عمراني لا قيمة له،‏ مضضيفاً:‏ ‏«هذه المدينة<br />

لم تستطع أن تتخلص‏ من كل هذه العواءق التي ساهم فيها<br />

الاستششراق،‏ وأكدها التهجين المعاصصر الذي فرضض هوية مهجنة<br />

ومترددة على المدينة العربية».‏ مششيراً‏ إلى أن العمارة بوصصفها<br />

ظاهرة ثقافية،‏ إحدى القضضايا الملهة التي لم تهظَ‏ بأي اهتمام<br />

الأزقة الضضيقة جزء من هوية المدن العربية القديمة


صصمت الواجهات<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

Shutterstock<br />

Shutterstock<br />

التغلب على مستويات الأرضض بإنششاء السلالم التي تضضفي حميمية إلى الأزقة<br />

من المشقفين والمهتمين بالعالم العربي،‏ ‏«ما همشش هذا<br />

الجزء الشقافي وأبعده بششكل كامل عن الهم ِّ الشقافي العربي،‏<br />

على الرغم من أهميته الكبرى،‏ سواء من الناحية الفكرية<br />

البهتة،‏ أو حتى الاقتصصادية،‏ بالإضضافة إلى تأثيره على جودة<br />

الهياة وتطور الذاءقة الجمالية لدى الإنسان العربي».‏<br />

لماذا؟<br />

ويعزو د.النعيم هذه الإششكالية التي تعيششها المدينة العربية إلى<br />

الغياب النقدي الذي تعيششه الشقافة المعمارية في العالم العربي،‏<br />

‏«فعلى الرغم من انتششار التعليم المعماري،‏ إلا أنه نادراً‏ ما نجد<br />

مدرسة معمارية عربية تتبنى روءية نقدية واضضهة.‏ ولعل هذا أوجد<br />

فراغاً‏ إبداعياً‏ يمكن ملاحظته بسهولة،‏ فلا توجد أسماء ذات<br />

البناء الهجين<br />

حل وسط يهقق<br />

للغرب طموحه<br />

ويشبت للششرق<br />

وجوده ويقطع<br />

الطريق على<br />

منطق الصصراع<br />

قيمة في مجال العمارة في<br />

العالم العربي،‏ إلا من تعلم<br />

ومارسس المهنة في الغرب».‏<br />

ويجد د.النعيم هذا أمراً‏<br />

مهزناً‏ يبعش على الإحباط.‏<br />

‏«على أن هذا يجب أن لا<br />

يجعلنا نتقاعسس عن العمل<br />

والبهش عن مخارج فكرية<br />

ومهنية لهذا المأزق الذي<br />

نجد فيه العمارة العربية في الوقت الراهن».‏<br />

أيضضاً‏ يجد د.النعيم هذا التذبذب في نمط عمارة المدينة<br />

العربية،‏ نابعاً‏ أصصلاً‏ من فقدان البوصصلة،‏ فلم يعد واضضهاً‏<br />

لنا ماذا نريد؟ وماذا تعني العمارة بالنسبة لنا؟ بالإضضافة<br />

لإحساسنا بالإنهزام والتخلف وعدم قدرتنا على اللهاق<br />

بالغرب،‏ مع تكبيل أنفسنا بمبررات تقليدية ششكلت على<br />

الدوام الهبسس الفكري الذي جعل العمارة العربية المعاصصرة<br />

تبدو مششوهة للغاية.‏<br />

بيد أن طرفاً‏ ثالشاً‏ قوي التأثير يدخل هذا المششهد الشقافي<br />

المعماري المتداخل لاعباً‏ دوراً‏ رءيساً،‏ بل ربما كان في كشير<br />

من الأحيان يمسك بزمام الأمور،‏ ألا وهو حركة الاستششراق<br />

التي يرى فريق غير قليل من المعماريين العرب المعنيين<br />

بالشأن الشقافي،‏ إن ثمة مواقف سلبية مهتقنة من قبل بعضض<br />

المستششرقين الذين يناهضضون فكرة وجود خصصوصصية جمالية<br />

لطرز العمارة العربية،‏ أو أن للعمارة العربية يداً‏ على العمارة<br />

الغربية،‏ أمشال ‏(هينتشش)‏ الذي لا يرى حسنة في الششرق،‏ ولا<br />

ينسب له فضضيلة حضضارية ولا تاريخية ولا علمية ولا معمارية،‏<br />

مششبهاً‏ إياه بالوهم،‏ بقوله:‏ ‏«الششرق كامن في روءوسنا.‏ لا وجود<br />

للششرق خارج روءوسنا،‏ نهن الغربيين».‏ هذه الصصورة فتهت<br />

الباب على مصصراعيه لإعادة مهاكمة الاستششراق،‏ خصصوصصاً‏<br />

بعد مقال مهم نششره أنور عبدالملك تهت عنوان ‏(الاستششراق<br />

مأزوماً)،‏ فمنذ تلك اللهظة ظهرت قراءات ودراسات تهاجم<br />

الاستششراق بششكل عميق،‏ وتقي ِّم تأثيره السلبي على وجه<br />

الخصصوص‏ على الشقافة العربية الإسلامية.‏


17 16<br />

Shutterstock<br />

باحة البيت العربي في دمششق<br />

الزخرفة المغربية في واجهة نوافذ أحد المنازل<br />

Shutterstock<br />

واعتماداً‏ على المنطق نفسه يوءكد د.‏ النعيم أن ‏«المششكلة من<br />

وجهة نظري هي أن الغرب فعلاً‏ أنتج مدينة عربية في خياله،‏<br />

وحاول فرضضها على أرضض الواقع،‏ الأمر أنتج مدينة مششوهة،‏<br />

لأنها تصصطدم بقوة مع قيم سكانها،‏ فما يريده الغرب المهيمن<br />

الذي يمكن الأدوات والتقنيات ويفرضض وجوده حتى يومنا هذا،‏<br />

يختلف عما يريده سكان المدينة العربية،‏ إذ إن ما يتلاءم مع<br />

قيم حياة السكان يختلف مع قيم من يخطط ومن يرسم نمو<br />

المدينة.‏ إنها إششكالية المتخي َّل الغربي الذي ساهم في بناءه<br />

الاستششراق،‏ ما زال يعمل إلى اليوم،‏ فما زلنا نرى ششطهات<br />

المعماريين الغربيين تششكل مدناً‏ عربية بأكملها».‏<br />

بينما هناك مستششرقون نجهوا في النظر بهياد إلى الواقع،‏<br />

حتى لو كان الشمن إدانة الغرب،‏ فهذا المستششرق الإيطالي،‏<br />

فرانسيسكو غابرييلي،‏ يقول تهت عنوان ‏(ثناء على<br />

الاستششراق)،‏ إن الاستششراق ساعد على ‏«استكششاف علمي<br />

للهضضارات الششرقية في الماضضي،‏ وساهم هذا الاستكششاف<br />

في تبيان حجم مساهمة هذه الهضضارات في التاريخ العام<br />

للبششرية،‏ وقيمة هذه المساهمة.‏ صصهيه أن هذا الاستكششاف<br />

كان قد ساعد أوروبا أحياناً‏ على تغلغلها الاقتصصادي<br />

والسياسي في الششرق الهديش من أجل استعباده واستغلاله،‏<br />

المدينة العربية<br />

المعاصصرة تموت<br />

جمالياً‏ وفكرياً‏<br />

وتتهول إلى ركام<br />

عمراني لا قيمة له<br />

لكن العدل والإنصصاف والششرف<br />

أيضضاً‏ يقتضضي منا ألا نعمم هذه<br />

الهالات والأحداش الخاصصة<br />

ونششمل بإدانتنا كل البهش<br />

الاستششراقي.‏ فهذه الإدانة قاءمة<br />

على خلط الأمور والمغالطة».‏<br />

وفيما تششير أصصابع الاتهام إلى ضضلوع الغرب،‏ حسب مفهوم<br />

بعضضهم،‏ في تغريب النمط المعماري الششرقي،‏ نجد أن هناك من<br />

يوءكد أن الاستششراق ليسس كله ششراً،‏ وأن مساهمات المستششرقين<br />

مهمة وموءثرة،‏ ولولاها لما كنا تعرفنا الكشير من جوانب الشقافة<br />

العربية.‏ وإن كانوا ركزوا في الجانب المعماري على وجه<br />

الخصصوص‏ على اكتششاف الآثار وجمعها.‏<br />

الهيز الشالش<br />

وعلى صصعيد البهش عن أرضضية مششتركة قد تجمع بين فرقاء<br />

التصصور الجمالي المعاصصرين للمدينة العربية،‏ يقر بعضض<br />

المهايدين بدءاً‏ بأن الغرب حاول دراسة الششرق وفهم مهركاته<br />

الشقافية،‏ وتأثر به بششكل كبير،‏ ونقل منه سواء بششكل مباششر أو<br />

غير مباششر.‏ وتأسيساً‏ على هذه الفرضضية يقر هوءلاء بأن عمارة<br />

الاستششراق العربية،‏ لا يمكن عدها عمارة غربية خالصصة،‏ بل هي<br />

نتاج هجين،‏ نشأ‏ عن هذه التفاعلات لفهم الخصصوصصية المهلية<br />

التي ابتدعها الغرب منذ ثلاثة قرون أو يزيد،‏ لكنها في صصورتها<br />

الهالية أقرب إلى تكوين متوازن يجمع الششرق والغرب في قالب<br />

واحد.‏ ويقتره هومي بابا،‏ اعتمادً‏ ا على فرانسس فانون،‏ وإدوارد<br />

سعيد،‏ حيّزً‏ ا ثالشًا،‏ تتمشّل فيه علاقة التبعية بين الطرفين،‏ ذلك<br />

الهيّز الذي يقوم فيه الطرف المستعمَ‏ ر التابع بمهاكاة المستعمِ‏ ر،‏<br />

وفي الوقت ذاته يوجد لنفسه ثقافة خاصصّ‏ ة ومستهدثة،‏ بينما<br />

يقوم المستعمِ‏ ر بمهاكاة ثقافة التابع المستهدثة.‏ هذا الهيّز<br />

الشالش وإن رأى بعضضهم أنه ّ موءسسس على حداثة مستوردة ومششوّهة<br />

ومترجمة بصصورة سيئة،‏ إلا أن هوءلاء يرون إمكانية أن يصصنع هذا<br />

الهيز في نهاية الأمر عمارة ذات نكهة كونية،‏ تجمع في داخلها<br />

بذرة هجينة،‏ طالما حملتها العمارة عبر التاريخ.‏<br />

وعلى ما يبدو فإن مفهوم الهيّز الشالش بدأ‏ يلقى تجاوباً‏ واسعاً‏<br />

لدى قطاع من المعماريين بوصصفه منطقة مهايدة تلتقي فيها


صصمت الواجهات<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

Shutterstock<br />

الكولونيالية،‏ حلم<br />

الهيمنة الذي قد<br />

يتهول إلى واقع<br />

الالتقاء على أرضض<br />

مششتركة،‏ والسهر<br />

الذي انقلب على<br />

الساحر<br />

عمارة الششرق والغرب،‏<br />

ومنطقة يفترضض أنها ستكون<br />

ثرية بأنماط جديدة هجينة،‏<br />

فيرى هوءلاء أنه حيّز مبدع،‏<br />

فعّال،‏ وليسس مجرّ‏ د حيّز<br />

انعكاسيّ‏ ، فهو حيّز يوّلد<br />

فرصصً‏ ا أخرى.‏ كما أن هذا<br />

الهيّز الشالش الهجين،‏ حسب<br />

هوءلاء،‏ يوفّر سياسة تتسم<br />

بكونها حاضضنة تقوم بتششكيل<br />

هويات جديدة،‏ وأيضضاً‏ مواقع جديدة من التعاون والتنافسس.‏<br />

يعزز هوءلاء وجهة نظرهم بأن المدينة العربية خلال القرنين<br />

التاسع عششر والعششرين مرت بفترات تهجين تششكل خلالها<br />

الهيز الشالش،‏ الذي ينتمي لكلا الموءثرين الشقافيين؛ العربي<br />

والغربي،‏ وصصنع عمارة هجينة رومانسية أحياناً،‏ من خلال<br />

نظرة المعماريين الغربيين للعمارة العربية،‏ وأحياناً‏ أخرى<br />

تصصبه ثقافية تقليدية،‏ من خلال مهاولات المعماريين<br />

العرب صصياغة عمارة ذات هوية.‏<br />

وقريباً‏ من منطقة الهيز الشالش هذه فقد بدأ‏ مفهوم<br />

العمارة الإسلامية يتطور منذ أن ظهرت أول دراسة<br />

استششراقية معمارية لمنشأة إسلامية،‏ قطب منار في<br />

دلهي،‏ قدمها المهندسس البريطاني جيمسس بلنت James<br />

Blunt عام ‎1798‎م.‏ كان بلنت يرى أن المششكلة الأساسية<br />

في الفهم الششاءع للعمارة الإسلامية تتمشل في أنه فهم<br />

تاريخي مهضض مهصصور ومهدد بالشقافة الإسلامية<br />

الدينية ذاتها.‏ وعلى صصعيد تقريب المفاهيم بين المفهوم<br />

الغربي البهت للعمارة،‏ وما أفرزته عمارة الاستششراق،‏<br />

أو الدراسات الاستششراقية للمدينة العربية التي أفرزت<br />

لنا مصصطله العمارة الإسلامية،‏ والمدينة الإسلامية،‏<br />

حاول فريق جديد تقديم فهم جديد،‏ يوفق بين ما أنتجه<br />

الاستششراق،‏ وروءية الباحش والناقد العربي للمدينة العربية<br />

خلال القرنين الأخيرين.‏ ويرى هوءلاء أنه من الممكن<br />

ربط الفكرة بالاتجاه الرومنطيقي،‏ الذي يراه المستعرب<br />

الفرنسي مكسيم رودنسون،‏ أنه تيار يميل عادة إلى ما<br />

هو خصصوصصي،‏ أي إلى استكششاف العقليات القومية بكل<br />

خصصوصصياتها وألوانها المهلية.‏<br />

وبالتالي فإن الرومنطيقية هي مهاولة للفهم من الداخل<br />

الذي يستعصصي بششكل كامل دون فهم الخارج وتأمله،‏ الأمر<br />

الذي يصصب في الأخير في فكرة الهيز الشالش الهجين،‏ الذي<br />

قام ‏(بابا)‏ بتطويره بغية تفسير التطوّر على صصعيد الشقافة<br />

والهوية في ظلّ‏ ظروف مهاولة الهيمنة باستخدام سلاه<br />

الشقافة،‏ ما يطلق عليه الكولونيالية،‏ التي تتسم بالتضضادية<br />

وغياب العدل.‏ هنا يصصبه الهجين نمطاً‏ ثقافياً‏ سلطوياً،‏<br />

تأخذ على عاتقها ترجمة هوية الواقع تهت المستعمر من<br />

خلال منظور يدّ‏ عي الكونية،‏ ولكنها تفششل في هذه المهمّ‏ ة،‏<br />

وبدلاً‏ من ذلك فإنها تقوم باستهداش ششيء جديد عن غير<br />

وعي.‏ ويضضيف ‏(بابا)‏ أن الهجين من زاوية أخرى علاج<br />

للتخلص‏ من هيمنة فكرة الماهوية والاعتقاد بالشبات وعدم<br />

التغيير،‏ وبأن جميع أششكال الشقافة تششارك في عملية داءمة<br />

لتششكيل حالات هجينة.‏ ما يعني أن فكرة الكولونيالية في<br />

الأخير قد خرجت عن مسارها الأصصلي،‏ مقدمة فرصصة<br />

الهنين إلى الأندلسس جزء من هوية البيت العربي<br />

للالتقاء الجمالي الهندسي المعماري الذي ينتج في الأخير<br />

مدينة عربية بروه غربية،‏ أو العكسس،‏ أو ششيئاً‏ آخر جديداً‏<br />

يمكن للعربي أن يجد فيه نفسه وثقافته،‏ وأيضضاً‏ يلمسس فيه<br />

روه التغيير.‏ الأمر الذي يعززه د.‏ النعيم بقوله:‏ ‏«إن مجرّ‏ د<br />

اللقاء بين قوّة المستعمر والخاضضعين لها،‏ على الرغم من<br />

الفصصل القاءم بينهما سواء كان هذا الفصصل،‏ حدودياً،‏<br />

مادياً‏ أو نفسياً‏ ثقافياً،‏ إلا أنه لقاء يتسبب في تغيير مفاهيم<br />

كليهما ووعيهما لذاتيهما،‏ ما يوءدّي إلى تششكيل حالة هجينة<br />

تجمع بينهما.‏ حتى إننا نستطيع أن نقول إن هناك حالة<br />

رفضض وعدم رفضض،‏ يمارسها المهتمون والممارسون للعمارة<br />

في العالم العربي صصنعت عمارة مهجنة وعاطفية يصصعب<br />

تعريفها بوضضوه.‏


قول في مقال<br />

سوق عكاظ<br />

الشعر أوالً‏ .. الشعر آخراً‏<br />

انتهى مهرجان سوق عكاظ في دورته الخامسة،‏<br />

الذي أقيم,‏ موءخراً,‏ في مهافظة الطاءف هذا العام.‏<br />

وانطلاقاً‏ من متابعته يسوق لنا أحمد البوق بعضض<br />

الٔفكار التي طرحت في هذه الدورة من أجل تهسين<br />

مستوى السوق،‏ كما يقدم اقتراحات حول جاءزة الششعر<br />

التي تُقدم على هامشش المهرجان.‏<br />

إذا ما أردنا سرد الهكاية من آخرها:‏<br />

فإن أبرز حدش في مهرجان سوق<br />

عكاظ في دورته الخامسة ‎2011‎م<br />

هو حجب جاءزتي الششعر،‏ ششاعر عكاظ<br />

وششاعر ششباب عكاظ.‏ ومنذ إعلان الهجب<br />

وعلامة استفهام كبيرة تطوف الأوساط<br />

الأدبية والشقافية.‏ هل عقمت أرحام قراءه<br />

الششعراء العرب أم أن العقم كامن في آليات<br />

منه الجاءزة؟ والاستفهام ليسس في الهجب<br />

بذاته ولكن في توقيته،‏ فأن تحجب جاءزة<br />

منهت لعششرات السنين-‏ لعدم ارتقاء<br />

الأعمال لمستوى الجاءزة-‏ أمرٌ‏ مقبول،‏ أما<br />

أن تحجب جاءزة للششعر في عامها الخامسس<br />

في سوق قام منذ الجاهلية واكتسب ششهرته<br />

التاريخية على الششعر ومن الششعر فأمرٌ‏<br />

يدعو للدهششة.‏<br />

وأظن أن علينا أن نتهرر من مفاهيم<br />

المسابقات الششعرية المتكلسة القاءمة<br />

على تحديد نوع الشعر ومحاوره<br />

وعدد الأبيات المطلوبة،‏ فالششاعر<br />

ليسس ترزياً،‏ ولا يمكن النظر للششعر<br />

بمقاييسس سباق الهجن.‏<br />

فجاءزة ششاعر عكاظ من الأجدى أن<br />

تمنه للتجربة الشعرية.‏ والشعراء<br />

العرب الذين أثروا الساحة الششعرية<br />

العربية والدولية عبر الترجمة بلغات<br />

عديدة لا يزال حضضورهم يضضفي حيوية<br />

وحراكاً‏ على المششهد الششعري والشقافي<br />

في كل مكان يهلون فيه.‏ ومنه الجاءزة<br />

كل عام لإحدى هذه التجارب ودعوته<br />

لإحياء أمسية في سوق عكاظ والمششاركة<br />

في ندواتها ومن ثم استضضافته ششهراً‏<br />

بالتنسيق مع وزارة الشقافة والإعلام<br />

ليتنقل بين مناطق المملكة زاءراً‏ لأهم<br />

معالمها التاريخية والهضضارية ودعوته<br />

لإحياء أمسيات ششعرية عبر الأندية<br />

الأدبية والمراكز الشقافية والجامعات لهو<br />

أجدى لتفعيل الساحة الششعرية المهلية<br />

وإثراء البرامج الشقافية.‏ كما أن جاءزة<br />

ششاعر ششباب عكاظ إذا ما منهت للششعراء<br />

الششباب في المملكة الذين أصصدروا دواوين<br />

خلال العامين أو الشلاثة السابقة لتاريخ<br />

منه الجاءزة فإن ذلك سيفعّل حركة<br />

النششر،‏ ويعطي فرصصة لتقييم التجربة<br />

من خلال ديوان لا قصصيدة.‏ ولا ششك أن<br />

سوق عكاظ قد نجه منذ إعادة إطلاقه<br />

قبل خمسس سنوات في مزج الششعر بالفنون<br />

الأخرى كالمسره والفن التششكيلي والنهت<br />

والتصصوير والفنون الششعبية،‏ كما أن هذه<br />

الدورة ششهدت العديد من الإضافات<br />

كجاءزة التميز العلمي،‏ ومعارضض التقنية<br />

متناهية الصصغر ) النانو)،‏ ومعرضض الهياة<br />

الفطرية،‏ والعديد من المعارضض المتنوعة<br />

التي وصصل عددها إلى 14 معرضضاً.‏ كما<br />

كان لمسرحية زهير بن أبي سلمى–‏ رغم<br />

كل الملاحظات عليها-‏ ومسره الششارع<br />

في جادة سوق عكاظ الذي يستعيد تاريخ<br />

السوق الششعري بمششاهد مسرحية جاذبة،‏<br />

وعروضض الفنون الششعبية اليومية دور في<br />

جذب الكشير من الزوار لموقع السوق.‏ أما<br />

الندوات والأمسيات الششعرية المصصاحبة<br />

فقد تنوعت بين جلسات صصباحية لندوات<br />

نقدية أقيمت في الفندق حيش ينزل<br />

ضضيوف السوق،‏ وندوات علمية واجتماعية<br />

وأدبية،‏ وأمسيات ششعرية مساءية أقيمت<br />

في موقع السوق لإتاحة الفرصصة لأكبر عدد<br />

من الزوار لهضضورها.‏ وكان لهذا التنويع<br />

أثر إيجابي في تفعيل أنششطة السوق.‏ ومن<br />

الموءمل مستقبلاً‏ أن يتم تطوير العروضض<br />

19 18


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

تصصوير ديفسا كفلي<br />

من أرششيف الهيئة الوطنية لهماية الهياة الفطرية وإنماءها<br />

المسرحية باستضضافة فرق عربية للمسره،‏<br />

سواء المسره المغلق أو مسره الششارع من<br />

دول لها تجربة طويلة في مجال المسره<br />

كمصصر ولبنان وسوريا،‏ وأن يُنظ َّ م معرضض<br />

للكتاب بالتزامن مع موعد السوق تدعى له<br />

مئات ششركات النششر العربية وغير العربية<br />

لعرضض مطبوعاتها،‏ وربما إتاحة الفرصصة<br />

لها لا لبيع الكتب فقط ولكن لعقد صصفقات<br />

مع المكتبات المهلية وتلقي عروضض النششر.‏<br />

ومن الأفكار التي طرحت لهذه الدورة<br />

أن يقام معرضض تجاري لمختلف المنتجات<br />

الوطنية وغير الوطنية على موقع السوق،‏ إذ<br />

التجارة جزء من فكرة السوق الأساسية،‏<br />

كما طرحت فكرة الوقف والاستشمار<br />

لضمان استمرار فعاليات السوق.‏<br />

وبالرغم من أن السوق يششهد في كل دورة<br />

تطوراً‏ ملهوظاً‏ على صصعيد البنى التهتية<br />

والتنظيم وبعضض الإضضافات المشمرة،‏ إلا أن<br />

بالإمكان أفضضل مما كان.‏ فللسوق مخطط<br />

عام لمدينة ثقافية متكاملة قدمه صصاحب<br />

السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة<br />

ورءيسس اللجنة الإششرافية العليا للسوق،‏<br />

الأمير خالد الفيصصل لمقام خادم الهرمين<br />

الششريفين الملك عبداالله بن عبدالعزيز<br />

ووجه يهفظه االله بتنفيذه،‏ وسلمت<br />

بالفعل ما يوازي عششرة ملايين متر مربع<br />

من موقع السوق للهيئة العامة للسياحة<br />

والآثار للبدء بتنفيذه.‏ ولا بد للسوق من<br />

هيئة داءمة في موقعه التاريخي تششرف<br />

على تنفيذ مخططه العام وتوءسسس لقاعدة<br />

بيانات ششعرية وثقافية،‏ وتوثق لفعالياته<br />

وتشارك باسم السوق في المهرجانات<br />

الششعرية العربية والعالمية.‏ كما أن الطموه<br />

أن يكون للسوق قناة فضضاءية خاصصة به وإن<br />

بدأت موسمية إلى اكتمال المخطط العام،‏<br />

وإثراء أرششفتها بالمواد الششعرية والشقافية<br />

ومششاركاتها الإقليمية والدولية.‏<br />

ومن الأفكار التي طرحت خلال فعاليات<br />

السوق الأخيرة دعوة بعضض المستعربين–‏<br />

دارسي اللغة العربية وآدابها من غير<br />

العرب-‏ لفعاليات السوق وإتاحة الفرصصة<br />

لهم لتقديم مششاركاتهم.‏ كما أن الترجمة<br />

ودعوة شعراء من حضارات وثقافات<br />

مختلفة سينعكسس على إثراء الساحة<br />

الشقافية.‏ كذلك طرحت فكرة إنششاء دار<br />

نششر باسم السوق للٕبداع عموماً،‏ والتركيز<br />

على الششعر والهديش عن تفعيل المسره<br />

الششعري والموسيقا المرتبطة بالششعر.‏<br />

وإذا ما كان لهكايتنا مع السوق أن تصصل<br />

إلى نهايتها فلا بد من عود على بدء من<br />

الإشارة إلى أن سوق عكاظ هو أششهر<br />

أسواق العرب في الجاهلية والإسلام،‏ وأنه<br />

استمر قرابة 250 عاماً‏ منها 129 عاماً‏ في<br />

الإسلام،‏ ثم توقف بعد هجمات القرامطة<br />

عليه وتدميره،‏ لشلاثة عششر قرناً‏ إلى أن<br />

أعيد إحياوءه قبل خمسة أعوام.‏ وقد ششهد<br />

الرسول محمد،‏ صصلى االله عليه وسلم،‏<br />

السوق صصغيراً‏ وكان يستمع إلى الخطب<br />

الششهيرة لقُ‏ سس بن ساعدة فيه،‏ وششهده<br />

بعد البعشة للدعوة للٕسلام.‏ ويقع السوق<br />

على بعد ‎40‎كيلاً‏ ششمال ششرق الطاءف.‏<br />

ولقربه من مكة المكرمة كان ينعقد قديماً‏<br />

من 20-1 من ذي القعدة الششهر السابق<br />

للهج،‏ ثم ينتقل العرب لأسواق مجنة وذي<br />

المجاز إلى الوقوف بعرفات.‏ هذا البعد<br />

التاريخي لتوقيت انعقاد السوق يطره<br />

ضرورة تحديد موعد ثابت له يضضمن<br />

الإعداد المسبق لبرامجه وفعالياته،‏<br />

وجدولة المششاركات فيه قبل موعد السوق<br />

بوقت كاف.‏ وبخلاف ما قال زهير بن<br />

أبي ُ سلمى الششاعر المهتفى به في الدورة<br />

الأخيرة للسوق:‏<br />

وأعلمُ‏ علمَ‏ اليومِ‏ والأمسس قبلهُ‏<br />

ولكنني عن علم ما في غدٍ‏ عَ‏ مِ‏<br />

فإن مستقبل سوق عكاظ واضضه في أذهان<br />

المشقفين وموثق على الورق،‏ ولا يهتاج سوى<br />

لعزاءم الرجال المخلصصين لتهقيق هذا<br />

الهلم الشقافي.‏ ولا يغيب عن أبصصارنا وكل<br />

من يسهم في تحقيق وتطوير سوق عكاظ<br />

بالأفكار الجديدة والإضضافات الفاعلة أن<br />

الششعر في سوق عكاظ يأتي أولاً‏ وآخراً.‏


21 20<br />

طاقة واقتصاد


هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />

/ ‏/ديسمبر ديسمبر ‎2011‎م<br />

نوفمبر<br />

Shutterstock<br />

المناخ<br />

تمشل مششكلة التغير المناخي تهدياً‏<br />

كبيراً‏ للمجتمع الدولي،‏ إذ أثارت<br />

اهتمام جميع الٔوساط الدولية<br />

والٕقليمية من منظمات وهيئات<br />

حكومية وغير حكومية،‏ ومن أجله<br />

تعقد العديد من الفعاليات العالمية<br />

منها قمة الٔمم المتهدة لتغير المناخ<br />

في بالي بإندونيسيا ‎2007‎م،‏ وقمة<br />

كوبنهاجن ‎2009‎م،‏ وذلك للتوصصل<br />

إلى معاهدة ملزمة قانونياً‏ لتهل<br />

مهل بروتوكول كيوتو ‏(معاهدة بيئية<br />

دولية خرجت للضضوء في موءتمر الٔمم<br />

المتهدة المعني بالبيئة والتنمية)‏<br />

التي ستنتهي مدته عام ‎2012‎م.‏<br />

د.‏ نوزاد الهيتي،‏ أستاذ الاقتصصاد وخبير<br />

التعاون الدولي،‏ يبهر في ثنايا تغير<br />

المناخ وأثره في الاقتصصاد.‏<br />

هل يعصف باالقتصاد؟


Shutterstock<br />

ششهد عالمنا المعاصصر في العقد الأول من القرن الهادي<br />

والعششرين ازدياد آثار التغير المناخي والذي سببه عمليات<br />

طبيعية داخلية،‏ أو قوى خارجية،‏ أو تغيرات في بنية الغلاف<br />

الجوي،‏ أو في اتساع رقعة اليابسة،‏ وتمشلت إرهاصصات هذا<br />

التغير بالأعاصصير والفيضضانات وارتفاع درجات الهرارة<br />

الناجمة عن انبعاثات الغازات،‏ والتي ششكلت تهديداً‏<br />

للمجتمع الدولي وللاقتصصاد العالمي برمته.‏<br />

23252222<br />

إن لتغير المناخ جملة من التأثيرات<br />

تتفاوت الخساءر الناجمة عن السلبية على الأصصعدة البيئية والاجتماعية<br />

التغير المناخي تبعاً‏ لدرجة والاقتصصادية،‏ ولكن يبقى التأثير<br />

التقدم الاقتصصادي للدول،‏ الاقتصصادي هو الأهم.‏ وتتمشل الخساءر<br />

فالدول النامية التي يعتمد الاقتصصادية الناششئة عن التغيرات المناخية<br />

فيما يلي:‏<br />

اقتصصادها على إنتاج الزراعة<br />

• التأثير السلبي المباششر على الناتج<br />

وصصيد الٔسماك سوف يكون والإنتاجية من جراء التغير طويل الأجل<br />

حجم التأثير فيها مضضاعفاً‏ في درجات الهرارة،‏ وزيادة حدة أو تعاقب<br />

حدوش الظواهر المناخية المتطرفة لاسيما<br />

في قطاع الزارعة وصصيد الأسماك والسياحة.‏<br />

• التكاليف الناششئة عن ارتفاع مستوى سطه البهر<br />

وزيادة ششدة الفيضضانات.‏ فهدوش ارتفاع قدره متر واحد<br />

من شأنه أن يخفضض الناتج المهلي الإجمالي بنهو 10% في<br />

العديد من الدول كمصصر وموريتانيا وبنغلاديشش.‏<br />

• استمرار التدهور في الأوضضاع المالية بسبب تقلص‏<br />

القواعد الضضريبية التقليدية،‏ وزيادة الإنفاق الموجه<br />

لتخفيف تغير المناخ والتكيف مع مستجداته.‏<br />

• تكلفة الجهود الرامية إلى تخفيضض نسب انبعاش<br />

الغازات،‏ بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة<br />

الاستشمار.‏<br />

• بروز مششكلة في موازين المدفوعات لبعضض الدول بسبب<br />

انخفاضض صصادرات السلع والخدمات ‏(المنتجات الزراعية<br />

والأسماك والسياحة)‏ وازدياد الهاجة إلى استيراد السلع<br />

الغذاءية وغيرها من السلع الأساسية.‏<br />

• الآثار السلبية التي ترتبط بفقدان التنوع البيولوجي<br />

والنظم البيئية،‏ وآثار تغير المناخ على صصهة الإنسان<br />

ونوعية الهياة.‏<br />

وجدير بالذكر أن التقديرات الاقتصصادية لتأثير تغير<br />

المناخ تستند إلى دوال الأضضرار Damage Functions<br />

التي تربط بين الخساءر في الناتج المهلي الإجمالي وبين<br />

ارتفاع درجات الهرارة.‏ وهناك مجموعة متنوعة من<br />

التأثيرات المناخية تغطيها تقديرات التكاليف من حيش<br />

الناتج المهلي الإجمالي والتي تجسدها دوال الأضضرار،‏<br />

وعادة ما يتم تجميع تلك التأثيرات في مجموعتين هما:‏<br />

جمموعة التأثريات السوقية<br />

تششمل الآثار على القطاعات الهساسة للتغيرات المناخية<br />

كالزراعة والغابات والمصصايف والسياحة،‏ والأضضرار التي<br />

تلهق بالمناطق الساحلية نتيجة لارتفاع مستوى سطه<br />

البهر،‏ والتغيرات في نفقات الطاقة ‏(لأغراضض التدفئة أو<br />

التبريد)،‏ والتغيرات في موارد المياه.‏<br />

جمموعة التأثريات غري السوقية<br />

تششمل الآثار على الصصهة كانتششار الأمراضض المعدية<br />

واششتداد نقص‏ المياه والتلوش،‏ والأنششطة الترويهية<br />

كالرياضضات،‏ والتسلية،‏ ونششاطات الهواء الطلق)،‏<br />

والأنظمة البيئية كفقدان التنوع البيولوجي،‏ والمستوطنات


هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />

نوفمبر ‏/ديسمبر ‎2011‎م<br />

التأثير الضضار لتغير المناخ على الاقتصصادات النامية.‏<br />

وتششير دراسات عدة إلى أن تأثير تغير المناخ على مختلف<br />

المناطق متششابه في توزيعه،‏ ويتهقق ذلك عن طريق<br />

تعديل التأثيرات الإقليمية في ضضوء التأثير العالمي في كل<br />

دراسة على حدة.‏ فالمناطق التي يرجه أن تششهد أششد<br />

الآثار سلباً‏ مقارنة بسواها تششمل إفريقيا،‏ وجنوب ششرق<br />

آسيا ‏(وخصصوصصاً‏ الهند)،‏ وأميركا اللاتينية والدول<br />

الأوربية الأعضضاء في منظمة التنمية والتعاون في الميدان<br />

الاقتصصادي(‏OECD‏).‏<br />

البششرية ‏(لسبب محدد هو أن المدن والتراش الشقافي<br />

لا يمكن لهما الهجرة).‏ وفيما يتجاوز درجة الهرارة<br />

المبدءية،‏ هناك أثر لمستوى التنمية على الأضضرار الناجمة<br />

عن تغير المناخ:‏<br />

أولاً:‏ عادة ما ينطوي انخفاضض مستوى التنمية على<br />

ارتفاع درجة الاعتماد على القطاعات الهساسة للتغيرات<br />

المناخية،‏ وخصصوصصاً‏ الزراعة.‏<br />

ثانياً:‏ عادة ما يكون السكان في هذه الدول معرضضين<br />

بدرجة أكبر إلى تغير المناخ بسبب انخفاضض نصصيب<br />

الفرد من الدخل مقارنة بغيرها من الدول،‏ ومحدودية<br />

توافر الخدمات العامة ‏(كالرعاية الصصهية)،‏ وانخفاضض<br />

مستوى تطور الأسواق المالية.‏<br />

ثالشاً:‏ توءدي نفسس العوامل أيضضاً‏ إلى تقييد طاقة التكيف لدى<br />

الاقتصصاد المعني.‏ وهناك تقديرات للٔضضرار الناجمة عن<br />

تغير المناخ تحدد صصراحة التكاليف كدالة لمستوى الدخل.‏<br />

وغالباً‏ ما يكون هناك اقتران بين ارتفاع درجات الهرارة<br />

المبدءية وانخفاضض مستويات التنمية،‏ ما يوءدي إلى مضضاعفة<br />

وعلى العكسس من ذلك،‏ يتوقع أن تعاني الصصين وأمريكا<br />

الششمالية والدول الآسيوية الأعضضاء في منظمة التنمية<br />

والتعاون في الميدان الاقتصصادي واقتصصادات مرحلة<br />

التهول ‏(وخصصوصصاً‏ روسيا)‏ تأثيرات أقل،‏ بل إنها قد<br />

تستفيد،‏ وهو ما يعتمد على المدى الفعلي للاحترار.‏<br />

ونجد في الهند تفسيراً‏ للتأثير السلبي الكبير،‏ ‏«مخاطر<br />

الكارثة»،‏ كالتغير في نمط الأمطار الموسمية،‏ والأضضرار<br />

التي تلهق بالزراعة،‏ وتدهور الأوضضاع الصصهية.‏<br />

وفي إفريقيا نجد أن أهم أثر ورد تقديره في دراسة<br />

ordhaus&Boyer هو تدهور الأوضضاع الصصهية الناجم<br />

عن انتششار أمراضض المناطق الهارة،‏ غير أن هناك<br />

تقديرات أحدش للٓثار المرجه وقوعها عن الإمكانات<br />

الزراعية ويتوقع أن تكون أضضرارها أكبر على الزراعة.‏<br />

وتتضضرر الدول الأوربية الأعضضاء في منظمة التنمية<br />

والتعاون في الميدان الاقتصصادي ضضرراً‏ كبيراً‏ من<br />

تأثير مخاطر الكوارش والأضضرار التي تلهق بالمناطق<br />

الساحلية.‏ وتوءكد التقديرات الفيزياءية لتأثير تغير المناخ<br />

أن إفريقيا وآسيا معرضضتان بدرجة كبيرة للمخاطر.‏<br />

ففي هاتين المنطقتين،‏ سوف يواجه حوالي مليار نسمة<br />

نقصصاً‏ في المياه بهلول عام ‎2080‎م،‏ وقد يسقط أكثر من<br />

9 ملايين نسمة ضضهايا لفيضضانات المناطق الساحلية،‏<br />

وقد يزداد انتششار الجوع بين أعداد كبيرة،‏ وربما كانت<br />

Shutterstock<br />

Shutterstock


إن تخفيضض الٓثار<br />

الاقتصصادية لتغير المناخ<br />

يتطلب تبني أسس‏ ومعايير<br />

الاقتصصاد الٔخضضر التي<br />

تششجع على إيجاد مصصادر<br />

جديدة ونظيفة للطاقة<br />

الدول ‏«الجزرية»‏ في المهيط الهادي الأكثر تعرضضاً‏<br />

وبصصورة مباششرة من بين الدول الفقيرة،‏ حيش إن مجرد<br />

ارتفاع جديد بسيط في مستوى سطه<br />

البهر يمكن أن يوءثر تأثيراً‏ هاءلاً‏ على<br />

بيئة تلك الدول.‏<br />

يششكل تغير المناخ تهديداً‏ لدول العالم<br />

كافة،‏ ولكن الدول النامية هي الأكثر<br />

تعرضضاً‏ للانعكاسات السلبية لتغير المناخ،‏<br />

فتششير التقديرات إلى أنها ستتهمل نهو<br />

%80 - 75 من تكاليف الأضضرار التي تنجم<br />

عن تغير المناخ.‏ فازدياد درجة حرارة الأرضض بدرجتين<br />

مئويتين عن درجة الهرارة التي كانت ساءدة قبل الشورة<br />

الصصناعية–‏ وهو الهد الأدنى الذي من المرجه أن يششهده<br />

العالم-‏ يمكن أن يسفر عن إنخفاضض داءم للناتج المهلي<br />

الإجمالي بنسبة 4- %5 بالنسبة لأفريقيا وجنوب آسيا.‏<br />

هناك العديد من املعوقات التي حتد من<br />

التاأثريات السلبية<br />

للتغريات املناخية على االقتصاد،‏ ميكن ‏إيجاز<br />

‏أهمها يف ‏الآتي:‏<br />

1- ارتفاع تكاليف تعبئة الاستشمارات الضضرورية وحفز<br />

اتخاذ إجراء من جانب الدول للاستجابة لتغير المناخ<br />

يمشل أحد المعوقات الرءيسة التي تحد من التخفيف<br />

من آثار التغير المناخي.‏<br />

2- يششكل الارتفاع النسبي لتكاليف مششاريع آلية<br />

التنمية النظيفة التي تنطوي على استخدام الطاقة<br />

المتجددة عاءقاً‏ أمام استخدامها بششكل واسع.‏<br />

25 252424<br />

3- يمشل عدم جمع البيانات وتحليلها والتنبوء بها<br />

بصصورة صصهيهة عاءقاً‏ أمام فهم ومعالجة الآثار<br />

المناخية،‏ ويششمل ذلك البيانات عن:‏ آثار تغير المناخ<br />

على الصصعيدين الإقليمي والوطني،‏ وتكاليف التقاعسس<br />

عن اتخاذ إجراءات على المديين القصصير والبعيد،‏<br />

والآثار المترتبة بالنسبة للدول الأقل نمواً‏ والدول<br />

الجزرية الصصغيرة.‏<br />

4- عدم كفاية التمويل المتاه حالياً‏ في إطار آليات<br />

التمويل المتعددة الأطراف لدعم تدابير التكيف في<br />

الدول الضضعيفة.‏<br />

Shutterstock<br />

5- يوءدي عدم وجود دلاءل سوقية واضضهة إلى تشبيط<br />

همم القطاع الخاص‏ في مجال الاستشمار ، علاوة<br />

على ذلك لا يوجد إلهاه في بعضض الأنهاء على اتخاذ<br />

تدابير قوية للتخفيف والتكيف مما يششكل عاءقاً‏ أمام<br />

تعزيز مششاركة القطاع الخاص‏ في اتخاذ إجراءات<br />

عالمية متضضافرة لمعالجة الآثار السلبية للتغير المناخي.‏


هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />

نوفمبر ‏/ديسمبر ‎2011‎م<br />

سكانها في مواقع مكششوفة طبيعياً‏ ، وأوضضاع اقتصصادية<br />

خطرة وقدراتها المالية والموءسسية على التكيف محدودة.‏<br />

ويششير صصانعو السياسات في بعضض الدول النامية إلى أنه<br />

يتم تحويل المزيد من موازناتها التنموية لأغراضض التغلب<br />

‏.على طوارئ متعلقة بالأحوال الجوية<br />

وستتأثر الدول التي تتمتع بمستوى دخل مرتفع أيضضاً‏<br />

بظاهرة الاحتباسس الهراري المعتدل.‏ والواقع أن الأضضرار<br />

بالنسبة للفرد ستكون أعلى في الدول الغنية لأنها تُششكل<br />

نسبة %16 من سكان العالم،‏ ولكنها ستتهمل نسبة 20-<br />

%25 من الأضضرار العالمية الناجمة عن أثر الاحتباسس<br />

الهراري،‏ غير أن ثروتها الكبيرة ستجعلها أكثر قدرة<br />

على التغلب على ذلك.‏ فتغير المناخ سيسفر عن دمار في<br />

كافة الأقاليم والدول-‏ بيد أنه سيزيد الفجوة الكبيرة بين<br />

الدول المتقدمة والدول النامية.‏<br />

وتتفاوت الخساءر الناجمة عن التغير المناخي تبعاً‏ لدرجة<br />

التقدم الاقتصصادي للدول،‏ فالدول النامية التي يعتمد<br />

اقتصصادها بششكل كبير على إنتاج الزراعة وصصيد الأسماك<br />

سوف يكون حجم التأثير مضضاعفاً،‏ ويقدر فانكهاوزر<br />

إجمالي خساءر الدول النامية بهوالي 89.1 مليار دولار<br />

سنوياً،‏ أي بنسبة %1.6 من الناتج المهلي الإجمالي،‏<br />

بينما تتكبد مجموعة دول منظمة التنمية والتعاون في<br />

الميدان الاقتصصادي (OECD) نهو 180.5 مليار دولار<br />

أو ما يعادل %1.3 من إجمالي ناتجها المهلي.‏ ويتوقع أن<br />

تبلغ الخساءر الإجمالية للظواهر المناخية العميقة إلى<br />

‎300‎مليار دولار سنوياً‏ بهول عام ‎2050‎م.‏<br />

فالدول النامية تعتمد بششكل كبير على خدمات المنظومات<br />

الإيكولوجية ورأسس المال الطبيعي من أجل الإنتاج في<br />

قطاعات تتسم بالهساسية تجاه المناخ.‏ ويعيشش الكشير من<br />

وفي الختام نقول إنه بالرغم من توصصل مندوبي ‎200‎دولة<br />

ششاركت في قمة كانكون بالمكسيك عام ‎2010‎م إلى نص‏<br />

جديد لمكافهة تغير المناخ يتضضمن مجموعة من الآليات<br />

من بينها إنششاء صصندوق جديد لمساعدة الدول الصصغيرة،‏<br />

وضضرورة الإبقاء على ارتفاع درجات حرارة الأرضض عند<br />

درجتين مئويتين،‏ وكذلك وضضع أسسس آلية تهدف إلى<br />

الهد من انهسار الغابات الذي يسهم بما بين 15 إلى<br />

%20 من انبعاثات الغازات الدفيئة،‏ غير أننا نرى أن<br />

تقليل الآثار الاقتصصادية لتغير المناخ يتطلب تبني أسسس<br />

ومعايير الاقتصصاد الأخضضر التي تششجع على إيجاد<br />

مصصادر جديدة ونظيفة للطاقة ذات انبعاثات كربونية<br />

منخفضضة والاعتماد على أساليب تكنولوجية للهد من<br />

انبعاش الكربون في المواصصلات وتقنيات أكثر كفاءة<br />

لاستخدام الأراضضي الزراعية والهد من تعرية التربة<br />

وحماية التنوع البيولوجي.‏<br />

Shutterstock


من الرف اآلخر..‏<br />

اللغة المتوحشة<br />

كن مستمعاً‏ ذكياً‏ وناقداً‏ للمفردات من حولك<br />

لكل لغة ششعاع ثقافي مصصاحب لها تتوطد به العلاقة بين اللغة والفكر بششكل<br />

وثيق،‏ فكما يقول دكتور اللسانيات أبو زيد المقرئ الٕدريسي:‏ ‏«اللغة ليست<br />

أداة مهايدة وليست عاكساً‏ أو وعاء لوضضع الششيء،‏ بل هي منظور حضضاري<br />

وصصورة ثقافية وخزان ذاكرة تاريخية،‏ وهي إبداع وانتماء وهوية».‏ إننا نعيشش<br />

في زمن تبلور فيه الكلمات المششهد الراهن في أعين الناس.كما تزداد وساءل<br />

الٕعلام من حولنا وتتششعب من خلالها الٔقوال والٓراء.‏ ونجد المششاهد<br />

والمستمع يقع في حيرة وقد تتخبط به اللغة يمنة ويسرة،‏ فيقف موءيداً‏<br />

لطرف دون آخر حيناً‏ ليعاود بعدها الوقوف في الجهة النقيضض.‏ من أهمية<br />

اللغة في عالم الاتصصال ودورها في تششكيل الٔفكار ظهر هذا الكتاب.‏<br />

27 26<br />

39 38<br />

نتج هذا الكتاب عن تعاون مششترك بين الكاتبين الأمريكيين<br />

جون كولنز وروسس غلوفر.‏ كولنز يعمل في مجال الدراسات<br />

الكونية في جامعة سانت لورنسس،‏ وله اهتمام خاص‏ بقضضايا<br />

الششرق الأوسط ووساءل الإعلام.‏ أما غلوفر فهو مختص‏<br />

في علم الاجتماع في ذات الجامعة ويعمل في تحرير مجلتين<br />

أمريكيتين.‏<br />

لقد علم أهمية ما يطرحه هذا الكتاب الأستاذ أحمد بن سعيّد،‏<br />

فقام بهمل عناء ترجمته بدقة على مدى خمسس سنوات.‏ و الدكتور<br />

أحمد سعيّد أستاذٌ‏ مششارك في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود<br />

وحاصصل على الدكتوراه في الاتصصال الخطابي من جامعة ويلز<br />

الأمريكية.‏ عمل رءيساً‏ لتهرير مجلة الأسرة وكاتب عمود في مجلة<br />

الهياة،‏ وله العديد من الموءلفات والمنششورات.‏<br />

يُترجم عنوان الكتاب حرفياً‏ من Collateral Language<br />

إلى ‏«اللغة الرديفة»،‏ وهي كما يعر ِّ فها المترجم:‏ ‏«لغة بديلة<br />

يجري استخدامها لا تحمل خصصاءص‏ اللغة،‏ فهي لا تهتم<br />

بالتغيير المعرفي أو نقل الهقاءق،‏ بل تسعى إلى دعم مصصاله<br />

معينة،‏ ولذا فهي لغة ملتبسة يتم تحويرها قصصداً‏ لطمسس<br />

المعاني الهقيقية».‏ وبما أن مصصطله ‏«اللغة الرديفة»‏ غير<br />

متداول فقد انتقى المترجم مرادفاً‏ وهو ‏«اللغة المتوحششة»،‏<br />

وقام بتغيير ما يلزم حتى يناسب ذاءقة القارئ العربي.‏<br />

يهتوي الكتاب على أربعة عششر مقالاً‏ متنوعاً،‏ كتب كولنز<br />

وغلوفر منهما اثنين وقاما بإضضافة ومراجعة مقالات لكتّاب<br />

آخرين.‏ ركز كاتب كل مقال على منهجية طره تقوم على خمسس<br />

طرق رءيسة يمكن للقارئ من خلالها فهم أثر اللغة عليه وهي:‏<br />

القبول،‏ والإدراك،‏ والآثار الهقيقية،‏ والتاريخ،‏ والإمكانية.‏ في<br />

المقدمة يوجد ششره تفصصيلي لكل من هذه الطرق الخمسس،‏<br />

لتأتي بعدها المقالات بمواضضيع متنوعة تضضفي ششمولاً‏ وعمقاً،‏<br />

ومنها:‏ الوحدة،‏ والعدالة،‏ والششر،‏ والأهداف وغيرها.‏<br />

رغم أن هذا الكتاب يزخر بالمصصطلهات التخصصصصية،‏ إلا أن هذا<br />

الجانب قد روعي،‏ فكل ما يمكن أن يششكل على القارئ تم التنويه


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

إلى معناه.‏ بهذا،‏ أصصبه الكتاب في متناول الجميع بمختلف<br />

ثقافتهم،‏ وخصصوصصً‏ ا الصصهافيين والإعلاميين واللغويين.‏<br />

يكمن ثراء هذا الكتاب وتنوعه في أنه لا يستهدف ششريهة<br />

بعينها.‏ اللغة هي الأصصل في الطبيعة البششرية،‏ فعلى الصصغير<br />

والكبير أن يلتفت لما يتلقى في وساءل الإعلام بششكل يومي عبر<br />

الإنترنت والصصهف.‏ على المتلقي أن يكون واعياً‏ وناقداً‏ لما<br />

يقرأ‏ ويسمع لا كالإسفنج يمتص‏ فقط.‏<br />

لا ششيء يذهل أذهاننا كالهديش بطريقة جديدة عن أمور<br />

اعتيادية تششربناها منذ الصصغر.‏ بين جنبات ما يقارب ثلاش<br />

مئة صصفهة،‏ يقوم الكاتب باستفزاز القارئ فكرياً‏ ليعيد<br />

النظر باللغة المقروءة والمسموعة المهيطة به.‏<br />

رغم أن الكتاب يصصب تركيزه على علاقة الدول بششعوبها<br />

إلا أنه يوسع البصصيرة لتبلغ جميع عوالم اللغة،‏ وينششئ لدى<br />

القارئ العديد من التساوءلات.التي تحش على التعمق في اللغة<br />

بششكل أكبر،‏ وبهذا يصصبه القارئ أكثر وعياً‏ وذكاء.‏<br />

يسلط الكتاب الضضوء على استخدام اللغة آلة للدعاية،‏<br />

ووسيلة لتهقيق أهداف النخب بغضض النظر عن المصصاله<br />

الهقيقية للمواطنين.‏ تششكل اللغة حياتنا داءماً،‏ لكن<br />

عندما تششتد الأزمات يكون لها تأثير مضضاعف.‏ أهمية اللغة<br />

لها مواسم تزدهر بها،‏ فكلما اششتد التعقيد في الأوضضاع<br />

الاجتماعية منها والسياسية،‏ ازدادت أهمية وحساسية<br />

المفردات والتعبيرات المنتقاة.‏<br />

قد يردد الناسس كلمات غامضضة لا يعرفون أصصلها فقط لكونها<br />

أصصبهت متداولة في وساءل الإعلام.‏ في غضضون أيام قلاءل<br />

تصصبه كلمات قد اندثرت في المعاجم إلى مفردات تتكرر<br />

بششكل يومي وقد لا يعي الكشيرون معناها أو مصصدرها.‏<br />

ولنأخذ مشالاً‏ من الشورات العربية التي حازت اهتمام جميع<br />

أطياف المجتمع،‏ من أين ظهرت كلمات مشل:‏ مرتزقة،‏<br />

بلطجية،‏ فلول،‏ ششبيهة وغيرها؟<br />

على كل فرد متلقٍ‏ أن يفهم اللغة الموجهة له وينتقدها ويعلم<br />

إن كانت في مصصلهته أم غير ذلك.‏ تحتاج اللغة أن توضضع<br />

تحت المساءلة حين توءثر على أفكار المتلقي،‏ وكما يقول<br />

الكاتبان:‏ ‏«كلما ازدادت سيطرة الدولة على اللغة التي<br />

يسمعها الششعب والصصور التي يششاهدها،‏ أصصبه من السهل<br />

الهصصول على قبول ششعبي».‏<br />

تملك اللغة القدرة على تششكيل تصصوراتنا وإدراكنا،‏ وبها<br />

يتمكن المرء من الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه،‏ فهي<br />

تصصنع القبول كما تصصنع المعارضضة.‏ إن أكثر البششر تحضضراً‏<br />

وفهماً‏ من الممكن أن يقوم بأعمال إجرامية إذا ما أعطي<br />

المبررات الكافية لتقنعهُ‏ بضضرورة ما يفعل،‏ تماماً‏ كما يهدش<br />

في جراءم الششرف وغيرها.‏ إن أي عمل عنيف لا يلقى<br />

معارضضة،‏ يكون خلف الصصمت عنه خطاب إقناع قوي يمكن<br />

من إيجاد المبررات الكافية لهذا العمل،‏ وهذا ما يطلق عليه<br />

عبارات التمويه والتلطيف.‏<br />

محاور عدة وأفكار متنوعة يطرحها كتاب ‏«اللغة المتوحششة»‏<br />

لتبهر بالقارئ إلى بهور التفكير،‏ وتصصل به إلى ششواطئ<br />

الوعي والنقد البناء.‏<br />

سارة عفيف


صياغة الذهب<br />

فن يواجه تهديد اآللة<br />

أعفت بعضض الهكومات،‏ موءخراً،‏ خدمات تصنيع الذهب<br />

المهلي من الضريبة،‏ وذلك في ظل ارتفاع أسعار<br />

الذهب،‏ حيش كان الصصُ‏ ناع يضيفون الضريبة إلى<br />

التكلفة المصنعية،‏ ما يجعل سعر قطعة الهلي باهظاً‏<br />

فوق سعر الذهب الذي يتزايد.‏ عن الذهب والصاءغ<br />

والمصوغات ومدارس‏ صياغة الذهب التي تطورت من<br />

اليدوي إلى الٓلة تأخذنا شمس‏ علي في جولة في هذا<br />

العالم المتذبذب بين سعر الذهب،‏ وسعر الصصياغة.‏<br />

39 29 38 28<br />

بيئة وعلوم<br />

Shutterstock


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

لا يختلف فن صصياغة الذهب عن فنون أخرى عديدة،‏ مشل النقشش<br />

والرسم والخط والنهت في ششيء،‏ بل إنه في حال تأملنا سنجد<br />

أنه يجمع في بوتقته ساءر تلك الفنون،‏ خاصصة في أثناء مراحل<br />

تصصنيعه،‏ إذ إن أي قطعة مصصوغة مهما خف وزنها وصصغر حجمها،‏<br />

في حاجة قبل البدء بصصناعتها إلى نموذج مرسوم إما أن يقوم<br />

الصصاءغ باستهضضاره عبر ما تجود به مخيلته الفنية الخصصبة أو<br />

من خلال الاستعانة بمصصمم تنهصصر مهمته في الرسم،‏ بعدها<br />

تبدأ‏ سلسلة طويلة من مراحل التصصنيع تتمشل في الصصهر والطرق<br />

والسهب والصصب في قوالب والنقشش،‏ ما يجعل القطعة في نهاية<br />

المطاف تهفة فنية بعد أن تضضافرت فنون عديدة في صصناعتها،‏<br />

أولها الرسم ، بيد أنه ليسس داءماً‏ آخرها النقشش.‏<br />

الٓلة والعمالة الوافدة<br />

إن علاقة الصصاءغ بالقطعة التي يقوم على صصياغتها،‏<br />

خاصصة في الزمن الماضضي حيش الاعتماد بالدرجة الأولى<br />

على التصصنيع اليدوي،‏ لا تكاد تخلو من حميمية بسبب<br />

طول بقاء القطعة بين يديه،‏ والتأني في أثناء الاششتغال<br />

عليها،‏ وحرصصه على أن يبش بين ثناياها جل ششهنات<br />

الإبداع في داخله.‏<br />

كما يهرص‏ الصصاءغ على أن يضضع عليها لمساته الفنية<br />

بدقة ومهارة وابتكار لتكتسب جماليتها وفرادتها ورونقها<br />

الخاص.‏ ولا يرضضى إلا أن تبهره أولاً‏ قبل أن تبهر مقتنيها<br />

في نهاية المطاف.‏<br />

الذهب قمة تطورها في عصصر النهضضة في إيطاليا،‏ حيش<br />

ذاع صصيت سيليني بنفنوتو الصصاءغ الإيطالي الششهير.‏<br />

واحتل الذهب مكانة عالية في الهضضارة الإنسانية منذ<br />

عصصر ما قبل التاريخ مروراً‏ بالعصصور الوسطى،‏ وصصولاً‏<br />

إلى الهضضارة الإسلامية،‏ بسبب قيمته العالية،‏ وبريقه<br />

الأخاذ،‏ ومقاومته للتأكسد،‏ وإمكانية تششكيله،‏ واتخذته<br />

ششعوب جنوب أفريقيا رمزاً‏ للنور وششروق الششمسس،‏ واحتل<br />

مكانة مقدسة لدى الفراعنة المصصريين الذين<br />

يهسب لهم ابتكار العديد من أدوات حرفة الصصياغة،‏<br />

كما أنهم استعملوا النار لتنقية الذهب من الششواءب وفي<br />

تسهيل عملية تششكيله ما أحدش نقلة نوعية في هذه المهنة<br />

في ذلك الزمن.‏<br />

وبذلك ساهم الفراعنة في تهويل مادة الذهب الخام إلى<br />

معدن نقي ومن ثم صصياغته في درجات حرارة عالية تصصل<br />

إلى 1000 درجة مئوية،‏ وتعد حرفة الذهب من أعرق المهن<br />

التي عرفها الإنسان نظراً‏ لما يتمتع به من قيمة اقتصصادية<br />

وسياسية،‏ إضضافة لاهتمام الإنسان منذ القدم بزينته وبكل<br />

ما يضضفي عليه جمالاً.‏<br />

الذهب:‏ ألوان وعيارات<br />

يتمتع المعدن الأصصفر بقابلية للتهول إلى ألوان عدة بهسب<br />

المادة المضضافة إليه،‏ حيش يمكن أن يتهول للون الوردي<br />

بإضضافة %20 من الفضضة و‎%5‎ من النهاسس.‏ ويتكون<br />

الذهب الرمادي أو الأبيضض لدى إضضافة %20 من معدن<br />

النيكل وهو معدن أبيضض و‎%5‎ من الفضضة.‏ وللذهب أنواع:‏<br />

وبإلقاء نظرة فاحصصة على الهاضضر مقارنة بالماضضي،‏<br />

ندرك كم احتلت الآلة تدريجياً‏ المساحة الكبرى في هذه<br />

الصصناعة التي آلت في النهاية،‏ في غالبيتها،‏ إلى الأيدي<br />

العاملة الوافدة،‏ بعد أن تقلص‏ عدد الهرفيين المهليين<br />

مع زحف التمدن نتيجة عدم توريش المهنة للٔجيال<br />

الجديدة،‏ وضآلة الربه مقارنة بالجهد المبذول.‏<br />

مهنة عريقة وقيمة اقتصصادية<br />

تعود صصناعة الذهب إلى عام ‎3500‎ق.م وكانت مصصر<br />

وبلاد ما بين النهرين الموطن الأصصلي لهذه المهنة،‏<br />

وفي أوربا عرفت بريطانيا هذه الهرفة في عام ‎1180‎م،‏<br />

عندما تم تأسيسس نقابة الصصاغة الأولى،‏ وبلغت صصياغة


نوع الذهب<br />

نسبة الذهب<br />

999,9 من الألف ذهب<br />

916 من الألف ذهب<br />

875 في الألف ذهب<br />

النسب المتبقية<br />

النهاسس<br />

معادن أخرى<br />

مشل النهاسس والفضضة<br />

عيار 24<br />

عيار 22<br />

عيار 21<br />

750 في الألف ذهب معادن أخرى<br />

عيار 18<br />

39 3138<br />

30<br />

وهذه هي الأنواع المصصره بالتعامل بها في المملكة.‏<br />

الذهب بين المطرقة والسندان<br />

في السابق،‏ كانت أدوات الصصياغة مهصصورة بين عدد<br />

مهدود من الأدوات البسيطة،‏ من أبرزها:المطرقة<br />

والسندان،‏ والملاقط،‏ وحديدة السهب،‏ وهي عبارة عن<br />

حديدة مشقبة بسعة تدريجية ومرقمة،‏ تستخدم لسهب<br />

الأسلاك الرفيعة حسب السماكة المطلوبة وبششكل داءري.‏<br />

البوتقة:‏ وهي عبارة عن وعاء فخاري خاص‏ مقاوم للنار.‏<br />

ومع استمرار عجلة التطور ظهرت ششيئاً‏ فششيئاً‏ أدوات<br />

جديدة اختصصرت الزمن الطويل الذي ينفقه الصصاءغ في<br />

صصناعة الهلي،‏ كما ذللت الكشير من الصصعوبات التي كان<br />

يواجهها في الماضضي بيد أنها في الوقت نفسه أفقدته كشيراً‏<br />

من المششاعر الدافئة التي كانت تنشأ‏ بينه وبين ما يقوم<br />

على صصناعته من حليٍ‏ طالما أسبغ عليها من مكنونات<br />

نفسه وهي تأخذ في التششكل بين يديه.‏<br />

Shutterstock<br />

عالم ساحر مليء بالٔسرار والمتاعب<br />

بالأمسس كان عالم الصصياغة عالماً‏ ششاقاً،‏ لأن إنتاج أي حلية ذهبية<br />

ومن ثم بيعها يعني بالضضرورة المرور بسلسلة من المكابدات،‏<br />

تبدأ‏ مع مراحل التصصنيع الأولى الأششبه بالطقوسس،‏ وليسس لأن<br />

الصصاءغ المهموم بلقمة العيشش يهتاج خلال عمله لاستهضضار جل<br />

تركيزه وما يمتلك من دقة وقدرة على الابتكار والمهارة وخفة


صصياغة الذهب<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

اليد ليقوم على الصصناعة،‏ يلاعب ششعلة النار متهكماً‏ في توجيهها<br />

إلى بوءرة صصغيرة بعينها يروم لهامها بأخرى،‏ أو يعالج قطعة ذهبية<br />

ربما يصصعب الإمساك بها بمواد كيمياءية خطرة،‏ ليغليها بعد نهار<br />

مجهد قضضاه منكباً‏ عليها يسامرها في اختناقات دكانه في حامضض<br />

تطفو فقاعاته في بوتقة خزفية،‏ لينتهي به المطاف بعد ذلك إلى<br />

دفنها وعيناه تومضضان بريقاً‏ يضضاهي بريقها في نششارة خششب أو<br />

رمل ساخن.‏ هو عالم مليء بالمخاطر والقلق والأسرار التي لا يقف<br />

على كشير منها أو يفك ششفراتها ورموزها إلى الآن سوى أبناء المهنة<br />

ذاتها.‏ فمن تهديد داءم للتعرضض للسرقات،‏ إلى حاجة مستمرة<br />

للنزوه للهجر والأقطار الناءية من أجل توسيع داءرة الربه.‏<br />

وإن كان الأمر حالياً‏ يبدو أقل عنتاً‏ من السابق بعد أن قلصصت الآلة<br />

الوقت والجهد حيش الأفران الكهرباءية والقوالب الجاهزة التي تقوم<br />

على استنساخ العدد المطلوب من أي قطعة ذهبية،‏ بيد أن طاءر القلق<br />

لا يزال يششاغب أصصهاب المهنة بسبب استهدافهم من اللصصوص،‏<br />

وكذلك نتيجة ارتفاع أسعار الذهب وتراجع الإقبال على ششراءه.‏<br />

مراحل الصصياغة<br />

لا يمكن للصصاءغ أن ينطلق في رحلة التصصنيع الششاقة والششاءقة<br />

في آن،‏ قبل أن يهيئ أولاً‏ معدن الذهب حسب المعيارية التي<br />

يريدها،‏ مهولاً‏ الذهب الخالص‏ عيار 24 إلى عيار 21 أو 18<br />

بإضضافة معادن أخرى ومن أفضضلها النهاسس والفضضة لاششتراكها<br />

في الليونة والطواعية مع الذهب،‏ مع الالتفات إلى أن النزول<br />

من عيار 24 إلى 21 مشلاً‏ يزيد من صصلابة وقوة الذهب،‏ إذ<br />

من المعروف أن ذهب عيار 24 لين نسبياً‏ ولا يصصله لصصناعة<br />

الهلي.‏ وتتمشل الخطوة الشانية بعد تجهيز المعيارية،‏ في عملية<br />

Shutterstock


الكيمياء ششريك في الصصياغة<br />

لا يمكن للصصاءغ الاستغناء عن بعضض المركبات الكيمياءية<br />

التي تساعده على صصقل معدن الذهب وتلميعه،‏ والتي لها دور<br />

مهم في فن الصصياغة،‏ ومن أبرز هذه المركبات:‏<br />

Shutterstock<br />

المركب<br />

ماهيته<br />

استخدامه<br />

حامضض النيتريك (HN3)<br />

أسيد مرك َّ ز<br />

يستخدم في الغالب في تنقية الذهب من الششواءب<br />

‏(البورك)‏ أملاه البوركسس<br />

لونها أبيضض وتذوب على ششكل<br />

مهلول في الماء<br />

تستخدم بهذا الششكل كعامل مساعد لانصصهار<br />

اللهام وانسيابه وانصصهار الذهب بالفرن<br />

حامضض الكبريتيك(‏H2SO4‎‏)‏<br />

أسيد درجة تركيزه تصصل إلى % 40<br />

ويستخدم في تنظيف القطع الجاهزة من البورك<br />

المهترق و تأثير النار بعد تجهيز القطع نهاءياً‏<br />

وإعطاءها اللون الطبيعي<br />

33 39 32 38<br />

حامضض الهيدركلوريك (HCL)<br />

أسيد بدرجة تركيز تتفاوت بين<br />

20 إلى % 40 يطلق عليها اسم<br />

‏(المياه الصصفراء)‏<br />

وتستخدم في تنظيف القطع الذهبية الجاهزة<br />

وإعطاءها اللون الطبيعي<br />

أملاه بيضضاء تستخدم على<br />

ششكل أملاه جافة أو مهلول<br />

لإعطاء القطع الجاهزة اللون الطبيعي بعد<br />

تنظيفها بهامضض الكبريتيك<br />

النششادرالهيدركلوريك (HCL)<br />

الصصهر،‏ يليها الطرق،‏ والسهب والصصب وغيرها من<br />

الخطوات حسب الموديل المراد تصصنيعه.‏<br />

الذهب بين المصصوغات والمقتنيات<br />

ثمة الكشير من المصصوغات المششهورة في دول الخليج،‏<br />

والتي حرصصت الجدات على اقتناءها والتزين بها في<br />

المناسبات والأعراسس ومنها:‏ المرتعششة،‏ والهامة،‏<br />

والمرية،‏ والمرامي،‏ والمناجر،‏ والفتخ،‏ والهزام،‏<br />

والبناجر،‏ والقلاءد والخلخال والمهبسس،‏ والتي تجسد<br />

أصصالة التراش وتعبر بما تهوي من فن يدفع للتأمل في<br />

قيم الهب والخير.‏<br />

الهامة والمرتعششة كانتا من جهاز العروسس الخليجية فيما مضضى<br />

وفي الأعوام الأخيرة ششهد ترصصيع الذهب بالأحجار<br />

الكريمة وششبه الكريمة تطورًا ملهوظً‏ ا،‏ وبدت التصصاميم<br />

أكشر حداثة ومواكبة للعصصر بهيش أصصبه من المتعذر<br />

أحياناً‏ التفريق بين قطعة إكسسورات وقطعة ذهب عيار<br />

18 مشلاً‏ لتششابه موديلاتهما.‏ وفي جميع الأحوال لا يمكن<br />

SSPC


صصياغة الذهب<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

للصصاءغ أن يخفي استمتاعه<br />

بهذه الهرفة التي تعبر عن فن<br />

راق،‏ ورهافة حسس،‏ وخبرة وكشير<br />

من التأني والصصبر والدقة.‏ كما<br />

أن الذهب استعمل في تطعيم<br />

وتطريز ألبسة وعروشش الملوك،‏<br />

وكذلك صصناعة التيجان والأساور<br />

والأقراط والأواني والمسكوكات،‏<br />

وخلد التاريخ للٕنسانية تهفاً‏<br />

ذهبية أثرية نادرة احتلت مكانة<br />

بارزة في زوايا العديد من<br />

متاحف العالم،‏ مشل:‏ ‏«متهف<br />

المجوهرات الملكية»‏ في مصصر<br />

والذي يضضم نهو‎11‎ ألفاً‏ و‎500‎ قطعة تخص‏ أفراد الأسر<br />

المالكة التي حكمت مصصر،‏ وتششتمل على:‏ ‏«فناجين،‏<br />

وساعات،‏ وحافظة نقود،‏ ولوحة ششطرنج،‏ وعصصا،‏<br />

ودبابيسس،‏ وساعات،‏ وأوسمة،‏ وعملات،‏ وأوان،‏ وحلي».‏<br />

ويعد هذا المتهف من أجمل المعالم السياحية في<br />

الإسكندرية حيش يضضم مجموعة نادرة وراءعة من التهف<br />

والمجوهرات والهلي والمششغولات الذهبية والأحجار<br />

الكريمة والساعات المرصصعة بالجواهر والألماسس،‏ فيما<br />

يعرضض متهف بيروت الوطني كنوزاً‏ ذهبية بيزنطية،‏<br />

ومجموعة حلي نادرة من العصصر المملوكي.‏<br />

احتلت الٓلة تدريجياً‏<br />

المساحة الكبرى<br />

في هذه الصصناعة<br />

التي آلت إلى الٔيدي<br />

العاملة الوافدة،‏<br />

بعد أن تقلصص عدد<br />

الهرفيين المهليين<br />

مع زحف التمدن،‏<br />

وضآلة الربه مقارنة<br />

بالجهد المبذول<br />

يششكل هذا الكرسي الفرعوني دليلاً‏<br />

قاطعاً‏ على أن المششغولات الذهبية<br />

كانت قديمة جداً‏<br />

Shutterstock<br />

مدارس‏ صصياغة الذهب<br />

من أششهر المدارسس في صصياغة الذهب،‏ المدرسة الإيطالية،‏<br />

والهندية،‏ والعراقية،‏ ويمشل الشقل العالمي حالياً‏ لهذه<br />

المهنة،‏ دول الخليج العربي،‏ نتيجة توفر روءوسس الأموال<br />

الكبيرة والتقنيات الهديشة وحالة الاستقرار السياسي<br />

والاقتصصادي،‏ ما مكنها من إنششاء ورشش عمل ضضخمة تضضم<br />

مئات العمال الفنيين من مختلف الجنسيات،‏ وبخاصصة<br />

الهندية والباكستانية.‏<br />

أما مهنة صصياغة الذهب في المملكة العربية السعودية<br />

فهي من المهن التي ششهدت في السنوات الأخيرة ضضموراً‏<br />

ملهوظاً‏ في الأيدي العاملة المهلية بسبب انصصراف<br />

الأجيال الجديدة للدراسة طمعاً‏ في الهصصول على<br />

وظاءف مستقرة ذات دخل ثابت،‏ ما أدى إلى استقدام<br />

الأيدي العاملة الأجنبية التي أوكل إليها أمر هذه<br />

الصصناعة في عدد من الورشش المتخصصصصة التي تعرضضت<br />

هي الأخرى موءخراً‏ لأزمة نجم عنها عمليات إغلاق بسبب<br />

ارتفاع أسعار الذهب.‏<br />

SSPC<br />

البناجر من المششغولات الذهبية المهلية


Shutterstock<br />

35 39 3934<br />

38 38<br />

زراعة الوجه<br />

مالمح مسروقة<br />

ماذا لو فاجأك صصديقك الذي تعرفه منذ زمن بملامه وجه مختلفة..‏<br />

بأنف آخر،‏ وشفاه أخرى،‏ وذقن مختلف،‏ وعينين مختلفتين،‏ لكنه<br />

يقسم لك إنه صصديقك،‏ بذاكرته وروحه..‏ هل ستصصدقه؟!‏<br />

هذا التساوءل لم يُطره من وحي فيلم ‏«فيس‏ أوف»‏ الذي أنتج في<br />

التسعينيات الميلادية،‏ إنما أُثير بسبب ما يتردد في الٔوساط العلمية<br />

حول عملية زراعة الوجه التي أصبهت ممكنة،‏ وربما في القريب<br />

العاجل لجأ‏ إليها من لا يعجبه وجهه.‏ وسط المخاوف والانتقادات<br />

د.لبنى عبدالغفور تجول بنا في عالم زراعة الوجه،‏ حيش الملامه<br />

مسروقة من الموتى!‏<br />

AFP


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

عالم الطب والتجميل يهفلان بالغراءب والأششياء التي لا تُصصدق،‏<br />

أحياناً،‏ فمن زراعة القلب والكلى والكبد وربط الأنسجة ببعضضها في<br />

عالم الطب،‏ ومن البوتكسس لرفع الهواجب والفيلر لتعبئة الخطوط<br />

الغاءرة وتقويم الأنوف في عالم التجميل،‏ يتضضافر الطب والتجميل<br />

في عمل أكشر ضضرورة من التجميل وحده وأكشر تطلباً‏ من الطب وحده<br />

ليقفا معاً‏ تهت مسمى الطب التجميلي ليقوما بعمل راءع ومخيف،‏<br />

في الوقت نفسه،‏ إنه زراعة الوجوه.‏<br />

زراعات متعددة<br />

دخلت عمليات زراعة الوجه مرحلة ثورية،‏ وذلك منذ عام<br />

‎2005‎م،‏ عندما تمت في فرنسا أول عملية زراعة لنصصف<br />

الوجه السفلي لسيدة في الشامنة والشلاثين تدعى ايزابيل<br />

دينوار.‏ كانت قد تعرضضت للعضض من كلبها وهو يهاول إيقاظها<br />

من غيبوبة.‏ ثم تتالت العمليات.‏ ففي عام ‎2006‎م تمت عملية<br />

زراعة وجه لرجل في الصصين تعرضض لهجوم وحششي من دب<br />

ترك له وجهاً‏ مششوهاً،‏ حيش فقد جزءاً‏ كبيراً‏ من الأنسجة في<br />

جانب وجه الأيمن ما جعله يبدو بنصصف وجه،‏ وقد تم زرع<br />

أنسجة له من متبرع توفي في حادش مروري.‏ أما في عام<br />

‎2009‎م فخضضعت كوني كولب وهي سيدة أمريكية لزراعة وجه<br />

بديل عن وجهها الذي تلفت ملامهه جراء إصصابته برصصاصصة،‏<br />

حيش تلف الأنف والخدان وسقف الفم وإحدى عينيها.‏ ولقد<br />

تمت زراعة هذا الوجه من متبرع توفي إكلينيكياً،‏ إذ استأصصل<br />

الأطباء من المتبرع أنفه،‏ وششفته السفلى،‏ وعظام خدّ‏ يه لتزرع<br />

في وجه هذه السيدة التي نعمت،‏ بعدها،‏ بوجه طبيعي،‏ إلى<br />

حد ما،‏ بعد ما كانت تهمل وجهاً‏ مششوهاً‏ لمدة خمسس سنوات.‏<br />

لقد قام فريق طبي في مستششفى كليفلاند بقيادة رءيسة قسم<br />

أبهاش جراحة التجميل ماريا سيمونو بهذه العملية المعقدة<br />

التي استغرقت 22 ساعة واستطاعوا فيها أن يرمموا %80 من<br />

وجه كوني.‏ الجدير بالذكر أن سيمونو أمضضت سنوات عديدة<br />

للٕعداد لهذه العملية المعقدة.‏ فقد قام الفريق بعمليات<br />

زراعة وجوه على أجسام ميتة تم التبرع بها للٔبهاش الطبية.‏<br />

في عام ‎2010‎م تمت لأول مرة زراعة وجه بالكامل لرجل<br />

في إسبانيا كان قد تعرضض وجهه بالكامل لتششوهات جراء<br />

إطلاق ناري في عام ‎2005‎م،‏ ما أدى إلى تلف ملامهه.‏<br />

فقام فريق طبي مكون من 30 طبيباً‏ في مستششفى<br />

دهيبرون الجامعي في برششلونة بإجراء عملية الزراعة<br />

التي استغرقت 24 ساعة.‏<br />

أما أغرب عملية زراعة وجه وأحدثها فأجريت في فرنسا،‏<br />

في عام ‎2011‎م،‏ حيش تم زرع وجه بالكامل لرجل في<br />

الخامسة والشلاثين من العمر عانى خللاً‏ جينياً‏ أصصابه<br />

بتششوهات في الوجه،‏ وكان الوجه الجديد قد فصصل بالكامل<br />

من متبرع ميت،‏ بكل ملامهه:‏ بالأنف..‏ والششفتين..‏<br />

والأجفان..‏ والأهداب.‏ وكان انتزاعه لزرعه أششبه ما يكون<br />

مشلما حدش في فلم ‏«فيسس أوف»‏ الذي اُستبدل فيه وجه<br />

جون ترافولتا بوجه نيكولاسس كيج والعكسس!‏<br />

الجدل حولها<br />

إن عمليات زراعة الوجوه باتت اليوم مشيرة للجدل،‏ فبعد<br />

أن كانت في الماضضي مستهيلة الهدوش أصصبهت اليوم<br />

متداولة.‏ حيش جعلت بعضض المهتمين يتساءلون إن كانت<br />

أخلاقية أم لا!‏ فزراعة الوجه،‏ كما هو الهال،‏ تتطلب<br />

التبرع مشلما يهدش في عمليات زراعة القلب في حال<br />

وفاة المتبرع،‏ فمن غير المنطقي أن يمنه ششخص‏ وجهه<br />

وهو على قيد الهياة،‏ بخلاف أن في حاله التبرع بالوجه<br />

فإن الششخص‏ المريضض يُمنه ملامه ظاهرة من المتبرع<br />

المتوفى،‏ ما يسبب الضضيق لأهل المتبرع وأصصدقاءه.‏ كما<br />

أن المنتقدين يرون أن هذه العمليات ليست للمهافظة على<br />

الهياة،‏ إنما،‏ فقط،‏ لتهسين الوضضع!‏<br />

أما على الصصعيد الصصهي فإنها مشار للانتقاد في<br />

الأوساط العلمية،‏ إذ إن المريضض سيخضضع مدى<br />

الهياة لتناول أدوية تُهج ِّ م من المناعة لكي لا ترفضض<br />

هذا الوجه المزروع،‏ ما يسبب له تلفاً‏ في أعضضاءه


التي سلامتها تضضمن له استمرارية الهياة.‏ ويضضيف<br />

المنتقدون أضضراراً‏ أخرى لها.‏<br />

إن أخطارها على المستوى<br />

الأخلاقي والقانوني يمكن التنبوء<br />

بها،‏ فربما مع تطورها وسهولتها<br />

اُستخدمت لأغراضض غير نزيهة<br />

كتسهيل عملية فرار المجرمين<br />

من جراءمهم بارتداءهم أقنعة<br />

داءمة،‏ أو هروب المسوءولين من<br />

المسوءوليات،‏ كما سيسهل خداع<br />

الناسس،‏ ما يجعل الهياة أششبه<br />

بهفل تنكري!‏<br />

هذا النوع من<br />

الزراعة مشار للانتقاد<br />

في الٔوساط العلمية،‏<br />

حيش تفرضض على<br />

المريضض تناول<br />

الٔدوية التي تُهجّ‏ م<br />

مناعته ما يجعله<br />

فريسة للٔمراضض<br />

صصعوبات تواجهها<br />

إن عمليات زراعة الوجه تواجه صصعوبات كشيرة،‏ سواءً‏ على<br />

المستوى الجراحي أو النفسي الذي يظهر أثره في الجهات<br />

المانهة أو المتبرعة.‏ فمن الصصعوبة أن تجد أهل المتوفى<br />

وهم في حالة أسى يكون لديهم الاستعداد النفسي للتبرع<br />

بجزء واضضه من فقيدهم للمريضض مشل:‏ الأنف أو الششفتين<br />

أو الخدين.‏ أيضضاً،‏ من جهة أخرى تكمن الصصعوبة في<br />

خضضوع المريضض للتقييم السريري والنفسي قبل إجراء<br />

العملية،‏ ومدى تقبله لوجه لم يعتده،‏ وربما كان لا يششبه<br />

وجهه الأصصلي إطلاقاً.‏ مما يجعله عرضضه لآلام نفسية<br />

يصصعب على المرء تهملها.‏<br />

وبعدها تهتاج العملية عند الانتهاء منها لعدة ششهور قبل<br />

أن يقرر الفريق الطبي،‏ الذي أجراها،‏ مدى نجاحها،‏ وهذا<br />

الوقت الذي يلزم الأعصصاب لتششفى.‏ كما أن عمليات زراعة<br />

الوجه تتطلب جهداً‏ ووقتاّ‏ أكشر مما تتطلبه زراعة أيّ‏ عضضو<br />

آخر،‏ وذلك مشل زراعة الجلد والعضضلات وربط الأوردة<br />

‎1‎‏.صصورة للوجه بعد ترميم عظام الفك العلوي وسقف الهلق ‎2‎‏.صصورة تبين مدى التلف الذي أصصاب<br />

الوجه من جراء إطلاق النار عليه<br />

والششرايين والخلايا العصصبية التي تتيه للمريضض سهولة<br />

تهريك قسمات الوجه.‏ بالإضضافة إلى آراء المنتقدين الذين<br />

يوءلبون الرأي العام أحياناً‏ ضضد مسيرة الأبهاش لزراعة<br />

الوجوه.‏ كما أن الفريق الطبي الذي يقوم بهذه العمليات يضضع<br />

اعتبارات كشيرة في هذا النوع من العمليات كي لا تتعرضض<br />

للفششل.‏ وهذه الاعتبارات هي:‏ نوع نسيج البششرة،‏ ونوع الجنسس<br />

إن كان ذكراً‏ أو أنشى،‏ والعمر،‏ ولون البششرة.‏<br />

حياة جديدة<br />

خلال سبع سنوات من 2005 م حتى ‎2011‎م كانت قد<br />

تمت حوالي 18 عملية لزراعة الوجه في العالم،‏ وذلك<br />

في فرنسا والولايات المتهدة،‏ وإسبانيا والصصين.‏<br />

وخلال هذه السنوات السبع والعمليات عرضضة للٕخفاق<br />

والضضجيج الإعلامي.‏ ولعل فلم ‏«فيسس أوف»‏ الذي سبق هذه<br />

العمليات حيش أنتج في عام ‎1997‎م أي قبل أول عملية<br />

بست سنوات،‏ كان السباق في طره الفكرة أمام الملٔ‏<br />

من خلال فلم سينماءي،‏ لكنه لم يكن السابق في إعادة<br />

الوجه الهقيقي لأصصهابه.‏ إذ حدش عام ‎1994‎م في الهند<br />

في إقليم البنجاب أن أُعيد وجه الطفلة سانديب التي لم<br />

تتجاوز تسعة أعوام،‏ وكانت قد تعرضضت لهادش بواسطة<br />

آله الهرش مما جعل جلدة وجهها وفروة رأسها تنفصصل<br />

تماماً‏ عن جمجمتها،‏ فهرع بها والدها إلى المستششفى وهو<br />

يهمل وجهها في كيسس بلاستيكي.‏ تمكن الجراه توماسس<br />

ابراهام من إعادة زرع الششرايين والجلد،‏ وكانت العملية<br />

ناجهة جداً‏ ولم تخلف إلا بعضض الندوب،‏ مما منه سانديب<br />

الصصغيرة أملاً‏ في الهياة.‏ وتعد هذه العملية هي أول عملية<br />

تضضع الأبجديات الأولى في عمليات زراعة الوجه،‏ ولكن<br />

بملامهها هي..‏ ولم تكن الملامه مسروقة!‏<br />

SSPC<br />

3<br />

2<br />

1<br />

‎1‎‏.صصورة لكوني كولب قبل عملية زراعة الوجه ‎2‎‏.صصورة بعد العملية 3. صصورة<br />

لكوني بعد مرور سنة على الصصورة رقم(‏‎2‎‏)‏<br />

39 3738<br />

36


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

لن يتيه أحد بعد اليوم!‏<br />

أكثر ما يقلق الأم حين الخروج للنزهة هو ضضياع طفلها منها.‏<br />

وأكثر ما يقلق الأبناء هو ضضياع كبار السن المصصابين بالزهايمر<br />

عنهم.‏ جاءت ششركة ‏«جي تي إكسس»‏ GTX Corp لتمهو<br />

هذا القلق وتمنه الأهالي نزهة ماتعة.‏ تختص‏ هذه الششركة<br />

الأمريكية بتصصنيع أجهزة ‏«جي بي إس»‏ لتهديد المواقع.‏<br />

طرحت ‏«جي تي إكسس»‏ حذاء رياضضياً‏ مزوداً‏ بجهاز ‏«جي بي<br />

إس»‏ صصغير داخل منطقة الكعب.‏ تقوم فكرة الهذاء على<br />

تحديد مكان الششخص‏ بدقة من خلال موقع على الإنترنت،‏<br />

إضضافة إلى إمكانية تحديد منطقة معينة للتهرك وإطلاق<br />

صصوت إنذار إذا تعداها الششخص.‏ هذا الهذاء سيضضمن<br />

راحة البال لكل من يرعى الأطفال،‏ ومرضضى الزهايمر<br />

الذين يقرب عددهم من 5 ملايين في أمريكا وحدها.‏ مما<br />

يضضفي قيمة تنافسية للمنتج هو أن الجهاز مخفي،‏ فلن<br />

ينزعج الششخص‏ من كونه تحت الأنظار.‏ يباع الهذاء في<br />

محال أيتركسس للرجال<br />

والنساء.‏ ولم يتوافر<br />

للأطفال بعد.‏ ضضمت<br />

المجموعة الأولى 3 آلاف<br />

زوج من الأحذية بتكلفة<br />

تبلغ 300 دولار أمريكي.‏<br />

العطر في قالب دواءي<br />

اعتدنا أن نهارب رواءه الجسم غير المرغوب فيها برذاذ عطر<br />

نرششه على الجلد من الخارج،‏ فهل من الممكن أن نتغلب على كريه<br />

الرواءه من منششئها في داخل الجسم؟<br />

هذا السوءال حيرّ‏ العالمة الأسترالية لوسي ماكري ودفعها الفضضول<br />

للبهش عن إجابة ششافية.‏ بعد سلسلة طويلة من التجارب والأبهاش،‏<br />

توصصلت ماكري بالتعاون مع عالم الأحياء العربي ششريف منسي<br />

إلى اختراع لا سابق له في عالم العطور.‏ تمكنا من تصصنيع كبسولة<br />

عطرية تحول راءهة العرق في الجسم إلى راءهة زكية.‏ تحتوي<br />

الكبسولة على مواد تنطلق من الكبسولة بعد هضضمها وتتفاعل<br />

كيمياءياً‏ مع سواءل الجسم.‏ لا يقضضي هذا الاختراع على راءهة<br />

الجسم المميزة لكل إنسان،‏ فعطر الكبسولة يختلف باختلاف<br />

الإنسان المستخدم له.‏ يسعى العالمان للتعاقد مع ششركات التجميل<br />

لإطلاق هذا المنتج المتوقع أن يهدش تجديداً‏ في عالم العطور.‏<br />

زاد العلوم<br />

AFP<br />

sspc<br />

باندا الصصين في غابات إسكتلندا<br />

تتطلع غابات إسكتلندا الساحرة باستمرار إلى إثراء البيئة الهيوانية<br />

لديها وحماية الهيوانات من الانقراضض.‏ وعلى مر خمسس سنوات،‏<br />

سعت جمعية إسكتلندا الملكية للهصصول<br />

على زوج من الباندا العملاقة من إقليم<br />

سيتششوان جنوب غربي الصصين.‏ وصصل زوجا<br />

الباندا ولهما من العمر ثمان سنوات إلى<br />

العاصصمة الإسكتلندية-‏ أدنبرة في ديسمبر<br />

‎2011‎م على متن طاءرة خاصة وطاقم<br />

رعاية متكامل،‏ حرصاً‏ على سلامتهما.‏<br />

يأتي نقل تيان تيان ‏«الهلوة»،‏ ويانغ قوانق<br />

‏«شروق الششمسس»‏ بعد مرور ‎17‎عاماً‏ على<br />

غياب الباندا عن الأراضي البريطانية في<br />

عام ‎1994‎م.‏ ستمكش الباندا عششر سنوات<br />

في غابات إسكتلندا على أمل أن تتكاثر قبل<br />

أن يهين موعد ردّها إلى موطنها.‏ ينظر<br />

الصصينيون إلى منه الباندا هدية دلالة على<br />

طيب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.‏


النفط في سلة الفواكه<br />

يسعى الباحشون باستمرار لإيجاد بداءل عن النفط،‏ وذلك تفاديًا لتداعيات نضضوبه في المستقبل.‏ وفي اكتششاف لافت وغريب،‏<br />

وجد البروفيسور البريطاني جيمسس كلارك طريقة لتهويل قششر البرتقال إلى نفط.‏<br />

كل ما يتطلبه استخلاص‏ النفط من البرتقال هو فرن كهرباءي فقط؛ فعندما تتعرضض جزيئات القششرة إلى إششعاع حراري<br />

مرتفع،‏ تتفكك جزيئاتها لتنتج غازات ممكن تقطيرها ليتهول إلى ساءل.‏ قام كلارك في تجاربه باستخدام الساءل في<br />

أغراضض متعددة كإنتاج النفط وتصصنيع البلاستيك والوقود ومادة البكتين.‏ لقيت هذه الفكرة اهتمام جامعة يورك،‏ فقامت<br />

موءخراً‏ بإنششاء ششركة أوبيك ‏(ششركة استغلال قششر البرتقال)‏ المستقلة عن منظمة الأوبك العالمية.‏ في حين يُلقى قششر<br />

البرتقال بكميات هاءلة في النفايات،‏ تقوم ششركة أوبيك بجمع أطنان من القششر لإجراء المزيد من التجارب والأبهاش.‏<br />

قامت أوبيك بالتعاون مع مصصانع عصصير البرتقال في البرازيل واستراليا للاستفادة من المخلفات.‏ يسعى كلارك لتوسيع<br />

تجاربه لتششمل منتجات نباتية أخرى كقششر التفاه وحبوب القهوة والأرز والجوز والكاجو.‏ كما يتوقع أن يششكل هذا الاختراع<br />

علامة فارقة في طرق توليد الطاقة الكهرباءية.‏<br />

39 35 39 38<br />

38<br />

Shutterstock<br />

روبوت يعتني بششعرك<br />

قد يكون غسل الششعر عملاً‏ بالغ السهولة بالنسبة للكشيرين،‏ لكن هناك من<br />

يتكاسل عن القيام به.‏ لقد ششعر المبتكر الياباني توهر وناكامورا بمسوءوليته تجاه<br />

المعاناة اليومية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصصة.‏ فعمل ناكامورا بجهد<br />

تحت ظل ششركة باناسونيك للٕلكترونيات لتطوير روبوت يهاكي دقة عمل يدي<br />

البششر ويتفوق عليهما بعدد الأصصابع.‏ بأربعة وعششرين أصصبعاً‏ تتهرك بتناغم<br />

يقوم هذا الإنسان الآلي بغسل الششعر وتدليك الرأسس خلال ثلاش دقاءق.‏ ما<br />

على الششخص‏ سوى أن يتكئ برأسه على كرسي فخم يهاكي مقاعد صصالونات<br />

التجميل ويدع مهمة العناية<br />

بششعره للروبوت.‏<br />

سيطره هذا الجهاز في<br />

انطلاقته الأولى مطلع<br />

عام 2012 م لدور الرعاية<br />

والمستششفيات بششكل خاص.‏<br />

يسعى ناكامورا للعمل على مزيد<br />

من التقنيات التي توءمن الراحة<br />

وسهولة الأداء لمن لا يستطيع<br />

توفير الرعاية الكاملة لنفسه.‏<br />

sspc<br />

sspc


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

في عام ‎2011‎م المليء بالمفارقات وغريب الأحداش،‏ افتتهت أبواب<br />

الهظ أمام وكالة الفضضاء الأمريكية ناسا.‏ حيش تمكن الباحشون<br />

خلال هذا العام من تحقيق نتاءج مذهلة لدراسات مكشفة حاول<br />

خلالها العلماء كششف وجود كواكب تصصله للعيشش البششري.‏<br />

كوكب ‏«كيبلر 22 بي /» kipler 22b هو الأول من نوعه في مششابهته<br />

الششديدة لكوكب الأرضض واحتواءه على المسطهات الماءية مما يجعله<br />

موءهلاً‏ للعيشش.‏ سمي الكوكب بهذا الاسم نسبة إلى تلسكوب كيبلر<br />

المستخدم ودرجة حرارته الملاءمة للٕنسان والبالغة 22 مئوية.‏<br />

لكون الكواكب غير مضضيئة بذاتها ويصصعب اكتششافها،‏ ساد<br />

الاعتقاد لفترة طويلة من الزمن بأن وجود الكواكب حكر على<br />

النظام الششمسي.‏ قامت ناسا في عام ‎2009‎م بكسر هذا الاعتقاد<br />

حيش أطلقت تيلسكوب كيبلر للبهش عن أجرام جديدة،‏ ويتم<br />

يومياً‏ اكتششاف المزيد من الكواكب إلى أن بلغ العدد 2362 كوكباً‏<br />

وما زال في ازدياد.‏ يقوم التلسكوب المزود بكاميرا تلتقط صصوراً‏<br />

كوكب كيبلر ٢٢ هو الٔمل!‏<br />

AFP<br />

رسم توضضيهي للنظام الذي يسير به كوكب كيبلر‎22‎‏-‏ بي ب مقارنة بالكواكب<br />

في النظام الششمسي.‏<br />

على بعد 3 آلاف سنة ضضوءية بتغطية المنطقة الواقعة بين برجي<br />

القيشارة والدجاجة داخل مجرة درب التبانة.‏ على الرغم من أن<br />

كوكب ‏«كيبلر 22 بي»‏ اكتششف في عام ‎2009‎م،‏ إلا أن فريق البهش<br />

انتظر ثلاش سنوات حتى يتأكد من مروره أمام نجمه في كل سنة.‏<br />

وبعد التيقن من كونه كوكباً‏ أعلن عنه في ششهر ديسمبر ‎2011‎م.‏<br />

يدور الكوكب الواقع خارج نظامنا الششمسي حول نجم مششابه<br />

جداً‏ للششمسس في منطقة أطلقت عليها ناسا اسم المنطقة الموءهلّة<br />

للسكنى.‏ يميز هذه المنطقة وجود مياه ساءلة والعناصصر الأساسية<br />

للهياة.‏ رغم قرب كيبلر من النجم المششع الذي يدور في فلكه إلا أن<br />

هذا النجم أقل حرارة من الششمسس وأصصغر حجماً‏ منها،‏ ويستغرق<br />

290 يوماً‏ لإنهاء دورانه السنوي حول نجمه.‏ يبلغ حجم كيبلر<br />

2.4 ضضعف حجم الأرضض إلا أنه يعد الأصصغر في مجموعته.‏ تساوي<br />

كشافة كيبلر كشافة الأرض‏ (5.515 غ/سم‎3‎‏)،‏ بينما جاذبية<br />

سطهه تصصل إلى 2.4 من جاذبية الأرض.‏ ولا تزال الدراسات<br />

قاءمة لتهديد الكتلة والتركيب العنصصري والبيئي له.‏ يبعد كوكب<br />

‏«كليبر‎22‎ ب»‏ عن الأرضض بمقدار 600 سنة ضضوءية؛ فهو قريب في<br />

المعايير الفلكية لكن الوصصول إليه في المعايير البششرية يعد ضضرباً‏<br />

من المستهيل.‏<br />

يعد هذا الاكتششاف بصصمة كبيرة في عالم الفلك،‏ وهو كفيل بفته<br />

آفاق لا حصصر لها للباحشين.‏ من المتوقع أن يستمر اكتششاف كواكب<br />

أخرى ششبيهة بالأرضض،‏ حيش تششير الدراسات إلى أنها منتششرة<br />

بكمية لم يتصصورها الفلكيون من قبل.‏ لا يستبعد علماء ناسا وجود<br />

حياة على الكواكب المششابهة للٔرضض،‏ ولكن قد يقف بُعْدُ‏ المسافات<br />

الهاءل حاءلاً‏ دون التهقق من ذلك.‏<br />

من طريف ما يذكر أن الاهتمام بهذا الكوكب التوأم للٔرضض لم<br />

يقتصصر على الفلكيين،‏ بل على اهتمام الأدباء أيضضاً.‏ فهناك من<br />

الكتّاب من أبهر بخياله إلى الهياة الجديدة على سطه كيبلر<br />

بعيداً‏ عن الكرة الأرضضية التي لوثتها الهروب،‏ وأثقلت كاهل<br />

سكانها فصصول الصصراع المستمر.‏<br />

AFP<br />

AFP


41 40<br />

أشجار في الهواء<br />

ليس‏ من الضضروري أن يكون لديك حديقة كي تزرع زهرة،‏ لكن من<br />

الضضروري أن يكون لديك تربة وماء لتزرع هذه الزهرة.‏ ماذا لو أخبرتك<br />

روناء المصصري في هذا الموضضوع أنك لكي تزرع خضضراواتك المنزلية<br />

وششجيراتك الصصغيرة وحتى أزهارك لن تهتاج بعد اليوم إلى التربة؟!‏<br />

ما هو تعريف الهياة؟ هناك تعريف علمي وآخر<br />

يمكن الإحساسس به حين نمعن النظر في كل ما حولنا<br />

من طبيعة،‏ مشل المزروعات الخضضراء أو الهيوانات<br />

أو الأسماك،‏ وبالطبع الإنسان.‏ وبما أن العلم أجمع<br />

على أن الماء هو أساسس وجود الهياة،‏ فلا يمكننا بأي<br />

حال أن نغفل ذكره عندما نتهدش عن الهياة،‏ ولكننا<br />

نستطيع الاستغناء عن وجود التربة أحياناً‏ فالهياة<br />

في المهيطات لا تتطلب وجود يابسة أو مراعٍ‏ أو جبال،‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

Shutterstock<br />

وبهذا الششكل صصرنا نتهدش عن حياة بدون تربة!‏ بدت<br />

الفكرة غريبة بعضض الششيء في البداية،‏ لكن بقليل من<br />

القراءة في أبهاش الفضضاء أو حتى في أبهاش الأرضض،‏<br />

تجد أن هناك إمكانية أن تظل الهياة موجودة على<br />

كوكب ماءي تماماً،‏ بدون تربة،‏ وهو ما يهاول العلماء<br />

الكششف عنه،‏ فلا مانع مشلاً‏ من أن نجد عمليات تهجير<br />

مستقبلية إلى كوكب آخر لمجرد أن فوق سطهه ماء،‏<br />

وأن هناك بيوتاً‏ يمكن بناوءها في الماء أو تحت أعماق<br />

سهيقة،‏ وأن هناك حيوانات ومراعي خضضراء يمكن<br />

إنباتها في الماء أيضضاً.‏ لكن بما أن الخيال متاه ومباه،‏<br />

لن أستمر في الانسياق خلفه،‏ وعوضضاً‏ عن ذلك سأقدم<br />

تجربة أكثر واقعية يمكن أن نتقبل وجودها في حياتنا<br />

على كوكب الأرضض بدون الهاجة إلى الهجرة إلى أرضض<br />

جديدة.‏ تعتمد الفكرة على استغلال الأسطه المنزلية<br />

أو حتى البلكونات الضضيقة أو الأماكن الداخلية في<br />

المنازل،‏ وحتى الأماكن غير المستخدمة في المصصاله<br />

الهكومية أو الششركات في تكوين مزارع نباتية لا تعتمد<br />

على الطقسس أو حتى على وجود تربة،‏ فقط تعتمد على<br />

الماء.‏ هذه التقنية معروفة باسم الزراعة بالماء وبدون<br />

تربة أو علمياً‏ .Hydroponic<br />

اجتماع اأسري<br />

مع ضضغط الهياة وإيقاعها السريع أصصبه الجميع يلهش<br />

وراء توفير لقمة العيشش ‏«هكذا نطلق على الأعمال<br />

اليومية»،‏ ومع صصيهات التهذير والوعيد بأن مواردنا<br />

المتاحة فوق الأرضض لن تكفي احتياجاتنا اليومية من<br />

طعام وششراب،‏ بدت الهاجة ملهة أمام العلماء في<br />

البهش عن سبل جديدة للزراعة بهيش تحقق كل أسرة<br />

اكتفاءها الذاتي من لقمة العيشش،‏ وتعتمد على نفسها<br />

في تحقيق معادلة الغذاء الصصهي والطازج،‏ بل وتصصبه<br />

الأسرة أسرة منتجة بدلاً‏ من كونها أسرة مستهلكة<br />

فقط،‏ وبدت لي هذه الطموحات والأفكار بمنزلة حل<br />

جديد ووسيلة جديدة لكي تجتمع الأسرة العربية مرة<br />

أخرى في مواعيد منظمة وعلى هدف واحد،‏ وأن يلتقي


Shutterstock<br />

الجميع دون الششعور بأن الوقت الذي يمضضيه الأفراد<br />

في محيط أسرتهم هو وقت مستقطع بخسارة مادية،‏<br />

بل سيهتل أولوية ما في أجندة الأعمال اليومية عندما<br />

يتهقق خلال هذا الوقت استشمار للموارد المتاحة<br />

للٔسرة بدون أعباء إضضافية،‏ فاحتياجات هذا المششروع<br />

لا تتكلف الكشير ولا تحتاج إلى الكشير من المتطلبات<br />

بل يعتمد في الأساسس على البهش في الأششياء القديمة<br />

المستعملة،‏ بغرضض إعادة توظيفها من جديد.‏<br />

يمكن إنششاء وحدات إنتاج<br />

للخضضراوات على أسطه<br />

البنايات الضضخمة وعلى<br />

منصصات التنقيب عن<br />

البترول في عرضض البهار<br />

وكذلك في الغواصصات<br />

الماءية<br />

القدمي اجلديد<br />

هل قررت التخلص‏ من حوضض الاستهمام القديم وأن<br />

تستبدل به حوضضاً‏ كبيراً‏ وحديشاً؟<br />

إذن فكر مرة أخرى قبل أن تلقي به إلى الششارع،‏<br />

فهذا الهوضض قد يكون نواة لمششروع<br />

يدر ربهاً،‏ ويهقق اكتفاء ذاتياً‏ من<br />

الخضضراوات اليومية الطازجة مشل<br />

الخسس،‏ والبقدونسس،‏ والكزبرة،‏ وإكليل<br />

الجبل،‏ والريهان والجرجير،‏ وغيرها<br />

من الأعششاب التي اندثرت من طعامنا<br />

على الرغم من فواءدها الصصهية<br />

الجمة،‏ ولكن ليست هذه كل المهاصصيل<br />

التي يمكن أن نزرعها داخل الهوضض<br />

القديم،‏ فهناك المهاصصيل الشمرية مشل<br />

الطماطم،‏ والخيار،‏ والفاصصوليا والفلفل،‏ وغيرها من<br />

المهاصصيل التي لا يمكن الاستغناء عنها يومياً‏ في كل<br />

الوجبات الشلاش،‏ لكن هنا تزيد ميزة كونها طازجة<br />

ونظيفة وغير مسرطنة لأنها لم تعامل بالمبيدات،‏ كما<br />

أنها تحت إششراف سيدة المنزل ورب المنزل وأهل المنزل<br />

جميعهم،‏ فلها بالتأكيد مذاق خاص‏ جدً‏ ا!!‏<br />

ولكن ماذا لو مل يكن لديك حوض استحمام قدمي؟<br />

هناك بداءل متعددة وكشيرة تتيه لك فرصصة زراعة<br />

الخضضراوات منزلياً‏ حتى بدون أن يكون لديك مكان<br />

بالمعنى المفهوم أو مساحة تسمه للزراعة،‏ فبعضض<br />

المنازل لها أسطه كبيرة وخاوية،‏ عادة ما تخصصص‏<br />

لخزانات المياه أو لأطباق الاتصصالات،‏ واليوم ستضضاف<br />

إليها مهمة جديدة وهي تحقيق الاكتفاء الذاتي من<br />

المهاصصيل المهمة في التغذية،‏ وعلى هذه الأسطه<br />

يمكن الزراعة داخل أنابيب تجري فيها المياه حاملة<br />

معها المغذيات السمادية للنباتات في دورة مغلقة<br />

وبهيش يصصبه من الممكن الهصصول على منتجات<br />

غنية وششهية من الخضضراوات.‏<br />

ولكن ماذا لو مل تكن هناك ‏أسطح يف املنازل؟<br />

أضضف إلى قاءمة البداءل المتاحة بديلاً‏ جديداً‏ وهو<br />

الأركان المنزلية التي عادة ما تتزين بنباتات للزينة<br />

لا يكون لها استخدام حقيقي،‏ ناهيك عن ارتفاع<br />

تكلفة بعضض أنواعها مادياً،‏ وهنا يمكن البدء بتغيير<br />

مفاهيمنا عن التجميل المنزلي بالنباتات عن طريق أن<br />

نستبدل بتلك السلالات نباتات أخرى من المهاصصيل<br />

ذات الاستخدامات اليومية،‏ وبعضضها له راءهة جميلة<br />

حقاً‏ مشل الريهان،‏ أو البقدونسس،‏ أو النعناع،‏ الأمر<br />

الذي يضضفي رونقاً‏ وراءهة عطرية جميلة داخل المنزل،‏<br />

بل إن حواء بهبها للجمال يمكنها أن تستخدم بعضض<br />

مواد تجميلها مشل ‏«حجر الخفاف»‏ الذي تستخدمه في<br />

الهفاظ على جمال قدميها لتزرع على سطهه نباتات<br />

ذات قيمة اقتصصادية مفيدة!‏<br />

كما يمكن الاستعانة بجزء قليل داخل المنزل في منطقة<br />

جيدة الإضضاءة بجانب النوافذ لوضضع وحدة إنتاج<br />

صصغرى لا تتعدى مساحتها مترين مربعين إلى 3 أمتار<br />

43 42


أششجار في الهواء<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

Shutterstock<br />

مربعة لإنتاج احتياجات أسرة مكونة من 3 أفراد إلى<br />

5 أفراد اعتماداً‏ على الزراعة من دون تربة.‏<br />

من الفكرة ‏إىل التطبيق<br />

ما هي متطلبات الزراعة المنزلية؟<br />

دعونا نتفق أولاً‏ على أن أي مششروع بهاجة إلى<br />

طاقة تششغيل،‏ هذه الطاقة متوافرة في المنزل لأنها<br />

قادمة من الكهرباء المنزلية والتي يدفع أجرتها رب<br />

المنزل ششهرياً،‏ وعادة ما تششكو الأسر العربية من أن<br />

الكهرباء لا يتم ترششيدها بششكل حقيقي،‏ وأن<br />

جزءًا منها يتم إهداره بششكل كبير<br />

دون فاءدة حقيقية،‏ وهنا يأتي<br />

دور الزراعة المنزلية<br />

إذ تعد تدريباً‏<br />

جديداً‏ لكل أفراد<br />

الأسرة على ترششيد<br />

استهلاكهم للطاقة<br />

حتى الطاقة<br />

الششمسية التي<br />

تدخل إلى منزلهم<br />

كل صصباه.‏ فالنبات كالطفل<br />

يهتاج إلى رعاية وملاحظة،‏<br />

ويبدو أن اهتمام الإنسان<br />

بششيء حي هو فطرة داخله<br />

يتعاطف معها ويهتم لأجلها وإلا ما<br />

زاد الششغف باقتناء الهيوانات الأليفة،‏<br />

أو حتى بوجود زراعات الزينة المنزلية،‏<br />

وعندما يرتبط الأمر بالغذاء فإن الاهتمام<br />

يزيد بطبيعة الهال.‏ هكذا وفرنا أول مطلب<br />

لبدء التششغيل..‏<br />

المششروع في خطوات ينبغي توافر الآتي:‏<br />

1 الماء،‏ موجود داخل كل المنازل.‏<br />

2: الكهرباء،‏ كما ذكرنا سابقاً.‏<br />

3 خزان للسماد،‏ حيش يتم وضضع المهلول المغذي به<br />

مخلوطاً‏ بكميات مناسبة وأنواع مختلفة من الأسمدة<br />

الزراعية التي تسمه بزراعة أكثر من منتج في الوقت<br />

نفسه وبالسماد نفسه.‏<br />

4 أنابيب متصصلة بالخزان وبها ثقوب خاصصة تسمه<br />

للنبات بامتصصاص‏ المهلول المغذي منها،‏ وهذه الأنابيب<br />

تششكل دورة كاملة تبدأ‏ من الخزان المغذي وتمر بكل<br />

النباتات،‏ ثم تعود إليه مرة أخرى حتى يتم تحميلها<br />

بالمهلول المغذي ثانية.‏<br />

5 متابعة ومراقبة بالتناوب من أهل المنزل.‏ ويفضضل<br />

أن تجهز الأسطه لهمايتها بعمل صصوبة من هيكل<br />

حديدي وتغطيتها بالبلاستيك،‏ ومحاولة إضضافة خلايا<br />

التبريد من الكرتون التي يمر عليها الماء،‏ وهذا من جهة<br />

الششمال،‏ وفي الجنوب يتم تركيب مراوه ششفط لسهب<br />

الهواء الساخن من داخل المهمية ويهل محله هواء<br />

مبرد بالماء.‏ وهذه وسيلة خفضض درجة الهرارة بالمهمية<br />

خلال أششهر الصصيف.‏ كما أن هناك الفواءد التي يمكن<br />

الهصصول عليها من تطبيق هذا النظام داخل<br />

الأسرة العربية يتلخص‏ في نقاط<br />

عدة أولها حصصول الأسرة<br />

على الغذاء،‏ أو جزء<br />

منه،‏ طازجاً‏<br />

ونظيفاً‏ وخالياً‏<br />

من المبيدات،‏ وهي<br />

بمنزلة تدريب عملي<br />

على ثقافة الترششيد،‏ حيش<br />

نقطف ما نهتاج إليه فقط<br />

لإعداد الوجبة،‏ بالإضضافة إلى<br />

كونها تدريباً‏ عملياً‏ على الانتماء<br />

لجميع الأششياء حولنا وهي مصصدر<br />

موفر لنفقات الأسرة،‏ بل ويمكن أن<br />

يكون مصصدر دخل للٔسرة لو تم<br />

إدارته بصصورة تجارية.‏<br />

ملاذا الزراعة بدون تربة؟<br />

هل ستصصبه الزراعة بدون تربة حلاً‏ جذرياً‏ لمششكلة<br />

تناقص‏ الغذاء وقلة الموارد،‏ ومششاكل التغيرات<br />

المناخية؟ كان هذا السوءال المركب يهمل إجابة للسوءال<br />

الأساسس،‏ لماذا الزراعة بدون تربة؟<br />

إنتاج الخضضراوات منزلياً‏ هو أحد صصور التنمية المستدامة التي<br />

يتهقق من خلالها توافر بعضض عناصصر الغذاء الذي تستهلكه<br />

الأسرة بصصورة يومية،‏ ويكون المنتج طازجاً‏ وبذا نهقق الأمن<br />

والأمان الغذاءي.‏<br />

والصصورة الشانية للاستدامة هي اششتراك أفراد الأسرة في<br />

عملية الزراعة والعناية بالمزروعات،‏ مما يهقق العديد من<br />

الفواءد الاجتماعية،‏ منها بالأرقام والبيانات العلمية كما<br />

دلنا عليها الدكتور أششرف عمران،‏ خبير الزراعة بدون تربة،‏<br />

ومدير مركز البهوش والتطوير في المجلسس الاقتصصادي<br />

الأفريقي:‏


Shutterstock<br />

11<br />

الزراعة بدون تربة توفر المياه حيش إننا لا نهتاج<br />

أكثر من 15-10 % من كمية المياه المستخدمة في<br />

الزراعة التقليدية.‏<br />

توفر استخدامات الأسمدة حيش لا نستهلك أكثر من<br />

% 20 15- من الأسمدة المستخدمة في الطرق التقليدية.‏<br />

قلة استخدام الأسمدة يجعل الزراعة بدون تربة<br />

صصديقة للبيئة،‏ حيش لا تستخدم فيها أسمدة كشيرة،‏<br />

وبالتالي تعطينا منتجاً‏ آمنا صصهياً‏ نظراً‏ لعدم وجود<br />

أي ترسبات من الأسمدة الزاءدة بالشمار هذا من<br />

جهة،‏ ومن جهة أخرى فإن عدم إضضافة الأسمدة للتربة<br />

تمنع تلوش التربة وبالتالي نهمي تلوش المياه الجوفية<br />

بسبب ترسيب الأسمدة في الزراعة التقليدية لمياه<br />

المخزون الجوفي.‏<br />

تقدم منتجاً‏ نظيفاً‏ وموفراً‏ للعمالة المستخدمة<br />

لضضمان عدم نمو حششاءشش،‏ والتي يجب إزالتها بالعمال<br />

وبالتالي لسنا مضضطرين لرشش مبيدات حششاءشش.‏<br />

توفير الوقت،‏ حيش إن معدل نمو النباتات<br />

في الزراعة بدون تربة يمتاز بسرعة نموه.‏ على سبيل<br />

المشال لإنبات الخسس نهتاج من 25- 30 يوماً‏ بالزراعة<br />

بدون تربة،‏ بينما في الزراعة بالتربة الطبيعية يستلزم<br />

60 يوماً‏ إلى 70.<br />

له ميزة تسويق حيش يوجد تماثل في الأحجام<br />

لجميع الروءوسس المنتجة لتششابه ظروف إنتاجها.‏<br />

يمكن التهكم في ظروف الزراعة بدون تربة وإدارة<br />

عنصصر التسميد بها،‏ مما يضضيف ميزة إلى مواصصفات<br />

الشمار المنتجة لتكون في صصورة أفضضل بكشير من الزراعة<br />

التقليدية أو الزراعة في البيوت المهمية.‏<br />

تزيد معدلات الإنتاج مقارنة<br />

بالزراعة التقليدية.‏<br />

يمكن إنتاج الكشير من المهاصصيل طول العام<br />

وبالكفاءة نفسها.‏<br />

قلة استخدام المبيدات،‏ حيش لا توجد تربة<br />

وبالتالي لا توجد آفات في التربة يجب مكافهتها.‏<br />

حل جذري لندرة الأرضض أو سوء حالتها،‏ حيش<br />

يمكن أن نقوم بإنششاء المزارع الماءية على أي نوع<br />

من التربة سواء الملهية،‏ غير الصصالهة،أو التربة<br />

الصصخرية.‏<br />

12<br />

حلول بديلة حيش يمكن إنششاء وحدات إنتاج<br />

للخضضراوات حتى على أسطه البنايات الضضخمة،‏<br />

وعلى بريمات التنقيب عن البترول في عرضض البهار،‏<br />

وكذلك في الغواصصات الماءية،‏ بل لقد استخدمتها وكالة<br />

ناسا في سفن الفضضاء لإنتاج الخضضراوات.‏<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

45 44


أششجار في الهواء<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

أما الميزة الأخيرة لهذه الطريقة،‏ هي أنها تعد قاعدة<br />

اقتصصادية استشمارية من الطراز الأول،‏ لو فكرنا أن<br />

الششركات والمصصانع حتى التي تعاني صصعوبة ظروف<br />

العمل بها،‏ يمكنها أن تحقق اكتفاءً‏ ذاتياً‏ من المزروعات<br />

اليومية بششكل صصهي وطازج،‏ وبششكل يهافظ على<br />

صصهة العامل ويوفر نفقات تلك الششركة من مششتريات،‏<br />

أو من تأمين صصهي،‏ فإن الاستشمار في الزراعات الماءية<br />

يعد المستقبل الأفضضل بهق،‏ إذ قدم لنا حلاً‏ اقتصصادياً‏<br />

دون الهاجة إلى ششرحه بالمعادلات أو النظريات<br />

الاقتصصادية الجافة والتي قد يصصعب فهمها أحياناً.‏<br />

من النبات ‏إىل احليوانات<br />

الطريف والعجيب أن تقنيات الزراعة بدون تربة<br />

يمكن استخدامها في الهصصول على أعلاف صصهية<br />

دون مبيدات،‏ الأمر الذي يترتب عليه الهصصول على<br />

لهوم وألبان دون سموم،‏ إضضافة إلى قلة المساحات<br />

المطلوبة لاستزراع تلك الأعلاف،‏ الأمر الذي قد يعيد<br />

التخطيط الزراعي من جديد للٔراضضي الصصالهة<br />

للزراعة بزراعتها بمهاصصيل ذات أولوية ملهة مشل<br />

القمه والذي يعد محصصولاً‏ استراتيجياً،‏ وغيره من<br />

المهاصصيل الاستراتيجية مشل القطن.‏<br />

وهناك أيضضاً‏ إمكانية لتطبيق قواعد ومتطلبات<br />

الزراعة نفسها بدون تربة من أجل الاستزراع السمكي<br />

والتنمية السمكية داخل أحواضض معدة تماماً‏ لهذا<br />

الغرضض في أماكن غير مستخدمة،‏ الأمر الذي يهقق<br />

زيادة إنتاجية كبيرة في اللهوم الطرية،‏ وخاصصة في<br />

البلدان المهرومة من وجود مسطهات ماءية كبيرة،‏<br />

أو قد تفته مجالاً‏ جديداً‏ في البلدان التي لا تعد فيها<br />

الثروة السمكية من ضضمن قاءمة سلعها التجارية<br />

الاقتصصادية.‏<br />

تبدو الأفكار طموحة،‏ سهلة التنفيذ،‏ وفيرة العاءد،‏<br />

متعددة المزايا،‏ فهل قررتم زراعة منزلكم اليوم؟<br />

Shutterstock


تُعد حوادش التسونامي من أبششع الكوارش التي تصصيب السواحل في البلدان التي تضضرب بها.‏ وتعني<br />

التسونامي في اللغة اليابانية ‏«تسو+‏ نامي»‏ أي الموجة الكبيرة.‏ ولليابان مع موجات التسونامي<br />

تاريخ طبيعي طويل،‏ فمن أصصل 796 موجة ‏«تسونامية»‏ ضضربت اليابسة خلال القرن الماضضي<br />

وبداية القرن الهادي والعششرين حلت % 17 منها بالششواطئ اليابانية.‏ ولا تزال اليابان تتعافى<br />

من زلزال مدمر أصصابها في مطلع عام ‎2011‎م وأعقبته موجات تسونامي،‏ خلّفت دماراً‏ هاءلاً‏<br />

وأزمة بيئية نووية،‏ وفاق عدد القتلى العششرين ألف ششخص،‏ بينما لا يزال ثمان آلاف ششخص‏<br />

في عداد المفقودين.‏ فيما اعتبرت حادثة فوكوششيما التي طالت المناطق الششمال الششرقية من<br />

البلاد؛ أسوء حادش نووي على الصصعيدين البيئي والإنساني والاقتصصادي منذ حادثة تششيرنوبيل<br />

في أوكرانيا في عام ‎1986‎م.‏<br />

قصة ابتكار<br />

وفي حين لا تزال مهمة الهكومة صصعبة في حل أزماتها المتتالية،‏ اكتششف العالم الياباني كازومي<br />

هيراكاوا من جامعة ‏«هوكايدو»‏ في أثناء دراسته الطبقات الجيولوجية على المناطق المتضضررة من<br />

الساحل الياباني؛ آثاراً‏ لموجات تسونامي قديمة يششتبه بأنها آثار لزلازل كبيرة ضضربت المنطقة<br />

منذ ‎100‎عام.‏ لقد أثار هذا الاكتششاف خيال مجموعة من الششباب المهندسين الذين أدركوا<br />

أهمية إيجاد حل ذكي لإنقاذ أرواه الناسس عندما تفتك موجات التسونامي التالية.‏ وإذ لا ينتظر<br />

اليابانيون الهاجة لكي يقوموا بتنفيذ الاختراع،‏ فكيف عندما توجد لديهم<br />

الهاجة لاختراعٍ‏ ذي أبعاد إنسانية ووطنية طويلة الأمد.‏<br />

47 39 46 38<br />

الكرة العائمة<br />

اختراع لمواجهة الطبيعة<br />

ابتكر هوءلاء الششباب العششرة والذين يششكلون بعددهم المتواضضع أفراد ششركة<br />

يابانية صصغيرة تُدعى كوزمو للطاقة؛ كرات عاءمة تششبه الكبسولات ومتعددة<br />

الأحجام،‏ مصصنوعة من الألياف البلاستيكية والزجاج المقاوم للضضغط ‏«الفايبر<br />

جلاسس».‏ فيها نوافذ وثقوب للتهوية،‏ وقادرة على استيعاب أربعة أفراد بالغين<br />

كهد أقصصى.‏ مصصمّ‏ مة كي تعوم في الماء وقادرة على تحمل أمواج الفيضضانات<br />

والزلازل وششدة الأعاصصير،‏ إذ أجريت العديد من اختبارات التصصادم عليها وتم<br />

التأكد من نجاه الكبسولة الوظيفي.‏ ويبلغ قطر الكرة التي أطلق عليها ‏«سفينة<br />

نوه»‏ حوالي أربع أقدام أي 1.2 متر تقريباً.‏<br />

وعلّلت الششركة ألوان هذه الكرات التي تششبه كرة التنسس الزاهية اللون،‏<br />

لأسباب جوهرية جداً،‏ وذلك حتى تبدو ماتعة للٔطفال ويكون ششكلها مألوفاً‏<br />

لديهم وكأنها غرفة للعب،‏ وإذا وقعت الكارثة فهي مصصمّ‏ مة لتكون داءماً‏<br />

عاءمة،‏ وذلك للهماية القصصوى لمن فيها من الغرق والإصصابات.‏ فهي قادرة<br />

على أن تضضم عاءلة صصغيرة لإنقاذهم وحمايتهم من التششتت ومن ثم الفقدان<br />

والضضياع النفسي.‏<br />

وبالرغم من أن هذا الابتكار ليسس عالي التقنية،‏ أي أنه غير مبهر كباقي<br />

الابتكارات الإلكترونية التي توردها اليابان للعالم إلا أنه ذو مضضمون إنساني<br />

عظيم،‏ وعليه لم يكن مفعماً‏ بالهكمة القاءلة ‏«الهاجة أُم الاختراع»‏ فهسب،‏<br />

بل إنه مُ‏ نغمسس فيها الى أبعد الهدود وفي إرادة مُ‏ فعمة بهب الهياة.‏<br />

الجدير ذكره أنه وبعد مرور ششهر واحد فقط على تدششين الكبسولات الزاهية تم بيع ست مئة<br />

‏«سفينة»‏ بواقع أربعة آلاف دولار أمريكي للقطعة الواحدة،‏ أي ما يُعادل 2500 يورو.‏ ومما لا<br />

ششك فيه أن هذه الكرة الصصفراء هي باكورة صصنف جديد من الاختراعات في سبيل مقاومة<br />

الطبيعة إذا ثارت.‏


نوفمبر/‏ ديسمبر ‎2011‎م<br />

قصة مبتكر<br />

ستيفن جوبز<br />

صاحب الفضل في<br />

المكالمات المجانية<br />

هو أحد المخترعين الذين ألهموا العالم في عصصرنا الهديش,‏ وأحد أهم أقطاب الأعمال في أمريكا،‏ عُ‏ رف بأنه<br />

الموءسسس والمدير التنفيذي السابق لششركة آبل ومن ثم عُ‏ ين رءيساً‏ لمجلسس إدارتها حتى وفاته.‏ وفي أثناء إدارته<br />

للششركة استطاع ستيفن جوبز أن يهدش طفرة تقنية في مجال التكنولوجيا من خلال ابتكار ثلاثة من أششهر<br />

الأجهزة للجيل الجديد وهم الآيفون،‏ الآي باد والآيبود.‏<br />

ولد جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير 1955 لأب سوري الأصصل يدعى عبدالفتاه الجندلي،‏ ثم عرضضاه<br />

أبويه للتبني لصصغر سنهما،‏ فتبناه زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز.‏ ونشأ‏ جوبز في كنف عاءلته<br />

الجديدة،‏ والتي كان لها الدور الفعال في صصقل عبقريته المبكرة.‏ كان جوبز ششغوفاً‏ بالإلكترونيات منذ صصغره<br />

إذ انكب على تفهص‏ الأجهزة التكنولوجية وطريقة عملها بولع.‏ وكانت باكورة ابتكاراته في سني المراهقة<br />

أول ششريهة إلكترونية رغم ضضعف أداءه المدرسي.‏ وأثناء دورة تدريبية قام بها لدى ششركة ‏«إتشش بي».‏ تعرف<br />

على ششريكه المستقبلي فوزنياك ونشأت بينهما صصداقة قوية،‏ كانت أساساً‏ ليهققا معاً‏ أهم الإنجازات في عالم<br />

التكنولوجيا لاحقاً.‏<br />

وبعد تخرجه في المرحلة الشانوية لم يهقق النجاه بالجامعة فرسب في عامه الأول لأن طموحه كان موجهاً‏<br />

نهو تنمية مهاراته في مجال الإلكترونيات،‏ فقدم ورقة عمل بأفكاره لششركة ‏«أتاري»‏ الششهيرة كونها الأولى<br />

في صصناعة ألعاب الفيديو في ذلك الوقت،‏ وتمكن من الهصصول على وظيفة مصصمم<br />

ألعاب.‏ وهنا عاود تجاربه مع صصديقه فوزنياك لينتج عن تعاونهما جهاز هاتف يسمه<br />

بإجراء مكالمات بعيدة مجانية،‏ انصصرفا بعدها الى تحقيق حلمهما الكبير وبدآ‏ العمل<br />

على حاسوبهما الأول بعد التضضهيات المالية العديدة للهصصول على رأسس المال ليتمكنا<br />

من تأسيسس ششركتهما في العام ‎1976‎م التي سميت ‏«آبل»‏ نسبة إلى فاكهة جوبز المفضضلة<br />

وإنتاج الكمبيوتر الجديد الذي أطلق عليه ‏«أبل 1»، وليكسرا بذلك احتكار ششركة ‏«آي بي<br />

إم»‏ لصصناعة الكمبيوتر.‏ لكن تطوير هذا الكمبيوتر كان مكلفاً‏ جداً‏ على ميزانيتهما مما<br />

دفعهما لإقناع مايك ماركولا وهو مستشمر محلي بتوفير مبلغ ربع مليون دولار أمريكي..‏<br />

وهكذا أصصبه الشلاثي جوبز وفوزنياك وماركولا أعلام ششركة أبل وبفضضل اختراعاتهما<br />

تحولت الششركة الصصغيرة في مرآب المنزل الخلفي إلى إمبراطورية تبلغ قيمة أصصولها وفقاً‏<br />

لبورصصة نيويورك 346 مليار دولار.‏<br />

في بداية الشمانينيات اكتششف جوبز القيمة التجارية لأنظمة تششغيل الكومبيوتر بالرسومات<br />

والتصصاميم بدلاً‏ من طباعة الأوامر باستخدام لوحة المفاتيه وليعود الفضضل إليه في<br />

اختراع فأرة الهاسوب.‏ وبعد أششهر من هذا الإنجاز نششبت خلافات داخلية عنيفة انتهت<br />

بترك جوبز للششركة،‏ مما دفعه إلى إنششاء ششركة جديدة اهتم فيها بتطوير البرامج ذات<br />

الإمكانيات المتطورة المكملة لأجهزة الهواسيب الششخصصية،‏ والتي كانت الأساسس لنظام<br />

تششغيل جهاز الكومبيوتر الهديش.‏ وفي عام ‎1986‎م قام بششراء قسم الرسومات الشلاثية<br />

الأبعاد في ششركة ‏«لوكاسس فيلم»‏ ليهولها إلى ششركة ‏«بيكسار»‏ التي أصصبهت إحدى أكبر<br />

الششركات المنتجة لأفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد،‏ والتي قدمت أكثر الأفلام نجاحاً‏ في<br />

تاريخ هذه الصصناعة مشل فيلم ‏«وولي»‏ و ‏«أب»،‏ وبقي جوبز مديراً‏ تنفيذياً‏ لبيكسار حتى صصفقة الاستهواذ التي<br />

تمت من قبل ششركة والت ديزني وانتقل على إثرها ليكون عضضوًا في مجلسس إدارة الأخيرة.‏ ولجوبز الفضضل في<br />

ابتكار مجال جديد لأفلام الكرتون عندما دمج الرسوم المتهركة مع تكنولوجيا الكمبيوتر الهديشة.‏<br />

تحول اهتمام جوبز بعد مغادرته آبل إلى التصصميم وتوقف عن تصصنيع أجهزة الكمبيوتر ليكتفي بإنتاج البرامج،‏<br />

في الوقت الذي تداعت فيه ششركة آبل ولم تجد طوقاً‏ للنجاة سوى جوبز إلى أن عاد إلى قيادتها في عام ‎1995‎م،‏<br />

وفي عام ‎1997‎م تم تعيينه رءيساً‏ تنفيذياً‏ موءقتاً‏ لآبل ليدخل بهذا التعيين قاءمة جينيسس للٔرقام القياسية كأقل<br />

الروءساء التنفيذيين تقاضضياً‏ للراتب في العالم براتب ششهري قدره دولار واحد سنوياً!‏


اطلب العلم<br />

بصصمة المخ هي تلك الموجات والإششارات<br />

التي يتم من خلالها الهصول على<br />

معلومات عن الجريمة الموجودة في ذاكرة<br />

الإنسان،‏ والتي يتم تسجيلها وتحليلها<br />

عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق<br />

الهاسب الآلي،‏ فيوضضع المششتبه فيه أمام<br />

بصصمة المخ..‏ ششاهد<br />

إثبات لا يخطئ<br />

ششاششة كمبيوتر تعرضض أمامه حدثًا ما،‏<br />

وليكن مشلاً‏ كلمة أو جملة أو أداة جريمة<br />

كالسكين التي استخدمها في القتل،‏<br />

فتومضض أمامه على ششاششة الكمبيوتر،‏<br />

من هنا فإن النششاط العصصبي في دماغه<br />

سيكون متزامنًا،‏ ويصصدر موجة كهرباءية<br />

يمكن قياسها عن طريق أجهزة إحساسس<br />

على الرأسس،‏ وفي حال وجود معلومات عن<br />

الجريمة في ذهن متلقي هذه الموجات<br />

تعطي إشارة بششكل تلقاءي على ششكل<br />

منهنى بياني والعكسس.‏<br />

وثمة فرق بين بصصمة المخ والبصصمة<br />

الوراثية ،DNA إذ إن % 99 من<br />

الجراءم التي يتم الكششف عنها بواسطة<br />

DNA يمكن فيها استخدام بصصمة<br />

المخ،‏ وليسس العكسس،‏ فالبصصمة الوراثية<br />

لا بد أن يترك فيها أثر بيولوجي مأخوذ<br />

من المششتبه به،‏ ويتم الربط بينه ودليل<br />

بيولوجي آخر وجد على مسره الجريمة،‏<br />

أما بصصمة المخ فليسس لها أي علاقة بالأثر<br />

البيولوجي.‏ فالدليل في بصصمة المخ يكون<br />

عبارة عن معلومات يتم الكششف عنها إذا<br />

كانت موجودة أم لا،‏ بخلاف البصصمة<br />

الوراثية.‏<br />

أيضضاً‏ ثم فارق جوهري بين تتبع بصصمة<br />

المخ وجهاز كششف الكذب،‏ فعمل الأخير<br />

يعتمد على أن الششخص‏ الذي يكذب يزداد<br />

قلقه،‏ فضضلاً‏ على تغييرات عاطفية أخرى<br />

تظهر في عدد من المتغيرات النفسية<br />

بصصفة تلقاءية،‏ أما النظام القاءم على<br />

استجابة المخ فإنه لا يقوم بششيء حيال<br />

الكذب أو استجابة الضضغط العصصبي،‏ بل<br />

يقوم بالتهقيق عن المعلومات الموجودة في<br />

المخ والكششف عنها بأسلوب غير عدواني<br />

وخالٍ‏ من الضضغط العصصبي.‏ كما أن بعضض<br />

الأشخاص‏ لديهم القدرة على خداع<br />

جهاز كششف الكذب،‏ بكبت ردود أفعالهم<br />

النفسية عن الأسئلة الهساسة بالتدريب،‏<br />

أو التكرار،‏ أو عن طريق تششتيت ردود<br />

أفعالهم في الإجابة عن الأسئلة عن طريق<br />

قرص‏ أنفسهم مشلاً‏ أو عضض ألسنتهم.‏ أما<br />

بصصمة المخ فلم يوجه لها نقد حتى الآن،‏<br />

لأنها إششارة أوتوماتيكية تلقاءية،‏ فالمخ هو<br />

الذي يتهدش وليسس الششخص،‏ فهي إذن<br />

ششاهد لا يخطئ.‏<br />

د.هاني طايع<br />

394838


الملف المصوَّر<br />

فواز هشام ‏شمّ‏ ا<br />

نفته أبواباً‏ ملونة،‏<br />

صاخبة بالفره،‏ وبقصص‏<br />

الزمن الجميل.‏<br />

حيش اللون زينة،‏<br />

وخزينة..‏<br />

زينة على معصم حسسناء،‏<br />

خزينة بين مقتنيات<br />

قديمة.‏<br />

من اللون وبهجته<br />

نقتنص‏ الجمال من<br />

التراش.‏<br />

فواز هششام ششما مهندسس أردني من مواليد عمان ‎1983‎م.‏<br />

حاصل على بكالوريوسس في التصميم الداخلي من جامعة<br />

العلوم التطبيقية في عمان.‏ من هواياته تصميم الششعارات<br />

والرسسم،‏ والتصوير.‏ عمل أسستاذاً‏ في مجال التصميم،‏<br />

ومهاضضراً‏ في مادة التصوير الفوتوغرافي والرسسم الفني في<br />

الجامعة الألمانية الأردنية من عام 2007 حتى ‎2011‎م.‏<br />

ششارك في العديد من المعارضض الفنية والتصوير الفوتوغرافي.‏


نوفمبر/‏ ديسمبر ‎2011‎م<br />

حياتنا اليوم<br />

لا أعرف من القاءل الأول لجملة ‏«الصديق وقت<br />

الضضيق»،‏ لكن بسسببها،‏ ربما،‏ خسسر كشير من<br />

الناس‏ أصدقاءهم،‏ لأنهم لم يقفوا معهم في وقت<br />

ضضيقهم،‏ ولم يترجموا تلك المقولة لواقع ملموس.‏<br />

فهل حقاً‏ تصدق هذه المقولة؟!‏<br />

الصديق ليس‏<br />

في وقت الضضيق!‏<br />

كنت داءماً‏ أغالب هذا الرأي..‏ فماذا لو كان<br />

صديقي في وقت ضضيقي يمر بضضيق مماثل،‏<br />

وبالتالي لا يسستطيع أن يقف معي ذلك الوقوف<br />

الذي يترجم حقيقة صدقه وصداقته لي.‏ وربما<br />

وجدت أن بعضض من يسسعفهم الهظ ليقفوا<br />

معك في وقت ضضيقك ليس‏ هم بالضضرورة أولئك<br />

الأصدقاء الهقيقيون..‏ بل ربما الظروف منهتهم<br />

على طبق من ذهب فرصة ذلك الوقوف.‏<br />

من الظلم أن نجعل العبارة السسابقة معياراً‏<br />

للصداقة الهقيقية،‏ فهناك أششخاصص مولعون<br />

بأوقات الضضيق..‏ يهبون أن يكونوا قرب المآسسي<br />

والدموع والمششاكل.‏ وربما منهوك أقصى ما<br />

يسستطيعون من تعاطف،‏ وأقصى ما يسستطيعون<br />

من أفكار وحلول،‏ ويظهرون حبهم لك أكثثر<br />

عندما تواجه مششكلة ما،‏ بينما عندما تبتسسم لك<br />

الهياة فإنهم ينسسهبون بغضضب صامت دون أن<br />

تعرف السسبب!‏<br />

هناك أصدقاء تقتلهم الغيرة من نجاحاتك<br />

ويسسووءهم كشيراً‏ فرحك،‏ لذا هم يهربون من<br />

السساحة تاركين إياها للصديق الذي ليس‏ في<br />

وقت الضضيق..‏ لذلك الصديق هو الذي يفرحه<br />

فرحك ويسسره نجاحك.‏ وربما ضضايقك هروب<br />

ذلك الصديق الذي يهضضر وقت الضضيق،‏ ولم يبدِ‏<br />

عذراً‏ وجيهاً‏ لتخلفه عن حضضور لهظة يششاركك<br />

فيها لذة نجاحك،‏ لكنك،‏ بالرغم من ذلك،‏<br />

التمسست له العذر أكثر من ذلك الصديق الذي<br />

لم يسستطع أن يواجهك في حزنك وفششلك.‏<br />

تحتاج منّا بعضض الأحكام العامة إلى ترو ٍّ وحكمة،‏<br />

فليس‏ من العدل أن نهكم على علاقة إنسسانية<br />

من خلال مقولة ششاءعة،‏ ونجعلها ششرطاً‏ للصديق<br />

الهقيقي دون أن نتسساءل:‏ لماذا فلان يقف معي<br />

في هذه اللهظة الهزينة بالذات؟ ولماذا يهرب<br />

من أن يششاركني في تلك؟ أو العكس‏ ؟!‏<br />

عندما تجد إجابات منطقية ومقنعة لتسساوءلاتك،‏<br />

بالتأكيد لن تكون أحكامك على أصدقاءك بناءً‏<br />

على قانون مُ‏ علّب ومسستهلك،‏ تداوله الكشيرون<br />

وحفظوه جيداً‏ وعملوا به ليكونوا من أولئك<br />

الأصدقاء النبلاء،‏ بينما النبل منهم براء.‏<br />

ميرة القاسسم<br />

ششاعرة إماراتية


57 56<br />

Shutterstock<br />

الحياة اليومية<br />

هل أنت عاطفي أم عقالني؟<br />

ماذا يعني أن تكون عاطفياً؟ ولماذا اتخذت العاطفة ميداناً‏<br />

للصراعات الفكرية والعقاءدية؟ وما الذي تسستشيره العاطفة لهظة<br />

التفكير فيها؟ وهل لها اتجاه ما على أسساسسه يمكن تقييم الآخرين؟<br />

لا نظن أن ثمة إمكانية لتقديم إجابة مرضضية وششافية،‏ لكنها مهاولة<br />

من الباحش إبراهيم مهمود الذي يدرس‏ هنا مختلف السسلوكيات<br />

والعواطف وآليات التفكير راصداً‏ الفروق بينها وموضضهاً‏ دلالاتها.‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

تتهدد العاطفة بأنها ششعور يتراوه بين الششدة والهدوء،‏ بين ما هو<br />

ظاهري وما هو باطني،‏ من جهة الباعش،‏ إنه ششعور يعر َّ ف بالانفعال<br />

الذي هو حالة نفسسية داخلية،‏ يتعرضض لها الإنسسان،‏ بهيش يسستجيب لأي<br />

موءثر داخلي أو خارجي،‏ وفق سسلوك معين ظاهري أو خفي،‏ سسواء كان<br />

قولاً‏ أو فعلاً.‏ حيش لا عاطفة إلا بوجود موءثر،‏ ولا عاطفة إلا بهضضور<br />

نششاط تفكيري،‏ وليس‏ من تفكير إلا ويكون له ظل ما،‏ هو ظل العاطفة.‏<br />

بين العاطفة والتفكير<br />

يقال أحياناً:‏ إن فلان عاطفي جداً،‏ وذلك في سسياق النقد<br />

السسلبي..‏ فماذا يعني أن نكون عاطفيين؟<br />

ربما،‏ يعني أن الهضضور الفكري في أنششطتنا اليومية قليل نسسبياً،‏<br />

فعندما نتعامل مع حالة،‏ أو ظاهرة ما،‏ تتقدمنا عواطفنا أكشر<br />

مما تتقدم عقولنا،‏ وتشقل علينا أي مهمة مسستجدة،‏ يعني أننا<br />

في تعاملنا مع متغيرات العالم الخارجي،‏ ننسساق وراء الموءثرات<br />

الهسسية،‏ بينما قوانا العقلية،‏ تبقى في الخلف.‏ فهل هذا صهيه؟<br />

من خلال بعضض التجارب في الهياة الاجتماعية والشقافية<br />

والكتابية يقول أحد الباحشين:‏ ‏«هذا صهيه وليس‏ بصهيه!‏<br />

يكون ذلك صهيهاً،‏ عندما يتهمني أحدهم بأنني عاطفي،‏ أي<br />

أنني أعتمد لغة العاطفة،‏ أكشر مما أعتمد لغة العقل،‏ كما لو<br />

أن للعاطفة لغة،‏ وأن اللغة التي نتكلم بها،‏ غير اللغة التي تجلو<br />

بها عواطفنا،‏ من جهة الفصل،‏ وأن نششاطي الفكري معاق من<br />

قبل متراس‏ عاطفي أو أكشر،‏ فتكون سسلبيتي جلية في الهياة.‏<br />

ويكون ذلك غير صهيه،‏ لأنني عندما أكون عاطفياً،‏ لا يعني<br />

أنني أمارس‏ تقليلاً‏ من نششاطي الفكري،‏ أنهّ‏ ي عقلي جانباً،‏ بقدر<br />

ما أعتمد ممارسسة خاطئة للعاطفة ذاتها،‏ ففي الهالتين تكون<br />

العاطفة موجودة،‏ وفي الهالتين كذلك،‏ يكون العقل حاضضراً».‏<br />

لقد جرى اختزال للعواطف،‏ مشلما جرى سسوء فهم للعقل في<br />

حياتنا اليومية،‏ إلى درجة أن التمييز المفصلي بيننا وبين<br />

الغرب.يتمهور حول هذا الفهم:‏ فيقال أن الششرق عاطفي مقابل<br />

الغرب العقلي المادي.‏<br />

عجباً..‏ هل الششرق بعيد عن المادة،‏ وهل الغرب بعيد عن<br />

العاطفة حقاً،‏ عبارة عن مجموعة الأوامر والنواهي المنتظمة<br />

ميكانيكياً؟ أوليس‏ الفيلسسوف الغربي كانط،‏ منذ مئتي عام،‏<br />

ركز على ضضرورة التفكير الفلسسفي قدر المسستطاع،‏ والقيام<br />

بأي واجب،‏ بعيداً‏ عن العاطفة،‏ مبرزاً‏ بذلك مدى حضضور<br />

العواطف في الأنششطة اليومية لأفراد مجتمعه،‏ وهو صاحب<br />

) نقد العقل المهضض)‏ و(نقد العقل العملي)؟<br />

لقد جرى الركضض كشيراً‏ وراء الأفكار التي تُعد ُّ صهيهة،‏<br />

ومقاومة ما عداها،‏ وكأنها خلافها،‏ مشلما جرى التغاضضي عن<br />

الأفكار التي عُ‏ دت خاطئة،‏ ومن ثم التششديد على الزيف فيها،‏<br />

كما لو أننا إزاء عملية حسسابية في الجمع والطره وسسواهما.‏<br />

في الهالتين يكون الخطأ‏ قاءماً،‏ ثمة نقصص في العاطفة التي<br />

تكفل بقاء المرء حياً‏ بإنسسانيته وأحاسسيسسه،‏ وحياً‏ بين أفراد<br />

المجتمع،‏ وحياً‏ بما هو مبدع ومتنوع الأبعاد إنسسانياً‏ في عالمه.‏<br />

إن المششكلة تكمن في سسوء التقدير العاطفي للعاطفة.‏<br />

التسسلسسل عاطفي<br />

أن أكون أباً،‏ أو أن تكوني أمّ‏ اً‏ يعني أن نعيشش صلة قربى<br />

مع الأهل والأولاد.‏ إن عاطفتنا تكمن في تغذية الصغار،‏<br />

بالطريقة التي تريههم،‏ وتنمي فيهم القدرة على التفكير،‏ من<br />

جهة اعتبارهم متسساوين،‏ أن نولّد فيهم الششعور،‏ بأن ما يعيششونه<br />

هو ششعور بالعالم،‏ ولكنه ششعور يفته أمامهم الطريق لروءية ما<br />

هم عليه من الداخل،‏ وما هم عليه في الواقع،‏ وليس‏ من قدرة<br />

موءهلة على ذلك سسوى التفكير السسليم مششفوعاً‏ بالعاطفة التي<br />

تسسجننا داخل أنفسسنا،‏ بقدر ما تضضعني في قلب المجتمع.‏<br />

تأتي المدرسسة،‏ لتكون حصتها من العواطف أكشر<br />

تنوعاً،‏ كما تششدد على ذلك المناهج المدرسسية<br />

والتربوية.‏ ثمة معلم معبأ‏ بالعاطفة،‏ لكن عقلاً‏<br />

يتخللها،‏ إن القدرة على تنمية العاطفة،‏ أي عاطفة هنا،‏<br />

تتأكد في طريقة توطيد الصلات بين لهظة الششعور بالسسعادة<br />

ولهظة التفكير بالتنطع لمهمة دراسسية تكون السسعادة ثمرتها.‏<br />

فالتصفيق هو حالة ششعورية:‏ عاطفية،‏ ولكنها لا تنعزل عن<br />

التنمية الهاصلة في التفكير.‏<br />

تمتد إلى المجتمع،‏ فأن أعايشش الآخرين،‏ أن أعيشش ما<br />

يعيششونه،‏ يعني أنني أسستطيع التنفس‏ بكامل جسسدي<br />

عاطفة وششعوراً،‏ أن لا يكون ششعوري سسبباً‏ لاسستباحة<br />

فكري،‏ ولا يكون فكري عاملاً‏ لكراهية عاطفة ما تخصني.‏<br />

Shutterstock


تنمية العواطف<br />

ليس‏ العاطفي هو من يضضهك أو يبكي كشيراً.‏ عندما نقرأ‏<br />

الذين يتصفون<br />

بسسرعة البكاء،‏ ليس‏<br />

لأنهم عاطفيون،‏ بل<br />

لأنهم لم يعيششوا<br />

ولم يجسسدوا إلا<br />

القليل من العواطف<br />

التي تضضعهم في<br />

قلب المجتمع،‏ وفي<br />

مواجهة أنفسسهم<br />

ونششاهد،‏ من يوغل في الضضهك<br />

المتواصل،‏ بسسبب أو دون سسبب،‏<br />

أو يمضضي طويلاً‏ في البكاء وجلد<br />

الذات،‏ كما لو أنه خلق ليبكي<br />

فقط؟ لا علاقة للعاطفة بمن يبكي<br />

أو يضضهك كشيراً‏ أصولاً‏ مطلقة،‏ إن<br />

هذا يعود إلى تنمية العواطف.‏<br />

إن الظروف والتهديات التي<br />

تواجهنا،‏ تضضعنا في مواجهة جملة<br />

عواءق نعيششها من الداخل،‏ وهي<br />

عواءق تخصص عواطفنا بالذات،‏<br />

وصلة العواطف بنا كبششر،‏ يمكنهم أن يفكروا جيداً‏ لو أنهم<br />

اسستششعروا إنسسانيتهم جيداً،‏ أن يفهموا مكانتهم في الكون،‏<br />

وهم يبكون ويضضهكون باعتدال.‏<br />

ليس‏ منا من لا يضضهك ومن لا يبكي،‏ ثمة ما هو أبعد من<br />

الضضهك والبكاء اللذين يتقاسسمان جملة العواطف التي نعيششها:‏<br />

غضضباً‏ وفرحاً،‏ سسعادة وتعاسسة،‏ نجاحاً‏ وفششلاً،‏ انتصاراً‏ وهزيمة.‏<br />

فإننا عندما ننتصر في ميدان التغلب على عاءق،‏ أو دحر عدو<br />

ما،‏ أو القضضاء على طاغية ما جماعياً،‏ لا يعني أن نسسلم القياد<br />

للضضهك،‏ أو لجملة العواطف التي تصب في خانة النصر،‏<br />

العاطفة المعلومة هنا،‏ لا علاقة لها البتة بالنصر،‏ إنما نهن<br />

من نعاني خروجاً‏ إلى الآخرين،‏ من نعلن أننا لم نعد كما كنا،‏<br />

وأن ليس‏ في مسستطاع أي كان للنيل منا،‏ بعد الآن.‏ العقل هو<br />

الذي يقرر ذلك،‏ لكن العاطفة التي لم تأخذ حقها في التعبير،‏<br />

بقدر ما أسسيء اسستخدامها،‏ هي التي صورت لنا ذلك.‏<br />

كيف لي أن أنمي العواطف؟<br />

ربما لا تكون العواطف ممكنة البقاء،‏ وذات دور في المجتمع،‏ إلا<br />

عندما نعرف أن ثمة الكشير مما يضضعنا<br />

في مواجهة أنفسسنا.‏ أن أكون عاطفياً‏<br />

هو أن أعيشش ما دون العاطفة التي<br />

تلزم لمششاركة الآخرين في أفراحهم<br />

وأتراحهم،‏ ويعني ذلك،‏ أنك عندما<br />

تُنتقد بأنك إنسسان عاطفي،‏ فليس‏<br />

لأنك تعيشش حرارة العاطفة أكشر<br />

مما يجب،‏ إنما تنتقصص من قيمة<br />

عواطفك،‏ وتعتمد القليل منها.‏<br />

إن الذين يتصفون بسسرعة البكاء،‏ ليس‏ لأنهم متطرفون عاطفياً،‏<br />

وإنما بالعكس‏ لأنهم لم يعيششوا ولا يجسسدوا إلا القليل من<br />

العواطف التي تضضعهم في قلب المجتمع،‏ وفي مواجهة أنفسسهم.‏<br />

إن ذلك ينطبق على الضضهك،‏ مع فارق الاتجاه،‏ حيش البكاء<br />

يأخذنا نهو الداخل عميقاً:‏ نهو الهاوية،‏ والضضهك،‏ بالعكس،‏<br />

يأخذنا نهو الخارج،‏ إلى درجة التلاششي عن أعين المهيطين<br />

بنا.‏ في الهالتين لا نبصر أنفسسنا:‏ عمى البكاء من الداخل،‏<br />

وعمى الضضهك من الخارج.‏<br />

في الوضضع المذكور هذا،‏ يبرز الغربي ‏(إن جارينا الذين<br />

يعتبرون الغرب مادياً‏ بفكره،‏ والششرق عاطفياً‏ في سسلوكه)،‏<br />

أكشر قدرة في التعبير بعواطفه،‏ إنه عاطفي إلى درجة صعوبة<br />

التمييز بين حد العاطفة وحد العقل،‏ كما يقال.‏ تلك طريقة<br />

في العيشش والتعايشش.‏ في حالتنا،‏ هل نهن حقاً،‏ نتواصل على<br />

أسساس‏ العواطف،‏ بدءاً‏ من الطفولة ، وانتهاء بالكهولة؟<br />

إذ ندعي أننا عطوفون تجاه الأهل والصغار،‏ نعيشش الهد<br />

الأدنى من العواطف المطلوبة،‏ لا بل والجاري تششويهها فهماً‏<br />

ومعايششة.‏ فتأثرنا الششديد ببكاء طفل في وسسطنا،‏ لا يعني<br />

أننا عاطفيون،‏ وإنما بعيدون عن حقيقة العاطفة.‏ العاطفة لا<br />

تجعلني أقف حزيناً‏ إزاء موجوع،‏ وإنما أهرع إليه،‏ بالطريقة<br />

التي تهرره من الوضضع الذي يعيشش فيه.‏<br />

في مشال آخر:‏ إن ميلنا إلى التلميذ الصغير النجيب،‏ لأنه يتمتع<br />

بقدرات عالية ملهوظة ذكاء وإبداعاً،‏ إلى درجة التعجب،‏<br />

وإظهار مششاعر الهب له،‏ والاهتمام به لا يعني أننا عاطفيون<br />

معه،‏ وأننا نسسلك السسلوك السسليم معه،‏ بالعكس،‏ إنما نتهرك<br />

عكس‏ ما تتطلبه عاطفته الطفولية من حيش ما يريده هو ككاءن<br />

يتقدم نهو سسن الرششد،‏ من المعلمين والمربين والمششرفين<br />

على نموه المدرسسي،‏ عندما نهيطه باهتمام زاءد،‏ كما لو أننا<br />

نريد توقيفه،‏ بينما نهن نرغب في تأكيد تقديرنا له،‏ ولكن<br />

التصرف الذي نمارسسه هو في الهقيقة إعاقة لنموه النفسسي<br />

من الداخل،‏ إذ علينا أن نفره لما هو عليه،‏ ولكن لا نهاصره<br />

بكلمات مشل:‏ أحسسنت .. ومرحى،‏ وتصفيقنا التعزيزي له،‏<br />

وكأنه اكتششافنا الذاتي،‏ بينما نريده مختلفاً،‏ وأن نتعلم منه.‏<br />

هذا يعني يجب التقليل،‏ ما أمكن،‏ من فورة عواطفنا،‏ لأن ذلك<br />

يكفل له روءية أكشر قيمة ودافعية.‏<br />

أما على الصعيد الاجتماعي،‏ فالأمشلة كشيرة،‏ من جهة المششاكل<br />

والمهن والنكبات التي تواجهنا ونعجز عن التغلب عليها.‏ مشل<br />

فقدان من نهب،‏ وتهويل حالة الفقد هذه،‏ لا يعني أن نظهر ما<br />

59 58<br />

Shutterstock


هل أنت عاطفي أم عقلاني؟<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

Shutterstock<br />

يعبّر عن هذه الفاجعة،‏ سسواء بالبكاء المفرط،‏ أو بسسلوك آخر،‏<br />

إنما نظهر العاطفة التي تبصر بنا الطريق،‏ لئلا نششعر بأننا<br />

ضضعفاء،‏ ونهن نسسلك طريق الهياة.‏ إن المزيد من التهويل،‏ لا<br />

يعني مطلقاً،‏ المزيد من الإدرار العاطفي،‏ وإنما الهد الأدنى،‏<br />

الذي يسستوجب مواجهة الهالة المسستجدة.‏<br />

كلنا بكاوءون.‏ نعم،‏ هذا صهيه،‏ ولكن البكاء لا صلة له من<br />

جهة السسبب بالعاطفة،‏ إنما من جهة النتيجة،‏ نتيجة تصور<br />

العاطفة لا تجعلني<br />

أقف حزيناً‏ إزاء<br />

موجوع،‏ وإنما أهرع<br />

إليه،‏ بالطريقة التي<br />

تهرره من الوضضع<br />

الذي يعيشش فيه<br />

الهالة،‏ وطريقة تلقي النداء<br />

العاطفي بطريقة مبالغ فيها.‏ هذا<br />

ينطبق على الكوارش الاجتماعية،‏<br />

على الهروب المدمرة،‏ على<br />

الجاءهات المهلكة جماعياً.‏<br />

يكون التعامل مع هذه،‏ بالهدة<br />

ذاتها،‏ عبارة عن حالة مهاكاة،‏<br />

قياسساً،‏ أو ارتقاء بالنفس‏ لأن تكون في معرضض الهلاك،‏ وكأننا<br />

نهكم على أنفسسنا بأنفسسنا بالموت الزوءام،‏ أو بفناء من نوع<br />

ما.على صعيد تنمية العواطف،‏ نرى أنه كلما كانت المصيبة<br />

كبيرة ونافذة المفعول،‏ تطلب الأمر الهد الأدنى من التمشيل<br />

العاطفي،‏ أو التعاطف خارجاً.‏<br />

إن ذلك مجال حي،‏ لجعل العقل يمارس‏ حقه أكشر من<br />

التفكير،‏ ومنع النفس‏ من فقدان التوازن،‏ والوقوع في أخطاء<br />

قد تكون موجعة أكشر،‏ أكشر من هذا،‏ لكي يتسسنى للعاطفة التي<br />

تلزم،‏ في أن تكون عنصر دعم لأي نششاط فكري،‏ لما من شأنه<br />

معايششة ما نهن فيه،‏ بإيجابية أكشر.‏<br />

ثمة من يعتبرنا عاطفيين،‏ لأن ثمة ثقافة،‏ تختزن تاريخاً‏ طويلاً‏<br />

من العواطف،‏ كما يقال،‏ وثمة من يتهمنا بالعاطفية،‏ لأن ليس‏ من<br />

مجال للتعايشش إلا ضضمن سسلوكيات لا تصله لبناء مجتمع متقدم.‏<br />

هذا،‏ أو ذاك،‏ ليس‏ من العاطفة،‏ بششيء،‏ إذ ما أبعدنا عن<br />

عواطفنا،‏ ونهن نفكر فيما هو عواطفي،‏ وكأن العاطفة هي<br />

سسقط المتاع،‏ مششاع نفسسي ليس‏ إلا،‏ إنها لا تنعزل عن جملة<br />

الجهود الفكرية في داخل كل منا،‏ حيش تتعرضض لتنمية زمنية،‏ أو<br />

عمرية،‏ كما تقول مجريات حياتنا اليومية.‏ أن نكون عاطفيين،‏<br />

هو أن نهسسن اسستخدام العقل من الداخل،‏ وليس‏ أن ننجرف في<br />

تيار العاطفة فقط.‏<br />

العاطفة في الكتابة<br />

يمكن التعرضض للعواطف في جملة أصنافها،‏ فمن خلال<br />

الكتابة يُعرف عن الششاعر بأنه كاءن لا يعيشش إلا بالعاطفة،‏<br />

فالعاطفة هي المداد النفسسي له،‏ فيها يربي مخيلته،‏ وليس‏ من<br />

ششاعر إلا وهو عاطفي.‏ هل نقول ذلك،‏ لأنه يتعامل بالصور؟<br />

ليس‏ كل الششعراء سسواسسية،‏ سسوى أنهم يهولون العالم إلى<br />

مجموعة من الصور البيانية،‏ يعتمدون متخيلاً‏ واسسعاً،‏ كما<br />

لو أن الششعر حقاً‏ من الششعور،‏ وهذه جنهة في المفهوم،‏ ففي<br />

اللغات الأخرى ليس‏ من تقابل بالصيغة هذه.‏ ماذا يعني أن<br />

يكون أحدهم ششاعراً‏ وهو يتفكر ما حوله،‏ لكي يبدع في قصيدة<br />

ما،‏ حيش الششعراء أمم ونِهل وجماعات ومذاهب واتجاهات.‏<br />

تبقى القدرة على نفاذ البصيرة في مقدار التقابل والدمج<br />

بين كل من الخيال العاطفي بنسسبة معينة،‏ والخيال الفكري<br />

بنسسبة مهددة أخرى،‏ وبهسسب الموضضوع،‏ والمكان والزمان.‏<br />

ولو أن الأمر توقف على العاطفة،‏ كما هي مفهومة،‏ لما كان من<br />

تكور في الششعر،‏ أو تطور فهم الششاعر للعالم من حوله.‏ الششعراء<br />

أفراد يفكرون،‏ ولهم عواطفهم كذلك.‏


أفكار مجنونة..‏<br />

ابتكارات مع وقف التنفيذ<br />

هل الهاجة أم ُّ الاختراع،‏ أم أن َّ الفراغ هو<br />

الأرضض الخصبة للاختراعات؟ في حياتنا<br />

اليومية تصادفنا،‏ أحياناً،‏ الهاجة إلى<br />

التفكير في اختراعات لم تُخترع،‏ وأحياناً‏<br />

أخرى يدفعنا الفراغ إلى التفكير في<br />

اختراعات لم تخطر على بال،‏ أقل ما<br />

يقال عنها إنها أفكار مجنونة.‏ بين الفكرة<br />

المجنونة والاختراع ششعرة.‏ ريم السسبيهين<br />

وسسارة عفيفي تسسلطان الضضوء على الششعرة<br />

التي بين الجنون والإبداع،‏ وتسستنطقان عدداً‏<br />

من الأششخاصص حول أفكارهم المجنونة<br />

التي تراودهم لاختراعات وابتكارات غريبة.‏<br />

61 60


نوفمبر/‏ ديسمبر ‎2011‎م<br />

ألم تراودك ذات يوم فكرة مجنونة أو اختراع أو ابتكار أو مهاولة<br />

اكتششاف متهورة؟!‏ أم أن َّ الخوف والخجل يعصمانك عن البوه؟!‏<br />

لكل ٍّ منا أفكاره وهلوسساته التي لا يصر ِّ ه بها أحياناً‏ خوفاً‏ من أن يُت َّهم<br />

بالجنون أو الغباء،‏ لذا تظل الفكرة في ركن قصي حتى الموت.‏<br />

الفكرة في قفصص الاتهام<br />

إن طره الفكرة،‏ عادةً،‏ يتطلب الشقة والإيمان بها،‏ فماذا لو كانت<br />

هذه الفكرة غريبة وغير مطروقة؟ عندها سستهتاج إلى الكشير من<br />

الجرأة والصمود في وجه من ينفيها،‏ لذا كان العظماء وأصهاب<br />

الأفكار الخلاقة والاكتششافات العجاءبية عرضضة للانتقاد والاتهام<br />

بالجنون أو الكفر،‏ أحياناً،‏ من قبل مهيطهم.‏<br />

عندما بدأ‏ سسيدنا نوه،‏ عليه السسلام،‏ بصنع سسفينته،‏ وصمَ‏ ه<br />

مجتمعه بالعته والجنون.‏ وعندما قال غاليليو إن الأرضض<br />

تدور،‏ قامت الدنيا من حوله ولم تقعد،‏ واتهمته الكنيسسة<br />

بالكفر،‏ وحكمت عليه بالموت ما لم يعد عن فكرته حول<br />

الأرضض ودورانها.‏ ولم تكن ردة فعل المهيط الاجتماعي<br />

حول الأخوين رايت مختلفة عن ذلك عندما قاما بتجاربهما<br />

في الطيران.‏ كذلك عندما تهد َّ ش توماس‏ أديسسون مخترع<br />

المصباه الكهرباءي عن فكرته.‏ كما أن مكتششف الموجات<br />

الكهرومغناطيسسية غوليلمو ماركوني اُقتيد إلى مسستششفى<br />

الأمراضض العقلية بعد أن تهد َّ ش عن نتاءج أبهاثه.‏<br />

أغرب الأفكار<br />

كشيرة هي الأفكار الغريبة والمبتكرة التي طرحها الناس‏<br />

الأكشر جرأة أمام أصدقاءهم أو معلميهم،‏ وبدلاً‏ من التششجيع<br />

أو حتى اللامبالاة وعدم إظهار الدعم،‏ تجد هناك منيُ‏ قز ِّ م<br />

الفكرة ويضضع أمامك العراقيل من دون أن يعرف أنه قد<br />

يقتل مششروعاً‏ عظيماً‏ أو فكرة ربما سستخدم البششرية.‏ ولعل<br />

فريدريك سسميش عندما طره فكرته حول البريد السسريع<br />

بدعم لوجسستي أمام أسستاذه في الجامعة في منتصف<br />

السستينيات الميلادية كان واحداً‏ من أولئك الذين يملكون<br />

أفكاراً‏ مذهلة وغير اعتيادية.‏ لكن أسستاذه رد َّ عليه بأن هذه<br />

الفكرة غير قابلة للتطبيق.‏ كان هذا في منتصف السستينيات،‏<br />

لكن في عام ‎1971‎م أسسس‏ فريديرك ششركة فيدكس‏ التي<br />

عُ‏ د َّ ت من أكبر ششركات الششهن والنقل.‏<br />

وبما أن َّ كشيراً‏ من الناس‏ تراودهم أفكار جريئة وغريبة،‏ توجهنا<br />

إلى عدد من الأششخاصص في مراحل عمرية مختلفة بالسوءال<br />

المُ‏ لِه عن أغرب الأفكار التي راودتهم.‏<br />

أبو خلدون..‏ هكذا أراد أن يكون اسسمه،‏ يقول:‏<br />

كنت أفكر في عملية الولادة،‏ لماذا لا تتم بالطرد<br />

المركزي للجنين من رحم الأم،‏ وذلك لتسسهيل<br />

الولادة بأن يخف الضضغط عن الأم؟<br />

على المبدع أن يعرف الأسسباب التي تدفع المجتمع لقمع فكرته في<br />

منششئها،‏ وذلك ليكون قادراً‏ على الاسستمرار في ظل غياب الدعم<br />

المعنوي،‏ كما يجب عليه أن يتبنى ثقافة الاختراع والابتكار التي<br />

تتجلى في التخطيط السسليم،‏ والدراسسة المتأنية،‏ والعمل الجاد في<br />

ظل الإمكانات المتوافرة والمتابعة المسستمرة.‏<br />

لماذا يرفضض المجتمع الفكرة الأولى؟<br />

يرجع بعضض الباحشين هذا السسلوك السسلبي إلى الميل<br />

الفطري في البششر لمقاومة كل ما يششك ِّ ل تهديداً‏ لهياتهم<br />

ويدفعهم للخروج من منطقة المألوف.‏ إن الششخصص الذي<br />

يبهش عن التغيير من دون أن يكون مأمون العواقب،‏ حتماً‏<br />

سسيواجه نقداً‏ ششديداً‏ لا يهدأ‏ حتى يششعر من حوله بالأمان<br />

والشقة.‏ كل ما على صاحب الأفكار هو السسير قدماً‏ في<br />

طريقه وعدم تهميل من حوله عبء المسوءولية تجاه ما<br />

يفعل،‏ بل ينتظر بصبر أن تتهدش نتاءج أفكاره عنه.‏<br />

ربما تبدو الفكرة لأول وهلة مجنونة،‏ ولكن فكرة أبي خلدون ليسست<br />

بجديدة،‏ فقد طرقت في الخمسسينيات الميلادية من قبل زوجين<br />

أمريكيين،‏ لكنهما أُتهما بالجنون والقسسوة.‏ كما أن هذه الفكرة<br />

نهضضت من سسباتها،‏ وطُ‏ رحت مرة أخرى في السستينيات الميلادية،‏<br />

وأرفقت معها الخطوط والرسسومات التوضضيهية،‏ وأخذت صاحبة<br />

الفكرة براءة اختراع عليها،‏ لكنها لم تطبق إلى الآن.‏


أريج عبداالله..‏ ترددت كشيراً‏ قبل أن تصرّ‏ ه لنا<br />

بفكرتها المجنونة تقول:‏ هي ليسست مجنونة تماماً‏<br />

لكنها غريبة.‏ أفكر دوماً‏ في سسعر متر الأرضض،‏ وتصميم المدن.‏<br />

لماذا يكون سسعر الأرضض أفقياً‏ فقط،‏ لماذا لا يكون عمودياً‏ أيضضاً؟<br />

مشلاً‏ أششتري مسساحة صغيرة من الأرضض بينما أششتري مسساحة<br />

أكبر من السسماء.‏ وتكون امتدادات<br />

كشيراً‏ ما تجد من<br />

يُقزّ‏ م الفكرة ويضضع<br />

أمامك العراقيل دون<br />

أن يعرف أنه قتل<br />

مششروعاً‏ عظيماً‏ أو<br />

فكرة ربما خدمت<br />

البششرية<br />

مبناي كما أريد،‏ يكون ضضيقاً‏ من<br />

الأسسفل ومترامي الأطراف من<br />

الأعلى،‏ بينما جاري يكون العكس.‏<br />

لماذا البيوت مربعة أو مسستطيلة أو<br />

داءرية؟!‏ بهيش تكون المنازل أششبه<br />

بقطع البازل.‏<br />

أعرف أن العملية معقدة هندسسياً،‏<br />

لكن َّ هناك أناسساً‏ سسيهتاجون إلى<br />

السسكن في الطابق الخمسسين لكنهم<br />

لا يريدون الطوابق التسسعة والأربعين السسفلى.‏ لا تقولوا لي<br />

بناية وأدوار متعددة،‏ بل فكرتي تعتمد على أن لكل مالك مبناه<br />

المسستقل.‏<br />

ربما كانت فكرة أريج تدور حول العمارة المسستقبلية من دون<br />

أن تدري.‏ وما تفكر فيه يهتاج إلى ثورة هندسسية جارفة،‏ بهيش<br />

تصبه المنازل ذات تفاصيل يصعب حلها،‏ بهيش تكون مرتبطة<br />

وغير مرتبطة.‏ لم ننتقد الفكرة لكنها بالتأكيد تهتاج إلى تطوير.‏<br />

أما مهمد،‏ وهو ششاب صغير على عتبات المراهقة،‏<br />

تهد َّ ش عن فكرته الغريبة بقوله:‏ لماذا لا توجد<br />

مطاعم لششاورما لهم الضضب،‏ ويضضاف لها الفقع وبعضض<br />

الهششاءشش الربيعية التي توءكل،‏ وتزين أكششاك ششاورما الضضب<br />

بأنواع وأحجام مهنطة من هذا الزاحف.‏ وتكون هذه الوجبة<br />

موسسمية ولها مهرجان،‏ يقام في أمكان تجمعها.‏<br />

إن فكرة مهمد عن مهرجان الضضب الذي يبدو للكشيرين مقززاً‏<br />

ومخيفاً،‏ فكرة طريفة جداً،‏ خصوصاً‏ أن بعضض الدول لها<br />

مهرجانات حول ما تنتجه مشل إسسبانيا ومهرجان الطماطم،‏<br />

وجنوب أفريقيا ورحلات السسفاري التي يتناول فيها المقتنصون<br />

وجبة من لهم التماسسيه.‏<br />

أما عبدالعزيز..‏ مليء بالأفكار الغريبة،‏ ومهتم<br />

بالتجميل وبالأعششاب.‏ سسرد لنا أكشر من فكرة،‏<br />

فيها ما هو غير صاله للنششر.‏ عن إحدى أفكاره يقول:‏ لماذا لا<br />

نقوم بصناعة قوالب للوجوه من السسيليكون،‏ وكل يهفظ قالب<br />

وجهه للطوارئ،‏ فلو،‏ لا قدر االله،‏ تعر َّ ضض لهريق أو تششوه بفعل<br />

ماء نار أو من حرب أو مششادة سسيسسهل بالتأكيد أن نعيد الملامه.‏<br />

لقد كانت فكرة عبدالعزيز تششاوءمية،‏ ولكن لمَ‏ لا،‏ مشلما هناك<br />

بنك للخلايا الجذعية،‏ فلماذا لا تكون هناك قوالب للوجوه؟!‏<br />

المششكلة ليسست في القالب،‏ المششكلة في كيفية بناء ما يملٔ‏<br />

القالب.‏<br />

ياسسمين..‏ تقول:‏ تأثرت كشيراً‏ بفيلم تيتانيك<br />

عندما غرقت السسفينة،‏ لذا فكرت في سسفينة<br />

من أجزاء،‏ كل جزء فيها يسستطيع أن ينقذ نفسسه<br />

من الغرق،‏ وتكون من اللداءن وليس‏ من الهديد.‏ بهيش<br />

يسسهل أن تطوف وتتهول إلى قوارب نجاة.‏<br />

لقد كانت الفكرة راءعة،‏ لكن حتى من كانوا في قوارب<br />

النجاة لم يسسلموا من الموت في عرضض المهيط القاسسي.‏<br />

ولكن ربما مع التقنية تكون هذه القوارب آمنة أكشر من<br />

القوارب العادية.‏<br />

كشيرون من الذين اسستنطقناهم حلموا بالسسيارة التي<br />

تطير،‏ والأكل خالي السسعرات تماماً،‏ والجسسم الرياضضي<br />

من دون أدنى مجهود!‏ والوجوه الجميلة في غضضون<br />

سساعات،‏ والسسفر إلى كواكب أخرى للسسياحة.‏ وتمنينا<br />

لو جمعناهم معاً‏ في جلسسة عصف ذهني لأحدش<br />

الابتكارات،‏ حتماً،‏ سستتفتق أذهانهم عن أششياء مذهلة.‏<br />

63 62


نوفمبر/‏ ديسمبر ‎2011‎م<br />

لماذا نقتل السوءال عند أطفالنا؟<br />

يقول علماء النفس‏ في تهليل سسيكولوجية تفكير<br />

الجمهور:‏ لماذا لا يصفق معظم الناس‏ إلا بعد أن يبدأ‏<br />

أحدهم بالتصفيق ثم يتبعه تلقاءياً‏ الجميع ؟ ذلك أن<br />

طبيعة الإنسسان أن ينتظر من يسسبقه ويطمئنه أن الفعل<br />

آمن فيتششجع ، فقليلٌ‏ من يتهمل عبء المبادرة الأولى<br />

وكشيرٌ‏ من يتبع بعد ذلك.‏ هذا هو ما يهصل حين لا يجد<br />

الطفل في بيئة المنزل أو المدرسسة من يششجعه على<br />

السوءال،‏ بل ويعرف الطفل اللهوه ببطء الفهم وعرقلة<br />

سسير الهصة الدراسسية.‏ وإن وجد الطفل من يتقبل<br />

أفكاره بتششعبها واتسساعها،‏ فإن المناهج التعليمية آثرت<br />

طريقة التلقين والهفظ على التفكير الإبداعي.‏ تششير<br />

دراسسات قام بهصرها الدكتور طارق السسويدان إلى أن<br />

متوسسط نسسبة الإبداع في عمر خمس‏ سسنوات تصل إلى<br />

%90 بينما تنخفضض إلى %10 في عمر سسبع سسنوات،‏ أي<br />

حينما يلتهق الطفل بالمدرسسة ويلتزم بقواعد صارمة<br />

للكلام والهركة.‏<br />

إن إتاحة الفرصة للطفل أن ينطلق بتفكيره كفيلة<br />

لجديرة بإطلاق ملكاته الإبداعية في الكبر التي تعود<br />

بفاءدة على المجتمع.‏ في دراسسة قام بها العالمان<br />

جيلفورد وتورانس‏ في أواسسط التسسعينيات تسستنتج<br />

أن العامل الأول لتقدم مسستوى الدول هو رفع الأداء<br />

الإبداعي للفرد،‏ وأن الفرصة لتهقيق ذلك تعتمد كلية<br />

على سسنوات التنششئة الأولى.‏<br />

دور الآباء في تعزيز الشقة<br />

إن للٓباء والمعلمين القدرة على منه الشقة الكافية<br />

إن العامل الأول<br />

لتقدم مسستوى<br />

الدول هو رفع الأداء<br />

الإبداعي للفرد،‏ وإن<br />

الفرصة لتهقيق<br />

ذلك تعتمد كلية على<br />

سسنوات التنششئة الأولى<br />

لأطفالهم ليكونوا من<br />

العظماء والقادة،‏ ولنا<br />

في التاريخ مشل وعبر.‏<br />

رفع عبدالمطلب جد<br />

رسسول االله من قدر حفيده<br />

وكان له دور في صقل<br />

ششخصيته العظيمة حين<br />

نظر إلى زعماء قريشش<br />

قاءلاً:‏ ‏«إن ابني هذا<br />

سسيكون له شأن».‏ على<br />

هذا النهج سسار الهبيب المصطفى؛ فهفيده الهسسن<br />

سسمعه يقول عنه » إن ابني هذا سسيد،‏ وإن االله يصله به<br />

فئتين عظيمتين».‏ وظهر أثر هذه الكلمات في دور الهسسن<br />

في فتنة الخلافة بين علي رضضي االله عنه ومعاوية.‏ ومن<br />

همسسته بأذن طفل ‏«اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»‏<br />

ظهر ابن عباس‏ حبر الأمة وفقيه زمانه.‏ إن إيمان معلمة<br />

أمريكية تدعى آن سسوليفان بطفلة عمياء أهدى للعالم<br />

الكاتبة والناششطة الأمريكية هيلين كيلير.‏<br />

مضضادات لتقوية المناعة<br />

لا تغيب موءلفات الكاتب البرازيلي الششهير باولو كويللو<br />

عن رفوف المكتبات.‏ خلف هذا الصيت تقف نفس‏<br />

صلبة الإرادة.‏ اسستطاع كويللو أن يتجاهل مهاولات<br />

والديه المتكررة لإيقافه عن ولعه في الكتابة إلى حد<br />

أنهم اعتقدوا أنه مصاب بالجنون فأدخلوه المصهة<br />

النفسسية ثلاش مرات!‏ لم ير باولو أيّاً‏ من العواءق سسبباً‏<br />

لتخليه عن حلمه،‏ فقد كان يراه نجاحه رأي العين.‏<br />

تتوالى الكتب والمقولات والهكم لتقوي مناعة المبدع<br />

والمخترع تجاه سسيل النقد والإحباط الذي يواجهه سسواء<br />

من عاءلته،‏ أو من أصدقاءه أو من مجتمعه بلده أو حتى<br />

من داخل نفسسه.‏ إن كل من حققوا إنجازاً‏<br />

يمتازون ببعضض الصفات المششتركة<br />

مشل:الجرأة،‏ وسسعة الخيال،‏<br />

وطول النفس،‏ والإيمان التام<br />

بأن كل من يقف ضضد فكرته<br />

فسسيسسانده حين يراها على<br />

أرضض الواقع.‏<br />

من هذا الإيمان عرف العالم الفنان<br />

الإيطالي ليوناردو دافنششي الذي كان<br />

يقول لأصدقاءه:‏ ‏«سأكبر لأصبه أششهر<br />

فنان في إيطاليا وسأخالط طبقة الأمراء<br />

والنبلاء بأعمالي».‏


ٍ<br />

صورة شخصية<br />

محمد الشريف..‏<br />

قهر العجز بروح الدعابة<br />

في قصة الششاب مهمد الششريف الذي<br />

التقته رحاب أبو زيد على هامشش<br />

معرضض صيف أرامكو السسعودية<br />

العديد من المهاور المضضيئة التي<br />

يمكن أن يجد فيها أحدنا حوافز<br />

مبهجة نهو حياة تنفضض اليأس‏<br />

وترفضض المسستهيل،‏ وبإعداد نفس‏<br />

سسوية قوية تتقبل الواقع وتتكيف<br />

معه وتنتصر على قسسوته.‏<br />

65 64<br />

لا يعي الإنسسان حقيقة اختياراته إلا بعد مضضي أعوام طويلة<br />

من العمر،‏ وربما بعد أن يخسسر الكشير من الجهد والوقت في<br />

اسستيعاب مقتضضيات عجلة القدر والطريق الذي تفرضضه عليه.‏<br />

فهين اختار الششاب محمد عبداالله الششريف الالتهاق بكلية<br />

الدفاع الجوي بجدة تلبية لرغبة والديه التي تعارضضت وميله<br />

إلى الطب،‏ لم يكن يدرك أنه سسيتهول من ضضابط مولع بهب<br />

وطنه والدفاع عنه إلى ‏«ضضابط»‏ الألم والبسسمة على وجوه<br />

الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة.‏ رفضض في بداية حديشنا<br />

هذه التسسمية مسسوّغاً‏ ذلك بأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم<br />

المصابون بأمراضض عقلية أو ذهانية،‏ بينما أطلق على نفسسه<br />

لقب ‏«معاق»‏ بكل ششجاعة في مواجهة تسسمية قاسسية كهذه.‏<br />

حادش غيرّ‏ مجرى حياته<br />

تربى محمد في كنف جده بمدينة أبها في جنوب السسعودية<br />

كهفيده الأكبر المقرّ‏ ب،‏ اكتسسب منه الهكمة والصبر اللذين<br />

تسسله بهما لاحقاً‏ في سسني اليفاعة والششباب ولهظات الوجع<br />

والعجز،‏ موءكداً‏ بذلك أن لا درس‏ في الهياة يمكن تجاهله<br />

مطلقاً،‏ وأن لا وجود للعبشية في الوجود.‏ لم يكن ششاباً‏ سسهل<br />

الانكسسار لينّ‏ العود،‏ بل كان طموحاً‏ حالماً‏ بيقين.‏ تسسله بالعلم<br />

والإيمان لينطلق من الكلية إلى عالم الوظيفة العسسكرية<br />

كملازم أول في الدفاع الجوي.‏ ثم بدأ‏ في البهش عن الزوجة<br />

الصالهة ورفيقة العمر التي اختارتها والدته بعناية الأم وبقلب<br />

المهب الذي يهوى سسعادة حبيبه.‏<br />

يقول محمد:‏ ‏«جمعت كل خيوط الأحلام في رزمة واحدة،‏<br />

فامتلكت السسيارة التي كنت أتمناها،‏ واتفقت على موعد القران<br />

مع زوجة المسستقبل التي علّقت هي الأخرى آمالها على كتف<br />

رجلها المنتظر».‏<br />

لم يمهل القدر محمد حتى يوءسسس‏ لعشش الزوجية كما يهب،‏<br />

حيش خرج وعدد من الرفاق في رحلة إلى مكة لأداء عمرة يششكر<br />

االله ويهمده فيها على فضضله وكرمه بتهقيق الأمنيات والآمال.‏<br />

وكما تقع الهوادش العظام،‏ وكصيّب من السسماء في لهظة<br />

برق خاطفة،‏ باغتتهم سسيارة كبيرة من الجانب الذي كان<br />

يقل محمد ووقع الهدش الأكبر في حياته الذي غيرّ‏ مجراها<br />

بالكامل.‏ أفاق بعد قرابة سستة أيام من غيبوبة في مسستششفى<br />

النور بمكة ليجد والديه وأعمامه وأقاربه يبكون والدمع يبلل


نوفمبر/‏ ديسمبر ‎2011‎م<br />

سستاءر الغرفة،‏ والهزن يخيّم على المكان للمصاب الجلل<br />

الذي أصاب ولدهم البار الذي علّقوا عليه آمال العاءلة بششرف<br />

وفخر.‏ تسساءلت عيونه عن سسبب الدموع وهو لا يكاد يششعر بأي<br />

حس‏ أو قدرة على تحريك نصفه السسفلي!‏ فلقد أصيب بكسسر<br />

ششديد في العمود الفقري أدّى إلى إصابته بالششلل،‏ إضضافة<br />

إلى كسسور بالوجه والسساقين،‏ وعليه أُقعد محمد عن المششي<br />

والهركة والطيران والدفاع الجوي،‏ وربما الزواج والإنجاب،‏<br />

وكل متطلبات الهيوية والانطلاق إلى الأهداف التي كانت<br />

نصب عينيه.‏ يصف محمد تلك اللهظة بالكابوس‏ الششنيع،‏<br />

حيش رفضض الوعي واللاوعي لديه على تقبل الواقع الجديد،‏<br />

والمخاوف توءكد له أن الموت كان أرحم لو اقتلعه إلى خارج<br />

حياة منتقصة.‏<br />

يقول محمد:‏ ‏«لم تجدِ‏ كل تطمينات المهيطين بي نفعاً‏ في<br />

تعديل حالتي النفسسية أو رفع معنوياتي المتدنية.‏ علّقت أملي<br />

باالله العظيم الرحيم،‏ ثم بمراجعة طبيب ألماني يدعى<br />

‏«د.كيفت»‏ في ألمانيا لعل بصيصاً‏ من نور يلوه في الأفق يعيدني<br />

لخط سسيري الذي كنت أمضضي عليه ملوّحاً‏ براية النجاحات<br />

والإنجازات».‏ وصف الهالة النفسسية التي اعترت محمد<br />

حينذاك أمر يتجاوز البلاغة بمراحل،‏ إذ لم تكن تسسكنه سسوى<br />

التسساوءلات حول من سسيقود سسيارته الجديدة،‏ وهل سستقبل<br />

به ششريكة حياته العيشش معه على هذه الهيئة،‏ وعمّ‏ ا إذا كان<br />

سسيمارس‏ وظيفته التي اختارها بالششكل المنوط به!‏ يقول:‏ ‏«كل<br />

معالم حالتي الصهية والششواهد تقول إن حياتي كانت مجرد<br />

سسراب واختفى».‏ بدأت مراحل العلاج من نقطة محددة<br />

صارحه بها الطبيب وهي تقب ُّل فكرة الإعاقة المسستديمة<br />

والتعايشش معها.‏<br />

الأمل يعود من جديد<br />

عاد محمد إلى بلاده محمّ‏ لاً‏ باليأس‏ جسسداً‏ بلا روه،‏ وأبواب<br />

مسسدودة وششموع منطفئة.‏ تسسكنه مششاعر متضضاربة حول ما<br />

أسسس‏ له وبناه تعارضضاً‏ مع إلهاه إجباري من والديه بضضرورة<br />

مواصلة البرنامج التأهيلي في مدينة سسلطان بن عبدالعزيز<br />

للخدمات الإنسسانية بالرياضض.‏ قابل هناك عدداً‏ من المصابين<br />

المنسسجمين مع أوضضاعهم الصهية الجديدة،‏ بل وتمكنوا من<br />

ممارسسة حياتهم بعد الإصابة بصورة طبيعية،‏ ولكل منهم<br />

سسيارته الخاصة المزوّدة بإمكانيات جديدة تمكنه من قيادتها<br />

وتطويعها وفق قدراته المهدودة.‏ علاوة على ذلك،‏ فإن معظم<br />

المصابين بمشل حالة محمد لم تمنعهم إصابتهم من الزواج<br />

وإنجاب الذرية التي يهلمون بها،‏ كما أنهم يتقلدون وظاءف<br />

مهمة ومرموقة،‏ ولم يجنهوا إلى العزلة عن مجتمعهم أو<br />

الانطواء خجلاً‏ على ذواتهم مبعدين أنفسسهم عن المششاركة<br />

الفعّالة في البناء والتطوير.‏ هنا بدأت الدماء تجري في<br />

عروق محمد ششيئاً‏ فششيئاً،‏ وششرع التفاوءل يدفعه لقبول<br />

إجراء التمارين التأهيلية والتدريبات العلاجية على التكيّف<br />

مع الإصابة،‏ بواسسطة الخضضوع لجلسسات مكشّفة من العلاج<br />

الطبيعي والعلاج الوظيفي.‏ يعبرّ‏ محمد عن تلك البدايات<br />

بقوله:‏ ‏«وأششرقت الششمس‏ من جديد عندما ششعرت ببزوغ<br />

حركة طفيفة في فخذي اليمين وكأن القلب قد قرر العودة<br />

لضضخ الدم فيها،‏ أدركت حينها أن قدرة االله عز وجل فوق كل<br />

مسستهيل،‏ وفوق توقعات ‏«د.كيفت»!‏ سسارعت بالاتصال بأخي<br />

في جدة طالباً‏ منه إرسسال سسيارتي التي بقيت دون حراك في<br />

فناء منزل عاءلتي لمدة عام ونصف حتى أتمكن من تجهيزها<br />

بالأدوات اللازمة لأعود للقيادة».‏<br />

تمكن محمد من الانتصار على اليأس،‏ بأن كشّف التدريبات<br />

على اسستعمال الكرسسي المتهرك رافضضاً‏ الكرسسي الكهرباءي<br />

الذي يصيب الجسسم بالاعتمادية الكاملة على الآلية والتهكم<br />

التقني بالقدرات،‏ بينما يتيه الكرسسي المتهرك على الرغم<br />

من صعوبته من تقوية عضضلات اليدين والاعتماد عليهما لبلوغ<br />

غرضض ما في مسستوى مرتفع عن مسستوى الجسسم عند التسسوق<br />

أو عند الوقوف أمام جهاز صرّ‏ اف آلي.‏ حين لاحظ المسوءولون<br />

في مدينة سسلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسسانية المهارات<br />

العالية التي اكتسسبها محمد،‏ ً خصوصا عندما راه يششجع<br />

غيره ويبش روه التفاوءل في نفوس‏ المرضضى الجدد،‏ عرضضوا<br />

عليه وظيفة مدرب مهارات فنية ومنسسق العلاج الترفيهي<br />

بالمدينة،‏ مما بعش بالسسعادة في روه محمد وعوّضضه عن<br />

وظيفته السسابقة،‏ وخلق أجواءً‏ مغايرة للهلم بالوصول إلى<br />

بناء الأسسرة والارتباط بخطيبته المنتظرة.‏ وكانت هذه هي<br />

معركته الأخيرة مع أهل خطيبته الذين تخوّفوا على مسستقبل<br />

ابنتهم وراحوا يضضغطون عليها لفك الارتباط برجل معاق.‏<br />

لكنها تحلّت بإنسسانية عالية وحب كبير لم يقنعها بالتخلي عن<br />

محمد،‏ وأصرّ‏ ت على الزواج بمن اختاره االله عز وجل زوجاً‏<br />

لها.‏ يعيشش محمد اليوم حياة كريمة مع زوجته وابنه راكان،‏<br />

وعاد لبناء لبنات المسستقبل واحدة بعد أخرى وهو يهاول البهش<br />

عن رابط بين الششخصيتين اللتين عاشش في ثوبهما منذ وقوع<br />

الهادش عام ‎2005‎م حتى ‎2011‎م عام التمرد الإيجابي على<br />

الضضعف والاسستسسلام،‏ فما وجد وجه ششبه واحداً‏ بين محمد قبل<br />

الهادش ومحمد بعد الهادش سسوى الاسسم فقط!‏<br />

جدير بالذكر أن محمد يهوى التمشيل،‏ وخصوصاً‏ عندما اضضطلع<br />

بدور توعوي يهسسن صورة المعاق ويفعّل أهميته في المجتمع من<br />

خلال المششاركة في مسسرحية ‏«مشلي مشلك»‏ الششهيرة.‏


SSPC<br />

67 66<br />

الثقافة واألدب<br />

صفية بن زقر<br />

المرأة في التشكيل..‏<br />

قراءة داخل حدود اللوحة!‏<br />

بينما يتردد في أوسساط النقاد التششكيليين خوفهم من موت اللوحة المسسندية أو<br />

ما يقال عنها ‏«الفن الصالوني»‏ أمام تششكيلات الفنانين التجريبيين،‏ وتراجع هذا<br />

الفن الصالوني في البينالات العالمية إلاّ‏ أن حسسين نششوان يوءطر اللوحة بقراءة<br />

في نتاج لعدد من الفنانات العربيات.‏


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

في الوقت الذي يرجع الهداثيون نشأة اللوحة إلى ظهور<br />

اللوحة المسسندية..‏ التي تُعرف باللوحة الزيتية أو الفن<br />

الصالوني،‏ فإن الدلاءل تششير إلى خلاف ذلك.‏ فاللوحة<br />

قد دخلت البلاد العربية خلال النششاط الاسستششراقي وما<br />

تلاه في الهقبة الاسستعمارية مما أربك المصطله،‏ كما<br />

أربك التششكيل الاجتماعي وأجهزة المفاهيم والذاكرة،‏<br />

وتحديداً‏ في تأريخ الفن والشقافة.‏ ذلك أن الفن يمشل<br />

سسلسسلة من التهولات الششكلية والأسسلوبية والتقنية التي<br />

تتصل بششرط بروزها،‏ وتعبر عن حاجة التعبير الفنية<br />

بمكتسسبات المعرفة والمششاهدة.‏<br />

وقد سسجل تاريخ الفن تطوراً‏ مهماً‏ على المنجز بما تمشل<br />

في فن الجدران والكهوف،‏ والنهت والخزف والهفر<br />

والتزيين والرسسم والتششجير والنقشش الذي لا يزال ماثلاً‏<br />

في الهضضارات القديمة،‏ ومنها:‏ البابلية،‏ والسسومرية،‏<br />

والفرعونية،‏ والعربية النبطية،‏ وفن الكهوف في أمريكا<br />

اللاتينية،‏ والهفر الأفريقي،‏ والرسسم الصيني.‏<br />

وبات من الواضضه أن تيار الهداثة الذي اقتره إطار<br />

اللوحة ومربعها قد ثار على الششكل في مرحلة ما بعد<br />

الهداثة لمصلهة التعبير الهر.‏ وبالقياس‏ على التاريخ<br />

فإن اللوحة المسسندية تمشل مرحلة من المراحل التقنية<br />

الششكلية التي تمشلها الفن التششكيلي في مختلف صنوفه<br />

النهتية والخزفية والطباعية،‏ وأن المرحلة التعبيرية<br />

‏«البداءية»،‏ أو ‏«فن الهضضارات القديمة»‏ اسستمر لقرون<br />

تزيد كشيراً‏ عن الهقبة التي عاششتها اللوحة المسسندية<br />

التي لا تزال تعيشش بوتقة الاختبار.‏<br />

إن قراءة تاريخ الفن،‏ والرسسم كمنتج حضضاري،‏ يمكن أن<br />

يدلنا على الكيفية التي تم فيها التهول الوظيفي للفن<br />

بالانتقال من المناخ الأنشوي إلى المجال الذكوري.‏<br />

وهي قراءة تسسعى إلى رصد التهولات والششروط التي<br />

أنتجت اللوحة المسسندية في الغرب النهضضوي وتوصيفها.‏<br />

وهي،‏ أيضضاً،‏ محاولة لفهم المناخ العام الذي أنتج غالبية<br />

الفنون الغربية بانقلاب المتخيل من التكيف مع البيئة<br />

إلى تطويعها مع التطور.‏<br />

يقول إدوارد سسعيد إن فكرة الاسستعمار قامت على<br />

متخيل بشش َّ ر به البرتي في بناء سسردية لرحلة اكتششاف<br />

واسستكششاف العالم،‏ تزامنت مع تطور فكر القوميات.‏<br />

القاسسم المششترك بين أوجه الاسستششراق،‏ الذي لا يمشل<br />

واقعة من وقاءع الطبيعة بقدر ما يمشل واقعة من نتاج<br />

البششر،‏ كنت قد أسسميتها ب«الجغرافيا التخيلية»..‏ وهذه<br />

الجغرافيا التخيلية،‏ والديموغرافيا التخيلية،‏ وضضعت<br />

الششرق،‏ أو ‏«الآخر»‏ كعدو للغرب.‏<br />

وبإزاء الفهم النمطي غدا الششرق مسساحة للمغامرة<br />

التي يقوم بها البطل/‏ الذكر،‏ الذي يهمل مششروع الفته<br />

للٔرضض/‏ كمضضارعة للمرأة،‏ ليقتره المتخيل التوسسعي<br />

دوراً‏ محدداً‏ للفنان يقوم على وظيفة الششاهد..‏ المدون..‏<br />

الفوتغرافي لسسير الأبطال ووقاءع البطولة والأحداش<br />

الجسسام والقادة العظام الذين يهققون النصر والثروة<br />

والمجد.‏ وعلى الفنان خلال ذلك اقتطاع اللهظة<br />

مفصولة عن البيئة،‏ ووضضعها في إطار،‏ وحملها إلى<br />

المركز لتزين جدران القصور،‏ كما في لوحة نابليون.‏<br />

النسق الفكري ومتخيله االستكشايف<br />

لم تكن بداية الاتصال الاسستششراقي التي مشلها دافيد<br />

روبرتس‏ تختلف كشيراً‏ عن ذلك النسسق الفكري ومتخيله<br />

الاسستكششافي الذي صور لقطات من الأراضضي المقدسسة<br />

وبلاد الششام ومصر،‏ ووضضعها في إطار لنقلها إلى<br />

جدران الكناءس‏ في المركز.‏ وكان خلال ذلك يتتبع<br />

الجغرافيا التوراتية التي سسلكتها فيما بعد عسساكر<br />

الجيوشش الاسستعمارية.‏<br />

كما لم تخرج أطروحات منظري الاسستعمار في اغتصاب<br />

الأرضض عن التمييز بين ذكورية المهتل/‏ المسستعمِ‏ ر ‏«بالكسسر»،‏<br />

وأنوثة المسستعمَ‏ ر ‏«بالفته»،‏ بما ينسسهب ذلك على تغيير جهاز<br />

المفاهيم لوسساءل التعبير الفني الذي صدر عن متخيل ‏«نمطي».‏<br />

وبدا من الواضضه أن اللوحة المسسندية التي دخلت من<br />

خلال نافذتي الاسستششراق والاسستعمار قد أدت إلى قطع<br />

مع المفهوم السسابق لمعنى الفن ووظاءفه وتاريخه،‏ وكان<br />

للاتصال القسسري متمشلاً‏ في الاسستعمار،‏ والاسستششراق<br />

دور في إدخال اللوحة المسسندية كتعبير حداثي يتماهى مع<br />

قيم الغالب الجمالية والتقنية،‏ وجاءت تعبيرات الفنانين<br />

العرب الأواءل مقلدة تماماً‏ لموضضوعات الاسستششراق برسسم<br />

المرأة البدوية بكيفية سسياحية،‏ والتعامل مع المرأة بوهم<br />

متخيل الإلهام.‏ وفي كل الهالات كانت المرأة موضضوع اللوحة<br />

ومادتها،‏ غير أن التهولات التي جرت في خمسسينيات<br />

القرن الماضضي وسستينياته،‏ أدت إلى وعي مضضاد للهيمنة<br />

والاسستعمار ببروز قضضايا التهرر والنهضضة،‏ والارتطام<br />

مع أسسئلة النهضضة والهوية،‏ ومن بينها الهوية الهضضارية<br />

ومكوناتها الشقافية والفنية،‏ وكانت صورة المرأة هي الأكثر<br />

حضضوراً‏ ضضمن متغيرات الصراع والاششتباك في كل أششكاله.‏<br />

ونتذكر هنا المرأة العربية التي كانت الراءدة في اجتراه<br />

الهكايات التي دونتها ‏«ششهرزاد»‏ وسسيلة للانعتاق<br />

والهرية والدفاع عن الهياة وسسلطة ‏«ششهريار»‏ في<br />

حكايات ‏«ألف ليلة وليلة».‏


SSPC<br />

الفنانة االأوىل..‏ حراسة الرتاث<br />

بدا أن المرأة الفنانة العربية ظلت مخلصة لدورها<br />

الذي ورثته من سسلفها الفنانة الأولى بهراسسة التراش،‏<br />

والتماهي مع المكان واللغة،‏ مسستفيدة من البيئة والرموز<br />

الأسسطورية لبناء لوحتها أوصوتها.‏<br />

وسسعت الفنانة العربية إلى أنسسنة الكاءنات وإضضفاء<br />

روحها على الأششياء بأسسلوب واقعي وأحياناً‏ تجريدي<br />

غناءي،‏ وهو ما يلاحظ في أعمال السسورية ششلبية إبراهيم<br />

التي صورت حكايات الريف التي ‏«تختلط في لوحاتها بين<br />

مسساحة الهلم بالواقع..‏ وخششخششة خلاخيل الأحصنة<br />

الراقصة،‏ وعذرية الغواني المتوحّ‏ دات مع الزهور<br />

والطيور،‏ لا يتعثرّ‏ منهجها بأي تردد أو تعديل،‏ تنجز<br />

اللوحة كما تتنفّس‏ في ششهيق وزفير لا يقبل العودة»..‏<br />

بلقيس‏ فخرو<br />

كما كانت الراءدة في كونها الفنانة الأولى التي يقع<br />

على عاتقها حراسسة التراش باسستعارة مفرداته على<br />

الأواني والقماشش والجدران،‏ منطلقة في ذلك من وظيفة<br />

طقوسسية تضضفي على آنية المنزل تماءم ورموزاً‏ لرد الششر<br />

والهسسد والأرواه الششريرة.‏<br />

لم تخرج المرأة وقتذاك من إطار اللوحة كموضضوع،‏ كما<br />

لم تخرج من ظلال اللوحة كملهمة،‏ وبعد انخراطها<br />

في المششهد التششكيلي اسستعادت وعيها وذاكرتها لتدوين<br />

ألوانها وخطوطها على اللوحة المسسندية كنافذة أو باب أو<br />

جدار ششفاف،‏ منسسلة من داخل المربع وحبسسه بالوقوف<br />

أمامه لمناجاته متششبعة بصدق حكايتها وذاكرتها<br />

البصرية وهمومها وهواجسسها وأمنياتها.‏ وكما انطلقت<br />

جدتها ‏«الفنانة الأولى»‏ من توظيف الأششكال والرموز<br />

لغايات حماية وجودها،‏ فإن الفنانة المعاصرة لجأت<br />

إلى اللوحة كمنصة لروءية العالم،‏ واسستطاعت المرأة أن<br />

تسستعيد مكانة الهكاءة..‏ الفنانة ببناء نصها البصري<br />

المقاوم للٕقصاء والقهر.‏<br />

وفي اختباراتها الأسسلوبية والتقنية لجأت إلى احتيالات<br />

الفن ورمزياته للٕفادة من مخزونها المعرفي والشقافي<br />

بوسساءل مختلفة،‏ تمزج بين متطلبات الفن،‏ وتعدد<br />

القراءات التي تخلق تيار الوعي لفهم العالم ضضمن حدي<br />

الشناءيات التي تششبه وجهي الهياة والوجود.‏<br />

املراأة..‏ املراآة<br />

المرآة التي تششبه اللوحة البيضضاء تتيه المششاهدة<br />

المباششرة،‏ والهوار،‏ وروءية الذات بالاقتراب والابتعاد،‏<br />

والتعري الذي يكششف الذات بلا مزينات،‏ أو<br />

زخرفات..‏ ويلعب قناع المرآة دور الهلم،‏ والكششف عن<br />

خصاءصص المرايا وأنواعها وانعكاسساتها على الذات<br />

والآخرين،‏ كما تكششف الداخل بإيهاء الخارج،‏ وتتيه<br />

للعمل جماليات التكشيف والاختزال والإقلاب حسسب<br />

خصاءصص المرايا،‏ وأحياناً‏ جماليات القبه والتششوه<br />

كمختبر كاششف للواقع،‏ وسسابر للٔعماق النفس.‏<br />

وهو المناخ نفسسه الذي تسستمد منه الفنانة اللبنانية<br />

جوليانا سساروفيم موضضوعاتها،‏ حيش تهب العمل البعد<br />

السسهري المفتوه على آفاق ششرق،‏ كالذي يتصوره القارئ<br />

ل«ألف ليلة وليلة»‏ كما يقول الناقد اللبناني نزيه خاطر،‏<br />

وتتخيل في أعمالها المرأة اللبنانية عندما تتماهى في<br />

إنششاءها البناءي لجسسد امرأتها الزهرة».‏<br />

وهو ما قامت به اللبنانية آمال داغر،‏ والسسورية عتاب<br />

حريب في التنويع بين الطبيعة المرأة،‏ كما تجلى في<br />

اسستعارة الرخام من لدن الفنانة الأردنية منى السسعودي<br />

للتعبير عن رمزية الأمومة بتوقيعاتها على حرف النون<br />

والأهلة المسستعارة من التراش.‏<br />

وجاء العمل الفني بالنسسبة للتششكيلية والنهاتة<br />

الفلسسطينية سسامية الزرو ليس‏ مجرد مغامرة ششكلانية<br />

تتصل بالتقنية والأسسلوب،‏ أو البهش عن موضضوعات<br />

69 68


المرأة في التششكيل..‏<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

بين الجسسد والتششكيلات الصهراوية والتضضاريس‏ التي<br />

تركها الزمان والمناخ على صخور مدينة الأنباط.‏<br />

وأظهرت الفنانة السسعودية صفية بن زقر عناية كبيرة<br />

بهارات جدة القديمة وعمارتها التي اسستظلت بها ذاكرة<br />

الطفولة،‏ مسستعيدة ملامه الوجوه التي تلاحقها بطيف<br />

من حنين الماضضي،‏ وتصور الملامه الإنسسانية لعلاقة<br />

الناس‏ حيش الجارية تمسسك بالمرآة لامرأة وهي تمششط<br />

ششعرها بدلال في ثوب حجازي قديم،‏ وأخرى تجلس‏ على<br />

الكرسسي مششرعة أمام زوجها الذي سستزف إليه بعد<br />

ليال.‏ وفي لوحة لها بعنوان ‏«سسوق الهريم»،‏ ترى تلك<br />

المرأة بعباءتها وهي جالسسة على بسسطتها تبيع وتجادل<br />

في تجارتها.‏ أما الصبيان والبنات فهم بين الأزقة<br />

يمارسسون ألعابهم القديمة التي يهملون فيها حميمية<br />

العلاقة التي تناسستها الهارة في ظل الهياة الهديشة<br />

وأنماطها الاسستهلاكية،‏ وكشير من تلك التفاصيل التي<br />

دونتها صفية ونقلت التراش الهجازي للٔجيال.‏<br />

SSPC<br />

SSPC<br />

ومشلت الفنانة السسعودية ششادية عالم حالة الانعتاق<br />

من أصفاد المكان إلى مسساحة المطلق،‏ كما يقول الناقد<br />

عرابي،‏ ‏«سساعية للخروج من قمقم الغربة المختومة<br />

بتهرّ‏ ق وجداني لا تحدّ‏ ه حدود».‏<br />

عتاب حريب<br />

توفر الدهششة السسياحية العابرة،‏ وإنما محاولة للبهش<br />

عن إجابات لقلق يكتنف الواقع،‏ الذي يوءكد حضضورها<br />

كفنانة ششعبية بالمعنى الشقافي للمفردة التي يرتبط<br />

فيها الفن بهموم الإنسسان وقضضاياه،‏ ومعاناته.‏ فضضلاً‏<br />

عن إخلاصها ووعيها للهس‏ الكفاحي اليومي في<br />

مواجهة القهر ومحاولات المهو والإقصاء التي يعانيها<br />

أبناء الششعب الفلسسطيني،‏ وتسسيطر على ذاكرتها<br />

وتلقي بظلالها على ما حولها.‏<br />

أما الفنانة د.وجدان علي فهي تسستعيد اللوحة بذاكرتها<br />

الشقافية وتاريخها الهضضاري كوسسيلة للمعرفة التي<br />

تتهول فيها الكاءنات إلى رموز حروفية تششي بالهوية<br />

الهضضارية،‏ وتششير إلى اللغة الأم،‏ كما تقول:‏ ‏«إننا لا<br />

نبدأ‏ في تقدير أهمية الفن في تاريخ البششرية,‏ إلا عندما<br />

نرى الفن بكل وضضوه,‏ بوصفه طريقاً‏ للمعرفة,‏ مسساوياً‏<br />

للطرق التي يتوصل بها الإنسسان لفهم ما يهيط به».‏<br />

وفي أعمالها الأخيرة ذهبت الفنانة العراقية الراحلة<br />

ليلى العطار إلى الفضضاء التجريدي للتماثل الذي تحققه<br />

تعرجات المكان ومنهنياته،‏ واسستعارت الفنانة الأردنية<br />

سسهى ششومان وابنة موطنها نوال العبداالله بالمقاربة<br />

بينما أفادت الفنانة البهرينية بلقيس‏ فخرو من تراش<br />

المدينة القديمة وحضضارة دلمون للٕقامة في مدينتها<br />

الفاضضلة والمتخيلة.‏ ومشلها وسسما الآغا التي اسستعادت<br />

حكايات ‏«ألف ليلة وليلة»،‏ في المدينة العباسسية للتعبير<br />

عن الهنين للماضضي الفردوسسي،‏ وانعتاق المرأة.‏ وهي<br />

الاقتراحات الجمالية والمعالجات الفنية التي قدمتها<br />

الفنانة هلا بنت خالد باسستعادة فن الأغلفة التي<br />

أسسس‏ لها الفنان العباسسي الواسسطي كأحد الفنون<br />

المهمة في التاريخ العربي،‏ وأعمال الفنانة بنت خالد<br />

التي تسستعيد عوالم الطفولة بتعبيرية خيالية تجعل<br />

منها عناصر أسسطورية.‏<br />

صفية بن زقر


SSPC<br />

الفنانة المغربية فاطمة حسسن حاولت أن تتفهم<br />

الأششياء المهيطة بها،‏ فعادت إلى التراش الذي أسسس‏<br />

له الواسسطي،‏ ومناخات ‏«ألف ليلة وليلة»،‏ حرصاً‏ منها<br />

على الابتعاد عن الانبهار بالمدارس‏ الغربية.‏ ذهبت إلى<br />

فن التزويق،‏ والزخارف الششعبية والرموز،‏ واسستعادت<br />

محاولتها في إيجاد صيغة متميزة لمنجزاتها الفنية.‏<br />

ولأن المرأة في لوحات فاطمة حسسن قبل أن تكون جسسداً‏<br />

مليئاً‏ بالإغراءات،‏ كانت فكرة،‏ فقد سسمهت لنفسسها<br />

بإعادة تركيب الذات،‏ عبر سسردياتها العجاءبية لتلك<br />

المكونات الإبداعية لعالمها السسهري،‏ وششخوصها<br />

الأسسطورية،‏ وحيواناتها الغريبة،‏ التي تنقل مششاهديها<br />

خارج الزمن،‏ من داخل أزمنتها المششرعة على الطفولة<br />

بكل مفرداتها وتراكيبها الفنية.‏<br />

واسستعادت الفنانة الكويتية ثريا البقصمي العلاقة<br />

بين اللغة والزخرفة عبر اهتمامها السسردي كوسسيلة<br />

توليدية لا نهاءية للكون،‏ لتمنه مشل هذه التوالدات<br />

إحسساسساً‏ بالانعتاق الذي توفره الهركة.‏ وفي اختيارها<br />

للٔششكال والخطوط كانت الفنانة تسستعيد تاريخ<br />

الفنانة الأولى،‏ وتتيه للمتخيل الرحيل في الخيالات<br />

الأسسطورية التي تضضيف على كل ما هو موضضوعي ما له<br />

علاقة بالهضضارات والتاريخ وقصصص الألوان الزاهية<br />

المتجددة بالأششكال الخاصة.‏<br />

71 70<br />

املراأة..‏ النافذة<br />

قناع النافذة في اللوحة،‏ هو بعد تقني ينفته على<br />

الإطار لإسسقاط الضضوء وإدخال الهواء والاتصال<br />

بالعالم..‏ قناع يتمشل فكرة الهرية.‏ ومن هنا تبرز<br />

الهاجة إلى التعبير وفق أسسلوب المدرسسة التجريدية<br />

عند الفنانة المرأة لنقل مششاعرها وأفكارها<br />

الغامضضة أحياناً،‏ وتثريها بعدد من الترميزات<br />

لتششكل مفتاحاً‏ ومداخل للوحة.‏<br />

نجاة مكي<br />

العامل السحري لفنون املراأة<br />

منذ انطلاقتها غاصت الفنانة الإماراتية نجاة حسسن<br />

مكي في ‏«ششفرات»‏ الفنون الششعبية المرتبطة بالأجواء<br />

النسساءية،‏ وتحديداً‏ ذلك العالم السسهري لفنون<br />

الزخارف والرقشش والمنمنمات التي تسستبطن خفايا<br />

وجدان علي


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

SSPC<br />

المرأة وجمالياتها.‏ كانت المرأة بهذه المعالجة ليسست<br />

مسستودعاً‏ لعوالم ششكلانية جميلة بهيجة،‏ بل هي،‏<br />

أيضضاً،‏ مسستودع أسسرار روحانية تضضفي على اللمسسة<br />

العابرة معاني وأبعاداً‏ ششاملة،‏ وتصبه الزخارف هنا<br />

ششكلاً‏ من أششكال التداعي الهر،‏ لأعمال تتّسسم بقدر<br />

واضضه من التصوير المنطلق صوب البهش عن أسسلوبية<br />

تعيد إنتاج الخصوصية،‏ ضضمن توليفة للٔنا المبدعة.‏<br />

ثريا البقصمي<br />

وتبدو لوحات الفنانة الجزاءرية بايه محيي الدين<br />

حسسب الناقد عرابي ‏«سسجلاً‏ حافلاً‏ بالذاكرة السسهرية<br />

للشقافة المهلية تسستخرج كاءناتها العضضوية من عالم<br />

الفرودس‏ والجنان:‏ الطاووس‏ والطيور والأسسماك<br />

والفراششات وباقات الزهور والشمار العجاءبيّة<br />

والروايات والهكايات المشيرة،‏ لتسستعيد مكانة الهكاءة<br />

الأولى من خلال الخط والرموز والألوان والإششارات».‏<br />

الفنانة التونسسية مريم بورد لا تلقي بالأششكال<br />

والكاءنات المجهرية الأولى التي تعيشش صيرورة<br />

التطوّر فتبدو إششارتها التعبيرية،‏ وكأنها مسسوخ حيّة<br />

أو وحيدات خلية،‏ تدعوها مرة بالأششباه وأخرى<br />

بالملاءكة،‏ لتبدو تقنيتها نخبوية وششعبية في آن،‏ حسسب<br />

الناقد عرابي.‏<br />

ششادية عالم<br />

لعله من العبش بمكان،‏ على ما يقول عرابي،‏ البهش<br />

عن خصاءصص الأنوثة في اللوحة،‏ ولكن هذا لا يمنع<br />

وجود ‏«وحدة التيّار التعبيري»‏ بششتّى فروعه:‏ التقليدية،‏<br />

المهدثة،‏ المتوسسطة بين الهدّ‏ ين،‏ ثم الأششواق الروحية،‏<br />

وانعراجاً‏ إلى التعبيرية البكر.‏


آنسل آدمز..‏<br />

التصوير منحاز للطبيعة<br />

SSPC<br />

إن بعضض تجارب الضضوء المتسسلل إلى مفردات الصورة الفوتوغرافية تبدو آهلة<br />

بالجمال الذي يزخر بالمعاني،‏ خصوصاً‏ عندما تظهر هذه الصور الصادمة<br />

بضضوءها في غرف معتمة.‏ وتبدو تجربة المصور الأمريكي آنسسل آدمز في إيجاد<br />

صورة خالصة غنية بالأحاسسيس‏ ملهمة بمسستويات ضضوءها السساقط.‏ أثير السسادة<br />

ينهاز إلى آدمز الذي انهاز بدوره إلى الطبيعة.‏<br />

كان الأبيضض والأسسود فرششاتهم الوحيدة في عالم الرسسم<br />

بالضضوء،‏ إنه خيار البدايات الذي أخضضع إلى كشير من<br />

الاختبارات الجمالية،‏ في هذا المزيج المسستهيل تجلت أبهى<br />

انعكاسسات الظل والضضوء في لوه الصورة،‏ فبات الواقع أكثر<br />

صرامة وأكثر تجرداً‏ من زخرف اللون الذي يغتال عمق<br />

الأششياء،‏ أو على أقل تقدير يزيه النظر بعيداً‏ عن الجوهر<br />

الغاءر في مفردات الصورة.‏<br />

لم تكن ألواناً‏ محايدة،‏ بل بدت بمنزلة الإعلان المسسبق عن<br />

الانهياز لروه الأششياء،‏ على النهو الذي كانت عليه تجربة<br />

آنسسل آدمز ‏(‏‎1984-1902‎م)في المرحلة الأهم من حياته<br />

الضضوءية التي تفتهت على آفاق النزعة البكتروليزم بدايةً،‏<br />

قبل اتصالها بعالم إدوارد وتسسن وألفريد سستابلرز وتمشله<br />

لمعطيات الهداثة التي ششددت على إيجاد صورة خالصة.‏<br />

جاءت صوره ملونة بالأحاسسيس،‏ بذلك الاصطفاء الدقيق<br />

لمسستويات الضضوء السساقط على مفردات الصورة،‏ جعلت<br />

من مهمة اسستظهار الصورة فعلاً‏ جمالياً‏ هو الآخر،‏ فعلاً‏<br />

متمماً‏ لمعنى الصورة وقيمتها الفنية،‏ حتى كانت تحولات<br />

الصورة المونوكرومية مرتبطة بتلك الهسساسسية الجديدة في<br />

إنتاج الصورة في الغرف المظلمة،‏ والتي اجتهدت لاكتششاف<br />

تعرجات الضضوء في اتسساع الصورة،‏ واسستشمار كشافة الظلال<br />

لإدراك الششروط المعقدة للعلاقة بينهما،‏ فالمكمن الجمالي<br />

للصورة هو في تلك التطريزات الدقيقة لمسستوى الهضضور<br />

والغياب بين الظل والضضوء.‏<br />

قراءة الضضوء تبدأ‏ من لهظة التصور الذهني للصورة،‏<br />

لهظة تماسسها بأحاسسيس‏ المبدع،‏ وهو ينتخب لهظة يغمضض<br />

عليها عين الكاميرا،‏ كان آنسسل يتفانى كشيراً‏ في تعميق<br />

مفردات الصورة،‏ وكان مسسكوناً‏ بذلك الهاجس‏ النغمي<br />

لتنويعات الضضوء،‏ حتى انتهى به المطاف إلى تطوير ما عرف<br />

ب(‏System (Zones الذي عمد إلى ترسسيم مسساحات<br />

الضضوء حسسب كشافة انتششارها،‏ ليكون بمنزلة الذروة في وعي<br />

سسلوك الضضوء ضضمن بناء الصورة،‏ وليصبه الدرس‏ الأهم في<br />

سسيرة التصوير الاحترافي.‏<br />

73 72


ديسسمبر ديسمبر ‎2011‎م نوفمبر<br />

كانت الطبيعة في أمريكا بتضضاريسسها البارزة موضضوعاته<br />

الأثيرة،‏ لذلك اسستهالت علاقته بوادي يوسسمايت فالي<br />

في سسييرا نيفادا إلى فسسهة للاسستكششاف البصري،‏ تغلغل<br />

معها في صياغة لوحات فنية،‏ ليكتب بها سسيرة للٔماكن<br />

الآسسرة.‏ لتلتقي تلك الغايات الجمالية بأخرى بيئية،‏<br />

حيش عُ‏ د َّ واحداً‏ من المناضضلين لأجل البيئة والداعين إلى<br />

احترامها ورعايتها،‏ موءسسسساً‏ بذلك رباطاً‏ متيناً‏ بين الفن<br />

وقضضايا البيئة،‏ إذ كان يرى في الطبيعة رحماً‏ للمعاني التي<br />

تحضض الإنسسانية على التراحم والتعاضضد،‏ وبذلك كان يعلل<br />

تششاغله الداءم بهذه الفكرة حتى في زمن الأزمات التي مر<br />

بها العالم من حوله.‏<br />

تلك الجبال الششاهقة وهي تعانق خيوط الضضوء في الصباه<br />

وهبته الإششارات الأولى لسسلوك الطريق الطويل في معرفة<br />

أسسرار الإضضاءة الطبيعية،‏ وعلاقتها بتضضاريس‏ الأششياء،‏<br />

سسيطرت تلك المصابيه المضضاءة في السسماء سساعات النهار<br />

على تفكيره،‏ مضضى في اختبار حضضور الظل والضضوء المتنوع<br />

في الفضضاءات الواسسعة،‏ حتى انتهى إلى أفكاره الوضضاءة في<br />

هندسسة الضضوء.‏<br />

المصور الأمريكي آنسسل آدمز<br />

بمشل هذه الهسساسسية كان يقارب هذا المزيج من اللونين<br />

الأبيضض والأسسود بكشير من الهماسسة،‏ ليمنه الصورة<br />

طاقتها التعبيرية،‏ ومناخها ومزاجها الفني،‏ فهي من ث َّم<br />

جزء من تأملاته ورغباته وخبرته الجمالية،‏ ومنظوره<br />

الششخصي الذي يمنه الصورة فرادتها في كل مرة يرسسم<br />

الخطاطة الأولية في ذهنه للمششهد محل التصوير،‏<br />

أو ما اختار توصيفه لاحقاً‏ ب (visualization)<br />

ليسستقر كواحد من أدواته الفنية،‏ وكشيراً‏ ما كان يهيل<br />

في حواراته على هذا الهضضور الواعي للمصور في بناء<br />

الصورة،‏ بنهو يعزز معنى صناعة الصورة الذي أريد<br />

به إزاحة التصورات الأولية التي حاولت اختزال فعل<br />

التصوير في مجرد الالتقاط،‏ أي النقل الميكانيكي للهظة<br />

الفوتوغرافية.‏<br />

إنها عملية واعية للتنبوء بالششكل النهاءي للصورة،‏ كما يصف آنسسل<br />

في إصدار Negative) ،(The بها يملك المصور القدرة على<br />

روءية الأششياء كصورة ناجزة قبل تنفيذها،‏ والقدرة على النظر<br />

إلى الأششياء بما هي ملونة وإدراك قيم الأبيضض والأسسود الكامنة<br />

فيها،‏ فهي تمرين للهواس،‏ على حد تعبيره،‏ للٕحسساس‏ بإيقاع<br />

الأبيضض والأسسود وباقي تنويعات المسساحة الرمادية حتى الوصول<br />

إلى الأسسود المتين وتمييزه عن الرمادي الداكن.‏<br />

وببلوغه ذروة الوعي بجماليات التصوير تحو َّلت الصورة إلى<br />

سسجل للتجارب الششخصية أكثر من كونها توثيقاً‏ للٔماكن،‏<br />

على حد وصفه،‏ بات يرى في التصوير اقتراباً‏ من العالم<br />

الداخلي بقدر الاقتراب من ذلك المعطى الخارجي،‏ لم يعد<br />

بالإمكان حصر مهمة التصوير باسستنسساخ الواقع البصري،‏<br />

بل هي علاقة حب بالدرجة الأولى بين المصور وموضضوعاته،‏<br />

وهي بمنزلة الإدراك الأعمق للهظة الأهم في مششهد<br />

التصوير.‏<br />

لذلك وجد المنتصرون لتجربته في تصوير الطبيعة أن ثمة<br />

فرادة في بناء الصورة عنده،‏ فهي لا تحكي عن جيولوجيا،‏<br />

أو صخور،‏ أو منهوتات أو حتى طقس،‏ بل تغوصص في تفاصيل<br />

كل ذلك لتهب المششاهد الإحسساس‏ بمسستوى الرطوبة ودرجة<br />

الهرارة والسساعة واليوم والششهر،‏ فهي ما تجهد لبلوغه<br />

وتبيانه عبر حسساسسيته العالية بتمشلات الظل والضضوء.‏<br />

كانت تجربة آنسسل كفيلة بإعادة اكتششاف جاذبيات المكان<br />

في سسييرا نيفادا التي تكرر على زيارتها في مراحل نضضجه<br />

المبكرة،‏ حتى إذا ما غادر الهياة في 22 أبريل من عام<br />

‎1984‎م حُ‏ فر اسسمه على واحدة من تلك الأودية والجبال التي<br />

أحبها بعد أن منهته الولايات المتهدة ذلك تكريماً‏ له،‏ وهو<br />

الذي وصفه أحد أقرانه بأنه كان أمريكياً‏ أكثر من أي أحد<br />

آخر لإسسهاماته الفوتوغرافية ودفاعه عن الطبيعة في عالم<br />

كان يغرق في الأزمات.‏


75 74<br />

جوليان بارنز..‏<br />

اإلحساس بالنهاية


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

‏«المتهذلق في المطبخ»‏ هذا هو عنوان الزاوية الأسسبوعية التي يكتبها<br />

الرواءي جوليان بارنز في صهيفة الغارديان.‏ وفيها يشرثر بفكاهة عن جو<br />

المطبخ دون أن يقدم وصفات لوجبات حقيقية.‏ المتهذلق الأسسبوعي أمام<br />

القراء..‏ قدم وجبة دسسمة من اللغة والأفكار والأحاسسيس‏ في روايته الأخيرة.‏<br />

عبير الفوزان تقدم على هذه الماءدة وجبة خفيفة،‏ غير متهذلقة،‏ عن<br />

جوليان الماهر في طبخ النهايات.‏<br />

كيف لك أن تششعر بقرب النهاية؟ نهاية الهياة أو نهاية علاقة<br />

إنسسانية انخرطتَ‏ بها..‏ وكيف لك على ضضوء هذا الششعور أن<br />

تضضع حداً‏ لنهاية انتظارك في ارتقاب النهايات.‏ لقد كان انتظار<br />

بارنز لجاءزة البوكر طويلاً‏ جداً‏ حد أنه قال عند اسستلامها:‏ ‏«لم<br />

أكن أريد أن أذهب لقبري قبل أن أحصل عليها».‏ إن ششغفه كان<br />

أكشر من أي ششيء آخر بالرغم من أنه حصل على جواءز عدة<br />

وأوسسمة كشيرة إلاّ‏ أن البوكر كانت لها مكانة خاصة في نفس‏<br />

جوليان بارنز.‏ وبالفعل حققت روايته القصيرة » الإحسساس‏<br />

بالنهاية»‏ حلمه وحدت من انتظاره،‏ حيش جاءت كالرغيف<br />

السساخن لتتلقفها قاءمة جاءزة البوكر لعام ‎2011‎م وذلك بعد<br />

صدورها بششهر واحد.‏<br />

االإحساس بالنهاية..‏ نهاية االنتظار<br />

يتسساءل كشير من النقاد حول إذ ما كانت رواية ‏«الإحسساس‏<br />

بالنهاية»‏ أفضضل أعمال بارنز،‏ فهي تُعد الرواية الهادية عششرة<br />

من سسلسسلة رواياته،‏ كما أنها الأخيرة.‏ وبما أنه قد سسبقتها<br />

روايات عديدة لها من القيمة الفنية ما يوءهلها للفوز مشل:‏ ببغاء<br />

فلوبير وطاولة الليمون إلا أنها جميعاً‏ أحبطتْ‏ أماني كاتبها،‏<br />

ويعزو بعضض النقاد السسبب إلى أنه ربما كانت معايير الجاءزة<br />

التي تخضضع لرواج الإعمال الإبداعية بين القراء أكشر من<br />

قيمتها الإبداعية والفنية،‏ ما جعل اسسم بارنر يسسقط على مدى<br />

أربع مرات من الفوز،‏ في كل مرة تكون رواياته ضضمن القاءمة<br />

البوكرية!‏<br />

اأين ‏سيقف العرب من بارنز؟<br />

لماذا كتابات بارنز لم تشر دور النششر العربية لترجمتها بالرغم<br />

من قيمتها الإبداعية،‏ والإرش الفلوبيري في بعضضها؟ هل لأن<br />

هذا الإرش الكلاسسيكي الهافل بالأفكار الفلسسفية تناوله جوليان<br />

بأسسلوب مخادع وبمهارة تهتاج لقارئ واع لا يضضيع بين خيانات<br />

الترجمة؟ لذا كانت كتاباته التي تنتمي لما بعد الهداثة تقف<br />

عاءقاً‏ أمام الترجمة وبالتالي تداولها وانتششارها بين القراء<br />

العرب.‏ وهل فوزه بالبوكر سسيششهذ همم دور النششر والمترجمين<br />

لنقل موءلفات هذا الرواءي الذي يصره بأن عدم معرفة الناس‏<br />

له لا تقلقه بتاتاً؟<br />

في رواية ‏(الإحسساس‏ بالنهاية)،‏ التي تقع في 150 صفهة،‏ يتتبع<br />

بارنز ذاكرة أحد الأششخاصص العاديين،‏ يدعى أدريان فين،‏ مات<br />

منتهراً‏ وهو بعمر 22 سسنة،‏ وكان يتميز بين أقرانه بالذكاء<br />

الهاد.‏ يروي أحداش الرواية صديقه توني ويبسستر،‏ الذي يبلغ<br />

من العمر سستين عاماً،‏ فلهق به الملل من حياته الهاضضرة،‏<br />

حيش إنه لم يهقق مغامراته التي حلم بها في مطلع ششبابه.‏ لذا<br />

قام بمهاولة للتصاله مع ماضضيه من خلال اسسترجاع لذاكرته<br />

من أيام الدراسسة،‏ عندما كان أدريان صديقاً‏ له قبل أن تنقطع<br />

علاقتهما.‏ يسسترجع توني علاقته بأدريان وكيف كان الأخير<br />

أكشر ثقافة وذكاء ووعياً‏ منه،‏ إذ التهق بجامعة كامبردج،‏<br />

بينما توني التهق بجامعة لا صيت لها.‏ يسستعرضض توني خيباته<br />

العاطفية من خلال قصته مع فيرونيكا التي انتهت علاقته بها<br />

لتنخرط مع أدريان في علاقة أخرى.‏<br />

كان اسسترجاع توني للذاكرة بسسيطاً‏ وسسطهياً‏ إلى أن يسستلم<br />

رسسالة من مكتب مهاماة يخبره بوصية هو المسستفيد منها،‏<br />

والموصية هي فيرونيكا فورد الصديقة القديمة التي تركت له<br />

500 باوند ودفتر مذكرات أدريان.‏ لكنه عندما يهاول الهصول<br />

على هذه المذكرات تظهر فيرونيكا وتبدأ‏ المقايضضة.‏<br />

إن هذه الرواية الصغيرة مليئة بالأفكار الفلسسفية الكشيرة عن<br />

الهياة والموت،‏ من خلال ما سساقته مذكرات أدريان فين لنا.‏<br />

ببغاء فلوبير..المرة االأولى<br />

يبدو أن الرواءي الفرنسسي جوسستاف فلوبير‎1880-1821‎م<br />

يشير ششهية الكُ‏ تاب قبل القراء،‏ إذ نجد أن الرواءي البيروفي


غلاف كتاب المتهذلق<br />

في المطبخ<br />

يرى جوليان أن الكتب<br />

مشل الهيوانات بهيكلها<br />

الخارجي.‏ تتكون من جسسم<br />

ورأس‏ وذيل وعلى الموءلف<br />

أن يوءلف ما بينها.‏ ليخلق<br />

العمل الجميل المتناسسق<br />

ماريو بارغاس‏ يوسسا الفاءز بنوبل ‎2010‎م أهدى الجاءزة لروه<br />

فلوبير،‏ كما كان كتابه ‏«المجون الأبدي..‏ فلوبير ومدام بوفاري»‏<br />

خير تجسسيد لهذه الششهية والتأثر.‏ مشلما نجد أن جوليان بارنز<br />

تأثر بفلوبير إذ ألف روايته الأولى ‏«ببغاء فلوبير»‏ ‎1984‎م،‏ ولاقت<br />

رواجاً‏ بين أوسساط الأدباء والكتاب،‏ وذلك لهبكتها الفنية العالية<br />

ورششهت لجاءزة البوكر عام ‎1984‎م.‏ إن ببغاء فلوبير تدور<br />

أحداثها حول طبيب أرمل متقاعد يدعى جيفري بريشويت يذهب<br />

إلى مدينة رودن الفرنسسية،‏ ليزور أماكن عديدة تتعلق بجوسستاف<br />

فلوبير،‏ ويقرأ‏ جيفري في إحدى الصهف خبراً‏ عن متهف<br />

يعلن عن عرضض ببغاء مهنط كان على مكتب الرواءي جوسستاف<br />

فلوبير في أثناء كتابته لقصة ‏«قلب طاهر»‏ وكما هو معروف أن<br />

هذا الببغاء يُعد من ششخوصص قصة قلب طاهر.‏ وهناك يششاهد<br />

جيفري الببغاء المهنط ويتتبع آثاره،‏ إلا أن هناك فصولاً‏<br />

كشيرة مسستقلة عن حبكة الرواية مشل تأملات جيفري وغراميات<br />

فلوبير.‏ فازت هذه الرواية بجاءزة فوسستر وسسومرسست موم،‏ لكنها<br />

لم تسستطع الهصول على البوكر وقتها.‏<br />

تغيير االأسماء والتفاوؤل<br />

كان أول ظهور لبارنز بعد حصوله على<br />

الجاءزة في لندن،‏ في ششهر ديسسمبر ‎2011‎م،‏<br />

وذلك في جلسسة نقاشش أدبية مع الناقد هيرمن<br />

لي وسسط حضضور من المهتمين والصهفيين<br />

والنقاد،‏ وكان ريع هذه المناسسبة لمنظمات<br />

إنسسانية خيرية.‏<br />

في هذه الجلسسة صره جوليان بأنه في سسرد رواياته لا يبدأ‏<br />

بالششخصيات وتوصيفها كما حال معظم الرواءيين،‏ إنما يبدأ‏<br />

بالخطأ‏ الأخلاقي ثم يتسساءل..‏ هذه الأششياء تهدش لمن؟<br />

ومنها ينطلق إلى الششخصيات التي تهدش لها مشل هذه<br />

الأخطاء.‏ ولعل أكشر التصريهات إثارة عندما طُ‏ لب منه أن<br />

يقرأ‏ مقطعاً‏ من الرواية التي أنقذته من الانتظار.‏ وانصاع<br />

جوليان وبدأ‏ بالقراءة وفي المقطع الأول وبدلاً‏ من أن يقرأ‏<br />

اسسم البطل أدريان فين قرأه أدريان ثورن..‏ لكنه اسستدرك<br />

قاءلاً‏ إن اسسم أدريان ثورن هو اسسم البطل الذي اخترته<br />

في النسسخة المسسودة من الرواية،‏ لكني بعد ذلك اسستبدلت<br />

به أدريان فين نسسبة إلى عاءلة لاعب الكريكيت البريطاني<br />

سستيف فين.‏ وبينما أرديان ثورن هو اسسم لششخصية حقيقية<br />

كان صديقاً‏ لجوليان في طفولته حيش كانا يذهبان إلى<br />

المدرسسة سسوية.‏ لكنه في آخر لهظة اسستبدل الاسسم لإيمانه<br />

الرواءي جوليان بارنز<br />

بأن أسسماء الرياضضيين أكشر رسسوخاً‏ في الذاكرة.‏ وربما،‏ كما<br />

قال أحدهم،‏ لو لم يبدل جوليان الاسسم لما فاز بالبوكر!!‏<br />

يصف جوليان من وجهة نظر نقدية بأن الكتب مشل الهيوانات<br />

بهيكلها الخارجي.‏ تتكون من جسسم ورأس‏ وذيل وعلى الموءلف أن<br />

يوءلف ما بينهم.‏ ليخلق العمل الجميل المتناسسق.‏<br />

كما صره أن بذرة هذه الرواية ‏«الإحسساس‏ بالنهاية»‏ كانت<br />

سسلسسلة من الرسساءل الإلكترونية التي تبادلها مع ششقيقه<br />

الفيلسسوف جوناثان بارنز.‏ وكيف أنه كان يسسترجع معه،‏ من<br />

خلال الرسساءل،‏ أيام طفولتهما فيسأل ششقيقه بإلهاه كيف كان<br />

جدهما يقتل الدجاج؟!‏ ويرد عليه جوناثان بأن الذاكرة ليسست<br />

مرششدنا الوحيد للماضضي.‏ كان جوليان يعدها،‏ وجهة نظر،‏ لكن<br />

انتهى به الأمر في المسستقبل أن يكتب كتاباً‏ عن الزمن وصيرورة<br />

الهياة،‏ ويفوز بالبوكر.‏<br />

الناقد هيرمن لي سأل:‏ هل تدعو هذه الرواية إلى العزلة على<br />

طريقة جوسستاف فلوبير أم العزاء على طريقة جورج صاند..‏<br />

لكن جوليان أجاب بدبلوماسسية:‏ في روايتي القادمة سستكون<br />

ذاكرة كل ششخصص مهل ثقة.‏ لا أحد يششيخ ولا أحد يموت،‏ وإن<br />

ماتوا فسسيذهبون إلى الجنة.‏ وقال الذي أريد أن أعرفه بالفعل..‏<br />

كيف كان جدي يقتل الدجاج!‏<br />

إن هذا السوءال الذي أثاره جوليان في رسساءله الإلكترونية مع<br />

ششقيقه الفيلسسوف،‏ وأثاره مرة أخرى في أول ظهور له بعد<br />

البوكر يجعلنا نتسساءل هل ذاكرة جوليان حادة جداً،‏ لدرجة أنها<br />

لا تُسسقط التفاصيل مطلقاً،‏ ويوءلمها كشيراً‏ أنها لم تجد إجابة<br />

ششافية حول جد جوليان وطريقته في ذبه الدجاج؟!‏<br />

77 76


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

يسستضضيف هذا الباب المكرّس‏ للششعر قديمه وحديشه في حلته الجديدة<br />

ششعراء أو أدباء أو متذوقي ششعر.‏ وينقسسم إلى قسسمين،‏ في قسسمه الأول<br />

يختار ضضيف العدد أبياتاً‏ من عيون الششعر مع ششروه مختصرة عن<br />

أسسباب اختياراته ووجه الجمال والفرادة فيها،‏ أما الشاني فينتقي فيه<br />

الضضيف مقطعاً‏ طويلاً‏ أو قصيدة كاملة من أجمل ما قرأ‏ من الششعر..‏<br />

وقد يخصص الضضيف الششاعر ‏«القافلة»‏ بقصيدة من آخر ما كتب..‏ أو قد<br />

تختار ‏«القافلة»‏ قصيدة لششاعر معاصر.‏<br />

ديوان األمس ديوان اليوم<br />

ابن خفاجة<br />

صخب حياة وجنون موت<br />

يسستضضيف ديوان اليوم ديوان الأمس‏ الششاعر السسعودي زكي الصدير،‏<br />

ليقتنصص من ديوان الأمس‏ متمشلاً‏ في ديوان ابن خفاجة التسساوءل<br />

الفلسسفي حول الموت والهياة.‏ مقدماً‏ لنا قراءة مختلفة عن الصخب<br />

والجنون في الهياة والموت.‏ إنها قراءة بعيدة عن الخوف الذي يشيره<br />

الموت في النفس..قريبة من الصخب الماتع الذي تشيره الهياة.‏<br />

قراءة في الطبيعة والليل.‏


ديوان األمس ديوان اليوم<br />

لا يذكر الششعر الأندلسسي حتى يتقدم ابن خفاجة «450-<br />

533 ه»‏ صفوفه بأجمل حلله،‏ ليزيّن تفاصيل عصر<br />

ملوك الطواءف بجنون المرايا وقلق الأسسئلة الوجودية<br />

في قريته الجميلة الصغيرة ‏«ششقر»‏ التي ولد بها بالقرب<br />

من بلنسسية،‏ هذه القرية التي وصفها ياقوت الهموي في<br />

معجم البلدان قاءلاً:‏ ‏«هي أنزه بلاد االله وأكثرها روضضة<br />

وششجراً‏ وماءً‏ ». والتي سسيطر عليها الإسسبان لاحقاً‏ ليخرج<br />

ابن خفاجة منها ويتغرّ‏ ب عنها زمناً‏ طويلاً‏ فلا يعود<br />

لها إلا بعد أن يسستردها يوسسف بن تاششفين.‏ الأمر الذي<br />

يجعلنا أمام غناءيات كشيرة تصادفنا في ديوانه تجاه<br />

الوطن والأرضض والهنين له والششوق إليه.‏<br />

حين يكون الموت موقفاً:‏<br />

يبدو لنا،‏ ونهن نطالع ابن خفاجة،‏ ششاعر محمّ‏ ل بالهم<br />

الوجودي،‏ وبالتسساوءل الفلسسفي عن الموت والنهايات،‏ لا<br />

سسيما في تلك القصاءد التي قالها بعد الخمسسين من<br />

عمره.‏ ولو تأملنا قصيدته المششهورة في وصف الجبل<br />

التي مطلعها:‏<br />

بعيششكَ‏ هل تدري أهوج الجناءب<br />

تخب برحلي أم ظهور النجاءب<br />

لوجدنا هذا المعنى حاضضراً‏ بششدّ‏ ة فيها،‏ فهي ذروة<br />

في التعبير عن هذا الهم الإنسساني الذي يعتصر قلب<br />

الششاعر ويسسهقه لعدم قدرته على توصيف إجابات<br />

مقنعة بالنسسبة له.‏ فالجبل في النصص هو ابن خفاجة ‏«أو<br />

ما يتمنّى أن يكون»‏ حتى تمرّ‏ عليه صروف الدهر دون أن<br />

توءثر فيه،‏ فيبقى والأششياء من حوله تزول وتفنى.‏<br />

هذه الفوبيا الهاضضرة داءماً‏ من الموت والنهاية جعلت<br />

ابن خفاجة يخرج لجبال قريته ششقر ليهتف كل ليلة ‏«يا<br />

إبراهيم تموت»‏ ‏–يخاطب نفسسه-‏ ويجاوبه الصدى،‏ فما<br />

زال كذلك حتى يغششى عليه.‏<br />

إنّ‏ هذا الهاجس‏ من الموت ليس‏ جديداً،‏ فلقد كان مرافقاً‏<br />

لششعراء سسبقوه،‏ ولششعراء جاوءوا بعده،‏ ألم يقل أبو ذوءيب<br />

الهذلي:‏<br />

وإذا المنية أنششبت أظفارها<br />

ألفيتَ‏ كل تميمةٍ‏ لا تنفعُ‏<br />

ولو تتبعنا بعضض ما أنجزه ششعراء العصر الهديش لوجدنا<br />

هذا الهم الفلسسفي حاضضراً‏ في تفاصيل نصوصهم وفي<br />

الكشير من يومياتهم ودواوينهم،‏ فها هو الراحل محمود<br />

درويشش يفرد ديواناً‏ كاملاً‏ ليعالج قلقه تجاه النهايات،‏<br />

الأمر نفسسه وجدناه قبله لدى ششاعر المهجر الكبير إيليا<br />

أبو ماضضي حين بشّ‏ تأمله في قصيدة الطلاسسم المششهورة.‏<br />

الموت هاجس‏ إنسساني ملازم لا يمكن الفكاك منه،‏ لهذا<br />

نبصر ششاعرنا الفنان يتهسسس‏ في معظم قصاءده<br />

من هذا الكاءن الغيبي،‏ ويهاول أن يهاوره أحياناً،‏ أو<br />

يششتكي إليه ومنه ومن حتميته في أحايين أخرى.‏<br />

ولعلّ‏ قصيدة ‏«سسرحة وادٍ‏ « تحمل ششيئاً‏ مبطناً‏ من هذا<br />

الهضضور الماوراءي في وعي الششاعر،‏ خصوصاً‏ في المقاطع<br />

الأخيرة من النصص عندما يقف ابن خفاجة موقفاً‏ قلقاً‏<br />

من الششيب والكبر ليس‏ في هذه القصيدة فهسسب بل في<br />

قصاءد أخرى:‏<br />

وأيّة ششيبة إلا نذيرٌ‏<br />

فهل طرب وقد مشلت خطيبا<br />

الششيب في هواجسسه هو نذير الموت وداعيه،‏ إنه المبششر<br />

بالمصيبة،‏ غير أنه مع ذلك أخف وطأً‏ منه:‏<br />

وقد خفّ‏ خطب الششيب من جانب الردى<br />

فصارت به الصغرى التي كانت الكبرى<br />

رغم ذلك كله يهاول ابن خفاجة تسسلية نفسسه بأنه ‏«أي<br />

الششيب»‏ وقار وزينة للرجل،‏ لكنه لا ينسسجم كشيراً‏ مع هذه<br />

التعزية،‏ فالنذير يرعبه بمملكة الموت القادم:‏<br />

وكل امرئ طاششت به غرة الصبا<br />

إذا ما تحلّى بالمششيب تحلّما<br />

ابن خفاجة وهو يعيشش هذا القلق كان ملتفتاً‏ إلى<br />

التسسلسسل الهياتي الطبيعي،‏ فالزمن يهيل للكبر،‏ والكبر<br />

للششيخوخة والموت.‏ إنه يسسمع ابن دريد وهو يردد:‏<br />

إن الجديدين إذا ما اسستوليا<br />

على جديدٍ‏ أدنياه للبلا<br />

هذا القلق ليس‏ غريباً،‏ فكل الناس‏ يسستششعرون بداخلهم<br />

هذا المصير الوجودي،‏ غير أننا–‏ هنا-‏ أمام ششاعر<br />

أحسسه وامتزج معه فلسسفياً‏ منذ طفولته المبكرة،‏ لذا<br />

عاشش الموت سساعة بسساعة ولهظة بلهظة في كل نفس،‏<br />

ومع كل طرفة عين.‏<br />

إن هذا الهاجس‏ من الششيب والهولة وانهسسار الششباب<br />

والإحسساس‏ بالموت جعلت للذكريات طعماً‏ خاصاً‏ لديه،‏<br />

طعماً‏ من نيران ولظى ترعبه وتخيفه،‏ فهو يتهسسس‏ ويراقب<br />

على الدوام نهول جسسمه،‏ وضضعف بدنه وبعضض أعضضاءه:‏<br />

فآهٍ‏ طويلاً‏ ثمّ‏ آهٍ‏ لكبرةٍ‏<br />

بكيتُ‏ على عهدِ‏ الششبابِ‏ بها دما<br />

وقد صدءت مرآة طرفي ومسسمعي<br />

فما أجدُ‏ الأششياءِ‏ كالعهدِ‏ فيهما<br />

وهل ثقة في الأرضض يهفظ خلةً‏<br />

إذا غدرا بي صاحبانِ‏ هما هما؟!‏<br />

79 78


ديوان الأمس..‏ ديوان اليوم<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

قصيدة ‏«سسرحة وادٍ‏ « يمتزج فيها هذا القلق بالهنين<br />

إلى الأرضض والوطن ليوازن عوالمه،‏ ويششعر بأمان الأرضض<br />

تجاه الزمن المترصد له بمناياه.‏ إنه يهتمي بالمكان من<br />

الزمن.‏<br />

الطبيعة بوصفها كاءناً‏<br />

المكان المتمشّل بالطبيعة في قصيدة ابن خفاجة إنسسان<br />

صديق يلجأ‏ إليه الششاعر ليتهاور معه،‏ ويبش له همومه<br />

ومعاناته.‏ ولعلنا نلمس‏ هنا كيف أن صورة البرق أثرت<br />

في نفسسيته:‏<br />

لكَ‏ االلهُ‏ منْ‏ برقٍ‏ تراءى فسسلّما<br />

وصافهَ‏ رسسماً‏ بالعذيبِ‏ ومعلَما<br />

إذا ما تجاذبنا الهديشَ‏ على الس‏<br />

بكيتُ‏ على حكمِ‏ الهوى وتبسّما<br />

ّ رى<br />

هذه الطبيعة ليسست داءماً‏ ضضاحكة طروباً‏ كما يرى<br />

الدكتور جودت الركابي في كتابه ‏«في الأدب الأندلسسي»،‏<br />

بل هي أحياناً–‏ إن لم تكن غالباً-‏ تتألم اسستجابة لمششاعر<br />

الصديق الششاعر الذي جاء يششتكي لها:‏<br />

فسسلّى بما أبكى وسسرّ‏ ى بما ششجا<br />

وكان على ليل السسرى خير صاحبِ‏<br />

والطبيعة في ششعر ابن خفاجة إنسسان متششكّ‏ ل يقبل جميع<br />

الصور،‏ ويتقمصص كل الأدوار المطلوبة منه،‏ ولعل هذا<br />

الهضضور للطبيعة في نصوصه هو الأمر الذي حاز به<br />

قصب السسبق في أنسسنتها والتماهي معها،‏ فهي البرق<br />

والششجر والطير والعين والركاب.‏<br />

ولم يكتف ابن خفاجة بذلك بل ذهب لتصنيف قصاءده<br />

وجمعها وعنونتها مطلقاً‏ عليها أسسماءً‏ مسستوحاة من<br />

قلب الطبيعة التي أحبها:‏ ‏«نارضج في أغصانه،‏ كواكب<br />

محترقة،‏ روضضة وغدير،‏ الهديقة»‏ إلى آخر هذه<br />

العناوين التي تعكس‏ هذا المعنى خصوصاً‏ إذا ما عرفنا<br />

أن ابن خفاجة قام بتصنيف وعنونة ديوانه بنفسسه.‏<br />

الليل...‏ الرمز المخاتل<br />

لا ششك أن الرمز هو وسسيلة تعبير لما يختلج في اللاششعور،‏<br />

وبالتالي فهو وسسيلة إدراك للششيء الذي لا يجد الششاعر<br />

معادلاً‏ لفظياً‏ له،‏ وهو عبارة عن الإششارة إلى ششيء<br />

معنوي عبر ششيء حسسي،‏ والرمز في الأسسلوبية الجديدة<br />

هو نفسسه الاسستعارة والمجاز في البلاغة.‏<br />

من هنا فإن اششتغالات ابن خفاجة الششعرية ملغمة<br />

بتلك الرموز التي تتعلق بالنهايات والظلام والعدمية<br />

والمجهول.‏ ويختار ابن خفاجة مششهد الليل ليفتته به<br />

العديد من القصاءد:‏<br />

وليل إذا ما قلت قد باد فانقضضى<br />

تكششف عن وعد من الظن كاذب<br />

ويقول:‏<br />

وليل كما مدّ‏ الغراب جناحه<br />

وسسال على وجه السجل مداد<br />

ويقول:‏<br />

في ليلة قد بات يلمس‏ تحتها<br />

حبراً‏ لسسان البارق المتوّقد<br />

ويقول:‏<br />

وليل تعاطينا المدام وبيننا<br />

حديش كما هبّ‏ النسسيم على الورد<br />

ولو تقصينا الديوان لوجدنا الكشير من القصاءد التي<br />

وظف ابن خفاجة فيها مفردة ‏«الليل»!!‏<br />

الليل هنا رمز حاضضر في وعي الششاعر،‏ إنه لا يعنيه–‏<br />

أبداً-‏ هذا الليل الزمني الذي يأتي بعد النهار،‏ إنما<br />

يذهب إلى أبعد من ذلك بكشير،‏ حين يرى فيه ذلك<br />

الكيان المجرد المعنوي الذي يرمز إلى كل ما يهم الإنسسان<br />

ويزعجه،‏ وكأن هذا الليل هو المارد الذي يريد أن يلتهم<br />

الششاعر ووطنه.‏<br />

لليل دلالات كشيرة تتجلى وحسسب قراءة معانيها لدى<br />

المتلقي الذي يعيد صناعة الرمز،‏ بيد أن إحدى دلالاته<br />

التي لا تنفك عنه هي دلالة اللون،‏ فالسسواد هو ثوب هذا<br />

الكاءن المخيف،‏ واللون الأسسود هو الآخر يعبر عن حضضور<br />

تجريدي له دلالاته النفسسية في القصيدة.‏<br />

يهدثنا كل من أرّخ لابن خفاجة أنه عاشش طورين<br />

مختلفين في حياته الطويلة،‏ الطور الأول تمشل في حياة<br />

الششباب المششاكس‏ اللامبالي،‏ الذي أخذته الدنيا بتنوع<br />

مفاتنها،‏ وششملته بنعيم حظوظها،‏ فانسساق لها انسسياق<br />

الراغب.‏ وأما الطور الشاني فكان طور المششيب والكبر،‏<br />

فكان فيه سسالكاً‏ مسسلك الرششاد،‏ يكره أن يسسمع من أحد<br />

ما كان من ماضضيه،‏ إلى درجة أنه عاتب بقصيدةٍ‏ الفتهَ‏<br />

ابن خاقان عندما بلغه أنه تعرضض له في كتابه ‏«القلاءد»‏<br />

وذكر أيام ششبابه ومجونه:‏<br />

ما للصديق وقيت تأكل لهمه<br />

حياً،‏ وتجعل عرضضه منديلا<br />

ومع ذلك،‏ كان في الطورين ذلك الإنسسان المغترب<br />

الباحش عن الجمال والواصف له وللٔششياء من حوله<br />

بعيون ترى ما لا يراه الآخرون.‏


بيانو على شرفة القلب<br />

زكي الصدير<br />

لها شرفتانِ‏ وباقةُ‏ وَ‏ ردٍ‏ ووجهُ‏ قمرْ‏<br />

هناكَ‏ سماءٌ‏ على شرفةِ‏ العمرِ‏<br />

توصي لنا كلّ‏ يوم بنسجِ‏ الحكايا وفكّ‏ الهدايا<br />

وتلوينِ‏ هذا الجدارِ‏ بلونِ‏ المرايا وبعضِ‏ الصورْ‏<br />

هناك فضاءٌ‏ لعازفةِ‏ القلبِ‏<br />

تجلسُ‏ خلفَ‏ البيانو<br />

تراقصُ‏ ما تشتهي منْ‏ غيومٍ‏<br />

وتحلمُ‏ ...<br />

مشتاقةً‏ للعطورِ‏ الشهيةِ‏<br />

مرتاحةً‏ بموسيقى المكانِ‏<br />

تفكّ‏ أزرّةَ‏ وقتي وتأتي على عُ‏ مُ‏ رِي بالوَ‏ تَرْ‏<br />

81 80<br />

تمشّ‏ طُ‏ ما غابَ‏ من ذكرياتٍ‏<br />

وترقبُ‏ ريقَ‏ القصائدِ‏ في نَهَ‏ رٍ‏ خلفَ‏ وجه الزجاجِ‏<br />

له أن يعيدَ‏ عيونَ‏ الصّ‏ بيةِ‏ من مغربِ‏ الشمسِ‏<br />

حتى شروقِ‏ النَهَ‏ رْ‏<br />

لهُ‏ أنْ‏ يعيدَ‏ لها الوقتَ‏ ممتزجاً‏ باألغاني التي لم تفارقْ‏ يديها<br />

وممهورةً‏ بالمساءِ‏ األنيقِ‏ المطلِّ‏ على جسدٍ‏ غارقٍ‏ بالبياضِ‏<br />

لهُ‏ أنْ‏ يضيءَ‏ لها فسحةً‏ من فضاءِ‏ القمرْ‏


ديوان الأمس..‏ ديوان اليوم<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

لها كلُّ‏ هذا الممرِّ‏ الطويلِ‏<br />

وفنجانُ‏ قهوتِها المتكاسلُ‏ في طاوالتِ‏ المطارِ‏<br />

لها أنْ‏ تقولَ‏ حكايَتَها كلّما أرهقتها الحقائبُ‏<br />

معجونةً‏ بوجوهِ‏ المنافي<br />

ومسكونةً‏ بغبارِ‏ السفرْ‏<br />

لنا ما لها<br />

كلّما أيقظتها التذاكرُ‏<br />

غابتْ‏ على مسرحِ‏ اللعنات<br />

مخبِّئةً‏ في جيوب معاطفِها الشوكوالتا<br />

وسارحةً‏ في فضاءِ‏ القصيدةِ‏<br />

هذي القصيدة شاهدها وتفكّ‏ لها قلبَها بالوصايا<br />

وتتلو عليها حكايا النذورِ‏ وسحرَ‏ البخورِ‏ ورقص الغجرْ‏<br />

هناك لها ما لها<br />

مِ‏ نْ‏ جنونِ‏ الترابِ‏ ووجهِ‏ الحبيبِ‏ وعرسِ‏ الزَّهَ‏ رْ‏<br />

لها شرفتانِ‏ من العمرِ‏<br />

واحدةٌ‏ في المنافي<br />

وأخرى على موعدٍ‏ ربّما في المقاهي القديمةِ‏<br />

.... .... .... ....<br />

أو ربّما في ممرّ‏ القدرْ‏<br />

ديوان األمس ديوان اليوم


39 38<br />

83 82


نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

مسرح البولشوي..‏<br />

يُبعث من جديد<br />

حراءق،‏ وقصف،‏ وفيضضان مياه..‏ كل هذه الكوارش لم تسستطع<br />

أن تنهي رمزاً‏ تاريخياً‏ من رموز الشقافة والفن في روسسيا.‏ إن<br />

سسيرة مسسره البولششوي الروسسي الذي تأسسس‏ كمكان عام ‎1835‎م<br />

آيلة اليوم للنهوضض،‏ وكأنه بُعش من جديد.‏ لقد تعشر المسسره<br />

لعقود وتمت مهاولات خجولة لترميمه وإعادة الهيوية له،‏<br />

إلا أن عام ‎2011‎م حمل في نهايته مفاجأة انتظرها الكشيرون.‏<br />

جاء اليوم الذي انتظره الششعب الروسسي،‏ وفنانو الأوبرا<br />

وراقصو الباليه وعششاق المسساره.‏ سسارة بدير تجول بنا بين<br />

أروقة هذا المسسره.‏


مآسسي المسسره الكبير<br />

تعرّ‏ ضض المقر الأول للمسسره الذي أسسسسته الششركة لفرقة<br />

البولششوي للهريق وهو مسسره بتروفسسكي،‏ فأعيد بناوءه،‏ ولكن<br />

في مكان آخر هو مكان المسسره البولششوي الهالي الذي حرق<br />

بدوره مرتين.‏ كما تعرّ‏ ضض المسسره لقنبلتين في أثناء الهرب<br />

العالمية الشانية وفي زمن الاحتلال السسوفيتي،‏ اسستخدمت<br />

صالات المسسره لأغراضض مختلفة وتعرضض للنهب والخراب،‏<br />

وأصبه ششبه مهجور.‏ مرّ‏ البولششوي بإصلاحات عدة وتمكن<br />

من الاسستمرار لكن بجناه كسسيرة.‏<br />

لوحة تمشل مسسره البولششوي في عصر نهضضته<br />

بعد سست سسنوات من الترميم وإعادة الهيكلة،‏ رفع مسسره القرن<br />

التاسسع عششر سستاره ليظهر روعة متجددة في العمران وتفرداً‏ في<br />

الأداء الفني.‏ وتهول بجهود 3600 مهندس،‏ ومصمم،‏ ورسسام<br />

وبناء وعامل من مبنى آيل للسسقوط إلى معلم تراثي ششرب ترياق<br />

الهياة وعاد بأوجه القديم الجديد.‏<br />

لقد أقيمت على هذا المسسره أكبر العروضض العالمية<br />

كبهيرة البجع،‏ والأميرة الناءمة لموءلف الموسسيقى الروسسي<br />

تششايكوفسسكي،‏ وأخرى للموسسيقار بروكوفييف كروميو<br />

وجولييت وسسبارتاكيوس.‏ كما ضضم ألمع الموسسيقيين<br />

الأوروبيين،‏ وبخاصة من إيطاليا مشل روسسّ‏ يني وفيردي<br />

وبوتششيني.‏ إلى منتصف التسسعينيات،‏ ومعظم عروضض الأوبرا<br />

الأجنبية تقام على خششبات هذا المسسره بلهجات مختلفة<br />

وبجمهور متجدد في كل مرة.‏ بالرغم من النجاه والقبول<br />

الذي لاقاه البولششوي إلا أنه عانى لمرات عدة انسسهاب<br />

بعضض الراقصين من العمل مشل الكسسندر جودنوف وليونيد<br />

كوزلوف وفالنتينا كوزلوف.‏<br />

AFP<br />

39 38<br />

يعد البولششوي اليوم<br />

من أقدم المسساره<br />

التي أعيد تجديدها،‏<br />

كما تعد عملية<br />

ترميمه الأخيرة هي<br />

الأكبر خلال 150<br />

سسنة من عمره<br />

البولششوي الكبير<br />

تأسسّ‏ سست فرقة مسسره البولششوي عام ‎1776‎م بأمر من<br />

إمبراطورة روسسيا كاثرين العظيمة ليعنى بفنون الأوبرا<br />

ورقصص الباليه،‏ وتولى الاهتمام بها الأمير بيتر أوروسسوف<br />

وميخاءيل مدوكس‏ وكانت تقام عروضض هذه الفرقة في أماكن<br />

خاصة إلى أن تم تدششين المسسره الكبير في الشلاثينيات من<br />

القرن التاسسع عششر،‏ وكان تهت سسلطة الأمير أوروسسوف.‏ انتقل<br />

بعد ذلك إلى سسلطة الكنيسسة لفترة من الزمان قبل أن تنتقل<br />

إدارته إلى يوري غريغوروفيشش الذي قاد بهنكته<br />

الفنية المسسره إلى الريادة بين سساحات الباليه<br />

في العالم.‏<br />

عندما تأسسس‏ مسسره البولششوي كان لا يوجد في<br />

روسسيا آنذاك سسوى أربعة مسساره،‏ اثنان للٔوبرا<br />

واثنان للمسسرحيات.‏ ولأن فن الأوبرا يهوز<br />

اهتمام طبقة النبلاء فقد سسميت دور الأوبرا<br />

بالبولششيه أي الكبير،‏ بينما مسساره الدراما<br />

سسميت بمالي أي الصغير.‏<br />

الترميم وعهد جديد<br />

في عام ‎2005‎م،‏ أوقفت جميع العروضض وأغلق المسسره أبوابه<br />

ليخضضع لعملية ترميم ششاملة ونوعية.‏ أرادت الهكومة الروسسية<br />

أن تعيد له وهج القرن التاسسع عششر وروه مصممه الأول<br />

جوزيف بوف،‏ حيش كانت الهندسسة المعمارية للمكان تعكس‏<br />

واجهة حضضارية للفن الروسسي،‏ بدءاً‏ من الأعمدة الرخامية<br />

المهفورة بعناية والتماثيل المتقنة الصنع التي عمل عليها<br />

كبار النهاتين طيلة سست سسنوات من العمل الدوءوب وبتكلفة<br />

بلغت 680 مليون دولار.‏ تمت إعادة نسسج المفروششات،‏ وإعادة<br />

تصميم الشريات الكريسستالية التي تهمل طابع القرن التاسسع<br />

عششر،‏ واسستخدم ما يقارب 10 كيلو غرامات من أوراق<br />

الذهب في التصميم الداخلي لطلي جميع الششرفات.‏ وذلك<br />

لإعادة ما تم تجريده من مظاهر البذخ المبالغ فيه بالهقبة<br />

السسوفياتية.‏ وكان التغير الكبير جلياً‏ في ما وراء الكواليس‏ من<br />

صوت وإنارة وتقنية.‏<br />

قبلة للسسياه<br />

في 28 من أكتوبر ‎2011‎م،‏ جاء افتتاه المسسره كعيد وطني<br />

85 84


مسسره البولششوي<br />

نوفمبر / ديسمبر ‎2011‎م<br />

لسسكان مدينة موسسكو وللششعب الروسسي.‏ تم نقل الافتتاه<br />

على الششاششات الروسسية والأوروبية والأمريكية ليتسسنى<br />

للجميع متابعة هذا الهدش الفريد.‏ رفع السستار في قاعة<br />

اكتسست لون الذهب الأصفر ولون الأحمر المخمل،‏ تبرق<br />

بها الشريات وتلمع الجدران حديشة الطلاء.‏ لم يكن من<br />

المتاه توسسيع مسساحته كونه جزءاً‏ من التراش فتمت إضضافة<br />

طابق تهت الأرضض وبهذا أصبه البولششوي يهتوي على أربع<br />

خششبات مسسرحية أحدها تعد الأكبر في أوروبا.‏<br />

ضضم حفل الافتتاه حضضور كبار الششخصيات وعلى رأسسهم<br />

الرءيس‏ الروسسي،‏ دميتري مدفيديف،‏ ورءيس‏ الوزراء<br />

الروسسي،‏ فلاديمير بوتين.‏ كما حضضرت ششخصيات كشيرة<br />

ليعيدوا ششريط ذكريات عاششوها في جنبات هذا المسسره<br />

مع أحبة لهم،‏ واششتمل حفل الافتتاه على أداء مقطوعات<br />

اششتهر بها المسسره قديماً‏ كباليه الهسسناء الناءمة،‏ وعرضض<br />

بهيرة البجع.‏<br />

AFP<br />

أحد العروضض التي تمت في مسسره البولششوي موءخراً‏<br />

لم تقتصر العروضض على المسسره الداخلي فقط،‏<br />

فقد اسستقبلت واجهة المسسره الهضضور وودعتهم<br />

بفقرة من الأضضواء المتراقصة بخفة على<br />

الواجهة الأمامية لترسسم صوراً‏ وأبعاداً‏<br />

مختلفة.‏ أبهرت الواجهة الزوار بتمشال<br />

النسسر ذي الرأسسين الذي يرمز لروسسيا<br />

في المكان ذاته الذي علق به الاتهاد<br />

السسوفييتي المطرقة والمنجل لعقود طويلة.‏<br />

من الجدير بالذكر أن رسسم الواجهة<br />

الأمامية للمسسره مطبوع على الأوراق<br />

النقدية فئة مئة روبل روسسي.‏<br />

منطقة الأوركسسترا في أثناء ترميمها الأخير<br />

يعد البولششوي اليوم من أقدم المسساره<br />

التي أعيد تجديدها،‏ كما تعد<br />

عملية الترميم هذه<br />

هي الأكبر خلال 150<br />

سسنة من عمره.‏ إن<br />

البولششوي يعكس‏ الشقافة<br />

الإمبراطورية الروسسية وهو<br />

اليوم،بهق،‏ من أكبر معالم روسسيا<br />

الشقافية والسسياحية التي لا بد للسساءه أن يعرج إليه<br />

مسستمتعاً‏ بالعروضض التي يقدمها هذا المسسره،‏ أو لمششاهدة ذلك<br />

المبنى الفاخر الذي ششهد قياصرة وأميرات طواهم الزمن،‏ وبقيت<br />

ذكرياتهم تهت ورق الذهب.‏<br />

أزياء عروضض الباليه من<br />

مقتنيات مسسره البولششوي<br />

AFP<br />

AFP


قول آخر<br />

قد يبدو أنه من المسستهيل ألا تمر بنا نسسخة رديئة عن لوحة لفان<br />

غوخ معلقة في غرفة انتظار في مكان ما،‏ أو قميصص يهمل رسسمة<br />

لفريدا كاهلو،‏ أو حتى علبة معدنية مطبوع عليها أحد المناظر<br />

التي رسسمها مونييه.‏<br />

وهكذا لم يعد غريباً‏ أن نرى أعمالاً‏ لمن يعدون أعلاماً‏ في عالم<br />

الفن الطليعي،‏ وقد تحولت واجهة لبعضض السسلع اسستهلاكية،‏<br />

وكتشش.‏ أتذكر أن المرة الأولى التي تعرفت فيها مصطله ‏«كتشش»‏<br />

كانت في أثناء قراءتي لرواية ميلان كونديرا » كاءن لا تحتمل<br />

خفته».‏ ورغم أن الكتشش ليس‏ أمراً‏ بالغ الأهمية في الرواية،‏<br />

لكنني أتذكر أنني توقفت عنده كشيراً،‏ محاولة معرفة معناه<br />

أولاً،‏ ثم قلقت من أن أكون من مسستهلكي هذا ‏«الكتشش».‏<br />

الكتشش كما يعرفه معجم أكسسفورد هو:‏ فن،‏ جسسم أو تصميم<br />

صنف أنه فقير فنياً،‏ بسسبب المبالغة في تزيينه،‏ أو بسسبب المبالغة<br />

في تصوير المششاعر.‏ لكن كونديرا يعرف مصطله الكتشش بأنه:‏<br />

الإنكار المطلق للانهطاط.‏<br />

فن<br />

الانهطاط<br />

في البداية بدا صعباً‏ أن أعرف ما هو الكتشش،‏ وما هو سسواه،‏<br />

لكن قبل سسنوات ليسست بالكشيرة،‏ ششاهدت لقاء أجري مع الفنان<br />

الأمريكي جيفري كونز على هامشش المعرضض الذي أقيم لأعماله<br />

في قصر فرسساي عام ‎2008‎م.‏<br />

في عام ‎1988‎م أي قبل 20 سسنة من ذلك اللقاء،‏ عرضض كونز<br />

منهوتة من البورسسلين لمايكل جاكسسون يهمل ششامبانزي.‏ ليس‏<br />

غريباً‏ أن يعتبر أي ششخصص يعتقد بامتلاكه ثقافة فنية،‏ أيًا كانت<br />

سسعتها أن هذا كتشش ‏«فن رديء»‏ لكن كانت صدمتي عند روءيتي<br />

لهذا اللقاء،‏ أن يصنف جيفري كونز فنه ككتشش.‏<br />

وصف جيفري كونز لأعماله بالكتشش،‏ كان صادماً‏ بالنسسبة لي،‏<br />

لكنه أيضضاً‏ فته آفاقاً‏ أخرى لفهم الانهطاط أو الابتذال،‏ وتقدير<br />

المعاني التي يهملها.‏ فالانهطاط أو الرخصص والتفاهة،‏ هو جزء<br />

من ثقافة الششعوب،‏ والقدرة على التعبير عنه،‏ هي فعلاً‏ فن.‏ إن<br />

اعتبار بعضض أششكال الكتشش فناً،‏ لا يعني أن الفن الطلاءعي ليس‏<br />

فناً‏ بالتالي،‏ بل قد تكون العلاقة بين الفن الطلاءعي والكتشش،‏<br />

هي علاقة تششبه مفهوم الين واليانق في الشقافة الصينية.‏<br />

فالاثنان مكملان لبعضضهما أو حتى إنهما وحدة واحدة،‏ وأحياناً‏<br />

نجد أن أحدهما جزء من الآخر.‏<br />

كما ذكرت سسابقاً،‏ فإن وجود فن طلاءعي هو أمر مرتبط<br />

ومتلازم مع وجود الكتشش،‏ فلا يمكن إطلاقاً‏ أن يتم تصنيف<br />

أحدهما دون وجود الآخر ‏«وبضضدها تتمايز الأششياء».‏ لكن<br />

ما يبدو غريباً‏ هو أن تتبادل تلك الأضضداد الأدوار.‏ ففي حين<br />

ليس‏ غريباً‏ أن ترى لوحة ذا ليدي أوف ششالوت لجون ويليم<br />

واتيرهاوس‏ كخلفية لجهاز كمبيوتر أو جوال .. نرى أن أعمالاً‏<br />

لفنانين معاصرين أو فناني البوب غير ششعبية إطلاقاً،‏ في<br />

مفارقة رهيبة ومشيرة للسسخرية.‏ إن معرفة ششريهة ضضخمة من<br />

الناس‏ لاسسم وأهم أعمال ليوناردو دافنششي،‏ يبدو أمراً‏ غريباً‏<br />

أمام تراجع أعمال آندي وارهول المليئة برمزيات الشقافة<br />

المعاصرة،‏ لتبقى محصورة بين نخبة ضضيقة من الناس،‏ وجدران<br />

المعارضض الفنية الخاصة.‏<br />

إن العديد من نقاد الفن يرون أن قيمة الكتشش،‏ تكمن في كمية<br />

السسخرية التي تحملها تلك الأعمال،‏ قد يكون هذا الأمر هو<br />

أحد الأششياء التي دعت بالكتشش ليتهول لفن نخبوي،‏ فيما<br />

يتهول الفن الطلاءعي لكتشش،‏ من خلال اسستخداماته،‏ و تحويله<br />

لشقافة اسستهلاكٍ‏ إنتاجاته مطبوعة على أكواب،‏ وداخل إطارات<br />

اللوحات في معارضض البيع لششركات الأثاش والتهف المتعددة<br />

الجنسسيات.‏ إن مباششرة الفن الطلاءعي كمنتج بصري يهوي<br />

عناصر جمالية ششاءعة قد تكون سسبباً‏ في اسستهالة هذا الفن لمادة<br />

اسستهلاكية لا أكثثر.‏ في المقابل تحتاج أن تعرف الرمزية التي<br />

تغلف الكشير من عناصر فن الكتشش،‏ لتسستدرك مقدار السسخرية<br />

التي تحويها تلك الأعمال.‏<br />

في سسبب آخر لهذا التهول في مكانة ‏«الفنيين»‏ هو الششغف المسستمر<br />

للعديد من أفراد الطبقة المتوسسطة في انتهاج سسلوك الطبقة<br />

الغنية،‏ لذا يسسعى كشير من أفرادها لاقتناء ‏«الفن»‏ حتى لو كانت<br />

نسسخاً‏ رديئة،‏ كجزء من هذا السسعي،‏ حيش إن التعاطي مع الفن<br />

هو رفاهية تخلق الفرق بين الكاده والمتنعم.‏ في المقابل تمارس‏<br />

الطبقة الغنية سسلوكاً‏ مماثلاً،‏ و قد يكون معاكسساً،‏ في سسعيها هي<br />

الأخرى للٕبقاء على هذا الفرق الذي يفصلها عن بقية المجتمع،‏<br />

بالتوجه لاقتناء ودعم الكتشش كنوع من التمايز.‏<br />

إن السوءال الذي يجدر طرحه هنا:‏ إلى متى سستظل الصورة مقلوبة؟<br />

وهل يجدر بنا نهن أيضضاً‏ أن نقلب المسسميات،‏ حيش يصصير أي فن<br />

طلاءعي كتششاً،‏ ويتهول الكتشش لفن طلاءعي؟!‏<br />

أروى الهضضيف<br />

87 86


المسمار<br />

الملف<br />

كاءن مهمشش على الجدران،‏ خلف<br />

الأبواب أو حلقة وصل بين ششيئين..‏<br />

هو صغير بهجمه..كبير بعمله.‏<br />

سساهم في إنقاذ البششرية من طوفان<br />

مهلك،‏ عندما حمل نوه عليه<br />

السسلام صفوة الكاءنات على ذات<br />

ألواه ودسسر.‏<br />

دسسر ومسسامير اسسمان لأهم اختراع<br />

عرفته البششرية وأنقذها.‏ بين<br />

أنواعه وحكاياته تطوف بنا<br />

نانسسي أبو حوسسة في هذا الملف<br />

وكل صفهة معلومة تشبتها بمسسمار<br />

لا يجره ولا يوءلم.‏


حكاية املسمار<br />

هزكييل ريد<br />

يُعد المسسمار من أقدم الأدوات المهنية التي اخترعها الإنسسان<br />

منذ القدم،‏ كما أنه من أصغرها حجماً.‏ ويعود اكتششاف<br />

المسسمار إلى أكثر من خمسسة آلاف سسنة مضضت عندما خرج<br />

من بين بلاد فارس‏ والأناضضول.‏ وكان<br />

يُصنع من العظم والخششب اليابس‏ ومن<br />

ثم تطور مع ازدهار البششرية.‏ وبقيت<br />

المسسامير مختبئة وراء الكواليس‏ في العلوم<br />

الصناعية حتى عام ‎1606‎م،‏ عندما<br />

حاز المخترع بولمر بيفيس‏ الإنجليزي<br />

براءة اختراع عن جهازه الميكانيكي<br />

لتقطيع الهديد وصقل المسسامير بأحجام<br />

مختلفة.‏ ومع بداية الشورة الصناعية<br />

في أواخر القرن الشامن عششر،‏ توالت الاختراعات المتعلقة<br />

بالمسسمار في ولاية ماسساتششوسستس‏ الأمريكية.‏ ففي عام ‎1786‎م<br />

اخترع هزكييل ريد آلة لصنع المسسامير،‏ وفي عام ‎1795‎م حاز<br />

جاكوب بيركنز براءة اختراع آلة لصنع المسسامير قطعة واحدة،‏<br />

أي الرأس‏ والجذع في عملية واحدة.‏ وششكّ‏ ل هذا الجهاز ثورة<br />

حقيقية في عالم الصناعة،‏ إذ وفّرت هذه الطريقة من عملية<br />

التلهيم الهراري لأجزاء المسسمار،‏ وجعل إنتاج المسسامير يصل<br />

إلى مئتي ألف مسسمار في اليوم الواحد.‏<br />

في عام ‎1851‎م أنتج الصناعي وليام<br />

هرسسيل آلة لصنع المسسامير باسستخدام<br />

الخيوط المعدنية من الفولاذ،‏ والتي<br />

تتميز بقدرتها على تحمل الضضغط من<br />

الأوزان المختلفة،‏ وكذلك التغيرات<br />

المناخية المتقلبة.‏ ومنذ ذلك اليوم<br />

انتششرت الطريقة الشورية الجديدة في<br />

صناعة المسسامير وأصبه أثرها دقيقاً،‏<br />

إذ لا يششترط أن يسستخدمها نجار ماهر.‏<br />

في يومنا هذا تُصنع معظم المسسامير من الأسسلاك المعدنية<br />

المختلفة على حسسب أسسباب اسستخداماتها،‏ كما أصبه هناك<br />

أكثر من ثلاش مئة صنف من المسسامير المتوافرة.‏<br />

اأكذب مسمارين..‏ مسامري العذاب<br />

ماركوس‏ ليسسينيوس‏<br />

للمسسامير قصصص تاريخية ودينية،‏ ولعل القصة المزعومة<br />

لصلب المسسيه بطلها مسسماران دقا بششراسسة فوق كفي<br />

المسسيه المزعوم لتشبيته<br />

على الصليب.‏ ظهر<br />

هذان المسسماران في أغلب<br />

الأيقونات المسسيهية التي<br />

تمشل المسسيه مصلوباً.‏<br />

فالمسسامير من أقسسى أنواع<br />

أدوات التعذيب وأبششعها.‏<br />

لذا نجد قصصص تعذيب<br />

كشيرة أبطالها مسسامير.‏<br />

ففي إسسبانيا في القرن<br />

الخامس‏ عششر،‏ إبان<br />

محاكم التفتيشش،‏ كان<br />

المسسمار بطلاً‏ من أبطال<br />

أدوات التعذيب،‏ فكان<br />

المتهم ليدلي باعتراف ما<br />

يسساق إلى غرف التعذيب<br />

القاسسية التي يلقى فيها<br />

صنوف العذاب،‏ وعندما<br />

لا يعترف أو لا يوجد عنده<br />

ششيء يعترف به،‏ فإنه لا بد أن يمر على المسسمار المسسنون<br />

والمهمي في النار لتفقأ‏ به عيناه.‏ كما كان كرسسي المسسامير<br />

في القرون الوسسطى وحتى نهاية القرن الشامن عششر يشير<br />

الفزع لمجرد ذكر اسسمه،‏ في<br />

إيطاليا وإسسبانيا وفرنسسا.‏<br />

حيش كان عبارة عن كرسسي<br />

من خششب زرعت في مقعده<br />

ومسسنده مسسامير حادة،‏<br />

ومزود بأحزمة تضضييق المكان<br />

عند جلوس‏ الضضهية.‏ وكانوا<br />

أحياناً‏ يقومون بتسسخين هذه<br />

المسسامير،‏ ما يجعل القيام منه<br />

عذاباً‏ والجلوس‏ عليه موتاً!‏<br />

ربما كان ماركوس‏ ليسسينيوس‏<br />

(53-112 ق.م)‏ القاءد<br />

الروماني هو أكثثر من<br />

اسستخدم المسسامير،‏ ويقال من<br />

باب الطرافة الموءلمة أنه هو من<br />

أنعشش صناعة المسسامير،‏ حيش<br />

اسستخدم أكثر من عششرين ألف<br />

مسسمار من الهجم الكبير وهو<br />

في طريقه من روما إلى كابو،‏<br />

وذلك لصلب سستة آلاف عبد زهواً‏ بانتصاراته.‏<br />

89 88


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

الكتابة المسمارية..‏<br />

أول خطوط التدوين<br />

(1728– ‎1686‎ق.م)‏ وانتششرت بين الناس‏ في تلك الفترة،‏<br />

وأصبهت اللغة الرسسمية في المعاملات وفي الشوءون الهياتية<br />

العامة كالمعاملات التجارية والمراسسلات،‏ ونصوصص الأدب،‏<br />

والششءون الدينية والعبادات.‏<br />

وكان أوج ازدهارها عندما أمر حمورابي بجمع العلوم وتدوينها،‏<br />

ما سساهم في انتقال الهضضارة من بلاد الرافدين إلى جميع<br />

أنهاء البلدان المجاورة وإلى أطراف العالم القديم.‏ أما الملك<br />

آششوربانيبال الذي كان يعد من أكثر ملوك العهد الآششوري ثقافة<br />

‏(‏‎626-668‎ق.م)‏ فكان له الدور في نسسخ الكتب وتجميعها على<br />

الألواه الطينية.‏ فجمع الكتب من أنهاء البلاد وخزنها في دار<br />

كتب خاصة طلب تششييدها في نينوى بالعراق.‏ أما أداة الكتابة<br />

المسسمارية فكانت عجينة الصلصال التي تتم الكتابة عليها وهي<br />

لينة ومن ثم تحرق لتتصلب.‏<br />

ششكل اختراع الكتابة أهم الأحداش في التاريخ الفكري للٕنسسان،‏<br />

فهي الهد الذي بدأ‏ عنده توثيق التاريخ منذ اختراعها حتى<br />

يومنا هذا.‏ والكتابة المسسمارية هي اللغة المكتوبة للغة الآكادية<br />

التي تعدّ‏ من اللغات السساميّة كالعربية والآششورية والبابلية<br />

والعبرية.‏ وأصبهت اللغة الآكادية أم اللغات المكتوبة والمقروءة<br />

معاً‏ بمفهوم اللغات المعقد كونها أوّل محاولة لممارسسة الكتابة،‏<br />

فكانت تنقشش فوق ألواه الطين والهجر وغيرها من الأسسطه<br />

التي كانت متوافرة قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد،‏ أي قبل<br />

ظهور الأبجدية ب‎1500‎ سسنة،‏ وظلت سساءدة حتى القرن الأول<br />

ميلادي.‏ وظهرت أولاً‏ في جنوب بلاد الرافدين وكان يتكلمها<br />

البابليون والآششوريون ولا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة.‏ كما<br />

كانت اللغة المعتمدة لدى الششعوب القديمة بجنوب غربي آسسيا.‏<br />

وسسميت اللغة بالمسسمارية لأنها كانت تكتب بطريقة النهت على<br />

الهجر بالمسسامير،‏ وتم اعتمادها في تلك الفترة التاريخية كلغة<br />

مكتوبة للغة الآكادية.‏<br />

في القرن التاسسع عششر تمكن مجموعة من الباحشين وعلماء الآثار<br />

من فك رموز الكتابة المسسمارية ومحتوى نصوصها التشقيفية،‏ إذ<br />

احتوت على العديد من التعليمات الإدارية والتاريخية والفلكية<br />

والطلاسسم والقواميس‏ المسسمارية التي جمعت وحدها ما يعادل<br />

130000 لوه طيني موجود في المتهف البريطاني في سسوريا.‏<br />

وازدهرت الكتابة المسسمارية إبان حكم الملك حمورابي<br />

واسستغرق تطور اللغة المسسمارية آلاف السسنين تميّزت في ثلاش<br />

مراحل أسساسسية،‏ بينما ألهمت في جميع مراحل تطورها العديد<br />

من الهضضارات التي تأثرت وأثرت بها.‏ وهذه المراحل هي:‏<br />

املرحلة الصوريّة:‏ وهي أولى مراحل جميع الكتابات<br />

المعروفة حول العالم.‏ وسسميت بذلك لأنها تصور بششكل تقريبي<br />

الأششياء المادية بمبدأ‏ الرسسم نفسسه.‏ أما مضضامين النصوصص<br />

المكتششفة فكانت بمعظمها تتناول الشوءون الاقتصادية.‏ أما<br />

الجزء الآخر فكان لأهداف لغوية تعليمية.‏<br />

املرحلة الرمزية:‏ في هذه المرحلة تغيرت العلامات الصورية<br />

وأصبه الكاتب يكتفي بالتعبير عن الأششياء بششكل رمزي.‏ وكان<br />

السسبب الرءيس‏ وراء تطوير المسسمارية بهذا الاتجاه حتى تصبه<br />

الطريقة الصورية من الممكن قراءتها بأي طريقة وبغضض النظر<br />

عن لغة كاتبها.‏<br />

املرحلة الصوتية:‏ وهي آخر المراحل وأهمها التي مرت بها<br />

الكتابة المسسمارية وأكثرها تطوراً،‏ وتم الدمج بين الطريقتين<br />

الصورية والرمزية،‏ بالإضضافة إلى ابتكار طريقة جديدة تسساعد<br />

على كتابة أسسماء الأعلام واسستخدام صيغ الأفعال،‏ والربط<br />

بين أجزاء الجملة الواحدة.‏ وبذلك أصبهت المسسمارية أول من<br />

ابتكر الطريقة الصوتية في الكتابة،‏ والتي انتششرت فيما بعد في<br />

أنهاء العالم كافة لسسهولة تعلمها وكتابتها.‏


المسمار في الهندسة<br />

والمِسسْ‏ مارُ‏ هو:‏ ‏(ما ششُ‏ د َّ به)‏ كما ورد في ‏«لسسان العرب»‏ ويسستخدم<br />

بششكل رءيس‏ في مجالي النجارة والبناء لوصل العناصر<br />

الإنششاءية مع بعضضها بعضضاً.‏ وهو دبوس‏ معدني حاد الششكل<br />

يُصنع من الصلب وكبريتات الهديد أو الألومنيوم،‏ ويسسمى<br />

أيضضاً‏ بالدبوس‏ أو المششبك.‏ ويرتبط عمل المسسمار مع المطرقة<br />

لذلك غالباً‏ ما يكون رأسسه مسسطَّ‏ هاً‏ على عكس‏ سسنّه الإزميلي.‏<br />

أنواع المسامير<br />

للمسسامير أنواع عديدة فهو أبو الهضضارة دون منازع..‏<br />

هو الوصل بين الهديد والهديد..‏ بين الخششب<br />

والهديد أو الخششب والخششب..‏ أنواعه تجعل منه<br />

الجندي المجهول الذي يختفي بين السسطه والباطن<br />

ليششكل توليفة من عمل خلاّق.‏<br />

مسامير البرشام Rivets<br />

تسستعمل مسسامير البرششام لربط قطاعات الهديد ببعضضها.‏<br />

ونوع البرششام الششاءع الاسستعمال هو ذات القصبة والرأس‏<br />

الكروية.‏ ولولا هذه المسسامير لما أُنششئت ناطهات السسهاب.‏<br />

مسامير الر بط وصواميلها<br />

Bolts and Nuts<br />

تصنع مسسامير الربط من الهديد الأسسود المطاوع<br />

وتسستعمل في ربط قطاعات الهديد بالموقع.‏ حيش تدخل<br />

قصبة المسسمار في الشقوب المجهزة بقطاعات الهديد المراد<br />

ربطها،‏ ثم تربط نهاية قصبة المسسمار الرابط بالصامولة<br />

الخاصة به،‏ ثم يهكم الربط عليها.‏ ولولا هذه المسسامير لما<br />

رأينا سسيارة تمششي في الطريق.‏<br />

مسمار القالووظ<br />

القلاووظ هو مسسمار ذو مسستوى ماءل ملفوف بششكل لولبي<br />

حول عمود،‏ تم تطويرها في العصور القديمة ويسسمى<br />

أيضضً‏ ا البرغي أو المسسمار اللولبي.‏ يوجد أنواع وقياسسات<br />

مختلفة من البراغي وكذلك المادة المصنوعة منها.‏ فقد<br />

يكون البرغي مصنوعاً‏ من الهديد العادي أو الهديد<br />

المغلفن أو البراصص أو الألومنيوم أو البلاسستك،‏ ولكل منها<br />

اسستخداماته الخاصة.‏ كما أن أنواع المسسامير الموجودة في<br />

الأسسواق والمسستخدمة في الصناعة تعد بالآلاف ويهكمها<br />

نوع مادتها وطولها وقطرها ونوع تسسنينها.‏<br />

برج إيفل<br />

مليونان ونصف المليون من المسسامير تقوم بعملية ربط<br />

أضضخم وأكبر برج حديدي في العالم،‏ إنه برج إيفل أعجوبة<br />

الهديد والمسسامير،‏ ورمز مدينة النور باريس.‏<br />

91 90


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

القذائف المسمارية ‏)الفالشيت(‏<br />

وهي نوع من الذخيرة التي يتم إطلاقها عادة من الدبابات<br />

الهربية،‏ وتعمل آليتها على أسساس‏ أن تطلق في الهواء لتنفجر<br />

في مكان عالٍ‏ ، لتطلق آلاف القطع المعدنية بطول يصل إلى<br />

‎3.75‎سسم كالمسسامير.‏ وما يزيد من مقدار ششرّ‏ ها هو قدرة<br />

القذيفة على الارتفاع إلى حوالي 300 متر لتصل المسساحة<br />

المسستهدفة إلى قطر يبلغ طوله 90 متراً.‏ ومن المعروف اسستخدام<br />

الجيشش الإسسراءيلي للقذاءف المسسمارية بأبششع قدراتها حيش<br />

تكمن الأفضضلية العسسكرية في القذاءف المسسمارية في قدرتها على<br />

اختراق العوازل وإصابة كل من يقع في محيطها دون اسستشناء.‏<br />

ولا يزال الآلاف من الأطفال والنسساء في فلسسطين ولبنان<br />

يهملون آثار اسستعمال الجيشش الإسسراءيلي لقذاءف الفلاششيت.‏<br />

وعلى الرغم من أن القذاءف المسسمارية ليسست محرمة دولياً‏<br />

بششكل صريه في القانون الإنسساني الدولي،‏ إلا أن اسستخدامها<br />

واجه العديد من التنديدات في الأوسساط الهقوقية ولدى لجان<br />

حقوق الإنسسان.‏ وذلك نظراً‏ إلى مداها الواسسع الذي يطال<br />

الأبرياء ويبدو أششبه بإطلاق النارعششواءياً‏ و دون تمييز.‏<br />

الجسور المعدنية ذات المسامير<br />

جميعنا يسسمع بالوجبات السسريعة،‏ لكن قلّة منّا قد سسمع<br />

بالجسسور السسريعة.‏ إن الجسسور في المدن هي فرجة من<br />

الاكتظاظ والازدحامات المرورية،‏ لذا بعضض المدن تحتاج<br />

أحياناً‏ إلى حلول سسريعة وجذرية.‏ ولا يتأتى ذلك إلا<br />

بالجسسور المسسمارية!‏<br />

يتميّز هذا النوع من الجسسور بسسرعة تنفيذه وسسهولته.‏<br />

ويعيب هذا النوع وجود احتياطات ششديدة لضضمان<br />

دقة تنفيذ الوصلات،‏ وخصوصاً‏ عندما يكون تجميع<br />

الوصلات باسستخدام المسسامير.‏ يتم عمل فتهات<br />

المسسامير داخل المصنع،‏ ويراعى تشبيت الصواميل<br />

بأجهزة خاصة لتطبيق العزوم نفسسها على جميع<br />

الصواميل،‏ بهيش لا يكون عرضضة للانهيار.‏ ولعل جسسر<br />

نانبو في الصين الذي اسستغرق بناوءه ثلاش سسنوات ويعد<br />

زمناً‏ قياسسياً‏ بالنسسبة لتصميمه الذي ربما اسستغرق<br />

عششر سسنوات.‏ إن هذا الجسسر الذي اسسُ‏ تخدمت فيه<br />

تقنية عالية تجلت في مسساميره التي لم يسسبق لها مشيل<br />

في تاريخ الجسسور.‏


المدرسة المسمارية في دمشق<br />

للمدرسسة المسسمارية في الششام جانبان مهمان،‏ أحدهما<br />

معنوي ديني،‏ والآخر هندسسي معماري.‏ تقع المدرسسة<br />

في قلب مدينة دمششق القديمة وبين أسسوارها الأثرية<br />

بالقرب من الجامع الأموي العتيق.‏ وهي المدرسسة<br />

الأثرية التي تم تششييدها في عهد دولة المماليك بجوار<br />

جامع الششيخ مسسمار،‏ وهو موءسسسسها ويُدعى حسسن بن<br />

مسسمار الهوراني الذي توفي سسنة 546 للهجرة.‏ وتم<br />

بناء المدرسسة كما المسسجد وقفاً،‏ لذلك تم ترميمهما معاً‏<br />

وتجديدهما وقفاً‏ أيضضاً‏ وجُ‏ عل لها إمامين وموءذناً.‏<br />

وفيما اليوم هي مجرد معلم أثري كانت المدرسسة<br />

المسسمارية صرحاً‏ تعليمياً‏ اسستفاد منه آلاف التلاميذ<br />

الذين توالوا عليها.وكان الششيخ مسسمار طالباً‏ مجداً‏<br />

للعلم ماءلاً‏ للمذهب الهنبلي على عكس‏ المذاهب<br />

التي كانت سساءدة في بلاد الششام في تلك الفترة،‏ فكان<br />

يصلي بجامع دمششق التراويه بهلقة الهنابلة ويهضضر<br />

دروسسهم ويتردد على مجالسسهم.‏ وعندما توفي أسستاذه<br />

الششيخ أسسعد بن المنجا بنى المسسجد ومن ثم المدرسسة<br />

وجعل وقفهما له.‏<br />

أمّ‏ ا بالنسسبة لتصميمها المعماري فبالرغم من عمليات<br />

الترميم بالمواد الهديشة كالهجر الصناعي والألواه<br />

الرخامية،‏ إلا أنها لا تزال محتفظة بمعالمها القديمة.‏<br />

ولعل أبرز معالمها هذه المئذنة الجميلة في الجهة الغربية<br />

ذات ششكل مربع أيوبي الطراز،‏ من حيش البسساطة<br />

والارتفاع.‏ في نهاية المئذنة من الجهة السسفلى هناك<br />

ششرفة خششبية وحيدة مشمنة الأضضلاع تغطيها مظلة<br />

خششبية بارزة تم ترميمها على ششكل مخروطي يهاكي<br />

الطراز العشماني.‏ هذا وتم توثيق المدرسسة المطلة على<br />

جادة القيمرية في عام ‎2006‎م ضضمن المباني الأثرية<br />

العالمية في مدينة دمششق تحت اسسم المدرسسة المسسمارية،‏<br />

وذلك في كتاب العمارة والمجتمع العشماني في مدينة<br />

دمششق بالقرنين التاسسع عششر والعششرين الميلاديين.‏<br />

93 92


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

املسمار يف الرتاث<br />

الشعبي<br />

‏«التمر مسسامير الركب»‏ من الهكم القديمة<br />

التي تناولها الأجداد في منطقة نجد،‏ وتعني<br />

أن تناول التمر تحسسن الصهة وتجعل الركبة<br />

كالوتد الذي يدعم الجسسد.‏ ومن المعروف<br />

أن الرُ‏ كب الضضعيفة هي من علامات الهرم<br />

والكبر.‏ كما أن التمر يلتهم الجراثيم و<br />

الميكروبات التي قد تصيب الإنسسان،‏ وفواءده<br />

على الصهة لا تعد ولا تحصى،‏ وكذلك<br />

على هرمونات الإنسسان وإنزيماته الهيوية،‏<br />

فهو ينششط الغدد،‏ ويجدد الخلايا كإكسسير<br />

الششباب،‏ ويقوي الأعصاب.‏<br />

أما مقولة ‏«يدق المسسمار الأخير في النعشش»‏<br />

وتعني الأمر الذي تراكم وتفاقم دون أن يلهظه<br />

أحد حتى تحصل حادثة ما وتظهره للملٔ‏<br />

وتكششفه.‏ تماماً‏ كما يُدق النعشش بالمسسامير حتى<br />

يلتهم ويكون المسسمار الأخير فيه هو دلالة على<br />

قرب دفنه تحت التراب.‏<br />

مسمار جحا<br />

يرتبط اسسم جُ‏ ها الششخصية التاريخية<br />

الششهيرة بعالم الطرف والنوادر،‏ أمّ‏ ا مقولة<br />

‏«مسسمار جُ‏ ها»‏ التي كادت تغلب ششهرتها جها<br />

نفسسه فهي تدل على الأمور الهامششية التي<br />

توءدي إلى أمور جسسيمة مع مرور بعضض الزمن،‏<br />

كما تُقال أيضضاً‏ عند التهجج بأمور بسسيطة وسسطهية دون<br />

ذكر السسبب الرءيس.‏<br />

وفي الهكاية التراثية أن جُ‏ ها قرّ‏ ر بيع بيته،‏ واششترطَ‏<br />

على المششتري الجديد ششرطاً‏ بسسيطاً‏ وغالٍ‏ على نفسسه وهو<br />

أن يسسمه له بزيارة البيت بين فترة وأخرى ليطمئن َّ على<br />

مسسمارٍ‏ مدقوقٍ‏ في الجدار ويذكّره بالمكان الذي توارثه عن<br />

أجداده.‏ أمّ‏ ا الذي حدش من بعد إتمام عملية البيع هو<br />

أن َّ جُ‏ ها ظلّ‏ يترد َّ دُ‏ على البيتِ‏ في كل ِّ حين ليطمئن َّ على<br />

مسسماره بإلهاه،‏ ما سسبب الإزعاج والقلق لأهل الدار،‏<br />

حتى تخلّوا عن البيت بالمسسمار الذي فيه وهربوا قاءلين<br />

‏«مسسمار جُ‏ ها».‏ وهكذا أصبه ل«مسسمار»‏ جها سسمعة<br />

تنافسسه على صيته.‏<br />

يف اأبواب اخلشب القدمية..‏<br />

مسمار قدمي<br />

من الصعب أن يمر أحدنا من أمام باب خششبي قديم دون<br />

أن يتأمل حفر المسسامير الكبيرة في الخششب،‏ ويسستدعي<br />

ذاكرة الهارات والأزقة الضضيقة.‏ ما زالت بعضض هذه<br />

الأبواب الضضخمة صامدة أمام الزمن كإرش فني تراثي،‏<br />

محتفظة بمسساميرها الضضخمة التي كانت جزءاً‏ لا يتجزأ‏<br />

من ملامحه الفنية والجمالية.‏<br />

للمسسمار في الخششب دور ميكانيكي مهم،‏ فلولا المسسمار<br />

لما كان هناك باب بالمعني الهقيقي،‏ فالمسسمار هو<br />

المشبت الهقيقي وحلقة الوصل بين الباب والجدار،‏<br />

وهو عبارة عن المهور الأسسطواني الأملس،‏ وفي نهايته<br />

يسستدق.‏ كانوا عند تشبيته في الخششب يدهنونه بمواد<br />

تزيد من قدرته التشبيتية،‏ بينما يتم تحديد مكان<br />

التشبيت على الخطوط الملاءمة على سسطه الخششب كي<br />

لا يسسبب فلقه أو تعرضضه لتششوهات.‏ ولا يزال المسسمار<br />

حتى يومنا هذا من أكثر الأنواع موثوقية في التشبيت،‏<br />

حيش لا يسستغنى عنه في تركيب الهياكل الخششبية<br />

الكبيرة.‏


المسمار في الطب<br />

مسمار القدم<br />

وهو مسسمار اللهم أو عين السسمكة كما يسسمى في بعضض<br />

البلدان العربية،‏ وهو عبارة عن بروز من نسسيج لهمي ينمو<br />

على أطراف الأقدام وبين جوانب أصابع القدم.‏ ويتكون<br />

من بقايا خلايا جلدية ميتة وقاسسية تتراكم على سسطه<br />

الجلد،‏ تبدو على ششكل بشور سسطهية ‏(غير معدية)‏ ولديها<br />

قمع عميق يمتد تحت الجلد.‏ وتظهر مسسامير القدم نتيجة<br />

انتعال الأحذية الضضيقة والقاسسية،‏ أو نتيجة الإصابة بأحد<br />

أمراضض الروماتيزم أو السسكري،‏ ما قد يهدش خللاً‏ في<br />

توزيع ثقل الجسسم على الرجلين والقدمين.‏<br />

املسمار النخاعي<br />

كان علاج كسسور عظمة الفخذ حتى مطلع القرن العششرين<br />

يتطلب رقوداً‏ بالفراشش لفترات تمتد لأششهر،‏ وكان تضضميد<br />

الكسسر يقتصر على التجبيس.‏ في سسنة ‎1939‎م اسستخدم<br />

الجراه الألماني كانتششر جهازاً‏ اخترعه لمعالجة كسسور<br />

عظمة الفخذ من خلال وضضعه مسسماراً‏ بشلاثة أجزاء<br />

مقطعية داخل القناة النخاعية للعظم المكسسور لتسساعد<br />

العظمة المتضضررة على حمل وزن الجسسم.‏ واسستخدم مسسمار<br />

كانتششر كما أطلق عليه فيما بعد لعلاج الجنود الألمان<br />

المصابين في أثناء الهرب العالمية الشانية،‏ للٕسسراع من<br />

عملية ششفاءهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.‏<br />

مسامري االأسنان املثبتة<br />

تسستخدم مسسامير التقويم التشبيتية أو التقويم في حالات<br />

بروز الأسسنان أو تزاحمها.‏ وهي من أحدش الطرق في علاج<br />

تششوهات ترتيب الأسسنان،‏ والتي أحدثت تغييراً‏ جذرياً‏ في<br />

طرق العلاج المعقدة في تقويم الأسسنان.‏ وتكمن أهمية<br />

اسستخدام تلك المسسامير الطبية في قدرتها على تخطي<br />

صعوبات تحريك الأسسنان في الاتجاهات المعينة والمطلوبة<br />

في الوصول إلى علاج تششوهات ششكل الأسسنان،‏ وكذلك علاج<br />

العضضة العميقة أو المفتوحة.‏ وتم اختراع مسسامير التقويم<br />

بششكلها الهالي من قبل طبيب تقويم الأسسنان جريج مور<br />

في ‎1983‎م.‏ وكان الهدف من وراء أبهاثه هو الوصول إلى<br />

طريقة لتشبيت الأسسنان بعد تحريكها من مكانها.‏ ولاقت هذه الطريقة رواجاً‏ كبيراً‏ لدرجة أنها أصبهت الطريقة التقليدية<br />

المعتمدة في عمليات التقويم،‏ ولا يمكن الاسستغناء عنها لعلاج تششوهات الأسسنان المتداخلة.‏ كما أنها قللت من احتماليات<br />

الهاجة إلى خلع الأسسنان وقللت من فترة العلاج.‏ وتتألف مسسامير التقويم المشبتة من براغ مصنوعة من معدن التيتانيوم،‏<br />

ويتراوه طولها ما بين خمسسة و 12 ملليمتراً،‏ أمّ‏ ا سسماكتها فتتراوه ما بين واحد واثنين ونصف ملليمتر.‏ ويتراوه سسعر<br />

المسسمار الواحد بين الأربعين والسستين دولاراً‏ أمريكياً.‏ ولاسستخدامات مسسامير التقويم فواءد لا يمكن تحقيقها إلا بها،‏<br />

فاسستخدام المسسامير بالطريقة الصهيهة يقضضي على أي فرصة لهدوش مضضاعفات ممكنة نتيجة تحريك الجذور.‏ كما<br />

أن اسستخدامها يقلل من فرصص اسستخدام الأسسلاك المزعجة والتي تسسبب الإحراج بسسبب ششكلها البارز.‏<br />

95 94


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

ً ا<br />

المسمار ‏»القرنفل«‏<br />

يطلق عليه في بلاد الششام ‏«كبشش القرنفل»‏ ويتماثل ششكله مع<br />

المسسمار تماماً.‏ ويُعرف باسستخداماته المتعددة في الطب الششعبي<br />

في علاج حالات الضضعف البدني وعسسر الهضضم،‏ والأعراضض<br />

التي ترافق التلبك المعوي مشل حرقة المعدة والغشيان والانتفاخ<br />

وطرد الغازات.‏ كما يسستخدم في دول الخليج العربي كمطيّب<br />

للششاي والقهوة،‏ وذلك لراءهته العطرية الذكية.‏ وكان يسستخدم<br />

قديماً‏ في تركيب الكهل لما فيه من فواءد في حدّ‏ البصر وإزالة<br />

الغششاوة.‏ كما يرتبط المسسمار العويدي بالعديد من المعتقدات<br />

الششعبية حول ردّ‏ الهسسد وتهيئة أرحام النسساء للهمل وتنظيم<br />

دورة الهيضض،‏ وكذلك في التخفيف من أعراضض الوسسواس‏<br />

وما يرافقه من سسلوك سسلبي بسسبب راءهته التي تُدخل البهجة<br />

إلى النفس.‏ تم التوصل،‏ موءخراً،‏ إلى اكتششاف مادة كيمياءية<br />

في المسسمار أو العويدي يمكن اسستخلاصها واسستخدامها كمادة<br />

مخدرة ومعقمة للشة.‏ وتوصل لهذا الاكتششاف ثلاش باحشات<br />

عراقيات من خلال تقطير براعم زهور نبات القرنفل لإنتاج<br />

مادة اليوجنول،‏ وهي المطابقة تماماً‏ للمخدر المسستخدم في طب<br />

الأسسنان،‏ وذلك يسستخدمه الكشيرون بششكله الطبيعي لعلاج<br />

الآلام الموضضعية في الأسسنان بالعضض عليه في موضضوع الألم.‏ أمّ‏ ا<br />

من جهة أخرى فصدر تحذير طبي من مضضاعفات اسستخدام<br />

القرنفل بششكل مبالغ فيه لوجود مادة اليوجنول نفسسها،‏ والتي<br />

تسسبب إتلاف الأنسسجة الباطنية وأهمها الكبد،‏ وخصوص‏<br />

في حال تعاطيها من قبل ششخصص يعاني،‏ أصلاً،‏ مششكلات في<br />

وظاءف الكبد والطهال.‏<br />

المسمار في المنام<br />

تششير كتب التهليل النفسسي إلى أن المسسمار يهمل دلالات<br />

أوضضه من غيره من الأششياء التي يتم روءيتها في الهلم،‏<br />

ويعد ُّ ه العديد من مفسسري الأحلام قبل سسماع الهلم بأنه<br />

ينذر بالتعب الكشير والراحة غير اليسسيرة،‏ ً خصوصا ما<br />

إذا كان المسسمار صدءاً‏ أو مكسسوراً.‏ وحتى لو كان ششكل<br />

المسسمار سسليماً‏ في الهلم فهو يدل على الجهد والتعب في<br />

الوصول إلى الغاية المرادة.‏<br />

وفي كتب تفسسير الأحلام إذا حلم الششخصص بأنه تأذى<br />

من المسسمار فهو دلالة على أذى فعلي ٍّ سسوف يهدش.‏ أما<br />

إذا تخلصص الششخصص من المسسمار في نهاية الهلم فهو<br />

دلالة على قدرته على تخطي الأزمات.‏<br />

وفي تفسسير معاكس‏ لمدرسسة التهليل النفسسي يقول<br />

بعضضهم إن المسسمار في الهلم يدل على الجنود والأعوان،‏<br />

وعلى الرزق الوفير.‏<br />

المسمار أداة الربط واالرتباط<br />

يظهر المسسمار اللولبي كأداة ربط محكمة،‏<br />

خصوصاً‏ عندما تقوم بتشبيته<br />

بوسساطة المفك.‏ ولم يخطر على بال<br />

أحد أن رأس‏ هذا المسسمار اللولبي المهفور<br />

في وسسطه إششارة السسالب سسيكون ملمه جمال!‏<br />

عندما قام لوي كارتييه باختراع سساعة المعصم في عام<br />

‎1904‎م،‏ صممها بطريقه مبتكرة،‏ حيش ثبت أطرافها<br />

بالمسسامير،‏ لم يكن يعلم أن مسسامير سساعته،‏ التي<br />

سسماها سسانتوس‏ تيمناً‏ باسسم الششخصص<br />

الذي صممها لأجله،‏ سستكون هي<br />

العلامة الفارقة والجمالية لسساعات<br />

ومجوهرات دار كارتييه العريقة.‏ فكان<br />

مسسمار الربط في مجموعته الهلي التي سسماها لوف<br />

علامة الهب والارتباط الأبديين..‏ وذلك عوضضاً‏ عن<br />

فكرة القلب والمفتاه التي باتت مسستهلكة في أمور الهب<br />

والزواج.‏


المسمار في الفن السابع<br />

فلم ‏»مسمار جُ‏ حا«‏<br />

وهو فلم عربي تم إنتاجه في مصر وعُ‏ رضضَ‏<br />

في ‎1952‎م.‏ ويعالج الفلم الوضضع السسياسسي<br />

وشوءون الانتماء الوطني الذي كان محوراً‏<br />

سساءداً‏ للهياة الاجتماعية في تلك الفترة<br />

مع وجود الاسستعمار البريطاني لمصر.‏ وفي<br />

حبكة غير جديّة ومليئة بالتهوير لأقوال<br />

تاريخية معروفة ومسستمدة من ششخصية<br />

جها التراثية تم إخراج الفلم للتعبير<br />

عن واقع الششارع العربي.‏ كما وُضضع على<br />

غلاف الفلم عبارة ‏«قضضيةُ‏ البلاد العربية<br />

وأمانيها الوطنية».‏ ولقد ششارك في هذا<br />

الفلم مجموعةٌ‏ كبيرةٌ‏ من الممشلين اللامعين<br />

في تلك الفترة مشل إسسماعيل ياسسين،‏ كمال<br />

الششنّاوي،‏ ماري منيب،‏ زكي رسستم وغيرهم.‏<br />

أما أغاني الفلم فششارك في تلهينها سسيّد<br />

درويشش وزكريا أحمد.‏ والجدير ذكره هو أن<br />

الفلم مأخوذ عن مسسرحية الأديب العربي<br />

المعروف علي أحمد باكشير.‏<br />

مسلسل ‏»جحا املصري«‏<br />

وهو مسسلسسل كوميدي اجتماعي مصري تم عرضضه خلال ششهر رمضضان في عام ‎2002‎م على ششاششة التلفاز المصري.‏ وتناول المسسلسسل الهكاية<br />

التراثية الخاصة بششخصية جها في إطار درامي معاصر،‏ والذي قام بتجسسيد دوره الممشل يهيى الفخراني بمششاركة منى زكي،‏ سسعاد نصر،‏<br />

رانيا فريد ششوقي،‏ أحمد رزق وغيرهم من نجوم الششاششة المصرية.‏ أما المسسامير في هذا المسسلسسل فجاءت بششكل رمزي متغير على مدى ثلاثين<br />

حلقة على ششكل نوادر لأغراضض النقد الاجتماعي على طريقة جُ‏ ها في ادعاء الغباء بأسسلوب فكاهي في مواقف جدية.‏<br />

مسلسل ‏»مسامري«‏ الكرتوين السعودي<br />

مسسلسسل أسسبوعي اجتماعي تم بشه إلكترونياً‏ خلال عام<br />

‎2011‎م،‏ وتطرق إلى قضضايا عديدة تهم ُّ المجتمع السسعودي<br />

بطريقة طره جديدة.‏ صمم المسسلسسل ‏(أخرجه)‏ الششاب<br />

السسعودي مالك نجر بالتعاون مع الكاتب فيصل العامر.‏<br />

وعُ‏ د َّ البرنامج على أنه نقلة نوعية في ثقافة الإعلام<br />

السسعودي الجديد.‏ وتم اقتباس‏ قصة المسسلسسل من كتاب<br />

يدعى ‏«ششغب»‏ للكاتب فيصل العامر نفسسه،‏ والذي عبرّ‏ فيه عن رغبته في إصلاه بالمجتمع وتفادي الأخطاء التي تهز<br />

أواصره من خلال ممارسسة النقد البنّاء.‏<br />

97 96


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

فلم ‏»املسمار«‏ االأمريكي<br />

فلم دراما اجتماعي عُ‏ رضض في عام ‎2009‎م،‏ ويروي قصة<br />

ملاكم من الوزن الشقيل يُدعى جوي ناردون،‏ وهو ذو ششخصية<br />

متضضاربة ومتصارعة مع نفسسها،‏ بعد أن<br />

أمضضى 8 سسنوات في السسجن نتيجة ارتكابه<br />

جريمة غير متعمدة.‏ ويعود جوي إلى<br />

حياة منعزلة في المنطقة التي نشأ‏ فيها<br />

في فيلادلفيا كغريب لا يربطه بالناس‏ من<br />

حوله سسوى ذكريات ما قبل دخوله السسجن.‏<br />

ولكي يسساعد نفسسه على إتاحة الفرصة في<br />

التفكير وتخطي الششعور بالغربة،‏ ولكي<br />

ينخرط في مظاهر الهياة الطبيعية،‏<br />

يسسل َّم وظيفة في الصالة الرياضضية التي<br />

كان يتمرن فيها على الملاكمة.‏ وفي خضضم<br />

بهشه في إيجاد معنى لهياته،‏ يلتقي طفلاً‏<br />

بورتوريكياً‏ عمره 14 عاماً‏ ويعاني آلاماً‏<br />

عاطفية ومراهقة غير سسلسسة،‏ وتنشأ‏ بينهما علاقة تعاطف من<br />

قبل جوي ما لبشت أن تحولت إلى صداقة متبادلة نتيجة تعرضض<br />

الولد للضضرب مراراً‏ وتكراراً‏ من قبل بلطجية الهي الذي<br />

يقطنون فيه.‏ وبينما وجد جوي في صديقه الصغير إسسقاطاً‏<br />

لمعاناته في ششتى مراحل حياته،‏ وجد<br />

الطفل في جوي صورة الأب والرفيق التي<br />

ششوهها والده المدمن على الكهول.‏ وتتجلى<br />

العلاقة في أوجّ‏ ها عندما يدق كل واحد<br />

فيهما مسسماراً‏ على العقبة المعنوية التي<br />

تعترضض طريقه حتى يتخطاها في رحلة<br />

من الكفاه من أجل الدفاع عن النفس،‏ في<br />

قالب درامي مششوّق لتفاوت دروس‏ الهياة<br />

في ششدتها بين ششخصين أحدهما بهش<br />

عن نفسسه المفقودة في الششارع،‏ والآخر في<br />

سساحات الملاكمة في فيلادلفيا،‏ لأن الهياة<br />

تسستهق دق مسسامير الكفاه والأمل وإيجاد<br />

الفرصص الجديدة بعد الخسسارة.‏ فلم<br />

المسسمار مقتبس‏ من قصة لرواية درامية معروفة تحمل الاسسم<br />

نفسسه،‏ وكتبها الموءلف طوني لوكاس‏ جونيور.‏<br />

فلم ‏»مسامري«‏ الوثائقي<br />

وهو فلم كندي تم إنتاجه وعرضضه في عام ‎1979‎م،‏ وهو من إخراج فيليب بورسسوس،‏ وتم ترششيهه في العام نفسسه<br />

لجاءزة الأوسسكار لأفضضل فلم وثاءقي قصير.‏ وكان موضضوع الفلم ببسساطة عن عملية تصنيع المسسامير.‏<br />

المسمار بطل الحواة<br />

يقوم فقراء الهند كنوع من الاسستعراضض أمام المارة بالنوم على بسساط من المسسامير.‏ وتطول هذه المدة وتقصر<br />

حد أنهم دخلوا موسسوعة جينيس‏ من خلال هذا النوم الموءلم.‏ حيش نام الفقير الهندي فرنون كريج على لوه من<br />

المسسامير مدة 25 سساعة و‎20‎ دقيقة.‏ ولا يتوقف المسسمار عند النوم عليه،‏ بل تجاوز الهواة العرب والهنود هذه المسسٔلة<br />

إلى ممارسسات أخرى ومنها ابتلاعه..‏ كعمل خارق.‏


ذات األواح ودسر<br />

قال تعإلى:‏ ‏﴿وَلَقَ‏ دْ‏ آتَيْنَا دَ‏ اوُدَ‏ مِ‏ ن َّا فَ‏ ضضْ‏ لاً‏ يَا جِ‏ بَالُ‏ أَوِّبِي مَ‏ عَهُ‏ وَالط َّ يرْ‏ َ وَأَلَن َّا لَهُ‏ الهْ‏ َ دِ‏ يدَ‏ • أَنِ‏ اعْ‏ مَ‏ لْ‏ سسَ‏ ابِغَاتٍ‏<br />

وَقَ‏ دِّ‏ رْ‏ فيِ‏ السس َّ رْ‏ دِ‏ وَاعْ‏ مَ‏ لُوا َ صالهِ‏ اً‏ إِنِّ‏ بمِ‏ ‏َا تَعْمَ‏ لُونَ‏ ِ بَصيرٌ﴾.‏ وقال ﴿ وَسسَ‏ خ َّ رْ‏ نَا مَ‏ عَ‏ دَ‏ اوُدَ‏ الجْ‏ ِ بَالَ‏ يُسسَ‏ بِّهْ‏ نَ‏<br />

وَالط َّ يرْ‏ َ وَكُ‏ ن َّا فَ‏ اعِ‏ لِينَ‏ • وَعَ‏ ل َّمْ‏ نَاهُ‏ َ ص‏ نْعَةَ‏ ٍ لَبُوس‏ لَكُ‏ مْ‏ لِتُهْ‏ ‏ِص‏ نَكُ‏ مْ‏ مِ‏ نْ‏ بَأ‏ ‏ْسسِ‏ كُ‏ مْ‏ فَ‏ هَ‏ لْ‏ أَنْتُمْ‏ ششَ‏ اكِ‏ رُ‏ ونَ‏ ﴾.<br />

قال الهسسن البصري،‏ وقتادة،‏ والأعمشش:‏ كان االله قد ألان لداوود الهديد حتى كاد يفتله بيده،‏ دون<br />

أن يهتاج لنارٍ‏ أو مطرقة،‏ وذلك كي يعينه في عمل الدروع من الهديد ليهصن نفسسه وقومه من مقاتلة<br />

الأعداء،‏ كما كان من عمل الدروع من زرد،‏ إذ كانت تصنع قبل ذلك من صفاءه.‏<br />

ويقول تعالى:‏ ‏﴿وحَ‏ مَ‏ لناهُ‏ عَ‏ لى ذَ‏ اتِ‏ أَلواهٍ‏ وَدسسر • تجَ‏ ْ رِ‏ ي بِأعْ‏ يُنِنَا جَ‏ زَ‏ اءً‏ لم ِّ ‏َنْ‏ كَ‏ انَ‏ كُ‏ فِ‏ رَ‏ ﴾.<br />

وفي تفسسير الطبري:‏ وحملنا نوحاً‏ إذ التقى الماء على أمر قد قدر،‏ على سسفينة ذات ألواه ودسسر.‏ والدسسر:‏<br />

جمع دسسار،‏ وقد يقال في واحدها:‏ دسسير،‏ كما يقال:‏ حبيك وحباك.‏ والدسسار:‏ المسسمار الذي تششد به<br />

السسفينة،‏ يقال منه:‏ دسسرت السسفينة إذا ششددتها بمسسامير أو غيرها.‏<br />

قرية خربة املسمار يف قضاء القدس<br />

99 98<br />

وهي من القرى الافتراضضية التي امحّ‏ ى وجودها الفعلي<br />

على خارطة الطريق،‏ وبقيت في أذهان القليل من الأجداد<br />

الذين لا يزالون أحياء في زمننا الهالي.‏ وتقع في الجهة<br />

الششمالية الغربية من القدس‏ وكانت جزءاً‏ من قرية بيت<br />

ثول،‏ والتي يعني اسسمها في اللغة الآرامية التل أو الظل.‏ وهي<br />

موقع أثري يهتوي على أعمدة وأنقاضض تاريخية عديدة،‏<br />

كما أنها أرضض زراعية خصبة مليئة بأششجار الزيتون.‏ وبلغ<br />

عدد سسكانها حتى عام 1945 م مئتين وسستين ششخصاً.‏<br />

والخربة كان مسسمىً‏ يطلق على الأطراف البعيدة للقرية<br />

والتي غالباً‏ ما كانت مدخل القرية أو الجزء الأخير منها.‏


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

كتاب ‏»المسامير«‏ لعبداهلل النديم<br />

يُعد ُّ عبد االله النديم<br />

من الششخصيات<br />

البارزة فكرياً‏<br />

وأدبياً،‏ ونشأ‏ النديم<br />

بالإسسكندرية ومارس‏<br />

الكتابة منذ صغره<br />

حتى تم نفيه إلى<br />

الأسستانة في عام<br />

‎1893‎م،‏ إذ تم على<br />

أثر ذلك منعه من<br />

الكتابة.‏ وبسسبب<br />

إقامته الإجبارية في تركيا ششهّ‏ عطاوءه الأدبي وتعطّ‏ لت<br />

مواهبه ومن ثم توقفت،‏ وتحقق لمن نفاه مراده بعد<br />

أن سسكت عن كل ما طالب به الزجّ‏ ال الششهير.‏ ولم<br />

تكن الأسستانة منفى النديم الأول إلا أنها ‏«مسسمار»‏<br />

حياته الذي أنجاه من حبل المششنقة،‏ ولم يتم إعدامه<br />

بسسبب الضضغوط الششعبيّة.‏ يافا كانت منفاه الأول بعد<br />

أن أثار غضضب الخديوي توفيق فأمر بإرسساله خارج<br />

مصر.‏ وما إن حطّ‏ رحاله في يافا حتّى امتششق لسسانه<br />

كالسسيف في وجه الإنجليز،‏ وششمل في مضضمار هجومه<br />

السسياسسة العشمانيّة،‏ ما أثار غضضب السسلطان بششدّ‏ ة إلا<br />

أنه لم يسستطع أن يتجاوز حد النفي حتى لا يشير حفيظة<br />

الجماهير الششعبية المتعاطفة مع النديم.‏ ثمّ‏ عرضض<br />

عليه بعد فترة وجيزة أن يُقيم في الأسستانة لكي يخفف<br />

من وطأة فورانه ويوظف طاقاته في ديوان المعارف،‏<br />

ليصبه النديم مفتّششاً‏ للمطبوعات في الباب العالي<br />

تحت رقابة السسلطان وإششرافه.‏ لم يدم عمله طويلاً‏<br />

حتى أثارت حفيظته ‏«مسسامير»‏ الدسساءس‏ والمكاءد في<br />

قصر يلدز،‏ ونششبت خصومات عديدة بينه وبين بعضض<br />

الششخصيات الخبيشة والمقرّ‏ بة من السسلطان.‏ فوضضع<br />

كتاب ‏«المسسامير»‏ الذي كتبه بأششد أسساليب الهجاء<br />

في ششخصية وتصرفات أبي الهدى الصيادي.‏ وهو<br />

أحد رجال الهاششية في بلاط السسلطان عبد الهميد<br />

العشماني.‏ وكان يسسميه النديم ‏«أبا الضضلال»‏ ففي<br />

مقدمة الكتاب وفصوله التسسعة من المسسامير أظهر<br />

النديم الششيطان كششخصية مهزومة وقليلة الهيلة أمام<br />

أبي الضضلال،‏ ما جعل الكتاب يُصنّف أحد نفاءس‏ فن<br />

الهجاء في التاريخ العربي.‏<br />

كتاب ‏»عدل المسامير«‏<br />

هو كتاب من نوع مجموعة القصصص القصيرة صدر سسنة ‎2005‎م عن دار<br />

الششروق للكاتب خيري ششلبي المعروف بتناوله واقع الششارع المصري بروه<br />

ششعبية أصيلة حتى النخاع،‏ كما أنه معروف بمعرفته الغزيرة وثقافته<br />

العالية وتعمقه في دراسسة التاريخ الإسسلامي.‏<br />

ولاسسم الكتاب معنيان قصدهما الموءلف،‏ فالأول هو ما يعرفه جميع<br />

الناس،‏ أمّ‏ ا الآخر فيعرفه من انتهى من قراءة الكتاب،‏ وهو ما يعني<br />

بالعامية المصرية:‏ رتب أو نظم المسسامير ‏(عدّ‏ ل المسسامير).‏ ويتناول<br />

ششلبي في كتابه المفارقات الهياتية العديدة التي تواجه أبطال القصصص<br />

كالمسسامير،‏ فمنهم من يسستطيع أن ‏«يعدّ‏ لها»،‏ ومنهم من يسستسسلم لقدره<br />

تحت ‏«عدل»‏ المسسامير.‏


رواية:‏<br />

‏»الجنقو:‏ مسامير األرض«‏<br />

تتمشل قناعات ‏«الجنقو»‏ في اسستغلال بنيتهم الجسسدية<br />

في العمل بالمششاريع الزراعية لتوفير المال حتى لو تم<br />

اسستغلالهم.‏ وذلك<br />

حتى يهصلوا على<br />

الكماليات من<br />

زينة وإكسسسسوارات<br />

ويخرجون بها يوم<br />

الخميس‏ بكل ثقة<br />

عملاً‏ بمشلهم القاءل:‏<br />

‏«خميسسك ولو تبيع<br />

قميصك».‏ ولم<br />

يتغيروا عن قناعاتهم<br />

بالرغم من المتغيرات<br />

الاقتصادية<br />

والاجتماعية<br />

العديدة.‏ وتعكس‏ رواية ‏«الجنقو:‏ مسسامير الأرضض»‏ لموءلفها<br />

الكاتب السسوداني ‏«عبدالعزيز بركة سساكن ‏»الأجواء العجيبة<br />

لهياة الجنقو،‏ المزارعين في المناطق الهدودية بين السسودان<br />

وإثيوبيا وأرتيريا.‏ وكيف تكيفوا مع واقع إدخال الآلات<br />

الزراعية الهديشة<br />

وخسسارة المئات منهم<br />

لوظاءفهم.‏ وبالرغم<br />

من كل ذلك فلم تتبدل<br />

علاقتهم مع الزراعة<br />

والتجوال ومعتقداتهم<br />

عن دور المال والنسساء.‏<br />

من جهة أخرى يُعد<br />

عبدالعزيز بركة<br />

الكاتب والناقد<br />

السسوداني المعروف<br />

الذي فازت روايته<br />

‏«الجنقو:‏ مسسامير<br />

الأرضض»‏ بجاءزة الطيب صاله للٕبداع الرواءي في دورتها<br />

لعام ‎2010‎م.‏<br />

101 100


ملف ‏«المسسمار»‏<br />

نوفمبر / ديسسمبر ‎2011‎م<br />

المسمار<br />

في الشعر العربي<br />

للمسسمار حضضور خجول في الششعر العربي،‏ لكنه في الششعر الهديش<br />

يغري الششعراء بأن يكونوا مشله أحياناً..‏ يقول قاسسم حداد في نصص<br />

سساحر:‏<br />

‏»كنت القدم العارية كنت ‏شظية القلب الضاري كنت مسمار<br />

الباب مارقا زهرة الصدر كنت اأسئلة الكهرباء كنت نحيب<br />

االأبجدية كنت مرياث الكتب كنت ‏شظف اخلبز يف العائلة<br />

كنت احلديد فاضح الليل كنت عاج العفة تقية التجديف كنت<br />

الشهوة اخلفيفة كنت التميمة وصمت الناس كنت الدمث«.‏<br />

بعد نصص حداد يتبادر السوءال إلى أذهاننا..‏ هل نششبه<br />

حقاً‏ المسسمار كما يقول الششعراء؟ ربما يششبه أفكارنا كما<br />

يقول الششاعر السسعودي محمد خضضر في قصيدته مسسمار:‏<br />

الششاعر قاسسم حداد<br />

الششاعر محمد خضضر<br />

الششاعر محمد الماغوط<br />

يشبه اأفكارنا<br />

متاماً‏<br />

نحن اأصحاب احلل الوحيد<br />

اأصحاب االعتقاد<br />

اأن كل ‏شيء<br />

متاح لفك العقدة<br />

اأن االرتباط<br />

مشاألة ‏شخصية جدا<br />

حتى لو ‏صدئت االأخشاب<br />

التي يسميها االآخرون<br />

مكاناً‏ خصباً‏ لراأس اأفكارنا<br />

المسسمار ليس‏ سسيئاً‏ حتى وإن أسسقط عليه نزار قباني<br />

صفة الجمود حيش قال:‏<br />

اإين خريتُ‏ كِ‏ فاختاري<br />

ما بنيَ‏ املوتِ‏ على ‏صدري..‏<br />

اأو فوقَ‏ دفاترِ‏ اأشعاري..‏<br />

اختاري احلبَّ‏ .. اأو الالحبَّ‏<br />

فجُ‏ نبٌ‏ اأال تختاري..‏<br />

قويل.‏ انفعلي.‏ انفجري<br />

ال تقفي مثلَ‏ املسمارِ..‏<br />

ويخالفه محمد الماغوط إذ يرى المسسمار غير ذلك،‏ فهو<br />

في قصيدة ‏«تكوينات»‏ التي يوجهها إلى يوسسف الخال<br />

مادحاً،‏ يقول:‏<br />

اأنت من احتضنتنا باأسمالنا،‏ وقملنا،‏ وجوعنا،‏<br />

ورعبنا،‏ ودموعنا،‏<br />

ولسعات السياط على ظهورنا من البالد التي<br />

جئنا منها.‏<br />

واأعطيت لكل منّا<br />

‏سقفاً‏ ليقيم..‏<br />

ورغيفاً‏ لياأكل..‏<br />

ودفرتاً‏ ليكتب..‏<br />

ووسادة ليحلم..‏<br />

• • •<br />

نعم اأنت املسمار املقتلع من اإحدى راحتي<br />

‏سبارتاكوس<br />

لتعلّق لوحة لرفيق ‏شرف احلايف القدمني بني<br />

اأعمدة بعلبك<br />

وخرائبها<br />

كشيرة هي قصاءد الششعراء التي ذكرت المسسمار ضضمن<br />

كاءنات المكان،‏ حيش كان مشيراً‏ للتوظيف والتششبيه في<br />

قصاءدهم.‏


القثامي..‏ يستنطق المسامير<br />

في عمل سسيريالي نفذه الفنان التششكيلي السسعودي فهد القشامي عام ‎2007‎م،‏<br />

بدت مسساميره كأنها ششخوصص تحكي ‏«حكاية المسسامير»،‏ كما أطلق على<br />

عمله.‏ بدأ‏ هذا العمل الذي يتكون من أكثثر من قطعة عندما وقع بصره<br />

بالمصادفة على مسسمار يقف مهمششاً‏ في إحدى لوحاته.‏ أبهر الفنان مع هذا<br />

الكاءن الذي له رأس..‏ وكأن له كياناً‏ وروحاً،‏ وحياة تششبه حياتنا.‏ من هنا<br />

انطلقت حكاية المسسامير،‏ حيش جعل كل من يششاهد هذا العمل يتخيل قصة<br />

ما:‏ مسسمار منغرس‏ حد الموت والكآبة في لوه خششبي،‏ عندما قرر أن ينهضض<br />

ليكون واحداً‏ من بين المسسامير الكشيرة في الهياة،‏ التقى مسسماراً‏ أقصر منه،‏<br />

يوحي من طوله ورقته أنها ربما كانت أنشى تمشل ششريكة الهياة التي يتمنى..‏<br />

لكن الهياة قاسسية حد الموت،‏ فيدفعان على سسكة قطار ليواجها الموت معاً.‏<br />

ربما كانت الهكاية هكذا..‏ ربما كانت حكاية أخرى..‏ لكن مما لا ششك فيه<br />

أن القشامي اسستنطق المسسامير..‏ وجعل المتلقي يبهر في الهكايات وينسسجها.‏<br />

102


ملف ‏»الأحمر«‏<br />

نوفمرب / ديسمرب ‎2008‎م<br />

إضاءة خضراء..‏ احلمضيات..‏<br />

أقل<br />

تساعد في<br />

طاقة<br />

الوقاية من البرد


مجلة ثقافية تصصدر كل شهرين<br />

عن أرامكو السسعودية<br />

نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />

المجلد 60 العدد 6<br />

ص‏ . ب 1389 الظهران 31311<br />

المملكة العربية السسعودية<br />

www.saudiaramco.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!