Ù Ùت اÙ٠دÙÙØ© اÙعربÙØ© أشجار Ù٠اÙÙÙاء - Saudi Aramco
Ù Ùت اÙ٠دÙÙØ© اÙعربÙØ© أشجار Ù٠اÙÙÙاء - Saudi Aramco
Ù Ùت اÙ٠دÙÙØ© اÙعربÙØ© أشجار Ù٠اÙÙÙاء - Saudi Aramco
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
موت المدينة العربية<br />
أشجار في الهواء<br />
كل شهرين • نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />
مجلة ثقافية تصصدر<br />
ملف العدد<br />
المسمار<br />
نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />
660<br />
6
قافلة األبحاث<br />
تنظ ِّ م مجلة القافلة نشاطاً بهشياً غرضضه إشراك الباحشين<br />
الراغبين، لا سسيما طلاب الجامعات وطالباتها، بإجراء أبهاش<br />
ميدانية متعمقة في موضضوعات تقترحها المجلة أو يقترحها<br />
المتقدمون أنفسسهم. وتهدف هذه الخطوة إلى كتابة موضضوعات<br />
تتجاوز المقال العادي، وتهقق الشمول والٕحاطة بزوايا الموضضوع<br />
المطروه كافة، لتقديمها في النهاية على شكل مواد صصهافية جادة<br />
تتمتع بعناصصر الجذب والتشويق الصصهفي.<br />
للمشاركة في هذا النشاط البهشي يرجى<br />
مراسسلة فريق تهرير القافلة على العنوان الٕلكتروني التالي:<br />
qresearch@qafilah.com<br />
وذلك من أجل<br />
الاطلاع على قاءمة الٔبهاش المقترحة من المجلة.<br />
معرفة شروط اعتماد البهش وصصلاحيته للنشر.<br />
الاتفاق على الموضضوع، وتبادل الرأي حول مهتوياته وآفاقه.<br />
تهديد عدد الكلمات وملهقات البهش.<br />
تعيين المهلة الزمنية للبهش والاتفاق على موعد التسسليم.<br />
بعد اعتماد البهش للنشر من هيئة تهرير المجلة، سستصصرف<br />
مكافأة الباحش، حسسب سسلم المكافآت المعتمد لدى المجلة لكت َّابها.<br />
هل أصصبهت المدينة<br />
العربية مسسخاً لا هوية<br />
له، هل مات إحسساسس<br />
الجمال في ضضمير المدينة<br />
العربية.
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
19–12<br />
12<br />
18<br />
27–20<br />
20<br />
27<br />
48–28<br />
28<br />
34<br />
37<br />
40<br />
46<br />
47<br />
65–55<br />
55<br />
56<br />
60<br />
64<br />
86–66<br />
66<br />
74<br />
74<br />
77<br />
80<br />
82<br />
102–87<br />
87<br />
محطات العدد<br />
صصمت الواجهات..موت المدينة العربية<br />
قول في مقال: سوق عكاظ..<br />
الششِ عر أولاً..الششِ عر آخراً<br />
المناخ<br />
هل يعصصف بالاقتصصاد؟<br />
من الرف الٓخر..<br />
اللغة المتوحششة<br />
صصياغة الذهب..<br />
زراعة الوجه..ملامه مسروقة<br />
زاد العلوم<br />
أششجار في الهواء..<br />
قصصة ابتكار: الكرة العاءمة<br />
قصصة مبتكر: ستيفن جوبز<br />
حياتنا اليوم: الصصديق ليس في وقت الضضيق!<br />
هل أنت عاطفي أم عقلاني؟<br />
أفكار مجنونة<br />
ابتكارات مع وقف التنفيذ<br />
صصورة ششخصصية: مهمد الششريف<br />
المرأة في التششكيل..<br />
جوليان بارنز<br />
الٕحساس بالنهاية<br />
ديوان الٔمس واليوم:ابن خفاجة..صصخب حياة<br />
وجنون موت..<br />
بيانو على ششرفة القلب<br />
مسره البولششوي..يبعش من جديد..<br />
ملف «المسمار»..<br />
قضايا<br />
طاقة واقتصاد<br />
الحياة اليومية<br />
الثقافة واألدب<br />
الملف<br />
نوفمبر - ديسمبر 2011<br />
ذو الهجة - 1432 محرم 1433<br />
الناششر<br />
ششركة الزيت العربية السعودية<br />
(أرامكو السعودية)، الظهران<br />
رءيسس الششركة، كبير إدارييها التنفيذيين<br />
خالد بن عبدالعزيز الفاله<br />
المدير التنفيذي لشوءون أرامكو السعودية<br />
خالد إبراهيم أبوبششيت<br />
مدير عام الشوءون العامة<br />
ناصصر عبدالرزاق النفيسي<br />
رءيسس التهرير<br />
مهمد الدميني<br />
مدير التهرير<br />
مهمد أبو المكارم<br />
إعداد وإنتاج<br />
ص ب 65701 الرياضض 11566<br />
المملكة العربية السعودية<br />
هاتف: 00966 1 2128005<br />
فاكسس: 00966 1 4401367<br />
إحدى ششركات<br />
الفاصصل المصصوّر 49–54<br />
توزع مجاناً للمششتركين<br />
العنوان: أرامكو السعودية<br />
ص . ب 1389، الظهران 31311 المملكة العربية السعودية<br />
البريد الإلكتروني: alqafilah@aramco.com.sa<br />
الموقع الإلكتروني: www.qafilah.com<br />
الهواتف: فريق التهرير Ext. 1754 00966 1 212 8005<br />
00966 2 651 1333 Ext. 3612<br />
00966 3 835 2065 • 00966 3 833 5749<br />
البريد الإلكتروني: alqafilah@sspc.com.sa<br />
الاششتراكات 00966 3 874 6948<br />
فاكسس 00966 3 873 3336<br />
طباعة<br />
e-mail: traiki@sahara.com.sa<br />
ردمد 1319-0547 ISSN<br />
جميع المراسلات باسم رءيسس التهرير<br />
ما ينششر في القافلة لا يعبر بالضضرورة<br />
عن رأيها<br />
لا يجوز إعادة نششر أي من موضضوعات أو صصور<br />
«القافلة» إلا بإذن خطي من إدارة التهرير<br />
لا تقبل «القافلة» إلا أصصول الموضضوعات<br />
التي لم يسبق نششرها
رسالة المحرر<br />
تششك ِّل الٔماكن جزءاً من<br />
كينونة المجتمع وعلامة على<br />
الهياة في جسده. تتخطى<br />
علاقة البششر بالمكان حدود<br />
الماديات لتصصل إلى الارتباط المعنوي،<br />
فالبنيان يروي حكاية الٔجداد وتراثهم<br />
العريق. ششيئاً فششيئاً أخذ الهاضضر بتطوره<br />
العمراني السريع ينتزع هوية الماضضي من<br />
المدن ويهيلها إلى مساحات جوفاء الروه<br />
مصصنوعة بقالب واحد.<br />
تبهش القافلة في ملف قضضايا عن س ِّر<br />
الصصمت الذي ألم َّ بواجهات المدينة العربية،<br />
وتفتشش بين جدران المدن المعاصصرة عن<br />
جمال الماضضي الضضاءع في سعي الششعوب<br />
الهشيش نهو العالمية.<br />
في مناخ الطاقة والاقتصصاد هناك<br />
موضضوعان أحدهما عن التهدي القاءم<br />
بين الاقتصصاد والمناخ، حيش إن الخساءر<br />
الناجمة عن التغي ُّر المناخي تتفاوت تبعاً<br />
لدرجة التقد ُّ م الاقتصصادي للدول. فكيف يمكن تخفيضض<br />
الٓثار الاقتصصادية لتغيير المناخ، وما كنه التهدي الذي<br />
يواجهه المجتمع الدولي؟<br />
والٓخر عن التهديات التي تواجهها صصياغة الذهب،<br />
موضضوع فن صصياغة الذهب فن يواجه تهديد الٓلة.<br />
ماذا لو فاجأك صصديقك بملامه وجه<br />
جديدة مسروقة من الموتى، هل<br />
ستعرفه؟ هل من الممكن أن يستخلصص<br />
النفط من حبة البرتقال؟ كيف للٔششجار<br />
أن تزرع في الهواء من دون الهاجة إلى تربة تغذيها؟<br />
عدد من الٔسئلة المشيرة تجد لها جواباً في ملف بيئة<br />
وعلوم، وذلك من خلال موضضوعاته.
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
الفاصل المصوَّر<br />
يمشّل الفن التششكيلي دور المرآة العاكسة<br />
للمرأة روحاً وجسداً، فأحياناً تكون المرأة<br />
كالقناع و أحياناً كالنافذة. عالم واسع<br />
تبهر القافلة على ششطآنه قبل أن ترسو<br />
إلى إحساس النهاية الذي قاد الكاتب جوليان بارنز<br />
لنيل جاءزة البوكر العالمية. كما تنتقل إلى روسيا<br />
لتهكي قصصة صصمود مسره آسر للٔنظار.<br />
صصور تستمد بهجة اللون من التراش، بين الزجاج<br />
والقماشش والٔبواب الملونة نبهر في عالم بسيط<br />
وساحر، وذلك من خلال صصور للمهندس فواز ششما. إن<br />
جمال اللون والتفاصصيل يجعلنا نقف أمام اللقطات.<br />
بين صصوت العقل الهكيم وصصوت القلب<br />
الهاني يستمر الصصراع ويكشر الجدل.<br />
بعضضنا يطلق لعواطفه وأفكاره العنان،<br />
وبعضضنا الٓخر يتجاهلها ويقمعها. بين<br />
الٕفراط والتفريط في عالم القلب والعقل، يفتته ملف<br />
الهياة اليومية صصفهاته الماتعة، وذلك من خلال<br />
موضضوع: هل أنت عاطفي أم عقلاني؟! بعدها ربما<br />
وجد القارئ في موضضوع أفكار مجنونة واختراعات قيد<br />
التنفيذ الٕجابة عن هذا السوءال!<br />
يسلط ملف العدد الضوء على كاءن<br />
مهمش، مهمل، صغير الهجم، إلا أنه<br />
جوهري الدور في حياتنا. تمك َّن البطل<br />
المنسي أن يضع له، من دون أن نشعر،<br />
بصمات في التاريخ والهندسة والطب والٔدب. لا يمكن<br />
للقارئ إلا أن ينظر إلى المسمار بعين الٕجلال بعد<br />
تقليب صصفهات مهمة في حياة هذا الكاءن الفضضي.
لماذا نُهزم على جبهة<br />
السالمة المرورية؟<br />
إذا كان العالم يدخل حروباً ويخرج منها منتصصراً أو<br />
مهزوماً، فإننا ندخل منذ عقود من الزمن حرباً وحيدة<br />
نعرف كل أسبابها، ونعرف كل نواحي الظفر بها لكننا نخرج<br />
منها مهزومين داءماً.. وربما بالضضربة القاضضية..!<br />
لنقل إنها حرب، هكذا قالت ريم أكبري، الأستاذة في كلية<br />
الهندسة بجامعة البهرين، وهي تعبر عن فجيعتها بما<br />
يهدش على طرقنا السريعة وداخل أحياءنا السكنية، فهناك<br />
6500 نسمة يموتون كل عام، وأكشر من 36000 إصصابة بين<br />
ششديدة ومتوسطة وبسيطة، فيما يهتل مصصابو الهوادش<br />
المرورية أكشر من % 30 من أسرّ ة المستششفيات.. هذه<br />
المعلومات المجردة من كل عاطفة لا تتضضمن بالتأكيد جبال<br />
الآلام وأصصناف المعاناة النفسية والعاطفية التي يتكبدها<br />
ذوو المتوفين والمصصابين، وقد تصصيب بعضضهم بعاهات<br />
نفسية وعصصبية لا يبرأون منها مدى حياتهم. وقد بينت<br />
بعضض الدراسات أن ضضروب تلك المعاناة يمكن قراءتها<br />
مالياً وبذلك فإنها تضضيف هدراً اقتصصادياً غير منظور.<br />
أغلب البيانات عن الهالة المرورية التي تعيششها بلادنا<br />
ششفافة، والهقيقة أن حجم ما يكتب وينششر من مطبوعات<br />
ونششرات وبوسترات في سبيل التوعية المرورية هو ضضخم<br />
قياساً بالنتاءج المتوخاة التي لم يتهقق منها سوى القليل<br />
حتى هذه الساعة، وهذا ما يجعل كل عاءلة تعيشش حالة<br />
استنفار داءم. فما أن يغادر الأبناء أو البنات منازلهم<br />
حتى تبدأ علامات القلق والوساوسس، وسواء كان الأبناء<br />
يقودون سياراتهم أو أنهم بصصهبة زملاءهم أو مع ساءقينا<br />
المستقدمين فإن هاجسس السلامة يندلع بمجرد سماع<br />
سيارات الطوارئ أو الإسعاف العابرة من ششارع بعيد أو<br />
قريب..! هناك إذن رعب يخيّم فوق كل بيت، فهل تنفع<br />
الندوات والموءتمرات في التقليل منه؟!<br />
في الدمام، انعقد أول ملتقى للسلامة المرورية (12-<br />
13 ديسمبر 2011م) لدراسة كل قضضايا وشوءون السلامة<br />
المرورية. كان الملتقى ثرياً وقدم جملة من الأبهاش المهمة<br />
التي درست بعلمية ومنهجية واضضهة كل ما يتعلق بالأزمة<br />
المرورية لا في المملكة فقط، بل في دول عربية عدة. وكان<br />
لافتاً أن القاعة التي نظم فيها الملتقى قد احتششدت طيلة<br />
يومين بهضضور كبير بينهم رجال أمن وطلاب وموظفون<br />
وموظفات ومهتمون ومهتمات بالشأن المروري، وهو حضضور<br />
ّ جسد القلق وأحياناً اليأسس من تردي الهالة المرورية.<br />
بدا الجميع وكأنهم يبهشون عن خششبة إنقاذ.. عن أمل أو<br />
ما يششبهه..! هناك ورقة مهمة تضضمنت خطة استراتيجية<br />
وطنية للسلامة المرورية، أتت من مدينة الملك عبدالعزيز
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
وطنية للسلامة المرورية، أتت من مدينة الملك عبدالعزيز<br />
للعلوم والتقنية وقدمها د.عبدالرحمن العبدالعالي. الورقة<br />
مكشفة وششاملة ناقششت مششكلات الوضضع الراهن بما فيها<br />
الأنظمة والتششريعات المرورية ونقاط الإخفاق، والسلوكيات<br />
المرورية، وضضعف الخدمات الإسعافية والعلاجية، ووضضعت<br />
الهلول التي لن تتمكن إدارات المرور وحدها من تهقيقها<br />
بل بموءازرة الإدارات الأخرى كأمن الطرق والنقل والبلديات<br />
والصصهة، يضضاف إلى ذلك الدور التوعوي الذي يلزم وزارتي<br />
الإعلام والشوءون الاجتماعية القيام به.<br />
الششراكة مع موءسسات خدمة المجتمع بما فيها القطاعان<br />
التجاري والاقتصصادي ينبغي أن تضضطلع بجزء من هذا<br />
الهل، وهناك ورقة من جامعة كراتششي قدمت نموذجاً<br />
للششراكة بين القطاعين العام والخاص بما فيها الششركات<br />
المصصنعة (أو المستوردة لها كما في حالتنا)، فكل هذه<br />
الجهات أطراف فاعلة في العملية المرورية، وعليها أن تدفع<br />
حصصتها مادياً ومعنوياً لمواطني بلدها.<br />
في هذا السياق، فقد تدخل ششركات الاتصصالات مستقبلاً في<br />
صصناعة الهل بهيش تسخر بعضض فواءضضها المالية في خدمة<br />
السلامة المرورية، فقد أظهرت دراسة أن 70- %80<br />
من الساءقين في الولايات المتهدة يستخدمون هواتفهم<br />
الجوالة في أثناء القيادة. وقد تفوق هذا العنصصر على<br />
العناصصر التقليدية التي تصصرف انتباه الساءقين عن<br />
القيادة. وأمام هذه النسبة في دولة متقدمة فإن علينا أن<br />
نخمن نسبة استخدام الهواتف الجوالة بين ساءقينا؟!<br />
هناك إحصصاءيات عديدة حفل بها الملتقى وكششفت عن<br />
أزمة سلامة مرورية حقيقية لكن أكشرها ألماً هو: أن<br />
حوالي %80 من ضضهايا الإصصابات المرورية تقع في الفئة<br />
العمرية (30-20 سنة)، وأن %48 من مجمل الإصصابات في<br />
المملكة هي إصصابات تقع على الطرق والششوارع داخل المدن<br />
وخارجها، وأن الهالة الطبية الإسعافية لمباششرة الهوادش<br />
ضضعيفة، وأن النتيجة المفجعة لهذا الضضعف هي أن %90<br />
من المصصابين يتعرضضون للوفاة في موقع الهادش، ومجمل<br />
الهوادش السنوية (التي تعد الأعلى عالمياً) تخلف 12000<br />
حالة وفاة ونهو 33000 إعاقة داءمة، وأنها تقتطع من<br />
اقتصصادنا الوطني 21 مليار ريال سنوياً، أي ما نسبته %4<br />
كفاقد، وهذا نزيف اقتصصادي ضضخم حين نقارنه بالنسب<br />
المماثلة في الدول الصصناعية التي لا تتجاوز %. 1.5<br />
إلى أين نسير إذن والإحصصاءيات التي بين أيدينا تششير إلى<br />
أن كل الأرقام التي أوردتها للتو هي مرششهة للازدياد؟<br />
الأرجه أننا لن نتقدم في هذا السجل إذا لم تقنع كل<br />
الجهات الرسمية والخاصصة وأفراد المجتمع أننا أمام<br />
تهديد وطني، وأن هناك حاجة إلى تغيير ثقافتنا حول<br />
المسألة المرورية كلها، هذا التغيير لا بد أن يبدأ في<br />
مراحل الدراسة الدنيا ويتقدم عبر المراحل الدراسية<br />
العليا. أيضضاً فإن على البرامج الاستراتيجية المرورية أن<br />
تضضع أهدافاً واضضهة وخططاً زمنية مهددة تقلص فيها<br />
الخساءر البششرية والمادية. وهنا يلاحظ الباحش حسن<br />
الأحمدي أن معدل وفيات الهوادش المرورية في المملكة<br />
يفوق جميع الدول المقارنة، ويستششهد بكوريا الجنوبية<br />
التي كان معدل الوفيات فيها في عام 1999م (23.2) وهو<br />
رقم مقارب لمعدل المملكة (24.4)، لكن خطتها الصصارمة<br />
لخفضض وفيات الهوادش أفضضت إلى خفضض معدل الوفيات<br />
ليصصل إلى (13.2) أي بما نسبته %40، فيما زادت النسبة<br />
في المملكة لتصصل إلى (25.2).<br />
وإجمالاً لا بد أن يتبدل فهمنا لمسألة الوقت ووظيفته<br />
والتخطيط له في حياتنا اليومية فنهن لا نعرف لماذا نبدد<br />
الساعات الطويلة أمام التلفاز أو الإنترنت لكننا نبخل بها<br />
حين يتعلق الأمر بهياتنا وحياة أجيالنا وأمنهم الششخصصي<br />
في الششوارع والطرقات..!<br />
والخلاصصة أن الجميع ينششد الهل.. لكن الإحصصاءيات تششير<br />
إلى أنه ما زال عسير الولادة..!<br />
رئيس التحرير
نافذة جديدة في بريد القافلة لكتابات<br />
تناقشش موضضوعات طُ رحت في أعداد المجلة<br />
فتكون أكشر من رسالة وأقل من مقال.<br />
قر َّاء القافلة مدعوون إلى الٕسهام في هذا النقاشش على أن تكون كلمات المششاركة بين<br />
300 و600 كلمة، مع احتفاظ فريق التهرير بهق الاختصصار إذا دعت الهاجة إلى ذلك.<br />
العطور في التراش العربي<br />
والٕسلامي<br />
العطر لغةً اسم جامع للطيب، وترد كلمة الطيب مع العطر. والجمع عطور،<br />
والعطّ ار باءعه، وحرفته العطارة، ويقال رجل عاطر ومعطر ومعطير ومعطار،<br />
وامرأة عطرة ومعطرة، قال الششاعر:<br />
علق خوداً طفلة معطارة<br />
إياك أعني فأسمعي يا جارة<br />
ومن أنواع العطور العربية:<br />
- 1 العطور الهمضضية<br />
تستخرج أغلب هذه العطور من الليمون والبرتقال والبرغموت، وتتميز بقوتها<br />
وقدرتها على الإنعاشش والتنبيه، وهي مشالية لترطيب الجسم، وتناسب كشيرً ا<br />
ذوي البششرة الدهنية ممن تتضضو َّع العطور عليهم بعبير زكي للغاية.<br />
- 2 العطور الزهرية<br />
تتضضوع العطور الزهرية بعبق الزهرة الواحدة، وهي غالباً عطور خفيفة<br />
ومنعششة، وبعضضها قد يكون بالغ العذوبة.<br />
- 3 عطور النباتات الخضضراء<br />
تتميز هذه العطور بنضضارتها ونقاءها، فالزيوت المستخلصصة من خششب<br />
الصصنوبر والأرز وغيرهما من الأخششاب العطرية عذبة الراءهة، إنما تمزج مع<br />
الطهالب والهششاءشش وسيقان الزهور والسرخسس.<br />
- 4 العطور الزكية «الهلوة»<br />
قد تكون العطور زكية الراءهة فوّاحة للغاية، حيش إنها تتكون من مزيج من<br />
خلاصصات القرفة والفانيلا، فضضلاً عن الزنجبيل في بعضض الأحيان جنبًا إلى<br />
جنب مع عبير الأزهار البعيدة عن المألوف.<br />
- 5 العطور الششذية<br />
معظم العطور الششذية هي عبارة عن مزيج زهري من الزهور النفاذة مشل الياسمين<br />
والنرجسس والقاردينيا وزهور اللافندر والليلك وغيرها، ولهذه العطور أريج بالغ<br />
القوة، لا سيما إذا كان جلد المتعطر بها يميل إلى جعلها أكشر عذوبة وتأثيراً.<br />
- 6 العطور الششرقية<br />
هذه العطور بالغة القوة في الأثر، وهي مستمدة من الأخششاب والأعششاب الششرقية<br />
الفواحة مشل خششب الصصندل وهي مشقلة بششذا المسك والعنبر وغيرهما من<br />
العطور ذات الأصصل الهيواني، وتعد العطور الششرقية أكشر العطور إثارة، ومسألة<br />
اختيارها وتفضضيلها تتبع الذوق الششخصصي.<br />
- 7 العطور الهديشة<br />
ابتكرت العطور الهديشة على مدى فترة تراوه بين خمسين وستين سنة مضضت<br />
فقط، وهي تستخدم في الأساسس زيوتًا اصصطناعية، وهي عبارة عن منتجات بالغة<br />
التعقيد يتم توليفها في المختبرات الكيمياءية ويستعان في صصناعتها بهاسة<br />
الششم القوية لدى الخبراء، وتتميز بأنها ليسس فيها مهاكاة للطبيعة، وتتميز<br />
بنفاذة ششذاها، وهي غالبًا ما تتيه عمقً ا وتركيزً ا تعجز عن تهقيقهما العطور<br />
الطبيعية لوحدها، والكشير من هذه العطور الهديشة تهتوي على درجات عطرية<br />
من عدة فئات، ولكنها بوجه العموم مرطبة وباعشة على البهجة، وتناسب كشيراً<br />
حياة النششاط العصصرية.<br />
ومن أهم النباتات العطرية العربية<br />
- 1 نبات الآسس<br />
من أهم النباتات المعروفة بأرضض العرب منذ عصصور موغلة في القدم، طيب<br />
الراءهة، وقد تردد ذكر الآسس في النصصوص المسمارية والجداول النباتية منذ<br />
الألف الشالش ق.م، وذكرت له استعمالات طبية عديدة، واستخرج منه العطر<br />
الذي أطلق عليه اسم «زيت الآسس» وكان اليونانيون والرومان يقطعون الآسس<br />
ويستعملونه للزينة في الولاءم الكبيرة والأعياد والأفراه، فهو عندهم رمز<br />
الهب والمودة. وقد وجدت بعضض أوراق الآسس وأزهارها مهفوظة في توابيت<br />
المصصريين.<br />
وعطر الآسس أو ماء الآسس عرفه العرب معرفة جيدة، وذكر تهضضيره في أغلب<br />
كتبهم الطبية، ذكره ابن سينا وابن البيطار والأنطاكي وغيرهم، وقد أسهبوا في<br />
تعداد فواءده الطبية واستعمالاته. ومما قاله ابن سينا «ورق الآسس يطيب راءهة<br />
البدن، وبزره يتمضضمضض به يقتل الدود المتولد في الأسنان «التسوسس».<br />
- 2 نبات الخزامى<br />
الخزامى نبت طيب الريه واحدته خزماه، كما ورد في لسان العرب. وهو<br />
عششبة طويلة العيدان، صصغيرة الورق، حمراء الزهرة، طيبة الريه، لها نور كنور<br />
البنفسج. ويقال للخزامى «خير البر» لأنه أزكى نبات البادية، وزهره أطيب<br />
الأزهار يتمشل به في الطيب. والخزامى جنسس نبات من الفصصيلة الششفوية.<br />
والعطر المستخرج من نبات الخزامى من العطور الجيدة، ويكشر استعماله عند<br />
الششعوب كافة، ويدخل في تهضضير أنواع مختلفة من العطور المركبة، وهو مادة<br />
أولية أساسية في تهضضير العطر الششاءع الاستعمال في كل العالم (الكولونيا)<br />
Cologne) (Eau de وكذلك يدخل الخزامى في صصناعة مواد التجميل<br />
والرذاذات «بودرة» وصصناعة الصصابون الجيد وغيرها.<br />
سهير الششاذلي-قرية دمششيت , طنطا, مصصر.<br />
• تعقيبًا على ملف القافلة «العطر» في العدد2 من المجلد 60
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
أطفالنا وششاششة<br />
التلفاز<br />
يُعَد ُّ التلفاز أداة مشيرة ومششجعة للنمو اللغوي، حيش يقلل من الفروق في<br />
القدرة اللغوية بين الأسر ذات المستويات المختلفة. كما يجد معظم الأطفال<br />
في البرامج التلفازية الراحة والاسترخاء، والتسلية بما يبشه من قصصص<br />
وحكايات ومسابقات تهقق الطموه وتلبي الرغبات، كما يسهم ببرامجه<br />
الدينية والشقافية في بناء الششخصصية وتنميتها.<br />
يساعد التلفاز على الإسراع في نمو عقلية الأطفال بما يعرضضه من معارف<br />
ومششكلات كشيرة عن عالم الكبار، كما يفته المجال لإثارة موضضوعات حيوية<br />
تناقشش، فيما بعد، على مختلف الأصصعدة. كما يسهم في تقريب الطفل إلى<br />
البيئات البعيدة عن بيئة الطفل، كالصصهراء أو البهر، مشلاً، ويفسر للطفل<br />
بعضض الظواهر الطبيعية كالبراكين، وينقل التراش الهضضاري والمكتششفات<br />
الجديدة، كما يوءثر في مفهوم الأطفال عن الوظاءف والأعمال، ويشري<br />
معلوماتهم عنها، ويسهم في تعليم المهارات الجسدية. إلا أن للتلفاز آثاراً<br />
سلبية يجب على الأسرة الهذر منها وتظهر في هذه النقاط:<br />
• المسلسلات التلفازية العنيفة تولد العنف لدى الأطفال، والواقع أن<br />
البرامج المقد َّ مة للٔطفال غالباً ما تطغى عليها مششاهد العنف، وتكون<br />
المششكلة أكبر في مسلسلات العنف المبطن بالخيال، حيش يجلسس<br />
الأطفال بكامل قابليتهم لمششاهدة ششلال من الصصور المتلاحقة المتسمة<br />
بالمواقف الهاسمة والششخصصيات المتصصارعة، ضضمن هدير لا ينتهي من<br />
الموسيقى الضضاجة التي تضضيف إلى العنف عنفاً، وإلى التغريب تغريباً،<br />
فلا يقوم الأولاد من كابوسها إلا وقد أُرهقت أعصصابهم وانبهرت عيونهم<br />
وصصم َّ ت آذانهم.<br />
• الطفل يتفاعل مع الإعلانات التلفازية، ما يجعل من الأطفال مستهلكين<br />
بالفطرة. والإعلانات التجارية تزعج الكشيرين بما تنطوي عليه من الإغراء<br />
والإغواء، ولنجاحها في إقناع الأطفال بششراء سلع.<br />
• التلفاز ووقته يوءثر في أوقات النوم لدى الطفل، ويستقطع من الوقت<br />
المخصصص للواجب المدرسي، كما يقتطع من وقت اللعب. واللعب، كما<br />
هو معروف، يفيد الطفل في بش روه الجماعة في روعه، وغرسس معنى<br />
الاجتماع والمششاركة الجماعية، وهذا يمنهه الخبرة اللازمة للتعامل مع<br />
الآخرين، والانخراط في مجتمعات جديدة من دون عناء عندما يدخلها<br />
للمرة الأولى.<br />
• إن َّ أثر التلفاز في البيئة، من حيش آثاره الجسدية والفيزيولوجية<br />
والنفسية، يكاد يكون من أخطر أنواع التلوش وأششدها إيلاماً وأكشرها تغلغلاً<br />
في النفوسس. وقد أثبتت الدراسات أن بقاء الطفل أمام الششاششة ساعات<br />
طويلة يعرضض صصهته للخطر ويرهق جسده ويوءثر في قوة إبصصاره.<br />
• جلوسس الطفل أمام التلفاز في سكون غريب لا تفاعل فيه، ما دعا بعضض<br />
علماء النفسس إلى وصصف الأطفال من هذا النوع ب«موتى التلفاز الأحياء».<br />
• التلفاز قد يصصرف بعضض الأطفال عن القيام بالنششاطات الاجتماعية<br />
المفيدة، وهو ما يغرسس فيهم روه الاتكالية.<br />
• تهدش البرامج التلفازية آثاراً سلبية في نمو الطفل من الناحية<br />
الانفعالية، لا سيما في تلك البرامج التي تكون معدة أساساً للكبار.<br />
• بعضض المواد الشقافية المستوردة قد تعمل على اهتزاز القيم والمفاهيم،<br />
وقد توءدي إلى تغيير أنماط الهياة والسلوك، وقد تتعارضض مع برامج<br />
التنمية الاجتماعية.<br />
• الششاششة الصصغيرة عندما تقدم للطفل كل ششيء جاهزاً ومرسوماً ومصصوراً،<br />
فإنها تمنعه من إعمال فكره وإطلاق خياله، كما أن َّ الإنتاج المقد َّ م للناششئة<br />
على الششاششة يكون غالباً بششكل مششوه وبعيد عن الهقاءق، وتقديم برامج<br />
غير هادفة في كشير من الهالات.<br />
• اللغة المستخدمة في برامج الأطفال غالباً تكون ضضعيفة المستوى.<br />
• الأطفال الذين يششاهدون التلفاز مدة ست ساعات في اليوم، أو حتى ثلاش<br />
ساعات، هوءلاء الأطفال يهرمون مما يمكن أن نعده: لهو الطفولة البريء.<br />
ورغم وجود هذه السلبيات فإنه يمكن تلافي الكشير منها بالانتقاءية ومراعاة<br />
القدرات العقلية للناششئة، وانتقاء مذيعين يمتازون بطلاقة ثقافية ولغوية<br />
عالية وقدرات متميزة. والأبهاش في هذا الميدان تقتضضي استمرار المتابعة.<br />
فإذا كانت التربية متينة وقوية وذات أسسس سليمة تركز على عقيدة صصالهة<br />
خالية من الششواءب، فإن َّ أثر القنوات سيكون أقل تأثيراً.<br />
مسوءولية الكبار<br />
إذا كان الطفل يتششرب العادات والقيم والتقاليد في مقتبل حياته من أسرته<br />
قبل أن يواجه المجتمع الكبير، فإن هذا يلقي عبئاً ثقيلاً على الأسرة، حيش<br />
تصصبه مسوءوليتها بالغة: «كلكم راعٍ وكلكم مسوءول عن رعيته». ومن هنا فإ َّن<br />
التنششئة الصصهيهة في الأسرة ينبغي لها أن تهتم بجانب القدوة قولاً وعملاً،<br />
وأصصغر خلية اجتماعية تقوم بالمهمة الأولى للتربية هي الأسرة. والتربية<br />
عملية عامة لتكييف الفرد، ليتلاءم مع تيار الهضضارة، وبهذا تكون التربية<br />
عملية خارجية يقوم بها المجتمع لتنششئة الأفراد حتى يسايروا المستوى<br />
الهضضاري العام.<br />
ويمكن لبرامج الأطفال أن تعاون الأسرة في تنششئة الأطفال اجتماعياً، وذلك<br />
بمساعدة الأطفال على التعرف إلى المبادئ والقيم والعادات الاجتماعية<br />
التي يمتاز بها مجتمعهم، وأن يراعى في تقديمها اتباع المواقف الدرامية<br />
البسيطة أو القوالب الترفيهية التي يسهل على الطفل استيعابها. وإن َّه لمن<br />
الأجدى أن نمنع الأطفال من مششاهدة البرامج العنيفة المشيرة، وأن ندعوهم<br />
إلى مششاهدة البرامج العلمية والاجتماعية والترفيهية التي تعكسس في نفوسهم<br />
حب المعرفة، وتساعدهم على السير في دروب الخير والسلام.<br />
إن الطفل الذي اعتاد أن ينصصرف من المدرسة فينهي واجباته المدرسية،<br />
ثم يجلسس أمام التلفاز مع مششاركة الأهل في انتقاء البرامج الجيدة والمكان<br />
الجيد للمششاهدة، هو أقدر على تهديد هدفه، وهو في الوقت نفسه طفل<br />
مشابر. وبتفاعل الأبعاد الفيزيولوجية والاجتماعية والتاريخية تبدأ ششخصصية<br />
الطفل بالتششكل. من هذا المنطلق يمكن أن نوظف ما يعرضض من مششاهد في<br />
التلفاز لنعطي أبناءنا معنى لما يششاهدونه، بهيش نرسخ لديهم مفهوم الهق<br />
وأهمية التضضهية.<br />
وأوضضهت دراسة علمية أن َّ ثمة ارتباطاً مباششراً بين ساعات المششاهدة التي<br />
يقضضيها التلميذ أمام التلفاز والدرجات التي يهققها، فكلما زادت ساعات<br />
المششاهدة انخفضضت الدرجات. من أجل هذا يترتب علينا ألا نغفل عن تقديم<br />
التوعية والتوجيه اللازمين لإكساب المواقف الإيجابية.<br />
علاء الدين حسن
إىل..<br />
رئيس التحرير<br />
ترح ِّ ب القافلة برساءل قراءها<br />
وتعقيبهم على موضضوعاتها،<br />
وتهتفظ بهق اختصصار<br />
الرساءل أو إعادة تهريرها إذا<br />
تطلب الأمر ذلك.<br />
تغيير عنوان<br />
أتقدم لكم بوافر التقدير على ما تبذلونه من<br />
تطوير في هذه المجلة العزيزة على قلوبنا،<br />
التي يجد فيها القارئ تنوعاً في موضوعاتها<br />
الجميلة. وحيش إنني من المششتركين<br />
القدامى، وقد تغير عنواني البريدي،<br />
يسسعدني أن يتم التعديل. كما أششكر لكم<br />
اسستمراركم بإرسسال القافلة طيلة السسنوات<br />
الماضية.<br />
أحمد هاششم القُصصير- الرياض<br />
القافلة: نششكرك على إطراءك يا أخ أحمد،<br />
وسسنهوّل عنوانك البريدي الجديد إلى قسسم<br />
الاششتراكات.<br />
مششترك قديم<br />
كنت مششتركاً قديماً في مجلة القافلة، وذلك<br />
منذ عام 1376ه. وكانت تصصلني بانتظام<br />
منذ كُ نت أعمل في ميناء جدة، ولقد تغي َّر<br />
مكان عملي، ثم تقاعدت. ورغم ذلك كانت<br />
مجلة القافلة تصصلني باسستمرار حيش كنت<br />
متابعاً لها.إلا أنها انقطعت منذ مدة. أرجو<br />
منكم التكرم بإرسسالها لي من جديد.<br />
عبدالعزيز صصاله العشيمين- جدة<br />
القافلة: يسسعدنا كشيراً أنك من القراء<br />
القدماء للقافلة، وسسنتأكد من وصصول<br />
المجلة.<br />
منذ 48عاماً<br />
كلي عتب على مجلة القافلة، فهذه هي<br />
المرة الخامسسة التي أكتب فيها لكم، وذلك<br />
بخصصوص انقطاع إرسسال المجلة إلي. مع<br />
العلم أن اسسمي مدرج ضمن قاءمة المششتركين<br />
منذ عام 1384ه. وقد طلبت أن تدرجوا<br />
اسسمي ضمن قاءمة المششتركين الجدد. أتمنى<br />
هذه المرة أن يجد طلبي أذنًا مصصغية. كما<br />
أود أن أحيطكم علماً بأن عنواني البريدي<br />
لم يتغير.<br />
مهمد البقششي- الهفوف<br />
القافلة: نعتذر لك عن هذا التأخير، كما<br />
نعدك بعودة المجلة لك من جديد.<br />
بخط اليد على الورق<br />
كتبت بخط اليد وعلى الورق لٔنه الٔعمق<br />
ششعوراً كما جاء ذات مرة في أحد مواضيع<br />
مجلتكم. إن ما دعاني للكتابة أعادني<br />
أكشر من عششرين عاماً عندما كنت أنقل<br />
من مجلة قافلة الزيت أروع البهوش أيام<br />
دراسستي، وكانت وما زالت مقالاتها من<br />
أفضل المقالات وأقواها. إلا أن المقالات<br />
الٕسسلامية أقل حضوراً، لذا أتمنى أن<br />
يكون هذا الجانب بقوة التقارير العلمية<br />
نفسسها التي تُنششر في القافلة.<br />
كما أششكركم على إعادة إرسسال المجلة<br />
للمتقاعدين من أرامكو.<br />
أمينة الغامدي<br />
القافلة: ششكراً لك يا أخت أمينة على هذه<br />
الملاحظات التي سسنأخذها في الهسسبان.<br />
أسرتي ومجلة القافلة<br />
وصصلتني مجلة القافلة لششهري يناير<br />
وفبراير 2011م، كآخر عدد يصصلني، لذا<br />
أرجو التكرم بمواصصلة إرسسال المجلة لي،<br />
فهي تعد مكتبة عاءلية، إذ تهتوي على<br />
أبهاش الطب وعلوم الاقتصصاد والتقنية،<br />
كما لا تغفل عن الششعر العربي المعاصصر<br />
والقديم. إن القافلة كانت دوماً نهر<br />
الفاءدة، إذ يسستفيد منها أبناءي، كما تفيد<br />
أصصدقاء العاءلة. فرجاء التكرم بالمواصصلة<br />
في إرسسالها، وكل الٔمل ألا نهرم هذه<br />
المجلة الراءعة.<br />
علي إبراهيم القاضضي- مصصر- القاهرة<br />
القافلة: يسسرنا أن نسستمر في إرسسال المجلة<br />
لك، فهي لك ولٔسسرتك ولٔصصدقاء العاءلة<br />
أيضاً.<br />
صصديق من إندونيسيا<br />
يسسرني أن أعرفكم بنفسسي، و أتمنى أن تجد<br />
رسسالتي تفاعلاً لديكم. اسسمي Syafruddin<br />
وأدرسس في قسسم اللغة العربية في الجامعة<br />
الٕسسلامية في العاصصمة الٕندونسسية، جاكرتا،<br />
وقد وصصلت إلى السسنة الرابعة. أنا مهتم جداً<br />
بكل ما تنششره ششركة أرامكو من مجلات<br />
وأخبار ومعلومات، وأسسعى لاقتناءها.<br />
لا تقتصصر فاءدة مجلة القافلة على مسساعدتي<br />
على تخطي الصصعوبة اللغوية التي أواجهها<br />
في دراسستي، بل أيضاً سستزيد من ثقافتي.<br />
أرجو منكم إيضاه طريقة الاششتراك<br />
وتزويدي بأي معلومات أخرى مطلوبة. هل<br />
من الممكن أن تقوموا بإرسسال بعضض النسسخ<br />
المجانية من المجلة إلى عنواني البريدي<br />
المرفق؟<br />
وأخيرً ا، أششكركم للطفكم وأقدر جهودكم<br />
وتعاونكم. سأكون بانتظار وصصول مجلتكم،<br />
فهي من أكشر المجلات التي أتوق لقراءتها.<br />
أود الاعتذار عن ركاكة لغتي، فأنا ما زلت<br />
طالباً.<br />
Syafruddin<br />
القافلة: نرحب بك صصديقاً، كما نعدك<br />
بوصصول المجلة إليك على العنوان الذي<br />
أرفقته لنا.
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
الاغتراب في إكليل الخلاصص<br />
من يقرأ إبداعات الكاتب مهمد المزيني عليه أن يتخلى عن تصصوره المسبق في البهش<br />
عن قصصة ذات بناء كلاسيكي تتوافر فيه المقدمة والعقدة والهل المريه.<br />
تلك أقانيم كرستها رواية القرن التاسع عششر بأقلام الموءسسين من أعلام الرواية<br />
العالمية، تجاوزها التاريخ الفني.<br />
الرواية الجديدة ركبت أمواج الهداثة وأبهرت في تقنية التفكيك والهذف، وإعطاء<br />
المتلقي فسهة التأويل والمششاركة وتعبئة الفراغات التي يتركها الكاتب في نصصه عن<br />
قصصد وتصصميم.<br />
ليسس غريباً أن نجد بعضض من تابعوا نتاجات المزيني يششيهون بوجوههم، معلنين<br />
تذمرهم عن عدم وجود قصصة في النص، بل يذهب بعضضهم إلى أن النص معقّد ومغلق<br />
وغير مفهوم، مرجعين السبب لضضعف في أدوات الكاتب وليسس لرقيّ فنية المعالجة<br />
وتميزها. والواقع أن تقنية الرواية تتمشل في حبكات متداخلة كشيرة، ومغامرة فنية<br />
ليست من ذلك النوع الذي يعطي مفاتيهه للمتلقي بسهولة ويسر، بل يهتاج إلى تركيز<br />
في التلقي ويتطلب آلية ومرانًا على البهش فيما وراء النص والمهذوف بين سطوره.<br />
من خلال تعاطينا مع ما وقع بين أيدينا من نصصوص الكاتب، وجدنا خطاباً رءيساً تهمله<br />
النصصوص مع اختلاف زاوية الروءية وبوءرة الالتقاط في كل نص، وإن تقاطعت جميعاً في<br />
الهفر في طبقات قاع المدينة (الرياضض)، وأعملت رفششها في كششف أوجاع ساكنيها<br />
من المهمششين وأصصهاب الجنسيات الوافدة، متخذة تلك النصصوص، و«إكليل الخلاص»<br />
موضضع المراجعة، من التفكيك وسيلة للهفر والكششف والتعرية، ليصصبه مجمل النص<br />
المركّ ب، بهركة ششخوصصه وتقاطعات الأحداش فيه، تعبيراً صصادقاً عن انعكاسات<br />
وإفرازات ومكبوتات تكششف عن علاقات غير سوية بالآخر والمكان والمرأة.<br />
من هنا كان مهور الغربة والاغتراب هو الجامع الرءيسس الذي التقت حوله ششخصصيات<br />
النص (عبد الرحمن/ فاطمة / خالد) على سبيل التمشيل، سواء كانت غربة مكانية أو<br />
زمانية، حيش يهمل كل ششخص على كتفيه حقاءب معاناته.<br />
إضضافة لرصصد التهولات الاجتماعية التي أوصصلت الفرد للبهش عن خلاصصه في<br />
الإمعان بجهنم الاغتراب، باحشاً عن وطن آخر، وما يتطلع إليه الجيل الجديد،<br />
يكششف النص عن تفاصصيل مأساوية ترتكب بهق الششخوص، رجالاً ونساء وأطفالاً<br />
ممن تهرك حالاتهم أعماق الهسسّ الإنساني.<br />
السفر، رصصيف بارز على طريق الرواية التي غاصصت في أعماق الإنسان، كاششفة<br />
صصراعاته مع ذاته والآخر، ومجمل المواضضعات التي جعلت من الرواية نصصاً مفتوحاً<br />
على فضضاءات أدبية بأششكال تعبيرية منوعة، معجونة بمذاق لغة وصصفية فصصيهة<br />
ظهر تأثرها بالتراش العربي والقرآن الكريم جلياً، قدّ م فيها الكاتب حراكاً ناضضجاً<br />
عن الوطن والرحيل، والششوق الجارف للمكان الأول، وعن أمومة المكان وطناً، دون<br />
أن نجد نهاية قطعية، بل نهاية تنفته على فضضاءات تأويلية كشيرة.. حزم حقيبته<br />
بصصمت ومششاعر ممزقة،كأن لغة الضضياع والهسرة اللتين رافقتاه في حياته الأولى،<br />
تهبّان نهوه من كوّة صصغيرة داخل قطار العمر الموجع، متناسياً غدر الزمان الذي<br />
سرق طفولته. لم يهدسس أن الموت المباغت يتنفسس لغة مختلفة للهياة بما يكتنزه<br />
من حيرة وفجيعة، تسكنه لعنات ششتى، كلعنات المدينة التي لا تمنهه السلام بعد<br />
أن فششل في تجربة البقاء صصامداً في الوطن الذي لم يقدر على صصوغ حياته من<br />
جديد وترميم روحه.<br />
الموقف من المدينة والوطن، مهطة تششد انتباه المتلقي، حيش جاءت صصورتهما<br />
ناضضهة بالمرارة والأسى، نهن نهرب من أوطاننا لأنها تبتزنا، تستكشر علينا<br />
الهياة، تفرضض قاموسها التاريخي علينا لنفعل أششياء لا تقنعنا، بعضض الناسس<br />
يستسلمون لإرادته، ولكي يبتعدوا عما يهيج نفوسهم يذعنون ويبتلعون أصصواتهم،<br />
عادت فاطمة في إكليل الخلاص إلى ذاكرتها ومعاناتها وكأنها تضضفي إلى رصصيده<br />
هموماً أخرى، كانت من قبل قد كتبت ورقة ألقتها في السفارة، قالت كلاماً عن<br />
حبها لوطنها، دافعت عن الوطن بالهجج، ويوم عادت إليه مهمولة على أجنهة<br />
الششوق وساعات انتظار طويلة، تبدد ششوقها وحنينها وكأنها تفيق من صصدمة،<br />
انقلبت المعاني ليبدو عششقها للوطن يوازي الكذب على الذقون ويوازي الخوف<br />
والملل، يوازي الموت الموءجل الذي يغزو الناسس عنوة. هذه الرحلة للوطن تعادل<br />
كل زياراتها، كانت ثقيلة الوطء عليها، اكتششفت أنها داخل مصصيدة دبقة كلست<br />
عظامها.<br />
هذه الصصورة غير المريهة، تأخذنا لصصورة المرأة، فهل كانت أفضضل يا ترى؟<br />
وكيف عالجها النص؟<br />
النساء هناك يراوغنها بهيلة النسيان ويكافهن تلاطم أمواج أرواحهن المهدرة<br />
بنتف عبارات هي بمنزلة عزاء لا يسد رمق أسئلتهن. تكتششف أن المرأة في وطنها<br />
لا تزال حالة استشناءية تمشل الخوف منها وعليها، والإنسان تهوّل إلى ششيء بلا<br />
ششكل أو هوية، هذا الإحساسس بالعجز والدونية، يفقدها حتى اسمها وصصوتها،<br />
نسيت داخلها المرأة والمرآة. النساء لهن عالمهن الخاص جداً ليقعن فراءسس<br />
للوحدة ثم الضضياع والاكتئاب، يلجأن إلى التدخين وأمور أخرى معقدة جداً.<br />
هذه الصصورة السالبة للمرأة والوطن، مقطع من دراسة سوسيولوجية لمجتمع<br />
تهكمت فيه الضضغوطات والتابوهات، اجتهد النص أن تكون صصرخة بأهمية التوقف<br />
والمراجعة بهشاً عن الأسباب.<br />
سمير أحمد الششريف- رابطة الكُ تاب الأردنيين
قافلة النشر<br />
الفارابي<br />
صصورة الفلك والتنجيم<br />
في الششعر العباسي..<br />
فواز أحمد طوقان<br />
تسونامي..<br />
حمود السايق<br />
الأرضض الشامنة..<br />
مهمود زعرور<br />
دار سطور<br />
مافيا إخفاء الأموال<br />
المنهوبة.. ترجمة<br />
فاطمة نصصر<br />
المسلمون الافتراضضيون..<br />
جاري آر.بانت.. ترجمة:<br />
علاء الدين مهمود<br />
المعرفة في خدمة<br />
الهيمنة..ماثيو جايكوبز..<br />
ترجمة:د. فاطمة نصصر<br />
الإباحية ليست حلا..<br />
د.ميريام جروسمان<br />
ترجمة: واءل الهلاوى<br />
دور نشر متنوعة<br />
بين الخوف والهب..<br />
د.برندا ششوششانا<br />
ترجمة: مهمد الغامدي<br />
الشقافة والتنوع الإحياءي..<br />
د.م.راكششمي ناراسيا<br />
ترجمة:درويشش الششافعي<br />
الهكم الرششيد والمواطنة<br />
الصصالهة..<br />
مهمد الطريقي<br />
السرد والكتاب..<br />
مهمد خضضير<br />
المسلمون نهو<br />
المعاصصرة..د.زهير<br />
مهمد الزميلي<br />
دار جداول<br />
الإسلام والمجتمع<br />
المفتوه..سليمان بششير<br />
ديان.ترجمة:السيد ولد أباه<br />
فتاة النص..<br />
ليلى الأحيدب<br />
عبد المهسن السعدون..<br />
لطفي جعفر فرج<br />
عبداالله<br />
الجابري دراسات متباينة..<br />
علي العميم<br />
معهم..حوارات صصهفية<br />
في الشأن السعودي..<br />
سعد المهارب
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
مدارك<br />
كخة يا بابا..<br />
عبداالله المغلوش<br />
خارج الطاءفة..<br />
د.علي أحمد الديري<br />
تغطية العالم..<br />
أحمد السيف عطيف<br />
دار المدى<br />
النصصف الخصصب..<br />
وضضهى سيف الجهوري<br />
المهرقة..<br />
قاسم مهمد عباسس<br />
من سيلان إلى دمششق..<br />
أدولفو ريفادينيرا.<br />
ترجمة:صصاله علماني<br />
رياض الريس<br />
الششجرة..<br />
عبداالله مهمد الناصصر<br />
أين كنت في الهرب؟..<br />
غسان ششربل<br />
مع الأدب العماني..<br />
أحمد الفلاحي<br />
العبيكان<br />
انتهار الغرب..ريتششارد<br />
كوك وكريسس سميش.<br />
ترجمة:مهمدالتوبة<br />
نظرات في منهج التغيير<br />
بالقوة..<br />
عبداالله جاب االله<br />
تأملات في السرد<br />
العربي..د.إبراهيم خليل<br />
الماء وتقنية<br />
مياه الصصرف..<br />
ترجمة:يوسف رضضوان<br />
دار فضاءات للنشر<br />
كما تتغير الخيول..<br />
خالد جمعة<br />
من القلب..<br />
أ.د.أفنان دروزه<br />
صصفهات نفسس..<br />
مأمون أحمد مصصطفى<br />
جاليريا..<br />
ناصصر فاله الريماوي<br />
ميرميد،قصصص..<br />
ناصصر الريماوي
13 12<br />
قضايا<br />
صمت الواجهات<br />
موت المدينة العربية<br />
Shutterstock
ديسمبر ديسمبر 2011م نوفمبر<br />
هل فقدت المدينة العربية رشدها، هل ضلت طريقها إلى الهاضضر،<br />
بينما انقطع بها السبيل إلى ماضضيها؟ هل أصصبهت المدينة العربية<br />
مسخاً لا هوية له، خليطاً من طرز الٔبنية الغربية والششرقية، على تمايز<br />
أنماطها وهندستها ووظاءفها وألوانها؟ هل مات إحساس الجمال في<br />
ضضمير المدينة العربية، مخلفاً ذلك الصصمت المطبق على تاريخ من<br />
ذكريات واجهاتها وجدرانها مع أبرز فنانيها ومعمارييها، أم أنه ما زال<br />
حياً تهت أساسات الٔبراج العالية التي تفرضض عليها غربة تعيششها في<br />
أوطانها. واقع ملتبس وحقيقة غاءمة بين التساوءلات والافتراضات،<br />
سعى فريق القافلة إلى كسر ششفراتها، والغوصص إلى عمقها.
فتنة الششرق<br />
يبدو أن الخلاف الداءر بين من يرون أن المدينة العربية وجدت<br />
طريقها أخيراً إلى العالمية باعتمادها أنماط العمارة الغربية،<br />
ومن يرى أنها ضضلت الطريق إلى جذورها بهذا التغريب، دخل<br />
مرحلة أكشر عمقاً واحتداماً في آن، فعلى ما يبدو فإن للخلاف<br />
الذي يبدو معمارياً أبعاداً ثقافية وجمالية فكرية، ولعل الوقوف<br />
على هذه الأبعاد يتطلب منا النظر إلى واقع مدينتنا العربية بعين<br />
الآخر، إذ يصصعب أحياناً روءية الهقيقة من داخلها.<br />
15 14<br />
يقول المستششرق الإيطالي، فرانسيسكو غابرييلي: «ليسس لي إلا<br />
أمنية واحدة: هي أن يخترع الششرق قيماً جديدة ومبتكرة قادرة<br />
على إغناء ميراش البششرية على هذه الأرضض. وإذا لم يفعل ذلك<br />
واختار نقل القيم الغربية بعد إجراء التعديلات الضضرورية عليها<br />
لكي تتأقلم معه، فأتمنى أن يختار من بينها الأفضضل والأكشر كرماً<br />
وغنى بالخميرة النقدية. أتمنى أن يختار من بينها الأكشر قدرة<br />
على جعل البششر يكنون حباً للٓخرين كما يهبون أنفسهم، بدلاً<br />
من أن يتعلقوا بأتفه ما أنتجه الغرب وأكشره قمعاً وضضرراً».<br />
واجهات المهلات صصمت آخر في المدينة العربية<br />
Shutterstock<br />
إن عبارات غابرييلي لا تخلو من اتهام لأهل المدينة العربية وحاملي<br />
أختام هندستها العمرانية<br />
بالتواكل والتراجع، والتخلي عن<br />
جماليات مدينتهم بتبني النمط<br />
الغربي وتلقفه على علاته، وكان<br />
الأجدر بهم استنطاق جماليات<br />
نمطهم الششرقي القادر على منه<br />
مدن العالم روه الجمال التي<br />
يرى أنها مفتقدة في الششرق.<br />
صصراع هندسي ذو<br />
بعد ثقافي يسعى من<br />
خلاله الغرب إلى<br />
إعادة إنتاج ملامهه<br />
في ششوارع مدن لم<br />
تزل تنبضض بعد<br />
وتتطور فكرة تغريب هندسة المدينة العربية لدى كشيرين يرون<br />
أن للقضضية بعداً ثقافياً لا يمكن تجاهله، إن لم يكن هو الأساسس،<br />
إذ يرى هوءلاء، ومنهم: إدوارد سعيد، أن الغرب قام بصصناعة<br />
الششرق وتششكيله وإعادة إنتاجه من جديد على يد الغرب، حتى<br />
يتمكن من السيطرة عليه، وبناء ذاته وتششكيلها.<br />
ويرى آخرون، منهم الأستاذ الدكتور مششاري عبداالله النعيم،<br />
أن المدينة العربية المعاصصرة، التي نراها تموت جمالياً وفكرياً،<br />
وتتهول إلى ركام عمراني لا قيمة له، مضضيفاً: «هذه المدينة<br />
لم تستطع أن تتخلص من كل هذه العواءق التي ساهم فيها<br />
الاستششراق، وأكدها التهجين المعاصصر الذي فرضض هوية مهجنة<br />
ومترددة على المدينة العربية». مششيراً إلى أن العمارة بوصصفها<br />
ظاهرة ثقافية، إحدى القضضايا الملهة التي لم تهظَ بأي اهتمام<br />
الأزقة الضضيقة جزء من هوية المدن العربية القديمة
صصمت الواجهات<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
Shutterstock<br />
Shutterstock<br />
التغلب على مستويات الأرضض بإنششاء السلالم التي تضضفي حميمية إلى الأزقة<br />
من المشقفين والمهتمين بالعالم العربي، «ما همشش هذا<br />
الجزء الشقافي وأبعده بششكل كامل عن الهم ِّ الشقافي العربي،<br />
على الرغم من أهميته الكبرى، سواء من الناحية الفكرية<br />
البهتة، أو حتى الاقتصصادية، بالإضضافة إلى تأثيره على جودة<br />
الهياة وتطور الذاءقة الجمالية لدى الإنسان العربي».<br />
لماذا؟<br />
ويعزو د.النعيم هذه الإششكالية التي تعيششها المدينة العربية إلى<br />
الغياب النقدي الذي تعيششه الشقافة المعمارية في العالم العربي،<br />
«فعلى الرغم من انتششار التعليم المعماري، إلا أنه نادراً ما نجد<br />
مدرسة معمارية عربية تتبنى روءية نقدية واضضهة. ولعل هذا أوجد<br />
فراغاً إبداعياً يمكن ملاحظته بسهولة، فلا توجد أسماء ذات<br />
البناء الهجين<br />
حل وسط يهقق<br />
للغرب طموحه<br />
ويشبت للششرق<br />
وجوده ويقطع<br />
الطريق على<br />
منطق الصصراع<br />
قيمة في مجال العمارة في<br />
العالم العربي، إلا من تعلم<br />
ومارسس المهنة في الغرب».<br />
ويجد د.النعيم هذا أمراً<br />
مهزناً يبعش على الإحباط.<br />
«على أن هذا يجب أن لا<br />
يجعلنا نتقاعسس عن العمل<br />
والبهش عن مخارج فكرية<br />
ومهنية لهذا المأزق الذي<br />
نجد فيه العمارة العربية في الوقت الراهن».<br />
أيضضاً يجد د.النعيم هذا التذبذب في نمط عمارة المدينة<br />
العربية، نابعاً أصصلاً من فقدان البوصصلة، فلم يعد واضضهاً<br />
لنا ماذا نريد؟ وماذا تعني العمارة بالنسبة لنا؟ بالإضضافة<br />
لإحساسنا بالإنهزام والتخلف وعدم قدرتنا على اللهاق<br />
بالغرب، مع تكبيل أنفسنا بمبررات تقليدية ششكلت على<br />
الدوام الهبسس الفكري الذي جعل العمارة العربية المعاصصرة<br />
تبدو مششوهة للغاية.<br />
بيد أن طرفاً ثالشاً قوي التأثير يدخل هذا المششهد الشقافي<br />
المعماري المتداخل لاعباً دوراً رءيساً، بل ربما كان في كشير<br />
من الأحيان يمسك بزمام الأمور، ألا وهو حركة الاستششراق<br />
التي يرى فريق غير قليل من المعماريين العرب المعنيين<br />
بالشأن الشقافي، إن ثمة مواقف سلبية مهتقنة من قبل بعضض<br />
المستششرقين الذين يناهضضون فكرة وجود خصصوصصية جمالية<br />
لطرز العمارة العربية، أو أن للعمارة العربية يداً على العمارة<br />
الغربية، أمشال (هينتشش) الذي لا يرى حسنة في الششرق، ولا<br />
ينسب له فضضيلة حضضارية ولا تاريخية ولا علمية ولا معمارية،<br />
مششبهاً إياه بالوهم، بقوله: «الششرق كامن في روءوسنا. لا وجود<br />
للششرق خارج روءوسنا، نهن الغربيين». هذه الصصورة فتهت<br />
الباب على مصصراعيه لإعادة مهاكمة الاستششراق، خصصوصصاً<br />
بعد مقال مهم نششره أنور عبدالملك تهت عنوان (الاستششراق<br />
مأزوماً)، فمنذ تلك اللهظة ظهرت قراءات ودراسات تهاجم<br />
الاستششراق بششكل عميق، وتقي ِّم تأثيره السلبي على وجه<br />
الخصصوص على الشقافة العربية الإسلامية.
17 16<br />
Shutterstock<br />
باحة البيت العربي في دمششق<br />
الزخرفة المغربية في واجهة نوافذ أحد المنازل<br />
Shutterstock<br />
واعتماداً على المنطق نفسه يوءكد د. النعيم أن «المششكلة من<br />
وجهة نظري هي أن الغرب فعلاً أنتج مدينة عربية في خياله،<br />
وحاول فرضضها على أرضض الواقع، الأمر أنتج مدينة مششوهة،<br />
لأنها تصصطدم بقوة مع قيم سكانها، فما يريده الغرب المهيمن<br />
الذي يمكن الأدوات والتقنيات ويفرضض وجوده حتى يومنا هذا،<br />
يختلف عما يريده سكان المدينة العربية، إذ إن ما يتلاءم مع<br />
قيم حياة السكان يختلف مع قيم من يخطط ومن يرسم نمو<br />
المدينة. إنها إششكالية المتخي َّل الغربي الذي ساهم في بناءه<br />
الاستششراق، ما زال يعمل إلى اليوم، فما زلنا نرى ششطهات<br />
المعماريين الغربيين تششكل مدناً عربية بأكملها».<br />
بينما هناك مستششرقون نجهوا في النظر بهياد إلى الواقع،<br />
حتى لو كان الشمن إدانة الغرب، فهذا المستششرق الإيطالي،<br />
فرانسيسكو غابرييلي، يقول تهت عنوان (ثناء على<br />
الاستششراق)، إن الاستششراق ساعد على «استكششاف علمي<br />
للهضضارات الششرقية في الماضضي، وساهم هذا الاستكششاف<br />
في تبيان حجم مساهمة هذه الهضضارات في التاريخ العام<br />
للبششرية، وقيمة هذه المساهمة. صصهيه أن هذا الاستكششاف<br />
كان قد ساعد أوروبا أحياناً على تغلغلها الاقتصصادي<br />
والسياسي في الششرق الهديش من أجل استعباده واستغلاله،<br />
المدينة العربية<br />
المعاصصرة تموت<br />
جمالياً وفكرياً<br />
وتتهول إلى ركام<br />
عمراني لا قيمة له<br />
لكن العدل والإنصصاف والششرف<br />
أيضضاً يقتضضي منا ألا نعمم هذه<br />
الهالات والأحداش الخاصصة<br />
ونششمل بإدانتنا كل البهش<br />
الاستششراقي. فهذه الإدانة قاءمة<br />
على خلط الأمور والمغالطة».<br />
وفيما تششير أصصابع الاتهام إلى ضضلوع الغرب، حسب مفهوم<br />
بعضضهم، في تغريب النمط المعماري الششرقي، نجد أن هناك من<br />
يوءكد أن الاستششراق ليسس كله ششراً، وأن مساهمات المستششرقين<br />
مهمة وموءثرة، ولولاها لما كنا تعرفنا الكشير من جوانب الشقافة<br />
العربية. وإن كانوا ركزوا في الجانب المعماري على وجه<br />
الخصصوص على اكتششاف الآثار وجمعها.<br />
الهيز الشالش<br />
وعلى صصعيد البهش عن أرضضية مششتركة قد تجمع بين فرقاء<br />
التصصور الجمالي المعاصصرين للمدينة العربية، يقر بعضض<br />
المهايدين بدءاً بأن الغرب حاول دراسة الششرق وفهم مهركاته<br />
الشقافية، وتأثر به بششكل كبير، ونقل منه سواء بششكل مباششر أو<br />
غير مباششر. وتأسيساً على هذه الفرضضية يقر هوءلاء بأن عمارة<br />
الاستششراق العربية، لا يمكن عدها عمارة غربية خالصصة، بل هي<br />
نتاج هجين، نشأ عن هذه التفاعلات لفهم الخصصوصصية المهلية<br />
التي ابتدعها الغرب منذ ثلاثة قرون أو يزيد، لكنها في صصورتها<br />
الهالية أقرب إلى تكوين متوازن يجمع الششرق والغرب في قالب<br />
واحد. ويقتره هومي بابا، اعتمادً ا على فرانسس فانون، وإدوارد<br />
سعيد، حيّزً ا ثالشًا، تتمشّل فيه علاقة التبعية بين الطرفين، ذلك<br />
الهيّز الذي يقوم فيه الطرف المستعمَ ر التابع بمهاكاة المستعمِ ر،<br />
وفي الوقت ذاته يوجد لنفسه ثقافة خاصصّ ة ومستهدثة، بينما<br />
يقوم المستعمِ ر بمهاكاة ثقافة التابع المستهدثة. هذا الهيّز<br />
الشالش وإن رأى بعضضهم أنه ّ موءسسس على حداثة مستوردة ومششوّهة<br />
ومترجمة بصصورة سيئة، إلا أن هوءلاء يرون إمكانية أن يصصنع هذا<br />
الهيز في نهاية الأمر عمارة ذات نكهة كونية، تجمع في داخلها<br />
بذرة هجينة، طالما حملتها العمارة عبر التاريخ.<br />
وعلى ما يبدو فإن مفهوم الهيّز الشالش بدأ يلقى تجاوباً واسعاً<br />
لدى قطاع من المعماريين بوصصفه منطقة مهايدة تلتقي فيها
صصمت الواجهات<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
Shutterstock<br />
الكولونيالية، حلم<br />
الهيمنة الذي قد<br />
يتهول إلى واقع<br />
الالتقاء على أرضض<br />
مششتركة، والسهر<br />
الذي انقلب على<br />
الساحر<br />
عمارة الششرق والغرب،<br />
ومنطقة يفترضض أنها ستكون<br />
ثرية بأنماط جديدة هجينة،<br />
فيرى هوءلاء أنه حيّز مبدع،<br />
فعّال، وليسس مجرّ د حيّز<br />
انعكاسيّ ، فهو حيّز يوّلد<br />
فرصصً ا أخرى. كما أن هذا<br />
الهيّز الشالش الهجين، حسب<br />
هوءلاء، يوفّر سياسة تتسم<br />
بكونها حاضضنة تقوم بتششكيل<br />
هويات جديدة، وأيضضاً مواقع جديدة من التعاون والتنافسس.<br />
يعزز هوءلاء وجهة نظرهم بأن المدينة العربية خلال القرنين<br />
التاسع عششر والعششرين مرت بفترات تهجين تششكل خلالها<br />
الهيز الشالش، الذي ينتمي لكلا الموءثرين الشقافيين؛ العربي<br />
والغربي، وصصنع عمارة هجينة رومانسية أحياناً، من خلال<br />
نظرة المعماريين الغربيين للعمارة العربية، وأحياناً أخرى<br />
تصصبه ثقافية تقليدية، من خلال مهاولات المعماريين<br />
العرب صصياغة عمارة ذات هوية.<br />
وقريباً من منطقة الهيز الشالش هذه فقد بدأ مفهوم<br />
العمارة الإسلامية يتطور منذ أن ظهرت أول دراسة<br />
استششراقية معمارية لمنشأة إسلامية، قطب منار في<br />
دلهي، قدمها المهندسس البريطاني جيمسس بلنت James<br />
Blunt عام 1798م. كان بلنت يرى أن المششكلة الأساسية<br />
في الفهم الششاءع للعمارة الإسلامية تتمشل في أنه فهم<br />
تاريخي مهضض مهصصور ومهدد بالشقافة الإسلامية<br />
الدينية ذاتها. وعلى صصعيد تقريب المفاهيم بين المفهوم<br />
الغربي البهت للعمارة، وما أفرزته عمارة الاستششراق،<br />
أو الدراسات الاستششراقية للمدينة العربية التي أفرزت<br />
لنا مصصطله العمارة الإسلامية، والمدينة الإسلامية،<br />
حاول فريق جديد تقديم فهم جديد، يوفق بين ما أنتجه<br />
الاستششراق، وروءية الباحش والناقد العربي للمدينة العربية<br />
خلال القرنين الأخيرين. ويرى هوءلاء أنه من الممكن<br />
ربط الفكرة بالاتجاه الرومنطيقي، الذي يراه المستعرب<br />
الفرنسي مكسيم رودنسون، أنه تيار يميل عادة إلى ما<br />
هو خصصوصصي، أي إلى استكششاف العقليات القومية بكل<br />
خصصوصصياتها وألوانها المهلية.<br />
وبالتالي فإن الرومنطيقية هي مهاولة للفهم من الداخل<br />
الذي يستعصصي بششكل كامل دون فهم الخارج وتأمله، الأمر<br />
الذي يصصب في الأخير في فكرة الهيز الشالش الهجين، الذي<br />
قام (بابا) بتطويره بغية تفسير التطوّر على صصعيد الشقافة<br />
والهوية في ظلّ ظروف مهاولة الهيمنة باستخدام سلاه<br />
الشقافة، ما يطلق عليه الكولونيالية، التي تتسم بالتضضادية<br />
وغياب العدل. هنا يصصبه الهجين نمطاً ثقافياً سلطوياً،<br />
تأخذ على عاتقها ترجمة هوية الواقع تهت المستعمر من<br />
خلال منظور يدّ عي الكونية، ولكنها تفششل في هذه المهمّ ة،<br />
وبدلاً من ذلك فإنها تقوم باستهداش ششيء جديد عن غير<br />
وعي. ويضضيف (بابا) أن الهجين من زاوية أخرى علاج<br />
للتخلص من هيمنة فكرة الماهوية والاعتقاد بالشبات وعدم<br />
التغيير، وبأن جميع أششكال الشقافة تششارك في عملية داءمة<br />
لتششكيل حالات هجينة. ما يعني أن فكرة الكولونيالية في<br />
الأخير قد خرجت عن مسارها الأصصلي، مقدمة فرصصة<br />
الهنين إلى الأندلسس جزء من هوية البيت العربي<br />
للالتقاء الجمالي الهندسي المعماري الذي ينتج في الأخير<br />
مدينة عربية بروه غربية، أو العكسس، أو ششيئاً آخر جديداً<br />
يمكن للعربي أن يجد فيه نفسه وثقافته، وأيضضاً يلمسس فيه<br />
روه التغيير. الأمر الذي يعززه د. النعيم بقوله: «إن مجرّ د<br />
اللقاء بين قوّة المستعمر والخاضضعين لها، على الرغم من<br />
الفصصل القاءم بينهما سواء كان هذا الفصصل، حدودياً،<br />
مادياً أو نفسياً ثقافياً، إلا أنه لقاء يتسبب في تغيير مفاهيم<br />
كليهما ووعيهما لذاتيهما، ما يوءدّي إلى تششكيل حالة هجينة<br />
تجمع بينهما. حتى إننا نستطيع أن نقول إن هناك حالة<br />
رفضض وعدم رفضض، يمارسها المهتمون والممارسون للعمارة<br />
في العالم العربي صصنعت عمارة مهجنة وعاطفية يصصعب<br />
تعريفها بوضضوه.
قول في مقال<br />
سوق عكاظ<br />
الشعر أوالً .. الشعر آخراً<br />
انتهى مهرجان سوق عكاظ في دورته الخامسة،<br />
الذي أقيم, موءخراً, في مهافظة الطاءف هذا العام.<br />
وانطلاقاً من متابعته يسوق لنا أحمد البوق بعضض<br />
الٔفكار التي طرحت في هذه الدورة من أجل تهسين<br />
مستوى السوق، كما يقدم اقتراحات حول جاءزة الششعر<br />
التي تُقدم على هامشش المهرجان.<br />
إذا ما أردنا سرد الهكاية من آخرها:<br />
فإن أبرز حدش في مهرجان سوق<br />
عكاظ في دورته الخامسة 2011م<br />
هو حجب جاءزتي الششعر، ششاعر عكاظ<br />
وششاعر ششباب عكاظ. ومنذ إعلان الهجب<br />
وعلامة استفهام كبيرة تطوف الأوساط<br />
الأدبية والشقافية. هل عقمت أرحام قراءه<br />
الششعراء العرب أم أن العقم كامن في آليات<br />
منه الجاءزة؟ والاستفهام ليسس في الهجب<br />
بذاته ولكن في توقيته، فأن تحجب جاءزة<br />
منهت لعششرات السنين- لعدم ارتقاء<br />
الأعمال لمستوى الجاءزة- أمرٌ مقبول، أما<br />
أن تحجب جاءزة للششعر في عامها الخامسس<br />
في سوق قام منذ الجاهلية واكتسب ششهرته<br />
التاريخية على الششعر ومن الششعر فأمرٌ<br />
يدعو للدهششة.<br />
وأظن أن علينا أن نتهرر من مفاهيم<br />
المسابقات الششعرية المتكلسة القاءمة<br />
على تحديد نوع الشعر ومحاوره<br />
وعدد الأبيات المطلوبة، فالششاعر<br />
ليسس ترزياً، ولا يمكن النظر للششعر<br />
بمقاييسس سباق الهجن.<br />
فجاءزة ششاعر عكاظ من الأجدى أن<br />
تمنه للتجربة الشعرية. والشعراء<br />
العرب الذين أثروا الساحة الششعرية<br />
العربية والدولية عبر الترجمة بلغات<br />
عديدة لا يزال حضضورهم يضضفي حيوية<br />
وحراكاً على المششهد الششعري والشقافي<br />
في كل مكان يهلون فيه. ومنه الجاءزة<br />
كل عام لإحدى هذه التجارب ودعوته<br />
لإحياء أمسية في سوق عكاظ والمششاركة<br />
في ندواتها ومن ثم استضضافته ششهراً<br />
بالتنسيق مع وزارة الشقافة والإعلام<br />
ليتنقل بين مناطق المملكة زاءراً لأهم<br />
معالمها التاريخية والهضضارية ودعوته<br />
لإحياء أمسيات ششعرية عبر الأندية<br />
الأدبية والمراكز الشقافية والجامعات لهو<br />
أجدى لتفعيل الساحة الششعرية المهلية<br />
وإثراء البرامج الشقافية. كما أن جاءزة<br />
ششاعر ششباب عكاظ إذا ما منهت للششعراء<br />
الششباب في المملكة الذين أصصدروا دواوين<br />
خلال العامين أو الشلاثة السابقة لتاريخ<br />
منه الجاءزة فإن ذلك سيفعّل حركة<br />
النششر، ويعطي فرصصة لتقييم التجربة<br />
من خلال ديوان لا قصصيدة. ولا ششك أن<br />
سوق عكاظ قد نجه منذ إعادة إطلاقه<br />
قبل خمسس سنوات في مزج الششعر بالفنون<br />
الأخرى كالمسره والفن التششكيلي والنهت<br />
والتصصوير والفنون الششعبية، كما أن هذه<br />
الدورة ششهدت العديد من الإضافات<br />
كجاءزة التميز العلمي، ومعارضض التقنية<br />
متناهية الصصغر ) النانو)، ومعرضض الهياة<br />
الفطرية، والعديد من المعارضض المتنوعة<br />
التي وصصل عددها إلى 14 معرضضاً. كما<br />
كان لمسرحية زهير بن أبي سلمى– رغم<br />
كل الملاحظات عليها- ومسره الششارع<br />
في جادة سوق عكاظ الذي يستعيد تاريخ<br />
السوق الششعري بمششاهد مسرحية جاذبة،<br />
وعروضض الفنون الششعبية اليومية دور في<br />
جذب الكشير من الزوار لموقع السوق. أما<br />
الندوات والأمسيات الششعرية المصصاحبة<br />
فقد تنوعت بين جلسات صصباحية لندوات<br />
نقدية أقيمت في الفندق حيش ينزل<br />
ضضيوف السوق، وندوات علمية واجتماعية<br />
وأدبية، وأمسيات ششعرية مساءية أقيمت<br />
في موقع السوق لإتاحة الفرصصة لأكبر عدد<br />
من الزوار لهضضورها. وكان لهذا التنويع<br />
أثر إيجابي في تفعيل أنششطة السوق. ومن<br />
الموءمل مستقبلاً أن يتم تطوير العروضض<br />
19 18
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
تصصوير ديفسا كفلي<br />
من أرششيف الهيئة الوطنية لهماية الهياة الفطرية وإنماءها<br />
المسرحية باستضضافة فرق عربية للمسره،<br />
سواء المسره المغلق أو مسره الششارع من<br />
دول لها تجربة طويلة في مجال المسره<br />
كمصصر ولبنان وسوريا، وأن يُنظ َّ م معرضض<br />
للكتاب بالتزامن مع موعد السوق تدعى له<br />
مئات ششركات النششر العربية وغير العربية<br />
لعرضض مطبوعاتها، وربما إتاحة الفرصصة<br />
لها لا لبيع الكتب فقط ولكن لعقد صصفقات<br />
مع المكتبات المهلية وتلقي عروضض النششر.<br />
ومن الأفكار التي طرحت لهذه الدورة<br />
أن يقام معرضض تجاري لمختلف المنتجات<br />
الوطنية وغير الوطنية على موقع السوق، إذ<br />
التجارة جزء من فكرة السوق الأساسية،<br />
كما طرحت فكرة الوقف والاستشمار<br />
لضمان استمرار فعاليات السوق.<br />
وبالرغم من أن السوق يششهد في كل دورة<br />
تطوراً ملهوظاً على صصعيد البنى التهتية<br />
والتنظيم وبعضض الإضضافات المشمرة، إلا أن<br />
بالإمكان أفضضل مما كان. فللسوق مخطط<br />
عام لمدينة ثقافية متكاملة قدمه صصاحب<br />
السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة<br />
ورءيسس اللجنة الإششرافية العليا للسوق،<br />
الأمير خالد الفيصصل لمقام خادم الهرمين<br />
الششريفين الملك عبداالله بن عبدالعزيز<br />
ووجه يهفظه االله بتنفيذه، وسلمت<br />
بالفعل ما يوازي عششرة ملايين متر مربع<br />
من موقع السوق للهيئة العامة للسياحة<br />
والآثار للبدء بتنفيذه. ولا بد للسوق من<br />
هيئة داءمة في موقعه التاريخي تششرف<br />
على تنفيذ مخططه العام وتوءسسس لقاعدة<br />
بيانات ششعرية وثقافية، وتوثق لفعالياته<br />
وتشارك باسم السوق في المهرجانات<br />
الششعرية العربية والعالمية. كما أن الطموه<br />
أن يكون للسوق قناة فضضاءية خاصصة به وإن<br />
بدأت موسمية إلى اكتمال المخطط العام،<br />
وإثراء أرششفتها بالمواد الششعرية والشقافية<br />
ومششاركاتها الإقليمية والدولية.<br />
ومن الأفكار التي طرحت خلال فعاليات<br />
السوق الأخيرة دعوة بعضض المستعربين–<br />
دارسي اللغة العربية وآدابها من غير<br />
العرب- لفعاليات السوق وإتاحة الفرصصة<br />
لهم لتقديم مششاركاتهم. كما أن الترجمة<br />
ودعوة شعراء من حضارات وثقافات<br />
مختلفة سينعكسس على إثراء الساحة<br />
الشقافية. كذلك طرحت فكرة إنششاء دار<br />
نششر باسم السوق للٕبداع عموماً، والتركيز<br />
على الششعر والهديش عن تفعيل المسره<br />
الششعري والموسيقا المرتبطة بالششعر.<br />
وإذا ما كان لهكايتنا مع السوق أن تصصل<br />
إلى نهايتها فلا بد من عود على بدء من<br />
الإشارة إلى أن سوق عكاظ هو أششهر<br />
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، وأنه<br />
استمر قرابة 250 عاماً منها 129 عاماً في<br />
الإسلام، ثم توقف بعد هجمات القرامطة<br />
عليه وتدميره، لشلاثة عششر قرناً إلى أن<br />
أعيد إحياوءه قبل خمسة أعوام. وقد ششهد<br />
الرسول محمد، صصلى االله عليه وسلم،<br />
السوق صصغيراً وكان يستمع إلى الخطب<br />
الششهيرة لقُ سس بن ساعدة فيه، وششهده<br />
بعد البعشة للدعوة للٕسلام. ويقع السوق<br />
على بعد 40كيلاً ششمال ششرق الطاءف.<br />
ولقربه من مكة المكرمة كان ينعقد قديماً<br />
من 20-1 من ذي القعدة الششهر السابق<br />
للهج، ثم ينتقل العرب لأسواق مجنة وذي<br />
المجاز إلى الوقوف بعرفات. هذا البعد<br />
التاريخي لتوقيت انعقاد السوق يطره<br />
ضرورة تحديد موعد ثابت له يضضمن<br />
الإعداد المسبق لبرامجه وفعالياته،<br />
وجدولة المششاركات فيه قبل موعد السوق<br />
بوقت كاف. وبخلاف ما قال زهير بن<br />
أبي ُ سلمى الششاعر المهتفى به في الدورة<br />
الأخيرة للسوق:<br />
وأعلمُ علمَ اليومِ والأمسس قبلهُ<br />
ولكنني عن علم ما في غدٍ عَ مِ<br />
فإن مستقبل سوق عكاظ واضضه في أذهان<br />
المشقفين وموثق على الورق، ولا يهتاج سوى<br />
لعزاءم الرجال المخلصصين لتهقيق هذا<br />
الهلم الشقافي. ولا يغيب عن أبصصارنا وكل<br />
من يسهم في تحقيق وتطوير سوق عكاظ<br />
بالأفكار الجديدة والإضضافات الفاعلة أن<br />
الششعر في سوق عكاظ يأتي أولاً وآخراً.
21 20<br />
طاقة واقتصاد
هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />
/ /ديسمبر ديسمبر 2011م<br />
نوفمبر<br />
Shutterstock<br />
المناخ<br />
تمشل مششكلة التغير المناخي تهدياً<br />
كبيراً للمجتمع الدولي، إذ أثارت<br />
اهتمام جميع الٔوساط الدولية<br />
والٕقليمية من منظمات وهيئات<br />
حكومية وغير حكومية، ومن أجله<br />
تعقد العديد من الفعاليات العالمية<br />
منها قمة الٔمم المتهدة لتغير المناخ<br />
في بالي بإندونيسيا 2007م، وقمة<br />
كوبنهاجن 2009م، وذلك للتوصصل<br />
إلى معاهدة ملزمة قانونياً لتهل<br />
مهل بروتوكول كيوتو (معاهدة بيئية<br />
دولية خرجت للضضوء في موءتمر الٔمم<br />
المتهدة المعني بالبيئة والتنمية)<br />
التي ستنتهي مدته عام 2012م.<br />
د. نوزاد الهيتي، أستاذ الاقتصصاد وخبير<br />
التعاون الدولي، يبهر في ثنايا تغير<br />
المناخ وأثره في الاقتصصاد.<br />
هل يعصف باالقتصاد؟
Shutterstock<br />
ششهد عالمنا المعاصصر في العقد الأول من القرن الهادي<br />
والعششرين ازدياد آثار التغير المناخي والذي سببه عمليات<br />
طبيعية داخلية، أو قوى خارجية، أو تغيرات في بنية الغلاف<br />
الجوي، أو في اتساع رقعة اليابسة، وتمشلت إرهاصصات هذا<br />
التغير بالأعاصصير والفيضضانات وارتفاع درجات الهرارة<br />
الناجمة عن انبعاثات الغازات، والتي ششكلت تهديداً<br />
للمجتمع الدولي وللاقتصصاد العالمي برمته.<br />
23252222<br />
إن لتغير المناخ جملة من التأثيرات<br />
تتفاوت الخساءر الناجمة عن السلبية على الأصصعدة البيئية والاجتماعية<br />
التغير المناخي تبعاً لدرجة والاقتصصادية، ولكن يبقى التأثير<br />
التقدم الاقتصصادي للدول، الاقتصصادي هو الأهم. وتتمشل الخساءر<br />
فالدول النامية التي يعتمد الاقتصصادية الناششئة عن التغيرات المناخية<br />
فيما يلي:<br />
اقتصصادها على إنتاج الزراعة<br />
• التأثير السلبي المباششر على الناتج<br />
وصصيد الٔسماك سوف يكون والإنتاجية من جراء التغير طويل الأجل<br />
حجم التأثير فيها مضضاعفاً في درجات الهرارة، وزيادة حدة أو تعاقب<br />
حدوش الظواهر المناخية المتطرفة لاسيما<br />
في قطاع الزارعة وصصيد الأسماك والسياحة.<br />
• التكاليف الناششئة عن ارتفاع مستوى سطه البهر<br />
وزيادة ششدة الفيضضانات. فهدوش ارتفاع قدره متر واحد<br />
من شأنه أن يخفضض الناتج المهلي الإجمالي بنهو 10% في<br />
العديد من الدول كمصصر وموريتانيا وبنغلاديشش.<br />
• استمرار التدهور في الأوضضاع المالية بسبب تقلص<br />
القواعد الضضريبية التقليدية، وزيادة الإنفاق الموجه<br />
لتخفيف تغير المناخ والتكيف مع مستجداته.<br />
• تكلفة الجهود الرامية إلى تخفيضض نسب انبعاش<br />
الغازات، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة<br />
الاستشمار.<br />
• بروز مششكلة في موازين المدفوعات لبعضض الدول بسبب<br />
انخفاضض صصادرات السلع والخدمات (المنتجات الزراعية<br />
والأسماك والسياحة) وازدياد الهاجة إلى استيراد السلع<br />
الغذاءية وغيرها من السلع الأساسية.<br />
• الآثار السلبية التي ترتبط بفقدان التنوع البيولوجي<br />
والنظم البيئية، وآثار تغير المناخ على صصهة الإنسان<br />
ونوعية الهياة.<br />
وجدير بالذكر أن التقديرات الاقتصصادية لتأثير تغير<br />
المناخ تستند إلى دوال الأضضرار Damage Functions<br />
التي تربط بين الخساءر في الناتج المهلي الإجمالي وبين<br />
ارتفاع درجات الهرارة. وهناك مجموعة متنوعة من<br />
التأثيرات المناخية تغطيها تقديرات التكاليف من حيش<br />
الناتج المهلي الإجمالي والتي تجسدها دوال الأضضرار،<br />
وعادة ما يتم تجميع تلك التأثيرات في مجموعتين هما:<br />
جمموعة التأثريات السوقية<br />
تششمل الآثار على القطاعات الهساسة للتغيرات المناخية<br />
كالزراعة والغابات والمصصايف والسياحة، والأضضرار التي<br />
تلهق بالمناطق الساحلية نتيجة لارتفاع مستوى سطه<br />
البهر، والتغيرات في نفقات الطاقة (لأغراضض التدفئة أو<br />
التبريد)، والتغيرات في موارد المياه.<br />
جمموعة التأثريات غري السوقية<br />
تششمل الآثار على الصصهة كانتششار الأمراضض المعدية<br />
واششتداد نقص المياه والتلوش، والأنششطة الترويهية<br />
كالرياضضات، والتسلية، ونششاطات الهواء الطلق)،<br />
والأنظمة البيئية كفقدان التنوع البيولوجي، والمستوطنات
هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />
نوفمبر /ديسمبر 2011م<br />
التأثير الضضار لتغير المناخ على الاقتصصادات النامية.<br />
وتششير دراسات عدة إلى أن تأثير تغير المناخ على مختلف<br />
المناطق متششابه في توزيعه، ويتهقق ذلك عن طريق<br />
تعديل التأثيرات الإقليمية في ضضوء التأثير العالمي في كل<br />
دراسة على حدة. فالمناطق التي يرجه أن تششهد أششد<br />
الآثار سلباً مقارنة بسواها تششمل إفريقيا، وجنوب ششرق<br />
آسيا (وخصصوصصاً الهند)، وأميركا اللاتينية والدول<br />
الأوربية الأعضضاء في منظمة التنمية والتعاون في الميدان<br />
الاقتصصادي(OECD).<br />
البششرية (لسبب محدد هو أن المدن والتراش الشقافي<br />
لا يمكن لهما الهجرة). وفيما يتجاوز درجة الهرارة<br />
المبدءية، هناك أثر لمستوى التنمية على الأضضرار الناجمة<br />
عن تغير المناخ:<br />
أولاً: عادة ما ينطوي انخفاضض مستوى التنمية على<br />
ارتفاع درجة الاعتماد على القطاعات الهساسة للتغيرات<br />
المناخية، وخصصوصصاً الزراعة.<br />
ثانياً: عادة ما يكون السكان في هذه الدول معرضضين<br />
بدرجة أكبر إلى تغير المناخ بسبب انخفاضض نصصيب<br />
الفرد من الدخل مقارنة بغيرها من الدول، ومحدودية<br />
توافر الخدمات العامة (كالرعاية الصصهية)، وانخفاضض<br />
مستوى تطور الأسواق المالية.<br />
ثالشاً: توءدي نفسس العوامل أيضضاً إلى تقييد طاقة التكيف لدى<br />
الاقتصصاد المعني. وهناك تقديرات للٔضضرار الناجمة عن<br />
تغير المناخ تحدد صصراحة التكاليف كدالة لمستوى الدخل.<br />
وغالباً ما يكون هناك اقتران بين ارتفاع درجات الهرارة<br />
المبدءية وانخفاضض مستويات التنمية، ما يوءدي إلى مضضاعفة<br />
وعلى العكسس من ذلك، يتوقع أن تعاني الصصين وأمريكا<br />
الششمالية والدول الآسيوية الأعضضاء في منظمة التنمية<br />
والتعاون في الميدان الاقتصصادي واقتصصادات مرحلة<br />
التهول (وخصصوصصاً روسيا) تأثيرات أقل، بل إنها قد<br />
تستفيد، وهو ما يعتمد على المدى الفعلي للاحترار.<br />
ونجد في الهند تفسيراً للتأثير السلبي الكبير، «مخاطر<br />
الكارثة»، كالتغير في نمط الأمطار الموسمية، والأضضرار<br />
التي تلهق بالزراعة، وتدهور الأوضضاع الصصهية.<br />
وفي إفريقيا نجد أن أهم أثر ورد تقديره في دراسة<br />
ordhaus&Boyer هو تدهور الأوضضاع الصصهية الناجم<br />
عن انتششار أمراضض المناطق الهارة، غير أن هناك<br />
تقديرات أحدش للٓثار المرجه وقوعها عن الإمكانات<br />
الزراعية ويتوقع أن تكون أضضرارها أكبر على الزراعة.<br />
وتتضضرر الدول الأوربية الأعضضاء في منظمة التنمية<br />
والتعاون في الميدان الاقتصصادي ضضرراً كبيراً من<br />
تأثير مخاطر الكوارش والأضضرار التي تلهق بالمناطق<br />
الساحلية. وتوءكد التقديرات الفيزياءية لتأثير تغير المناخ<br />
أن إفريقيا وآسيا معرضضتان بدرجة كبيرة للمخاطر.<br />
ففي هاتين المنطقتين، سوف يواجه حوالي مليار نسمة<br />
نقصصاً في المياه بهلول عام 2080م، وقد يسقط أكثر من<br />
9 ملايين نسمة ضضهايا لفيضضانات المناطق الساحلية،<br />
وقد يزداد انتششار الجوع بين أعداد كبيرة، وربما كانت<br />
Shutterstock<br />
Shutterstock
إن تخفيضض الٓثار<br />
الاقتصصادية لتغير المناخ<br />
يتطلب تبني أسس ومعايير<br />
الاقتصصاد الٔخضضر التي<br />
تششجع على إيجاد مصصادر<br />
جديدة ونظيفة للطاقة<br />
الدول «الجزرية» في المهيط الهادي الأكثر تعرضضاً<br />
وبصصورة مباششرة من بين الدول الفقيرة، حيش إن مجرد<br />
ارتفاع جديد بسيط في مستوى سطه<br />
البهر يمكن أن يوءثر تأثيراً هاءلاً على<br />
بيئة تلك الدول.<br />
يششكل تغير المناخ تهديداً لدول العالم<br />
كافة، ولكن الدول النامية هي الأكثر<br />
تعرضضاً للانعكاسات السلبية لتغير المناخ،<br />
فتششير التقديرات إلى أنها ستتهمل نهو<br />
%80 - 75 من تكاليف الأضضرار التي تنجم<br />
عن تغير المناخ. فازدياد درجة حرارة الأرضض بدرجتين<br />
مئويتين عن درجة الهرارة التي كانت ساءدة قبل الشورة<br />
الصصناعية– وهو الهد الأدنى الذي من المرجه أن يششهده<br />
العالم- يمكن أن يسفر عن إنخفاضض داءم للناتج المهلي<br />
الإجمالي بنسبة 4- %5 بالنسبة لأفريقيا وجنوب آسيا.<br />
هناك العديد من املعوقات التي حتد من<br />
التاأثريات السلبية<br />
للتغريات املناخية على االقتصاد، ميكن إيجاز<br />
أهمها يف الآتي:<br />
1- ارتفاع تكاليف تعبئة الاستشمارات الضضرورية وحفز<br />
اتخاذ إجراء من جانب الدول للاستجابة لتغير المناخ<br />
يمشل أحد المعوقات الرءيسة التي تحد من التخفيف<br />
من آثار التغير المناخي.<br />
2- يششكل الارتفاع النسبي لتكاليف مششاريع آلية<br />
التنمية النظيفة التي تنطوي على استخدام الطاقة<br />
المتجددة عاءقاً أمام استخدامها بششكل واسع.<br />
25 252424<br />
3- يمشل عدم جمع البيانات وتحليلها والتنبوء بها<br />
بصصورة صصهيهة عاءقاً أمام فهم ومعالجة الآثار<br />
المناخية، ويششمل ذلك البيانات عن: آثار تغير المناخ<br />
على الصصعيدين الإقليمي والوطني، وتكاليف التقاعسس<br />
عن اتخاذ إجراءات على المديين القصصير والبعيد،<br />
والآثار المترتبة بالنسبة للدول الأقل نمواً والدول<br />
الجزرية الصصغيرة.<br />
4- عدم كفاية التمويل المتاه حالياً في إطار آليات<br />
التمويل المتعددة الأطراف لدعم تدابير التكيف في<br />
الدول الضضعيفة.<br />
Shutterstock<br />
5- يوءدي عدم وجود دلاءل سوقية واضضهة إلى تشبيط<br />
همم القطاع الخاص في مجال الاستشمار ، علاوة<br />
على ذلك لا يوجد إلهاه في بعضض الأنهاء على اتخاذ<br />
تدابير قوية للتخفيف والتكيف مما يششكل عاءقاً أمام<br />
تعزيز مششاركة القطاع الخاص في اتخاذ إجراءات<br />
عالمية متضضافرة لمعالجة الآثار السلبية للتغير المناخي.
هل يعصصف المناخ بالاقتصصاد؟<br />
نوفمبر /ديسمبر 2011م<br />
سكانها في مواقع مكششوفة طبيعياً ، وأوضضاع اقتصصادية<br />
خطرة وقدراتها المالية والموءسسية على التكيف محدودة.<br />
ويششير صصانعو السياسات في بعضض الدول النامية إلى أنه<br />
يتم تحويل المزيد من موازناتها التنموية لأغراضض التغلب<br />
.على طوارئ متعلقة بالأحوال الجوية<br />
وستتأثر الدول التي تتمتع بمستوى دخل مرتفع أيضضاً<br />
بظاهرة الاحتباسس الهراري المعتدل. والواقع أن الأضضرار<br />
بالنسبة للفرد ستكون أعلى في الدول الغنية لأنها تُششكل<br />
نسبة %16 من سكان العالم، ولكنها ستتهمل نسبة 20-<br />
%25 من الأضضرار العالمية الناجمة عن أثر الاحتباسس<br />
الهراري، غير أن ثروتها الكبيرة ستجعلها أكثر قدرة<br />
على التغلب على ذلك. فتغير المناخ سيسفر عن دمار في<br />
كافة الأقاليم والدول- بيد أنه سيزيد الفجوة الكبيرة بين<br />
الدول المتقدمة والدول النامية.<br />
وتتفاوت الخساءر الناجمة عن التغير المناخي تبعاً لدرجة<br />
التقدم الاقتصصادي للدول، فالدول النامية التي يعتمد<br />
اقتصصادها بششكل كبير على إنتاج الزراعة وصصيد الأسماك<br />
سوف يكون حجم التأثير مضضاعفاً، ويقدر فانكهاوزر<br />
إجمالي خساءر الدول النامية بهوالي 89.1 مليار دولار<br />
سنوياً، أي بنسبة %1.6 من الناتج المهلي الإجمالي،<br />
بينما تتكبد مجموعة دول منظمة التنمية والتعاون في<br />
الميدان الاقتصصادي (OECD) نهو 180.5 مليار دولار<br />
أو ما يعادل %1.3 من إجمالي ناتجها المهلي. ويتوقع أن<br />
تبلغ الخساءر الإجمالية للظواهر المناخية العميقة إلى<br />
300مليار دولار سنوياً بهول عام 2050م.<br />
فالدول النامية تعتمد بششكل كبير على خدمات المنظومات<br />
الإيكولوجية ورأسس المال الطبيعي من أجل الإنتاج في<br />
قطاعات تتسم بالهساسية تجاه المناخ. ويعيشش الكشير من<br />
وفي الختام نقول إنه بالرغم من توصصل مندوبي 200دولة<br />
ششاركت في قمة كانكون بالمكسيك عام 2010م إلى نص<br />
جديد لمكافهة تغير المناخ يتضضمن مجموعة من الآليات<br />
من بينها إنششاء صصندوق جديد لمساعدة الدول الصصغيرة،<br />
وضضرورة الإبقاء على ارتفاع درجات حرارة الأرضض عند<br />
درجتين مئويتين، وكذلك وضضع أسسس آلية تهدف إلى<br />
الهد من انهسار الغابات الذي يسهم بما بين 15 إلى<br />
%20 من انبعاثات الغازات الدفيئة، غير أننا نرى أن<br />
تقليل الآثار الاقتصصادية لتغير المناخ يتطلب تبني أسسس<br />
ومعايير الاقتصصاد الأخضضر التي تششجع على إيجاد<br />
مصصادر جديدة ونظيفة للطاقة ذات انبعاثات كربونية<br />
منخفضضة والاعتماد على أساليب تكنولوجية للهد من<br />
انبعاش الكربون في المواصصلات وتقنيات أكثر كفاءة<br />
لاستخدام الأراضضي الزراعية والهد من تعرية التربة<br />
وحماية التنوع البيولوجي.<br />
Shutterstock
من الرف اآلخر..<br />
اللغة المتوحشة<br />
كن مستمعاً ذكياً وناقداً للمفردات من حولك<br />
لكل لغة ششعاع ثقافي مصصاحب لها تتوطد به العلاقة بين اللغة والفكر بششكل<br />
وثيق، فكما يقول دكتور اللسانيات أبو زيد المقرئ الٕدريسي: «اللغة ليست<br />
أداة مهايدة وليست عاكساً أو وعاء لوضضع الششيء، بل هي منظور حضضاري<br />
وصصورة ثقافية وخزان ذاكرة تاريخية، وهي إبداع وانتماء وهوية». إننا نعيشش<br />
في زمن تبلور فيه الكلمات المششهد الراهن في أعين الناس.كما تزداد وساءل<br />
الٕعلام من حولنا وتتششعب من خلالها الٔقوال والٓراء. ونجد المششاهد<br />
والمستمع يقع في حيرة وقد تتخبط به اللغة يمنة ويسرة، فيقف موءيداً<br />
لطرف دون آخر حيناً ليعاود بعدها الوقوف في الجهة النقيضض. من أهمية<br />
اللغة في عالم الاتصصال ودورها في تششكيل الٔفكار ظهر هذا الكتاب.<br />
27 26<br />
39 38<br />
نتج هذا الكتاب عن تعاون مششترك بين الكاتبين الأمريكيين<br />
جون كولنز وروسس غلوفر. كولنز يعمل في مجال الدراسات<br />
الكونية في جامعة سانت لورنسس، وله اهتمام خاص بقضضايا<br />
الششرق الأوسط ووساءل الإعلام. أما غلوفر فهو مختص<br />
في علم الاجتماع في ذات الجامعة ويعمل في تحرير مجلتين<br />
أمريكيتين.<br />
لقد علم أهمية ما يطرحه هذا الكتاب الأستاذ أحمد بن سعيّد،<br />
فقام بهمل عناء ترجمته بدقة على مدى خمسس سنوات. و الدكتور<br />
أحمد سعيّد أستاذٌ مششارك في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود<br />
وحاصصل على الدكتوراه في الاتصصال الخطابي من جامعة ويلز<br />
الأمريكية. عمل رءيساً لتهرير مجلة الأسرة وكاتب عمود في مجلة<br />
الهياة، وله العديد من الموءلفات والمنششورات.<br />
يُترجم عنوان الكتاب حرفياً من Collateral Language<br />
إلى «اللغة الرديفة»، وهي كما يعر ِّ فها المترجم: «لغة بديلة<br />
يجري استخدامها لا تحمل خصصاءص اللغة، فهي لا تهتم<br />
بالتغيير المعرفي أو نقل الهقاءق، بل تسعى إلى دعم مصصاله<br />
معينة، ولذا فهي لغة ملتبسة يتم تحويرها قصصداً لطمسس<br />
المعاني الهقيقية». وبما أن مصصطله «اللغة الرديفة» غير<br />
متداول فقد انتقى المترجم مرادفاً وهو «اللغة المتوحششة»،<br />
وقام بتغيير ما يلزم حتى يناسب ذاءقة القارئ العربي.<br />
يهتوي الكتاب على أربعة عششر مقالاً متنوعاً، كتب كولنز<br />
وغلوفر منهما اثنين وقاما بإضضافة ومراجعة مقالات لكتّاب<br />
آخرين. ركز كاتب كل مقال على منهجية طره تقوم على خمسس<br />
طرق رءيسة يمكن للقارئ من خلالها فهم أثر اللغة عليه وهي:<br />
القبول، والإدراك، والآثار الهقيقية، والتاريخ، والإمكانية. في<br />
المقدمة يوجد ششره تفصصيلي لكل من هذه الطرق الخمسس،<br />
لتأتي بعدها المقالات بمواضضيع متنوعة تضضفي ششمولاً وعمقاً،<br />
ومنها: الوحدة، والعدالة، والششر، والأهداف وغيرها.<br />
رغم أن هذا الكتاب يزخر بالمصصطلهات التخصصصصية، إلا أن هذا<br />
الجانب قد روعي، فكل ما يمكن أن يششكل على القارئ تم التنويه
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
إلى معناه. بهذا، أصصبه الكتاب في متناول الجميع بمختلف<br />
ثقافتهم، وخصصوصصً ا الصصهافيين والإعلاميين واللغويين.<br />
يكمن ثراء هذا الكتاب وتنوعه في أنه لا يستهدف ششريهة<br />
بعينها. اللغة هي الأصصل في الطبيعة البششرية، فعلى الصصغير<br />
والكبير أن يلتفت لما يتلقى في وساءل الإعلام بششكل يومي عبر<br />
الإنترنت والصصهف. على المتلقي أن يكون واعياً وناقداً لما<br />
يقرأ ويسمع لا كالإسفنج يمتص فقط.<br />
لا ششيء يذهل أذهاننا كالهديش بطريقة جديدة عن أمور<br />
اعتيادية تششربناها منذ الصصغر. بين جنبات ما يقارب ثلاش<br />
مئة صصفهة، يقوم الكاتب باستفزاز القارئ فكرياً ليعيد<br />
النظر باللغة المقروءة والمسموعة المهيطة به.<br />
رغم أن الكتاب يصصب تركيزه على علاقة الدول بششعوبها<br />
إلا أنه يوسع البصصيرة لتبلغ جميع عوالم اللغة، وينششئ لدى<br />
القارئ العديد من التساوءلات.التي تحش على التعمق في اللغة<br />
بششكل أكبر، وبهذا يصصبه القارئ أكثر وعياً وذكاء.<br />
يسلط الكتاب الضضوء على استخدام اللغة آلة للدعاية،<br />
ووسيلة لتهقيق أهداف النخب بغضض النظر عن المصصاله<br />
الهقيقية للمواطنين. تششكل اللغة حياتنا داءماً، لكن<br />
عندما تششتد الأزمات يكون لها تأثير مضضاعف. أهمية اللغة<br />
لها مواسم تزدهر بها، فكلما اششتد التعقيد في الأوضضاع<br />
الاجتماعية منها والسياسية، ازدادت أهمية وحساسية<br />
المفردات والتعبيرات المنتقاة.<br />
قد يردد الناسس كلمات غامضضة لا يعرفون أصصلها فقط لكونها<br />
أصصبهت متداولة في وساءل الإعلام. في غضضون أيام قلاءل<br />
تصصبه كلمات قد اندثرت في المعاجم إلى مفردات تتكرر<br />
بششكل يومي وقد لا يعي الكشيرون معناها أو مصصدرها.<br />
ولنأخذ مشالاً من الشورات العربية التي حازت اهتمام جميع<br />
أطياف المجتمع، من أين ظهرت كلمات مشل: مرتزقة،<br />
بلطجية، فلول، ششبيهة وغيرها؟<br />
على كل فرد متلقٍ أن يفهم اللغة الموجهة له وينتقدها ويعلم<br />
إن كانت في مصصلهته أم غير ذلك. تحتاج اللغة أن توضضع<br />
تحت المساءلة حين توءثر على أفكار المتلقي، وكما يقول<br />
الكاتبان: «كلما ازدادت سيطرة الدولة على اللغة التي<br />
يسمعها الششعب والصصور التي يششاهدها، أصصبه من السهل<br />
الهصصول على قبول ششعبي».<br />
تملك اللغة القدرة على تششكيل تصصوراتنا وإدراكنا، وبها<br />
يتمكن المرء من الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه، فهي<br />
تصصنع القبول كما تصصنع المعارضضة. إن أكثر البششر تحضضراً<br />
وفهماً من الممكن أن يقوم بأعمال إجرامية إذا ما أعطي<br />
المبررات الكافية لتقنعهُ بضضرورة ما يفعل، تماماً كما يهدش<br />
في جراءم الششرف وغيرها. إن أي عمل عنيف لا يلقى<br />
معارضضة، يكون خلف الصصمت عنه خطاب إقناع قوي يمكن<br />
من إيجاد المبررات الكافية لهذا العمل، وهذا ما يطلق عليه<br />
عبارات التمويه والتلطيف.<br />
محاور عدة وأفكار متنوعة يطرحها كتاب «اللغة المتوحششة»<br />
لتبهر بالقارئ إلى بهور التفكير، وتصصل به إلى ششواطئ<br />
الوعي والنقد البناء.<br />
سارة عفيف
صياغة الذهب<br />
فن يواجه تهديد اآللة<br />
أعفت بعضض الهكومات، موءخراً، خدمات تصنيع الذهب<br />
المهلي من الضريبة، وذلك في ظل ارتفاع أسعار<br />
الذهب، حيش كان الصصُ ناع يضيفون الضريبة إلى<br />
التكلفة المصنعية، ما يجعل سعر قطعة الهلي باهظاً<br />
فوق سعر الذهب الذي يتزايد. عن الذهب والصاءغ<br />
والمصوغات ومدارس صياغة الذهب التي تطورت من<br />
اليدوي إلى الٓلة تأخذنا شمس علي في جولة في هذا<br />
العالم المتذبذب بين سعر الذهب، وسعر الصصياغة.<br />
39 29 38 28<br />
بيئة وعلوم<br />
Shutterstock
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
لا يختلف فن صصياغة الذهب عن فنون أخرى عديدة، مشل النقشش<br />
والرسم والخط والنهت في ششيء، بل إنه في حال تأملنا سنجد<br />
أنه يجمع في بوتقته ساءر تلك الفنون، خاصصة في أثناء مراحل<br />
تصصنيعه، إذ إن أي قطعة مصصوغة مهما خف وزنها وصصغر حجمها،<br />
في حاجة قبل البدء بصصناعتها إلى نموذج مرسوم إما أن يقوم<br />
الصصاءغ باستهضضاره عبر ما تجود به مخيلته الفنية الخصصبة أو<br />
من خلال الاستعانة بمصصمم تنهصصر مهمته في الرسم، بعدها<br />
تبدأ سلسلة طويلة من مراحل التصصنيع تتمشل في الصصهر والطرق<br />
والسهب والصصب في قوالب والنقشش، ما يجعل القطعة في نهاية<br />
المطاف تهفة فنية بعد أن تضضافرت فنون عديدة في صصناعتها،<br />
أولها الرسم ، بيد أنه ليسس داءماً آخرها النقشش.<br />
الٓلة والعمالة الوافدة<br />
إن علاقة الصصاءغ بالقطعة التي يقوم على صصياغتها،<br />
خاصصة في الزمن الماضضي حيش الاعتماد بالدرجة الأولى<br />
على التصصنيع اليدوي، لا تكاد تخلو من حميمية بسبب<br />
طول بقاء القطعة بين يديه، والتأني في أثناء الاششتغال<br />
عليها، وحرصصه على أن يبش بين ثناياها جل ششهنات<br />
الإبداع في داخله.<br />
كما يهرص الصصاءغ على أن يضضع عليها لمساته الفنية<br />
بدقة ومهارة وابتكار لتكتسب جماليتها وفرادتها ورونقها<br />
الخاص. ولا يرضضى إلا أن تبهره أولاً قبل أن تبهر مقتنيها<br />
في نهاية المطاف.<br />
الذهب قمة تطورها في عصصر النهضضة في إيطاليا، حيش<br />
ذاع صصيت سيليني بنفنوتو الصصاءغ الإيطالي الششهير.<br />
واحتل الذهب مكانة عالية في الهضضارة الإنسانية منذ<br />
عصصر ما قبل التاريخ مروراً بالعصصور الوسطى، وصصولاً<br />
إلى الهضضارة الإسلامية، بسبب قيمته العالية، وبريقه<br />
الأخاذ، ومقاومته للتأكسد، وإمكانية تششكيله، واتخذته<br />
ششعوب جنوب أفريقيا رمزاً للنور وششروق الششمسس، واحتل<br />
مكانة مقدسة لدى الفراعنة المصصريين الذين<br />
يهسب لهم ابتكار العديد من أدوات حرفة الصصياغة،<br />
كما أنهم استعملوا النار لتنقية الذهب من الششواءب وفي<br />
تسهيل عملية تششكيله ما أحدش نقلة نوعية في هذه المهنة<br />
في ذلك الزمن.<br />
وبذلك ساهم الفراعنة في تهويل مادة الذهب الخام إلى<br />
معدن نقي ومن ثم صصياغته في درجات حرارة عالية تصصل<br />
إلى 1000 درجة مئوية، وتعد حرفة الذهب من أعرق المهن<br />
التي عرفها الإنسان نظراً لما يتمتع به من قيمة اقتصصادية<br />
وسياسية، إضضافة لاهتمام الإنسان منذ القدم بزينته وبكل<br />
ما يضضفي عليه جمالاً.<br />
الذهب: ألوان وعيارات<br />
يتمتع المعدن الأصصفر بقابلية للتهول إلى ألوان عدة بهسب<br />
المادة المضضافة إليه، حيش يمكن أن يتهول للون الوردي<br />
بإضضافة %20 من الفضضة و%5 من النهاسس. ويتكون<br />
الذهب الرمادي أو الأبيضض لدى إضضافة %20 من معدن<br />
النيكل وهو معدن أبيضض و%5 من الفضضة. وللذهب أنواع:<br />
وبإلقاء نظرة فاحصصة على الهاضضر مقارنة بالماضضي،<br />
ندرك كم احتلت الآلة تدريجياً المساحة الكبرى في هذه<br />
الصصناعة التي آلت في النهاية، في غالبيتها، إلى الأيدي<br />
العاملة الوافدة، بعد أن تقلص عدد الهرفيين المهليين<br />
مع زحف التمدن نتيجة عدم توريش المهنة للٔجيال<br />
الجديدة، وضآلة الربه مقارنة بالجهد المبذول.<br />
مهنة عريقة وقيمة اقتصصادية<br />
تعود صصناعة الذهب إلى عام 3500ق.م وكانت مصصر<br />
وبلاد ما بين النهرين الموطن الأصصلي لهذه المهنة،<br />
وفي أوربا عرفت بريطانيا هذه الهرفة في عام 1180م،<br />
عندما تم تأسيسس نقابة الصصاغة الأولى، وبلغت صصياغة
نوع الذهب<br />
نسبة الذهب<br />
999,9 من الألف ذهب<br />
916 من الألف ذهب<br />
875 في الألف ذهب<br />
النسب المتبقية<br />
النهاسس<br />
معادن أخرى<br />
مشل النهاسس والفضضة<br />
عيار 24<br />
عيار 22<br />
عيار 21<br />
750 في الألف ذهب معادن أخرى<br />
عيار 18<br />
39 3138<br />
30<br />
وهذه هي الأنواع المصصره بالتعامل بها في المملكة.<br />
الذهب بين المطرقة والسندان<br />
في السابق، كانت أدوات الصصياغة مهصصورة بين عدد<br />
مهدود من الأدوات البسيطة، من أبرزها:المطرقة<br />
والسندان، والملاقط، وحديدة السهب، وهي عبارة عن<br />
حديدة مشقبة بسعة تدريجية ومرقمة، تستخدم لسهب<br />
الأسلاك الرفيعة حسب السماكة المطلوبة وبششكل داءري.<br />
البوتقة: وهي عبارة عن وعاء فخاري خاص مقاوم للنار.<br />
ومع استمرار عجلة التطور ظهرت ششيئاً فششيئاً أدوات<br />
جديدة اختصصرت الزمن الطويل الذي ينفقه الصصاءغ في<br />
صصناعة الهلي، كما ذللت الكشير من الصصعوبات التي كان<br />
يواجهها في الماضضي بيد أنها في الوقت نفسه أفقدته كشيراً<br />
من المششاعر الدافئة التي كانت تنشأ بينه وبين ما يقوم<br />
على صصناعته من حليٍ طالما أسبغ عليها من مكنونات<br />
نفسه وهي تأخذ في التششكل بين يديه.<br />
Shutterstock<br />
عالم ساحر مليء بالٔسرار والمتاعب<br />
بالأمسس كان عالم الصصياغة عالماً ششاقاً، لأن إنتاج أي حلية ذهبية<br />
ومن ثم بيعها يعني بالضضرورة المرور بسلسلة من المكابدات،<br />
تبدأ مع مراحل التصصنيع الأولى الأششبه بالطقوسس، وليسس لأن<br />
الصصاءغ المهموم بلقمة العيشش يهتاج خلال عمله لاستهضضار جل<br />
تركيزه وما يمتلك من دقة وقدرة على الابتكار والمهارة وخفة
صصياغة الذهب<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
اليد ليقوم على الصصناعة، يلاعب ششعلة النار متهكماً في توجيهها<br />
إلى بوءرة صصغيرة بعينها يروم لهامها بأخرى، أو يعالج قطعة ذهبية<br />
ربما يصصعب الإمساك بها بمواد كيمياءية خطرة، ليغليها بعد نهار<br />
مجهد قضضاه منكباً عليها يسامرها في اختناقات دكانه في حامضض<br />
تطفو فقاعاته في بوتقة خزفية، لينتهي به المطاف بعد ذلك إلى<br />
دفنها وعيناه تومضضان بريقاً يضضاهي بريقها في نششارة خششب أو<br />
رمل ساخن. هو عالم مليء بالمخاطر والقلق والأسرار التي لا يقف<br />
على كشير منها أو يفك ششفراتها ورموزها إلى الآن سوى أبناء المهنة<br />
ذاتها. فمن تهديد داءم للتعرضض للسرقات، إلى حاجة مستمرة<br />
للنزوه للهجر والأقطار الناءية من أجل توسيع داءرة الربه.<br />
وإن كان الأمر حالياً يبدو أقل عنتاً من السابق بعد أن قلصصت الآلة<br />
الوقت والجهد حيش الأفران الكهرباءية والقوالب الجاهزة التي تقوم<br />
على استنساخ العدد المطلوب من أي قطعة ذهبية، بيد أن طاءر القلق<br />
لا يزال يششاغب أصصهاب المهنة بسبب استهدافهم من اللصصوص،<br />
وكذلك نتيجة ارتفاع أسعار الذهب وتراجع الإقبال على ششراءه.<br />
مراحل الصصياغة<br />
لا يمكن للصصاءغ أن ينطلق في رحلة التصصنيع الششاقة والششاءقة<br />
في آن، قبل أن يهيئ أولاً معدن الذهب حسب المعيارية التي<br />
يريدها، مهولاً الذهب الخالص عيار 24 إلى عيار 21 أو 18<br />
بإضضافة معادن أخرى ومن أفضضلها النهاسس والفضضة لاششتراكها<br />
في الليونة والطواعية مع الذهب، مع الالتفات إلى أن النزول<br />
من عيار 24 إلى 21 مشلاً يزيد من صصلابة وقوة الذهب، إذ<br />
من المعروف أن ذهب عيار 24 لين نسبياً ولا يصصله لصصناعة<br />
الهلي. وتتمشل الخطوة الشانية بعد تجهيز المعيارية، في عملية<br />
Shutterstock
الكيمياء ششريك في الصصياغة<br />
لا يمكن للصصاءغ الاستغناء عن بعضض المركبات الكيمياءية<br />
التي تساعده على صصقل معدن الذهب وتلميعه، والتي لها دور<br />
مهم في فن الصصياغة، ومن أبرز هذه المركبات:<br />
Shutterstock<br />
المركب<br />
ماهيته<br />
استخدامه<br />
حامضض النيتريك (HN3)<br />
أسيد مرك َّ ز<br />
يستخدم في الغالب في تنقية الذهب من الششواءب<br />
(البورك) أملاه البوركسس<br />
لونها أبيضض وتذوب على ششكل<br />
مهلول في الماء<br />
تستخدم بهذا الششكل كعامل مساعد لانصصهار<br />
اللهام وانسيابه وانصصهار الذهب بالفرن<br />
حامضض الكبريتيك(H2SO4)<br />
أسيد درجة تركيزه تصصل إلى % 40<br />
ويستخدم في تنظيف القطع الجاهزة من البورك<br />
المهترق و تأثير النار بعد تجهيز القطع نهاءياً<br />
وإعطاءها اللون الطبيعي<br />
33 39 32 38<br />
حامضض الهيدركلوريك (HCL)<br />
أسيد بدرجة تركيز تتفاوت بين<br />
20 إلى % 40 يطلق عليها اسم<br />
(المياه الصصفراء)<br />
وتستخدم في تنظيف القطع الذهبية الجاهزة<br />
وإعطاءها اللون الطبيعي<br />
أملاه بيضضاء تستخدم على<br />
ششكل أملاه جافة أو مهلول<br />
لإعطاء القطع الجاهزة اللون الطبيعي بعد<br />
تنظيفها بهامضض الكبريتيك<br />
النششادرالهيدركلوريك (HCL)<br />
الصصهر، يليها الطرق، والسهب والصصب وغيرها من<br />
الخطوات حسب الموديل المراد تصصنيعه.<br />
الذهب بين المصصوغات والمقتنيات<br />
ثمة الكشير من المصصوغات المششهورة في دول الخليج،<br />
والتي حرصصت الجدات على اقتناءها والتزين بها في<br />
المناسبات والأعراسس ومنها: المرتعششة، والهامة،<br />
والمرية، والمرامي، والمناجر، والفتخ، والهزام،<br />
والبناجر، والقلاءد والخلخال والمهبسس، والتي تجسد<br />
أصصالة التراش وتعبر بما تهوي من فن يدفع للتأمل في<br />
قيم الهب والخير.<br />
الهامة والمرتعششة كانتا من جهاز العروسس الخليجية فيما مضضى<br />
وفي الأعوام الأخيرة ششهد ترصصيع الذهب بالأحجار<br />
الكريمة وششبه الكريمة تطورًا ملهوظً ا، وبدت التصصاميم<br />
أكشر حداثة ومواكبة للعصصر بهيش أصصبه من المتعذر<br />
أحياناً التفريق بين قطعة إكسسورات وقطعة ذهب عيار<br />
18 مشلاً لتششابه موديلاتهما. وفي جميع الأحوال لا يمكن<br />
SSPC
صصياغة الذهب<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
للصصاءغ أن يخفي استمتاعه<br />
بهذه الهرفة التي تعبر عن فن<br />
راق، ورهافة حسس، وخبرة وكشير<br />
من التأني والصصبر والدقة. كما<br />
أن الذهب استعمل في تطعيم<br />
وتطريز ألبسة وعروشش الملوك،<br />
وكذلك صصناعة التيجان والأساور<br />
والأقراط والأواني والمسكوكات،<br />
وخلد التاريخ للٕنسانية تهفاً<br />
ذهبية أثرية نادرة احتلت مكانة<br />
بارزة في زوايا العديد من<br />
متاحف العالم، مشل: «متهف<br />
المجوهرات الملكية» في مصصر<br />
والذي يضضم نهو11 ألفاً و500 قطعة تخص أفراد الأسر<br />
المالكة التي حكمت مصصر، وتششتمل على: «فناجين،<br />
وساعات، وحافظة نقود، ولوحة ششطرنج، وعصصا،<br />
ودبابيسس، وساعات، وأوسمة، وعملات، وأوان، وحلي».<br />
ويعد هذا المتهف من أجمل المعالم السياحية في<br />
الإسكندرية حيش يضضم مجموعة نادرة وراءعة من التهف<br />
والمجوهرات والهلي والمششغولات الذهبية والأحجار<br />
الكريمة والساعات المرصصعة بالجواهر والألماسس، فيما<br />
يعرضض متهف بيروت الوطني كنوزاً ذهبية بيزنطية،<br />
ومجموعة حلي نادرة من العصصر المملوكي.<br />
احتلت الٓلة تدريجياً<br />
المساحة الكبرى<br />
في هذه الصصناعة<br />
التي آلت إلى الٔيدي<br />
العاملة الوافدة،<br />
بعد أن تقلصص عدد<br />
الهرفيين المهليين<br />
مع زحف التمدن،<br />
وضآلة الربه مقارنة<br />
بالجهد المبذول<br />
يششكل هذا الكرسي الفرعوني دليلاً<br />
قاطعاً على أن المششغولات الذهبية<br />
كانت قديمة جداً<br />
Shutterstock<br />
مدارس صصياغة الذهب<br />
من أششهر المدارسس في صصياغة الذهب، المدرسة الإيطالية،<br />
والهندية، والعراقية، ويمشل الشقل العالمي حالياً لهذه<br />
المهنة، دول الخليج العربي، نتيجة توفر روءوسس الأموال<br />
الكبيرة والتقنيات الهديشة وحالة الاستقرار السياسي<br />
والاقتصصادي، ما مكنها من إنششاء ورشش عمل ضضخمة تضضم<br />
مئات العمال الفنيين من مختلف الجنسيات، وبخاصصة<br />
الهندية والباكستانية.<br />
أما مهنة صصياغة الذهب في المملكة العربية السعودية<br />
فهي من المهن التي ششهدت في السنوات الأخيرة ضضموراً<br />
ملهوظاً في الأيدي العاملة المهلية بسبب انصصراف<br />
الأجيال الجديدة للدراسة طمعاً في الهصصول على<br />
وظاءف مستقرة ذات دخل ثابت، ما أدى إلى استقدام<br />
الأيدي العاملة الأجنبية التي أوكل إليها أمر هذه<br />
الصصناعة في عدد من الورشش المتخصصصصة التي تعرضضت<br />
هي الأخرى موءخراً لأزمة نجم عنها عمليات إغلاق بسبب<br />
ارتفاع أسعار الذهب.<br />
SSPC<br />
البناجر من المششغولات الذهبية المهلية
Shutterstock<br />
35 39 3934<br />
38 38<br />
زراعة الوجه<br />
مالمح مسروقة<br />
ماذا لو فاجأك صصديقك الذي تعرفه منذ زمن بملامه وجه مختلفة..<br />
بأنف آخر، وشفاه أخرى، وذقن مختلف، وعينين مختلفتين، لكنه<br />
يقسم لك إنه صصديقك، بذاكرته وروحه.. هل ستصصدقه؟!<br />
هذا التساوءل لم يُطره من وحي فيلم «فيس أوف» الذي أنتج في<br />
التسعينيات الميلادية، إنما أُثير بسبب ما يتردد في الٔوساط العلمية<br />
حول عملية زراعة الوجه التي أصبهت ممكنة، وربما في القريب<br />
العاجل لجأ إليها من لا يعجبه وجهه. وسط المخاوف والانتقادات<br />
د.لبنى عبدالغفور تجول بنا في عالم زراعة الوجه، حيش الملامه<br />
مسروقة من الموتى!<br />
AFP
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
عالم الطب والتجميل يهفلان بالغراءب والأششياء التي لا تُصصدق،<br />
أحياناً، فمن زراعة القلب والكلى والكبد وربط الأنسجة ببعضضها في<br />
عالم الطب، ومن البوتكسس لرفع الهواجب والفيلر لتعبئة الخطوط<br />
الغاءرة وتقويم الأنوف في عالم التجميل، يتضضافر الطب والتجميل<br />
في عمل أكشر ضضرورة من التجميل وحده وأكشر تطلباً من الطب وحده<br />
ليقفا معاً تهت مسمى الطب التجميلي ليقوما بعمل راءع ومخيف،<br />
في الوقت نفسه، إنه زراعة الوجوه.<br />
زراعات متعددة<br />
دخلت عمليات زراعة الوجه مرحلة ثورية، وذلك منذ عام<br />
2005م، عندما تمت في فرنسا أول عملية زراعة لنصصف<br />
الوجه السفلي لسيدة في الشامنة والشلاثين تدعى ايزابيل<br />
دينوار. كانت قد تعرضضت للعضض من كلبها وهو يهاول إيقاظها<br />
من غيبوبة. ثم تتالت العمليات. ففي عام 2006م تمت عملية<br />
زراعة وجه لرجل في الصصين تعرضض لهجوم وحششي من دب<br />
ترك له وجهاً مششوهاً، حيش فقد جزءاً كبيراً من الأنسجة في<br />
جانب وجه الأيمن ما جعله يبدو بنصصف وجه، وقد تم زرع<br />
أنسجة له من متبرع توفي في حادش مروري. أما في عام<br />
2009م فخضضعت كوني كولب وهي سيدة أمريكية لزراعة وجه<br />
بديل عن وجهها الذي تلفت ملامهه جراء إصصابته برصصاصصة،<br />
حيش تلف الأنف والخدان وسقف الفم وإحدى عينيها. ولقد<br />
تمت زراعة هذا الوجه من متبرع توفي إكلينيكياً، إذ استأصصل<br />
الأطباء من المتبرع أنفه، وششفته السفلى، وعظام خدّ يه لتزرع<br />
في وجه هذه السيدة التي نعمت، بعدها، بوجه طبيعي، إلى<br />
حد ما، بعد ما كانت تهمل وجهاً مششوهاً لمدة خمسس سنوات.<br />
لقد قام فريق طبي في مستششفى كليفلاند بقيادة رءيسة قسم<br />
أبهاش جراحة التجميل ماريا سيمونو بهذه العملية المعقدة<br />
التي استغرقت 22 ساعة واستطاعوا فيها أن يرمموا %80 من<br />
وجه كوني. الجدير بالذكر أن سيمونو أمضضت سنوات عديدة<br />
للٕعداد لهذه العملية المعقدة. فقد قام الفريق بعمليات<br />
زراعة وجوه على أجسام ميتة تم التبرع بها للٔبهاش الطبية.<br />
في عام 2010م تمت لأول مرة زراعة وجه بالكامل لرجل<br />
في إسبانيا كان قد تعرضض وجهه بالكامل لتششوهات جراء<br />
إطلاق ناري في عام 2005م، ما أدى إلى تلف ملامهه.<br />
فقام فريق طبي مكون من 30 طبيباً في مستششفى<br />
دهيبرون الجامعي في برششلونة بإجراء عملية الزراعة<br />
التي استغرقت 24 ساعة.<br />
أما أغرب عملية زراعة وجه وأحدثها فأجريت في فرنسا،<br />
في عام 2011م، حيش تم زرع وجه بالكامل لرجل في<br />
الخامسة والشلاثين من العمر عانى خللاً جينياً أصصابه<br />
بتششوهات في الوجه، وكان الوجه الجديد قد فصصل بالكامل<br />
من متبرع ميت، بكل ملامهه: بالأنف.. والششفتين..<br />
والأجفان.. والأهداب. وكان انتزاعه لزرعه أششبه ما يكون<br />
مشلما حدش في فلم «فيسس أوف» الذي اُستبدل فيه وجه<br />
جون ترافولتا بوجه نيكولاسس كيج والعكسس!<br />
الجدل حولها<br />
إن عمليات زراعة الوجوه باتت اليوم مشيرة للجدل، فبعد<br />
أن كانت في الماضضي مستهيلة الهدوش أصصبهت اليوم<br />
متداولة. حيش جعلت بعضض المهتمين يتساءلون إن كانت<br />
أخلاقية أم لا! فزراعة الوجه، كما هو الهال، تتطلب<br />
التبرع مشلما يهدش في عمليات زراعة القلب في حال<br />
وفاة المتبرع، فمن غير المنطقي أن يمنه ششخص وجهه<br />
وهو على قيد الهياة، بخلاف أن في حاله التبرع بالوجه<br />
فإن الششخص المريضض يُمنه ملامه ظاهرة من المتبرع<br />
المتوفى، ما يسبب الضضيق لأهل المتبرع وأصصدقاءه. كما<br />
أن المنتقدين يرون أن هذه العمليات ليست للمهافظة على<br />
الهياة، إنما، فقط، لتهسين الوضضع!<br />
أما على الصصعيد الصصهي فإنها مشار للانتقاد في<br />
الأوساط العلمية، إذ إن المريضض سيخضضع مدى<br />
الهياة لتناول أدوية تُهج ِّ م من المناعة لكي لا ترفضض<br />
هذا الوجه المزروع، ما يسبب له تلفاً في أعضضاءه
التي سلامتها تضضمن له استمرارية الهياة. ويضضيف<br />
المنتقدون أضضراراً أخرى لها.<br />
إن أخطارها على المستوى<br />
الأخلاقي والقانوني يمكن التنبوء<br />
بها، فربما مع تطورها وسهولتها<br />
اُستخدمت لأغراضض غير نزيهة<br />
كتسهيل عملية فرار المجرمين<br />
من جراءمهم بارتداءهم أقنعة<br />
داءمة، أو هروب المسوءولين من<br />
المسوءوليات، كما سيسهل خداع<br />
الناسس، ما يجعل الهياة أششبه<br />
بهفل تنكري!<br />
هذا النوع من<br />
الزراعة مشار للانتقاد<br />
في الٔوساط العلمية،<br />
حيش تفرضض على<br />
المريضض تناول<br />
الٔدوية التي تُهجّ م<br />
مناعته ما يجعله<br />
فريسة للٔمراضض<br />
صصعوبات تواجهها<br />
إن عمليات زراعة الوجه تواجه صصعوبات كشيرة، سواءً على<br />
المستوى الجراحي أو النفسي الذي يظهر أثره في الجهات<br />
المانهة أو المتبرعة. فمن الصصعوبة أن تجد أهل المتوفى<br />
وهم في حالة أسى يكون لديهم الاستعداد النفسي للتبرع<br />
بجزء واضضه من فقيدهم للمريضض مشل: الأنف أو الششفتين<br />
أو الخدين. أيضضاً، من جهة أخرى تكمن الصصعوبة في<br />
خضضوع المريضض للتقييم السريري والنفسي قبل إجراء<br />
العملية، ومدى تقبله لوجه لم يعتده، وربما كان لا يششبه<br />
وجهه الأصصلي إطلاقاً. مما يجعله عرضضه لآلام نفسية<br />
يصصعب على المرء تهملها.<br />
وبعدها تهتاج العملية عند الانتهاء منها لعدة ششهور قبل<br />
أن يقرر الفريق الطبي، الذي أجراها، مدى نجاحها، وهذا<br />
الوقت الذي يلزم الأعصصاب لتششفى. كما أن عمليات زراعة<br />
الوجه تتطلب جهداً ووقتاّ أكشر مما تتطلبه زراعة أيّ عضضو<br />
آخر، وذلك مشل زراعة الجلد والعضضلات وربط الأوردة<br />
1.صصورة للوجه بعد ترميم عظام الفك العلوي وسقف الهلق 2.صصورة تبين مدى التلف الذي أصصاب<br />
الوجه من جراء إطلاق النار عليه<br />
والششرايين والخلايا العصصبية التي تتيه للمريضض سهولة<br />
تهريك قسمات الوجه. بالإضضافة إلى آراء المنتقدين الذين<br />
يوءلبون الرأي العام أحياناً ضضد مسيرة الأبهاش لزراعة<br />
الوجوه. كما أن الفريق الطبي الذي يقوم بهذه العمليات يضضع<br />
اعتبارات كشيرة في هذا النوع من العمليات كي لا تتعرضض<br />
للفششل. وهذه الاعتبارات هي: نوع نسيج البششرة، ونوع الجنسس<br />
إن كان ذكراً أو أنشى، والعمر، ولون البششرة.<br />
حياة جديدة<br />
خلال سبع سنوات من 2005 م حتى 2011م كانت قد<br />
تمت حوالي 18 عملية لزراعة الوجه في العالم، وذلك<br />
في فرنسا والولايات المتهدة، وإسبانيا والصصين.<br />
وخلال هذه السنوات السبع والعمليات عرضضة للٕخفاق<br />
والضضجيج الإعلامي. ولعل فلم «فيسس أوف» الذي سبق هذه<br />
العمليات حيش أنتج في عام 1997م أي قبل أول عملية<br />
بست سنوات، كان السباق في طره الفكرة أمام الملٔ<br />
من خلال فلم سينماءي، لكنه لم يكن السابق في إعادة<br />
الوجه الهقيقي لأصصهابه. إذ حدش عام 1994م في الهند<br />
في إقليم البنجاب أن أُعيد وجه الطفلة سانديب التي لم<br />
تتجاوز تسعة أعوام، وكانت قد تعرضضت لهادش بواسطة<br />
آله الهرش مما جعل جلدة وجهها وفروة رأسها تنفصصل<br />
تماماً عن جمجمتها، فهرع بها والدها إلى المستششفى وهو<br />
يهمل وجهها في كيسس بلاستيكي. تمكن الجراه توماسس<br />
ابراهام من إعادة زرع الششرايين والجلد، وكانت العملية<br />
ناجهة جداً ولم تخلف إلا بعضض الندوب، مما منه سانديب<br />
الصصغيرة أملاً في الهياة. وتعد هذه العملية هي أول عملية<br />
تضضع الأبجديات الأولى في عمليات زراعة الوجه، ولكن<br />
بملامهها هي.. ولم تكن الملامه مسروقة!<br />
SSPC<br />
3<br />
2<br />
1<br />
1.صصورة لكوني كولب قبل عملية زراعة الوجه 2.صصورة بعد العملية 3. صصورة<br />
لكوني بعد مرور سنة على الصصورة رقم(2)<br />
39 3738<br />
36
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
لن يتيه أحد بعد اليوم!<br />
أكثر ما يقلق الأم حين الخروج للنزهة هو ضضياع طفلها منها.<br />
وأكثر ما يقلق الأبناء هو ضضياع كبار السن المصصابين بالزهايمر<br />
عنهم. جاءت ششركة «جي تي إكسس» GTX Corp لتمهو<br />
هذا القلق وتمنه الأهالي نزهة ماتعة. تختص هذه الششركة<br />
الأمريكية بتصصنيع أجهزة «جي بي إس» لتهديد المواقع.<br />
طرحت «جي تي إكسس» حذاء رياضضياً مزوداً بجهاز «جي بي<br />
إس» صصغير داخل منطقة الكعب. تقوم فكرة الهذاء على<br />
تحديد مكان الششخص بدقة من خلال موقع على الإنترنت،<br />
إضضافة إلى إمكانية تحديد منطقة معينة للتهرك وإطلاق<br />
صصوت إنذار إذا تعداها الششخص. هذا الهذاء سيضضمن<br />
راحة البال لكل من يرعى الأطفال، ومرضضى الزهايمر<br />
الذين يقرب عددهم من 5 ملايين في أمريكا وحدها. مما<br />
يضضفي قيمة تنافسية للمنتج هو أن الجهاز مخفي، فلن<br />
ينزعج الششخص من كونه تحت الأنظار. يباع الهذاء في<br />
محال أيتركسس للرجال<br />
والنساء. ولم يتوافر<br />
للأطفال بعد. ضضمت<br />
المجموعة الأولى 3 آلاف<br />
زوج من الأحذية بتكلفة<br />
تبلغ 300 دولار أمريكي.<br />
العطر في قالب دواءي<br />
اعتدنا أن نهارب رواءه الجسم غير المرغوب فيها برذاذ عطر<br />
نرششه على الجلد من الخارج، فهل من الممكن أن نتغلب على كريه<br />
الرواءه من منششئها في داخل الجسم؟<br />
هذا السوءال حيرّ العالمة الأسترالية لوسي ماكري ودفعها الفضضول<br />
للبهش عن إجابة ششافية. بعد سلسلة طويلة من التجارب والأبهاش،<br />
توصصلت ماكري بالتعاون مع عالم الأحياء العربي ششريف منسي<br />
إلى اختراع لا سابق له في عالم العطور. تمكنا من تصصنيع كبسولة<br />
عطرية تحول راءهة العرق في الجسم إلى راءهة زكية. تحتوي<br />
الكبسولة على مواد تنطلق من الكبسولة بعد هضضمها وتتفاعل<br />
كيمياءياً مع سواءل الجسم. لا يقضضي هذا الاختراع على راءهة<br />
الجسم المميزة لكل إنسان، فعطر الكبسولة يختلف باختلاف<br />
الإنسان المستخدم له. يسعى العالمان للتعاقد مع ششركات التجميل<br />
لإطلاق هذا المنتج المتوقع أن يهدش تجديداً في عالم العطور.<br />
زاد العلوم<br />
AFP<br />
sspc<br />
باندا الصصين في غابات إسكتلندا<br />
تتطلع غابات إسكتلندا الساحرة باستمرار إلى إثراء البيئة الهيوانية<br />
لديها وحماية الهيوانات من الانقراضض. وعلى مر خمسس سنوات،<br />
سعت جمعية إسكتلندا الملكية للهصصول<br />
على زوج من الباندا العملاقة من إقليم<br />
سيتششوان جنوب غربي الصصين. وصصل زوجا<br />
الباندا ولهما من العمر ثمان سنوات إلى<br />
العاصصمة الإسكتلندية- أدنبرة في ديسمبر<br />
2011م على متن طاءرة خاصة وطاقم<br />
رعاية متكامل، حرصاً على سلامتهما.<br />
يأتي نقل تيان تيان «الهلوة»، ويانغ قوانق<br />
«شروق الششمسس» بعد مرور 17عاماً على<br />
غياب الباندا عن الأراضي البريطانية في<br />
عام 1994م. ستمكش الباندا عششر سنوات<br />
في غابات إسكتلندا على أمل أن تتكاثر قبل<br />
أن يهين موعد ردّها إلى موطنها. ينظر<br />
الصصينيون إلى منه الباندا هدية دلالة على<br />
طيب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
النفط في سلة الفواكه<br />
يسعى الباحشون باستمرار لإيجاد بداءل عن النفط، وذلك تفاديًا لتداعيات نضضوبه في المستقبل. وفي اكتششاف لافت وغريب،<br />
وجد البروفيسور البريطاني جيمسس كلارك طريقة لتهويل قششر البرتقال إلى نفط.<br />
كل ما يتطلبه استخلاص النفط من البرتقال هو فرن كهرباءي فقط؛ فعندما تتعرضض جزيئات القششرة إلى إششعاع حراري<br />
مرتفع، تتفكك جزيئاتها لتنتج غازات ممكن تقطيرها ليتهول إلى ساءل. قام كلارك في تجاربه باستخدام الساءل في<br />
أغراضض متعددة كإنتاج النفط وتصصنيع البلاستيك والوقود ومادة البكتين. لقيت هذه الفكرة اهتمام جامعة يورك، فقامت<br />
موءخراً بإنششاء ششركة أوبيك (ششركة استغلال قششر البرتقال) المستقلة عن منظمة الأوبك العالمية. في حين يُلقى قششر<br />
البرتقال بكميات هاءلة في النفايات، تقوم ششركة أوبيك بجمع أطنان من القششر لإجراء المزيد من التجارب والأبهاش.<br />
قامت أوبيك بالتعاون مع مصصانع عصصير البرتقال في البرازيل واستراليا للاستفادة من المخلفات. يسعى كلارك لتوسيع<br />
تجاربه لتششمل منتجات نباتية أخرى كقششر التفاه وحبوب القهوة والأرز والجوز والكاجو. كما يتوقع أن يششكل هذا الاختراع<br />
علامة فارقة في طرق توليد الطاقة الكهرباءية.<br />
39 35 39 38<br />
38<br />
Shutterstock<br />
روبوت يعتني بششعرك<br />
قد يكون غسل الششعر عملاً بالغ السهولة بالنسبة للكشيرين، لكن هناك من<br />
يتكاسل عن القيام به. لقد ششعر المبتكر الياباني توهر وناكامورا بمسوءوليته تجاه<br />
المعاناة اليومية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصصة. فعمل ناكامورا بجهد<br />
تحت ظل ششركة باناسونيك للٕلكترونيات لتطوير روبوت يهاكي دقة عمل يدي<br />
البششر ويتفوق عليهما بعدد الأصصابع. بأربعة وعششرين أصصبعاً تتهرك بتناغم<br />
يقوم هذا الإنسان الآلي بغسل الششعر وتدليك الرأسس خلال ثلاش دقاءق. ما<br />
على الششخص سوى أن يتكئ برأسه على كرسي فخم يهاكي مقاعد صصالونات<br />
التجميل ويدع مهمة العناية<br />
بششعره للروبوت.<br />
سيطره هذا الجهاز في<br />
انطلاقته الأولى مطلع<br />
عام 2012 م لدور الرعاية<br />
والمستششفيات بششكل خاص.<br />
يسعى ناكامورا للعمل على مزيد<br />
من التقنيات التي توءمن الراحة<br />
وسهولة الأداء لمن لا يستطيع<br />
توفير الرعاية الكاملة لنفسه.<br />
sspc<br />
sspc
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
في عام 2011م المليء بالمفارقات وغريب الأحداش، افتتهت أبواب<br />
الهظ أمام وكالة الفضضاء الأمريكية ناسا. حيش تمكن الباحشون<br />
خلال هذا العام من تحقيق نتاءج مذهلة لدراسات مكشفة حاول<br />
خلالها العلماء كششف وجود كواكب تصصله للعيشش البششري.<br />
كوكب «كيبلر 22 بي /» kipler 22b هو الأول من نوعه في مششابهته<br />
الششديدة لكوكب الأرضض واحتواءه على المسطهات الماءية مما يجعله<br />
موءهلاً للعيشش. سمي الكوكب بهذا الاسم نسبة إلى تلسكوب كيبلر<br />
المستخدم ودرجة حرارته الملاءمة للٕنسان والبالغة 22 مئوية.<br />
لكون الكواكب غير مضضيئة بذاتها ويصصعب اكتششافها، ساد<br />
الاعتقاد لفترة طويلة من الزمن بأن وجود الكواكب حكر على<br />
النظام الششمسي. قامت ناسا في عام 2009م بكسر هذا الاعتقاد<br />
حيش أطلقت تيلسكوب كيبلر للبهش عن أجرام جديدة، ويتم<br />
يومياً اكتششاف المزيد من الكواكب إلى أن بلغ العدد 2362 كوكباً<br />
وما زال في ازدياد. يقوم التلسكوب المزود بكاميرا تلتقط صصوراً<br />
كوكب كيبلر ٢٢ هو الٔمل!<br />
AFP<br />
رسم توضضيهي للنظام الذي يسير به كوكب كيبلر22- بي ب مقارنة بالكواكب<br />
في النظام الششمسي.<br />
على بعد 3 آلاف سنة ضضوءية بتغطية المنطقة الواقعة بين برجي<br />
القيشارة والدجاجة داخل مجرة درب التبانة. على الرغم من أن<br />
كوكب «كيبلر 22 بي» اكتششف في عام 2009م، إلا أن فريق البهش<br />
انتظر ثلاش سنوات حتى يتأكد من مروره أمام نجمه في كل سنة.<br />
وبعد التيقن من كونه كوكباً أعلن عنه في ششهر ديسمبر 2011م.<br />
يدور الكوكب الواقع خارج نظامنا الششمسي حول نجم مششابه<br />
جداً للششمسس في منطقة أطلقت عليها ناسا اسم المنطقة الموءهلّة<br />
للسكنى. يميز هذه المنطقة وجود مياه ساءلة والعناصصر الأساسية<br />
للهياة. رغم قرب كيبلر من النجم المششع الذي يدور في فلكه إلا أن<br />
هذا النجم أقل حرارة من الششمسس وأصصغر حجماً منها، ويستغرق<br />
290 يوماً لإنهاء دورانه السنوي حول نجمه. يبلغ حجم كيبلر<br />
2.4 ضضعف حجم الأرضض إلا أنه يعد الأصصغر في مجموعته. تساوي<br />
كشافة كيبلر كشافة الأرض (5.515 غ/سم3)، بينما جاذبية<br />
سطهه تصصل إلى 2.4 من جاذبية الأرض. ولا تزال الدراسات<br />
قاءمة لتهديد الكتلة والتركيب العنصصري والبيئي له. يبعد كوكب<br />
«كليبر22 ب» عن الأرضض بمقدار 600 سنة ضضوءية؛ فهو قريب في<br />
المعايير الفلكية لكن الوصصول إليه في المعايير البششرية يعد ضضرباً<br />
من المستهيل.<br />
يعد هذا الاكتششاف بصصمة كبيرة في عالم الفلك، وهو كفيل بفته<br />
آفاق لا حصصر لها للباحشين. من المتوقع أن يستمر اكتششاف كواكب<br />
أخرى ششبيهة بالأرضض، حيش تششير الدراسات إلى أنها منتششرة<br />
بكمية لم يتصصورها الفلكيون من قبل. لا يستبعد علماء ناسا وجود<br />
حياة على الكواكب المششابهة للٔرضض، ولكن قد يقف بُعْدُ المسافات<br />
الهاءل حاءلاً دون التهقق من ذلك.<br />
من طريف ما يذكر أن الاهتمام بهذا الكوكب التوأم للٔرضض لم<br />
يقتصصر على الفلكيين، بل على اهتمام الأدباء أيضضاً. فهناك من<br />
الكتّاب من أبهر بخياله إلى الهياة الجديدة على سطه كيبلر<br />
بعيداً عن الكرة الأرضضية التي لوثتها الهروب، وأثقلت كاهل<br />
سكانها فصصول الصصراع المستمر.<br />
AFP<br />
AFP
41 40<br />
أشجار في الهواء<br />
ليس من الضضروري أن يكون لديك حديقة كي تزرع زهرة، لكن من<br />
الضضروري أن يكون لديك تربة وماء لتزرع هذه الزهرة. ماذا لو أخبرتك<br />
روناء المصصري في هذا الموضضوع أنك لكي تزرع خضضراواتك المنزلية<br />
وششجيراتك الصصغيرة وحتى أزهارك لن تهتاج بعد اليوم إلى التربة؟!<br />
ما هو تعريف الهياة؟ هناك تعريف علمي وآخر<br />
يمكن الإحساسس به حين نمعن النظر في كل ما حولنا<br />
من طبيعة، مشل المزروعات الخضضراء أو الهيوانات<br />
أو الأسماك، وبالطبع الإنسان. وبما أن العلم أجمع<br />
على أن الماء هو أساسس وجود الهياة، فلا يمكننا بأي<br />
حال أن نغفل ذكره عندما نتهدش عن الهياة، ولكننا<br />
نستطيع الاستغناء عن وجود التربة أحياناً فالهياة<br />
في المهيطات لا تتطلب وجود يابسة أو مراعٍ أو جبال،
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
Shutterstock<br />
وبهذا الششكل صصرنا نتهدش عن حياة بدون تربة! بدت<br />
الفكرة غريبة بعضض الششيء في البداية، لكن بقليل من<br />
القراءة في أبهاش الفضضاء أو حتى في أبهاش الأرضض،<br />
تجد أن هناك إمكانية أن تظل الهياة موجودة على<br />
كوكب ماءي تماماً، بدون تربة، وهو ما يهاول العلماء<br />
الكششف عنه، فلا مانع مشلاً من أن نجد عمليات تهجير<br />
مستقبلية إلى كوكب آخر لمجرد أن فوق سطهه ماء،<br />
وأن هناك بيوتاً يمكن بناوءها في الماء أو تحت أعماق<br />
سهيقة، وأن هناك حيوانات ومراعي خضضراء يمكن<br />
إنباتها في الماء أيضضاً. لكن بما أن الخيال متاه ومباه،<br />
لن أستمر في الانسياق خلفه، وعوضضاً عن ذلك سأقدم<br />
تجربة أكثر واقعية يمكن أن نتقبل وجودها في حياتنا<br />
على كوكب الأرضض بدون الهاجة إلى الهجرة إلى أرضض<br />
جديدة. تعتمد الفكرة على استغلال الأسطه المنزلية<br />
أو حتى البلكونات الضضيقة أو الأماكن الداخلية في<br />
المنازل، وحتى الأماكن غير المستخدمة في المصصاله<br />
الهكومية أو الششركات في تكوين مزارع نباتية لا تعتمد<br />
على الطقسس أو حتى على وجود تربة، فقط تعتمد على<br />
الماء. هذه التقنية معروفة باسم الزراعة بالماء وبدون<br />
تربة أو علمياً .Hydroponic<br />
اجتماع اأسري<br />
مع ضضغط الهياة وإيقاعها السريع أصصبه الجميع يلهش<br />
وراء توفير لقمة العيشش «هكذا نطلق على الأعمال<br />
اليومية»، ومع صصيهات التهذير والوعيد بأن مواردنا<br />
المتاحة فوق الأرضض لن تكفي احتياجاتنا اليومية من<br />
طعام وششراب، بدت الهاجة ملهة أمام العلماء في<br />
البهش عن سبل جديدة للزراعة بهيش تحقق كل أسرة<br />
اكتفاءها الذاتي من لقمة العيشش، وتعتمد على نفسها<br />
في تحقيق معادلة الغذاء الصصهي والطازج، بل وتصصبه<br />
الأسرة أسرة منتجة بدلاً من كونها أسرة مستهلكة<br />
فقط، وبدت لي هذه الطموحات والأفكار بمنزلة حل<br />
جديد ووسيلة جديدة لكي تجتمع الأسرة العربية مرة<br />
أخرى في مواعيد منظمة وعلى هدف واحد، وأن يلتقي
Shutterstock<br />
الجميع دون الششعور بأن الوقت الذي يمضضيه الأفراد<br />
في محيط أسرتهم هو وقت مستقطع بخسارة مادية،<br />
بل سيهتل أولوية ما في أجندة الأعمال اليومية عندما<br />
يتهقق خلال هذا الوقت استشمار للموارد المتاحة<br />
للٔسرة بدون أعباء إضضافية، فاحتياجات هذا المششروع<br />
لا تتكلف الكشير ولا تحتاج إلى الكشير من المتطلبات<br />
بل يعتمد في الأساسس على البهش في الأششياء القديمة<br />
المستعملة، بغرضض إعادة توظيفها من جديد.<br />
يمكن إنششاء وحدات إنتاج<br />
للخضضراوات على أسطه<br />
البنايات الضضخمة وعلى<br />
منصصات التنقيب عن<br />
البترول في عرضض البهار<br />
وكذلك في الغواصصات<br />
الماءية<br />
القدمي اجلديد<br />
هل قررت التخلص من حوضض الاستهمام القديم وأن<br />
تستبدل به حوضضاً كبيراً وحديشاً؟<br />
إذن فكر مرة أخرى قبل أن تلقي به إلى الششارع،<br />
فهذا الهوضض قد يكون نواة لمششروع<br />
يدر ربهاً، ويهقق اكتفاء ذاتياً من<br />
الخضضراوات اليومية الطازجة مشل<br />
الخسس، والبقدونسس، والكزبرة، وإكليل<br />
الجبل، والريهان والجرجير، وغيرها<br />
من الأعششاب التي اندثرت من طعامنا<br />
على الرغم من فواءدها الصصهية<br />
الجمة، ولكن ليست هذه كل المهاصصيل<br />
التي يمكن أن نزرعها داخل الهوضض<br />
القديم، فهناك المهاصصيل الشمرية مشل<br />
الطماطم، والخيار، والفاصصوليا والفلفل، وغيرها من<br />
المهاصصيل التي لا يمكن الاستغناء عنها يومياً في كل<br />
الوجبات الشلاش، لكن هنا تزيد ميزة كونها طازجة<br />
ونظيفة وغير مسرطنة لأنها لم تعامل بالمبيدات، كما<br />
أنها تحت إششراف سيدة المنزل ورب المنزل وأهل المنزل<br />
جميعهم، فلها بالتأكيد مذاق خاص جدً ا!!<br />
ولكن ماذا لو مل يكن لديك حوض استحمام قدمي؟<br />
هناك بداءل متعددة وكشيرة تتيه لك فرصصة زراعة<br />
الخضضراوات منزلياً حتى بدون أن يكون لديك مكان<br />
بالمعنى المفهوم أو مساحة تسمه للزراعة، فبعضض<br />
المنازل لها أسطه كبيرة وخاوية، عادة ما تخصصص<br />
لخزانات المياه أو لأطباق الاتصصالات، واليوم ستضضاف<br />
إليها مهمة جديدة وهي تحقيق الاكتفاء الذاتي من<br />
المهاصصيل المهمة في التغذية، وعلى هذه الأسطه<br />
يمكن الزراعة داخل أنابيب تجري فيها المياه حاملة<br />
معها المغذيات السمادية للنباتات في دورة مغلقة<br />
وبهيش يصصبه من الممكن الهصصول على منتجات<br />
غنية وششهية من الخضضراوات.<br />
ولكن ماذا لو مل تكن هناك أسطح يف املنازل؟<br />
أضضف إلى قاءمة البداءل المتاحة بديلاً جديداً وهو<br />
الأركان المنزلية التي عادة ما تتزين بنباتات للزينة<br />
لا يكون لها استخدام حقيقي، ناهيك عن ارتفاع<br />
تكلفة بعضض أنواعها مادياً، وهنا يمكن البدء بتغيير<br />
مفاهيمنا عن التجميل المنزلي بالنباتات عن طريق أن<br />
نستبدل بتلك السلالات نباتات أخرى من المهاصصيل<br />
ذات الاستخدامات اليومية، وبعضضها له راءهة جميلة<br />
حقاً مشل الريهان، أو البقدونسس، أو النعناع، الأمر<br />
الذي يضضفي رونقاً وراءهة عطرية جميلة داخل المنزل،<br />
بل إن حواء بهبها للجمال يمكنها أن تستخدم بعضض<br />
مواد تجميلها مشل «حجر الخفاف» الذي تستخدمه في<br />
الهفاظ على جمال قدميها لتزرع على سطهه نباتات<br />
ذات قيمة اقتصصادية مفيدة!<br />
كما يمكن الاستعانة بجزء قليل داخل المنزل في منطقة<br />
جيدة الإضضاءة بجانب النوافذ لوضضع وحدة إنتاج<br />
صصغرى لا تتعدى مساحتها مترين مربعين إلى 3 أمتار<br />
43 42
أششجار في الهواء<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
Shutterstock<br />
مربعة لإنتاج احتياجات أسرة مكونة من 3 أفراد إلى<br />
5 أفراد اعتماداً على الزراعة من دون تربة.<br />
من الفكرة إىل التطبيق<br />
ما هي متطلبات الزراعة المنزلية؟<br />
دعونا نتفق أولاً على أن أي مششروع بهاجة إلى<br />
طاقة تششغيل، هذه الطاقة متوافرة في المنزل لأنها<br />
قادمة من الكهرباء المنزلية والتي يدفع أجرتها رب<br />
المنزل ششهرياً، وعادة ما تششكو الأسر العربية من أن<br />
الكهرباء لا يتم ترششيدها بششكل حقيقي، وأن<br />
جزءًا منها يتم إهداره بششكل كبير<br />
دون فاءدة حقيقية، وهنا يأتي<br />
دور الزراعة المنزلية<br />
إذ تعد تدريباً<br />
جديداً لكل أفراد<br />
الأسرة على ترششيد<br />
استهلاكهم للطاقة<br />
حتى الطاقة<br />
الششمسية التي<br />
تدخل إلى منزلهم<br />
كل صصباه. فالنبات كالطفل<br />
يهتاج إلى رعاية وملاحظة،<br />
ويبدو أن اهتمام الإنسان<br />
بششيء حي هو فطرة داخله<br />
يتعاطف معها ويهتم لأجلها وإلا ما<br />
زاد الششغف باقتناء الهيوانات الأليفة،<br />
أو حتى بوجود زراعات الزينة المنزلية،<br />
وعندما يرتبط الأمر بالغذاء فإن الاهتمام<br />
يزيد بطبيعة الهال. هكذا وفرنا أول مطلب<br />
لبدء التششغيل..<br />
المششروع في خطوات ينبغي توافر الآتي:<br />
1 الماء، موجود داخل كل المنازل.<br />
2: الكهرباء، كما ذكرنا سابقاً.<br />
3 خزان للسماد، حيش يتم وضضع المهلول المغذي به<br />
مخلوطاً بكميات مناسبة وأنواع مختلفة من الأسمدة<br />
الزراعية التي تسمه بزراعة أكثر من منتج في الوقت<br />
نفسه وبالسماد نفسه.<br />
4 أنابيب متصصلة بالخزان وبها ثقوب خاصصة تسمه<br />
للنبات بامتصصاص المهلول المغذي منها، وهذه الأنابيب<br />
تششكل دورة كاملة تبدأ من الخزان المغذي وتمر بكل<br />
النباتات، ثم تعود إليه مرة أخرى حتى يتم تحميلها<br />
بالمهلول المغذي ثانية.<br />
5 متابعة ومراقبة بالتناوب من أهل المنزل. ويفضضل<br />
أن تجهز الأسطه لهمايتها بعمل صصوبة من هيكل<br />
حديدي وتغطيتها بالبلاستيك، ومحاولة إضضافة خلايا<br />
التبريد من الكرتون التي يمر عليها الماء، وهذا من جهة<br />
الششمال، وفي الجنوب يتم تركيب مراوه ششفط لسهب<br />
الهواء الساخن من داخل المهمية ويهل محله هواء<br />
مبرد بالماء. وهذه وسيلة خفضض درجة الهرارة بالمهمية<br />
خلال أششهر الصصيف. كما أن هناك الفواءد التي يمكن<br />
الهصصول عليها من تطبيق هذا النظام داخل<br />
الأسرة العربية يتلخص في نقاط<br />
عدة أولها حصصول الأسرة<br />
على الغذاء، أو جزء<br />
منه، طازجاً<br />
ونظيفاً وخالياً<br />
من المبيدات، وهي<br />
بمنزلة تدريب عملي<br />
على ثقافة الترششيد، حيش<br />
نقطف ما نهتاج إليه فقط<br />
لإعداد الوجبة، بالإضضافة إلى<br />
كونها تدريباً عملياً على الانتماء<br />
لجميع الأششياء حولنا وهي مصصدر<br />
موفر لنفقات الأسرة، بل ويمكن أن<br />
يكون مصصدر دخل للٔسرة لو تم<br />
إدارته بصصورة تجارية.<br />
ملاذا الزراعة بدون تربة؟<br />
هل ستصصبه الزراعة بدون تربة حلاً جذرياً لمششكلة<br />
تناقص الغذاء وقلة الموارد، ومششاكل التغيرات<br />
المناخية؟ كان هذا السوءال المركب يهمل إجابة للسوءال<br />
الأساسس، لماذا الزراعة بدون تربة؟<br />
إنتاج الخضضراوات منزلياً هو أحد صصور التنمية المستدامة التي<br />
يتهقق من خلالها توافر بعضض عناصصر الغذاء الذي تستهلكه<br />
الأسرة بصصورة يومية، ويكون المنتج طازجاً وبذا نهقق الأمن<br />
والأمان الغذاءي.<br />
والصصورة الشانية للاستدامة هي اششتراك أفراد الأسرة في<br />
عملية الزراعة والعناية بالمزروعات، مما يهقق العديد من<br />
الفواءد الاجتماعية، منها بالأرقام والبيانات العلمية كما<br />
دلنا عليها الدكتور أششرف عمران، خبير الزراعة بدون تربة،<br />
ومدير مركز البهوش والتطوير في المجلسس الاقتصصادي<br />
الأفريقي:
Shutterstock<br />
11<br />
الزراعة بدون تربة توفر المياه حيش إننا لا نهتاج<br />
أكثر من 15-10 % من كمية المياه المستخدمة في<br />
الزراعة التقليدية.<br />
توفر استخدامات الأسمدة حيش لا نستهلك أكثر من<br />
% 20 15- من الأسمدة المستخدمة في الطرق التقليدية.<br />
قلة استخدام الأسمدة يجعل الزراعة بدون تربة<br />
صصديقة للبيئة، حيش لا تستخدم فيها أسمدة كشيرة،<br />
وبالتالي تعطينا منتجاً آمنا صصهياً نظراً لعدم وجود<br />
أي ترسبات من الأسمدة الزاءدة بالشمار هذا من<br />
جهة، ومن جهة أخرى فإن عدم إضضافة الأسمدة للتربة<br />
تمنع تلوش التربة وبالتالي نهمي تلوش المياه الجوفية<br />
بسبب ترسيب الأسمدة في الزراعة التقليدية لمياه<br />
المخزون الجوفي.<br />
تقدم منتجاً نظيفاً وموفراً للعمالة المستخدمة<br />
لضضمان عدم نمو حششاءشش، والتي يجب إزالتها بالعمال<br />
وبالتالي لسنا مضضطرين لرشش مبيدات حششاءشش.<br />
توفير الوقت، حيش إن معدل نمو النباتات<br />
في الزراعة بدون تربة يمتاز بسرعة نموه. على سبيل<br />
المشال لإنبات الخسس نهتاج من 25- 30 يوماً بالزراعة<br />
بدون تربة، بينما في الزراعة بالتربة الطبيعية يستلزم<br />
60 يوماً إلى 70.<br />
له ميزة تسويق حيش يوجد تماثل في الأحجام<br />
لجميع الروءوسس المنتجة لتششابه ظروف إنتاجها.<br />
يمكن التهكم في ظروف الزراعة بدون تربة وإدارة<br />
عنصصر التسميد بها، مما يضضيف ميزة إلى مواصصفات<br />
الشمار المنتجة لتكون في صصورة أفضضل بكشير من الزراعة<br />
التقليدية أو الزراعة في البيوت المهمية.<br />
تزيد معدلات الإنتاج مقارنة<br />
بالزراعة التقليدية.<br />
يمكن إنتاج الكشير من المهاصصيل طول العام<br />
وبالكفاءة نفسها.<br />
قلة استخدام المبيدات، حيش لا توجد تربة<br />
وبالتالي لا توجد آفات في التربة يجب مكافهتها.<br />
حل جذري لندرة الأرضض أو سوء حالتها، حيش<br />
يمكن أن نقوم بإنششاء المزارع الماءية على أي نوع<br />
من التربة سواء الملهية، غير الصصالهة،أو التربة<br />
الصصخرية.<br />
12<br />
حلول بديلة حيش يمكن إنششاء وحدات إنتاج<br />
للخضضراوات حتى على أسطه البنايات الضضخمة،<br />
وعلى بريمات التنقيب عن البترول في عرضض البهار،<br />
وكذلك في الغواصصات الماءية، بل لقد استخدمتها وكالة<br />
ناسا في سفن الفضضاء لإنتاج الخضضراوات.<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
7<br />
8<br />
9<br />
10<br />
45 44
أششجار في الهواء<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
أما الميزة الأخيرة لهذه الطريقة، هي أنها تعد قاعدة<br />
اقتصصادية استشمارية من الطراز الأول، لو فكرنا أن<br />
الششركات والمصصانع حتى التي تعاني صصعوبة ظروف<br />
العمل بها، يمكنها أن تحقق اكتفاءً ذاتياً من المزروعات<br />
اليومية بششكل صصهي وطازج، وبششكل يهافظ على<br />
صصهة العامل ويوفر نفقات تلك الششركة من مششتريات،<br />
أو من تأمين صصهي، فإن الاستشمار في الزراعات الماءية<br />
يعد المستقبل الأفضضل بهق، إذ قدم لنا حلاً اقتصصادياً<br />
دون الهاجة إلى ششرحه بالمعادلات أو النظريات<br />
الاقتصصادية الجافة والتي قد يصصعب فهمها أحياناً.<br />
من النبات إىل احليوانات<br />
الطريف والعجيب أن تقنيات الزراعة بدون تربة<br />
يمكن استخدامها في الهصصول على أعلاف صصهية<br />
دون مبيدات، الأمر الذي يترتب عليه الهصصول على<br />
لهوم وألبان دون سموم، إضضافة إلى قلة المساحات<br />
المطلوبة لاستزراع تلك الأعلاف، الأمر الذي قد يعيد<br />
التخطيط الزراعي من جديد للٔراضضي الصصالهة<br />
للزراعة بزراعتها بمهاصصيل ذات أولوية ملهة مشل<br />
القمه والذي يعد محصصولاً استراتيجياً، وغيره من<br />
المهاصصيل الاستراتيجية مشل القطن.<br />
وهناك أيضضاً إمكانية لتطبيق قواعد ومتطلبات<br />
الزراعة نفسها بدون تربة من أجل الاستزراع السمكي<br />
والتنمية السمكية داخل أحواضض معدة تماماً لهذا<br />
الغرضض في أماكن غير مستخدمة، الأمر الذي يهقق<br />
زيادة إنتاجية كبيرة في اللهوم الطرية، وخاصصة في<br />
البلدان المهرومة من وجود مسطهات ماءية كبيرة،<br />
أو قد تفته مجالاً جديداً في البلدان التي لا تعد فيها<br />
الثروة السمكية من ضضمن قاءمة سلعها التجارية<br />
الاقتصصادية.<br />
تبدو الأفكار طموحة، سهلة التنفيذ، وفيرة العاءد،<br />
متعددة المزايا، فهل قررتم زراعة منزلكم اليوم؟<br />
Shutterstock
تُعد حوادش التسونامي من أبششع الكوارش التي تصصيب السواحل في البلدان التي تضضرب بها. وتعني<br />
التسونامي في اللغة اليابانية «تسو+ نامي» أي الموجة الكبيرة. ولليابان مع موجات التسونامي<br />
تاريخ طبيعي طويل، فمن أصصل 796 موجة «تسونامية» ضضربت اليابسة خلال القرن الماضضي<br />
وبداية القرن الهادي والعششرين حلت % 17 منها بالششواطئ اليابانية. ولا تزال اليابان تتعافى<br />
من زلزال مدمر أصصابها في مطلع عام 2011م وأعقبته موجات تسونامي، خلّفت دماراً هاءلاً<br />
وأزمة بيئية نووية، وفاق عدد القتلى العششرين ألف ششخص، بينما لا يزال ثمان آلاف ششخص<br />
في عداد المفقودين. فيما اعتبرت حادثة فوكوششيما التي طالت المناطق الششمال الششرقية من<br />
البلاد؛ أسوء حادش نووي على الصصعيدين البيئي والإنساني والاقتصصادي منذ حادثة تششيرنوبيل<br />
في أوكرانيا في عام 1986م.<br />
قصة ابتكار<br />
وفي حين لا تزال مهمة الهكومة صصعبة في حل أزماتها المتتالية، اكتششف العالم الياباني كازومي<br />
هيراكاوا من جامعة «هوكايدو» في أثناء دراسته الطبقات الجيولوجية على المناطق المتضضررة من<br />
الساحل الياباني؛ آثاراً لموجات تسونامي قديمة يششتبه بأنها آثار لزلازل كبيرة ضضربت المنطقة<br />
منذ 100عام. لقد أثار هذا الاكتششاف خيال مجموعة من الششباب المهندسين الذين أدركوا<br />
أهمية إيجاد حل ذكي لإنقاذ أرواه الناسس عندما تفتك موجات التسونامي التالية. وإذ لا ينتظر<br />
اليابانيون الهاجة لكي يقوموا بتنفيذ الاختراع، فكيف عندما توجد لديهم<br />
الهاجة لاختراعٍ ذي أبعاد إنسانية ووطنية طويلة الأمد.<br />
47 39 46 38<br />
الكرة العائمة<br />
اختراع لمواجهة الطبيعة<br />
ابتكر هوءلاء الششباب العششرة والذين يششكلون بعددهم المتواضضع أفراد ششركة<br />
يابانية صصغيرة تُدعى كوزمو للطاقة؛ كرات عاءمة تششبه الكبسولات ومتعددة<br />
الأحجام، مصصنوعة من الألياف البلاستيكية والزجاج المقاوم للضضغط «الفايبر<br />
جلاسس». فيها نوافذ وثقوب للتهوية، وقادرة على استيعاب أربعة أفراد بالغين<br />
كهد أقصصى. مصصمّ مة كي تعوم في الماء وقادرة على تحمل أمواج الفيضضانات<br />
والزلازل وششدة الأعاصصير، إذ أجريت العديد من اختبارات التصصادم عليها وتم<br />
التأكد من نجاه الكبسولة الوظيفي. ويبلغ قطر الكرة التي أطلق عليها «سفينة<br />
نوه» حوالي أربع أقدام أي 1.2 متر تقريباً.<br />
وعلّلت الششركة ألوان هذه الكرات التي تششبه كرة التنسس الزاهية اللون،<br />
لأسباب جوهرية جداً، وذلك حتى تبدو ماتعة للٔطفال ويكون ششكلها مألوفاً<br />
لديهم وكأنها غرفة للعب، وإذا وقعت الكارثة فهي مصصمّ مة لتكون داءماً<br />
عاءمة، وذلك للهماية القصصوى لمن فيها من الغرق والإصصابات. فهي قادرة<br />
على أن تضضم عاءلة صصغيرة لإنقاذهم وحمايتهم من التششتت ومن ثم الفقدان<br />
والضضياع النفسي.<br />
وبالرغم من أن هذا الابتكار ليسس عالي التقنية، أي أنه غير مبهر كباقي<br />
الابتكارات الإلكترونية التي توردها اليابان للعالم إلا أنه ذو مضضمون إنساني<br />
عظيم، وعليه لم يكن مفعماً بالهكمة القاءلة «الهاجة أُم الاختراع» فهسب،<br />
بل إنه مُ نغمسس فيها الى أبعد الهدود وفي إرادة مُ فعمة بهب الهياة.<br />
الجدير ذكره أنه وبعد مرور ششهر واحد فقط على تدششين الكبسولات الزاهية تم بيع ست مئة<br />
«سفينة» بواقع أربعة آلاف دولار أمريكي للقطعة الواحدة، أي ما يُعادل 2500 يورو. ومما لا<br />
ششك فيه أن هذه الكرة الصصفراء هي باكورة صصنف جديد من الاختراعات في سبيل مقاومة<br />
الطبيعة إذا ثارت.
نوفمبر/ ديسمبر 2011م<br />
قصة مبتكر<br />
ستيفن جوبز<br />
صاحب الفضل في<br />
المكالمات المجانية<br />
هو أحد المخترعين الذين ألهموا العالم في عصصرنا الهديش, وأحد أهم أقطاب الأعمال في أمريكا، عُ رف بأنه<br />
الموءسسس والمدير التنفيذي السابق لششركة آبل ومن ثم عُ ين رءيساً لمجلسس إدارتها حتى وفاته. وفي أثناء إدارته<br />
للششركة استطاع ستيفن جوبز أن يهدش طفرة تقنية في مجال التكنولوجيا من خلال ابتكار ثلاثة من أششهر<br />
الأجهزة للجيل الجديد وهم الآيفون، الآي باد والآيبود.<br />
ولد جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير 1955 لأب سوري الأصصل يدعى عبدالفتاه الجندلي، ثم عرضضاه<br />
أبويه للتبني لصصغر سنهما، فتبناه زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز. ونشأ جوبز في كنف عاءلته<br />
الجديدة، والتي كان لها الدور الفعال في صصقل عبقريته المبكرة. كان جوبز ششغوفاً بالإلكترونيات منذ صصغره<br />
إذ انكب على تفهص الأجهزة التكنولوجية وطريقة عملها بولع. وكانت باكورة ابتكاراته في سني المراهقة<br />
أول ششريهة إلكترونية رغم ضضعف أداءه المدرسي. وأثناء دورة تدريبية قام بها لدى ششركة «إتشش بي». تعرف<br />
على ششريكه المستقبلي فوزنياك ونشأت بينهما صصداقة قوية، كانت أساساً ليهققا معاً أهم الإنجازات في عالم<br />
التكنولوجيا لاحقاً.<br />
وبعد تخرجه في المرحلة الشانوية لم يهقق النجاه بالجامعة فرسب في عامه الأول لأن طموحه كان موجهاً<br />
نهو تنمية مهاراته في مجال الإلكترونيات، فقدم ورقة عمل بأفكاره لششركة «أتاري» الششهيرة كونها الأولى<br />
في صصناعة ألعاب الفيديو في ذلك الوقت، وتمكن من الهصصول على وظيفة مصصمم<br />
ألعاب. وهنا عاود تجاربه مع صصديقه فوزنياك لينتج عن تعاونهما جهاز هاتف يسمه<br />
بإجراء مكالمات بعيدة مجانية، انصصرفا بعدها الى تحقيق حلمهما الكبير وبدآ العمل<br />
على حاسوبهما الأول بعد التضضهيات المالية العديدة للهصصول على رأسس المال ليتمكنا<br />
من تأسيسس ششركتهما في العام 1976م التي سميت «آبل» نسبة إلى فاكهة جوبز المفضضلة<br />
وإنتاج الكمبيوتر الجديد الذي أطلق عليه «أبل 1»، وليكسرا بذلك احتكار ششركة «آي بي<br />
إم» لصصناعة الكمبيوتر. لكن تطوير هذا الكمبيوتر كان مكلفاً جداً على ميزانيتهما مما<br />
دفعهما لإقناع مايك ماركولا وهو مستشمر محلي بتوفير مبلغ ربع مليون دولار أمريكي..<br />
وهكذا أصصبه الشلاثي جوبز وفوزنياك وماركولا أعلام ششركة أبل وبفضضل اختراعاتهما<br />
تحولت الششركة الصصغيرة في مرآب المنزل الخلفي إلى إمبراطورية تبلغ قيمة أصصولها وفقاً<br />
لبورصصة نيويورك 346 مليار دولار.<br />
في بداية الشمانينيات اكتششف جوبز القيمة التجارية لأنظمة تششغيل الكومبيوتر بالرسومات<br />
والتصصاميم بدلاً من طباعة الأوامر باستخدام لوحة المفاتيه وليعود الفضضل إليه في<br />
اختراع فأرة الهاسوب. وبعد أششهر من هذا الإنجاز نششبت خلافات داخلية عنيفة انتهت<br />
بترك جوبز للششركة، مما دفعه إلى إنششاء ششركة جديدة اهتم فيها بتطوير البرامج ذات<br />
الإمكانيات المتطورة المكملة لأجهزة الهواسيب الششخصصية، والتي كانت الأساسس لنظام<br />
تششغيل جهاز الكومبيوتر الهديش. وفي عام 1986م قام بششراء قسم الرسومات الشلاثية<br />
الأبعاد في ششركة «لوكاسس فيلم» ليهولها إلى ششركة «بيكسار» التي أصصبهت إحدى أكبر<br />
الششركات المنتجة لأفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد، والتي قدمت أكثر الأفلام نجاحاً في<br />
تاريخ هذه الصصناعة مشل فيلم «وولي» و «أب»، وبقي جوبز مديراً تنفيذياً لبيكسار حتى صصفقة الاستهواذ التي<br />
تمت من قبل ششركة والت ديزني وانتقل على إثرها ليكون عضضوًا في مجلسس إدارة الأخيرة. ولجوبز الفضضل في<br />
ابتكار مجال جديد لأفلام الكرتون عندما دمج الرسوم المتهركة مع تكنولوجيا الكمبيوتر الهديشة.<br />
تحول اهتمام جوبز بعد مغادرته آبل إلى التصصميم وتوقف عن تصصنيع أجهزة الكمبيوتر ليكتفي بإنتاج البرامج،<br />
في الوقت الذي تداعت فيه ششركة آبل ولم تجد طوقاً للنجاة سوى جوبز إلى أن عاد إلى قيادتها في عام 1995م،<br />
وفي عام 1997م تم تعيينه رءيساً تنفيذياً موءقتاً لآبل ليدخل بهذا التعيين قاءمة جينيسس للٔرقام القياسية كأقل<br />
الروءساء التنفيذيين تقاضضياً للراتب في العالم براتب ششهري قدره دولار واحد سنوياً!
اطلب العلم<br />
بصصمة المخ هي تلك الموجات والإششارات<br />
التي يتم من خلالها الهصول على<br />
معلومات عن الجريمة الموجودة في ذاكرة<br />
الإنسان، والتي يتم تسجيلها وتحليلها<br />
عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق<br />
الهاسب الآلي، فيوضضع المششتبه فيه أمام<br />
بصصمة المخ.. ششاهد<br />
إثبات لا يخطئ<br />
ششاششة كمبيوتر تعرضض أمامه حدثًا ما،<br />
وليكن مشلاً كلمة أو جملة أو أداة جريمة<br />
كالسكين التي استخدمها في القتل،<br />
فتومضض أمامه على ششاششة الكمبيوتر،<br />
من هنا فإن النششاط العصصبي في دماغه<br />
سيكون متزامنًا، ويصصدر موجة كهرباءية<br />
يمكن قياسها عن طريق أجهزة إحساسس<br />
على الرأسس، وفي حال وجود معلومات عن<br />
الجريمة في ذهن متلقي هذه الموجات<br />
تعطي إشارة بششكل تلقاءي على ششكل<br />
منهنى بياني والعكسس.<br />
وثمة فرق بين بصصمة المخ والبصصمة<br />
الوراثية ،DNA إذ إن % 99 من<br />
الجراءم التي يتم الكششف عنها بواسطة<br />
DNA يمكن فيها استخدام بصصمة<br />
المخ، وليسس العكسس، فالبصصمة الوراثية<br />
لا بد أن يترك فيها أثر بيولوجي مأخوذ<br />
من المششتبه به، ويتم الربط بينه ودليل<br />
بيولوجي آخر وجد على مسره الجريمة،<br />
أما بصصمة المخ فليسس لها أي علاقة بالأثر<br />
البيولوجي. فالدليل في بصصمة المخ يكون<br />
عبارة عن معلومات يتم الكششف عنها إذا<br />
كانت موجودة أم لا، بخلاف البصصمة<br />
الوراثية.<br />
أيضضاً ثم فارق جوهري بين تتبع بصصمة<br />
المخ وجهاز كششف الكذب، فعمل الأخير<br />
يعتمد على أن الششخص الذي يكذب يزداد<br />
قلقه، فضضلاً على تغييرات عاطفية أخرى<br />
تظهر في عدد من المتغيرات النفسية<br />
بصصفة تلقاءية، أما النظام القاءم على<br />
استجابة المخ فإنه لا يقوم بششيء حيال<br />
الكذب أو استجابة الضضغط العصصبي، بل<br />
يقوم بالتهقيق عن المعلومات الموجودة في<br />
المخ والكششف عنها بأسلوب غير عدواني<br />
وخالٍ من الضضغط العصصبي. كما أن بعضض<br />
الأشخاص لديهم القدرة على خداع<br />
جهاز كششف الكذب، بكبت ردود أفعالهم<br />
النفسية عن الأسئلة الهساسة بالتدريب،<br />
أو التكرار، أو عن طريق تششتيت ردود<br />
أفعالهم في الإجابة عن الأسئلة عن طريق<br />
قرص أنفسهم مشلاً أو عضض ألسنتهم. أما<br />
بصصمة المخ فلم يوجه لها نقد حتى الآن،<br />
لأنها إششارة أوتوماتيكية تلقاءية، فالمخ هو<br />
الذي يتهدش وليسس الششخص، فهي إذن<br />
ششاهد لا يخطئ.<br />
د.هاني طايع<br />
394838
الملف المصوَّر<br />
فواز هشام شمّ ا<br />
نفته أبواباً ملونة،<br />
صاخبة بالفره، وبقصص<br />
الزمن الجميل.<br />
حيش اللون زينة،<br />
وخزينة..<br />
زينة على معصم حسسناء،<br />
خزينة بين مقتنيات<br />
قديمة.<br />
من اللون وبهجته<br />
نقتنص الجمال من<br />
التراش.<br />
فواز هششام ششما مهندسس أردني من مواليد عمان 1983م.<br />
حاصل على بكالوريوسس في التصميم الداخلي من جامعة<br />
العلوم التطبيقية في عمان. من هواياته تصميم الششعارات<br />
والرسسم، والتصوير. عمل أسستاذاً في مجال التصميم،<br />
ومهاضضراً في مادة التصوير الفوتوغرافي والرسسم الفني في<br />
الجامعة الألمانية الأردنية من عام 2007 حتى 2011م.<br />
ششارك في العديد من المعارضض الفنية والتصوير الفوتوغرافي.
نوفمبر/ ديسمبر 2011م<br />
حياتنا اليوم<br />
لا أعرف من القاءل الأول لجملة «الصديق وقت<br />
الضضيق»، لكن بسسببها، ربما، خسسر كشير من<br />
الناس أصدقاءهم، لأنهم لم يقفوا معهم في وقت<br />
ضضيقهم، ولم يترجموا تلك المقولة لواقع ملموس.<br />
فهل حقاً تصدق هذه المقولة؟!<br />
الصديق ليس<br />
في وقت الضضيق!<br />
كنت داءماً أغالب هذا الرأي.. فماذا لو كان<br />
صديقي في وقت ضضيقي يمر بضضيق مماثل،<br />
وبالتالي لا يسستطيع أن يقف معي ذلك الوقوف<br />
الذي يترجم حقيقة صدقه وصداقته لي. وربما<br />
وجدت أن بعضض من يسسعفهم الهظ ليقفوا<br />
معك في وقت ضضيقك ليس هم بالضضرورة أولئك<br />
الأصدقاء الهقيقيون.. بل ربما الظروف منهتهم<br />
على طبق من ذهب فرصة ذلك الوقوف.<br />
من الظلم أن نجعل العبارة السسابقة معياراً<br />
للصداقة الهقيقية، فهناك أششخاصص مولعون<br />
بأوقات الضضيق.. يهبون أن يكونوا قرب المآسسي<br />
والدموع والمششاكل. وربما منهوك أقصى ما<br />
يسستطيعون من تعاطف، وأقصى ما يسستطيعون<br />
من أفكار وحلول، ويظهرون حبهم لك أكثثر<br />
عندما تواجه مششكلة ما، بينما عندما تبتسسم لك<br />
الهياة فإنهم ينسسهبون بغضضب صامت دون أن<br />
تعرف السسبب!<br />
هناك أصدقاء تقتلهم الغيرة من نجاحاتك<br />
ويسسووءهم كشيراً فرحك، لذا هم يهربون من<br />
السساحة تاركين إياها للصديق الذي ليس في<br />
وقت الضضيق.. لذلك الصديق هو الذي يفرحه<br />
فرحك ويسسره نجاحك. وربما ضضايقك هروب<br />
ذلك الصديق الذي يهضضر وقت الضضيق، ولم يبدِ<br />
عذراً وجيهاً لتخلفه عن حضضور لهظة يششاركك<br />
فيها لذة نجاحك، لكنك، بالرغم من ذلك،<br />
التمسست له العذر أكثر من ذلك الصديق الذي<br />
لم يسستطع أن يواجهك في حزنك وفششلك.<br />
تحتاج منّا بعضض الأحكام العامة إلى ترو ٍّ وحكمة،<br />
فليس من العدل أن نهكم على علاقة إنسسانية<br />
من خلال مقولة ششاءعة، ونجعلها ششرطاً للصديق<br />
الهقيقي دون أن نتسساءل: لماذا فلان يقف معي<br />
في هذه اللهظة الهزينة بالذات؟ ولماذا يهرب<br />
من أن يششاركني في تلك؟ أو العكس ؟!<br />
عندما تجد إجابات منطقية ومقنعة لتسساوءلاتك،<br />
بالتأكيد لن تكون أحكامك على أصدقاءك بناءً<br />
على قانون مُ علّب ومسستهلك، تداوله الكشيرون<br />
وحفظوه جيداً وعملوا به ليكونوا من أولئك<br />
الأصدقاء النبلاء، بينما النبل منهم براء.<br />
ميرة القاسسم<br />
ششاعرة إماراتية
57 56<br />
Shutterstock<br />
الحياة اليومية<br />
هل أنت عاطفي أم عقالني؟<br />
ماذا يعني أن تكون عاطفياً؟ ولماذا اتخذت العاطفة ميداناً<br />
للصراعات الفكرية والعقاءدية؟ وما الذي تسستشيره العاطفة لهظة<br />
التفكير فيها؟ وهل لها اتجاه ما على أسساسسه يمكن تقييم الآخرين؟<br />
لا نظن أن ثمة إمكانية لتقديم إجابة مرضضية وششافية، لكنها مهاولة<br />
من الباحش إبراهيم مهمود الذي يدرس هنا مختلف السسلوكيات<br />
والعواطف وآليات التفكير راصداً الفروق بينها وموضضهاً دلالاتها.
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
تتهدد العاطفة بأنها ششعور يتراوه بين الششدة والهدوء، بين ما هو<br />
ظاهري وما هو باطني، من جهة الباعش، إنه ششعور يعر َّ ف بالانفعال<br />
الذي هو حالة نفسسية داخلية، يتعرضض لها الإنسسان، بهيش يسستجيب لأي<br />
موءثر داخلي أو خارجي، وفق سسلوك معين ظاهري أو خفي، سسواء كان<br />
قولاً أو فعلاً. حيش لا عاطفة إلا بوجود موءثر، ولا عاطفة إلا بهضضور<br />
نششاط تفكيري، وليس من تفكير إلا ويكون له ظل ما، هو ظل العاطفة.<br />
بين العاطفة والتفكير<br />
يقال أحياناً: إن فلان عاطفي جداً، وذلك في سسياق النقد<br />
السسلبي.. فماذا يعني أن نكون عاطفيين؟<br />
ربما، يعني أن الهضضور الفكري في أنششطتنا اليومية قليل نسسبياً،<br />
فعندما نتعامل مع حالة، أو ظاهرة ما، تتقدمنا عواطفنا أكشر<br />
مما تتقدم عقولنا، وتشقل علينا أي مهمة مسستجدة، يعني أننا<br />
في تعاملنا مع متغيرات العالم الخارجي، ننسساق وراء الموءثرات<br />
الهسسية، بينما قوانا العقلية، تبقى في الخلف. فهل هذا صهيه؟<br />
من خلال بعضض التجارب في الهياة الاجتماعية والشقافية<br />
والكتابية يقول أحد الباحشين: «هذا صهيه وليس بصهيه!<br />
يكون ذلك صهيهاً، عندما يتهمني أحدهم بأنني عاطفي، أي<br />
أنني أعتمد لغة العاطفة، أكشر مما أعتمد لغة العقل، كما لو<br />
أن للعاطفة لغة، وأن اللغة التي نتكلم بها، غير اللغة التي تجلو<br />
بها عواطفنا، من جهة الفصل، وأن نششاطي الفكري معاق من<br />
قبل متراس عاطفي أو أكشر، فتكون سسلبيتي جلية في الهياة.<br />
ويكون ذلك غير صهيه، لأنني عندما أكون عاطفياً، لا يعني<br />
أنني أمارس تقليلاً من نششاطي الفكري، أنهّ ي عقلي جانباً، بقدر<br />
ما أعتمد ممارسسة خاطئة للعاطفة ذاتها، ففي الهالتين تكون<br />
العاطفة موجودة، وفي الهالتين كذلك، يكون العقل حاضضراً».<br />
لقد جرى اختزال للعواطف، مشلما جرى سسوء فهم للعقل في<br />
حياتنا اليومية، إلى درجة أن التمييز المفصلي بيننا وبين<br />
الغرب.يتمهور حول هذا الفهم: فيقال أن الششرق عاطفي مقابل<br />
الغرب العقلي المادي.<br />
عجباً.. هل الششرق بعيد عن المادة، وهل الغرب بعيد عن<br />
العاطفة حقاً، عبارة عن مجموعة الأوامر والنواهي المنتظمة<br />
ميكانيكياً؟ أوليس الفيلسسوف الغربي كانط، منذ مئتي عام،<br />
ركز على ضضرورة التفكير الفلسسفي قدر المسستطاع، والقيام<br />
بأي واجب، بعيداً عن العاطفة، مبرزاً بذلك مدى حضضور<br />
العواطف في الأنششطة اليومية لأفراد مجتمعه، وهو صاحب<br />
) نقد العقل المهضض) و(نقد العقل العملي)؟<br />
لقد جرى الركضض كشيراً وراء الأفكار التي تُعد ُّ صهيهة،<br />
ومقاومة ما عداها، وكأنها خلافها، مشلما جرى التغاضضي عن<br />
الأفكار التي عُ دت خاطئة، ومن ثم التششديد على الزيف فيها،<br />
كما لو أننا إزاء عملية حسسابية في الجمع والطره وسسواهما.<br />
في الهالتين يكون الخطأ قاءماً، ثمة نقصص في العاطفة التي<br />
تكفل بقاء المرء حياً بإنسسانيته وأحاسسيسسه، وحياً بين أفراد<br />
المجتمع، وحياً بما هو مبدع ومتنوع الأبعاد إنسسانياً في عالمه.<br />
إن المششكلة تكمن في سسوء التقدير العاطفي للعاطفة.<br />
التسسلسسل عاطفي<br />
أن أكون أباً، أو أن تكوني أمّ اً يعني أن نعيشش صلة قربى<br />
مع الأهل والأولاد. إن عاطفتنا تكمن في تغذية الصغار،<br />
بالطريقة التي تريههم، وتنمي فيهم القدرة على التفكير، من<br />
جهة اعتبارهم متسساوين، أن نولّد فيهم الششعور، بأن ما يعيششونه<br />
هو ششعور بالعالم، ولكنه ششعور يفته أمامهم الطريق لروءية ما<br />
هم عليه من الداخل، وما هم عليه في الواقع، وليس من قدرة<br />
موءهلة على ذلك سسوى التفكير السسليم مششفوعاً بالعاطفة التي<br />
تسسجننا داخل أنفسسنا، بقدر ما تضضعني في قلب المجتمع.<br />
تأتي المدرسسة، لتكون حصتها من العواطف أكشر<br />
تنوعاً، كما تششدد على ذلك المناهج المدرسسية<br />
والتربوية. ثمة معلم معبأ بالعاطفة، لكن عقلاً<br />
يتخللها، إن القدرة على تنمية العاطفة، أي عاطفة هنا،<br />
تتأكد في طريقة توطيد الصلات بين لهظة الششعور بالسسعادة<br />
ولهظة التفكير بالتنطع لمهمة دراسسية تكون السسعادة ثمرتها.<br />
فالتصفيق هو حالة ششعورية: عاطفية، ولكنها لا تنعزل عن<br />
التنمية الهاصلة في التفكير.<br />
تمتد إلى المجتمع، فأن أعايشش الآخرين، أن أعيشش ما<br />
يعيششونه، يعني أنني أسستطيع التنفس بكامل جسسدي<br />
عاطفة وششعوراً، أن لا يكون ششعوري سسبباً لاسستباحة<br />
فكري، ولا يكون فكري عاملاً لكراهية عاطفة ما تخصني.<br />
Shutterstock
تنمية العواطف<br />
ليس العاطفي هو من يضضهك أو يبكي كشيراً. عندما نقرأ<br />
الذين يتصفون<br />
بسسرعة البكاء، ليس<br />
لأنهم عاطفيون، بل<br />
لأنهم لم يعيششوا<br />
ولم يجسسدوا إلا<br />
القليل من العواطف<br />
التي تضضعهم في<br />
قلب المجتمع، وفي<br />
مواجهة أنفسسهم<br />
ونششاهد، من يوغل في الضضهك<br />
المتواصل، بسسبب أو دون سسبب،<br />
أو يمضضي طويلاً في البكاء وجلد<br />
الذات، كما لو أنه خلق ليبكي<br />
فقط؟ لا علاقة للعاطفة بمن يبكي<br />
أو يضضهك كشيراً أصولاً مطلقة، إن<br />
هذا يعود إلى تنمية العواطف.<br />
إن الظروف والتهديات التي<br />
تواجهنا، تضضعنا في مواجهة جملة<br />
عواءق نعيششها من الداخل، وهي<br />
عواءق تخصص عواطفنا بالذات،<br />
وصلة العواطف بنا كبششر، يمكنهم أن يفكروا جيداً لو أنهم<br />
اسستششعروا إنسسانيتهم جيداً، أن يفهموا مكانتهم في الكون،<br />
وهم يبكون ويضضهكون باعتدال.<br />
ليس منا من لا يضضهك ومن لا يبكي، ثمة ما هو أبعد من<br />
الضضهك والبكاء اللذين يتقاسسمان جملة العواطف التي نعيششها:<br />
غضضباً وفرحاً، سسعادة وتعاسسة، نجاحاً وفششلاً، انتصاراً وهزيمة.<br />
فإننا عندما ننتصر في ميدان التغلب على عاءق، أو دحر عدو<br />
ما، أو القضضاء على طاغية ما جماعياً، لا يعني أن نسسلم القياد<br />
للضضهك، أو لجملة العواطف التي تصب في خانة النصر،<br />
العاطفة المعلومة هنا، لا علاقة لها البتة بالنصر، إنما نهن<br />
من نعاني خروجاً إلى الآخرين، من نعلن أننا لم نعد كما كنا،<br />
وأن ليس في مسستطاع أي كان للنيل منا، بعد الآن. العقل هو<br />
الذي يقرر ذلك، لكن العاطفة التي لم تأخذ حقها في التعبير،<br />
بقدر ما أسسيء اسستخدامها، هي التي صورت لنا ذلك.<br />
كيف لي أن أنمي العواطف؟<br />
ربما لا تكون العواطف ممكنة البقاء، وذات دور في المجتمع، إلا<br />
عندما نعرف أن ثمة الكشير مما يضضعنا<br />
في مواجهة أنفسسنا. أن أكون عاطفياً<br />
هو أن أعيشش ما دون العاطفة التي<br />
تلزم لمششاركة الآخرين في أفراحهم<br />
وأتراحهم، ويعني ذلك، أنك عندما<br />
تُنتقد بأنك إنسسان عاطفي، فليس<br />
لأنك تعيشش حرارة العاطفة أكشر<br />
مما يجب، إنما تنتقصص من قيمة<br />
عواطفك، وتعتمد القليل منها.<br />
إن الذين يتصفون بسسرعة البكاء، ليس لأنهم متطرفون عاطفياً،<br />
وإنما بالعكس لأنهم لم يعيششوا ولا يجسسدوا إلا القليل من<br />
العواطف التي تضضعهم في قلب المجتمع، وفي مواجهة أنفسسهم.<br />
إن ذلك ينطبق على الضضهك، مع فارق الاتجاه، حيش البكاء<br />
يأخذنا نهو الداخل عميقاً: نهو الهاوية، والضضهك، بالعكس،<br />
يأخذنا نهو الخارج، إلى درجة التلاششي عن أعين المهيطين<br />
بنا. في الهالتين لا نبصر أنفسسنا: عمى البكاء من الداخل،<br />
وعمى الضضهك من الخارج.<br />
في الوضضع المذكور هذا، يبرز الغربي (إن جارينا الذين<br />
يعتبرون الغرب مادياً بفكره، والششرق عاطفياً في سسلوكه)،<br />
أكشر قدرة في التعبير بعواطفه، إنه عاطفي إلى درجة صعوبة<br />
التمييز بين حد العاطفة وحد العقل، كما يقال. تلك طريقة<br />
في العيشش والتعايشش. في حالتنا، هل نهن حقاً، نتواصل على<br />
أسساس العواطف، بدءاً من الطفولة ، وانتهاء بالكهولة؟<br />
إذ ندعي أننا عطوفون تجاه الأهل والصغار، نعيشش الهد<br />
الأدنى من العواطف المطلوبة، لا بل والجاري تششويهها فهماً<br />
ومعايششة. فتأثرنا الششديد ببكاء طفل في وسسطنا، لا يعني<br />
أننا عاطفيون، وإنما بعيدون عن حقيقة العاطفة. العاطفة لا<br />
تجعلني أقف حزيناً إزاء موجوع، وإنما أهرع إليه، بالطريقة<br />
التي تهرره من الوضضع الذي يعيشش فيه.<br />
في مشال آخر: إن ميلنا إلى التلميذ الصغير النجيب، لأنه يتمتع<br />
بقدرات عالية ملهوظة ذكاء وإبداعاً، إلى درجة التعجب،<br />
وإظهار مششاعر الهب له، والاهتمام به لا يعني أننا عاطفيون<br />
معه، وأننا نسسلك السسلوك السسليم معه، بالعكس، إنما نتهرك<br />
عكس ما تتطلبه عاطفته الطفولية من حيش ما يريده هو ككاءن<br />
يتقدم نهو سسن الرششد، من المعلمين والمربين والمششرفين<br />
على نموه المدرسسي، عندما نهيطه باهتمام زاءد، كما لو أننا<br />
نريد توقيفه، بينما نهن نرغب في تأكيد تقديرنا له، ولكن<br />
التصرف الذي نمارسسه هو في الهقيقة إعاقة لنموه النفسسي<br />
من الداخل، إذ علينا أن نفره لما هو عليه، ولكن لا نهاصره<br />
بكلمات مشل: أحسسنت .. ومرحى، وتصفيقنا التعزيزي له،<br />
وكأنه اكتششافنا الذاتي، بينما نريده مختلفاً، وأن نتعلم منه.<br />
هذا يعني يجب التقليل، ما أمكن، من فورة عواطفنا، لأن ذلك<br />
يكفل له روءية أكشر قيمة ودافعية.<br />
أما على الصعيد الاجتماعي، فالأمشلة كشيرة، من جهة المششاكل<br />
والمهن والنكبات التي تواجهنا ونعجز عن التغلب عليها. مشل<br />
فقدان من نهب، وتهويل حالة الفقد هذه، لا يعني أن نظهر ما<br />
59 58<br />
Shutterstock
هل أنت عاطفي أم عقلاني؟<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
Shutterstock<br />
يعبّر عن هذه الفاجعة، سسواء بالبكاء المفرط، أو بسسلوك آخر،<br />
إنما نظهر العاطفة التي تبصر بنا الطريق، لئلا نششعر بأننا<br />
ضضعفاء، ونهن نسسلك طريق الهياة. إن المزيد من التهويل، لا<br />
يعني مطلقاً، المزيد من الإدرار العاطفي، وإنما الهد الأدنى،<br />
الذي يسستوجب مواجهة الهالة المسستجدة.<br />
كلنا بكاوءون. نعم، هذا صهيه، ولكن البكاء لا صلة له من<br />
جهة السسبب بالعاطفة، إنما من جهة النتيجة، نتيجة تصور<br />
العاطفة لا تجعلني<br />
أقف حزيناً إزاء<br />
موجوع، وإنما أهرع<br />
إليه، بالطريقة التي<br />
تهرره من الوضضع<br />
الذي يعيشش فيه<br />
الهالة، وطريقة تلقي النداء<br />
العاطفي بطريقة مبالغ فيها. هذا<br />
ينطبق على الكوارش الاجتماعية،<br />
على الهروب المدمرة، على<br />
الجاءهات المهلكة جماعياً.<br />
يكون التعامل مع هذه، بالهدة<br />
ذاتها، عبارة عن حالة مهاكاة،<br />
قياسساً، أو ارتقاء بالنفس لأن تكون في معرضض الهلاك، وكأننا<br />
نهكم على أنفسسنا بأنفسسنا بالموت الزوءام، أو بفناء من نوع<br />
ما.على صعيد تنمية العواطف، نرى أنه كلما كانت المصيبة<br />
كبيرة ونافذة المفعول، تطلب الأمر الهد الأدنى من التمشيل<br />
العاطفي، أو التعاطف خارجاً.<br />
إن ذلك مجال حي، لجعل العقل يمارس حقه أكشر من<br />
التفكير، ومنع النفس من فقدان التوازن، والوقوع في أخطاء<br />
قد تكون موجعة أكشر، أكشر من هذا، لكي يتسسنى للعاطفة التي<br />
تلزم، في أن تكون عنصر دعم لأي نششاط فكري، لما من شأنه<br />
معايششة ما نهن فيه، بإيجابية أكشر.<br />
ثمة من يعتبرنا عاطفيين، لأن ثمة ثقافة، تختزن تاريخاً طويلاً<br />
من العواطف، كما يقال، وثمة من يتهمنا بالعاطفية، لأن ليس من<br />
مجال للتعايشش إلا ضضمن سسلوكيات لا تصله لبناء مجتمع متقدم.<br />
هذا، أو ذاك، ليس من العاطفة، بششيء، إذ ما أبعدنا عن<br />
عواطفنا، ونهن نفكر فيما هو عواطفي، وكأن العاطفة هي<br />
سسقط المتاع، مششاع نفسسي ليس إلا، إنها لا تنعزل عن جملة<br />
الجهود الفكرية في داخل كل منا، حيش تتعرضض لتنمية زمنية، أو<br />
عمرية، كما تقول مجريات حياتنا اليومية. أن نكون عاطفيين،<br />
هو أن نهسسن اسستخدام العقل من الداخل، وليس أن ننجرف في<br />
تيار العاطفة فقط.<br />
العاطفة في الكتابة<br />
يمكن التعرضض للعواطف في جملة أصنافها، فمن خلال<br />
الكتابة يُعرف عن الششاعر بأنه كاءن لا يعيشش إلا بالعاطفة،<br />
فالعاطفة هي المداد النفسسي له، فيها يربي مخيلته، وليس من<br />
ششاعر إلا وهو عاطفي. هل نقول ذلك، لأنه يتعامل بالصور؟<br />
ليس كل الششعراء سسواسسية، سسوى أنهم يهولون العالم إلى<br />
مجموعة من الصور البيانية، يعتمدون متخيلاً واسسعاً، كما<br />
لو أن الششعر حقاً من الششعور، وهذه جنهة في المفهوم، ففي<br />
اللغات الأخرى ليس من تقابل بالصيغة هذه. ماذا يعني أن<br />
يكون أحدهم ششاعراً وهو يتفكر ما حوله، لكي يبدع في قصيدة<br />
ما، حيش الششعراء أمم ونِهل وجماعات ومذاهب واتجاهات.<br />
تبقى القدرة على نفاذ البصيرة في مقدار التقابل والدمج<br />
بين كل من الخيال العاطفي بنسسبة معينة، والخيال الفكري<br />
بنسسبة مهددة أخرى، وبهسسب الموضضوع، والمكان والزمان.<br />
ولو أن الأمر توقف على العاطفة، كما هي مفهومة، لما كان من<br />
تكور في الششعر، أو تطور فهم الششاعر للعالم من حوله. الششعراء<br />
أفراد يفكرون، ولهم عواطفهم كذلك.
أفكار مجنونة..<br />
ابتكارات مع وقف التنفيذ<br />
هل الهاجة أم ُّ الاختراع، أم أن َّ الفراغ هو<br />
الأرضض الخصبة للاختراعات؟ في حياتنا<br />
اليومية تصادفنا، أحياناً، الهاجة إلى<br />
التفكير في اختراعات لم تُخترع، وأحياناً<br />
أخرى يدفعنا الفراغ إلى التفكير في<br />
اختراعات لم تخطر على بال، أقل ما<br />
يقال عنها إنها أفكار مجنونة. بين الفكرة<br />
المجنونة والاختراع ششعرة. ريم السسبيهين<br />
وسسارة عفيفي تسسلطان الضضوء على الششعرة<br />
التي بين الجنون والإبداع، وتسستنطقان عدداً<br />
من الأششخاصص حول أفكارهم المجنونة<br />
التي تراودهم لاختراعات وابتكارات غريبة.<br />
61 60
نوفمبر/ ديسمبر 2011م<br />
ألم تراودك ذات يوم فكرة مجنونة أو اختراع أو ابتكار أو مهاولة<br />
اكتششاف متهورة؟! أم أن َّ الخوف والخجل يعصمانك عن البوه؟!<br />
لكل ٍّ منا أفكاره وهلوسساته التي لا يصر ِّ ه بها أحياناً خوفاً من أن يُت َّهم<br />
بالجنون أو الغباء، لذا تظل الفكرة في ركن قصي حتى الموت.<br />
الفكرة في قفصص الاتهام<br />
إن طره الفكرة، عادةً، يتطلب الشقة والإيمان بها، فماذا لو كانت<br />
هذه الفكرة غريبة وغير مطروقة؟ عندها سستهتاج إلى الكشير من<br />
الجرأة والصمود في وجه من ينفيها، لذا كان العظماء وأصهاب<br />
الأفكار الخلاقة والاكتششافات العجاءبية عرضضة للانتقاد والاتهام<br />
بالجنون أو الكفر، أحياناً، من قبل مهيطهم.<br />
عندما بدأ سسيدنا نوه، عليه السسلام، بصنع سسفينته، وصمَ ه<br />
مجتمعه بالعته والجنون. وعندما قال غاليليو إن الأرضض<br />
تدور، قامت الدنيا من حوله ولم تقعد، واتهمته الكنيسسة<br />
بالكفر، وحكمت عليه بالموت ما لم يعد عن فكرته حول<br />
الأرضض ودورانها. ولم تكن ردة فعل المهيط الاجتماعي<br />
حول الأخوين رايت مختلفة عن ذلك عندما قاما بتجاربهما<br />
في الطيران. كذلك عندما تهد َّ ش توماس أديسسون مخترع<br />
المصباه الكهرباءي عن فكرته. كما أن مكتششف الموجات<br />
الكهرومغناطيسسية غوليلمو ماركوني اُقتيد إلى مسستششفى<br />
الأمراضض العقلية بعد أن تهد َّ ش عن نتاءج أبهاثه.<br />
أغرب الأفكار<br />
كشيرة هي الأفكار الغريبة والمبتكرة التي طرحها الناس<br />
الأكشر جرأة أمام أصدقاءهم أو معلميهم، وبدلاً من التششجيع<br />
أو حتى اللامبالاة وعدم إظهار الدعم، تجد هناك منيُ قز ِّ م<br />
الفكرة ويضضع أمامك العراقيل من دون أن يعرف أنه قد<br />
يقتل مششروعاً عظيماً أو فكرة ربما سستخدم البششرية. ولعل<br />
فريدريك سسميش عندما طره فكرته حول البريد السسريع<br />
بدعم لوجسستي أمام أسستاذه في الجامعة في منتصف<br />
السستينيات الميلادية كان واحداً من أولئك الذين يملكون<br />
أفكاراً مذهلة وغير اعتيادية. لكن أسستاذه رد َّ عليه بأن هذه<br />
الفكرة غير قابلة للتطبيق. كان هذا في منتصف السستينيات،<br />
لكن في عام 1971م أسسس فريديرك ششركة فيدكس التي<br />
عُ د َّ ت من أكبر ششركات الششهن والنقل.<br />
وبما أن َّ كشيراً من الناس تراودهم أفكار جريئة وغريبة، توجهنا<br />
إلى عدد من الأششخاصص في مراحل عمرية مختلفة بالسوءال<br />
المُ لِه عن أغرب الأفكار التي راودتهم.<br />
أبو خلدون.. هكذا أراد أن يكون اسسمه، يقول:<br />
كنت أفكر في عملية الولادة، لماذا لا تتم بالطرد<br />
المركزي للجنين من رحم الأم، وذلك لتسسهيل<br />
الولادة بأن يخف الضضغط عن الأم؟<br />
على المبدع أن يعرف الأسسباب التي تدفع المجتمع لقمع فكرته في<br />
منششئها، وذلك ليكون قادراً على الاسستمرار في ظل غياب الدعم<br />
المعنوي، كما يجب عليه أن يتبنى ثقافة الاختراع والابتكار التي<br />
تتجلى في التخطيط السسليم، والدراسسة المتأنية، والعمل الجاد في<br />
ظل الإمكانات المتوافرة والمتابعة المسستمرة.<br />
لماذا يرفضض المجتمع الفكرة الأولى؟<br />
يرجع بعضض الباحشين هذا السسلوك السسلبي إلى الميل<br />
الفطري في البششر لمقاومة كل ما يششك ِّ ل تهديداً لهياتهم<br />
ويدفعهم للخروج من منطقة المألوف. إن الششخصص الذي<br />
يبهش عن التغيير من دون أن يكون مأمون العواقب، حتماً<br />
سسيواجه نقداً ششديداً لا يهدأ حتى يششعر من حوله بالأمان<br />
والشقة. كل ما على صاحب الأفكار هو السسير قدماً في<br />
طريقه وعدم تهميل من حوله عبء المسوءولية تجاه ما<br />
يفعل، بل ينتظر بصبر أن تتهدش نتاءج أفكاره عنه.<br />
ربما تبدو الفكرة لأول وهلة مجنونة، ولكن فكرة أبي خلدون ليسست<br />
بجديدة، فقد طرقت في الخمسسينيات الميلادية من قبل زوجين<br />
أمريكيين، لكنهما أُتهما بالجنون والقسسوة. كما أن هذه الفكرة<br />
نهضضت من سسباتها، وطُ رحت مرة أخرى في السستينيات الميلادية،<br />
وأرفقت معها الخطوط والرسسومات التوضضيهية، وأخذت صاحبة<br />
الفكرة براءة اختراع عليها، لكنها لم تطبق إلى الآن.
أريج عبداالله.. ترددت كشيراً قبل أن تصرّ ه لنا<br />
بفكرتها المجنونة تقول: هي ليسست مجنونة تماماً<br />
لكنها غريبة. أفكر دوماً في سسعر متر الأرضض، وتصميم المدن.<br />
لماذا يكون سسعر الأرضض أفقياً فقط، لماذا لا يكون عمودياً أيضضاً؟<br />
مشلاً أششتري مسساحة صغيرة من الأرضض بينما أششتري مسساحة<br />
أكبر من السسماء. وتكون امتدادات<br />
كشيراً ما تجد من<br />
يُقزّ م الفكرة ويضضع<br />
أمامك العراقيل دون<br />
أن يعرف أنه قتل<br />
مششروعاً عظيماً أو<br />
فكرة ربما خدمت<br />
البششرية<br />
مبناي كما أريد، يكون ضضيقاً من<br />
الأسسفل ومترامي الأطراف من<br />
الأعلى، بينما جاري يكون العكس.<br />
لماذا البيوت مربعة أو مسستطيلة أو<br />
داءرية؟! بهيش تكون المنازل أششبه<br />
بقطع البازل.<br />
أعرف أن العملية معقدة هندسسياً،<br />
لكن َّ هناك أناسساً سسيهتاجون إلى<br />
السسكن في الطابق الخمسسين لكنهم<br />
لا يريدون الطوابق التسسعة والأربعين السسفلى. لا تقولوا لي<br />
بناية وأدوار متعددة، بل فكرتي تعتمد على أن لكل مالك مبناه<br />
المسستقل.<br />
ربما كانت فكرة أريج تدور حول العمارة المسستقبلية من دون<br />
أن تدري. وما تفكر فيه يهتاج إلى ثورة هندسسية جارفة، بهيش<br />
تصبه المنازل ذات تفاصيل يصعب حلها، بهيش تكون مرتبطة<br />
وغير مرتبطة. لم ننتقد الفكرة لكنها بالتأكيد تهتاج إلى تطوير.<br />
أما مهمد، وهو ششاب صغير على عتبات المراهقة،<br />
تهد َّ ش عن فكرته الغريبة بقوله: لماذا لا توجد<br />
مطاعم لششاورما لهم الضضب، ويضضاف لها الفقع وبعضض<br />
الهششاءشش الربيعية التي توءكل، وتزين أكششاك ششاورما الضضب<br />
بأنواع وأحجام مهنطة من هذا الزاحف. وتكون هذه الوجبة<br />
موسسمية ولها مهرجان، يقام في أمكان تجمعها.<br />
إن فكرة مهمد عن مهرجان الضضب الذي يبدو للكشيرين مقززاً<br />
ومخيفاً، فكرة طريفة جداً، خصوصاً أن بعضض الدول لها<br />
مهرجانات حول ما تنتجه مشل إسسبانيا ومهرجان الطماطم،<br />
وجنوب أفريقيا ورحلات السسفاري التي يتناول فيها المقتنصون<br />
وجبة من لهم التماسسيه.<br />
أما عبدالعزيز.. مليء بالأفكار الغريبة، ومهتم<br />
بالتجميل وبالأعششاب. سسرد لنا أكشر من فكرة،<br />
فيها ما هو غير صاله للنششر. عن إحدى أفكاره يقول: لماذا لا<br />
نقوم بصناعة قوالب للوجوه من السسيليكون، وكل يهفظ قالب<br />
وجهه للطوارئ، فلو، لا قدر االله، تعر َّ ضض لهريق أو تششوه بفعل<br />
ماء نار أو من حرب أو مششادة سسيسسهل بالتأكيد أن نعيد الملامه.<br />
لقد كانت فكرة عبدالعزيز تششاوءمية، ولكن لمَ لا، مشلما هناك<br />
بنك للخلايا الجذعية، فلماذا لا تكون هناك قوالب للوجوه؟!<br />
المششكلة ليسست في القالب، المششكلة في كيفية بناء ما يملٔ<br />
القالب.<br />
ياسسمين.. تقول: تأثرت كشيراً بفيلم تيتانيك<br />
عندما غرقت السسفينة، لذا فكرت في سسفينة<br />
من أجزاء، كل جزء فيها يسستطيع أن ينقذ نفسسه<br />
من الغرق، وتكون من اللداءن وليس من الهديد. بهيش<br />
يسسهل أن تطوف وتتهول إلى قوارب نجاة.<br />
لقد كانت الفكرة راءعة، لكن حتى من كانوا في قوارب<br />
النجاة لم يسسلموا من الموت في عرضض المهيط القاسسي.<br />
ولكن ربما مع التقنية تكون هذه القوارب آمنة أكشر من<br />
القوارب العادية.<br />
كشيرون من الذين اسستنطقناهم حلموا بالسسيارة التي<br />
تطير، والأكل خالي السسعرات تماماً، والجسسم الرياضضي<br />
من دون أدنى مجهود! والوجوه الجميلة في غضضون<br />
سساعات، والسسفر إلى كواكب أخرى للسسياحة. وتمنينا<br />
لو جمعناهم معاً في جلسسة عصف ذهني لأحدش<br />
الابتكارات، حتماً، سستتفتق أذهانهم عن أششياء مذهلة.<br />
63 62
نوفمبر/ ديسمبر 2011م<br />
لماذا نقتل السوءال عند أطفالنا؟<br />
يقول علماء النفس في تهليل سسيكولوجية تفكير<br />
الجمهور: لماذا لا يصفق معظم الناس إلا بعد أن يبدأ<br />
أحدهم بالتصفيق ثم يتبعه تلقاءياً الجميع ؟ ذلك أن<br />
طبيعة الإنسسان أن ينتظر من يسسبقه ويطمئنه أن الفعل<br />
آمن فيتششجع ، فقليلٌ من يتهمل عبء المبادرة الأولى<br />
وكشيرٌ من يتبع بعد ذلك. هذا هو ما يهصل حين لا يجد<br />
الطفل في بيئة المنزل أو المدرسسة من يششجعه على<br />
السوءال، بل ويعرف الطفل اللهوه ببطء الفهم وعرقلة<br />
سسير الهصة الدراسسية. وإن وجد الطفل من يتقبل<br />
أفكاره بتششعبها واتسساعها، فإن المناهج التعليمية آثرت<br />
طريقة التلقين والهفظ على التفكير الإبداعي. تششير<br />
دراسسات قام بهصرها الدكتور طارق السسويدان إلى أن<br />
متوسسط نسسبة الإبداع في عمر خمس سسنوات تصل إلى<br />
%90 بينما تنخفضض إلى %10 في عمر سسبع سسنوات، أي<br />
حينما يلتهق الطفل بالمدرسسة ويلتزم بقواعد صارمة<br />
للكلام والهركة.<br />
إن إتاحة الفرصة للطفل أن ينطلق بتفكيره كفيلة<br />
لجديرة بإطلاق ملكاته الإبداعية في الكبر التي تعود<br />
بفاءدة على المجتمع. في دراسسة قام بها العالمان<br />
جيلفورد وتورانس في أواسسط التسسعينيات تسستنتج<br />
أن العامل الأول لتقدم مسستوى الدول هو رفع الأداء<br />
الإبداعي للفرد، وأن الفرصة لتهقيق ذلك تعتمد كلية<br />
على سسنوات التنششئة الأولى.<br />
دور الآباء في تعزيز الشقة<br />
إن للٓباء والمعلمين القدرة على منه الشقة الكافية<br />
إن العامل الأول<br />
لتقدم مسستوى<br />
الدول هو رفع الأداء<br />
الإبداعي للفرد، وإن<br />
الفرصة لتهقيق<br />
ذلك تعتمد كلية على<br />
سسنوات التنششئة الأولى<br />
لأطفالهم ليكونوا من<br />
العظماء والقادة، ولنا<br />
في التاريخ مشل وعبر.<br />
رفع عبدالمطلب جد<br />
رسسول االله من قدر حفيده<br />
وكان له دور في صقل<br />
ششخصيته العظيمة حين<br />
نظر إلى زعماء قريشش<br />
قاءلاً: «إن ابني هذا<br />
سسيكون له شأن». على<br />
هذا النهج سسار الهبيب المصطفى؛ فهفيده الهسسن<br />
سسمعه يقول عنه » إن ابني هذا سسيد، وإن االله يصله به<br />
فئتين عظيمتين». وظهر أثر هذه الكلمات في دور الهسسن<br />
في فتنة الخلافة بين علي رضضي االله عنه ومعاوية. ومن<br />
همسسته بأذن طفل «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»<br />
ظهر ابن عباس حبر الأمة وفقيه زمانه. إن إيمان معلمة<br />
أمريكية تدعى آن سسوليفان بطفلة عمياء أهدى للعالم<br />
الكاتبة والناششطة الأمريكية هيلين كيلير.<br />
مضضادات لتقوية المناعة<br />
لا تغيب موءلفات الكاتب البرازيلي الششهير باولو كويللو<br />
عن رفوف المكتبات. خلف هذا الصيت تقف نفس<br />
صلبة الإرادة. اسستطاع كويللو أن يتجاهل مهاولات<br />
والديه المتكررة لإيقافه عن ولعه في الكتابة إلى حد<br />
أنهم اعتقدوا أنه مصاب بالجنون فأدخلوه المصهة<br />
النفسسية ثلاش مرات! لم ير باولو أيّاً من العواءق سسبباً<br />
لتخليه عن حلمه، فقد كان يراه نجاحه رأي العين.<br />
تتوالى الكتب والمقولات والهكم لتقوي مناعة المبدع<br />
والمخترع تجاه سسيل النقد والإحباط الذي يواجهه سسواء<br />
من عاءلته، أو من أصدقاءه أو من مجتمعه بلده أو حتى<br />
من داخل نفسسه. إن كل من حققوا إنجازاً<br />
يمتازون ببعضض الصفات المششتركة<br />
مشل:الجرأة، وسسعة الخيال،<br />
وطول النفس، والإيمان التام<br />
بأن كل من يقف ضضد فكرته<br />
فسسيسسانده حين يراها على<br />
أرضض الواقع.<br />
من هذا الإيمان عرف العالم الفنان<br />
الإيطالي ليوناردو دافنششي الذي كان<br />
يقول لأصدقاءه: «سأكبر لأصبه أششهر<br />
فنان في إيطاليا وسأخالط طبقة الأمراء<br />
والنبلاء بأعمالي».
ٍ<br />
صورة شخصية<br />
محمد الشريف..<br />
قهر العجز بروح الدعابة<br />
في قصة الششاب مهمد الششريف الذي<br />
التقته رحاب أبو زيد على هامشش<br />
معرضض صيف أرامكو السسعودية<br />
العديد من المهاور المضضيئة التي<br />
يمكن أن يجد فيها أحدنا حوافز<br />
مبهجة نهو حياة تنفضض اليأس<br />
وترفضض المسستهيل، وبإعداد نفس<br />
سسوية قوية تتقبل الواقع وتتكيف<br />
معه وتنتصر على قسسوته.<br />
65 64<br />
لا يعي الإنسسان حقيقة اختياراته إلا بعد مضضي أعوام طويلة<br />
من العمر، وربما بعد أن يخسسر الكشير من الجهد والوقت في<br />
اسستيعاب مقتضضيات عجلة القدر والطريق الذي تفرضضه عليه.<br />
فهين اختار الششاب محمد عبداالله الششريف الالتهاق بكلية<br />
الدفاع الجوي بجدة تلبية لرغبة والديه التي تعارضضت وميله<br />
إلى الطب، لم يكن يدرك أنه سسيتهول من ضضابط مولع بهب<br />
وطنه والدفاع عنه إلى «ضضابط» الألم والبسسمة على وجوه<br />
الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. رفضض في بداية حديشنا<br />
هذه التسسمية مسسوّغاً ذلك بأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم<br />
المصابون بأمراضض عقلية أو ذهانية، بينما أطلق على نفسسه<br />
لقب «معاق» بكل ششجاعة في مواجهة تسسمية قاسسية كهذه.<br />
حادش غيرّ مجرى حياته<br />
تربى محمد في كنف جده بمدينة أبها في جنوب السسعودية<br />
كهفيده الأكبر المقرّ ب، اكتسسب منه الهكمة والصبر اللذين<br />
تسسله بهما لاحقاً في سسني اليفاعة والششباب ولهظات الوجع<br />
والعجز، موءكداً بذلك أن لا درس في الهياة يمكن تجاهله<br />
مطلقاً، وأن لا وجود للعبشية في الوجود. لم يكن ششاباً سسهل<br />
الانكسسار لينّ العود، بل كان طموحاً حالماً بيقين. تسسله بالعلم<br />
والإيمان لينطلق من الكلية إلى عالم الوظيفة العسسكرية<br />
كملازم أول في الدفاع الجوي. ثم بدأ في البهش عن الزوجة<br />
الصالهة ورفيقة العمر التي اختارتها والدته بعناية الأم وبقلب<br />
المهب الذي يهوى سسعادة حبيبه.<br />
يقول محمد: «جمعت كل خيوط الأحلام في رزمة واحدة،<br />
فامتلكت السسيارة التي كنت أتمناها، واتفقت على موعد القران<br />
مع زوجة المسستقبل التي علّقت هي الأخرى آمالها على كتف<br />
رجلها المنتظر».<br />
لم يمهل القدر محمد حتى يوءسسس لعشش الزوجية كما يهب،<br />
حيش خرج وعدد من الرفاق في رحلة إلى مكة لأداء عمرة يششكر<br />
االله ويهمده فيها على فضضله وكرمه بتهقيق الأمنيات والآمال.<br />
وكما تقع الهوادش العظام، وكصيّب من السسماء في لهظة<br />
برق خاطفة، باغتتهم سسيارة كبيرة من الجانب الذي كان<br />
يقل محمد ووقع الهدش الأكبر في حياته الذي غيرّ مجراها<br />
بالكامل. أفاق بعد قرابة سستة أيام من غيبوبة في مسستششفى<br />
النور بمكة ليجد والديه وأعمامه وأقاربه يبكون والدمع يبلل
نوفمبر/ ديسمبر 2011م<br />
سستاءر الغرفة، والهزن يخيّم على المكان للمصاب الجلل<br />
الذي أصاب ولدهم البار الذي علّقوا عليه آمال العاءلة بششرف<br />
وفخر. تسساءلت عيونه عن سسبب الدموع وهو لا يكاد يششعر بأي<br />
حس أو قدرة على تحريك نصفه السسفلي! فلقد أصيب بكسسر<br />
ششديد في العمود الفقري أدّى إلى إصابته بالششلل، إضضافة<br />
إلى كسسور بالوجه والسساقين، وعليه أُقعد محمد عن المششي<br />
والهركة والطيران والدفاع الجوي، وربما الزواج والإنجاب،<br />
وكل متطلبات الهيوية والانطلاق إلى الأهداف التي كانت<br />
نصب عينيه. يصف محمد تلك اللهظة بالكابوس الششنيع،<br />
حيش رفضض الوعي واللاوعي لديه على تقبل الواقع الجديد،<br />
والمخاوف توءكد له أن الموت كان أرحم لو اقتلعه إلى خارج<br />
حياة منتقصة.<br />
يقول محمد: «لم تجدِ كل تطمينات المهيطين بي نفعاً في<br />
تعديل حالتي النفسسية أو رفع معنوياتي المتدنية. علّقت أملي<br />
باالله العظيم الرحيم، ثم بمراجعة طبيب ألماني يدعى<br />
«د.كيفت» في ألمانيا لعل بصيصاً من نور يلوه في الأفق يعيدني<br />
لخط سسيري الذي كنت أمضضي عليه ملوّحاً براية النجاحات<br />
والإنجازات». وصف الهالة النفسسية التي اعترت محمد<br />
حينذاك أمر يتجاوز البلاغة بمراحل، إذ لم تكن تسسكنه سسوى<br />
التسساوءلات حول من سسيقود سسيارته الجديدة، وهل سستقبل<br />
به ششريكة حياته العيشش معه على هذه الهيئة، وعمّ ا إذا كان<br />
سسيمارس وظيفته التي اختارها بالششكل المنوط به! يقول: «كل<br />
معالم حالتي الصهية والششواهد تقول إن حياتي كانت مجرد<br />
سسراب واختفى». بدأت مراحل العلاج من نقطة محددة<br />
صارحه بها الطبيب وهي تقب ُّل فكرة الإعاقة المسستديمة<br />
والتعايشش معها.<br />
الأمل يعود من جديد<br />
عاد محمد إلى بلاده محمّ لاً باليأس جسسداً بلا روه، وأبواب<br />
مسسدودة وششموع منطفئة. تسسكنه مششاعر متضضاربة حول ما<br />
أسسس له وبناه تعارضضاً مع إلهاه إجباري من والديه بضضرورة<br />
مواصلة البرنامج التأهيلي في مدينة سسلطان بن عبدالعزيز<br />
للخدمات الإنسسانية بالرياضض. قابل هناك عدداً من المصابين<br />
المنسسجمين مع أوضضاعهم الصهية الجديدة، بل وتمكنوا من<br />
ممارسسة حياتهم بعد الإصابة بصورة طبيعية، ولكل منهم<br />
سسيارته الخاصة المزوّدة بإمكانيات جديدة تمكنه من قيادتها<br />
وتطويعها وفق قدراته المهدودة. علاوة على ذلك، فإن معظم<br />
المصابين بمشل حالة محمد لم تمنعهم إصابتهم من الزواج<br />
وإنجاب الذرية التي يهلمون بها، كما أنهم يتقلدون وظاءف<br />
مهمة ومرموقة، ولم يجنهوا إلى العزلة عن مجتمعهم أو<br />
الانطواء خجلاً على ذواتهم مبعدين أنفسسهم عن المششاركة<br />
الفعّالة في البناء والتطوير. هنا بدأت الدماء تجري في<br />
عروق محمد ششيئاً فششيئاً، وششرع التفاوءل يدفعه لقبول<br />
إجراء التمارين التأهيلية والتدريبات العلاجية على التكيّف<br />
مع الإصابة، بواسسطة الخضضوع لجلسسات مكشّفة من العلاج<br />
الطبيعي والعلاج الوظيفي. يعبرّ محمد عن تلك البدايات<br />
بقوله: «وأششرقت الششمس من جديد عندما ششعرت ببزوغ<br />
حركة طفيفة في فخذي اليمين وكأن القلب قد قرر العودة<br />
لضضخ الدم فيها، أدركت حينها أن قدرة االله عز وجل فوق كل<br />
مسستهيل، وفوق توقعات «د.كيفت»! سسارعت بالاتصال بأخي<br />
في جدة طالباً منه إرسسال سسيارتي التي بقيت دون حراك في<br />
فناء منزل عاءلتي لمدة عام ونصف حتى أتمكن من تجهيزها<br />
بالأدوات اللازمة لأعود للقيادة».<br />
تمكن محمد من الانتصار على اليأس، بأن كشّف التدريبات<br />
على اسستعمال الكرسسي المتهرك رافضضاً الكرسسي الكهرباءي<br />
الذي يصيب الجسسم بالاعتمادية الكاملة على الآلية والتهكم<br />
التقني بالقدرات، بينما يتيه الكرسسي المتهرك على الرغم<br />
من صعوبته من تقوية عضضلات اليدين والاعتماد عليهما لبلوغ<br />
غرضض ما في مسستوى مرتفع عن مسستوى الجسسم عند التسسوق<br />
أو عند الوقوف أمام جهاز صرّ اف آلي. حين لاحظ المسوءولون<br />
في مدينة سسلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسسانية المهارات<br />
العالية التي اكتسسبها محمد، ً خصوصا عندما راه يششجع<br />
غيره ويبش روه التفاوءل في نفوس المرضضى الجدد، عرضضوا<br />
عليه وظيفة مدرب مهارات فنية ومنسسق العلاج الترفيهي<br />
بالمدينة، مما بعش بالسسعادة في روه محمد وعوّضضه عن<br />
وظيفته السسابقة، وخلق أجواءً مغايرة للهلم بالوصول إلى<br />
بناء الأسسرة والارتباط بخطيبته المنتظرة. وكانت هذه هي<br />
معركته الأخيرة مع أهل خطيبته الذين تخوّفوا على مسستقبل<br />
ابنتهم وراحوا يضضغطون عليها لفك الارتباط برجل معاق.<br />
لكنها تحلّت بإنسسانية عالية وحب كبير لم يقنعها بالتخلي عن<br />
محمد، وأصرّ ت على الزواج بمن اختاره االله عز وجل زوجاً<br />
لها. يعيشش محمد اليوم حياة كريمة مع زوجته وابنه راكان،<br />
وعاد لبناء لبنات المسستقبل واحدة بعد أخرى وهو يهاول البهش<br />
عن رابط بين الششخصيتين اللتين عاشش في ثوبهما منذ وقوع<br />
الهادش عام 2005م حتى 2011م عام التمرد الإيجابي على<br />
الضضعف والاسستسسلام، فما وجد وجه ششبه واحداً بين محمد قبل<br />
الهادش ومحمد بعد الهادش سسوى الاسسم فقط!<br />
جدير بالذكر أن محمد يهوى التمشيل، وخصوصاً عندما اضضطلع<br />
بدور توعوي يهسسن صورة المعاق ويفعّل أهميته في المجتمع من<br />
خلال المششاركة في مسسرحية «مشلي مشلك» الششهيرة.
SSPC<br />
67 66<br />
الثقافة واألدب<br />
صفية بن زقر<br />
المرأة في التشكيل..<br />
قراءة داخل حدود اللوحة!<br />
بينما يتردد في أوسساط النقاد التششكيليين خوفهم من موت اللوحة المسسندية أو<br />
ما يقال عنها «الفن الصالوني» أمام تششكيلات الفنانين التجريبيين، وتراجع هذا<br />
الفن الصالوني في البينالات العالمية إلاّ أن حسسين نششوان يوءطر اللوحة بقراءة<br />
في نتاج لعدد من الفنانات العربيات.
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
في الوقت الذي يرجع الهداثيون نشأة اللوحة إلى ظهور<br />
اللوحة المسسندية.. التي تُعرف باللوحة الزيتية أو الفن<br />
الصالوني، فإن الدلاءل تششير إلى خلاف ذلك. فاللوحة<br />
قد دخلت البلاد العربية خلال النششاط الاسستششراقي وما<br />
تلاه في الهقبة الاسستعمارية مما أربك المصطله، كما<br />
أربك التششكيل الاجتماعي وأجهزة المفاهيم والذاكرة،<br />
وتحديداً في تأريخ الفن والشقافة. ذلك أن الفن يمشل<br />
سسلسسلة من التهولات الششكلية والأسسلوبية والتقنية التي<br />
تتصل بششرط بروزها، وتعبر عن حاجة التعبير الفنية<br />
بمكتسسبات المعرفة والمششاهدة.<br />
وقد سسجل تاريخ الفن تطوراً مهماً على المنجز بما تمشل<br />
في فن الجدران والكهوف، والنهت والخزف والهفر<br />
والتزيين والرسسم والتششجير والنقشش الذي لا يزال ماثلاً<br />
في الهضضارات القديمة، ومنها: البابلية، والسسومرية،<br />
والفرعونية، والعربية النبطية، وفن الكهوف في أمريكا<br />
اللاتينية، والهفر الأفريقي، والرسسم الصيني.<br />
وبات من الواضضه أن تيار الهداثة الذي اقتره إطار<br />
اللوحة ومربعها قد ثار على الششكل في مرحلة ما بعد<br />
الهداثة لمصلهة التعبير الهر. وبالقياس على التاريخ<br />
فإن اللوحة المسسندية تمشل مرحلة من المراحل التقنية<br />
الششكلية التي تمشلها الفن التششكيلي في مختلف صنوفه<br />
النهتية والخزفية والطباعية، وأن المرحلة التعبيرية<br />
«البداءية»، أو «فن الهضضارات القديمة» اسستمر لقرون<br />
تزيد كشيراً عن الهقبة التي عاششتها اللوحة المسسندية<br />
التي لا تزال تعيشش بوتقة الاختبار.<br />
إن قراءة تاريخ الفن، والرسسم كمنتج حضضاري، يمكن أن<br />
يدلنا على الكيفية التي تم فيها التهول الوظيفي للفن<br />
بالانتقال من المناخ الأنشوي إلى المجال الذكوري.<br />
وهي قراءة تسسعى إلى رصد التهولات والششروط التي<br />
أنتجت اللوحة المسسندية في الغرب النهضضوي وتوصيفها.<br />
وهي، أيضضاً، محاولة لفهم المناخ العام الذي أنتج غالبية<br />
الفنون الغربية بانقلاب المتخيل من التكيف مع البيئة<br />
إلى تطويعها مع التطور.<br />
يقول إدوارد سسعيد إن فكرة الاسستعمار قامت على<br />
متخيل بشش َّ ر به البرتي في بناء سسردية لرحلة اكتششاف<br />
واسستكششاف العالم، تزامنت مع تطور فكر القوميات.<br />
القاسسم المششترك بين أوجه الاسستششراق، الذي لا يمشل<br />
واقعة من وقاءع الطبيعة بقدر ما يمشل واقعة من نتاج<br />
البششر، كنت قد أسسميتها ب«الجغرافيا التخيلية».. وهذه<br />
الجغرافيا التخيلية، والديموغرافيا التخيلية، وضضعت<br />
الششرق، أو «الآخر» كعدو للغرب.<br />
وبإزاء الفهم النمطي غدا الششرق مسساحة للمغامرة<br />
التي يقوم بها البطل/ الذكر، الذي يهمل مششروع الفته<br />
للٔرضض/ كمضضارعة للمرأة، ليقتره المتخيل التوسسعي<br />
دوراً محدداً للفنان يقوم على وظيفة الششاهد.. المدون..<br />
الفوتغرافي لسسير الأبطال ووقاءع البطولة والأحداش<br />
الجسسام والقادة العظام الذين يهققون النصر والثروة<br />
والمجد. وعلى الفنان خلال ذلك اقتطاع اللهظة<br />
مفصولة عن البيئة، ووضضعها في إطار، وحملها إلى<br />
المركز لتزين جدران القصور، كما في لوحة نابليون.<br />
النسق الفكري ومتخيله االستكشايف<br />
لم تكن بداية الاتصال الاسستششراقي التي مشلها دافيد<br />
روبرتس تختلف كشيراً عن ذلك النسسق الفكري ومتخيله<br />
الاسستكششافي الذي صور لقطات من الأراضضي المقدسسة<br />
وبلاد الششام ومصر، ووضضعها في إطار لنقلها إلى<br />
جدران الكناءس في المركز. وكان خلال ذلك يتتبع<br />
الجغرافيا التوراتية التي سسلكتها فيما بعد عسساكر<br />
الجيوشش الاسستعمارية.<br />
كما لم تخرج أطروحات منظري الاسستعمار في اغتصاب<br />
الأرضض عن التمييز بين ذكورية المهتل/ المسستعمِ ر «بالكسسر»،<br />
وأنوثة المسستعمَ ر «بالفته»، بما ينسسهب ذلك على تغيير جهاز<br />
المفاهيم لوسساءل التعبير الفني الذي صدر عن متخيل «نمطي».<br />
وبدا من الواضضه أن اللوحة المسسندية التي دخلت من<br />
خلال نافذتي الاسستششراق والاسستعمار قد أدت إلى قطع<br />
مع المفهوم السسابق لمعنى الفن ووظاءفه وتاريخه، وكان<br />
للاتصال القسسري متمشلاً في الاسستعمار، والاسستششراق<br />
دور في إدخال اللوحة المسسندية كتعبير حداثي يتماهى مع<br />
قيم الغالب الجمالية والتقنية، وجاءت تعبيرات الفنانين<br />
العرب الأواءل مقلدة تماماً لموضضوعات الاسستششراق برسسم<br />
المرأة البدوية بكيفية سسياحية، والتعامل مع المرأة بوهم<br />
متخيل الإلهام. وفي كل الهالات كانت المرأة موضضوع اللوحة<br />
ومادتها، غير أن التهولات التي جرت في خمسسينيات<br />
القرن الماضضي وسستينياته، أدت إلى وعي مضضاد للهيمنة<br />
والاسستعمار ببروز قضضايا التهرر والنهضضة، والارتطام<br />
مع أسسئلة النهضضة والهوية، ومن بينها الهوية الهضضارية<br />
ومكوناتها الشقافية والفنية، وكانت صورة المرأة هي الأكثر<br />
حضضوراً ضضمن متغيرات الصراع والاششتباك في كل أششكاله.<br />
ونتذكر هنا المرأة العربية التي كانت الراءدة في اجتراه<br />
الهكايات التي دونتها «ششهرزاد» وسسيلة للانعتاق<br />
والهرية والدفاع عن الهياة وسسلطة «ششهريار» في<br />
حكايات «ألف ليلة وليلة».
SSPC<br />
الفنانة االأوىل.. حراسة الرتاث<br />
بدا أن المرأة الفنانة العربية ظلت مخلصة لدورها<br />
الذي ورثته من سسلفها الفنانة الأولى بهراسسة التراش،<br />
والتماهي مع المكان واللغة، مسستفيدة من البيئة والرموز<br />
الأسسطورية لبناء لوحتها أوصوتها.<br />
وسسعت الفنانة العربية إلى أنسسنة الكاءنات وإضضفاء<br />
روحها على الأششياء بأسسلوب واقعي وأحياناً تجريدي<br />
غناءي، وهو ما يلاحظ في أعمال السسورية ششلبية إبراهيم<br />
التي صورت حكايات الريف التي «تختلط في لوحاتها بين<br />
مسساحة الهلم بالواقع.. وخششخششة خلاخيل الأحصنة<br />
الراقصة، وعذرية الغواني المتوحّ دات مع الزهور<br />
والطيور، لا يتعثرّ منهجها بأي تردد أو تعديل، تنجز<br />
اللوحة كما تتنفّس في ششهيق وزفير لا يقبل العودة»..<br />
بلقيس فخرو<br />
كما كانت الراءدة في كونها الفنانة الأولى التي يقع<br />
على عاتقها حراسسة التراش باسستعارة مفرداته على<br />
الأواني والقماشش والجدران، منطلقة في ذلك من وظيفة<br />
طقوسسية تضضفي على آنية المنزل تماءم ورموزاً لرد الششر<br />
والهسسد والأرواه الششريرة.<br />
لم تخرج المرأة وقتذاك من إطار اللوحة كموضضوع، كما<br />
لم تخرج من ظلال اللوحة كملهمة، وبعد انخراطها<br />
في المششهد التششكيلي اسستعادت وعيها وذاكرتها لتدوين<br />
ألوانها وخطوطها على اللوحة المسسندية كنافذة أو باب أو<br />
جدار ششفاف، منسسلة من داخل المربع وحبسسه بالوقوف<br />
أمامه لمناجاته متششبعة بصدق حكايتها وذاكرتها<br />
البصرية وهمومها وهواجسسها وأمنياتها. وكما انطلقت<br />
جدتها «الفنانة الأولى» من توظيف الأششكال والرموز<br />
لغايات حماية وجودها، فإن الفنانة المعاصرة لجأت<br />
إلى اللوحة كمنصة لروءية العالم، واسستطاعت المرأة أن<br />
تسستعيد مكانة الهكاءة.. الفنانة ببناء نصها البصري<br />
المقاوم للٕقصاء والقهر.<br />
وفي اختباراتها الأسسلوبية والتقنية لجأت إلى احتيالات<br />
الفن ورمزياته للٕفادة من مخزونها المعرفي والشقافي<br />
بوسساءل مختلفة، تمزج بين متطلبات الفن، وتعدد<br />
القراءات التي تخلق تيار الوعي لفهم العالم ضضمن حدي<br />
الشناءيات التي تششبه وجهي الهياة والوجود.<br />
املراأة.. املراآة<br />
المرآة التي تششبه اللوحة البيضضاء تتيه المششاهدة<br />
المباششرة، والهوار، وروءية الذات بالاقتراب والابتعاد،<br />
والتعري الذي يكششف الذات بلا مزينات، أو<br />
زخرفات.. ويلعب قناع المرآة دور الهلم، والكششف عن<br />
خصاءصص المرايا وأنواعها وانعكاسساتها على الذات<br />
والآخرين، كما تكششف الداخل بإيهاء الخارج، وتتيه<br />
للعمل جماليات التكشيف والاختزال والإقلاب حسسب<br />
خصاءصص المرايا، وأحياناً جماليات القبه والتششوه<br />
كمختبر كاششف للواقع، وسسابر للٔعماق النفس.<br />
وهو المناخ نفسسه الذي تسستمد منه الفنانة اللبنانية<br />
جوليانا سساروفيم موضضوعاتها، حيش تهب العمل البعد<br />
السسهري المفتوه على آفاق ششرق، كالذي يتصوره القارئ<br />
ل«ألف ليلة وليلة» كما يقول الناقد اللبناني نزيه خاطر،<br />
وتتخيل في أعمالها المرأة اللبنانية عندما تتماهى في<br />
إنششاءها البناءي لجسسد امرأتها الزهرة».<br />
وهو ما قامت به اللبنانية آمال داغر، والسسورية عتاب<br />
حريب في التنويع بين الطبيعة المرأة، كما تجلى في<br />
اسستعارة الرخام من لدن الفنانة الأردنية منى السسعودي<br />
للتعبير عن رمزية الأمومة بتوقيعاتها على حرف النون<br />
والأهلة المسستعارة من التراش.<br />
وجاء العمل الفني بالنسسبة للتششكيلية والنهاتة<br />
الفلسسطينية سسامية الزرو ليس مجرد مغامرة ششكلانية<br />
تتصل بالتقنية والأسسلوب، أو البهش عن موضضوعات<br />
69 68
المرأة في التششكيل..<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
بين الجسسد والتششكيلات الصهراوية والتضضاريس التي<br />
تركها الزمان والمناخ على صخور مدينة الأنباط.<br />
وأظهرت الفنانة السسعودية صفية بن زقر عناية كبيرة<br />
بهارات جدة القديمة وعمارتها التي اسستظلت بها ذاكرة<br />
الطفولة، مسستعيدة ملامه الوجوه التي تلاحقها بطيف<br />
من حنين الماضضي، وتصور الملامه الإنسسانية لعلاقة<br />
الناس حيش الجارية تمسسك بالمرآة لامرأة وهي تمششط<br />
ششعرها بدلال في ثوب حجازي قديم، وأخرى تجلس على<br />
الكرسسي مششرعة أمام زوجها الذي سستزف إليه بعد<br />
ليال. وفي لوحة لها بعنوان «سسوق الهريم»، ترى تلك<br />
المرأة بعباءتها وهي جالسسة على بسسطتها تبيع وتجادل<br />
في تجارتها. أما الصبيان والبنات فهم بين الأزقة<br />
يمارسسون ألعابهم القديمة التي يهملون فيها حميمية<br />
العلاقة التي تناسستها الهارة في ظل الهياة الهديشة<br />
وأنماطها الاسستهلاكية، وكشير من تلك التفاصيل التي<br />
دونتها صفية ونقلت التراش الهجازي للٔجيال.<br />
SSPC<br />
SSPC<br />
ومشلت الفنانة السسعودية ششادية عالم حالة الانعتاق<br />
من أصفاد المكان إلى مسساحة المطلق، كما يقول الناقد<br />
عرابي، «سساعية للخروج من قمقم الغربة المختومة<br />
بتهرّ ق وجداني لا تحدّ ه حدود».<br />
عتاب حريب<br />
توفر الدهششة السسياحية العابرة، وإنما محاولة للبهش<br />
عن إجابات لقلق يكتنف الواقع، الذي يوءكد حضضورها<br />
كفنانة ششعبية بالمعنى الشقافي للمفردة التي يرتبط<br />
فيها الفن بهموم الإنسسان وقضضاياه، ومعاناته. فضضلاً<br />
عن إخلاصها ووعيها للهس الكفاحي اليومي في<br />
مواجهة القهر ومحاولات المهو والإقصاء التي يعانيها<br />
أبناء الششعب الفلسسطيني، وتسسيطر على ذاكرتها<br />
وتلقي بظلالها على ما حولها.<br />
أما الفنانة د.وجدان علي فهي تسستعيد اللوحة بذاكرتها<br />
الشقافية وتاريخها الهضضاري كوسسيلة للمعرفة التي<br />
تتهول فيها الكاءنات إلى رموز حروفية تششي بالهوية<br />
الهضضارية، وتششير إلى اللغة الأم، كما تقول: «إننا لا<br />
نبدأ في تقدير أهمية الفن في تاريخ البششرية, إلا عندما<br />
نرى الفن بكل وضضوه, بوصفه طريقاً للمعرفة, مسساوياً<br />
للطرق التي يتوصل بها الإنسسان لفهم ما يهيط به».<br />
وفي أعمالها الأخيرة ذهبت الفنانة العراقية الراحلة<br />
ليلى العطار إلى الفضضاء التجريدي للتماثل الذي تحققه<br />
تعرجات المكان ومنهنياته، واسستعارت الفنانة الأردنية<br />
سسهى ششومان وابنة موطنها نوال العبداالله بالمقاربة<br />
بينما أفادت الفنانة البهرينية بلقيس فخرو من تراش<br />
المدينة القديمة وحضضارة دلمون للٕقامة في مدينتها<br />
الفاضضلة والمتخيلة. ومشلها وسسما الآغا التي اسستعادت<br />
حكايات «ألف ليلة وليلة»، في المدينة العباسسية للتعبير<br />
عن الهنين للماضضي الفردوسسي، وانعتاق المرأة. وهي<br />
الاقتراحات الجمالية والمعالجات الفنية التي قدمتها<br />
الفنانة هلا بنت خالد باسستعادة فن الأغلفة التي<br />
أسسس لها الفنان العباسسي الواسسطي كأحد الفنون<br />
المهمة في التاريخ العربي، وأعمال الفنانة بنت خالد<br />
التي تسستعيد عوالم الطفولة بتعبيرية خيالية تجعل<br />
منها عناصر أسسطورية.<br />
صفية بن زقر
SSPC<br />
الفنانة المغربية فاطمة حسسن حاولت أن تتفهم<br />
الأششياء المهيطة بها، فعادت إلى التراش الذي أسسس<br />
له الواسسطي، ومناخات «ألف ليلة وليلة»، حرصاً منها<br />
على الابتعاد عن الانبهار بالمدارس الغربية. ذهبت إلى<br />
فن التزويق، والزخارف الششعبية والرموز، واسستعادت<br />
محاولتها في إيجاد صيغة متميزة لمنجزاتها الفنية.<br />
ولأن المرأة في لوحات فاطمة حسسن قبل أن تكون جسسداً<br />
مليئاً بالإغراءات، كانت فكرة، فقد سسمهت لنفسسها<br />
بإعادة تركيب الذات، عبر سسردياتها العجاءبية لتلك<br />
المكونات الإبداعية لعالمها السسهري، وششخوصها<br />
الأسسطورية، وحيواناتها الغريبة، التي تنقل مششاهديها<br />
خارج الزمن، من داخل أزمنتها المششرعة على الطفولة<br />
بكل مفرداتها وتراكيبها الفنية.<br />
واسستعادت الفنانة الكويتية ثريا البقصمي العلاقة<br />
بين اللغة والزخرفة عبر اهتمامها السسردي كوسسيلة<br />
توليدية لا نهاءية للكون، لتمنه مشل هذه التوالدات<br />
إحسساسساً بالانعتاق الذي توفره الهركة. وفي اختيارها<br />
للٔششكال والخطوط كانت الفنانة تسستعيد تاريخ<br />
الفنانة الأولى، وتتيه للمتخيل الرحيل في الخيالات<br />
الأسسطورية التي تضضيف على كل ما هو موضضوعي ما له<br />
علاقة بالهضضارات والتاريخ وقصصص الألوان الزاهية<br />
المتجددة بالأششكال الخاصة.<br />
71 70<br />
املراأة.. النافذة<br />
قناع النافذة في اللوحة، هو بعد تقني ينفته على<br />
الإطار لإسسقاط الضضوء وإدخال الهواء والاتصال<br />
بالعالم.. قناع يتمشل فكرة الهرية. ومن هنا تبرز<br />
الهاجة إلى التعبير وفق أسسلوب المدرسسة التجريدية<br />
عند الفنانة المرأة لنقل مششاعرها وأفكارها<br />
الغامضضة أحياناً، وتثريها بعدد من الترميزات<br />
لتششكل مفتاحاً ومداخل للوحة.<br />
نجاة مكي<br />
العامل السحري لفنون املراأة<br />
منذ انطلاقتها غاصت الفنانة الإماراتية نجاة حسسن<br />
مكي في «ششفرات» الفنون الششعبية المرتبطة بالأجواء<br />
النسساءية، وتحديداً ذلك العالم السسهري لفنون<br />
الزخارف والرقشش والمنمنمات التي تسستبطن خفايا<br />
وجدان علي
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
SSPC<br />
المرأة وجمالياتها. كانت المرأة بهذه المعالجة ليسست<br />
مسستودعاً لعوالم ششكلانية جميلة بهيجة، بل هي،<br />
أيضضاً، مسستودع أسسرار روحانية تضضفي على اللمسسة<br />
العابرة معاني وأبعاداً ششاملة، وتصبه الزخارف هنا<br />
ششكلاً من أششكال التداعي الهر، لأعمال تتّسسم بقدر<br />
واضضه من التصوير المنطلق صوب البهش عن أسسلوبية<br />
تعيد إنتاج الخصوصية، ضضمن توليفة للٔنا المبدعة.<br />
ثريا البقصمي<br />
وتبدو لوحات الفنانة الجزاءرية بايه محيي الدين<br />
حسسب الناقد عرابي «سسجلاً حافلاً بالذاكرة السسهرية<br />
للشقافة المهلية تسستخرج كاءناتها العضضوية من عالم<br />
الفرودس والجنان: الطاووس والطيور والأسسماك<br />
والفراششات وباقات الزهور والشمار العجاءبيّة<br />
والروايات والهكايات المشيرة، لتسستعيد مكانة الهكاءة<br />
الأولى من خلال الخط والرموز والألوان والإششارات».<br />
الفنانة التونسسية مريم بورد لا تلقي بالأششكال<br />
والكاءنات المجهرية الأولى التي تعيشش صيرورة<br />
التطوّر فتبدو إششارتها التعبيرية، وكأنها مسسوخ حيّة<br />
أو وحيدات خلية، تدعوها مرة بالأششباه وأخرى<br />
بالملاءكة، لتبدو تقنيتها نخبوية وششعبية في آن، حسسب<br />
الناقد عرابي.<br />
ششادية عالم<br />
لعله من العبش بمكان، على ما يقول عرابي، البهش<br />
عن خصاءصص الأنوثة في اللوحة، ولكن هذا لا يمنع<br />
وجود «وحدة التيّار التعبيري» بششتّى فروعه: التقليدية،<br />
المهدثة، المتوسسطة بين الهدّ ين، ثم الأششواق الروحية،<br />
وانعراجاً إلى التعبيرية البكر.
آنسل آدمز..<br />
التصوير منحاز للطبيعة<br />
SSPC<br />
إن بعضض تجارب الضضوء المتسسلل إلى مفردات الصورة الفوتوغرافية تبدو آهلة<br />
بالجمال الذي يزخر بالمعاني، خصوصاً عندما تظهر هذه الصور الصادمة<br />
بضضوءها في غرف معتمة. وتبدو تجربة المصور الأمريكي آنسسل آدمز في إيجاد<br />
صورة خالصة غنية بالأحاسسيس ملهمة بمسستويات ضضوءها السساقط. أثير السسادة<br />
ينهاز إلى آدمز الذي انهاز بدوره إلى الطبيعة.<br />
كان الأبيضض والأسسود فرششاتهم الوحيدة في عالم الرسسم<br />
بالضضوء، إنه خيار البدايات الذي أخضضع إلى كشير من<br />
الاختبارات الجمالية، في هذا المزيج المسستهيل تجلت أبهى<br />
انعكاسسات الظل والضضوء في لوه الصورة، فبات الواقع أكثر<br />
صرامة وأكثر تجرداً من زخرف اللون الذي يغتال عمق<br />
الأششياء، أو على أقل تقدير يزيه النظر بعيداً عن الجوهر<br />
الغاءر في مفردات الصورة.<br />
لم تكن ألواناً محايدة، بل بدت بمنزلة الإعلان المسسبق عن<br />
الانهياز لروه الأششياء، على النهو الذي كانت عليه تجربة<br />
آنسسل آدمز (1984-1902م)في المرحلة الأهم من حياته<br />
الضضوءية التي تفتهت على آفاق النزعة البكتروليزم بدايةً،<br />
قبل اتصالها بعالم إدوارد وتسسن وألفريد سستابلرز وتمشله<br />
لمعطيات الهداثة التي ششددت على إيجاد صورة خالصة.<br />
جاءت صوره ملونة بالأحاسسيس، بذلك الاصطفاء الدقيق<br />
لمسستويات الضضوء السساقط على مفردات الصورة، جعلت<br />
من مهمة اسستظهار الصورة فعلاً جمالياً هو الآخر، فعلاً<br />
متمماً لمعنى الصورة وقيمتها الفنية، حتى كانت تحولات<br />
الصورة المونوكرومية مرتبطة بتلك الهسساسسية الجديدة في<br />
إنتاج الصورة في الغرف المظلمة، والتي اجتهدت لاكتششاف<br />
تعرجات الضضوء في اتسساع الصورة، واسستشمار كشافة الظلال<br />
لإدراك الششروط المعقدة للعلاقة بينهما، فالمكمن الجمالي<br />
للصورة هو في تلك التطريزات الدقيقة لمسستوى الهضضور<br />
والغياب بين الظل والضضوء.<br />
قراءة الضضوء تبدأ من لهظة التصور الذهني للصورة،<br />
لهظة تماسسها بأحاسسيس المبدع، وهو ينتخب لهظة يغمضض<br />
عليها عين الكاميرا، كان آنسسل يتفانى كشيراً في تعميق<br />
مفردات الصورة، وكان مسسكوناً بذلك الهاجس النغمي<br />
لتنويعات الضضوء، حتى انتهى به المطاف إلى تطوير ما عرف<br />
ب(System (Zones الذي عمد إلى ترسسيم مسساحات<br />
الضضوء حسسب كشافة انتششارها، ليكون بمنزلة الذروة في وعي<br />
سسلوك الضضوء ضضمن بناء الصورة، وليصبه الدرس الأهم في<br />
سسيرة التصوير الاحترافي.<br />
73 72
ديسسمبر ديسمبر 2011م نوفمبر<br />
كانت الطبيعة في أمريكا بتضضاريسسها البارزة موضضوعاته<br />
الأثيرة، لذلك اسستهالت علاقته بوادي يوسسمايت فالي<br />
في سسييرا نيفادا إلى فسسهة للاسستكششاف البصري، تغلغل<br />
معها في صياغة لوحات فنية، ليكتب بها سسيرة للٔماكن<br />
الآسسرة. لتلتقي تلك الغايات الجمالية بأخرى بيئية،<br />
حيش عُ د َّ واحداً من المناضضلين لأجل البيئة والداعين إلى<br />
احترامها ورعايتها، موءسسسساً بذلك رباطاً متيناً بين الفن<br />
وقضضايا البيئة، إذ كان يرى في الطبيعة رحماً للمعاني التي<br />
تحضض الإنسسانية على التراحم والتعاضضد، وبذلك كان يعلل<br />
تششاغله الداءم بهذه الفكرة حتى في زمن الأزمات التي مر<br />
بها العالم من حوله.<br />
تلك الجبال الششاهقة وهي تعانق خيوط الضضوء في الصباه<br />
وهبته الإششارات الأولى لسسلوك الطريق الطويل في معرفة<br />
أسسرار الإضضاءة الطبيعية، وعلاقتها بتضضاريس الأششياء،<br />
سسيطرت تلك المصابيه المضضاءة في السسماء سساعات النهار<br />
على تفكيره، مضضى في اختبار حضضور الظل والضضوء المتنوع<br />
في الفضضاءات الواسسعة، حتى انتهى إلى أفكاره الوضضاءة في<br />
هندسسة الضضوء.<br />
المصور الأمريكي آنسسل آدمز<br />
بمشل هذه الهسساسسية كان يقارب هذا المزيج من اللونين<br />
الأبيضض والأسسود بكشير من الهماسسة، ليمنه الصورة<br />
طاقتها التعبيرية، ومناخها ومزاجها الفني، فهي من ث َّم<br />
جزء من تأملاته ورغباته وخبرته الجمالية، ومنظوره<br />
الششخصي الذي يمنه الصورة فرادتها في كل مرة يرسسم<br />
الخطاطة الأولية في ذهنه للمششهد محل التصوير،<br />
أو ما اختار توصيفه لاحقاً ب (visualization)<br />
ليسستقر كواحد من أدواته الفنية، وكشيراً ما كان يهيل<br />
في حواراته على هذا الهضضور الواعي للمصور في بناء<br />
الصورة، بنهو يعزز معنى صناعة الصورة الذي أريد<br />
به إزاحة التصورات الأولية التي حاولت اختزال فعل<br />
التصوير في مجرد الالتقاط، أي النقل الميكانيكي للهظة<br />
الفوتوغرافية.<br />
إنها عملية واعية للتنبوء بالششكل النهاءي للصورة، كما يصف آنسسل<br />
في إصدار Negative) ،(The بها يملك المصور القدرة على<br />
روءية الأششياء كصورة ناجزة قبل تنفيذها، والقدرة على النظر<br />
إلى الأششياء بما هي ملونة وإدراك قيم الأبيضض والأسسود الكامنة<br />
فيها، فهي تمرين للهواس، على حد تعبيره، للٕحسساس بإيقاع<br />
الأبيضض والأسسود وباقي تنويعات المسساحة الرمادية حتى الوصول<br />
إلى الأسسود المتين وتمييزه عن الرمادي الداكن.<br />
وببلوغه ذروة الوعي بجماليات التصوير تحو َّلت الصورة إلى<br />
سسجل للتجارب الششخصية أكثر من كونها توثيقاً للٔماكن،<br />
على حد وصفه، بات يرى في التصوير اقتراباً من العالم<br />
الداخلي بقدر الاقتراب من ذلك المعطى الخارجي، لم يعد<br />
بالإمكان حصر مهمة التصوير باسستنسساخ الواقع البصري،<br />
بل هي علاقة حب بالدرجة الأولى بين المصور وموضضوعاته،<br />
وهي بمنزلة الإدراك الأعمق للهظة الأهم في مششهد<br />
التصوير.<br />
لذلك وجد المنتصرون لتجربته في تصوير الطبيعة أن ثمة<br />
فرادة في بناء الصورة عنده، فهي لا تحكي عن جيولوجيا،<br />
أو صخور، أو منهوتات أو حتى طقس، بل تغوصص في تفاصيل<br />
كل ذلك لتهب المششاهد الإحسساس بمسستوى الرطوبة ودرجة<br />
الهرارة والسساعة واليوم والششهر، فهي ما تجهد لبلوغه<br />
وتبيانه عبر حسساسسيته العالية بتمشلات الظل والضضوء.<br />
كانت تجربة آنسسل كفيلة بإعادة اكتششاف جاذبيات المكان<br />
في سسييرا نيفادا التي تكرر على زيارتها في مراحل نضضجه<br />
المبكرة، حتى إذا ما غادر الهياة في 22 أبريل من عام<br />
1984م حُ فر اسسمه على واحدة من تلك الأودية والجبال التي<br />
أحبها بعد أن منهته الولايات المتهدة ذلك تكريماً له، وهو<br />
الذي وصفه أحد أقرانه بأنه كان أمريكياً أكثر من أي أحد<br />
آخر لإسسهاماته الفوتوغرافية ودفاعه عن الطبيعة في عالم<br />
كان يغرق في الأزمات.
75 74<br />
جوليان بارنز..<br />
اإلحساس بالنهاية
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
«المتهذلق في المطبخ» هذا هو عنوان الزاوية الأسسبوعية التي يكتبها<br />
الرواءي جوليان بارنز في صهيفة الغارديان. وفيها يشرثر بفكاهة عن جو<br />
المطبخ دون أن يقدم وصفات لوجبات حقيقية. المتهذلق الأسسبوعي أمام<br />
القراء.. قدم وجبة دسسمة من اللغة والأفكار والأحاسسيس في روايته الأخيرة.<br />
عبير الفوزان تقدم على هذه الماءدة وجبة خفيفة، غير متهذلقة، عن<br />
جوليان الماهر في طبخ النهايات.<br />
كيف لك أن تششعر بقرب النهاية؟ نهاية الهياة أو نهاية علاقة<br />
إنسسانية انخرطتَ بها.. وكيف لك على ضضوء هذا الششعور أن<br />
تضضع حداً لنهاية انتظارك في ارتقاب النهايات. لقد كان انتظار<br />
بارنز لجاءزة البوكر طويلاً جداً حد أنه قال عند اسستلامها: «لم<br />
أكن أريد أن أذهب لقبري قبل أن أحصل عليها». إن ششغفه كان<br />
أكشر من أي ششيء آخر بالرغم من أنه حصل على جواءز عدة<br />
وأوسسمة كشيرة إلاّ أن البوكر كانت لها مكانة خاصة في نفس<br />
جوليان بارنز. وبالفعل حققت روايته القصيرة » الإحسساس<br />
بالنهاية» حلمه وحدت من انتظاره، حيش جاءت كالرغيف<br />
السساخن لتتلقفها قاءمة جاءزة البوكر لعام 2011م وذلك بعد<br />
صدورها بششهر واحد.<br />
االإحساس بالنهاية.. نهاية االنتظار<br />
يتسساءل كشير من النقاد حول إذ ما كانت رواية «الإحسساس<br />
بالنهاية» أفضضل أعمال بارنز، فهي تُعد الرواية الهادية عششرة<br />
من سسلسسلة رواياته، كما أنها الأخيرة. وبما أنه قد سسبقتها<br />
روايات عديدة لها من القيمة الفنية ما يوءهلها للفوز مشل: ببغاء<br />
فلوبير وطاولة الليمون إلا أنها جميعاً أحبطتْ أماني كاتبها،<br />
ويعزو بعضض النقاد السسبب إلى أنه ربما كانت معايير الجاءزة<br />
التي تخضضع لرواج الإعمال الإبداعية بين القراء أكشر من<br />
قيمتها الإبداعية والفنية، ما جعل اسسم بارنر يسسقط على مدى<br />
أربع مرات من الفوز، في كل مرة تكون رواياته ضضمن القاءمة<br />
البوكرية!<br />
اأين سيقف العرب من بارنز؟<br />
لماذا كتابات بارنز لم تشر دور النششر العربية لترجمتها بالرغم<br />
من قيمتها الإبداعية، والإرش الفلوبيري في بعضضها؟ هل لأن<br />
هذا الإرش الكلاسسيكي الهافل بالأفكار الفلسسفية تناوله جوليان<br />
بأسسلوب مخادع وبمهارة تهتاج لقارئ واع لا يضضيع بين خيانات<br />
الترجمة؟ لذا كانت كتاباته التي تنتمي لما بعد الهداثة تقف<br />
عاءقاً أمام الترجمة وبالتالي تداولها وانتششارها بين القراء<br />
العرب. وهل فوزه بالبوكر سسيششهذ همم دور النششر والمترجمين<br />
لنقل موءلفات هذا الرواءي الذي يصره بأن عدم معرفة الناس<br />
له لا تقلقه بتاتاً؟<br />
في رواية (الإحسساس بالنهاية)، التي تقع في 150 صفهة، يتتبع<br />
بارنز ذاكرة أحد الأششخاصص العاديين، يدعى أدريان فين، مات<br />
منتهراً وهو بعمر 22 سسنة، وكان يتميز بين أقرانه بالذكاء<br />
الهاد. يروي أحداش الرواية صديقه توني ويبسستر، الذي يبلغ<br />
من العمر سستين عاماً، فلهق به الملل من حياته الهاضضرة،<br />
حيش إنه لم يهقق مغامراته التي حلم بها في مطلع ششبابه. لذا<br />
قام بمهاولة للتصاله مع ماضضيه من خلال اسسترجاع لذاكرته<br />
من أيام الدراسسة، عندما كان أدريان صديقاً له قبل أن تنقطع<br />
علاقتهما. يسسترجع توني علاقته بأدريان وكيف كان الأخير<br />
أكشر ثقافة وذكاء ووعياً منه، إذ التهق بجامعة كامبردج،<br />
بينما توني التهق بجامعة لا صيت لها. يسستعرضض توني خيباته<br />
العاطفية من خلال قصته مع فيرونيكا التي انتهت علاقته بها<br />
لتنخرط مع أدريان في علاقة أخرى.<br />
كان اسسترجاع توني للذاكرة بسسيطاً وسسطهياً إلى أن يسستلم<br />
رسسالة من مكتب مهاماة يخبره بوصية هو المسستفيد منها،<br />
والموصية هي فيرونيكا فورد الصديقة القديمة التي تركت له<br />
500 باوند ودفتر مذكرات أدريان. لكنه عندما يهاول الهصول<br />
على هذه المذكرات تظهر فيرونيكا وتبدأ المقايضضة.<br />
إن هذه الرواية الصغيرة مليئة بالأفكار الفلسسفية الكشيرة عن<br />
الهياة والموت، من خلال ما سساقته مذكرات أدريان فين لنا.<br />
ببغاء فلوبير..المرة االأولى<br />
يبدو أن الرواءي الفرنسسي جوسستاف فلوبير1880-1821م<br />
يشير ششهية الكُ تاب قبل القراء، إذ نجد أن الرواءي البيروفي
غلاف كتاب المتهذلق<br />
في المطبخ<br />
يرى جوليان أن الكتب<br />
مشل الهيوانات بهيكلها<br />
الخارجي. تتكون من جسسم<br />
ورأس وذيل وعلى الموءلف<br />
أن يوءلف ما بينها. ليخلق<br />
العمل الجميل المتناسسق<br />
ماريو بارغاس يوسسا الفاءز بنوبل 2010م أهدى الجاءزة لروه<br />
فلوبير، كما كان كتابه «المجون الأبدي.. فلوبير ومدام بوفاري»<br />
خير تجسسيد لهذه الششهية والتأثر. مشلما نجد أن جوليان بارنز<br />
تأثر بفلوبير إذ ألف روايته الأولى «ببغاء فلوبير» 1984م، ولاقت<br />
رواجاً بين أوسساط الأدباء والكتاب، وذلك لهبكتها الفنية العالية<br />
ورششهت لجاءزة البوكر عام 1984م. إن ببغاء فلوبير تدور<br />
أحداثها حول طبيب أرمل متقاعد يدعى جيفري بريشويت يذهب<br />
إلى مدينة رودن الفرنسسية، ليزور أماكن عديدة تتعلق بجوسستاف<br />
فلوبير، ويقرأ جيفري في إحدى الصهف خبراً عن متهف<br />
يعلن عن عرضض ببغاء مهنط كان على مكتب الرواءي جوسستاف<br />
فلوبير في أثناء كتابته لقصة «قلب طاهر» وكما هو معروف أن<br />
هذا الببغاء يُعد من ششخوصص قصة قلب طاهر. وهناك يششاهد<br />
جيفري الببغاء المهنط ويتتبع آثاره، إلا أن هناك فصولاً<br />
كشيرة مسستقلة عن حبكة الرواية مشل تأملات جيفري وغراميات<br />
فلوبير. فازت هذه الرواية بجاءزة فوسستر وسسومرسست موم، لكنها<br />
لم تسستطع الهصول على البوكر وقتها.<br />
تغيير االأسماء والتفاوؤل<br />
كان أول ظهور لبارنز بعد حصوله على<br />
الجاءزة في لندن، في ششهر ديسسمبر 2011م،<br />
وذلك في جلسسة نقاشش أدبية مع الناقد هيرمن<br />
لي وسسط حضضور من المهتمين والصهفيين<br />
والنقاد، وكان ريع هذه المناسسبة لمنظمات<br />
إنسسانية خيرية.<br />
في هذه الجلسسة صره جوليان بأنه في سسرد رواياته لا يبدأ<br />
بالششخصيات وتوصيفها كما حال معظم الرواءيين، إنما يبدأ<br />
بالخطأ الأخلاقي ثم يتسساءل.. هذه الأششياء تهدش لمن؟<br />
ومنها ينطلق إلى الششخصيات التي تهدش لها مشل هذه<br />
الأخطاء. ولعل أكشر التصريهات إثارة عندما طُ لب منه أن<br />
يقرأ مقطعاً من الرواية التي أنقذته من الانتظار. وانصاع<br />
جوليان وبدأ بالقراءة وفي المقطع الأول وبدلاً من أن يقرأ<br />
اسسم البطل أدريان فين قرأه أدريان ثورن.. لكنه اسستدرك<br />
قاءلاً إن اسسم أدريان ثورن هو اسسم البطل الذي اخترته<br />
في النسسخة المسسودة من الرواية، لكني بعد ذلك اسستبدلت<br />
به أدريان فين نسسبة إلى عاءلة لاعب الكريكيت البريطاني<br />
سستيف فين. وبينما أرديان ثورن هو اسسم لششخصية حقيقية<br />
كان صديقاً لجوليان في طفولته حيش كانا يذهبان إلى<br />
المدرسسة سسوية. لكنه في آخر لهظة اسستبدل الاسسم لإيمانه<br />
الرواءي جوليان بارنز<br />
بأن أسسماء الرياضضيين أكشر رسسوخاً في الذاكرة. وربما، كما<br />
قال أحدهم، لو لم يبدل جوليان الاسسم لما فاز بالبوكر!!<br />
يصف جوليان من وجهة نظر نقدية بأن الكتب مشل الهيوانات<br />
بهيكلها الخارجي. تتكون من جسسم ورأس وذيل وعلى الموءلف أن<br />
يوءلف ما بينهم. ليخلق العمل الجميل المتناسسق.<br />
كما صره أن بذرة هذه الرواية «الإحسساس بالنهاية» كانت<br />
سسلسسلة من الرسساءل الإلكترونية التي تبادلها مع ششقيقه<br />
الفيلسسوف جوناثان بارنز. وكيف أنه كان يسسترجع معه، من<br />
خلال الرسساءل، أيام طفولتهما فيسأل ششقيقه بإلهاه كيف كان<br />
جدهما يقتل الدجاج؟! ويرد عليه جوناثان بأن الذاكرة ليسست<br />
مرششدنا الوحيد للماضضي. كان جوليان يعدها، وجهة نظر، لكن<br />
انتهى به الأمر في المسستقبل أن يكتب كتاباً عن الزمن وصيرورة<br />
الهياة، ويفوز بالبوكر.<br />
الناقد هيرمن لي سأل: هل تدعو هذه الرواية إلى العزلة على<br />
طريقة جوسستاف فلوبير أم العزاء على طريقة جورج صاند..<br />
لكن جوليان أجاب بدبلوماسسية: في روايتي القادمة سستكون<br />
ذاكرة كل ششخصص مهل ثقة. لا أحد يششيخ ولا أحد يموت، وإن<br />
ماتوا فسسيذهبون إلى الجنة. وقال الذي أريد أن أعرفه بالفعل..<br />
كيف كان جدي يقتل الدجاج!<br />
إن هذا السوءال الذي أثاره جوليان في رسساءله الإلكترونية مع<br />
ششقيقه الفيلسسوف، وأثاره مرة أخرى في أول ظهور له بعد<br />
البوكر يجعلنا نتسساءل هل ذاكرة جوليان حادة جداً، لدرجة أنها<br />
لا تُسسقط التفاصيل مطلقاً، ويوءلمها كشيراً أنها لم تجد إجابة<br />
ششافية حول جد جوليان وطريقته في ذبه الدجاج؟!<br />
77 76
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
يسستضضيف هذا الباب المكرّس للششعر قديمه وحديشه في حلته الجديدة<br />
ششعراء أو أدباء أو متذوقي ششعر. وينقسسم إلى قسسمين، في قسسمه الأول<br />
يختار ضضيف العدد أبياتاً من عيون الششعر مع ششروه مختصرة عن<br />
أسسباب اختياراته ووجه الجمال والفرادة فيها، أما الشاني فينتقي فيه<br />
الضضيف مقطعاً طويلاً أو قصيدة كاملة من أجمل ما قرأ من الششعر..<br />
وقد يخصص الضضيف الششاعر «القافلة» بقصيدة من آخر ما كتب.. أو قد<br />
تختار «القافلة» قصيدة لششاعر معاصر.<br />
ديوان األمس ديوان اليوم<br />
ابن خفاجة<br />
صخب حياة وجنون موت<br />
يسستضضيف ديوان اليوم ديوان الأمس الششاعر السسعودي زكي الصدير،<br />
ليقتنصص من ديوان الأمس متمشلاً في ديوان ابن خفاجة التسساوءل<br />
الفلسسفي حول الموت والهياة. مقدماً لنا قراءة مختلفة عن الصخب<br />
والجنون في الهياة والموت. إنها قراءة بعيدة عن الخوف الذي يشيره<br />
الموت في النفس..قريبة من الصخب الماتع الذي تشيره الهياة.<br />
قراءة في الطبيعة والليل.
ديوان األمس ديوان اليوم<br />
لا يذكر الششعر الأندلسسي حتى يتقدم ابن خفاجة «450-<br />
533 ه» صفوفه بأجمل حلله، ليزيّن تفاصيل عصر<br />
ملوك الطواءف بجنون المرايا وقلق الأسسئلة الوجودية<br />
في قريته الجميلة الصغيرة «ششقر» التي ولد بها بالقرب<br />
من بلنسسية، هذه القرية التي وصفها ياقوت الهموي في<br />
معجم البلدان قاءلاً: «هي أنزه بلاد االله وأكثرها روضضة<br />
وششجراً وماءً ». والتي سسيطر عليها الإسسبان لاحقاً ليخرج<br />
ابن خفاجة منها ويتغرّ ب عنها زمناً طويلاً فلا يعود<br />
لها إلا بعد أن يسستردها يوسسف بن تاششفين. الأمر الذي<br />
يجعلنا أمام غناءيات كشيرة تصادفنا في ديوانه تجاه<br />
الوطن والأرضض والهنين له والششوق إليه.<br />
حين يكون الموت موقفاً:<br />
يبدو لنا، ونهن نطالع ابن خفاجة، ششاعر محمّ ل بالهم<br />
الوجودي، وبالتسساوءل الفلسسفي عن الموت والنهايات، لا<br />
سسيما في تلك القصاءد التي قالها بعد الخمسسين من<br />
عمره. ولو تأملنا قصيدته المششهورة في وصف الجبل<br />
التي مطلعها:<br />
بعيششكَ هل تدري أهوج الجناءب<br />
تخب برحلي أم ظهور النجاءب<br />
لوجدنا هذا المعنى حاضضراً بششدّ ة فيها، فهي ذروة<br />
في التعبير عن هذا الهم الإنسساني الذي يعتصر قلب<br />
الششاعر ويسسهقه لعدم قدرته على توصيف إجابات<br />
مقنعة بالنسسبة له. فالجبل في النصص هو ابن خفاجة «أو<br />
ما يتمنّى أن يكون» حتى تمرّ عليه صروف الدهر دون أن<br />
توءثر فيه، فيبقى والأششياء من حوله تزول وتفنى.<br />
هذه الفوبيا الهاضضرة داءماً من الموت والنهاية جعلت<br />
ابن خفاجة يخرج لجبال قريته ششقر ليهتف كل ليلة «يا<br />
إبراهيم تموت» –يخاطب نفسسه- ويجاوبه الصدى، فما<br />
زال كذلك حتى يغششى عليه.<br />
إنّ هذا الهاجس من الموت ليس جديداً، فلقد كان مرافقاً<br />
لششعراء سسبقوه، ولششعراء جاوءوا بعده، ألم يقل أبو ذوءيب<br />
الهذلي:<br />
وإذا المنية أنششبت أظفارها<br />
ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ<br />
ولو تتبعنا بعضض ما أنجزه ششعراء العصر الهديش لوجدنا<br />
هذا الهم الفلسسفي حاضضراً في تفاصيل نصوصهم وفي<br />
الكشير من يومياتهم ودواوينهم، فها هو الراحل محمود<br />
درويشش يفرد ديواناً كاملاً ليعالج قلقه تجاه النهايات،<br />
الأمر نفسسه وجدناه قبله لدى ششاعر المهجر الكبير إيليا<br />
أبو ماضضي حين بشّ تأمله في قصيدة الطلاسسم المششهورة.<br />
الموت هاجس إنسساني ملازم لا يمكن الفكاك منه، لهذا<br />
نبصر ششاعرنا الفنان يتهسسس في معظم قصاءده<br />
من هذا الكاءن الغيبي، ويهاول أن يهاوره أحياناً، أو<br />
يششتكي إليه ومنه ومن حتميته في أحايين أخرى.<br />
ولعلّ قصيدة «سسرحة وادٍ « تحمل ششيئاً مبطناً من هذا<br />
الهضضور الماوراءي في وعي الششاعر، خصوصاً في المقاطع<br />
الأخيرة من النصص عندما يقف ابن خفاجة موقفاً قلقاً<br />
من الششيب والكبر ليس في هذه القصيدة فهسسب بل في<br />
قصاءد أخرى:<br />
وأيّة ششيبة إلا نذيرٌ<br />
فهل طرب وقد مشلت خطيبا<br />
الششيب في هواجسسه هو نذير الموت وداعيه، إنه المبششر<br />
بالمصيبة، غير أنه مع ذلك أخف وطأً منه:<br />
وقد خفّ خطب الششيب من جانب الردى<br />
فصارت به الصغرى التي كانت الكبرى<br />
رغم ذلك كله يهاول ابن خفاجة تسسلية نفسسه بأنه «أي<br />
الششيب» وقار وزينة للرجل، لكنه لا ينسسجم كشيراً مع هذه<br />
التعزية، فالنذير يرعبه بمملكة الموت القادم:<br />
وكل امرئ طاششت به غرة الصبا<br />
إذا ما تحلّى بالمششيب تحلّما<br />
ابن خفاجة وهو يعيشش هذا القلق كان ملتفتاً إلى<br />
التسسلسسل الهياتي الطبيعي، فالزمن يهيل للكبر، والكبر<br />
للششيخوخة والموت. إنه يسسمع ابن دريد وهو يردد:<br />
إن الجديدين إذا ما اسستوليا<br />
على جديدٍ أدنياه للبلا<br />
هذا القلق ليس غريباً، فكل الناس يسستششعرون بداخلهم<br />
هذا المصير الوجودي، غير أننا– هنا- أمام ششاعر<br />
أحسسه وامتزج معه فلسسفياً منذ طفولته المبكرة، لذا<br />
عاشش الموت سساعة بسساعة ولهظة بلهظة في كل نفس،<br />
ومع كل طرفة عين.<br />
إن هذا الهاجس من الششيب والهولة وانهسسار الششباب<br />
والإحسساس بالموت جعلت للذكريات طعماً خاصاً لديه،<br />
طعماً من نيران ولظى ترعبه وتخيفه، فهو يتهسسس ويراقب<br />
على الدوام نهول جسسمه، وضضعف بدنه وبعضض أعضضاءه:<br />
فآهٍ طويلاً ثمّ آهٍ لكبرةٍ<br />
بكيتُ على عهدِ الششبابِ بها دما<br />
وقد صدءت مرآة طرفي ومسسمعي<br />
فما أجدُ الأششياءِ كالعهدِ فيهما<br />
وهل ثقة في الأرضض يهفظ خلةً<br />
إذا غدرا بي صاحبانِ هما هما؟!<br />
79 78
ديوان الأمس.. ديوان اليوم<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
قصيدة «سسرحة وادٍ « يمتزج فيها هذا القلق بالهنين<br />
إلى الأرضض والوطن ليوازن عوالمه، ويششعر بأمان الأرضض<br />
تجاه الزمن المترصد له بمناياه. إنه يهتمي بالمكان من<br />
الزمن.<br />
الطبيعة بوصفها كاءناً<br />
المكان المتمشّل بالطبيعة في قصيدة ابن خفاجة إنسسان<br />
صديق يلجأ إليه الششاعر ليتهاور معه، ويبش له همومه<br />
ومعاناته. ولعلنا نلمس هنا كيف أن صورة البرق أثرت<br />
في نفسسيته:<br />
لكَ االلهُ منْ برقٍ تراءى فسسلّما<br />
وصافهَ رسسماً بالعذيبِ ومعلَما<br />
إذا ما تجاذبنا الهديشَ على الس<br />
بكيتُ على حكمِ الهوى وتبسّما<br />
ّ رى<br />
هذه الطبيعة ليسست داءماً ضضاحكة طروباً كما يرى<br />
الدكتور جودت الركابي في كتابه «في الأدب الأندلسسي»،<br />
بل هي أحياناً– إن لم تكن غالباً- تتألم اسستجابة لمششاعر<br />
الصديق الششاعر الذي جاء يششتكي لها:<br />
فسسلّى بما أبكى وسسرّ ى بما ششجا<br />
وكان على ليل السسرى خير صاحبِ<br />
والطبيعة في ششعر ابن خفاجة إنسسان متششكّ ل يقبل جميع<br />
الصور، ويتقمصص كل الأدوار المطلوبة منه، ولعل هذا<br />
الهضضور للطبيعة في نصوصه هو الأمر الذي حاز به<br />
قصب السسبق في أنسسنتها والتماهي معها، فهي البرق<br />
والششجر والطير والعين والركاب.<br />
ولم يكتف ابن خفاجة بذلك بل ذهب لتصنيف قصاءده<br />
وجمعها وعنونتها مطلقاً عليها أسسماءً مسستوحاة من<br />
قلب الطبيعة التي أحبها: «نارضج في أغصانه، كواكب<br />
محترقة، روضضة وغدير، الهديقة» إلى آخر هذه<br />
العناوين التي تعكس هذا المعنى خصوصاً إذا ما عرفنا<br />
أن ابن خفاجة قام بتصنيف وعنونة ديوانه بنفسسه.<br />
الليل... الرمز المخاتل<br />
لا ششك أن الرمز هو وسسيلة تعبير لما يختلج في اللاششعور،<br />
وبالتالي فهو وسسيلة إدراك للششيء الذي لا يجد الششاعر<br />
معادلاً لفظياً له، وهو عبارة عن الإششارة إلى ششيء<br />
معنوي عبر ششيء حسسي، والرمز في الأسسلوبية الجديدة<br />
هو نفسسه الاسستعارة والمجاز في البلاغة.<br />
من هنا فإن اششتغالات ابن خفاجة الششعرية ملغمة<br />
بتلك الرموز التي تتعلق بالنهايات والظلام والعدمية<br />
والمجهول. ويختار ابن خفاجة مششهد الليل ليفتته به<br />
العديد من القصاءد:<br />
وليل إذا ما قلت قد باد فانقضضى<br />
تكششف عن وعد من الظن كاذب<br />
ويقول:<br />
وليل كما مدّ الغراب جناحه<br />
وسسال على وجه السجل مداد<br />
ويقول:<br />
في ليلة قد بات يلمس تحتها<br />
حبراً لسسان البارق المتوّقد<br />
ويقول:<br />
وليل تعاطينا المدام وبيننا<br />
حديش كما هبّ النسسيم على الورد<br />
ولو تقصينا الديوان لوجدنا الكشير من القصاءد التي<br />
وظف ابن خفاجة فيها مفردة «الليل»!!<br />
الليل هنا رمز حاضضر في وعي الششاعر، إنه لا يعنيه–<br />
أبداً- هذا الليل الزمني الذي يأتي بعد النهار، إنما<br />
يذهب إلى أبعد من ذلك بكشير، حين يرى فيه ذلك<br />
الكيان المجرد المعنوي الذي يرمز إلى كل ما يهم الإنسسان<br />
ويزعجه، وكأن هذا الليل هو المارد الذي يريد أن يلتهم<br />
الششاعر ووطنه.<br />
لليل دلالات كشيرة تتجلى وحسسب قراءة معانيها لدى<br />
المتلقي الذي يعيد صناعة الرمز، بيد أن إحدى دلالاته<br />
التي لا تنفك عنه هي دلالة اللون، فالسسواد هو ثوب هذا<br />
الكاءن المخيف، واللون الأسسود هو الآخر يعبر عن حضضور<br />
تجريدي له دلالاته النفسسية في القصيدة.<br />
يهدثنا كل من أرّخ لابن خفاجة أنه عاشش طورين<br />
مختلفين في حياته الطويلة، الطور الأول تمشل في حياة<br />
الششباب المششاكس اللامبالي، الذي أخذته الدنيا بتنوع<br />
مفاتنها، وششملته بنعيم حظوظها، فانسساق لها انسسياق<br />
الراغب. وأما الطور الشاني فكان طور المششيب والكبر،<br />
فكان فيه سسالكاً مسسلك الرششاد، يكره أن يسسمع من أحد<br />
ما كان من ماضضيه، إلى درجة أنه عاتب بقصيدةٍ الفتهَ<br />
ابن خاقان عندما بلغه أنه تعرضض له في كتابه «القلاءد»<br />
وذكر أيام ششبابه ومجونه:<br />
ما للصديق وقيت تأكل لهمه<br />
حياً، وتجعل عرضضه منديلا<br />
ومع ذلك، كان في الطورين ذلك الإنسسان المغترب<br />
الباحش عن الجمال والواصف له وللٔششياء من حوله<br />
بعيون ترى ما لا يراه الآخرون.
بيانو على شرفة القلب<br />
زكي الصدير<br />
لها شرفتانِ وباقةُ وَ ردٍ ووجهُ قمرْ<br />
هناكَ سماءٌ على شرفةِ العمرِ<br />
توصي لنا كلّ يوم بنسجِ الحكايا وفكّ الهدايا<br />
وتلوينِ هذا الجدارِ بلونِ المرايا وبعضِ الصورْ<br />
هناك فضاءٌ لعازفةِ القلبِ<br />
تجلسُ خلفَ البيانو<br />
تراقصُ ما تشتهي منْ غيومٍ<br />
وتحلمُ ...<br />
مشتاقةً للعطورِ الشهيةِ<br />
مرتاحةً بموسيقى المكانِ<br />
تفكّ أزرّةَ وقتي وتأتي على عُ مُ رِي بالوَ تَرْ<br />
81 80<br />
تمشّ طُ ما غابَ من ذكرياتٍ<br />
وترقبُ ريقَ القصائدِ في نَهَ رٍ خلفَ وجه الزجاجِ<br />
له أن يعيدَ عيونَ الصّ بيةِ من مغربِ الشمسِ<br />
حتى شروقِ النَهَ رْ<br />
لهُ أنْ يعيدَ لها الوقتَ ممتزجاً باألغاني التي لم تفارقْ يديها<br />
وممهورةً بالمساءِ األنيقِ المطلِّ على جسدٍ غارقٍ بالبياضِ<br />
لهُ أنْ يضيءَ لها فسحةً من فضاءِ القمرْ
ديوان الأمس.. ديوان اليوم<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
لها كلُّ هذا الممرِّ الطويلِ<br />
وفنجانُ قهوتِها المتكاسلُ في طاوالتِ المطارِ<br />
لها أنْ تقولَ حكايَتَها كلّما أرهقتها الحقائبُ<br />
معجونةً بوجوهِ المنافي<br />
ومسكونةً بغبارِ السفرْ<br />
لنا ما لها<br />
كلّما أيقظتها التذاكرُ<br />
غابتْ على مسرحِ اللعنات<br />
مخبِّئةً في جيوب معاطفِها الشوكوالتا<br />
وسارحةً في فضاءِ القصيدةِ<br />
هذي القصيدة شاهدها وتفكّ لها قلبَها بالوصايا<br />
وتتلو عليها حكايا النذورِ وسحرَ البخورِ ورقص الغجرْ<br />
هناك لها ما لها<br />
مِ نْ جنونِ الترابِ ووجهِ الحبيبِ وعرسِ الزَّهَ رْ<br />
لها شرفتانِ من العمرِ<br />
واحدةٌ في المنافي<br />
وأخرى على موعدٍ ربّما في المقاهي القديمةِ<br />
.... .... .... ....<br />
أو ربّما في ممرّ القدرْ<br />
ديوان األمس ديوان اليوم
39 38<br />
83 82
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
مسرح البولشوي..<br />
يُبعث من جديد<br />
حراءق، وقصف، وفيضضان مياه.. كل هذه الكوارش لم تسستطع<br />
أن تنهي رمزاً تاريخياً من رموز الشقافة والفن في روسسيا. إن<br />
سسيرة مسسره البولششوي الروسسي الذي تأسسس كمكان عام 1835م<br />
آيلة اليوم للنهوضض، وكأنه بُعش من جديد. لقد تعشر المسسره<br />
لعقود وتمت مهاولات خجولة لترميمه وإعادة الهيوية له،<br />
إلا أن عام 2011م حمل في نهايته مفاجأة انتظرها الكشيرون.<br />
جاء اليوم الذي انتظره الششعب الروسسي، وفنانو الأوبرا<br />
وراقصو الباليه وعششاق المسساره. سسارة بدير تجول بنا بين<br />
أروقة هذا المسسره.
مآسسي المسسره الكبير<br />
تعرّ ضض المقر الأول للمسسره الذي أسسسسته الششركة لفرقة<br />
البولششوي للهريق وهو مسسره بتروفسسكي، فأعيد بناوءه، ولكن<br />
في مكان آخر هو مكان المسسره البولششوي الهالي الذي حرق<br />
بدوره مرتين. كما تعرّ ضض المسسره لقنبلتين في أثناء الهرب<br />
العالمية الشانية وفي زمن الاحتلال السسوفيتي، اسستخدمت<br />
صالات المسسره لأغراضض مختلفة وتعرضض للنهب والخراب،<br />
وأصبه ششبه مهجور. مرّ البولششوي بإصلاحات عدة وتمكن<br />
من الاسستمرار لكن بجناه كسسيرة.<br />
لوحة تمشل مسسره البولششوي في عصر نهضضته<br />
بعد سست سسنوات من الترميم وإعادة الهيكلة، رفع مسسره القرن<br />
التاسسع عششر سستاره ليظهر روعة متجددة في العمران وتفرداً في<br />
الأداء الفني. وتهول بجهود 3600 مهندس، ومصمم، ورسسام<br />
وبناء وعامل من مبنى آيل للسسقوط إلى معلم تراثي ششرب ترياق<br />
الهياة وعاد بأوجه القديم الجديد.<br />
لقد أقيمت على هذا المسسره أكبر العروضض العالمية<br />
كبهيرة البجع، والأميرة الناءمة لموءلف الموسسيقى الروسسي<br />
تششايكوفسسكي، وأخرى للموسسيقار بروكوفييف كروميو<br />
وجولييت وسسبارتاكيوس. كما ضضم ألمع الموسسيقيين<br />
الأوروبيين، وبخاصة من إيطاليا مشل روسسّ يني وفيردي<br />
وبوتششيني. إلى منتصف التسسعينيات، ومعظم عروضض الأوبرا<br />
الأجنبية تقام على خششبات هذا المسسره بلهجات مختلفة<br />
وبجمهور متجدد في كل مرة. بالرغم من النجاه والقبول<br />
الذي لاقاه البولششوي إلا أنه عانى لمرات عدة انسسهاب<br />
بعضض الراقصين من العمل مشل الكسسندر جودنوف وليونيد<br />
كوزلوف وفالنتينا كوزلوف.<br />
AFP<br />
39 38<br />
يعد البولششوي اليوم<br />
من أقدم المسساره<br />
التي أعيد تجديدها،<br />
كما تعد عملية<br />
ترميمه الأخيرة هي<br />
الأكبر خلال 150<br />
سسنة من عمره<br />
البولششوي الكبير<br />
تأسسّ سست فرقة مسسره البولششوي عام 1776م بأمر من<br />
إمبراطورة روسسيا كاثرين العظيمة ليعنى بفنون الأوبرا<br />
ورقصص الباليه، وتولى الاهتمام بها الأمير بيتر أوروسسوف<br />
وميخاءيل مدوكس وكانت تقام عروضض هذه الفرقة في أماكن<br />
خاصة إلى أن تم تدششين المسسره الكبير في الشلاثينيات من<br />
القرن التاسسع عششر، وكان تهت سسلطة الأمير أوروسسوف. انتقل<br />
بعد ذلك إلى سسلطة الكنيسسة لفترة من الزمان قبل أن تنتقل<br />
إدارته إلى يوري غريغوروفيشش الذي قاد بهنكته<br />
الفنية المسسره إلى الريادة بين سساحات الباليه<br />
في العالم.<br />
عندما تأسسس مسسره البولششوي كان لا يوجد في<br />
روسسيا آنذاك سسوى أربعة مسساره، اثنان للٔوبرا<br />
واثنان للمسسرحيات. ولأن فن الأوبرا يهوز<br />
اهتمام طبقة النبلاء فقد سسميت دور الأوبرا<br />
بالبولششيه أي الكبير، بينما مسساره الدراما<br />
سسميت بمالي أي الصغير.<br />
الترميم وعهد جديد<br />
في عام 2005م، أوقفت جميع العروضض وأغلق المسسره أبوابه<br />
ليخضضع لعملية ترميم ششاملة ونوعية. أرادت الهكومة الروسسية<br />
أن تعيد له وهج القرن التاسسع عششر وروه مصممه الأول<br />
جوزيف بوف، حيش كانت الهندسسة المعمارية للمكان تعكس<br />
واجهة حضضارية للفن الروسسي، بدءاً من الأعمدة الرخامية<br />
المهفورة بعناية والتماثيل المتقنة الصنع التي عمل عليها<br />
كبار النهاتين طيلة سست سسنوات من العمل الدوءوب وبتكلفة<br />
بلغت 680 مليون دولار. تمت إعادة نسسج المفروششات، وإعادة<br />
تصميم الشريات الكريسستالية التي تهمل طابع القرن التاسسع<br />
عششر، واسستخدم ما يقارب 10 كيلو غرامات من أوراق<br />
الذهب في التصميم الداخلي لطلي جميع الششرفات. وذلك<br />
لإعادة ما تم تجريده من مظاهر البذخ المبالغ فيه بالهقبة<br />
السسوفياتية. وكان التغير الكبير جلياً في ما وراء الكواليس من<br />
صوت وإنارة وتقنية.<br />
قبلة للسسياه<br />
في 28 من أكتوبر 2011م، جاء افتتاه المسسره كعيد وطني<br />
85 84
مسسره البولششوي<br />
نوفمبر / ديسمبر 2011م<br />
لسسكان مدينة موسسكو وللششعب الروسسي. تم نقل الافتتاه<br />
على الششاششات الروسسية والأوروبية والأمريكية ليتسسنى<br />
للجميع متابعة هذا الهدش الفريد. رفع السستار في قاعة<br />
اكتسست لون الذهب الأصفر ولون الأحمر المخمل، تبرق<br />
بها الشريات وتلمع الجدران حديشة الطلاء. لم يكن من<br />
المتاه توسسيع مسساحته كونه جزءاً من التراش فتمت إضضافة<br />
طابق تهت الأرضض وبهذا أصبه البولششوي يهتوي على أربع<br />
خششبات مسسرحية أحدها تعد الأكبر في أوروبا.<br />
ضضم حفل الافتتاه حضضور كبار الششخصيات وعلى رأسسهم<br />
الرءيس الروسسي، دميتري مدفيديف، ورءيس الوزراء<br />
الروسسي، فلاديمير بوتين. كما حضضرت ششخصيات كشيرة<br />
ليعيدوا ششريط ذكريات عاششوها في جنبات هذا المسسره<br />
مع أحبة لهم، واششتمل حفل الافتتاه على أداء مقطوعات<br />
اششتهر بها المسسره قديماً كباليه الهسسناء الناءمة، وعرضض<br />
بهيرة البجع.<br />
AFP<br />
أحد العروضض التي تمت في مسسره البولششوي موءخراً<br />
لم تقتصر العروضض على المسسره الداخلي فقط،<br />
فقد اسستقبلت واجهة المسسره الهضضور وودعتهم<br />
بفقرة من الأضضواء المتراقصة بخفة على<br />
الواجهة الأمامية لترسسم صوراً وأبعاداً<br />
مختلفة. أبهرت الواجهة الزوار بتمشال<br />
النسسر ذي الرأسسين الذي يرمز لروسسيا<br />
في المكان ذاته الذي علق به الاتهاد<br />
السسوفييتي المطرقة والمنجل لعقود طويلة.<br />
من الجدير بالذكر أن رسسم الواجهة<br />
الأمامية للمسسره مطبوع على الأوراق<br />
النقدية فئة مئة روبل روسسي.<br />
منطقة الأوركسسترا في أثناء ترميمها الأخير<br />
يعد البولششوي اليوم من أقدم المسساره<br />
التي أعيد تجديدها، كما تعد<br />
عملية الترميم هذه<br />
هي الأكبر خلال 150<br />
سسنة من عمره. إن<br />
البولششوي يعكس الشقافة<br />
الإمبراطورية الروسسية وهو<br />
اليوم،بهق، من أكبر معالم روسسيا<br />
الشقافية والسسياحية التي لا بد للسساءه أن يعرج إليه<br />
مسستمتعاً بالعروضض التي يقدمها هذا المسسره، أو لمششاهدة ذلك<br />
المبنى الفاخر الذي ششهد قياصرة وأميرات طواهم الزمن، وبقيت<br />
ذكرياتهم تهت ورق الذهب.<br />
أزياء عروضض الباليه من<br />
مقتنيات مسسره البولششوي<br />
AFP<br />
AFP
قول آخر<br />
قد يبدو أنه من المسستهيل ألا تمر بنا نسسخة رديئة عن لوحة لفان<br />
غوخ معلقة في غرفة انتظار في مكان ما، أو قميصص يهمل رسسمة<br />
لفريدا كاهلو، أو حتى علبة معدنية مطبوع عليها أحد المناظر<br />
التي رسسمها مونييه.<br />
وهكذا لم يعد غريباً أن نرى أعمالاً لمن يعدون أعلاماً في عالم<br />
الفن الطليعي، وقد تحولت واجهة لبعضض السسلع اسستهلاكية،<br />
وكتشش. أتذكر أن المرة الأولى التي تعرفت فيها مصطله «كتشش»<br />
كانت في أثناء قراءتي لرواية ميلان كونديرا » كاءن لا تحتمل<br />
خفته». ورغم أن الكتشش ليس أمراً بالغ الأهمية في الرواية،<br />
لكنني أتذكر أنني توقفت عنده كشيراً، محاولة معرفة معناه<br />
أولاً، ثم قلقت من أن أكون من مسستهلكي هذا «الكتشش».<br />
الكتشش كما يعرفه معجم أكسسفورد هو: فن، جسسم أو تصميم<br />
صنف أنه فقير فنياً، بسسبب المبالغة في تزيينه، أو بسسبب المبالغة<br />
في تصوير المششاعر. لكن كونديرا يعرف مصطله الكتشش بأنه:<br />
الإنكار المطلق للانهطاط.<br />
فن<br />
الانهطاط<br />
في البداية بدا صعباً أن أعرف ما هو الكتشش، وما هو سسواه،<br />
لكن قبل سسنوات ليسست بالكشيرة، ششاهدت لقاء أجري مع الفنان<br />
الأمريكي جيفري كونز على هامشش المعرضض الذي أقيم لأعماله<br />
في قصر فرسساي عام 2008م.<br />
في عام 1988م أي قبل 20 سسنة من ذلك اللقاء، عرضض كونز<br />
منهوتة من البورسسلين لمايكل جاكسسون يهمل ششامبانزي. ليس<br />
غريباً أن يعتبر أي ششخصص يعتقد بامتلاكه ثقافة فنية، أيًا كانت<br />
سسعتها أن هذا كتشش «فن رديء» لكن كانت صدمتي عند روءيتي<br />
لهذا اللقاء، أن يصنف جيفري كونز فنه ككتشش.<br />
وصف جيفري كونز لأعماله بالكتشش، كان صادماً بالنسسبة لي،<br />
لكنه أيضضاً فته آفاقاً أخرى لفهم الانهطاط أو الابتذال، وتقدير<br />
المعاني التي يهملها. فالانهطاط أو الرخصص والتفاهة، هو جزء<br />
من ثقافة الششعوب، والقدرة على التعبير عنه، هي فعلاً فن. إن<br />
اعتبار بعضض أششكال الكتشش فناً، لا يعني أن الفن الطلاءعي ليس<br />
فناً بالتالي، بل قد تكون العلاقة بين الفن الطلاءعي والكتشش،<br />
هي علاقة تششبه مفهوم الين واليانق في الشقافة الصينية.<br />
فالاثنان مكملان لبعضضهما أو حتى إنهما وحدة واحدة، وأحياناً<br />
نجد أن أحدهما جزء من الآخر.<br />
كما ذكرت سسابقاً، فإن وجود فن طلاءعي هو أمر مرتبط<br />
ومتلازم مع وجود الكتشش، فلا يمكن إطلاقاً أن يتم تصنيف<br />
أحدهما دون وجود الآخر «وبضضدها تتمايز الأششياء». لكن<br />
ما يبدو غريباً هو أن تتبادل تلك الأضضداد الأدوار. ففي حين<br />
ليس غريباً أن ترى لوحة ذا ليدي أوف ششالوت لجون ويليم<br />
واتيرهاوس كخلفية لجهاز كمبيوتر أو جوال .. نرى أن أعمالاً<br />
لفنانين معاصرين أو فناني البوب غير ششعبية إطلاقاً، في<br />
مفارقة رهيبة ومشيرة للسسخرية. إن معرفة ششريهة ضضخمة من<br />
الناس لاسسم وأهم أعمال ليوناردو دافنششي، يبدو أمراً غريباً<br />
أمام تراجع أعمال آندي وارهول المليئة برمزيات الشقافة<br />
المعاصرة، لتبقى محصورة بين نخبة ضضيقة من الناس، وجدران<br />
المعارضض الفنية الخاصة.<br />
إن العديد من نقاد الفن يرون أن قيمة الكتشش، تكمن في كمية<br />
السسخرية التي تحملها تلك الأعمال، قد يكون هذا الأمر هو<br />
أحد الأششياء التي دعت بالكتشش ليتهول لفن نخبوي، فيما<br />
يتهول الفن الطلاءعي لكتشش، من خلال اسستخداماته، و تحويله<br />
لشقافة اسستهلاكٍ إنتاجاته مطبوعة على أكواب، وداخل إطارات<br />
اللوحات في معارضض البيع لششركات الأثاش والتهف المتعددة<br />
الجنسسيات. إن مباششرة الفن الطلاءعي كمنتج بصري يهوي<br />
عناصر جمالية ششاءعة قد تكون سسبباً في اسستهالة هذا الفن لمادة<br />
اسستهلاكية لا أكثثر. في المقابل تحتاج أن تعرف الرمزية التي<br />
تغلف الكشير من عناصر فن الكتشش، لتسستدرك مقدار السسخرية<br />
التي تحويها تلك الأعمال.<br />
في سسبب آخر لهذا التهول في مكانة «الفنيين» هو الششغف المسستمر<br />
للعديد من أفراد الطبقة المتوسسطة في انتهاج سسلوك الطبقة<br />
الغنية، لذا يسسعى كشير من أفرادها لاقتناء «الفن» حتى لو كانت<br />
نسسخاً رديئة، كجزء من هذا السسعي، حيش إن التعاطي مع الفن<br />
هو رفاهية تخلق الفرق بين الكاده والمتنعم. في المقابل تمارس<br />
الطبقة الغنية سسلوكاً مماثلاً، و قد يكون معاكسساً، في سسعيها هي<br />
الأخرى للٕبقاء على هذا الفرق الذي يفصلها عن بقية المجتمع،<br />
بالتوجه لاقتناء ودعم الكتشش كنوع من التمايز.<br />
إن السوءال الذي يجدر طرحه هنا: إلى متى سستظل الصورة مقلوبة؟<br />
وهل يجدر بنا نهن أيضضاً أن نقلب المسسميات، حيش يصصير أي فن<br />
طلاءعي كتششاً، ويتهول الكتشش لفن طلاءعي؟!<br />
أروى الهضضيف<br />
87 86
المسمار<br />
الملف<br />
كاءن مهمشش على الجدران، خلف<br />
الأبواب أو حلقة وصل بين ششيئين..<br />
هو صغير بهجمه..كبير بعمله.<br />
سساهم في إنقاذ البششرية من طوفان<br />
مهلك، عندما حمل نوه عليه<br />
السسلام صفوة الكاءنات على ذات<br />
ألواه ودسسر.<br />
دسسر ومسسامير اسسمان لأهم اختراع<br />
عرفته البششرية وأنقذها. بين<br />
أنواعه وحكاياته تطوف بنا<br />
نانسسي أبو حوسسة في هذا الملف<br />
وكل صفهة معلومة تشبتها بمسسمار<br />
لا يجره ولا يوءلم.
حكاية املسمار<br />
هزكييل ريد<br />
يُعد المسسمار من أقدم الأدوات المهنية التي اخترعها الإنسسان<br />
منذ القدم، كما أنه من أصغرها حجماً. ويعود اكتششاف<br />
المسسمار إلى أكثر من خمسسة آلاف سسنة مضضت عندما خرج<br />
من بين بلاد فارس والأناضضول. وكان<br />
يُصنع من العظم والخششب اليابس ومن<br />
ثم تطور مع ازدهار البششرية. وبقيت<br />
المسسامير مختبئة وراء الكواليس في العلوم<br />
الصناعية حتى عام 1606م، عندما<br />
حاز المخترع بولمر بيفيس الإنجليزي<br />
براءة اختراع عن جهازه الميكانيكي<br />
لتقطيع الهديد وصقل المسسامير بأحجام<br />
مختلفة. ومع بداية الشورة الصناعية<br />
في أواخر القرن الشامن عششر، توالت الاختراعات المتعلقة<br />
بالمسسمار في ولاية ماسساتششوسستس الأمريكية. ففي عام 1786م<br />
اخترع هزكييل ريد آلة لصنع المسسامير، وفي عام 1795م حاز<br />
جاكوب بيركنز براءة اختراع آلة لصنع المسسامير قطعة واحدة،<br />
أي الرأس والجذع في عملية واحدة. وششكّ ل هذا الجهاز ثورة<br />
حقيقية في عالم الصناعة، إذ وفّرت هذه الطريقة من عملية<br />
التلهيم الهراري لأجزاء المسسمار، وجعل إنتاج المسسامير يصل<br />
إلى مئتي ألف مسسمار في اليوم الواحد.<br />
في عام 1851م أنتج الصناعي وليام<br />
هرسسيل آلة لصنع المسسامير باسستخدام<br />
الخيوط المعدنية من الفولاذ، والتي<br />
تتميز بقدرتها على تحمل الضضغط من<br />
الأوزان المختلفة، وكذلك التغيرات<br />
المناخية المتقلبة. ومنذ ذلك اليوم<br />
انتششرت الطريقة الشورية الجديدة في<br />
صناعة المسسامير وأصبه أثرها دقيقاً،<br />
إذ لا يششترط أن يسستخدمها نجار ماهر.<br />
في يومنا هذا تُصنع معظم المسسامير من الأسسلاك المعدنية<br />
المختلفة على حسسب أسسباب اسستخداماتها، كما أصبه هناك<br />
أكثر من ثلاش مئة صنف من المسسامير المتوافرة.<br />
اأكذب مسمارين.. مسامري العذاب<br />
ماركوس ليسسينيوس<br />
للمسسامير قصصص تاريخية ودينية، ولعل القصة المزعومة<br />
لصلب المسسيه بطلها مسسماران دقا بششراسسة فوق كفي<br />
المسسيه المزعوم لتشبيته<br />
على الصليب. ظهر<br />
هذان المسسماران في أغلب<br />
الأيقونات المسسيهية التي<br />
تمشل المسسيه مصلوباً.<br />
فالمسسامير من أقسسى أنواع<br />
أدوات التعذيب وأبششعها.<br />
لذا نجد قصصص تعذيب<br />
كشيرة أبطالها مسسامير.<br />
ففي إسسبانيا في القرن<br />
الخامس عششر، إبان<br />
محاكم التفتيشش، كان<br />
المسسمار بطلاً من أبطال<br />
أدوات التعذيب، فكان<br />
المتهم ليدلي باعتراف ما<br />
يسساق إلى غرف التعذيب<br />
القاسسية التي يلقى فيها<br />
صنوف العذاب، وعندما<br />
لا يعترف أو لا يوجد عنده<br />
ششيء يعترف به، فإنه لا بد أن يمر على المسسمار المسسنون<br />
والمهمي في النار لتفقأ به عيناه. كما كان كرسسي المسسامير<br />
في القرون الوسسطى وحتى نهاية القرن الشامن عششر يشير<br />
الفزع لمجرد ذكر اسسمه، في<br />
إيطاليا وإسسبانيا وفرنسسا.<br />
حيش كان عبارة عن كرسسي<br />
من خششب زرعت في مقعده<br />
ومسسنده مسسامير حادة،<br />
ومزود بأحزمة تضضييق المكان<br />
عند جلوس الضضهية. وكانوا<br />
أحياناً يقومون بتسسخين هذه<br />
المسسامير، ما يجعل القيام منه<br />
عذاباً والجلوس عليه موتاً!<br />
ربما كان ماركوس ليسسينيوس<br />
(53-112 ق.م) القاءد<br />
الروماني هو أكثثر من<br />
اسستخدم المسسامير، ويقال من<br />
باب الطرافة الموءلمة أنه هو من<br />
أنعشش صناعة المسسامير، حيش<br />
اسستخدم أكثر من عششرين ألف<br />
مسسمار من الهجم الكبير وهو<br />
في طريقه من روما إلى كابو،<br />
وذلك لصلب سستة آلاف عبد زهواً بانتصاراته.<br />
89 88
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
الكتابة المسمارية..<br />
أول خطوط التدوين<br />
(1728– 1686ق.م) وانتششرت بين الناس في تلك الفترة،<br />
وأصبهت اللغة الرسسمية في المعاملات وفي الشوءون الهياتية<br />
العامة كالمعاملات التجارية والمراسسلات، ونصوصص الأدب،<br />
والششءون الدينية والعبادات.<br />
وكان أوج ازدهارها عندما أمر حمورابي بجمع العلوم وتدوينها،<br />
ما سساهم في انتقال الهضضارة من بلاد الرافدين إلى جميع<br />
أنهاء البلدان المجاورة وإلى أطراف العالم القديم. أما الملك<br />
آششوربانيبال الذي كان يعد من أكثر ملوك العهد الآششوري ثقافة<br />
(626-668ق.م) فكان له الدور في نسسخ الكتب وتجميعها على<br />
الألواه الطينية. فجمع الكتب من أنهاء البلاد وخزنها في دار<br />
كتب خاصة طلب تششييدها في نينوى بالعراق. أما أداة الكتابة<br />
المسسمارية فكانت عجينة الصلصال التي تتم الكتابة عليها وهي<br />
لينة ومن ثم تحرق لتتصلب.<br />
ششكل اختراع الكتابة أهم الأحداش في التاريخ الفكري للٕنسسان،<br />
فهي الهد الذي بدأ عنده توثيق التاريخ منذ اختراعها حتى<br />
يومنا هذا. والكتابة المسسمارية هي اللغة المكتوبة للغة الآكادية<br />
التي تعدّ من اللغات السساميّة كالعربية والآششورية والبابلية<br />
والعبرية. وأصبهت اللغة الآكادية أم اللغات المكتوبة والمقروءة<br />
معاً بمفهوم اللغات المعقد كونها أوّل محاولة لممارسسة الكتابة،<br />
فكانت تنقشش فوق ألواه الطين والهجر وغيرها من الأسسطه<br />
التي كانت متوافرة قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، أي قبل<br />
ظهور الأبجدية ب1500 سسنة، وظلت سساءدة حتى القرن الأول<br />
ميلادي. وظهرت أولاً في جنوب بلاد الرافدين وكان يتكلمها<br />
البابليون والآششوريون ولا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة. كما<br />
كانت اللغة المعتمدة لدى الششعوب القديمة بجنوب غربي آسسيا.<br />
وسسميت اللغة بالمسسمارية لأنها كانت تكتب بطريقة النهت على<br />
الهجر بالمسسامير، وتم اعتمادها في تلك الفترة التاريخية كلغة<br />
مكتوبة للغة الآكادية.<br />
في القرن التاسسع عششر تمكن مجموعة من الباحشين وعلماء الآثار<br />
من فك رموز الكتابة المسسمارية ومحتوى نصوصها التشقيفية، إذ<br />
احتوت على العديد من التعليمات الإدارية والتاريخية والفلكية<br />
والطلاسسم والقواميس المسسمارية التي جمعت وحدها ما يعادل<br />
130000 لوه طيني موجود في المتهف البريطاني في سسوريا.<br />
وازدهرت الكتابة المسسمارية إبان حكم الملك حمورابي<br />
واسستغرق تطور اللغة المسسمارية آلاف السسنين تميّزت في ثلاش<br />
مراحل أسساسسية، بينما ألهمت في جميع مراحل تطورها العديد<br />
من الهضضارات التي تأثرت وأثرت بها. وهذه المراحل هي:<br />
املرحلة الصوريّة: وهي أولى مراحل جميع الكتابات<br />
المعروفة حول العالم. وسسميت بذلك لأنها تصور بششكل تقريبي<br />
الأششياء المادية بمبدأ الرسسم نفسسه. أما مضضامين النصوصص<br />
المكتششفة فكانت بمعظمها تتناول الشوءون الاقتصادية. أما<br />
الجزء الآخر فكان لأهداف لغوية تعليمية.<br />
املرحلة الرمزية: في هذه المرحلة تغيرت العلامات الصورية<br />
وأصبه الكاتب يكتفي بالتعبير عن الأششياء بششكل رمزي. وكان<br />
السسبب الرءيس وراء تطوير المسسمارية بهذا الاتجاه حتى تصبه<br />
الطريقة الصورية من الممكن قراءتها بأي طريقة وبغضض النظر<br />
عن لغة كاتبها.<br />
املرحلة الصوتية: وهي آخر المراحل وأهمها التي مرت بها<br />
الكتابة المسسمارية وأكثرها تطوراً، وتم الدمج بين الطريقتين<br />
الصورية والرمزية، بالإضضافة إلى ابتكار طريقة جديدة تسساعد<br />
على كتابة أسسماء الأعلام واسستخدام صيغ الأفعال، والربط<br />
بين أجزاء الجملة الواحدة. وبذلك أصبهت المسسمارية أول من<br />
ابتكر الطريقة الصوتية في الكتابة، والتي انتششرت فيما بعد في<br />
أنهاء العالم كافة لسسهولة تعلمها وكتابتها.
المسمار في الهندسة<br />
والمِسسْ مارُ هو: (ما ششُ د َّ به) كما ورد في «لسسان العرب» ويسستخدم<br />
بششكل رءيس في مجالي النجارة والبناء لوصل العناصر<br />
الإنششاءية مع بعضضها بعضضاً. وهو دبوس معدني حاد الششكل<br />
يُصنع من الصلب وكبريتات الهديد أو الألومنيوم، ويسسمى<br />
أيضضاً بالدبوس أو المششبك. ويرتبط عمل المسسمار مع المطرقة<br />
لذلك غالباً ما يكون رأسسه مسسطَّ هاً على عكس سسنّه الإزميلي.<br />
أنواع المسامير<br />
للمسسامير أنواع عديدة فهو أبو الهضضارة دون منازع..<br />
هو الوصل بين الهديد والهديد.. بين الخششب<br />
والهديد أو الخششب والخششب.. أنواعه تجعل منه<br />
الجندي المجهول الذي يختفي بين السسطه والباطن<br />
ليششكل توليفة من عمل خلاّق.<br />
مسامير البرشام Rivets<br />
تسستعمل مسسامير البرششام لربط قطاعات الهديد ببعضضها.<br />
ونوع البرششام الششاءع الاسستعمال هو ذات القصبة والرأس<br />
الكروية. ولولا هذه المسسامير لما أُنششئت ناطهات السسهاب.<br />
مسامير الر بط وصواميلها<br />
Bolts and Nuts<br />
تصنع مسسامير الربط من الهديد الأسسود المطاوع<br />
وتسستعمل في ربط قطاعات الهديد بالموقع. حيش تدخل<br />
قصبة المسسمار في الشقوب المجهزة بقطاعات الهديد المراد<br />
ربطها، ثم تربط نهاية قصبة المسسمار الرابط بالصامولة<br />
الخاصة به، ثم يهكم الربط عليها. ولولا هذه المسسامير لما<br />
رأينا سسيارة تمششي في الطريق.<br />
مسمار القالووظ<br />
القلاووظ هو مسسمار ذو مسستوى ماءل ملفوف بششكل لولبي<br />
حول عمود، تم تطويرها في العصور القديمة ويسسمى<br />
أيضضً ا البرغي أو المسسمار اللولبي. يوجد أنواع وقياسسات<br />
مختلفة من البراغي وكذلك المادة المصنوعة منها. فقد<br />
يكون البرغي مصنوعاً من الهديد العادي أو الهديد<br />
المغلفن أو البراصص أو الألومنيوم أو البلاسستك، ولكل منها<br />
اسستخداماته الخاصة. كما أن أنواع المسسامير الموجودة في<br />
الأسسواق والمسستخدمة في الصناعة تعد بالآلاف ويهكمها<br />
نوع مادتها وطولها وقطرها ونوع تسسنينها.<br />
برج إيفل<br />
مليونان ونصف المليون من المسسامير تقوم بعملية ربط<br />
أضضخم وأكبر برج حديدي في العالم، إنه برج إيفل أعجوبة<br />
الهديد والمسسامير، ورمز مدينة النور باريس.<br />
91 90
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
القذائف المسمارية )الفالشيت(<br />
وهي نوع من الذخيرة التي يتم إطلاقها عادة من الدبابات<br />
الهربية، وتعمل آليتها على أسساس أن تطلق في الهواء لتنفجر<br />
في مكان عالٍ ، لتطلق آلاف القطع المعدنية بطول يصل إلى<br />
3.75سسم كالمسسامير. وما يزيد من مقدار ششرّ ها هو قدرة<br />
القذيفة على الارتفاع إلى حوالي 300 متر لتصل المسساحة<br />
المسستهدفة إلى قطر يبلغ طوله 90 متراً. ومن المعروف اسستخدام<br />
الجيشش الإسسراءيلي للقذاءف المسسمارية بأبششع قدراتها حيش<br />
تكمن الأفضضلية العسسكرية في القذاءف المسسمارية في قدرتها على<br />
اختراق العوازل وإصابة كل من يقع في محيطها دون اسستشناء.<br />
ولا يزال الآلاف من الأطفال والنسساء في فلسسطين ولبنان<br />
يهملون آثار اسستعمال الجيشش الإسسراءيلي لقذاءف الفلاششيت.<br />
وعلى الرغم من أن القذاءف المسسمارية ليسست محرمة دولياً<br />
بششكل صريه في القانون الإنسساني الدولي، إلا أن اسستخدامها<br />
واجه العديد من التنديدات في الأوسساط الهقوقية ولدى لجان<br />
حقوق الإنسسان. وذلك نظراً إلى مداها الواسسع الذي يطال<br />
الأبرياء ويبدو أششبه بإطلاق النارعششواءياً و دون تمييز.<br />
الجسور المعدنية ذات المسامير<br />
جميعنا يسسمع بالوجبات السسريعة، لكن قلّة منّا قد سسمع<br />
بالجسسور السسريعة. إن الجسسور في المدن هي فرجة من<br />
الاكتظاظ والازدحامات المرورية، لذا بعضض المدن تحتاج<br />
أحياناً إلى حلول سسريعة وجذرية. ولا يتأتى ذلك إلا<br />
بالجسسور المسسمارية!<br />
يتميّز هذا النوع من الجسسور بسسرعة تنفيذه وسسهولته.<br />
ويعيب هذا النوع وجود احتياطات ششديدة لضضمان<br />
دقة تنفيذ الوصلات، وخصوصاً عندما يكون تجميع<br />
الوصلات باسستخدام المسسامير. يتم عمل فتهات<br />
المسسامير داخل المصنع، ويراعى تشبيت الصواميل<br />
بأجهزة خاصة لتطبيق العزوم نفسسها على جميع<br />
الصواميل، بهيش لا يكون عرضضة للانهيار. ولعل جسسر<br />
نانبو في الصين الذي اسستغرق بناوءه ثلاش سسنوات ويعد<br />
زمناً قياسسياً بالنسسبة لتصميمه الذي ربما اسستغرق<br />
عششر سسنوات. إن هذا الجسسر الذي اسسُ تخدمت فيه<br />
تقنية عالية تجلت في مسساميره التي لم يسسبق لها مشيل<br />
في تاريخ الجسسور.
المدرسة المسمارية في دمشق<br />
للمدرسسة المسسمارية في الششام جانبان مهمان، أحدهما<br />
معنوي ديني، والآخر هندسسي معماري. تقع المدرسسة<br />
في قلب مدينة دمششق القديمة وبين أسسوارها الأثرية<br />
بالقرب من الجامع الأموي العتيق. وهي المدرسسة<br />
الأثرية التي تم تششييدها في عهد دولة المماليك بجوار<br />
جامع الششيخ مسسمار، وهو موءسسسسها ويُدعى حسسن بن<br />
مسسمار الهوراني الذي توفي سسنة 546 للهجرة. وتم<br />
بناء المدرسسة كما المسسجد وقفاً، لذلك تم ترميمهما معاً<br />
وتجديدهما وقفاً أيضضاً وجُ عل لها إمامين وموءذناً.<br />
وفيما اليوم هي مجرد معلم أثري كانت المدرسسة<br />
المسسمارية صرحاً تعليمياً اسستفاد منه آلاف التلاميذ<br />
الذين توالوا عليها.وكان الششيخ مسسمار طالباً مجداً<br />
للعلم ماءلاً للمذهب الهنبلي على عكس المذاهب<br />
التي كانت سساءدة في بلاد الششام في تلك الفترة، فكان<br />
يصلي بجامع دمششق التراويه بهلقة الهنابلة ويهضضر<br />
دروسسهم ويتردد على مجالسسهم. وعندما توفي أسستاذه<br />
الششيخ أسسعد بن المنجا بنى المسسجد ومن ثم المدرسسة<br />
وجعل وقفهما له.<br />
أمّ ا بالنسسبة لتصميمها المعماري فبالرغم من عمليات<br />
الترميم بالمواد الهديشة كالهجر الصناعي والألواه<br />
الرخامية، إلا أنها لا تزال محتفظة بمعالمها القديمة.<br />
ولعل أبرز معالمها هذه المئذنة الجميلة في الجهة الغربية<br />
ذات ششكل مربع أيوبي الطراز، من حيش البسساطة<br />
والارتفاع. في نهاية المئذنة من الجهة السسفلى هناك<br />
ششرفة خششبية وحيدة مشمنة الأضضلاع تغطيها مظلة<br />
خششبية بارزة تم ترميمها على ششكل مخروطي يهاكي<br />
الطراز العشماني. هذا وتم توثيق المدرسسة المطلة على<br />
جادة القيمرية في عام 2006م ضضمن المباني الأثرية<br />
العالمية في مدينة دمششق تحت اسسم المدرسسة المسسمارية،<br />
وذلك في كتاب العمارة والمجتمع العشماني في مدينة<br />
دمششق بالقرنين التاسسع عششر والعششرين الميلاديين.<br />
93 92
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
املسمار يف الرتاث<br />
الشعبي<br />
«التمر مسسامير الركب» من الهكم القديمة<br />
التي تناولها الأجداد في منطقة نجد، وتعني<br />
أن تناول التمر تحسسن الصهة وتجعل الركبة<br />
كالوتد الذي يدعم الجسسد. ومن المعروف<br />
أن الرُ كب الضضعيفة هي من علامات الهرم<br />
والكبر. كما أن التمر يلتهم الجراثيم و<br />
الميكروبات التي قد تصيب الإنسسان، وفواءده<br />
على الصهة لا تعد ولا تحصى، وكذلك<br />
على هرمونات الإنسسان وإنزيماته الهيوية،<br />
فهو ينششط الغدد، ويجدد الخلايا كإكسسير<br />
الششباب، ويقوي الأعصاب.<br />
أما مقولة «يدق المسسمار الأخير في النعشش»<br />
وتعني الأمر الذي تراكم وتفاقم دون أن يلهظه<br />
أحد حتى تحصل حادثة ما وتظهره للملٔ<br />
وتكششفه. تماماً كما يُدق النعشش بالمسسامير حتى<br />
يلتهم ويكون المسسمار الأخير فيه هو دلالة على<br />
قرب دفنه تحت التراب.<br />
مسمار جحا<br />
يرتبط اسسم جُ ها الششخصية التاريخية<br />
الششهيرة بعالم الطرف والنوادر، أمّ ا مقولة<br />
«مسسمار جُ ها» التي كادت تغلب ششهرتها جها<br />
نفسسه فهي تدل على الأمور الهامششية التي<br />
توءدي إلى أمور جسسيمة مع مرور بعضض الزمن،<br />
كما تُقال أيضضاً عند التهجج بأمور بسسيطة وسسطهية دون<br />
ذكر السسبب الرءيس.<br />
وفي الهكاية التراثية أن جُ ها قرّ ر بيع بيته، واششترطَ<br />
على المششتري الجديد ششرطاً بسسيطاً وغالٍ على نفسسه وهو<br />
أن يسسمه له بزيارة البيت بين فترة وأخرى ليطمئن َّ على<br />
مسسمارٍ مدقوقٍ في الجدار ويذكّره بالمكان الذي توارثه عن<br />
أجداده. أمّ ا الذي حدش من بعد إتمام عملية البيع هو<br />
أن َّ جُ ها ظلّ يترد َّ دُ على البيتِ في كل ِّ حين ليطمئن َّ على<br />
مسسماره بإلهاه، ما سسبب الإزعاج والقلق لأهل الدار،<br />
حتى تخلّوا عن البيت بالمسسمار الذي فيه وهربوا قاءلين<br />
«مسسمار جُ ها». وهكذا أصبه ل«مسسمار» جها سسمعة<br />
تنافسسه على صيته.<br />
يف اأبواب اخلشب القدمية..<br />
مسمار قدمي<br />
من الصعب أن يمر أحدنا من أمام باب خششبي قديم دون<br />
أن يتأمل حفر المسسامير الكبيرة في الخششب، ويسستدعي<br />
ذاكرة الهارات والأزقة الضضيقة. ما زالت بعضض هذه<br />
الأبواب الضضخمة صامدة أمام الزمن كإرش فني تراثي،<br />
محتفظة بمسساميرها الضضخمة التي كانت جزءاً لا يتجزأ<br />
من ملامحه الفنية والجمالية.<br />
للمسسمار في الخششب دور ميكانيكي مهم، فلولا المسسمار<br />
لما كان هناك باب بالمعني الهقيقي، فالمسسمار هو<br />
المشبت الهقيقي وحلقة الوصل بين الباب والجدار،<br />
وهو عبارة عن المهور الأسسطواني الأملس، وفي نهايته<br />
يسستدق. كانوا عند تشبيته في الخششب يدهنونه بمواد<br />
تزيد من قدرته التشبيتية، بينما يتم تحديد مكان<br />
التشبيت على الخطوط الملاءمة على سسطه الخششب كي<br />
لا يسسبب فلقه أو تعرضضه لتششوهات. ولا يزال المسسمار<br />
حتى يومنا هذا من أكثر الأنواع موثوقية في التشبيت،<br />
حيش لا يسستغنى عنه في تركيب الهياكل الخششبية<br />
الكبيرة.
المسمار في الطب<br />
مسمار القدم<br />
وهو مسسمار اللهم أو عين السسمكة كما يسسمى في بعضض<br />
البلدان العربية، وهو عبارة عن بروز من نسسيج لهمي ينمو<br />
على أطراف الأقدام وبين جوانب أصابع القدم. ويتكون<br />
من بقايا خلايا جلدية ميتة وقاسسية تتراكم على سسطه<br />
الجلد، تبدو على ششكل بشور سسطهية (غير معدية) ولديها<br />
قمع عميق يمتد تحت الجلد. وتظهر مسسامير القدم نتيجة<br />
انتعال الأحذية الضضيقة والقاسسية، أو نتيجة الإصابة بأحد<br />
أمراضض الروماتيزم أو السسكري، ما قد يهدش خللاً في<br />
توزيع ثقل الجسسم على الرجلين والقدمين.<br />
املسمار النخاعي<br />
كان علاج كسسور عظمة الفخذ حتى مطلع القرن العششرين<br />
يتطلب رقوداً بالفراشش لفترات تمتد لأششهر، وكان تضضميد<br />
الكسسر يقتصر على التجبيس. في سسنة 1939م اسستخدم<br />
الجراه الألماني كانتششر جهازاً اخترعه لمعالجة كسسور<br />
عظمة الفخذ من خلال وضضعه مسسماراً بشلاثة أجزاء<br />
مقطعية داخل القناة النخاعية للعظم المكسسور لتسساعد<br />
العظمة المتضضررة على حمل وزن الجسسم. واسستخدم مسسمار<br />
كانتششر كما أطلق عليه فيما بعد لعلاج الجنود الألمان<br />
المصابين في أثناء الهرب العالمية الشانية، للٕسسراع من<br />
عملية ششفاءهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.<br />
مسامري االأسنان املثبتة<br />
تسستخدم مسسامير التقويم التشبيتية أو التقويم في حالات<br />
بروز الأسسنان أو تزاحمها. وهي من أحدش الطرق في علاج<br />
تششوهات ترتيب الأسسنان، والتي أحدثت تغييراً جذرياً في<br />
طرق العلاج المعقدة في تقويم الأسسنان. وتكمن أهمية<br />
اسستخدام تلك المسسامير الطبية في قدرتها على تخطي<br />
صعوبات تحريك الأسسنان في الاتجاهات المعينة والمطلوبة<br />
في الوصول إلى علاج تششوهات ششكل الأسسنان، وكذلك علاج<br />
العضضة العميقة أو المفتوحة. وتم اختراع مسسامير التقويم<br />
بششكلها الهالي من قبل طبيب تقويم الأسسنان جريج مور<br />
في 1983م. وكان الهدف من وراء أبهاثه هو الوصول إلى<br />
طريقة لتشبيت الأسسنان بعد تحريكها من مكانها. ولاقت هذه الطريقة رواجاً كبيراً لدرجة أنها أصبهت الطريقة التقليدية<br />
المعتمدة في عمليات التقويم، ولا يمكن الاسستغناء عنها لعلاج تششوهات الأسسنان المتداخلة. كما أنها قللت من احتماليات<br />
الهاجة إلى خلع الأسسنان وقللت من فترة العلاج. وتتألف مسسامير التقويم المشبتة من براغ مصنوعة من معدن التيتانيوم،<br />
ويتراوه طولها ما بين خمسسة و 12 ملليمتراً، أمّ ا سسماكتها فتتراوه ما بين واحد واثنين ونصف ملليمتر. ويتراوه سسعر<br />
المسسمار الواحد بين الأربعين والسستين دولاراً أمريكياً. ولاسستخدامات مسسامير التقويم فواءد لا يمكن تحقيقها إلا بها،<br />
فاسستخدام المسسامير بالطريقة الصهيهة يقضضي على أي فرصة لهدوش مضضاعفات ممكنة نتيجة تحريك الجذور. كما<br />
أن اسستخدامها يقلل من فرصص اسستخدام الأسسلاك المزعجة والتي تسسبب الإحراج بسسبب ششكلها البارز.<br />
95 94
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
ً ا<br />
المسمار »القرنفل«<br />
يطلق عليه في بلاد الششام «كبشش القرنفل» ويتماثل ششكله مع<br />
المسسمار تماماً. ويُعرف باسستخداماته المتعددة في الطب الششعبي<br />
في علاج حالات الضضعف البدني وعسسر الهضضم، والأعراضض<br />
التي ترافق التلبك المعوي مشل حرقة المعدة والغشيان والانتفاخ<br />
وطرد الغازات. كما يسستخدم في دول الخليج العربي كمطيّب<br />
للششاي والقهوة، وذلك لراءهته العطرية الذكية. وكان يسستخدم<br />
قديماً في تركيب الكهل لما فيه من فواءد في حدّ البصر وإزالة<br />
الغششاوة. كما يرتبط المسسمار العويدي بالعديد من المعتقدات<br />
الششعبية حول ردّ الهسسد وتهيئة أرحام النسساء للهمل وتنظيم<br />
دورة الهيضض، وكذلك في التخفيف من أعراضض الوسسواس<br />
وما يرافقه من سسلوك سسلبي بسسبب راءهته التي تُدخل البهجة<br />
إلى النفس. تم التوصل، موءخراً، إلى اكتششاف مادة كيمياءية<br />
في المسسمار أو العويدي يمكن اسستخلاصها واسستخدامها كمادة<br />
مخدرة ومعقمة للشة. وتوصل لهذا الاكتششاف ثلاش باحشات<br />
عراقيات من خلال تقطير براعم زهور نبات القرنفل لإنتاج<br />
مادة اليوجنول، وهي المطابقة تماماً للمخدر المسستخدم في طب<br />
الأسسنان، وذلك يسستخدمه الكشيرون بششكله الطبيعي لعلاج<br />
الآلام الموضضعية في الأسسنان بالعضض عليه في موضضوع الألم. أمّ ا<br />
من جهة أخرى فصدر تحذير طبي من مضضاعفات اسستخدام<br />
القرنفل بششكل مبالغ فيه لوجود مادة اليوجنول نفسسها، والتي<br />
تسسبب إتلاف الأنسسجة الباطنية وأهمها الكبد، وخصوص<br />
في حال تعاطيها من قبل ششخصص يعاني، أصلاً، مششكلات في<br />
وظاءف الكبد والطهال.<br />
المسمار في المنام<br />
تششير كتب التهليل النفسسي إلى أن المسسمار يهمل دلالات<br />
أوضضه من غيره من الأششياء التي يتم روءيتها في الهلم،<br />
ويعد ُّ ه العديد من مفسسري الأحلام قبل سسماع الهلم بأنه<br />
ينذر بالتعب الكشير والراحة غير اليسسيرة، ً خصوصا ما<br />
إذا كان المسسمار صدءاً أو مكسسوراً. وحتى لو كان ششكل<br />
المسسمار سسليماً في الهلم فهو يدل على الجهد والتعب في<br />
الوصول إلى الغاية المرادة.<br />
وفي كتب تفسسير الأحلام إذا حلم الششخصص بأنه تأذى<br />
من المسسمار فهو دلالة على أذى فعلي ٍّ سسوف يهدش. أما<br />
إذا تخلصص الششخصص من المسسمار في نهاية الهلم فهو<br />
دلالة على قدرته على تخطي الأزمات.<br />
وفي تفسسير معاكس لمدرسسة التهليل النفسسي يقول<br />
بعضضهم إن المسسمار في الهلم يدل على الجنود والأعوان،<br />
وعلى الرزق الوفير.<br />
المسمار أداة الربط واالرتباط<br />
يظهر المسسمار اللولبي كأداة ربط محكمة،<br />
خصوصاً عندما تقوم بتشبيته<br />
بوسساطة المفك. ولم يخطر على بال<br />
أحد أن رأس هذا المسسمار اللولبي المهفور<br />
في وسسطه إششارة السسالب سسيكون ملمه جمال!<br />
عندما قام لوي كارتييه باختراع سساعة المعصم في عام<br />
1904م، صممها بطريقه مبتكرة، حيش ثبت أطرافها<br />
بالمسسامير، لم يكن يعلم أن مسسامير سساعته، التي<br />
سسماها سسانتوس تيمناً باسسم الششخصص<br />
الذي صممها لأجله، سستكون هي<br />
العلامة الفارقة والجمالية لسساعات<br />
ومجوهرات دار كارتييه العريقة. فكان<br />
مسسمار الربط في مجموعته الهلي التي سسماها لوف<br />
علامة الهب والارتباط الأبديين.. وذلك عوضضاً عن<br />
فكرة القلب والمفتاه التي باتت مسستهلكة في أمور الهب<br />
والزواج.
المسمار في الفن السابع<br />
فلم »مسمار جُ حا«<br />
وهو فلم عربي تم إنتاجه في مصر وعُ رضضَ<br />
في 1952م. ويعالج الفلم الوضضع السسياسسي<br />
وشوءون الانتماء الوطني الذي كان محوراً<br />
سساءداً للهياة الاجتماعية في تلك الفترة<br />
مع وجود الاسستعمار البريطاني لمصر. وفي<br />
حبكة غير جديّة ومليئة بالتهوير لأقوال<br />
تاريخية معروفة ومسستمدة من ششخصية<br />
جها التراثية تم إخراج الفلم للتعبير<br />
عن واقع الششارع العربي. كما وُضضع على<br />
غلاف الفلم عبارة «قضضيةُ البلاد العربية<br />
وأمانيها الوطنية». ولقد ششارك في هذا<br />
الفلم مجموعةٌ كبيرةٌ من الممشلين اللامعين<br />
في تلك الفترة مشل إسسماعيل ياسسين، كمال<br />
الششنّاوي، ماري منيب، زكي رسستم وغيرهم.<br />
أما أغاني الفلم فششارك في تلهينها سسيّد<br />
درويشش وزكريا أحمد. والجدير ذكره هو أن<br />
الفلم مأخوذ عن مسسرحية الأديب العربي<br />
المعروف علي أحمد باكشير.<br />
مسلسل »جحا املصري«<br />
وهو مسسلسسل كوميدي اجتماعي مصري تم عرضضه خلال ششهر رمضضان في عام 2002م على ششاششة التلفاز المصري. وتناول المسسلسسل الهكاية<br />
التراثية الخاصة بششخصية جها في إطار درامي معاصر، والذي قام بتجسسيد دوره الممشل يهيى الفخراني بمششاركة منى زكي، سسعاد نصر،<br />
رانيا فريد ششوقي، أحمد رزق وغيرهم من نجوم الششاششة المصرية. أما المسسامير في هذا المسسلسسل فجاءت بششكل رمزي متغير على مدى ثلاثين<br />
حلقة على ششكل نوادر لأغراضض النقد الاجتماعي على طريقة جُ ها في ادعاء الغباء بأسسلوب فكاهي في مواقف جدية.<br />
مسلسل »مسامري« الكرتوين السعودي<br />
مسسلسسل أسسبوعي اجتماعي تم بشه إلكترونياً خلال عام<br />
2011م، وتطرق إلى قضضايا عديدة تهم ُّ المجتمع السسعودي<br />
بطريقة طره جديدة. صمم المسسلسسل (أخرجه) الششاب<br />
السسعودي مالك نجر بالتعاون مع الكاتب فيصل العامر.<br />
وعُ د َّ البرنامج على أنه نقلة نوعية في ثقافة الإعلام<br />
السسعودي الجديد. وتم اقتباس قصة المسسلسسل من كتاب<br />
يدعى «ششغب» للكاتب فيصل العامر نفسسه، والذي عبرّ فيه عن رغبته في إصلاه بالمجتمع وتفادي الأخطاء التي تهز<br />
أواصره من خلال ممارسسة النقد البنّاء.<br />
97 96
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
فلم »املسمار« االأمريكي<br />
فلم دراما اجتماعي عُ رضض في عام 2009م، ويروي قصة<br />
ملاكم من الوزن الشقيل يُدعى جوي ناردون، وهو ذو ششخصية<br />
متضضاربة ومتصارعة مع نفسسها، بعد أن<br />
أمضضى 8 سسنوات في السسجن نتيجة ارتكابه<br />
جريمة غير متعمدة. ويعود جوي إلى<br />
حياة منعزلة في المنطقة التي نشأ فيها<br />
في فيلادلفيا كغريب لا يربطه بالناس من<br />
حوله سسوى ذكريات ما قبل دخوله السسجن.<br />
ولكي يسساعد نفسسه على إتاحة الفرصة في<br />
التفكير وتخطي الششعور بالغربة، ولكي<br />
ينخرط في مظاهر الهياة الطبيعية،<br />
يسسل َّم وظيفة في الصالة الرياضضية التي<br />
كان يتمرن فيها على الملاكمة. وفي خضضم<br />
بهشه في إيجاد معنى لهياته، يلتقي طفلاً<br />
بورتوريكياً عمره 14 عاماً ويعاني آلاماً<br />
عاطفية ومراهقة غير سسلسسة، وتنشأ بينهما علاقة تعاطف من<br />
قبل جوي ما لبشت أن تحولت إلى صداقة متبادلة نتيجة تعرضض<br />
الولد للضضرب مراراً وتكراراً من قبل بلطجية الهي الذي<br />
يقطنون فيه. وبينما وجد جوي في صديقه الصغير إسسقاطاً<br />
لمعاناته في ششتى مراحل حياته، وجد<br />
الطفل في جوي صورة الأب والرفيق التي<br />
ششوهها والده المدمن على الكهول. وتتجلى<br />
العلاقة في أوجّ ها عندما يدق كل واحد<br />
فيهما مسسماراً على العقبة المعنوية التي<br />
تعترضض طريقه حتى يتخطاها في رحلة<br />
من الكفاه من أجل الدفاع عن النفس، في<br />
قالب درامي مششوّق لتفاوت دروس الهياة<br />
في ششدتها بين ششخصين أحدهما بهش<br />
عن نفسسه المفقودة في الششارع، والآخر في<br />
سساحات الملاكمة في فيلادلفيا، لأن الهياة<br />
تسستهق دق مسسامير الكفاه والأمل وإيجاد<br />
الفرصص الجديدة بعد الخسسارة. فلم<br />
المسسمار مقتبس من قصة لرواية درامية معروفة تحمل الاسسم<br />
نفسسه، وكتبها الموءلف طوني لوكاس جونيور.<br />
فلم »مسامري« الوثائقي<br />
وهو فلم كندي تم إنتاجه وعرضضه في عام 1979م، وهو من إخراج فيليب بورسسوس، وتم ترششيهه في العام نفسسه<br />
لجاءزة الأوسسكار لأفضضل فلم وثاءقي قصير. وكان موضضوع الفلم ببسساطة عن عملية تصنيع المسسامير.<br />
المسمار بطل الحواة<br />
يقوم فقراء الهند كنوع من الاسستعراضض أمام المارة بالنوم على بسساط من المسسامير. وتطول هذه المدة وتقصر<br />
حد أنهم دخلوا موسسوعة جينيس من خلال هذا النوم الموءلم. حيش نام الفقير الهندي فرنون كريج على لوه من<br />
المسسامير مدة 25 سساعة و20 دقيقة. ولا يتوقف المسسمار عند النوم عليه، بل تجاوز الهواة العرب والهنود هذه المسسٔلة<br />
إلى ممارسسات أخرى ومنها ابتلاعه.. كعمل خارق.
ذات األواح ودسر<br />
قال تعإلى: ﴿وَلَقَ دْ آتَيْنَا دَ اوُدَ مِ ن َّا فَ ضضْ لاً يَا جِ بَالُ أَوِّبِي مَ عَهُ وَالط َّ يرْ َ وَأَلَن َّا لَهُ الهْ َ دِ يدَ • أَنِ اعْ مَ لْ سسَ ابِغَاتٍ<br />
وَقَ دِّ رْ فيِ السس َّ رْ دِ وَاعْ مَ لُوا َ صالهِ اً إِنِّ بمِ َا تَعْمَ لُونَ ِ بَصيرٌ﴾. وقال ﴿ وَسسَ خ َّ رْ نَا مَ عَ دَ اوُدَ الجْ ِ بَالَ يُسسَ بِّهْ نَ<br />
وَالط َّ يرْ َ وَكُ ن َّا فَ اعِ لِينَ • وَعَ ل َّمْ نَاهُ َ ص نْعَةَ ٍ لَبُوس لَكُ مْ لِتُهْ ِص نَكُ مْ مِ نْ بَأ ْسسِ كُ مْ فَ هَ لْ أَنْتُمْ ششَ اكِ رُ ونَ ﴾.<br />
قال الهسسن البصري، وقتادة، والأعمشش: كان االله قد ألان لداوود الهديد حتى كاد يفتله بيده، دون<br />
أن يهتاج لنارٍ أو مطرقة، وذلك كي يعينه في عمل الدروع من الهديد ليهصن نفسسه وقومه من مقاتلة<br />
الأعداء، كما كان من عمل الدروع من زرد، إذ كانت تصنع قبل ذلك من صفاءه.<br />
ويقول تعالى: ﴿وحَ مَ لناهُ عَ لى ذَ اتِ أَلواهٍ وَدسسر • تجَ ْ رِ ي بِأعْ يُنِنَا جَ زَ اءً لم ِّ َنْ كَ انَ كُ فِ رَ ﴾.<br />
وفي تفسسير الطبري: وحملنا نوحاً إذ التقى الماء على أمر قد قدر، على سسفينة ذات ألواه ودسسر. والدسسر:<br />
جمع دسسار، وقد يقال في واحدها: دسسير، كما يقال: حبيك وحباك. والدسسار: المسسمار الذي تششد به<br />
السسفينة، يقال منه: دسسرت السسفينة إذا ششددتها بمسسامير أو غيرها.<br />
قرية خربة املسمار يف قضاء القدس<br />
99 98<br />
وهي من القرى الافتراضضية التي امحّ ى وجودها الفعلي<br />
على خارطة الطريق، وبقيت في أذهان القليل من الأجداد<br />
الذين لا يزالون أحياء في زمننا الهالي. وتقع في الجهة<br />
الششمالية الغربية من القدس وكانت جزءاً من قرية بيت<br />
ثول، والتي يعني اسسمها في اللغة الآرامية التل أو الظل. وهي<br />
موقع أثري يهتوي على أعمدة وأنقاضض تاريخية عديدة،<br />
كما أنها أرضض زراعية خصبة مليئة بأششجار الزيتون. وبلغ<br />
عدد سسكانها حتى عام 1945 م مئتين وسستين ششخصاً.<br />
والخربة كان مسسمىً يطلق على الأطراف البعيدة للقرية<br />
والتي غالباً ما كانت مدخل القرية أو الجزء الأخير منها.
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
كتاب »المسامير« لعبداهلل النديم<br />
يُعد ُّ عبد االله النديم<br />
من الششخصيات<br />
البارزة فكرياً<br />
وأدبياً، ونشأ النديم<br />
بالإسسكندرية ومارس<br />
الكتابة منذ صغره<br />
حتى تم نفيه إلى<br />
الأسستانة في عام<br />
1893م، إذ تم على<br />
أثر ذلك منعه من<br />
الكتابة. وبسسبب<br />
إقامته الإجبارية في تركيا ششهّ عطاوءه الأدبي وتعطّ لت<br />
مواهبه ومن ثم توقفت، وتحقق لمن نفاه مراده بعد<br />
أن سسكت عن كل ما طالب به الزجّ ال الششهير. ولم<br />
تكن الأسستانة منفى النديم الأول إلا أنها «مسسمار»<br />
حياته الذي أنجاه من حبل المششنقة، ولم يتم إعدامه<br />
بسسبب الضضغوط الششعبيّة. يافا كانت منفاه الأول بعد<br />
أن أثار غضضب الخديوي توفيق فأمر بإرسساله خارج<br />
مصر. وما إن حطّ رحاله في يافا حتّى امتششق لسسانه<br />
كالسسيف في وجه الإنجليز، وششمل في مضضمار هجومه<br />
السسياسسة العشمانيّة، ما أثار غضضب السسلطان بششدّ ة إلا<br />
أنه لم يسستطع أن يتجاوز حد النفي حتى لا يشير حفيظة<br />
الجماهير الششعبية المتعاطفة مع النديم. ثمّ عرضض<br />
عليه بعد فترة وجيزة أن يُقيم في الأسستانة لكي يخفف<br />
من وطأة فورانه ويوظف طاقاته في ديوان المعارف،<br />
ليصبه النديم مفتّششاً للمطبوعات في الباب العالي<br />
تحت رقابة السسلطان وإششرافه. لم يدم عمله طويلاً<br />
حتى أثارت حفيظته «مسسامير» الدسساءس والمكاءد في<br />
قصر يلدز، ونششبت خصومات عديدة بينه وبين بعضض<br />
الششخصيات الخبيشة والمقرّ بة من السسلطان. فوضضع<br />
كتاب «المسسامير» الذي كتبه بأششد أسساليب الهجاء<br />
في ششخصية وتصرفات أبي الهدى الصيادي. وهو<br />
أحد رجال الهاششية في بلاط السسلطان عبد الهميد<br />
العشماني. وكان يسسميه النديم «أبا الضضلال» ففي<br />
مقدمة الكتاب وفصوله التسسعة من المسسامير أظهر<br />
النديم الششيطان كششخصية مهزومة وقليلة الهيلة أمام<br />
أبي الضضلال، ما جعل الكتاب يُصنّف أحد نفاءس فن<br />
الهجاء في التاريخ العربي.<br />
كتاب »عدل المسامير«<br />
هو كتاب من نوع مجموعة القصصص القصيرة صدر سسنة 2005م عن دار<br />
الششروق للكاتب خيري ششلبي المعروف بتناوله واقع الششارع المصري بروه<br />
ششعبية أصيلة حتى النخاع، كما أنه معروف بمعرفته الغزيرة وثقافته<br />
العالية وتعمقه في دراسسة التاريخ الإسسلامي.<br />
ولاسسم الكتاب معنيان قصدهما الموءلف، فالأول هو ما يعرفه جميع<br />
الناس، أمّ ا الآخر فيعرفه من انتهى من قراءة الكتاب، وهو ما يعني<br />
بالعامية المصرية: رتب أو نظم المسسامير (عدّ ل المسسامير). ويتناول<br />
ششلبي في كتابه المفارقات الهياتية العديدة التي تواجه أبطال القصصص<br />
كالمسسامير، فمنهم من يسستطيع أن «يعدّ لها»، ومنهم من يسستسسلم لقدره<br />
تحت «عدل» المسسامير.
رواية:<br />
»الجنقو: مسامير األرض«<br />
تتمشل قناعات «الجنقو» في اسستغلال بنيتهم الجسسدية<br />
في العمل بالمششاريع الزراعية لتوفير المال حتى لو تم<br />
اسستغلالهم. وذلك<br />
حتى يهصلوا على<br />
الكماليات من<br />
زينة وإكسسسسوارات<br />
ويخرجون بها يوم<br />
الخميس بكل ثقة<br />
عملاً بمشلهم القاءل:<br />
«خميسسك ولو تبيع<br />
قميصك». ولم<br />
يتغيروا عن قناعاتهم<br />
بالرغم من المتغيرات<br />
الاقتصادية<br />
والاجتماعية<br />
العديدة. وتعكس رواية «الجنقو: مسسامير الأرضض» لموءلفها<br />
الكاتب السسوداني «عبدالعزيز بركة سساكن »الأجواء العجيبة<br />
لهياة الجنقو، المزارعين في المناطق الهدودية بين السسودان<br />
وإثيوبيا وأرتيريا. وكيف تكيفوا مع واقع إدخال الآلات<br />
الزراعية الهديشة<br />
وخسسارة المئات منهم<br />
لوظاءفهم. وبالرغم<br />
من كل ذلك فلم تتبدل<br />
علاقتهم مع الزراعة<br />
والتجوال ومعتقداتهم<br />
عن دور المال والنسساء.<br />
من جهة أخرى يُعد<br />
عبدالعزيز بركة<br />
الكاتب والناقد<br />
السسوداني المعروف<br />
الذي فازت روايته<br />
«الجنقو: مسسامير<br />
الأرضض» بجاءزة الطيب صاله للٕبداع الرواءي في دورتها<br />
لعام 2010م.<br />
101 100
ملف «المسسمار»<br />
نوفمبر / ديسسمبر 2011م<br />
المسمار<br />
في الشعر العربي<br />
للمسسمار حضضور خجول في الششعر العربي، لكنه في الششعر الهديش<br />
يغري الششعراء بأن يكونوا مشله أحياناً.. يقول قاسسم حداد في نصص<br />
سساحر:<br />
»كنت القدم العارية كنت شظية القلب الضاري كنت مسمار<br />
الباب مارقا زهرة الصدر كنت اأسئلة الكهرباء كنت نحيب<br />
االأبجدية كنت مرياث الكتب كنت شظف اخلبز يف العائلة<br />
كنت احلديد فاضح الليل كنت عاج العفة تقية التجديف كنت<br />
الشهوة اخلفيفة كنت التميمة وصمت الناس كنت الدمث«.<br />
بعد نصص حداد يتبادر السوءال إلى أذهاننا.. هل نششبه<br />
حقاً المسسمار كما يقول الششعراء؟ ربما يششبه أفكارنا كما<br />
يقول الششاعر السسعودي محمد خضضر في قصيدته مسسمار:<br />
الششاعر قاسسم حداد<br />
الششاعر محمد خضضر<br />
الششاعر محمد الماغوط<br />
يشبه اأفكارنا<br />
متاماً<br />
نحن اأصحاب احلل الوحيد<br />
اأصحاب االعتقاد<br />
اأن كل شيء<br />
متاح لفك العقدة<br />
اأن االرتباط<br />
مشاألة شخصية جدا<br />
حتى لو صدئت االأخشاب<br />
التي يسميها االآخرون<br />
مكاناً خصباً لراأس اأفكارنا<br />
المسسمار ليس سسيئاً حتى وإن أسسقط عليه نزار قباني<br />
صفة الجمود حيش قال:<br />
اإين خريتُ كِ فاختاري<br />
ما بنيَ املوتِ على صدري..<br />
اأو فوقَ دفاترِ اأشعاري..<br />
اختاري احلبَّ .. اأو الالحبَّ<br />
فجُ نبٌ اأال تختاري..<br />
قويل. انفعلي. انفجري<br />
ال تقفي مثلَ املسمارِ..<br />
ويخالفه محمد الماغوط إذ يرى المسسمار غير ذلك، فهو<br />
في قصيدة «تكوينات» التي يوجهها إلى يوسسف الخال<br />
مادحاً، يقول:<br />
اأنت من احتضنتنا باأسمالنا، وقملنا، وجوعنا،<br />
ورعبنا، ودموعنا،<br />
ولسعات السياط على ظهورنا من البالد التي<br />
جئنا منها.<br />
واأعطيت لكل منّا<br />
سقفاً ليقيم..<br />
ورغيفاً لياأكل..<br />
ودفرتاً ليكتب..<br />
ووسادة ليحلم..<br />
• • •<br />
نعم اأنت املسمار املقتلع من اإحدى راحتي<br />
سبارتاكوس<br />
لتعلّق لوحة لرفيق شرف احلايف القدمني بني<br />
اأعمدة بعلبك<br />
وخرائبها<br />
كشيرة هي قصاءد الششعراء التي ذكرت المسسمار ضضمن<br />
كاءنات المكان، حيش كان مشيراً للتوظيف والتششبيه في<br />
قصاءدهم.
القثامي.. يستنطق المسامير<br />
في عمل سسيريالي نفذه الفنان التششكيلي السسعودي فهد القشامي عام 2007م،<br />
بدت مسساميره كأنها ششخوصص تحكي «حكاية المسسامير»، كما أطلق على<br />
عمله. بدأ هذا العمل الذي يتكون من أكثثر من قطعة عندما وقع بصره<br />
بالمصادفة على مسسمار يقف مهمششاً في إحدى لوحاته. أبهر الفنان مع هذا<br />
الكاءن الذي له رأس.. وكأن له كياناً وروحاً، وحياة تششبه حياتنا. من هنا<br />
انطلقت حكاية المسسامير، حيش جعل كل من يششاهد هذا العمل يتخيل قصة<br />
ما: مسسمار منغرس حد الموت والكآبة في لوه خششبي، عندما قرر أن ينهضض<br />
ليكون واحداً من بين المسسامير الكشيرة في الهياة، التقى مسسماراً أقصر منه،<br />
يوحي من طوله ورقته أنها ربما كانت أنشى تمشل ششريكة الهياة التي يتمنى..<br />
لكن الهياة قاسسية حد الموت، فيدفعان على سسكة قطار ليواجها الموت معاً.<br />
ربما كانت الهكاية هكذا.. ربما كانت حكاية أخرى.. لكن مما لا ششك فيه<br />
أن القشامي اسستنطق المسسامير.. وجعل المتلقي يبهر في الهكايات وينسسجها.<br />
102
ملف »الأحمر«<br />
نوفمرب / ديسمرب 2008م<br />
إضاءة خضراء.. احلمضيات..<br />
أقل<br />
تساعد في<br />
طاقة<br />
الوقاية من البرد
مجلة ثقافية تصصدر كل شهرين<br />
عن أرامكو السسعودية<br />
نوفمبر - ديسسمبر 2011<br />
المجلد 60 العدد 6<br />
ص . ب 1389 الظهران 31311<br />
المملكة العربية السسعودية<br />
www.saudiaramco.com