05.01.2015 Views

الفصل الثالث: قراءة في الصخور - Saudi Aramco

الفصل الثالث: قراءة في الصخور - Saudi Aramco

الفصل الثالث: قراءة في الصخور - Saudi Aramco

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قراءة الصخور 81<br />

ويف الوقت الذي بداأ فيه بعض اجليولوجيني يف مراجعة مواقفهم وتصحيحها،‏ ظل ‏ستاينكي ثابتاً‏ على<br />

موقفه.‏ ومل يكتف ‏ستاينكي بتفادي االنشغال مبشكالت احلفر يف عام ‎1936‎م وحسب،‏ بل كان يستثمر<br />

ما وصفه ديفيس ‏"بقدرته النادرة ‏"على ربط اأجزاء املعلومات الغامضة واملعزولة التي يغفل عنها كلياً‏<br />

معظم الناس،‏ بل حتى معظم اجليولوجيني."‏ وكان ‏ستاينكي،‏ الذي عُ‏ نينّ‏ كبرياً‏ للجيولوجيني يف عام ‎1936‎م،‏<br />

يتعرف اإىل ما وصفه ديفيس ‏"بالشاهد البارز على قدرات ماكس ‏ستاينكي االستثنائية التي اأثبتها يف اململكة<br />

العربية السعودية".‏<br />

ويتذكر ديفيس معاناته يف يوم ‏شديد القيظ يف اأواخر عام ‎1936‎م،‏ فيقول:‏<br />

جاءين ماكس ‏ستاينكي وقال يل:‏ ‏"فرد!‏ اأريد اأن اآخذك الأريك حقل الزيت الثاين يف اململكة العربية<br />

السعودية"،‏ وكانت فكرة جيدة بالنسبة يل فالدمام هي كل ما لدينا.‏ وهكذا توجهنا بالسيارة نحو اجلنوب<br />

الغربي حيث بقيق االآن.‏ وخرج ماكس من السيارة مثل كلب الصيد ومشى بني الكثبان الرملية التي بدت<br />

يل متماثلة متاماً.‏ وانتهى بنا املطاف اإىل ‏"منخفض"‏ ‏صغري بني التالل الرملية تعلوه نتوءات من ‏صخور<br />

جريية بارزة من العصر االأيوسيني.‏ وانحنى ماكس وطرق على ‏صخرة ثم رفعها عالياً‏ وقال مفتخراً:‏ ‏"هل<br />

ترى هذه يا فرد؟ اإنها ‏صخور جريية من العصر االأيوسيني...".‏ ثم اأشار اإىل مسافة خمسة اأميال ‏)ثمانية<br />

كيلومرتات(‏ - واأنا الذي ال اأستطيع الروؤية ملسافة ربع ميل )400 مرت(‏ - وقال:‏ ‏"هذا جبل دام"،‏ ثم اأشار<br />

اإىل موقع اآخر على بعد عشرة اأميال وقال:‏ ‏"هذا جبل غرميل"،‏ ثم اأضاف:‏ ‏"ال بد من اأن يكون الزيت حتت<br />

االأرض يف هذين املكانني،‏ فلدينا اإذاً‏ تشكيل ‏صخري هناك وال بد لنا من اأن نحفر فيه."‏ نظرت اإليه يف<br />

دهشة،‏ وما كنت الأجروؤ على معارضته،‏ وقلت له:‏ ‏"بالطبع قد تكون مصيباً‏ لكنني ال اأستطيع حتى مشاهدة<br />

ما تشري اإليه."‏ لكن حماسته كانت بال حدود،‏ وملا حفرنا بعد فرتة قصرية يف ذلك املوقع متاماً‏ عرثنا على<br />

حقل بقيق الضخم.‏<br />

استطاع ‏ستاينكي بفضل مالحظات فريقه اأن يستنتج قدراً‏ كبرياً‏ من املعلومات من املوؤشرات<br />

السطحية،‏ مبا يف ذلك املوقع املحتمل حلقل بقيق الذي اأكدته اأعمال احلفر االستكشافية بعد بضع ‏سنوات.‏<br />

ومع ذلك مل يستطع اجليولوجيون اأن يفهموا بشكل كامل طبقات الصخور الرسوبية حتت منطقة االمتياز<br />

الضخمة.‏ وللمساعدة يف ‏سد هذه الفجوات املعرفية،‏ بداأ هرني وفريقه يف نوفمرب ‎1936‎م برناجماً‏ للحفر<br />

ملعرفة تشكيالت الصخور بفضل ابتكار طونّره ماكس ‏ستاينكي ملواجهة التحديات الناشئة عن اتساع منطقة<br />

االمتياز السعودية.‏ ويعتمد ابتكار ‏ستاينكي على حفر عدد من االآبار قليلة العمق نسبياً‏ اإذ يرتاوح عمقها بني<br />

األف واألفي قدم للحصول على عينات من الصخور ‏)مت فيما بعد حتويل العديد من هذه االآبار اإىل اآبار مياه<br />

ليستفيد منها البدو(،‏ من مناطق يبعد بعضها عن بعض مئات الكيلومرتات ومقارنتها لفحص استمرارية<br />

طبقة معينة من الصخور اجلريية عند عمق حمدد.‏ لكن الشروع يف مقارنة النتائج والتوصل اإىل استنتاجات<br />

معينة بخصوصها استغرق ‏شهوراً‏ عدة.‏<br />

دحل هيت:‏ يف اأواخر مارس واأوائل اأبريل عام ‎1937‎م،‏ وبرنامج احلفر ملعرفة التشكيالت الصخرية<br />

يجري على قدم وساق،‏ قام ‏ستاينكي و فلويد ميكر ،Floyd Meeker كبري امليكانيكيني،‏ مبا ‏سمنّ‏ اه العديد<br />

من جيولوجيي ‏سوكال الحقاً‏ بالرحلة التاريخية.‏ ورافق االثنان جمموعة اأكرب،‏ بينهم هاملتون من معسكر<br />

الظهران،‏ اإىل الرياض ومنها اإىل جدة،‏ حيث اأبحر هاملتون اإىل مكتب ‏سوكال يف لندن.‏<br />

غري اأن رحلة عودة فلويد ميكر وماكس ‏ستاينكي اأسهمت كثرياً‏ يف زيادة فهم الفريق جليولوجيا<br />

اململكة.‏ فاملنطقة التي عربوها ‏شرق الرياض هي احلد الفاصل بني الصخور القاعدية القدمية للدرع العربي<br />

والطبقات الرسوبية للرف العربي.‏ ويف اأماكن كثرية من التداخل هذا،‏ تكشف التالل الركامية الضخمة<br />

‏)واأبرزها تالل طويق(‏ واالآبار العميقة اأو املنخفضات املنهارة عن طبقات رسوبية عمرها ماليني السنني.‏<br />

لكن ما الحظه ‏ستاينكي يف هذه الرحلة،‏ واالستنتاجات التي توصل اإليها تبقى حمض حدس وتخمني.‏<br />

فاملالحظات البسيطة التي خطها ال ترقى اإىل مرتبة الدليل القاطع . وقام اأحد جيولوجيي اأرامكو السعودية<br />

السابقني،‏ واسمه توماس كيث ،Thomas Keith فيما بعد بقراءة مذكرات ‏ستاينكي امليدانية بغرض كتابة<br />

تاريخ جيولوجيي الشركة،‏ واألقى بعض الضوء حول رحلة العودة قائالً:‏ متهل ‏ستاينكي يف العودة واستثمر<br />

الفرصة لدراسة جيولوجيا املنطقة،‏ وخاصة النتوءات الصخرية حول الرياض حيث كانت طبقات الصخور

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!