12.02.2015 Views

ó`LGƒ`àH ó«©°S

ó`LGƒ`àH ó«©°S

ó`LGƒ`àH ó«©°S

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

SAWT 2010<br />

14<br />

Mercredi 28 avril 2010<br />

N°3712<br />

العدد 3712<br />

■ حاورته/‏ نوّ‏ ارة لهرش/‏ ه‎2‎<br />

■ الأسئلة هي التيمة التي تتقاطع<br />

وتلتقي حولها مجاميعك<br />

الشعرية،‏ ورغم أنها التيمة<br />

الطاغية إلا أن هناك تيمات<br />

أخرى تكاد تنافس‏ تيمة الأسئلة<br />

كالتاريخ،‏ الأسطورة والساسية،‏<br />

والسياسة تشغلك وتشغل شعرك<br />

كشيرا لماذا؟<br />

سعيد هادف:‏ إسمهي لي أن أطره<br />

السوءال التالي:‏ كيف واكب الشعرُ‏ الجزاءرَ‏<br />

في غمار تحولاتها؟،‏ أول نقطة تحول<br />

عرفتها الجزاءر العشمانية كانت متمفصلة<br />

مع التهولات التي عرفتها أوروبا بعد<br />

نشوء الفدرالية الأمريكية في الربع<br />

الأخير من القرن الشامن عشر وصراع<br />

الدول الأوروبية على الإرش العشماني.‏<br />

في خضم ذلك التهول،‏ بعد برز<br />

الشاب عبد القادر أميرا وقاءدا لشعب لم<br />

يكن يعرف شيئا عن محيطه الدولي،‏<br />

وموءسسا لدولة لم تكن تتوفر على<br />

شروط إنسجامها.‏<br />

وبموازاة نشاطه السياسي والعسكري<br />

إشتهر أيضا كشاعر،‏ بل كان الشاعر<br />

الوحيد الذي ذكرته المصادر التاريخية.‏<br />

إن هذا المعطى يوءكد لنا أن الجزاءر كانت<br />

كساءر الأقطار العربية تعاني من جفاف<br />

في الخيال وفقر في أنماط التعبير باللغة<br />

العربية الفصهى.‏ وإذ أتحدش عنه<br />

كشاعر فليس‏ قصدي قدرته على قرض‏<br />

الشعر،‏ بل قدرته على الإبتكار والتخيل،‏<br />

فالتاريخ يذكر عبقريته في الخطط الهربية<br />

والإدارة.‏<br />

ويمكنني الجزم أنه كان أكثر إبداعا في<br />

التدبير السياسي والهرب منه في<br />

القصيدة.‏ لقد بدأ‏ كتابة الشعر شابا كما<br />

تدل على ذلك وثيقة البيعة الأولى التي<br />

تصفه بالشاعر الناثر،‏ وقد دأب على<br />

كتابة الشعر طوال حياته.‏ فهل إستطاع<br />

الأمير،‏ وهو الشاعر الوحيد الذي جادت<br />

به الأقدار على جزاءرءذ،‏ هل إستطاع أن<br />

,1830<br />

يستوعب شعرا-‏ تطلعاته وتطلعات<br />

شعبه؟،‏ هل أفله في كتابة قصيدة تعكس‏<br />

حياة شعبه وزمنه؟،‏ يكاد النقاد يجمعون<br />

على أن ديوان الأمير لم يعكس‏ زمنه بلغة<br />

جديدة،‏ وهو وإن حاول،‏ لم يفله تماما،‏ في<br />

إبتكار معادل شعري لمحنته ومحنة شعبه.‏<br />

لم يكن في لغته أي زتطوير وليس‏ في<br />

الصور أي إبتكار وإنما هي إجترار لما جاء<br />

في شعر بعض‏ شعراء الجاهليةس‏ أمشال<br />

عمرو بن كلشوم وعنترة العبسي أو<br />

شعراء العصر العباسي مشل أبو فراس‏<br />

الهمدانيس،‏ حسب مقاربة الدكتور محمد<br />

ناصر.‏<br />

لقد كتب أشعارا حماسية عن معاركه<br />

وعن فرسانه،‏ وكتب عن أشواقه لأهله<br />

كما كتب قصاءد غزلية وأخرى صوفية.‏<br />

عاصر الأمير رواد الشعر الأوربي<br />

والأمريكي أمشال فيكتور هيغو،‏ بودلير<br />

ورامبو،‏ فكيف لم يدفعه فضوله لمعرفة<br />

فرنسا من خلال معرفة شعراءها،‏ وهو<br />

الذي ظل على صلة بالأسقف<br />

مونسينيور دي بوش‏ طيلة إقامته<br />

بأمبواز،‏ وآخرين في ما بعد؟،‏ كنا<br />

سنلتمس‏ عذرا لو تعلق الأمر بشاعر لم<br />

تسعفه إمكانياته على معرفة الآخر؟،‏<br />

لكن مع الأمير يختلف الأمر،‏ لقد كان<br />

بوسعه أن يجند بعشة لمعرفة ما وصلت<br />

إليه فرنسا من علم وثقافة.‏ إنها أسئلة<br />

الأربعاء‎28‎ أفريل<br />

الأديب سعيد هادف في ضيافة ‏''أصوات أدبية''‏<br />

الشعر هو أكثر المنتوجات اللغوية خطرا<br />

سعيد هادف شاعر وكاتب صهفي وباحش جزاءري غادر الجزاءر عام 1998 واستقر في مدينة<br />

وجدة المغربية،‏ و في هذا الجزء الشاني من الهوار يواصل الهديش عن الجزاءر والتاريخ والسياسة<br />

وعن سياقات وأحوال شعريتين/الجزاءرية المغربية وعن تيماته الأقرب إلى مزاجه الشعري<br />

والتي يراها مفصلية في أكشر الهالات.‏<br />

يفرضها التاريخ،‏ وتاريخه هو بالذات.‏ إن<br />

هذا الوعي القاصر الذي طبع تاريخ<br />

الجزاءر ذلك الوقت هو الساءد الآن.‏ عما<br />

قريب سنهتفل بمرور نصف قرن من<br />

الإستقلال،‏ والجزاءري ما زال محروما من<br />

نعمة الهرية والأمن والهياة الراقية.‏ هذا ما<br />

جعل التاريخ والسياسة هاجسا مركزيا<br />

في شعري،‏ وبالمناسبة أحيلك على<br />

قصيدة ‏''جيم''‏ للشاعر لخضر بركة.‏<br />

■ المكان أيضا من بين التيمات<br />

الهاضرة في نصوصك،‏ كيف هي<br />

علاقتك بالمكان وما الفرق بين<br />

المكان المولد والمكان الغربة،‏ وهل<br />

تستهضره بهنين أكثر أم بألم<br />

وحسرة؟<br />

سعيد هادف:‏ المكان هو الناس‏<br />

والعلاقات التي تنتسج بينهم،‏ هو العاءلة<br />

والأصدقاء والذكريات والمشاريع<br />

والأحلام،‏ ولكل إختيار تبعاته وأوزاره،‏ لا<br />

يتسع المقام لأسرد عليكِ‏ السياق<br />

والظروف التي جعلتني أتخذ من وجدة<br />

مدينة إقامتي،‏ لم أجد صعوبة في التأقلم<br />

وإن كنت صادفت إكراهات،‏ ووضعيتي<br />

المادية لا يهسد عليها.‏ ما يوءلمني هو عدم<br />

قدرتي على السفر إلى الجزاءر فالهدود<br />

مغلقة وإمكانياتي المادية لا تسمه لي<br />

بالسفر عبر الطاءرة،‏ وما يوءلمني أكثر<br />

الوضعية الجزاءرية المغربية غير المبررة<br />

وغير المستساغة.‏ حينما زرت الجزاءر<br />

بدعوة كريمة من الصديق<br />

حكيم ميلود،‏ كانت لي فرصة زيارة عدد<br />

من المدن،‏ وقد طلب مني بعض‏ أعضاء<br />

اتحاد الكتاب أن أترك لهم بعض‏<br />

مخطوطاتي الشعرية من أجل إصدارها<br />

في إطار زالجزاءر عاصمة للشقافة<br />

العربيةس‏ لكن ذلك لم يهدش،‏ فكما<br />

ترين الجزاءر مكان تتهكم فيه<br />

ميكانيزمات النبذ والإقصاء.‏<br />

سنة 2006<br />

■ التاريخ هاجسك أيضا،‏ إلى أي<br />

حد يمكن للشعر أن يستوعب<br />

التاريخ،‏ وهل ينصفه أم يوظفه<br />

من أجل التوظيف وفقط؟<br />

سعيد هادف:‏ نهن شعب ننتمي إلى<br />

تاريخ تتخلله الإنقطاعات والبياضات،‏<br />

تاريخ غير نسقي،‏ هو ذاته يعاني من<br />

خصاص‏ في التأريخ،‏ تاريخ يخضع<br />

لنسق الآخر دون تجاوب واع.‏ والشاعر<br />

الذي لم يبتلع جيدا تاريخه الشخصي<br />

وتاريخ شعبه وعصره،‏ فلن تكون<br />

نصوصه ذات قيمة مضافة.‏<br />

■ الشاعر منذور لإعادة ابتكار<br />

الرموز التاريخية والأسطورية<br />

وتطهيرها من طقوسها<br />

الفرجوية/الأيديولوجية المضللة<br />

للعقل والمعادية للقيم الإنسانية<br />

هذا ما قلته،‏ برأيك هل كل إعادة<br />

ابتكار للرموز تكون موفقة،‏ أم<br />

هناك إعادات ابتكار تكون سيئة<br />

وسلبية وفاشلة أيضا؟<br />

سعيد هادف:‏ أعتقد أن الخطر الذي ظل<br />

يهدق بإنسانية الإنسان هو التماهي بين<br />

زالهقيقةس‏ وسالمتخيلس،‏ فاللغة وحدها<br />

قادرة على الإضطلاع بهذا الدور:‏<br />

كشف الهقيقة أو طمسها أو تزييفها أو<br />

ترسيخ المتخيل على أنه حقيقة،‏ وبما أن<br />

كل نص‏ أو خطاب هو منتوج لغوي،‏ وفي<br />

وجود متلق يسهل تضليله،‏ فإن الواقع<br />

والهالة هذه يبقى مقيدا بالمطلقات<br />

وبالتالي يبقى معرضا لكل أنواع<br />

التلاعبات.‏ الشعر هو أكثر المنتوجات<br />

اللغوية خطرا،‏ وإذا سلمنا أن الشعر فن<br />

حيوي،‏ سيار،‏ سريع العدوى والإنتشار،‏<br />

فضلا عن كونه خطابا إستعاريا<br />

وتخييليا،‏ فهو والهالة هذه خطر.‏ من<br />

المحطات التي يسجلها التاريخ في هذا<br />

المضمار موقف أفلاطون من الشعراء،‏<br />

وهو إذ يطردهم من الجمهورية الفاضلة<br />

فلكونهم في نظره أقرب إلى سماء الوهم<br />

منهم إلى أرض‏ الواقع.‏ بعد ذلك بقرون<br />

يأتي الإسلام بخطاب صارم في شأن<br />

الشعراء ولكن مع إستشناء الفئة الموءمنة.‏<br />

تكمن خطورة الشعر في كونه فنا يجعل<br />

من اللغة خطابا سهريا وفرجويا قادرا<br />

على النفاذ إلى أحاسيس‏ المتلقي وأفكاره<br />

وخياله ورغباته،‏ وإلى وعيه ولا وعيه في<br />

آن.‏ إن هذا الخطاب الذي يتهرك في إتجاه<br />

متلقِ‏ إفتراضي يعمل على صياغة تمشلاته<br />

لذاته ولمحيطه،‏ بطريقة هي أقرب إلى<br />

الكيمياء.إن الخطر هنا لا يمس‏ المتلقي في<br />

ذاته،‏ بقدر ما يمسه كإنتماء،‏ أو كمشروع<br />

إنتماء،ومن ثمة يتهدد السلطة من خلاله<br />

بوصف هذا المتلقي هو شرط إستمرارها<br />

وحامي أسوارها.‏<br />

■ هل ترى ذاتك وملاذك في الشعر<br />

حقا،‏ ألم تتبرم منه يوما،‏ ألم تقل<br />

فليذهب إلى الجهيم مشلا أو تبا<br />

له؟<br />

سعيد هادف:هذا صهيه،‏ كنت أشرت<br />

سابقا إلى زالهالةس‏ التي تعتري الشاعر<br />

لهظة اخملاض،‏ حالة لا يقوى على<br />

مقاومتها،‏ ويبدو لي أن الشاعر ليس‏ هو<br />

الوحيد الذي يعيش‏ هذه الهالة ويبقى<br />

الإختلاف في نمط التعبير.‏ بالنسبة لي قد<br />

تعافيت وصرت أكتب من خارج هذه<br />

الهالة،‏ أي أكتب من داخل الإرادة وتحت<br />

سيطرة الوعي.‏<br />

■ هل لنا أن نعرف جديدك؟<br />

أو إشتغالاتك الهالية،‏ وإلى أي<br />

حد سرقك البهش بهكم أنك<br />

باحش من الشعر؟<br />

سعيد هادف:‏ في غياب الإمكانيات<br />

فكل مجهود يسير بوتيرة بطيئة،‏ هذا هو<br />

وضعي ومع ذلك أحاول جهدي في مجال<br />

البهش.‏ أعمل في إطار مركز أبهاش من<br />

خلال إنتماءي إلى وحدة الترجمة ووحدة<br />

الدراسات المغاربية وأفكر في إصدار<br />

بعض‏ الأعمال وتأسيس‏ جمعية الصداقة<br />

المغربية الجزاءرية.‏<br />

■ كلمة تود قولها في الأخير؟<br />

سعيد هادف:‏ أتقدم إليكِ‏ وإلى فريق<br />

الجريدة بالشكر،‏ وبالمناسبة أهنئ شيخنا<br />

الطاهر وطار على الجاءزة وأتمنى له<br />

الصهة.‏<br />

■ انتهى<br />

AL-AHRAR<br />

aswat-adabia@hotmail.com<br />

..<br />

■<br />

يجيء الخير من حيش لا<br />

و لم يجد أمامه بابا مفتوحا تحتسب.‏<br />

إلا باب بعض‏ الخواصّ‏ ،<br />

فاستخدمه الهاج عبد الرحمن قول حكيم،‏ و لكن في زمن<br />

اللامعقول و الجنون أصبه<br />

روابهية محاسبا في متجره.‏ هكذا تغيّر مجرى حياة الشابّ‏ و الخير عملة نادرة.‏<br />

تبدّدت آماله.‏ من الهلم بالثروة فقال متأفّفا:‏<br />

والمركز الرفيع إلى موظف صغير على أي حال فالمسألة لا<br />

في متجر.‏ لم يصدّق الساسي تعنيني في شيء.‏<br />

و ثابر على عمله بإخلاص‏ و<br />

عون الله و حرمه و آمنا بأن<br />

تفان،‏ يراجع حسابات المتجر،‏<br />

عينا أصابت ابنهما الوحيد.‏ يلبّي طلبات الزباءن،‏ يتعامل مع<br />

هتف الرجل بدهشة:‏<br />

تجار الجملة و يقوم بإيصال<br />

محاسب في متجر؟!‏<br />

البضاءع لطالبيها.‏ و الهاجّ‏ من<br />

فقال أحمد:‏<br />

ناحيته لم يقصّ‏ ر،‏ فكلّما<br />

خير من أبقى بلا عمل.‏ تضاعف ربهه كان فيه لأحمد<br />

لم أسمع عن صاحب شهادة نصيب.‏ و مع مضيّ‏ الوقت تأقلم<br />

جامعية يقبل أن يشتغل في<br />

مع الوضع و ارتاه لعمله<br />

متجر.‏<br />

فانغمس‏ فيه حتّى قمّة رأسه.‏<br />

لم أجد فرصة أخرى.‏ 2 <br />

و كيف نواجه الناس؟<br />

العمل الشريف لا يهطّ‏ من<br />

قيمة الأشخاص.‏<br />

لم تعد مهمة أحمد تقتصر<br />

و لكن لا مستقبل لصاحب<br />

على العمل في المتجر،‏ فقد<br />

الشهادة إلا الوظيفة المحترمة!‏ أضيفت إليها أعباء جديدة هي<br />

الرزق بيد الله،‏ ألا توءمن<br />

الإمساك بدفاتر اخملبزة<br />

بهذا؟<br />

واجملزرة ومراجعة حساباتهما.‏<br />

و لكن<br />

تضاعفت مسوءولياته،‏ فكان<br />

فقاطعه ليجبر بخاطره:‏ عليه أن يتكيّف مع الوضع<br />

لا تقلق،‏ إذا وجدت وظيفة في الهكومة فلن أتردّد في مغادرة الجديد و أن يوليه ما يستهقّ‏<br />

من جهد و عناية.‏ و هو يهظى<br />

المتجر.‏<br />

و أثبت الشابّ‏ طاقة خارقة في بسعادة لِما يُهرز من منزلة عند<br />

الهاجّ،‏ فعوّ‏ ضه ذلك عن مشقةّ‏<br />

العمل حازت رضا و إعجاب<br />

الهاجّ،‏ فخصّ‏ ه برعايته و أجزل العمل و ثقل المسوءولية.‏ مكّنه<br />

وضعه الجديد من اكتساب<br />

له العطاء.‏ كان شعلة من<br />

علاقات جديدة و تجربة<br />

النشاط،‏ يتواصل عمله من<br />

حقيقية في دنيا المال،‏ فازداد<br />

الصباه الباكر حتى أواخر النهار بلا تذمّر و بهمّة لا تعرف الكلل.‏ حماسا في عمله كأنه لم يُخلق إلا<br />

دبّت فيه روه صادقة منذ طرق لذلك.‏ و كان منهمكا في عمله في<br />

عالم عبد الرحمن روابهية.‏ المتجر عندما دخلت عليه امرأة،‏<br />

في الشلاثين أو ما يزيد،‏ سمراء<br />

بدا سعيدا بما يهرز من منزلة مليهة الوجه فاءرة الجسم<br />

عنده،‏ فبلغ انبهاره بشخصيته ثاءرة النهدين.‏ أثارت اهتمامه<br />

درجة من الهرارة أنسته قساوة وغراءزه وشغلت وعيه بالكامل.‏<br />

العمل و ضآلة المرتّب ووضعه الاجتماعي الذي لا يبلّ‏ الريق.‏ لم يكن ممن يهسنون إخفاء<br />

المشاعر،‏ فتفطّ‏ نت المرأة لما يعتلج<br />

و كان الهاجّ‏ يعامله معاملة<br />

خاصة،‏ حتى أنه قال له يوما:‏ في صدره،‏ و وهبته عينيها<br />

أتعلم ما أهمّ‏ شيء في الدنيا؟ بسخاء لتشعره بأنّه يوجد<br />

قبول و استجابة.‏ ولمّا عادت بعد<br />

فابتسم و قال:‏<br />

أيام كانت نظرتها ناطقة لا<br />

الثروة.‏<br />

تحتمل التردّد،‏ فاستجاب لها<br />

فقال الهاجّ:‏<br />

بنظرة جريئة معبّرة و ابتسامة<br />

الأهمّ‏ من ذلك العمل،‏<br />

فبالعمل تتهقّق الثروة.‏ ذات معنى.‏ و إذا بها تسأله:‏<br />

ابن الهاجّ؟<br />

ثم صارحه قاءلا:‏<br />

فقال بارتباك:‏<br />

لولا العمل لما حقّقت ما<br />

كلا،‏ أنا مدير أعماله.‏<br />

حقّقته من نجاه،‏ لم يترك لنا مدير أعماله؟<br />

الوالد أي شيء ولكن بالعمل<br />

المسوءول عن محالّه.‏<br />

رزقني الله بالطول و العرض،‏ أللهاجّ‏ محالّ‏ أخرى غير هذا<br />

بدأت من الصفر،‏ باءعا للخرشف المتجر؟<br />

والهرشاء والتبش،‏ و بالصبر و مخبزة و مجزرة.‏<br />

الشطارة تمكنت من جمع ثروة فقالت و كأنها تعرّفه بنفسها:‏<br />

صغيرة استشمرتها في التجارة<br />

الموازية،‏ ثم مضيت شيئا فشيئا أنا أسكن مع والدتي في العمارة<br />

اجملاورة،‏ و من زباءن الهاجّ.‏<br />

أثبّت أقدامي في دنيا المال،‏<br />

فقال بسرور:‏<br />

فاستأجرت محلّا و استعملته<br />

تشرّفنا<br />

مطعما صغيرا للهمص‏<br />

ثم استطرد متساءلا:‏<br />

واللوبياء،‏ ثم اشتريت مجزرة و و الوالد؟<br />

مخبزة،‏ وانهمرت علي النقود<br />

توفّاه الله بعد ولادتي<br />

ملايين تجر ملايين حتى صرت بعامين،‏ وأنا وحيدة الأسرة،‏ فلا<br />

من أثرياء قالمة،‏ و الفضل في أخ ولا أخت.‏<br />

ذلك كله بعد الله للعمل!‏ فسألها مبتسما:‏<br />

و يفضي أحمد بما سمع لأبيه على ذمّة رجل؟<br />

فقال متعجبا:‏<br />

قالت مبتسمة في ارتباك:‏<br />

إنه قادر على كل شيء،‏ و لكن مطلّقة.‏<br />

بين بيع الخرشف والهرشاء<br />

فعاد يسألها:‏<br />

والتبش‏ والثراء الفاحش‏ مسافة عاملة؟<br />

هاءلة إلا يقطعها إلا صاروخ!‏ كلا،‏ و لكن أمي لها معاش‏<br />

و أدرك الشاب ما يعنيه أبوه<br />

بسيط،‏ أسرة على قدّ‏ الهال.‏<br />

فقال:‏<br />

لا عمل ولا زوج وبدون دخل<br />

الهاجّ‏ معروف بطيبته و<br />

صلاحه أكثر مما عُرف بالثراء،‏ يوفّر معيشة لاءقة.‏ وفوق ذلك<br />

فهي تكبره بأعوام.‏ و اضطربت<br />

لا أشك أبدا في استقامته و<br />

جوانهه بعنف الكبت،‏ فزاغ<br />

نظافة يده.‏<br />

بصره متطلّعا بجراءة إلى مفاتن<br />

ممكن.‏<br />

الجسم و تقاطيعه المشيرة كأنّما<br />

إنها الهقيقة.‏<br />

أمدّتها بوقود العفاريت.‏<br />

الله أعلم.‏<br />

فقال أحمد بشقة:‏<br />

ابتداء من العدد القادم<br />

..<br />

■<br />

قصة مسلسلة<br />

أحلام الرماد<br />

بقلم:‏ إسماعيل غموقات<br />

3

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!